
رواية “الورَم” لإبراهيم الكوني ونبوءة الربيع العربي، د.فيصل أبو الطُّفَيْل أستاذ باحث، جامعة القاضي عياض، مراكش/ المغرب، بحث نشر بكتاب أعمال مؤتمر الرواية العربية في الألفية الثالثة ومشكل القراءة في الوطن العربي: الجزائر العاصمة 21-22|08|2016 ، ص 199. (للتحميل يرجى الضغط هنا)
ملخص:
يعتمد الروائي الليبي إبراهيم الكوني في مجمل كتاباته الروائية على نمط مغاير لما هو متداول في الساحة الروائية العربية، حيث يقدم في روايته :”الورَم” -الصادرة سنة 2007م- تصورا جديدا لمفهوم السلطة، باعتبارها هوسا يملك صاحبه ووسواسا يسيطر على جسده وروحه.
تبرز قيمة الرواية في تسليطها الضوء على تيمة السلطة وفق رؤية رمزية وفلسفية توائم متغيرات البيئة العربية المعاصرة، وتحمل بين طياتها نبوءة ما شهدته أحداث الربيع العربي، ولا شك أن انتماء الرواية مكانيا إلى البيئة الصحراوية الحافلة بالمفاجآت وتوقّع المعجزات، واستشرافها زمنيا مآلات التنافس حول السلطة في المستقبل القريب، قد جعل من هذه الرواية/ المنعطف ملاذا يستثير حواس القارئ الشغوف ويذكي لديه الرغبة في تحليل نصوص الرواية واستكناه الرؤية العميقة لكاتبها.
إن القراءة المتأنية لرواية “الورم” تثير فينا جملة أسئلة نتغيا الإجابة عنها في هذا البحث:
*كيف تتقلب السلطة حتى تصير ورما يضع حدا لحياة صاحبه؟
*كيف تتغير الأبعاد النفسية للبشر وانتماءاتهم وولاءاتهم بتغيّر مواقع السلطة وأصحابها؟
*ما النتائج المترتبة عن التنافس حول السلطة؟
*إلى أي حدّ استطاع إبراهيم الكوني في رواية “الورم” التوفيق بين تجديد الكتابة الروائية وبين التعبير عن أوضاع المجتمعات العربية في ظل تداعيات الربيع العربي؟
الكلمات المفتاحية: (الرواية –السلطة-نبوءة الربيع العربي).
Le roman « Al Waram » d’Ibrahim Al-Kawni et la vision du printemps arabe
Abstract
L’œuvre d’Ibrahim Al-Kawni s’impose comme un modèle unique dans le panorama du roman arabe. En effet, dans Al Waram « La Tumeur », paru en 2007, l’auteur propose une nouvelle conception de la notion du pouvoir comme une manie susceptible d’enchainer à la fois le corps et l’esprit de ce celui qui le détient.
La force de ce roman réside dans son aptitude à pointer le thème du pouvoir à partir d’une vision philosophique et symbolique inspirée des divers changements survenus dans la région arabe actuellement. Une vision prémonitoire quant aux événements connus sous la dénomination du printemps arabe notamment. Ce roman qui, sur le plan spatial, appartient au désert avec tout ce que cet espace à de fantastique et de miraculeux et qui, sur le plan temporel, prédit les conséquences de la course au pouvoir, évolue pour devenir une espèce de roman/tournant capable d’accroitre la curiosité du lecteur et de toucher à ses sens.
Après Une lecture posée du roman Al Waram, cette intervention prétend à répondre aux questions suivantes :
Comment le pouvoir évolue-t-il pour devenir une tumeur capable d’achever celui qui en fait usage ?
Comment les dimensions psychologiques des personnes, leurs orientations et leurs appartenances changent-elles suivant le changement du pouvoir en place ?
Quelles sont les conséquences de la course au pouvoir ?
Dans quelle mesure Al-KAwni a-t-il réussi dans le roman étudié à transposer l’actualité des sociétés arabes au milieu du printemps arabe tout en faisant preuve de renouveau sur le plan de l’écriture romanesque ?
Les mots-clés : (Le roman – le pouvoir – la vision du printemps arabe).
تلويحة البدء:
أضحت قضايا الربيع العربي في مقدمة مشاغل الرواية العربية المعاصرة. فمن جهة تمثل السلطة أحد مدارات الصراعات القائمة في الوطن العربي، ومن جهة أخرى يرزح تحت وطأتها وجورها المواطن المقهور والمتأزم ماديا واجتماعيا إلى درجة يغدو كيانه محطم النفس مسلوب الإرادة.وتعد الرواية –في عصرنا الحاضر-أنسب فضاء للكتابة عن هذه الأزمات والتقلبات التي جاش بها صدر المواطن العربي على شكل صرخات ترددت أصداؤها في ميادين الربيع العربي بين جموع الثوار المطالبين بحقهم في قدر أدنى من الكرامة والعيش في ديمقراطية تضمن التوازنات الاجتماعية والاقتصادية بين الأفراد.وهذا ما يتولى نقله على مستوى الكتابة الإبداعية المبدعون من كُتّاب الرواية المعاصرة،”فالرواية كجنس أدبي دائمة التغيّر لكونها منفتحة على احتمالات لا تُحصى تفرزها الحياة الإنسانية وترتبط باللحظات الفلسفية الفارقة والتغيرات الدراماتيكية في الاقتصاد والسياسة وانعكاساتهما على الأوضاع الديموغرافية والنفسية للكتلة البشرية”[1].
وتبعا لما سبق وقع اختيارنا في هذا البحث على رواية “الورَم” للكاتب الليبي إبراهيم الكوني باعتبارها فضاءً يضم بين جوانبه مجمل النتائج التي أفرزتها التجاذبات القائمة بين السلطة ومريديها، وبين تداعيات الخروج عن السكة الصحيحة في ممارستها وما تقود أصحابها إليه من سوء المآل.إنها رواية تتنبأ بين سطورها بما شهده عدد من البلدان العربية تحت مسمى الربيع العربي.وهو ما يجعل من الكوني أحد الروائيين العرب الذين استشرفوا بعين ثاقبة هذه الثورات قبيل وقوعها،”مما يقطع بحساسية الروح المبدعة التي كثيرا ما ترتقي إلى مستوى النبوءة”[2].
الكاتب وما كتب، نظرة من كثب:
إبراهيم الكوني روائي ومفكّر ليبي يتقن تسع لغات! بلغ ذروة التأليف عبر كتبه التي قاربت الثمانين كتابا! تتوزع ما بين الروايات والشذرات الحِكمية والأعمال الفكرية والنقدية، مما يمثل ظاهرة فريدة في التأليف وإضافة حقيقية للأدب العربي. ولا بد من التنويه بأن الكوني كاتب جدير بأن نقرأ له لأن ما يكتبه عبارة عن مزيج متناغم من مشارب شتى تتقاطع جميعها في نقطة تماس الأدب بالفلسفة (والمحصّلة: تركيبة أدبية-فلسفية من طراز رفيع). تمتص رحيق أجناس المعرفة المختلفة محدثة في ما بينها أنواعا من التداخل والتفاعل والتكامل، يعتمد عليها الكاتب ليعيد ترتيب الأشياء والمفاهيم من زاوية تأملية خاصة تدفع القارئ إلى مراجعة نفسه واكتشاف ما حوله في وجوده وبعده الإنساني. ولا يخفى على كل قارئ فطن أن نصوص الكوني تحتاج إلى تفكير عميق وتأمل دقيق لإيجاد منافذ تيسّر التواصل معها، ليجد هذا القارئ نفسه واقعا تحت سطوة النصوص الروائية التي يبدعها إبراهيم الكوني على غير منوال سابق.
تقول الناقدة اعتدال عثمان: “إن نصوص الكوني تكشف عن رؤية مثقف واسع الثقافة، يتمثل التجربة الإنسانية والتراث العالمي تمثلا عميقا”[3].ومن الطبيعي أن هذه الثقافة الواسعة والمتعددة المشارب -والتعدد دليل على الثراء والعمق- مكّنت الكوني من توليد نصوص جديدة في رواياته، وهي نصوص تحاور ما سبقها وتضيف إليه جديدا، وهذه إحدى سماتها التي تميزها عن غيرها ، وتجعلها نهرا متدفقا يفتش عن مصب ذهبي وعن قارئ متنور يتنبه إلى المعاني الثاوية خلف أستار نصوص الرواية.
ما قبل النص: عتبات البداية
ثمة علاقات توازٍ تقوم بين الاقتباسات التي يضعها الكاتب في مفتتح الفصول وما يحدث في الرواية”[4].
فمن عادة الكوني أن يستهل رواياته بمجموعة من المقتبسات غالبا ما تكون عبارة عن نصوص دينية أو حكم فلسفية ، وربما امتدت هذه المقتبسات لتشمل مفتتحات الفصول.وبالنسبة لرواية الورم قيد التحليل، فإن أول مقتبسة استشهد بها الكوني هي الآية الكريمة:
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[5].
وتتلو الآية الكريمة مقتبسة أخرى من العهد القديم جاء فيها:
“لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبّة الرب”[6].
تهيئ هذه المقتبسات القارئ لاستقبال مضمون الرواية وتقبل أحداثها المتتالية، كما ترتبط بشكل مباشر بالغاية التي ينشدها الكاتب ويضعها نصب عيني القارئ منذ البداية: يتعلق الأمر بتقديم تصور جديد لمفهوم السلطة داخل مزيج يضم الواقعي والأسطوري ويستجلي دواخل النفس البشرية التواقة إلى التملك و الأنانية والطغيان. ويستشرف نهاية مأساوية لكل من تلبّس بالسلطة حتى صارت ورما يقضي على جسده وروحه معا.
إن استشهاد الكاتب بالآية الكريمة يتضمن إيماء إلى ما دأب عليه الإنسان من خيانة للأمانة وتجبّر في الأرض وتنكيل بالعباد استجابة انفسه الأمارة بالسوء، وهو ما ينطبق على الشخصية الرئيسة في الرواية (أساناي) الذي سفك دماء الناس مجانا وفي مقدمتهم الرسول الذي جاءه بالخُلعة.
أما بالنسبة لمقتبسة العهد القديم فإن الكوني قد استشهد بها ليبرهن على أن محبة الله لا تجتمع مع محبة ممتلكات الدنيا في قلب واحد، والسلطة من أكثر الأشياء التي تتعشقها النفوس المذبذبة البعيدة عن مدارات الإخلاص والعدل والظامئة إلى الإفساد في الأرض وسن النواميس التي تخدم المصالح الذاتية على حساب المستضعفين المقهورين من الرعية.وعلى ضوء ما سبق يتبين “أن تجاور هذه المقتبسات يخدم خطة الكاتب، إذ يفتح مشروعه الروائي على المعرفة الإنسانية من ناحية، ويتفاعل من ناحية ثانية مع الرؤية الروائية ويربطها بسياق الرواية العربية المعاصرة”[7].
توصيف الرواية:
يرجع سر تسمية الكاتب روايته بــ”الورم” إلى المآل الذي يؤدي إليه الافتتان بالسلطة، أي إلى النهاية الحتمية لمريد الزعامة والتي عبّر عنها الكوني بــ”الخلعة” رمزا لامتلاك السلطة وفي الآن نفسه تمثل مصرعا من مصارع الاستبداد.وتبعا لذلك فقد كان اختيار الاسم مناسبا جدا ومعبرا عن فحوى الرواية، فحب السلطة عندما يستحوذ على الإنسان شبيه بالورم الذي ما إن يصيبه حتى ينتشر بكافة جسمه ويكون سببا في هلاكه. وبتعبير آخر: إن الورم هو الداء الذي يصيب الإنسان حينما يصير عبدا لشهوة السلطة، خادما لغواية الزعامة .
صدرت أول طبعة لرواية الورم سنة 2007م، وهي عبارة عن رحلة أدبية فلسفية مرهِقة للذهن منعشة للروح. يثير الكوني في هذه الرواية سؤالا كونياً أزلياً حول قيمة الجسد في مقابل قيمة الروح، أيهما الأولى بالتكريس له والعمل من أجل الإبقاء عليه. الجسد هو الذي يتحرك في فضاء هذا الكون ويعمل ويبني ويحيي الحضارات بينما يتم إسناد كل منجز معنوي أو عقلي للروح.إن الكوني يضعنا دائماً عند حدود أسئلة لا تشفي الغليل بيقين واحد قد يؤدي إلى راحة النفوس، وينقلنا بلغته المحبوكة وثقافته الواسعة إلى عالم الصحراء حيث الرموز المجهولة القابعة في الواحات والفيافي تبحث لها عن موطئ قدم يبرر الوجود الإنساني فيها.
تتكون الرواية من 17 فصلا وتقع في 184 صفحة من الحجم المتوسط.عناوين الفصول تجتذب القارئ وتحثه على متابعة أحداث الرواية واقتناص غاياتها والتلذذ بلغتها وبمضامينها:(الخلعة-البشارة-البلاغ-القرينان-الواحة-الزعيم-الخطيئة-الطريدة-الجسد-الصفقة-المساءلة-الضحية-الخِلّ-الحجاب-الورم-الحقيقة-الناووس)، والفصل الأول فيها معنون بـ: الخُلعة، وتمثل الموضوع الرئيس في الرواية وكل شيء يدور حولها.وترمز الخلعة للسلطة في تجلياتها القصوى كما أشرنا إلى ذلك آنفا، وكما سنوضح ذلك بمزيد بيان في موضع تال.
الورم أيضا عنوان الفصل 15 من الرواية ويمثّل عقدتها التي تؤذن بتبدّل الأحوال وسوء المآل.
ملخّص الرواية:
تدور الرواية في مجملها حول شخصية رئيسة مهووسة بالزعامة، حيث يسعى الطاغية “أساناي” للاحتفاظ بالسلطة المتمثلة في الخلعة الميتافيزيقية التي تلقاها هدية من شخصية مجهولة الهوية هي الزعيم الذي لم يسبق لأحد أن رآه.
تجري أحداث الرواية مكانيا في تلك الواحة القابعة في عمق الصحاري الجرداء حيث تتغير حياة أساناي من عبد تعيس في قومه منبوذ وحقير لا يقدر على شيء إلى مريد للسلطة مالك لها ،إذ يأتيه الرسول ببشارة تجعل منه (صاحب الخُلعة) بأمر من زعيم الصحراء ليكون بعدها سيد واحته وملكاً على رقاب رعيته.
يرتدي أساناي الخلعة فيفسد في الأرض بغير حق، ويكتم أنفاس الرجال ويلهو مع الجواري من نساء الواحة، ويفرض المكوس ويقتل أهل المشورة من الكهنة والسحرة ومريدي الحكمة، ويرتكب الجريرة تلو الأخرى بحجة أنه خليفة وأنه يملك السلطان.
يأتيه رسول الزعيم ليستردّ منه الخُلعة بسبب خيانته الامانة وتفريطه في حقّ الناموس، فيصدر الحكم على أساناي بخلع الخلعة عن جسده الملتصق بها: لقد حكم عليه أن يسلخ جلده وهو حي، فيموت نزفا أو حزنا، كما أخبره بذلك رسول الزعيم.لكن أساناي ينكر الحكم ويرفضه ويشق عصا الطاعة فيرتكب خطيئته الأخيرة بقتل الرسول وإنكار وجود الزعيم.يتحوّل أساناي بعد ذلك إلى (مريد الاحتجاب) منعزلا مريضا شريدا منكفئا على ذاته كارها للحياة والملذات.وبعد أن يتماهى جلد أساناي بخُلعته، يتفشّى الورم في هذا الجسد فيشرف الطاغية على الهلاك، ويتردّى إلى قعر الذل والهوان.
هناك سلطة أعلى غيبية تفوّض جزءا من نواميسها إلى سلطة أسفل: الأولى سلطة الزعيم وهي هبة على سبيل الاسترداد، والثانية سلطة أساناي التي صار وجوده متوقفا على امتلاكها حتى امتزجت بجلده وصارت جزءا منه لا يتجزأ.وإذا كان ما يُستعار حقا لا بد من إرجاعه لأصحابه، فإن طغيان أساناي وتجبّره واعتداده بنفسه زيَّن له الخروج عن النواميس وبسط اليد على ما كان تفويضا من الزعيم له، فكان أن جعل نفسه أحقَّ بامتلاك السلطة من غيره فقتل الرسول وأنكر وجود الزعيم ليكون جزاؤه من جنس عمله: سيعاقب جسده بالورم مثلما ستعاقب روحه بالانحطاط في دهاليز المذلة والإهانة. وبهذا الفهم، “وضع الأسلاف عقوبة صارمة تجاه من تُسوّل له نفسه اختراق وصايا الناموس: إنه ليس الطرد من الفردوس فقط، بل كذلك المعاقبة والقصاص”[8].
إن رواية الورم رواية فلسفية تعرّي أصحاب النفوذ والسلطة وتفضح شهوة الإنسان إلى الطغيان، فينسى أنه مجرد إنسان وليس إلها على الأرض.وعبر هذه الرواية التي جعل الكاتب فكرتها تصل إلى احتمالات متعددة، يدفعنا الكوني إلى التفكير العميق، لا في فشل الإنسان في استعمال السلطة إذا امتلكها بين يديه ووقوعه بين مخالبها، بل إلى اقتناص فكرة أوسع وأشمل تتمثل في فشل الإنسان في خلافة الله على الأرض، تلك الخلافة التي كان أساسها احترام الناموس، هذا الأخير الذي عاث فيه البشر خرابا وفسادا.
إن السلطة هي الخطيئة المطلقة التي لا يمكن امتلاكها إلا بارتكاب الآثام ولا يبرع في الاحتفاظ بها إلا الأراذل من الناس.يقول إبراهيم الكوني: “إن السلطان كان دوما قدَر الأراذل لأنهم الأمّة الوحيدة التي لا تتورّع عن اقتراف أعظم الآثام”[9].
الخُلعة رمزا لتملّك السلطة:
يكشف الكوني في رواية الورم مثالب السلطة وما تحدثه من شطط في استعمالها بغير وجه حق على المحكومين، كما يبين أنها ترتد لتصيب الحاكم في مقاتله إذ يصعب التخلص منها (الخلعة أنموذجا في الورم) بعد تملكها وممارستها، وتبعا لهذا الاتصال الأبدي يدفع صاحب السلطة ثمنا غاليا بتورّم جسده (الورم) بعدما تورمت روحه في الظلم والجبروت.
تمثل (الخلعة) عنوان الفصل الأول من الرواية، كما أنها تتكرر في جميع الفصول الأخرى ويحرص الكوني على ذكر تبعاتها لأنها رديفة للسلطة قائمة مقامها عن طريق التفويض، كما يؤكّد أنها ليست من نصيب الفضلاء ولكنها طريدة السفهاء.يقول الكوني: “الخُلعة لم تُخلق لتُخلع على أناسٍ أفاضل، ولكنها خُلِقتْ لتُخلع على أراذل”[10]. وبالعودة إلى ما تدل عليه هذه الكلمة في دلالتها اللغوية نجد: “الخلعة: الثوب الذي يُعطى منحة”[11]. والعجيب أن هذه المنحة ستنقلب محنة تؤدي بصاحبها إلى الهلاك: فالخلعة يلبسها مريد السلطة فتتلبّسه حتى تقتله.
الخلعة رداء مسموم ما إن يلبسها صاحبها حتى تلتصق به إلى الأبد.وما يثير الانتباه أن أساناي صاحب الخلعة لم يهتم كثيرا بهذا المرض الذي سيكون سببا لهلاكه وحتى سعيه في التداوي منه كان رهين الاحتفاظ بالخلعة بدل التفكير في كيفية النجاة من شرّها. والنتيجة أن عشق السلطة تمكن منه حتى النخاع.ومن الغريب أن ينسى أو يتناسى أساناي أن الخلعة (= السلطة ) قد تُستردُّ منه في أية لحظة سيما إذا ما ثبتت عدم جدارته بممارستها .ولن يتم ذلك إلا من خلال سلخ الجلد عن الرداء ، إذ لم يبق أمامه سوى خيار واحد هو الموت !
الخُلْعة أيضا خُدْعة (بإبدال اللام دالا)؛ يستغلها صاحب السلطة لقضاء مصالحه الذاتية على حساب الرعية التي تواجه الخداع والظلم. يلبسها الطاغية ليغطي الجسد ويتنكر للروح. إنها توهم صاحبها بمنحه الخلود في السلطة. وإذا كانت الخُلعة مديحا للجسد فإنها بالمقابل إهانة للروح.
الورم ونبوءة الربيع العربي:
اعتبر كثير من الباحثين والنقاد رواية الورم نبوءة لتلك الوقائع التي شهدتها بالفعل ثورات الربيع العربي[12]، وما حدث للمتسلطين والمحتمين بالخلعة على حساب أية أخلاقيات أخرى لهو خير دليل على ذلك !
وفي ما يتعلق بفضاء الرواية فإن بيئتها-كما عوّدنا الكوني في سائر رواياته- بيئة صحراوية والأجواء فيها خرافية، لكنها تحيل ضمنيا على ما عاشته البلدان العربية داخل ما يسمى بالربيع العربي. فالمدينة تقع على النقيض من الصحراء: الأولى رمز للتحضر المتدثر بالباديات والثانية رمز للعدم الذي تستتر وراءه الخافيات، وهي أيضا أرض خصبة لا باخضرارها ولكن برمالها التي تحتضن الخوارق والمعجزات. والصحراء بالنسبة للكوني ليست مجرد مكان خلاء موسوم بالقساوة والمقاومة للبقاء على قيد الحياة، ولكنها بديل ينوب عن جميع أماكن الدنيا، إنها معْلمة ومُعَلّمة تقدّم على طبق من ذهب دروسا وعبرا في الوجود الإنساني، وتزحزح قناعات الإنسان باستثارة الشك والتأمل لديه ليبلغ اليقين ويفهم سر الوجود، وقد صرح الكاتب بذلك فقال: “أن توجد الصحراء يعني بديهيا حضور كل الأوطان، بل وحضور الدنيا! هذا يعني أن على الناس أن يعلموا مرة واحدة وإلى الأبد أنني لا أكتب عن الصحراء كصحراء، ولكنني أكتب عن الصحراء كاستعارة للوجود الإنساني بأسره”[13].
وتبرز قيمة الصحراء أيضا-في بعدها الوجودي عند الكوني- بما عبّر عنه في إحدى رواياته بقوله: “الصحراء معلم حكيم لم نستمع إليه طول حياتنا، لأننا كنا مشغولين بتنفيذ أوامر النفس التي لا تأمر إلا بالسوء”[14].
تتأسس العلاقة بين الإنسان والطبيعة في أعمال الكوني ومن بينها الورم على ضرب من التلاحم والتمازج منقطع النظير، “فتمتزج الطبيعة بالإنسان، ويندمجان في بعضيهما بعض.وكأن الحدود تمحي بينهما فيكون الإنسان منظورا إليه من خلال الطبيعة، وتكون الطبيعة منظورا إليها من خلال الإنسان”[15]. ومن أمثلة ذلك المقطع الآتي من الرواية: “يقال إن التنافس بين الواحتين كثيرا ما أدّى إلى نزاعات خطيرة…ولكن لم يحدث ولا مرة أن استغلت “آدري الشمال” حظوتها فاستخدمت ضد جارتها سلاح المياه لتميتها ظمأ.والفضل في التحلي بهذه البطولة لا يرجع إلى روح التسامح بقدر ما يرجع إلى روح الأوائل الذين يرون أن منع الماء عن خصم (حتى لو كان أعدى عدو) ليس جرما في حق الناموس الأرضي، ولكنه إنكار للناموس السماوي”[16].
يفصح هذا المقطع عن فكرة جوهرية مفادها أن التنافس حول السلطة محاط بسياج من الاعتراف والتبجيل لوصايا الأسلاف وأقوال الحكماء، فالماء موضوع الصراع في هذا المقطع هو ملك يتقاسمه الجميع ولا يحق لأي طرف مهما بلغت عداوته للآخر أن يمنع عنه سر الحياة (الماء)، لأنه إن فعل ذلك تحولت عداوته من طابعها الأرضي إلى طابع أعلى سماوي فكان كمن يرتكب جريمة لا في حق نفسه أو في حق عدوه ولكن في حق النواميس المقدسة.منع الماء إذن يجلب لعنة سماوية على من تسول له نفسه ذلك.
وإذا كان الماء في المقطع السابق عنصر إنعاش للواحتين المتصارعتين، فإن عنصر الإدهاش في رواية الورم كامن في استباق الكوني مآلات تأزم الواقع المعيش في البلدان العربية التي اندلعت فيها ثورات الربيع العربي.نستشهد على ذلك مثلا بالنهاية المأساوية لصاحب الخلعة (=السلطة) أساناي، والتي ترمز إلى أفول كل من يحكم بغير عدل ويتجبر بامتلاك السلطة.
ف”مهما استفحل التردي وتعاظمت السديمية، فإن السلطة الاستبدادية لا تستطيع أن تحتل مجموع إمكانات المواطنين، ولا أن تعطّلها، إذ تظل هنالك دائما مراكز وعي مناهض، تقاوم ما هو كاتم للأنفاس ومعاد لحرية المواطن وحقوقه.والإبداع…يلتقي موضوعيا مع قوى المناهضة والرفض المتطلعة إلى بلورة وعي جديد”[17].
إن ما سطره الكوني في رواية الورم التي يمكن أن تنعت بالرواية/المنعطف يبرز بلا شك القيمة الرمزية التي اكتسبتها بما تضمنتها من أقوال متاخمة لرؤية استشرافية حملت الكاتب وما كتب إلى القمة، فهي”رؤية روائية قادرة على الاستبطان والاستشراف…وإذا كان غنى النصوص ذاتها وإشعاعاتها القوية في اتجاهات متباينة يجعلان القبض على دلالة نهائية لها أمرا يدخل في دوائر المحال، فإن إحدى هذه الدلالات يتمثل في مسعى كاتب عربي لأن يعيد، على طريقته وبخصوصيته، النظر في العالم من خلال رؤية نقدية كاشفة لما يدمّر حياة الإنسان ويسحق وجوده”[18].
ولا يغفل الكوني الحديث عما أسماه : “الخيبة الملازمة لفعل الثورات”. ويقصد بذلك ما يترتب عنها من جوانب سلبية تؤزم الأوضاع الراهنة بدل أن تحدث الغاية المرجوة منها (تحقيق العدالة والديمقراطية والعيش الكريم).ومن الإلماعات الدالة على ذلك ما جاء به الكوني على لسان الرسول في الورم حيث يقول:
“نسيتَ حنين هؤلاء إلى التغيير حتى لو جاءهم هذا التغيير بالبلايا بدل العطايا”[19]. فلابد لكل تغيير من أن يستجلب معه ما لا يرغب فيه للوصول إلى ما يرغب فيه، وما الصراعات والانشقاقات بين صفوف الثوار داخل الربيع العربي إلا مؤشر على أن نجاح كل ثورة رهين بدفع ضريبة التغيير التي تكون مثقلة بالمحن الحاملة بين طياتها أمل الوصول إلى بعض المنح.ذلك أن بلوغ النعيم محفوف بعبور الجحيم، وهو ما عبّر عنه أبو الطيب المتنبي بقوله[20]:
تُرِيدِينَ لُقْيَانَ المَعَالي رَخِيصَةً *** وَلا بُدَّ دُونَ الشَّهْدِ مِنْ إِبَرِ النَّحْلِ
ولعله من الإرهاص اللطيف والإيماء الطريف أن يحقق الكوني في روايتة الموسومة بالورم قصب السبق في تعرية الواقع العربي وقدح الشرارات الأولى المنذرة بقدوم ثورات الربيع العربي في سرد يتراوح بين قطبيْ البوح والتكتم بلغة تلميحية؛ بين بعديْ الإفصاح والكتمان.وعلى هذا النحو “شرّح الواقع الراهن بطريقة توحي بأن هناك لهيبا تحت الرماد، وأن خلف السكون الظاهر عاصفة وشيكة الهبوب”[21]. وهي العاصفة التي ستجرد الكثيرين من سلطة ملكوها لأزمنة طويلة وعشقوها عشقا أبديا فكانت سببا في هلاكهم.وهو عين ما وصفه الكوني بقوله: “لا نهلك إلا بما نحبّ أو بما نملك”[22].
ولكي نطوي دفة الكلام، يلائم التنبيه أن هناك نوعا آخر من الثورات دعا الكوني إلى القيام بها لأنها أكثر تأثيرا وأبلغ أثرا في تحقيق التغيير المنشود نحو أفق مشرق ومنفتح، إنها الثورة الروحية التي ينبغي لكل فرد أن يترسمها ليثبت وجوده كإنسان ولينجح في التعايش مع غيره ويعبّر عن رأيه في حرية واطمئنان. يقول الكوني:”إن هذه الثورات لن تحقق الحُلُم إن لم تتحول ثورات روحية تعيد للإنسان اعتباره كإنسان من حقه أن يقول كلمته لا في نظامه السياسي (الديمقراطي قطعا)، ولكن في رؤيته لحضوره في الوجود أيضا”[23].
خاتمة
إن القراءة المتأنية لرواية الورم تكشف جملة أشياء يمكن تلخيصها كالآتي:
يقدم الكوني في هذه الرواية تصورا جديدا لمفهوم السلطة يواكب تغير أوضاع المجتمعات العربية وما انخرطت فيه من ثورات في ظل تداعيات الربيع العربي.وقد رمز الكاتب للسلطة في “الورم” ب “الخلعة ” التي ما إن يلبسها “أساناي” بطل الرواية (ورمز الطغيان أيضا) حتى يقع في حبها وتصبح جزءا من جسده وجلده لصيقا به، وبدل أن يسخّرها في خدمة الصالح العام للرعية، وفقا لما تمليه نواميس الشرع والقانون ووصايا الأسلاف أو القدماء من الحكماء، فإنها تستحوذ عليه وتوهمه بامتلاك العالم، فيخالف كل النواميس، مما يدفع الزعيم إلى استرجاعها لأنها منحة مستعارة، بيْد أنه لا سبيل لانتزاعها منه وفصلها عنه إلا بسلخ جلده أي بهلاكه المحتوم. وهكذا فـإن هذه “الهبة تخفي بداخلها قصاصا في حين تبدو للبلهاء خلاصا”؛ وفقا لعبارة إبراهيم الكوني في رواية “الورم”.
تتميز اللغة التي يكتب بها الكوني بأنها بالغة الرقي والعمق، يزيدها بلاغة سلاستها وكثافتها وموسيقيتها وتنوع استخدام مستوياتها وأساليبها.إنها لغة مرنة شيمتها الجنوح إلى الجديد والتجديد، تتعامل مع المتعدد والمفتوح واللانهائي وتطرق كل الإمكانات والممكنات بشكل يدفع نصوص الرواية إلى حدودها القصوى، وينزاح بالكتابة الروائية إلى مدارات بكر غير مطروقة.
تمثل الصحراء-في روايات الكوني عامة وفي رواية الورم خاصة-فضاء بديلا لكل الأوطان، يستمد قوته من شساعته وقساوته التي تكشف للإنسان حقيقة وجوده وتحثه على اقتحام المجاهيل؛ زهدا في الملذات واكتشافا لكنوز الذات، وسعيا إلى تحقيق ضرب من السمو الأخلاقي بموجبه يزهد في ما ملكت يداه ويربح روحه ويقي بدنه وينقذ نفسه من الوقوع صريعا في قبضة معشوقة مميتة اسمها السلطة.
تبرز القيمة الرمزية التي تتحلى بها رواية “الورم” في تضمنتها أقوالا متاخمة لرؤية استشرافية تصل إلى مدارج النبوءة التي لا يمتلكها من الروائيين إلا من نضجت تجربته واتسعت مداركه وتنوعت ثقافته، ويعد إبراهيم الكوني على رأس هذه الكوكبة التي تجعل من الكتابة الروائية هدفا لها في الحياة، تعبر به ذوات الآخرين وتسجل بصمتها على صفحات التاريخ، وتعيد نسج خيوط التجارب الحياتية داخل الواقع المعيش ببلاغة تترقرق في سطور نصوصها في أصفى صورها وأنصعها، وتتوجه بالقارئ نحو غد مشرق أساسه الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، بعيدا عن كل القوالب الجاهزة، وقريبا من كل ما يمثل الفردي والابتكاري الجديد والمتمرد الطليق..
لائحة المصادر والمراجع
مصدر الدراسة
*إبراهيم الكوني، الورم (رواية)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 2008م.
مصادر البحث ومراجعه
*إبراهيم الكوني، الخسوف، رباعية روائية، الجزء الثالث: أخبار الطوفان الثاني، تاسيلي للنشر والإعلام/ دار التنوير للطباعة والنشر، ط2، 1991م.
*إبراهيم الكوني، ثوب لم يُدَنَّسْ بِسَمِّ الخياط (متون)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 2012م.
*أحمد البدري، خصوصية تشكيل المكان في آثار إبراهيم الكوني، الروائية-الرباعية نموذجا، مجلة قصص، تونس، العدد 31، مارس 2005م.
*اعتدال عثمان، قراءة استطلاعية في أعمال إبراهيم الكوني، فصول مجلة النقد الأدبي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، المجلد 16، العدد 4، ربيع 1998م.
*أمل رشيد، قداسة الناموس وسلطته في أدب إبراهيم الكوني (مقال)، مجلة جيل للدراسات الأدبية والفكرية، العام الثاني، العدد 11، سبتمبر 2015م.
*جبران مسعود، الرائد معجم لغوي عصري، دار العلم للملايين، بيروت، ط7، 1992م.
*شرح ديوان المتنبي، وضعه عبد الرحمن البرقوقي، مطبعة السعادة ، مصر، ط2، 1938م.
*فخري صالح، ثنائية إبراهيم الكوني الصحراوية، مجلة نزوى، ع 16، أكتوبر 1998م.
*لطفية الدليمي، أصوات الرواية، حوارات مع نخبة من الروائيات والروائيين، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 128، دار الصدى، دبي، ط1، يونيو،2015م.
*محمد برادة، الرواية العربية ورهان التجدّد، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 49، دار الصدى، دبي، ط1، مايو 2011م.
*محمد ولد محمد سالم، على الهامش، قراءات عابرة في روايات عربية معاصرة، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 130، دار الصدى، دبي، ط1، يوليو 2015م.
[1] -لطفية الدليمي، أصوات الرواية، حوارات مع نخبة من الروائيات والروائيين، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 128، دار الصدى، دبي، ط1، يونيو،2015م، ص: 7.
[2] -إبراهيم الكوني، ثوب لم يُدَنَّسْ بِسَمِّ الخياط (متون)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 2012م، ص: 296.
[3] -اعتدال عثمان، قراءة استطلاعية في أعمال إبراهيم الكوني، فصول مجلة النقد الأدبي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، المجلد 16، العدد 4، ربيع 1998م، ص: 233.
[4] – فخري صالح، ثنائية إبراهيم الكوني الصحراوية، مجلة نزوى، ع 16، أكتوبر 1998م، ص: 234.
[5] -سورة البقرة، الآية: 30.
[6] -رسالة يوحنا الأولى (15:2).
[7] -اعتدال عثمان، قراءة استطلاعية في أعمال إبراهيم الكوني، مقال مذكور، ص: 233.
[8] -أمل رشيد، قداسة الناموس وسلطته في أدب إبراهيم الكوني (مقال)، مجلة جيل للدراسات الأدبية والفكرية، العام الثاني، العدد 11، سبتمبر 2015م، ص: 129.
[9] -إبراهيم الكوني، الورم (رواية)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 2008م، ص: 31.
[10] -المرجع نفسه، ص: 110.
[11] -جبران مسعود، الرائد معجم لغوي عصري، دار العلم للملايين، بيروت، ط7، 1992، مادة (خلع).
[12] -في مقابلة نشرت بجريدة “بوليتيكا” البولندية (بالبولندية) و “بيرنرزايتونغ” السويسرية (بالألمانية)، وأعيد نشرها بالعربية بمجلة دبي الثقافية، مارس 2011م، يستشرف الكوني أحداث الربيع العربي التي كانت رواية الورم مسرحا لها بقوله عن الرواية: “إن الرواية (=الورم) ليست أمثولة أخلاقية، أو وثيقة فلسفية، لإدانة الشهوة إلى السلطة السياسية بقدر ما هي “وصية نفسية” إن صحّ التعبير”.ينظر: إبراهيم الكوني، ثوب لم يُدَنَّسْ بِسَمِّ الخياط، مرجع مذكور، ص: 312.
[13] -إبراهيم الكوني، ثوب لم يُدَنَّسْ بِسَمِّ الخياط، مرجع مذكور، ص: 302.
[14] -إبراهيم الكوني، الخسوف، رباعية روائية، الجزء الثالث: أخبار الطوفان الثاني، تاسيلي للنشر والإعلام/ دار التنوير للطباعة والنشر، ط2، 1991م، ص: 137.
[15] -أحمد البدري، خصوصية تشكيل المكان في آثار إبراهيم الكوني، الروائية-الرباعية نموذجا، مجلة قصص، تونس، العدد 31، مارس 2005م، ص: 80.
[16] -إبراهيم الكوني، الورم، مرجع مذكور، ص: 62.
[17] -محمد برادة، الرواية العربية ورهان التجدّد، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 49، دار الصدى، دبي، ط1، مايو 2011م، ص: 23.
[18] -اعتدال عثمان، قراءة استطلاعية في أعمال إبراهيم الكوني، مقال مذكور، ص: 233.
[19] – إبراهيم الكوني، الورم، مرجع مذكور، ص: 51.
[20] -شرح ديوان المتنبي، وضعه عبد الرحمن البرقوقي، مطبعة السعادة ، مصر، ط2، 1938م، الجزء الرابع، ص: 4.
[21] -محمد ولد محمد سالم، على الهامش، قراءات عابرة في روايات عربية معاصرة، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 130، دار الصدى، دبي، ط1، يوليو 2015م، ص:87.
[22] – إبراهيم الكوني، الورم، مرجع مذكور، ص: 58.
[23] – إبراهيم الكوني، ثوب لم يُدَنَّسْ بِسَمِّ الخياط، مرجع مذكور، ص: 322.