Skip to content

JiL.Center

Primary Menu
  • عن المركز
  • رئيسة المركز
  • شروط الانتساب
  • منشوراتنا
  • مؤتمرات وملتقيات
  • دوراتنا
  • محاضراتنا
  • مسابقاتنا
  • Cont@cts
موقع مجلات مركز جيل البحث العلمي
  • Home
  • سيمياء العنوان؛ البنيات والوظائف، مجموعة “هزائم صغيرة” لنادية الأزمي أنموذجا

سيمياء العنوان؛ البنيات والوظائف، مجموعة “هزائم صغيرة” لنادية الأزمي أنموذجا

admin 2020-12-09 1 min read
 

 

سيمياء العنوان؛ البنيات والوظائف، مجموعة “هزائم صغيرة” لنادية الأزمي أنموذجا

Title’s semiology: Structures and functions, Collection “little defeats” by NadiaAl-Azami as a Model

د.أحمد رزيق  ـ  أستاذ باحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ الدارالبيضاء – المغرب

Dr. Ahmed Razik ـ  Research Professor at the Regional Cent

er for Education and Training Professions / Casablanca – Morocco

مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 65 الصفحة 25.

      ملخص:

 تسعى الدراسة الموسومة بـ”سيمياء العنوان: البنيات والوظائف، مجموعة (هزائم صغيرة) لنادية الأزمي أنموذجا” إلى تقديم نموذج تطبيقي تحليلي لبنيات العنوان في بعديها العام (عنوان المجموعة) والجزئي الخاص (عناوين القصص القصيرة داخل المجموعة)، مركزة بالأساس على بنيات العناوين التركيبية والصرفية والمعجمية والدلالية والسياقية، وعلى الوظائف، المتنوعة والمختلفة التي نهض بها العنوان في المجموعة القصصية، مستفيدة في ذلك معرفيا من الدراسات التي أنجزت حول العنونة، ومنهجيا من الدراسات السيميائية للعتبات النصية.  الكلمات المفتاحية: القصة القصيرة – سيمياء – العنوان – العتبات – البنيات – الوظائف – التركيب – المعجم – الدلالة.

 

English summary

Title’s semiology. Structures and functions. Collection ” little defeats ” by Nadia Al-Azami as a Model aims to present an analytical, applicable model for the title’s structure on its global dimension – tltle’s collection -and partly dimension concerning  titles of the short stories within the collection, basically focusing on the titles morphological, lexical, semantic and contextual  structures .Also the study shed light on the different and various functions that have been improved by  the tilte of the collection,  cognitively beneficed from the studies that have been  made up about titrology,and  systematically from semiotic studies of  the para-text.

Short story – Semiology – Keywords The title – Para-text – Structures – Functions- syntax – lexicon – denotation

     

مما يسجله الباحث في التلقي النقدي للمجموعات القصصية في المغرب، أن الدراسات والأبحاث المنجزة حول التراكم القصصي محدودة جدا، رغم أنها عرفت زخما نوعيا خاصة مع الرعيل الأول من النقاد المغاربة الرواد؛ نذكر في هذا السياق كتاب (المصطلح المشترك) لإدريس نقوري، و(فن القصة القصيرة بالمغرب في النشأة والتطور والاتجاهات) لأحمد المديني، و(مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية: من التأسيس إلى التجنيس) لنجيب العوفي، و(مغامرات الكتابة في القصة القصيرة المعاصرة؛ القصة القصيرة بالمغرب أنموذجا( لحسن المودن.

وفي مقابل ذلك يسجل الباحث اهتماما نقديا واسعا بالرواية، ورصدا نقديا مواكبا لما ينتج من دواوين أو نصوص شعرية، تعكس ذلك الدراسات والكتب والبحوث الأكاديمية التي تنجز داخل الجامعات المغربية، فهل يرتبط الأمر بموقف أخذ في التبلور والحضور مع اكتساح الرواية لمساحة السرد؟ أم بموقف نقدي من النوع السردي نفسه، أي موقف من القصة القصيرة (وهو موقفُ كثيرٍ من النقاد من القصة القصيرة جدا)؟ أم إن الأمر يرتبط بكون النقد بلور مجموعة من المداخل المنهجية لقراءة المتون السردية الطويلة دون أن يهتم ببلورة مداخل نظرية وأدوات نقدية تمكن من قراءة النصوص القصصية القصيرة؟ هذا على الرغم مما حققته وتحققه القصة القصيرة في المغرب من تراكم كمي ونوعي، يمكن أن يمثل منطلقا لبلورة ما أشرنا إليه من مداخل نظرية وأدوات نقدية، تسعف في مواكبة ما ينتجه كتاب القصة القصيرة في المغرب من مجموعات قصصية قصيرة. ويمثل إسهام الكاتبة المغربية في هذا التراكم علامة فارقة وبارزة إذا ما قرئ هذا الإسهام في سياق شرطه التاريخي ومحدداته السوسيوثقافية؛ ونشير هنا إلى أن أول مجموعة قصصية صدرت بالمغرب لكاتبة مغربية هي مجموعة “ليسقط الصمت” لخناثة بنونة وذلك سنة 1967، تلتها بعد سنتين (أي سنة 1969) مجموعة “رجل وامرأة” للكاتبة زينب فهمي (رفيقة الطبيعة)، ليتدفق بعد ذلك شلال القصة القصيرة النسائية في المغرب مع ثلة من الكاتبات مثل ليلى أبوزيد في مجموعتها “بضع سنبلات خضر” (1979)، ولطيفة السباعي في مجموعتها “حرب النغم” (1990)، ولطيفة باقا في مجموعتها الأولى (ما الذي تفعله) (1993)، وسعاد الناصر (أم سلمى) في مجموعتها الأولى “إيقاعات في قلب الزمن” (1994) ([1])، لتتوالى إبداعات الكاتبة المغربية في مجال القصة القصيرة، نصوصا “أضحت تعبر أكثر من أي وقت مضى عن حاجة ماسة لدى المرأة المغربية؛ إلى الكتابة والتعبير عن وجودها ومكنونات وتوجهات هذه الذات، التي ظلت، لزمن بعيد، مجرد موضوع يكتب عنه الرجل ويوجهه حيث تشاء رغباته” ([2]).

مجموعة “هزائم صغيرة” للكاتبة نادية الأزمي:

هي أول مجموعة صدرت للكاتبة نادية الأزمي، عن دار النشر إديسيون بلوس بالدار البيضاء في طبعتها الأولى سنة 2016، قدم لها الدكتور مصطفى سلوي بمقدمة أبرز من خلالها، قدرة الكاتبة على أن تشق لنفسها مجرى على جنبات الوادي الكبير، وادي الحياة العملية الذي لم تكن له صلة، حين صدور المجموعة، بمجال الإبداع والكتابة القصصية، ثم سعى الدكتور لموقعة المجموعة القصصية ضمن السياق الأعم؛ سياق الكتابة القصصية النسائية، مشيرا إلى بعض الظروف التي صاحبت ولادة الكتابة النسائية، وما يسمها من سمات، ليخلص بعد ذلك إلى الاختيارات الموضوعاتية المتنوعة التي حضرت في مجموعة “هزائم صغيرة”، ويقف على بعض المداخل الجمالية التي أطرت هذه الاختيارات.

1 – سيميائية العنوان في المجموعة القصصية “هزائم صغيرة”:

سواء أكان العنوان رئيسيا أم فرعيا أم داخليا أم غير ذلك من الأنواع التي نقف على تحديداتها عند ليو هوك أو غريفل أو جنيت، فإنه لا يعدو عن كونه علامة لغوية تمارس التدليل، إذ “تدل على النص الذي تتقدمه، أو توحي به عند تحليلهـا، واستكشاف بنيتها الدلالية، أو أن تستقل بنفسها أحياناً. إن العنوان هنا هو المفتاح للدخول إلى عالم الـنص، ولذلك يعد بمثابة الرأس من الجسد، الـرأس الـذي بواسطته يفقه الإنسان مـا حولـه، ويـستدل علـى الموجودات.”([3])، وبحكم موقع العنوان الرئيس من المجموعة القصصية كلها، بحيث إنه يتصدرها ويتوفر له من الاختيارات التي يتبناها الكاتب في صياغته، وتشكيله، وموقعته ضمن مكونات الغلاف الأخرى، ما يجعله في موقع التماس الأول مع المتلقي، بحكم كل ذلك يصبح العنوان “نقطة التقاطع الاستراتيجية التي يعبر منها النص إلى العـالم، والعالم إلى النص، لتنفي الحدود الفاصلة بينهما، ويحتاج كل منهما الآخر.” ([4]).

تتشكل المجموعة القصصية للكاتبة نادية الأزمي من تسعٍ وعشرين قصة قصيرة، اختارت لها عنوان “هزائم صغيرة”. وتقوية لوظيفتي العنوان الإغرائية والتواصلية، فقد كُتب باللون الأحمر وبخط بارز يسار أسفل الصفحة الأولى للغلاف، مما يجعله في بؤرة الحقل البصري للمتلقي، ولا يوازيه في صفحة الغلاف من حيث حجم الخط إلا الإشارة المجنسة للعمل السردي (قصص) والتي كتبت بلون أخضر، وهو لون أقل حدة وتوهجا من ذاك الذي كتب به عنوان المجموعة القصصية، وذلك حتى لا يقع أي تشويش على الوظائف التي ينهض بها عنوان المجموعة.

وإذا كان العنوان يمتلك سلطته الخاصة التي من خلالها ينهض بما يؤديه من وظائف متنوعة، تختلف باختلاف مستويات تبنينه النصي والأيقوني، وهي السلطة التي يستمدها في الغالب في المجموعات القصصية من انتقائه من بين عناوين أخرى داخلية ليتصدر واجهة الغلاف، وليمثل نقطة التماس الأولى بين النص والعالم، فإن الكاتبة نادية الأزمي تتخلى في اختيارها لعنوان المجموعة عما يعضد سلطة العنوان باعتباره عنوان قصة من قصص المجموعة، مكتفية في تقوية سلطة العنوان بالجوانب اللسانية والأيقونية. إن عنوان المجموعة القصصية لا يمثل عنوانا داخليا لقصة من قصص المجموعة، وهو ما يعتبر خرقا لمألوف في التأليف القصصي دأب عليه كتاب القصة القصيرة، وصار لديهم بمثابة عرف وتقليد، فخناثة بنونة تختار أن تعنون مجموعتها (الصمت الناطق)([5]) بعنوان القصة الثانية من قصص المجموعة، وقبلها صاحب (الفارس والحصان) الكاتب محمد إبراهيم بوعلو([6])، يعنون مجموعته بعنوان النص القصصي الأول. ولعل اختيار عنوان النص الأول ليتصدر واجهة الغلاف، مثل في مرحلة من مراحل الكتابة القصصية في المغرب عرفا تواضع عليه المجايلون من كتاب القصة ومن تفاعل مع إبداعهم من الكتاب اللاحقين، نجد ذلك عند مصطفى يعلى في (شرخ كالعنكبوت) ([7])، وزهرة زيراوي في (مجرد حكاية)([8]) وزبيدة هرماس في (لم أرحل إلى الضفة الأخرى)([9]) وفضيلة الوزاني في (لا تصدقني دائما.. أكذب أحيانا)([10]).. ولا تكاد تشذ عن هذا الاختيار المرتبط بانتقاء عنوان المجموعة القصصية من بين عناوين نصوص المجموعة، أو اقتراح عنوان النص الأول عنوانا للمجموعة كاملة، إلا مجموعة محدودة من كتاب القصة القصيرة، نشير منهم على سبيل التمثيل إلى الأديبة سعاد الناصر التي تبنت هذا الاختيار الجمالي في كل مجموعاتها القصصية؛ بداية من (إيقاعات في قلب الزمن)([11]) ثم مجموعتها الثانية (ظلال وارفة)([12])، وأخيرا مجموعتها الصادرة سنة 2016 (في معراج الشوق أرتقي)([13])، ولا يمكن لمتلقي مجموعات الأديبة سعاد الناصر، وهو يقف على تكرار هذا الاختيار إلا أن يوقن بأن حرص الكاتبة على نحت عنوان مستقل من خارج العناوين الداخلية لقصص مجموعاتها إنما يمثل اختيارا جماليا واعيا، وليس وليد العشوائية والاعتباط. وهو نفسه الاختيار الجمالي الذي تتبناه الكاتبة الزهرة رميج، التي اختارت لمجموعتيها القصصيتين (أنين الماء)([14]) و (نجمة الصباح)([15]) عنوانين من خارج العناوين الداخلية للنصوص القصصية. وعلى النهج نفسه سارت الكاتبة نادية الأزمي في عنونة مجموعتها القصصية الأولى بعنوان من خارج العناوين الداخلية للنصوص القصصية “يطوق جميع نصوص هذه المجموعة ليبوح بهـا عبر نصه المصغر”([16])(هزائم صغيرة). إن الكاتبة نادية الأزمي بهذا الاختيار الجمالي تنحاز إلى:

  • منح القارئ مساحة حوار أوسع مع المجموعة القصصية؛
  • فتح أفق توقع توجهه محددات العنوان النصية والأيقونية (اللون، حجم الخط، الموقع..)؛
  • حفز القارئ على أن يبحث عن الخيط الناظم لنصوص المجموعة القصصية، وعلاقة ذلك بالعنوان (هزائم صغيرة).
  • تمكين العنوان من سلطة أخرى إضافية هي سلطة الهيمنة على كل نصوص المجموعة القصصية، وبالتالي نشر ظلاله الدلالية على كل نصوص المجموعة.

والمدقق في عناوين النصوص القصصية، لا يعدم الوقوف على روابط مختلفة تقوم بين عنوان المجموعة وبين العناوين الداخلية للنصوص، وخاصة منها عنوان القصة التاسعة من المجموعة (انتصارات صغيرة) ([17])، الذي يدخل في علاقة تضاد جزئي مع العنوان الذي ارتضته الكاتبة لمجموعتها (هزائم بصيغة الجمع مع التنكير ≠ انتصارات بصيغة الجمع مع التنكير)، مع المحافظة على الصفة نفسها (صغيرة)، وهو ما يمثل شكلا من أشكال الحوارية المشاكسة التي تقوم بين ما أسماه الناقد عبد الرحيم التدلاوي العنوان المظلة والعنوان الداخلي “ولاسيما عنوان قصة «انتصارات صغيرة» وكأن المجموعة تأبى الخضوع لنغمة اليأس المولدة من الهزائم، وتنحاز للانتصار، فبفعل التضاد ينهض الفعل الإيجابي، بانيا عالما آخر ممكنا، قد يكون بواسطة قوة عليا، فالظاهر فيه ومنه أنه استسلام، ورضوخ، وبالتالي عجز عن الفعل، لكن المضمر هو اعتماد قوة الإيمان في رد شهوة التسلط، والوقوف في وجه جبروته”([18])

وكذا عنوان القصة السابعة والعشرين (هزيمة أخيرة)([19])، حيث الصلة المعجمية والدلالية والتركيبية واضحة بين العنوانين. ولا تخلو العناوين الأخرى داخل المجموعة مما يصلها دلاليا بالعنوان الرئيس؛ إذ نجد من ضمن عناوين المجموعة (استسلام/ انكسارات/ أضغاث لقاء/ تسونامي/ تقاسيم الموت والصدى/ نقص..) وهي العناوين التي تحيل دلاليا على لفظ (هزائم) الوارد في عنوان المجموعة؛ إذ الاستسلام هزيمة، والانكسار هزيمة، وطوفان تسونامي هزيمة للإنسان أمام غضبة البحر، والأضغاث إعلان هزيمة أمام مرارة الواقع وعنفه، والموت هزيمة لرغبة جامحة في الاستمرار والبقاء، والصدى إعلان انسحاب وهزيمة، والنقص كيفما كان هزيمة أمام جلال الكمال وجماله، وبتتبعنا لكل تجليات الهزيمة من خلال العناوين الداخلية للنصوص القصصية، تجد صيغة الجمع في (هزائم) العنوان مسوغها الدلالي والعلائقي. ويقودنا هذا التحليل إلى استنتاج آخر مفاده أن (هزائم صغيرة) المجموعة القصصية تمثل عنوانا لتيمة تخترق جل نصوص المجموعة إن لم نقل كلها، لتعطي القارئَ إشارة نصية أن الكاتبة تبدع نصوصها القصصية بمنطق المجموعة القصصية وليس بمنطق القصص الفردية المتفرقة من حيث زمن الإنتاج أو من حيث الأسس الموضوعاتية والجمالية التي تقوم عليها قصص المجموعة. ويمكننا في هذا السياق الاستئناس بتجربتين إبداعيتين في القصة القصيرة انطلقتا من اختيار جمالي محدد هو الكتابة بــ “المجموعة القصصية” وليس بالنصوص الفردية المتفرقة؛ والتجربتان معا لمبدع ومبدعة من شمال المغرب؛ الأول هو محمد سعيد الريحاني، الذي يعترف في شهادة له حول تجربته في كتابة القصة القصيرة قائلا: “أعترف أنني أكتب بـــ “المجموعة القصصية” وليس بالنصوص الفردية المتفرقة. أفكر، أولا، في مبحث يتخذ شكل عنوان للمجموعة القصصية ثم تتفرع عناوين النصوص ثم تتناسل النصوص داخل مبحث واحد كان في مجموعتي القصصية الأولى “في انتظار الصباح” (2003) هو “الانتظار والفراغ والقلق الوجودي”، وفي مجموعتي القصصية الثانية ” هكذا تكلمت سيدة المقام الأخضر” (2005) كان هو “العودة إلى البراءة”، وفي مجموعتي القصصية الثالثة “موسم الهجرة إلى أي مكان” (2006) كان هو الهجرة والتهجير بأشكالها الوجودية والشكلية، وفي مجموعتي القصصية القادمة “وراء كل عظيم أقزام” سيكون هو العلاقة بين الانبطاح و الاستبداد …”([20]). أما التجربة القصصية الثانية فهي تجربة الكاتبة سعاد الناصر (أم سلمى)، التي راهنت في مجموعاتها القصصية على وحدة المحور، أو ما يعرف بالكتابة بالمجموعة القصصية، وليس بالنص القصصي المفرد، الذي تتحول معه القصص داخل المجموعة إلى جزر سرد معزولة، يلمس القارئ ذلك انطلاقا من مجموعتها الأولى (إيقاعات في قلب الزمن)، وتكفي العودة إلى العناوين الداخلية لقصصها لإدراك حضور اختيار الكتابة بالمجموعة. والأمر نفسه يقف عليه قارئ مجموعة سعاد الناصر (في معراج الشوق أرتقي) حيث تمثل الطفولة بأوجاعها وآلامها وعذاباتها وأحلامها الموؤودة على أعتاب المجتمع والأسرة، الخيط التيماتي الناظم لكل قصص المجموعة، ومما يوجه القراءة لذلك، الإهداء الذي تصدر المجموعة؛ “إلى أطفالنا أكبادنا، إلى كل طفل يحلم بمستقبل أحسن ويرتقي.” ([21]).

إنه الرهان نفسه الذي راهنت عليه مجموعة “هزائم صغيرة”؛ حيث انتظمت النصوص القصصية وفق محور دلالي محدد، مثل العنوان علامة لغوية دالة عليه.

2 – في تفكيك بنية عنوان المجموعة القصصية:

لابد من الإشارة أولا إلى أن اختيار العنوان يمثل خطا من خطوط الحرية الإبداعية التي هي شرط الكتابة الواعية المسؤولة؛ من ثم لا ضوابط شكلية أو تركيبية توجه الكاتب نحو هذا الاختيار أو ذاك. إن الاختيارات اللغوية للعنوان “غير مشروطة تركيبيا بـشرط مـسبق، وبالتـالي فـان إمكانيات التركيب التي تقدمها اللغة كافة قابلة لتشكيل العنـوان دون أيـة محظـورات، فيكون (كلمة) و(مركبا وصفيا) كما يكون (جملة فعلية أو جملة اسمية) وأيـضا قـد يكون أكثر من جملة”([22]).

          وقد تشكل عنوان المجموعة القصصية للكاتبة نادية الأزمي من كلمتين اثنتين؛ (هزائم) و(صغيرة)، شكلتا جملة اسمية بسيطة قامت في بنيتها النحوية المحددة عل مسند (صغيرة) ومسند إليه (هزائم). وهي جملة حذف فيها المبتدأ لتمنح الكاتبة متلقيَ العنوان فسحة شغل فراغ المبتدأ في الجملة الاسمية بما ينسجم مع السياق الإيحائي للعنوان، أو بما لا يسلب العنوان هيمنته الدلالية على كل نصوص المجموعة القصصية؛ فهي هزائم صغيرة، أو هذه هزائم صغيرة، أو تلك هزائم صغيرة…

هزائم؛ اسم نكرة، شأنه شأن المسند “صغيرة”، وقد سيق المسند إليه بصيغة الجمع، مفرده هزيمة، وبما أن العنونة لا تخضع للعشوائية والارتجال، بل تحكمها ضوابط محددة، إن تمثلها مُقترِح العنوان، فإن ذلك يقوي من العنوان الرئيس، و يمنحه كل مداخل القوة الدلالية والإشهارية لــ “يمارس نفوذه البصري والدلالي على القارئ محفزا إياه على القراءة لما يتمتع به من قوة دلالية وإشهارية”([23])، بحكم ذلك نجد أن الكاتبة نادية الأزمي قد استثمرت التنكير لما تتسم به النكرات من خفة وتمكن أشار إليهما سيبويه في كتابه حين قال: “واعلم أن النكرة أخف عليهم من المعرفة، وهي أشد تمكنا؛ لأن النكرة أول، ثم يدخل عليها ما تعرف به. من ثم أكثر الكلام ينصرف في النكرة.”([24])، ولما يؤديه التنكير كذلك من وظائف دلالية متنوعة تقدر بقدر السياق السردي العام، وبما يمكن أن تسهم به، كبنية موسومة بالاقتصاد اللغوي، في الدلالة على محور المجموعة القصصية. وقد حصر اللغويون والمهتمون بالمبحث، سواء من النحاة أو البلاغيين، دلالات التنكير اعتمادا على ما حفل به القرآن الكريم من توظيفات للنكرة في سياقات مختلفة، واعتمادا على توظيف النكرة في الشعر العربي القديم منه بالخصوص؛ وهي الدلالات التي لا تخرج عن الوحدة (الإفراد) والجنس والتعظيم والتحقير والتكثير والتقليل والتهويل والتجاهل والإخفاء. وانطلاقا من المشيرين الآتيين:

  • المسند “صغيرة” المرتبط بعلاقة إسنادية وصفية بلفظ “هزائم” المسند إليه. والذي يحيل على محدودية في الحجم وعلى الاضمحلال.
  • المحتوى الدلالي لمجمل نصوص المجموعة، خاصة منه ما ارتبط بتجليات حضور المرأة في المجموعة القصصية، وكذا بطبيعة العلاقة التي قامت بينها وبين الرجل، والتي تنحو في عمومها نحو العلاقة الصدامية، التي لا تخرج منها المرأة إلا وهي في منزلة بين المنزلتين؛ هزيمة وانكسار في مقابل إصرار على المواجهة.

انطلاقا من هذين المشيرين فإن تنكير عنوان المجموعة القصصية “هزائم صغيرة” لن يكون تكثيرا أو تعظيما أو تهويلا لتلك الهزائم، بقدر ما سينصرف للدلالة على التقليل من قيمتها، وتحقيرها، وبيان أنها لصغرها وضحالتها، وبالنظر إلى السياقات التي حقق فيه الرجل انتصاراته، لا يمكن أن تكون ذات تأثير في المسار الذي اختطته سيدات المجموعة القصصية لأنفسهن، في مواجهة أقدارهن التي فرضت عليهن مواجهة غير متكافئة.

وقد تمت الإشارة إلى ما يحققه الاختيار المعجمي كذلك من تقوية للوظيفة الإحالية بين العنوان الرئيس والعناوين الداخلية من جهة، وبينه وبين مضامين القصص في مجموعة “هزائم صغيرة”؛ إذ تكررت الإشارة إلى الهزيمة أو ما في معناها على امتداد المجموعة سواء على مستوى عنوان كل قصة، أم على مستوى أحداثها.

وهكذا فإن “هزائم” تحيل معجميا على الانكسار، وعدم التمكن من ربح مواجهة معينة، يخوضها طرف محدد ضد طرف آخر. ويمثل هذا الاختيار المعجمي علامة لغوية تحيل على الموضوع والحدث، الذي مثل المحور الناظم لجل قصص المجموعة القصصية، إن لم نقل كلها. ذلك أن جل السياقات التي تحكم علاقة المرأة بالرجل في قصص المجموعة هي سياقات لا تتوج بانتصار الأنثى، التي تحضر في المجموعة القصصية من خلال مراحل عمرية مختلفة ووضعيات اجتماعية متنوعة، لكن ما يوحد بينها جميعا هو العنف الذي يمارسه عليها الآخر/ الرجل؛

فهي العجوز التي تموت غما في السوق بعدما جلبت إليه سلة بيض دجاجاتها تبيعه لتعول زوجا مقعدا، تموت بسكتة قلبية بعدما “افترستها عينا أحدهم وهو يتقدم نحوها كجرار هادر”([25]) ويوجه هذا الآخر/ الرجل إلى سلتها ركلة تسكت توسلات العجوز إلى الأبد.

 و هي الأم التي تُكْلَمُ في ابنها الذي رماه البحر جثة هامدة هو وعشرون آخرون لقوا المصير نفسه، فالآخر/ الابن لم يرحم رغبة الأنثى/ الأم في أن لا يُقْدم على ركوب أمواج الهجرة السرية، لكنه أصر على ما يضاد رغبتها، ومضى في تنفيذ ما رآه كفيلا بأن يمكنه من امتلاك (السيارة آخر موديل)، فلم يكن للأنثى/ الأم إلا أن “ابتلعت لسانها.. نظرة الخوف ما غابت عن عينيها.. أحست وكأن أحدهم يأخذ منها قلبها النابض.. جمدت في مكانها.. تتبعت خطاه بأعين دامعة، ولسان حالها يردد:

  • لا يا ولدي، سعادتي الحقيقية هي وجودك إلى جانبي، أحسك نبضا.. وأستشعرك حياة..

تسمرت المفردات في حلقها.. وابتلعت لحظة حروف اللغة.. سكتت عن الكلام إلا همسا..”([26]).

وهي الزوج التي تعاني من خيانات زوجها في قصة (استسلام)، ولا تملك بعد وقوفها على خيانته إلا أن تستسلم بطريقتها التي ضمنتها ردا لم يملك القدرة على تجاوز عتبة التلميح فـ”رغم صدمة الحقيقة في تلك الليلة، حدثت نفسها:

  • عليَّ أن أتماسك.

لبست الثوب نفسه، ووقفت مرحبةً بقدوم سعد.”([27]).

وهي الزوج المعنفة العاجزة عن اتخاذ قرار الانفصال “لقد تفنن هذه المرة في إكساب جلدك لونه القاتم.. اتسعت الهوة بينكما، وانتصر الخوف في داخلكِ.. استجمعتِ كل قواك وقررتِ الرحيل… الأمر ليس بالسهولة التي يعتقدها المرء حين يوشك على فعل شيء خطير، أنت لا تملكين عملا ولا منزلا ومعك بريئتان؛ تفكرين: ما ذنبهما؟ وماذا سيكون مصيرهما؟”([28]).

 وهي الحبيبة التي لم يخلصها من الادعاءات الزائفة للآخر/ الحبيب، ومن كلامه الكثير الذي يوازي عدد حبات رمل الشاطئ، إلا البحر؛ حينما لم يتحمل صمتها وعدم قدرتها على الرد فأرسل في حركة عجائبية “صرخة قوية، تراجع قليلا كمن يستعيد أنفاسه، غمرنا بموجه الغاضب، مدَّ سياطه نحو قدميه، جمعهما في لحظة واحدة، وجره نحوه إلى الأبد.”([29]).

 بل إنها لم تُوقَّرْ حتى وهي طفلة صغيرة، إذ ألقى (الآخر/ الفتى) بدميتها من النافذة لتتحول إلى أشلاء “هو رماها، وهم حطموها.. هو أسقطها، وهم داسوها.. ما رحموها بعد قسوته..”([30]).

ولم تُوقَّرْ كذلك وهي أختٌ من طرف الآخر/ أخيها؛ مدمن المخدرات، ومحترف السرقة، فرغم أنها “جاعت ليأكل.. سهرت لينام.. تعبت ليرتاح.. تألمت ليفرح..”([31])، تستفيق مذعورة ذات ليلة بعدما “لعبت الخمر برأسه.. صورها له الشيطان أنثى مشتهاة.. اليوم يريد أن يسلبها أغلى ما تملك..

قالت: ستندم.

وصمتت إلى الأبد.”([32]).

وتسيج الكاتبة الاختيار المعجمي الأول باختيار معجمي ثان “صغيرة”، مقيدة بذلك الطاقة التأويلية لمتلقي العنوان، وموجهة هذه القدرة التأويلية كي تتساوق مع ما يوجه إليه محور التركيب في العنوان. واختيار الجزء الثاني من العنوان “صغيرة” محدد محوري لحجم تلك الهزائم، والحجم أحد أبعاد الحدث أو الموضوع، وداعم لوظائف التنكير (التقليل والتحقير والتجاهل). ولفظ “هزائم” وحده في العنوان لا يمكن إلا أن يفتح الفضاء الدلالي الذي يحيل عليه المكون المعجمي على احتمالات تأويلية أخرى، قد تكون مغرضة، وقد لا تكون في وارد المقصدية، أو وارد اختيار الكاتبة.

فرغم قسوة وعنف الهزائم الكثيرة والمتنوعة، التي تلحق بالأنثى في المجموعة القصصية فإنها تبقى صغيرة، صغرَ تحقيرٍ وتقليل وتجاهل، لما تقوم عليه من غياب تكافؤ فرص المواجهة، في ظل وضع سوسيو ثقافي يكرس الموقعَ المتقدم للآخر/ الرجل، ويمنحه ما يبرر به سلوك العنف والكذب والخيانة.. ولعل تنسيب هذه الهزائم، وتحجيمها بالصفة المسندة، هو ما يعكسه انفتاحٌ لكوى أملٍ عريضٍ يُفتح في قصة هذه المرأة أو تلك من شخصيات المجموعة القصصية، وهو ما عبرت عنه الكاتبة من خلال إهدائها الذي مهدت به للمجموعة؛ “إلى أمل منتظر بعيد، يطير بين حنايا القلب وشظايا الروح”([33]).

وبذلك فإن عنوان المجموعة القصصية “هزائم صغيرة” للكاتبة نادية الأزمي، بالإضافة إلى ما نهض به من وظائف التعيين والتسمية والإغراء، قد مثل علامة لغوية بمستوياتها التركيبية والمعجمية والصوتية والصرفية والدلالية، انتقتها الكاتبة لتمثل قناعا لغويا لرؤية أيديولوجية، تكاد تشكل اقتناعا فكريا لدى الكاتبة نادية الأزمي، ويمكن استجلاء مكونات هذه الرؤية الأيديولوجية من خلال الروابط الدلالية التي قامت بين العنوان الرئيس وبين العناوين الداخلية للنصوص القصصية من جهة، وبين العنوان الرئيس وبين التيمات التي هيمنت على قصص المجموعة من جهة أخرى؛ إنها رؤية تتأسس على:

  • ضرورة الكشف عن مسارب الألم الذي يخترق جسد المرأة وروحها، في مواقعها المختلفة والمتنوعة؛ أما وزوجا وأختا وطفلة وعجوزا وشابة، وهو ما سخرت له الكاتبة مجموعتها القصصية. ومسارب الألم هذه هي ما تنعته في العنوان بالهزائم.
  • الكشف عن علاقة التوتر والصراع بين المرأة والرجل، وهو ما يمثل مدخلا ينداح به ومعه زيف ما تغلف به هذه العلاقة داخل المجتمع من ادعاءات لا تعدو عن كونها أدوات للتستر على مسارب الألم، ووسائل تمنح تلك المسارب استمرارا وديمومة.
  • الإقرار من خلال معادل جمالي هو القصة القصيرة، بوجود ممانعة حقيقية، في أن تخرج المرأة من دائرة الظل والصمت والخفاء، إلى أن يكون لها صوت. لذلك وفي سياق الممانعة والتوتر والصراع، لا بد من وجود انتصارات وهزائم، تختلف أحجامها وآثارها في الجسد والروح، لكنها تدور داخل ساحة واحدة.
  • ضرورة خلخلة ما يتم الاستناد إليه، لدى الرجل، ولدى المجتمع الحاضن، من مُدَعِّمَاتٍ لاستمرار تدفق شلالات الألم، من خلال الكشف عن ذلك الألم أولا، وبيان مسبباته ثانيا، وتحديد الأطراف التي تنتجه ضمن العلاقات الاجتماعية.
  • من ثم فإن الكاتبة لا تؤمن في هذا المستوى من التدافع الاجتماعي بهزيمة ماحقة ونهائية، تعود معها المرأة إلى زمن الصمت الأبدي، بل تؤمن بأن التدافع الاجتماعي قد تترتب عنه هزائم (بصيغة الجمع)، وهذا شأن كل سياق يطبعه التوتر والصراع، لكنها رغم ذلك تبقى هزائم صغيرة؛ لأن جبهة التدافع تبقى مفتوحة على أمل يمثل المعادل الجمالي/ القصة القصيرة، مدخلا من مداخل نقله من مرحلة الوجود بالقوة إلى مرحلة الوجود بالفعل.

3 – في سيميائيات العنونة الداخلية:

حرصت الكاتبة على أن تعنون كل قصص المجموعة بعنوان محدد، استغلت سلطة الاختيار التي تحوزها ككاتبة لترشيحه لأن يمثل علامة لغوية تحتجز الدلالة العامة للقصة وتجمعها وتكثفها في كلمة مفردة أو عبارة محددة.

ويمكن قراءة عناوين قصص مجموعة “هزائم صغيرة” بالتركيز على المداخل الآتية:

أ – المدخل الأول:

تضم المجموعة القصصية “هزائم صغيرة” تسعاً وعشرين قصة، وهو ما جعل عدد العناوين الداخلية موسوما بالكثرة، التي لا تنسجم مع مألوف التصنيف في القصة القصيرة، فمجموعة مُؤَسِّسَةٌ للنوع السردي (القصة القصيرة) في المغرب مثل مجموعة (وادي الدماء) للكاتب عبد المجيد بن جلون ([34])، لم يتجاوز عدد عناوينها الداخلية عشرة عناوين. الأمر نفسه ينسحب على عدد عناوين المجموعات القصصية الأولى التي كتبها الكاتب مبارك ربيع، إذ لم تتجاوز في (سيدنا قدر)([35])، التي صدرت في طبعتها الأولى سنة 1969،  ثلاثة عشر عنوانا، وفي (دم ودخان)([36]) التي صدرت في طبعتها الأولى سنة 1975،  خمسة عشر عنوانا، وكذا في مجموعاته القصصية اللاحقة التي كان آخرها (البلوري المكسور) والتي لم يتجاوز عدد عناوينها الداخلية خمسة عشر عنوانا. والملاحظة عينها تنسحب على أحمد بوزفور ومصطفى يعلى ولطيفة باقا ولطيفة لبصير وسعاد الناصر وغيرهم من كتاب القصة القصيرة في المغرب. ولا ينبغي أن ينصرف التفكير إلى اعتبار غياب الانسجام مع مألوف التصنيف في القصة القصيرة، من حيث كثرة النصوص القصصية داخل المجموعة الواحدة، مثلبة في العمل، أو تقييدا لحرية هي محور العملية الإبداعية، ذلك أن مألوف التصنيف، لا يعدو عن كونه توافقا غير معلنٍ، وعادةً لا يكتسب تكرار ورودها صفة المعيار المُلزِم، وإن كان التحرر من المُلْزم الجمالي مدخلا من مداخل التجديد داخل أي نسق إبداعي.

ولعل السبب الموضوعي لكثرة العناوين الداخلية في “هزائم صغيرة”، يعود بالأساس إلى أن الكثير من النصوص القصصية التي ضمتها المجموعة بين دفتيها، لا تتجاوز الصفحة الواحدة أو الصفحة والنصف، إذ أن خمسَ عشْرةَ قصة من مجموع قصص “هزائم صغيرة” لم يتجاوز سقف الصفحة والنصف. وقد دفع قصر النصوص الناقد مصطفى سلوي، الذي كتب تقديم المجموعة القصصية، إلى اعتبار الكاتبة نادية الأزمي قد نحتت لنفسها اختيارا جماليا بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، ولذلك فإنها لم تجنس مجموعتها ضمن القصة القصيرة، بل وسمتها بــ”قصص” “ومن أهم ما وجبت الإشارة إليه في تقديم هذه المجموعة البديعة، الشكل القصصي القصير الذي اتخذته هذه النصوص وعاءً وقالبًا. فهي قطعة سردية جميلة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا؛ وإن كانت إلى النوع الأول أقرب. واختارت نادية الأزمي أن تدعو نصوصها، ضمن الإشارة التجنيسية التي جاءت مصاحبة للعنوان، بـــ(قصص)، دون تخصيص هذه القصص بصفة القصيرة أو القصيرة جدا، وفي هذا وعيٌ متقدمٌ من قبل القاصة التي أحست بأن ما تقدمه إلى القارئ هو شكل قصصي يطول ويقصر، بحسب ما تمليه ضرورات الكتابة، والوقفُ الحكائي المعَبَّرُ عنه.”([37])، وهو استنتاج نقدي، يوحي للمتلقي بأن نصوص المجموعة القصصية تتأبى عن التجنيس ضمن القصة القصيرة أو القصة القصيرة جدا، وأنها اختارت المنزلة بين المنزلتين؛ أي نوعا سرديا فرضته السياقات الإبداعية للنصوص، من ثم فإن الكاتبة وسمت مجموعتها بــ”قصص”. إن هذا الاستنتاج النقدي الذي يمكن أن يُتخذ تَعِلَّةً ضمنية لكثرة النصوص، قد لا يصمد أمام ثلاث حقائق:

أولاها: أن معيار الفصل بين الأنواع السردية لا يقوم بالأساس على الطول والقصر؛

ثانيتها: أن جل كتاب القصة في المغرب، إن لم نقل كلهم، على اختلاف مواقعهم الزمنية والجمالية، قد دأبوا على تأطير إبداعهم السردي الصادر ضمن مجموعة قصصية، من خلال إشارة تجنيسية محددة، هي (قصص)، نقف على ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر، عند الكاتب أحمد بوزفور (النظر في الوجه العزيز)([38])، وعند مصطفى يعلى (رماد بطعم الحداد)([39])، وعند زهرة زيراوي (مجرد حكاية)([40])، وعند علي أفيلال (عاشق السراب)([41])، وهم في ذلك التأطير التجنيسي إنما يقصدون نوع (القصة القصيرة)، وليس نوعا يمثل المنزلة بين منزلتي القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.

ثالثتها: أن الحضور المكثف للنصوص القصصية التي لم تتجاوز الصفحة أو الصفحة والنصف، قد يوجهه اهتمام نقدي لدى الكاتبة بنوع القصة القصيرة جدا؛ فنادية الأزمي قارئة ناقدة لهذا النوع السردي، ويمثل كتابها (البرق وحلم المطر؛ قراءات في القصة العربية القصيرة جدا)([42])، تجسيدا عمليا للاهتمام بالنصوص القصيرة، التي تسربت الكثير من خصائصها ومحدداتها لجوانب كثيرة في الإبداع القصصي للكاتبة، وهو ما لا يمكن لعين الناقد أن تخطئ حضوره في العديد من نصوص “هزائم صغيرة”.

ب – المدخل الثاني:

يقف قارئ المجموعة القصصية على غياب كلي للجملة الفعلية على مستوى عنونة القصص القصيرة داخل المجموعة، بل وغياب للفعل في كل عناوين القصص؛ وهي السمة التي تشكل قاسما مشتركا بين جميع كتاب القصة القصيرة في المغرب، مع تسجيل استثناءات محدودة جدا، مثل ما نقف عليه عند الكاتبة لطيفة لبصير  في مجموعتها (رغبة فقط) وفي القصة التي عنونتها بــ”سأهديك نجوى”، وعند الكاتبة نبيلة عزوزي في مجموعتها القصصية (وللتراب عشق آخر)، وفي القصة المعنونة بــ”سأعود إليك حبيبتي”، وعند الكاتبة سمية البوغافرية في مجموعتها (أجنحة صغيرة)، وبالضبط في القصة التي تحمل عنوان “قم للمعلم ووفه التبجيلا”. وقد يحضر الفعل في العنوان، لكنه يتوسط الجملة، فلا يعتد بحضوره في تغيير نوع الجملة؛ من ذلك مثلا ما نقف عليه عند الكاتبة خناثة بنونة في مجموعتها (الصمت الناطق)، حيث عنونت قصة واحدة بجملة اسمية اشتملت على فعل، وهي “فصل لم يكتمل”، وعند الكاتب أحمد زيادي في المجموعة القصصية (خرائط بلا بحر)، في قصة “عبد الله يخلع عقاله”، وكذا عند الكاتب مصطفى يعلى في مجموعته القصصية (شرخ كالعنكبوت)، التي ضمت قصة قصيرة بعنوان “الجليد يمتنع عن الذوبان”..

إن استقصاء لجل المجموعات القصصية، وهو أمر جدير بالعودة إليه في دراسة مستقلة، يكشف أن اختياراتها على مستوى العناوين الداخلية، أي عناوين القصص، قد مال بشكل يكاد يكون مطلقا إلى اختيار الجمل الاسمية، وعدم إدراج الفعل في العنوان إلا مرة واحدة أو مرتين، وهو ما وظفته الكاتبة نادية الأزمي في مجموعتها القصصية، بحيث لم يحضر الفعل في أي من عناوين قصص المجموعة، فهل يعكس الاختيار التركيبي اختيارات الشخصيات النسائية التي تبدو ساكنة، وثابتة، سكون الجمل الاسمية لعناوين القصص وثباتها؟ هل يرتبط هذا الاختيار بما أضحى عليه واقع حال المرأة داخل الوطن من ثبات مكرس لوضع الهزيمة والانكسار؟ أم أنه اختيار يجاري المألوف من العنونة على مستوى صياغة عناوين القصص القصيرة؟

ج – المدخل الثالث:

اتسمت العناوين من حيث بنيتها التركيبية بهيمنة الجملة الاسمية، التي يعرفها المهتمون بأنها الجملة “التي صدرها اسم، كمحمد حاضر،”([43])، والتي تدل على الاستمرار والثبات. ويمدنا تصنيف العناوين الداخلية للمجموعة القصصية بالتحديدات الآتية:

النمط التركيبي العنوان الصفحة
مبتدأ محذوف + خبر
  • استسلام
  • الفرح
  • انكسارات
  • تسونامي
  • القرار
  • دمية
  • فلذة
  • مباغتة
  • الكراسي
  • أوهام
  • العيادة
  • براءة
  • فسحة
  • نقص
  • الكبش
  • انتقام
  • إيميل
  • نبضات
23 26 28 39 46 50 55 59 64 66 68 70 72 74 75 79 83 85
مبتدأ محذوف+خبر+مضاف إليه
  • ظلال الأحلام
  • أضغاث لقاء
  • سيل دعاء
  • صمت الكلام
21 31 33 77
مبتدأ محذوف+ خبر + صفة
  • انتصارات صغيرة
  • هزيمة أخيرة
34 81
مبتدأ محذوف+خبر+حرف عطف+معطوف
  • البحر والتراب والأحلام
  • آباء وأمهات
18 43
مبتدأ محذوف+خبر+مضاف إليه+واو العطف+معطوف
  • تقاسيم الموت والصدى
40
مبتدأ محذوف+ظرف مكان+ مضاف إليه
  • بين حياتين
61
مبتدأ محذوف+حرف جر+ اسم استفهام
  • إلى متى؟
14

يمدنا الجدول التصنيفي للأنماط التركيبية التي اعتمدتها الكاتبة نادية الأزمي في عناوين قصص مجموعتها “هزائم صغيرة” بالاستنتاجات الآتية:

  • اعتماد نمط تركيبي محدد تكرر كثيرا في تشكيل عنوان القصص؛ نمط (المبتدأ المحذوف+الخبر)، مما يجعل العنوان مختصرا (العنوان المفرد)، ويقوم على كلمة واحدة فقط، وهو ما يوفر للعنوان إمكانات متعددة، نعود لرصدها وتحديدها في سياق لاحق.
  • اعتماد نمط التركيب القائم على حذف المبتدأ في كل عناوين القصص القصيرة للمجموعة، وهو الاختيار الذي تبنته الكاتبة ربما لعدم الاهتمام بالمحذوف، ومحدودية دوره ووظيفته.
  • مكَّن نمط (مبتدأ محذوف+خبر+صفة) من جعل مركز العنونة ينتقل من الخبر إلى الصفة، ففي عنوان مثل (انتصارات صغيرة)؛ فإن (انتصارات) خبر لمبتدأ محذوف (هذه)، و(صغيرة) صفة للخبر (انتصارات)، ومما يبرز أن مركز العنونة قد انتقل من شق العنوان الأول (انتصارات) إلى شقه الثاني (صغيرة)؛ أن الخبر يكاد يكون مجردا من دلالة محددة، فهي انتصارات بصيغة النكرة، لكن حينما تعقبها الصفة تتحدد دلالتها، لتتساوق مع طبيعة الانتصارات الواردة في السياق النصي.
  • وقد تكرر اعتماد نمط تركيبي آخر بدرجة أقل من النمط التركيبي الأول، وهو (مبتدأ محذوف+خبر+مضاف إليه)، لما يمكن أن تنهض به علاقة الإضافة في مثل هذا السياق التركيبي من دور في تحديد المضاف (الخبر) وتخصيصه، لكن المضاف إليه في كل العناوين التي اندرجت ضمن هذا النمط التركيبي، مثل خرقا لوظيفة المضاف إليه في علاقته بالمضاف النكرة، فكان عبئا على المضاف ولم يزده إلا غموضا وإبهاما، وهو اختيار مقصود من الكاتبة لتشكيل العنوان وفق نسق انزياحي، ومن أمثلة ذلك عنوان القصة الخامسة والعشرين (صمت الكلام)؛ فعلاقة الإضافة التي قامت بين (الكلام) و(صمت) لم توضح الدلالة، بل زداتها غموضا وإبهاما، إذ ما الصلة بين الصمت والكلام؟ وكيف يمكن للكلام أن يصمت؟
  • هذا الاختيار الانزياحي الذي مالت إليه أنماط محددة من تراكيب العناوين، نجده كذلك حاضرا في نمط (مبتدأ محذوف+خبر+حرف عطف+معطوف)؛ فإذا كان العطف إشراكا للاحق في حكمٍ وإعرابٍ وجب للسابق على المستوى التركيبي، فإن العطف في العنوان قد يجمع دلاليا بين المتنافر والمتقابل، وهكذا تجمع الكاتبة نادية الأزمي بين (البحر) و(التراب) و(الأحلام)، في عنوان القصة الثانية من قصص “هزائم صغيرة”.

د – المدخل الرابع:

بالعودة إلى عناوين قصص مجموعة “هزائم صغيرة”، يقف الباحث على هيمنة شكل صياغي محدد للعنوان؛ هو اختيار العنوان المفرد؛ أي اعتماد كلمة واحدة في العنوان، لتمثل العلامة اللغوية المحتجزة لدلالة النص القصصي، (استسلام/ الفرح/ انكسارات/ تسونامي/ القرار/ دمية/ فلذة/ مباغتة/ الكراسي/ أوهام/ العيادة/ براءة/ فسحة/ نقص/ الكبش/ انتقام/ ..). وقد تكررت العناوين المفردة ثمانيَ عشْرة مرة، أي ما يناهز ثلثي عناوين المجموعة القصصية.

مما يدفع الباحث إلى مساءلة هذا الاختيار؛ هل يرتبط بسياق دلالي محدد في القصة القصيرة التي يظلها؟ أم تراه يرتبط بخلق دينامية قرائية تدفع المتلقي إلى بناء توقعاته ضمن أفق انتظار يوحي به العنوان المختصَر؟ أم أن اختيار العنوان كلمة واحدة يرتبط بما أشرنا إليه في ملاحظة سابقة من اهتمام الكاتبة نادية الأزمي النقدي بالقصة القصيرة جدا؟ أم هو الوعي النقدي بوظيفة العنوان وأبعاده ودلالته، خاصة ما ورد عل الشاكلة التي اختارتها الكاتبة؟

إن هذه الفرضيات جميعها، تكتسب صفة الإقرار والتصديق، خاصة بعد قراءتها في ضوء المشاغل والاهتمامات النقدية للكاتبة من جهة، وكذا بعد عرضها على قصص المجموعة.

ويجد العنوان المفرد مسوغ حضوره القوي في المجموعة القصصية “هزائم صغيرة” في:

  • أن اقتراح العنوان المفرد، لا يشكل أي صعوبة في النحت والاختيار مقارنة بالعنوان المركب؛
  • الاختصار الذي تفرضه عنونة النصوص الإبداعية بالخصوص، وهو ما يدفع في الكثير من بنيات العناوين إلى اعتماد الحذف آلية لتحقيق ذلك الاختصار؛ وفي هذا السياق فإن كل العناوين المفردة اعتمدت في بنيتها التركيبية على حذف المبتدأ.
  • أن العناوين المفردة تتيح للكاتب إمكانيات أكبر لتشويش أفكار القارئ حسب أمبرتو إيكو؛
  • وهو ما يمثل مدخلا لإشراك المتلقي وحفزه على بناء أفق انتظار قرائي؛
  • وعي الكاتبة، وهي الباحثة الناقدة كذلك، بوظيفة العنوان، خاصة إذا تم انتقاؤه واختياره بدقة، إذ أن العناوين “تشحذ ذهن القارئ المتربص للنص من خلال عنوانه، وتحفزه على القراءة، وتجعله في مواجهة”([44]) متن القصة القصيرة، بعد عتبة العنوان مباشرة.
  • ولا شك أن الإقبال على قراءة نصوص القصة القصيرة جدا، والتفاعل النقدي معها، قد وجدا منفذا إلى القدرة الاختيارية لدى الكاتبة، ووجها ما رشحته من عناوين لقصصها داخل المجموعة نحو اختيار العنوان المفرد، خاصة أن من بين القواسم الجمالية المشتركة بين المجموعات القصصية القصيرة جدا؛ أنها تنحاز في عنونة نصوصها إلى اختيار العنوان المفرد، تحقيقا للانسجام مع خاصية التكثيف والاختزال التي تشكل سمة جوهرية من سمات القصة القصيرة جدا. ويكفي أن نقف على عناوين مجموعة “صريم”[45] للحسين زروق (إبحار/ الفجر/ مراسلة/ شيخوخة/ إذن/ البرلماني/…)، أو عناوين مجموعة الكاتبة السعدية باحدة “وقع امتداده ورحل” ([46])، التي نحت جلها نحو اختيار عناوين مفردة (طاحونة/ عقارب/ نسيان/ تعتيم/ ضياع/ وساخة/ خيبة….)، وهو الاختيار نفسه الذي وجه كتابا آخرين كذلك، مثل مولاي أحمد صبير الإدريسي في مجموعته القصصية القصيرة جدا “أضغاث يقظان”([47])، حيث هيمن العنوان المفرد على جل عناوين قصص المجموعة(أمنية/ حلم/ صرخة/ توبة/ تمني/ شغل/ متشاعر/ زوج/ مكر/ حزن…).

ومن بين ما يقوي هذا التأثر بالقصة القصيرة جدا في اختيار العنوان المفرد، ما كشفت عنه الدكتورة نادية الأزمي في أكثر من موقع من كتابها النقدي الذي أفردته لدراسة القصة القصيرة جدا في الوطن العربي، حيث مثلت دراسة عتبة العنوان في المتون القصصية المدروسة، محطة نقدية التزمت الناقدة بالوقوف عليها كلما بدا لها أنها تمثل مدخلا من المداخل الضرورية لقراءة متن من المتون التي اشتغلت بها. ففي معرض دراستها النقدية لأحد المتون القصصية القصيرة جدا تشير إلى أن “عناوين القصص التي بلغت سبعة وعشرين عنوانا، (قد تميزت) بأسماء مفردة، الغابة والجنازة والخوف والفقد والقراصنة والحلم والشرف والعدم والتظاهر والرائحة والحالة والنيازك…”([48])

  • ثم إن العنوان المفرد يساوق دلاليا مجمل نصوص المجموعة القصصية القصيرة؛ فالعناوين المفردة كما شخصيات قصص المجموعة، خاصة منها الشخصيات النسائية، التي تحضر في المتن القصصي مفردة معزولة عن الداعم الاجتماعي الذي يمكن أن يعضد حضور المرأة ويقويه؛ فهي وحدها/ مفردة مَن تواجه، في قصة (سيل الدعاء)، غطرسة وجبروت رجل السلطة الذي يحطم بركلة من رجله سلة البيض، الذي أتت به إلى السوق كي تبيعه وتشتري بثمنه ما تقيم به الأوَدَ هي وزوجها المقعد. وهي وحدها/ مفردة من تتصدى، في قصة (مباغتة)، للص الذي تحسس جيبها ليسرق ما فيه “في لحظة تهيأ لي كأن الجميع اختفى من المكان، وأغلقت المتاجر أبوابها..”([49])، وهي وحدها/ مفردة كذلك أمام عنف زوج جائر، لا يتردد في مَدِّ يدهِ لصفعها والتنكيل بها أمام ابنتيها الصغيرتين في قصة بين (حياتين).

هــ – المدخل الخامس:

تتوزع العناوين المفردة في المجموعة القصصية بين:

  • العنوان المفرد النكرة، وهو النوع الذي هيمن في هذا المستوى، إذ تكرر اختياره بنية تركيبية تُظل النص القصصي ثلاثَ عشْرَة مرة، والعناوين المفردة النكرة في المجموعة هي على التوالي؛ (استسلام، انكسارات، تسونامي، دمية، فلذة، مباغتة، أوهام، براءة، فسحة، نقص، انتقام، إيميل، نبضات).
  • وبين العنوان المفرد المعرف بأل، والذي لم يوظف في المجموعة إلا خمس مرات، هي على التوالي؛ (الفرح، القرار، الكراسي، العيادة، الكبش). وتعتبر العناوين المفردة المعرفة أقل استعمالا من العناوين المفردة النكرة في إبداعات كتاب القصة القصيرة، والقصيرة جدا.

فهل للاختيار الذي مالت إليه الكاتبة نادية الأزمي، بتقوية حضور العنوان المفرد النكرة في المجموعة مقارنة بالعنوان المفرد المعرفة، علاقة بما تمت الإشارة إليه سابقا من تأثر بعنونة القصص القصيرة جدا، التي يكاد مبدعوها، من خلال الإدمان على العنوان المفرد النكرة، أن يجعلوا هذا الاختيار خاصية من خصائص الكتابة القصصية القصيرة جدا؟

ولا يمكن للدارس أن يكتفي بمسوغ التأثر فقط، ذلك أن وراء اختيار العنوان المفرد النكرة خلفيات جمالية متنوعة، نشير منها بالخصوص إلى:

  • أن صيغة التنكير تفتح أفقا لا متناهيا من القراءات؛
  • أن دلالة العنوان المفرد النكرة تبقى معلقة برابط افتراضٍ إلى أن يقرأ النص القصصي؛

        و – المدخل السادس:

لا تحتفي مجموعة “هزائم صغيرة” لنادية الأزمي بالأسلوب الإنشائي في صياغة عناوين قصص المجموعة، إذ تكتفي بعنوان واحد صيغ بأسلوب إنشائي طلبي، هو عنوان القصة الأولى من المجموعة (إلى متى!؟)، وهي الجملة التي جاءت على لسان البحر في نهاية القصة، لتعكس تذمره من استمرار مغامرات الشباب المهاجر إلى الضفة الأخرى بطرق غالبا ما تنتهي بسيناريو واحد؛ غرق، وبحر يلفظ الجثث، و”أمهات يجدلن ضفائر الدموع على الخدود الشاحبة”([50]).

وبالإضافة إلى ذلك فإن ندرة العنوان الإنشائي في مجموعة “هزائم صغيرة” تمثل مجاراةً من الكاتبة لمُتَوَاضَعٍ عليه جمالي، وإن بشكل ضمني، بين كتاب القصة القصيرة؛ إذ لا يقف الباحث في ما صدر من مجاميع قصصية لكتاب مغاربة على توظيف بارز للعنوان الإنشائي، إلا ما ورد استثناءً، وبقدر محدودٍ جدا عند بعضهم، مثل ما نقف عليه عند زهرة زيراوي في مجموعتها (نصف يوم يكفي)([51])، حيث تعنون الكاتبة بعض نصوص مجموعتها بــ(ليتعرى الصمت/ لتتنفس باقي الطريق/ ماذا لو غاضت البحيرة؟)، حيث يلاحظ تكرار اختيار صيغة من صيغ الأمر، و اختيار الاستفهام أسلوبا إنشائيا في تشكيل العنوان. الأمر نفسه نجده عند نبيلة عزوزي التي اختارت لمجموعتها القصصية عنوانا إنشائيا (لا تئدني مرتين)([52]).

ز – المدخل السابع:

تلجأ الكاتبة نادية الأزمي إلى عنونة أربع قصص من مجموعة “هزائم صغيرة” بعناوين انزياحية، خرقت قواعد الاستعمال اللغوي دلاليا وتركيبيا، وأسست لعلاقة جديدة تحيد عن الاستعمال المعياري للغة، وقد استمدت العناوين الأربعة انزياحها عن الاستعمال العادي للغة من أحد أمرين هما:

  • التنافر الدلالي: وهو ما يمكن الوقوف عليه، مثلا، في عنوان القصة الخامسة والعشرين من مجموعة “هزائم صغيرة” (صمت الكلام)([53])، حيث ألَّفَت الكاتبة في العنوان بين متناقضين هما الصمت ونقيضه، جمعت بينهما علاقة إضافة. وقد أسندت الكاتبة في صياغتها للعنوان حالة الصمت للكلام، لكي يحرك الانزياح القائم على التنافر الدلالي في القارئ الرغبة في الخروج من وضع التنافر، وذلك باقتحام السياق النصي، الذي يمكن أن يسعف في رفع ذلك التنافر. وما يفتأ قارئ القصة أن ينتزع مفتاح التنافر الدلالي المحقق لانزياح العنوان، بعد وقوفه على حالة التقابل القائمة بين حالتين؛ حالة الاحتجاج الصاخب، الذي يتفجر بركان غضب في وجه الرجل/ الزوج، مبددا كل سجوف الرهبة والخوف والصمت التي رانت على الكلام لسنوات، وحالة الركون إلى الصمت خوفا ورهبة من جبروته.

تبدأ القصة بالكلام الذي هو نقيض صمت وسم حياة الأنثى، وتمنح الكاتبة الأنثى حق البدء بالكلام، وحق السطوة على فعل القول على امتداد صفحة كاملة، لينطلق صوتها احتجاجا قويا، يعري ندوبا تخترق الجسد والروح، ويحرق سفن العودة إلى دوائر الخضوع والاستكانة والصمت؛ حتى ليظن القارئ أنه تمكن من تجاوز التنافر الدلالي المحقق لانزياح العنوان، بركونه إلى أن صوت الاحتجاج الذي انطلق مع المرأة في بداية القصة سيبدد تاريخا من الاستبداد ويُخرس إلى الأبد كلام الرجل:  “هذه المرة قذفت في وجهه بكل الوجع الذي اكتنزته لتعلنها…

 “أكرهك”

أكره فيك فحولتك التي تمارسها وجعا يقتلني، سكينا ينغرس في ثواني حياتي، لتشرب دما ينزف مني، سئمت حياتي معك.. كرهت ذلي.. احتقارك لي، لن تخرسني بردودك الباردة، لن أحمل وحيدة وجع كل إناث الكون. ردودك الصادرة من فمك المتبجح، الذي تسري في تدفق مفرداته نشوة الانتصار علي لم تعد تخيفني. صمتي الذي كان.. سأطلق لجموحه العنان اليوم… لن يكون بوسعك بعد اليوم أن تهزم الصرخة في داخلي، فأنا ما عدت أنا”([54]).

ويصمت الكلام، إلى حلم آخر، بعد استفاقتها ” مذعورة على يديه تخضخضان جسدها الغض بعنف، وهو يصرخ:

“ما كل هذا الإزعاج؟”

نظرت إليه بعيون فزعة، طوقته بذراعيها، واعتذرت له عن كابوس داهمها وهي في طريقها عائدة من نزهة في نهر الحلم.”([55]).

وبذلك فإن سمة التنافر الدلالي التي قام عليها العنوان، تستمد مسوغها السياقي من النص القصصي، الذي نجحت الكاتبة نادية الأزمي في تشييده على مجموعة من التقابلات المُجَسِّدة لمرارة واقع المرأة، والتي وجَّهَ إليها التنافر الدلالي في العنوان؛

الحلم؛ وهو الحيز الذي تمارس فيه المرأة حريتها في الاحتجاج والكلام.

الواقع؛ وهو الفضاء الذي لا يسع المرأة فيه إلا أن تعتذر عن حلمها وتصمت.

المرأة؛ مذعورة، معنفة، عيون فزعة، طوقته بذراعيها، اعتذرت له عن كابوس..

الرجل؛ يداه تخضخضان، بعنف، احتقار، الردود الباردة، الفحولة..

الكلام؛ احتجاجا في بداية النص واعتذارا في نهايته..

الصمت؛ تعبير اختناق وذل في الواقع وماضي الحلم،

  • تجسيد المجردات؛ ويقوم على الجواز بالمجرد من دائرته التداولية المعنوية إلى دائرة المُجَسَّد المُدْرَكِ حِسًّا، وهو ما نقف عليه مثلا في عنوان القصة الثالثة (ظلال الأحلام)([56])؛ حيث أخرج العنوان الأحلام من سجل المعنويات إلى سجل المحسوسات بأن جعل لها ظلالا تتفيؤها المرأة في هجير معاناتها الواقعية. وفي عنوان القصة الحادية عشرة (تقاسيم الموت والصدى)([57])؛ حيث يمتلك كل من الموت والصدى قدرة على بعث تقاسيم وإيقاعات تُدْرَكُ حسا، بل وتتسرب إلى حنايا المرأة المكلومة في القصة، وتزيد من معاناتها.

ويبدو أن العناوين التي قامت على هذا الضرب من الانزياح، قد ألقت بظلالها على النصوص القصصية التي شيدتها الكاتبة نادية الأزمي اعتمادا على نفَس شعري يخترق النص، ويستند في الكثير من عناصره الجمالية إلى تحريك الجامد وتشخيص عناصر الطبيعة، وهو أول ما يواجهه المتلقي في قصة (ظلال الأحلام)، التي تبدأ بــ”الأشجار المترامية على أطراف الشارع، ترفع هاماتها عالية تناجي السماء، بينما أغصانها ترعى العصافير الصغيرة، حتى تقوى على التحليق. الكون الأخضر ينبت الجمال، ويفشي أسرار التكاثر، فلا حصر لمساحات الظل التي تسحبها أوراق الأشجار في اتجاهي..”([58]). ولا يمثل المعطى الاستعاري الوشيجة الوحيدة التي ربطت بين العنوان والقصة، بل يقف المتلقي كذلك على وشائج أخرى دلالية ومعجمية قوَّتْ وظائف العنوان.

والأمر نفسه يتحقق مع قصة (تقاسيم الموت والصدى)، التي تلجأ الكاتبة فيها إلى اعتماد لغة شعرية تتساوق والاختيار المعتمد في تشكيل العنوان؛ وأول ما تَستهِلُّ به الكاتبة القصة “أمواج الحزن العاتية تقترفُ في حقكِ جبروت الانكسار، تُسَخِّرُ للحظاتكِ تلاوين الذكرى بكل أطياف اللقاء..”([59]).

ولا يقتصر حضور هذا الملمح الجمالي على العنوان، بل نجده ينسحب على جل متون المجموعة القصصية “هزائم صغيرة”، حتى ليكاد يشكل علامة جمالية مميزة للكتابة السردية عند نادية الأزمي؛ ففي قصة (البحر والتراب والأحلام) يتم تحريك موجودات الطبيعة ضمن مشهد تخييلي هو أقرب إلى الشعر منه إلى السرد؛ “الشمس تغرب رويدا رويدا.. ترسم بقعة حمراء ما تلبث أن تشحب، وهي تذوب في قعر البحر، تدفئ أمواج السمك وتنير ظلمة ليلها الداكن، كي تستعيد نشاطها بعد سبات..”([60]). وفي قصة (انكسارات)، تكتسب الموجودات المادية الجامدة شرايين تتدفق فيها شلالات الحياة والحركة “ربتت على ظهر الأريكة، مسحت عن وجهها يتم المكان وهجران الأحبة، عانقتها، اندمجا في لحن شجي من نحيب عميق.

فتحت النوافذ، ابتسمت أسارير المكان، ابتهجت صور الحائط، انطلق من قفص العصافير صوت شجي، احتشدت الفراشات على النبات المرصوص بعناية فوق عتبة المدخل.”([61]).

وبذلك نخلص إلى أن الاشتغال بالعنوان، اختيارا وتركيبا، بالنسبة لكل الأجناس والأنواع الإبداعية، بما فيها القصة القصيرة، مدخلٌ من مداخل نجاح العمل الإبداعي، لما ينهض به العنوان من وظيفة تواصلية وإغرائية، وهو ما تم الوقوف عليه في المجموعة القصصية “هزائم صغيرة”؛ إذ تم الاشتغال بالعنوان انطلاقا من وعي بأهميته وموقعه ضمن العمل الإبداعي، وهو ما جلَّتْهُ الاختيارات التركيبية والدلالية التي انحازت إليها الكاتبة نادية الأزمي:

أولا؛ في صياغتها لعنوان المجموعة القصصية، حيث تمت تقوية سلطة العنوان اعتمادا على استحضار البعدين اللساني والأيقوني إضافة إلى الرابط الدلالي الذي مثل خيطا ناظما لكل نصوص المجموعة، وذلك حتى يؤدي عنوان المجموعة القصصية وظائفه المتنوعة.

ثانيا؛ في صياغتها لعناوين النصوص الداخلية؛ التي وجهتها اختيارات تركيبية ودلالية تمثلت في اعتماد كلي للجملة الاسمية، مع هيمنة واضحة للعناوين المفردة النكرة، وحضور للعنوان الانزياحي، وهي كلها اختيارات استمدت مسوغ حضورها من سياق دلالي عام مثل قاسما مشتركا بين نصوص المجموعة القصصية.

المصادر والمراجع:

  1. أحمد بوزفور، النظر في الوجه العزيز، ط 1983، منشورات الجامعة، الدرالبيضاء.
  2. الحسين زروق، صريم، ط1، 2002، منشورات المشكاة، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء.
  3. خالد حسين حسين، سيمياء العنوان، القوة والدلالة..، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية، مج21، العدد 3و4، 2005.
  4. خناثة بنونة، الصمت الناطق، ط 1، 1987، عيون المقالات، الدارالبيضاء
  5. زبيدة هرماس، لم أرحل إلى الضفة الأخرى، ط1، 2008، طوب بريس، الرباط.
  6. الزهرة رميج، أنين الماء، ط1، 2003، مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، الدرالبيضاء.
  7. الزهرة رميج، نجمة الصباح، ط1، 2006، المركز الثقافي العربي، الدارالبيضاء.
  8. زهرة زيراوي، مجرد حكاية، ط 2002، مطبعة النجاح الجديدة، الدرالبيضاء.
  9. زهرة زيراوي، نصف يوم يكفي، ط1، 1996، مطبعة النجاح، الدارالبيضاء.
  10. سعاد الناصر، إيقاعات في قلب الزمن، ط1، 1994، دار الأمان، الرباط.
  11. سعاد الناصر، ظلال وارفة، ط1، 2007،وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت.
  12. سعاد الناصر، في معراج الشوق أرتقي، ط1، 2016، مكتبة سلمى الثقافية، تطوان.
  13. السعدية باحدة، وقع امتداده ورحل، ط1، 2009، منشورات الصالون الأدبي، دار القرويين، الدارالبيضاء.
  14. سيبويه، الكتاب، تحقيق عبد السلام محمد هارون، م 1، ط3، 1988، مكتبة الخانجي، القاهرة.
  15. ﺿﻴﺎء ﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﺮﻱ، ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﰲﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ المعاﺻﺮ.،أنماﻃﻪ ﻭﻭﻇﺎﺋﻔﻪ، مجلة القادسية في الآداب والعلوم والتربية، مج 9، ع2، 2010،
  16. عبد الرحيم التدلاوي، ثنائيات لكشف الصراع وتعميق أبعاده، الموقع الإلكتروني، https://www.nedalshabi.ps/?p=135689 تمت الزيارة يوم 15/05/2020، الساعة 03:30 صباحا.
  17. عبد المجيد بن جلون، وادي الدماء، ط2، 1987، دار الثقافة، الدارالبيضاء.
  18. علي أحمد محمد العبيدي،العنوان في قصص وجدان الخشاب، مجلة دراسات موصلية، ع23، شباط 2009.
  19. علي أفيلال، عاشق السراب، ط 1996، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء.
  20. فاضل صالح السامرائي، الجملة العربية تأليفها وأقسامها، ط2، 2007، دار الفكر، الأردن.
  21. فضيلة الوزاني، لا تصدقني دائما.. أكذب أحيانا، ط1، 2015، سليكي أخوين، طنجة.
  22. مبارك ربيع، دم ودخان، 1980، مكتبة المعارف، الرباط.
  23. مبارك ربيع، سيدنا قدر، ط2، د. ت، مطابع المغرب الكبير، الرباط.
  24. محمد إبراهيم بوعلو، الفارس والحصان، ط1، 1975، دار النشر المغربية، الدار البيضاء.
  25. محمد سعيد الريحاني، القصة القصيرة شكل من أشكال التعبير والتغيير، موقع الحوار المتمدن، الذي تمت زيارته بتاريخ 06/05/2020 على الساعة 02:15 صباحا.http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=55008&r=0
  26. محمد فكري الجزار، العنوان وسيميوطيقا الإتصال الأدبى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998.
  27. محمد يحيى قاسمي، بيبليوغرافيا الإبداع النسائي المغربي المعاصر (1954، 2017)، ط1، 2017، مكتبة سلمى الثقافية، تطوان،
  28. مصطفى يعلى، رماد بطعم الحداد، ط1، 2015، مطبعة الأمنية، الرباط.
  29. مصطفى يعلى، شرخ كالعنكبوت، ط1، 2006، البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع، القنيطرة.
  30. مولاي أحمد صبير الإدريسي، أضغاث يقظان، ط1، 2014، طوب بريس، الرباط.
  31. نادية الأزمي، البرق وحلم المطر: قراءات في القصة العربية القصيرة جداً، ط1، 2015، دار سليكي أخوين، طنجة.
  32. نادية الأزمي، هزائم صغيرة، قصص، ط1، 2016، إديسيون بلوس، الدارالبيضاء.
  33. نبيلة عزوزي، لا تئدني مرتين، ط1، 2006، منشورات المشكاة، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء.

[1] – ينظر محمد يحيى قاسمي، بيبليوغرافيا الإبداع النسائي المغربي المعاصر (1954، 2017)، ط1، 2017، مكتبة سلمى الثقافية، تطوان، صص 127، 128.

[2] – مصطفى سلوي، تقديم المجموعة، هزائم صغيرة، قصص، ط1، إديسيون بلوس، الدارالبيضاء، 2016، ص6.

[3] – ﺿﻴﺎء ﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﺮﻱ، ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ المعاﺻﺮ.،أنماﻃﻪ ﻭﻭﻇﺎﺋﻔﻪ، مجلة القادسية في الآداب والعلوم والتربية، مج 9، ع2، 2010، ص 14.

[4] – علي أحمد محمد العبيدي،العنوان في قصص وجدان الخشاب، مجلة دراسات موصلية، ع23، شباط 2009، ص61،

[5] – خناثة بنونة، الصمت الناطق، ط 1، 1987، عيون المقالات، الدارالبيضاء.

[6] – محمد إبراهيم بوعلو، الفارس والحصان، ط1، 1975، دار النشر المغربية، الدار البيضاء.

[7] – مصطفى يعلى، شرخ كالعنكبوت، ط1، 2006، البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع، القنيطرة.

[8] – زهرة زيراوي، مجرد حكاية، ط1، 2002، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء.

[9] – زبيدة هرماس، لم أرحل إلى الضفة الأخرى، ط1، 2008، طوب بريس، الرباط.

[10] – فضيلة الوزاني، لا تصدقني دائما.. أكذب أحيانا، ط1، 2015، سليكي أخوين، طنجة.

[11] – سعاد الناصر، إيقاعات في قلب الزمن، ط1، 1994، دار الأمان، الرباط.

[12] – سعاد الناصر، ظلال وارفة، ط1، 2007،وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت.

[13] – سعاد الناصر، في معراج الشوق أرتقي، ط1، 2016، مكتبة سلمى الثقافية، تطوان.

[14] – الزهرة رميج، أنين الماء، ط1، 2003، مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، الدرالبيضاء.

[15] – الزهرة رميج، نجمة الصباح، ط1، 2006، المركز الثقافي العربي، الدارالبيضاء.

[16] – ﺿﻴﺎء ﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﺮﻱ، ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ المعاﺻﺮ، ص 20.

[17] – نادية الأزمي، هزائم صغيرة، ص 34.

[18] – عبد الرحيم التدلاوي، ثنائيات لكشف الصراع وتعميق أبعاده، الموقع الإلكتروني، https://www.nedalshabi.ps/?p=135689 تمت الزيارة يوم 15/05/2020، الساعة 03:30 صباحا.

[19] – نادية الأزمي، هزائم صغيرة، ص 81.

[20] – محمد سعيد الريحاني، القصة القصيرة شكل من أشكال التعبير والتغيير، موقع الحوار المتمدن، الذي تمت زيارته بتاريخ 06/05/2020 على الساعة 02:15 صباحا.http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=55008&r=0

[21] – سعاد الناصر، في معراج الشوق أرتقي، ص3.

[22] – محمد فكري الجزار، العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998، ص39.

[23] – خالد حسين حسين، سيمياء العنوان، القوة والدلالة..، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية، مج21، العدد 3و4، 2005، ص353.

[24] – سيبويه، الكتاب، تحقيق عبد السلام محمد هارون، م 1، ط3، 1988، مكتبة الخانجي، القاهرة، ص 22.

[25] – نادية الأزمي، هزائم صغيرة، قصة سيل دعاء، ص 33.

[26] – نفسه، قصة إلى متى؟ ص 16.

[27] – نفسه، قصة استسلام، ص 25.

[28] – نفسه، قصة بين حياتين، ص 61.

[29] – نفسه، قصة تسونامي، ص39.

[30] – نفسه، قصة دمية، ص54.

[31] – نفسه، قصة هزيمة أخيرة، ص 81.

[32] – نفسه، ص 82.

[33] – نفسه، ص 3.

[34]  – عبد المجيد بن جلون، وادي الدماء، ط2، 1987، دار الثقافة، الدارالبيضاء.

[35] – مبارك ربيع، سيدنا قدر، ط2، د. ت، مطابع المغرب الكبير، الرباط.

[36] – مبارك ربيع، دم ودخان، 1980، مكتبة المعارف، الرباط.

[37] – مصطفى سلوي، تقديم “هزائم صغيرة” لنادية الأزمي، صص 8، 9.

[38] – أحمد بوزفور، النظر في الوجه العزيز، ط 1983، منشورات الجامعة، الدرالبيضاء.

[39] – مصطفى يعلى، رماد بطعم الحداد، ط1، 2015، مطبعة الأمنية، الرباط.

[40] – زهرة زيراوي، مجرد حكاية، ط 2002، مطبعة النجاح الجديدة، الدرالبيضاء.

[41] – علي أفيلال، عاشق السراب، ط 1996، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء.

[42] – نادية الأزمي، البرق وحلم المطر: قراءات في القصة العربية القصيرة جداً، ط1، 2015، دار سليكي أخوين، طنجة.

[43] – فاضل صالح السامرائي، الجملة العربية تأليفها وأقسامها، ط2، 2007، دار الفكر، الأردن، ص 157.

[44] – م س، ص 33.

[45] – الحسين زروق، صريم، ط1، 2002، منشورات المشكاة، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء.

[46] – السعدية باحدة، وقع امتداده ورحل، ط1، 2009، منشورات الصالون الأدبي، دار القرويين، الدارالبيضاء.

[47] – مولاي أحمد صبير الإدريسي، أضغاث يقظان، ط1، 2014، طوب بريس، الرباط.

[48] – نادية الأزمي، البرق وحلم المطر، ص 38.

[49] – نادية الأزمي، هزائم صغيرة، قصة مباغتة، ص 59.

[50] – م س، ص 17.

[51] – زهرة زيراوي، نصف يوم يكفي، ط1، 1996، مطبعة النجاح، الدارالبيضاء.

[52] – نبيلة عزوزي، لا تئدني مرتين، ط1، 2006، منشورات المشكاة، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء.

[53] – نادية الأزمي، هزائم صغيرة، ص 77.

[54] – نفسه، ص 77.

[55] – نفسه، ص 78.

[56] – نفسه، ص 21.

[57] – نفسه، ص 40.

[58] – نفسه، ص 21.

[59] – نفسه، ص 40.

[60] – نفسه، ص 19.

[61] – نفسه، ص 29.

 

 

Continue Reading

Previous: الاقتباس السينمائي وسيطا لتدريس المؤلف السردي Cinematic adaptation as a way to teach the narrative text
Next: دور العلم والمناظرات في العصر العباسي Science houses and debates in the Abbasid era

مقالات في نفس التصنيف

The role of digital media in promoting mass communication and achieving cultural communication
1 min read

The role of digital media in promoting mass communication and achieving cultural communication

2025-06-09
إدماج التكنولوجيا في التعليم وعلاقته بالجودة
1 min read

إدماج التكنولوجيا في التعليم وعلاقته بالجودة

2025-06-04
الضحك الجنائزي: تقنياته ومقاصده (دراسة تداولية في نادرة من نوادر أبي دلامة)
1 min read

الضحك الجنائزي: تقنياته ومقاصده (دراسة تداولية في نادرة من نوادر أبي دلامة)

2025-06-03

  • JiL Center on UNSCIN
  • JiL Center Journals
  • JiL Center on Research Gate
  • JiL Center on Youtube
  • JiL Center on Find Glocal
  • Follow us on Facebook

    Visitors

    Today Today 543
    Yesterday Yesterday 506
    This Week This Week 5,982
    This Month This Month 22,987
    All Days All Days 20,516,044
     

    تصنيفات

    الأرشيف

    من الأرشيف

    • مؤتمر  حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 2013
      مؤتمر حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 201317/01/20140admin

      نظم  مركز جيل البحث العلمي بالتعاون  مع كلية القانون بجامعة   بسكرة  وورقلة الجزائر مؤتمرا ...

    • مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 2013
      مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 201322/01/20140admin

      ...

    • مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 2014
      مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 201403/05/20140admin

      تحت رعاية وزارة العدل اللبنانية وبحضور ممثلين عن مديرية قوى الأمن الداخلي اللبناني وسماحة مفتي ...

    JiL Scientific Research Center @ Algiers / Dealing Center Of Gué de Constantine, Bloc 16 | Copyright © All rights reserved | MoreNews by AF themes.

    Cancel