
إشكاليّةُ الأمنِ الغذائي في الجزائرِ وآلياتُ تطويره 1980 – 2017
Food Crisis in Algeria and Strategies to Develop 1980-2017
د. رمضان أحمد العمر، الجامعة اللبنانية
Dr. Ramadan Ahmad Al-Omar, Lebanese University
ورقة منشورة في كتاب أعمال مؤتمر الأمن المجتمعي والجماعي في الوطن العربي الصفحة 33.
Summary
This research sheet is sought to demonstrate the reality of the Algerian Food Security. Especially, that Algeria has an increasing food shortage. And because the country is depending on food imported from outside. Algeria is also suffering from price increasing for food items and higher population growth. The importance of this research comes from food security which is one of the most important bases of national security from one hand. The decrease of oil income and the absence of strategic planning on the other hand. This will be indicating that Algeria is going into a real food crisis. It’s also worth mentioning that the results are referring that sustainable food security is still in the very early stages. That is why it is really important to exert great efforts to set plans, steps and strategies to enhance the national economy.
That can be done through implementing policies and plans to increase production and supply of food. Subsequently, supporting agricultural development and purchasing power, avoiding the use of food items as pressure by exporting countries and confrontation of high prices for food items.
Keywords: agricultural development, Algeria, production, food security.
– الملخّص
تسعى هذهِ الورقةُ البحثيّةُ إلى تظهيرِ حقيقة وواقعِ الأمنِ الغذائيّ الجزائري، إذ إنَّ الجزائرَ يسيرُ العجزُ الغذائيّ فيهِ باتجاهٍ تصاعدي، وكذلك يعتمدُ على الغذاءِ المستوردِ من الخارج، ونظرًا لاستمرارِ ارتفاع أسعار السّلع الغذائيّة، وتزايدِ عدد السّكان، وكون الأمن الغذائيَّ أهمُّ ركائزَ الأمنِ القوميّ من ناحية، وتدنّي الإيراداتِ النّفطيّة، وغيابِ التّخطيطِ الاستراتيجي الّلازم لتحقيقِ الأمنِ الغذائي من جهةٍ أخرى، فإنَّ الجزائر تتجهُ نحوَ أزمةٍ غذائيّةِ حقيقيّة، والجديرُ بالذكرِ إنّ الاستقصاءَّ دلَّ على أن درجةَ السّعي لتحقيقِ الأمنِ الغذائي المستدام متواضعةٌ! ولهذا يتوجبُ توظيف الجهودِ لوضع الرّؤى والخطوات والاستراتيجيّات للنهوضِ بالاقتصاد الوطني؛ وذلك من خلال وضع سياساتٍ وخططٍ تضمن الزّيادةَ في الإنتاج ِوتوفير الغذاء، وبالتّالي دعمُ التّنميةِ الزّراعيّة ومقومات ُالأمنِ الغذائي الإنتاجيّة والقدرة الشّرائية، وتجنبُ استخدام المواد الغذائيّة كأداة ضغطٍ من طرف البلدان المصدّرة، ولمواجهة الغلاءِ المرتفع في أسعار المواد الغذائيّة.
– الكلمات المفتاحية، التنمية الزراعية، الجزائر، الانتاج، الأمن الغذائي.
-أهميّةُ الدراسة:
تأتي أهميّة الورقةِ البحثيّة من كونِ قضيّة الأمنِ الغذائي الجزائري من أهمِّ القضايا، ومن دعائمَ المجتمع الجزائري، ويعتبرُ تحقيق الأمنِ الغذائي من أساسيات التّنمية الشَاملة، ويمكنُ من خلاله تحقيق التّوافقِ بين النّمو الاقتصادي والمواردِ الطّبيعيّة في الجزائر، وتأتي أهميّةُ الورقة البحثيّة من أهميّةِ تحقيق الاكتفاء الذّاتي المستدام، حتّى لا يقع الجزائر في التّبعيّة الخارجيّة، وبالتّالي تدخُّل الدّول المصدّرة للغذاءِ في شؤونِه الدّاخليّة وأمنهِ، وفي أسعارِ الموادِ الغذائيّة الّتي هي في ارتفاع مستمر.
– أهدافّ الدراسة:
تهدف إلى تقييمِ الأمنِ الغذائيّ الجزائري من خلال معرفةِ واقعه، وقدرتهِ الإنتاجيّة في مجال الغذاء، وإلى معرفة حجم الفجوة الغذائيّة والعوامل المؤثّرةِ في تحقيق الأمن الغذائي، ودور التّنميّة الزّراعية في سد حاجاتِ المجتمع، حجم واقع الإنتاج الزّراعي والحيواني، بالإضافةِ إلى الخَطوات والاستراتيجيّات الّتي يمكنُ من خلالها تحقيقُ الاكتفاءِ الغذائي.
– الإشكاليّة:
تدورُ الإشكاليّةُ الأساسية لّتي يسعى هذا الجهدُ لتظهيرها حولَ إشكاليّةِ الامنِ الغذائيّ في الجزائر وآليات تطويره، فالجزائرُ أمامَ تحدياتٍ معقّدةٍ لكي تضمنَ الاكتفاءَ الذاتي في الأعوام القادمة، وتجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ الوارداتِ الغذائيّة في تصاعدٍ مستمرٍ، حيثُ سجلت قيمةُ الواردات الغذائيّة بأكثر من 6 مليار دولار عام 2010، وارتفعت في عام 2011 إلى ما يزيدُ عن 9 مليار دولار، وهذه الارقامُ في تزايدٍ مستمر ومن الطّبيعي أن تتضاعفَ هذه الارقامُ بشكل كبيرٍ خصوصًا في ظل الأوضاع الرّاهنة “جائحة كورونا”، وتراجع الاقتصاد الوطني…”، بالإضافة إلى أنّ التنمية َالزّراعيّة تواجهُ صعوباتٍ كثيرةٍ، على الرغمِ من امتلاك الجزائر لمعظمِ الامكانيّات لتطوير الإنتاج، وبالتّالي تحقيق الأمن الغذائي، ومن هذا المنطلق يمكنُ القول: هل بإمكان التّنميةِ الزّراعيّة في الجزائر أن تساهمَ في تحقيقِ الاكتفاءِ الذّاتي؟ وماهي آليات واستراتيجيّات الجزائر في تطوير التّنمية الزّراعيّة وسد حاجات المجتمع الجزائري محليًا؟
– الدّراسات السّابقة:
1- ريم قصوري، الأمن الغذائي والتّنميةُ المستدامة” حالةُ الجزائر”، رسالةُ ماستر غير منشورة، جامعة باجي مختارة، كليّة العلوم الاقتصاديّة وعلوم التّسيير، عنابة، للعام الدّراسي 2011- 2012، تستعرض في هذه الرّسالةُ الكثيرَ من الجوانبِ التي تخصُّ الأمن الغذائي والتّنمية المستدامة في الجزائر، ومنها التّنمية الزّراعية والتّطور التّاريخي للزّراعة الجزائريّة بدءًا من الاحتلال الفرنسي حتى بالإصلاحات الزّراعية بين عامي 1990- 1999، بالإضافةِ لتشخيص واقع الإنتاج الزّراعيّ في الجزائر…
2- علي مكيد، وفريدة بن عباد، وضعيّة الأمن الغذائي الجزائري ومؤشّرات الأمن الغذائيّ العالميّ دراسةٌ تحليليّة للمتاحِ من الإنتاجِ خلال الفترة الممتدّة 2002- 2013، مجلةُ العلومِ الاقتصاديّة والتّسيير والعلوم التّجارية، العدد 17، الصّادر في عام 2017، دراسةٌ في غايةِ في الأهميّةِ تستعرضُ العديدَ من المحاورِ الّتي تخصُ الأمنَ الغذائيَّ والإنتاج الزّراعي، وتركزُ على أبعادِ الأمنِ الغذائيّ، ووضعِ الأمن الغذائيّ الجزائريّ، والمؤشّراتِ الرئيسيّة للأمنِ الغذائيّ…
– المنهج، تعتمدُ هذهِ الورقةُ البحثيّةُ على منهجِ التّاريخ الاقتصادي – الاجتماعي، وهوَ منهجٌ حراكيٌّ تطوريٌّ يأخذُ بمراحلِ تطورِ الظّاهرةِ الاقتصاديّة – الاجتماعيّة، وهي ثلاثةُ مراحلٍ، مرحلةُ الظّاهرة في طورِ النّشوءِ والتّكوين، ومرحلةُ تحوّلِ الظّاهرة إلى قضيّةٍ تاريخيّةٍ ورصدِ النّتائجَ الّتي تتركُها الظاهرة.
ويعملُ المنّهجّ الّتاريخيّ الاقتصاديّ – الاجتماعي بآليتينِ متكاملتين هما: تفكيكُ الظّاهرة إلى عناصِرها المكوّنَة من اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة… وإعادةُ دمجٍ وتركيبٍ للعناصرِ المدروسة.
– توضيحُ الخطّة، ركزتِ الورقةُ البحثيّة على مفهومُ الأمن الغذائيِّ ،حيث أستعرضت بعض التعاريف التي تبين مفهوم الأمن الغذائي، وبعضُ المفاهيمِ المُرتبطةِ به كأمن الاجتماعي والمائي والبيئي…، ومرتكزاتِ الأمنِ الغذائيِّ “توافر الغذاء والحصول عليه، وأستقرار وجوده وسلامته”، والعواملُ المؤثّرةُ في الأمنِ الغذائيّ الجزائريّ، ومنها عوامل داخلية” المناخ والأرض والمياه، والزيادة السكانية، وعوامل خارجية وأبرزها التكتلات الاقتصادية والتحولات السياسية…” وتحدثت عن التّنميةُ الزراعيّةُ المستدامةُ ودورُها في دعمِ الأمن الغذائيّ الجزائريّ 1980-2017، وإلى ماذا تهدف التنمية الزّراعية المستدامة، وأوضحت الاصلاحات الزراعية، وواقع الانتاج الزراعي والحيواني، وصولًا إلى الخُطواتِ الضّرورية لتحقيق الأمن الغذائيّ الجزائريّ، وانتهت الورقة البحثية بالخاتمة والتّوصيات وقائمة بالمصادر والمراجع.
أولًا: مفهومُ الأمنِ الغذائيّ وبعضُ المفاهيمِ المرتبطةِ به
يمكن القولَ إنَّ أزمةَ الغذاءِ من أصعبِ المعضلاتِ المزمنةِ التّي توجدُ في معظمِ البلدان، وخصوصًا البلدانِ النّامية الّتي تعاني من نقصٍ في المواد الغذائيّة بالإضافةِ لسوءِ الّتغذيةِ الّتي يَنجُمُ عنها الكثيرُ من المشاكل الصّحيّة، في الحقيقة هناكَ العديدُ من التعاريفِ الّتي تُوضّحُ مفهومَ الأمنِ الغذائيِّ، ومعظمُها يدورُ حولَ إمكانيّاتِ المجتمعِ في تلبيةِ احتياجاتِ سكّانهِ من المواد الغذائيّة، في كلِّ الأوقاتِ وبأسعارٍ تتناسبُ مع دخلِهم، إذًا فالأمنُ الغذائيُّ يرتكزُ على المواد ِالغذائيّةِ واستقرارِ التّموينِ الغذائيِّ بشكلٍ مستمرٍ والحصولِ على الغذاءِ([1]).
أوضحَ البنكُ الدّوَليُّ عام 1986 مفهوم َالأمنِ الغذائيِّ بأنَّهُ قدرةُ الأشخاصِ في كلِّ الأيّامِ الحصولِ على الغذاءِ الكافي، والّذي يضمنُ لهمُ الحياةَ الصّحيةَ الجّيّدة([2])، وعُرِّفَ بالجريدةِ الرّسميّةِ الجزائريّة على أنّهُ حصولُ ووصول ُكلُّ مواطن ٍبكلِّ سهولةٍ وبشكلٍ منّظمٍ إلى طعامهِ الكافي والصّحي([3])، وعّرفتْهُ المنظّمةُ العربيّة للتّنميةِ الزّراعيّةِ بأنّهُ تأمينُ الغذاءِ الكافي بشكلٍ مستمرٍ لكلِّ المجتمع، اعتمادًا على الإنّتاجِ المحليّ بالدّرجةِ الأوّلى، وبأسعارٍ مقبولةٍ ومناسبةٍ لكلِّ المجتمع([4])، وأوضَحتهُ منظّمةُ الاغذيّةِ والزّراعةِ الدّوليّة ” الفاو” عام 1996، بأنّهُ تأمينُ الطّعامِ لكلِّ فئاتِ المجتمعِ بالكميّةِ والنّوعيّةِ لسدِّ الحاجاتِ بشكلٍ مستمرٍ ([5]).
يرتبطُ مفهومُ الأمنِ الغذائيِّ ببعضِ المفاهيمِ الّتي من خلالِها يمكنُ توفيرُ الأمنِ الشّاملِ لأفرادِ المجتمع، ومنها الأمنُ الاجتماعيُّ، فلتحقيقِ الأمنِ الغذائيِّ لا بدَّ من تحقيقِ الأمنِ الاجتماعيِّ فهُما مرتبطانِ ببعضهِما البعض، وبالتّالي فإنَّ انعدامَ الأمن الاجتماعيِّ يؤدّي لانعدامِ الأمنِ الغذائيِّ([6])، بالإضافةِ لارتباطهِ بالفجوةِ الغذائيّةِ الّتي أخذت تُهدّدُ حاضرَ ومستقبلَ السّكان، وخصوصًا أنَّ الكثيرَ من السّكانِ يعاني من نقضٍ في الغذاءِ وسوءٍ التّغذيّةِ، والفجوةّ الغذائيّةُ يمكنُ نعتُها بالمشكلةِ النّاجمةِ عن عدمِ قدرةِ الدّولةِ في تأمينِ الموادِ الغذائيّةِ، لسدِّ حاجاتِ واحتياطاتِ السّكان، ممّا يضّطرُّ الدّولةِ لتأمينِها عن طريقِ استيرادِها من الدّولِ الخارجيّة([7])، أمّا الأمنُ المائيُّ فيعتبرُ من أهمِّ دعائمَ الأمنِ الغذائي، كونه يساهمُ في التّنمية الزّراعيّة، وانعدامه يعني حدوثَ عجرٍ في الأمنِ الغذائي، والأمن البيئي مرتبطٌ بالأمن الغذائي بشكلٍ وثيقٍ، لأنَّ الّذينَ يفتقدونَ للأمنِ الغذائيِّ يقومونَ بأعمالٍ تؤدّي لتدميرِ البيئةِ الطّبيعية والمزروعات…([8])، وكذلكّ يرتبطُ بالاكتفاءِ الذّاتيِّ ويتمثَّلُ بإمكانيّةِ الدّولةِ بالاعتمادِ على إنتاجِها، وتأمينِ الاحتياجاتِ الغذائيّةِ محليًّا ([9]).
ثانيًا: مرتكزاتُ الأمنِ الغذائيِّ
إنَّ تحقيقَ الأمنِ الغذائيِّ أو التقليلِ من الفجوةِ الغذائيّةِ، تُعدُّ من أهمِّ مرتكزاتِ الأمنِ القومي، وتزدادُ هذهِ الأهميّةُ في الجزائرِ نظرًا للمخاطرِ الّتي تُهدّدُ استقرارهُ وأمنَهُ القوميّ من قبلِ الدّولِ الخارجيّة، الّتي تتحكمُ بأسواقِ السّلعِ الغذائيّة ([10])، وإنَّ تحقيقَ الاكتفاءِ الغذائيّ يساعدُ الجزائرَ بأن تتغلبَ على كلِّ الصّعابِ والتّحدياتِ، وفي مقدمتِها التّدخلاتِ الخارجيّة في شؤونهِا الدّاخليّة([11])، وبالفعلِ هذا ما دفعَ الجزائَر للسّعيّ لتحقيقِ أمنِها الغذائيّ محليًّا أي عن طريقِ التّوسّعِ في الإنتاجِ بمختلفِ أنواعهِ، من أجلِ تحقيقِ الأمنِ الغذائيّ ومرتكزاتهِ وهي كالتِّالي:
– توافرُ الغذاء: أي تأمينَ السّلعِ الغذائيّة وبشكل ٍكافٍ وبوسائلَ مستدامةٍ لتأمينِها وذلكَ من خلالِ الإنتاجِ المحليّ بالدّرجة الأولى، أو عن طريقِ الاستيرادِ من الأسواقِ الخارجيّة ([12]).
– الحصولُ على المواد الغذائيّة: وهو تسخيرُ الامكانيّات للحصولِ على السلعِ الغذائيّة وتوزيعِها بشكلِ يحقّقُ العدالةَ الاجتماعيّة بين كلِّ الفئاتِ وخصوصًا الفئاتُ ذات الاحتياجات الخاصّة ([13]).
– استقرار وجود الغذاء: بمعنىً آخر، تأمينُ إمدادٍ متواصلٍ ومستمرٍ للمواد الغذائيّة، وذلك في كلّ الأوقاتِ وفي كلّ الظّروف… ([14]).
– أمانُ وسلامة السّلع الغذائيّة: أي يجبُ الاهتمام بالأبعادِ الصّحيّة للموادِ الغذائيّة خلالَ عملياتِ إنتاجِ الغذاءِ وتصنيفهِ وعمليّة وضعهِ في المستودعات، وكذلكَ توزيعهِ بشكلٍ صحيٍ ليكونَ آمنًا وخاليًا من الأمراض، وموثوقًا ولا يؤثُّر على صحة وسلامةِ الأشخاص ([15]).
ثالثًا: العواملُ المؤثّرةُ في الأمنِ الغذائيّ الجزائري
تسهمُ الكثيُر من العواملِ في اتساع الفجوةِ الغذائيّة، ومنها ما يؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ ومنها ما يؤثّرُ بشكلٍ غير مباشر، ويمكنُ تقسيمها إلى عوامل داخليّة، وعوامل خارجيّة.
– العواملُ الدّاخليّة
يأتي في مقدمتِها المناخُ والأرض ُوالمياه، حيثُ يرتبطُ الإنتاجُ الزّراعيُّ في الجزائِر بالمناخِ، وأيُّ تغيٍّر في المناخِ يؤثّرُ بشكل ٍكبيرٍ على العمليّةِ الإنتاجيّةِ والمحاصيلِ الزّراعيّة، بالإضافةِ لحدوث مشاكلٍ اجتماعيّةٍ وبيئيّةٍ واقتصاديّة، حيثُ نلاحظُ سيطرةَ المناخِ الشّبهِ الصّحراويّ على الأراضي الجزائريّة، نتجَ عنهُ الجفاف… وتأثُّر الإنتاج الزّراعي ([16]).
أمّا الأراضي في الجزائرِ فنلاحظُ ضعفَ الكفاءةِ في استثمارِ الأراضي الزراعيّة، وذلك من حيثُ نسبةِ الأراضي المزروعة، أو حتى في طرقِ الرّي واستخدام التّقنيّات الحديثة، على الرغم من القيامِ ببعضِ الاصلاحات الّزراعيّة وإصدارِ قوانين تتعلّقُ باستصلاحِ الأراضي وحيازة المَلكيّة العقاريّة …. بدءًا من عامِ 1981 واستمّرت حتّى الوقت الحالي، هدفُها تطويرُ الانتاجِ وتخفيضُ الاستيرادِ وتحقيقُ الاكتفاءِ بالموادِ الغذائيّة محليًّا ([17]).
والمياهُ في الجزائرِ لها دورٌ كبيرٌ وأساسيٌّ في تحقيق ِالأمنِ الغذائيّ، كونها من أساسيّاتِ الزّراعة، وفي الحقيقةِ إنَّ الجزائَر تعاني قلّةً في المياهِ نتيجة طبيعة الأراضي الواقعة في المناطق الشّبه الجافّة والجافّة، ولهذا كانت المياهُ عاملاً هاماً ورئيسيّاً في الانتاج الزراعي ([18]).
ومن العواملِ الدّاخليّة الّتي تؤثّر في الأمنِ الغذائي الجزائري التّزايدَ السّكاني، من الطّبيعي أنَّ الزّيادةَ السّكانيّة ينتجُ عنها زيادةٌ في الاستهلاكِ للموادِ الغذائيّة، بمعنى آخر تصاعدُ أعدادِ السّكان يزيدُ في الطّلبِ على الغذاءِ، ونجدُ في الجزائرِ تراجعاً في النّموِ الزّراعي والاقتصاديّ بشكلٍ عام([19])، كون ارتفاعِ نسبة السّكان يؤثّرُ على المواردِ الطّبيعيّة، وبالتّالي يُولِدُ مشاكلاً أبرزُها فقدانُ الغذاءِ وارتفاعُ أسعارِ السّلع الغذائيّة والمجاعاتِ والفقر واتساعُ الفجوة الغذائيّة والتّلوث والجفاف… ([20]).
-العواملُ الخارجيّة
مع بداياتِ عام 1980 أخذتِ التّطورات السياسيّة تؤثِرُ على الاقتصادِ في العالم أجمع، وأبرزُها تلك الّتي تسعى لتشكيلِ تكتلاتٍ اقتصاديّةٍ، وبالّتالي الاتجاهُ نحوَ تحريرِ التّجارة الدّوليّة، وكان لتلكَ التّطورات أثرٌ سلبيٌ على التنميّةِ المستدامةِ والانتاجِ الزراعيّ في الجزائر، حيثُ نجدُ تذبذباً في العوائدِ الّنفطيّة الجزائريّة، مع العلمِ أنّ للعوائدِ النّفطيّة دورٌ كبيرٌ في تقديمِ التّسهيلاتِ الإنمائيّة الّتي تُساعدُ على دعم التّنمية الّزراعيّة والأمنِ الغذائيّ، ولكن مع انخفاضِ المساعداتِ في التّسعينيات بسببِ انخفاضِ أسعارِ النّفطِ التّي ظلّت حتى نهايةِ عام 2002، لتعودَ وترتفع بسببِ تحديدِ كمياتِ الإنتاج، ولكن كانَ للعواملِ السياسيّة دورٌ مهمٌ في التّحكم بأسعارِها([21]).
ومع بدايةِ التّسعينيات ظهرت تحولاتٌ كثيرةٌ أهمهُا تفككُ الاتّحادِ السّوفيتي، وأغلبُ دولِ أوروبّا الشّرقيّة، ونظرًا إلى أنّ هذهِ الدّول كانت مشاركةً في تقديمِ المساعداتِ للبلدانِ العربيّة ومنها الجزائر، والجديرّ بالقولِ إنَّ الإعاناتِ والقروضِ الّتي كانت تُقدّمُ تحوّلَ قسمٌ كبيرٌ منها إلى دولِ أوروبّا الشّرقيّة، وأهمُّ من ذلك انهيار المنظومةِ الاشتراكيّة الّتي كانت البلدان العربيّة تصدّر منتجاتِها إليها، وخاصّة المنتجاتِ الزراعيّة، وكان لتوقيعِ اتفاقيّة تحرير التّجارة الدّوليّة وقيام منظّمة التّجارةِ العالميّة، آثارٌ سلبيّة على الجزائرِ الّتي تُعدُّ من المستوردين لبعضَ السلعِ الغذائيّة([22]).
رابعًا: التّنميةُ الزّراعية المستدامة ودورُها في دعم الأمنِ الغذائي الجزائري1980-2017
– التّنمية الزّراعّية المستدامة
هي الادارةُ الفعليّةُ الجيّدةُ للمواردِ الطّبيعيّة، الّتي تحقُق المتطلبات المجتمعيّة الحاليّة والمستقبليّة، وهي الّتي تضمنُ حفظَ القدراتِ الإنتاجيّة الّزراعيّة، وإمكانيّة تطويرِها وسد حاجات المجتمع بكلِ الأوقاتِ والظّروف، ورفع معدلِ الدّخل القومي ([23]).
– أهدافُ التّنميّة الزّراعيّة المستدامة
تسعى التنميّةُ الزّراعية المستدامة لتحقيقِ جملةً من الأهدافِ أبرزُها ما يلي ([24]).
1- تحقيقُ الاكتفاءِ الغذائي.
2- تحقيقُ الزّيادة في الإنتاجية الزّراعيّة.
3- السّعي لتصديرِ المنتجاتِ الزّراعيّة ِالفائضة عن الحاجات، وبالتّالي تأمين النّقد الأجنبي.
4- وضعُ الخِطط لتأمينِ حاجاتِ المجتمع الحاليّة والمستقبليّة.
5- زيادةُ خصوبةِ التّربة الزّراعيّة، وضمانُ خصوبتِها في الأعوام القادمة.
6- تزويدُ العمّال الّذين يعملون في الزّراعة باحتياجاتِهم الأساسيّة.
7- المحافظةُ على المواردِ الطبّيعية والمائيّة…
– الاصلاحات الزّراعية والإنتاج الزّراعي في الجزائر
في إطارِ الاهتمامِ بالزّراعةِ وبعد فشلِ الثّورة الزّراعيّة، أصدرتِ الحكومةُ الجزائريّة بعضَ الاصلاحاتِ الزّراعية، وحدّدت مبلغاً قدرُه 59,4 مليار د. ج، لتطبيقِ المخطّطِ الخماسي الأوّل 1980- 1984، وذلك من أجلِ دعمِ تنمية الزّراعة وتطوّر الإنتاجيّة، وتخفيف التّبعية للموادِ الغذائيّة، وتنميةِ الصّيد البحري والغابات والرّي وتحديثِ طرق أساليبها… إلاّ أنّ استصلاح الأراضي الزّراعيّة بالطرقِ الصّحيحة كانت متواضعة، مع العلمِ أنّ الدّولة الجزائريّة أصدرت قانونَ استصلاحِ الأراضي، وحيازةَ المُلكية العقاريّة في تاريخ 13 أب 1983، هدفهُ تحقيقُ إنتاجيّةٍ أفضل، وبالتّالي ضمانٌ للأمنِ الغذائي في الجزائر، بالإضافة لتشجيعِ المواطنين على استصلاح الأراضي بوسائلهم الخاصّة، مقابلّ أنَّ تعترفَ الحكومةُ الجزائريّة بحقِّ الملِكيّة العقارّية، وأن توزّعَ الأراضي عليهم، وكذلك بأن تُحفرَ لهم الآبار، وأن تشقَّ القنواتِ وتقدمَ بعضَ المساعداتِ على شكل قروضٍ، وأنّ تقيم السّدود لتجميع المياه والاستفادةِ منها في ري المزروعات، وعلى الرغم من ذلك تمّ استصلاحُ نسبةٍ قليلةٍ من الأراضي وذلك بالمقارنةِ بعددِ الّذين وزِّع عليهم الأراضي والذي يقدر ب 47972 مستفيدًا([25]).
وبين عامي 1985- 1989 أعلنتِ الجزائرُ عن المخطّطِ الخماسيّ الثّاني الّذي أهتمَ بإعادةِ الهيكليّة الماليّة والاهتمامِ بالتّنمية الزّراعية والري، بالإضافةِ إلى الاهتمامِ بالتّدعيم الصّناعي، وأبرزُ الأسبابِ الّتي دعت إلى إعادة ِالهيكليّة الزّراعيّة، ازديادُ التّبعية لبعضِ السّلع الزّراعيّة، ولضعفِ الإنتاجيّة الزّراعيّة، وتدوين الخسارة في بعض التّعاونيات…وتهدفُ إعادة الهيكليّة إلى تحسينِ الإنتاجِ الزّراعي، وتشجيعِ استصلاحِ الأراضي، ودعم الفلاحين، وإيجاد سياسةٍ لزيادةِ كثافةِ الإنتاج الزّراعي، وإعادةِ تنظيمٍ عقاريّ للأراضي الفلاحيّة التّابعة للقطّاع العام… يقارب 27000 مستثمرةً فلاحيّة جماعيّة وفرديّة على المستوى الوطني، ومع الانتهاء وبالفعل تمّ “إنشاءُ ما من تقسيم الأراضي عام 1989 تكوّن ما يقارب 29000 مستثمرة جماعيّة وفرديّة”، والجديرُ بالقولِ إنّ هذهِ المستثمرات انقسمت بسبب الخلافات الّتي حصلت بين مستثمري المزرعة الواحدة([26]).
ولضمانِ تحقيقِ الأمنِ الغذائيّ والحدّ من الآثارِ السّلبية للتنميةِ الزّراعيّة، أطلقتِ الجزائرُ العديدَ من الاصلاحاتِ والبرامجِ والخطط ِعام 1990 لدعم الانتاجيّة، وتحسينِ اوضاع الفلاحين، وحماية الأراضي الزّراعية والمياه واستصلاحِ الأراضي، والغاء احتكار الحكومة في التجارةِ الخارجيّة للمحاصيل، ووضعت برنامجَ استصلاحِ الأراضي عن طريقِ الامتياز، والبرنامجُ الوطني للتّشجير، وبرنامج تكثيف أنظمة الإنتاج، وبرنامج تطوير الإنتاج الوطني والانتاجية ([27]).
استطاعَ المخططُ الوطنيُ للتنميةِ الفلاحيّة والريفيّة تحقيقَ بعض الايجابيات، حيث قُدّرت مساحةُ الأراضي الفلاحيّة المستصلحة بنحو 2,752,000 هكتار خلال أعوام 2000- 2006، أمّا تشجير المناطق الرّعوية بلغت 193,500 هكتار بين عامي 2000- 2006، بالإضافةِ لتحقيقِ تقدّم في مجال ِتوفير المواد الغذائيّة المحلّية، لتنتقلَ من 32% خلال أعوام 1996- 2000، لتصل إلى 40% خلال أعوام 2000- 2003″([28]).
– مقوماتُ التّنمية الزّراعية في الجزائر بإمكان الجزائر النّهوض بالقطاعِ الزّراعي ورفع الانتاجيّة، كونها تمتلك كلَّ الامكانيّات، فالإنتاجُ الزّراعي يعتمد على مصدرينِ أساسيين هما: المصدر الذّاتي، والمصدرُ الخارجي الّذي يعتمدُ على استيراد المواد الغذائية من الدول الخارجيّة، وسوف نركزُ على دراسة المصدر الذّاتي وهو الاهمُّ ([29]).
– المصدرُ الذّاتي يعتمدُ على قدرة الجزائر على الإنتاجِ الزّراعي بالاعتمادِ على العديد ِمن العوامل أبرزُها:
1- المصادر الطّبيعيّة، وتأتي في مقدمتها الأراضي، حيثُ تبلغُ مساحةُ الأراضي الزّراعيّة في الجزائر حواليَ 238 مليون هكتار، ويمكن تقسيمها إلى ما يلي:
أ- الأراضي الزّراعية الكليّة، وتشيرُ المصادرُ إلى تطور مساحتِها بين عامي 2008-2009 بحوالي 42466920 هكتار أي بنسبة 17% من المساحةِ الكليّة وتشملُ المساحةَ الصّالحة للزّراعة الّتي بلغت 8423340 هكتار، أي تمثل 19% من المساحةِ الفلاحيّة الكليّة ومنها مزروعاتٍ عشبيّةِ وتبلغُ مساحتَها 4069380 هكتار، وأراضيَ مستريجة تقدر ب 3423502 هكتار، وأراضيَ مروجٍ طبيعيّة تبلغُ 24550 هكتار، وأراضيَ كرومٍ تبلغُ 82743 هكتار، وأراضيَ أشجارٍ تقدّرُ بحوالي 823165 هكتار.
– أراضي رعويّة ومروج: تقدّر مساحتُها ب 32 مليون هكتار.
– أراضي غير منتجة تابعة للمزارع: تبلغُ مساحتهُا 1087700 هكتار، وتشملُ المزارعَ الفلاحيّة، بالإضافةِ للعماراتِ والمنحدرات.
ب- اراضيَ أخرى وتتضمنُ ما يلي:
– أراضي حلفائيّة: وتبلغُ مساحتُها حواليَ 2504990 هكتار.
– أراضيَ غابيّة: وتبلغُ مساحتُها 4227700 هكتار، أي 1,8% من مجموع المساحة الكليّة للجزائر.
– أراضي غير منتجة: وتبلغُ مساحتها 80% من المساحة الإجماليّة للجزائر.
وفيما يلي نستعرضُ تطورَ توزيع الأراضي الصّالحةِ للزّراعة بدءًا من عام 1988 حتى عام 2008.
الجدول الرقم (1)
تطور توزيع الأراضي الصالحة للزراعة في الجزائر بين اعوام 1988- 2008
08/09 | 07/08 | 06/07 | 05/06 | 04/05 | 03/04 | 02/03 | 00/01 | 99/00 | 88/89 | البيان |
7511,1 | 7489,4 | 7468,5 | 7469,6 | 7511,1 | 7492,9 | 7503,7 | 7583,3 | 7662,4 | 7097,8 | الأراضي القابلة للزراعة |
3921,2 | 3926,1 | 3895,5 | 4064,9 | 3921,2 | 4110,0 | 3802,2 | 3839,6 | 1956,8 | 369908 | المزروعات النباتية |
3589,9 | 3563,3 | 3573,0 | 3404,8 | 3589,9 | 3382,9 | 3701,5 | 3743,4 | 5707,6 | 3398,0 | الأراضي المستجرجة |
878,55 | 955,49 | 946,03 | 933,96 | 878,56 | 828,84 | 767,24 | 610,47 | 565,02 | 577,66 | الزراعات الدائمة |
26,07 | 24,30 | 25,46 | 25,55 | 26,07 | 25,43 | 25,95 | 30,90 | 35,23 | 34,34 | المروج الطبيعية |
101,7 | 87,38 | 92,71 | 98,21 | 101,71 | 99,43 | 95,63 | 69,68 | 59,79 | 105,64 | الكروم |
750,78 | 823,81 | 827,96 | 810,19 | 750,78 | 703,97 | 645,66 | 509,89 | 470,00 | 437,68 | الأشجار المثمرة |
8389,6 | 8424,8 | 8414,6 | 8403,9 | 8389,7 | 8321,7 | 8270,9 | 8193,7 | 8227,4 | 7675,5 | المجموع |
المرجع، محمد غردي، القطاع الزراعي الجزائري وإشكالية الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظّمة العالميّة للتّجارة، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة الجزائر3، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التّسيير والعلوم التّجارية، العام الدراسي 2011- 2012، ص، 19.
يتّضحُ من الجدولِ أنَ الزّراعةَ شهدت تطورًا واضحًا، وذلك نتيجةٍ للإصلاحاتِ الزّراعيّة الّتي أعلنت عنها الحكومةُ الجزائريّة، بالإضافة للاهتمامِ في تنمية المشاريعِ الزّراعيّة واستصلاح الأراضي وجعلها قابلةً للزراعة.
– المياه
تعاني الجزائرُ من مشكلةِ المياه، نظرًا لوقوع أراضيها في المناطق الشّبه الجّافة والجّافة، وبالتّالي سيطرةُ الجفاف عليها، وتقدّرُ المياهُ الجوفيّة الّتي يمكنُ الاستفادةُ منها حواليَ 7 مليار متر مكعب في العام، ويوجد 147 طبقة مائيّة، و23000 بئرٍ عميقةٍ، و9000 ينبوع، و60000 بئرٍ صغير، أمّا المياهُ السّطحيّة فهي تقدّرُ بحوالي 9,8 مليار مكعب في العام، وتشيرُ بعضُ المصادرِ وجود 66 سدٍّ بطاقةٍ استيعابيّة تبلغُ ب 7,5 مليار مترٍ مكعّب، في حين تبلغ المياه المطريّة رغم اتساع المسّاحةِ الجزائريّة الّتي تقدر بحوالَي 2,4 مليون كلم2، إلاّ أنّنا نلاحظُ 93% منها توجد في منطقةِ الهضابِ العُليا والجنوب، ونسبةُ هطولِ الامطارِ تبلغ 8%، في حيث تبلغ في المنطقةِ الشّماليّة من الجزائر حوالي 7% من اجمالي المساحة الاجماليّة ،تقدّر كميّةُ الامطارِ الهاطلة ب 192 مليار متر مكعب أي بنسبة 92%([30]).
وعلى سبيلِ المثال نوضح من خلال الجدولِ التّالي نصيبَ المتر المكعب من المياه من النّاتجِ الزّراعي لعام 2006.
الجدول الرقم (2)
نصيبُ المتر المكعب من المياهِ من النّاتج الزّراعي في الجزائر لعام 2006
نصيب المتر المكعب المائي من الناتج الزّراعي الإجمالي(دولار) | الناتج الزراعي (مليون دولار) | كمية المياه (متر مكعب) |
1,766 | 8812 | 498807 |
المرجع، ريم قصوري، الأمن الغذائي والتنمية المستدامة” حالة الجزائر”، مرجع سابق، ص، 150.
تشيرُ أرقامُ الجدولِ أعلاه إلى أنّ نصيبَ المترِ المكعبِ المائي من الناتج الزّراعي الإجمالي قليلٌ ومنخفضٌ بشكل كبير، أي أنهّا لا تزيدُ عن 1,766 دولار فقط للمتر المكعب عام 2006، بينما نجد أنّ حِصة المياه المحددة لتمامِ عمليّة السّقيّ للهكتار الواحد من الأراضي الفلاحيّة تبلغُ 2261 متر مكعب في عام 2005.
2- الثّروة الحيوانية
يمكنُ اعتبار الإنتاج الحيواني أكثرَ أصالةٍ وعراقةٍ من المحاصيلِ النّباتيّة والحقليّة، ولتحقيق التّكامل الإنتاجي في الزّراعة يجبُ تطوير الإنتاج الحيواني، كونَه العنصر الثّاني في التّنمية الزّراعية، وذلك من ناحيةِ تأمينِ المواد الغذائيّة للمجتمع، ووفرته تساعد على تحقيق الأمن الغذائي الجزائري([31])، لقد شهدت الجزائرُ تطورًا ملحوظاً في الانتاجِ الحيواني بدءًا من عام 2000، بسبب الاهتمامِ في تربية ِالحيوانات، وارتفاع اسعار النّفط، ما ساعد على تقدمها.
3-اليدُ العاملةُ في الزّراعة
تجدرُ الإشارةُ إلى أنّ القوةَ العاملةَ في مجال الزراعةِ لم تشهد تحسنًا في التّسعينيات، بسبب المشاكل والركود والاضطراباتِ الّتي عرفها الاقتصاد الجزائري، إلّا أن تطبيقَ المخطّط الوطنيّ للتنميةِ الزّراعية شهدت من خلاله القوة العاملة تقدمًا جيدًا ([32])، والجدولُ التّالي يفسّر بالأرقام ذلك التقدم.
الجدول رقم (3)
تطورُ العمالةِ في مجالِ الزّراعة الجزائرية خلال أعوام 1990- 2006
الوحدة: ألف عامل
2006 | 2005 | 2004 | 2003 | 2002 | 2001 | 2000 | 99 | 90 | البيان |
9471,8 | 8900,9 | 8416,2 | 8762,3 | 8568,2 | 8860 | 10353 | 5815 | 4282 | العمالة الكلية |
2212,6 | 2237,9 | 2234,59 | 2287,3 | 2205,0 | 2381,8 | 2525 | 1200 | 905 | العمالة في الزراعة |
23,39 | 25,14 | 26,5 | 27,13 | 25,73 | 26,88 | 24,62 | 20,63 | 21,13 | نسبة العمالة الزراعية إلى العمالة الكلية% |
المرجع، محمد غردي، القطاّع الزّراعي الجزائري وإشكاليّة الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، مرجع سابق، ص، 25.
يتبيّنُ من الجدولِ أن ثمت تطورًا ملحوظًا لحجم اليد العاملةِ في المجال الزّراعي، وذلك بدءًا من العام 1990 حتى عام 2006.
4- رأسُ المال، يتضمّن رأسُ المالِ التّمويل الذّاتي وأيضًا التمويل بالاعتمادِ على القروضِ والمعونات، ولاشكّ أنّ التمويلَ الذّاتي اكثرُ ضمانًا لإنجاحِ المشاريعِ التّنموية، ومنها الزّراعية التي تنتج الغذاء، وبالفعل تمكنت الجزائر من خلال أنتعاش أسعار النّفط في السّوق الدّوليّة عام 2000 من تحقيقِ مكاسبَ جيّدة، في الإيرادات العامة، وتوفير احتياطاتِ النّقد([33]).
5- البحثُ العلميّ الزّراعي
يمكنُ القول إنّ البحثَ العلميّ من أساسياتِ تنميةِ الإنتاج الزّراعي وازدهاره ِ،وتحقيق إنتاجيّة أفضل، ونتيجةً لبعض القوانينِ والبرامجِ والتّوجيهاتِ الّتي تدعمُ البحثَ العلميَّ الزّراعي، ارتفعَ عددُ الباحثين في الشأنِ الخاصِّ بالزّراعة وفي مجال البحوث العلمية، أخذتِ البحوثُ تركزُ على إشكالّياتِ الزّراعةِ وأسبابِ تخلفِ الزراعات، واعطتِ البحوثً أولويّةً لمعالجةِ المشاكلِ الّتي تؤثّر على الإنتاج والانتاجيّة، ومشاكل انجراف التّربةِ والتّصحر، وكيفيّة استصلاح الأراضيّ وطرقِ مدّها بالمياهِ عبرَ شقِّ القنواتِ وحفرِ الآبارِ وبناءِ السّدود…، والتحسينات الوراثيّة النباتيّة والحيوانيّة، وتشيرُ بعضُ الدراساتِ إلى ارتفاعِ عددِ الباحثين من 193 باحث عام 2000، إلى 239 باحث عام 2006، المختصين في المجالاتِ الزّراعيّة والحيوانيّة، وتعتبرُ هذه الخطوةُ مهمّةٌ رغمَ عدمِ نجاحِها بالشّكلِ المطلوب، خصوصًا وإنّ الجزائرَ تمتلك ُكل ّالمقوماتِ الماليّة والماديّة والتوجيهيّة والعمّال والمستثمرين والفنيين والباحثين في كل المجالات الزّراعية([34]).
– الانتاجُ الزّراعيّ في الجزائر
تعدُّ زراعةُ الحبوبِ في الجزائِر من الزراعات الاستراتيجيّةِ والاساسيّة، وعلى الرّغم من ذلك يمكن وصفها بالضّعيفةِ من حيثُ الإنتاج، وبالتّالي لا تؤمّنُ إلّا نسبةً قليلةً من حاجاتِ السّكان، وتبقى الحبوب مرتبطةٌ بعواملِ الطبيعية، وتتصف زراعة الحبوب بأن الأراضي المزروعة بالحبوب يغيب عنها برامج الاستصلاح، وأيضًا عدم توسيع رقعة الاراضي المزروعة، والجدول التالي يوضح توزيع الإنتاج حسب نوع الحبوب خلال أعوام 1988-2002.
الجدول رقم (4)
توزيع الإنتاج حسب نوع الحبوب في الجزائر 1988-2002
الوحدة: قنطار
المجموع | Sorgho ذرة بيضاء | ذرة Mais | خرطال | شعير | ق. لين | قمح صلب | النوع/العام |
20031190 | 10850 | 4240 | 595610 | 7898820 | 3388180 | 8133490 | 1988/89 |
16254120 | 4640 | 2310 | 412810 | 8333560 | 1951340 | 5549460 | 1989/90 |
38083030 | 3150 | 5000 | 1281420 | 18099580 | 5775990 | 12917890 | 1990/91 |
33289140 | 3200 | 6620 | 928900 | 13982900 | 4912210 | 13455310 | 1991/92 |
14520970 | 1000 | 2250 | 272460 | 4080230 | 2204380 | 7960650 | 1992/93 |
9634200 | 0 | 1850 | 152040 | 2340670 | 1515360 | 5624280 | 1993/94 |
21384570 | 380 | 4190 | 531000 | 5849800 | 3112500 | 11886700 | 1994/95 |
49005050 | 590 | 4460 | 1171740 | 18002220 | 9480340 | 20345700 | 1995/96 |
8695980 | 1200 | 2570 | 168150 | 1908920 | 2060500 | 4554640 | 1996/97 |
30253590 | 490 | 3100 | 450000 | 7000000 | 7800000 | 15000000 | 1997/98 |
20205910 | 540 | 5370 | 400000 | 5100000 | 1700000 | 9000000 | 1998/99 |
9342080 | 8340 | 15560 | 81700 | 1632870 | 2740270 | 4863340 | 1999/00 |
26591700 | 5550 | 10870 | 436610 | 5746540 | 8003480 | 12388650 | 2000/01 |
19529250 | 6780 | 8370 | 334950 | 4161120 | 5508360 | 9509670 | 2001/02 |
المرجع، فوزية غرابي، الزراعة الجزائرية بين الاكتفاء والتبعية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، الجزائر، جامعة منتوري قسنطيّنة، كليذة العلوم الاقتصاديّة وعلوم التسيير، العام الدراسي، 2007-2008، ص، 127.
يتبين من الجدول إنّ إنتاج الحبوب بين أعوام 1988- 2002 شهدَ حالاتٍ من الزّيادة والنّقصان، ويرجعُ ذلك بالدرجةِ الأولى إلى العوامل الطبّيعية ” الاراضي، المناخ، المياه…”، بالإضافة للإجراءاتِ التي اتُّخِذت بخصوص رفع الإنتاج والإنتاجيّة حيث نجدُها متواضعة.
أمّا أعوام 2002- 2013 شهدت بعض التّطورات بسبب الاهتمام بالمشاريع الزّراعيّة، وزيادة العائدات النّفطية، والشّكل التّالي يوضحُ ذلك.
الشكل رقم (1)
تطور الحبوب في الجزائر خلال أعوام 2002-2013
المرجع، علي مكيد، وفريدة بن عبّاد، وضعيّة الأمن الغذائي الجزائري ومؤشرات الأمن الغذائي العالمي دراسة تحليليّة للمتاح من الإنتاج خلال الفترة الممتدة 2002- 2013، مجلة العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية، العدد 17، الصادر في عام 2017، ص، 3.
يوضحُ الشّكل تطور الحبوبِ، نجد أنّ القمحَ زاد إنتاجُه خلال أعوام 2002- 2013، كونُه الغذاءُ الأساسيّ، وارتفعَ من 7003 ألف طنٍ إلى 7209 ألفِ طنٍ عام 2005، ثم عادَ ليتراجعَ عام 2006 إلى 7209 ألف طن وذلك بسبب قلةّ الأمطارِ الهاطلة، وفي عام 2013 ارتفعِ بشكلٍ جيّد ليصل إلى 9461 ألف طن، ويعودُ ذلك لزيادة المساحات المزروعة، واستخدام التّقنيات الحديثة في الرّي، وكذلك نجد أن الشّعيرَ يرتفع وينخفضَ في انتاجه، كونه ليس غذاء اساسي، أما الذرة ارتفعت من 1889 ألف طن عام 2002 إلى 3252 ألف طن عام 2013.
في حين نجد بعض الخضروات مثل البصلِ البطاطا والبقول والفاصوليا والطماطم…عرفت تطورًا في زيادة الإنتاج كونها من الغذاء الرئيسي في الجزائر، والشّكل التّالي يوضح ذلك.
الشّكل رقم (2)
تطوّر بعض الخضروات خلال أعوام 2002- 2013
المرجع، علي مكيد، وفريدة بن عباد، وضعيّة الامن الغذائي الجزائري ومؤشرات الأمن الغذائي العالمي دراسة تحليليّة للمتاح من الإنتاج خلال الفترة الممتدة 2002- 2013، مرجع سابق، ص، 3.
وتوزع إنتاج الحبوب على معظم العديد من الولايات الجزائريّة والشّكل الرقم (3) يبين ذلك.
الشكل الرقم (3)
توزيع متوسط كميات إنتاج الحبوب حسب الولايات الجزائرية خلال اعوام 2000- 2012
المرجع، رابح بوعراب، وفتح الله مسعودة، تحليل دوال إنتاج محاصيل الحبوب في الجزائر باستعمال نماذج المعطيات الطّولية، جامعة الجزائر (3)، ص 444.panel Data
نلاحظُ من الشّكلِ أعلاه أنَّ كمياتِ الإنتاجِ تختلفُ من ولايةٍ إلى أخرى، وإنّ ولاية سطيف تأتي في المرتبةِ الأولى من حيثُ إنتاج القمح الصّلب، في حين تأتي في المرتبةِ الأولى في إنتاجِ القمح اللّين ولايةُ تيارت، ويقدّر متوسط إنتاج القمح الصّلب بكل الولايات ب 65,9 ألف طن، وفي الحقيقةِ إنّ هذه النّسبةَ قليلةٌ بالمقارنةِ بمتوسطِ إجمالي الإنتاج الوطني، في حين يقدر إنتاج القمح الّلين 41,7 ألف طن، والشّعير يقدّر ب 43,34 ألف طن.
ارتفعت تكاليف واردات السلع الغذائية حيث تجاوزات 10 مليار دولار أمريكي في عام 2012، ووصلت في عام 2014 إلى 11 مليار دولار، واستقرت بين عامي 2015-2017 ما بين 8-9 مليار دولار، ونلاحظ أن الحبوب تحتل المركز الأول بحوالي 3 مليار دولار، والجدير بالذكر أن سعر السلع الغذائية ازداد 3,5 مرات بين عامي 2000- 2017، بسبب الأزمة الغذائية العالمية خلال هذه الأعوام، بالإضافة لتزايد أعداد السكان([35])، وارتفع استهلاك الحبوب بنسبة 175% من إجمالي الاستهلاك حيث وصل عام 2016 إلى 270 كغ لكل مواطن، وكذلك ارتفع استهلاك الخضروات بنسبة 14,40%، يمكن القول أن الجزائر من الدول الأكثر أستهلاك للحبوب في العالم، حيث تصدرت قائمة المستوردين للحبوب عام 2017([36]).
بالمقابل فقد بلغ الإنتاج الزراعي في عام 2015 من الحبوب 4000000,00 طن، ومن البقوليات بنحو 1500000 طن، وساهمت المزروعات في الناتج الوطني خلال الموسم الزراعي لاعوام 2016-2017 وعلى سبيل المثال الزراعات الرئيسية ساهمت ب 11,8 % والخضرواتب 29,2 %والفواكي ب 7,8 % والحمضيات ب 5,9% ([37]).
-الإنتاج الحيواني
أمّا الإنتاج الحيواني من اللّحوم الحمراء واللّحوم البيضاء والحليب والعسل والصّوف والبيض… نلاحظُ أنّها تطوّرت من حيثُ الإنتاج بفضلِ الاهتماماتِ الحكوميّة في محاولةٍ لتحقيقِ الاكتفاء الغذائي، والجدول التّالي يبين تطور الإنتاج الحيواني في الجزائر خلال أعوام 1990- 2006.
الجدول رقم (5)
تطور الإنتاج الحيواني في الجزائر خلال أعوام 1990- 2006
متوسط إنتاج 06-01 | إنتاج 2006 | إنتاج 2005 | إنتاج 2004 | إنتاج 2003 | إنتاج 2002 | إنتاج 2001 | متوسط الانتاج 95-00 | متوسط الإنتاج 89- 94 | الإنتاج |
295190,5 | 298554 | 301568 | 320000 | 300459 | 290762 | 259800 | 304100 | 27000 | اللحوم الحمراء “طن” |
177190,7 | 241166 | 143578 | 170000 | 156800 | 150600 | 201000 | 129204,7 | 211966,7 | اللحوم البيضاء “طن” |
1840,83 | 2244 | 2092 | 1915 | 1610 | 1544 | 1637 | 1257,1 | 1088,0 | الحليب 610 |
2268,3 | 2543 | 2666 | 2800 | 2051 | 1950 | 1600 | 1522,8 | 1572 | العسل “طن” |
20076,5 | 20357 | 25296 | 20000 | 19908 | 19752 | 18146 | 19926,7 | 17250 | الصوف “طن” |
3234,8 | 3570 | 3528 | 3629 | 3302 | 3220 | 2160 | 2333,3 | 2432,3 | البيض610، بيضة |
المرجع، محمد غردي، القطاع الزراعي الجزائري وإشكالية الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظمة العالميّة للتجارة، مرجع سابق، ص، 30.
يتضحُ من الجدولِ أعلاه أنّ هناكَ ارتفاعُ في نسبةِ أعدادِ الحيواناتِ المنتجةِ للّحوم والحليب والبيض والعسل بين عامي 2001-2006، والسّببُ في ذلك تحسُّن أسعارِ النّفط ما ساعدَ الجزائر على الاهتمام في المشاريع الّزراعيّة وفي مجال تنمية الإنتاج الحيواني، من خلالِ توفير ِكل ما يلزم من الدّعم المادّي والمعنوي والإرشادات…
ونتيجة للأوضاع فقد ارتفعت كلفة الإنتاج الحيواني بين عامي 2015-2017، ” الحليب زاد 1,5 مليار دولار([38])، مع العلم أن إنتاج الحليب قد بلغ في عام 2015 حوالي 102000 طن، واللحوم الحمراء 400000طن، واللحوم البيضاء بلغت 300000 طن، وكذلك ساهم الإنتاج الحيواني في الناتج الوطني خلال موسم 2016-2017، نجد أن الحليب ساهم ب 6,7 % …([39]).
خامسًا: الخطواتُ الضّروريّة لتحقيقِ الأمنِ الغذائي الجزائري
إنّ إشكاليّةَ الأمنِ الغذائي في الجزائر من الإشكاليّات الصّعبة، ولا يمكنً أنّ تحٌل إلّا بالاعتمادِ على الإنتاج المحلي، ومن الضّروري مواجهُتها والتّصدي لها، والحد من استيرادِ السّلع الغذائيّة، وتقليل التّبعيّة، وتحقيق الاكتفاءِ الذّاتي، فالإحصائيات الّتي وردت في هذه الورقة البحثيّة تدل على أنّ الجزائرَ يعاني من عجزٍ غذائي، يشكّلُ عبئًا حقيقيًا على المجتمع والدّولة، لما ينتج عن عدم تلبية حاجات السّكان المتزايدة، من مشاكلَ واضطراباتٍ اجتماعيّةٍ واقتصاديّة من فقر وبطالة…، ولهذا يتوجبُ على الجزائر إعادة رسم الخطوات والاستراتيجياتِ ووضع البرامج التّنموية، للحد من الفجوة الغذائيّة([40])، وكانت الجزائر بعد أنتعاش أسعار النفط قد وضعت استراتيجيات وخطوات لدعم الاقتصاد الوطني والتّنمية الاقتصاديّة، ولهذا أصدرت برامج منها برنامجُ الإنعاشِ الاقتصاديّ2001-2004، الّذي رصد َلهُ ميزانيةٌ تقدّر بحوالي 25 مليار دينار جزائري، من أجل النّهوض بالعديدِ من المشاريع، ومنها الزّراعةُ والرّي، وتحسينُ أوضاعِ المجتمع([41])، وكذلك أصدرتِ البرنامجُ التّكميليّ لدعمِ النّمو الاقتصادي2005-2009، وقدرت الميزانيّةُ المحدّدةِ لهُ ب 150 مليار دولار أميركي، للمساهمةِ في تحسينِ الإنتاج والإنتاجّية في مجال الزّراعة وشقِّ الطّرق الزّراعيّة وتسهيلَ حركةِ نقل المنتجات، بالإضافةِ إلى إمدادِ المناطقِ الرّيفيّة بالكهرباءِ والغاز…، وبين عامي 2010- 2014 وضعَت برنامجاً لتوطيدِ النّمو وخصصّت له ميزانيّةٌ تُقدّرُ ب 286 مليار دولار أميركي، لدعمِ المشاريع الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ومنها السّكة الحديديّة والطّرق والمياه، وحُدِّدَ مبلغٌ قدرهُ 1000 مليار دينار جزائري لدعم وتحسينِ التّنمية الفلاحيّة والرّيفيّة..([42]) الا أن هذه البرامج لم تحقق النتائج المطلوبة، ولهذا كان على الجزائر إعادة مواجهة هذه الإشكالية ببعض الخطوات والاستراتيجياّت وهي([43]):
– معالجةً أسبابِ فشل الاصلاحات الزّراعية.
– وضع سياساتٍ زراعيّة مبنيّة على خططٍ تنمويًة تهدفُ إلى رفع الانتاج.
– زيادة معدل النّمو الاقتصادي مع ما يتناسب مع زيادة اعداد السكان.
– زيادة الانتاج الزّراعي وذلك من خلال ([44]):
1- استصلاحُ الاراضي، واستخدامُ اساليب الرّي الحديثة، والتقنياتِ والآلاتِ الحديثة.
2- استثماُر المواردِ الطّبيعية وذلك عن طريق تقليلِ من الهدر للمياه، وتوسيعُ شبكات المياه وتسهيلُ نقلها للحقول والأراضي الزراعيّة، وإعادةُ استخدام مياه المجاري بعد تنقيتها، والتّنقيب على المياه، وزراعة مساحات جديدة، وحفرُ الآبارٍ، وشقُ القنوات، وفتحُ طرق زراعية، تضمن نقل المنتجات.
3- تقديم الدّعم المادي والمعنوي للفلاحين عن طريق ([45]:
– دعم الاسعار ومستلزمات الانتاج.
– إعفاءُ بعضِ المنتجاتِ من الرسومِ الجمركيّة، وتقديمُ الخدماتِ الاجتماعيّة.
4- دعمُ البحث العلمي الزّراعي وتطويره وانشاء مراكز بحوث، وبرامج تدريب وإرشاد ([46]).
5- رفعُ الكفاءةِ الانتاجيّة للثروةِ الحيوانيّة.
6- زيادةُ معدّل النّمو الاقتصادي بما يتناسب مع إعداد السّكان.
7- مواجهةُ الهجرةِ من الريفِ إلى المدنِ، والحد منها، والعملُ على استثمارِ أبناءِ الريفِ في العمل الزّراعي.
– سادسًا: الخاتمة
تبقى مشكلةُ الأمنُ الغذائيّ في الجزائر مشكلةً معقدةً، لاعتمادها على الاستيراد من السّوق الخارجيّة، وعلى الرّغمِ من أنّ الانتاجَ الزّراعي والحيواني، نالَ اهتمامَ الدّولة الجزائريّة، وحدثت تطورات على عدة مستويات ومنها، زيادة في استصلاح الاراضي الزراعية، وتطور في الانتاج الزّراعي والحيواني، ونسبة العمالة المختصة، وإنّه ليحزُّ في نفسي القولَ إنّ الجزائرَ لم تفلح في سد حاجاتِ سكانِها بالشّكل الحقيقي، فإنتاجها منخفضٌ ومتواضعٌ، ويقابل ذلك ارتفاع الواردات من السّلع الغذائيّة، فكما لاحظنا أنّ وارداتِ السّلع الغذائيّة ارتفعت من 1984 مليون دولار عام 1980، إلى 2600,2 مليون دولار عام 1996، وهذا ما يزيد الفجوة الغذائيّة، وهذه الاحصائيات غير ثابتة كون الزيادة السكانية مستمرة، ومعها تزداد الواردات الغذائية، وبالتالي فإنّ الجزائرَ تعاني من مشكلةِ الأمن الغذائي، خصوصًا في الوقت الحالي، فسوف تواجه تحدياتٍ خطيرةٍ على مختلف المستويات السّياسية والاجتماعيّة والاقتصاديّة، فمشكلة الأمن الغذائي هي مشكلةُ أمنٍ غذائيٍّ وطني، فالجزائرُ بحاجةٍ ضروريّة لإعادة وضع استراتيجياتٍ وخطط للنّهوض بالإنتاج الزراعي، وبالتّالي تحقيق الاكتفاءِ الذاتي.
سابعًا- التّوصيات
ويمكنُ وضعُ بعضِ التّوصياتِ لتحقيقِ الأمن الغذائي الجزائري وهي:
– التّكثيفُ الزّراعي، وأن يعتمدَ على أسلوبيين لزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني وهما:
1-التّطور الأفقي، أي العملُ على زيادة الأراضي الزراعية، عن طريق استثمار الأراضي القابلة للزراعة، ويتم ذلك من خلال إجراء عملياتِ الاستصلاح، وتزويدها بشبكات الرّي والمياه، وشق القنوات وحفر الآبار، وبناءِ السّدود، لاسيما بوجودِ إمكانياتٍ لاستصلاح الاراضي في الجزائر كونها تمتلك ُكلّ المقومات الحقيقيّة.
2- التّطور الرأسي، ويتمثّل بالسّعي لزيادةِ الانتاجيّة، وذلك باستخدام أساليبِ الرّي الحديثة، لأنّ شبكاتِ الرّي والمياه تلعبُ دورًا أساسيًا في زيادة الإنتاج الزّراعي، واعتماد الآلاتِ المتطوّرة، والمخصِّبات الكيماويّة، بالإضافةِ لرشّ المزروعاتِ بالمبيداتِ الحشريّة، وتحسين أنواع البذار.
– تطويرُ الثّروة الحيوانيّة، خصوصًا وأنّ الطلبَ على اللّحوم والحليب والبيض… أصبح متزايدًا نتيجةَ تزايدِ أعداد السّكان، ومن أجل الحصول على زيادة في الإنتاج الحيواني يجب توفير ما يلي:
1- الإعلاف بكلّ أنواعها، والاهتمام بالمراعي وحمايتها من الرّعي الجائِر.
2- تحسينُ أنواعِ الحيوانات.
3- تأمينُ الرّعاية البيطريّة، الوقائيّة منها والعلاجيّة.
– استثمارُ اليد العاملة، في الحقيقة هناك الكثير من العوامل وراءَ عدمِ استخدامِ الايدي العاملةِ في الجزائرِ بمكانها المناسب ومنها:
1-تزايد نسبة السّكان القادرين على العمل، بسبب تكاثر أعداد السّكان بشكلٍ كبيرٍ.
2- قلّة النّشاطات الزّراعيّة، وهذا ما يؤثّر على استيعابِ اليدِ العاملة المتزايدة.
3- عدم نجاح المشاريع الزّراعّية والحيوانيّة، مما يؤدي إلى خسارة الفلاحين.
4- الحد من الهجرة بكافة أنواعها، من الارياف باتجاه المدن أو باتجاه الدّول الاوربيّة…
ومن هذا المنطلقِ يتوجّب على الجزائرِ معالجةَ تلك العوامل، بالعمل الجّاد بإيجاد استراتيجية أفضل تضمن هذه الزيادة في اليد العاملة وتأمن مشاريع زراعيّة ناجحة ومدعومة.
– العملُ على توظيفِ رأس المال اللازم: والّذي يهدفُ إلى تحقيق الزّيادة في الإنتاج الّزراعي والحيواني.
– استثمار عامل المواطنة والانتماء للوطن وتقديم المساعدات الماليّة والمعنوية والتعويضات للفلاحين.
– المصادر والمراجع
– الجريدة الرسميّة الجزائرية، العدد 46، الصادر في تاريخ 10 آب 2008.
– المنظمة العربية للتنمية الزراعية، جامعة الدول العربية، حلقة عمل بعنوان ” السياسات الزّراعية حول الأمن الغذائي في ظل الموارد المائيّة والتجاريّة الدولية”، القاهرة، دون تاريخ.
– المنظمة العربيّة للتنمية الزراعّية، تأثير المناخ والتقلبات المناخية، دون دار نشر، الخرطوم، 2010.
– أشرف آمال عباس، عزة إبراهيم عمارة، الأمن الغذائي والتنمية الزراعّية المصريّة في ضوء المتغيرات المعاصرة، ورقة بحثية مقدمة في مؤتمر ” وضع سياسات جديدة للنهوض بالقطاع الزراعي في مصر”، عقد في مصر بتاريخ 4 تشرين الاول 2009.
– رزقة غراب، إشكاليّة الأمن الغذائي المستدام في الجزائر، واقع وآفاق، مجلة العلوم الاقتصاديّة والتّسيير والعلوم التجاريّة، العدد 13، الصادر في عام 2015.
– رانية ثابت الدروبي، واقع الأمن الغذائي العربي وتغيراته المحتملة في ضوء المتغيرات الاقتصاديّة الدولية، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد رقم 24، العدد 1، الصادر في عام 2008.
– ريم قصوري، الأمن الغذائي والتنمية المستدامة” حالة الجزائر”، رسالة ماستر غير منشورة، جامعة باجي مختارة، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، عنابة، للعام الدراسي 2011- 2012.
– رابح بوعراب، وفتح الله مسعودة، تحليل دوال إنتاج محاصيل الحبوب في الجزائر باستعمال نماذج المعطيات الطولية، جامعة الجزائر (3).
– راصد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية، الحق في الغذاء، تقرير 2019، التقارير الوطنية، حمزة حموشان، الجزائر، الفلاحون الجزائريّون بين السلب الاستعماري واضطرابات الانفتاح.
– صندوق النقد العربي، التقرير الاقتصادي العربي الموحد، أبو ظبي، 2016.
– صباح براجي، وعبد الوهاب شمام، دور السياسة الاقتصادية في بعض تنويع الاقتصاديات الريعية لتحقيق التنمية المستدامة: دراسة تطبيقية على الاقتصاد الجزائري 2000- 2014، مجلة الاستراتيجية والتنمية، العدد 13، تموز 2017.
– عبد المناف رشيد، الأمن الغذائي العربي بين الواقع والطموح، مجلة المناضل، العدد 297، الصادر في عام 1999.
– عمر بالسعود، الفلاحة في الجزائر من الثورات الزراعية إلى الإصلاحات الليبرالية 1963- 2002، مجلة إنسانيات، العدد 22، أكتوبر – ديسمبر 2003.
– عبد الله سياح وعثمان قرافي، تصدير للمنتجات الفلاحية في الجزائر، رسالة ماستر غير منشورة، الجزائر، جامعة احمد دارية أدرار، كلية العلوم الاقتصادية، والتجارية، وعلوم التسيير، العام الدراسي 2016- 2017.
– علي مكيد، وفريدة بن عباد، وضعية الامن الغذائي الجزائري ومؤشرات الأمن الغذائي العالمي دراسة تحليلية للمتاح من الإنتاج خلال الفترة الممتدة 2002- 2013، مجلة العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية، العدد 17، الصادر في عام 2017.
– عبد الحميد بوخاري، الأمن الغذائي كمدخل للتكامل الزراعي العربي، بحث نشر في مجلة،
Global Journal of Economic and Business, Vol2, No2, April, 2017.
– فوزية غربي، الزراعة العربية وتحديات الأمن الغذائي” حالة الجزائر”، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2010، ط1.
– فوزية غرابي، الزراعة الجزائرية بين الاكتفاء والتبعية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، الجزائر، جامعة منتوري قسنطينة، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، العام الدراسي، 2007-2008.
– كمال حوشين، إشكالية العقار الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي في الجزائر، أطروحة دكتوراه، جامعة الجزائر، كلية العلوم الاقتصادية، 2007.
– محمد رفيق أمين حمدان، الامن الغذائي نظرية ونظام وتطبيق، دار وائل للنشر، الاردن، 1999، ط1.
– ماجد الخطيب، واقع الامن الغذائي العربي وآفاق تطويره، مجلة المناضل، العدد 389، عام 2010.
– محمد بلغالي، سياسة إدارة الموارد المائية في الجزائر، تشخيص الواقع وآفاق التطوير، مداخلة تقدم بها إلى الندورة الدولية الرابعة حول الموارد المائية في حوض البحر المتوسط مخبر علوم الوطنية المتعددة التقنيات، الجزائر، 22-24 أذار، 2008.
– محمد غردي، القطاع الزراعي الجزائري وإشكالية الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة الجزائر3، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية، العام الدراسي 2011- 2012.
– نادية لوزري، انعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على القطاع الفلاحي، رسالة ماستر غير منشورة، جامعة الجزائر، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، للعام الدراسي 2005- 2006.
– نصرة بلحجار، وخديجة شريفي، تنمية القطاع الفلاحي وتدعيمه بالجزائر” وكالة عبان رمضان 462″ – البويرة، رسالة ماستر غير منشورة، جامعة أكلي محند أولحاج، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التيسيير، للعام الدراسي، 2018-2019.
– يوسف بن يزة، محدودات ومهددات الامن الغذائي في المنطقة العربية، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العد 38، حزيران 2018.
– J. Butler Walker, j. N.Kassi, C.Eamer, Food Security in Times of Change: A Policy Brief on Food Security for Northern Canada, Arctic Health Research Network—Yukon, 2009
([1]) محمد رفيق أمين حمدان، الامن الغذائي نظرية ونظام وتطبيق، دار وائل للنشر، الاردن، 1999، ط1، ص، 16.
([2]) أشرف آمال عباس، عزة إبراهيم عمارة، الأمن الغذائي والتّنمية الزّراعية المصريّة في ضوء المتغيراتِ المعاصرة، ورقةٌ بحثيّةٌ مقدّمةٌ في مؤتمرِ “وضع سياسات جديدة للنّهوضِ بالقطّاعِ الّزراعيّ في مصر”، مصر4 تشرين الاوّل 2009، ص، 30.
([3]) الجريدة الرّسميّة الجزائريّة، العدد 46، الصادر في تاريخ 10 آب 2008، ص، 6.
([4]) المنظّمة العربيّة للتّنمية الزّراعيّة، جامعة الّدول العربيّة، حلقة عمل بعنوان ” السّياساتِ الّزراعيّة حولَ الأمن الغذائيّ في ظلِ الموارد المائيّة والتّجاريّة الدّوليّة”، القاهرة، دون تاريخ، ص، 9.
([5]) صندوق الّنقد العربي، التّقرير الاقتصادي العربي الموحّد، أبو ظبي، 2016، ص، 171.
([6]) رزقة غراب، إشكاليّة الأمن الغذائي المستدام في الجزائر، واقعٌ وآفاق، مجلة العلوم الاقتصادية والتّسيير والعلوم التّجارية، العدد 13، الصادر في عام 2015، ص، 52- 53.
([7]) كمال حوشين، إشكاليّة العقار الفلاحي وتحقيق الأمنِ الغذائيّ في الجزائر، أطروحة دكتوراه، جامعة الجزائر، كلّية العلومِ الاقتصاديّة، 2007، ص، 241.
([8]) رزقة غراب، إشكاليّة الأمنِ الغذائي المستدام في الجزائر، واقعٌ وآفاق، مرجع سابق، ص، 52- 53.
([9]) فوزية غربي، الزّراعة العربيّة وتحدّياتِ الأمنِ الغذائيّ” حالةُ الجزائر”، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، 2010، ط1، ص،51.
([10]) ماجد الخطيب، واقع الامن الغذائي العربي وآفاق تطويره، مجلّة المناضل، العدد 389، عام 2010، ص، 39
([12]) J. Butler Walker, j. Nakase, C.Eamer, Food Security in Times of Change: A Policy Brief on Food Security for Northern Canada, Arctic Health Research Network—Yukon, 2009, p 3
([13]) يوسف بن يزّه، محدودات ومهدّدات الأمن الغذائي في المنطقة العربيّة، مجلّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، العد 38، حزيران 2018، ص، 18.
([14]) ماجد الخطيب، واقعُ الأمن الغذائي العربي وآفاقُ تطويره، مجلّة المناضل، العدد 389، مرجع سابق، ص، 39.
([15]) يوسف بن يزّه، محدودات ومهدّداتِ الأمن الغذائي في المنطقةِ العربيّة، مرجع سابق، ص، 18.
([16]) المنظّمة العربيّة للتّنمية الزراعيّة، تأثير المناخ والتّقلبات المناخيّة، دون دار نشر، الخرطوم، 2010، ص، 4.
([17]) نادية لوزري، انعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظّمة العالميّة للتّجارة على القطاع الفلاحي، رسالة ماستر غير منشورة، جامعة الجزائر، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، للعام الدراسي 2005- 2006، ص، 34.
([18]) محمد بلغالي، سياسة إدارة الموارد المائيّة في الجزائر، تشخيص الواقع وآفاقُ التّطوير، مداخلة تقدم بها إلى النّدوة الدّوليّة الرّابعة حول المواردِ المائيّة في حوض البحر المتوسط مخبر علوم الوطنيّة المتعددة التقنيات، الجزائر، 22-24 أذار، 2008، ص، 75-76.
([19]) عبد المناف رشيد، الأمن الغذائي العربي بين الواقع والطموح، مجلة المناضل، العدد 297، الصادر في عام 1999، ص، 73.
([20]) ماجد الخطيب، واقع الامن الغذائي العربي وآفاق تطويره، مجلة المناضل، العدد 389، مرجع سابق، ص، 39.
([21]) رانية ثابت الدروبي، واقع الأمن الغذائي العربي وتغيراته المحتملة في ضوء المتغيّرات الاقتصاديّة الدّولية، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصاديّة والقانونيّة، المجلد رقم 24، العدد 1، الصادر في عام 2008، ص، 303- 304.
([22]) رانية ثابت الدروبي، واقعُ الأمنِ الغذائي العربي وتغيراتِه المحتملة في ضوءِ المتغيّراتِ الاقتصاديّة الدّوليّة، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، مرجع سابق، ص، 307-308.
([23]) فوزية غربي، الزّراعة العربيّة وتحديات الأمن الغذائي” حالة الجزائر”، مرجع سابق، ص، 60.
([24]) رزقة غراب، إشكالية الأمن الغذائي المستدام في الجزائر، واقع وآفاق، مرجع سابق، ص، 57.
([25]) ريم قصوري، الأمن الغذائي والتنمية المستدامة” حالة الجزائر”، رسالة ماستر غير منشورة، جامعة باجي مختارة، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، عنابة، للعام الدراسي 2011- 2012، ص، 129-130.
([26]) ريم قصوري، الأمن الغذائي والتّنمية المستدامة” حالة الجزائر”، مرجع سابق، ص، 132- 134؛ عمر بالسعود، الفلاحة في الجزائر من الثورات الزراعية إلى الإصلاحات الليبرالية 1963- 2002، مجلة إنسانيات، العدد 22، أكتوبر – ديسمبر 2003، ص، 33-34.
([27]) ريم قصوري، الأمن الغذائي والتنمية المستدامة” حالة الجزائر”، مرجع سابق، ص، 135-138.
([28]) ريم قصوري، الأمن الغذائي والتنمية المستدامة” حالة الجزائر”، مرجع سابق، ص، 144.
([29]) عبد الله سياح وعثمان قرافي، تصدير للمنتجات الفلاحيّة في الجزائر، رسالة ماستر غير منشورة، الجزائر، جامعة احمد داريه أدرار، كلية العلوم الاقتصاديّة، والتجاريّة، وعلوم التّسيير، العام الدراسي 2016- 2017، ص، 32- 33.
([30]) عبد الله سياح وعثمان قرافي، تصدير للمنتجات الفلاحيّة في الجزائر، مرجع سابق، ص، 32- 33.
([31]) محمد غردي، القطّاع الزّراعي الجزائري وإشكاليّة الدّعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، مرجع سابق، ص، 30.
([32]) محمد غردي، القطاع الزراعي الجزائري وإشكالية الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، مرجع سابق، ص، 25.
([33]) صباح براجي، وعبد الوهاب شمام، دور السياسة الاقتصاديّة في بعض تنويع الاقتصاديّات الرّيعيّة لتحقيق التّنمية المستدامة: دراسة تطبيقيّة على الاقتصاد الجزائري 2000- 2014، مجلة الاستراتيجيّة والتّنمية، العدد 13، تموز 2017، ص، 60
([34]) محمد غردي، القطاع الزراعي الجزائري وإشكاليّة الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظمة العالميّة للتجارة، مرجع سابق، ص، 28.
([35]) راصد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية، الحق في الغذاء، تقرير 2019، التقارير الوطنية، حمزة حموشان، الجزائر، الفلاحون الجزائريّون بين السلب الاستعماري واضطرابات الانفتاح، ص، 178.
([37]) نصرة بلحجار، وخديجة شريفي، تنمية القطاع الفلاحي وتدعيمه بالجزائر” وكالة عبان رمضان 462″ – البويرة، رسالة ماستر غير منشورة، جامعة أكلي محند أولحاج، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التيسيير، للعام الدراسي، 2018-2019، ص، 8-9.
([38]) راصد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية، الحق في الغذاء، تقرير 2019، التقارير الوطنية، حمزة حموشان، الجزائر، الفلاحون الجزائريّون بين السلب الاستعماري واضطرابات الانفتاح، مرجع سابق، ص، 178.
([39]) نصرة بلحجار، وخديجة شريفي، تنمية القطاع الفلاحي وتدعيمه بالجزائر” وكالة عبان رمضان 462″ – البويرة، مرجع سابق، ص، 8-9.
([40]) عبد الحميد بوخاري، الأمن الغذائي كمدخل للتكامل الزراعي العربي، بحث نشر في مجلة،
Global Journal of Economic and Business, Vol2, No2, April, 2017, p58
([41]) صباح براجي، وعبد الوهاب شمام، دور السياسة الاقتصاديّة في بعض تنويع الاقتصاديّات الرّيعيّة لتحقيقِ التّنمية المستدامة: دراسةٌ تطبيقيّة على الاقتصاد الجزائري 2000- 2014، مرجع سابق، ص، 60-61
([43]) محمد غردي، القطاع الزراعي الجزائري وإشكالية الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، مرجع سابق، ص، 28.
([44]) رزقة غراب، إشكالية الأمن الغذائي المستدام في الجزائر، واقع وآفاق، مرجع سابق، ص، 58-59.
([46]) محمد غردي، القطاع الزراعي الجزائري وإشكالية الدعم والاستثمار في ظل الانضمام إلى المنظّمة العالميّة للتجارة، مرجع سابق، ص، 257.