
قضايا لاجئي الحروب في الخطاب الإعلامي الأوروبي…السياقات والضوابط
Refugee wars issues in European media discourse … contexts and controls
د. منير طبي/ جامعة العربي التبسي، تبسة، الجزائر
Dr Mounir Tabbi / L’Arabi Tebessi University – Tebessa, Algeria
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 65 الصفحة 27.
Abstract:
In an article by Heba Yassin published in the Saudi Al-Hayat newspaper, she affirmed that the media are a fertile platform for spreading hate speech and incitement against and spreading refugees, what reflected negatively on the situations of migrants and refugees whose numbers have doubled in recent years due to conflicts and wars, especially in the Middle East, speech of intolerance and incitement spread, and contributed to The terminology used in the media when dealing with contributed to addressing refugee issues and the tendency to portray them in a criminal manner, by affecting the interaction of citizens, governments and countries with them. Therefore the various media had approach these issues with more care, professional ethical controls.
Key words: Refugee issues, media, media discourse, professional controls, ethical controls.
ملخص :
في مقال لهبة ياسين نشر في صحيفة الحياة السعودية أكدت فيه اعتبار وسائل الإعلام ساحة خصبة لبث خطاب الكراهية والتحريض ضد اللاجئين وانتشاره، ما انعكس سلبا على أوضاع المهاجرين واللاجئين الذين تضاعفت أعدادهم خلال السنوات الأخيرة بفعل النزاعات والحروب لاسيما في الشرق الأوسط، وانتشر خطاب التعصب والتحريض، وساهمت المصطلحات المستخدمة في الإعلام عند تناول قضايا اللاجئين والميل إلى تصويرهم في صورة إجرامية، بالتأثير في تعامل المواطنين، الحكومات والدول معهم. لذلك كان على وسائل الإعلام المختلفة تناول مثل هذه القضايا بمزيد من الحرص والضوابط المهنية والأخلاقية.
الكلمات المفتاحية: قضايا اللاجئين، وسائل الإعلام، الخطاب الإعلامي، الضوابط المهنية، الضوابط الأخلاقية.
مقدمة
وفق الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” باللغة العربية، فإن نسبة اللاجئين الذين يتوجهون إلى أوروبا من كل مكان حول العالم لا تتجاوز 6%، أما فيما يتعلق باللاجئين السوريين، فإن معظمهم متواجد في الدول المجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق، وقد وصل بالفعل إلى أوروبا ما يقارب مليون لاجئ عبر البحر عام 2015، ولكن هذا العدد لا يمثل سوى 0.3% من مجموع سكان القارة.
قضية اللاجئين: أسباب التدفق وعوامل الجذب والطرد
منذ آلاف السنين، منح الناس الهاربين من الصراع حق اللجوء في أراض أجنبية، وظهرت وكالة الأمم المتحدة التي تساعد اللاجئين، والتي تعرف أيضا باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في أعقاب الحرب العالمية الثانية لمساعدة الأوروبيين الذين شردهم الصراع، وفي 14 كانون الأول/ديسمبر عام 1950، تأسست مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحصلت على ولاية لمدة ثلاث سنوات لاستكمال مهمتها ومن ثم حلها، وفي العام التالي، في يوم 28 يوليو، تم اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين، والتي تعتبر بمثابة الأساس القانوني لمساعدة اللاجئين، وأيضا ليسترشد بها النظام الأساسي لعمل المفوضية، وبدلا من إنهاء عملها بعد ثلاث سنوات، ظلت المفوضية تعمل منذ ذلك الحين لمساعدة اللاجئين، وفي الستينيات نتج عن إنهاء الاستعمار في أفريقيا أول أزمة من أزمات اللاجئين العديدة في تلك القارة التي تحتاج إلى تدخل المفوضية، وعلى مدى العقدين التاليين، قدمت المفوضية المساعدة في أزمات النزوح في آسيا وأمريكا اللاتينية، وبحلول نهاية القرن برزت مشاكل جديدة للاجئين في أفريقيا، وحدثت موجات جديدة من اللاجئين في أوروبا نتيجة سلسلة الحروب في البلقان، وفي عالم يشهد فيه نزوح 42،500 ألف شخص قسرا يوميا نتيجة الصراع، يبقى عمل المفوضية أكثر أهمية من أي وقت مضى.[1]
فعلى الصعيد الإفريقي مثلا تستضيف كينيا 250 ألف لاجئ تقريبا من أكثر من 11 بلدا مزقتها الحروب، ينتمي هؤلاء اللاجئين إلى الصومال والسودان وإثيوبيا ومنطقة البحيرات العظمى، ويوجد مخيمان رسميان للاجئين في كينيا هما “داداب” الذي يقع على مقربة من الحدود الصومالية وبه 150 ألف لاجئ تقريبا، ومخيم “كاكوما” الواقع في شمالي كينيا قرب الحدود السودانية وبه 83 ألف لاجئ تقريبا، وتتبع الحكومة الكينية خطة لتسكين اللاجئين في المخيمات تقضي بمرور اللاجئين بإجراءات بت أوضاعهم، على أن يلتزموا فور الانتهاء منها بالإقامة في المخيم، ريثما يتم التوصل إلى حل دائم لمشكلتهم، ولكن لأسباب عديدة (منها انعدام الأمن في المخيمات والمشاكل الصحية وعدم التكيف مع الحياة في المخيمات) يتحدى كثيرون من اللاجئين هذا الشرط، فيشقون طريقهم إلى المدن الكينية.[2]
توزيع النازحين قسريا حول العالم بالأرقام/ المصدر https://www.unhcr.org/ar/4be7cc27207.html
منذ بداية عام 2015 زادت النسبة المئوية للاجئين القادمين إلى أوربا بشكل ملحوظ، بالمقارنة مع مراحل سابقة من الهجرة، حيث وصل الشواطئ الأوروبية نصف مليون مهاجر، وهو يمثل ضعف ما وصل في 2004، وهو أكبر عدد في التاريخ، كما تحمل رحلات المهاجرين مخاطر كبيرة حيث توفى 3 آلاف شخص، وما يميز هؤلاء المهاجرين أنهم يبحثون عن ملجأ، فيم كانت دوافع غالبية المهاجرين سابقا اقتصادية، فإن مستقبل الذين وصلوا إلى أوربا ينقصه الوضوح، وهذا العدد الهائل من الوافدين لأروبا سبب ضغوطا كبيرة حتى على أعلى الدول استعدادا لاستقبالهم في قدرتهم على الوفاء بمقاييس الاتحاد الأوربي لاستقبال ومعاملة الطلبات، فأزمة سوريا عامل مهم جدا في التدفق، حيث إن شخصا واحدا من بين خمسة أشخاص لاجئين سوري، كما أن هناك ملايين من ليبيا والسودان والصومال وأفغانستان والعراق واليمن، يهجرون من بلادهم بسبب سيطرة العنف والأزمات.[3]
إن التنوع في التدفق المستمر للاجئين من ناحية القوميات والجنسيات، أضافت تحديا كبيرا لدول الاتحاد الأوربي باللجوء، كي تحدد من هو اللاجئ بحق الذي يتأهل ويستحق الحماية، ومن الذي لا يستحق بناء على الأرضية القانونية، ولابد تقييم كل وافد والاستماع لادعاءاتهم، وهي غالبا عملية طويلة وتأخذ مصادر كثيرة وتؤدي لتزاحم في انتظار قرارات اللجوء، حتى أن هؤلاء الذين قد ترفض طلباتهم فإن لهم فرصة البقاء، لأن نسبة العائدين لبلدانهم هي قليلة، فهناك عوامل جذب ودفع إضافة إلى عوامل طرد للاجئين خاصة اللاجئين السوريين أهمها: استمرار العنف وعدم الاستقرار في البلاد الأصلية والتي جعلت الرجوع للبلد مستحيلا، إضافة إلى تدهور الظروف في بلدان اللجوء الأول (الأردن ولبنان)، والتي قامت بتشديد المراقبة على حدودها وتقنين الدخول لها.[4] أما عن عوامل الجذب فهي كثيرة أهمها: استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل اللاجئين جعلت بعض الأشخاص الذين لا يرغبون في الذهاب إلى أوربا يغيرون آراءهم، بعدما جاءت أخبار من أصدقائهم بأنهم قد وصلوا بنجاح لأروبا، وحصلوا على حق اللجوء في ألمانيا والسويد، فقد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على انتشار قصص نجاح اللاجئين وبسرعة؛ وانطلاق بعض المبادرات مثل (ايربنب من أجل اللاجئين) في ألمانيا والنمسا، سهلت على اللاجئين استقبالهم كما قدمت لهم مساعدات؛ إلى جانب إن الفوضى على الحدود الأوربية سهلت عملية عبور اللاجئين لدول أوربا، حيث إن طلبات اللاجئين تأخذ وقتا كبيرا للرد عليها، وفي هذا الوقت قد يسافر اللاجئ من بلد لآخر داخل أوربا.[5]
مخطط يوضح أهم الدول المصدر ة للاجئين/ المصدر: https://www.aljumhuriya.net/ar/33874
قضايا لاجئي الحروب في وسائل الإعلام الأوروبية…كيف هي؟
لم يعد الإعلام قاصرا على المفهوم التقليدي له من حيث نقل المعلومة فقط دون اعتبار لقيمتها وأثرها، بل باتت الممارسة الإعلامية بكافة مستوياتها وأنواعها عبارة عن رسالة مسئولة وواعية تحمل في طياتها نشر المعلومة المفيدة والمؤثرة، وتوضح أبعادها ومسبباتها وآثارها وآليات الحلول والعلاج وطرق الوقاية والسلامة، وتوجيه الفرد والأسرة والمجتمع نحو سلوكيات إيجابية، وتحذيره من أخرى سلبية، كذلك نشر الثقافة والفكر من خلال الانفتاح على الماضي واستشراق المستقبل، والانفتاح على حضارات وثقافات الأمم المختلفة، ووصل الأمر إلى دور ترفيهي للإعلام ومساعدة المواطنين على تبني قيم وسلوكيات شرائية من خلال النشاط الإعلاني للرسائل الإعلامية المختلفة، هذا المفهوم الشامل لدور الإعلام يتعاظم بشكل مستمر في ظل حالة التطور الهائلة في وسائل الاتصال بشكل عام.[6]
وتكمن أهمية الإعلام بوسائله المختلفة (المسموعة والمقروءة والمرئية…)، كونه أحد أهم الوسائل الحديثة في مخاطبة المجتمعات الإنسانية والتأثير على سلوكياتها، وبالتالي يُؤثر على نتاجها الفكري والإبداعي، بما يتميز به من قدرة فائقة في التأثير، من خلال مخاطبة الحدث وتحليل مجريات الأحداث، وأصبح الإعلام أحد المكونات الأساسية المتحكمة في حركة الإنسان، خصوصا بعد تسارع حركة الانفجار المعرفي، وبناء عليه فإن الإعلام اليوم لم يعد مجرد ناقل لخبر، بل تعداه إلى القيام بدور التعليم والتوعية والتوجيه والإرشاد في كافة مناحي الحياة، مما يعطيه المزيد من الأهمية والخطورة في آن معا، وهذا يقودنا إلى ضرورة التنبه من السلبيات التي تحدق بمختلف القضايا المطروحة فيه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر “قضية اللاجئين”.[7]
يلعب الإعلام من دون أن يتنبه دورا في نشر خطاب الكراهية خلال طرحه قضايا المهاجرين وهناك محتوى يحمل في طياته ذلك التحريض، ما ينبغي التصدي له ومواجهته العاملين وتوعيته في الحقل الصحافي والإعلامي بآثاره، وبناء المبادرات للتوعية باستخدام المصطلحات التي تجنب الحض على الكراهية، وهذا الأمر كان مبعث اهتمام تحالف الأمم المتحدة للحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة، والذي نظم في القاهرة مؤتمرا حول «انتشار خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين في وسائل الإعلام»، بالتعاون مع «البرنامج المصري لتطوير وسائل الإعلام»، في إطار مبادرة «لا لنشر الكراهية»، ضمن سلسلة من المؤتمرات في هذا الصدد، إذ سبقها مؤتمران في نيويورك وباكو وبروكسل بهدف التركيز على تجارب الهجرة، ومحاولة صياغة توصيات لوقف القصص السلبية ضد المهاجرين واللاجئين والتخفيف من تأثير خطاب الكراهية.[8]
“هكذا يتحول اللاجئون إلى مجرمين” أو “كل شخص من عشرة يحصل على المساعدة الاجتماعية، هو سوري”، أو “بعد 1300 حصة – أربعة من خمسة لاجئين يرسبون في فحص اللغة (الألمانية)”، كلها أمثلة عن عناوين عريضة كثيرة اعتمدتها مؤسسة “بيلد” الإعلامية أثناء تغطيتها لملف اللاجئين، وهي التيمة التي تحولت لدى “بيلد” ولدى بعض وسائل الإعلام الأخرى إلى موضوع رئيسي بامتياز، ولا يخفى على أحد أن العناوين المذكورة لها حمولة سلبية واضحة، فإذا أخذنا مثلا العنوان حول حصص اللغة الـ1300 المنشور بتقرير صادر في السابع من شهر يناير/ كانون الثاني لهذا العام، فقد نفهم أن 80 بالمائة من لاجئي ألمانيا يخفقون في اجتياز هذا الفحص، لكن عند قراءة المقال الذي يستند في مضمونه على أرقام رسمية صادرة عن مكتب الهجرة واللاجئين، فسوف نكتشف أن النسبة المذكورة تخص فئة الأميين من بين اللاجئين فقط، أي من لا يعرف القراءة والكتابة، وهي أصلا نسبة تدنو من الـ 20 في المائة من بين مجموع العدد العام.[9]
أحد العناوين الخاصة باللاجئين السوريين في مؤسسة “بيلد” الإعلامية/ المصدر: موقع التلفزيون الألماني دوتشه فيله باللغة العربية، ومع ذلك صيغ العنوان وكأن الأمر يتعلق بمجموع اللاجئين، الأمر الذي يضعنا أمام أكثر من علامة استفهام، وعند مواجهة رئيس تحرير مجموعة “بيلد” الإعلامية، يوليان رايشلت، اعتبر الأخير أن عنوان المقال “ليس دقيقا” ولكنه ليس “خاطئا على الإطلاق”، وفق ما جاء في موقع “بيلد بلوغ” المتخصص في رصد ومراقبة “التجاوزات التحريرية” في وسائل الإعلام الألمانية، ويشدد الموقع على أن عنوان المقال يقوم على بتر المعلومات والإحصائيات الرسمية عن قصد من سياقها العام، متجاهلا أن الأمر من جهة يتعلق بفئة الأميين دون غيرهم، ومن جهة أخرى بطبيعة الفحص المعني الذي على ضوئه يحصل اللاجئ على شهادة “B1″، التي هي الدرجة الثالثة في تراتبية فحص اللغة المفروض على اللاجئين للحصول على أوراق الإقامة وفرصة عمل، وبالتالي فإن مستواه يتطلب معارف أكبر من الفحوص التحضيرية “A1″ و”A2”.[10]
موقع “بيلد بلوغ” المتخصص في رصد ومراقبة “التجاوزات التحريرية” في وسائل الإعلام الألمانية/ المصدر موقع التلفزيون الألماني دوتشه فيله باللغة العربية، في المقابل يعتبر موضوع التغطية الإعلامية مشروع بحث وحملة دعوية أدرجا خلال عام 2017، من أجل تعزيز حقوق اللاجئين في التواصل والبحث عن سبيل آمن في عملية المرور عبر الدول الأوربية، وتعتقد الجهات المنسقة لهذا المشروع وهي الرابطة العالمية المسيحية للتواصل-منطقة أوربا (WACC Europe) ولجنة الكنائس المعنية باللاجئين في أوربا (CCME)، أن الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام للاجئين والمهاجرين تلعب دورا مهما في جس نبض النقاش العام، وفي آخر المطاف اتخاذ قرارات استقبال وقبول اندماج اللاجئين والمهاجرين في بلدان الاستضافة الجديدة، وعلى هذا الأساس تمت صياغة مشروع البحث هذا من أجل تقييم التغطية الإعلامية للاجئين والمهاجرين في أوربا، لاسيما في اليونان وإيطاليا وإسبانيا وصربيا والمملكة المتحدة والسويد والنرويج، بالإضافة إلى ذلك نظمت مقابلات مع ممثلي شبكة اللاجئين ووسائل الإعلام، شملت كذلك لقاءات تشاورية تهدف إلى جمع هذه المجموعات معا لمراجعة نتائج هذا البحث.[11] والتي كانت نتائجه الأساسية هي:[12]
- حوالي ثلاث أرباع من القصص التي تم تحليلها في هذا المشروع والتي تتحدث عن مواضيع تتعلق بالهجرة واللجوء، لا تشير بشكل دقيق إلى حالات فردية للاجئين والمهاجرين، ولا تعكس أصواتهم ولا تشير إلى تجاربهم؛
- إن فئة النساء بالإضافة إلى مجموعات أخرى من الأشخاص تظل غائبة وبشكل غير متواز في وسائل الإعلام التي تغطي أخبار اللاجئين والمهاجرين، فحوالي 21 بالمئة من المقالات تشير إلى اللاجئين أو المهاجرين، وهناك إشارة للمرأة وبنسبة 27 بالمئة فقط، وهذا يعني أن كل الأشخاص الذين يشار إليهم في المقالات الإعلامية هناك فقط نسبة 6 بالمئة من النساء اللاجئات؛
- لا تعبر وظيفة المهاجرين ودورهم في نشرات الأخبار سوى عن نطاق واسع من التهميش، ففي الغالبية العظمى من الحالات (67 بالمئة من العينة الكلية)، المهاجرون واللاجئون هم موضوع القصة، وفي 3 بالمئة من الحالات يقدمون كخبراء، أما 43 بالمئة من المقالات التي تتحدث عن لاجئ أو مهاجر فإن مهنتهم غير مذكورة، في حين أن 27 بالمئة من الحالات “المهنة” الوحيدة التي تذكر هي مهاجر أو لاجئ.
وعلى هذا الأساس خرج هذا البحث بمجموعة من التوصيات للمهنيين من الإعلاميين والمنظمات الإعلامية في أوربا أهمها:[13]
- التقيد بالمبادئ الأساسية الخمسة للصحافة الأخلاقية: الدقة والنزاهة والإنسانية.
- احترام المبادئ التوجيهية المكونة من خمس نقاط بشأن التغطية الإعلامية للهجرة: حقائق لا انحياز، معرفة القانون، إظهار الإنسانية، التحدث مع الجميع، تجاوز الكراهية.
- ضمان استخدام أفضل وأكثر اتساقا للإشارات إلى التشريعات الوطنية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وقانون اللاجئين.
- مواصلة استخدام المصطلحات الصحيحة وتجنب استخدام المصطلحات التي لها دلالة سلبية في السياق المحلي.
- إدراج المزيد من اللاجئين والمهاجرين كأفراد في قصص عن قضايا اللاجئين والهجرة، واستخدام المزيد من الاقتباسات المباشرة من اللاجئين والمهاجرين أنفسهم.
- ضمان إعطاء جميع مجتمعات اللاجئين والمهاجرين الذين يعيشون في أوربا حيزا مناسبا في الأخبار، وذلك لتحسين الاندماج الاجتماعي.
- البحث عن الأخبار التي ترتكز على المساهمة الإيجابية للاجئين والمهاجرين في البلدان المضيفة والترويج لها.
- تدريب الصحفيين لتعزيز الحساسية الثقافية من أجل تحسين التوازن الجنساني (بشكل متساو بين الرجال والنساء) في التغطية الإعلامية للهجرة.
- السعي لمزيد من التنوع في غرفة الأخبار، بما في ذلك المزيد من الأشخاص الذين لديهم خلفية لاجئين/مهاجرين في غرف الأخبار وفرق التحرير.
دراسات في التناول الإعلامي لقضايا اللاجئين حول العالم
هناك العديد من الدراسات التي تناولت المعالجة الإعلامية أو التناول الإعلامي لموضوعات اللاجئين، حيث عالجت مختلف سياقات تلك المعالجات ومختلف الضوابط المهنية والأخلاقية الواجب مراعاتها في هذه المعالجات، نذكر منها دراسة مؤسسة مهارات والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ووحدة البحث والتوثيق، بعنوان التغطية الإعلامية لقضايا اللاجئين (لبنان، الأردن، مصر والمغرب).
وانطلقت الدراسة من أن قضية اللاجئين والمهاجرين تعتبر من أكثر القضايا الإنسانية حساسية وأهمية وإهمالا في الوقت عينه في الإعلام، فلقد عانت الغالبية العظمى من اللاجئين والمهاجرين من الاضطهاد والعنصرية والتجاهل أو الاستهداف في أحيان كثيرة، شارك الإعلام في هذا الوضع بالتجاهل وعدم وضع قضاياهم في دائرة الاهتمام والضوء، أو بإهمال نشر ثقافة قبول الأخر، والتوعية بحقوق اللاجئين والمهاجرين وضرورة معاملتهم إنسانيا، وأحيانا المباشر أخرى بالتحريض المباشر وغير المباشر ضدهم، وهدفت هذه الدراسة إلى البحث في حجم ونوعية التغطية الإعلامية التي قامت بها وسائل الإعلام في لبنان والأردن ومصر والمغرب تجاه قضايا اللجوء والنزوح، وتجيب الدراسة على الأسئلة التالية: ما هي وسائل الإعلام الأكثر تغطية لقضايا اللاجئين؟ وما هي أكثر المواضيع المرتبطة باللاجئين التي تمت تغطيتها وفي أي سياق؟ ومن يتحدث عن اللاجئين وإلى أي درجة يبدو اللاجئون لاعبين أساسيين في هذه التغطيات؟ وهل ساهم الإعلام في إعطاء معلومات ذات صلة ومفيدة للاجئين؟[14] وقد خرجت هذه الدراسة بمجموعة من النتائج والخلاصات أهمها:[15]
- رغم أن حملات التضامن مع النازحين حظيت باهتمام إعلامي إلا أن بوادر القلق والخوف من التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية وخاصة على اليد العاملة، بدأت تغير من مشاعر المجتمعات المضيفة (لبنان والأردن) تجاه هذا الواقع، مع انخفاض قدرة المجتمعات المحلية على تحمل هذه الأعباء؛
- برز تحول في الخطاب من مساند إلى مناوئ بسبب أعمال العنف والخوف من تزايد الجريمة (لبنان والأردن)، والواضح أن علاقة النازحين بالمجتمع المضيف بدأت تتأثر سلبا في الاتجاهين، ففي لبنان مثلا أن 67% من السوريون يشعرون بأنه غير مرحب بهم وأنه لا قيمة للسوري في لبنان حيث يعامل معاملة سيئة؛
- احتل الجانب الخدماتي حيزا كبيرا من التغطية، حيث ساهمت زيادة الضغط على الخدمات الأساسية من قبل النازحين في دفع بعض المجتمعات إلى المطالبة بإبعاد مخيماتهم عنها، لأنه لا يمكن لفقراء العيش عند فقراء؛
- بروز خطاب إعلامي عنصري تجاه النازحين السوريين (لبنان) “مراحيضهم تلوث البردوني”، إضافة الى المطالبة بإبعادهم للحفاظ على السياحة خاصة في مناطق كانت تشبه بشانزليزيه لبنان (شارع الحمرا)، الذي تغيرت تركيبته الديمغرافية وأصبح مسرحا “للتسول والمشاهد غير الراقية”، وأصبحت “سوداء” في إشارة مبطنة إلى تقاليد جديدة في اللباس، وهذا ما دفع العديد من النازحين إلى التعبير علنا عن رغبتهم بالهروب من الذل والعنصرية والانتهاكات والاعتداءات الجنسية، وعجزهم عن طلب الحماية من أحد؛
- لم يتح للاجئين الفرصة الكافية للتعبير عن قضاياهم رغم أن التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام اللبنانية أعطت الفرصة للنازحين لطرح معاناتهم ومطالبهم ورغباتهم بشكل واضح، إلا أن هذه الفرص كانت ظرفية ومرتبطة إما بحدث أمني أو بعاصفة ثلجية أو برد فعل على تدابير حكومية لتنظيم اللجوء؛
- من الأكيد أن التغطية الإعلامية ساهمت في تقديم معلومات عن النزوح كان لها انعكاساتها في حملات الدعم والتضامن من قبل المجتمعات المضيفة.
وفي دراسة أخرى لحسناء حسين بعنوان قضية اللاجئين في الخطاب الإعلامي الأوروبي: السياقات والأهداف، نشرت في مركز الجزيرة للدراسات. وتبحث الدراسة في العلاقات النسقية بين الممارسات الخطابية لوسائل الإعلام الأوروبي في معالجة قضية اللاجئين؛ الفارين من الحرب في سوريا والعراق باتجاه أوروبا؛ والممارسات الاجتماعية والأيديولوجية التي يولدها هذا الخطاب ويعيد إنتاجها، وتعالج الدراسة قضية اللاجئين الفارين من الحروب في الإعلام الأوروبي باعتماد نظرية الأطر الخبرية؛ التي تسعى إلى استقصاء محددات الخطاب الإعلامي وإبراز أهدافه في معالجته لهذه القضية، ونظرية “صناعة الإذعان”؛ التي تحدد استراتيجيات الخطاب الدعائي والأبعاد الأيديولوجية لبعض وسائل الإعلام اليمينية على وجه الخصوص، ودور منتج هذا الخطاب في تحديد قيم المعالجة الإخبارية لأزمة اللاجئين وقولبة وتنميط تمثلاته لـ”الأنا” و”الآخر”، وكذلك الثوابت والمرتكزات والرهانات التي تتحكم في الخطاب، وانطلقت الدراسة من حقل استفهامي في محاولة لفهم محددات الخطاب الإعلامي الأوروبي واستراتيجياته في معالجة قضية اللاجئين، ومن أبرز هذه التساؤلات: ما السمات الخبرية والدلالية التي اتسم بها الخطاب الإعلامي الأوروبي في معالجة قضية اللاجئين؟ وهل استراتيجيات الخطاب الإعلامي تختلف من حالة إعلامية لأخرى؟ وما أشكال الحقل المعجمي والبنية التركيبية؛ التي استند إليها هذا الخطاب؟ وما الدلالات التي يحملها وتداعياته على صورة اللاجئين المنقولة في الإعلام الأوروبي؟[16]
توصلت الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات فيما يخص المعالجة الخبرية لتغطية أزمة اللاجئين في وسائل الإعلام الأوروبية، ومن أبرزها: طوفان النزعة الأيديولوجية في الخطاب الإعلامي لاسيما في وسائل الإعلام اليمينية، التي استندت بشكل ملحوظ في عملية بنائها إلى الثنائيات الضدية بين الأنا (تغطية عنصرية)، والهُمْ وأحادية الرأي الخاصة بالطبقة المسيطرة (تغطية دعائية مسيطرة)، بالإضافة إلى نزوع هذا الخطاب إلى التعتيم على تجارب وآمال ومعاناة هؤلاء، والتركيز على الجوانب المعلوماتية في معالجة الأزمة (تغطية مختزلة)، و”الخلط بين السياسة وعلم الوجود (الأنتولوجيا)”، حتى في خطاب وسائل الإعلام اليسارية (الفرنسية على وجه التحديد)، والذي جرى توظيفه بشكل كبير في إطار النزاعات والمزايدات السياسية بين اليمين واليسار قبيل الانتخابات الإقليمية في البلاد، أو في إطار العقلانية الزائدة على حساب العاطفة والاهتمامات الإنسانية “حالة ألمانيا”.[17]
كما نجد دراسة أخرى أعدها أنس نديم كردي من مركز حرمون للدراسات المعاصرة بعنوان اللاجئون السوريون والخطاب الإعلامي: دراسة لثلاث قنوات تلفزيونية عالمية ناطقة باللغة العربية. وهدفت الدراسة إلى معرفة كيفية تناول ثلاث محطات تلفزيونية لقضية لجوء السوريين إلى الخارج، إذ يفترض أن ثمة دور لهذه القنوات في تشكيل رأي عام حول هذه القضية، وهي قناة TRT التركية الناطقة باللغة العربية وقناة DW الألمانية، وقناة BBC، وقد اختار الباحث وسائل إعلام تلفزيونية، لأن التلفاز أضحى يصل إلى كل بيت بفعل التكنولوجيا الحديثة، يضاف إلى ذلك ما يميز التلفزيون عن بقية وسائل الإعلام بفعل عوامل الصورة المتحركة والصوت المتوافرين فيه، والتأثير الذي يحدثه في الجمهور، وجاءت التساؤلات على الشكل الآتي: ما مصادر الخبر التي اعتمدتها القنوات لتغطية قضية اللاجئين؟ وما الأساليب الإخبارية التي اتبعتها القنوات التلفزيونية محل الدراسة لقضية اللجوء؟ وما اتجاه الأخبار الذي قدمته القنوات محل الدراسة بخصوص قضية اللجوء؟ وما النطاق الجغرافي لتغطية أخبار اللاجئين في القنوات محل الدراسة؟ وما أكثر الدول التي جرى التركيز عليها من بين الدول التي استضافت اللاجئين؟ وما أساليب الإقناع التي اعتمدتها القنوات التلفزيونية للتأثير في المتابع لقضية اللاجئين السوريين؟ وما الأساليب التي اتبعتها القنوات محل الدراسة لإبراز قضية اللاجئين؟ وما الجوانب التي ركزت عليها القنوات التلفزيونية في تغطيتها لقضية اللاجئين السوريين؟ وما الفروق بين تغطية القنوات محل الدراسة من حيث الشكل والمضمون لقضية اللجوء؟ وهل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طرائق تغطية قنواتTRT/ DW/ BBC لقضية اللاجئين من حيث الشكل والمضمون؟ وهل توجد علاقة ارتباط خطية ذات دلالة معنوية بين وسائل الإقناع المتبعة في تقديم الخبر واتجاه الخبر.[18] وأهم النتائج التي توصل إليها الباحث هي:[19]
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين طرق تغطية قنوات TRT/ DW/BBC لقضية اللاجئين من حيث الشكل والمضمون، ووجود علاقة ارتباط خطية ذات دلالة معنوية بين وسائل الإقناع المتبعة في تقديم الخبر واتجاه الخبر.
- احتلت القناة التركية المرتبة الأولى في تغطية أخبار اللجوء، إضافة إلى اعتماد النشرات الثلاث تغطية مختلفة من حيث الشكل، إذ اعتمدت القناة البريطانية على النشرات الطويلة الممتدة من 40 وحتى 60 دقيقة، بينما اعتمدت القناة التركية على النشرات المتوسطة، من 20 وحتى 40 دقيقة، في حين بينت الدراسة أن القناة الألمانية اعتمدت النشرات القصيرة التي تمتد حتى 20 دقيقة.
- ركزت القنوات الثلاث في أغلب نشراتها الإخبارية على زمن للخبر يمتد من دقيقتين وحتى أقل من ثلاث دقائق، ما يعني أن تغطية القنوات لم تقتصر على تقارير سريعة إخبارية، ولكنها خصصت زمن لا يستهان به، لإعطاء صورة كاملة عن اللاجئين، والاعتماد أكثر على التحليل والتفسير، والإسهاب في معاناة هؤلاء اللاجئين وقصصهم.
- اعتمدت القنوات الثلاث على إعطاء الصورة المتحركة (الفيديو)، الزمن الملائم في تغطيتها لأخبار اللاجئين السوريين، أكثر من الصورة الثابتة، كما جاءت أخبار النشرة معظمها، في الثلث الأوسط، ما يعني أن قضية اللاجئين السوريين غير محورية لدى القنوات الثلاث، وهي ليست قضية مهملة وغير مهمة.
- اعتمدت القنوات التلفزيونية مفردة اللجوء في تغطيتها لقناة اللاجئين السوريين، وهو ما يعد موقفا إيجابيا لهذه الوسائل، وتصدرت الكلمات الإيجابية قائمة اهتمامات النشرة الإخبارية، بينما جاءت الكلمات السلبية في القائمة الأقل تكرارا، كما ركزت قناتا بي بي س ي وتي أر تي، على المقدمة التلخيصية كثيرا، في حين ركزت القناة الألمانية على المقدمة الوصفية، وكان لافتا عدم اعتماد القنوات الثلاث على مقدمات أخرى بخلاف ذلك.
- اعتمدت القنوات الثلاث في مصادرها لاستقاء أخبار اللاجئين من المراسلين، ما يعطي دلالة على الاحترافية والمهنية لدى القنوات، كون المراسل هو عمود الوسيلة الإعلامية، ويعطي صدقية عالية للقنوات، لاستقاء معلوماتها الخاصة بعيد من الشائعات والمغالطات، كما كانت للأخبار التي تحمل صفة الجدة، النصيب الأكبر في تغطية أخبار اللجوء، ما يعكس حرص القنوات الثلاث على اعتماد قيمة الجدة، التي تعد من أهم عناصر الخبر لأن الخبر القديم يفقد قيمته، خصوصا في ظل التكنولوجية السريعة في هذا العصر.
- كان الحدث والشخصية والموضوع محور التركيز في الخبر في قناة بي بي سي ودوتشيه فيله، ما يعني تناول الموضوع من جوانبه كافة، بينما نجد أن القناة التركية ركزت على الشخصية في تناول أخبار أكثر، وقد يرجع ذلك إلى تسليط الضوء على الاتفاقات الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بخصوص اللاجئين، وأبرزها اتفاق “إعادة اللاجئين”.
- سلطت القنوات الثلاث الضوء على اللاجئين داخل البلد خصوصا، بإجمالي واحد وثلاثين خبرا من أصل اثنين وخمسين، وكان الحديث عن الاندماج وتمكين اللاجئين الأكثر استخداما خصوصا في القناة الألمانية، كما خاطبت القنوات الثلاث الجمهور بطريقة عقلانية، إذ ركزت على الأساليب العقلية، وتصدرت القناة البريطانية ذلك؛
- اتخذت قناتا بي بي سي ودوتشيه فيله اتجاها سلبيا في تغطية قضية اللاجئين السوريين، بينما اعتمدت القناة التركية الاتجاه الإيجابي، وإن لم يكن أيضا بنسب غالبة، ويتعارض هذا الاتجاه مع النسق العام للقنوات الذي بدا إيجابيا من خلال الاعتماد على مفردات تحمل طابعا إيجابيا، والاستخدام المتكرر للحديث عن الاندماج.
- كانت أولوية النشرة جغرافيا هي القارة الأوربية إذ حصدت سبعة وثلاثين خبرا من أصل اثنين وخمسين، وجاءت القناة التركية في القنوات، بينما لم تحصد قارتا أفريقيا وأوقيانوسيا أي تكرار.
كما نجد دراسة أخرى لمنال المزاهرة بعنوان التغطية الصحفية لأزمة اللاجئين السوريين في الأردن: دراسة تحليلية على الصحف اليومية: الرأي، الدستور والعرب اليوم. وهدفت الدراسة إلى الكشف عن أسلوب تغطية الصحافة الأردنية لأزمة اللاجئين السوريين في الأردن، ومعرفة المواضيع التي تم تغطيتها حول هذه الأزمة، والأنماط التي استخدمت في تغطية المواضيع المتعلقة بها، واشتملت عينة الدراسة الصحف: الرأي، الدستور والعرب اليوم، وأشارت النتائج إلى ضعف الاهتمام بتغطية أزمة اللاجئين السوريين في الأردن في الصحف الأردنية، وضعف عرض جوانب الأزمة المختلفة التي خلفتها بشكل خاص، حيث تركزت التغطية على مواضيع تتعلق بالزيارات للمخيمات والمساعدات المقدمة للاجئين، وتقارير عن أعدادهم واستمرار تدفقهم، والاجتماعات التي تعقد لمتابعة أوضاعهم، وافتقرت إلى التفاصيل وإلى طرح التبعات المختلفة التي خلفتها هذه الأزمة المرتبطة بشكل مباشر بالمواطن الأردني بشكل عام، كما أظهرت الدراسة أن الأنماط الصحفية المستخدمة في طرح هذه الأزمة اقتصرت على الأخبار والتقارير الإخبارية، بينما أهملت الاعتماد على التقارير والتحقيقات والمقالات، التي ربما تساهم مساهمة فعالة في معالجة بعض المشكلات التي يواجهها اللاجئون السوريون في الأردن في عدة قطاعات، كالتعليم والصحة والبيئة وغيرها.[20]
خاتمة :
في الأخير لا يمكننا إلا أن نقول أن الإعلام بوسائله المتنوعة وبأشكاله المختلفة يقوم بدور كبير ومهم في قضايا اللاجئين، وعليه مسؤولية كبيرة في تقديم الصورة الإيجابية لهؤلاء اللاجئين، ولكن وكما يؤكده ذلك الموقع الرسمي لليونسكو باللغة العربية “هناك للأسف نقص في المعلومات الدقيقة المتاحة للجميع في الإعلام، حيث تهيمن الروايات والمعلومات الخاطئة، ما يزيد من صعوبة هذه التحديات، ففي أحسن الحالات التي يتطرق فيها الإعلام لقضية اللاجئين، يصور اللاجئون على أنهم ضحايا ويسلط الضوء على الآثار الإنسانية المترتبة على قضيتهم، أما في أسوأ الحالات التي يتم فيها تناول هذه القضية، فيركز الإعلام على التحديات الناجمة عن التدفق المفاجئ للغرباء والتهديد المصاحب لذلك، ولكن يكاد الإعلام لا يذكر الفوائد المتعددة التي يقدمها هؤلاء الغرباء للدول المستضيفة، كما لا يذكر تجارب الأفراد المتعلمين التي لا تعد ولا تحصى، والمتلهفين للعمل والإنتاج، بحثا عن حياة جديدة، وبالتالي المساهمة الإيجابية في مجتمعاتهم الجديدة”.
قائمة المراجع :
- الأمم المتحدة، اللاجئون، الموقع الرسمي على الأنترنت، 2015، على الرابط https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/refugees/index.html
- اتحاد اللاجئين في كينيا، إدارة شؤون اللاجئين في كينيا، نشرة الهجرة القسرية، برنامج دراسات اللاجئين والمجلس النرويجي للاجئين والمشروع العالمي المعني بأوضاع النازحين داخليا، 2003، على الرابط https://www.fmreview.org/sites/fmr/files/FMRdownloads/ar/pdf/NHQ16/NHQ16.pdf
- أنس نديم كردي، اللاجئون السوريون والخطاب الإعلامي: دراسة لثلاث قنوات تلفزيونية عالمية ناطقة باللغة العربية، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، 2018، على الرابط https://harmoon.org/wp-content/uploads/2018/03/Syrian-refugees-and-media-discourse.pdf
- إيهاب حسين الشويخ، الدبلوماسية الأوربية تجاه قضية اللاجئين العرب كما تعكسها شبكة يورونيوز الإخبارية، رسالة ماجستير، أكاديمية الإدارة والسياسة، جامعة الأقصى، غزة، فلسطين، 2016.
- حسن محمد عبد الرحمن أبو حشيش، الإعلام وقضية اللاجئين، ورقة عمل مقدمة لمؤتمر حول اللاجئين نظمته وزارة اللاجئين في غزة، الجامعة الإسلامية بغزة، 2007، على الرابط http://site.iugaza.edu.ps/hhashesh/extra/الإعلام-وقضية-اللاجئين/
- حسناء حسين، قضية اللاجئين في الخطاب الإعلامي الأوروبي: السياقات والأهداف، مركز الجزيرة للدراسات، 2016، على الرابط http://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2015/12/201512239408698397.html
- الرابطة العالمية المسيحية للتواصل ولجنة الكنائس المعنية بالمهاجرين في أوربا، إحداث تغيير في الخطاب: كيف تصور وسائل الإعلام اللاجئين والمهاجرين في أوربا، 2017، على الرابط http://www.refugeesreporting.eu/wp-content/uploads/2017/10/Highlights_RefugeesReporting-AR.pdf
- منال المزاهرة، التغطية الصحفية لأزمة اللاجئين السوريين في الأردن: دراسة تحليلية على الصحف اليومية: الرأي، الدستور والعرب اليوم، دورية إعلام الشرق الأوسط، جامعة جورج ستايت، 2016، على الرابط https://jmem.gsu.edu/files/2014/07/JMEM_2016_Arabic_Al-Rai_Al-Dustor_Mazahra.pdf
- مؤسسة مهارات وآخرون، التغطية الإعلامية لقضايا اللاجئين (لبنان، الأردن، مصر والمغرب)، 2016، على الرابط http://maharatfoundation.org/media/1489/التغطية-الإعلامية-لقضايا-اللاجئين-pdf
- هبة ياسين، الإعلام والتواصل الاجتماعي وتنامي خطاب الكراهية والتحريض ضد اللاجئين، 2017، على الرابط https://lebanon360.org/mobile-article-desc_156564_الإعلام%20والتواصل%20الاجتماعي%20وتنامي%20خطاب%20الكراهية%20والتحريض%20ضد%20اللاجئين
- هيثم محمد أبو الغزلان، دور الإعلام الفلسطيني في تبني قضايا اللاجئين الفلسطينيين، موقع شبكة أخبار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، 2012، على الرابط http://laji-net.net/arabic/default.asp?contentID=9159
- وفاق بنكيران، لماذا تلاحق السلبية صورة اللاجئين في الإعلام الألماني؟، موقع التلفزيون الألماني دوتشه فيله، 2018، على الرابط https://www.dw.com/ar/لماذا-تلاحق-السلبية-صورة-اللاجئين-في-الإعلام-الألماني/a-44777060
[1] الأمم المتحدة، اللاجئون، الموقع الرسمي على الواب، 2015، على الرابط https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/refugees/index.html
[2] اتحاد اللاجئين في كينيا، إدارة شؤون اللاجئين في كينيا، نشرة الهجرة القسرية، النزوح في إفريقيا: الجذور والموارد والحلول، برنامج دراسات اللاجئين والمجلس النرويجي للاجئين والمشروع العالمي المعني بأوضاع النازحين داخليا، ص14، 2003، على الرابط https://www.fmreview.org/sites/fmr/files/FMRdownloads/ar/pdf/NHQ16/NHQ16.pdf
[3] إيهاب حسين الشويخ، الدبلوماسية الأوربية تجاه قضية اللاجئين العرب كما تعكسها شبكة يورونيوز الإخبارية، رسالة ماجستير، أكاديمية الإدارة والسياسة، جامعة الأقصى، غزة، فلسطين، 2016، ص92.
[4] المرجع السابق، ص105.
[5] المرجع السابق، ص105-106.
[6] حسن محمد عبد الرحمن أبو حشيش، الإعلام وقضية اللاجئين، ورقة عمل مقدمة لمؤتمر حول اللاجئين نظمته وزارة اللاجئين في غزة، الجامعة الإسلامية بغزة، 2007، على الرابط http://site.iugaza.edu.ps/hhashesh/extra/الإعلام-وقضية-اللاجئين/
[7] هيثم محمد أبو الغزلان، دور الإعلام الفلسطيني في تبني قضايا اللاجئين الفلسطينيين، موقع شبكة أخبار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على الرابط http://laji-net.net/arabic/default.asp?contentID=9159
[8] هبة ياسين، الإعلام والتواصل الاجتماعي وتنامي خطاب الكراهية والتحريض ضد اللاجئين، 2017، على الرابط https://lebanon360.org/mobile-article-desc_156564_الإعلام%20والتواصل%20الاجتماعي%20وتنامي%20خطاب%20الكراهية%20والتحريض%20ضد%20اللاجئين
[9] وفاق بنكيران، لماذا تلاحق السلبية صورة اللاجئين في الإعلام الألماني؟، موقع التلفزيون الألماني دوتشه فيله باللغة العربية، 2018، على الرابط https://www.dw.com/ar/لماذا-تلاحق-السلبية-صورة-اللاجئين-في-الإعلام-الألماني/a-44777060
[10] وفاق بنكيران، مرجع سابق.
[11] الرابطة العالمية المسيحية للتواصل ولجنة الكنائس المعنية بالمهاجرين في أوربا، إحداث تغيير في الخطاب: كيف تصور وسائل الإعلام اللاجئين والمهاجرين في أوربا، 2017، على الرابط http://www.refugeesreporting.eu/wp-content/uploads/2017/10/Highlights_RefugeesReporting-AR.pdf
[12] المرجع السابق.
[13] المرجع السابق.
[14] مؤسسة مهارات وآخرون، التغطية الإعلامية لقضايا اللاجئين (لبنان، الأردن، مصر والمغرب)، 2016، ص4، على الرابط http://maharatfoundation.org/media/1489/التغطية-الإعلامية-لقضايا-اللاجئين-final.pdf
[15] المرجع السابق، ص91-92.
[16] حسناء حسين، قضية اللاجئين في الخطاب الإعلامي الأوروبي: السياقات والأهداف، مركز الجزيرة للدراسات، 2016، على الرابط http://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2015/12/201512239408698397.html
[17] حسناء حسين، مرجع سابق.
[18] أنس نديم كردي، اللاجئون السوريون والخطاب الإعلامي: دراسة لثلاث قنوات تلفزيونية عالمية ناطقة باللغة العربية، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، 2018، ص3-4، على الرابط https://harmoon.org/wp-content/uploads/2018/03/Syrian-refugees-and-media-discourse.pdf
[19] المرجع السابق، ص ص37-39.
[20] منال المزاهرة، التغطية الصحفية لأزمة اللاجئين السوريين في الأردن: دراسة تحليلية على الصحف اليومية: الرأي، الدستور والعرب اليوم، دورية إعلام الشرق الأوسط، جامعة جورج ستايت، 2016، على الرابط https://jmem.gsu.edu/files/2014/07/JMEM_2016_Arabic_Al-Rai_Al-Dustor_Mazahra.pdf