
الرموز و الأقنعة التاريخيّة في شعر سميح القاسم
منير سويد، طالب ماجستير – قسم الدراسات الأدبيّة – كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة – جامعة البعث – سورية
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 46 الصفحة 83.
الملخص :
تطمح الدراسة إلى تحديد الدور الذي لعبه الرمز والقناع التاريخيّان في شعر سميح القاسم بوصفهما تقنيتين بارزتين في تجربته الشعريّة اتكأ عليهما في بناء العديد من قصائده منذ نضوج هذه التجربة الشعريّة ، من خلال الوقوف على تعريفٍ موجزٍ للرمز والقناع ، وتحديد الدوافع لاستخدامهما في شعر سميح القاسم و مصادر هذه الرموز والأقنعة ، و تحديد الهدف من توظيفهما من خلال اختيار نماذج من شعره تمثّل نضوجه في استخدام الرمز والقناع لما يحملان من مدلولاتٍ تعبّر عن مفردات واقعه و حياته .
الكلمات المفتاحية :
الرمز التاريخيّ – القناع التاريخيّ
Abstract:
The study aims at determining the role played by the historical symbol and mask in Samih Al Qassem’s poetry as two prominent techniques in his poetic experience, which he used to write many of his poems since the prominence of this poetic experiment. This is done through giving a brief definitions of symbols and masks.
Also through highlighting the motives behind using them in Samih Al Qasim, s poetry in addition to the sources of these symbols and masks. The role is also determined through highlighting the aim of using them by choosing models of his poetry. These models represent his ability in using the symbol and mask because they express details about his real life
مقدمة :
شعر سميح القاسم [1] نضج و تبلور ضمن ظروف الاحتلال ليصنع لنفسه حالةً فاعـلةً على الأرض الأدبية العربية من خلال تقديم إنتاجٍ أدبيٍ و ظّف فيه الرموز و الأقنعة التاريخية ليوصل ما يريد من الأفكار ، مما يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعته للعودة للتراث و استحضار شخوصه و توظيفها في قصائده رموزاً و أقنعةً و ما الدلالات التي حملتها هذه الرموز والأقنعة في قصائده ، و للإجابة عن هذه التساؤلات توقفت الدراسة على تعريف مختصرٍ لمصطلحي الرمز والقناع ثمّ حددت مصادر هذه الرموز والأقنعة في شعره و ما السياق الشعريّ الذي احتضنها من خلال اختيار نماذج من قصائده تمثّل توظيف الرموز والأقنعة التاريخيّة في شعره خير توظيفٍ . مستفيدين من غنى شعر القاسم بهذه الرموز والأقنعة التاريخيّة التي تشكل في فهمها وفق منظورٍ جديدٍ فهماً للأبعاد النضالية الفاعلة على الأرض الفلسطينيّة .
تعريف الرمز لغةً و اصطلاحاً:
الرمز لغة : ” تصويتٌ خفي باللسان كالهمس، ويكون تحريك الشفتين بكلامٍ غير مفهومٍ باللفظ من غير إبانةٍ بصوتٍ إنّما هو إشارةٌ بالشفتين ، وقيل : الرَّمْزُ إِشارةٌ وإِيماءٌ بالعينين والحاجبين والشفتين والفم . والرمز في اللغة كلّ ما أشرت إليه ممّا يبان بلفظ بأيّ شيءٍ أشرت إليه بيد أو عين”[2].
الرمز اصطلاحاً : الرمز مصطلحٌ تداوله كثيرٌ من الباحثين و في أكثر من مجال وما يهمنا هو تعريفه في المجال الأدبي فعلي عشري زايد ينطلق من تعريفه للرمز كأداةٍ أو تكنيكٍ مستخدمٍ في بناء القصيدة فهو عنده ” وسيلةٌ إيحائيةٌ من أبرز وسائل التصوير الشعريّة التي ابتدعها الشاعر المعاصر عبر سعيه الدائب وراء اكتشاف وسائل تعبيرٍ لغويةٍ ، يثري بها لغته الشعريّة ، ويجعلها قادرةً على الإيحاء بما يستعصي على التحديد والوصف من مشاعره وأحاسيسه و أبعاد رؤيته الشعريّة المختلفة ” [3].
و يركز أدونيس في كتابه زمن الشعر على الوعي الذي ينتجه أو يساعد في إنتاجه الرمز فهو عنده ” اللغة التي تبدأ حين تنتهي لغة القصيدة، أو هو القصيدة التي تتكون في وعيك بعد قراءة القصيدة، إنّه البرق الذي يتيح للوعي أن يستشف عالماً لا حدود له ” [4].
تعريف القناع لغةً و اصطلاحاً :
القناع لغة : ( القِناعُ والمِقْنَعةُ : ما تتَقَنَّعُ به المرأَةُ من ثوب تُغَطِّي رأْسَها ومحاسِنَها ) [5].
القناع اصطلاحاً : ((هو وسيلةٌ فنيةٌ لجأ إليها الشعراء للتعبير عن تجاربهم بصورةٍ غير مباشرةٍ، أو تقنيةٌ مستحدثةٌ في الشعر العربيّ المعاصر، شاع استخدامه منذ ستينيّات القرن العشرين بتأثير الشعر الغربيّ وتقنياته المستحدثة، للتخفيف من حدّة الغنائيّة والمباشرة في الشعر، وذلك للحديث من خلال شخصيةٍ تراثيّةٍ عن تجربةٍ معاصرةٍ بضمير المتكلم. وهكذا يندمج في القصيدة صوتان: صوت الشاعر من خلال صوت الشخصية التي يعبّر الشاعر من خلالها )) [6].
و هو عند د . خليل الموسى ” ﻭﺴﻴﻠﺔٌ ﺩﺭﺍﻤﻴﺔٌ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻴّﺔ و المباشرة في القصيدة الغنائيّة ، وهو تقانةٌ جديدةٌ لخلق موقفٍ درامي يضفي على صوت الشاعر نبرةً موضوعيةً من خلال شخصية يستعيرها من التراث أو الواقع ، ليتحدث من خلالها عن تجربةٍ معاصرةٍ بضمير المفرد المتكلم ( أنا ) إلى درجة أنّ القارئ لا يستطيع أن يفصل صوت الشاعر عن صوت هذه الشخصية ، ويصبح الصوت النصّي مزيجاً من تفاعل صوتين تفاعلاً عضوياً ” [7].
مصادر الرموز و الأقنعة عند سميح القاسم :
تعدّدت المصادر والروافد التي استقى منها سميح القاسم أقنعته و رموزه فمن الرافد الدينيّ نجد القرآن الكريم ، والكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ومن الرافد التاريخيّ نجد التاريخ العربيّ و اليونانيّ و الرومانيّ ومن الرافد الأسطوريّ نجد أساطير منطقة بلاد الشام و العراق ، و الأساطير الإغريقيّة و المصريّة ، و أساطير أميريكا الجنوبيّة ومن الرافد الأدبيّ نجد شخصيات لأدباء عرب ، و شخصيات صاغتها أقلام الأدباء العرب والغربيين . وما يهمنا هو الرافد التاريخيّ موضوع البحث فنجد لديه رموز هولاكو ، جنكيز خان ، عبد الله الصغير ، صلاح الدين ، ريكاردوس ، الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، الصحابيّ أبي ذر الغفاري ، نبوخذنصر و أقنعة صقر قريش ، شاه جيهان ، كلاوديوس قيصر ، الإسكندر الأكبر .
و ستتناول الدراسة مجموعةً من هذه الرموز و الأقنعة التي تمثّل نضوج توظيف الرافد التاريخيّ في شعرسميح القاسم من ناحية البناء و توصيل الأفكار .
القناع التاريخيّ في شعر سميح القاسم :
سميح القاسم في قناعه التاريخيّ لا يستحضر الحدث التاريخيّ الذي يرتبط به أصل قناعه كاملاً بل يعيد رسم هذا الحدث على نحو يبعد المتلقي عن الاهتمام بما تركه خلفه في عمق التاريخ و يعيش مع القناع و يتفاعل معه فيفرض القناع في القصيدة واقعاً بديلاً عن التاريخ وعن الحاضر ويفرض نفسه تاريخاً جديداً يشابه في بعض أوجهه الواقع الذي يعيشه القاسم من خلال سحب القاسم لهذه الشخصية التاريخيّة التي تقنع بها من زمنها لزمنه ليعبّر من خلالها عن أفكاره و معتقداته و يبني معها سياقاً شعرياً يقوم ” على تجربة رؤيا داخلية ينفتح فيها الشاعر على حركة تفاعل تستمر باستمرار القصيدة مع أنا مغاير أو أكثر ” [8]نحو قصيدة انطفاء كلاوديوس التي تقوم على توظيف شخصية (كلاوديوس )([9]) قناع سميح القاسم على ما تقدّم عتبة العنوان ليكون المحور و البطل الذي تدور حوله الأحداث وعنده تتداخل و تمتزج معطيات عالم سميح القاسم مع معطيات عالم الشخصية التاريخيّة لنسمع الصوت الثالث في القصيدة نتاج توحد صوتي القاسم وقناعه يسرد أحداث الحكاية منذ كان القناع كلاوديوس / القاسم طفلاً وصولاً ليصبح القيصر الرومانيّ دون الالتزام بالسيرة التاريخيّة للقناع فالقاسم في القصيدة التي جاء بناؤها يرتكز على ثلاثة مقاطع يرسم شخصية قناعه من خلال تقديم بعض صفاتها النفسيّة وبعضٍ من مشاعرها و أفكارها ومواقفها ويعيد رسم التاريخ مبتعداً بقناعه عن أصله ليلج به عالماً حكائيّاً عناصره ومعطياته من واقع القاسم وتنمو القصيدة من خلال هذه المقاطع الثلاثة فيصف في اثنين منها البيئة والجو العام الذي يعيش فيه القناع وفي المقطع الثالث الذي يشغل باقي مساحة القصيدة يقدم قناعه كلاوديوس بلسانه .
فالمقطعان الأول والثاني صغيران جعل سميح القاسم راويه يصف فيهما وبشكل متوالٍ البيئة التي عاش فيها القناع كلاوديوس / القاسم والمعاناة التي عرفها فيبدأ المقطع الأول بتحديد المكان الذي عاش فيه القناع الذي تدور حوله الأحداث بأنّه مزرعةٌ على ضفة النهر بها الماء رمز الخير قليلٌ ومنسكبٌ على ما أطلق عليه القاسم صخرة الرعب ، رمزاً لما يشعر به الفلسطينيّون من هول المأساة :
على ضفَّة النهر مزرعةٌ للكلام
قليلٌ من التَّمر والبرتقالِ
وماءٌ شحيحٌ يسحُّ على صخرةِ الرعبِ ممّا
يكون
شيوخٌ . قساوسةٌ وربانيم ،
والنهرُ يضمرُ شيئاً فشيئاً
ويرحلُ سربُ طيورٍ شماليةٍ لن يعودَ
إلى قصبٍ يابسٍ لن يعودَ
إلى سفرٍ مرهقٍ دون جدوى [10]
و يرسم المقطع الثاني صورةً أخرى للمأساة على لسان الراوي الذي يقدّم صورةً لطفلٍ يقيم في هذه المزرعة على ضفة النهر حيث ترك لغمٌ قديمٌ من الحرب أثره في الأرض وعلى طفلٍ داسه مصادفةً فأصبح دون قدمين يحلم بالعدو والقفز في رمزٍ للأحلام البريئة المسروقة وكأنّ غرض سميح القاسم من المقطعين ربط عالمه بعالم قناعه في حكاية ٍ واحدة ٍ :
على ضفَّة النهرِ فجوةُ لغمٍ قديمٍ
وطفلٌ بلا قدمين
يشاهدُ في ساحةِ الدارِ أرنبةً وكراتٍ
ويحلمُ قفزاً وييأسُ عدواً [11]
ليرتفع الحدث الدراميّ لذروته في بداية المقطع الثالث عندما يعلن الصوت الثالث في القصيدة عن نفسه بأنّه كلاوديوس طفل النهر ويبتعد بذلك سميح القاسم عن السيرة التراثيّة للإمبراطور ( كلاوديوس ) من خلال جعله مشلول القدمين ويعود لها عندما يؤكد أنّه ودون شك ( كلاوديوس ) الإمبراطور المتوّج ولكن ليس على روما و إنّما على الأحزان وحاشيته صديقٌ و حفنةٌ من الخونة رمز لهم بحصانٍ وثعلبٍ و أفاعٍ و حاكمٍ جبانٍ سلَّم أرضه وخان شعبه في آخر شبرٍ من الأندلس كما يظهر في المقطع صورة القناع كلاوديوس / القاسم غير مقتنع بتتويجه ومع ذلك يحاول أن يقنع الآخرين بأنّه هو الإمبراطور لا غيره من خلال تكرار الصوت الثالث في القصيدة استخدام ضمير المتكلم :
أنا كلاوديوس
أنا طفلُ مزرعة النهر
بايعني سادة القوم قيصرهم
لا التباس
أنا كلاوديوس
مليك الزمانِ المتوَّجُ بالحزنِ
حاشيتي ثعلبي وحصاني وستونَ أفعى
و آخرُ حكّامِ آخرِ شبرٍ منَ الأندلُسْ [12]
و ينقل الشاعر من خلال قناعه جزئياتٍ من الحياة و يرسم المعاناة التي يعيشها فيغدو القناع تعبيراً عن الواقع الذي يهرب القاسم من مواجهته :
وانكفأتْ بي خطايْ
رياحاً تهبُّ
ولا تستثير أناشيدُها شهوةً
في صبايا القصبْ
و لا بحةٌ في زفيرِ الأراغيلِ وجْداً
ولا أنةٌ من عذابات ناي [13]
وقدَّم القناع كلاوديوس / القاسم سرداً عن علاقته بروما التي ترمز للملكة النقيّة فهي ترفض القناع كلاوديوس / القاسم وتحرّم عليه حبها لأنّه اختار أن يكون ضعيفاً مظلماً يائساً بدلاً من التفاؤل والأمل والعمل لتحقيق الأمنيات والأمجاد في انعكاسٍ لمعاناة القاسم بوصفه مناضلاً وهو يرى الأمل يتسرب من بين يديه :
أنا كلاوديوس
على باب روما الرماد القديمِ وقفتُ
وما فتحَتْ قلبَها
وقالتْ (( ستمتلكني جسداً))
إنَّما حرَّمتْ حبَّها
على ملكٍ توَّجتهُ عروسُ النهارِ
بإكليلِ نورٍ
ولكنَّهُ اختارَ عرشَ الظَّلامْ ! [14]
و ختم سميح القاسم قصيدته القناعيّة عندما وحَّد بين قناعه كلاوديوس وأبي عبد الله الصغير آخر حكّام الأندلس الذي وقع اتفاقيةً مع الإسبان سلّم بموجبها غرناطة دون أن يجعل هذا التوحد ذا صوتٍ في القصيدة أو أثرٍ في قناعها الأساسي ولكنه تكثيفٌ للوقائع التاريخيّة وحشدٌ لأسماء شخصياتٍ تركت بصمةً في مسار التاريخ إن كان بشكل إيجابي أو سلبي حيث ربط بينه وبين قناعه في وحدةٍ سياقيةٍ مع مراعاة رؤيا الشاعر المتجلية في قناعه الأساس المعبرة عن إحساسه بالضعف و الانكسار في طريق النضال نتيجة الواقع المشحون بالنكسات فأبو عبد الله الصغير الشخصية التاريخيّة التي يرى فيها القاسم خيانة للقضية العربيّة جاء ليكمل الصورة التي رسمها لقناعه على مسار القصيدة فهو الزوج و الملك الضعيف الخائن :
أنا كلاوديوسْ
أنا زوجُ روما الكلامْ
وآخرُ حكّامِ آخرِ شبرٍ من الأندلسْ
أنا كلاوديوسْ
أنا كلاوديوسْ [15]
قصد سميح القاسم لهذا التكثيف ضمن سياق القصيدة ليحمل مع كلاوديوس القناع ما لا يطيق حمله وحده من انكسارٍ لذات الشاعر المناضلة وهو الذي لا نراه يطغى على تجربته الشعريّة ولكنه يتسرب بين الفينة والآخرى ليطفو على السطح نتيجة مرارة الواقع الذي يعيشه .
و يعكس القناع التاريخيّ عند سميح القاسم تجاربه النضاليّة التي تمثّل تجارب الإنسان الفلسطينيّ بعامةٍ فطبيعة التجربة التي تجسدها تقنية القناع تقتضي فاعليةً و تحركاً مستمراً لعناصرها و مكوناتها لأنّها تجسّد تجربة تتجه نحو التصاعد و النمو فهي تدمج الماضي بالحاضر لاستشراف المستقبل و العمل من أجله ” [16]فهو توظيفٌ لشخصياتٍ تركت بصمةً في زمنها لتكون قادرةً على التفاعل مع معطيات زمن الشاعر سميح القاسم و التأثير فيها ينتج سياقاً شعرياً يحمل أفكاره و معتقداته ورؤاه نحو شخصية ( صقر قريش ) قناعه في قصيدة ( صقر قريش ) التي حملت وحدةً عضويةً بين القاسم وقناعه تداخل بها الزمنان التاريخيّان وامتزجا فنحن أمام زمنٍ بديلٍ هو زمن القناع صقر قريش / القاسم وإن استند القاسم لوقائع من تاريخ الشخصية وخاصةً سلبه أرضه وملكه ورحيله بحثاً عن ملكٍ ضائعٍ ووطنٍ ، والصوت الممتدّ على مساحة القصيدة هو صوت القناع صقر قريش / القاسم أي الصوت الثالث مزيج صوتي الشخصية التاريخيّة و الشاعر المعاصر في تداخلٍ بين القديم والجديد فالقاسم أعجب بقدرة ( صقر قريش )على تأسيس دولةٍ جديدةٍ بعد خسارة ملكه فأعاد رسم الشخصية بشكلٍ لا ينكر أصلها التاريخيّ ولكن يناسب أهدافه ومراميه الواقعيّة فهو يقدّم شخصية البطل القادم من عمق التاريخ بلبوس الحاضر ناطقاً بحالةٍ إنسانيةٍ لزمنين مختلفين دون التقيد بأصل شخصيته الحقيقية في وحدةٍ بين القناع والشاعر تعطي المجال في القصيدة للقناع ليسرد الأحداث والرؤى والأفكار الخاصة بالشاعر بلسانه ومن خلال خبرته ورؤاه فيروي القناع هذه الأفكار والأحداث وكأنّها حدثت معه وذلك عندما بدأ سميح القاسم قصيدته من حيث انتهت الخلافة الأموية جاعلاً قناعه يودع أحبابه و أقاربه في أرض الوطن ويغادر إلى أرض الشتات البعيدة وألم الفرقة ينزف في قلب القناع صقر قريش / القاسم فسميح القاسم و ( صقر قريش ) أصبحا كياناً واحداً في القصيدة لا نكاد نفرق أحدهما عن الآخر :
وداعاً يا ذوي القربى !
وداعاً .. والجراح النجل
في قلبي مضاضتها
طوال العمر .. في قلبي مضاضتها [17]
وقناع صقر قريش / القاسم يؤكد ضمن السياق الشعريّ لقصيدته على ثبات منطلقاته الفكريّة المبنية على قدسيّة الوطن و أهميته ، وعدم إمكانية استبداله بأيّ إنجازٍ مهما كان في مفارقةٍ بين أصل القناع الذي أسس لنفسه ملكاً بعيداً عن وطنه وبين القاسم الذي يصارع بسبب ما يمر به وطنه حتى يتمكن من الثبات والوصول إلى تحرير وطنه و عودته لأصحابه متحلياً بالأمل الثوري :
ونفسي يا ذوي القربَى
ينازعُها – و إنْ شيدتُ ملكَ اللهِ في الغربة –
ينازعُها حنينُ السفرِ للأوبة
ونفسي رغمَ دهرِ البينِ
رغمَ الريحِ والمنفى
و رغمَ مرارةِ التشريدِ
تدركُ تدركُ الدربا [18]
فعكس القاسم في قناعه تجربةً شعريةً تقوم على الأمل بالنصر من خلال التأكيد على قدرة المناضل العربي الذي يمثّله سميح القاسم على معرفة الدرب و العودة لطريق النضال حتى و إن تاه عنه زمناً .
الرمز التاريخيّ في شعر سميح القاسم :
يعدّ استخدام سميح القاسم للرمز التاريخيّ في شعره منعكساً لثقافته وارتداداً طبيعياً لزمنٍ يرى في شخوصه القدرة على حمل عبء اندفاعه و حماسته و تجربة نضاله و ثباته المبنية على أفكاره الثوريّة التي لا تقف عند الماضي وتستكين له وتعدّد أمجاده بل ترى المستقبل بعيداً عن الهوان الذي يطغى على الواقع فيختار رموزاً صالحةً للتعبير عن هواجسه ،حاملةً الحدث التاريخيّ بين طياتها ليوظّفها في السياق الشعريّ لقصائده نحو رمزه (ريكاردوس ) في قصيدة ( باص السادسة مساءً يتأخّر عن موعده ) التي تقوم على حكاية الشاعر سميح القاسم راوي الأحداث مع رمزه (ريكاردوس) ( [19] ) والتي تدور حسب ما تقدّمه عتبة العنوان و ما تتضمّنه بدايتها في باص السادسة مساءً لتعبر عمّا يضطرّ القاسم لمواجهته يومياً من ممارساتٍ للعدو الصهيونيّ ومن يدعمه من الدول صاحبة القرار من خلال تحديد المكان الذي تجري فيه الأحداث و الشخصيّات الرئيسة و الثانويّة الموظّفة لتساعد على رسم الصورة المبتغاة وهم زعران الأحياء النائية الذين ينتمي إليهم رمزه ( ريكاردوس ) .
كما يرسم الجو العام الذي تجري فيه أحداث الحكاية عندما يسرد الراوي سلوكيات هذه الشخصيّات التي تبحث عن فيلم إباحيّ أو سائحةٍ ضائعةٍ أو سيدةٍ عجوزٍ لسرقتها ، ويرسم وصفاً لمعاناة الذات الشاعرة عندما تتنقل يومياً بهذا الباص من عملها لموتها داخل منزلها المجبرة على الإقامة به و بالعكس :
في باصِ السادسةِ مساءً
يتكاثرُ زعرانُ الأحياءِ النائيةِ الآتونَ إلى قلبِ المدنِ الليليةِ
بحثاً عنْ فيلمٍ في دورِ العرضِ الزرقاءِ
بحثاً عن نفسٍ
في بيتٍ مهجورٍ في زاويةٍ تتجاهلُها الشرطة
و عسى و لعلَّ
تصادفُهم سائحةٌ ضائعةٌ
سيّدةٌ تحملُ جزداناً فيه نقودٌ و أساور
في باصِ السادسةِ مساءً
سافرتُ من الشغلِ إلى الموتِ
وسافرتُ منَ الموتِ إلى الشغلِ [20]
وبعدها يقدّم القاسم رمزه ( ريكاردوس ) الذي يشكّل محور الأحداث و الضابط لها من خلال تداخله العميق مع بنى النص و مكوناته التي تقدّمها الذات الشاعرة على لسان الراوي حين يسرد معاناتها اليوميّة مع ما يتعمّد العدو الصهيونيّ القيام به من تعدياتٍ على الأرض الفلسطينيّة من خلال تقديم الحدث الأساس المتمثل بمشاكسة الشخصية الرمز( ريكاردوس ) الملقب بقلب الأسد وهو أحد زعران الأحياء النائية للذات الشاعرة الممثّلة للفلسطينيين ، وبذلك تسحب ذات سميح القاسم الشاعرة رمزها من أصله التاريخيّ و تدخله واقعها المعاصر دون أن تبقي من أصله التاريخيّ سوى اسمه لتوظّفه في سياق القصيدة على أنّه ولدٌ أزعرٌ دفعته مشاكساته للردّ بقسوةٍ عليه فما كان منه إلا أن طعنها بسكين فردت الذات عليه بضربةٍ من مسبحتها أردته قتيلاً لترفع بذلك من حدّة الحدث الدراميّ و تطوره مع تعمدٍ من القاسم أن يجعل سلاح ذاته ليس سلاحاً في الحقيقة و إنّما مسبحة ولكنّها قادرةٌ على حمل الموت بقوة الحقّ التي مع صاحبها :
و بسببٍ
و بلا سببٍ
شاكسَني ولدٌ يدعى ريكاردوس
– و يدلّعهُ الأصحابُ (( بقلبِ الأسد )) – تملّكني غيظٌ لا يوصف
صحتُ : (( كفى يا ابنَ الكلبِ قليلَ الأدبِ
لعنَ اللهُ أباكَ و أمكَ و جميعَ الأوباشِ المنزلقينَ إلى الكرةِ الأرضيّةِ
من صلبِ التيسِ الأولِ في أهلكَ ! ))
فاستلَّ الأزعرُ ريكاردوس سكيناً من تحتِ حزامٍ جلديّ ضخم
و انقضَّ عليَّ
لم أتلُ الفاتحةَ ضربتُ الوغدَ بنَ الوغدِ بمسبحتي
فتلجلجَ و ترنّحَ و تطوّحَ و انهارَ على أرضِ الباصِ قتيلاً [21]
و بعدها تقوم الذات الراوية للحدث بتسريع الحدث و تطويره لتعبر عن جرائم الآخر بحقّها عندما تدخل أحداثاً متلاحقةً لوصول قوات الجيش الإسرائيليّ و قوات الأمم المتحدة لتوقف الذات الشاعرة التي تتّهم بارتكاب جرمٍ بدل حقيقة الدفاع عن نفسها فتصرخ الذات مطالبةً بإيقاف هذه الجريمة التي ترتكب بحقّها ، و تذكّر الرأي العام و كافة الدول أنّها الضحية و المطعونة ولكن يطغى على صوتها صوت شخصيةٍ جديدةٍ تدخلها الذات على حكايتها هو ( الدكتور فالدهايم ) [22] الذي يتحدّث بقرارات الأمم المتحدة التي لا يفهمها الفلسطينييون و لا يعرفون سبب إصدارها ليعبّر مع الرمز ريكاردوس عن واقع القاسم من خلال ربطه ” بمعالم التجربة الشعريّة، وما تحمله من قرائن تحيل إلى مصادر أخرى تفتح مدى القصيدة وتوصلها بتجارب عدة تغني بلا شك دلالات الرمز، وتتشابك معها ” [23]ليصيغ سميح القاسم من هذا الغنى و هذا التشابك للدلالات خاتمةً مفتوحةً لقصيدته على كلّ الاحتمالات بسرد الذات تأخر الباص عن موعده :
هرعت لمكانِ الحادثِ قواتُ الجيشِ الإسرائيليِّ و قواتُ الأممِ المتحدةِ
صحتُ : (( دعوني يا ناسُ و شأني .. يكفيني جرحُ المعدةِ )) !
فتنهّدَ دكتور فالدهايم
و تمتمَ في لغةٍ لا أفهمُها شيئاً لا أفهمهُ
………………..
و تأخّر عنْ موعدِهِ باصُ السادسةِ مساءً ! [24]
فجاء الرمز( ريكاردوس ) من زمنه التاريخيّ لزمن الشاعر ليعبّر من خلاله سميح القاسم في السياق الشعريّ لقصيدته عن الجرائم التي يرتكبها الآخر الصهيونيّ بحق المواطن الفلسطينيّ مستفيداً من أصل رمزه التاريخيّ بوصفه ملكاً أسهم في الحروب الصليبيّة العدوانيّة على فلسطين .
ويعمد القاسم لاستغلال مدلولات رمزه التاريخيّ التي اشتهر بها لتكون جسراً لما يريد توصيله من الأفكار ولما يتحمله الإنسان الفلسطينيّ من التعديات و الجرائم نحو رمزه ( هولاكو ) في قصيدة ( ريبورتاج عن حزيران عابر ) الذي وظّفه ليحمل في سياق القصيدة دلالات البطش و الغزو الإجراميّ التي واجهتها قوة البطل الفلسطينيّ الذي تمثّله ذات الشاعر القادرة على التغلب على هذا الغزو الإجراميّ من خلال ما يوفره هذا الرمز من الحرية في توظيفه دون أن يجرده الشاعر من ارتباطه بأصله التاريخيّ بل يوسّع دلالاته ليعبّر عن كلِّ باطشٍ وغازٍ مرّ على الأرض العربية استطاع أبطال هذه الأرض القضاء عليه بالقوة ليشرق نور الحقّ ، فالحدث التاريخيّ لأصل رمزه ( هولاكو ) لا يترك تأثيراً على السياق الشعريّ يتجاوز هذه الدلالات فهو موظّفٌ ” ليؤدي وحده إيحاءً معيناً وجوده سابقٌ فيه ” [25]، فهو واحدٌ من الشخصيّات التاريخيّة الأكثر شهرة ببطشها فلا يحتاج بذلك لأيّ توضيحٍ من الشاعر يحمله السياق أو مصاحبات النص :
فافهموا يا سادتي ، أخبرُكم إنّني صاحٍ ، أعيدُ القولَ ، صاحٍ
ألفُ هولاكو أنا أغرقتُهم في دياجيري ، واطلعتُ صباحي
ينتهي العدوان غيماً عابراً و أنا أبـقـى ، وحـبي ، وكفـاحـي [26]
ويكرّر سميح القاسم توظيف رمزه التاريخيّ ( هولاكو ) في مقطعٍ لاحقٍ من القصيدة و يربطه ( بجنكيز خان ) قائدٌ آخر عرفه التاريخ ( [27] ) ليحملا دلالات التوظيف السابق مع التركيز هنا على دلالة الغازي الذي يبني إمبراطوريته على حساب أصحاب الأرض و على حساب حياتهم ، فيغدو بذلك رمزاه ( هولاكو و جينكيز خان ) معبرين بشكلٍ واضحٍ عن الصهاينة الساعين لاحتلال أرضٍ ليست لهم وتشكيل كيانٍ ليس من حقّهم وبذلك يخدم هذان الرمزان إرادة القاسم المعبّرة عن صلابة النضال واستمراريته للوصول للنصر الذي نغدو معه أبناء النور لا أبناء النكسة ، و أيضاً يخدما فكر سميح القاسم و إيمانه بقوة الإنسان الثوريّ الاشتراكيّ الذي يحمل المنجل والذي هو أقوى من كلّ أدوات الحرب لأنّه قوة الحقّ التي ثبتت على مدار التاريخ في وجه الفئات الممثّلة برمزي ( هولاكو و جنكيز خان ) :
لسنا شعبَ الخامسِ من شهرِ حزيرانَ
فليفهمْ مستر هولاكو
و ليفهمْ مستر جنكيز خان
و ليفهمْ كلُّ قراصنةِ التاريخِ
في الماضي والحاضرِ والمستقبل
و ليفهمْ كلُّ الأسيادِ و كلُّ الأعوان :
أقوى من كلِّ الجنرالات
وكلِّ الدبابات
و كلِّ النفاثات
و كلِّ الغواصات
و كلِّ الرادارات .. إلخ ..
أقوى منها
كفُّ الإنسان على مقبضِ منجلٍ
هذا درسُ الماضي والحاضر ..
فلنتعلمْ .. للمستقبل ! [28]
فجعل سميح القاسم من رموزه التاريخيّة وسيلةً لرسم المستقبل البعيد عن واقع النكسة و مآسي الاحتلال و دليلاً ينفي تهم الضعف و الهوان عن الشعب العربيّ وجسراً ينقل المتلقي من عالمه إلى عالم القصيدة المغاير الذي يتوحد فيه التاريخ و الواقع .
خاتمة البحث:
تناول هذا البحث الرمز و القناع التاريخيّين عند سميح القاسم مبيّناً الأسباب التي دفعت القاسم لتوظيف الرمز والقناع في شعره ، والمصادر التي استقاهما منها باعتبارهما تقنيتين فتحتا المجال في قصائده لولوج عوالم لم تكن لتتاح من دونهما نتيجة ارتداد القاسم للتاريخ لاستحضار شخصيّاته الأقدر على حمل عبء ما يريد التعبير عنه لترسم في سياق قصائده تاريخاً جديداً وواقعاً جديداً ، و وصلنا للنتائج الآتية :
- طغيان هاجس القضية الفلسطينيّة على السياق الشعريّ لقصائد سميح القاسم المبنية على تقنيتي الرمز والقناع التاريخيّين .
- لم يتقيد سميح القاسم بالأصل التاريخيّ لرموزه وأقنعته و معطياتها فعبث بهذه المعطيات محتفظاً بما يخدمه ومعيداً رسم ما يراه مناسباً عند توظيفها في سياق قصائده.
- شهرة رموز سميح القاسم و أقنعته التاريخيّة ساعدت في خدمة مراده من توظيفها في سياق قصائده .
- الاتكاء على الأسلوب الحكائيّ السرديّ في توظيف الرمز أو القناع التاريخيّ ، وغالباً ما يكون السارد هو صدى صوت الشاعر أو هو ذاته تعبيراً عن تجربةٍ فرديةٍ تلخص معاناة الفلسطينيّ داخل الأرض المحتلّة .
ثبت المصادر والمراجع :
- ابن منظور .( 1968 م ). لسان العرب ج 5 ، ج 8 ، دار صادر ، بيروت .
- أدونيس .( 1978م ) . زمن الشعر ، ط 2 ، دار العودة ، بيروت .
- بسيسو ، عبد الرحمن .( 1999 م ). قصيدة القناع في الشعر العربيّ المعاصر تحليل الظاهرة ، ط1 ، المؤسسة العربيّة للدراسات و النشر ، بيروت ، لبنان .
- البعلبكي ، منير .( 1992 م ). معجم أعلام المورد ، ط 1 ، دار العلم للملايين ، بيروت .
- زايد ، علي عشري . (2002 م ). عن بناء القصيدة العربية الحديثة ، ط 4 ، مكتبة ابن سينا للطباعة والنشر والتوزيع والتصدير ، القاهرة .
- سقيرق ، طلعت .( 1998 م) . دليل كتاب فلسطين ، ط 1 ، دار الفرقد ، دمشق .
- السلطان ، محمد فؤاد .( 2010 م ) . الرموز التاريخيّة و الدينيّة و الأسطوريّة في شعر محمود درويش ، مجلة جامعة الأقصى ( سلسة العلوم الإنسانيّة ) ،غزة ، 14 ( 1) ،1 – 36
- عزام ، محمد . ( 2005 م) . ” قصيدة القناع في الشعر السوريّ المعاصر” ، الموقف الأدبي ، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، العدد 413 ، 81-96
- غنيم ، غسان . (2001) . الرمز في الشعر الفلسطينيّ الحديث و المعاصر ، ط1 ، دار العائدي للنشر و الدراسات و الترجمة ، دمشق ، سورية .
- القاسم ، سميح . ( 1993 م ). الأعمال الكاملة ج 2 ، ج3 ، دار سعاد الصباح ، القاهرة .
- القاسم ، سميح .( 2000 م ). سأخرج من صورتي ذات يوم ، ط 1 ، مؤسسة الأسوار ، عكا .
- القاسم ،سميح . ( 1987 ) . ديوان سميح القاسم ، دار العودة ، بيروت .
- كندي ، محمد علي .( 2003 ). الرمز و القناع في الشعر العربيّ الحديث السياب ونازك و البياتي ، ط1 ، دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت ، لبنان .
- الموسى ،خليل .( 2012 م ). قراءات نصّية في الشعر العربيّ المعاصر في سورية ، منشورات الهيئة العامة السوريّة للكتاب ، وزارة الثقافة ، دمشق .
- الناصري ، سيد أحمد علي .( 1991 م) . تاريخ الإمبراطورية الرومانيّة السياسي والحضاري ، ط2 ، دار النهضة العربيّة ، القاهرة .
[1] ” ولد عام 1939 في مدينة الزرقاء بالأردن..، وهو من الرامة وفيها درس الابتدائية، ثم درس الثانوية في الناصرة، بعدها عمل في التعليم لمدة خمس سنوات، ثمّ انتقل للعمل في الصحافة وصولاً إلى مسؤوليته عن مجلة ((الجديد)) الشهرية التي تصدر في حيفا …، كتب سميح القاسم إلى جانب الشعر، الرواية، والحكاية، والمقالة ” طلعت سقيرق – دليل كتاب فلسطين – دار الفرقد – دمشق – ط 1- 1998 – ص 97 ص ، له أكثر من ستين عملاً مطبوعاً توفي عام 2014 م .
[2] ابن منظور – لسان العرب – دار صادر – بيروت – 1968 – 5/ 356
[3] علي عشري زايد – عن بناء القصيدة العربية الحديثة – مكتبة ابن سينا للطباعة والنشر والتوزيع و التصدير – القاهرة – ط 4- 2002 – ص 104
[4] أدونيس – زمن الشعر – دار العودة – بيروت – ط 2 – 1978 – ص 160
[5] ابن منظور – لسان العرب – مرجع سابق – 8/ 300
[6] محمد عزام – قصيدة القناع في الشعر السوري المعاصر – الموقف الأدبي – اتحاد الكتاب العرب – دمشق – العدد 413 – 2005 – ص 81
[7] خليل الموسى – قراءات نصّية في الشعر العربيّ المعاصر في سورية – منشورات الهيئة العامة السوريّة للكتاب – وزارة الثقافة – دمشق – 2012 – ص 214
[8] عبد الرحمن بسيسو – قصيدة القناع في الشعر العربيّ المعاصر تحليل الظاهرة – المؤسسة العربيّة للدراسات و النشر – بيروت – لبنان – ط1 – 1999 – ص 56
[9] ” كلاوديوس / 10 ق . م – 54 م / امبراطور روماني ، والمعروف من سيرته أنّه كان مشلولاً يتلعثم بحديثه ولكن وصل للقيصرية مصادفةً بدعم قوات الحرس الجمهوري المتمرد ومات مسموماً “. سيد أحمد علي الناصري – تاريخ الإمبراطورية الرومانيّة السياسي والحضاري – دار النهضة العربيّة – القاهرة – ط 2 – 1991 – ص 150
[10] سميح القاسم – سأخرج من صورتي ذات يوم – مؤسسة الأسوار – عكا – ط 1 – 2000 – ص 43
[11] المرجع السابق – ص 44
[12] المرجع السابق – ص 44
[13] المرجع السابق – ص 46
[14] المرجع السابق – ص 47
[15] المرجع السابق – ص 47
[16] محمد علي كندي – الرمز و القناع في الشعر العربيّ الحديث السياب و نازك و البياتي – دار الكتاب الجديد المتحدة – بيروت لبنان – ط 1 – 2003 – ص 350
[17] سميح القاسم – ديوان سميح القاسم – دار العودة – بيروت – – 1987 – ص 481
[18] المرجع السابق – ص 482
[19] ” ريتشارد الأول ، ريكاردوس الأول ( 1157 – 1199 ) ملك إنكلترا ( 1189- 1199 ) قضى معظم سني حكمه خارج البلاد ، شارك في الحملة الصليبيّة الثالثة ( 1189 – 1192 ) ابتغاء الاستيلاء على بيت المقدس ، و لكن صلاح الدين الأيوبيّ هزم قواته فاضطرّ إلى عقد صلحٍ معه عام ( 1192 ) و العودة إلى بلاده . عرف ببسالته ومن أجل ذلك لقب بـ ( قلب الأسد ) ” منير بعلبكي – معجم أعلام المورد- دار العلم للملايين – بيروت – ط 1 – 1992 – ص 214
[20] سميح القاسم – الأعمال الكاملة – دار سعاد الصباح – القاهرة – 1993 – 3/ 77
[21] المرجع السابق – 3/ 78
[22] ” دبلوماسي نمساوي و رابع أمين عام للأمم المتحدة وقد تولى هذا المنصب في مطلع يناير 1972 ” منير بعلبكي – معجم أعلام المورد – مرجع سابق – ص 313
[23] محمد فؤاد السلطان – الرموز التاريخيّة و الدينيّة و الأسطوريّة في شعر محمود درويش – مجلة جامعة الأقصى ( سلسة العلوم الإنسانيّة ) – غزة – 14 ( 1) -1 – 2010 – ص 4
[24] سميح القاسم – الأعمال الكاملة – مرجع سابق – 3/ 78
[25] غسان غنيم الرمز في الشعر الفلسطينيّ الحديث و المعاصر – دار العائدي للنشر و الدراسات و الترجمة – دمشق – سورية – ط 1 – 2001 – ص 94
[26] سميح القاسم – الأعمال الكاملة – مرجع سابق – 2/83
[27] ” هو فاتحٌ و إمبراطورٌ مغوليّ يعتبر أحد أشهر الفاتحين في التاريخ بسط سلطانه على منغوليا عام 1206 م ، و فتح شمال الصين 1211 – 1215 م ، ثم احتلّ مناطق واسعة في آسيا الوسطى و الجنوبية و آسيا الصغرى ” منير بعلبكي – معجم أعلام المورد – مرجع سابق – ص 160
[28] سميح القاسم – الأعمال الكاملة – مرجع سابق – 2/87