
جدلية العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد
Dialectic of the relationship between traditional and new media
د. ربيحة نبارs د. كريمة مقاوسي/ جامعة حمه لخضر، الوادي، الجزائر
Dr.RebihaNebbar s Dr .KarimaMekaoussi: Hamma lakhder university- el oued-Algeria
مقال نشر مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 68 الصفحة 153.
ملخص:
لقد غيرت تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة كل مناحي الحياة، وأثرت بشكل غير مسبوق في أنشطة الأفراد والجماعات بحيث أصبح التعامل مع وسائل الإعلام الجديد أمر واقع ولا مفر منه، وصار الإعلام الجديد الوسيلة الأهم والأسرع لتدفق المعلومات والحصول عليها بكل الاتجاهات بل وإنتاجها في هذا العصر، ويستخدم الإعلام الجديد مختلف فئات المجتمع رغم وجود الإعلام التقليدي، خاصة وأن الإعلام الجديد هو إعلام حر خال من القيود والرقابة، على عكس الإعلام التقليدي، حيث بإمكان جميع الأفراد نشر أفكارهم، والتعبير عن آرائهم بحرية مطلقة ومن مختلف الهويات التي تتجاوز حدود الدولة الواحدة وتتخطى حواجز الزمان والمكان.
الكلمات المفتاحية: الإعلام، الإعلام التقليدي، الإعلام الجديد.
Abstract:
Modern information and communication technologies have changed all aspects of life, and have affected in an unprecedented way the activities of individuals and groups, so that dealing with new media has become a reality and inevitable, and new media has become the most important and fastest means for the flow of information, obtaining it in all directions, and even producing it in this era. New media in the various groups of society despite the existence of traditional media, especially since the new media is a free media free from restrictions and censorship, unlike traditional media, where all individuals can spread their ideas and express their views with absolute freedom and from various identities that transcend the boundaries of a single state and transcend barriers of time and space.Key words: media, traditional media, new media. مقدمة:
رغم الثورة التكنولوجية والتطور الحاصل الذي شهدته وسائل الإعلام إلا أنها لم تلغي وسائل الإعلام التقليدية ولكن طورتها بشكل ملفت للانتباه، فألغت حواجز الزمان والمكان ،وأضحت وسائل الإعلام الجديد ذات أثر عميق في حياة الأفراد مما جعل من الإعلام الجديد محورا أساسيا في المجتمع، وما يميز الإعلام الجديد عن الإعلام التقليدي، هو أن الإعلام الجديد لا يتحكم فيه قادة إعلاميين، وبإمكان شتى شرائح المجتمع استخدامه، إذ يمكن لأي شخص أن يصبح ناشراً وأن يوصل رسالته إلى جميع أنحاء العالم، هذا وقد منح الناس فرصة للتعبير عن أنفسهم وإبداء وجهات نظرهم ،كما عزز التضامن بين أصحاب القضايا المشتركة، لقد مكنت وسائل الإعلام الجديد فاعلين من الظهور وطرح قضايا وأفكار للنقاش والتي كانت تحت سيطرة ورقابة بعض النخب، كما ساهمت في فتح آفاق نحو الوصول إلى المعارف والمعلومات وإنتاج المعرفة وزيادة التواصل بين الأفراد، وأصبح الفرد شريكا فعّالا في تلقيه وطرحه للآراء، فوسائل الإعلام الجديدة حولت الاتصال على مستوى العالم من أسلوب أحادي الاتجاه إلى أسلوب متعدد الاتجاهات و أضحت الشبكات الاجتماعية تعبر عن حالة التفاعل بين أفراد المجتمع مع بيئتهم وهي المسیطر الرئيسي على نظام الاتصال.
أولا-تحديد المفاهيم:
1-تعريف الإعلام:
هو: “تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفة المخبر الصحفي بمعلومات ذات أهمية أي معلومات جديرة بالنقل والنشر ثم تتوالى مراحلها: تجميع المعلومات من مصادرها، ثم نقلها والتعاطي معها وتحريرها ثم نشرها وإطلاقها وإرسالها عبر صحيفة أو وكالة او إذاعة أو محطة تلفزة إلى طرف معني بها ومهتم بوثائقها”.[1]
2-تعريف الإعلام التقليدي:
يعرف الإعلام التقليدي بأنه: “وسائل الاتصال والتعبير التقليدية من التلفزيون وقنوات الكابل والإذاعة والسينما واستديو هات الموسيقى والصحف والمجلات والكتب والنشرات المطبوعة”.[2]
3-تعريف الإعلام الجديد:
يعرف الإعلام الجديد بأنه: “إعلام متعدد الوسائط حيث يتم عرض المعلومات في شكل مزيج من الصوت والصورة والفيديو مما يجعل المعلومة أكثر قوة وتأثيرا، وهذه المعلومات هي معلومات رقمية يتم إعدادها وتخزينها وتعديلها ونقلها بشكل إلكتروني “.[3]
ويعرف قاموس التكنولوجيا الرفيعة الإعلام الجديد بشكل مختصر وبصفته: “أنه اندماج الكمبيوتر وشبكات الكمبيوتر والوسائط المتعددة”.
وحسب قاموس ليستر فإن الإعلام الجديد هو: “مجموعة تكنولوجيات الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكمبيوتر والوسائل التقليدية للإعلام”. [4]
كما يعرف الإعلام الجديد بأنه:” تسخير التكنولوجيا في نشر الأخبار والمعلومات والمعارف من خلال عملية دمج وسائل الاعلام القديمة مع الأدوات الرقمية وشبكة المعلومات العالمية بما يحقق الاتصال التفاعلي بين المرسل والمستقبل بسرعة فائقة عبر تكنولوجيا الأنترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية التي تستخدم تقنية الويب”.
ويقول برودي دوغلاس: “بينما يستمر التلفزيون بدوره كنافذة على العالم فإن الإعلام الجديد استطاع أن يوصل المستخدم بالعالم طالما هو متصل بالأنترنت”.[5]
كما تعرف مجلة بي سي الإعلام الجديد بأنه: “أشكال التواصل في العالم الرقمي والتي تضمن النشر على الأقراص المدمجة وأقراص(الدي في دي) وبشكل أكثر أهمية على شبكة الإنترنت.[6]
ثانيا-نشأة وتطور الاعلام الجديد:
نشأ الإعلام الجديد بعد التطور المذهل لشبكة الأنترنت التي نشأت فكرتها في الستينيات من القرن الماضي عندما افترضت وزارة الدفاع الأمريكي وقوع هجوم أو كارثة نووية تؤدي إلى تعطيل الاتصالات فتم تكليف مجموعة من الباحثين للنظر فيما يمكن فعله في حال حدوث هذه الحالة الافتراضية، بعد ذلك مر المشروع بعدة تطورات وصولا إلى ما يعرف اليوم بشبكة الانترنت وهي الشبكة العالمية وتقوم على وصل الملايين من أجهزة الحاسوب ببعضها البعض، وتمتلك هذه الأجهزة المؤسسات والدوائر الحكومية وشركات وجامعات وأفراد ممن يمتلكون أجهزة شخصية موصولة بشبكة الأنترنت، وتعتبر شبكة الأنترنت اليوم أكبر جزء من تقنية المعلومات في العالم كأداة اتصال وتواصل بين الأفراد بشتى بقاع العالم والتي يتم عن طريقها إجراء المعاملات المختلفة كالبحث عن الأسواق وأوضاع المنافسين ومراسلة الزبائن الحاليين والمحتملين بتكاليف قليلة وتبادل المعلومات والخبرات والأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ونظرا لما يتسم به الإعلام الجديد من خصائص فقد أصبح يشكل عصب الحياة فهو ثورة في عالم الإعلام والاتصال إذ شمل وسائل الإعلام التقليدية وطور من أدائها، فالقنوات التلفزيونية أمكنها بث برامجها عبر الحاسوب والهاتف النقال وكذلك المحطات الإذاعية أصبح بالإمكان التقاطها عبر الهاتف الخلوي والحاسوب، لقد فرض التطور الحاصل على وسائل الإعلام التقليدية ضرورة مواكبته والاستفادة منه لتستمر فسارعت الكثير من الصحف إلى إنشاء مواقع لها على شبكة الأنترنت وتزايدت هذه الصحف الإلكترونية إضافة إلى صدور الكثير من المجلات التي استفادت من التقنية بالإضافة لانتشار مواقع إلكترونية عديدة .[7]
ثالثا-مسميات الاعلام الجديد:
لقد تعددت أسماء الإعلام الجديد، ولم تقف كذلك على اسم موحد، ومنها:
1-الإعلام الرقمي: لوصف بعض تطبيقاته التي تقوم على التكنولوجيا الرقمية مثل التلفزيون الرقمي، الراديو
الرقمي، وغيرهما، أو للإشارة إلى أي نظام أو وسيلة إعلامية تندمج مع الكمبيوتر.
2-الإعلام التفاعلي: طالما توفرت حالة من العطاء والاستجابة بين المستخدمين لشبكة الأنترنت والتلفزيون
والراديو التفاعليين وغيرهم من النظم الإعلامية التفاعلية.
3-الإعلام الشبكي: على خطوط الاتصال بالتركيز على تطبيقاته في الأنترنت وغيرها من الشبكات.
4-الوسائط السيبرونية: من تعبير الفضاء السيبروني الذي أطلقه كاتب روايات الخيال العلمي ويليام جبسون في روايته التي أصدرها عام 1984.
5-إعلام المعلومات: للدلالة على التزاوج بين الكمبيوتر والاتصال وعلى ظهور نظام إعلامي جديد يستفيد من تطور تكنولوجيا المعلوماتية ويندمج فيها.
6-إعلام الوسائط المتعددة: حالة الاندماج التي تحدث داخله بين النص والصورة والفيديو.[8]
رابعا-خصائص الإعلام الجديد:
تشهد وسائل الإعلام الجديدة تحولات كبيرة تجعلنا ننتقل من آلات تعتمد على التماثل الى آلات رقمية، ومن آلات لها وظيفة وحيدة إلى آلات متعددة الوظائف، وهو ما يجعلها تمتلك خصائص ترفع من كفاءتها في الآداءات التي خلقت لأجلها ولعل بعض تلك الخصائص هي:
1- الاستعارة والالتقاء: الاستعارة هي قيام وسيلة الاتصال باقتباس المواضيع والتقنيات المستعملة في وسيلة أخرى سابقة لها، أو لاحقة عليها بشكل لا يجعلها مجرد استعمال مماثل لما تؤديه الوسيلة المستعارة منها فمثلا ترتكز معالجة النصوص في الحاسوب على تقنيات الآلة الكاتبة لكنها تقدم إمكانات أكثر مما كانت توفره هذه الأخيرة كما أن التلفزة تستعمل الشاشة المقتسمة والعنوان لتقدم الأخبار مثلما يحصل في الأنترنت، إن هذا يجعل وسائل الاتصال تتأثر فيما بينها وهو ما يجعل تطورها أكثر من مجرد تعاقب يؤدي إلى حلول الوسائل الجديدة محل القديمة منها.
2-وسائل الإعلام الجديدة وسائل ذكية: صارت وسائل الإعلام الجديدة أكثر ذكاء لأنها تتوافر على حواسيب صغيرة مدمجة فيها وذلك حتى بالنسبة للاستعمالات الشخصية وهو ما يوفر للمستعمل إمكانية التشفير وفك التشفير وتخزين المعلومات متجاوزا الاستعمال البسيط الذي كان يميز ما سبقها من وسائل، فالهاتف النقال في نسخه الحالية لا يقدم فقط وظيفة الاتصال وإنما يمكن استعماله في معالجة النصوص والربط بشبكة الأنترنت وبرمجة المواعيد والمكالمات.[9]
3-دمج الوسائل القديمة والحديثة في مكان واحد على منصة الكمبيوتر وشبكاته وما ينتج عن ذلك الاندماج من تغيير انقلابي للنموذج الاتصالي الموروث مما يسمح للفرد العادي بإيصال رسالته لمن يريد وقتما شاء وبكل الاتجاهات وليس من أعلى إلى أسفل وفق النموذج التقليدي.
4-تبني هذا الإعلام للتكنولوجيا الرقمية وتطبيقات الواقع الافتراضي وتعددية الوسائط وتحقيقه لميزات الفردية والتخصيص وتجاوزه للحدود الدولية.
5-اعتماد الإعلام الجديد على الكمبيوتر والاتصالات عن بعد في إنتاج المعلومات وتخزينها وتوزيعها والتسلية لكل الناس وبأسعار منخفضة وهذه خاصية مشتركة بين الإعلام القديم والجديد لكن هذا الأخير يوفر التفاعل أي الاستجابة لحديث المستعمل تماما كما يحدث عند المحادثة بين شخصين.
6-يتميز الإعلام الجديد بأنه إعلام متعدد الوسائط ويعني أن المعلومات يتم عرضها في شكل مزيج من النص والصورة والفن والفيديو مما يجعل المعلومة أكثر قوة وتأثيرا، وهذه المعلومات هي معلومات رقمية يتم تخزينها، تعديلها ونقلها بشكل إلكتروني.[10]
7-التفاعلية: وقد وفرت هذه الخاصية للمتلقي إمكانية المشاركة وإبداء رأيه والتعليق عليها بل وتصحيحها والإضافة إليهاكما يمكنه أن يتحاور مباشرة مع معد البرامج عن طريق الدردشة أو المشاركة في المنتديات، والتفاعلية من أهم خصائص الإعلام الجديد فبعد أن كان المتلقي يتلقى فقط الرسالة الإعلامية أصبح يشارك في هذا الإعلام عن طريق التفاعل مع ما ينشرمن خلاله.
8-المرونة:حيث يمكن لمستخدم وسائل الإعلام الجديد الوصول إلى مصادر معلومات كثيرة وبيسر، كما يمكنه المفاضلة بين هذه المعلومات واختياره ما يناسبه.[11]
9-الإنتشار: ويعني تحول الوسائل الجديدة من مجرد ترف وإضافات إلى وسائل ضرورية أساسية في حياة الانسان ولا يستغني عنها.
10-قابلية التوصيل: بدمج الأجهزة ذات نفس النظم بغض النظر عن الشركة الصانعة.
11-السرعة في إنجاز الاتصال: اذ يتم الانتقال من المرحلة المتعددة إلى أسلوب المرحلة الواحدة.[12]
12-الكونية: إذ أصبحت بيئة الاتصال بيئة عالمية تتخطى حواجز الزمان والمكان والرقابة.
13-اندماج الوسائط: ففي الإعلام الجديد يتم استخدام كل وسائل الاتصال مثل النصوص والصوت والصورة الثابتة والصورة المتحركة والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الابعاد.
14-الانتباه والتركيز: نظرا لأن المتلقي في وسائل الإعلام الجديد يقوم بعمل فاعل في اختيار المحتوى والتفاعل معه لذلك يتميز بدرجة عالية من الانتباه والتركيز عكس التعرض لوسائل الإعلام التقليدي الذي يكون عادة سلبيا وسطحيا.
15-التخزين والحفظ: حيث يسهل على المتلقي حفظ وتخزين الرسائل الاتصالية واسترجاعها كجزء من قدرات وخصائص الوسيلة ذاتها.
16-اللاتزامنية: وهي إمكانية التفاعل مع العملية الاتصالية في الوقت المناسب للفرد سواء كان مستقبلا أو مرسلا.[13]
17-التنظيم: حيث أصبحت معالجة البيانات بطريقة رقمية وأكثر سهولة في تنظيمها.
18-الفردية مقابل الجماعية: إذ يتعاطى الجمهور مع وسائل الإعلام بصورة فردية رغم أنها في الأساس وسائل جماعية.
19-التكثيف: إذ أصبح بمقدور القائمين بالاتصال تزويد المتلقين بجرعات متعددة الأوجه ومفتوحة الاحتمالات.[14]
خامسا-أقسام الإعلام الجديد:
– الإعلام الجديد القائم على شبكة الأنترنت وتطبيقاتها.
– الإعلام الجديد القائم على الأجهزة المحمولة بما في ذلك أجهزة قراءة الكتب والصحف.
– نوع من منصة الوسائل التقليدية مثل الراديو والتلفزيون التي أضيفت إليها مميزات جديدة مثل التفاعلية والرقمية والاستجابة للطلب.
– الإعلام الجديد القائم على منصة الكمبيوتر ويتم تداول هذا النوع إما شبكيا أو بوسائل الحفظ المختلفة مثل الأسطوانات الضوئية وتشمل العروض البصرية وألعاب الفيديو والكتب الإلكترونية.[15]
سادسا-العوامل الرئيسية للإعلام الجديد:
لقد ساهم في بروز ظاهرة الإعلام الجديد عدة عوامل تقنية واقتصادية وسياسية يمكن تلخيصها فيمايلي:
1- العامل التقني المتمثل في التقدم الهائل في تكنولوجيا الكمبيوتر: تجهيزاته وبرمجياته وتكنولوجيا الاتصال لاسيما ما يتعلق بالأقمار الصناعية وشبكات الألياف الضوئية ،فقد اندمجت هذه العناصر التكنولوجية في توليفات اتصالية عدة لتنتج الأنترنت والتي ستكون وسيطا يطوي بقية الوسائط الأخرى بداخله ،فقد انعكس أثر هذه التطورات التكنولوجية على بقية قنوات الإعلام (صحافة، إذاعة، تلفزيون) ،كما انعكس أيضا على طبيعة العلاقات التي تربط بين منتج الرسالة وموزعها ومتلقيها فقد انكمش العالم زمانا ومكانا وسقطت الحواجز بين القريب والبعيد.
2-العاملالاقتصادي المتمثل في عولمة الاقتصاد وما يتطلبه من إسراع حركة السلع ورؤوس الأموال وهو ما يتطلب بدوره الإسراع في تدفق المعلومات وذلك لأن المعلومات سلعة اقتصادية في حد ذاتها تزيد أهميتها يوم بعد آخر، فعولمة نظم الاتصال هي وسيلة القوى الاقتصادية لعولمة الأسواق وتنمية النزعات الاستهلاكية من جانب وتوزيع سلع صناعة الثقافة من موسيقى وألعاب وبرامج تلفزيونية من جانب آخر.
3-العامل السياسي:
المتمثل في الاستخدام المتزايد لوسائل الإعلام من قبل القوى السياسية بهدف إحكام قبضتها على سير الأمور والمحافظة على استقرار موازين القوى في عالم شديد الاضطراب زاخر بالصراعات والتناقضات.[16]
4-العامل الإعلامي: إن نشوء المجتمع المعلوماتي مكن وسائل الإعلام الجديد من التحول من ظاهرة تقديم الخدمات الإعلامية إلى المتلقي(السلبي) إلى مشاركة فاعلة ومباشرة (إيجابية) من طرف المتلقي في إطار عملية الاتصال الجماهيري مما أعطى لعناصر التركيبة الاجتماعية الفرصة في المساهمة في عملية اختيار وإعداد وتخزين ونشر وتوجيه المعلومات والاستفادة منها والمشاركة الفاعلة في إطار عملية التبادل والتفاعل والحوار داخل المجتمع الواحد أو مع المجتمعات الأخرى.[17]
سابعا-المظاهر التي صاحبت الإعلام الجديد:
– كسر احتكار المؤسسات الإعلامية الكبرى.
– ظهور طبقة جديدة من الإعلاميين وأحيانا من غير المتخصصين في الإعلام إلا أنهم أصبحوا محترفين في استخدام تطبيقات الإعلام الجديد.
-ظهور منابر جديدة للحوار فقد أصبح باستطاعة أي فرد في المجتمع أن يرسل ويستقبل ويعقب ويستفسر ويتفاعل ويعقب بكل حرية وبسرعة فائقة.
– ظهور إعلام الجمهور إلى الجمهور.
– ظهور مضامين ثقافية وإعلامية جديدة.
– المشاركة في وضع الأجندة: ينجح الإعلام الجديد أحيانا في تسليط الضوء بكثافة على قضايا مسكوت عنها في الإعلام التقليدي مما يجعل هذه القضايا تشكل هاجسا للمجتمع للتفكير فيها ومناقشتها ومعالجتها.
– نشوء ظاهرة المجتمع الافتراضي والشبكات الاجتماعية: وهو مجموعة من الأشخاص يتحاورون ويتناقشون لأغراض مهنية أو ثقافية وما يميز العلاقات أنها غير متزامنة بالضرورة وقد يكون المجتمع الافتراضي أكثر قوة وفاعلية من المجتمع الحقيقي.
– تفتيت الجماهير: مع التعدد الهائل والتنوع الكبير الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ فقد بدأ الجمهور يتفتت إلى مجموعات صغيرة بدلا من حالة الجماهير العريضة لوسائل الإعلام التقليدية وهكذا انتقل الإعلام إلى مرحلة الإعلام الفئوي والإعلام المتخصص.[18]
ثامنا-تأثيرات وهيمنة الإعلام الجديد:
يرى جيرار تيري أن الثورة ستشهد نسقا أوسع لأن التكنولوجيات تتطور هي الأخرى بخطى أكبر مما كان عليه الأمر قبل قرن من الزمن، ومن هذا المنطلق فإنها ستغير بشكل جذري الهياكل الاقتصادية وأنماط التنظيم والإنتاج وقدرة الأفراد على الوصول إلى المعرفة والترفيه وأساليب العمل والعلاقات الاجتماعية.[19]
ولقد لفت الأوربيون الانتباه الى خطورة الهيمنة الثقافية لوسائل الإعلام العابرة للحدود والتي ستهمش الثقافات الوطنية وتمحو الهويات الثقافية وتنمط العقول والثقافات، لكن رغم ذلك يوجد من هم متفائلون مثل سارج ريقورد الذي يقول:” إن ما يدعو للدهشة في المقام الأول هو صمود الخصوصيات الثقافية كما يمكن أن يستشف من خلال لهجة ولون الشبكات التلفزيونية حتى وإن أعدت في معظمها انطلاقا من نفس الأنماط البرامجية وذلك بالرغم من الآثار الناجمة عن تنميط المنتجات وتوحيدها بفعل ظاهرة التحرير العابرة للحدود”.
ويلخص سارج كوريي مزايا ونقائص الأنترنت قائلا: “فضاء جديد، أدوات جديدة، تنظيم غير مألوف للمعلومات، ومنطق جديد للبحث، فممارسات جديدة للاتصال…. كل هذا يكفي لزعزعة الاستقرار خاصة وأن التحكم في هذا الفضاء يفرض مواجهة التقنية وهذه الإعلاميات الملعونة. [20]
ويصنف ديفيد وواين الإعلام الجديد ضمن حالتين جديد مقابل قديم أو بين التماثلية والرقمية أو مرحلة الأنترنت ومرحلة ما قبل الأنترنت وهكذا بحيث يصنفان الإعلام الجديد وفق ثلاث أنواع هي:
– الإعلام الجديد بتكنولوجيا قديمة ويشمل الأشكال الصحفية في الإذاعة والتلفزيون والصحف.
– الإعلام الجديد بتكنولوجيا جديدة وتمثله جميع الوسائل التي نعايشها الآن والتي تعمل على منضدة الكمبيوتر وعلى رأسها شبكة الأنترنت.
– الإعلام الجديد بتكنولوجيا مختلطة: وهنا تزول الفوارق بين القديم والجديد فالعديد من الصحف الكبرى لديها مواقع ضخمة على شبكة الأنترنت وتتواصل برامج التلفزيون مع الجمهور بأدوات الإعلام الجديد وهكذا.
فيما يرى فيدلر أن أساس التغير الجذري الذي تشهده حياتنا المعاصرة في ظل وسائل الإعلام الجديدة تتحدد بالظواهر الاتية:
– تعايش وتطور مشترك للأشكال الإعلامية القديمة والجديدة.
– تغير جذري متدرج للأشكال الإعلامية من القديمة إلى الجديدة.
– انتشار السمات السائدة في الأشكال الإعلامية المختلفة بين بعضها البعض.
– بقاء أشكال إعلامية ومؤسسات في بيئات متغيرة.
– ظهور الاستحقاقات والحاجات الموضوعية لتبني أجهزة الاعلام الجديدة.
وطبقا ل(فيدلر) فإن أهم ثلاث أدوات للتغير الجذري في مستحدثات الإعلام الجديد عبر مراحل تطور الاتصال الإنساني هي اللغة المنطوقة والمكتوبة ومن ثم اللغة الرقمية التي مكنت من عملية الاتصال بين الآلة والإنسان.[21]
وفي ظل استخدام وسائل الإعلام الجديد أصبح الطريق سهلا وسريعا للوصول إلى المعلومات وهو ما عادت نتائجه على العملية الاتصالية في ثلاث جوانب هي:
– إن الطريق السريع للمعلومات مد المجال الاتصالي بوسائل إعلام جديدة وبمزيد من الخيارات الاتصالية وهو ما عمل على زيادة البدائل المطروحة أمام المتلقين.
– وقد تميز بأنه تفاعلي إذ أتاح لمستعمليه مزيدا من التحكم في المعلومات وتبادلها.
– خلق الطريق السريع للمعلومات وسائل ربط بعيدة للأنشطة الشخصية كل من مكانه.[22]
تاسعا-ثورة الإعلام الجديد: الجديد يولد من أحشاء القديم:
في العادة توجد عند الإنسان رغبة في المحافظة على القديم لأن التغيير يكون عادة مصحوبا بعدة تنازلات وربما تضحيات وخسارة لبعض المكاسب التي اعتاد الفرد على التعايش معها إذن فالجديد يكون عادة غامضا وغير معروفة ملامحه النهائية لذلك نصادره ونخشاه، هكذا بين الرغبة في المحافظة على التقليدي لأننا نعرفه وتعودنا عليه، وسعي لتجنب الجديد لأنه مجهول يعيش المشهد الإعلامي والاتصالي الدولي حالة من التجاذب المهني والفكري والاقتصادي بين إعلام تقليدي محافظ وإعلام جديد ثوري وبديل، والجديد في الإعلام الجديد هو زوايا جديدة في حياة البشر لم يتطرق لها الإعلام التقليدي أو ليس باستطاعته التطرق إليها ومعالجتها بحكم وهن التقنية أو السياقات، وهو ما يجعل منه بالفعل تقليديا في مقارنتنا له بالإعلام الجديد الذي بات يحتل هوامش لم يعد الإعلام التقليدي قادرا على الولوج إليها. فمشاركة المتلقي في عملية النشر، ومقدرته على التفاعل مع المحتويات الإعلامية، وإنتاج المعلومة والتي قد ترتقي في بعض الأحيان إلى قيمة الخبر الذي يأتي به الصحفي هي كلها مناطق كانت محظورة على الإعلام التقليدي مجسدا في الصحافة المكتوبة والإذاعة والتليفزيون لا يجب علينا أن نتوقف كثيرا عند مصطلح القديم أو الجديد لأنه وبكل بساطة فإن القديم وفي فترة تاريخية ما وضمن سياق محدد كان جديدا وأن الجديد الذي نحن بصدد البحث فيه والتهليل بمزاياه سيصبح يوما ما قديما، إن ميلاد مصطلح جديد هو الإعلام التقليدي الجديد، تقليدي في احترامه للرأي العام والمصداقية والخصوصية والتأكد من الخبر وجديد باستعماله حوامل رقمية وتبنيه للتفاعلية ولحضور المتلقي في عمليات النشر والتحرر من أسر تكنولوجيا الإعلام التقليدي، وعلى هذا الأساس فإن الجديد في الإعلام الجديد يولد من أحشاء القديم في الإعلام التقليدي.
ويمثل تعدد الحوامل والأوعية الباثة للمضامين الإعلامية حالة من الرشد والنضج التي باتت تكنولوجيات الاتصال تعيشها منذ بدايتها الأولى مع مطبعة يوحناغوتنبرغ، إنها حالة من الاندماج لثلاثة اتجاهات هي نضج وتطور بنية الشبكات اللاسلكية، والاتجاه نحو مزيد من تصغير الأوعية الاتصالية حتى تكون في متناول الجميع، وأخيرا قابلية تلك الأوعية للحمل والتنقل ودخولها إلى معترك الاستعمال الأسري اليومي وبشكل متسارع، ويبدو الآن أن سوق الاتصالات أصبحت قبل أي وقت مضى مستعدة لاستقبال كل هذا الفائض من الاستخدامات اليومية للناس وهو ما جعل ثورة الاتصالات تحاول أن تواكب ثورة المضامين والاستخدامات .
وفي ستينات القرن الماضي بدأ الباحث الكندي في علوم الاتصال “مارشال ماكلوهان” يضع لبنات نظريته الإعلامية الحديثة القائلة بأن وسائل الإعلام ما هي إلا امتداد تكنولوجي للإنسان وحواسه، وقد فسر ذلك في كتابه الشهير “كيف نفهم وسائل الإعلام “منذ ذلك التاريخ وتكنولوجيات الاتصال تتسارع محدثة حالة من النمذجة الكونية للمجتمعات من خلال ثقافة إعلامية باتت تعرف بـالقرية الكونية حسب المقولة الشهيرة لماكلوهان. لقد كان هذا الأخير من الأوائل الذين تحدثوا عن اختفاء ثقافة الإعلام المكتوب في مواجهة ثقافة الإعلام التكنولوجي، لكنه ربما لم يكن يتوقع إلى أية درجة سيكون الرقمي مزعجا لوسائل الإعلام وكيف سيدفعها إلى مراجعة أدوارها وتموقعها.
قد يذهب البعض إلى اعتبار هذا الاستشهاد بماكلوهان احتفاء بالحتمية التقنية لكن بالفعل منذ متى لم يكن للتقنية فعل حتمي على الإنسان؟ كما أن تلك التقنية تخضع بدورها إلى حتمية أخرى سوسيولوجية تتمثل في الاستخدامات الفردية والاستعمالات الجماعية لتحدث حالة من التمثلات قد تصل حد التملك إذن، وراء كل حتمية تقنية حتمية اجتماعية ،وحري بنا تتبع مخرجات تزاوج التكنولوجيا مع حاجات الإنسان وهو ما ينتظر الباحثين المهتمين بالإعلام الاجتماعي وشبكاته بحكم أن وراء كل استخدام تعترضنا التقنية لكن في هيئة تطبيقات وبرامج بسيطة تمكن نفس المحتوى من عبور أكثر من محمل إعلامي، فالإعلام الجديد هو في الأصل من فعل الإنسان وليس من فعل التقنية التي لا قيمة لها إن لم يستخدمها الإنسان وبشكل جماعي ليكون أكثر تحررا من هيمنة المحيط الخارجي، وقد حسم هذا الجدال فرنسيس بال عندما قال: “إن وسائل الاتصال، تتخذ قيمتها من حقل استخدامها فالتقنية لا تفرض علينا شيئا، فهي تقترح والإنسان يتدبر الأمر أو يعيد تركيبها، ويتميز مصير وسيلة الاتصال عن مصير غيرها من التقنيات، بأنه يتعرض للحوادث ويتلقى تشعبات معينة وغالبا ما يتغير اتجاهه وعليه فإن وسائل الإعلام تفاجئنا على الدوام ذلك أن استخداماتها نادرا ما تتطابق مع ما صممه مخترعوها”.[23]
عاشرا-بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي:
1-مساحات الصراع والمنافسة:
تغيرت نظم الاتصال الجماهيري والمفاهيم الإعلامية مع تدفق التقنيات الاتصالية الجديدة، كما أجبرت الوسائل التقليدية على التكيف مع المتغيرات التي فرضتها شبكة الانترنت، ومن أهم المساحات الدالة على الصراع والمنافسة مايلي:
أ-مصداقية المادة الإعلامية: إذ أن تدفق هذه المادة عبر أجهزة إلكترونية ومباشرة يثير قضية المصدر الأولي والحقيقي لهذه المادة، ومدى مصداقيته ومدى التحوير والتعديل والتشويه والقص والنسخ الذي يحدث للمادة الإعلامية، كماأن سهولة الوصول لمصادر المعلومات أبعدت الإعلامي عن الميدان، فصار المراسل يكتفي بما ينقله غيره من مصادر قد لا تكون محل ثقة أصلا.
ب-مصدرية المادة الاعلامية: فقد أتاحت وسائط الإعلام الجديد فرصا كغزارة مصدر المعلومات وفي سرعة نقلها أو استخدامها مما انعكس على أساليب جمع وإنتاج المعلومات وتوزيعها.
ت-موضوعية المادة الإعلامية: إن تنوع وزيادة المصادر المتاحة يساعد على توفير مناخ إبداعي وإنتاجي لرسالة أكثر موضوعية مما يتيح مساحة أكبر أمام وجهات النظر،ففي الوسائل التقليدية القائمون على إعداد الرسالة الإعلامية لم يعودوا يلتقون إلا نادرا فغاب تلاقح الأفكار بين الصحفيين ورئيس التحرير ومسؤول البرنامج وصارت فئة قليلة مسيرة وبيدها الصلاحيات.[24]
2-العلاقة بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي:
أ-هناك منافسة شديدة وضاربة بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي.
ب-هناك أرقام مؤكدة حول انحسار متابعي وسائل الإعلام التقليدي وازدياد مستخدمي الإعلام الجديد في المجال الصحفي.
ت-أخذت بعض وسائل الإعلام التقليدي تعيد تكوين وبناء ذاتها لتندمج في الإعلام الجديد وتكون جزء منه.[25]
3-الفرق بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي:
ناقش ماكويل نقاط المقاربة بين الإعلام الجديد والإعلام القديم من أربع جوانب رئيسية هي:
– من حيث النفوذ وعدم التكافؤ: إذ يختلف الإعلام الجديد عن الإعلام التقليدي بأنه أكثر انفتاحا وأقل احتكارا، فالوصول إلى الإعلام الجديد أسهل وأسرع من التقليدي كما أن تدفق وحركة المعلومات في الإعلام الجديد تكون بكل الاتجاهات سواء في إرسالها او استقبالها كما أن الحكومات لا تتحكم بالأنترنت ولا تضع لها التشريعات مثل الإعلام التقليدي.
– من حيث التلاحم الاجتماعي والهوية الثقافية: بما أن هناك مستخدمين كثر للإعلام الجديد ذوو هويات وثقافات متنوعة فإنه سيساهم بذلك في ظهور علاقات اجتماعية كثيرة ومتنوعة وتشكيل شبكات من الأفراد تربطهم أهداف واهتمامات مشتركة وهو الأمر الذي لم يكن سانحا سابقا، فكان الإعلام التقليدي يخاطب الحاجة إلى التلاحم وتعزيز الهوية من خلال منظور الدولة الواحدة التي يحدها نطاق جغرافي محدد، أما في عصر الاعلام الجديد فالهوية والاهتمام الثقافي يتجاوز حدود الدولة الواحدة بسهولة.
– من حيث القدرة على إحداث التغيرات الاجتماعية والمساهمة في مشاريع التنمية: من خلال النظرة التقليدية فإن حملات التنمية والتغير الاجتماعي تحتاج إلى تخطيط مركزي وتنظيم ذو اتجاه واحد ومجهودات جماعية مركزية بالإضافة الى ميزانيات ضخمة وهذه الخصائص لا نجدها في الإعلام الجديد والذي يغلب عليه طابع اللامركزية ويعتمد على المجهودات الفردية أو الجماعية المصغرة ولكن أدوات ومضامين الإعلام الجديد قد تتفوق في هذا المجال نظرا لتنوعها وجاذبيتها وتميزها بالتفاعلية كما أن الجمهور يتفاعل معها بطريقة اختيارية أو تطوعية .
– التعامل مع المكان والزمان: فيما يتعلق بتخطي حاجزي الزمان والمكان فإن الإعلام التقليدي نجح في تخطي حاجز المكان إذ أن التلفزيون يصل إلى أي منطقة في العالم بالبث الحي عبر الأقمار الصناعية ولكن انتشار الإعلام الجديد ضاعف من هذه القدرة وخفف من أعباء الإرسال التقليدي الذي يتطلب تجهيزات ضخمة كما أن الإعلام الجديد تحرر من قيود المكان التي تفرض على الإعلام التقليدي التواجد في مراكز بث محددة ومراكز استقبال محددة، أما من حيث الوقت فإن الإعلام الجديد يتفوق على الإعلام التقليدي من حيث سرعة إرسال واستقبال الرسائل الإعلامية بطرق متعددة منها مواقع مخصصة للأخبار ومواقع الشبكات الاجتماعية ومواقع المحادثات والدردشة كما أن أدوات الاعلام الجديد توفر خاصية الأرشفة لاسترجاع المضامين من فترة زمنية سابقة.[26]
خاتمة:
تعددت وسائل الإعلاموتنوعت إلى أن وصلت إلى أوج تطورها باختراع الأنترنت، فظهور الإعلام الجديد الذي يعد حدثا هاما غير تاريخ البشرية و مجريات الأحداث،فانتهى بذلك احتكار الدول لوسائل الإعلام والتفرد بتوجيه الأخبار التي تخدم بعض النخب، وتحوّلت عقلية المواطن السلبية تجاه ما يبث وينشر من أخبار، فغيرت هذه الوسائل التكنولوجية كل نواحي الحياة فوسائل الإعلام هي مصدر المعلومات، خاصة وأن الإعلام الجديد إعلام متعدد الوسائط يؤدي أدواراً لا يستطيع الإعلام التقليدي تأديتها، فهو يشكل مجتمع متفاعل يتبادل فيه أعضاءه الخدمات والمصالح، فحقق بذلك قفزة نوعية في عصرنا فأزال حواجز الزمان والمكان، بيد أنه قد يعيبه بعض السلبيات كضعف ضوابط السيطرة على عدم المساس بالقيم الدينية والثقافية للمجتمع ،وصعوبة الوثوق أو التحقق من صحة ومصداقية المعلومات.
قائمة المراجع:
- محمد جاسم فلحي الموسوي: نظريات الاتصال والإعلام الجماهيري (مقرر في الفصل الثاني مرحلة ماجستير)، الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك، كلية الآداب والتربية، قسم الإعلام والاتصال.2002.
- صاحبي صبيحة: اتجاهات الشباب الجزائري نحو مصادر الأخبار بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد-دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي-إشراف خلالفة زينب، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر تخصص اتصال وعلاقات عامة، الجزائر،2017.
- شيخاني سميرة: الإعلام الجديد في عصر المعلومات، مجلة جامعة دمشق، المجلد 26، العدد 1-2، قسم الإعلام، كلية الآداب والعلوم الإنسانية،2010.
- سميشي وداد: وسائل الإعلام الجديد أي تأثير؟ إلى أي مدى؟ مقاربة تحليلية متعددة الأبعاد، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد21، جامعة أم البواقي، الجزائر، ديسمبر2015.
- بن عبو وليد: الإعلام الجديد، المفهوم، المداخل النظرية، نظرة في الخصائص والعوامل، مجلة الراصد العلمي، المجلد 7، العدد 1، جامعة وهران1، أحمد بن بلة، الجزائر، مارس 2020 .
- مها فالح ساق الله: ماهية الإعلام الجديد(ضمن مساق موضوع خاص في برنامج ماجستير الصحافة)،إشراف أحمد عرابي الترك، كلية الآداب، قسم الصحافة والإعلام، الدراسات العليا، الجامعة الإسلامية، غزة.
- http://mahasaqallah.blogspot.com/blog-post_3286.htmlنقلا عن الموقع :بتاريخ 19/8/2020 الساعة 23:25
- علي خليل شقرة: الاعلام الجديد (شبكات التواصل الاجتماعي)، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان،2014.
- نسرين حسونة: نقلا عن الموقع:https://nisreenhassouna.wordpress.comبتاريخ 20/8/2020 الساعة 22:15.
- محمد بن هلال: الاعلام الجديد ورهان تطوير الممارسة السياسية تحليل لاهم النظريات والاتجاهات العالمية والعربية، اعداد مركز دراسات الوحدة، سلسلة كتب المستقبل العربي، العدد 69، لبنان.
- رحيمة الطيب عيساني: الصراع والتكامل بين الاعلام الجديد والتقليدي، مجلة الباحث الإعلامي، كلية الاتصال لجامعة الشارقة،العدد20، ،2013.
- مصطفى يوسف كافي: الاعلام التفاعلي، دار الحامد للنشر والتوزيع، عمان،2016.
- فهد بن عبد الرحمان الشميمري: التربية الإعلامية-كيف نتعامل مع الاعلام؟ -الرياض،2010.
- سلام خطاب الناصري: وسائل الاعلام الجديد والوعي السياسي لدى الشباب، مجلة الباحث الإعلامي، العدد 30، قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة تكريت.
- رضا نجار، جمال الدين ناجي: تكنولوجيات المعلومات والاتصال الفرص الجديدة المتاحة لوسائل الإعلام بالمغرب العربي، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(الإيسيسكو)، الجولة الثانية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات، تونس، نوفمبر 2005.
- انتصار إبراهيم عبد الرزاق، صفد حسام الساموك: الإعلام الجديد. تطور الأداء والوسيلة والوظيفة، إشراف موسى جواد الموسوي، الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة، الطبعة الإلكترونية الأولى، جامعة بغداد، سلسلة مكتبة الإعلام والمجتمع، بغداد،2011
- 23https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/0327082425295.htmlبتاريخ 20/8/2020 الساعة 23:00.
- علاوة محمد: الاعلام الجديد –المفهوم، الخصائص، العوامل-التي تميزه عن الاعلام التقليدي وطبيعة العلاقة بينهما، مجلة الرسالة للدراسات الإعلامية، المجلد الأول، العدد الأول، الثاني، جوان 2017، جامعة خنشلة.
[1]محمد جاسم فلحي الموسوي: نظريات الاتصال والإعلام الجماهيري(مقرر في الفصل الثاني مرحلة ماجستير)، الأكاديمية العربية
المفتوحة في الدنمارك، كلية الآداب والتربية، قسم الإعلام والاتصال، 2002، ص6
[2]صاحبي صبيحة: اتجاهات الشباب الجزائري نحو مصادر الأخبار بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد،
-دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي-إشراف خلالفة زينب، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر
تخصص اتصال وعلاقات عامة، الجزائر،2017، ص 28
[3]شيخاني سميرة: الإعلام الجديد في عصر المعلومات، مجلة جامعة دمشق، المجلد 26، العدد 1-2، قسم الإعلام، كلية الآداب والعلوم الإنسانية،2010، ص 443
[4]سميشي وداد: وسائل الإعلام الجديد أي تأثير؟ إلى أي مدى؟ -مقاربة تحليلية متعددة الابعاد-، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية،
العدد21، ديسمبر2015، جامعة أم البواقي، الجزائر، ص 204
[5]بن عبو وليد:الإعلام الجديد، المفهوم، المداخل النظرية، نظرة في الخصائص والعوامل، مجلة الراصد العلمي
جامعة وهران1، أحمد بن بلة، المجلد 7، العدد 1، مارس 2020، ص 27
[6]مها فالح ساق الله: ماهية الإعلام الجديد(ضمن مساق موضوع خاص في برنامج ماجستير الصحافة) إشراف أحمد عرابي الترك، كلية
الآداب، قسم الصحافة والإعلام، الدراسات العليا، الجامعة الإسلامية، غزة، نقلا عن الموقع:
http://mahasaqallah.blogspot.com/blog-post_3286.html بتاريخ 19/8/2020 الساعة23:25
[7]علي خليل شقرة: الإعلام الجديد (شبكات التواصل الاجتماعي)، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان،2014، ص ص 48-49
[8]نسرين حسونة: نقلا عن الموقعhttps://nisreenhassouna.wordpress.com بتاريخ20/8/2020 الساعة 22:15
محمد بن هلال: الإعلام الجديد ورهان تطوير الممارسة السياسية تحليل لأهم النظريات والاتجاهات العالمية والعربية، إعداد مركز دراسات [9]الوحدة، سلسلة كتب المستقبل العربي، العدد 69، لبنان،ص ص20-21
رحيمة الطيب عيساني: الصراع والتكامل بين الإعلام الجديد والتقليدي، مجلة الباحث الإعلامي، كلية الاتصال لجامعة الشارقة، العدد20،[10] ،2013، ص ص 54-55
[11]علي خليل شقرة: مرجع سابق، صص55- 57
[12]مصطفى يوسف كافي: الإعلام التفاعلي، دار الحامد للنشر والتوزيع، عمان،2016، ص22
[13] فهد بن عبد الرحمان الشميمري: التربية الإعلامية-كيف نتعامل مع الإعلام؟-الرياض،2010، ص ص 183-184
مصطفى يوسف كافي: مرجع سابق، ص 23[14]
[15]حسونة نسرين، مرجع سابق
[16]سميرة شيخاني: مرجع سابق، ص ص444-443
[17]سلام خطاب الناصري: وسائل الإعلام الجديد والوعي السياسي، مجلة الباحث الإعلامي، عدد 30، قسم الإعلام،
كلية الآداب، جامعة تكريت، مرجع سابق ص153
[18]فهد بن عبد الرحمان الشميمري، مرجع سابق، ص186
[19]رضا نجار، جمال الدين ناجي: تكنولوجيات المعلومات والاتصال الفرص الجديدة المتاحة لوسائل الإعلام بالمغرب العربي، المنظمة
الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(الإيسيسكو)، الجولة الثانية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات، تونس،2005، صص21-37-38
[20]رضا نجار، جمال الدين ناجي، المرجع السابق، ص110
[21]سلام خطاب الناصري، مرجع سابق، ص ص 151-152
[22]انتصار إبراهيم عبد الرزاق، صفد حسام الساموك: الإعلام الجديد. تطور الأداء والوسيلة والوظيفة، إشراف موسى جواد الموسوي،
الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة، الطبعة الإلكترونية الأولى، جامعة بغداد، سلسلة مكتبة الإعلام والمجتمع، بغداد،2011، ص22
نقلا عن الموقع :https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/0327082425295.html[23]
بتاريخ 20/8/2020 الساعة 23:00
[24]علاوة محمد: الاعلام الجديد –المفهوم، الخصائص، العوامل-التي تميزه عن الاعلام التقليدي وطبيعة العلاقة بينهما، مجلة الرسالة للدراسات الإعلامية، المجلد الأول، العدد الأول والثاني، جوان 2017، جامعة خنشلة، ص ص182-183
[25]فهد بن عبد الرحمان الشميمري، مرجع سابق، ص 184
[26]بن عبو وليد، مرجع سابق، ص ص 39-41