
مظاهر العنف الممارس من قبل التلاميذ في المؤسسات التربوية :
(العنف اللفظي، العنف الجسدي، العنف الرمزي)
أ.دربال سارة /أستاذة مؤقتة/جامعة العربي التبسي، تبسة، الجزائر
The manifestations of violence practiced by students in educational institutions
)Verbal violence, physical violence, symbolic violence)
Derbal sara /Temporary Professor//Larbi tebessi university- tebessa, Algeria
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 56 الصفحة 9.
ملخص:
إن من مظاهر العنف المتفشي في العديد من المدارس والثانويات أن بعض التلاميذ يتسم سلوكهم وتصرفاتهم بالسلبية وعدم التكيف مع الوسط المدرسي، ويبلغ سوء التكيف هذا إلى اضطراب السلوك والتمرد على السلطة المدرسية وتوجيه العنف على الزملاء وعلى الطاقم التربوي المتمثل في المديرين والمدرسين والحراس والعاملون بالمؤسسة ……الخ. من اعتداء لفظي أو جسدي أو رمزي (نفسي)، وهذا الاعتداء لا يتم داخل المؤسسات التربوية فحسب وإنما يتجاوز ذلك إلى خارجها والتعرض للمدرسين في طريقهم إلى العمل أو البيت يوقعون عليهم اعتداءهم بوسائل مادية مختلفة، وهذا العنف الذي أصبح يتسم به سلوك بعض التلاميذ في المدارس يتخذ عدة مظاهر منها ما له طبيعة مادية ومنها ما له طبيعة معنوية أو هما معا في بعض الأحيان.
الكلمات المفتاحية: العنف، العنف المدرسي، العنف اللفظي، العنف الجسدي، العنف الرمزي، الوسط المدرسي.
Abstract:
One of the manifestation of violence in many schools and high schools is that some students are characterized by their behavior and their behavior negatively and not adapt to the schools environment, this maladjustment refers to disorder of behavior and rebellion against school authority and violence directed against colleagues and the educational staff represented by the director, teachers, guards and employees of the institution. But goes beyond it and exposure to teachers on their way to work or home. They attack them with various physical means, this violence which has become salty, as
some of pupils in the schools take several aspects of which his physical nature and the nature of his wealth, including moral or two together sometimes.
Keywords: Violence ; School violence ; Verbal Violence ; Physical Violence ; Symbolic Violence ; The middle school .
- مقدمة:
يمثل العنف ظاهرة بشرية عرفها الإنسان منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى ليعمر الأرض وذلك عندما قتل قابيل أخاه هابيل إرضاء لشهواته وطاعة لنفسه، وقد بات العنف في العصر الحديث ظاهرة سلوكية واسعة الانتشار تكاد تشمل العالم أسره وتزداد خطورة شيئا فشيئا ولم يعد مقصورا على الأفراد فحسب بل ليشمل المجتمعات أيضا وهو ما يلاحظ في مختلف أشكال العنف والتطرف ولان نظرة المجتمع للعنف تختلف باختلاف الطبقة الاجتماعية أدى ذلك إلى امتداد العنف إلى داخل المؤسسات التربوية والمدارس الذي يكون متفشي فيها بصورة أكبر ودور المحيط التربوي في ضبط هذه السلوكيات، ومنه تعددت مظاهر العنف في الوسط التربوي وتنوعت من حيث طبيعتها وشدتها وأثارها الخطيرة على المؤسسة التربوية وعلى المجتمع بأكمله، ومن خلال هذه الورقة البحثية أردنا التطرق الى أهم مظاهر العنف الممارسة في الوسط التربوي وتحديد أهم أسباب ومظاهر العنف الممارس من طرف التلاميذ وأهم الحلول المقترحات للتخفيف من حدة الظاهرة.
2- توصيف مفاهيم الدراسة:
- مفهوم العنف: Violence
تعددت التعريفات المقدمة لمصطلح العنف بين العلماء والباحثين ولهذا تم اقتراح جملة من المفاهيم من بينها مايلي:
2-1-1- التعريفات اللغوية للعنف: تشتق كلمة عنف من الكلمة اللاتينية violoentia وتعني الإظهار العفوي وغير المراقب للقوة، أي كرد فعل على استخدام القوة المتعمدة من طرف شخص معين، ويشتق مفهوم العنف في الانجليزية من المصدرviolate to بمعنى ينتهك أو يتعدى ،[1] وفي القواميس والمعاجم العربية قدمت تعريفات جديدة لمفهوم العنف منها:
-تعريف ابن منظور: يعرف العنف بأنه:” الخرق بالأمر وقلة الرفق به وهو ضد الرفق واعنف الأمر أخذه سنده والتعنيف هو التعبير والتفريغ واللوم”، ويعرفه المعجم العربي الأساسي: بأنه “استخدام القوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون”[2]، وفي القواميس الأجنبية يعرفه قاموس اوكسفورد oxford بأنه:” فعل إرادي معتمد يقصد به إلحاق الضرر أو التلف أو تخريب الأشياء والممتلكات والمنشئات الخاصة عن طريق استخدام القوة”[3].
2-1-2- التعريفات النفسية للعنف :أكد عدد كبير من علماء النفس على الجانب البدني فقط في تعريفهم للعنف منها: تعريف روبرت robert 1984 بانه: “العدائية واستخدام القوة البدنية مباشرة ضد الأشخاص والممتلكات والعنف هو العدوان في صورته المتطرفة وغير المقبولة “، ويعرفه احمد زكي بدري 1978 بأنه: “استخدام الضغط أو القوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شانه التأثير على إرادة فرد ما”[4].
2-1-2- التعريفات الاجتماعية: من معاني العنف الاجتماعية الإكراه أو استخدام الضغوط والقوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شانه التأثير على إرادة فرد ما أو مجموعة من الأفراد كالناخبين أو المشرفين على الانتخابات[5]، وهو تعبير صارم عن القوة التي تمارس لإجبار فرد أو جماعة على القيام بعمل أو أعمال محددة يريدها فرد أو جماعة أخرى، ويعبر العنف عن القوة الظاهرة حتى تتخذ أسلوب فيزيقيا (الضرب أو الحبس أو الإعدام ) أو يأخذ صورة الضغط الاجتماعي وتعمد مشروعيته على اعتراف المجتمع به.[6]
ومنه يعتبر العنف هو القوة الممارسة من طرف شخص معين تجاه شخص أخر أو شيء بصورة مقصودة لإحداث ضرر معين.
2- 2 مفهوم العنف المدرسي: School violence
يعتبر احد أنواع العنف الممارس الذي يحدث داخل المؤسسات التربوية بين العناصر المكونة لها من مدرسين وموظفين وتلاميذ، وقد عّرف احمد حسين الصغير 1996 العنف المدرسي بأنه : “السلوك العدواني الذي يصدر من بعض التلاميذ والذي ينطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير والموجه ضد المجتمع المدرسي بما يشتمل عليه من معلمين وإداريين وطلاب وأجهزة وأثاث وقواعد وتقاليد مدرسية والذي ينجم ضرر وأذى معنوي أو مادي”[7]، وقد عرفه مجدي احمد محمود 1996: “الطاقة التي تتجمع داخل الإنسان ولا تنطلق إلا بتأثير المثيرات الخارجية وهي مثيرات العنف وتظهر هذه الطاقة على هيئة سلوك يتضمن أشكالا من التخريب والسب والضرب بين طالب وطالب أو بين طالب ومدرس”، وهناك من يعرف العنف المدرسي أمثال شيدلر chidler على انه :”السلوك العدواني اللفظي نحو شخص أخر يقع داخل حدود المدرسة”[8].
ومنه يعتبر العنف المدرسي نوع من أنواع العنف الممارس في المؤسسات التربوية وسلوك غير مقبول من قبل جملة من التلاميذ الممارسين لهذا السلوك غير السوي تجاه زملائهم الآخرين أو تجاه أساتذتهم.
2-3 مفهوم الوسط المدرسي: The middel school
– هو جزء من نسق عام له بنية ووظائف تؤديها داخل المجتمع، والمدرسة هي مؤسسة عامة تخضع لسياسات ادارية، مالية، تربوية، وتعليمية معينة وتعمل من خلال محددات سلوكية وسياسات ثقافية واقتصادية تتصل بطبيعة المجتمع الذي تمثله وتنتمي اليه، وهي مؤسسة اجتماعية انشئها المجتمع لتفاعل حاجة من حاجياته السياسية، وهي تطبع افراده تطبيعا اجتماعيا تجعل اعضاءهم قادة في المجتمع فالمدرسة هي مؤسسة اجتماعية تكون السلوك السائد للأفراد.
– هو البيئة المدرسة بما فيها من اشخاص يمثلون الطاقم الإداري و التربوي و العمال الآخرين بالإضافة الى مجموع التلاميذ في مختلف مستوياتهم الدراسية اي العنصر البشري كما تحتوي الوسط المدرسي على الهيكل المادي للمؤسسة من حيث البناء الاقسام – الفناء – الجانب الخاص بالنظام الداخلي و القوانين و ما يتلقاه التلاميذ من دروس و معلومات[9]، ونقصد به في دراستنا الوسط الممارس فيه لسلوك العنف المدرسي.
3- مظاهر العنف المدرسي:
يتخذ العنف المدرسي عدة مظاهر من أهمها العنف اللفظي والعنف الجسدي والعنف الرمزي أو ما يسمى بالعنف النفسي وسيتم التعريج عن هذه المظاهر بصورة جد واضحة من حيث المفهوم والأسباب المؤدية الى الممارسة والحلول المقترحة للحد من هذه المظاهر.
- العنف اللفظيVerbal violence
3-1-1 مفهوم العنف اللفظي :Verbal violence
هو عبارة عن كلمات قاسية وموجهة من طرف التلاميذ إلى بعضهم البعض وأحيانا توجه نحو المعلمين أنفسهم، ومن الصعب جدا تحديد العنف اللفظي إن وجد لأنه لا توجد له علامات ظاهرة مثل علامات أو كدمات أو أي شكل من الأشكال الأخرى التي يحدثها العنف الجسدي مثلا[10].
والعنف اللفظي يكون على شكل شتم التلميذ لتلميذ آخر وإحراجه أمام الآخرين أو هو السب والشتم في الوسط المدرسي ونعت بعضهم بألفاظ بذيئة حتى في وجود الأستاذ وأحيانا توجه نحو الأستاذ وأحيانا يوجهها الأستاذ لتلاميذهم وعدم إبداء التلاميذ الاحترام والتقدير لبعضهم البعض والسخرية من بعضهم[11]، ويشير الأخصائية الاجتماعية إلى أن تعرض التلميذ إلى الإساءة اللفظية من الممكن أن يؤدي به إلى الانقياد السلبي.
حيث يعتبر العنف اللفظي من أكثر مظاهر العنف ممارسة وذلك لسهولة التلفظ بعبارات غير اخلاقية ومجّرحة وخاصة لأن ليس له دليل واضح.
ويتضح العنف اللفظي فيما يلي:
1- الصياح والشغب: يميل بعض التلاميذ إلى التحدث مع أقرانهم في الصف أثناء شرح المعلم وعرضه للدرس أو قيامهم داخل الصف بنشاط منهجي للمادة معيقين بذلك بعض الشيء استمرار عملية التعلم والتعليم ومثيرين أحيانا بعض المشاعر السلبية تجاهه المعلم أو أقرانهم، فيؤثر سلوكهم هذا في كلا الحالتين على النمو الإدراكي لأفراد الصف والعلاقات الاجتماعية الطيبة التي تسود مجتمعه، وعلى العموم يشكل التحدث الصفي غير المناسب مشكلة عامة يمكن أن تحدث في أية مرحلة من مراحل التعليم.
- مظاهر المشكلة: تبدو مشكلة التحدث الصفي غير المناسب لدى أفراد التلاميذ بواحدة أو أكثر من الصيغ الآتية :
- ترك التلميذ مقعده والتجول داخل غرفة الصف.
- التحدث بصوت عال وبشكل جماعي عند توجيه المعلم الأسئلة الصفية، فهم في هذه الحالة يرددون عاليا وتكون أصواتهم مرتفعة جدا.
- الإجابة على سؤال المعلم دون إذن أو يجيب التلميذ في أثناء إجابة زميل له على سؤال المعلم.
- دعوة الأقران بألقاب غير مستحبة أو مقبولة اجتماعيا أو تربويا.
- قد يتحدى التلميذ المعلم ولأساليبه السلوكية المتبعة في المدرسة.
- التحدث بلغة غير لائقة اجتماعيا وتربويا.[12]
- التحدث مع الأقران أثناء شرح الدرس وفي ذلك إعاقة بعض الشيء لاستمرار التعلم والتعليم وهنا يثير بعض المشاعر السلبية تجاه التلميذ من قبل المعلم أو الأقران ويؤثر مثل هذا السلوك على النمو الإدراكي لأفراد الصف والعلاقات الاجتماعية الطيبة التي قد تسود الصف.
- الأسباب المحتملة للمشكلة:
قد تتمثل أسباب مشكلة التحدث الصفي غير المناسب بمظاهرها المتمثلة أعلاه فيما يلي : –حب الظهور أو التظاهر بالمعرفة لغرض نفسي يتجسد غالبا في جذب انتباه الأقران وكسب ودهم وتقديرهم.- الاختلاف مع القرين أو تعارض رغباتهما أو أهدافهما في مسألة معينة. -عدم معرفة التلاميذ نظام وآداب السلوك في الصف– وجود علاقة متينة بين التلاميذ بحيث تشجع أحدهما أو كليهما دائما على التحدث والتواصل معا. -وجود قدر كبير من الطاقة والمجهود والنشاط لدى التلاميذ ولا يتمكن من كبتها فيصرفها بأسلوب أو بآخر.-عدم محبة التلميذ لقرينه أو ميله له نتيجة صفة شخصية فيه.
-إحساس التلميذ بالغيرة من تفوق زميله عليه في التحصيل الدراسي أو في المكانة الاجتماعية أو منافسته له كثير حادة هذه العوامل للاختلاف مع الزميل وعدم محبته ودعوته بألقاب غير مستحبة أو مقبولة تربويا واجتماعيا.- نوع التربية الأسرية للتلميذ أو وجود نزاعات بين أفرادها مما يثير لدى التلميذ نسخ عادات غير مستحبة في التحدث والمخاطبة الآخرين كما هي الحال في السب أو الشتم أو عدم مخاطبة الغير بما يليق بمركزهم الاجتماعي.- تعارض القوانين المرغبة في الصف الواحد أو التباين بين ما هو مسموح عند المعلمين المختلفين فقد يسمح معهم قيام الطلاب بالتحدث الجانبي فيما بينهم بينما يعتبر ذلك عند معلم آخر من المحرمات فهذا التعارض يؤثر تأثيرا واضحا على استجابة التلاميذ للقوانين والتعليمات واحترامهم لها والتزامهم بها[13].
1-3 الحلول الإجرائية المقترحة: للتغلب على مشكلة التحدث الصفي غير المناسب هناك العديد من الإجراءات منها:
– مناقشة المعلم مع تلاميذه في بداية السنة الدراسية أو عند تعليمه لهم لأول مرة، خاصة إذا كان معلما جديدا على الصف أو المدرسة لآداب المعاملة ومظاهر النظام العام المستحبة وغير المستحبة أيضا، وذلك للمساعدة على بلورة مفاهيم واضحة بخصوصها ولتزويدهم بإطار اجتماعي وتربوي عام يتعلمون من خلاله ويعاملون بعضهم بعض بالتغاضي عن العلاقات الشخصية التي تجمع بينهم.
– تنبيه الطالب الذي يتحدث مع الزميل في أثناء شرح المعلم وطلب منه الالتزام بالهدوء ومتابعة ذلك إلى أن يتوقف
– فصل التلميذ وقرينه عن بعضهما بنقل أحدهما إلى مكان آخر حيث يقضي هذا الإجراء من الحديث الجانبي للتلميذ بحرمانه من المنبه المثير لذلك ، وهذا يؤدي إلى إزالة الظروف غير المرغوبة وتغيير منبهات السلوك السلبي.
– عدم توجيه أية أسئلة صفية للطالب الذي يتحدث بصوت عال أو يجيب على أسئلة المعلم دون السماح منه بذلك
– مقابلة المعلم للتلميذ والتحدث معه بأسلوب إنساني جاد حول سلبية الإجابة دون إذن أو في أثناء تحدث عضو آخر من الصف ثم توجيهه.
– مقابلة التلميذ للتعرف على أسباب معارضته لقرينه وتعليقاته السلبية كلما أبدى الأخير مشاركة أو إجابة ومحاولة المعلم إصلاح الأمر بإظهار مواطن الشبه بين القرين وصديق مقرب للتلميذ[14].
– يقوم المعلم من حين لآخر بمعاقبة الطالب الذي يمارس هذا السلوك عن طريق تقليل بعض الامتيازات العادية مثل حسم بعض الدقائق عليه من نشاط ممتع مقلا مع ضرورة توضيح الأسباب للطالب بشكل بناء وغير عدائي.
– تعرف المعلم على سبب غيرة التلميذ من صفة قرينه التي تثير فيه الشعور بعدم الارتياح أو الحسد أو الغيرة ، ثم محاولة المعلم مع التلميذ لتقليدها وتبنيها من قبله إذا كانت مستحبة أو إيجابية بالحث والاقتداء والمفاضلة والتشكيل والتسلسل أما إذا كانت صفة القرين غير مستحبة عندئذ يعمد المعلم إلى إنجاز مهمتين الأولى إقناع التلميذ بعدم أحقيته في التدخل بشؤون الغير أو بأشياء تتعلق بشخصياتهم ثم التحقق من وجود الصفة لدى القرين والبدء بتعديلها علميا وموضوعيا وإنسانيا ، بمعنى تغييره للمنبه السلبي لسلوك التلميذ أو إزالته للظروف غير المرغوبة وإدخال أخرى إيجابية .
– على المعلم أن يقوم بتوزيع الانتباه العادل بين التلاميذ[15].
2 – الكلام السيء ( البذيء): Bad speechيقع الكلام البذيء الذي يستخدمه التلاميذ في ثلاث فئات وهم: الكلام بعدم احترام عن أمر ديني أو مقدس – الشتم – الكلام الذي يعكس تمني الأذى لشخص ما مثل اللعنات والكلمات الفاحشة أو القذرة التي تشير أحيانا إلى مواضيع جنسية بأسلوب مازح أو ساخ، وهذا النوع من الكلام أخذ يتزايد في السنوات الأخيرة خاصة في المدارس وبالأخص التعليم الثانوي.
2-1 الأسباب المحتملة للمشكلة:
1- يستخدم بعض التلاميذ الكلمات الرديئة من أجل لفت الانتباه فهي طريقة يمكنه من خلالها التأكد من أنهم يلاحظون، 2 يستخدم بعض التلاميذ الكلمات السيئة لأنها تمثل بالنسبة لهم رمز النضج والوصول إلى مرحلة الرشد ، فقد سبق لهم وسمعوا بعض الراشدين يستخدمون هذه الكلمات وبالتالي فهم يشعرون أنهم قد حان دورهم كي يستخدموها. 3 من الممتع جدا للتلميذ أن يصدم الأساتذة والعاملين بالمؤسسة ويعطيهم شعور بعدم الارتياح وبالحياء فإنه عندما يقوم بصدم شخص ما فإنه يشعر بالتفوق عليه.4 يميل التلاميذ إلى الشتم بطريقة قهرية عندما يشعرون بالإحباط أو الغضب فهي بذلك تحرر من التوتر الجسدي ويعمل على التفريغ الانفعالي، 5 تمثل اللغة السيئة بالنسبة للبعض طريقة للتحدي وفرض آرائهم على زملائهم الآخرين. 6 يستخدم بعض الشباب اللغة البذيئة أثناء تجوالهم مع أصدقائهم كي يحضوا بالتقبل والاستحسان فهم يشعرون أن الشتم يعزز صورة الشخص الصلب الخشن وهذا يؤدي إلى تقبل الرفاق لهم وهذا ينعكس على الوسط المدرسي[16].
- الطرق الوقائية والإجرائية المتوقعة:
للتغلب على مشكلة استخدام الكلام البذيء، نقترح الحلول الإجرائية التالية:
- تجاهل المعلم لما يقوله التلاميذ من كلام سيء: إذا وجد التلاميذ أن اللغة السيئة لا تؤدي إلى ترويع أو إزعاج المعلم فقد لا يجدون سببا للاستمرار في استخدامها ، وبالتالي فقد يكون مجرد تجاهل هذه اللغة كاف لإنهاء استخدامها من قبل التلاميذ في الصف الدراسي وأحيانا أثناء تقديم الدرس .
- أن يكون المعلم متعاطفا :عندما يقوم التلميذ بالشتم كاستجابة للشعور بالإحباط ، حاول أن تتعرف عن حاجاته ومصادر قلقه بأنه تستجيب بتعاطف قبل إصدار أي أمر ضده،
- أن يتظاهر المعلم بعدم فهمه لهذه الكلمات بدلا من الظهور بمظهر المصدوم أو المنزعج ، يمكن للمعلم أن يتظاهر بأنه لم يفهم ما يقوله من عبارات سيئة.
- أن يعبر المعلم عن عدم الرضا
- أن يستخدم المعلم العقاب.
- أن يعزز المعلم سلوك التلميذ الايجابي.
- أن يقوم المعلم بتعليم التلميذ أن هذه العبارات تعبر عن عدم الاحترام وينبغي عدم استخدامها خاصة في الوسط المدرسي، وبالتالي التمييز بين العبارات والكلام الجيد عن السيئ[17].
- العنف الجسدي: Physical violence
- مفهوم العنف الجسدي:
- العنف الجسدي: Physical violence
يعّرف على انه:” استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاه الآخرين من أجل إيذائهم وإلحاق الضرر بهم جسميا . وذلك كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى آلام وأوجاع ومعاناة نفسية جراء تلك الأضرار كما ويعرض صحتهم إلى الأخطار”[18]، وهو قد يتخذ عدة أساليب كالضرب منها ضرب التلاميذ فيما بينهم وتعدى إلى ضرب التلميذ لأستاذه كذلك نجد تخريب الممتلكات المدرسية والسرقة وغيرها .
ومنه فالعنف الجسدي يتمثل في استخدام القوة الجسدية في ممارسة العنف داخل المؤسسة التربوية كاللكم والضرب والتخريب وغيرها.
ويتضح العنف الجسدي فيمايلي:
1- تخريب الأثاث المدرسي :إن مفهوم التخريب يعني ان يقوم شخص بإتلاف وتكسير الأشياء وتخريب الأثاث المدرسي يعني قيام الطفل بالعبث بالمقاعد الدراسية أو النوافذ أو محطات المياه، مما يؤدي إلى إحداث تلف فيها، ويمكن تقسيم الأطفال المخربين إلى مجموعتين:
1-مجموعة من الأطفال يقومون بتخريب الأثاث دون قصد، وهؤلاء تنقصهم المهارة، إذ أنهم شديدو الفضول ويحبون العبث بالأشياء.2-مجموعة من الأطفال يقومون بتخريب الأثاث عن قصد ومكر ودهاء[19].
1-1 الأسباب المحتملة لظاهرة تخريب الأثاث المدرسي :
– التسلية والمرح: هناك تلاميذ يقومون بتخريب الأثاث المدرسي بهدف التسلية والمرح، وإرضاء الرفقاء وعادة ما يكون الفراغ سببا في دفع التلاميذ للقيام بمثل هذه السلوكيات، بمعنى ان الدافع يكون الإثارة وليس التخريب، وان عدم وجود شيء يشغلون بها أنفسهم قد يدفعهم إلى التخريب وتكسير الأثاث المدرسي.
– الإحباط: من المعروف أن الغضب والعدوان هما استجابتان طبيعيتان للغضب والإحباط والتلاميذ يتصفون بأنهم ميالون بشكل خاص للاستجابة لبغض شديد مدام عندنا يتعرضون لنوبات الغضب، فيقومون بهذا السلوك العدواني لتفريغ شحنات الغضب التي تسيطر عليهم خلال فترة الغضب[20].
-إن بعض الأطفال يقومون بالتخريب المتعمد، بدافع العدوان والعداء كأن يقوم إحدى التلاميذ بإشعال النار في مكتبة المدرسة أو في الستائر أو يقوم بإحداث تلف وتكسير في السبورة حتى يغيظ المعلم، ويعتبر هذا التخريب هو أكثر الأشكال صعوبة في السيطرة عليه، ويدل هذا السلوك على وجود اضطراب انفعالي دقيق، وقد يكون سبب هذا الموقف الانفعالي المدير أو المعلم أو الأبوين، أو قد يكون التلميذ نفسه يشعر بنقص معين يجعله ينظر إلى نفسه على أنه ليس كالآخرين فيحاول إن يقوم بعمل يشعر فيه انه يستطيع أن يشغل الآخرين ويجبرهم، ويمكن القول أن السخط والغضب المكبوت عند التلاميذ يمكن أن يؤدي إلى السلوك التخريبي في المدرسة والبيت[21].
1-2 اقتراحات لعلاج هذه الظاهرة:
على المعلم أن يستخدم أسلوب المواجهة لوقف السلوك التخريبي كلما ظهر ويتم ذلك من خلال قيامه بما يلي : – أن يعمل على وقف سلوك التلميذ التخريبي
– أن يقوم بتفسير وتوضيح سبب طلبه من تلميذه عدم تخريب ممتلكات الآخرين أو الأثاث المدرسي.
-أن يستخدم المواجهة اللفظية وذلك بأن يصدر للتلميذ المخرب أمرا لفظي لوقف التخريب.
– بما أن التلميذ يقوم بالتخريب المتعمد أحيانا لأنه يصاب بنوبات غضب شديدة نتيجة احباطات متتالية، فعلى المعلم أن يعمل على تهدئة التلميذ، من خلال عزله عن الآخرين حتى يهدأ.
-أن يعود التلميذ التعويض أو إصلاح ما قام بتخريبه.- على المعلم أن يحاول معرفة الأسباب التي تدفع بالتلاميذ إلى التخريب ويمكن أن تكون الأسباب الأساسية للمشكل نتيجة احد العوامل التالية:
ا-الغيرة من احد أقرانه أو إخوته ب- قد تكون نتيجة صعوبات مدرسية تواجه التلميذ ج-قد تكون نتيجة عدم وجود رفاق د- قد تكون نتيجة المشاكل الأسرية المتكررة والحادة[22].
وهنا يجب على المعلم أن يضع في اعتباره أن فهم دوافع التلاميذ يمكن أن يكون أكثر أهمية من معاقبته على تصرفه – على المعلم أن يملأ وقت التلميذ بنشاطات تشغله عن التخريب، و يستطيع أن يشغل التلاميذ الذين يتصفون بسلوكيات عدائية من خلال ما يلي:
أـ توجيه التلاميذ لتنظيم رحلات جماعية. ب ـ توجيه التلاميذ إلى الأندية للاشتراك في الألعاب الرياضية التي تناسبهم. ج ـ توجيه التلاميذ إلى إظهار مواهبهم الفنية من خلال رسومات أو أعمال مختلفة.
إن ما سبق من أنشطة له اثر كبير في تصريف الطاقات الفائضة التي يمكن أن تنفجر بطريقة سلبية.
2- ضرب الأقران أو وخزهم وأخذ ممتلكاتهم عنوة:
حيث يلاحظ المعلم بين فترة وأخرى أن بعض التلاميذ يميلون إلى التعدي على أقرانهم أو إيذائهم أو إزعاجهم بالضرب غير المباشر من الخلف بحيث لا يعرف القرين مباشرة الفاعل وأحيانا بطريقة مباشرة وجها لوجه أو وخز الأقران بدبوس أو قلم رصاص أو رأس الفرجار أو غيرها مما قد يستعمله التلاميذ، وأخذ ممتلكاتهم بالقوة، كما هي الحال في الأقلام والدفاتر والكتب، والأغراض الشخصية الأخرى وينتج عن مثل هذا السلوك الصفي غالبا مايلي:
– تخلخل سير عملية التعليم وإعاقة تعلم التلاميذ فرادى أو مجموعات وتنمية المشاعر السلبية والخلافات بينهم[23]، ليس هذا فحسب بل تعدي الضرب من ضرب التلميذ لتلميذ آخر إلى ضرب التلميذ لأستاذه ومعلمه دون شعوره بالندم أو بالحسرة على ما يفعله ، وقد يعود ذلك إلى القانون الذي أصدر إلى منع ضرب التلميذ، هذا ما أدى إلى تماديه وتعرضه لأستاذه بالصف المدرسي فنجد بعض الحالات التي تعرض فيها الأساتذة إلى الضرب المبرح الذي أدى إلى جروح وكسور وأحيانا إلى الدخول إلى المستشفى وذلك نتيجة لأعمال التلاميذ العنيفة غير أخلاقية، بالاضافة الى عدم المحاسبة والمعاقبة على مثل هذه الأفعال العنيفة[24].
2-1 مظاهر المشكلة: تبدو مظاهر المشكلة الحالية من خلال :
1ـ ضرب القران والرفاق مباشرة انتقاما أو بشكل غير مباشر بغرض الإزعاج وذلك باليد غالبا (الكف، البونية، الركل)، 2ـ ضرب التلاميذ لأساتذتهم بالقسم أمام باقي الزملاء وضربهم والتعدي عليهم والتعرض لهم خارج القسم أو في الشارع ـ 3 خطف ممتلكاتهم والاحتفاظ بها أو إخفائها لمدة من الزمن بغرض الإزعاج أو إعاقة عمل يقومون به كحل الواجب أو قراءة فردية. 4 التعرض إلى ممتلكات الأستاذ حين كتابته للدرس على السبورة وأخذها أحيانا.
2-2- أسباب هذه المشكلة :قد تكون أسباب الضرب أو الوخز أو اخذ الممتلكات عنوة إلى ما يلي :
1ـ كره الأستاذ للتلميذ أو عدم اختياره للقيام بشيء ما يؤدي بالتلميذ إلى التشويش بالصف والضرب وأحيانا التعدي إلى ضربه للأستاذ. 2 خلاف شخصي بين التلميذ والقرين ـ 3 نوع التربية الأسرية التي تقبل مثل هذه العادات وتجيزها لأفرادها وتمارسها في معاملاتها اليومية 4 ضعف القرين جسميا أو شخصيا 5 شعور التلميذ بالغيرة من قرينه لصفة مستحبة فيه. 6 تعرض التلميذ لمشكلة أسرية أو شخصية وتعبيره عنها بأساليب سلبية بالضرب والوخز وخطف الممتلكات[25].
2-3 الحلول الإجرائية المقترحة: يمكن الاستجابة لمسببات الضرب أو الوخز أو أخذ الممتلكات بالإجراءات التالية:
1ـاجتماع المعلم بالتلميذ والبحث معه عن أسباب سلوكه أو غيرته من قرينه فإذا تبين أن سبب الغيرة صفة حميدة دراسية أو اجتماعية في القرين لا يمتلكها التلميذ عندئذ يعمد المعلم إلى تكوينها عنده بإجراء مناسب أو أكثر من إجراءات
2ـ اجتماع المعلم بالتلميذ وإقناعه بنتائج سلوكه السلبي في حالة تعديه على قرينه الضعيف من خلال الأمثلة الواقعية وتوجيهه لاتخاذ قرار ذاتي بتجنبه.
3ـ جمع المعلم التلميذ وقرينه في حالة خلافهم الشخصي في الفسحة الصباحية أو بعد انصراف التلاميذ من المدرسة وإخبارهما بأنه سلوك غير أخلاقي ويحاسب عليه وتحدث المعلم حول الموضوع..
4ـ اجتماع المعلم بولي التلميذ إذا كان السبب يتعلق بأسلوب تربيته أو بممارسات الأسرة البيتية وتوجيهه إنسانيا للأفضل بمساعدة إدارة المدرسة أو المشرف الاجتماعي فيها أو إحدى المؤسسات الاجتماعية المتخصصة.
5ـ إطلاع المعلم على نوع مشكلة التلميذ الأسرية أو الشخصية إذا كان الأخير يعاني شيئا من هذا القبيل والاستجابة لها إنسانيا وموضوعيا بما يعين التلميذ على ضبط سلوكه ومشاعره اتجاه الآخرين كالأقران مثلا.
6ـ في حالة عدم اقتناعه بالحلول السابقة ولا يزال يمارس هذه الأفعال بكثرة في الصف يعمل المعلم على توجيه التلميذ إلى المدير للفصل في أمره.
3ـ عدم الأمانة أو السرقة: Stealing السرقة أكثر المشكلات الخلقية انتشارا في المدارس فكثيرا ما يعاني التلاميذ من فقد أدواتهم المدرسية أو نقودهم أثناء تواجدهم بالمدرسة سواء داخل الفصل الدراسي أو أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة وكثيرا ما نضبط بعض التلاميذ الذين يقومون بهذه السرقات وتقوم المدرسة بعقابهم ماديا ومعنويا، فقد يعاقبون بالضرب الشديد مع نبذ الزملاء واحتقارهم ومعايرتهم وعندئذ يشعرون بفقدان الأمن والطمأنينة كما يشعرون بالحرمان العاطفي والوحدة القاتلة، علما أن هذه الأساليب العقابية تزيد الطين بلة وتزيد الحالة سوء وقد تتطور إلى سرقات وانحرافات أخرى خارج المدرسة.
3-1- العوامل المؤدية للسرقة بين التلاميذ:
– قد تكون السرقة وسيلة لإثبات الذات، – قد تكون بدافع الانتقام أو سبب فقدان العطف والحب – قد تكون السرقة لحل مشكلاتهم بعد إهمال الأسرة لهم وعدم الاهتمام بهم. – قد تكون السرقة وسيلة لحماية الذات من الاحتقار والمهانة والتجريح. – قد تكون بدافع الميل إلى التملك والاستمتاع. – قد تكون وسيلة لشراء زملائه وشراء ثقتهم له تخلق من الوحدة التي يعيشها، – قد تكون السرقات بسبب بعض العوامل اللاشعورية التي تكونت نتيجة علاقة التلميذ ببيئته أثناء التنشئة ونتيجة لما يطرأ من تغيير على هذه العلاقات.- قد تكون السرقة نتيجة التحريض من رفقاء السوء خاصة في حالات الشجار مع الرفاق في الصف الدراسي. – قد تكون السرقة نتيجة لتدليل التلميذ أو التفرقة في المعاملة من الوالدين أو المدرسين.
– بعض التلاميذ يسرقون من أجل تدعيم احترام الذات فهم يعرضون الأشياء المسروقة كي يثبتوا صلابتهم ورجولتهم أو كفاءتهم كما يستمتع التلاميذ الآخرين بالاستثارة وحسن المغامرة المتضمنة في القيان بالسرقة[26].
3-2- طرق الوقاية و العلاج :
– تكاثف جهود الاختصاص الاجتماعي المدرسي وأدواره المهنية في مواجهة هذه الانحرافات وهو قادر بإعداده المهني وخبرته العملية على تناول هذه المشكلات بالدراسة والتشخيص والعلاج بصورة علمية قادرة على إنقاذ هذه الحالات وعلاجها في الوقت المناسب، والأخصائي الاجتماعي المدرسي لا يعاقب ولا يؤنب ولا يعذب هؤلاء التلاميذ الذين ثبتت إدانتهم لأنه يعرف جيدا أن هذه السرقات ما هي إلا سلوك يعبر عن حاجات نفسية ويحاول فهم هذا في ضوء دراسة شخصية التلميذ ودراسة بيئته حتى يتمكن الأخصائي الاجتماعي من تحديد العوامل المؤدية إلى هذه السرقات، وبالتالي يقوم بعلاجها مع مراعاة تقبل هؤلاء التلاميذ وإشراك أولياء أمورهم في معرفة هذه العوامل وكذلك في الخطة العلاجية.
– في حالة تأمين الأسرة مصروفا منتظما لابنهما لشراء ما يحتاجه لا يجعلهم هذا يسعون وراء ارتكاب الأخطاء مثل السرقة من زملائهم لتلبية حاجاته، الإشراف المباشر للوالدين على أبنائهم بحيث أن الأبوين اللذين يتابعان النشاطات اليومية لأولادهم لن يتيح لهم الفرصة للسرقة والاستيلاء على لوازم أصدقاء المدرسة.
– ان الوالدان اللذان يعطيان قيمة كبيرة للأمانة الشخصية ولاحترام ممتلكات الغير يقل احتمال أن يكون لدى أطفالهما أية مشكلة لذلك يجب تعليم الطفل القيم حتى لا يمارس أفعال غير أخلاقية في الوسط المدرسي[27].
3-3 العنف النفسي :Psychological violence
3-3-1 مفهوم العنف النفسي (الرمزي):
– هو كل قول وفعل من شأنه التحقير أو الاهانة أو منع حق، والعنف قد يتم من الناحية النفسية من خلال عمل ما أو الامتناع عن القيام بعمل معين، وهذا وفق مقاييس مجتمعه ومعرفة علمية بالضرر النفسي، وقد تحدث تلك الأفعال على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لجعل التلميذ يتأذى مما يؤثر على وظائفه السلوكية والوجدانية والذهنية والجسدية كحرمان التلاميذ من الاستراحة بين الحصص الدراسية ورفضه وعدم قبول التلميذ، والاهانة، التخويف، التهديد، العزله، الاستغلال، الصراخ، سلوكيات شاذة تلاعبيه وغير واضحة، معاملة التلميذ كمتهم ، إضافة إلى العنف الإيديولوجي أي محاولة فرض الآراء على الآخرين بقوة واعتبار آراء الآخرين دائما ناقصة وغير مكتملة النضوج ، كذلك الاستهزاء ونظرات الاحتقار ، التفريق بين التلاميذ وتعمد الأستاذ عدم اشتراك التلميذ كذلك الكتابة على الجدران وغيرها من الأشكال[28].
ويعتبر العنف النفسي من أشد المظاهر تأثيرا على الفرد وعلى صحته النفسية خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يعانون من ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس واظطراب نفسي.
ومن بين أنواع العنف النفسي الذي يطبقه الأستاذ أو المدير على التلاميذ:
– العقاب الجماعي وذلك لأن المعلم يقوم بعقاب جماعي للفصل سواء بالضرب أو الشتم لأي تلميذ أو مجموعة من التلاميذ يثيرون فوضى، الاستهزاء أو السخرية من التلميذ أو مجموعة من التلاميذ، الاضطهاد ، التفرقة في المعاملة، عدم السماح بمخالفته الرأي حتى لو كان التلاميذ على صواب، التهميش، التجهم والنظرة القاسية ، التهديد المادي أو التهديد بالرسوب ، إشعار التلميذ بالفشل الدائم[29].
نجد كذلك الكتابة على الجدران منتشرة بصورة كبيرة بين تلاميذ التعليم الثانوي وعلى الطاولات وعلى السبورة وكتابة بعض العبارات السيئة عن الأساتذة أو بعض الرسومات غير أخلاقية .
3-3-2 أسباب العنف النفسي:
1-قسوة المعلمين واستخدامهم للعقاب. 2- الروتين والمناخ المدرسي المغلق يساعد على عدم الرضا والكبت والقهر والإحباط ، مما يولد تصرفات عنيفة عند التلاميذ 3- ممارسة العنف من قبل المعلمين أمام التلاميذ سواء تجاه بعضهم البعض أو تجاه التلاميذ. 4- ضيق المكان حيث أن المساحة المحدودة تولد التوتر النفسي والاحتكاك البدني. 5-إهمال الوقت المخصص لحصص الأنشطة البدنية. 6- عدم توافر الأنشطة المتعددة والتي تشبع مختلف الهوايات والميول. 7- وجود المدرسة في منطقة مهملة أو حدودية أو غير محاطة بوسط اجتماعي.8 – إدارة المدرسة التسلطية 9- طرق التقويم المتبعة التي لا تعطي فرصة للجميع بالتعلم والنجاح بل تولد أحيانا المنافسة السببية والإحباط والعدوان. 10- عدم وضوح القواعد والضوابط التي تحدد قواعد السلوك الغير مرغوب شكل واضح.11-عدم وجود فريق عمل متخصص يعمل على دراسة ظاهرة العنف النفسي والتعامل معها بشكل مخطط من حيث الجانب الوقائي : حصر التلاميذ الذين يعيشون تحت الضغط والذين من الممكن أن يطوروا سلوكيات عنيفة ،الجانب النمائي: تنمية الجوانب الايجابية في شخصية التلميذ والتركيز على التعزيز ،الجانب العلاجي : وضع الخطط والبرامج الإرشادية التي تساعد في التخفيف من العنف[30].
3-3-3 الآثار المترتبة على العنف النفسي :
–الكذب، حيث يميل التلميذ للكذب كهروب من موقف التعنيف.- المخاوف، الخوف من المعلم ، الخوف من المدرسة ، مخاوف ليلية .- -الرغبة في عدم الذهاب للمدرسة لارتباطها بخيرات غير سارة.
-تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز. -اللجوء إلى الحيل اللاشعورية مثل التمارض والصداع والمغص – العصبية والتوتر الزائد الناتج عن عدم إحساسه بالأمان النفسي تكوين مفهوم سلبي تجاه الذات وتجاه الآخرين -العديد من المشكلات ، التبول اللاإرادي ، الانطواء ، مشاعر اكتئابيه ، اللجلجة.- كراهية المدرسة والمعلمين وكل ما له علاقة بالعملية التعليمية .- تهديد الأمن النفسي للتلميذ يؤدي إلى القضاء على فرصة التفكير الحر والعمل الخلاق[31].
3-3-4- كيفية الحد من الظاهرة:
– -طريقة العلاج القصصي، فالقصص تساعد على التخلص من عوامل الإحباط وتعمل على تطوير القدرات الإدراكية ، ومن خلال القصص يدرك التلميذ أن هناك العديد من التلاميذ بهم نفس المشكلات وتفجر القصص المشاعر المكبوتة عندما يدخل التلميذ في تجربة قوية من خلال تماثله أو رفضه الشديد لتصرفات قامت شخصية من الشخصيات مما يخفف الضغط النفسي عنده.
-استخدام الأساليب المعرفية والعقلانية والانفعالية السلوكية في تخفيف العنف النفسي ، والتي من أهمها معرفة اثر النتائج المترتبة عن سلوك العنف ، تعليم التلاميذ مهارة أسلوب حل المشكلات ، المساندة النفسية، تعليم التلاميذ طرق ضبط الذات ، توجيه الذات ، تقييم لذات ، تنمية المهارات الاجتماعية في التعامل ، تغير المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عند بعض التلاميذ فيما يتعلق بمفهوم الرجولة .
-الإرشاد بالرابطة الوجدانية والتي تقوم على إظهار الاهتمام والتوحد الانفعالي وتوظيف الإيماءات والتلميحات ولغة الجسم عموما من قبل المعلم لإظهار اهتمامه بالتلميذ.
-دور العاملين في مجال التوجيه والإرشاد وحقوق الإنسان في الحد من ظاهرة سلوك العنف المدرسي خاصة العنف النفسي ، بحيث يقوم العاملون في هذا المجال بالعديد من الفعاليات والأنشطة للتخفيف من هذا السلوك سواء لدى المعلمين أو التلاميذ أو الأهالي تجاه أبنائهم ومن هذه الفعاليات والنشطة .
-تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور في أساليب التنشئة الاجتماعية المناسبة لكل مرحلة عمرية باعتبار أن الأسرة هي المصدر الأساسي في تأسيس سلوك العنف لديهم.
– استخدام أساليب تعديل السلوك والحد عن العقاب.
-تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور حول حقوق التلاميذ في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية وحقه في المشاركة والتعبير عن رأيه وحقه في الشعور بالأمن النفسي والاجتماعي .
-تنفيذ العديد من الندوات واللقاءات مع المعلمين والإدارات المدرسية حول خصائص النمائية لكل مرحلة عمرية والمشكلات النفسية و الاجتماعية المترتبة عليها وخصوصا مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع هذه المشكلات وخصوصا سلوك العنف[32].
4- خاتمة:
ومنه نجد أن ظاهرة العنف المدرسي ظاهرة مستفحلة في أغلب المؤسسات التربوية منذ القدم بمظاهره المختلفة، وازدياد انتشار الظاهرة خاصة في الأونة الاخيرة، بما فيها العنف اللفظي الذي يشمل السب والشتم والكلام البذيء، والعنف الجسدي والمتمثل في استخدام القوة الجسدية، وتخريب الاثاث المدرسي وغيرها، وايضا العنف النفسي أو ما يسمى بالعنف الرمزي وهو كل قول وفعل من شأنه التحقير أو الاهانة أو منع الحق أو الاستهزاء….الخ، وهذا ما يتطلب التدخل السريع لمحاولة التقليل من هذه الظاهرة وأثارها السلبية على التلميذ في حد ذاته وعلى المؤسسة التربوية وعلى المجتمع ككل، وضرورة اقتراح عقوبات صارمة لكل تلميذ ممارس للعنف بمظاهرة المختلفة.
قائمة المراجع:
- أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، بيروت، 1986.
- أحسن طالب ، العنف في المؤسسات التربوية والدور الوقائي للإعلام ، الفكر الشرطي، المجلد 10، العدد 03،أكتوبر،2001.
- بلقاسم سلاطنية وسامية حميدي، العنف والفقر في المجتمع الجزائري، ط 1 دار الفجر، القاهرة ، 2008.
- جليل وديع شكور، العنف والجريمة، ط1، الدار العربية للعلوم، بيروت، 1997.
- وفاء عشي وسهام المزاوي، علاقة الأسرة بالعنف المدرسي، دراسة ميدانية لمتوسطة قنز الكبلوتي بوخضرة ، مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس LMD علم اجتماع البشرية، جامعة تبسه، 2010 .
- كامل عمران، تأثير العنف المدرسي على شخصية التلاميذ في العنف والمجتمع .
- محمد حسن العمايرة، المشكلات الصفية السلوكية التعليمية الأكاديمية ، مظاهرها ، أسبابها، علاجها ط2 دار الميسرة الأردن 2007 .
- محمد سعيد الخولي، العنف في موافق الحياة اليومية، نطاقات وتفاعلات ط1 مكتبة الانجلو المصرية، سلسة قضايا العنف 1 القاهرة 2008 .
- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، دار المعرفة الجماعية، 2002.
10- محمد عبد القادر قوايمية، جنوح الأحداث في التشريع الجزائري، ط1، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر 1992.
- سحار سارة وعميري بهية ، العنف المدرسي في الطور الابتدائي ، مذكرة لنيل شهادة الليسانس في الآداب واللغة العربية ، جامعة تبسه، 2009 ، 2010 .
- عبد الرحمن العيسوي ، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، ط1، دار الفكر العربي، لبنان، 2005.
- عبد الرحمن العيسوي، الإرشاد النفسي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية.
- علاء الدين خفاقي ، الإرشاد والعلاج النفسي للأسرة، ط1، دار العربي، القاهرة، 1993.
- علي اسعد وطيفة، بنية السلطة وإشكالية التسلط التربوي في الوطن العربي، ط2، مركز دراسات الوحدة العربية، 2000.
- عبد العزيز المعايطة ومحمد عبد الله الجغيمان، مرجع سابق.
- خيري وناس وبوصنوبرة عبد الحميد، تربية وعلم النفس- تشريع مدرسي تكوين المعلمين مستوى السنة الثالثة- الديوان الوطني للتكوين عن بعد، الجزائر، 2003.
- Linda chider teacher sanctioned violence child houd education ace sping 2001.
- 30 2018/01/20 www el khiber,com.
[1] محمد سعيد الخولي، العنف في موافق الحياة اليومية – نطاقات وتفاعلات-، ط1، مكتبة الانجلو المصرية ، سلسة قضايا العنف 1، القاهرة، 2008 ، ص 66.
[2] وفاء عشي وسهام المزاوي، علاقة الأسرة بالعنف المدرسي، دراسة ميدانية لمتوسطة قنز الكبلوتي بوخضرة ، مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس LMD علم اجتماع البشرية، جامعة تبسه ، 2010 ، ص 70.
[3] عبد الرحمن العيسوي ، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، ط1، دار الفكر العربي، لبنان، 2005، ص 64.
[4] أحمد زكي بدولي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، بيروت، 1986 ، ص 266.
[5] عبد الرحمان العيسوي ، مرجع سابق ص 64.
[6] محمد عاطف غيث ، قاموس علم الاجتماع دار المعرفة الجماعية 2002 ص192.
[7] محمود سعيد الخولي ، مرجع سابق ص 61
[8] Linda chider teacher sanctioned violence child houd education ace sping 2001 p167
[9] عبد الرحمن العيسوي، مرجع سابق، ص 67.
[10] 11.30 2018/01/20 www ,el khiber,com
[11] خيري وناس وبوصنوبرة عبد الحميد تربية وعلم النفس تشريع مدرسي تكوين المعلمين مستوى السنة الثالثة الديوان الوطني للتكوين عن بعد الجزائر 2003ص 11.
[12] محمد حسن العمايرة مرجع سابق ص 113،114.
[13] خيري وناس وبوصوبرة عبد الحميد، مرجع سابق ص 117.
[14] عبد الرحمن عيسوي، مرجع سابق ص 60.
[15] كامل عمران، مرجع سابق، ص 125.
[16] محمد سعيد الخوري مرجع سابق ص 159.
[17] محمد حسن العمايرة مرجع سابق ص 164/165.
[18] كامل عمران، تأثير العنف المدرسي على شخصية التلاميذ في العنف والمجتمع، ص 121 .
[19] محمد حسن العمايرة، المشكلات الصفية السلوكية التعليمية الأكاديمية ، مظاهرها ، أسبابها ، علاجها ط2 دار الميسرة الأردن ،2007، ص 160.
[20] عبد العزيز المعايطة ومحمد عبد الله الجغيمان، مرجع سابق ، ص 66،ـ67.
[21] محمد حسن العمايري مرجع سابق ص 161.
[22] عبد الرحمن العيسوي الإرشاد النفسي دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية ص 59.
[23] محمد عبد القادر قواسمية جنوح الأحداث في التشريع الجزائري ط1 المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر 1992ص 98.
[24] جليل وديع شكور، العنف والجريمة، ط1، الدار العربية للعلوم، بيروت، 1997، ص54.
[25] محمد سعيد الخولي مرجع سابق ص 102.
[26] علي اسعد وطيفة بنية السلطة وإشكالية التسلط التربوي في الوطن العربي ط2 مركز دراسات الوحدة العربية 2000 ص 93.
[27] علاء الدين خفاقي نفس المرجع ص 145.
[28] علي أسعد وطفة مرجع سابق ص 49.
[29] سحار سارة وعميري بهية ، العنف المدرسي في الطور الابتدائي ، مذكرة لنيل شهادة الليسانس في الآداب واللغة العربية ، جامعة تبسه، 2009 ، 2010 ، ص 12 .
[30] أحسن طالب ، العنف في المؤسسات التربوية والدور الوقائي للإعلام ، الفكر الشرطي المجلد 10 العدد 03 أكتوبر 2001 ص 110.
[31] جليل وديع شكور، العنف والجريمة، ط1، الدار العربية للعلوم، بيروت، 1997 ،ص 78.
[32] أحسن طالب، مرجع سابق، ص 112،113.