الضوابط الأخلاقية للبحوث العلمية بين الالتزام والخروق العملية
الدكتورة نسيمة طويل، أستاذ محاضر أ ، جامعة محمد خيضر بسكرة- الجزائر –
(ينظر: كتاب أعمال ملتقى الأمانة العلمية، المنعقد بالجزائر العاصمة يوم 11/07/2017، ص 29)
الملخص
إن الضوابط الأخلاقية للعملية البحثية من أهم الضوابط التي تتحكم في جدية البحث والإضافة العلمية والقيمية له ، خاصة في ضوء الإشكالات الأخلاقية التي ارتبطت بالباحثين والممارسات غير الأخلاقية المرتبطة بالانتحال العلمي أو ما يعرف بالسرقة العلمية
وفي ضوء الانتشار الخطير لظاهرة السرقة العلمية وجب الحديث عن أهم الأطر والضوابط الأخلاقية التي تحكم البحث العلمي ، بل أكثر من ذلك وجب الحديث عن تفعيل إجراءات عقابية وردعية للحد من ظاهرة الانتحال العلمي وانتشارها.
The ethical controls of scientific research between commitment and practical breaches
Dr. Nassima Touil (*)
Lecturer class A, Mohamed Khaydar University, Biskra – Algeria–
Abstruct:
The ethical controls of the research process is one of the most important controls that control the seriousness of research and scientific addition and value, especially in the light of the ethical problems associated with researchers and the immoral practices associated with plagiarism or scientific theft.
In light of the dangerous spread of the phenomenon of scientific theft, it is necessary to talk about the most important frameworks and ethical controls governing scientific research, and more than that, we must talk about the activation of punitive measures and deterrent to reduce the phenomenon of plagiarism scientific spread.
مقدمة
تعتبر الأخلاق قيمة معيارية تميز الإنسان عن سائر المخلوقات ، وهذا ماجعلها محل تأكيد من كل الأديان السماوية ولا سيما الإسلام فالمؤمن الصالح هو الإنسان الحسن الخلق ، ويرتبط أداؤه في الدنيا بمدى الأخلاق الحسنة التي تزاوج أفعاله من صدق وأمانة ….وغيرها من الأخلاق السامية .
وتسمو الأخلاق وترتفع عندما تتزاوج بالعلم ، فالباحث العالم من أهم صفاته الأمانة والموضوعية والحياد وغيرهم من الأخلاق الرفيعة ..ولا ترتبط الأخلاق بشخص الباحث فقط، فالعلم مع الأمانة هو قمة الأخلاق التي على العلماء إيصالها للعامة من الناس .
لذلك سيبدو الأمر شاذا عندما تشوب الباحث صفة لا أخلاقية، مثل عدم الأمانة وسرقة مجهود غيره وانتحال الأفكار و الكتابات البحثية. لأن البحث العلمي قائم في الأساس على الأمانة في جميع مراحله ، من جمع المعلومة بأمانة ، إيصالها وتحليلها بأمانة ثم تمحيص النتائج واختبارها بأمانة .
ونظرا لانتشار السرقة العلمية وعدم الأمانة العلمية كسلوك مخالف للضوابط الأخلاقية للأمانة البحثية ستلقي هذه الورقة البحثية الضوء على الإشكالية التالية :
” ما هي أهم الأطر والضوابط الأخلاقية التي تتحكم في العملية البحثية وما هي حدود الالتزام بها ؟
وللإجابة عن الإشكالية السابقة ستتعرض المداخلة للعناصر التالية :
مقدمة
1- تعريف الأخلاق : قراءة في التعاريف والمجالات
2- تعريف البحث العلمي: قراءة في المفهوم، الخصائص
3- الضوابط الأخلاقية للعملية البحثية: أهم الإشكاليات المطروحة.
4- الانتحال العلمي: الأساليب والخروق العلمية للعملية البحثية.
5- إجراءات ردع الانتحال العلمي والتقيد بالضوابط الأخلاقية .
خاتمة .
1- تعريف الأخلاق: قراءة في التعاريف والمجالات:
- الأخلاق لغة:
يراد بكلمة أخلاق لغة: الطبع والسجية، حيث يقول ابن منظور “الخلق هو انعكاس لصورة الإنسان الباطنية، أي نفسه وأوصافها ومعانيها”([1]).
أي أن الأخلاق هي انعكاس لطبع الإنسان وهي المسؤولة عن صدور الأفعال دون الحاجة للتفكير والتمحيص.
ويناقش عادة من خلال استعراض المعنى اللغوي للأخلاق أطروحات أساسية أهمها:
- الأخلاق هي عبارة عن صفات طبيعية فطرية تولد مع الإنسان، فالإنسان خيّر أو شرير بالفطرة.
- الأخلاق هي صفات مكتسبة أي يكتسبها الإنسان تدريجيا مع التربية والتعلم والتهذيب، وتدخل في تكوينها عوامل رئيسة كالعوامل الدينية والقيم المجتمعية التي يعيش ضمنها الإنسان ويكبر.
- إن للأخلاق جانبين: جانب نفسي باطني، وجانب ظاهر يبرز من خلال سلوكات الإنسان وتصرفاته([2]).
- الأخلاق اصطلاحا:
تعرف الأخلاق اصطلاحا على أنها:
“مجموعة من المعاني والصفات المستقرة في النفس وفي ضوئها وميزاتها يحسن الفعل في نظر الإنسان أو يقبح، ومن ثم يقدم عليه أو يحجم”([3]).
يعتبر التعريف السابق أشهر التعاريف الاصطلاحية لمفهوم الأخلاق حيث يؤكد : أن الأخلاق هي صفات فطرية لدى الإنسان : وهي التي تبين له الفعل الخيّر من الفعل السيء، فتكون له دليلا للفعل أو تركه.
يحتاج التعريف السابق إلى توضيح المعيار الذي على أساسه تُبنى هذه الصفات، فربط السلوك بالدين أو بالتربية كان سيعطي دلالة أوضح ..كما ينبغي التأكيد من كون الصفات الفطرية ليست كلها من قبيل الأخلاق، حيث تختلف الغريزة عن الأخلاق وتأخذ دلالة بعيدة عنها.
فالأخلاق تتصف بالاستمرار والدوام، وأي فعل في مناسبة ما دون تكراره لا يعتبر خلقا، حيث أن الكرم كخلق حسن يرتبط بالبذل في مرات عديدة وليس في مرة أو مرتين فقط.. كما تشمل الأخلاق القبيح والحسن، وإن غلب في الاستعمال لفظ الأخلاق على الجانب الحسن فقط.
ج- الأخلاق شرعا:
تعتبر الأخلاق أحد الركائز الأساسية للإسلام، حيث تعتبر مبدأً هاما من مبادئه ، ويبدو ذلك واضحا من خلال النصوص الصريحة التي وردت في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى:
” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ“([4]) “
” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ “([5]).
يتوضح مما سبق المنزلة الهامة للأخلاق في الإسلام حيث يمكن تلخيصها فيما يلي: ([6])
- أن الإسلام دين الأخلاق الحسنة، وأن الغاية من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي تكملة مكارم الأخلاق.
- تدل الأخلاق الحسنة على كمال العقيدة وتمام الدين.
- ضياع الأخلاق دلالة على ضياع الدين وصالح الأعمال عند الله تعالى.
د- أهمية الأخلاق:
للأخلاق أهمية كبيرة لما لها من تأثير على حياة الأفراد وتوجيهها وبالضرورة التأثير على نمطية المجتمع وصلاحه وإنتاجيته، فالأخلاق الحسنة هي ميزة لسلوك الإنسان عن سائر المخلوقات، حيث يتميز التصرف الإنساني في قضاء حاجاته ورغباته بالعقلانية والرشادة التي توجهها أخلاقه التي تعطيه قيمة إنسانية إضافية يفتقر إليها غيره من الكائنات الحية ([7]).
ترتبط الأخلاق بركائز أساسية تساعد على تحقيقها وتقويتها لدى الإنسان لتصبح نمطية في سلوكه ..و هذه الركائز هي:
- الدين: حيث يعتبر المنهل الرئيسي الذي تنشأ فيه القيم الأخلاقية وتنمو، كما يعتبر الدين عاملا حاسما لتثبيت الخلق وعدم تغيره.
- الضمير: وهو المحكمة التي تقيم للفرد تصرفاته ومدى أخلاقيتها، ويرتبط الضمير الحي اليقظ بمدى ارتباط الإنسان بدينه وبتعاليمه.
- القانون: وارتبط ظهوره بتطور الحياة الإنسانية وتعتبر القواعد القانونية قواعد عقابية لمخالفة الأخلاق الحسنة.
ه- الإطار الأخلاقي وملامحه في الإسلام: حدد الإسلام إطارا واضحا للأخلاق الإنسانية، ووضح ملامحها من خلال ما يلي: ([8])
- سمو المصدر: الأخلاق والقيم في الإسلام مصدرها الله تعالى، حدد ملامح الإطار الأخلاقي من خلال السيرة والأفعال النبوية المباركة.
- ارتباط الأخلاق بالعقيدة: حيث ارتبطت الأخلاق في الإعلام بالإيمان والتوحيد، من خلال ارتباط الإيمان بالأقوال والأفعال للإنسان المسلم ، كما ارتبطت الأخلاق بعقيدة التوحيد واليوم الآخر والحساب والعقاب، فالمسلم ملزم بالالتزام بالأخلاق لأن مكارمها ستجعله من المجازين والفائزين يوم القيامة.
- ارتباط الأخلاق بالأفعال: وذلك من خلال متلازمة فرضها الإسلام، فالخلق الفاضل يؤدي إلى الفعل الفاضل، وهي سمة الإنسان المسلم عموما.
- الثبات والمرونة: إن الأصل في الأخلاق هو الثبات لكونها ربانية المصدر، والاستقرار على نهجها هو الأصح وما غير ذلك هو مؤقت وشاذ عند الإنسان ، ومع ذلك تعامل الإسلام بمرونة إذا ما تعلق الأمر بمصلحة الإنسان وبقائه، فالنبي رخص أن تكون الحرب خدعة ومراوغة، والخداع والمراوغة من الأخلاق السيئة التي يرفضها الإسلام.
2- تعريف البحث العلمي: قراءة في المفهوم، الخصائص:
- تعريف البحث العلمي: “هو عملية استقصاء منظمة ودقيقة لجمع الشواهد والأدلة، بهدف اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة أو تكميل ناقص أو تصحيح خطأ”([9]).
وعندما يقترن البحث بالمجال العلمي يجب أن يصبح أكثر دقةً وتنظيما من أي عملية بحثية أخرى، لذلك فالبحث العلمي يعرف عادة على أنه:
“وسيلة الاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة، بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة فعلا، على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق، خطوات ممنهجة وعلمية، وأدوات بحث وجمع بيانات بحجج وبراهين ومصادر كافية”([10]).
يؤكد التعريف السابق خصوصية العملية البحثية من حيث العديد من المميزات الهامة:
- أن البحث العلمي هو طريقة منظمة وليست عشوائية.
- أن البحث هو دراسة لمشكلة معينة بفرض حلها والإجابة عنها إجابة بالأدلة والبراهين العلمية.
- للبحث العلمي مدخلات تتمثل في المشكلة البحثية ، الخلفية النظرية والمعلوماتية لموضوع البحث([11]).
- تتم معالجة المدخلات بالطريقة العلمية المناسبة وبالأساليب المنهجية الملائمة للوصول إلى مخرجات تتمثل في النتائج والاستنتاجات والإضافات العلمية الخاصة بالباحث.
البحث العلمي كنظام
- خصائص البحث العلمي:
يتميز الأسلوب العلمي في البحث بميزات خاصة عند كل الأساليب الفكرية الأخرى يمكن إدراجها ضمن الخصائص التالية: ([12])
- الموضوعية: تعتبر الخاصية الفاصلة التي تميز العلم بصفة عامة عن كل ما سواه من أفكار فلسفية أو لاهوتية أو غيرها، حيث يميز الباحث العلمي العرض الموضوعي للأفكار والبرهنة عليها بعيدا عن الميولات والتأويلات والمعتقدات الخاصة للباحث.
- الطريقة الممنهجة والهادفة: فالمنهج الصحيح الملائم هو أحد خصائص العملية البحثية بالإضافة إلى الهدف وتحديده، حيث لكل باحث هدف أو مجموعة أهداف يسعى لتحقيقها من خلال البحث في موضوع ما.
- الروح العلمية والتفتح الفكري: حيث يتمتع الباحث العلمي بالروح العلمية والشكية في البحث والتقصي، كما يجب أن يكون متفتحا على غيره من البحوث والاستفادة منها لتفادي ضياع الوقت والجهد في التكرار دون الاستفادة من النتائج السابقة.
ج- العلم والأخلاق:
إن الأخلاق من الركائز الأساسية لبناء المجتمعات الإنسانية ونموها، بالمقابل لا يمكن لهذه المجتمعات من بناء قوتها الاقتصادية والسياسية والحضارية إلا بالعلم، فكلاهما ركيزتان أساسيتان للتطور والتقدم.
فالعلاقة بين العلم والأخلاق هي علاقة ترابطية من جهة ، لأن العلم يساهم في النمو الأخلاقي للفرد، وبناء الشخصية السوية المبنية على أسس أخلاقية سامية،ـ بينما تحتل الأخلاق ـــ من جهة أخرى ـــــ مكانة كبيرة لتوجيه العلم، وسلوك العالم نحو العمل العلمي المنتج والمقيد.
والعلم من الأسس التي ساهمت في بناء حضارة الإنسان وتقدمه، وجعله يوفر ظروف حياة كريمة ومعيشة سهلة بفضل التطور التقني والتكنولوجي في شتى مجالات الحياة، وهذه كلها شروط لنمو الأخلاق السليمة في تعاملات الإنسان الخاصة والعامة.
ويعتبر الدين المتغير الوسيط بين العلم والأخلاق، إذ أن تدني الأخلاق في عصرنا ليس سببه العلم ولكن تقهقر الدين وتراجعه وكما أشير سابقا، فالدين يقوي عمل الضمير الإنساني الذي يتغذى من قواعده([13]).
وهكذا نجد أن الأخلاق والدين يسيران في إطار نسق واحد يدعمه العلم من المفروض نحو التطور والتقدم.
ولعل الإشكالية الرئيسة لهذه الدراسة ترتبط بهذا الثالوث، فظهور عدم الأمانة في البحوث العلمية سببه خلل في عمل الثلاثية المكونة من الدين العلم والأخلاق.
3-الروابط الأخلاقية للعملية البحثية: الإشكاليات المطروحة
إن ما يميز العملية البحثية العلمية مجموعة من المراحل والخصائص ذكرت سابقا، لكن أيضا للعملية البحثية مجموعة من الضوابط الأخلاقية التي يجب أن تتوفر في شخص الباحث، وفي طريقة بحثه، حيث تعتبر القيمة الأخلاقية “العمل الايجابي” و”تجنب الضرر” الأساس الذي تبنى عليه المبادئ الأخلاقية للبحث العلمي([14]).
إن الضوابط الأخلاقية تصاحب كل مراحل العملية البحثية وفق ما يلي([15]):
- الضوابط الأخلاقية أثناء تخطيط البحث : وتتحكم هذه الضوابط في مرحلة التفكير والتخطيط للبحث من حيث:
- أن لا تتطابق الخطة البحثية مع أي دراسة أخرى، وإن استدعت الضرورة التطابق أو التشابه يجب الإشارة الواضحة لذلك أثناء البحث ومبررات هذا التشابه والتطابق.
- تجنب أن تؤدي الدراسة أو البحث إلى إلحاق ضرر ظاهر أو محتمل لأشخاص آخرين بأي شكل من الأشكال .
- الضوابط الأخلاقية أثناء جمع البيانات:
وهنا يمكن حصر أغلبية اختراقات الضوابط الأخلاقية ، حيث يجد الباحث إشكالية التوفيق بين المعلومات المتاحة وآرائه وأفكاره ، بالإضافة إلى حصر المعلومات التي تخدم الموضوع دون إقصاء أي معلومة قد تغير أو تتحكم في صحة النتائج المطروحة.
- الضوابط الأخلاقية أثناء معالجة البيانات: إن المأزق الأخلاقي الأكبر الذي يتعرض له الباحث هو كيفية معالجة البيانات ، واستخدامها للوصول إلى النتائج الصحيحة والمنطقية للبحث، لذلك من عدم الأخلاق البحثية أن يتعامل الباحث مع المعلومة ليتوصل إلى نتائج تدعم أفكاره ومعتقداته مستخدما في ذلك المنهج والأدوات البحثية الخاطئة، هذه الممارسة تدخل في إطار التضليل وتغيير المسار البحثي عن المسار المنطقي والموضوعي.
ومن أهم الممارسات غير الأخلاقية التي قد يستخدمها الباحث في المعالجة التحليلية للمعلومات ما يلي:
- التمسك بالنتائج ضعيفة الدليل والبرهان.
- أن يتجاهل الباحث كل الأدلة والبراهين التي تنفي النتائج المتوصل إليها.
- عدم سعي الباحث للوصول إلى البيانات التي تنفي صحة نتائجه.
- الذاتية والانحياز للأفكار والميول للباحث وذلك بالابتعاد عن الموضوعية التي تعتبر أساسا من أسس البحث العلمي([16]).
4-الضوابط الأخلاقية المتعلقة بالأمانة العلمية:
تصاحب الأمانة العلمية كل مراحل البحث العلمي لأنه في الأصل يجب أن يكون الباحث أمينا في أداء واجبه البحثي.. وتتنوع أشكال انتهاك الضوابط الأخلاقية في الأمانة العلمية حسب ما يلي([17]):
- الاختلاق أو الفبركة: أي أن يختلق الباحث نتائج غير واقعية دون أن يقوم بأي عملية بحثية.
- التزييف: تزييف النتائج المتعارضة مع نتائجه البحثية عوض أن يعبر أو يعدل في أدواته البحثية
- السرقة الكاملة: بأن يسرق الباحث عمل غيره بأكمله بحذف اسم صاحب العمل البحثي وتعويضه باسمه دون أي تغيبر في المحتوى أو في الأدوات البحثية.
- النقل الحرفي للبحث أو جزء منه (فقرات أو رسوم أو بيانات). أي أن يقوم الباحث بنقل حرفي للبحث أو جزء منه دون الإشارة إلى المرجع المستخدم، مع عدم التقيد بشروط الاقتباس والنقل من الأعمال العلمية الأخرى. أو أن يلجأ إلى استخدام رسوم بيانية أو صور دون إسنادها إلى أصحابها الأصليين.
- سرقة مجهود باحثين آخرين: أي أن يلجأ الباحث إلى إسناد عمل بحثي، قام به بالتعاون مع فريق باحثين ونسبه إلى نفسه مع أن العمل البحثي اشترك في انجازه وتعاون على إتمامه أعضاء آخرون لهم الحق فيه.
6-كتابة قوائم الباحثين المشاركين في العمل البحثي:
جرى العرف أن يكتب في الورقة البحثية أسماء الباحثين المشاركين في البحث بناء على الدرجة العلمية أو الأقدمية أو حتى المناصب الإدارية التي يتولاها هؤلاء الباحثين ، لكن ضوابط الأمانة العلمية تقتضي أن ترتب الأسماء بناء على إسهام كل باحث في العمل البحثي وحجم المجهود المبذول في انجازه.
7- تكرار نشر البحث الواحد أو إرسال البحث لأكثر من جهة نشر:
لا يحق للباحث المشاركة بنفس العمل البحثي في أكثر من ملتقى أو نشره في أكثر من مجلة علمية، كما لا يحق للباحث أن يرسل عمله العلمي لأكثر من جهة ناشرة في نفس الوقت.
8- سرقات علمية بأشكال مختلفة : ويندرج ضمن هذه السرقات العلمية إدراج بعض الفقرات الواردة في بحوث غيره من الباحثين مع تغيير في الألفاظ والعبارات المستخدمة وأيضا إدراج فقرات وردت في أعمال سابقة للباحث في بحوث جديدة يراها تخدم بحثه وتدعم أفكاره.
قد يلجأ الباحث كنوع من التحايل العلمي على إدراج مراجع غير صحيحة، أي غير منقولة بضوابط التهميش والتوثيق السليم أو مراجع غير واقعية لا توجد إطلاقا.
ومهما كان عدد المراجع المستخدمة في البحث الكبير ودرجة الاعتماد عليها متفاوتة لا يحق للباحث إغفال ذكر أي منها حتى وإن صنفت في قسم المراجع الثانوية.
بالإضافة إلى ما سبق يمكنه أيضا ـــــــ ضمن ممارسات الإخلال بالضوابط الأخلاقية للعملية البحثية ـــــــ إدراج:
- عدم المصداقية (التضليل) في كتابة السيرة العلمية للباحث.
- الاستغلال الفكري وهو أسلوب يعتمد عليه الكثيرون في سبيل الترقية في الشهادات والألقاب وذلك باستغلال الباحثين والاعتماد على مجهودهم العلمي سواء بالترهيب أو بالترغيب.
- إضافة أسماء باحثين لم يشاركوا في العملية البحثية وإقصاء أسماء آخرين بذلوا مجهودا ولو بسيطا في إتمام وإنجاز البحث.
- عدم الأمانة والالتزام والجدية في التحكيم العلمي الذي قد يسند للباحث سواء يتعلق الأمر بتحكيم مقالة أو بحث علمي أو حتى ملف مهني أوعلمي في سبيل الترقية أو التأهيل.
4-الانتحال العلمي: الأساليب والخروق العلمية للعملية الاقتباسية:
يعرف الانتحال العلمي أو السرقة العلمية بأنه:
“شكل من أشكال النقل غير القانوني، أي أن تأخذ عمل شخص آخر وتدعي أنه عملك”([18]).
كما عرف قاموس Chombers المنتحل “بأنه لص وأنه الشخص الذي سرق أفكار وكتابات الآخرين … بهدف تحقيق المكاسب كالمنح المالية ” ([19]).
أما جامعة Maine فتعرف الانتحال العلمي على أنه “تقديم أفكار أو كلمات، صور، أعمال إبداعية على أنها من إنتاج الكاتب دون الإشارة إلى ملكية أصحابها الأصليين”([20]).
فالانتحال العلمي إذن هو سرقة المجهود العلمي للآخرين مهما كانت نوعية هذا المجهود، كتاب، فقرة أو حتى فكرة واحدة دون نسبها إلى صاحبها ، وادعائها أنها ملك المنتحل.
وإن كان الدين والقانون يحرمان السرقة المادية، فتعتبر السرقة العلمية أيضا مستهجنة من الدين والقانون وحتى الأخلاق الإنسانية عموما.
أ- أنواع الانتحال العلمي: يوجد العديد من أنواع الانتحال العلمي، حيث تحددت أساليب السطو وسرقة المجهود العلمي للآخرين وتميز إدراج أهم هذه الأنواع كما يلي:
- السرقة العلمية المباشرة: وهي النقل الحرفي مفردة بمفردة، من العمل العلمي لباحث آخر.
- السرقة العلمية الذاتية: يحدث الانتحال الذاتي عندما يقوم الباحث بإعادة كتابة ونشر أعمال كتابية تم نشرها في شكل كتابي جديد، ويمكن إدراج أنواع للانتحال الذاتي([21]):
- إعادة نشر دراسة نشرت سابقا بأكملها.
- نشر أجزاء من دراسة نشرت سابقا للباحث.
- إعادة نشر أو استخدام جزء منشور سابقا.
- انتحال الأفكار (سرقة الأفكار):
يمتد الانتحال العلمي إلى سرقة الأفكار أيضا، أي انتحال نظرية أو برنامج علمي أو فرضية أو نتيجة علمية أو حتى فكرة علمية استخدمها الباحث في التأكيد أو التدليل على أطروحاته العلمية([22]).
ولا يمتد الانتحال إلى الأفكار العامة المتداولة والتي يعرفها معظم الناس بل المقصود هنا هو الأفكار المستحدثة التي تنسب في نشأتها للأشخاص بذاتهم.
وإن اختلط الأمر على الباحث في الفصل بين الأفكار العلمية والأفكار العامة عليه التقيد بأصول الأمانة العلمية في إسناد الفقرة للمرجع أو المصدر أي التوثيق العلمي بأسسه وضوابطه المختلفة.
ب-كشف الانتحال العلمي:
نظرا لتطور صور الانتحال العلمي وتزايدها اعتمد الكثير من الطرق لكشف الانتحال العلمي يمكن ذكر بعض منها كما يلي([23])
- إعادة البحث عن النص المشكوك في وقوع انتحال به في محركات البحث المختلفة (Yahoo, Google)، والتأكد من التطابق أو وجود نقل جزئي أو كلي للنص.
- استخدام برمجيات متخصصة لكشف الانتحال العلمي من بينها : برنامج مجاني للباحثة صالحة الزهراني، برنامج Aplog، برنامج GUARNET وغيرها من البرمجيات التي أثبتت فعالية نوعية في الحد من ظاهرة الانتحال العلمي.
- كما تستخدم الطريقة اليدوية للبحث عن الانتحال العلمي لكنها طريقة غير عملية لكثرة المراجع والوثائق البحثية.
5- إجراءات ردع الانتحال العلمي والتقيد بالضوابط الأخلاقية :
تعتبر السرقة العلمية من الأمراض والآفات المستعصية التي لحقت بالبحث العلمي، وبدأت تعصف بمصداقيته وقيمته ، لذلك لا يجب تشخيص المرض فقط بل الأولى وصف آليات لاستئصال الظاهرة ومحاربتها والحد من نطاقها وانتشارها .
وتختلف أساليب مواجهة هذه الظاهرة باختلاف مستويات وأنواع التدابير المتخذة ضدها لذلك يمكن تصنيف هذه الآليات إلى :
- إجراءات ردعية قانونية :
يعتبر الانتحال العلمي عملية سرقة للأفكار والأعمال العلمية للغير ، فهو فعل إجرامي يجب أن توجد القوانين والإجراءات الردعية لمعاقبة الفاعل بإجراءات عقابية للحد من انتشار الفعل غير المشروع – الانتحال العلمي – ، ولقد لجأت العديد من الدول إلى تعديل أو استحداث قوانين الملكية الفكرية في شكل مواثيق لأخلاقيات البحث العلمي التي تحدد السرقة العلمية وأنواعها وأساليب حدوثها بغرض تحديد الفعل وفصله عن أي أفعال أكاديمية مشروعة .
و بالتركيز على القانون الجزائري ، توجد نصوص قوانين قليلة تطرقت بشكل صريح لظاهرة السرقات العلمية من بينها ([24]):
– القانون الأساسي الخاص بالأستاذ الباحث الدائم في المادة 31 منه ، تنص على اعتبار كل عمليات الغش والانتحال العلمي سواء في المنشورات أو الرسائل العلمية على أنها جرائم علمية تصنف في الأخطاء المهنية من الدرجة الرابعة .
– أصدرت وزارة التعليم العالي ما اصطلح عليه ميثاق الأطروحة الذي يؤكد على الأمانة العلمية في أطروحات الدكتوراه والإجراءات المتخذة في حالة السرقة العلمية
– أدرجت وزارة التعليم العالي سنة 2016 السرقة العلمية ضمن بنود ميثاق أخلاقيات الجامعة التي تصنف السرقة العلمية في بند الجرائم العلمية التي تؤدي بصاحبها إلى الفصل وسحب الشهادة والمتابعة القضائية .
- آليات الحماية من خلال البرمجيات والأدوات التكنولوجية :
فكما كانت التكنولوجيا هي أحد أهم أسباب تزايد السرقات العلمية ، ستكون هي أحد أهم وسائل محاصرتها و التقليل من انتشارها ، وليس الهدف من استخدام البرمجيات هو الكشف عن السرقات فقط بل متابعة المسؤولين عن هذه الأعمال وفضحهم والتشهير بهم([25] ).
لكن للأسف تبقى هذه البرمجيات قاصرة في الكشف الدقيق عن حالات السرقة العلمية في كل الحالات وهذا ما أكدته البر فسورة الألمانية ديبورا فيبير في دراسة تطبيقية على 26 برنامج أكدت من خلالها أن درجة الفعالية لاتتجاوز60 بالمائة فقط ([26]).
كما يجب التأكيد على أمر هام أثناء الحديث عن السرقة العليمة وهو أن المبدأ في البحوث العلمية هو الأمانة لذلك يجب أن تكون الثقة بالباحث هي المبدأ وعدم اللجوء إلى أساليب التحقق من السرقة العلمية إلا في حالات الشك والريبة بوجود سرقة و انتحال علمي .
- محاربة الظاهرة أخلاقيا :
إن التوعية الأخلاقية تلعب عادة دورا بارزا في الحد من الظواهر الشاذة ، وستخضع السرقة العلمية لنفس المنطق ، فالتوعية بجرم الفعل وبالعقوبات الناشئة عنه هي أحد أساليب محاربته بفعالية ، وعليه فالمسؤولية تقع على الجميع بضرورة تجنب الغش والسرقة لأنه معارض تماما لأخلاقيات البحث العلمي ولمواصفات الباحث الحقيقي ، فلا يعقل أن تكون مهمة الباحث الكشف عن الحقائق وتكون الوسائل هي الانتحال والتعدي على الملكية الفكرية للغير .
ويدخل ضمن الوسائل الاستباقية إيجاد منظومة محكمة على نطاق الجامعات لتراقب الأعمال العلمية للطلبة والأساتذة وتمنع وقوع الفعل بدرجة التدقيق والتأكيد على تجنب السرقات العلمية ، وتقع المسؤولية هنا على عاتق الوزارة المكلفة والمسؤولين على تسيير الجامعات ،الأساتذة المشرفين على الأعمال العلمية وكل الباحثين على حد سواء .
خاتمة
إن عدم الأمانة في البحوث العلمية يعتبر أسوأ الاختلالات البحثية التي قد تظهر في أي بحث علمي ، فهي لا تعتبر فقط سوء استخدام في الأدوات البحثية أو في لغة البحث أو أي خلل منهجي قد يظهر في أداء الباحث ، لأن كل الأخطاء السابقة يمكن تجاوزها بالتصويب أو التعديل ماعدا اكتشاف عدم أمانة الباحث في عمله البحثي فهي تستوجب العقاب والردع.
وقد تكون الأساليب الردعية فعالة ، كما أن تدعيمها بالأساليب الوقائية واجب ويزيد من مواجهة الظاهرة وانتشارها ، لكن الحل الأمثل يتطلب مراجعة شاملة لمنظومة القيم الأخلاقية لأجيال بأكملها ، فالغش والانتحال لم يصاحبا البحث العلمي فقط كخصوصية بل تدني مستوى الأخلاق أصبح مشهدا عاما نلاحظه في ممارسات الأجيال الناشئة ، فناقوس الخطر لا يجب أن يدق فقط على مستوى الضوابط الأخلاقية في البحث العلمي ولكن الخطر ظاهر في كل ما يتعلق بضوابط الأخلاق و في مجالات عدة .
قائمة المراجع والمصادر :
1- القرأن الكريم :
– سورة القلم، الآية 4.
سورة الأحزاب، الآية 21.
2- الكتب :
– مقداد يالجن، علم الأخلاق الإسلامية، (الرياض، دار عالم الكتب، 1992).
– عمار قندياجي، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات ، (الأردن، دار البارودي العلمية، 1999).
– حمدان محمد زياد، البحث العلمي كنظام، (الأردن، دار التربية الحديثة، 1989).
3- المقالات
– ” السرقة العلمية ، ما هي وكيف أتجنبها “، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في إطار دعم التعليم في الجامعة، السلسة الثامنة، 1434 هـ.
– عدنان عقدة ، “العلم والأخلاق والدين”، في مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد 7، 1987م، ص 54.
4– المواقع الإلكترونية :
– إيهاب كمال أحمد، “تعريف الأخلاق في اللغة والشرع والاصطلاح”، أطلع عليه في الموقع: www.alukoh/sheriodo/69571 في يوم 13 جوان 2017
– “الأخلاق في الإسلام”، أطلع عليه في الموقع
« Faculty.UOH.edu.sa/mr.mahmoud/الأخلاق في الإعلام.PDf
– عادل مناع: الإطار الأخلاقي في الإسلام، أطلع عليه في الموقع:
(www.Said.net/arabic/694.htm) في 14 جوان 2017
– أحمد كردي، أخلاقيات البحث العلمي، من الموقع:
أطلع عليه يوم: 16 جوان 2017 (Kenanaonline.com/user/Almedkordy/posts/321235) .
– ميثاق أخلاقيات البحث العلمي، أطلع عليه من الموقع:
(pdf.أخلاقيات/البحث العلميwww.fopen.zu.eog/pdf/)
أطلع عليه يوم: 17 جوان 2017.
م- حمود محمد فهمي، عدم الأمانة في البحوث العلمية، في الموقع
.PDF)عدم الأمانة في البحوث (www.eng.tantan.edu.eg/files/ أطلع عليه يوم 17 جوان 2017.
– هيفاء، ميساء الحربي، برمجيات كشف السرقة العلمية ، في الموقع (www.infotilre.welby.com) يوم 17 جوان 2017
– طه عيساني ، ‘الممارسات الأكاديمية الصحيحة وأساليب تجنب السرقة العلمية’ ، الموقع الألكتروني : (/الممارسات- الأكاديمية الصحيحة- و أساليب /http://jilrc.com) أطلع عليه يوم 21 -6-2017
– خبيرة ألمانية: محركات البحث أفضل من البرمجيات لكشف السرقات الفكرية ، في الموقع الإلكتروني )http://www.dw.com/ar/خبيرة-ألمانية-محركات-البحث-أفضل-من-البرمجيات-لكشف-السرقات-الفكرية /a-15143996) أطلع عليه يوم 21-6-2017
([1]) إيهاب كمال أحمد، “تعريف الأخلاق في اللغة والشرع والاصطلاح”، أطلع عليه في الموقع: www.alukoh/sheriodo/69571 في يوم 13 جوان 2017
([2]) مقداد يالجن، علم الأخلاق الإسلامية، (الرياض، دار عالم الكتب، 1992)، ص 34.
([6]) “الأخلاق في الإسلام”، أطلع عليه في الموقع
« Faculty.UOH.edu.sa/mr.mahmoud/الأخلاق في الإعلام.PDf
([7]) مقداد يالجن ، مرجع سابق، ص 7.
([8]) عادل مناع: الإطار الأخلاقي في الإسلام، أطلع عليه في الموقع:
(www.Said.net/arabic/694.htm) في 14 جوان 2017
([9]) عمار قندياجي، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات ، (الأردن، دار البارودي العلمية، 1999)، ص 5.
([11]) حمدان محمد زياد، البحث العلمي كنظام، (الأردن، دار التربية الحديثة، 1989)، ص 304.
([13]) عدنان عقدة ، “العلم والأخلاق والدين”، في مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد 7، 1987م، ص 54.
([14]) أحمد كردي، أخلاقيات البحث العلمي، من الموقع:
أطلع عليه يوم: 16 جوان 2017 (Kenanaonline.com/user/Almedkordy/posts/321235)
([16]) ميثاق أخلاقيات البحث العلمي، أطلع عليه من الموقع:
(pdf.أخلاقيات/البحث العلميwww.fopen.zu.eog/pdf/)
أطلع عليه يوم: 17 جوان 2017.
([17]) محمود محمد فهمي، عدم الأمانة في البحوث العلمية، في الموقع
.PDF)عدم الأمانة في البحوث (www.eng.tantan.edu.eg/files/ أطلع عليه يوم 17 جوان 2017.
([18]) ” السرقة العلمية ، ما هي وكيف أتجنبها “، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في إطار دعم التعليم في الجامعة، السلسة الثامنة، 1434 هـ، ص 9.
([19]) هيفاء، ميساء الحربي، برمجيات كشف السرقة العلمية ، في الموقع (www.infotilre.welby.com) يوم 17 جوان 2017
([21])” السرقة العلمية ، ما هي وكيف أتجنبها”، المرجع السابق.
([22]) “السرقة العلمية، ما هي وكيف أتجنبها”، مرجع سابق.
([23]) هيفاء وميساء الحربي، مرجع سابق.
1)- طه عيساني ، ‘الممارسات الأكاديمية الصحيحة وأساليب تجنب السرقة العلمية’ ، الموقع الألكتروني : (/الممارسات- الأكاديمية – الصحيحة- و أساليب /http://jilrc.com) أطلع عليه يوم 21 -6-2017
[26] – خبيرة ألمانية: محركات البحث أفضل من البرمجيات لكشف السرقات الفكرية ، في الموقع الإلكتروني :
)http://www.dw.com/ar/خبيرة-ألمانية-محركات-البحث-أفضل-من-البرمجيات-لكشف-السرقات-الفكرية /a-15143996(
أطلع عليه يوم 21-6-2017