
مداخلة الدكتورة عمارية حاكم، مديرة مخبر الترجمة والتأويل في ظل التواصل متعدد اللغات بقسم اللغة العربية وآدابها– جامعة الدكتور مولاي الطاهر – سعيدة، الجزائر، بالمؤتمر الدولي الحادي عشر لمركز جيل البحث العلمي حول التعلم بعصر التكنولوجيا الرقمية والذي نظمه الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية بالتعاون مع جامعة تيبازة في طرابلس لبنان أيام 22 و23 و24 أبريل 2016، ولقد نشرت هذه المداخلة بسلسلة أعمال المؤتمرات الصادرة عن مركز جيل البحث العلمي بشهر أبريل 2016 بالصفحة 135 .
(إضغط هنا لتحميل كل كتاب المؤتمر).
لقد أصبح الانخراط في الثقافة الرقمية فهماً وتحليلاً ودراسة ضرورة حتمية يتطلبها واقع علاقة الفرد بالتكنولوجيا، فكلما تطورت الوسائط التكنولوجية ووسائل الاتصال الحديثة تطور الأدب وأنتج أشكالاً جديدة تعبر عن واقع التحولات التي تعرفها حياة الأفراد والمجتمعات، ويوسم العصر الذي نعيشه بـ (عصر المعرفة)، والتكنولوجيا ترتبط بالعلم ارتباطاً قوياً حتى أصبح مألوفاً في الاستعمال استخدام هذه المصطلحات على ضرب من التبادل أو الترادف، وإن كان كل واحد منهما يتميز عن الآخر «إذ بينما تعنى التكنولوجيا بصناعة الأشياء، نجد العلم معنياً بالفهم النسقي والمنهجي الذي يحققه الإنسان» (بوكنان 2000). مع العلم أن معرفة صناعة الأشياء تمر عبر معرفة اللغة، فإن دراسة التكنولوجيا في جوهرها هي دراسة إنسانية واجتماعية من منطلق أنها تعالج الأشكال والصور المتميزة للسلوك البشري داخل المجتمع مسخرة في ذلك المعرفة اللغوية.
وأمام تردي العملية التعليمية في الوطن العربي على المستوى المعيشي في حياة الطالب الذي ربما لا يجد مكاناً لائقاً يجلس فيه ليتلقى فيه العلم، أصبح ضرورياً تحديث نظم التعليم المدرسي والجامعي حتى نستطيع بتر أزمة التعليم لنصنع مهارات علمية لدى الطالب من خلال صقل معارفه ومنحه فرصة الاضطلاع على مواد قرائية متعددة في فروع الثقافة العامة والمعارف التخصصية للارتقاء بوجدانه واحترام فكره، والإسهام في إعادة تشكيله، وصحة تكوينه من خلال مناقشة كل ما يقرأ، وإعمال العقل والفكر في كل ما يتلقاه قبولاً أو رفضاً، وهذا لا يتم إلا بتفعيل كل الوسائل والوسائط التكنولوجية الحديثة التي تساهم بشكل كبير في الإسراع باكتساب المعرفة وتوظيفها في مجالها الملائم.
Résumé :
Dans l’aire moderne d’étude et l’analyse de la culture numérique est devenu une nécessité exigée par la relation qu’entretiens les individus avec la technologie.
Les nouvelles formes produites par la littérature moderne et les nouveaux termes utilisés reflètent le développement de la technologie et des moyens de la communication, et marquent les transformations de la vie des individus dans le monde moderne.
En effet et face à la détérioration des systèmes éducatifs dans le monde arabe, il est devenu nécessaire de rénover ces systèmes scolaires et éducatifs afin que nous puissions confronter les contraintes du monde moderne et aider les étudiants arabes à s’adapter et à restructures leur idées à travers le raffinement des connaissance par les nouveaux moyens technologiques qui contribuent d’une manière significative à accélérer l’acquisition des connaissance et de les employer dans le champ approprié.
مفهوم التكنولوجيا:
التكنولوجيا في أبسط تعريف لها هي عامل تغيير يحفزنا على إعادة تعريف الوقت والمكان، ففي زمن مضى كانت الفرجة والمشاهدة تقتصر على شاشة التلفاز، أما اليوم فقد فسح المجال للانترنيت وألعاب الفيديو، وتكنولوجيا اللاسلكي، بالإضافة إلى الأجهزة الرقمية الأخرى حتى أصبحت التقنية التكنولوجية اليوم شيئاً عادياً يمارسه الأطفال أكثر مما يمارسه الكبار.
إننا أمام قوة حاسوبية ترتفع تصاعدياً في كل حين وخلال فترات زمنية قصيرة، وفي هذا العصر فإن المصادر ذات القيمة هي العقل والحياة، العقل كمصدر للقيم لا يتطلب أن يكون الناس مثقفين فقط بل مؤهلين وبارعين، ومفكرين مبدعين أيضاً، يجب أن يستقل الناس وأن يتعلموا باستمرار وأن يكونوا دائمي التحديث على مواهبهم ومعرفتهم وخبراتهم، إن القدرة على المشاركة بشكل كامل في مجتمع غني بالتكنولوجيا يتطلب أن يبحث الناس في مناطق المعلومات جميعها.[1]
وإزاء تضاعف حجم المعلومات بمقدار أربع مرات بالنسبة للطالب الذي يدرس بالأسلوب التقليدي، أصبح من الضروري البحث عن ماهية المهارات، والمفاهيم والمعلومات التي سيحتاج إليها الطلبة للمشاركة في مجتمع المعرفة، وبات لازماً تحديد المعارف التي لها قيمة والتي يجب على كل طالب علم (تلميذ، طالب جامعي) من مختلف الثقافات والحضارات أن يمتلكها ويتفاعل ويشارك بها في القرية الكونية.
إن كلا من المعلم والمتعلم محتاجون إلى المهارة والكفاءة في هذه البيئة سريعة التغيير، إذن يجب أن يقدم الطلبة ابتكارات أو إبداعات بالمعلومات التي يمتلكونها، لا أن يكونوا مجرد مستهلكين فقط، فالمعركة اليوم لمن يملك التكنولوجيا ولمن يفعل هذه التكنولوجيا في إنتاج يساهم في التنمية الاقتصادية والبشرية لوطنه.
ولكي ينتج الطلبة لابد أولاً:
- من تقديم فرص تعليمية معززة بالوسائط التكنولوجية الحديثة لدعم حاجات المتعلمين المختلفة.
- من التخطيط لبيئات معززة تكنولوجياً تستوعب جميع الخبرات التعليمية.
- استخدام التكنولوجيا في إطار الاتصال والتعاون مع الأقران وأولياء التلاميذ والمجتمع ككل لتغذية تعلم الطلبة.
- احترام أخلاقيات القضايا الاجتماعية والقانونية والإنسانية ككل، تلك التي تحيط باستخدام الوسائط التكنولوجية؛ خاصة في المدارس من مستوى الحضانة إلى مستوى الثانوي، يقول توم كارول (Tom Karroll) المدير السابق لإعداد معلمي المستقبل على استخدام التكنولوجيا في أمريكا (PT3): «إن قوة التكنولوجيا في تعليم الطلبة لا تتأتى من وجوه أجهزة الحاسوب في غرفة الصف أو من خلال الانترنيت، لكن القوة الحقيقية للتكنولوجيا في التعليم ستأتي عندما يتدرب المعلمون بشكل جيد ويحصلون على مكامن التكنولوجيا بأنفسهم».[2]
يتسم العصر الذي نعيشه بـ “عصر المعرفة والتكنولوجيا” فالتكنولوجيا ترتبط بالعلم والمعرفة ارتباطا قويا حتى أصبح مألوفا في الاستعمال استخدام هذه المصطلحات على ضرب من التبادل أو الترادف، وان كان لكل مصطلح مفهومه الخاص به”[3] إذ بينما تعنى التكنولوجيا بصناعة الأشياء، نجد العلم معنيا بالفهم النسقي والمنهجي الذي يحققه الإنسان “[4].
وإذ كانت معرفة صناعة الأشياء تمر عبر معرفة اللغة حسب وجهة نظر عبد السلام المسدي [5].فان دراسة التكنولوجيا هي في جوهرها دراسة إنسانية واجتماعية من منطلق أنها تعالج الأشكال والصور المتميزة للسلوك البشري داخل المجتمع مسخرة في ذلك المعرفة اللغوية [6] وكما هو معلوم فان عملية تحصيل المعرفة لا تنتهي مطلقا، لأنها وبكل بساطة تتغذى من مختلف التجارب الحياتية السابقة والراهنة والمستقبلية، لذلك يمكن اعتبار التربية الأولى للطفل تربية ناجحة إذا استطاعت أن تزرع في نفسيته الرغبة الدائمة والمستمرة لطلب العلم والمعرفة والاكتشاف.
– ويسعى التعليم اليوم في المدارس الحديثة إلى جعل المتعلم نفسه مركزا للعملية التعلمية، عبر تحفيزه على بذل الجهد لبلوغ غايات ومقاصد التعليم على أن يكون دور المعلم مجرد القيادة والتوجيه ليكتسب التلميذ سبل الاعتماد على نفسه، وباستطاعة هذا النوع من التعليم أن يجعل الشخص يرتبط بالتعلم من أجل المعرفة مدى الحياة، لا الاكتفاء بالشهادات من أجل العمل على حد تعبير (بن باديس) الذي يدعونا إلى طلب العلم لا للرغيف ولا للوظيف، وإنما من أجل المعرفة، لان بحر العلم لا نبلغ عمقه مهما حاولنا استنادا إلى قوله تعالى ” وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا “.[7]
ولذلك فالتعليم أنماط وأنواع كثيرة أهمها التعلم عن طريق الانترنت، وهو التعلم عن طريق تكنولوجيا الاتصال الحديثة التي تشكل ” أدوات للنمو ووسائل لامتلاك مزيد من الاستقلالية، وتتيح النفاذ غير المحدود إلى المعلومات، كما أنها تحفز على إعمال الفكر من جديد، – على نحو شامل- في أهداف التربية ومدى ملاءمتها للتنمية الوطنية، وتتوفر لهذه التكنولوجيات طاقة كفيلة بفتح باب التربية على مصراعيه في مختلف المستويات، وبتخطي بعد المسافات الجغرافية، وتمكين المدرسين والمتعلمين من إمكانات مضاعفة للتعليم والتعلم، وذلك بفضل النفاذ إلى المعلومات والطرق التجديدية للتعليم والانتفاع بها سواء في الوضع المدرسي المعتاد أو بواسطة التعليم عن بعد أو التعليم غير النظامي “[8]
ولقد أصبحت الحاجة ملحة الآن لتفعيل تكنولوجيا الاتصال في التعليم والتعلم، لأن تكنولوجيا الاتصال تقوم ” بتغيير رهيب وسريع للتعليم الابتدائي. وما بعد الابتدائي في الدول المتقدمة لدرجة لم يكن يمكن توقعها في الماضي، إن الثانويات والكليات والمعاهد والجامعات ومؤسسات البحث المتقدمة قد مسها تأثير تكنولوجيا الاتصال على كل المستويات والجوانب”[9]
وكما هو ملاحظ فان المجتمع الحالي، هو مجتمع معلوماتي أو اتصالي بامتياز بناء على الانتشار السريع والهائل للتكنولوجيا بكل وسائلها وفي كل ميادين الحياة ومجالاتها، حيث إننا لا نجد مجالا أو قطاعا أو مؤسسة لا يستخدم وسائل وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، بمختلف أشكالها وخصوصا شبكة الانترنيت التي أصبحت تمثل دورا كبيرا وفعالا في العملية التعلمية من أجل تحسينها وترقيتها إن على مستوى المعلم أو على مستوى المتعلم، لأنها توفر لكليهما خدمات وتطبيقات تمكنهما من تنمية قدراتهما ومهاراتهما، ولذلك يمكن أن نؤكد بأنها تساهم بشكل فعال في دعم البحث العلمي ودفع عمليته إلى الأمام .[10]
1- تكنولوجيا الاتصال والعملية التعلمية :
بفضل الاستخدامات المتعددة التي تقدمها التكنولوجيا لعملية التعليم والتعلم، لقيت اهتماما كبيرا من كل دول العالم، خاصة الهيئات التعليمية والجامعات ومراكز التكوين ،لتحقيق اكبر قدر من الاستيعاب لدى المتعلم، ولتحسين أداء المدرس، وزيادة فعالية مناهجه
غير أنه لا ينبغي الخلط بين ما تمدنا به تكنولوجيا الإعلام والاتصال من معلومات، وبين المعرفة أو بمعنى آخر لا يجب الخلط بين” مجتمع الإعلام ” وبين “مجتمع المعرفة ” لأن “الإعلام “.[11] يقع خارج الفرد؛ فهو يدل على الوقائع والتعاليق والآراء المجتمعة في شكل كلمات وصور يمكن تخزينها والقيام بنقلها وتعميمها، أما المعرفة (connaissance) فإنها تتعلق بالفرد وحده فهي نتاج بناء يقوم به الشخص حسب تاريخه، وحسب سياقه، وحسب المعلومات التي أخذها وعلى هذا الأساس ؟ فالمعرفة هي التي بذلنا جهدا في تعلمها واكتسابها.[12] ومن اجل عدم الخلط تدعو اليونيسكو إلى التمييز بين ” مجتمع الإعلام ” وبين ” مجتمع المعرفة ” لأن” مجتمع المعرفة” يضم بعدا إنسانيا لا يوجد في ” مجتمع الإعلام “.وإذا كانت تكنولوجيا الإعلام والاتصال تسمح بالولوج إلى الإعلام ومعالجة المعلومات، فإنها بالمقابل لا تسهل الولوج إلى المعارف إلا في إطار سيرورة التعلم، وذلك أن المعرفة العلمية (le savoir) هي مفهوم أشمل، لأنها تمثل مجمل المعارف المبنينة المعتمدة على إطار نظري، بل إنها بناء يعتمد على المعارف والتحولات عن طريق التكوين والاستعمال الشكلي النظري[13].
- نظريات دعم التعليم والتعلم :
- السلوكية (béhaviorisme).
لقد تم إحداث العديد من أنظمة التعليم المساعدة ( آلات تعليمية ) وفق تصور الاتجاه السلوكي كالتعليم المبرمج الذي يقترح أنظمة مساعدة على اكتساب المعارف وفق إيقاع ومستوى تقدم المتعلم، وذلك بواسطة الحاسوب ،حيث يتم تحديد الأهداف وخطوات التعلم بشكل واضح على أن يتم الدعم على شكل نصوص أو صور أو صوت بالإضافة إلى تمارين تطبيقية تخضع للتقييم الذي يعتبر عاملا مساعدا على التقدم في التعلم وقياس المكتسبات، وبهذه الطريقة يصبح التعليم ممتعا بفضل وظائف الوسائط المتعددة ضمن تنظيم المضمون الذي يحدد نوع البيداغوجية المستخدمة.[14]
- النظريات المعرفية (cognitives)
تشكل هذه النظريات ما يعرف بالنموذج المعرفي، وبشكل خاص هي نظريات معالجة المعلومات المستوحاة من المعلومات الجديدة ومن نماذج عمل الحاسوب التي تهتم بوظائف ومضمون ” العلبة السوداء” وهي تتميز بعنصرين أساسين هما السيرورات المعرفية والتمثلات التي تعمل فيها وذلك كيفما كانت أنشطة الفرد[15] .
ومن وجهة نظر دوفي (duffy) وكونينجمام ( Cunningham) 1996 المعرفية: هناك فكرتان قويتان مشتركتان بين كل نماذج التعليم المستخلص من البرادجم المعرفي ( دور الذاكرة ودور المعارف) فالفكرة الأولى هي أن التعليم ينظر إليه باعتباره سيرورة بنائية للمعرفة وليس سيرورة لاكتسابها، أما الفكرة الثانية فتتمثل في أنشطة التعليم التي تعد أنشطة مساعدة على بناء المعرفة لا بعدها أنشطة لنقل المعرفة، وعلى هذا الأساس فان المعلم الذي يستوحي طريقته التعليمية من هذا النموذج ينبغي أن يكون اهتمامه بنقل المعرفة إلى المتعلم اهتماما أقل، لينشغل أكثر بتنظيمها وبنائها وتوضيح ارتباطها والعمل على إدماجها.[16]
يستخلص من وجهة نظر كل من (دوفي) و(كونينجهام) أن النظرية المعرفية تحفز المتعلم على التفاعل مع بيئة الحاسوب وفق معارفه المكتسبة من قبل مدرسه، أو حتى التي اكتسبها بمفرده وفق مضمون معين.
ج – النظريات البنائية (construction ):
ترتكز البنائية على فكرة أن العالم ووقائعه يتم بناؤها في دماغ الفرد انطلاقا من فعاليته الإدراكية في شكل تمثلات ذهنية، أو نماذج من العالم، إن هذه الفكرة التي تعود إلى الفلسفة الكانطية (E.kant) تمنح المعرفة وضعية ذاتية، مادامت هذه المعرفة تنتج من خلال تجاربنا حول العلم، وبهذا فان السياق يلعب دورا أساسيا واضحا في هذا النموذج البنائي ،و بناء المعارف الجديدة لا يتم إلا في سياقات الحياة الواقعية التي تشكل أساس بناء معارفنا السابقة [17].
و تجدر الإشارة إلى أن المقاربة البنائية حول التعليم والتعلم ترتبط بالتيار المعرفي (cognitivisme) وبمقاربة جان بياجيه (jean piaget) كما أنها ترتبط بالمقاربة السوسيو ثقافية لفيجو تسكي (vygotsky)وليونتيف ( leontive) وباختين (bakhtine) ولعل ارتباطها هذا هو الذي جعلها تفتح أفقا جديدا على التعلم، كما أنها أمدت السبيل لتكوين أطر نظرية جديدة تدرك المعرفة باعتبارها عملية اجتماعية مشتركة.[18]
ولقد بين بونتمبكر (puntambekar 99) أن التعلم التعاوني يسهل البحث عن المعلومات الهامة والملائمة، وهو تعليم يساعد على القيام بالبحث الأكثر فعالية عن العمليات الضرورية لكل المشكلات خاصة المعقدة منها، أضف إلى ذلك تنمية الفعالية اللفظية بين الشركاء[19]
|
.
- دور التكنولوجيات المعلوماتية :
مما حققته التكنولوجيات المعلوماتية أنها أدت إلى خلق بيئة اتصالية جديدة أدخلت البشرية في سوق عالمية للمعلومات والمعرفة بفعل ما أحدثه التحويل الرقمي للمعرفة من تطورات في مجال الاتصال، إذ أصبح ممكنا لكل فرد الحصول على المعلومات والمعرفة وتداولهما في الزمن الآني، كما ساعدت على توفير وسائط الحوار الحر عبر الصورة والكلمة والكتابة الالكترونية ،الأمر الذي أدى إلى دعم التواصل بين الناس والقضاء على الحدود الزمانية والجغرافية، وبذلك فقد أصبح سهلا على الإنسان فهم العالم وفهم الآخر، وبينه وبين أشكال المعرفة التي تهيكلها وسائط الحوار [20].
ومجمل القول، إن علاقة الإنسان بالتكنولوجيا والمعرفة اللغوية لا تنحصر في قضيتي الاستخدام والسيطرة، وإنما تتعداها إلى ” التفاعل ” و” المشاركة ” و” الإبداع ” [21] .
ويضيف الباحث اليوبي بلقاسم قائلا : فالمعرفة قوة واللغة رافدها الأساس ،و التكنولوجيا جاءت لتعظم وتضاعف من هذه القوة، ونعت التزاوج بينهما بالثورة الجديدة للأمم، عمادها المعلومات والمعرفة والذكاء، ولعل معظم الأبحاث التي تهتم بالتكنولوجيا المعلوماتية، وعلاقتهما باللغة تصب في تاريخ ما يعرف بتكنولوجيا الذاكرة Memory technology[22]
4- تكنولوجيا الذاكرة :
هي مجموع التكنولوجيات التي تم اختراعها عبر مراحل تاريخية لحفظ وتسجيل وتوثيق الأفكار والأحداث والقوانين، وبناء على متطلبات ظاهرة انفجار المعلومات وتطور المعرفة كان لابد من استحداث أجهزة ذات ذاكرة قوية وقدرة عالية لتقوم بتنظيم المعلومات، وتيسر نقل المعارف وجعلها في متناول المستخدمين والباحثين،حيث تمثل اللغة أسا من أسس ذاكرة تكنولوجيا المعلومات التي تنتج عن تضافر وتناغم ما هو” تكنولوجي ” وما هو ” لغوي “وما هو”اجتماعي”.[23]
أ – استراتيجيات توظيف تكنولوجيا الذاكرة في التعليم :
لا أحد يختلف مع الآخر في أن التعليم العتيق أو المباشر وجها لوجه لاشيء يعوضه، كما أنه لا ينكر أيضا ما تقدمه التكنولوجيا للتعليم من آفاق ودروب جديدة وحديثة باستطاعتها مساندة الذهن البشري وجعله أكثر قدرة على التعلم.
إن توظيف تكنولوجيا الذاكرة يسهم في مضاعفة إمكانات البحث عن المعرفة، وتجعل المعدات الحوارية متعددة الوسائط تحت تصرف المتعلمين، وهي عندما توضع تحت تصرف المتعلمين تجعلهم يتحولون إلى باحثين، ويقوم المدرسون بتدريبهم كيفية الاستفادة من المعلومات المتوافرة لديهم وتقنيات تدبيرها وإدارتها، مما يسمح لهم بالتصرف في كم ضخم من المعلومات التي تجمع بين الصوت والصورة والنص دون حاجة ضرورية إلى معرفة مسبقة بكيفيات اشتغالها، إذ الصورة الحوارية تمكن المتعلم من وضع الأسئلة والبحث عن المعلومات والتعمق في بعض جوانب المعلومات التي تعالج داخل الصف، ولا يخفى ما في التنافس من تأثير على المتعلمين لإبداء مواهبهم. [24]
ب – أنماط التطبيقات التعليمية التعلمية لتكنولوجيا الذاكرة :
حسب دوفي (duffy) (1990) يوجد أنماط ثلاثة تتمثل فيمايلي: .
ب 1 – إفراد التعليم:
ويتمثل في منح الحرية للمتعلم، أي الانتقال من التعليم النمطي الموجه إلى التعليم الذاتي المستقل حيث ينتقل المتعلم من مرحلة إلى أخرى تحطه من عالم الأفكار إلى عالم الأفعال، وذلك عن طريق المباشرة الفعلية للأحداث، لذلك أولت المقاربات الحديثة اهتماما كبيرا بالمتعلم وبنشاطاته واهتماماته، حيث جعلته محور التنظير والتطبيق.
ب 2 – التفاعل:
باعتبار تكنولوجيا الذاكرة أدوات جديدة تحسن من طرق التعليم وتيسر عمليات التعلم، ودور التعليم كما هو معلوم مطالب بأن يتكيف مع كل المستجدات لمواكبة النقلات النوعية التي يعرفها عصر التكنولوجيا والمعرفة، لم يعد الأمر قابلا للاعتماد على الأساليب القديمة في التعليم؛ لأنها لا تكفى وحدها نظرا لما يتطلبه التعليم الحديث من سرعة ودقة، وتكاملا مع مبدأ حرية التعلم المؤسسة على محورية المتعلم تصبح تكنولوجيا الذاكرة بوسائطها المختلفة نمطا جديدا في التعليم والعملية التعلمية .[25]
ب 3 – التمهير:
يركز هذا النمط على المهارات اللغوية إرسالا واستقبالا، وتعلم المهارات ينبغي أن يفهم على أنه مسار ذهني داخلي مراقب من قبل المتعلمين لأنهم مسؤولون عن تعلمهم الذي اختاروه بأنفسهم، لذلك لابد من تعزيز المهارات لديهم ليصل بهم إلى التعلم الفعال والدال حتى تنمو معلوماتهم وتتطور معارفهم .[26]
وإذا ما تم العمل بالإستراتيجيات الثلاث فإن التعليم يتخلص من إطار التخصص الضيق لينفتح على محاكاة العالم الخارجي وما توفره التكنولوجيا من مصادر المعرفة.
وعلى أمل ما ستجود به تكنولوجيا التعليم والعملية التعلمية، تسعى الدول إلى وضع الخطط والبرامج لتعميم استخدام الإعلام الآلي وتكنولوجيا الإعلام والاتصال في مختلف المؤسسات المدرسية في ظل مناخ عالمي عام يتميز بانبهار كبير إزاء التكنولوجيا بمختلف وسائلها كمورد أساس للرفع من نوعية التعلم والدفع إلى المثابرة والتنافس والرغبة المستمرة مدى الحياة لاكتساب المعرفة.
وتعد التكنولوجيا بلا منازع المحرك القادر على إحداث ثورة في التعليم والتعلم، ولقد حققت الدول الأوروبية أهدافا عظيمة في مجال التعليم والتعلم ،حيث استثمرت ايجابيات التكنولوجيا ووظفتها في مختلف مؤسساتها بدءا من المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعة التي تعد مهدا للحضارة ومركز إشعاع للعلوم والفنون، لما تقدمه من علوم متطورة، ومناهج متجددة ومعارف متنوعة .
ويتجلى دور الجامعة حيث تشارك المجتمع في توجهاته المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بفضل قدرتها على معايشة مشكلاته واستشراف الحلول لها وتجاوبها مع نداء التطوير والتجديد، وعلى هذا الأساس فإن ما يطرأ على المجتمع من تحولات يجد صداه في رحاب الجامعة، لأن التعليم الجامعي يؤثر في المجتمع ويتأثر به وتعكس مناهجه توجهات قطاعاته ومؤسساته فالجامعة هي التي تنهض بحل مشاكل المجتمع، واحتواء التغييرات المحيطة به إلى جانب دورها الرائد في رفع مشعل المعرفة وراية العلوم والتكنولوجيا .[27]
إن التنمية التكنولوجية هي بكل بساطة، وبكل وضوح، استثمار قوة العقول في الإبداع والابتكار والتجديد، ورسم صورة لمستقبل أفضل .
5-التكنولوجيا وحتمية تطوير السياسة التعليمية :
إن جوهر الصراع العالمي هو في الحقيقة سباق في تطوير التعليم، لأن التعليم هو محور الحفاظ على الثقافات الموروثة وتنميتها، وفتح الأفاق للتقدم والرقي، ومن هذا المنبر يجب التأكيد على ضرورة الارتقاء بالتعليم الجامعي للحفاظ على القيم الايجابية المكتسبة عبر العصور ودفاعا عنا من جراء التهديد الذي يشكله النظام العالمي الجديد… ومن أكثر الشرائح الاجتماعية عرضة لرياح العولمة والتكنولوجيا الحديثة الشباب .[28] لذلك يجب تطوير التعليم الجامعي وتحديثه لمواكبة كل جديد وطارئ لإنتاج أعداد وفيرة من المتميزين وأصحاب المهارات العالية ذوي النظرة المستقبلية الشاملة القادرين على مواجهة تحديات التكنولوجيا، ذات التدفق الهائل والسريع والمعلومات الدقيقة.
6- التعليم الجامعي والتكنولوجيا:
تعد الجامعة مهداً للحضارة مركز إشعاع للعلوم والفنون، وتتبوأ بين المؤسسات الثقافة مكاناً مرموقاً بما تقدمه من علوم متطورة، ومناهج متجددة ومعارف متنوعة، ويتجلى دور الجامعة حين تشارك المجتمع في توجهاته المختلفة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بفضل قدرتها على معايشة مشكلاته واستشراف الحلول لها، وتجاوبها مع نداء التطوير والتجديد،[29] وعلى هذا الاعتبار فكل تغيير تهب رياحه على المجتمع يجد صداه في رحاب الجامعة التي تحتضنه مشخصة إياه، ومحاولة أن تجد له حلولاً إذا شكل عوائق أو خطراً على روح المجتمع، ومدعمة له ومستفيدة منه إذا كانت عائداته إيجابية على المجتمع؛ لأن التعليم الجامعي يتأثر ويؤثر في المجتمع ويتجلى دور التعليم حين يلقي المجتمع على كاهل الجامعة النهوض به، واحتواء التغيرات المحيطة بتوجهاته، إلى جانب دور الجامعة الرائد في رفع مشعل المعرفة وراية العلوم والتكنولوجيا.[30]
7- سبل تطوير التعليم وتحديثه:
قبل الحديث عن التحديث والتطوير، لابد أولاً من تشخيص التعليم في العالم العربي، إنه بكل صراحة واقع تعليمي متردي حيث لا يجد الطالب ذلك الجو الذي يجده غيره في جامعات خصوصية أو كما في أوروبا، ثم لابد كذلك من طرح السؤال المبدئي: وهو كيف أقدم لطالب العلم الفكر والثقافة وأمنحه حق الحوار والمناقشة، والتفكير والتحليل العلمي وهو لم يمنح ربما حتى حرية الجلوس ولا حرية الحركة أو ممارسة الأنشطة أو قضاء أوقات الفراغ، أو إعداد مكتبة مدرسية ناجحة… إن الأسئلة حول راحة التلميذ وتهيئة الجو المناسب للتعليم والتعلم كثيرة لا يتسع المقام لحصرها كلها.
وأمام هذه الصعوبات والمرارة التي يعاني منها طلبة العلم سواء في المدارس أو في بعض الجامعات، تعقد في كل سنة وفي كل جامعات العالم العربي مؤتمرات وندوات وملتقيات وأيام دراسية وحوارات لمناقشة المشاكل واقتراح الحلول، إلا أن هذه المساعي والجهود لم تحقق لحد الساعة ما نرغب في تجسيده على أرض الواقع، إذ لا يزال التعليم يقدم في شكل تلقين وحفظ واستظهار دون ترك الحرية لطلبة العلم في الابتكار والتميز وإظهار قدراتهم.
إننا والحالة هذه؛ مضطرون لتحديث الكتب المدرسية وهذا يتطلب جهداً كبيراً تتصدى له منظومة من المتخصصين أكاديمياً وتربوياً، يبدأ عمله من تحديث مناهج التعليم وفق سياسة لغوية وتربوية مدروسة بحكمة من قبل فريق تلك المنظومة، على أن توضع أهداف جديدة مطورة للعملية التعلمية؛ نذكر منها:[31]
- تهيئة طلبة العلم لاستيعاب القيم الحضارية القادرة على تحويلهم إلى مثقفين فاعلين قادرين على البحث والابتكار، قدرتهم على التفاعل مع الآخر، مع الارتقاء بحسهم الجمعي العام وحسهم الوطني والقومي والتاريخي، حتى يضفون على شخصيتهم قيمة حضارية متميزة تبتعد بهم على مستوى الحوار المتدني، وترتقي بمسلكهم على مستوى السوقي من ألفظ وتراكيب وصور ولغة.
- تنمية مهارات الطلبة وصقلها من خلال معارفهم ومكتسباتهم ومنحهم فرصة الاطلاع على مواد قرائية متعددة في كل فروع الثقافة العامة والمعارف التخصصية.
- الارتقاء بوجدان الطالب باحترام فكره، والإسهام في تشكيله وصحة تكوينه من خلال مناقشة مكتسباته، وإعمال العقل في كل ما يتلقاه، الأمر الذي يحتم اختيار المادة العلمية المقدمة له.
- تتغير أجيال من عصر إلى آخر، ولكل عصر جيل ومعداته ووسائله، لذلك تصبح كل طريقة تعليمية قديمة لا تخدم ولا تستوعب فهومهم، وإزاء هذا الوضع فإننا مضطرون لتحديث المناهج بشكل علمي وعملي دقيق عن طريق لجان علمية متخصصة رفيعة المستوى بعيداً عن المجاملات والمعارف، بالاعتماد على مداخل التطوير؛ والمنهج هنا يعني الكتاب المدرسي بالنسبة للتلميذ، والمصادر والمراجع بالنسبة للطالب الجامعي.
- استثمار الوسائط التكنولوجية الحديثة وربطها بالتعليم لإتاحة الفرصة لطلبة العلم كي يتعاملون معها؛ ففي التعليم التقليدي كان الاعتماد كلياً على الأستاذ أو المعلم، بحيث هو الوحيد الذي كان يمتلك المعلومة، ولكن ومع ظهور وسائل الاتصال الحديثة لم يعد الأمر كذلك؛ بل أصبح المعلم مجرد موجه ومرشد ومنظم للمعلومة، بينما التلميذ بإمكانه بضغطة زر أن يأتي بمعلومات لا يمتلكها أستاذه، ولكن هذا لا يجب أن يلغي دور المعلم؛ لأنه مهما تكن التكنولوجيا في متناول الطلبة، يظل المعلم هو الموجه والمرشد إلى المعلومة التي تفيد تلك الفئة العمرية وما يتماشى والبرامج التعليمية المقررة من قبل الوزارة والحكومة، ولولا وجود المعلم لاختلط الأمر على طلبة العلم، إذ كيف له أن ينتقي ما يهمه من بين ذلك التراكم المعرفي المذهل الذي لا يكاد يقف عند حد معين.
- يجب إعداد دورات تدريبية جادة للمدرسين وتبصيرهم بأحدث مناهج التوصيل والمناقشة وإدارة الحوار مع الطلاب ما يدعم الانتقال إلى تكوين نمط جديد من الفكر لدى كل طلبة العلم.
- توعية الطلبة بالعلاقة الحميمية بين الجامعة والمجتمع، وكذا المدرسة والمجتمع، وإخراج المعلم من قوقعة المدرسة إلى رحابة الحياة الفكرية بشكل أعمق وأوسع، حيث إن معظم مدرسي الابتدائي يكتفون بالتدريس فقط دون تطوير أو تحديث مكتسباتهم؛ الأمر الذي يسقط في روتينية العلم والضجر من المعلومات نفسها.
- إذكاء روح المنافسة لدى الطلبة من أجل اكتشاف مواهبهم وتفعيل أنشطتهم، والحرص على تشجيع تلك المواهب بتوجيههم إلى مواد قرائية تناسب مجال مواهبهم لتجعلهم أكثر تميزاً وتنمية بقدرات الابتكار، وهذه الالتفاتة تمثل مبادرة طيبة مهمة جداً في العملية العلمية التعلمية.
- ربط التغيير بحتمية الوعي بالقديم والاعتزاز به، وهو الاعتزاز بالهوية والشخصية والانتماء مما لا يتنافى مع صيغ المعالجة الجديدة، ومستويات البحث المتطور وأنماط التجديد والتطوير والابتكار المطلوبة.[32]
8- أثر استخدام التكنولوجيا في التحصيل اللغوي:
في التحصيل اللغوي تستخدم تقنية برنامج معالج النصوص لذلك فإن نتائج استخدام الحاسوب لهذا الغرض، ستسفر عن نتائج متباينة حتماً،إذا ما قورنت لطلبة التعلم التقليدي، وذلك أن النموذج الأول يستعين بمعلومات الحاسوب الذي سيوجههم وسيضيف لهم قيمة علمية وسيصحح لهم أخطاءهم أثناء كتاباتهم، بينما النموذج الثاني المعتمد على الورقة والقلم في الكتابة، قد لا تكون كتاباته صائبة، ولكن قد يكون فيها إبداع، والفرق في التفوق لا يكون راجعاً إلى الحاسوب بالدرجة الأولى، وإنما إلى الموهبة وإلى الاختلاف في قدرات التلاميذ الكتابية التي قد تكون نابعة من عقيدة معلميهم وتفانيهم في تعلم الكتابة بدلاً من وضع تقرير عما إذا كان من الواجب الاستفادة من استخدام التكنولوجيا.[33]
إن ما يسمح للتكنولوجيا بتحسين العلم هو أنها مدعمة بأشكال متعددة تساهم في التواصل من مثل: الفيديو، الرسوم المتحركة، المؤثرات الصوتية بالإضافة إلى برنامج معالجة النصوص؛ فشاشة الحاسوب المعززة والمهيأة للتعليم سلفاً من قبل المعلمين، تساعد كثيراً على التحصيل العلمي بكل مواده وأهدافه المنتظرة؛ من كتابة وقراءة ورياضيات وحل لمسائل فيزيائية وأخرى متعلقة بالكيمياء والعلوم الطبيعية…
إذن؛ لقد أصبح التعليم ميسراً عما كان عليه من ذي قبل، ولكن هذا لا يأتي من تلقاء نفسه، وإنما يتطلب جهوداً ومساعي معلمين متمرسين وذوي مهارة عالية في استخدام التكنولوجيا بكل معداتها ومحتوياتها، فالمعلمون هم الذين يعدون البرامج التدريسية التي تخص أعمار كل فئة طلابية، حسب البرامج والمناهج الوطنية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم وكذا وزارة التعلم العالي والبحث العلمي.
إن قضية تحسين مستوى التعليم رهينة المعلم والتكنولوجيا؛ وكلا من المعلم والتكنولوجيا يجب أن يتم تدعيمه من قبل الدولة إذا ما رامت تعليماً مواكباً للعصر، وتقوية المعارف ومهارات العمليات لدى طلبة العلم، وإن السياق الاجتماعي مهم عند التعلم باستخدام الحاسوب، لذلك ننادي بالتعليم في الجماعات حتى يستفيد التلاميذ من التفاعل الاجتماعي بدلاً من العمل بشكل منفرد.
9- من المدرسة إلى العمل .
إن التعليم المنفصل عن العمل أصبح اليوم غير ملائم على الإطلاق لإعداد الشباب لهذا العالم الجديد، لأن العلم يتطلب العمل وإلا ضاع ما تعلمناه، ولذلك تبذل العديد من دول أوروبا وأمريكا الجهد الكبير للربط بين المدرسة والعمل، أو من الجامعة إلى المهنة عن طريق دمج الدراسات الأكاديمية مع الدراسات المهنية العملية، مع التأكيد على مستوى أكاديمي مرتفع لكل الطلاب يركز على التعلم في سياق العمل، لا خبرة العمل.
إن نظام “من المدرسة إلى العمل ” إذا ما أحسن استثماره يمكن أن يساعد على إعداد طلبة قادرين على مواجهة متطلبات تكنولوجيا العصر ،كما أنه سيساهم في تنمية الاقتصاد وتطوير التعليم والنهوض بالأمم المختلفة.
وخلاصة القول؛ فإنه ليس للمعلومات التكنولوجية فوائد تقنية أو ثقافية متمثلة في جوهرها العتادي، أو سياسية متعلقة بتطوير إدارة الدفاع وصناعة الأسلحة، بل إن لها أيضاً جوهراً علمياً وثقافياً ومعرفياً يستفاد منه في مجالات اجتماعية عديدة، يأتي في مقدمتها التعليم والتعلم بكل صوره، وضمنه تعليم وتعلم اللغات والثقافات ولتكنولوجيا المعلومات قوة وسلطة واسعتان في هذا المجال، يعلمهما أهل الاختصاص، ويشعر بهما أكثر أولئك الذين يتواصلون معها بكيفية مباشرة،[34]
فلا أحد لا يدرك الأهمية الكبرى التي يقدمها الحاسوب إذا ما تم استغلاله في النظم التعليمية وطرقها ومناهجها سبيلاً إلى تعميق المعرفة عند المتعلمين، وإحداث تفاعل حقيقي بين المؤسسات التعليمية من جهة، وبينها وبين المؤسسات الاجتماعية من جهة أخرى.[35]
إن استغلال الوطن العربي لما تقدمه التكنولوجيات الحديثة لم يرق بعد إلى مستوى النضج المعرفي، خاصة البيداغوجي على الرغم من كل ما هو متوفر لدى الدول العربية من إمكانات مادية لا تظل البداية محتشمة خاصة في قطاع التعليم الذي هو بؤرة تطور ورقي الحضارات؛ إذ لا يوجد حضارة وصلت إلى الهيمنة أو الازدهار دون اهتمامها الأول بقطاع التعليم ومن ثم القطاع السياسي ثم الاقتصادي…
10- الثقافة العلمية ومجتمع المعرفة:
تشكل الثقافة بنية أساساً من بنيات مجتمع المعرفة، «وإن العلاقة بين التقدم العلمي والثقافي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية باتت علاقة متينة، حيث إن المجتمعات تنتظر الكثير من العلم والثقافة والبحث والتجديد والإبداع الثقافي في التقدم المعرفي، ذلك أن لكل هذه القطاعات تأثيراً إيجابياً في توضيح معالم المستقبل».[36]
ولعل من إيجابيات مجتمع المعرفة دمقرطة المعرفة وجعلها في متناول الأفراد والجماعات، حيث يتفاعل كل فرد مع ما يقرأ من معلومات واردة؛ كونه لم يعد عنصراً محايداً لما يحدث في العالم من تحولات وتغيرات وتطورات، بل بعده عنصراً أساساً يؤثر ويتأثر محدثاً بصمة إيجابية أو سلبية محلياً أو عالمياً. «إن دور تعميم الثقافة العلمية خارج المدرسة ومؤسسات التربية والتكوين والبحث أصبح مطلباً ملحاً كلما سعى المجتمع إلى إثراء علاقات التخصيب والتلقيح المتبادل بين مكونات المجتمع والمنظومات العلمية».[37]
وإن من مزايا وسائل التكنولوجيا الحديثة أنها يسرت التواصل بين الشعوب، وقربت البعيد، وساعدت على نشر العلم والثقافات العلمية ومعارفها في لغة سلسة الإدراك من قبل معظم المستقبلين، وهذا الأمر يسر فهم العلم والثقافة الذين كانا حكراً على مجموعة متخصصة، بل لقد عمت الفائدة، وتوسع مجال الفهم بين الأفراد والجماعات وهذا من الأهداف التي حققها مجتمع المعرفة.
وأمام هذا التيسير التي تقدمه التكنولوجيات الحديثة بكل وسائطها؛ أصبح النهوض بالتعليم مطلباً حيوياً باستثمار هذه الوسائط التي لم تبخل الدولة لجلبها من الدول المصدرة والمنتجة للتكنولوجيا وبالعملة الصعبة؛ لذلك فإن على كل غيور على وطنه وانتمائه أن يشارك في كل اهتمامات مجتمعه وذلك بالعمل الجاد.
وبالإضافة إلى التعليم هناك أيضاً الترجمة التي تساعد بشكل كبير على نقل ثقافتنا وطريقة تفكيرنا وحقيقة معتقداتنا إلى الآخر، لا كما يشوهها الإعلام أو الآخر الذي يعادي العرب، وأول ما يجب ترجمته هو ذلك الإرث العظيم الذي تركه السلف في كل مجال: الإبداع، والأدب والفلسفة والتصوف وأدب الرحلات وعلم الاجتماع (ابن خلدون) واللغة (الخليل بن أحمد الفراهيدي، سيبويه)، الأصوات (ابن جني)، النظم (عبد القاهر الجرجاني)، البلاغة (القرطاجي، والجاحظ)، والطب (ابن الهيثم، ابن سينا)، النقد (ابن رشد، ابن طباطبا، النابغة)، بالإضافة إلى الرياضيات (الخوارزمي) وغيرهم من علمائنا المعاصرين الذين لا يمكن حصرهم.
ولا يقف الأمر عند التعليم والترجمة، بل هناك أيضاً الإبداع والابتكار في كل قطاعات الحياة، فلا يعدم العرب المعاصرون، مبدعين ولا مخترعين، فقط إن الاهتمام بهذه الفئة يكاد يكون شبه منعدم، فنحن لا نعرف مخترعينا ولا مبدعينا إلا بعد أن يقرأهم الآخر، وذلك عن طريق ترجمة أعمالهم وإبداعاتهم إلى لغات عالمية، كما في مجال الأدب أو بشراء أدمغتهم.
إن التعليم والترجمة والإبداع والابتكار كلها فرص ثمينة تساعد على نشر اللغة الأم بين ذويها أولاً ثم في العالم ثانياً، وبناءً على وعينا بهذه المهمة الجليلة بات ضرورياً استثمار الوسائط التكنولوجية لخدمة هذه المساعي، واسترجاع المكانة العظيمة التي فقدتها اللغة العربية، يوم فقدت أهلها الذين صاغوا بها أروع وأعظم خطاباتهم، تلك التي لازال التاريخ يخلدها بذكرهم وبإبداعاتهم وتنافسهم الشعري والبلاغي، هكذا كانت العربية لغة راقية وعظيمة ويجب أن تستعيد هذه العظمة؛ والعزم هو سيد المواقف ولذلك فإن النظريات التي توجه تفكيرنا في ثورة المعلومات وشبكة الانترنيت العالمية، يجب أن تتجاوز حسابات الاستخدام ووظائف المعلومات، وتبدأ في دمج العناصر الاجتماعية والسياسية والثقافية، وهو الأهم.[38]
إننا -في عصر المعلومات ومجتمع المعرفة- أمام كشف للواقع ليفسح لنا الطريق أمام الإثبات العلمي والإحصائي كأساس حصين للتصميم الذاتي الجماعي والسياسة العامة، والثقافة هي مفتاح النجاح لاقتصاد المعلومات؛ لأنه لأول مرة في التاريخ الحديث تشكل القدرة على تقديم أفكار جديدة وأشكال جديدة للتعبير، وليبس الأصول المعدنية والزراعية والصناعية، قاعدة مصادر القيمة في المجتمع، على أن ينظر إلى الثقافة على أنها معيار للحيوية والمعرفة والطاقة والدينامية لإنتاج الأفكار المنتشرة في جماعة من الجماعات، إذ مع دخول الأمم مجتمع المعلومات العالمي يجب أن يتركز الاهتمام الثقافي على تشكيل البيئة السليمة (السياسة والجوانب القانونية والمؤسسة التعليمية والبنية التحتية وحرية الحصول …).[39]
جميل؛ أن نستثمر الحاسوب في تحديث التعليم والتعلم، ولكن هذا العمل سيتطلب منا جهداً كبيراً، إذ لابد -دائماً- من أخذ الحيطة والحذر، ثم إن حسن استعمال الحاسوب في عمليتي التعليم والتعلم سيجلب للطلبة والباحثين فوائد جمةً، أقلها توفير الوقت وتقريب البعيد والحصول على كل المعلومات التي يبحث عنها كل من المتعلم والمعلم؛ فعلى عاتق المعلم يجب أن يكون متقناً لاستعمال الحاسوب ومن جانب المتعلم فعليه أن يحترم توجيهات معلمه، ولا عيب في أن يضيف المتعلم معارف جديدة إلى معارفه المكتسبة، إذ المعلم في عصر التكنولوجيا هذا ليس له دور غير التوجيه والتنبيه والإشراف.
إن هذا العمل الجبار يحتاج إلى الدعم المادي الذي تقدمه الدولة لكل المؤسسات التعليمية بدءاً من المدارس إلى الجامعات، والدعم المعنوي المتمثل في الصبر على التعلم في العملية التعليمية، بالإضافة إلى التنويه بأهمية الكتاب في حياة الناس كلهم وخاصة طلبة العلم؛ تجنباً لأخطار المكوث أمام الحاسوب فترة طويلة، واتقاءً كذلك للقطيعة التي قد تحدث بين الباحثين والكتاب والمكتبات، لذلك يجب تحفيز المتعلمين ببيئةً معززة تكنولوجياً في كل قسم من أقسام المدرسة أو بعض الأقسام، على أن يتناوب الطلبة على تلك البيئة مرة أو مرتين في الأسبوع كي يتفاعلون على هذا الوافد الجديد الذي يفرض نفسه كونه من مقتضيات العصر.
11- المجتمع وعامل التغيير:
كلما اختلف الواقع عن النموذج حصل التغيير القسري، والتربية والتعليم هي من أدوات التغيير الثقافي أو التثبيت الثقافي، لذلك فكلما حدث تغيير في المجتمع، التفتت الدول إلى مناهج التعليم فتغير فيها حسب النظام الجديد، وهذا الذي يحدث مع كل عناصر الثقافة من آداب وفنون ورياضة وغيرها، ومن هنا فكلما انسجم النموذج الاجتماعي مع النظام الجديد استوعب ثقافة جديدة، وكلما تباعد النموذج الذي تعتنقه الجماعة عن الواقع قوبل بالرفض وأصبح شكلاً معيباً ومعوقاً.
إن التغيير هو بنية الحياة ولا يوجد شيء يبقى على حالة حتى في الثقافة، فالتغيير كلي الحدوث وداخلي وضروري للاستقرار وليس أحادي الخط؛ كل الحدوث بمعنى أنه يحدث من حولنا دائماً وربما دون أن نعيره أي اهتمام، لأن أنماط الحياة تتنافس، فينقرض بعضها ويتدفق بعضها الآخر، فالاستقرار يعني التغيير ولكنه لا يعني الذوبان أو التقليد الحرفي لكل وافد جديد، بل لابد من إبقاء كل ما يمت لتاريخنا وثقافتنا بصلة كأن ندمج ما يمكن دمجه في التعليم أو في المتاحف أو في البنوك الإلكترونية وغيره مما يمكن من حفظ التراث.
وسيبقى مضمار التعليم هو الأهم في تكوين المعرفة في كل مجالات الحياة وفي تطورها في زمن طويل قادم، وهذا الذي يتضح من خلال البنيويات والهياكل المعرفية والإبداعات الإنسانية المدهشة التي لا يمكن لأي وسيلة أخرى أو مضمار آخر توليدها بمثل هذا المستوى، ومضمار التعليم هو أس الحياة المعاصرة والمستقبلية في تطوير الإنسان على الأرض، وما سيطور من علاقات في خارجها، ولم يكن لهذا المضمار أن يصل إلى أرفع مستوياته لولا القيم العلمية والتقاليد المنهجية، وفضاءات الحرية في اكتساب المعرفة وتطور سبلها وأساليبها، وما التكنولوجيا الحديثة بكل معداتها ووسائطها إلا نتيجة للعلم الذي لا ينتهي البحث فيه عند ابتكار معين.
قائمة المصادر والمراجع:
القرآن الكريم:
الكتب:
- استخدام التكنولوجيا في الصف، G. Britter، تر: د. أمينة، دار الفكر، ناشرون وموزعون، عمان، الأردن، ط1، 2007/
- اللسانيات و تعليم اللغة العربية وتعلمها ، عبد العزيز العماري ، سلسلة الندوات 14- كلية الآداب و العلوم الإنسانية – مكناس المغرب 2002- مقال الأستاذ: اليوبي بلقاسم : تكنولوجيا الذاكرة وتعليم اللغة العربية و تعلمها ص
- الآلة قوة و سلطة – أربو كنان – سلسلة عالم المعرفة ، ع و 25 الكويت – 2000 ص
- مباحث تأسيسية في اللسانيات- عبد السلام المسدي – مؤسسة عبد الكريم بن عبد الله للنشر و التوزيع ، تونس 1977
- العلم في مجتمع المعلومات – غتمن سنتيا – باريس – اليونسكو 2005
- إسهام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في ترقية التعليم و البحث العلمي ، دار إبراهيم بعزيز ، مجلة الاتصال و التنمية – المركز العربي لبحوث الاتصال و التنمية – دار النهضة العربية – بيروت –ع 6 – 2012 ص07 و
- إسهام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في ترقية التعليم و البحث العلمي ، ( المرجع السابق ) ، ص
- التعليم و التعلم الفعال ( نحو بيداغوجيا متفتحة على الاكتشافات العلمية الحديثة حول الدماغ). الدكتور احمد اوزي – منشورات علوم التربية ع (39) الدار البيضاء المغرب – ط1 -2005 .
- العلم واللغة (هل يتكلم العلم العربية؟) .أ.د : محمود فوزي المناوي الهيئة المصرية العاملة للكتاب ، القاهرة (د.ط) 2013.
- العلم واللغة (متى يتكلم العلم العربية)، أ. د. محمود فوزي المناوي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (مكتبة إنسانيات)، القاهرة، ط2013، ص09.
- اللغة والمتغير الثقافي، (الواقع والمستقبل)، د. عبد الله التطاوي، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 2005، ص183.
- اللغة والمتغير الثقافي، (الواقع والمستقبل)، د. عبد الله التطاوي، ص195.
- استخدام التكنولوجيا في الصف، ص138.
- ينظر: مقال: اللسانيات الحاسوبية، مفهومها وتطورها ومجالات تطبيقاتها (استشراف آفاق جديدة لخدمة اللغة العربية وثقافتها)، بلقاسم اليوبي، مجلة مكناسة، المغرب، عدد 12، 1999.
- العلم واللغة، (متى يتكلم العلم العربية)، أ. د. محمود فوزي المناوي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة إنسانيات)، القاهرة، طبعة 2013.
- الصناعات الإبداعية (كيف تنتج الثقافة في عالم التكنولوجيا والعولمة)، جون هارتيلي، تر: السيد سليمان الرفاعي، مجلة عالم المعرفة، ج2/ع339، الكويت، مايو 2007.
المراجع بالأجنبية:
- PT3.org/stories/lessonsleaned.htm
- Information and communication technologies in education and training in Asia and the pacific . William Loxley, Patrick Julian Asia development. bank
[1]: استخدام التكنولوجيا في الصف، Gary.G. Britter، تر: د. أمينة، دار الفكر، ناشرون وموزعون، عمان، الأردن، ط1، 2007/ ص23-21.
[2] : www.PT3.org/stories/lessonsleaned.htm
[3]: اللسانيات و تعليم اللغة العربية وتعلمها ، عبد العزيز العماري ، سلسلة الندوات 14- كلية الآداب و العلوم الإنسانية – مكناس المغرب 2002- مقال الأستاذ: اليوبي بلقاسم : تكنولوجيا الذاكرة وتعليم اللغة العربية و تعلمها ص133.
[4]: الآلة قوة و سلطة – أربو كنان – سلسلة عالم المعرفة ، ع و 25 الكويت – 2000 ص18.
[5] :مباحث تأسيسية في اللسانيات- عبد السلام المسدي – مؤسسة عبد الكريم بن عبد الله للنشر و التوزيع ، تونس 1977 ص 09.
[6]: تكنولوجيا الذاكرة اليوبي بلقاسم ، ص 133.
[7]: سورة الإسراء، الآية 85
[8]: العلم في مجتمع المعلومات – غتمن سنتيا – باريس – اليونسكو 2005 ص11.
1 information and communication technologies in education and training in Asia and the pacific . William Loxley , Patrick Julian Asia development . bank . p 5
2: إسهام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في ترقية التعليم و البحث العلمي ، دار إبراهيم بعزيز ، مجلة الاتصال و التنمية – المركز العربي لبحوث الاتصال و التنمية – دار النهضة العربية – بيروت –ع 6 – 2012 ص07 و 08.
3 : إسهام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في ترقية التعليم و البحث العلمي ، ( المرجع السابق ) ، ص08.
[12]: التعليم و التعلم الفعال ( نحو بيداغوجيا متفتحة على الاكتشافات العلمية الحديثة حول الدماغ). الدكتور احمد اوزي – منشورات علوم التربية ع (39) الدار البيضاء المغرب – ط1 -2005 – ص 110.
[13]: نفسه – ص ن.
[14]: التعليم و التعلم الفعال ، ص111 – 112.
[15] : نفسه ص 113
[16] : نفسه ص 113
[17] : التعليم و التعلم الفعال ، ص 114.
[18]: نفسه ص 115.
[19]: التعليم و التعلم الفعال ، ص 115 .
[20]: تكنولوجيا الذاكرة – اليوبي بلقاسم – ص 134.
[21]: نفسه .
[22]: تكنولوجيا الذاكرة – اليوبي بلقاسم – ص 134.
[23]: نفسه – ص 137.
[24]: تكنولوجيا الذاكرة – اليوبي بلقاسم – ص 138.
[25] : نفسه : ص 139 – 140
[26] : تكنولوجيا الذاكرة – اليوبي بلقاسم – ص 141.
[27]: العلم واللغة (هل يتكلم العلم العربية؟) .أ.د : محمود فوزي المناوي الهيئة المصرية العاملة للكتاب ، القاهرة (د.ط) 2013- ص 09.
[28]: نفسه ص 13
[29]: العلم واللغة (متى يتكلم العلم العربية)، أ. د. محمود فوزي المناوي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (مكتبة إنسانيات)، القاهرة، ط2013، ص09.
[30]: ينظر، نفسه، ص ن.
[31]: اللغة والمتغير الثقافي، (الواقع والمستقبل)، د. عبد الله التطاوي، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 2005، ص183.
[32]: اللغة والمتغير الثقافي، (الواقع والمستقبل)، د. عبد الله التطاوي، ص195.
[33]: استخدام التكنولوجيا في الصف، ص138.
[34]: ينظر: مقال: اللسانيات الحاسوبية، مفهومها وتطورها ومجالات تطبيقاتها (استشراف آفاق جديدة لخدمة اللغة العربية وثقافتها)، بلقاسم اليوبي، مجلة مكناسة، المغرب، عدد 12، 1999، ص43.
[35]: المرجع نفسه، ص44.
[36]: العلم واللغة، (متى يتكلم العلم العربية)، أ. د. محمود فوزي المناوي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة إنسانيات)، القاهرة، طبعة 2013، ص119.
[37]: نفسه، ص ن.
[38]: الصناعات الإبداعية (كيف تنتج الثقافة في عالم التكنولوجيا والعولمة)، جون هارتيلي، تر: السيد سليمان الرفاعي، مجلة عالم المعرفة، ج2/ع339، الكويت، مايو 2007، ص226.
[39]: نفسه، ص230.