دور الخدمة الاجتماعية في التغلب على الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على الإساءة للمرأة:
دراسة حالة غزة، فلسطين
The Role of Social Work in Overcoming the Social and Psychological effects of abusing Women: Case Study, Gaza, Palestine
د. عاطف حُسني العسولي/جامعة القدس المفتوحة، فلسطين
Dr.Atef Hosny Elasouly / Al-Quds Open University, Palestine
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 80 الصفحة 75.
ملخص :
هدفت الدراسة التعرف إلى دور الخدمة الاجتماعية في التغلب على الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على الإساءة للمرأة من خلال استعراض تجربة بيت الأمان للرعاية الاجتماعية للنساء التابع لوزارة التنمية الاجتماعية في محافظة غزة، استخدم الباحث منهج دراسة الحالة وأداة المقابلة المتعمقة مع عدد أربع حالات من المقيمات وعدد ثلاث مشرفات من الأخصائيين الاجتماعيين، وقد أشارت النتائج إلى أنبيت الأمان كانت أغلب حالاته قد تعرضن للعنف النفسي والجسدي والجنسي مع الشعور الدائم لديهن بالمعاناة والتوتر حتى أثناء التواجد به، وأبرزت المقابلات الدور الواضح للخدمة الاجتماعية وللأخصائيين الاجتماعيين، كما أكدت على دور بيت الأمان كمؤسسة من مؤسسات الخدمة الاجتماعية في تقديم الدعم والمساندة لهذه الفئة ، كما دلت المقابلات على أن بيت الأمان وفر العديد من الخدمات الاجتماعية التي تمثلت في وجود التجهيزات الملائمة لراحة المقيمات، حيث أنهن قد عبرن جميعاً عن شعورهن بالراحة ، وكانت أبرز المشكلات والمعيقات هي عدم تمكن القائمات على العمل من التواصل الفعال مع المجتمع المحلى نتيجة تعقد الإجراءات الإدارية للمؤسسة ونتيجة تعقد ظروف الحالات بها.
الكلمات المفتاحية: الخدمة الاجتماعية، الإساءة للمرأة ، المساندة الاجتماعية.Abstract
The study aimed at identifying, the role of social work in overcoming the social and psychological effects, of women abuse. By reviewing the experience of Al-Amman Home for women’s social welfare. Witch subordinate to the Ministry of Social Development, in Gaza Governorate. The researcher used the case study methodology and in-depth interview tool with four cases from female residents and three Supervisors who are social workers, and the results indicated to most of Al-Amman House cases witch subjected to psychological, physical, and sexual violence with a constant feeling of suffering and tension while they were inside. Also, the interviews highlighted the clear role of social service and social workers. In addition, it emphasized the role of the Al-Amman Home as a social work institution in supporting these categories. and the interviews indicated that Al-Amman Home provided many social services, which were represented in the presence of appropriate equipment’s for the comfort of the residents, as they all expressed their sense of comfort, and the most prominent problems and obstacles were the inabilities of the women in charge of work to Effective communication with the local community as a result of the complexity of the institution’s administrative procedures and the complexity of Casesconditions on it.
Keywords : Social work – Women Abuse – Social Support.
تمهيد :
أفرز التطور التكنولوجي الهائل في المجتمعات بصفة عامة نوعاً من القسوة في العلاقات والمعاملات حظيت النساء بنصيب وجزء كبير منها سواء كان ذلك من قبل الآباء أو الأمهات أو الأزواج أو الإخوة و الأخوات أو الأبناء أو زوجات الأبناء ومن الأقارب والجيران و من المجتمع ككل، وإن كان هناك عدداً كبيراً من النساء اللواتي يعشن في سعادة وهناء فهناك أيضاً عدد غير قليل منهن يعانين من قسوة الحياة والظروف مروراً في هذا الشأن بقضايا الإهانة والتوبيخ و الضرب، يضاف إلى ذلك ما اشتملت عليه أروقة المحاكم الشرعية من مسائل تتعلق بالنساء ممثلة في طلبات الحضانة والرؤية ودعاوي عضل الولي والنفقة و غيرها، وقد سجلت الإحصاءات المتعلقة بهذا النوع من القضايا نسب مرتفعة خاصة في قطاع غزة على الرغم من قيام عديد من المؤسسات الحكومية والأهلية بعدة جهود داعمة في هذا المجال، وعلى الرغم من انتشار عدد لا بأس به من مكاتب الخدمات الأسرية لتقديم الاستشارات اللازمة إلا أنها ا لم تستطع تجاوز حاجز العادات والتقاليد وحاجز الصمت المتعلق بالضحايا، وفي هذا الإطار وفي ظل هذه الفكرة أراد الباحث تناول الموضوع بشيء من التفصيل والتدقيق بالتعرف إلى الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على الإساءة للمرأة، ومن ثم بحث دور الخدمة الاجتماعية في التغلب عليها من خلال استعراض تجربة مؤسسة بيت الأمان للرعاية الاجتماعية للنساء التابع لوزارة التنمية الاجتماعية في محافظة غزة .
1.تســاؤلات الدراسة:
ترتيباً على ما سبق أصبح من الأهمية بمكان أن تبدأ الدراسة بالتساؤل الرئيس الآتي: ما دور الخدمة الاجتماعية في التغلب على الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على الإساءة للمرأة؟.
وقد تفرع من هذا التساؤل التساؤلات الفرعية الآتية:
– ما دور الأخصائيين الاجتماعيين في مساندة النساء اللواتي تعرضن للإساءة؟.
– ما نوعية الخدمات الاجتماعية المقدمة للنساء المعَنفات داخل مؤسسة بيت الأمان للرعاية الاجتماعية؟.
– ما المشكلات والمعيقات التي تحول دون الاهتمام بهذه الفئة بالمؤسسة؟.
2.أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى:
-تقديم إضافات جديدة في مجال العنف ضد المرأة في المجتمع الفلسطيني.
-التعرف إلى دور الخدمة الاجتماعية في التغلب على الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على الإساءة للمرأة.
-رصد نوعية الخدمات الاجتماعية المقدمة للنساء المعَنّفَات المقيمات داخل مؤسسة بيت الأمان.
-التعرف إلى المشكلات والمعيقات التي تحول دون الاهتمام بهذه الفئة بالمؤسسة.
-تقديم توصيات ومقترحات يمكن من خلالها التغلب على المشكلات والمعيقات التي تحد من دور مؤسسات المجتمع تجاه هؤلاء النساء.
-دعوة المختصين إلى الاهتمام بقضايا النساء المعَنّفَات وكذلك بقضايا المعَنِفين لهن.
3.أهمية الدراسة :
للدراسة أهمية علمية تتمثل في محاولة التوصل إلى بعض الحقائق العلمية الجديدة التي قد تفيد الباحثين في دراسات التربية والاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلم النفس وفي مجال العنف المنزلي، وأهمية أخرى عملية تتمثل في تقديم بعض النتائج التي قد تفيد في النواحي العملية والمجال التطبيقي.
4.مصطلحات وأدبيات الدراسة:
الخدمة الاجتماعية:
عرفت الجمعية الوطنية للأخصائيين الاجتماعيين مهنة الخدمة الاجتماعية بأنها مهنة توجد لتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية الفعالة للأفراد والأسر والجماعات والمجتمعات المحلية والمجتمع الكبير، للمساعدة في تحسين التوظيف الاجتماعي وتحسين نوعية حياة الإنسان وجودتها في المجتمع. في حين عرفت الجمعية الدولية للأخصائيين الاجتماعيين الخدمة الاجتماعية بأنها الأنشطة المهنية التي توجه لمساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات لاستعادة قدرتهم على التوظيف الاجتماعي والتعامل مع المواقف الاجتماعية بطريقة مرغوبة لتحقيق أهدافهم.[1]
الإساءة إلى المرأة :
الإساءة تعنى أي اعتداء يقع على المرأة قد يتسبب في إحداث إيذاء أو ألم جسدي أو نفسي أو معنوي، وقد يشتمل علي التهديد أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث ذلك في إطار الحياة العامة أو الخاصة ، وللعنف أثاراً تعود على المرأة نفسها و يمتد إلى عائلتها وأطفالها ومن ثم يعود على المجتمع بأسره، هذا بالإضافة إلى أن الأسر التي تحدث فيها الإساءة لا يمكن أن تكون أسر سوية بالشكل المطلوب وقد يعانى أطفالها من بعض المشكلات الاجتماعية والنفسية مثل فقدان التركيز والضعف العام والتسرب المدرسي و التأخر الدراسي، وقد يصل الأمر بالطفل إلى استخدام العنف تقليداً لوالديه، أما على صعيد المجتمع فهذه الإساءة قد تمثل عائقاً أمام التنمية وعائقاً أكبر أمام النهوض بواقع النساء وإنتاجهن، وكذلك بمبدأ المساواة و احترام حقوق الإنسان وبمبدأ تكافؤ الفرص.[2]
المساندة الاجتماعية:
هي ما يتلقاه الفرد من مساعدة من الأفراد المحيطين به أو من أي فرد آخر في بيئته الاجتماعية، وهي أيضاً تمثل الحماية التي يحصل عليها الأفراد من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة بهم.[3]
العنف المنزليDomestique Violence :
العنف المنزلي يقصد به كل سلوك يتضمن استخدام مباشر للاعتداء الجسدي ضد أحد أفراد الأسرة رغماً عن إرادته، وقد استُخدم هذا المصطلح كمفهوم للعنف الأسري وللعنف داخل الأسرة للتركيز على العنف المتبادل بين جميع أفراد الأسرة في مراحل العمر المختلفة.[4]وقد أثبتت الدراسات أن الأسر التي تظهر درجات من العنف تتسم بدرجات عالية من التبادل السلبي والغضب والاحتقار المتبادل، وتشير هذه النتائج إلى أن الاختلافات بين الزوجين يمكن أن تتصاعد في الزيجات العنيفة، كما تؤكد الفروق السلوكية بين الزيجات المتوترة والزيجات غير المتوترة على وجود السلوك العدواني الجسدي العنيف لدى الزيجات المتوترة[5]، ويعد العنف المنزلي مشكلة واسعة الانتشار في كثير من الأسر في جميع أنحاء العالم ، وقد قامت مراكز البحوث العلمية باستخدام عد من العينات الموزعة على ثمانية وأربعون دولة وقد أشارت النتائج إلى أن النسبة من (10-69%) من النساء قد تعرضن إلى الجسدي.[6]
العنف العكسي:
لم يقترن العنف الأسري بالعنف الموجه من قبل الرجل للمرأة فقط، ففي عدة دول سجلت العديد من حالات العنف العكسي الموجه من قبل المرأة للرجل و انتشرت ظاهرة ضرب الزوجات للأزواج ففي الهند مثلاً كانت نسبة الأزواج المضروبون 11% وفي بريطانيا كانت النسبة 17% وفي أمريكا 23% وفي العالم العربي تراوحت النسبة بين 23% إلى 28% وقد تبين أن النسب الأعلى كانت في الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى، أما في الأحياء الشعبية فالنسبة وصلت إلى 18% فقط وكانت الأسباب عديدة، منها تغير شخصية المرأة بفعل التقدم وتحريرها وتمكينها وسيطرتها على غالبية الأمور المتعلقة بالبيت، و قد لعب الاستقلال الاقتصادي أيضاً دوراً كبيراً حيث أعطاهن شعوراً بالندية والمنافسة، وقد أشارت عدة دراسات إلى أنه في أغلب الأحيان يكون ضرب الزوجة لزوجها كتعبير رمزي عن شعورها بالظلم و الإهانة ففي البداية قد يكون ضرباً غير مبرح باستخدام اليد ومن ثم يتطور عندما يتفاقم الشعور بالظلم لديها إلى استخدام وسائل وأدوات بديلة أخرى مثل العصا والسكين وغيرها.[7]
الاغتصاب الزوجيMarital Rape :
على الرغم من وجود بعض الحالات التي تمت فيها محاكمة الرجل بتهمة اغتصاب الزوجة مثلما حدث في عام 1975م بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث شهدت هذه الحالة التعذيب بالضرب من قبل الرجل في سبيل القيام بالعلاقة الزوجية الخاصة، وقد ظل الجدل في عديد من المجتمعات حول هذه القضية، ففي عام 1982 درست ديانا روسل Diana Russell عدد تسعمائة حالة من ضحايا الاغتصاب، وقد وجدت أن واحدة من بين كل سبعة نساء متزوجات قد تعرضن للاغتصاب الزوجي، وحتى عام 2000 أقرت 26 دولة من دول العالم قضية اغتصاب الزوجة منهم أستراليا وبلغاريا وكندا والدنمارك والإكوادور وفرنسا وألمانيا وأيسلندا وإيرلندا والمكسيك ونيوزلندا وناميبيا والنرويج والفلبين وبولندا وجنوب أفريقيا وإسبانيا والسويد وإنجلترا وفي الولايات المتحدة 33 ولاية فقط ، وفي كولومبيا أشار عدد من رجال القانون إلى صعوبة هذه القضية بسبب إجراءات إثبات القبول من عدمه في حالة وقوع حادثة الاغتصاب للزوجة بالقوة مع صعوبة برهانه.[8]
أحداث الحياة الضاغطة :
كلمة ضغط تعنى الإجهاد وهو مفهوم مستعار من الفيزياء والهندسة وهو عملية يتم من خلالها يتم تقييم حدث ما بأنه مؤذ أو مهدد أو يحمل تحدياً، وهو يمثل الأحداث التي تدرك أنها أعباء على الفرد أو أنها تتجاوز موارده وإمكاناته للتأقلم، وأكد “تولور” أن الضغط هو أي يحدث تأثير في قدرات التكيف لدى الفرد، كما يعتبر الضغط جزءاً من خبرة الإنسان اليومية وذلك إذا كان مرتبطا بعدة مشكلات مثل الصدمة والتهيج العاطفي والجهد العقلي أو الفيزيائي والتعب والخوف والألم والحاجة إلى التركيز والمحاولة في النجاح بعد الفشل.[9]
بيت الأمان للرعاية الاجتماعية للنساء :
هو بيت تابع لوزارة التنمية الاجتماعية، و تم افتتاحه في تاريخ 22/6/2011 لتقديم خدمات الرعاية للنساء المعَنّفَات اللواتي يعانين من عدم وجود سند عائلي أو ليس لديهن مأوى وقد يكن فتيات قاصرات لديهن مشكلات قانونية أو بلا مأوى وليس لديهن ظروف تكيفية مناسبة مع أسرهن، ويستثنى من الفئات السابقة المسنات واللواتي يعانين من أي مرض أو إعاقات أو إدمان أو خريجات السجون، وتكون الإقامة في البيت مؤقتة ومرهونة بحل المشكلة، وقد وصل عدد الحالات التي تم تقديم لها الخدمة منذ الافتتاح حتى وقت إجراء الدراسة أكثر من مائتي حالة تقريباً واشتملت أغلب مشكلاتهن على الخلافات الأسرية و الزوجية وعلى الاعتداءات الجنسية سواء من داخل الأسرة أو من خارجها، هذا إضافة إلى القيام بتقديم خدمات للنساء اللواتي يأتين إلى البيت ويعدن إلى أسرهن مرة أخرى حيث يأتين فقط للاستشارة، وقد نجح البيت في إعادة عديد من النزيلات إلى ذويهن بعد التوصل إلى حلول مرضية مع الأهالي والأزواج ،وهناك عدد منهن تم الإشراف على إجراءات الزواج وتزويجهن ، وتكون فترة الإقامة في بيت الأمان مؤقتة لحين حل المشكلة، وتشتمل إجراءات دخول النزيلة إلى بيت الأمان على استلام النزيلة مذكره طلب تحويل ثم التوقيع على الاستلام من قبل الإدارة، أما الحالات المتوجهة ذاتيا يتم استقبالها والتأكد من الشروط الواجب توفرها بها مع استلام كافة الأوراق الثبوتية، و القيام بفتح ملف لها مع تَسلم ما بحوزتها من نقود ومقتنيات ويتم تسجيلها في سجل الأمانات بعد أن تقوم بتعبئة استمارة الدخول واستلام قائمة التعليمات الخاصة ببيت الأمان.[10]
5.الدراسات السابقة :
-دراسة حاج يحيى (2013) :
أشارت الدراسة إلى أن العنف النفسي الموجه إلى الزوجات يتمثل في استخدام الألفاظ معهن مثل السب والشتم والقول مثل “أنت سمينة أو قبيحة” ومن الممكن أن يتمثل العنف في إتلاف الممتلكات أو الصياح والصراخ في وجههن أو قول أشياء بهدف الاستثارة، وهناك العنف الجسدي مثل لي الذراع وشد الشعر والرضوخ والجروح والدفع بقوة والتهجم بسكين أو بقطاعة أو طورية أو آلة حادة، وهناك الضرب بالحزام والعصا والصفع على الوجه والكسر والحرق وكذلك هناك العنف الجنسي مثل الاغتصاب أو رفض استخدام وسائل منع الحمل من قبل الزوج واستخدام القوة أثناء العلاقة الحسية، أو الإجبار على ممارسة أشكال مختلفة أو شاذة من العلاقة الحسية، وأشارت النتائج إلى أن نسبة 62% من النساء اللواتي سبق لهن الزواج قد تعرضن للعنف النفسي، ونسبة 23% منهن تعرضن للعنف الجسدي ونسبة 11% منهن قد تعرضن للعنف الجنسي لمرة واحدة على الأقل.[11]
دراسة وظائفي(2010) :
أشارت مسودة الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة إلى أن نسبة 23% من النساء المتزوجات قد تعرضن للعنف الجسدي ونسبة 10% منهن تعرضن للعنف الجنسي ونسبة50 %منهن قد تعرضن للعنف النفسي ، وفي دراسة حديثة لمركز معلومات وإعلام المرأة الفلسطينية عن الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في قطاع غزة عام 2009م أشارت النتائج إلى أن نسبة 71% منهن قد تعرضن للعنف النفسي ونسبة 67% منهن تعرضن للعنف اللفظي ونسبة 52،4% منهن قد تعرضن للعنف الجسدي ونسبة 14،5% منهن قد تعرضن للعنف الجنسي، وأظهرت إحصاءات جهاز عام الشرطة الفلسطينية لسنة 2009م إلى استقبال 1173 حالة عنف تراوحت بين الإيذاء الجسدي والشروع في القتل والتهديد والاغتصاب ومحاولة الانتحار، كما أشارت الأدبيات إلى أن هناك إحدى عشر حالة قتل للإناث على خلفية الشرف منهن سبع حالات في الضفة وأربع حالات من قطاع غزة، وأيدت ذلك إحصاءات الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عام 2009، وقد أشارت ورقة حقائق صدرت عن صندوق الأمم المتحدة للسكان بنفس السنة إلى أن نسبة 23،9% من النساء العاملات قد تعرضن إلى عنف جسدي في أماكن عملهن أيضاً، وأشار مركز معلومات وإعلام المرأة إلى أن نسبة 32،5% منهن تعرضن للاستغلال والتمييز وأنهن يعملن لفترات طويلة جداً وفي ظروف عمل سيئة، هذا إضافة إلى أن نسبة 68% منهن لا يملكن الحرية الكاملة للتصرف في رواتبهن.[12]
دراسة أبو نجيله وحسن (2005) :
اشتملت العينة على عدد (1265) من الزوجات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين عمر (16-55)سنة موزعين النسب الخاصة بالموطن الأصلي لهن على مواطنات ولاجئات ومن القرى والمخيمات والمدن بقطاع غزة، وتم تقسيم المجموعة إلى ثلاث أقسام ما بين الأكثر تعرضا للعنف والأقل تعرضاً، وبينهن مجموعة متوسطة التعرض للعنف، وقدتم التركيز على مجموعتين وهُنَّ الأكثر تعرضاً والأقل تعرضاً وللعنف، وكانت أهم النتائج أن النساء الأكثر تعرضاً للعنف، هُن الأكثر تقبلاً له حيث وجدن مبرراً نفسياً سمح لهُنَّ بالاستمرار في الحياة الزوجية، كما دلت النتائج على أن الزوجات الأكثر عدوانية هُنَّ الأكثر تعرضاً للعنف.[13]
التعقيب على الدراسات السابقة :
تناولت الدراسات السابقة الآنفة الذكر الموضوع من زواياه المختلفة واتفقت الدراسات جميعها على أن هناك أشكالاً مختلفة من الإساءة الموجهة للمرأة، وقد اهتمت الدراسة الحالية بدراسة عينة تم اختيارها من المقيمات في بيت الأمان للرعاية الاجتماعية وهذا لم يتوفر في الدراسات السابقة، وقد تم الاستفادة من هذه الدراسات أيضاً في تصميم استمارة المقابلة المقننة التي تم الاعتماد عليها كأداة أساسية في الدراسة.
6.التوجهات النظرية للبحث:
اشتمل بناء الجزء النظري في الدراسة على الأفكار والمفاهيم الآتية:
العنف الأسري في العالم :
في دراسة دولية أشرفت عليها مؤسسة الـعدل الوطنية National Institute of Justice عام 2006م عن العنف الدولي ضد المرأة وجد أن نسبة 17,6 % من النساء في العالم قد تعرضن للعنف في وقت ما من حياتهن، وفي الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من بين كل ستة نساء على الأقل تعرضن للعنف.[14]، كما أشارت نتائج الإحصاءات العالمية إلى أن هذه النسبة آخذة في الازدياد، فمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية اعتبر العنف الجسدي والضرب هما المسببان الرئيسيان في الإصابات البليغة للنساء، وقد سجلت في كل ثمانية عشر دقيقة حالة ضرب واحدة للنساء آنذاك، وفي فرنسا كانت نسبة 95% من ضحايا العنف من النساء وكانت نسبة51 % منهن قد تعرضهن للضرب من قبل أزواجهن، وفي بيرو كانت النسبة للضحايا من النساء اللواتي تعرضن للضرب من قبل أزواجهن هي 70 % من الجرائم المسجلة لدى الشرطة، وفي الهند كذلك تحرق النساء يومياً في منازعات تتعلق بالمهر و يعتبر كي العروس عرفا شائعا له صلة بالمهر هناك.[15]
و قد أدت التركيبة السكانية في دول الخليج إلى نقل ثقافات إليها قد تعتبر غريبة عن موروثها الأصلي، حيث اعتادت هذه البلاد على استقبال الملايين من الأجانب، فقد سجل عام 2005م عدد (1334) حالة هروب لفتيات سعوديات نتيجة العنف الأسري إضافة إلى مئات الحالات التي لم يتم تسجيلها بسبب طبيعة المجتمع السعودي ، وفي دراسة بقطر على عدد (3000) طالبة بالجامعة اتضح أن نسبة 52 % منهن تعرضن للضرب ونسبة20 % منهن قد تعرضن للتحرش الجنسي ونسبة 14 % منهن تعرضن للاغتصاب، وفي دراسة إماراتية وجد أن نسبة 33% من أفراد إحدى العينات قد تعرضن للضرب حيث كانت نسبة العنف 45% في العينة، وأيضا في اليمن لوحظ ارتفاع معدلات العنف الأسري وفي الغالب كان التعرض للعنف إما من قبل الزوج أو الإخوة الذكور أو الوالدين وكذلك الحال في الأردن والمغرب والجزائر وغيرها من الدول.[16]
وفي فلسطين أشار مسح العنف في المجتمع الفلسطيني عام 2011 الذي تم بمعرفة الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن نسبة النساء اللواتي سبق لهن الزواج وتعرضن للعنف من قبل الأزواج هي 37% في الأراضي الفلسطينية ( 29,9% بالضفة و50% في قطاع غزة ) و للعنف النفسي 58,6% (48,8 % بالضفة و76،4 % في قطاع غزة ) وللعنف الجسدي 23,5% ( 17,4% بالضفة و34,8% في قطاع غزة ) وللعنف الاجتماعي 54,8% ( 44,8% بالضفة و78،9% بقطاع غزة ) والعنف الاقتصادي 55,1% (41,6% بالضفة و88,3% بقطاع غزة ) ، هذا إضافة إلى ظاهرة الأرقام المجهولة Dark Nombres والتي لم يتم التبليغ عنها باعتبارها سلوك اعتيادي يومي يفسره الدليل التشخيصي للأمراض النفسية والعقلية بمتلازمة ستوكهولم Stockholm Syndrome ” وهي تعني أن الحالة النفسية للضحية تجعلها تتعاطف وتتعاون مع من يسيء إليها، كما وتظهر بعض علامات الولاء له وتبرر استمراره في الإساءة إليها .[17]وقد يترتب على استمرار الإساءة ما يعرف بزملة أعراض المرأة المضروبة وهي زملة تتضمن أعراض الاكتئاب وانخفاض الشعور بالقيمة ومع تكرار الإساءة لها تصاب بما أطلق عليه (سيلجمان) العجز المكتسب حيث تشعر بالاكتئاب وبأنها لا تستطيع السيطرة على أمور حياتها أو التنبؤ بما يحدث لها ولا تستطيع إيقاف الإساءة الموجهة لها، وهناك مظهران لذلك؛ الأول يبدوا في خوفها من عدم القدرة على تجنب العدوان الجسمي، والثاني في عدم القدرة على التنبؤ به، و هناك وجهات نظر ترى أن المرأة لها الدور الأكبر في حجم الإساءة الموجهة إليها فهي تستثير غضب الرجل وربما كان ذلك يدعوه للاعتداء عليها.[18]
المشكلة الأسرية :
ترى أليس فيولاند A.VIOLAND أن المشكلة الأسرية هي شكل من أشكال الأداء الاجتماعي تتميز بنتائج ذات أثر سيء على الفرد كفرد من أفراد الأسرة وقد يمتد الأثر إلى أفراد الأسرة ككل، ويعرفها “غيث” بأنها أي وَهَنْ، أو سوء تكيف أو توافق أو انحلال يصيب الروابط التي تربط الجماعة الأسرية كل مع الأخر، ولا يقتصر وَهَنْ هذه الروابط على ما قد يصيب العلاقة بين الرجل والمرأة بل قد يشتمل أيضاً على علاقات الوالدين بأبنائهما.[19]
التفكك الأسري :
يشير إلى انهيار الوحدة الأسرية وانحلال بناء الأدوار الاجتماعية المرتبطة بها عندما يفشل فرد أو أكثر في القيام بالتزامات دوره بصورة مرضية ، وقد صنف وليام جود W.Goode”” الأشكال الرئيسة للتفكك إلى أربعة أنماط: الأول يتمثل في انحلال الأسرة تحت تأثير الرحيل الإرادي لأحد الزوجين عن طريق الانفصال أو الطلاق أو الهجر، وفي بعض الأحيان قد يستخدم أحد الزوجين حجة الانشغال بالعمل ليبقى بعيدا عن المنزل وبالتالي عن شريكة حياته، والثاني قد يكون بمثابة تغيرات في تأثير الدور وصراع الأدوار بين الزوجين والأبناء، والنمط الثالث يشتمل على أسرة القوقعة الفارغة التي يعيش فيها الأفراد تحت سقف واحد ولكن تكون العلاقات فيما بينهم قد بلغت الحد الأدنى أما النمط أخير والرابع فهو يشتمل على أزمة اضطرارية مثل حدوث الوفاة أو السجن أو التعرض لكارثة ما .[20]يضاف إلى ذلك ما أفرزته العولمة من مشكلات قد أدت إلى ازدياد التفكك، حيث أن النهج السائد لها قد ركز في المقام الأول على المظاهر الاقتصادية والسياسية، والتي بدورها قد أفرزت تغييرات أيديولوجية ومادية داخل الأسر بالشكل الذي جعلها تتعارض مع القرارات الشخصية التي تم التوصل إليها في سياقات الأسرة، ومع تسارع العولمة وما صاحبه من تقلبات للأسواق ومع سرعة الاتصالات حدث التناقض بين مطالب الأسر ومخططاتهم التقليدية وبين أنماط الحياة الجديدة وأدوارها البديلة التي فرضتها العولمة.[21]
خصائص العنف:
- يتصف العنف بخاصية تمثل مستخلص لمشاعر فظة وأحاسيس قاسية وأفكار سلبية.
- يعتبر العنف أحد البدائل المتاحة أمام الفرد وبالذات عندما يقابل أحداثاً قاسية وحادة، أو عندما يواجه مواقف صعبة ومعقدة دوماً.
- العنف نقيض الإصلاح والابتكار وهو أشبه بالعشب الضار للنباتات.
- يتبلور العنف من خلال تفاعل حامله مع آخرين يضمر لهم معاداة أو تعارض مصالح أو خصام بحيث لا يجد الراحة أو السعادة.
- صاحب السلوك العنيف يدمن عليه وهو يشبه تعاطي عقار ما يؤدي إلى شعور المتعاطي بأن جسده في احتياج دائم له لتحقيق مطالبة والوصول إلى مراده.
- العنف والتصرف العقلاني نقيضان لا يلتقيان فالفرد الذي يتصرف بعنف يعنى أنه لا يستخدم عقله في
قراءة الأحداث من حوله.
- تميل طبيعة العنف إلى التصعيد والتفاقم وتصل لاستخدام الآلات والركلات.[22]
مؤشرات العنف الأسري :
مؤشرات تظهر على المرأة :
(تشتمل على الإيذاء الموجه للذات والحرمان وإحساسها بامتلاك الزوج لها والكره له والخوف من عقابه، والحقد والغيرة والإدمان والخوف من السلوك المضاد للشريك).
مؤشرات تظهر على الرجل:
(التحكم في الشريك الآخر وتكرار الضرب بالأشياء عندما يكون غاضباً، والتحكم في قرارات الأسرة والكراهية والغضب والحقد والشك والحماية الزائدة والغيرة والدفاع عن النفس أمام إصابات الشريك الآخر، والمزاج الحاد والنقد وتشويه السمعة).
مؤشرات تظهر على الأطفال
(صعوبات مدرسية ورسوب وفشل وخوف زائد وسلوك عنيف، ومشاكل عاطفية إضافة إلى الفقر والحرمان).[23]
دور مؤسسات الخدمة الاجتماعية في مجال مساعدة ورعاية الضحايا:
الخدمة الاجتماعية هي مهنة إنسانية تهدف إلى مساعدة الأفراد والجماعات والمنظمات والمجتمعات على تنمية قدراتهم ومواردهم وزيادة فرصهم في الحياة ووقايتهم وإشباع حاجاتهم ومواجهه مشكلاتهم، ويتم ذلك في إطار مؤسسات اجتماعية وفي ضوء موارد وثقافة المجتمع وسياساته الاجتماعية، ويمارس هذه المهنة أخصائي اجتماعي يكون لديه مهارات في الإرشاد والاستثارة والتوسط والتفاوض والمدافعة، بحكم خبراته في الوقوف بجوار الجماعات المظلومة في المجتمع.
دور الأخصائي الاجتماعي في مجال مساعدة ورعاية الضحايا:
يتمثل في توفير العناية الفورية للضحايا والمساعدة في التغلب على الصعوبات التي يتعرضون لها، ومساعدتهم ووقايتهم من التعرض لمثل هذه الضغوط مرة أخرى، وفي الحصول على حقوقهم وتوفير غالبية الخدمات والبرامج لهم، وتقوية قدراتهم على المواجهة والحث على التعاون مع الجميع لتسريع الحل، وكذلك إرشادهم إلى مصادر الخدمات والموارد وطرق الحصول عليها والاستفادة منها من المؤسسات المختلفة ودعمهم ببرامج توعوية ملائمة والمطالبة بالمزيد من الحقوق لهم، وتشجيع المجتمع على إنشاء جمعيات تطوعية تساندهم وتدعم أطفالهم مع إجراء المزيد من البحوث والدراسات عنهم وتنظيمهم للعمل في جماعات ضغط تعبر عن مصالحهم.[24]
التدخل المهني:
يشير إلى مجموعة من البرامج الهادفة والمتاحة والممولة للرضع والأطفال والكبار وأسرهم ممن هم في حاجه ماسة إلى المساعدة، وتكون البرامج تعليمية وصحية وخدماتية متخصصة لتلبية احتياجاتهم، وتكون لكل الفئات منذ الولادة
حتى الوفاة وتقدم هذه البرامج تحت شعار حالات لا يمكن أن تنتظر[25] ، كما أن التدخل يعبر عن مجموعة من التدخلات التي تقدم للأسر والمحيطين بها بهدف الاستجابة في أسرع وقت ممكن للاحتياجات المؤقتة أو الدائمة التي يحتاجها كل من هم في خطر، وتتم هذه الخدمات من خلال فريق عمل متنوع الاختصاصات.[26]
أدوار مهنية أخرى للأخصائي الاجتماعي:
– ممكن يساعد النسق على توظيف قدراته ليتفاعل مع الأنساق الأخرى كي تؤدي أدوارها وأنشطتها المطلوبة.
-وسيط “حيث يعمل على حل الخلافات التي تحدث على مستوى الأنساق الاجتماعية”.
-مُوحد “يقوم بتجميع الوحدات الصغرى في شكل موحد متكامل”.
– مُيسر “يقوم بقيادة الأسرة من أجل تحقيق أهدافها بيُسر”.
-مُحلل ومُقيم “يقوم بتحليل الأداء وتقييمه للتعرف على الفعالية المرتبطة بتنفيذ الأنشطة والبرامج”.
-مُعلم “يعطى معلومات ومهارات بشكل واضح للنسق”.
-مُدير”يقوم بتولي مسؤولية إدارة البرنامج المقترح للحل بشكل كامل من حيث الأهداف والتنسيق بين الأنشطة والتقييم”.
-مُمَهد” يقوم بالتعرف إلى المشكلات وإزالة العقبات وكذلك مساعدة الأفراد في تخطيها”
-مفاوض “يقوم بالعمل على حل المشكلات وتسوية الخلافات”.
-مُحرِك” يقوم بتحريك المشكلة بهدف السعي وراء الحل ويوضح المصادر والخطوات التي يمكن إتباعها للتعامل مع المشكلة ويعزز أهمية العمل على حلها”.
-مُدافع “يقوم بتدعيم أنساق العميل التي قد تحتاج إلى دعم وتكثيف للعمل معه من أجل الوصول إلى حقوقه.[27]
7.الإجراءات الميدانية للدراسة :
قام الباحث بالتعرف إلى دور الخدمة الاجتماعية في التغلب على الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على الإساءة للمرأة، وذلك من خلال إجراء الدراسة على عينة من المقيمات في بيت الأمان للرعاية الاجتماعية للنساء في مدينة غزة، وكان عدد الحالات المقيمة أربع حالات فقط وتم إجراء مقابلات متعمقة معهن، كما قام الباحث بعمل مقابلات مع الأخصائيات العاملات ببيت الأمان وكان عددهن ثلاث من أصل ست وهن الأكثر خبرة حسب سنوات الخبرة. واستخدام دليل عمل ميداني “استمارة مقابلة” تم تصميمه كي يتناسب مع الهدف المنشود.
المنهج المستخدم :
استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي إضافة إلى منهج دراسة الحالة، والذي يعد طريقة لدراسة الظواهر الاجتماعية من خلال التحليل المتعمق للحالات الفردية التي قد تكون فرداً أو جماعة أو حقبة تاريخية معينة، أو مجتمعا محلياً أو مجتمعاً كبيراً أو أي وحدة أخرى في الحياة الاجتماعية، ويقوم هذا المنهج على افتراض مؤداه أن الحالة المدروسة يمكن أن تصلح نموذجاً لحالات أخرى مشابهه لها أو من نفس النمط، حيث من الممكن عن طريق التحليل المتعمق التوصل إلى تعميمات قابلة للتطبيق على حالات أخرى تندرج تحت نفس النموذج.[28]و قد استخدم الباحث هذه المناهج نظراً لمناسبته الطبيعة الدراسة وأهدافها، ومن ثم تم جمع المعلومات وترتيبها، وتنظيمها، وتحليلها والخروج بعدة نتائج وتوصيات.
عرض وتحليل النتائج :
نماذج المقابلات:
أ) مع المقيمات ببيت الأمان:
نموذج رقم (1) :
“س” آنسة عمرها (18) عاما من محافظة الوسطى تتكون أسرتها الحالية من ثلاثة أفراد ، وفيما يتعلق بعلاقتها مع عائلتها فهي مفككة جداً ولا يوجد علاقات مع بعضهما، وبالنسبة للوازع الديني لدى أسرتها فهو ضعيف، والحالة حصلت على قدر من التعليم حتى المرحلة الإعدادية وهي لا تعمل وجاءت إلى بيت الأمان نتيجة مشكلتها مع أحد الوالدين وهي محولة من مؤسسة أخرى، وترغب في الإقامة ببيت الأمان هرباً من مشكلاتها مع والدها ، وعبرت عن راحتها للخدمات المقدمة لها ببيت الأمان ولكنها أكدت على أنها لازالت تتألم نتيجة معاناتها النفسية وما تعرضت له من ظروف حرق وضرب من قبل والدها، وهي تريد الزواج للتخلص من مشاكل الأهل.
*وصفها لتجربة الاعتداء الأول عليها/كان اعتداء جسدي ولفظي.
*أبرز الكلمات التي كان يرددها المعَنِفْ/ يتهما والدها فيعرضها ويقول لها (أنتِ لست بكر).
*آلية تصرفها/في البداية لجأت إلى عده سبل لتهدئه معَنِفْها والشكوى منه للأقارب وترك البيت وأخيرا لجأت إلى الشرطة ومن ثم تم تحويلها على بيت الأمان.
* رأيها في التدخل المهني/لم يتدخل أحد لمساعدتها سواء من قبل الأهل أو من قبل المؤسسات مما اضطرها إلى اللجوء إلى الاستعانة بالشرطة.
*سلوكها تجاه المعَنِفْ/الهروب منه.
*ردود أفعالها تجاه المعَنِفْ “العنف العكسي”/لم تعمل شيء.
*تبريرها للعنف من قبل الأب/غير مبرر.
*الأسباب التي أدت إلى لجوء المعَنِف إلى العنف/تعاطي المخدرات ومن ثم الشذوذ والتحرش بالأطفال.
*توقيت طلب المساعدة/في المراحل الأخيرة من المشكلة/ ذهبت للعيش مع أختها المتزوجة ومن ثم إلى الشرطة
*رضاها عن نوع هذا التدخل والمساعدة/غير راضية.
*دور الأخصائيات العاملات المشرفات على حالتها/ العمل على حمايتها من أهلها وعقد مبادرات لحل المشكلة مع الأعمام والأخوال، ولازالت المشكلة قيد الحل.
*خطة الرعاية اللاحقة ببيت الأمان/عن طريق خطة لمتابعة المقيمة بعد الخروج للتأكد من سلامة التعامل معها.
التعقيب :
اتضح من دراسة هذه المشكلة أن الضحية لم تجد أي نوع من المساندة والتدخل من قبل المؤسسات وهذا يعود لثلاثة أسباب الأول هو ثقافة المجتمع الفلسطيني وطبيعة عاداته وتقاليده التي تحول بين تدخل هذه المؤسسات في خصوصية الأفراد، والثاني يرجع إلى ضعف الجانب الإعلامي والتوعوي من جانب هذه المؤسسات لما تقدمه من خدمات، والثالث هو ضعف التعاون والتنسيق بين هذه المؤسسات وبعضها باستثناء الشرطة لما لديها من قدرة على السيطرة والهيمنة وما لدى الغالبية العظمى من المواطنين من رهبة منها، كما اتضح أيضا مدى أهمية وجود مؤسسة بيت الأمان لاستيعاب هذه الحالات التي أغلقت أمامها معظم السبل الهادفة للحل خاصة الحالات التي تتعلق بالاعتداءات الجسدية والجنسية غير المعلن عنها، ومن أمثلة ذلك حالات زنا المحارم وسفاح القربى والشذوذ الجنسي، وفيما يتعلق بالتدخل المهني لم يكن هناك تدخل من قبل بيت الأمان في مثل هذه الحالة إلا داخل البيت نفسه، مما أعطى المجال للتوصية بضرورة قيامه بممارسة العمل المجتمعي بشكل أوسع لتقليل الفجوة والهوة بين إحجام الناس على التعامل معه. وعليه يتم وضع استراتيجية مدروسة وواضحة للمسؤولية المجتمعية والممارسة المجتمعية على نطاق محدود ومن ثم يكون التوسع في العمل وعلى أن يبدأ بالأحياء المجاورة ثم يتسع. وربما يتم افتتاح فروع أخرى له في المحافظات. حيث أن العمل الذي يقوم به يساهم بقدر كبير في حماية المجتمع الفلسطيني من التفكك، هذا إضافة إلى فتح المجال للتعاون والتنسيق مع المحاكم الشرعية ولجان الإصلاح في كافة المناطق لتحويل الحالات والتدخل معها مع عقد الندوات وورش العمل المختلفة مع الأهالي والطلاب والطالبات بالمدارس والجامعات، وقد يتطلب ذلك زيادة عدد المؤهلين والكفاءات في بيت الأمان والحرص على تدريبهن باستمرار.
نموذج رقم (2) :
” ز” عمرها (24)سنة من مدينة غزة متزوجة ولديها طفلة واحدة، و كانت تعيش مع أسرة تتكون من ثلاثة أفراد وضعها الاجتماعي صعب والعلاقات بين أفرادها متقطعة، هذا إضافة إلى ضعف الوازع الديني، وضعف العلاقة بين الأبناء والمحيطين بها، والحالة وصلت لمرحلة الابتدائية في التعليم، وهي لا تعمل وكانت موجودة ببيت الأمان بسبب مشكلة مع الزوج وتم تحويلها من قبل لجنة الإصلاح، والزوجة كانت تعرف زوجها قبل الزواج من خلال الجوال على مدار عام، وتم زواجها دون مهر ودون إجراءات الزواج المعروفة وفقاً للعادات والتقاليد، وكان الزواج الثاني بالنسبة للزوج لذلك كان بدون إمكانات مقدمة، وبعد فترة وجيزة من الزواج أصبحت العلاقات فيما بينهما سيئة للغاية خاصة بعد الحمل الثاني، حيث أنه كان لا يرغب فيه وذلك من أجل الحفاظ على مشاعر زوجته الأولى لأنها أجرت عملية استئصال للرحم، وهي تشعر بالراحة جراء الخدمات المقدمة لها(بالبيت) وينتابها شعور بالتذمر والتردد طوال الوقت لأنها تريد الرجوع إلى الزوج ولكنه يرفض ” متلازمة إستكهولم ” وتعبر عن سبب المشكلة في تعاطي الزوج لعقار (الترامادول) إضافة إلى وجود زوجة ثانية، وقد تعرضت للضرب بآلة حادة والحرق أيضاً.
*وصفها لأول تجربة الاعتداء عليها / بلغتها( اعتداء صعب جداً حيث أطفئ السجائر بجسدي وضربني قبل المعاشرة مع إرغامي عليها وأجبرني على تعاطي الترامادول معه).
*أبرز الكلمات التي كان يرددها المعَنِفْ/ السب والشتم بألفاظ نابية.
*آلية التصرف عند تعرضها للإساءة الشديدة/ ترك البيت والهروب إلى الشارع وتم النقل إلى المستشفى.
* رأيها في التدخل المهني/ لم يتدخل أحد لمساعدتها سواء من قبل الأهل أو المؤسسات ما اضطرها إلى اللجوء إلى لجنة الإصلاح في الحي.
*سلوكها تجاه الشخص المعَنِف/ الاستعطاف والبكاء ومن ثم الهروب منه.
*سلوكها تجاه المعَنِفْ “العنف العكسي”/ ليس ضد زوجها ولكن تقوم بممارسة عُنف ضد طفلتها حيث كانت تضربها بقسوة وعندما وصلت المؤسسة بدأت في السب والشتم للمقيمات.
*العنف الممارس تجاهها من وجهه نظرها / غير مبرر.
*أسباب العنف من وجهه نظرها / تعاطي المخدرات وتداعياتها.
*أنواع العقاقير التي اعتاد عليها الزوج المعنف/(ترامادول).
*توقيت طلب المساعدة والتدخل / في المراحل الأخيرة بعد نقلها للمستشفى وعمل تقرير طبي لها.
*نوع المساعدات / اللجوء لرجال الإصلاح قبل النقل إلى المستشفى وتحويلها إلي بيت الأمان.
*دور الأخصائيات المشرفات/الحماية وإرسال طلب لمقابلة الزوج مع محاولة عرض استئجار منزل لها بمفردها بعيداً عن الزوجة الثانية وتوفير مساعدة لهم من قبل وزارة الشئون الاجتماعية.
*خطة الرعاية اللاحقة/هناك متابعة وإجراءات زيارة منزلية للعمل مع الزوج من خلال لجنة بقيادة مستشار بوزارة الداخلية وبإشراف بيت الأمان.
*كلمة توجهها المعَنَّفَة بلغتها للمعَنِفْ/(حرام عليك واللي بتحمل منك خاف على أولادك واتقى الله فيها).
تعقيب :
تشير هذه الحالة إلى وجود مشكلة قبل الزواج بين الحالة وبين الزوج وهي تتمثل في طبيعة الإجراءات الغامضة التي أدت إلى الزواج بدون مهر و بدون إجراءات طبيعية للعرس، وقد تحدثت المأثورات الفلسطينية قديماً عن مثل هذا النوع من الزواج وذكرت مقولة في المثل الشعبي الآتي ” اللي مهرها تع تع طلاقها كش كش ” وهو يدلل على أن هذا النوع من الزواج غير المشروط قد يؤدى إلى تهاون الزوج مع الزوجة في المستقبل وقد يؤدى إلى تعمده التقليل من شأنها كما في مثل هذه الحالة، هذا إضافة إلي أنها الزوجة الثانية، مع وجود عدد من المشكلات التي مر الزوج بها مثل تعرض زوجته الأولى للمرض وقيامها بإجراء عمليه كبيرة قد تكون مكلفة ومرهقة نفسياً، كذلك تراكم الضغوط عليه من قبل الزوجة الأولى والثانية و اعتياده على تناول عقار مخدر اعتقاداً منه في أنه وسيلة ناجعة في الهروب من مشكلاته، كما أن الزوجة الحالية أيضاً قد اعتادت على إدمان سلوك الزوج السلبي تجاهها وسوء معاملته لها ” متلازمة إستكهولم ” وهذه الزوجة هي مثال للزوجة المنهكة ضرباً والمتحرش بها جسدياً وأخلاقياً، لدرجة أنه لما اشتد العنف بها وتعرضت للإعياء الشديد نقلت على أثر ذلك إلى المستشفى التي بدورها حولتها إلى بيت الأمان، وواضح أن هناك تفككاً واضحاً لدى عائلة الزوج والزوجة مع ضعف الوازع الديني لديهم وقلة الوعي و التعليم، هذا إضافة إلى الأثر الواضح الذي لعبه إدمان الزوج على تناول عقار (الترامادول)فيتفاقم المشكلة ، وقد ساهم عدم وجود مهنة للزوجة للاعتماد عليها في العيش إضافة إلى إهمال الأهل لها في دفع الزوجة للمطالبة بالعودة للزوج مرة أخرى على الرغم من سلوكه العنيف معها، وهذا أيضاً جعلها في حاجه دائمة للمساندة والدعم للتخفيف من توترها النفسي. وقد انعكس العنف التي تعرضت له على مجالها الإدراكي وتمثل في سلوكها وقسوتها مع طفلتها ومع زميلاتها في بيت الأمان، واتضح للباحث أن بيت الأمان يضطر في بعض الأحيان لاستخدام سلطة الحكومة المتمثلة في وزارة الداخلية لإجبار المعَنَّفِين على الحضور لمتابعة حل المشكلة، كما أن تدخل بيت الأمان قبل حدوث هذه المشكلة كان غير موجود مع التأكيد على الدور المهم للجان الإصلاح في الاعتماد عليهم في التدخل.
نموذج رقم (3) :
“و” أنسة تبلغ من العمر(42) سنة من محافظة الوسطى ومن أسرة تتكون من عشرة أفراد و علاقتها العائلية غير متماسكة على الرغم من الشكل العام للأسرة والوضع الاقتصادي الجيد، كما أن الوازع الديني لدى الأسرة ضعيف وفقاً لوصف الحالة و علاقتها بالمحيطين بها جيدة، وهي متعلمة حتى المرحلة الابتدائية ولديها مشكلة مع والدها وأخوتها فهي منذ الصغر أصيبت بحرق شديد في الغالبية العظمى من جسدها نتيجة انفجار أنبوبة الغاز في وجهها، وعلى أثر هذا الحادث قابل الأهل معاناتها بالإهمال والتقصير ولم يحاولوا علاجها بل دأبوا على عزلها عن الناس مما اضطرها في فترة متقدمة من حياتها إلى التفكير في طريقة للخلاص، وبالفعل انضمت إلى تنظيم جهادي بنية الانتحار وعمل عملية استشهادية خاصة، وكانت تعد العدة للسفر للعلاج من الحروق في الأراضي المحتلة وشاءت الأقدار أن يتم القبض عليها قبل تنفيذ العملية، وتم الحكم عليها بأربع سنوات، وعندما خرجت استقبلها أهلاها بمزيد من النفور والاشمئزاز والإنكار لوجودها ووصفها بأنها جلبت للأسرة العار، وكانت بعد الإفراج عنها قد تلقت راتب أسيرة محررة و تم منع هذا الراتب عنها من قبل الأهل مع تعمدهم حبسها في غرفة ومعاملتها معاملة سيئة إلى أن تمكنت من الهرب والاستغاثة بالشرطة التي بدورها حولتها إلى بيت الأمان، وهي تفضل البقاء به لأنها تشعر بالراحة فيه جراء الخدمات التي تقدم لها داخله، والحالة لديها شعور قليل بالتوتر لأنها لازالت تعاني من مشكلات عاطفية واجتماعية وعائلية إضافة إلي دائرة علاقاتها لأن أهلها منعوها من التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
*وصف تجربة الاعتداء الأول/عنف لفظي وتوبيخ وصفع ودفع، وشد شعر وركل وتمزيق ملابس، وخنق وضرب بآلة حادة وإهانة وسب وحبس.
*أبرز الكلمات من المعَنِفْ بلغته /(أنت إنسانة مقرفة ومقززة ويجب أن لا تعيشي).
*آلية التصرف عند التعرض للإساءة الشديدة/الشكوى للأقارب واللجوء إلى الشرطة وإلى مختار العائلة ورجال الإصلاح.
*رأيها في التدخل المهني/لا أحد معني بالتدخل.
*السلوك تجاه المعَنِفْ/الهروب من أمامه لكي لا يضربها.
*هل هناك عُنف عكسي/لا يوجد عنف عكسي بل طلب المساعدة من المؤسسات.
*مبرر العنف/لا يوجد مبرر.
*أسباب العنف/أن الحالة مشوهة فقط وتعرضت لحادث حرق منذ الصغر.
*المعَنِفْ لا يتعاطى مخدرات.
*البدء في طلب المساندة/منذ الطفولة ولا أحد يستجيب.
*نوع المساعدات/مجرد وعود ولا تدخل.
*مدى الرضا عن التدخل /غير راضية.
*دور الأخصائيات المشرفات عليها / لم يتدخلوا معها إلا عند الوصول إليهن ببيت الأمان، والآن المشكلة في طريقها إلى الحل من قبلهن.
*خطة الرعاية اللاحقة / يوجد متابعة وتدخل وتعاون مع رجال القانون والقضاء والنيابة أثناء وجود الحالة ببيت الأمان فقط.
*كلمة المعَّنَّفَة للمعَّنِفين بلغتها /(أن ينظروا لنا كبشر وللمرأة الحق في الحياة كالرجل وفي الزواج وفي الخروج والتعليم).
تعقيب :
من خلال القراءة المتأنية للحالة السابقة نستنتج أن الوضع الاقتصادي والمستوى الاجتماعي لها كان جيداً ولكن كانت هناك مشكلات تتعلق بالعادات والتقاليد والثقافة الخاصة بالتعامل مع الطفل صاحب الإعاقة منذ الصغر حيث أن إعاقته تؤثر على تواصله الطبيعي مع الآخرين، لأن الأهل يشعرون بالخجل والعار من وجود الإعاقة لدى طفلهم مما قد يتسبب له بشكل أساسي في الانزعاج الشديد والعزلة كما في الحالة المدروسة، وهذا الأمر قد ساهم في جعل الحالة تتمرد عليهم أكثر وقد تم مقابلة هذا التمرد من قبل والديها وإخوتها بالعنف والإساءة الشديدة والثورة ومن ثم كان الحبس والضرب، وعند النظر إلى طبيعة التدخل المهني في مثل هذه الحالات يرى الباحث أنه أحياناً تقف المؤسسات عاجزة أمام سيطرة وهيمنة الأهل على الموقف، وكان ذلك واضحا في الحالة، وقد بدا دور بيت الأمان واضحاً بعد تدخل الشرطة والذي جاء متأخراً، حيث بدأ بالظهور في حياة المقيمة بعد أن تدهورت أوضاعها ومن ثم لجوئها إلى طلب المساعدة وللأسف الشديد عند رجوع هذه المقيمة إلى الحياة الطبيعية ربما لن يتوفر لها الضمانات الكافية لعدم تعرضها إلى الإساءة مرة أخرى، نظراً لأن غالبية الأسر ترفض بشدة التدخل الخارجي وهناك عديد من الحالات المجهولة التي يقع حاجز الخوف أمامها ويمنعها من الاستغاثة و اللجوء إلى طلب المساعدة خوفاً من سطوة وتسلط المعَّنِفْ، كما أن بيت الأمان والشرطة وكل المحيطين والمساعدين والمساندين لا يوجد لديهم إمكانية للمعيشة مع الضحايا أو متابعة أحوالهن أولا بأول والخدمات المقدمة هي خدمات آنية، وقد قامت الأخصائيات المشرفات بالتواصل مع أهل الحالة وهم بدورهم رفضوا التواصل معهُن.. والآن هُنَّ بصدد تزويجها عن طريق إحدى جمعيات تيسير الزواج وهناك قبول مشترك بين طرفي العلاقة مع استمرار الرفض من قبل الأهل وربما تدخل القاضي في إتمام إجراءات الزواج، ولكن الضمانات لاستمرار الحياة السعيدة غير متوفرة الأركان بالكامل حيث أن هناك احتمال قيام الأهل بالتدخل السلبي سواء باللجوء إلى القضاء بالطرق المشروعة أو باتباع طرق أخرى قد تكون خفية وغير مدرك عقباها.
نموذج رقم (4) :
“ب” عمرها( 58) عاماً متزوجة ولديها ثلاثة من الأبناء المتزوجين الذين يعيشون معها في بيت مشترك في مدينة غزة، والعلاقة مع عائلتها مفككة جداً والأسرة غير ملتزمة دينياً والحالة لديها قدر عال من التعليم، ولديها صعوبة في التكيف مع زوجها وأبنائها ومع زوجات أبنائها حيث أنهم يتشاجرون معها باستمرار ويضربونها، وهي لا تعمل ولا يوجد لديها مصدراً للدخل سوى المعيشة مع أسرة زوجها حيث أن أسرتها الأساسية “والدها ووالدتها ” منفصلان وجاءت إلى بيت الأمان نتيجة مشكلة مع زوجها وابنها وزوجته “كنتها”، وتم تحويلها إلى بيت الأمان من قبل الشرطة وهي ترغب في الإقامة به هرباً من مشكلاتها مع زوجها وأبنائها ، وهي تشعر بالراحة جراء الخدمات المقدمة لها لكنها لازالت تعانى من توتر وقلق لما تعرضت له من أساليب عنف تضمنت الضرب المبرح من قبل ابنها وزوجته.
*وصفها لتجربة الاعتداء الأول عليها/كان اعتداءً جسدياً ولفظياً.
*أبرز الكلمات التي كان يرددها المعَنِف لها/(أنت مجنونة وتحتاجين لعلاج نفسي).
*آلية تصرفها/في البداية لجأت إلى عدة سبل لتهدئة المعَّنِفْ والشكوى منه لوالدها، ولكن المشكلة تكمن في أن والدها متزوج من أخرى وهو يعامل والدتها بقسوة أيضاً ومنفصل عنها، لذلك لم تجد جدوى من الشكوى للأقارب وذهبت للعلاج النفسي وفرغت كل معاناتها في كتابة قصة أطلقت عليها “صرخة نملة ” وأخيرا تركت البيت ولجأت إلى الشرطة ومن ثم تم تحويلها إلى بيت الأمان.
*رأيها في التدخل المهني/ لم يتدخل أحد لمساعدتها سواء من قبل الأهل أو المؤسسات مما اضطرها إلى اللجوء إلى الاستعانة بالشرطة.
*سلوكها اتجاه المعَّنِفْ/الهروب منه.
*ردود أفعالها تجاه المعَنِف”العنف العكسي”/لم تعمل شيء.
*تبريرها للعنف من قبل الزوج والأبناء/غير مبرر وتشعر بالاضطهاد والحسرة.
*الأسباب التي أدت إلى لجوء المعَّنِفين إلى العنف/العلاقات العائلية المفككة.
*توقيت طلب المساعدة/في المراحل الأخيرة من المشكلة حيث ذهبت للعيش مع والدتها ومن ثم طلبت العلاج النفسي والتدخل من قبل رجال الإصلاح وعادت لزوجها مرة أخرى وتركت البيت وذهبت إلى الشرطة بعد حدوث الاعتداء الأخير عليها من ابنها وزجته “الكنة”.
*رضاها عن نوع هذا التدخل والمساعدة / غير راضية وتعتبره قليلا.
*دور الأخصائيات المشرفات/حمايتها من أهلها وعقد مبادرات لحل المشكلة مع زوجها وأبنائها، ولازالت المشكلة قيد الحل.
*خطة الرعاية اللاحقة/هناك خطة لمتابعة المقيمة بعد الخروج. وسوف تنفذ بعد خروجها وعودتها للأسرة.
تعقيب :
واضح من المشكلة أن الحالة عانت من عدة ضغوط شديدة كانت قد تعرضت لها نتيجة تعمد زوجات أبنائها إهانتها وركلها وشدها من شعرها وضربها وقد شعرت بالأذى الشديد نتيجة ضرب ابنها أيضاً لها مما دفعها للجوء إلى مستشفى الطب النفسي لطلب المساعدة والعلاج لعدم القدرة على التحمل، وقد حاولت الأخصائيات والمساندات مساعدة الحالة وإحاطتها ببيئة فاهمة لظروفها، ولعل المشكلة تكمن في أن المساندين والمساعدين لا يستطيعون البقاء مع الحالة والعيش معها ومع أبنائها، فعندما تكون ظروف البيئة صعبة والعلاقات مفككة يكون الوسط مريضاً ويساعد على نمو المشكلات الاجتماعية المختلفة وتفاقمها. وفيما يتعلق بدور بيت الأمان فقد كان بعد التحويل، ولم يكن له دور في التدخل لاكتشاف الحالات ولكن يبدو هنا أهمية البيت في استيعابه للحالات التي تعرضن للعنف والقسوة الشديدة ولم يكن لهن مأوى.
ب) مقابلات مع الأخصائيات الاجتماعيات :
نموذج رقم (1)
“ه” أخصائية اجتماعية (38) سنة بكالوريوس خدمة اجتماعية ولديها (12) سنة خبرة في العمل بالمجال وتصف بيت الأمان بأنه يحتوى على تجهيزات لا بأس بها مثل ” تليفزيون ومطعم ووسائل تغذية ومن ثم يتم الإشراف على التغذية به، وهناك مركز لتعليم الحرف ومصلى وصالة جيدة للزيارة، وملعب طائرة ومكتبة وواعظة دينية/ كما ويقام فيه عدداً من ورش العمل والندوات، وفيما يتعلق بتجهيزات الغرف فهي جيدة وكذلك الإضاءة وغالبية احتياجات الإقامة مميزة، وهناك مشرفات لكل (شيفت” فترة دوام و عمل محددة”)، والكساء والفرش والأسرة جيدة جداً وعلى مستوى عال من النظافة، وتصف الأنشطة المقدمة بأنها متنوعة فهي” ترفيهية و رياضية وثقافية وفنية، و هناك إرشاد فردى وجمعي يقدم للمقيمات إضافة إلى التدبير المنزلي، كما أن المقيمات يستثمرن وقتهن بلعب الكرة الطائرة، و لديهن برامج للحاسوب والأشغال اليدوية وفي حالة وجود أطفال مع المقيمات قبل عمر المدرسة يقمن بتقديم لهم الرعاية الخدماتية ولحياتية أيضاً والتي تتمثل في المأكل والملبس وخدمات الرعاية صحية والتعليمية، و هناك يوم مخصص لزيارات الأهالي، والمقيمات غير مسموح لهن الخروج بمفردهن إلا بمصاحبة المشرفات والشرطة النسائية من أجل حمايتهن والحفاظ على حياتهن.
وتصف الأخصائية أن الحالات المترددة على بيت الأمان بصفة عامة هي أغلبها حالات تفكك أسري ووضعهن الاقتصادي متدني أو متوسط وعلاقاتهن بعائلاتهن مفككة والتزامهن بالعبادات ضعيفا، والمترددات غالباً مشاكلهن مع الأزواج والأبناء أو الوالدين والإخوة ويتم التحويل في الغالب من قبل رجال الإصلاح أو الشرطة أو منهن أنفسهن، كما أن أسباب الخلافات التي قد تدفع بهن لطلب المساعدة قد تكون لأمور اقتصادية أو قانونية أو شرعية، وهناك أيضاً حالات تأتى ولديها مشكلات بالميراث.
*أمثله على حالات تم التدخل بها/حالة عنف من قبل زوج عاطل عن العمل ويعيل أسرة/ حالات اعتداء بالضرب على الزوجة / حالات بها تدخل من قبل أهل الزوج وقد تصل إلى قيامهم بالاعتداء على الزوجة وضربها.
*وصفها لتجربة حالة مؤلمة تدخلت بها/اعتداء جنسي وسفاح قربى.
*أبرز الكلمات التي ترددها المعَّنَفَة بهذه الحالة عند بداية استقبالها/ كانت تطلب الطلاق أو الزواج هرباً من الأهل.
*كيف كانت آلية تصرف هذه الحالة عند تعرضها للإساءة الشديدة / الشكوى للأقارب وترك البيت واللجوء إلى الشرطة.
*إجراءات المساعدة/التواصل مع الأزواج وحل المشكلة.
* رأيها في تعاطي المخدرات/أحيانا يكون بصفة غالبة والمعَّنَفَة تطلب المساندة في المراحل الأخيرة وحالات التدخل كانت حوالي(160)حالة تقريباً إضافة إلى عدد(19) حالة تحرش جنسي ولكن التدخل تم في بيت الأمان فقط.
*لديها مقترح لتطوير الخدمة عن طريق التشبيك مع مؤسسات المجتمع المحلى وتوفير الرعاية الصحية الداخلية فيبيت الأمان مع توفير لجنة استشارية قانونية داخلية فيبيت الأمان نفسه.
*كلمات توجهها للمعَّنِفين/الاختيار المناسب للزوج واختيار الخلق والدين وأن ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.
نموذج رقم (2) :
“ع”(33)سنة بكالوريوس خدمة اجتماعية خبرة عشر سنوات وفيما يتعلق بالتجهيزات والفرش والكساء ونوعية الأنشطة والخدمات والتغذية والزيارات كان حديثها لا يختلف كثيرا عن زميلتها في النموذج رقم (1) “ه” وهو متشابه مع هذا النموذج وكانت كلمتها للمعَّنِفين “استوصوا بالنساء خيراً”.
نموذج رقم (3) :
“ل ” مساندة(33) سنة بكالوريوس علم اجتماع أضافت إلى حديث زميلاتها في النموذج (1) و(2) عند المقابلة معها أن هناك مشكلات تتمثل في تدخل أهل الزوج في الأمور الشخصية للزوجة، إضافة إلى أن هناك خدمات تقدم مثل توفير(كبونه) “سلة مساعدات عينية تشتمل على مواد تموينية مختلفة يتم استلامها من أماكن توزيع المعونات ” من وزارة الشئون الاجتماعية لمن لديهن حالات اقتصادية صعبة، وتشير إلى أن معظم أسباب العنف كانت شخصية في الغالب أو مرضية ويكون طلب المعَّنَفة للتدخل في المرحلة الأخيرة، وكلمتها العامة للمعَّنِفين هي “رفقاً بالقوارير”.
تعقيب :
أشارت المقابلات مع الأخصائيات المشرفات إلى أن الحالات تأتى إليهن في بيت الأمان بعد أن تستنزف كل طاقاتهن في طلب الحماية وبعد أن يتراكم الفشل من الاستمرار لديهن وتكون المرحلة الأخيرة لهن باللجوء إلى الشرطة، أيضاً تحدثت الأخصائيات خلال المقابلات عن تجارب الإيذاء والاعتداء التي وردت إليهن وكانت أصعبها حالات سفاح القربى وزنا المحارم والتحرش الجنسي من قبل الأقارب والمحيطين وكذلك التحرش الأخلاقي الذي تعرضت له المقيمات في حياتهن، وقد اتضح دور الأخصائيات في قيامهن بإجراء دراسة حالة لكل حالة بمفردها ومن ثم الاستماع لتجارب المقيمات فمنهن من تحكى أن المعَنِفْ ذكر لها عبارات عنيفة مثل ” لازم أموتك أو أنت مجنونة أو مقرفة وأحياناً يشكك في شرفها وعرضها”، كما تحدثن عن أن هناك بعض الزوجات وصلن لمرحلة الإعياء من كثرة الضرب والعنف الجسدي “الزوجة المنهكة ضرباً”، كما عبرت الأخصائيات على أنهن يعملن في إطار معقد من شبكة العلاقات المفككة للحالات وأنه لولا بيت الأمان التابع لوزارة التنمية الاجتماعية ما استطاعوا العمل، لأن الوزارة توفر الحماية لهُن وللحالات أيضاً كما وتوفر التعاون مع الشرطة ومع رجال القانون والقضاء والنيابة.
8.ملخص عام لأهم النتائج :
يتضح من خلال عرض المقابلات دور الخدمة الاجتماعية في التغلب على الآثار المترتبة على الإساءة للمرأة من خلال استعراض دور الأخصائيات المشرفات وما قدموه في تجربة بيت الأمان للرعاية الاجتماعية والتي تلخصت في الآتي:
-أن بيت الأمان كمؤسسة من مؤسسات الخدمة الاجتماعية يعتبر حاضنة للنساء اللواتي ضلت بهن السبل وهو بيت مملوء بالحكايات الخاصة بهن، ويمثل ملاذ يتوفر به أغلب وسائل الحماية لهُن ولعل العمل في هذا المجال بمثابة العمل في حقل من المشكلات الشائكة والمعقدة والتي تحتاج إلى وقت وجهد ومال، وقد دللت المقابلات وأكدت على الدور الواضح لمهنة الخدمة الاجتماعية داخل بيت الأمان عندما يتم تحويل الحالة إليه وخارجه عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع مشكلات المقيمات والبيئة المحيطة ورجال القانون والإصلاح والشرطة والنيابة، ويرجع الباحث ذلك إلى وجود عادات وتقاليد وثقافة مغلقة داخل المجتمع الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بعلاقة الجنس الأخر مع أسرهم وفي قضايا الميراث والزواج وغير ذلك ، كما أن نقص الجانب التوعوي و الإعلامي للدور الذي يقوم به بيت الأمانة أهمية، وكذلك القصور في التشبيك والتعاون بين مؤسسات المجتمع المختلفة في هذا الإطار.
– دلت المقابلات على أن بيت الأمان يتوفر فيه خدمات اجتماعية تتمثل في وجود التجهيزات الملائمة جداً لراحة المقيمات حيث أنهن قد عبرن جميعاً عن راحتهن لتوفر وسائل التسلية والترفيه مثل التليفزيون والساحات الخضراء والملعب وصالات استقبال الضيوف وقاعات التغذية وغرف النوم والكساء، كما عبرن عن سعادتهن لوجود عديد من البرامج الخاصة بالإرشاد والتواصل مع ذويهن، وكانت أبرز الحالات هي التي كانت تعد للزواج وقت إجراء الدراسة بعد أن تم تذليل الصعوبات لها من قبل القائمين على العمل، هذا بالإضافة إلى أن البيت الأمن قد قدم خدمات للإيواء اشتملت علي المأكل و الملبس و المشرب، وكذلك الخدمات الإرشادية و التثقيفية والترفيهية والتعليمية والدينية والرياضية والفنية هذا إضافة إلى مراكز التشغيل والحاسوب والخياطة والتطريز.
-كانت أبرز أسباب المشكلات متمثلة في التفكك الأسري والإهمال وفي كثرة تدخل الأهل وفي الوضع الاقتصادي الصعب وفي تعاطي المخدرات، وعدم الالتزام بالعبادات والجهل وقلة التعليم وعدم وجود مهنة أو مصدر دخل تعتمد عليه المعَنّفَات عندما تتقطع بهن السبل.
-كانت أغلب الحالات هي التي تعرضت للعنف النفسي والجسدي والجنسي مع الشعور الدائم لديهن بالمعاناة والتوتر أثناء التواجد في بيت الأمان.
-كانت أبرز المشكلات والمعيقات أمام المؤسسة فيعدم تمكن القائمين بالعمل بها من التواصل مع المجتمع المحلى بسهولة نتيجة تعقد الإجراءات الإدارية بعض الشيء حيث أنها تتبع وزارة التنمية الاجتماعية، إضافة إلى صعوبة الحالات التي يتعاملون معها في هذه المؤسسة نظراً لأن غالبية حالاتها تتعلق بالتعدي والاعتداء وتتطلب تواجد قوة الشرطة لدرجه أن المقيمات يتوفر لهن كل وسائل الحياة السعيدة إلا أنهن يحطن بالأسلاك الشائكة والأبواب المغلقة و هناك خوف من خروجهن بمفردهن، ولا بد من توفر رجال أمن دائماً معهن في حالة خروجهن من المؤسسة لأي سبب من الأسباب قبل حل المشكلة تجنبا من تجدد الاعتداء من قبل المعَّنِفين لهُن وتصف إحداهن أنها إن احتاجت للخروج تكون خائفة وتتلفت حولها يميناً ويساراً، وأخريات يفضلن عدم الخروج من شدة الخوف.
9.توصيات ومقترحات:
-توسيع دائرة العمل والإعلام عن وجود مؤسسة تقدم خدمات دون تلقى أجر لهذه الفئة التي لا تجد من ينصفها.
-التوسع في تقديم الاستشارات الأسرية للوصول إلى الفئة الأكبر منهن عن طريق البحث عن أماكن تواجدهن في العمل وفي الجامعات وفي الوحدات الصحية والنفسية، مع عقد عدداً من المبادرات وورش العمل المختلفة ونشرات التوعية التي تمكنهن من التعرف على كيفية طلب المساندة.
-عمل خطط توعوية شاملة تتضمن الإرشاد والدفاع وبرامج التدخل المبكر المختلفة مع المعتَدى عليهن ومع المعتَدِين أنفسهم.
-إنشاء مراكز للتعامل مع المعَّنِفين والمعتَدِين وتقديم لهم الدعم والمشورة في كيفية التصرف في المواقف العنيفة المختلفة.
– عمل خطة وطنية واضحة مع وضع استراتيجية للمسؤولية المجتمعية عن هؤلاء المعَنَّفَات للوقاية من العنف الواقع عليهن.
-التشبيك مع المجتمع المحلى لاكتشاف الحالات والتدخل المبكر والتشبيك والتعاون مع الوزارات والمؤسسات والأهالي.
-إطلاق سلسلة حملات تتضمن تفسير وشرح لعواقب الخلل الأدائي للأدوار الأسرية وعمل حملات للأمان الأسري وحملات لإزالة الأمية الزوجية والأسرية.
-التشجيع على وجود عديد من البرامج الهادفة والمساندة والممكنة للمرأة للاعتماد على ذاتها خاصة اللواتي تعرضن منهن لظروف مختلفة عن الآخرين واللواتي لم يأخذن حقهن في التعليم والزواج والصحة، وكذلك المرضى وذوي الإعاقة وغيرهن مع تدريبهن وإمدادهن بالخبرات الحياتية المختلفة.
-التنسيق مع أقسام الإرشاد الأسري المختلفة بالمحاكم الشرعية على اعتبار أنه جزء هام في الوقاية من الوقوع في العنف الشديد وأنها قد تساعد في عودة عديد من الحالات المعَّنِفَة إلى رشدها.
-زيادة عدد المؤهلين والاعتماد على الكفاءات منهم والاستعانة بالخبراء في هذا المجال وتدريبهم على كيفية التعامل مع الضحايا وتوضيح آلية التدخل المهني المبكر.
قائمة المراجع:
- ابتسام محمود محمد سلطان، المساندة الاجتماعية وأحداث الحياة الضاغطة، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان،الأردن،2009.
- أندريو ايرنانديث مريا طريسا وأخرون، الكتاب الأبيض للتدخل المبكر ” الاتحاد الإسباني لجمعيات التدخل المبكر”Gat””” ، أطفال الخليج، مركز دراسات وبحوث المعوقين، وزارة الشغل والشئون الاجتماعية،2005.
- سفيان أبو نجيله وحمزة بركات حسن/تقبل عنف الزوج والعدوانية والأنوثة – الذكورة وعلاقتهم بالعنف الموجه ضد الزوجة في محافظات غزة/ 2005.
- سناء الخولى، الأسرة والحياة العائلية، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية ، مصر،2008.
- سليمان حسن حسين وآخرون، الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والأسرة والمجتمع، ط1، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت،2005.
- طلعت مصطفى السروجي، الخدمة الاجتماعية أسس النظرية والممارسة، المكتب الجامعي الحديث، 2009.
- عطا الله فؤاد الخالدي ودلال سعد الدين العلمي، الإرشاد الأسري و الزواجي، ط1، دار صفاء للنشر، عمان،الأردن،2009.
- عاطف حسنى العسولى، دراسة سوسيولوجية لأنماط جرائم العنف الأسري في الصحافة المصرية، ط1، مكتبة بيتا،غزة،فلسطين،2012.
- عامر شماخ، العنف الأسري جاهلية العصر، ط1، الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة،2009.
- عبد المنصف حسن رشوان، ممارسة الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة، ط1، المكتب الجامعي الحديث،2008.
- فاتنة وظائفي/توجهات السلطة تجاه قضايا العنف ضد المرأة ” الخطة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة ” وزارة شئون المرأة .2010.
- محمد المهدى، فن السعادة الزوجية، ط1، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة،2007.
- معن خليل عمر، علم اجتماع العنف، ط1، دار الشروق، عمان، الأردن،2010.
- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2006.
- مدحتأبو النصر محمد، ظاهرة العنف في المجتمع بحوث ودراسات، ط1، الدار العالمية، الجيزة، مصر،2009.
- محمد حاج يحيى، دراسة العنف الأسري في فلسطين ، المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطي “مفتاح”، بدعم من unfpa، مسح العنف الأسري في الأراضي الفلسطينية 2001، دراسة تحليلية، رام الله /2013.
- نبيل جامع، الأسرة والسعادة الزوجية بين صرامة التقاليد وإباحية العولمة، ط1، منشأة المعارف بالإسكندرية، 2005.
- هبة محمد على حسن، الإساءة إلى المرأة، ط1، مكتبة الأنجلو القاهرة، 2003.
- Burgess Ann Wolbert and Robert R.hazelwood: Practice Aspects Of Rape Investigation, Fourth Ed., CRC Press Taylor And Francis Group,2009.
20.Dillio Divid and sarah E.evans m.a.and: domestic violence, encyclopédie of adolescence,usa,2012.
21.D.Smith Merril : Encyclopedia Of Rape ,Firist ed.,Library Of Congress, Greenwood Press,Westport, Connecticut London, USA,2004.
- Friedman Susan hatters: Stockholm syndrome, encyclopedia of immigrant health, USA, 2012.
- Lewis m.s.ccc-slp moira:early intervention, encyclopediaof
autism spectrum disorder, USA, 2013.
- Trask bahira sherif: approaches to understanding families, globalisation and families,USA, 2010.
[1]-طلعت مصطفى السروجي، الخدمة الاجتماعية أسس النظرية والممارسة، المكتب الجامعي الحديث، 2009، ص 19.
[2] -عطا الله فؤاد الخالدي و دلال سعد الدين العلمي، الإرشاد الأسري والزواجي، ط1، دار صفاء للنشر، عمان، الأردن، 2009، ص271 .
[3]-ابتسام محمود محمد سلطان، المساندة الاجتماعية وأحداث الحياة الضاغطة، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2009، ص54.
[4]-عاطف حسنى العسولي، دراسة سوسيولوجية لأنماط جرائم العنف الأسري في الصحافة المصرية، ط1، مكتبة بيتا، غزة، فلسطين، 2012، ص9-10.
[5]-نبيل جامع، الأسرة والسعادة الزوجية بين صرامة التقاليد وإباحية العولمة، ط1، منشأة المعارف بالإسكندرية، 2005، ص289.
6-Dillio Divid and sarah E.evans m.a.and: domestic violence, encyclopedia of adolescence, USA, 2012, p744.
[7]– محمد المهدى، فن السعادة الزوجية، ط1، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 2007م، ص161-163 .
8-D.Smith Merril : Encyclopedia Of Rape ,Firist ed.,Library Of Congress, Greenwood Press,Westport,Connecticut London, USA,2004, p122,169.
[9]– ابتسام محمود محمد سلطان، مرجع سابق، ص75.
[10]– معلومات قام الباحث بالحصول عليها من بر وشوربيت الأمان ومقابلة شخصية مع مديرته.
[11]– محمد حاج يحيى، دراسة العنف الأسري في فلسطين، المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطي “مفتاح”، بدعم من UNFPA/ مسح العنف الأسري في الأراضي الفلسطينية 2001م ، دراسة تحليلية ،رام الله، 2013.
[12]– فاتنة وظائفي، توجهات السلطة تجاه قضايا العنف ضد المرأة ” الخطة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة”، وزارة شئون المرأة، 2010.
[13]– سفيان أبو نجيله وحمزة بركات حسن، تقبل عنف الزوج والعدوانية والأنوثة – الذكورة وعلاقتهم بالعنف الموجه ضد الزوجة في محافظات غزة، 2005.
14-Burgess Ann Wolbert and Robert R.hazelwood: Practice Aspects Of Rape Investigation, Fourth Ed.,CRC Press Taylor And Francis Group,2009.
15-عطا الله فؤاد الخالدي ودلال سعد الدين العلمي، مرجع سابق، ص272-273 .
[16]-عامر شماخ، العنف الأسري جاهلية العصر، ط1، الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2009، ص30- 34.
17- Friedman Susan Hatteras: Stockholm syndrome, encyclopédie of immigrant Heath, USA, 2012, p1387-1388.
18-هبة محمد على حسن، الإساءة إلى المرأة، ط1، مكتبة الأنجلو القاهرة/2003، ص19-20.
19-عبد المنصف حسن رشوان، ممارسة الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة، ط1، المكتب الجامعي الحديث،2008، ص25-32.
20-سناء الخولي، الأسرة والحياة العائلية، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، مصر،2008، ص57.
21 – Trask bahira sherif: approches to understanding families, globalisation and families, USA, 2010, pp.21-38 .
22–معن خليل عمر، علم اجتماع العنف، ط1، دار الشروق، عمان، الأردن، 2010م ، ص26-28.
23-مدحت محمد أبو النصر، ظاهرة العنف في المجتمع بحوث ودراسات، ط1، الدار العالمية، الجيزة، مصر، 2009، ص230.
24-مدحت محمد أبو النصر، نفس المرجع، ص53-57.
25-Lewis m.s.ccc-slp moira:early intervention, encyclopedia of autism spectrum disorder,usa,2013,p1031-1032.
26-أندريو ايرنانديث مريا طريسا وآخرون، الكتاب الأبيض للتدخل المبكر ” الاتحاد الإسباني لجمعيات التدخل المبكر”Gat””، أطفال الخليج ، مركز دراسات وبحوث المعوقين ، وزارة الشغل والشئون الاجتماعية، 2005، ص13.
27- سليمان حسن حسين وآخرون، الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والأسرة والمجتمع، ط1، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، 2005، ص30-33.
28- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2006، ص44.