ترمي هذه الدراسة التي اعتمدنا فيها على المنهج التاريخي المقارن، إلى تسليط الضوء على تجاذبات المرأة الجزائرية بين الموروث الشعبي المتمثل في الأمثال الشعبية، التي كانت في كثير من الأحيان ذات أبعاد تشويهية، دونية، واحتقارية لهوية المرأة. وبين التشريعات الكولونيالية الفرنسية التي كانت تهدف إلى استقطابها وعزلها عن الثورة التحريرية. باعتبار أن المرأة كانت الحلقة المفصلية في الحفاظ على الهوية الجزائرية، والوقود الرئيسي لهذه المقاومة الشرسة. فمن يملكها يملك الرجل والثورة. وتنتهي دراستنا إلى نتيجة أساسية مفادها أن هذا الموروث الثقافي، لم يمثل الرأي السائد خلال المرحلة التي تعرضنا لها بالدراسة، وإن كانت ـ فعلا ـ عنصرا مغلوبا على أمره، مقهورا، ويعاني من تسلط الرجل العربي المتخلف. وأن الجهود الكبيرة المرتبطة بشكل مباشر بالخيارات الإيديولوجية للنظام الكولونيالي الفرنسي لترقية المرأة الجزائرية وإنقاذها من بيئتها المنغلقة والمتحجرة، وإدماجها مهنيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.لم تكن إلا في مجالات محدودة جدافي الجانب التقليدي في الخلية الأسرية والاجتماعية بشكل خاص. دون العمل على إنهاء المعوقات التي تحول دون تطوّرها.
الكلمات المفتاحية: الأمثال الشعبية-العادات والتقاليد-الجمعيات الخيرية-شارل ديغول.Abstract:
This study, in which we relied on the comparative historical method, aims to shed light on the interactions of Algerian women between the popular heritage represented in popular proverbs, which was often with distinct dimensions, inferior and contemptuous to women. And between the French colonial legislation that was aimed to attract and isolate it from the liberation revolution. Considering that women have been the essential link in the preservation of the Algerian identity, and the main fuel of this fierce resistance. whoever possesses it owns man and revolution. Our study ends as a basic result that this cultural heritage has not been the prevailing opinion during the phase we were subjected in the study, although it is in fact a defeated element, oppressed and suffering from the domination the Arab man. And that the great efforts directly linked to the ideological choices of the French colonial system to promote Algerian women and save them from their closed and migratory environment, and integrate them professionally, socially, economically and politically. This was only in very limited areas in the traditional aspect of the family and social unit in particular. Without working to remove the obstacles that prevent its development.
key words: popular proverbs-customs and traditions-Charities-Charles de Gaulle.
مقدمة :
من المواضيع التي أخذت تستأثر باهتمام الباحثين، صورة المرأة في خطاب الثقافة الشفهية في المجتمع الجزائري. ويعكس هذا الاهتمام الاطلاع على أوضاعها من خلال التنشئة التمييزية بين الجنسين، المؤسَّسة على سلوك وخطاب الأمثال والحكايات السريعة الانتشار بين مختلف الفئات الاجتماعية، لسهولة تمثلها واستيعابها وقدرتها التعبيرية التي تجعلها تعكس مختلف أنماط الثقافة التقليدية والشعبية التي لها طقوسها الاجتماعية ودلالاتها خاصة. تظل بأفكارها وتصوراتها ومثلها، موجِّها لسلوك الجماهير في حياتنا اليومية[1]، ومازالت تجسد عقليات وذهنيات وسلوكات الإنسان الجزائري، بانتقالها من جيل لآخر، وامتلاكها لسلطة خارقة[2]، في الانتشار السريع بين مختلف الفئات الاجتماعية. إضافة إلى طبيعتها المتميزة بالتكثيف، وبقدرتها المجازية الكبيرة في التعبير عما يعتمل في صدور الناس.
الواقع الاجتماعي للمرأة الجزائرية من خلال الأمثال الشعبية
باعتبار أن الأمثال الشعبية في جوهرها خطاب ذكوري ينتظم وفق الأفكار والمعتقدات، ومبدأ المركزية الذكورية يقدم لنا صورة عن المرأة التي يحذر منها أو يرغب فيها، وباعتبارها – الأمثال الشعبية – “جملة وجيزة ذات مفهوم عميق، تدل على نتيجة إثر تجربة واقعية، والمثل موجود عند كل شعوب العالم، والمرآة الصافية لحياتها وعاداتها وتقاليدها وعقائدها وثقافتها وسلوك أفرادها”[3]. وبما أنها لا تكشف الخبايا النفسية لكل شعب فحسب، بل هي بمثابة قوانين اجتماعية شبه ملزمة تسن المعايير التي يخضع لها الجميع عن طريق المجاز في التفكير وكيفية بناء الواقع الذي نؤمن به أنشطتنا و”تصرفاتنا…حيث إننا نبني مشابهات بين طبقات مختلفة من تجاربنا ونحيل على تجربة معينة من خلال تجربة أخرى”[4].
من هنا نطرح عدة تساؤلات منها: ما هي الصورة التي يرسمها الموروث الثقافي المتمثل في “الأمثال الشعبية” للمرأة؟ وما هي دلالات هذه الصورة وانعكاساتها على واقع المرأة في الأسرة والمجتمع؟ وهل تختلف هذه الصورة باختلاف وضعية المرأة ودورها وسنها، أم أنها صورة عامة تلازم المرأة، وتنطبق على جميع النساء بغض النظر عن الاختلافات القائمة بينهن؟ ونقصد بالصورة هنا: “ذلك البناء الذهني الذي يتم على مستوى الذاتية والرمزية والخيال، والذي يرتبط بالواقع الإنساني من منطلق أن الإنسان بقدر ما يعي العالم المحيط به وعيا مباشرا، من خلال حضور الأشياء بذاتها في العقل، فإنه يعيه بطريقة غير مباشرة، حيث تتواجد الأشياء في الشعور عبر “صور”[5].
من الشائع في المجتمع الجزائري، أن المرأة المحببة إلى زوجها هي التي تلد الذكور الذين تثير ولادتهم مشاعر البهجة وتنتشر بسرعة وتُستقبَل بالزغاريد والأحضان، أمّا الأنثى المقرون مجيئها إلى الحياة بالأسى والتأسّف )وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به([6] والشفقة على ما يخبئ لها الدهر، فتسمع كلمات الأسف والأمل والتمنِّي بمجيء الذكر بعدئذ. لكن المرأة التي تزاوج في الولادة بينهما، خير من تلك التي لا تلد إلا البنات أو الذكور، لا لشيء سوى لأن البنت هي كاتمة أسرار والدتها وتطلع على خباياها وأسرارها المادية (الأموال، المجوهرات..) والمعنوية” تشاركها مشاكلها وآلامها وكل أفراحها”[7]. فإذا توفي أحد الولدين، فإن الذكور من العائلة يكتفون بقبول العزاء وكفى. أما البنت فعكس ذلك تماما، لا يهدأ لها بال، وتظل لمدة طويلة تبكي وتندب حظها، وتردد على مسامع المعزين خصال وهمم وشمائل وفضائل المتوفى. لذلك قيل: “اللي ما عَنْدُو بنات ما عرفوه باش (بماذا) مات“.
تقدم لنا الكثير من العادات والتقاليد البالية التي ليست من الإسلام في شيء صورة متناقضة عن المرأة، فتحط من شأنها وتجعل منها مصدرا للعارومدعاة للشؤم ومجلبة لسوء الحظ، حتى تجعل “أكثر أهل النار من النساء”! وتسحق طبيعتها منذ صباها حيث تحرم من طلب العلم والبحث اللذان يحققان النهوض بالإنسان، ولن تتخلصالبنت المشؤومة من المعتقدات الخرافية، والجهل والفقر والحرمان ولن يكون من حقها فرص سعادة التمتّع بنعم الله تعالى والرّقي في سلّم العلم والعمل.
لقد خلقت لـــ: “صيانة استقامتها ومالها الجسمي والأخلاقي وفي تنظيم البيت، باعتباره عالم المرأة الوحيد”[i]، ولتظهر”بمظهرالمرأةالرؤوفالحنونةالتيتحتضنالأسراروتحسنالمواساةوبكلمةمعبرةترفعالأحزان وتبعد الهموم[8]“، ولتنتقل من بطن أمها إلى بيت زوجها وإلى قبرها (البنت إما رَجَلْهَا (زوجها) وإما قبرها)، كما خلقت لِيُشَكَّ في صغير تصرفها فتتعرض طوال الوقت إلى التجسس وكم الفاه[9].
إن النساء شياطين خلقن لنا أعوذ بالله من شر الشياطين[10]
وهذه النظرة الدونية إلى المرأة، سواء كانت تصدر عن احتقار وازدراء لها، أو خوف وشفقة عليها، من أكثر ما يؤلم المرأة ويعيق حركتها ونهضتها في المجتمع. لأنه يتعارَض من جهة مع شعورها الإنساني الرفيع وكرامتها السامية بشكل خاص[11]التي كرَّمها الله بها، ويسدّ من جهة ثانية أمامها أبواب الترقِّي وفرص التعلّم والعمل، ويعرِّضها لأصناف من التمييز المجحف وألوان من الحرمان الظالم. يحجر عليها ويعطل نشاطها الأدبي والاجتماعي ويغلفها تغليفا تاما إذا خرجت من بيتها، كي لا تلغى قوامة الرجل ورجولته ومهابته. وكي تظل في تصوره نموذجا ل “الخدَّامَة الممتازة” التي تعتني بالمنزل الكبير الذي قد يضم عددا كبيرا من الأفراد، وتساهم في اقتصاد العائلة بنسج الملابس، وتربية الحيوانات، وتسيير المدخرات الغذائية والمحافظة عليها لمدة أطول[12]. وفي ذلك يقول المثل الشعبي على لسان الرجل: “بنتك لا تعلمها حروف ولا تسكنها لَغْرُوفْ(الغرف)”.
أدرك الشيخ”عبد الحميد بن باديس دور المرأة الجليل في المجتمع الجزائري، لذلك اعتبر تعليمها واجبا إسلاميا يتحمله العلماء.
ولقد استدل رحمه الله على وجوب تعليم المرأة بالكثير من الآيات التي وردت في القرآن بصيغة العموم التي خاطبت الذكور والإناث معا و كذلك الأمر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النساء شقائق الرجال. وقد فتح المجال فعلا للفتاة الجزائرية في مدرسته حيث وجدت هذه الأخيرة مكانها دون تمييز بينها وبين أخيها الذكر، وكان الذكور والإناث يؤمُّون مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان “ابن باديس” يشرف بنفسه على هذا النوع من التعليم. ومن حسنات الجمعية أن تعليم الفتيات بها كان مجانا تقول الروائية “زهور ونيسي” في جريد المجاهد يوم 23 جوان 2013، أن “من بين مواد القانون الأساسي لهذه الجمعية هو أن يدفع الأب ثمن تدريس ابنه، أما البنت فتدرس مجانا. لتشجيع الآباء على إرسال بناتهم إلى هذه المدراس”[13]. وقد استعرضت نوعية التعليم الذي كانت تتلقاه رفقة شقيقاتها وهو تعليم نظامي في شتى علوم اللغة، الأناشيد، الخياطة وتعليم الصلاة قبل دخول الفصل أي في الفترة الصباحية التي تخصص للتلاميذ وفي المساء للكبار بهدف محو الأمية. وأضافتبأن والدها كان يتوجه مساءً للدراسة وأمها بعد صلاة العصر بجامع الأخضر لتأخذ دروسا في الأحاديث النبوية الشريفة، القرآن والأدب والأشعار. وأن التلاميذ ذكورا وإناثا كانوا يجلسون جنبا إلى جنب تحكمهم القيم والأخلاق والتربية[14]. لكن الغريب في الأمر أن الأمثال الشعبية تؤكد على ضرورة وأهمية تربية البنت لا الولد. والمقصود هنا تربية البنت هو طاعة أبيها وأخيها الذي تُظهر لهما الاحترام، بالحفاظ على عفّتها والالتزام بوفائها. والتوقف عن الدراسة في سن العشر، لتقوم بوظيفتها الإنجابية والتربوية بعد الزواج لأن القاعدة الخفية للأسرة هي الأمومة. ولا يُسمح لها باللعب في الأزقة وإن كانت صغيرة، ولا الخروج من المنزل إلا لضرورة: “المْرَا اللي تْطُوفْ ما تَغْزَلْالصُّوف“، و”خذ (تزوج) المرا (المرأة) الأصيلة ونام على الحصيرة” و”المْرَا عمارة ولو كانت حمارة“، و”دِّي (تزوجْ) بنت الخيمة الكبيرة (العائلة الغنية) ولو كانت هْبِيلَة“.
يترتب عن هذا حرمانها من حضور المجالس الأدبية والأندية الاجتماعية، وحضور الصلاة. وأي سلوك كهذا، فهو مشين أو “قلة أدب” تتنافى وقيم الأخلاق الإسلامية عكس شقيقها الذي يغفر له المجتمع نزواته الخاصة في السفر والحضر، والتَّفَرُّسِ في وجوه النساء ليختار زوجة له، والجهر برغبته في الزواج، وأن يقبل أو يرفض مَن يشاء، وأن يحبّ ويُغازل، بل ويسهو ويخطأ لأنه “رَاجْلْ ووليُّ العهد” وصاحب القرار والسلطة على أخته وإن كانت أكبر منه سنا، ورفيق الأب “في الأعمال والخليفة على الأرض والعائلة بعد موته، بالإضافة إلى الوصي على الأم والأخوات”[15]. لكن أخته “ناقصة العقل“،”حمقى وْقَالُولْها زْغَرْتِي“، أي أنها لا تعي ولا تفهم، ولا تُولّى من أمرها شيئاً. ستجلب العار والفضيحة للعائلة، وستزيد نكاية الأعداء والجيران إن صدرت منها ما يصدر عن أخيها.
وكثيرا ما تورد لنا الذاكرة الشعبية المتمثلة في الأمثال الشعبية صورة المرأة العجوز أو الحماة أو الأم أو الزوجة “الشريرة” و “السحارة” التي عقدت قرانها مع الشيطان، فيقال:”شَدْ وذُوقْ يا بنت المَحْروق“. ومعناها أن أُمًّا كانت تزور ابنتها المتزوجة بين الحين والآخر، وتأتيها بالعقاقير السحرية لتخلطها بالطعام لزوجها، وفي يوم من الأيام طلبت الأم – زوجة رجل يدعى المحروق – من ابنتها أن تبعث إليها بزوجها وفي يده ملعقة من الطعام ليسأل حماته إن كان ينقص الطعام القليل من الملح. وفعلا قام الزوج بما طلبت منه زوجته، فطلبت الحماة من صهرها أن يخبر زوجته قائلا: “بَرَكاتْ لا زَتِّيهْرَاكي تَعْميه“. بمعنى لقد أصبح ألعوبة بين يديك، فتوقفي عن سحره وإلا تدروش ولن يصلح لشيء.
إن المرأة مجرد سلعة بلا ثمن، وأشبه ما تكون بالجارية أو الخادمة التي يجب أن تكون دوماً في حاجة إلى تسلط وسلطة الرجل والعادات والتقاليد لترسيخ الثقافة الأبوية، وتُعطى “العين الحمراء” لكي تمشي باستواء، وتحبس أنفاسها وتقتل رغبتها وتتجرّد من ميولها ولا تمدّ عينها لغيرها، ولا تبدي رأياً يخالف أهلها. وعدا ذلك يعتبر سلوكا مرفوضا من طرف العائلة[16].ويحضرنا في هذا الصدد ما أوردته “مليكة البلغيتي” التي ترى أن موقف الآباء تجاه زواج بناتهم “يخضع لمنطق محدد بغياب آفاق أخرى بالنسبة لهن غير الزواج وبالخوف من رؤيتهن يسقطن في الدعارة”[ii]، لهذا يقال: “ربي بْنَاتَكْ تْنَكِّي حَسَّادَكْ“[17]. تناسى هؤلاء قوله تعالى: )للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن([18]كما تغافلوا عن دور الاتزان والاعتدال في تربية المرأة مما يزيدها قوة وقدرة على تربية الطفل، فتوجهه نحو الخير بدافع الحب والعطف والتوجيه اللطيف. كما يُمكِّنها من التأثير في “زوجها فتوجهه إلى الخير، وتستطيع التعاون معه على تربية أطفالها على اللطف والأدب، وعلى النظام والترتيب، وعلى النظافة والعادات الصحية. فالأم لها الدور الأول في تكوين المواطنين الصالحين المؤمنين الذين تتجلى فيهم الفضائل … وإعداد الأم المسلمة يتطلب…إعطاءها القسط الوافي من التربية الدينية ومن أصول تربية الطفل وإدارة البيت نظريا وعلميا“[19]“أَقْلَبْ القَدْرَة (القِدْر) على فُمْهَا، تخرج البنت كِي (مِثْلَ) أَمْهَا“.ألفت المرأة الجزائرية المسلمة هذا الوضع وتعودت عليه بصفة عفوية، حتى أصبح طبيعة ثانية لها. فهي تتزوج لتخدم زوجها وبيتها.
تعبر الأمثال الشعبية في الثقافة الجزائرية عن أهمية المهارة في الخدمة المنزلية بالنسبة للمرأة، فتقول،” الشاطرة تغزل على العود والعاجزة تقول مغزلي مْعَوَّجِ” و”بنت فلان نار وشْراروقلبها حَامِي“، أي أنها سريعة في العمل، وليس معنى هذا أن الزوجة ربة البيت – في منظورها – تابعة للرجل لأنها تشارك ببطء في مسئولية رعاية الأسرة وتخطيط مستقبلها وإن كانت هذه المشاركة مختلفة[20] ولا تؤثر في الكيفية التي يعيشها المجتمع، تلك التغيرات الكمية تكون بالتدريج. ولكنها مع ذلك تؤثر في المدى البعيد في الكيفية، أي في طريقة العيش والحياة الذي يصيب تركيبه الطبقي ونظمه “الاجتماعية أو القيم أو المعايير السائدة أو أنماط السلوك والعادات والقيم والتقاليد أو نوع العلاقات السائدة، وقد يكون التغير ماديا يستهدف تغير الجوانب المادية والاقتصادية، وقد يكون التغير معنويا يستهدف تغير اتجاهات الناس وقيمهم وعاداتهم وسلوكهم”[21]. لذلك فهو عملية غير عفوية، بل ناتجة عن عوامل وأسباب، وأحداث متراكمة، يستلزم ظهور أدوار وتنظيمات اجتماعية جديدة. تختلف نوعيا عن الأدوار والتنظيمات القائمة من قبل، ويتجلى ذلك بوضوح حينما نرى أفرادا يمارسون أدوارا اجتماعية وسلوكات مغايرة لتلك التي كانوا يمارسونها خلال فترات سابقة.
إذا بالرغم من أن جميع مسؤوليات المنزل على كاهل البنت منذ صغرها، إلا أن عملها في نظر العامة من الناس يظل ناقصا وغير مقنع و”زُوجْ انْسَا (إمرأتين) والقَدْرَةيابسة” و”أَلْمْزَوْق من بَرّا واش حالك مَلْداخلْ“، يحمِّل المرأة أشدّ اللّوم وأقصى التقريع، وربّما أقسى العقوبات إذا ما تخلّفت أو أخفقت، وحتى إذا أخطأت واشتبهت في تأدية “واجباتها” المزعومة في كدٍّ وتعب ومرض وشقاء وصمت وذل.
تعاني الفتاة التي تَقَدَّمَ بها السن “العانس” ولم تتزوج، من سلوكات تحقيرية ودونية واستفزازية داخل المجتمع الجزائري: “العاتق(العازب)في الدار عَارْ (بمعنى مصيبة أو قنبلة على وشك الانفجار)“، لأنها لن تنادى باسمها في غالب الأحيان وخاصة في فترات الغضب، بل ستُنعت على الدوام ب “البايرة” (العانس) وسيضرب بها المثل القائل: “العاتق إلى بارت على سَعْدْهَا دَارْتْ“، وستعاني الحرمان والكبت. وسيقال عليها مادامت عانسا، “شَدُّو علينا أَوْلادْكُم راها بنتنا قهرتنا” لكثرة ما تثيره من مشاكل، وما تجلبه من العار لأنها أصبحت مصـدر شـؤم لا بركة فيها.
لعلّ الكثير من حالات الطّلاق تعود إلى أنّ الرجل لم يجد ما كان يتصوّره ويأمله في المرأة، أو لأنّ هذه المرأة لم تعد تتحمّل جحيم العيش مع الرجل الذي يأكل ولا يشبع، ويُخدَم ولا يخدِم، ويتنعّم ولا يشكر. يرتاح ويسافر ويتنعّم بنعم الحياة المختلفة بكدِّ يمينه، بينما خُلقت – المرأة – لخدمته و”راحتها من راحته“. وستظل عند والديها، لأنها ستتزوج يوما وتغادر البيت العائلي نحو البيت الزوجية، وسيكلف زواجها متاعب مادية (جْهَازْ) لن يستفيد منها إلا زوجها الذي سيستقبلها بالمثل الشعبي القائل “إلى تعبي(تزوجتَ)عَبِّ(تزوج) المسكينة ولو تْجِبْلْها غير الخبز والسردينا (السردين)”. إنها في نهاية المطاف مجرد سلعة تباع وتشترى، فالأنثى منذ ولادتها تجد أمها وإخوتها وقريباتها الكبيرات خاضعات ومنتجات لسلطة العادات والتقاليد والثقافة القديمة[22]، وتكريس صورتها السلبية، باعتبارها كائنا أكثر “خضوعا للتقاليد والأعراف والعادات وللموروث الثقافي”[23]. الأكثر استنساخا وترديدا للأمثال الشعبية”[24]، تدافع عنها وتنقلها إلى أبنائها إناثا وذكورا بوصفها فاعلا أساسيا في تنشئتهم”[25].
في ظل توارث هذه النظرات حتى عند بعض المثقفين، تحلم الفتاة كثيرا بالزواج معتقدة بأنه هو الحل لمشكلتها وحريتها، ووسيلة لإبراز شخصيتها. إلا أنها في الواقع تصطدم بعد الزواج بأشخاص آخرين يمارسون عليها سلطة أشد من الأولى. ألا وهي تلك المتمثلة في سلطة الحماة والزوج الذي تقبل به من “المهد إلى اللحد“، لكي يحميها ويحافظ عليها ويدافع عن كرامتها مهما كانت خصاله وأوصافه ومواصفاته وحالته المادية “ظل راجل ولا ظل الحيط“، التي قد توقعها في مزالق يصعب عليها الخروج منها. وما عليها إلا الصبر، لأن “الخير امْرَة والشر امْرَة“. وعليها أن لا تفكر في العودة إلى بيت والديها، حتى وإن استعمل الزوج عصا وسلاح الزواج بأخرى لتهديدها وتأنيبها وتأديبها إن هي قصرت في واجباتها.
إن حدث وكانت المرأة عاقرا ولم تنجب الأطفال، تظل لا شيء في المجتمع الذي لا يمكن أن تندمج فيه إلا بفضل الطفل، وتصبح كالخيمة التي لا وتد لها، المعرضة للسقوط (الطلاق..) في كل حين “المرا بلا(بدون) وْلاَدْ بْحَاْل(مثل)الخيمة بلا وْتَاْد“، وستكون سببا يحرم الرجل من كتابة تاريخه السلالي النسبي بإنجاب الولد الذكر “الله يعز البيت اللي يخرج منو بيت“. وأما إذا تعرضت للطلاق، فيقال لها: “بْقَايْ في الدار ولا زواج العار“. ومن النادر أن نجد أثراً فكرياً أو سلوكاً اجتماعياً يتعلّق بالمرأة، ويمكن أن يكون مجرّداً ومستقلاًّ وموضوعياً بشكل تام، دون أن يتأثّر بهذه الموروثات التي نشأنا عليها منذ الصِّغر، وشكّل عند الكثيرين عقيدة ومبادئ دينية وحياتية.
المرأة الجزائرية في ميزان برامج الإدارة الفرنسية
أكدت الكثير من الدراسات على أن الاستعمار الفرنسي أدرك الدور الكبير الذي قامت به المرأة عبر التاريخ. فهذه “الكاهنة” التي قاومت الفتوحات الإسلامية للمغرب، وتلك فاطمة نسومر (1830-1863)[26]التي قاومت الاستعمار الفرنسي وكبدته خسائر فادحة…لذلك وظفت مجموعة من الأقلام لدراسة تأثير المرأة في المجتمع الجزائري. وأسباب العجز عن اختراقها رغم الفرق الطبية الاجتماعية، التي كانت تقدم لها وللسكان المساعدات المجانية[iii]. وقد سعى الاستعمار الفرنسي إلى استدراج المرأة الجزائرية واستنساخ نخبة نسائية متمدنة ومتغربة، تعلن ولاءها الثقافي المطلق للحضارة الفرنسية فكرا وسلوكا بالاستعانة ب:
- المرأة الأوربية سواء كانت مبشرة أو ممرضة، أو المنظمات والجمعيات الخيرية والدينية والاجتماعية، التي سهرت على السماح للمرأة الجزائرية بالالتحاق بالمدارس المهنية، وتعلم مبادئ التربية والتدابير المنزلية مثل الطبخ، والتنظيف، وكي وترقيع الملابس، والتنظيف، والحلاقة، والخياطة، والطرز والنسيج وغيرهما من الحرف الأخرى[27]. وغالبا ما كان عن طريق”التطبيب المجاني” وهذا ما كان يتم فعلا في كثير من الكنائس.
- التشريعات والقوانين الفرنسية: فبتاريخ 20 سبتمبر1947 سنَّتْ السلطات الاستعمارية قانونا يمنح المرأة الجزائرية المسلمة حق الانتخاب، حيث أصبحت السيدة “نفيسة سيد قارة” نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية سنة 1959[28]. وفي 11 جويلية 1957 تمت المصادقة على نظام الوصي الجديد الذي يمكِّن المرأة الجزائرية من أن تكون وصية بصفة آلية على أبنائها إذا هجرها زوجها أو أعادت الزواج، وأن يكون لها الحق في اختيار زوجها[29]. ثم جاء الجنرال “ديغول” الذي أدلى بدلوه في محاولة منه لاستمالة المرأة الجزائرية المسلمة لإنجاح مشاريعه المستقبلية لإبقاء الجزائر تحت هيمنة الاستعمار الفرنسي، والتخلص من قوة الثورة التحريرية. فصرح للصحافة قائلا: “هناك تركيبة عائلية جديدة كي يسمح للمرأة أن تتحرر تماما، لا بد لها أن تتجاوز عبء العائلة التي تضع لها الحواجز والحدود حيث تفرض عليها الوصاية. يجب فك قيد يد المرأة لتساهم في الإنتاج وبذلك تلبي حاجيات بيتها وتصون كرامتها”. وفي سنة 1957كلف المكتب الخامس باستغلال السينما والصحافة والمناشير كأدوات تأثير واستقطاب لإدخال الحس الحضاري على حياتها.
ولإحداث القطيعة النفسية والوجدانية والنضالية بين المرأة الجزائرية وبين قادة الثورة التحريرية، صدر قانون 5 فيفري 1958 الذي أصبحت بموجبه حوالي أربعة ملايين امرأة جزائرية تتمتع بحقوقها السياسية، قصد إنجاح استفتاء 28 سبتمبر1958[30]وكسب أصواتهن الانتخابية في الاستحقاقات المستقبلية للمشاريع الديغولية، وإبعاد المرأة عن الثورة الجزائرية، وتكثيف الإجراءات الدعائية ضد جبهة التحرير الوطني. وقد عمل الجنرال “سالان” على تنظيم مكاتب انتخابية خاصة تحت إشراف نسوة حتى يكفل نجاح العملية.
3) الجمعيات الخيرية الفرنسية: تم الإعلان عن عملية “آلة الخياطة l’Opération, machine à coudre” ” حيث دعت النساء الأوروبيات إلى التبرع بآلات الخياطة للنساء الجزائريات، كما طالبت المديرية العامة للشؤون السياسية والوظيف العمومي بوجوب وضع جهاز نسوي يجند النساء في القوى المحلية “ForcesLocales”[31]
وفي 4 فيفري 1959 منحتأمرية الجنرال ديغول المرأة الجزائرية المسلمة حقوقا تمثلت في الآتي:
– أن يكون عقد الزواج موثقا ويرضي الزوجين بكل حرية.
– يمنع الوالدان من تزويج البنت دون سن الخامسة عشر.
– لا يكون الزواج والطلاق شرعيا إلا إذا كان العقد مسجلا عند القاضي أو ضابط الحالة المدنية، ويسجل في دفتر الحالة المدنية.
– يحق للمرأة المطلقة الحصول على المنحة.
– الطلاق حق للمرأة والرجل على السواء[32].
والملاحظ أن هذه المراسيم التي كانت من جهة غريبة عن الأعراف الجزائرية، والتي استنكرها الأعيان الجزائريون المقربون من الإدارة الفرنسية[33].لم تُسن سوىلمواجهة المواثيق الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخاصة بالمرأة. وتكسير إضرابات العمال الجزائريين، وامتلاك المرأة لضرب المجتمع الجزائري في بنيته، في قدراته المقاوماتية[34]، وفصلها عن الثورة الجزائرية وتحطيم ميكانزمات الدفاع التي سمحت لها بأن تلعب دورا أساسيا في عملية التحرير[35].ومن جهة ثانية فإنها ـ المراسيم ـ لم تُوسع لتشمل إدماج المرأة مهنيا واجتماعيا وسياسيا، بل سعت إلى تغيير الجانب التقليدي في الحياة الأسرية والاجتماعية بشكل خاص، وإن لم يتم ذلك ـ أيضا ـإلاّ في مجالات محدودة جدا. وهذا ما يدعونا إلى التأكيدبأن المرأة ظلت تعمل خادمة في البيوت الأوروبية أو العائلات الجزائرية المسلمة الثرية[36] أو العمل في المصانع الصغيرة في المدينة لتنظيف سلات الخضر أو السردين ووضعه في العلب[37] أو في مصانع الكبريت أو مصانع الأحذية. تخرج المرأة للعمل باكرا خوفا من تفويت فرصة الحصول عليه، ومنهن من تبقى في عملها حتى الساعة الخامسة مساء[38]. وكانت الكثير منهن لا يجدن ما يحضرن معهن من الأكل لأن ” اللعنة تلاحقهن، فما أسرع أن تصبح أجسامهن أجسام حمالين، وما أسرع ما تتحفر أقدامهن التي تطأ الأرض، فإذا هي ملأى بشقوق عميقة، جمالهن يذبل في لمح البصر، بطريقة أو بأخرى، ويبقى لهن من آثار الجمال إلا صوتهن النطيء العذب الرخيم. غير أن جوعا رهيبا يسكن نظراتهن”[39].
لم يخصص رب المصنع وسيلة نقل لنقل المرأة الجزائرية العاملة، ولا مطاعم لتناول وجبات الغذاء. وظلت تقف دون راحة زهاء سبع ساعات. وكان بالمصنع مرحاض واحد وحنفية واحدة تتداول عليهما جميع العاملات اللواتي كن يحصلن على أجر زهيد لا يزيد عن أربعة فرنكات وخبزة شعير[40]، لا يسد رمق جوع العائلة المتكون من عدد كبير من الأفراد. وعندما تعود إلى بيتها كالَّة من العمل، لا تجد الوقت الكافي لغسل ملابسها المتعفنة برائحة السردين الكريهة[41].
ويرجع بعض المفكرين هذا الحيف في العمل إلى الذهنيات الكولونيالية المرتبطة بشكل مباشر بالخيارات الإيديولوجية للنظام السياسي، والتي كانت تقف حجر عثرة في طريق إدماج حقيقي ومتكافئ للمرأة الجزائرية المسلمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وغياب القوانين والتشريعات التي تضمن حقوق العامل. إذ لا يعقل كما يؤكد “بورديو” بأن امرأة جزائرية ظلت تعمل وهي في شهرها التاسع دون أن يتحرك الوازع الأخلاقي والمهني لدى رب مصنعها ليمنحها عطلة الأمومة[42]. وإذا وقع حادث عمل لإحداهن، فيكفي صاحب العمل أن يدعي بأن العامل لم يأخذ حذره أو أنه لم يتخذ تدابير الحيطة والحذر لينهي القضية مع رجال الشرطة دون أن يقدم أي تعويض للضحية بسبب غياب قوانين التأمين[43].
لم يتجاوز عمر هؤلاء الفتيات العاملات سن الثانية عشر عاما في غالب الأحيان، لأن القانون الوحيد الذي كان يُسَيِّر العمل ويتحكم في تسيير الموارد البشرية هو قانون العرض والطلب على اليد العاملة الرخيصة غير المتخصصة والمصالح الخاصة لأصحاب المؤسسات. ولم تكن هذه الأعمال دائمة ومستمرة، بل كانت في أغلب الأحيان موسمية. وهكذا فبمجرد انتهاء موسم العمل تجد المرأة نفسها – والرجل أيضا- في بطالة قد تدوم طويلا بسبب طردها من مركز عملها[44]،فتفقد موردها الحياتي الوحيد، ولا تنال أي تعويض مالي ولا تستمتع بتأمين اجتماعي يجعلها وعائلتها وأولادها في مأمن من الهزّات الحياتية، ولذا غالباً ما يسود هذه العوائل هاجس الخوف والقلق والاضطراب والمشاكل النفسية والجسدية كلّما فقدت الأم أو الأخت عملها أو كلّما مرضت لأي سبب من الأسباب: بالرغم من ارتفاع عدة أصوات طالبت بإنهاء مأساة العمال الجزائريين، وإحداث ثورة داخل الإنسان الأوروبي لتنتشر تعاليم ومبادئ الأخوة في العالم[45].
ويمكننا الاطلاع أيضا على الوضعية المزرية للمرأة الجزائرية المسلمة البائعة في الشوارع والعاملة في الورشات والمصانع الفرنسية من خلال التقرير الذي قدمه رئيس فرقة بمصنع النسيج والزرابي الشرقية ب”تلمسان”، حيث يؤكد التقرير أن المصنع كان يضم في ورشات الخيوط والنسيج 1500 عاملة سنة 1952. كان عدد النساء الأجنبيات يتراوح بين 200 و300 امرأة معظمهن من أصل يهودي. وقد أوكِل عمل زخرفة النسيج إلى العاملات الجزائريات اللواتي تشرف عليهن امرأة أوروبية. إلا أن المثير للنظر هو أن المرأة الجزائرية كانت تتقاضى راتبا يؤمن احتياجها المؤقت دون تأمين حـياتي ثابت ومطمئن وإن كان أقل من نظيرتها الأوروبية رغم قيام الجميع بنفس ساعات العمل. ورغم ذلك – يضيف التقرير – بأنهن كن محظوظات لأنهن وجدن فرصة عمل حرمت منها الكثير من الجزائريات.
خاتمة :
لا يمكننا أن نجزم أو نؤكد بشكل قاطع أن هذا الموروث الثقافي، وبكل ما يعنيه يمثل الرأي السائد اليوم[46]، كما أنه لا يكمن الجزم أنه لم يكن حاضرا ومؤثرا في واقع الإنسان الجزائري المعاصر. إلا أنه في تلك الظروف البشعة، عمل الاستعمار الفرنسي على الاتصال بالوسط النسوي لتلميع صورته، ومعرفته معرفة دقيقة. لأنه أدرك أن المرأة نواة المجتمع، لما لها من تأثير فيي البيت. لذلك شرع المعمرون في إدخال عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم على الجزائريين لاختراق الأسرة الجزائرية، ومسخ ثقافتها وتماسكها. لتكون ـ المرأة ـ الحلقة الأضعف ومعرب ولوج من الدعاية الفرنسية، لأجل تحطيم وتفتيت المبادئ الهوياتية الجزائرية عند المرأة الجزائرية، وجعلها شيئا يتكيف مع المعطيات الجديدة الواقعية. خاصة مع انتشار نقاط احتكاك كثيرة مثل المقاهي والأمسيات الموسيقية، وظهور السيدات الجميلات الرشيقات في المراقص والألعاب، واكتساح المنتجات الغذائية والسهرات والمآدب.وتمكن بعض النساء بفضل التعليم الذي حصلن عليه من الثورة على النمط القديم للعائلة، وعلى العادات والتقاليد الموروثة (التهميش، التقوقع داخل الحَايْكْ (نوع من اللباس التقليدي يغطي سائر جسد المرأة) والبيت، عدم مخالطة الرجل سواء كان جزائريا وأجنبيا. فالتحقن بالعمل في الراديو كمغنيات، وبالمسرح كممثلات. ولما سمحت الفرصة للمرأة الجزائرية للاطلاع على نمط عيْش الأوروبيات (مظاهر الترف والعيش الكريم)،أُصيبت بصدمة كبيرة بسبب تنشئتها الاجتماعية وتكوينها وعاداتها.
قائمة المراجع :
1ـ المصحف الشريف، رواية ورش.
2ـ افرفار علي، صورة المرأة بين المنظور الديني والشعبي والعلماني، دار الطليعة، بيروت، لبنان، 1996.
3ـ بلعربي عائشة، صورة الفتاة في الأمثال الشعبية، ضمن كتاب فتيات وقضايا، نشر الفنك، الدار البيضاء، 1990.
4ـ بلعربي عائشة وغيرها، نساء قرويات، نشر الفنك، سلسلة مقاربات، 1996.
5ـ بوصفصاف، عبد الكريم، جهاد المرأة الجزائرية في ولاية سطيف، المنظمة الوطنية للمجاهدين.
6ـ بوصفصاف عبد الكريم، جهاد المرأة الجزائرية في ولاية ميلة 1954-1962، دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، عين مليلة، 2009.
7ـ بلحاج صالح، تاريخ الثورة الجزائرية، دار الكتاب الجديد، الجزائر، 2008.
8ـ التونجي محمد، المعجم المفصل في الأدب، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1993.
9ـ جحفة عبد المجيد، سطوة النهار وسحر الليل، الفحولة وما يوازيها في التصور العربي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1999.
10ـ الجمالي محمد فاضل، نحو تربية مؤمنة، الشركة التونسية للتوزيع، تونس، 1986.
11ـ حيمر عبد السلام، مسارات التحول السوسيولوجي في المغرب، كتاب الجيب منشورات الزمن، 8 نوفمبر1999.
12ـ عبد الباسط حسن، التغيير الاجتماعي في المجتمع الاشتراكي، مكتبة القاهرة الحديثة، القاهرة، 1964.
13ـ عثمان إبراهيم، مقدمة في علم الاجتماع، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 1999.
14ـ المرنيسي فاطمة، شهرزاد ترحل الى الغرب، المركز الثقافي العربي، نشر الفنك، الدار البيضاء، بيروت، 2003.
15ـمساعدي سكينة، روائيات الاستعمار والمرأة المستعمرة في الجزائر، تر: نادية الأزرق بن جدة، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ENAG، الجزائر 2012.
15ـ ونيسي زهور، جريدة الشعب الجزائرية، العدد 16139، 23 جوان 2013.
16ـ يوسف العلي، فاطمة، فبراير 2000، المرأة في المأثورات الشعبية الكويتية، مجلة البيان، العدد 355.
17ـ ADFM. L’image de la femme et les violences symboliques à son égard au Maroc. Éd ADFM.
18 ـ Achenhou. Abdellatif. Formation de sous-développement en Algérie. Essai sur les limites du développement du capitalisme. 1830-1962. 6 ème édition. O.P.U. 1976. Alger.
19 ـ Attilio. Gaudio. La révolution des femmes en Islam. Édition JULIAD. Paris. 1957.
20 ـ Bouda. Mohamedi Tabti. La Société Algérienne avant l’indépendance dans la littérature. Lecture de quelques romans. 4èmeédition. P.P.U. Alger. Algérie. 1986.
21ـ Bourdieu Pierre. Sociologie de l’Algérie. Paris. PUF. 1959.
22ـBoutefnouchet Mostefa. La famille Algérienne : Evolution et caractéristique récente. 2ème. Édition. SNED. Alger. 1982.
23 ـ Brac De La Perriere. CAROLINE. Derrière les héros…les employées de maisons musulmanes en services chez les Européens à Alger pendant la guerre d’Algérie. 1954-1962. 1ère édition. Collection Histoire et perspective méditerranéennes. L’Harmattan. 1987. Paris.
24ـ Camus. Albert. Actuelle III. Chronique Algérienne. 1939-1952. 287ME édition. Gallimard. Paris. France. 1958.
25 ـDGGA. Direction du plan : le plan de Constantine. Alger. 1960
26 ـDuval. Léon Etienne. Au nom de la vérité. Algérie. 1954-1962. 1ér édition. Édition CANA. Paris. France. 1982.
27 ـ Dib. Mohammed. L’Incendie. Edition. Seuil.1974.
28 ـ El Belghiti. Malika. Le rôle de la femme dans le développement socio-économique : In les indicateurs du rôle nouveau des femmes dans le développement. Éd UNESCO. 1984.
29 ـ Franz Fanon.Sociologie d’une révolution. Paris.1ère édition. Petite collection. Maspero. 1972.
30 ـ Iraqui. Zakia. Le proverbe et la femme. In langues et linguistique N° 9. 2002.
31 ـLe tellier. Michel. Le prolétariat Algérien. In. Terres d’Afriques. Meknès. Maroc. Centre C.R.E.E.R. 1948.
32 ـ Paule. C. Les jeunes ouvrières face à leurs difficultés de vie. In. Terres d’Afriques. Meknès. Maroc. Centre C.R.E.E.R. 1948.
33 ـSaadia- et -Lakhdar. L’Aliénation colonialiste et la résistance de la famille Algérienne : Edition La cité. 1961. Lausanne.
34 ـSambron. Diane. La politique d’émancipation du gouvernement Français à l’égard des femmes algériennes pendant la guerre d’Algérie. In: Jean-Charles Jauffert. Des hommes et des femmes en guerre d’Algérie. Actes du Colloque international des 7et 8 octobre2002. Edition Autrement. 2003. Paris.
[1]ـ افرفار علي، صورة المرأة بين المنظور الديني والشعبي والعلماني، دار الطليعة، بيروت، لبنان، 1996، ص 5.
[2]ـ المرنيسي فاطمة، شهرزاد ترحل الى الغرب، المركز الثقافي العربي، نشر الفنك، الدار البيضاء، بيروت، 2003، ص17.
[3]ـ التونجي محمد، المعجم المفصل في الأدب، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،1993، ص 457
[4]ـ جحفة عبد المجيد، سطوة النهار وسحر الليل، الفحولة وما يوازيها في التصور العربي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1999، ص 10.
[5]ـ المرجع نفسه.
[6]ـ سورة النحل، الآية 58 ـ 59.
[7]ـ بلعربي عائشة، صورة الفتاة في الأمثال الشعبية، ضمن كتاب فتيات وقضايا، نشر الفنك، الدار البيضاء، 1990، ص ص 13-29
[8]ـ Boutefnouchet Mostefa. La famille Algérienne : Evolution et caractéristique récente. 2ème. Édition. SNED. Alger.1982. P : 250
[9]ـ الجمالي محمد فاضل، نحو تربية مؤمنة، الشركة التونسية للتوزيع، تونس، 1986، ص 14
[10]ـ المرجع نفسه، ص 125.
[11]ـ ADFM. L’image de la femme et les violences symboliques à son égard au Maroc. Éd ADFM. P : 9
[12]ـ Attilio. Gaudio. La révolution des femmes en Islam. Édition JULIAD. Paris. 1957.P : 71
[13]ـ ونيسي زهور، جريدة الشعب الجزائرية، العدد 16139، 23 جوان 2013.
[14]ـ المرجع نفسه.
[15]ـ Franz Fanon.Sociologie d’une révolution. Paris.1ère édition. Petite collection. Maspero. 1972. P 19
[16]ـ Bourdieu Pierre. Sociologie de l’Algérie. Paris. PUF. 1959. P 44.
[17]ـEl Belghiti. Malika. Le rôle de la femme dans le développement socio-économique: In les indicateurs du rôle nouveau des femmes dans le développement. Éd UNESCO.1984.P :22.
[18]ـ سورة النساء، الآية7.
[19]ـ فاضل الجمالي، محمد، نحو تربية مؤمنة، مرجع سابق، ص 18- 19.
[20]ـ يميل علماء الاجتماع إلى التمييز بين التغير الاجتماعي والتغير الثقافي، فأولهما هو الذي يطرأ على العلاقات الاجتماعية، بينما الثاني يعتري القِيم والمعتقدات والمُثُل والرموز الشائعة في المجتمع، غير أن الواقع الفعلي، يشير إلى صعوبة الفصل بين هذَين النمطَين من التغير. ولعل ذلك يعود إلى الارتباط الشديد بين مفهومي الثقافة والمجتمع. أنظر: عثمان إبراهيم، مقدمة في علم الاجتماع، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، 1999، ط1، ص334.
[21]ـ عبد الباسط حسن، التغيير الاجتماعي في المجتمع الاشتراكي، مكتبة القاهرة الحديثة، القاهرة، 1964، ص49.
[22]ـ بلعربي عائشة وغيرها، نساء قرويات، نشر الفنك، سلسلة مقاربات، 1996، ص8.
[23]ـ افرفار علي، صورة المرأة…، مرجع سابق، ص 56.
[24]ـIraqui. Zakia. Le proverbe et la femme. In langues et linguistique N° 9. 2002. PP : 11-27
[25]ـ حيمر عبد السلام، مسارات التحول السوسيولوجي في المغرب، كتاب الجيب منشورات الزمن، 8 نوفمبر1999، ص87.
[26]ـ بوصفصاف، عبد الكريم، جهاد المرأة الجزائرية في ولاية سطيف، المنظمة الوطنية للمجاهدين، 1997، ص 64- 69.
[27]ـ بوصفصاف عبد الكريم، جهاد المرأة الجزائرية في ولاية ميلة 1954-1962، دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، عين مليلة، 2009، ص100.
[28]ـ Sambron. Diane.La politique d’émancipation du gouvernement Français à l’égard des femmes algériennes pendant la guerre d’Algérie. In : Jean-Charles Jauffert. Des hommes et des femmes en guerre d’Algérie. Actes du Colloque international des 7et 8 octobre2002. Edition Autrement. 2003. Paris P :233
[29]ـ IBID. P: 231.
[30]ـ بلحاج صالح، تاريخ الثورة الجزائرية، دار الكتاب الجديد، الجزائر، 2008، ص260.
[31]ـ Sambron. Diane. La politique…. Op. Cit. P : 558.
[32]ـ IBID. PP: 228 – 229
[33]ـ DGGA. Direction du plan : le plan de Constantine. Alger. 1960. P : 724.
[34]ـ مساعدي سكينة، روائيات الاستعمار والمرأة المستعمرة في الجزائر، تر: نادية الأزرق بن جدة، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ENAG، الجزائر 2012، ص 452.
[35]ـ Fanon. Fanon.Sociologie…Op. Cit. P : 49.
[36]ـ Saadia- et -Lakhdar. L’Aliénation colonialiste et la résistance de la famille Algérienne : Edition La cité. 1961. Lausanne. P : 96.
[37]ـ IBID. P: 97.
[38]ـLetellier. Michel. Le prolétariat Algérien. In. Terres d’Afriques. Meknès. Maroc. Centre C.R.E.E.R. 1948. P : 34.
[39]ـ Dib. Mohammed. L’Incendie. Edition. Seuil.1974.P : 27.
[40]ـ Camus. Albert. Actuelle III.Chronique Algérienne. 1939-1952. 287ME édition. Gallimard. Paris. France. 1958. P : 52.
[41]ـPaule. C. Les jeunes ouvrières face à leurs difficultés de vie. In. Terres d’Afriques. Meknès. Maroc. Centre C.R.E.E.R. 1948. PP : 130-132.
[42]ـ Brac De La Perriere. CAROLINE.Derrière les héros…les employées de maisons musulmanes en services chez les Européens à Alger pendant la guerre d’Algérie. 1954-1962. 1ère édition. Collection Histoire et perspective méditerranéennes. L’Harmattan. 1987. Paris.P : 102.
[43]ـ Bouda. Mohamedi Tabti. La Société Algérienne avant l’indépendance dans la littérature. Lecture de quelques romans. 4èmeédition. P.P.U. Alger. Algérie. 1986. P : 122.
[44]ـ Achenhou. Abdellatif. Formation de sous-développement en Algérie. Essai sur les limites du développement du capitalisme. 1830-1962. 6 ème édition.O.P.U. 1976. Alger. P : 362.
[45]ـ Duval. Léon Etienne. Au nom de la vérité. Algérie. 1954-1962. 1ér édition. Édition CANA. Paris. France. 1982. PP : 16-17.
[46] ـ يوسف العلي، فاطمة، فبراير2000، المرأة في المأثورات الشعبية الكويتية، مجلة البيان، العدد 355، ص24-32.