المعمار الطيني بالجنوب الشرقي المغربي التحديات والآفاق:معمار القصور بواحات درعة الوسطى نموذجًا
Prospects and Challenges Of Mud Architecture In Southeast Of Morocco
Architecture Palaces InDraa Oasis As An Example
د. محمد اوبها/جامعة الحسن الثاني المحمدية، المغرب
Dr.Oubaha Mohamed/ University Hassan II Mohammedia, Morocco
قال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 79 الصفحة 139.
ملخص:
يتناول هذا المقال موضوعا يتعلق بتحديات المعمار الطيني بالجنوب المغربي، وخاصة معمار القصور بواحات درعة الوسطى، فهذه الواحات تتميز بمعمارها الطيني الضارب في القدم، حيث يرجع ظهور هذا المعمار الطيني بدرعة إلى ما قبل الإسلام، وقد أبدع الإنسان الدرعي في استعمال مواد محلية من قبيل التراب والحجارة والخشب، واستعمل تقنيات هامة من قبيل البناء بالطابية أو اللوح ثم البناء بالآجر المحلي وكذا البناء بالحجارة وهي مواد. وقد استطاع هذا المعمار الصمود لقرون طويلة رغم الظروف المناخية والطبيعية التي شهدتها الواحة، نظرا لصلابتها وقوتها المادية، ولذلك فهو يشكل واحدا من أهم مقومات التنمية المحلية بدرعة الوسطى، ورغم ذلك فهناك إكراهات عدة تواجه هذا التراث الحضاري على رأسها العوامل الطبيعية والتغيرات المناخية.
الكلمات المفتاحية: المعمار الطيني- القصور- واحات درعة الوسطى- التحديات والآفاق.Abstract:
This article is about the challenges of clay architecture in the southeast of Morocco, architectural palaces of central Draa oasis, in particular.The oasis of Draa is characterized by its old mud-brick architecture that date back to the decades of pre-islam. To build them, the shield man made use of local materials like mud, stones, and the wood. He also used some techniques of building such as bricklaying, panel building, building with local waves. Although the climate conditions were bad in the region of Draa, this architecture has remained for many centuries. Thus, it forms one of the prominent pillars of local development in central Draa. However, there is a number of compulsions that still face this cultural heritage, on top of which are material factors as well as climate changes.
Key words : Clay architecture, Ksour/Palaces, Central Draa, Challenges and Prospects.
مقدمة:
تعتبر العمارة والمعمار من أهم الإنتاجات البشرية التي حظيت باهتمام كبير لان دراستها والوقوف عليها يعني الوقوف على إنجاز حضاري-ثقافي بالمعنيين الأنثروبولوجي والتاريخي، أي وقوف على إنتاج تركيبات مجتمعية تكونت في تمازج ما وخلقت لها مرجعيات وتقاليد وعادات ميزتها الأحداث التاريخية، وصقلتها التفاعلات لاجتماعية على مدى المراحل والحقب الزمنية، وأطرها مجال جغرافي بيئي قد يضيق وقد يتسع باتساع أو ضيق الانتماء الاثني أو القومي أو الجغرافي.
وإذا كان لكل مجال ما يميزه معماريا وثقافيا؛ فإن واحات درعة تنفرد بالقصر كوحدة سكنية، وكمؤسسة اجتماعية، سياسة، واقتصادية، متكيفة مع الظروف البيئية للمنطقة ومع الظروف التاريخية والاقتصادية. هذا الانفراد يتضح جليا فيما أشار إليه هنري طيراس المتخصص في الأنثروبولوجيا والعمارة الإسلامية القائل بأن القصور بالمغرب ليست كما هي عليه في الجزائر وتونس، إذ هي فقط في هذين الأخيرين عبارة عن وحدات أو تجمعات متناثرة من منازل عالية.
إن هذا النموذج السكني يمتد على طول واحات درعة، والتي يصل عددها حسب جرد أجري سنة 2005 إلى أكثر من 360 قصرا. فهل يمكن تعريف مفهوم القصر كمؤسسة اقتصادية وسياسية واجتماعية تميز مناطق الواحات وواحة درعة على الخصوص؟ ما هي المميزات المعمارية التي يتسم بها القصر في واحة درعة الوسطى؟
أولا: القصر والواحة مقاربة في المفاهيم
إن ما يميز المناطق الجنوبية وبالأخص واحات درعة وواحات تافيلالت، هو وجود العديد من القصور والقصبات التي لا تتوفر في مناطق أخرى. باعتبارها نمط استقرار وسكن متميز من حيث خصوصياته، يتأثر بالمعطيات الطبيعية والاقتصادية والسياسية، مما كان له انعكاس على المستوى التنظيمي للقصر، الذي يسهر على تسيير الحياة العامة، في إطار نوع من العلاقات الاجتماعية التي تسود بين سكانه باعتباره خلية تضم العديد من السكان الذين يجمعهم التقارب والتشابه في أنماط العيش، وأيضا في نوع من الترابط الاجتماعي غير المتوفر في أماكن الاستقرار الأخرى[1].
- مفهوم القصر
لقد تباينت التعريفات التي أعطيت لمفهوم “القصر” بين المعنى اللغوي ومفهومه الدلالي من خلال القران الكريم والمصادر التاريخية. ف”القصر” لغة هو المنزل، وقيل كل بيت فيه حجر قرشية، سمي بذلك لأنه تقصر فيه الحرام أو تحبس، وجمعه قصور[2]، أما في القرآن الكريم فقد ورد ذكر القصر في عدة آيات منها قوله تعالى “تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَٰلكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا “[3] وفي سورة الأعراف الآية 74 قال تعالى ” وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ” وبهذا المعنى فهي كل بناية عالية واسعة وفخمة.
وفي المصادر العربية يقترب هذا المفهوم من المصطلح المتداول في المصادر التاريخية حيث يقصد بالقصر مقر الخليفة أو الحاكم أو أفراد عائلته[4]، كما كان يطلق عليه اسم البلاط في بداية العهد الإسلامي[5].
إن كلمة “قصر” التي تقابلها كلمة “الدوار” و “المدشر” في باقي مناطق المغرب الأقصى تستعمل للدلالة على السكن القروي في واحات وادي زيز، وادي غريس، واد دادس ودرعة.
و”القصر” مفرد لجمع “قصور”، ويطلق عليه “إِغْرَمْ”[6] في الأمازيغية. وفي المعجم الفرنسي كلمة قصر “qasr” أو “Kasr”تعرف بأنها: قرية صحراوية محاطة بأسوار.
ويعرف “القصر” أيضا بكونه “تجمع سكاني داخل بناية موحدة تحاط بسور ضخم وعال تتخلله عدة أبراج وله مدخل رئيسي واحد، وبداخل القصر يوجد المسجد، والأزقة المغطاة والساحة العمومية والدور السكنية الموزعة عبر الأزقة[7]. كما يدل القصر على بلدة صغيرة تسير نفسها بنفسها بفئاتها الاجتماعية المختلفة ومؤسساتها التقليدية. إن حياة القصور بفعل إطارها المعماري، حضرية وبدوية على حد سواء هي حياة بلدة محصنة مأهولة من طرف فلاحين بستانيين[8].
فالقصر على العموم شبيه بقرية محصنة، لكن بخاصيات أخرى تستجيب لحاجيات العديد من السكانالذين تربط بينهم مصالح مشتركة، استجابة تتمثل في ضمان السكن للأسر ولما تملكه من ماشية ومحاصيل زراعية، وللدفاع عن السكان وممتلكاتهم، واحتواء الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المجموعات السكنية، ومعلوم أن القصور تمتد على طول مجاري ينابيع المياه الجوفية أو على قمم الجبال أو سفوحها، وقد كانت في السابق بمثابة مراكز استراحة للقبائل الرحالة[9].
وبذلك يكون القصر عبارة عن وحدة سكنية تنفرد بها واحات جنوب شرق المغرب، فهو من جهة متكيف مع الظروف البيئية للمنطقة، ومن جهة أخرى مع الظروف التاريخية والاقتصادية لهذه الواحة، لكن ما يميز القصر في درعة هو تموضعه وسط مساحات زراعية شاسعة يقوم بخدمتها وحراستها سكان القصر. ومن تم، فإن مواد بنائه كلها محلية (تراب، طابية، تابوت، حجر، خشب النخيل… القرميد الأخضر) وكلها متاحة بالمنطقة وتتلاءم فقط مع الخصوصيات المناخية، والحاجات الاجتماعية التي سادت المنطقة طيلة قرون، ويستعمل زيادة على ذلك مواد موجودة على الأرض تتيح للقصور أن تندمج جماليا مع محيطها. وهكذا فالقصر عبارة عن قرى محصنة ذات تصميم هندسي محكم، وذات نمط متراص ومغلق على شكل بيوت[10] متصلة فيما بينها تتخللها أزقة محاطة بسور ضخم وبأبراج كانت تستعمل للمراقبة، وباب واحد هو باب القصر كله،[11] وهذا النمط من السكن ذو وظيفة دفاعية أساسا، وهي الملاحظة الأولى التي تتبادر إلى الذهن من النظرة الأولى للقصر.
هذه النماذج من البنايات المتكتلة، متكيفة مع مناخ المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، إذ تقي البنايات من الرياح القوية ومن الحرارة المرتفعة والبرودة القارسة، كما تجعل الإقامة مريحة أثناء الصيف، بالإضافة إلى ما للمواد الأولية الترابية والخشبية وما لإدماج الحيوانات داخل المسكن من دور في تكييف الهواء[12].
أما عن شروط إنشاء هذه القصور، فإن القائمين على تخطيط وبناء القصور، أعطوا أهمية للمناخ ولتضاريس، والموقع الاستراتيجي، وتوفير ظروف الحراسة الطبيعية، واستعملوا المواد المحلية في البناء من تراب وطابية وجذوع النخيل.
فالقصر مرآة تعكس علاقة الإنسان بمجاله الجغرافي ومعالم حياته في يسره وعسره، وهو صنف من السكن الذي تشتهر به الواحات الجنوبية الممتدة بين الأطلس وتخوم الصحراء بدأ بواد درعة الأسفل والأوسط ومرورا بتافيلالت حتى فكيك، بل إن هذا النمط من السكن تجد استمرارا له على هوامش الصحراء الكبرى في كل من الجزائر وتونس وليبيا، ويمثل القصر نمطا معماريا فريدا من نوعه سواء من حيث الشكل أو المضمون[13].
- مفهوم الواحة oasis
يعتبر مفهوم الواحة من المفاهيم الأساسية المؤثثة لبنية هذا البحث، ولذلك سنحاول تعريف هذا المفهوم وأن نلم بدلالاته المختلفة، فمفهوم الواحة حسب معظم الدارسين هو مصطلح مصري قديم[14]، وتعني بقعة من الخضرة في مجال قاحل تعتمد على الري[15]، ويتميز بمناخ محلي ونظام زراعي كثيف ومتنوع وسط محيط قاحل[16].
فهذا التعريف يتضمن تعريفات أخرى متضمنة حسب كل حقل علمي فالجغرافي يعرف الواحة بأنها مجال أخضر وسط مجال قاحل، بمعنى أن وجود هذا المجال مرتبط بتوفر مورد مائي قار، فيما يعرفه الاقتصادي بأن الواحة تتميز بكثافة وتنوع الأنشطة (الزراعة – تربية الماشية-الصناعات المحلية- التجارة- استخراج المعادن..). ويعرفها المتخصص في علم المناخ بأنها مجال يتسم بالرطوبة ولطافة الجو أي بمناخ محلي ناتج عن الأشجار والزراعات التي توجد بالواحة، بالنظر إلى الوسط القاحل الذي توجد فيه، ومن الناحية السكانية فالواحة تتميز بكثافة سكانية عالية مقارنة مع المجالات المجاورة، ومن الناحية السوسيولوجية فالواحة هي مجال للتعاضد والتضامن والترابط الاجتماعي، تحكمه الأعراف والتقاليد، ومن زاوية المؤرخ فالواحة هي مجتمع صغير له تنظيمات سياسية متماسكة تدبر شؤونه بشكل محلي في إطار النظام العام للدولة ولكن له استقلال نسبي في تسيير شؤونه المحلية، يحاول فيها الإنسان نقل تاريخ الأجداد من جيل إلى جيل آخر.
- مفهوم الواحة oasis: التعريف الإجرائي
إن كل هذه الخصائص السابقة الذكر تنطبق على واحة درعة من حيث أنها مجال أخضر في محيط قاحل يتسم بقساوة الظروف الطبيعية والمناخية، يتوفر على مناخ محلي يتسم بالرطوبة وبزراعات موسمية ودائمة، وبكثافة سكانية عالية وبانتشار ثقافات محلية تضمن للمجال الواحي الدرعي خصوصيته سواء على المستوى الإثني أو الاجتماعي، وأيضا بنمط اقتصادي هش قائم على الكفاف وتدبير الندرة، ويشكل التاريخ المشترك الضامن الوحيد لوحدة وتماسك هذه المجتمعات التي تشعر داخليا أن هناك عنصر يجمع بينها هو انتماؤها للمجال الواحي.
فواحات درعة الوسطى ليست واحة بصيغة المفرد بل إنها واحات بصيغة الجمع، فهي ست واحات من الشمال إلى الجنوب، واحة واحة مزكيطة، واحة تنزولين، واحة ترناتة، واحة فزواطة واحة اكتاوة، وواحة المحاميد.
وتمتد هذه الواحات الست على مساحة تناهز 240 كلم تفصل بين هذه الواحات مجموعة من الخوانق تدعى محليا بالفم، وتشكل واحات وادي درعة الحلقة الوسطى في سلسلة الواحات الصحراوية، التي تمتد في الجنوب المغربي على شكل هلال كبير، من وادي نول غربا إلى بلاد توات شرقا، حيث ينفتح هذا الهلال على إفريقيا السوداء، هذا الموقع سمح لواحات درعة بالقيام بدور الوسيط التجاري بين إفريقيا السوداء والمناطق الصحراوية في الجنوب، والمناطق الجبلية في الشمال.
ثانيا: مواد البناء المستعملة في قصور واحات درعة الوسطى
يتميز المجال الممتد من الأطلس الجنوبي إلى المناطق الشبه الصحراوية، بنمط معماري خاص وأصيل، يتمثل هذا الطابع فيما يعرف بالهندسة الترابية، التي تتميز بجمالها وفخامتها المستقاة من بساطتها وانسجامها مع الوسط الطبيعي الذي أنشئت فيه، وهو أيضا ما يعبر عن وحدة هذه المناطق وتميز شخصيتها[17].
يقول الباحث الأمريكي روس دان “لم يكن الجو القاسي في الجنوب الشرقي المغربي جافا إلى الحد الذي يمنع الإنسان من التكيف معه. ففي أواخر القرن التاسع عشر كانت تسكن هذه المنطقة ما بين مائتي ألف ومائتين وخمسين ألف نسمة، وفي السنوات الجيدة يفلحون الأرض، ويعيشون على الموارد التي تسمح بها المياه القليلة. يشتغل السكان هنا بالاقتصاد الزراعي والاقتصاد الرعوي، ويجمعون بين النشاطين. وكانت الزراعة تتوقف على السقي. ولذلك كانت هذه الزراعة منحصرة في ضفاف الأودية والأراضي الطميية، أو قرب العيون، حيث تجري المياه باستمرار أو تجري بشكل موسمي سواء في جوف الأرض أو على سطحها، وباختصار فإن نسبة قليلة من أراضي المنطقة هي التي تصلح للفلاحة. يخصص السكان المستقرون معظم جهدهم لزراعة النخيل التي تفلح في الحرارة ووفرة المياه”[18].
فقد اعتمد سكان الواحة منذ القدم وإلى يومنا هذا على مواد محلية طبيعية ومتاحة، بداية بالتراب ومشتقاته، إضافة إلى جذوع النخل والقصب والأخشاب… هذه العناصر بينت فعاليتها وصلاحياتها كحلول معمارية ملائمة لبيئة الواحة، حيث أنتجت عناصر معمارية قاومت عوادي الزمن منذ مر العصور، يقول الوزان” وعلى ضفاف النهر يتوالى عدد كبير من القرى والقصور المبنية بالحجارة المنحوتة والطين والسقوف، كلها من جذوع النخيل، وكذلك مع الخشب، مع أن هذا الخشب ليس له قيمة كبيرة”.
- التراب مادة أساسية في تشييد القصر
قامت على التراب أغلب صناعات البناء وموادها ببلاد المغرب كالطابية والطوب، وما يتصل بهما من تطيين الجدران أي الجدران أي تلبيسها بالطين، والآجر والقرميد والزليج، ومن ثم تظهر الأهمية الخاصة التي كانت لهذه المادة في تشييد مختلف التكوينات المعمارية بالقرى والمدن بالمغرب[19].
كما أن الإقبال الشديد على استعمال هذه المادة لم يكن ناتج عن مميزتها أو وليد الصدفة فحسب، بقدر ما يفسر العلاقة الوطيدة بينها وبين الإنسان. فمنها خلق وإليها يعود مصدقا لقوله تعلى “إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ”[20]، وفي قوله ” وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ[21].
إذا كان التراب يستعمل كمادة للبناء في جميع الحضارات وفي جميع قارات المعمور، فإنها نادرة هي الشعوب التي كانت لها الشجاعة في تشييد بنايات تشبه تلك المنتشرة في الوديان المتاخمة للصحراء في المغرب، فهذه المباني الطينية الهائلة مدينة في وجودها لتوفر مهارات فريدة ومعرفة عميقة بمواد ذات جودة عالية، وهي تراث لا يقدر بقيمة، وذاكرة تنبض بالحياة تعكس خبرة السكان وتعطي فكرة عن تنظيمهم الاجتماعي وعن حياتهم اليومية[22].
فالتربة الجيدة موجودة بكثرة في الوديان المشرفة على الصحراء، وأغلب الصناع التقليديين المحليين “المَعَلمِين” يعرفون كيف يستخدمون وكيف يختارون التراب المناسب لإنتاج أو بناء جدران من الطين وتحضير الدهنات المناسبة التي تصمد أمام عوامل التعرية، خاصة الأمطار، الرياح، الحرارة وقساوة البرد، ويستعمل التراب في حالته الطبيعية بعد خلطه مع مواد أخرى كثيرة أهمها الماء، فتنتج أنواع مختلفة من مواد البناء، منها الملاط والطوب المجفف في الشمس، والتراب المدكوك في قالب خشبي (الطابية)، ولهذا اكتسب التراب مكانته كمادة أساسية في البناء عبر العصور لسهولة الوصول إليه والحصول عليه باعتباره يشكل نسبة 74 بالمئة من القشرة الأرضية، فهو يتوفر في أقرب موقع من البناء، وناذرا ما تكون الحاجة إلى شرائه أو جلبه من مناطق بعيدة[23].
- الحجارة:
تعتبر القصور وحدة سكنية تؤدي وظائف اجتماعية وسياسية واقتصادية ترتبط ارتباطا وثيقا بسكان الواحة، كما أنها النمط المعمري المميز لواحات درعة الوسطى، إذ شيدت هذه القصور من مواد محلية قادرة على التكيف مع الظروف الطبيعية والمناخية للمنطقة، وفي نفس الوقت توفر للإنسان الدرعي كل الحاجيات والمتطلبات المتعلقة بالسكن والأمن والحماية.
وتنوعت مواد البناء التي تم استخدامها في العمارة ببلاد المغرب، بتنوع ما وفرته المعطيات البيئية من موارد. ويمكن ترتيب هذه المواد حسب أهميتها وكثرة استعمالها في عمليات البناء على الشكل التالي: التراب والمواد المصنعة منه، الحجارة والمواد المصنعة منها والخشب والمعادن[24]، يقول هنري طيراس: “تنتشر العمارة بالحجر الجاف ونظيرتها بالطابية في مجمل بلاد الأمازيغ، غير أنهما أنتجتا ولا تزالان أبهى إنجازاتهما في الجنوب المغربي، في تلك المنطقة المتميزة يجدر تحديدهما ودراستهما”[25].
ويقصد بالحجارة كل قطعة يزيد قطرها عن 2مم، طبقا للتصنيف الدولي[26]، وتعتبر الحجارة من المواد الأساسية التي تستعمل في البناء والمرافقة دائما للتربة نظرا لتوفرها وأهميتها، خاصة في تشييد الأساسات، فعليها تقام باقي البنايات الأخرى وهي التي تحمي المبنى من مياه الأمطار والسيول وهي قاعدة المبنى، ولذلك يحرص المعلمين أن توضع بشكل جيد بحيث تضمن توزيع ثقل البناية بالتساوي على الأرض وتمنع صعود الرطوبة داخل الجدران[27]، وتحول دون تآكل المبنى، كما أنها تستعمل كفاصل بين تابوت وأخر. وفي ذلك يقول هنري طيراس:”تشيد قاعدة الجدران بالحجارة الجافة أو بدبش موصول بالتراب أحيانا، وغالبا أيضا بالنسبة للجدران المعرضة للأمطار والتي أصابتها التساقطات بالتلف ما تكسيتها””[28].
وتستخدم الحجارة أيضا كمادة أساسية في تبليط الساحات العمومية وأزقة القصور، وفي بناء الأعمدة
والتيجان وتحرق بعض أنواعها للحصول على الجير والجص اللذين يستخدمان في لحام مواد البناء وفي تلبيس الجدران وتزيينها[29].
الخشب: إن الخشب من بين المواد الأساسية والمهمة التي تستعمل في أوجه مختلفة حيث صنعت منها الحوامل والسقوف وسواكف الأبواب وغيره، وقد أشار العلامة ابن خلدون إلى أهمية الخشب في حياة الإنسان بقوله ” وأول منافع الخشب أنه يكون وقودا للنيران في معاشهم وعصيا للاتكاء والذود، وغيرهما من ضرورياتهم، ودعائم لما يخشى ميله من أثقالهم، ثم منافع أخرى لأهل البدو والحضر، فأما أهل البدو فيتخذون منها العمد والأوتاد لخيامهم والحدوج لظعائنهم والرماح والقسي والسهام لسلاحهم وأما أهل الحضر فالسقف لبيوتهم و الأغلاق لأبوابهم والكراسي لجلوسهم[30]“
وقد أشارت المصادر التاريخية التي تناولت وادي درعة، إلى استعمال الخشب في تشييد المباني المعمارية بواحات درعة، نظرا لما يتميز به من خصائص مميزة، فهو عازل جيد للحرارة خاصة بالمناطق شبه الحارة، كما يتميز بقدرته على امتصاص نسبة كبيرة من الحرارة أو فقدان ما به من رطوبة لمساميته، هذا فضلا عن خواصه الفنية، والتشكيلية الرائعة، وقوته التحملية، ولخفة وزنه أيضا.
وفي دراسته حول القصبات الأمازيغية بالأطلس والواحات يقول طيراس:”يلعب الخشب دورا عظيما في عمارة الطين… وفي الواحات وحده النخيل تقريبا ما يتم استخدامه، حيث تكون الجذوع المجزأة مع السواكف ركائز ووحدات أعمدة رئيسية وتدعم عروق سعفات النخيل فواصل تلك الهيكلة الخشبية الأصيلة وكافة تلك البنيات شديدة التقسيم”[31].
وتشكل جذوع النخيل الخشب المحلي الأكثر استعمالا في واحة درعة، نظرا لتوفره بكثرة، ولقدرته الهائلة على التحمل، ولانسجامه مع طبيعة المعمار الطيني، خاصة في بناء السقوف والدعائم، وأيضا في صناعة الأبواب والنوافذ والأقفال، حيث تقطع النخلة التي يشترط فيها أن تكون طاعنة في السن أو مشرفة على الهلاك، أو التي قل إنتاجها من التمور، أو النخيل الذي أصيب بمرض البيوض، فيتم إخضاعه للنجارة التقليدية المحلية لاستخراج الأشكال الهندسية الملائمة والمخصصة لسقف المحل المراد بناؤه.
وبعد التخلص من جميع أجزائها والتي قد تستغل لأغراض أخرى[32]، بعدها يتم تقسيمها طوليا إلى قسمين أو أربعة أقسام، تبعا لما يتطلبه المبنى، ثم تترك لبضعة أيام تحت أشعة الشمس حتى تجف ويسهل نقلها، وتصبح صالحة للاستعمال. وبعد تقطيع النخلة تصبح أجزاء إما من الحجم الكبير فتسمى الُعْقَدْ أو المادة والأجزاء الصغيرة تسمى القشب أو الْگَايْزَةْ.
- خشبة المادة أو العقد: استمدت اسمها من امتداد طولها الذي يتراوح ما بين ثلاثة وسبعة أمتار على أكبر تقدير، وتتخذ المادة شكلين إما متساوية الأضلع، ويمكن أن يتراوح قياس هذه الأضلع ما بين ثلاثين إلى 40 أربعين سنتمترا، وأما مختلفة الأضلع فيمكن أن يتراوح مقياس الأضلع ما بين ثمانية عشرة على ثلاثين سنتمترا أو ستة وعشرين على أربعين سنتمترا كأعلى مقياس، وقد ارتبطت خشبة “المادة” بشكل عام بمساحة السقف المهيأة من أجله وأيضا بوظيفتها وموقعها داخل السقف من جهة[33]، ومن جهة ثانية فخشبة المادة قد أنشئت أصلا لتعطي للسقف جمالية ومنظرا معماريا إذا ما تم استعمالها مع أخشاب “الْگَايْزَةْ” والورقة و التشبيكة وكل المستلزمات الأخرى.
- خشبة القشب: وهي أجزاء النخلة أصغر حجما من المادة، وتتخذ شكل موشور مثلثي، تتراوح مقاييس طولها ما بين مترين ومترين ونصف، وسمكها ما بين خمسة عشرة وعشرون سنتمترا.
- خشبة الْگَايْزَةْ: تعتبر خشبة الْگَايْزَةْ شكل مصغر لخشبة المادة المربعة الأضلع، لكن طول هذه الخشبة المستعملة في السقوف فقط يتراوح ما بين مترين ومترين ونصف بحسب الضرورة المعمارية، ويتراوح سمكها ما بين عشرة إلى ستة عشر سنتمترا[34].
تستعمل هذه الأخشاب بعد أن تجف بواسطة أشعة الشمس، ولا يمكن استعمالها وهي غير جافة لأنها قابلة للاعوجاج، ونجد أن معلمي البناء بواحة درعة يميزون بين النوع الجيد والرديء بثقلها، فكلما كانت الخشبة ثقيلة كلما كانت جيدة.
ونلاحظ أن السكان يستعملون المادة مختلفة الأضلع والقشب في الغرف والأماكن الأقل أهمية داخل المنزل، لأنه أقل تكلفة ولا يحتاج إلى تدخل النجار، في حين تستعمل المادة المربعة الشكل وكذلك الْگَايْزَةْ في قاعة الضيوف وفي بناء القصبات والإقامات المخزنية، لأنه أكثر جمالية وأكثر تنميقا، مما يظهر المكانة الاجتماعية للأسرة، إذ أن الأسر والعائلات الميسورة هي التي تستعمل هذا الشكل من الخشبة لأنه يحتاج لنوع خاص من النخيل وهو “بوستحمي”، ثم أنه يحتاج إلى نجار محترف وما يقتضيه ذلك من تكاليف مادية في وسط يعيش على اقتصاد قائم على الكفاف.
يضاف إلى استخدام خشب النخيل، كل من القصب والجريد والرمان و الأتل، والطلح وكل الأشجار التي تنتشر في الواحة.
- طقوس البناء:
تحظى عملية البناء بطقوس خاصة في الواحات الجنوبية وفي واحات درعة على الخصوص، حيث تنشط حركية البناء في فصل الصيف، لأن البناء بالطين يحتاج إلى شمس حارة وأجواء غير ممطرة، وأيد عاملة متفرغة، حيث يكون العمال قد انتهوا من عملية الحصاد، في انتظار موسم جني التمور، كما أن التبن الذي يستعمل في البناء يكون متوفرا آنذاك.
وفي هذا الفصل أيضا يستطيع الفلاح قطع جريد النخيل دون الإضرار بها أو بثمارها، ولأن قطع جريد النخيل في الشتاء لا يستفاد منه في البناء الذي يتم في الصيف، وكذلك الأثل الذي لا يمكن قطعه في الصيف واستخدامه مباشرة لأنه يكون ثقيلا على من يحمله وهو معرض للتقوس لكن قطعه في فصل الشتاء يجعله يجف بشكل طبيعي[35].
كما أن فصل الصيف يتميز بطول النهار مما يسمح للعمال باستغلال الوقت، فيشتغلون من شروق الشمس إلى قرب آذان المغرب، إضافة إلى أن الطين يكون معرضا للرطوبة ولا يمكن حمله أو استخدامه في البناء، ومن المعتاد أن بناء المنزل يبدأ بذبيحة يقدمها صاحب المنزل لعمال البناء، ويرفق البناء بأهازيج خاصة تبدأ بالصلاة والسلام على النبي والدعوة لصاحب المنزل.
أما فريق البناء التقليدي فيتكون من “المعلم” الذي يرأس العمال ويشرف عليهم، ويساعده حمالون “إخدامن” ينقلون مواد البناء المجهزة أو الخام إلى موقع البناء، ومن يقوم بإعداد الطين، وكان “المعلم” عادة ما يختار عمال البناء الذين يود ضمهم إلى فريقه، وغالبا ما يكونون من سكان نفس القصر، ونجد أن هناك عائلات تتوارث هذه المهنة أبا عن جد.
ثالثا: التقنيات المستعملة في بناء القصور بواحات درعة الوسطى
أول شيء يتم القيام به قبل البناء هو اختيار المكان والموقع المناسب الذي غالبا ما يكون في مكان مرتفع على تل أو هضبة لمراقبة الطرق التجارية ثم توفر الأمن والدفاع عن القصر، ويكون قريبا من الحقول ومنابع المياه.
بعد ذلك تأتي مرحلة وضع الأساس، في هذه المرحلة يتم رسم تصميم للقصر بواسطة خيوط تسمى محليا “الوترة” يتم تثبيتها في الأرض بأوتاد صغيرة الحجم، ترسم تصاميم البناية بالجير مباشرة بعد هذه العملية، يتم حفر الأساسات على الخط الذي تم رسمه مسبقا، إلى أن يصل المعلم إلى القاعدة الصخرية وبعدها تتم عملية البناء بالأحجار حتى ارتفاع يصل إلى متر ونصف، ويختلف طول الأساس المبني تبعا لموقع القصر، فإذا كان الموقع على قاعدة صخرية فإن عمق الأساس يكون ضعيفا على العكس إذا ما كان على قاعدة هشة أو بجانب الواد، وفي البناء نجد أن التراب يغلب استعماله في التشييد في المناطق الصحراوية، حيث يستخرج عادة من قرب مكان البناء والذي يسمى محليا “تفضنة” أو يجلب أحيانا من أماكن تعرف بجودة ترابها أو جمالية لونه مثلا “البياضة” أما الحجارة فإنها تستخدم بمهارة وإتقان لتقوية الجدران بالدرجة الأولى، وذلك لفصلها عن مصادر الترسبات ولتسوية الأسطح المائلة وتكسيت الدرج[36].
- تقنية اللوح أو الطابية:
يصعب تحديد مصدر هذه التقنية كما هو الحال بالنسبة للطوب، لكن الثابت أن إفريقيا الرومانية عرفت استخدامها في عمليات البناء، وأن البناء بالطوب هو الأسلوب الأكثر استعمالا في المناطق الجنوبية لكل بلاد المغرب منذ أقدم العصور[37].
من التقنيات التي تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، وتعود إلى عهد قديم، حيث تمكن من البناء بسرعة وبتكاليف زهيدة، فمعظم البنايات المشيدة في المغرب اعتمدت هذه التقنية، نظرا لصلابتها وقدرتها على مواجهة الظروف المناخية الصعبة بهذه المناطق. وتختلف تسميتها من منطقة إلى أخرى، لكنه في واحة درعة غالبا ما يستعمل لفظ “التابوت” أو “اللوح” وتطلق على العناصر الأتية:
- لوحان خشبيان يطلق عليهما “إفراون” أو “اللوح”
- لوحتان خشبيتان يطلق عليهما محليا “التابوت”
- أوتاد خشبية عددها ستة، وطول كل واحد منها هو 1.30 سنتمتر.
- “شْكاَلْ” وعددها ثلاثة: وهي قطع خشبية طول كل واحدة ما بين 60 و70 سنتميترا، وعرضها 6 سنتمتر، توضع أسفل اللوح.
- “المركز”: وهو قطعة خشبية مضلعة وثقيلة مسطحة من الأسفل، وبها ثقب في الأعلى يدمج فيها عصا بطول حوالي متر ونصف، وبها أيضا يدك التراب المبلل داخل اللوح. وأول ما يبدأ به “المعلم” هو الصلاة على النبي.
لعل من أوائل من وصف هذه الطريقة بشكل دقيق العلامة ابن خلدون في حديثه عن صناعة البناء قائلا ” “ومنها البناء بالتراب خاصة تقام منه حيطان بأن يتخذ لها لوحان من الخشب مقدران طولا وعرضا باختلاف العادات في التقدير. وأوسطه أربع أذرع، في ذراعين، فينصبان على أساس وقد بوعد بينهما على ما يراه صاحب البناء في عرض الأساس، ويوصل بينهما بأذرع من الخشب يربط عليها بالحبال والجدول. ويسد الجهتان الباقيتان في ذلك الخلاء بينهما بلوحين آخرين صغيرين، ثم يوضع فيه التراب مختلطا بالكلس، ويركز بالمركز المعدة لذلك، حتى ينعم ركزه وتختلط أجزاؤه بالكلس. ثم يزاد التراب ثانيا وثالثا إلى أن يمتلئ ذلك الخلاء بين اللوحين، وقد تداخلت أجزاء الكلس والتراب وصارت جسما واحدا. ثم يعاد نصب اللوحين على صورة الأولى، ويركز كذلك إلى أن يتم تنظيم الألواح كلها سطرا فوق سطر إلى أن ينتظم الحائط كله ملتحما، كأنه قطعة واحدة، ويسمى الطابية وصانعه الطَّوَّاب. ومن صنائع البناء أيضا أن تجلل الحيطان بالكلس بعد أن يحل بالماء ويخمر أسبوعا أو أسبوعين، على قدر ما يعتدل مزاجه عن إفراط النارية المفسدة للإلحام. فإذا تم له ما يرضاه من ذلك عالاه من فوق الحائط، وذلك إلى أن يلتحم “[38].
أما عن طريقة البناء فإن المعلم يأخذ مكانه بين دفتي هذا التابوت فيعمل على توزيع التراب المرشوش بالماء والممزوج بالحصى بداخله ثم يدك دكات من سمك صغير قد لا يتجاوز 0.2 سنتمتر، وتدك كل طبقة على حدا حتى يصعب دك أكثر من ذلك، وهكذا حتى يصل إلى العلو المناسب والمرغوب فيه، ثم يصب هذا التابوت من جديد حتى يمتد الجدار إلى أن يحيط بالبناية[39]. ويتوقف البناء عند أعتاب النوافذ والأبواب ويتم تدعيمها بقطع من خشب النخيل أو الأثل وبعدها تكتمل عملية البناء[40].
يقول هنري طيراس في وصف هذه العملية: ” يعتلي البناؤون السقالة ويقومون بدك تراب الطابية وفقا لإيقاع ثابت موشوم بدقة متقنة، وتتغنى ضربات المدقات بأهزوجة رتيبة تتكرر بدون انقطاع، وقد تغيرت كلمات أهزوجة العمل تلك مرات عديدة على مر الأزمنة، إلا أن وعورتها وبساطتها التامة، كما هي،إلى درجة الاعتقاد بأنها أقدم أهازيج العالم. وإذا كان الاستماع قليلا إلى مرارة تلك الأهزوجة الرتيبة والحيوية والقدرية والحزينة بغموضها على حد سواء، فلا يجب نسيان الأغنية الهووسة والنقر الأصم لضاربي الطابية”[41].
غالبا ما يبلغ الجدران 80 سنتمتر في العلو، ودائما ما يكون السمك مهما قياسا بالارتفاع، ويصل عادة في البنايات الكبيرة إلى متر واحد عند القاعد، غير أنه يتناقص حتى 50 سنتمتر في الطوابق العليا ويتنوع السمك حسب كثافة التراب المستعمل، مثلما حسب مهارة البناء وجرأته[42].
صورة رقم 1: توضح البناء باللوح أو الطابية صورة رقم 2: توضح البناء باللوح أو الطابية
المصدر: تصوير شخصي 2016 المصدر: تصوير شخصي 2016
وللتأكد من جودة البنيان وجودة جدار الطابية فإن البناؤون في الواحات قد ابتكروا طرقا كثيرة للتأكد من ذلك ولعل أهمها وأشهرها تلك التي أشار إليها ابن خلدون، ذلك أنه يتم حفر حفرة فوق الجدار وهو مازال رخوا ويتم ملؤها بالماء، وتركها مدة يوم وليلة فإذا ظل الماء على حاله ولم ينقص فإن الجدار صلب؛ جيد؛ ومتين، وأما إذا تسرب الماء كليا أو جزئيا فإن الجدار غير صالح ويستحسن إعادته[43].
لازال السكان في واحات درعة يحتفظون بهذه الطريقة في البناء، وإن طرأت عليها بعض التغييرات خاصة في المقاسات وفي استعمال الجير، كما أن هذه الطريقة هي المستعملة في ترميم العديد من القصور بالجنوب المغربي.
- تقنية البناء بالطوب أو الآجور المحلي
يعود استعمال الطوب النيئ أو الآجور المحلي أو الطوب غير المشوي في البناء إلى عهود قديمة ببلاد المغرب عامة ومناطق الواحات على وجه الخصوص، وصانعه يسمى بالطواب في اصطلاح المجتمع المحلي، ويمكن الطوب من تشييد المباني بسرعة وبتكاليف زهيدة، لذلك فقد أقبل الناس على استعماله بكثرة في المناطق شبه الجافة، وذلك لملاءمته للظروف المناخية، فقلة التساقطات بهذه المناطق يمكن المعالم المعمارية المبنية بالطوب من البقاء مدة أطول[44]. ويقتصر استعمال “الطوب”على الأجزاء العليا من الجدران والأبراج، وداخليا في الأعمدة و الأقواس وغرف الطابق الأخير والزخرفة والأشكال المتعددة،وهو أقل كلفة من “اللوح”لسرعة إنجازه، ويتخذ الطوب شكلين، الأول ذو حجم صغير، والثاني ذو حجم كبير.
وفي ذلك يقول هنري طيراس: “وإذا كان بالطابية يكون الجدران الرئيسية، فإن الطوب يستعمل في بناء المقاطع الباطنية، كما يستخدم في أشغال التوسيع والإلحاقات العلوية، وعندما يرغب في إضافة زخرفة بارزة في تلك الجدران الطينية، يلجا أيضا إلى الطوب الذي يسمح بهيئة التقعرات والعقيدات، وحتى بتشكيل أفاريز الزخارف الهندسية، وبهذا يسجل الطوب المطبوخ حضوره كمادة غنية، وتتيح التوليفات العائدة إلى تقنية أكثر إدراكا”[45]
وتتم صناعة الطوب محليا بإعداد الطينة التي يصنع منها بخلط التراب الذي تزيد فيه نسبة الطمي عن المواد العضوية، وبعد ذلك تهيئ التربة في شكل عجين مشبع بالماء يقلب بالمعول ويدلك بالأرجل حتى يذوب، ويخمر إلى أن يصبح عجينة طرية ومتماسكة ولينة، ثم يصب في قالب خشبي مستطيل الشكل بدون قاعدة يطلق عليه محليا ” القالب” ، حيث يأخذ شكل الطوبة النهائي، يتم صب القوالب على أرضية مستوية مرشوشة بالتراب الجاف أو الرمل أو التبن ليمنع التصاق الطين بالقالب الخشبي، وتسمى محليا ب “ضرب القالب” أو “ضرب الطوب”، وبعد الانتهاء من هذه العملية يترك الطوب المشكل في الشمس ليجف بضعة أيام، وتتم مراقبته وقبله إلى الجهة الأخرى حتى يجف كلية، وعندها يصبح صالحا للاستعمال، ومن أجل جودة الطوب وصلابته فإن “المعلم” أو صانع الطوب يحرص على إعداد وتجهيز “العجنة” بشكل جيد، ويحرص أن تكون التربة متوفرة على نسبة كبيرة من الطمي لأنه يجعل التربة أكثر مرونة وأكثر صلابة وقوة، ويبتعد تربة الأرض السبخة الكثيرة الملوحة، وبذلك فاستعمال الطوب المحلي يرجع إلى خصائصه الفيزيائية؛ فهو عازل جيد للحرارة، إذ يعادل أربع مرات التوصيل الحراري للجص ومرتين للخراسنة العادية[46].
وتجدر الإشارة إلى أن أحجام الآجور تختلف باختلاف استعمالاته من “قالب صغير” الحجم (18/10 سنتم) و”قالب” متوسط الحجم (22/2 سنتم) و”قالب” كبير الحجم (26/14سنتم)، ومقاس هذه الأحجام ليس ثابتا بل يمكن أن يخضع للتعديل بسنتمترين بصفة عامة وخاصة في الجانب المتعلق بالطول[47].
ومن العناصر الضرورية التي تستعمل في البناء أيضا والتي يعتمد فيها على التراب هو الملاط الطيني، وهو تلك العجينة المعدة لربط أجزاء الجدران، وهي لا تختلف كثيرا عن سابقتها، وعند الحصول على العجينة تترك لمدة معينة حتى يزول كلما هو عالق بها من الشوائب التي تعيق عملية الالتحام، بينما يحضر الملاط المخصص لتلبيس الجدران بأن يمزج الماء والطين أولا حتى يحصل على سائل طيني صاف، عند ذلك يضاف له الرمل الصافي، ويخلط الكل دفعة واحدة حتى يصبح ملاطا لزجا.
صورة رقم 3: صورة مركبة لتقنيتي الطابية والبناء بالطوب من واحة درعة-
المصدر: تصوير شخصي 2016
شكل رقم 1 : يبين تقنيات البناء بواحة درعة
المصدر: عبد الناصر بزضيك، التراث المعماري بالجنوب المغربي نموذج منطقة سكورة
نستنتج أن هناك تقنيتين للبناء بواحة درعة، وهما البناء بالطابية، وهي الأكثر شيوعا بين السكان، لأنها غير مكلفة، ولأنها تعتمد على التربة أساسا، كما أن الخبرات المحلية قد راكمت تجربة مهمة في هذا المجال، والطريقة الثانية، هي استعمال الطوب من الحجمين الصغير والكبير، لما يوفره من جهد وأيضا لسهولة التحكم فيه كما أنه يستعمل في بناء المناطق العلوية وفي الزخرفة.
خامسا: دينامية القصور وتحديات المحافظة عليها
يشكل المعمار الطيني بالجنوب المغربي عموما وبواحات درعة الوسطى واحدا من أهم الروافد التراثية والثقافية المهمة والمؤسسة للهوية الوطنية المغربية عموما وللمجتمعات القبلية الواحية على وجه التخصيص، والذي يمثل مرحلة مهمة من مراحل الانتقال من حياة الانتجاع والترحال إلى حياة الاستقرار، والتي أفرزت تنظيمات سياسية واجتماعية مهمة، وقد استطاع الإنسان الدرعي الحفاظ على هذه القصور رغم حجم التحديات والتحولات التي عرفها المجتمع الواحي، كما عمل على بلورت أدوار جديدة تساهم التنمية المحلية بالمنطقة.
- الدينامية السياحية وتثمين القصور بواحة درعة الوسطى
تعتبر السياحة من بين أكثر الصناعات نموا في العالم، حيث أصبحت اليوم من أهم أنشطة القطاع الثالث، وهي من العلوم الحديثة أكاديميا، لكنها من أقدم الممارسات التي سلكها الإنسان فعليا، وتعدد نشاطها وأنواعها تبعا لتعدد أنشطة الإنسان ذاته[48]. وترجع أهمية السياحة حسب أو جامع عبد الرحمان، إلى تنظيم وإعداد المجال وأيضا مجموع التحولات التي صاحبت هذه الممارسة والتي كانت لها انعكاسات ذات أبعاد مختلفة باختلاف طبيعة المجال المستقبل وأيضا طبيعة النشاط السياحي الممارس[49].
يشير الباحث عبد اللطيف الخليفي إلى أن السياحة الواحية تأتي في المرتبة الثانية كمنتوج أصبح يزداد الطلب السياحي عليه، ويعرف بجل الأنشطة السياحية التي تمارس في حدود المجال الواحي؛ وتمزج هذه السياحة بين معطيات طبيعية (الواحة، الكتبان الرملية، المناخ)، وأخرى ثقافية (القصور والقصبات، الفلكلور المحلي، العادات والتقاليد)[50].
لقد شهدت واحات درعة الوسطى على غرار باقي المجالات المغربية دينامية مهمة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، ويتجلى ذلك في تطور القطاع السياحي، الذي عمل على استثمار الإرث الحضاري الذي تزخر به المنطقة، حيث أن الموقع الجغرافي لواحة درعة جعلها قبلة سياحية مهمة، كما أن الدولة جعلت منطقة الجنوب الكبير لواحات درعة تافيلالت من بين المناطق ذات الأولوية في الإعداد السياحي منذ السياسة السياحية الأولى zones d’aménagement prioritaire الذي يسعى إلى إعداد وتأهيل مناطق ذات الأولوية السياحية منذ 1965/ 1967 تتمثل في خليج طنجة-تطوان، خليج الحسيمة، خليج أكادير، الجنوب الكبير (ورززات، الرشيدية- درعة تافيلالت)[51].
ومن أقدم وأعرق القصور بواد درعة، نجد قصر “تيسركات” الذي يرجع إلى العهد السعدي، والذي يضم 12 برجا، حيث تم ترميمه من طرف منظمة BRAM سنة1974، وتم تحويله إلى دار الضيافة لاستقبال السياح الأجانب بفضل الترميم أصبح يساهم في التنمية المحلية لقصر “تيسركات”، كما يضم القصر متحفا يعتبر المتميز من نوعه على المستوى الإقليمي.
كما نجد أيضا أن قصور واحات امحاميد الغزلان (قصر أولاد إدريس، قصر امحاميد الغزلان، قصر الطلحاء، أولاد يوسف، قصر الطلحاء…) من أهم القصور التي عرفت دينامية سياحية منذ القرن الماضي. وحسب الدراسة التي قام بها الباحث الطاهر لبطح[52] فإن واحة امحاميد الغزلان عرفت دينامية سياحية مهمة بفضل مقومات البيئة الطبيعية، وبوجود وحدات تضاريسية متنوعة ومتكاملة، تشمل الجبال والمنخفضات ثم الحمادات التي تنتشر فوقها مجموعة من الرقوق والكثير من الكتبان الرملية ذات الصيت السياحي العالمي مثل عرق ليهودي وعرق الزهار وعرق العبيدلية والشكاكة، كما عرفت الواحة ارتفاع نسبة الاستثمار السياحي، وتبين نسبة% 100 من المستثمرين استثمروا لأسباب ترتبط بغنى الموروث الثقافي[53]. وشهدت الواحة منذ 1962 تشييد عدد من المؤسسات السياحية بلغ عددها 52 مؤسسة إلى حدود سنة 2016[54] قصد مواكبة بنيات العرض والاستقبال السياحي وتوفير مختلف وسائل الإيواء الموجهة للسياح.
- تحديات الحفاظ على القصور بواحات درعة الوسطى:
رغم الزخم التاريخي الذي حظيت به القصور في واحات درعة الوسطى، ومساهمتها الكبرى في بلورة تاريخ المنطقة خصوصا والتاريخ الوطني المغربي عموما، ورغم الجهود التي تبدلها الفعليات المحلية قصد الحفاظ على هذا الموروث الثقافي العريق، فإن هناك عدة تحديات مازالت تشكل تهديدا حقيقا قد يؤدي إلى اندثار هذا المعمار الذي صمد قرون طوال، ويمكن تلخيص هذه التحديات فيما يلي:
- التحديات الطبيعية المرتبطة بعوامل المناخ، فقد أشارت المصادر التاريخية إلى أن منطقة درعة كانت دائما عرضة للفيضانات نتيجة الأمطار العاصفية العنيفة التي تشهدها المنطقة بين الفينة والأخرى، وبقدر ما تكون مبعث أمل في النفوس فإنها تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمنشآت المعمارية، هذه الفيضانات الهائلة كانت تجعل النهر يخرج عن مستواه المعهود، الأمر الذي كان ينتج عنه انجراف للأراضي الزراعية وانهيار القصور[55]. ومن بين أهم القصور التي تعرضت للانهيار نتيجة الفيضانات نذكر قصر قصبة المخزن والقصر الأبيض بواحة تينزولين، وقصر تكمادارت بواحة فزواطة،
- التحديات المرتبطة بالجفاف والمجاعات والأوبئة، فمنطقة درعة تتسم بالحرارة المفرطة والجفاف، مما يؤثر على نمط السكن وتوزيعه بالمنطقة بل وتؤدي إلى تدهوره واندثاره، فقد تعرضت المنطقة لوبائين رهيبين جراء الطاعون، كان الأول سنة 1629 ودام إلى غاية 1632، ثم ضربها الثاني بعنف شديد، نادرا ما عرفته من قبل ابتداء من سنة 1679م[56]، يقول صاحب الاستقصا في ذلك: ” وفي سنة تسعين وألف وقع الوباء العظيم بالمغرب، فكان عبيد السلطان يردون الواردين من الآفاق على مكناسة الزيتون”[57].إذ توالت سنوات الجفاف واضطربت التجارة الصحراوية، وانتشرت الأوبئة، وكان أن تخلى الناس عن منازلهم من فرط الجوع وشدته، وقد نقل ذلك صاحب “طليعة الدعة”، الذي عاش هذه الأحوال الدرعية بقوله: “ولما كان سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف،(1152هـ) وعم البلاء، واشتد الغلاء، لاسيما على القطر الدرعي، فإنه أتلف من أهله كثيرا، وعفا من محاسنه قصورا ودورا، وبلغ السعر به مبلغا عظيما، المدي من التمر بخمسة مثاقيل والمدي من القمح بأربعة مثاقيل، وانعدمت الأقوات وكثرت الأموات في الشوارع والطرقات، وخلت فيه دور كثيرة من الزاوية[58]، حتى قيل: إنه لم يبق منها سوى عشرها بالنسبة إلى عمارتها قبل أو أقل من ذلك”[59].
- التحديات المرتبطة بتفكك البنيات الاجتماعية والاقتصادية: وتتجلى في التحولات التي عرفتها المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية بالقصور، وتراجع المؤسسات التقليدية خاصة مؤسسة القبيلة واجماعة ومؤسسة الشيخ لفائدة مصالح إدارية غير مطابقة لخصوصية القصر، مما عجل باندثار التنظيم الاجتماعي التقليدي المعتمد على قيم التماسك والتضامن والتعاضد والتعاون ومبدأ التجاور أو التضامن العضوي كما يسميه إميل دوركايم Emile Durkheim واتجهت العلاقات الاجتماعية نحو التفتت والاستقلالية الذاتية، حيث أصبح معظم الأفراد يفضلون السكن المستقل خارج القصر لما يوفره من حرية واستقلالية[60]، ناهيك عن توسع البناء بشكل عشوائي خارج الأسوار مما أثر سلبا على مرفولوجية القصر. يضاف إلى ما سبق هجرة عدد كبير من السكان وخاصة الشباب نحو المدن الكبرى مما أدى إلى تراجع الفئة النشيطة التي يمكنها العمل على تطوير الاقتصاد المحلي وتثمين النمط المعماري التقليدي وانتشار البناء بمواد دخيلة على المنطقة.
إن العوامل السابقة وغيرها أدت إلى تراجع القصور وتدهورها وخرب العديد منها، ويجب التدخل لإنقدها وترميمها وإعادة الاعتبار لها عبر إدماجها في البرامج التنموية للمنطقة، فهي تختزن ذاكرة وإرثا حضاريا عريقا يستحيل استرجعه أو بناؤه من جديد.
خاتمة:
لقد تميزت واحات درعة بموقعها الجغرافي الذي يربط بين إفريقيا والمغرب وبمناخها القاري الجاف، وبتنوع نسيجها البشري، كما تميزت أيضا بنمطها المعيشي القائم على اقتصاد الندرة، وتدبير الوفرة، وتميزت أيضا بقدرة الإنسان الدرعي على التأقلم والتفاعل مع خصائص الوسط الطبيعي للمنطقة، ومن أبرز مجالات هذا التفاعل الشكل المعماري المتفرد الذي يتسم به السكن في واحات درعة، حيث عمل الإنسان الدرعي على تشييد نمط معماري خاص يلبي حاجته البيولوجية في إدامة بقائه بشكل آمن، فالمعمار من أهم المصنعات التي ابتدعها الإنسان، ومن أهم سمات ثقافته المادية، التي تؤرخ لوجوده؛ حيث أن المسكن يمثل مؤشرا على نمط حياة الإنسان ودرجة تحضر المجتمعات، وقد راودت الإنسان دائما أفكار متعلقة بالاستقرار والارتباط بالمكان، وذلك بدافع الحاجة، فتجسدت هذه الأفكار عبر مختلف العصور في شكل مساكن وصروح معمارية، والتي كانت نتاجا مباشرا للجهود الإنسانية وتعبيرا عن البيئة الطبيعية التي نشأ فيها الإنسان[61].
يشكل القصر واحدا من الراساميل المادية واللامادية التي يتملكها وادي درعة، إضافة إلى نظام الري، التاريخ، التنظيم الاجتماعي والثقافي[62].
إن الإنسان الدرعي قد ترجم هذه الحاجة البيولوجية للأمن والاستقرار على شكل قصور وقصبات زينت واحات النخيل وزرعت فيها بذور الحياة، في لواحات متناسقة بين عناصر الطبيعة ولمسات الإبداع الإنساني، متخذا من تراب الأرض، ومن خشب النخيل، مادة أولية لتشيد هذه القصور التي لازالت شاهدة على عراقة البعد الحضاري في هذه الربوع.
إن المعمار الطيني بواحات درعة يشكل إرثا حضاريا وتاريخيا وثقافيا يساهم في الدينامية التي تشهدها المنطقة، ويمكن الاعتماد عليه في تنمية الاقتصاد التضامني بالواحة وتشجيع الاستثمار في هذا الموروث الثقافي المتأصل حتى يستطيع الإنسان الدعي التغلب على كل التحديات التي تواجه التنمية بالمنطقة.
قائمة المراجع :
– القرآن الكريم .
- حمودي عبد الله، “الصلاح والسلطة والمجتمع: تمكروت في القرنين السابع عشر والثامن عشر”، ترجمة محمد العرجوني ضمن ندوة السلطة والفقهاء والمجتمع في تاريخ المغرب، جامعة ابن طفيل، 2013.
- إ. دانروس، “المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي، المواجهة المغربية للإمبريالية الفرنسية 1881-1912،” ترجمة أحمد بوحسن، منشورا زاوية، مطبعة المعارف الجديدة الرباط 2006.
- ابن خلدون عبد الرحمان، “المقدمة”، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة التاسعة، 2006.
- ابن منظور جمال الدين محمد، “لسان العرب”، الدار المصرية للتأليف والترجمة، ج 6.
- أزهارمحمد، “الإنسان والبيئة في الواحات السهبية القاحلة واحة ميسور نموذجا (المغرب الشرقي)”، ضمن ندوة المجال والمجتمع بالواحات المغربية، سلسلة الندوات رقم 6، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، 1993.
- التوري عبد العزيز، “مادة إغرام”، معلمة المغرب، ج 2، ص 534.
- الخليفي عبد اللطيف، “الدينامية السياحية بواحات درعة الوسطى بين رهان التنمية المحلية وتحديات المحافظة على الموارد الطبيعية”، اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، تخصص الجغرافيا، جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، 2016-2017.
- الوزان الحسن بن محمد، “وصف إفريقيا”، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، دار الغرب الإسلامي، ط 2 ،1983، الجزء الثاني.
- امبارك بوعصب، “مساهمة في دراسة قصور تافيلالت من سقوط سجلماسة إلى نهاية القرن العشرين: التاريخ والمعمار والإنقاذ”، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ، جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس، 2010-2011، غير منشورة.
- أمرني علوي محمد، “القصور بالجنوب المغربي”، مجلة المناهل، عدد 88، 2011.
- أوبها محمد، “الواقع الراهن لإنتاج التمور بواحات درعة: مقاربة تاريخية سوسيواقتصادية”، بحث لنيل شهادة الماستر تحت إشراف الأستاذة زليخة بنرمضان، كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، الموسم الدراسي 2014-2015.
- أوجامع عبد الرحمان، “السياحة والمجال بالجنوب الداخلي: نموذج ورزازات والراشيدية بين خيارات المخططين والواقع المحلي”، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا، 1999.
- أيت حمزة محمد، “التحولات السوسيو مجالية بحوض أمكون”، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، 2016.
- أيت حمزة محمد، “التوازن الأيكولوجي الواحي بين التنافس والتكامل”، ضمن ندوة المجال والمجتمع بالواحات المغربية، سلسلة الندوات رقم 6، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، 1993.
- أيت حمزة محمد، “مادة القصر”، معلمة المغرب، الجزء 19، إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، 2000.
- بزضيك عبد الناصر، “التراث المعماري بالجنوب المغربي نموذج منطقة سكورة”، دورية كان التاريخية، العدد السادس، 2009.
- بن خالد الناصري احمد، “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى”، دار الكتب، الدار البيضاء، 1997.
- بن عامر يوسف، “التراث المعماري الدفاعي بواحة ترناتةبدرعة الوسطى: الإكراهات وإشكالية التثمين”، بحث لنيل شهادة الماستر في التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير، 2015/2016.
- بن موسى الناصري محمد المكي، “طليعة الدعة في تاريخ وادي درعة”، مخطوط بالمكتبة الوطنية مسجل تحت رقم د3786.
- بن نعمان إسماعيل، “البناء بالتراب في بلاد المغرب الإسلامي: تقنية الطابية نموذجا”، دورية كان التاريخية، العدد العاشر، 2010.
- تونيي وسف، “معجم المصطلحات الجغرافية”، دار الفكر العربي، 1977.
- حافظي علوي حسن،”مواد البناء ببلاد المغرب من خلال كتاب ” الإعلان بأحكام البنيان” لأبن الرامي”، ضمن ندوة المعمار المبني بالتراب في حوض البحر الأبيض المتوسط، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 1999.
- حملاوي علي، “نماذج من قصور منطقة الأغواط، دراية تاريخية وأثرية”، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية الجزائر، 2006.
- خليف مصطفى غرابية، “السياحة الصحراوية تنمية الصحراء في الوطن العربي،” المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، بيروت، 2012.
- زكري طارق، “نشأة المعمار الطيني بالجنوب المغربي وأصوله”، مجلة الثقافة الجنوبية، العدد الخامس، 2015
- زكري طارق، “نشأة المعمار الطيني بالجنوب المغربي وأصوله، مجلة الثقافة الجنوبية”، العدد الخامس، 2015، ص 58.
- سعيد يبشرى، “قصور وقصبات تافيلالت: هوية ومقامة”، ضمن ندوة دور علماء تافيلالت وأدبها وفنانيها وقبائلها وجيش التحرير في مقاومة الاستعمار، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ط 1، 2015.
- طيراس هنري، “القصبات الأمازيغية بالأطلس والواحات: المباني الكبرى بالجنوب المغربي”، ترجمة حسن أميلي، منشورات أورزيوندوفرانس، باريس، 1938.
- كتيب المحافظة على التراث المعماري الطيني في الوديان المشرفة على الصحراء في المغرب، منشورات مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب CERKASوآخرون، 2005.
- لبطاح الطاهر، “التطورات السوسيومجالية المعاصرة ورهانات تنمية المنظومات الواحة: حالة واحة امحاميد الغزلان”، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، 2017-2018.
- لمراني علوي محمد، “المعمار المبني بالتراب في منطقة تافيلالت: قصور مدينة الريصاني من خلال وثيقتين تنشران لأول مرة”، ضمن ندوة المعمار المبني بالتراب في حوض البحر الأبيض المتوسط، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 1999.
- ماجد عبد المنعم، “تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى”، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1963.
- محمد فريد وجدي، “دائرة معارف القرن العشرين”،المجلد السابع، بيروت، لبنان، 1971.
- ميموروجي، “المسكن التقليدي في وادي تودغة بالمغرب”، ترجمة إبراهيم الخطيب، مجلة المناهل، عدد 73/74، فبراير 2005.
- Garcier Et J.-P. Bravard,”Qu’est-Ce Qu’une Oasis ? Réflexions Géographiques Sur Un Objet-Limite,Le Myrte et la Rose – Mélanges offerts à Françoise Dunand“, Publisher: Presses Universitaires de Montpellier, Editors: Gaëlle Tallet, Christiane Zivie-Coche.
- HammoudiAbdlah,”L’évolution De L’habitat Dans La Vallée Du Draa“, Revue De Géographie Du Maroc, n 18, 1970.
- Abdelkabir BAHANI, “La Vallée du Draa Moyen : du Qasar au Douar“, Al Baht Al Ilmi , Publication de L’institut Universitaire de La Recherche Scientifique, Université Mohamed V-Souissi, Nouvelle Série- N 49, Novembre 2007.
[1]– أمرني علويمحمد، “القصور بالجنوب المغربي”، مجلة المناهل، عدد 88، 2011، ص 213.
[2]– ابن منظور جمال الدين محمد، “لسان العرب”، الدار المصرية للتأليف والترجمة، ج 6.
[3]– سورة الفرقان، الآية 10.
[4]– ماجد عبد المنعم، “تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى”، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1963، ص 125.
[5]– حملاوي علي، “نماذج من قصور منطقة الأغواط، دراية تاريخية وأثرية”، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية الجزائر، 2006، ص 16.
[6]– التوري عبد العزيز، “مادة إغرام”، معلمة المغرب، ج 2، ص 534.
[7]– الوزان الحسن بن محمد، “وصف إفريقيا”، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، دار الغرب الإسلامي، ط 2 ،1983، الجزء الثاني، ص 126.
[8]– طيراسهنري،”القصبات الأمازيغية بالأطلس والواحات: المباني الكبرى بالجنوب المغربي”، ترجمة حسن أميلي، منشورات أورزيوندوفرانس، باريس، 1938، ص 85.
[9]– سعيد يبشرى، “قصور وقصبات تافيلالت: هوية ومقامة”، ضمن ندوة دور علماء تافيلالت وأدبها وفنانيها وقبائلها وجيش التحرير في مقاومة الاستعمار، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ط 1، 2015، ص 388.
[10]– نشير هنا إلى أن هناك من يعرف القصر بأنه المنزل أو كل بيت من حجر وما شيد من المنازل، وجمعه قصور. أنظرمحمد فريد وجدي، “دائرة معارف القرن العشرين”،المجلد السابع، بيروت، لبنان، 1971، ص 834.
[11]– ميموروجي، “المسكن التقليدي في وادي تودغة بالمغرب”، ترجمة إبراهيم الخطيب، مجلة المناهل، عدد 73/74، فبراير 2005، ص 108.
[12]– أيت حمزة محمد، “التحولات السوسيو مجالية بحوض أمكون”، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، 2016، ص 109.
[13]– أيت حمزة محمد، “مادة القصر”، معلمة المغرب، الجزء 19، إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، 2000، ص 6638.
[14]– R. Garcier Et J.-P. Bravard,Qu’est-Ce Qu’une Oasis ? Réflexions Géographiques Sur Un Objet-Limite,Le Myrte et la Rose – Mélanges offerts à Françoise Dunand, Publisher: Presses Universitaires de Montpellier, Editors: Gaëlle Tallet, Christiane Zivie-Coche, p 305.
[15]– أزهارمحمد،”الإنسان والبيئة في الواحات السهبية القاحلة واحة ميسور نموذجا (المغرب الشرقي)”، ضمن ندوة المجال والمجتمع بالواحات المغربية، سلسلة الندوات رقم 6، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، 1993، ص 127.
[16]– أيت حمزة محمد، “التوازن الأيكولوجي الواحي بين التنافس والتكامل”، ضمن ندوة المجال والمجتمع بالواحات المغربية، سلسلة الندوات رقم 6، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، 1993، ص 78.
[17]– كتيب المحافظة على التراث المعماري الطيني في الوديان المشرفة على الصحراء في المغرب، منشورات مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب CERKASوآخرون، 2005، ص 8.
[18]– إ. دانروس،”المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي”، المواجهة المغربية للإمبريالية الفرنسية 1881-1912، ترجمة أحمد بوحسن، منشورا زاوية، مطبعة المعارف الجديدة الرباط 2006، ص 35.
[19]– حافظي علوي(حسن)، “مواد البناء ببلاد المغرب من خلال كتاب ” الإعلان بأحكام البنيان” لأبن الرامي”، مرجع سابق، ص 54.
[20]– سورة السجدة، الآية، 71.
[21]– سورة السجدة، الآية، 7.
[22]– كتيب المحافظة على التراث المعماري الطيني في الوديان المشرفة على الصحراء في المغرب، مرجع سابق، ص 7.
[23]– بن نعمان إسماعيل، “البناء بالتراب في بلاد المغرب الإسلامي: تقنية الطابية نموذجا”، دورية كان التاريخية، العدد العاشر، 2010، ص 19.
[24]– حافظي علوي حسن “مواد البناء ببلاد المغرب من خلال كتاب ” الإعلان بأحكام البنيان” لأبن الرامي”، ضمن ندوة المعمار المبني بالتراب في حوض البحر الأبيض المتوسط، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 1999، ص 53.
[25]– هنري طيراس، “القصبات الأمازيغية بالأطلس والواحات”، ترجمة حسن أميلي مرجع سابق، ص 24.
[26]– تونييوسف، “معجم المصطلحات الجغرافية”، دار الفكر العربي، 1977، ص 178.
[27]– كتيب المحافظة، مرجع سابق، ص 38.
[28]– هنري طيراس، “القصبات الأمازيغية بالأطلس والواحات”، ترجمة حسن أميلي، مرجع سابق، ص 68.
[29]– حافظي علوي حسن، “مواد البناء ببلاد المغرب من خلال كتاب “الإعلان بأحكام البنيان” لابن الرامي“، ضمن ندوة المعمار المبني بالتراب في حوض البحر الأبيض المتوسط، مرجع سابق، ص 60.
[30]– ابن خلدون عبد الرحمان، “المقدمة”، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة التاسعة، 2006، ص 323.
[31]– هنري طيراس، “القصبات الأمازيغية بالأطلس والواحات”، ترجمة حسن أميلي، ص 69.
[32]– يلعب شجر النخيل أدوار اقتصادية واجتماعية مهمة في واحات درعة، فهو العمود الفقري للاستقرار بهذه المنطقة انظر بهذا الصدد، أوبها محمد، “الواقع الراهن لإنتاج التمور بواحات درعة : مقاربة تاريخية سوسيواقتصادية”، بحث لنيل شهادة الماستر تحت إشراف الأستاذة زليخة بنرمضان، كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، الموسم الدراسي 2014-2015.
[33]– لمراني علوي محمد، “المعمار المبني بالتراب في منطقة تافيلالت: قصور مدينة الريصاني من خلال وثيقتين تنشران لأول مرة”، ضمن ندوة المعمار المبني بالتراب في حوض البحر المتوسط، مرجع سابق، ص110.
[34]– نفسه، ص 111.
[35]– امبارك بوعصب، “مساهمة في دراسة قصور تافيلالت من سقوط سجلماسة إلى نهاية القرن العشرين: التاريخ والمعمار والإنقاذ”، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ، جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس ، 2010-2011، غير منشورة. ص 167.
[36]– بن عامر يوسف، “التراث المعماري الدفاعي بواحة ترناتة بدرعة الوسطى: الإكراهات وإشكالية التثمين”، بحث لنيل شهادة الماستر في التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير، 2015/2016، ص 42.
[37]– حافظي علوي حسن، “مواد البناء ببلاد المغرب من خلال كتاب ” الإعلان بأحكام البنيان” لأبن الرامي”، مرجع سابق، ص 54.
[38]– ابن خلدون عبد الرحمان، “المقدمة”، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة التاسعة، 2006، ص 321.
[39]– بوعصب امبارك،”مساهمة في دراسة قصور تافيلالت”، مرجع سابق، ص158.
[40]– نفسه.
[41]– طيراس هنري، “القصبات الأمازيغية بالأطلس والواحات”، ترجمة حسن اميلي، مرجع سابق، ص67.
[42]– نفسه، ص65.
[43]– ابن خلدون عبد الرحمان، “المقدمة”، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة التاسعة، 2006، ص 321.
[44]– بزضيك عبد الناصر، “التراث المعماري بالجنوب المغربي نموذج منطقة سكورة”، دورية كان التاريخية، العدد السادس، 2009، ص 26.
[45]– طيراس هنري، “القصبات الامازيغية بالاطلس والواحات”، ترجمة حسن أميلي، مرجع سابق، ص68.
[46]– امبارك بوعصب ، “مساهمة في دراسة قصور تافيلالت”، مرجع سابق، ص150.
[47]– لمراني علوي محمد، “المعمار المبني بالتراب في منطقة تافيلالت”، مرجع سابق، ص99.
[48]– خليف مصطفى غرابية، “السياحة الصحراوية تنمية الصحراء في الوطن العربي،” المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، 2012، بيروت، ص 27.
[49]– أوجامع عبد الرحمان، “السياحة والمجال بالجنوب الداخلي: نموذج ورزازات والراشيدية بين خيارات المخططين والواقع المحلي”، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا، 1999.
[50]– الخليفي عبد اللطيف، “الدينامية السياحية بواحات درعة الوسطى بين رهان التنمية المحلية وتحديات المحافظة على الموارد الطبيعية”، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، تخصص الجغرافيا، جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، 2016-2017، ص 54.
[51]– نفسه.
[52]– لبطاح الطاهر، “التطورات السوسيومجالية المعاصرة ورهانات تنمية المنظومات الواحة: حالة واحة امحاميد الغزلان”، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، 2017-2018، ص 247.
[53]– نفسه، ص 249.
[54]– نفسه، ص 249.
[55]– امبارك بوعصب، “مساهمة في دراسة قصور تافيلالت”، مرجع سابقن ص247.
[56]– حمودي عبد الله، “الصلاح والسلطة والمجتمع: تمكروت في القرنين السابع عشر والثامن عشر”، ترجمة محمد العرجون يضمن ندوة السلطة والفقهاء والمجتمع في تاريخ المغرب، جامعة ابن طفيل، 2013، ص338.
[57]– بن خالد الناصري أحمد، “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى”، دار الكتب، الدار البيضاء، 1997.ص 106.
[58]– الزاوية: يقصد الزاوية الناصرية بتامگروت
[59]– بن موسى الناصري محمد المكي، “طليعة الدعة في تاريخ وادي درعة”، مخطوط بالمكتبة الوطنية مسجل تحت رقم د3786. ص 18.
[60] – HammoudiAbdlah, “L’évolution De L’habitat Dans La Vallée Du Draa“, Revue De Géographie Du Maroc, n 18, 1970,p35.
[61]– زكري طارق، “نشأة المعمار الطيني بالجنوب المغربي وأصوله”، مجلة الثقافة الجنوبية، العدد الخامس، 2015، ص 58.
[62]– AbdelkabirBAHANI,”La Vallée du Draa Moyen : du Qasar au Douar“, Al Baht Al Ilmi , Publication de L’institut Universitaire de La Recherche Scientifique, Université Mohamed V-Souissi, Nouvelle– N 49, Novembre 2007,P17