المصاحبات اللّغويّة لمادّة (د-لّ) في القرآن الكريم.دراسة تحليليّة لغويّة في ضوء علم الدّلالة
The title of the article: The linguistic collocations of Article (d-l) in the Noble Qur’an. A linguistic analysis study in the light of semantics
د/ محمّد بن عبو –جامعة أدرار – الجزائر.
Dr. Mohamed bin Abbou – University of Adrar – Algeria.
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 69 الصفحة 83.
ملخّص:
المصاحبات اللّغويّة كثيرة في التّنزيل ،منها: جنات عدن – نار جهنّم- -إقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة … وفي الشّعر العربي كذلك، وفي المثل العربي أيضا، نحو: جميل بثينة ، وحاتم الطّائي ، وافق شنّ طبقة، كيت كيت ، وذيت ذيت …وهلمّ جرّا. وفي هذه الورقة البحثيّة فقد قمت بعرض مادة ( د-لّ) في التّنزيل محصورة معدودة. هذه الكلمات تتداعى إلى الذّهن بمجرّد ذكر هذا اللّفظ من شدة التلازم والتّصاحب ، مع سابقاتها والكيفية التي تمّت بها عملية التّصاحب، فضلا عن الغاية من هذه التّصاحبات ، ومنها ترويض اللّسان بناء الأسلوب التّعبيريّ الجيّد.
الكلمات المفتاحيّة : مصاحبة –المثل –دلّ –حصر – تلازم .
AbSTRACT:
Linguistic collocations are many in the revelation, including: Gardens of Eden – the fire of Hell – – the establishment of prayer and the payment of Zakat … and in Arabic poetry as well, and in the Arabic proverb as well, towards: Jamil Buthaina and Hatim al-Taie, agreed to launch a class, Kate Kate, and Dita. ..And so on. In this research paper, I presented the article (D-L) in the download that is limited to a number. These words come to mind as soon as this expression is mentioned, from the intensity of association and association with its predecessors and the manner in which the accompaniment was carried out, as well as the purpose of these collocations, including the taming of the tongue. Build good expressive style. Key words: accompaniment – proverb – denote – restrict – conjunction.
تقديم :
بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمة للعالمين ، بلسان عربيّ مبين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديهم وسار على نهجهم إلى يوم الدّين ، أمّا بعد…فإنّ لسان الضّاد أفصح الألسنة ، وأفضلها بيانا ، وأشدّها حساسيّة ، وأكثرها طواعيّة لقبوله الاشتقاق وتغيّر دلالات الكلمة بأبسط تأثير ، والأبعد من ذلك أنّ من كلماتها ما لا يقبل التّركيب والاندماج إلاّ مع كلمات أخر معيّنة ، ما تعارف منها ائتلف وتصاحب ، وما تناكر منها اختلف وتباعد .فهي كالنّاس … وفي سياق هذه الفكرة سأتكلّم عن سمة التّصاحبات اللّغويّة عموما ، وتصاحبات مادّة (دلّ) في التّنزيل على وجه الخصوص . فماهي مصاحبات مادّة (دلّ) ، وكيف تمّت عمليّة التّصاحب سواء أكان قبليّا أم بعديّا؟ ذلك ما سنتعرّف عليه من خلال هذه الورقة البحثيّة . والله المستعان .
أوّلا : إطلالة على مصطلح الدّلالة:
الدّلالة –بالتّثليث مصدر الفعل دلّ … والفتح أعلى[1]، وأنشد أبو عبيد :
إنّي امرؤ بالطّرق ذو دلالات .[2]
قال ابن الأعرابي : دلّ –يدلّ إذا هدى…[3] ، والدّلالة اصطلاحا : هي كون الشّيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر [4]. والدّلالة كذلك هي الإشارة إلى مضمونات تتضمّنها الكلمة أو التّعبير ، والدّلالات النّحويّة التي يستعملها النّحاة متعدّدة ، منها : دلالة التّضمّن كدلالة الفعل على الحدث، وهي ما تُسمّى دلالة المادّة ، ودلالة الالتزام كدلالة الفعل على الفاعل والمكان ، ودلالة الصّيغة كدلالة الفعل على الزّمان[5].والمدلول هو ما تقع عليه الدّلالة وتشير إليه كالحدث والزّمان اللذين هما مدلولان للفعل ، يدلّ عليهما ويحتويهما تضمّنا أو التزاما ، ولهذا يقول ابن مالك في ألفيته [6]:
المصدر اسم ما سوى الزّمان من مدلولي لفعل كأمن من أمن .
ومن جهة أخرى وبالتّأمّل في دلالة الفتح ودلالة الرّفع ، فالفتح أمر مرغوب فيه ، والفتح مطمح مطلوب ، قال تعالى : ﴿إنّا فتحنا لك فتحا مبينا﴾[7].وقال جلّ وعلا:﴿إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾[8]. والفتح من الله جلّ وعزّ ، وليس من غيره ، قال جلّ وعلا :﴿ ما يفتح الله للنّاس من رحمة فلا ممسك لها وما يُمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ﴾[9]. والفاتحة أمّ القرآن والشّافية والكافية والأساس والحمد. ، وفي باب النّحو كذلك ، ومن خلال نظرة القدماء إلى الفتحة، فهي دلالة النصب وعلم المنصوبات ، بل علامة للمفعوليّة .والمفعول خمسة أضرب : المفعول المطلق ، والمفعول به، والمفعول فيه، والمفعول معه ، والمفعول له، والحال والتّمييز والمستثنى المنصوب ، والخبر في باب كان ، والاسم في باب إنّ والمنصوب بلا التي لنفي الجنس وخبر ما ولا المشبّهتين بليس ملحقات بالمفعول ، والجرّ علم الإضافة [10]. ولهذا فقد جاء تقسيمهم للفتحة من دلالته التي ذهبوا إليها فقسّموا كلّ المنصوبات إلى ثلاثة أقسام باعتبار علامة الفتحة .و المنصوبات إجمالا ستّة عشر… والرّفع أشرف وأحسن، قال تعالى: ﴿ ورفعنا لك ذكرك ﴾[11]. وقال جلّ وعلا : ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ﴾[12] . وقال جلّ وعلا حكاية عن نبيّه إبراهيم عليه السّلام: ﴿ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام ﴾[13] ، فقد حيّا سيّدنا إبراهيم -عليه السّلام -الملائكة بتحيّة أحسن من تحيّتهم إيّاه تطبيقا لقوله تعالى :﴿ وإذا حُيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها﴾[14]. وهو دليل نقلي وهذا الدّليل يُخفي وراءه دليلا عقليا مؤدّاه أفضلية الجملة الاسميّة وهي تفيد الثّبوت والاستقرار ، فقد حيّا الملائكة بجملة اسميّة ، وحيّته بجملة فعليّة .فأصل سلام : الملائكة تسلّم عليك ، وتقدير سلام إبراهيم: سلام عليكم [15]. والرّفع في النّحو دليل على الإسناد، والنّصب علم المفعوليّة .
من خلال تدبّري في الآيتين الكريمتين موضوع تحيّة الملائكة لسيّدنا إبراهيم عليه السّلام وتحيتّه هو لهم بدت لي دلالة أفضليّة الضّمّة باعتبارها مورفيم الرّفع عن بقيّة المورفيمات ، ناهيك عن أفضليّة الجملة الاسميّة.
ثانيا : إطلالة على مصطلح المصاحبة :
فالصّاحب هو الملازم إنسانا كان، أو حيوانا، أو مكانا، أو زمانا.ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن وهو الأصل والأكثر، أو بالعناية والهمّة، وعلى هذا قال الشّاعر العربيّ في بيت من الهزج:
لئن غبت عن عيني لما غبت عن قلبي.
ولا يقال في العرف إلّا لمن كثرت ملازمته ، ويقال للمالك للشّيء هو صاحبه، وكذلك لمن يملك التّصرّف فيه ،وللموكّل به ، قال تعالى حكاية على لسان نبيّه عليه السّلام مع صاحبه أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه :﴿ إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبة لا تحزن إنّ الله معنا﴾[16] .وقوله تعالى:﴿أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجبا﴾[17] . وقال جلّ وعلا: ﴿ وما جعلنا أصحاب النّار إلّا ملائكة﴾[18]. وثمّة أصحاب مدين ،وأصحاب الأيكة ، وأصحاب النّار ، وأصحاب الجنّة …والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع لأجل أنّ المصاحبة تقتضي طول لبثه ؛ فكلّ اصطحاب اجتماع ، وليس كلّ اجتماع اصطحابا…[19]
والصّاحب يُجمع على أنواع كثيرة من الجموع، أغلبها جموع تكثير ، منها: الصُّحب ، والأصحاب ، وتصغيرها أصيحاب … يقول الإمام البوصيريّ –رحمه الله تعالى- من البسيط:
والآل والصّحب ثمّ التّابعين فهم أهل التّقى والنّقى والحلم والكرم.[20]
وقال الشّاعر أبو فراس الحمدانيّ -من الطويل-:
وقال أصيحابي الفرار أو الرّدى فقلت هما أمران أحلاهما مرّ.[21]
لقد قلنا سلفا إنّ الكلمات تشبه المخلوقات الحيّة ، وخصوصا بني البشر في العلاقات بينهما حيث تنشأ بينهم الصّحبة، ولا يمكن وجود صحبة من غير ألفة وتجانس،وإلّا فلا ،ولقد طرح شاعر سؤالا حينما رآى شمعا يذوب :
مالي أرى الشّمع يذوي في معادنه من صحبة النّار أم من فرقة العسل ؟
فأجابه آخر :
من لم تجانسه فاحذر أن تجالسه ما ضرّ بالشّمع إلّا صحبة الفتل . والبيتان من البسيط.
ولنأخذ نماذج من التّصاحبات اللّغوية بين الكلمات ، ومنها : أخي العزيز ، أمّي الحنون ، وافق شنّ طبقة ، عاد بخفّي حنين،جاؤوا عن بكرة أبيهم ، جنّات عدن ، نار جهنّم دلّ على …. ولا يمكن القول : أخي البغيض ، وافق شنّ عائشة، عادوا على ناقة أمّهم ، نار عدن …لعدم تآلف هذه العبارات وتصاحبها ، ما لم تكن من باب المجاز ، والأمثلة كثيرة.
فالتّصاحبات اللّغويّة إذا هي علاقات التجاور بين الكلمات في التّعبير اللّغوي ، وسنعرض بعض تعريفات المحدثين لهذه الظّاهرة ، وإن كان الجرجانيّ هو فارس السّبق في التّفطّن لهذه السّمة . يقول ولكنزWilkinz: « هي علاقات بين الكلمات عند ظهورها متتابعة في اللّغة»[22]، ونثّني بتعريف ولوورك Wallwork:« إنّ المصاحبة اللّغويّة تعني ببساطة تجاور كلمتين أو أ كثر أو عبارتين أو أكثر، وبناء على هذا فإنّ عبارة : أمّي العزيزة ، أو عبارة رجل سيّء تعتبر تصاحبات لغويّة» [23]. غير أنّ مفهوم المصاحبة عند بعض اللّغويّين –ومنهم ولورك – Wallworkفهو لا يقف عند الجيرة المباشرة بين الكلمتين بل يتعدّاه إلى مجرّد ظهور الكلمتين في تركيب لغوي صحيح مبنى ومعنى ، يقول هذا العالم اللّغويّ نفسه : «على حين يرى بعض اللّغويين أن المصاحبة اللّغويّة هي تجاور وحدتين لغويتين تجاورا مباشرا ( فسيولوجيّا )، فإنّ من الأفضل النّظر إلى المصاحبة على أنّها ارتباط الكلمات بعضها ببعض في السّياق اللّغويّ، وإن لم تتجاور تجاورا مباشرا» ولقد تناولتُ المصطلح انطلاقا من شرط التّجاور المتكرّر.
ثالثا :تجليات ألفاظ الدّلالة في القرآن الكريم، ومعانيها :
بادي الرّأي وقبل البدء في الحديث عن تصاحبات مادّة ( د-لّ ) وفي مختلف مشتقّاتها في القرآن الكريم ، حريّ بي أن أحصي اللّفظ في مختلف صوره انطلاقا من سورة النّاس؛ فالمتدبّر في مصطلح الدّلالة في مختلف تمظهراته في التّنزيل يجده قد ورد سبع مرّات ، وهي في قوله تعالى: ﴿ ياأيّها الذين آمنوا هل أدّلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تومنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذوبكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنّات عدن ذلك هو الفوز العظيم ﴾[24]. أخرج عبدُ بن حُميد ، وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح قال : قال المسلمون : لو أُمرنا بشيء نفعله فنزلت هذه الآية ، فتباطؤوا عنها فنزلت﴿ يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ﴾[25] – [26]. وقوله جل وعلا:﴿ وقال الذين كفروا هل ندلّكم على رجل ينبّئكم إذا مُزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد ﴾ سبأ:07 .وقوله عظُم شأنه:﴿ فلمّا قضيناعليه الموت ما دلهم على موته إلّا دابّة الأرض تاكل منساته ﴾ [27] .وقوله جلّت قدرته: ﴿ وحرّمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلّكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون﴾[28] .أي:أرشدكم [29]. وقوله تعالى :﴿ ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظّلّ ولو شاء لجعله ساكنا ثمّ جعلنا الشّمس عليه دليلا ﴾[30]، أي : تَنقصه قليلا قليلا [31] .وقوله تعالت عظمته :﴿ إذ تمشي أختك فتقول هل ّأدلّكم على من يكفله ﴾ [32] .وقوله تقدّست أسماؤه:﴿فوسوس إليه الشّيطان قال ياآدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لايبلى ﴾[33].
إن المتدبّر في هذه الآيات الكريمات التي اشتملت على الفعل ( دلّ ) ليجد معنى الفعل قد انحصر في الإرشاد والتّوجيه ، ونعزّز ذلك بقول الرّاغب ، فيما معنى الفعل ، قال الرّاغب : دلّه على الطّريق يدلّه دلالة : أرشده ، والدّلالة ما يُتوصّل به إلى معرفة الشّيء كدلالة الألفاظ على المعنى ودلالة الإشارات والرّموز والكتابة والعقود في الحساب، و سواءّ كان ذلك بقصد ، أو لم يكن بقصد ، كمن يرى حركة إنسان فيعلم أنّه حيّ، ومن أمثلة ذلك ما حكاه القرآن الكريم عن سيّدنا سليمان عله السّلام ، قال تعالى: ﴿ فلمّا قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلّا دابّة الأرض…﴾[34] ، فأصل الدّلالة مصدر كالكتابة والأمارة ، والدّال من حصل منه ذلك ، والدّليل في المبالغة كعالم، وعليم، وقادر، وقدير، ثمّ يُسمّى الدّالّ والدّليل دلالة كتسمية الشّيء بمصدره[35]… وأضمّ إلى هذا المثال أيضا قوله تعالى في قصّة سيّدنا آدم عليه السّلام مع إبليس اللّعين : ﴿ فوسوس إلي الشّيطان هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ﴾[36] . وقوله تعالى:﴿هل أدّلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ﴾الصّف:[37] . وقوله عظم شأنه :﴿ وقال الذين كفروا هل ندلّكم على رجل. ينبّئكم إذا مُزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد ﴾[38] .
وكلّها أجزاء من آيات أشرت إليها في معرض الحديث عن هذا العنصر الثّالث.على أنّ من بين المعاني السّبعة لمادّة (د-لّ) خمسة منها مصحوبة بالقصد والإرادة [39]ومعنيين غير قصديين هما قوله تعالى : ﴿ ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظّلّ ولو شاء لجعله ساكنا ثمّ جعلنا الشّمس عليه دليلا ﴾[40].قال المفسّرون : أي : جعلنا طلوع الشّمس دليلا على وجود الظّل ، فلولا وقوع ضوئها عل الأجرام لما عُرف أنّ للظّلّ وجودا ، ولما ظهرت آثار هذه النّعمة الجليلة للعباد ، والأشياء إنّما تٌعرف بأضدادها ، فلولا الظّلمة ما عُرف النّور ، ولولا الشّمس ما عُرف الظّلّ ، و (بضدّها تتميّز الأشياء ) [41]. وقوله جلّ وعلا : :﴿ فلمّا قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلّا دابّة الأرض تأكل منساته ﴾[42].قال المفسّرون : أي: ما دلّ الجنّ على موته إلّا تلك الحشرة وهي الأرضة- السّوسة التي تأكل الخشب –تأكل عصا سليمان[43] .
ولعلّ أوّل من أشار إلى أنواع الدّلاله الجاحظ في كتابه البيان والتّبيين ، فقد حصرها في خمسة أضرب ، هي: دلالة اللّفظ ، ودلالة الإشارة، ودلالة العقد، ودلالة الخط، ودلالة الحال أو النّصبة ، وترجع كلّها في النّهاية إلى نوعين ، إمّا ان تكون لفظيّة ، وإمّا أن تكون غير لفظيّة [44].
والحقيقة فإنّ المتدبّر في هذين الدّليلين المذكورين آنفا من سورة سبأ وسورة الفرقان ، يلفهما دليلين نقليين (لفظيين) بصريح الآية و (غير لفظيين ) عقليين في آن…
رابعا : تصاحبات مادّة –دلّ – في التنزيل:
المصاحبات اللّغويّة التي تٌعنى بها هذه الدّراسة هي الكلمات والعبارات التي تكرّر ظهورها مجاورا مادّة (د-لّ ) في مختلف صورها وأغلبها أفعال ، أمّا الكلمات التي لم تظهر مع مادّة (دلّ ) سوى مرة واحدة فقد استثنيتها من الدّراسة ، فهي من التّصاحبات الحرّة، لا المقيّدة. وبعد عرض ألفاظ الدّلالة هلمّ إلينا نبدأ الحديث بالتّصاحبات القبليّة لمادّ{ة (دلّ).
1-التّصاحبات القبليّة لمادّة (د-لّ) في القرآن الكريم :
ويعنى بها العبارات التي تكرّر ورودها قبل مادّة (دلّ)،أمّا الكلمات التي لم تظهر مع مادّة (دلّ )سوى مرة واحدة فقد استثنيتها من الدّراسة ، فهي من التّصاحبات الحرّة، لا. المقيّدة وقد أشرت إلى ذلك قبلا، ولقد تجلّت هذه التّصاحبات القبليّة فيما ياتي :
–هل+ (د-لّ) في المضارع:
لقد وردت مادّة (د- لّ ) خمس مرّات في سياق الاستفهام مسندة إلى ضمير المتكلّم ، منها أربع مرّات إلى المفرد المتكلّم : هل +أدلّ…، ومنه قوله تعالى : ﴿ يا أيّها الذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ﴾[45] . ومرة واحدة مسندة إلى ضمير الجمع المتكلّم : هل+ ندلّ وذلك في قوله تعالى:﴿ وقال الذين كفروا هل ندلّكم على رجل يُنبّئكم إذا مٌزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد﴾ [46]. وكلّ ذلك يدور في فلك الإرشاد والتّوجيه .والفعل المضارع يتكرّر ليدلّ على الاستمراريّة والتّجدّد…
فالإيمان بالله والجهاد في سبيله مجلبة لغفران الذّنوب ، والحظو بالجنان أزلا وأبدا وحالا.
2-التّصاحبات البعديّة لمادّة ( د- لّ) في القرآن الكريم .
1-(د-لّ) في المضارع+فاعل مستتر وجوبا+مفعولا به ضميرا متّصلا.
لقد وردت الصّيغة المشار إليها في هذا العنوان الفرعيّ خمس مرّات ، منها أربع مرات مسندة إلى ضمير الجمع المخاطب(كُم)،ومنها قوله تعالى : ﴿ وقال الذين كفروا هل ندلّكم على رجل. ينبّئكم إذا مُزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد ﴾[47] ، ومرّة واحدة مسندة إلى ضمير المفرد المخاطب (كَ)وذلك في قوله جلّ وعلا: ﴿ فوسوس إلي الشّيطان هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ﴾ [48]. وفي كل هذه الحالات كان ترتيب الجمل ترتيبا عاديا طبيعيا ، والفعل (دلّ ) قد تعلّق به الجار والمجرور بوساطة الحرف (على) دون بقيّة حروف الجرّ عبر كامل الآيات القرآنيّة المصاحبة للفعل (د-لّ) دون غيرها من الحروف.
والملاحظ أنّ: هل حرف استفهام معناه الإخبار والإيجاب أي: سأدلّكم ،وإنّما أورده في صيغة الاستفهام لدلالة التّشويق وإلهاب الرّغبة[49]، بل والحث على الإصغاء [50].
2-(د-لّ) في الماضي + مفعولا به ضميرا متّصلا+فاعلا.
فقد وردت في صّيغة النّفي بل الحصر، وهو ضرب من ضروب المعاني مرّة واحدة في التّنزيل ،وذلك في قوله تعالى :﴿ما دلّهم على موته إلّا دابّة الأرض تأكل منساته ﴾ [51]. فقد تقدّم المفعول (هم) وتأخّر الفاعل (دابّة) …على أنّ –ما- النّافية تفيد دلالة التّوكيد ههنا ، وهذه فائدة من فوائد الحصر ، إذ جعل سيبويه في –ما- النّافية معنى التّوكيد ، وهي بمنزلة –قد- التي تفيد التّوكيد في حالة الإثبات [52]
وينبغي أن أُنبّه إلى أنّ ثمّة أفعالا تشترك مع مادّة (د-لّ) في الجذر ،نحو : أدلى يُدلي… كي لا يحصل لبس بينها وبين أفعال الدّلالة المذكورة آنفا على الرّغم من أنّ حرفي الدّال واللّام حرفان مرقّقان ؛ في جميع أحوالهما وسياقاتهما ؛ فالدّال مرقّقة مطلقا ، واللّام مرقّقة غالبا قد يلحقها التّفخيم أو التّغليظ بشروط سواء في لفظ الجلالة (الله –اللّهمّ )، أو في غيره ..[53].
الفعل (دلّى) : الدّلو معروفة واحدة الدّلاء التي يُستقى بها ، تُذكّر وتُؤنّث، والتّأنيث أعلى وأكثر اشتقّ منه فعل [54].وقال الرّاغب : دلوت الدّلو : إذا أرسلتها وأدليتها ، أي : أخرجتها ، وقيل : يكون بمعنى أرسلتها ، قال أبو منصور في الشّامل . ومنه قوله تعالى:﴿ فدلاّهما بغرور﴾[55]. أي:استزلّهما إلى الأكل من الشّجرة بغروره ، أي : بخداعه إياهما .وقال الأزهريّ : لهذه الكلمة أصلان :
أحدهما : أنّ الرّجل يدلي دلوه في البئر ليأخذ الماء فلا يجد فيها ماء ، فوضعت التّدلية موضع الطّمع فيما لا فائدة فيه ، فيقال : دلّاه ، أي أطمعه. الثّاني جرّأهما على كل الشّجرة ، والأصل فيه دلّلهما من الدّال والدّلالة، وهما الجرأة ، فأبدل من المضاعف الأخير حرف علّة ، كما قالوا : تظنّيت وأصله تظنّنت [56].وقال الجوهريّ : دلّاه بغرور، أي : أوقعه فيما أراد من تغريره ، وهو من إدلاء الدّلو. ومنه قوله تعالى :﴿ فأدلى دلوه﴾[57] …أي: أرسلها في الجبّ ليستقي الماء ، وأدلى أفعل ، بمعنى فعل المجرّد ، وأدلى إليه بماله ، أي: دفعه ومنه قوله تعالى : ﴿وتُدلوا بها إلى الحكّام ﴾ [58]…قال الزّمخشريّ : ولا تُلقوا أمرها والحكومة فيها إلى الحكّام …وقيل : وتُلقوا بعضها إلى حكّام السّوء على وجه الرّشوة [59].وقال ابن عطيّة : ويترجّح القول الثّاني ؛ لأنّ الحاكم مظنّة الرّشاء إلا من عصم ، وهو الأقلّ، فغنّ اللّفظتين متناسبتين : تُدلوا من إرسال الدلو ، والرّشوة من الرّشاء (بكسر الرّاء) ، كأنّها يُمدّ بها لتقضى الحاجة[60] .
من خلال قوله تعالى في شأن آدم وحوّاء عليهما السّلام :﴿ فدلاّهما بغرور﴾[61]. وكان التّرتيب طبيعيّا عاديا : فعل +فاعلا +مفعولا به + جارّا ومجرورا متعلّق بالفعل ،والمفعول به ههنا هو الضّمير المنفصل (هما ).والباء هنا للملابسة ، أي : دلّاهما ملابسا للغرور، أي : لاستيلاء الغرور عليه ، إذ الغرور هو اعتقاد الشّيء نافعا بحسب ظاهر حاله ولا نفع فيه عند تجربته ، وعلى هذا القياس يقال : دلاّه بغرور إذا أوقعه في الطمع فيما لا نفع فيه ، كما في هذه الآية ، وقول أبي جندب الهذلي-البيت من الوافر -:
أحصّ فلا أجير ومن أجره فليس كمن يدلّي بالغرور.
وعلى هذا الاستعمال فنجد الفعل (دلّى )يستعمل قاصرا ، أي: لازما ، ويُستعمل متعدّيا إذا جعل غيره مدلّيا هذا ما يُؤخذ من كلام أهل اللّغة في هذا اللّفظ…ودلّ قوله (فدلّاهما بغرور)[62] .على أنّهما فعلا ما وسوس لهما الشّيطان، فأكلا من الشّجرة ، فقوله : ( فلمّا ذاقا الشّجرة )[63]. ترتيب على (دلّاهما بغرور) فحذفت الجملة واستغني عنها بإيراد الاسم الظّاهر في جملة الشّرط لمّا، والتّقدير هو: فأكلا منها كما ورد مصرحا به في سورة البقرة ، فلمّا ذاقا بدت لهما سوءاتهما [64]. قال الأزهريّ: لكلمة (دلّى ) أصلان،أحدهما: أنّ الرّجل يُدلي دلوه في البئر ليأخذ الماء فلا يجد فيها ماء ،
وقد لاحظت ههنا في الحقيقة ومحصول القول إنّ هناك تشابها في تعلّق حرف الجر بالفعل *دلّ* في الماضي والمضارع على السّواء. أدلّ…على…، ندلّ…على… دلّ…على… فالفعل متعدّ بنفسه في جميع الحالات.
3-التّصاحبات القبليّة البعديّة لمادّة (دلّ) في القرآن الكريم في ظلّ الصّوت .
هل+مضارع +فاعل ضمير ا مستترا +مفعولا به ضميرا ظاهرا+الحرف على ومجروره.
وهذا التّركيب هوالغالب حيث وردخمس مرّات من إجمالي ثماني مرّات، ومنه قوله عظُم شأنه : ﴿ إذ تمشي أختك فتقول هل ّأدلّكم على من يكفله ﴾ [65]. وهي مذكورة في العنصر الثّالث من المقال : تجليات ألفاظ الدّلالة في القرآن الكريم، ومعانيها .
ولئن اشتركت هذه الصّيغ الخمس في نسيجها ، فإنّها تخلف من حيث الفاعل ، حيث ورد بصيغة المفرد المتكلّم المذكّر أربع مرّات ،منها قوله تعالى : ﴿ إذ تمشي أختك فتقول هل ّأدلّكم على من يكفله ﴾[66] .وقد ورد بصيغة جمع المتكلّمين المذكّر مرّة واحدة وذلك في قوله جلّ وعلا : ﴿ وقال الذين كفروا هل ندلّكم على رجل. ينبّئكم إذا مُزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد ﴾[67].
أمّا الحالات الثّلاث المتبقّية فهي ليست متكرّرة ، ومن ثمّ فليست في صميم التّصاحبات لعدم التّكرار :ما+دلّ ، ف+دلّ. لكن يجدر بي أن أشير إلى الحالة الثّامنة حيث وردت (مادّة د-لّ) اسما لا فعلا، وذلك في قوله تعالى : ﴿ ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظّلّ ولو شاء لجعله ساكنا ثمّ جعلنا الشّمس عليه دليلا ﴾[68] .لما فيها من انزياحات وعدولات عن التّركيب المألوف والذي يحمل في طيّاته لطائف دلاليّة تتجلّى في تقديم الجار والمجرور على المفعول الثّاني ، حيث إنّ الفعل (جعل) متعدّ إلى مفعولين اثنين ، وهو من أفعال التّحويل ، إذ التّقديم والتّأخير ظاهرة تطبع الجملة العربيّة في كثير من صورها ، وهما مرتبطان بفنّ القول ، وعن أهمّيتهما يقول عبد القاهر الجرجاني :«هو باب كثير الفوائد ، جمّ المحاسن واسع التّصرف ، بعيد الغاية ، لا يزال يفترّ لك عن بديعة ، ويُفضي بك إلى لطيفة ، ولا تزال ترى شعرا لايروقك مسمعه ، ويلطف لديك موقعه ، ثمّ تنظر فتجد سبب أن راقك ولطُف عندك أن قُدّم فيه شيء ، وحُوّل اللّفظ عن مكان إلى مكان»[69]. والضّابط لهذه الظّاهرة اللّغويّة هو الإعراب الذي يكفل ويحفظ لكلّ عنصر موقعه من الجملة سواء أورد مقدّما أم مؤخّرا ، أم في موضعه.
وليس التّقديم والتّأخير عمليّة تلاعب بالكلام إنّما هو عمليّة لفظيّة دلالية فنّيّة تحتاج إلى خبرة بفنّ القول ، وترتبط عادة بالمستويات العليا من نصوص اللّغة ، فمتى تقدم لفظ حقّه التّأخير أو انعكس الأمر عند من عٌرف عنه الاجتهاد في صياغة أفانين البيان وجب تحليل الكلام لمعرفة الجمال الفنّي الذي تُخفيه هذه الصّياغة المعدولة ، يقول الجرجانيّ :« واعلم أنّ من الخطإ أن يقسّم الأمر في تقديم الشّيء وتأخيره قسمين فيُجعل مفيدا في بعض الكلام وغير مفيد في بعض ، وان يُعلّل تارة بالعناية وأخرى بأنّه توسعة على الشّاعر والكاتب حتى تطّرد لك قوافيه ولذاك سجعه ، ذاك لأنّ من البعيد أن يكون في جملة النّظم ما يدلّ تارة ولا يدلّ أخرى »[70]. وكلّما قل المستوى الثّقافيّ للمتكلّم ، فإنّه يفزع إلى التّرتيب المألوف للجملة ، ولولا هذه الانزياحات والعدولات لضاقت اللّغة على أهلها وذهب الكثير من جميل القول ، وعذب البيان وبهاؤه . والإعراب ميزان ذلك كلّه ، يقول ابن يعيش :« ولو اقتصر البيان على حفظ المرتبة فيُعلم الفاعل بتقدّمه والمفعول بتأخّره لضاق المذهب ، ولم يوجد من الاتّساع بالتّقديم والتأخير ما يوجد بوجوه الإعراب » [71].
أجل ، لقد تقدّم الجار والمجرور على المفعول الثّاني ، بل المعمول الثّاني للفعل ( جعل) والحقيقة إنّ الكثير من الباحثين قد أشاروا إلى أنّ هذه الظّاهرة هي أكثر أنماط التّقديم في الفواصل القرآنيّة[72]
.والمتدبّر في الآية في هذه الآية ومثيلاتها ممّا تقدّم فيها الجار والمجرور إن على مستوى الجمل الاسميّة أو الفعليّة ليدرك بجلاء حرص القرآن على جمال الإيقاع في الفاصلة ، فضلا عن دلالات إضافيّة سياقيّة أكثرها للاختصاص بمضمون العامل وشواهده كثيرة ،منها قوله تعالى:﴿غفرانك ربّنا وإليك المصير﴾ [73].
والذي يتدبّر في سورة الفرقان موضع الشّاهد يجد الفاصلة بالنّصب منذ بداية السّورة : نذيرا –تقديرا –نشورا –زورا-أصيلا…إلى نهايتها ، وكلّها فواصل منصوبة على مدار سبع وسبعين آية عدا آية واحدة ، هي الآية السّابعة عشرة والمتمثّلة في قوله تعالى :﴿ ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول آأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلّوا السّبيل ﴾[74]. بل والمتدبّر في سورة أخرى يجد كلمة(السّبيل) قد أُردفت بالألف لتوافق الفواصل ، وذلك في قوله تعالى : ﴿ وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا ﴾ [75]. فسبحان اللّه هذه السّورة من ثلاث وسبعين آية ، كلّها فواصل تنتهي بألف المد ، عدا آيتين اثنتين : أولاهما ﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللّآئي تظّهّرون منهنّ أمّهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذالكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحقّ وهو يهدي السّبيل ﴾[76] . وثانيهما قوله تعالى : ﴿ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتّق الله وتُخفي في نفسك ما الله مُبديه وتخشى النّاسَ والله أحقُ أن تخشاه فلمّا قضى زيد منها وطرا زوّجناكها لكي لا يكون على المومنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرا وكان أمر الله مفعولا ﴾ [77]… وممّا يقرّه علماء الصّوتيات أنّ الألف أبعد للصّوت ، وأمكن للمدّ [78].
وهذا التّنوين المنصوب عندما نقف عليه في التّلاوة أو القراءة ينبغي أن يتحوّل إلى مدّ عوض ، ومقداره حركتان . ولذلك ينبغي مراعاة هذا الحكم الأدائيّ ولو في حالات التّخاطب العادية حتّى يصير وضعا مألوفا صادرا بصورة آلية ، كقولك :أسمعك جيّدا بدلا من أسمعك جيّدن ، و شكرا ، بدلا من شكرن …وهلمّ جرّا. والقرآن الكريم يزيد من تطويع العربيّة لاستعمالاته ، فيأتي بالمعجز البديع ، ومنه الفواصل القرآنيّة. وأختم الحديث بلطيفة للرّاغب ، قال الرّاغب : « فألفاظ القرآن هي لبّ كلام العرب وزبدته وواسطته وكرائمه ، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم ، وإليها مفزع حذّاق الشّعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم ، وما عداها وعدا الألفاظ المتفرّعات عنها والمشتقّات منها ماهو بالإضافة إليها كالقشور والنّوى بالإضافة إلى أطايب الثّمرة ، وكالحثالة والتّبن بالإضافة إلى حبوب الحنطة »[79].
نتيجة البحث :
وبعد عرض مادّة (د-لّ) في مختلف تشكّلاتها خلصت إلى النّتائج التّالية :
1-من خلال تدبّري في آي التّنزيل بدا لي أنّ العربيّة غنيّة بالكثير من الظّواهر التي هي من صميم لسان الضّاد وخوطب بها العرب ، والبحث فيها يتطلّب المدارسة المستمرة من أجل كشفها وسبر أغوارها والوقوف على خصائصها ، ومن هذه الخصائص التّصاحبات اللّغويّة .وهي نكتة تمتاز بها لغة الضّاد.
2-الكثير من الكلمات العربية تكون بصورة متعاقبة متلازمة ، لا تنفك إحداها عن الأخرى بحيث لو ذكرت الأولى لتداعت لك الثّانية في التّركيب إلّا من باب المجاز، كقولنا : الصّعود إلى الأسفل والهبوط إلى الأعلى …مثلا . والإلمام بالتّصاحبات اللّغويّة من أهم العوامل التي تعين الكاتب والأديب على الدّقة في التّعبير، وتُكسبه الّرصانة والقوة والانسجام .
3- لا بدّ من لفت الانتباه إلى الفعلين:(دلّ الصّحيح المضعّف ) و ( دلّى المعتلّ ) فهما ليسا بمعنى واحد وإن تشابها من حيث الجذر ، إذ الأوّل يدور في فلك الإرشاد والنّصح والتّوجيه والهداية . أمّا الثّاني فهو يدور في فلك الحطّ من المنزلة والخديعة ، وقد ذُكر ذلك في الكثير من كتب التفسير القرآنيّ ، قال تعاظمت صفاته في شأن آدم وحوّاء عليهما السّلام :﴿ فدلّاهما بغرور فلمّا ذاقا الشّجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة﴾[80] .أي : حطّهما عن منزلتهما –تفسير الجلالين153. فاللّغة العربيّة مرنة واسعة ثريّة، وأيّ تغيير في الشّكل ينتج عنه تغيير في المعنى .
4- الانزياحات في التّركيب ، وتوافق الفواصل مظهر من مظاهر الإعجاز البيانيّ البديعيّ في القرآن الكريم . ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا﴾[81] ، بل والمتدبّر في هذه الآية عموما ، وفي حرف الواو قبل ( لو )، يُدرك جليا إنّ لولا وجود هذه الواو لأمكن الإنس أو الجنّ فرادى غير متعاونين أن يأتوا بمثله ، أي: لو لم يكن بعضهم لبعض ظهيرا. فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
5- لا ينبغي إغفال دور الجانب الصّوتي ّ ، فهو الأساس في الإيقاع ،إذ به يُكتمل الأداء اللّغوي الجيّد ، وما الوقف على التّنوين بالفتح إلّا نموذج؛ فالصّوت هاد للصّرف ، والنّحو موجّه للصّوت ، وهما معا ينظّمان أفانين القول ، والثّلاثة تتآزرفي تشكيل الدّلالة اللّغويّة التي يراد بها الإفهام وهو أمر بالغ الأهميّة؛ لأنّه يمثّل الهدف الأساس من اللّغة والمتمثّل في الإبانة والإفصاح.
6- ينبغي لفت الانتباه إلى الأهميّة البالغة التي يكتسيها ضبط مصطلح ما وإحصاؤه ، وعلى سبيل المثال فإنّ إحصاء مادّة (د-لّ ) في القرآن الكريم من شأنه أن يساعد الباحثين في مقياس علم الدّلالة ، وذلك باكتساب أرضية صلدة تشجّع الطّلب والباحث على الذّهاب بعيدا من حيث جانب التّحصيل في هذا المقياس.وهكذا دواليك مع بقية المصطلحات التي هي مبرمجة عنوانات لمقاييس ، نحو البلاغة ، والصّف ،والإنشاء …وهلمّ جرّا. وعليه فإنّ حصر المادّة المدروسة يسّهل دراستها من شتّى الجوانب بما فيها عملية التّصنيف والحقولة (الحقول الدّلاليّة) .
7- لا بدّ من بذل قصارى الجهود في الدراسات القرآنيّة الحديثة المتّسمة بالأصالة والواقعيّة وفق المناهج الحديثة فالقرآن صالح لكلّ عصر ومصر.
8-العربيّة تحرص على إيجاد التّناسب والتّوافق بين الألفاظ فيما بينها ، وبين الألفاظ ومعانيها ، سعيا وراء كلام بليغ ذي تأثير في النّفوس كبير .ناهيك عن تحسين الكلام بمختلف الأداءات الصّوتيّة ، نحو الجناس والطّباق والسّجع بأنواعه ،وتوافق الفواصل ، والإتباع ، والمشاكلة اللّفظيّة ، وقافية محكم ، ورويّ موحّد، بل ومختلف وسائل التّزويق، وهلمّ جرّا…
9-من الاستحالة بمكان أن تقوم الكلمة في القرآن الكريم مقام كلمة أخرى في سياقها ، وإلّا أمكن أرباب الفصاحة وأساطين البلاغة أن يأتوا بمثله. لكن هيهات هيهات.
قائمة المصادر والمراجع :
– القرآن الكريم –رواية ورش عن نافع – رحمهما الله تعالى .
01-إعراب القرآن وبيانه ، محي الدّين الدّرويش،المجلّد7، الجزء الثّامن والعشرون ، ط7 ،1430-1977 دار اليمامة ، دمشق ، بيروت.
02-بردة المديح المباركة ، للإمام شرف الدّين أبي عبد الله محمّد البوصيريّ ، د.ط، د.ت.
03-البرهان في علوم القرآن ، بدر الدّين محمّد بن عبد الله الزّركشي ، طبعة منقّحة ومزيدة , دار ابن الجوزيّ، القاهرة .
04-التّصاحبات اللّغويّة مفهومها وأنواعها وأهمّيتها –مع دراسة تطبيقيّة في القرآن الكريم ، ناصر علي عبد النبي ، مكتبة الآداب ، ط2، 1432ه-2011م، القاهرة
05- التّعبير الفنّيّ في القرآن ، بكري شيخ أمين ، دار الشّروق ، بيروت، ط4، 1980، ص: 189.[1] 06 -التّعريفات، السّيّد الشّريف علي بن محمّد بن علي الجرجانيّ الحنفيّ ، ضبط محمّد علي أبو العبّاس، دار الطّلائع ، طبعة جديدة 2014.
07-تفسير البحر المحيط. لمحمّد بن يوسف الشّهير بأبي حيّان الأندلسيّ المتوفّى سنة 745ه، دراسة وتحقيق وتعليق الشّيخ عادل أحمد عبد الموجود والشّيخ علي محمّد عوض ، دار الكتب العلميّة، بيروت لبنان، د.ط، د.ت.
08-تفسير التّحرير والتّنوير ، محمّد الطّاهر بن عاشور ،الدّار التّونسيّة للنّشر 1984. الجزء08-سورة الأعراف .
09- الدّليل النّظريّ في علم الدّلالة ، -حسب المقرّر الرّسميّ للجامعات الجزائريّة- نواري سعودي أبو زيد، دار الهدى، عين مليلة، د.ط، 2007م،
10-الرّوائع ، أبو فراس الحمدانيّ ،منتخبات شعريّة ، ، فؤاد إفرام البستانيّ ، ط8، دار المشرق ، بيروت لبنان .
11- الكشّاف عن حقائق غوامض التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزّمخشريّ ، ت467ه-538ه ، تحقيق وتعليق ودراسة : عادل أحمد عبد الموجود ، علي محمّد معوّض ، بمشركة فتحي عبد الرّحمن أحمد حجازيّ ، مكتبة العبيكة ط1، 1418ه-1998م ، ج:1.
12-متن الألفية ، محمّد بن عبد الله بن مالك الأندلسيّ ، د.ط،د.ت.
13- المفردات في غريب القرآن ، أبو القاسم الحسين بن محمّد المعروف بالرّاغب الأصفهاني -، المكتبة التّوفيقيّة ، مصر ط4، 2015.( كتاب الصّاد).
14- المفصّل في صنعة الإعراب ، أبو القاسم الزّمخشريّ محمود بن عمر بن محمّد الخوارزميّ ، تحقيق ودراسة خالد إسماعيل حسّان ، راجعه رمضان عبد التّوّاب ، مكتبة الآداب ، القاهرة ، 2014.
15- صفوة التّفاسير، محمّد علي الصّابونيّ،ج2، قصر الكتاب، البليدة ، شركة الشّهاب ، د.ط، د.ت، الجزائر.
16- علم الدّلالة أصوله ومباحثه في التّراث العربيّ ، منقور عبدالجليل ، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر ، 2010.
17-علم الأصوات ، حسام البهسناويّ ، مكتبة الثّقافة الدّينيّة ، القاهرة ، ط1، 1425ه-2004م
علم الدّلالة أصوله ومباحثه في التّراث العربيّ، منقور عبد الجليل، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر، 2010م.
18- فواصل الآيات القرآنيّة، السّيّد خضر ، مكتبة الآداب ، ط2، 1430ه-2009م.
19-قواعد التّجويد وأثرها في المعاني والأحكام ، دراسة تحليليّة نقديّة ، بحث أعدّه د/أحمد بن أحمد شرشال ، دار ابن الحفصيّ للطّباعة والنّشر ، ط1، 1437ه-2016م
20- سياق الحال ، دراسة نظريّة تطبيقيّة –القسم في القرآن الكريم أنموذجا ، محمد محمد الحسيني العشيري مكتبة الآداب ، القاهرة ، د.ط، 2014م. 23-
21- شرح المفصّل ، مكتبة المتنبّي ، د.ت،ج 1.
المعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاجم :
01-لسان العرب ، محمّد بن مكرم بن منظور الإفريقيّ المصريّ ، ط1، دار صادر ، ط1، ج11،بيروت .
02- معجم الأساليب البلاغيّة في القرآن الكريم ، محمّد صالح مخيمر ، دار الكتاب الثّقافيّ ،د.ط، 1426ه-2005م.
03- معجم المصطلحات النّحوية والصرفيّة ، محمّد سمير نجيب اللّبديّ ، مؤسّسة الرّسالة ، بيروت ، قصر الكتاب، البليدة ، دار الثّقافة، الجزائر.
[1] -علم الدّلالة أصوله ومباحثه في التّراث العربيّ ، منقور عبد الجليل ، ديوان المطبوعات الجامعيّة ، الجزائر ، 2010م ، ص: 30.
[2] – لسان العرب ، محمّد بن مكرم بن منظور الإفريقيّ المصريّ ، ط1، دار صادر ، ط1، ج11،، بيروت ، ص:247. وينظر علم الدّلالة أصوله ومباحثه في التّراث العربيّ ، منقور عبدالجليل ، ديوان المطبوعات الجامعيّة ، ، الجزائر ، 2010، ص: 30.
[3] -نفسه والصّفحة نفسها.
[4] – التّعريفات ، السّيّد الشّريف علي بن محمّد بن علي الجرجانيّ الحنفيّ ، ضبط محمّد علي أبو العبّاس، دار الطّلائع ، طبعة جديدة 2014، ص: 108.
[5] – معجم المصطلحات النّحوية والصرفيّة ، محمّد سمير نجيب اللّبديّ ، مؤسّسة الرّسالة ، بيروت ، قصر الكتاب، البليدة ، دار الثّقافة، الجزائر، ص ص:80-84.
[6] – متن الألفية ، محمّد بن عبد الله بن مالك الأندلسيّ ، د.ط،د.ت ، ص:30.
[7] -الفتح : 01.
[8] -الأنفال : 19.
[9] -فاطر: 02.
[10] – المفصّل في صنعة الإعراب ، أبو القاسم الزّمخشريّ محمود بن عمر بن محمّد الخوارزميّ ، تحقيق ودراسة خالد إسماعيل حسّان ، راجعه رمضان عبد التّوّاب ، مكتبة الاداب ، القاهرة ، 2014، ص: 65.
[11] -الشّرح: 04.
[12] -المجادلة: 11.
[13] -هود:68.
[14] -النّساء : 85.
[15] – التّعبير الفنّيّ في القرآن ، بكري شيخ أمين ، دار الشّروق ، بيروت، ط4، 1980، ص: 189.
[16] -التّوبة ، من الآية : 40.
[17] -الكهف:09.
[18] -المدثّر: 13.
-[19] ينظر المفردات في غريب القرآن ، أبو القاسم الحسين بن محمّد المعروف بالرّاغب الأصفهاني -، المكتبة التّوفيقيّة ، مصر ط4، 2015، ص: 278.( كتاب الصّاد).
[20] – بردة المديح المباركة ، للإمام شرف الدّين أبي عبد الله محمّد البوصيريّ ، د.ط، د.ت، ص: 27.
[21] -الرّوائع ، أبو فراس الحمدانيّ ،منتخبات شعريّة ، ، فؤاد إفرام البستانيّ ، ط8، دار المشرق ، بيروت ، لبنان ، ص: 449.
[22] – التّصاحبات اللّغويّة مفهومها وأنواعها وأهمّيتها –مع دراسة تطبيقيّة في القرآن الكريم ، ناصر علي عبد النبي ، مكتبة الآداب ، ط2، 1432ه-2011م، القاهرة ، ص: 13.
[23] – نفسه ، والصّفحة نفسها .
[24] -الصّف : 10-12.
[25] -الصّف: 02.
[26] -ينظر الدّر المنثور في التّفسير بالمأثور ، جلال الدّين السّيوطيّ ، ط1، ج14، 1424ه-2003م ، ص: 445.
[27] -سبأ: 14.
[28] -القصص :11.
[29] – ينظر تفسير البحر المحيط، تفسير البحر المحيط. لمحمّد بن يوسف الشّهير بأبي حيّان الأندلسيّ المتوفّى سنة 745ه، دراسة وتحقيق وتعليق الشّيخ عادل أحمد عبد الموجود والشّيخ علي محمّد عوض ، دار الكتب العلميّة ، بيروت لبنان ، د.ط، د.ت. ، ج7، ص:103.
[30] -الفرقان :45.
[31]– ينظر لسان العرب ، محمّد بن مكرم بن منظور الإفريقيّ المصريّ سابق ،ج 11 ص:247.مادّة (دلّ ).
[32] -طه، من الآية: 40.
[33] -طه:117.
[34] -سبأ:14.
[35] – ينظر المفردات في غريب القرآن ، سابق، ص:177 .
[36] -طه:117.
[37] -الصّف: 10-12.
[38] -سبأ :07.
[39] – ينظر المرجع نفسه والصّفحة نفسها .
[40] -الفرقان : 45.
[41] – ينظر صفوة التّفاسير ، محمّد علي الصّابونيّ ، ج2، قصر الكتاب ، البليدة ، شركة الشّهاب ، د.ط، د.ت، ، الجزائر ص: 365.
[42] -سبأ : 14.
[43] نفسه ، ص: 548.
[44] -الدّليل النّظريّ في علم الدّلالة ، -حسب المقرّر الرّسميّ للجامعات الجزائريّة- نواري سعودي أبو زيد، دار الهدى، عين مليلة ، د.ط، 2007م، ص:43.
[45] -الصّف:10.
[46] -سبأ:07.
[47] نفسها ، السّورة والآية.
[48] -طه:117.
[49] -ينظر إعراب القرآن وبيانه ، محي الدّين الدّرويش،المجلّد7، الجزء الثّامن والعشرون ، ط7 ،1430-1977 دار اليمامة ، دمشق ، بيروت،ص:513.
[50] -ينظر معجم الأساليب البلاغيّة في القرآن الكريم ، محمّد صالح مخيمر ، دار الكتاب الثّقافيّ ،د.ط، 1426ه-2005م ، ص:25.
[51] -سبأ: 14.
[52] – ينظر البرهان في علوم القرآن ، بدر الدّين محمّد بن عبد الله الزّركشي ، طبعة منقّحة ومزيدة , دار ابن الجوزيّ، القاهرة ،ص:540-541.
[53] -ينظر علم الأصوات ، حسام البهسناويّ ، مكتبة الثّقافة الدّينيّة ، القاهرة ، ط1، 1425ه-2004م، ص ص:56-61.
[54] – المفردات في غريب القرآن ، سابق ، ص: 316.
[55] -الأعراف، من الآية: 21.
[56] – نفسه ،ج 04، ص: 280.
[57] -يوسف: من الآية: 19.
[58] -البقرة ، من الآية: 187.
[59] – ينظر الكشّاف عن حقائق غوامض التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّاويل، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزّمخشريّ، ت467ه-538ه ، تحقيق وتعليق ودراسة : عادل أحمد عبد الموجود ، علي محمّد معوّض ، بمشركة فتحي عبد الرّحمن أحمد حجازيّ ، مكتبة العبيكة ط1، 1418ه-1998م ، ج:1، ص: 340..
[60] -ينظر تفسير البحر المحيط، سابق ،- ج 2،ص: 56.
[61] -الأعراف ، من الآية : 21.
[62] -الأعراف ، من الآية : 21.
[63] -الأعراف ، من الآية : 21.
[64] – تفسير التّحرير والتّنوير ، محمّد الطّاهر بن عاشور ، تفسير التّحرير والتّنوير ، محمّد الطّاهر بن عاشور ،الدّار التّونسيّة للنّشر 1984، الجزء08-سورة الأعراف ، ص: 61.
[65] -طه، من الآية :40.
[66] – طه، من الآية :40.
[67] -سبأ:07.
[68] -الفرقان :45.
[69] – البرهان في علوم القرآن ، بدر الدّين محمّد بن عبد الله الزّركشي سابق ، ص: 93.
[70] -الكشّاف ، سابق ، ج3، ص: 96.
[71] -شرح المفصّل ، مكتبة المتنبّي ، د.ت،ج 1، ص: 82.
[72] – فواصل الآيات القرآنيّة ، السّيّد خضر ، مكتبة الآداب ، ط2، 1430ه-2009م، ص: 100،101.
[73] -البقرة، من الآية : 284.
[74] -الفرقان:17.
[75] -الأحزاب: 67.
[76] -الأحزاب: 04.
[77] -الأحزاب: 37.
[78] -سياق الحال ، دراسة نظريّة تطبيقيّة –القسم في القرآن الكريم أنموذجا ، محمد محمد الحسيني العشبري ، مكتبة الآداب ، القاهرة ، د.ط، 2014م، ص: 36.
[79] -قواعد التّجويد وأثرها في المعاني والأحكام ، دراسة تحليليّة نقديّة ، بحث أعدّه د/أحمد بن أحمد شرشال ، دار ابن الحفصيذ للطّباعة والنّشر ، ط1، 1437ه-2016م ، ص:10-11.
[80] -الأعراف، من الآية : 21.
[81] -الإسراء: