الخصائص الفنية للقصة القصيرة جدا قراءة في متون مغربية
Artistic characteristics. Very short story. Read in Moroccan Meton
بشرى سلواني ـ جامعة ابن طفيل ـ القنيطرة، المغرب
Bouchra saloini Université Ibn Tofail Kénitra Maroc
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 69 الصفحة 97.
ملخص:
شهدت الساحة الأدبية العربية على العموم، والمغربية خاصة نموا مضطردا بهذا اللون القصصي الجديد، بوصفه أحد أهم نتاج مرحلة التجريب التي عاشتها القصة، وعلى الرغم من عدم وضوح معالم هذا الجنس الأدبي من حيث قواعده وأسسه الناظمة، إلا أنه لقي رواجا وحضورا في المشهد الأدبي، ساعده في ذلك وسائل الاتصال الحديثة، والتي راقها أن تجد أدبا بحجم المساحة المتضائلة يوما بعد يوم، فزخرت به الصحف اليومية والمجلات والمدونات الالكترونية، وصفحات الأنترنيت.
وسنسعى في هذا المقال إلى عرض أبرز الخصيصات الفنية -الشكلية والدلالية -البانية لجنس القصة القصيرة جدا، والتي تميزها عن باقي أنواع القص الأخرى، وتمنحها الفرادة والتميز.
الكلمات المفاتيح: القصة-القصيرة-جدا-الخصائص-الفنية-الشكلية.
Abstract:
The Arab literary scene in general, and Morocco in particular, has witnessed a steady growth in this new narrative color, as one of the most important products of the experimentation phase of the story, and although the features of this literary sex are unclear in terms of its rules and established foundations, it has gained popularity and presence in the literary scene, helped by modern means of communication, which, in addition to finding literature the size of the dwindling space day by day, has been enriched by daily newspapers, magazines, blogs, and internet pages.
In this article, we will try to present the most prominent artistic features – formal and semantic – of the very short story sex, which distinguishes it from other types of storytelling, and gives it uniqueness and excellence.
Keywords: Very Short Story – Artistic and Formal Characteristics
تقديم
إن ما تبدو عليه القصة القصيرة جدا من تمرد على مستوى الكتابة، يعبر عن فكر تولد من واقع معيش فرض نفسه، هو الفكر نفسه الذي دعا نازك الملائكة إلى نشر قصيدة ” الكوليرا” سنة 1947م، فكان مولودا ابداعيا بشكل مختلف، ثائر متمرد على الأعراف والتقاليد الأدبية الشعرية السائدة آنذاك، إلا أن الذائقة الإبداعية ألفته-ولو بعد حين-، فأشبع إبداعا ونقدا. وهذا تماما ما تشهده القصة القصيرة اليوم، فهذا التغيير لم يأت عفو الخاطر، أو تلبية لنزوات فردية، بل هو تحصيل حاصل، فرضته جملة من التغيرات على جميع الأصعدة: الاجتماعية والاقتصادية والفكرية. والتكنولوجيا ساهمت بدورها وبشكل كبير في تعميم هذا الفكر وانتشاره، لقوة سلطته في هذا العصر، بسبب هيمنة الصورة والرسائل القصيرة، مما سبب التوتر والعجلة، هموم استطاعت القصة القصية جدا بخصائصها الفريدة، الاستجابة لهذه المتغيرات، والتعبير عن هموم الانسان وطبيعة المرحلة. وسنبين من خلال عرض أبرز هذه الخصيصات، إلى الكشف عن مكمن الانسجام بين القصة القصيرة جدا وملامح مستجدات العصر.
- الخصائص الشكلية
1-1 القصر
إن أول ما يتبادر إلى أذهاننا ونحن بصدد التعرف على أهم خصائص هذا الجنس الأدبي وأركانه وعناصره، ما يتصل بأهم مقومات تجنيسه وهي سمة القصصية والقصر باعتباره قصة قصيرة جدا.
إن ما تقوم عليه القصة القصيرة جدا من قصر لا ينم عن الجانب الكمي وحسب من حيث عدد الألفاظ والحيز المكاني الذي تشغله، وإنما هو مؤشر دال على تكثيف اللغة واختزال المعنى. يقول جميل حمداوي في معرض حديثه عن ما سماه الأركان الطبوغرافية للقصة القصيرة جدا ، ويقصد به كل ما يتعلق بتنظيم الصفحة تبيضا وتسويدا، وكل ما تحويه من مؤشرات أيقونية وبصرية وعلامات سيميائية تشكيلية، يقول: ” ينبغي أن تتخذ القصة القصيرة جدا حجما محدودا من الكلمات والجمل، وألا تتعدى مائة كلمة في غالب الأحوال، أي: خمسة أسطر على الأقل، وصفحة واحدة على الأكثر، لكي لا تتحول إلى أقصوصة أو قصة قصيرة أو رواية بنفسها السردي السهب والموسع، ويعني هذا أن يحترم الكاتب حجم هذا الفن المستحدث، وألا يتعدى نصف صفحة، ويختار الجمل ذات الفواصل القصيرة، والجمل البسيطة من حيث البنية التركيبية ذات المحمول الواحد.”[1] وهذه الخصيصة هي ما يميز هذا الجنس الأدبي الجديد، الذي توافق ظهوره والتطورات السريعة التي أصابت العالم، من تسارع تكنولوجي، وتغيرات حادة على جميع الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تبع ذلك تغير في أشكال التعبير، وتغير الذائقة في الإبداع والتلقي.
يقول القاص الفنزويلي لويس بريتوغارسيا ” نمر بسرعة من دراما الكتاكالي التي يدوم عرضها ثلاثة أيام، إلى التراجيديا الإغريقية التي تستمر ليلة واحدة، إلى الأوبرا التي تستغرق خمس ساعات، إلى الفيلم الذي يدوم ساعة ونصف، إلى حلقة المسلسل من عشرين دقيقة، إلى الفيديو كليب من خمس دقائق، إلى الوصلة الإشهارية من عشرين ثانية، ثم القصة القصيرة جدا من ثانية واحدة”.[2]
إن خاصية القصر في القصة القصيرة جدا تتطلب جملة من العناصر كالتكثيف في اللغة وإزالة الروابط والضميمات، وكذا تكثيف الحدث والزمان والمكان، واختيار الأوصاف المركزة والدقيقة. “ولن يتوافر ذلك قطعا إلا بالإلمام الكافي بأساليب العربية؛ خبرها وإنشائها والصيغ التي تتحقق بها هذه الأساليب، مع معرفة بأغراضها الحقيقية، وما تخرج إليه من معان مجازية، والمواطن التي يحسن فيها التقديم والتأخير أو يجوز، والتي لا يصح فيها مثل ذلك، فضلا عن الإحاطة بمعاني الحروف ودلالاتها، سواء منها حروف العطف، أو حروف المعاني(الجر)، ومعرفة أساليب عودة الضمائر، والتفنن في استعمالها، وإتقان شيء من شرائط المجاز وأنواعها.”[3]
وكاتب القصة القصيرة جدا بعد كل هذا الاشتغال على اللغة، يستهدف قارئا متفاعلا له قدرة خاصة على التأويل وإنتاج دلالات متعددة. ويعول على علاقة التأثير والتأثر التي تنشأ بين القارئ والعمل الأدبي أثناء القراءة. فالقراءة كما نظرت لها جمالية الاستقبال والتلقي مع ياوس وإيزر، ليست فعلا بسيطا نقوم به ونحن نمرر البصر على السطور، وليست أيضا بالقراءة التي نكتفي فيها بإعادة تلقي الخطاب بشكل سلبي اعتقادا منا بأن معنى النص قد صيغ نهائيا وحدد، فلم يبقى إلا العثور عليه، كما هو أو كما كان نية في ذهن الكاتب، ولكي يحدث ذلك التفاعل بين النص والقارئ، ويكون القارئ مشاركا في بناء المعنى وتشكيله، ينبغي أن يتضمن النص عددا من الفجوات والعناصر غير المحددة، ويكون دور القارئ هو ملِؤها بطريقة ذاتية خلاقة بالاستعانة بما هو معطى في النص، وهذا ما أسماه إيزر بالفراغات أو الفجوات وجعلها أساس نظريته.
ويعتبر القاص المغربي حسن برطال من أوائل الكتاب الذين خاضوا مسيرة التجريب في كتابة القصة القصيرة جدا على مستوى الإبداع، وتمكن من مراكمة منجز قصصي قصير جدا مهما، ما يزيد عن عشر مجموعات قصصية قصيرة جدا.
والمتناول لمجموعته القصصية القصيرة جدا قراءة ونقدا، يلمس بوضوح مدا التزامه بخصيصة القصر في القصة، ونمثل لذلك من خلال مجموعته ” مغرب الشمس”. فأصغر قصة في المجموعة”أربيل” لا تتعدى ست كلمات:
” أعادوا بناء تاريخ المدينة..فصنعوا أبريل../” [4]
فهذه القصة رغم شدة قصرها إلا أنها تفتح بابا عميقا للتأويل أمام القارئ، مشحون بالدلالات، وهي قبل ذلك تتطلب منه البحث في معاني ألفاظها، بداية من العنوان “أربيل”، فهو يتألف من مفردة واحدة يحيل مدلولها على مدينة عريقة بدولة العراق، أكد ذلك وجود لفظة “المدينة” بمتن القصة، والقارئ أيضا يفترض به أن يكون ملما بتاريخ العراق والأحداث التي شهدها تاريخه من دمار وخراب، في محاولة لطمس هويته وتحطيم مجده، ومن لا يعرف تاريخ العراق ومكانته في تاريخ العلم والمعرفة، وأي محاولة لبناء تاريخ جديد هو كذبة ككذبة أبريل، والتي اعتاد الناس الاحتفال بها أول شهر أبريل من كل سنة بإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.
أما قصص مصطفى لغتيري في:” مظلة في قبر”[5]، فتتسم بحجمها المتوسط الذي لا يتجاوز نصف صفحة، ماعدا نصين يستغرقان تقريبا صفحة كاملة، وهما: “الأسير”، و”كابوس”، يوظف فيهما القاص عنصر الحوار، لكنه حوار مكثف، لا يخل ولا يكشف، يتناسب مع الملامح الفنية للقص القصير جدا، وفي الآن نفسه تمكن الكاتب من خلاله إمداد القارئ بمعطيات تصويرية عن الشخصيات الواردة فيه، وحالاتها النفسية والعاطفية، معطيات لا يمكن أن تبدو كاملة الوضوح والحيوية إلا إذا سمعها القارئ وهي تتحدث.
في حين نجد القاصة الزهرة الرميج في مجموعتها القصصية القصيرة جدا:” عندما يومض البرق”، تتميز في معظمها بالطول المسهب، والاسترسال في السرد، كما يتضح ذلك جليا في قصتها «واجهة” والتي تستغرق صفحة كاملة، جاء في متنها:
” كل الطلبة منهمكون في الإجابة عن أسئلة الامتحان ما عداها.
آخرون يحاولون… لكنها أكثرهم إصرارا.
تحرك رأسها في كل اتجاه… تهمس إلى مجاوريها، فينهرها الأستاذ:
– إذا كان غطاء رأسك يحول دون سماعك لصوتك، فإن أذني تسمعان دبيب النمل!
الوقت يمر وهي على حالها، تتربص بإجابات الآخرين تربص الوحش بفريسته.
لم يبق الآن، سوى بعض الطلبة المتناثرين في القاعة. دائرة فارغة تحيط بها… لا أمل في تلك اللحظة الأخيرة التي يختلط فيها الحابل بالنابل! …
أخيرا، سلمت الأستاذ ورقة تحريرها. ارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة وهو يقرأ ما كتبته أعلى الصفحة بخط عريض أحمر: ” بسم الله الرحمان الرحيم. عليه توكلت وهو المعين”.[6]
تنتقد الكاتبة من خلال تصويرها وبدقة متناهية لواقع اجتياز التلاميذ للامتحان، السلوكات المشينة لفئة من المحجبات اللواتي يستغلن الدين لخداع الناس عن إصرار وقصد، وإخفاء النوايا الماكرة، تصرفات أصبحت مكشوفة من المجتمع، وتثير السخط والاشمئزاز، تمثله القاصة بتعليق الأستاذ الساخر وابتسامته المستنكرة لقلة حيائها بتوظيفها البسملة والدعاء على الورقة، وفي القصة أيضا إشارة لظاهرة الغش في الامتحانات التي أصبحت تؤرق واقع المنظومة التعليمية.
وعليه، فهناك ثلاثة أنواع من الكتابة في مجال القصة القصيرة جدا على مستوى الحجم: كتابة قصيرة جدا، وكتابة متوسطة، وكتابة طويلة ومسترسلة.
- علامات الترقيم
تقوم علامات الترقيم بأدوار سيميائية وأيقونية ودلالية هامة في مجال الأدب عامة، تسعف هذه العلامات المتلقي في قراءة الجملة وفهمها وتفسيرها وتأويلها، وتنغيمها نبريا بغية التواصل والتبليغ والتأثير. ومن المعلوم أن علامات الترقيم لا تتعدى اثني عشرة علامة. وهي: النقطة(.)، والنقطتان (:)، والفاصلة (،)، والفاصلة المنقوطة (؛)، وعلامة التعجب(!)، وعلامة الاستفهام(؟)، والعارضة (-)، والقوسان ()، والمزدوجتان (“”)، ونقط الحذف الثلاث(…)، والخط المائل (/)، والمعقوفتان ([]).
ونلاحظ في الكثير من المجموعات القصصية القصيرة جدا ثلاث ظواهر بارزة.
أولا: هناك من يتحرر من علامات الترقيم، ويرفض الوقفات المفرملة، والفواصل المسيجة التي تحد من التدفقات الشعورية والتعبيرية، ويتمرد عن ضوابطها ثورة وانزياحا وجرأة، كما في قصة: “بدون” لعز الدين الماعزي:
” دخل الحمام بقفته الفوطة الملابس الداخلية صابونة مشطا محكا وشامبوان…نزع ملابسه ثوبا ثوبا ودخل للاستحمام. جاء الكسال دعك أطرافه جره جدبه ثناه طواه حمله وضعه أسنده كتم أنفاسه أفرغ عليه الماء وخرج التفت وجد نفسه بدون…” [7]
أكيد أن من سيقرأ القصة هكذا وبدون توقف، ستنتابه حالة من التوتر، نتيجة توالي الأفعال وسرعة الأحداث، إشارة من الكاتب إلى سرعة وتيرة الحياة نفسها، والمليئة بالحركية الدائمة ليل نهار والمصحوبة بالانفعالات، لكن ما نحققه من نجاحات قليلة جدا، وتكاد تكون منعدمة (بدون).
ثانيا: هناك من يحترم علامات الترقيم أيما احترام، ويستخدم وقفاتها الإملائية في سياقاتها الملائمة، ويضعها في أماكنها المناسبة، كما في قصص (الخيل والليل) للحسين زروق:
“الابن: أماه أين أبي؟
الأم: مسافر يا ولدي.
الابن: ومتى سيعود أماه؟
الأم: لا أدري يا ولدي.
وبعد شهور…ومع استمرار الحرب.
الابن: أماه لماذا لم يعد أبي؟
الأم: لا أدري يا ولدي.
بعد سنة…والحرب تزداد شراستها…
الابن: لماذا لا نسافر أيضا يا أماه؟
الأم: ربما نفعل يا ولدي.
الابن: ومتى يا أماه؟
الأم: لا أدري يا ولدي.
وفي أول غارة كان القصد منها شل الحركة الطبيعية للأحياء سافر
الابن ولم تضع الأم مزيدا من الوقت… بل سارعت لشراء تذكرة
سفر… صارت تملك بندقية”.[8]
فعلامات الترقيم وظفت في هذا النص توظيفا يتناسب وامتداد الأحداث، وطول غياب الأب مع استمرار الحرب.
ثالثا: هناك من يوفق بين الاتجاهين احتراما وتحررا؛ أي: يتصرف في هذه العلامات الترقيمية، ويطوعها لأغراض فنية وجمالية ومقصدية، ويكتفي ببعض العلامات تركيزا وتبئيرا، مثل: علامات الحذف والفاصلة، كما هو حال فاطمة بوزيان في مجموعتها القصصية ” ميريندا”:
” كان يوسف يحب الطائرات…
سمع الكبار يتحدثون عن طائرات دمرت أبراجا عالية فمزقها
وأحب يوسف صناعة الزوارق…
سمعهم يتحدثون عن زوارق الموت فأغرقها في الماء
راح يلعب في سيارات صغيرة…رأى في التلفزة سيارات تنفجر
ودماء ودموعا فهجر اللعب، وقال إخوته:
– كبر يوسف![9]
والملاحظ أن كثيرا من كتاب القصة القصيرة جدا يكثرون من علامات الحذف الثلاث والفاصلة من أجل تحقيق التكثيف والإيجاز والاقتضاب، وخلق الجمل القصيرة المتراكبة والمتتابعة سرعة وإيقاعا، فنجد مثلا القاص المغربي حسن برطال في مجموعته ” أبراج”، يكثر من علامات الحذف والنقط المتتالية الدالة على حذف المنطوق، يقول الكاتب معتمدا على بلاغة الحذف، ملمحا إلى موت الإنسانية، وبشاعة جرائم الحرب:
” قابيل دفن أخاه…الغراب دفن أخاه…. والذي قتل بغداد دفن نفسه” [10]
استخدم القاص مجموعة من العلامات الترقيمية لتأطير قصصه القصيرة جدا، وفرملتها تنغيميا ودلاليا وسيميائيا، فقد اشتغل كثيرا على نقط الحذف، إضمارا واختصارا واختزالا وتكثيفا، كما استعمل الفواصل لتقسيم المتواليات القصصية والسردية إلى جمل قصيرة، والتجأ أيضا إلى الاتباع الفعلي، والتراكب الجملي، والتضمين التركيبي.
وفي توظيف متميز للتشكيل البصري الدال، نجد القاصة السعدية باحدة توظف تقنية تمطيط الكلمات والحروف بصريا، للتعبير عن سخريتها وانفعالاتها وموقفها من الأحداث المروية، كما في قصة ” جرد”:
عشر سنوات أدمنت أحلام النوم
ثلاثون سنة أدمنت أحلام اليقظة
ما تبقى من العمر، وجدته
خارج
الت
غ
ط
ي
ة [11]
فهذه التقنية الطريفة في الكتابة منحت النص القصصي القصير جدا، جمالية تكمن في التشكيل البصري من جهة، وفي ممارسة المتلقي للعبة القراءة بشكل مختلف وإحالته على تكملة المعنى والذي يمكن أن يكون هو الآخر متعددا.
- الخصائص الدلالية
2-1 التكثيف
ويقصد بتكثيف القصة؛ اختزال الأحداث في أفعال رئيسية مركزة، الأمر الذي يتطلب تعاملا خاصا مع اللغة، وانتقاء مميز للعناصر المكونة للنص السردي، والابتعاد عن الأوصاف المسهبة؛ لأن القصة القصيرة جدا بنية سردية لا بد من أن تحتفظ بقدر معين من السرد والحكي. وهذه الخصيصة تعتمد بشكل أساس على عنصري الحذف والإضمار.
والحذف من العناصر التي تزين اللغة وتقويها، وتزيد المعنى جمالا وهو (باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن).[12]
وهو عند دي بوجراند: ” استبعاد العبارات السطحية التي يمكن لمحتواها المفهومي أن يقوم في الذهن أو أن يوسع، أو أن يعدل بواسطة العبارات الناقصة…”[13]
فهذه الفنية في توظيف خصيصة الحذف والاضمار، تمكن كاتب القصة القصيرة جداً من التواصل مع المتلقي، قصد دفعه إلى تشغيل مخيلته وعقله، لملء الفراغات والبياضات، وتأويل ما يمكن تأويله.
ويوظف حسن برطال في مجموعته القصصية (قوس قزح) تقنية الحذف، من خلال توظيف التكثيف والاختزال والتمليح والإشارة، كما في نصه (أقبر الزجاجي)، والذي يقول فيه: ” رجل وسيم يموت شنقا في بذلته.. المحكمة تدين رابطة عنق ومرآة”.[14] في إشارة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض الناس، رغم محاولتهم التظاهر بعكس ذلك، بدلالة ارتداء الرجل لبذلة وربطة عنق، كما تلمح القصة في خطاب ساخر إلى ظلم القضاء وفساده، وسطحية أحكامه.
وتتجلى الفنية في خصيصتي الحذف والإضمار في المجموعة القصصية القصيرة جدا، في التشغيل المدروس لعلامات الترقيم اللغوي، “ويظهر ذلك بوضوح في توظيف النقط الثلاث(…)
ومن القصص التي استعمل القاص فيها نقط الحذف الثلاث التي تحيل على الفضاء المحذوف، وغياب المنطوق اللغوي، والتي يمارس الكاتب عبْرها لغة التخييل والتوهيم، وبناء النص وحيث يتجلى الحذف والإضمار، قصة “البديل” للقاص المغربي ميمون الحرش يقول:
“كما عرين الأسد لا يخلو قلبه من “العظام”
قلب الآخرين مختلف… ربما..
نبضات قلبه واهنة، لكن حارقة…
هل يبحث عن قلب آخر…؟
مستحيل…
فما القلب يبغي، لكن من يسكنه..[15]
والواضح من خلال هذا النص، أن القاص قد نجح بنسبةٍ كبيرة في تكثيف المعاني واختزال الأحداث والابتعاد عن الاستطراد والحشو وسرد التفاصيل، من أجل الحفاظ على الحجم القصير، الذي لم يتجاوز ستة أسطر.
ومن سمات الحذف أيضا: النقطتان الأفقيتان (:) اللتان تقومان مقام الفاصلة، أو ترك المجال للتأمل والتخييل أو الوقف المتوسط، وتوظف كثيرا في الرواية والقصة والشعر المعاصر للدلالة على الوقفة الخفيفة، وتوضع أحيانا بدلا من الفاصلة، وتستعمل أحيانا لوظائف فنية وجمالية، وقد تستعمل لتزيين العبارات والجمل، أو لتقطيع النفس الكتابي.
ويلتجئ المبدعون إلى مثل هذه العلامة لإعطاء القارئ فرصة الاستمتاع بالنص، لذة وتقبلا وجمالا، والتمعن فيه أثناء القراءة، ذهنيا وبصريا ووجدانيا وحركيا، شأنها شأن باقي علامات الترقيم الموظفة في القصة القصيرة جدا، والتي سنعرض لها في المبحث الموالي.
- السخرية والمفارقة
اتخذ الأدباء منذ القدم السخرية وسيلتهم لنقد العيوب البشرية والاجتماعية، غير أن هذه السخرية وإن كانت تبعث على الضحك؛ فإنه ضحك مرير موجع، كثيراً ما ينتهي بالألم والتحسر إذا وصلت الرسالة المراد إيصالها.
والمفارقة: تضاد المعنى الظاهر مع المعنى الباطن، مما يدفع القارئ إلى البحث عن دلالات التعارض وكشف خبايا النص القصصي القصير جدا ومكنوناته، والمفارقة تجعل من اللامعقول معقولا، تقلب التراجيديا كوميديا والكوميديا تراجيديا…[16]
وتتميز قصص حسن برطال بسمة السخرية من الواقع الإنساني الذي انبطح إلى أسفل سافلين، وتقزم فيه البشر، وصاروا كائنات ممسوخة بالشر وزيف القيم. ومن هنا، تطفح قصص الكاتب بروح السخرية، والانتقاد البشع للواقع المغربي بصفة خاصة، والواقع العربي بصفة عامة، كما في هذا المقطع القصصي الذي يوحي بالعبثية الساخرة، والسياسة الماكرة:
” تصدع الجدار ثم انهار…وللوقوف على سبب الحادث حمل الخبراء” حجيرة” وبعض العينات من الركام إلى المختبر لدراسة هذه المواد المستعملة في البناء..”[17]
وتلتجئ الكاتبة الزهرة الرميج، كذلك، إلى أسلوب المفارقة والسخرية الكاريكاتورية لتعرية الواقع الكائن تشخيصا وتصويرا ورصدا، وانتقاده تعييرا وتحقيرا لبشاعته وحقارته وفظاظته القيمية، وانحطاطه أخلاقيا واجتماعيا وإنسانيا، كما في قصة ” ذوق”:
” مل عالم المومسات الذي أدمنه زمنا طويلا. أراد أن يتزوج امرأة صالحة. أصبح يواظب على مراقبة الفتيات المارات أمام المقهى. أخيرا، عثر على ضالته. تبعها في تهيب، وقد قرر الكشف عن نيته ما إن أصبح محاذيا لها، حتى بادرته هامسة:
لا أتجاوز ربع ساعة. والدفع مسبقا. هات المبلغ بسرعة، واتبعني عن بعد.”[18]
كما تتضمن مجموعة حسن برطال (قوس قزح) أيضا، إشارات أخرى لمظاهر اجتماعية وعادات شعبية، تغلغلت في أوساط الناس وأصبحت راسخة في المتخيل الشعبي، توارثتها الأجيال، فصاغها الكاتب قصصا بديعة، مثلما نجد في قصة “كلاب الكرنة“: (قالت امرأة لجارتها العاقر: عليك بمائة قديدة وقديدة وسيمتلأ بطنك بإذن الله يا حليمة… كانت الجارة على حق… فهذه الكمية الهائلة بإمكانها أن تملأ بطون كل الصين).[19]
بكثير من السخرية صور الكاتب المرأة حليمة بأنها حالمة، تحلم بالمستحيل، لأن جمع القديد بهذه الكمية، يفيد في إشباع البطون ولا يفيد العاقر في الإنجاب، إنه هنا يشير إلى ظاهرة الشعوذة المتفشية في أوساط عامة الناس، والجهل المتغلغل في أذهانهم.[20]
هذه التقنية في توظيف الموروث الثقافي الهامشي في قصصه، تبين مدى ارتباط حسن برطال بالواقع، وقربه من هموم الناس، وسماع نبض الشارع، واستعماله السخرية للتعبير عن هموم الشعب ومشاكله، وفضح المستور بين أفراده، فقد أشار إلى الفضائح التي تحدث بين الفتيات والفتيان الذين يلتقون خفية في الزوايا المظلمة، والأماكن الخالية، فينتج عنه افتضاض البكارة، يتولد عنها حمل غير شرعي لا بد من تدارك عواقبه، والطريق الأقرب لذلك هو عقد الزواج والحالة المدنية، فتستر الفتاة وينجو الفتى من السجن، هذه الصورة التقطها حسن برطال في قصة (حالة مدنية): ( قال أبي: أنت الذي زوجتني أمك مرغما…قلت: يوم زواجك لم أكن هنا ياوالدي…قال بل كنت في بطنها…).[21]
بنفس الوتيرة الساخرة، تنتقد القاصة السعدية باحدة في نص “الحكامة إلخ” ضمن مجموعتها القصصية القصيرة جدا ” وقع امتداده..ورحل”، المنظومة التربوية بأكملها في ترابطاتها وعلاقاتها وامتداداتها، من خلال طرح أسئلة عميقة حول علاقة الرئيس بالمرؤوس، والمدير بالأستاذ، القائمة على التعالي وضغط القوانين الفوقية باستمرار، في غياب تام لأي تشارك أو تشاور أو اتصال، والضائع الأكبر في المنظومة هو التلميذ، والتي تدعي المذكرات والمراسيم أنه محور العملية التعليمية التعلمية. تقول:
ينظر مليا إلى رسم كاريكاتوري على جريدة ويبتسم
” حذاء الوزارة على رأس النيابة، حذاء النيابة على رأس المدرسة،
حذاء المدرسة على رأس الأب…” فإذا بحذاء الأب يكاد يقتلع رأسه:
” نوض تحفظ ألمسخوط…”[22]
2-3 الدهشة
عندما نتأمل نص (قذيفة النصر…غزة) لحسن برطال والذي يقول فيها: “(المدفعية تقذف غزة و(بطن) امرأة يرد..دوي الانفجار حطم حجرا، لكن صرخة الوليد تنبث بشرا…)”[23]، نجد أن تركيبة هذا النص إذا عدنا به إلى اللغة العادية، والحديث اليومي، فإننا لا نفهم منه شيئا، لأنه قائم على الخلط، والالتباس، وعدم التحديد..
وبالتالي، فإن عبارة (وبطن امرأة يرد ولكن صرخة الوليد تنبث بشرا)، تمثل للقارئ وضعيتين تواصليتين، هما:
الدهشة الرافضة، يمثلها القارئ/ المتلقي السلبي؛ لأنه وقف أمام هاتين العبارتين موقف دهشة وحيرة، يتساءل إذا كان العدو يقذف غزة بالقنابل الحارقة، فكيف يمكن لبطن المرأة أن يرد عليها؟ وسبب هذه الدهشة أنه قارن هذه العبارة بالتعبير اللغوي اليومي والعادي.
الدهشة الجمالية، والتي تدفع هذا المتلقي/القارئ، إلى اكتشاف الفراغات التي تتضمنها التعابير، ليخلق نوعا من القراءة التفاعلية، القراءة الفاعلة، التشاركية، والتي تجعل المتلقي عنصرا إيجابيا فاعلا في عملية القراءة، بمقدوره اكتشاف هذه الفراغات، وملئها، وأن عبارة (بطن امرأة يرد)، تعني الآلة الإسرائيلية ووحشيتها، ومنهجها المتبع في إبادة وتقتيل الشعب الفلسطيني، يقابله ارتفاع في الولادات عند الإنسان الفلسطيني، فيمد الحركة الفلسطينية ومقامتها بالأطفال الذين يقومون بانتفاضتهم المباركة ضد العدو وآلياته التدميرية…
2-3 التناص
التناص مفهومٌ جديد تبلور مع الناقدة الأدبية البلغارية-الفرنسية جوليا كريستيفا (Julia kristeva)، وهو عندها “أحد مميزات النص الأساسية، والتي تحيلُ على نصوص أخرى سابقة عليها أو معاصرة لها”، فهو فسيفساء من نصوص أخرى أدمجت فيه بتقنيات مختلفة، ومعنى هذا أن التناص هو تعالق (الدخول في علاقة) نصوص مع نص حديث بكيفيات مختلفة.[24]
والقصة القصيرة جدا لا يمكن أن تنتج نفسها بنفسها، وإنما تنمو وتنهض في علاقتها بنصوص أخرى تتناص معها، وهذا التناص هو الذي يولد الإيحاءات والمضمرات الخفية في ذهن المتلقي، حيث تكون الاستجابة مع هذه النصوص إما إيجابا أو سلبا، إيجابا عند تقبلها والتجاوب مع محتوياتها، وسلبا عندما تتعارض مع ما تنطوي عليه من دلالات وحمولات فكرية وإيديولوجية مضمرة.
فتناص القصة القصيرة جدا مع المخزون الجمعي والجماعي والموروث الثقافي للمتلقي، يولد لديه نصا جديدا من إنتاجه، نصا ذهنيا يماثل ما أفرزته ذاكرته عند تقبل القصة، وما أنتجته مفردات الق. الق. ج من دلالات تداولية تختلف سياقاتها ودلالاتها من متلق لآخر، حسب مستويات التلقي والتأويل.
وهذا ما عبر عنه حسن برطال في مجموعته “قوس قزح”، عن القمع والرفض لسلطة الآخر بلسان الفقراء في نعت كل من يستهين بالناس، ويدوس على كرامتهم، ويعتدي على حقوقهم وحرياتهم، وقد وظف ذلك في قصته ” أبابيل” التي جاء فيها: “(صوب في اتجاه السماء، ضغط على الزناد…النجمة التي أصيبت سقطت على رأسه ليموت آخر الشياطين رجما.. /).”[25]صور الكاتب هنا وبفنية ملفتة، مآل هذه الفئة من الناس في تناص مع النص القرآني في “سورة الفيل”، لقد نالوا العقاب من السماء التي أسقطت عليه النجوم مثلما أسقطت أبابيل الحجارة الحارقة على الكفار.
خاتمة
يمكن إجمال أهم النتائج التي توصلت إليها في خاتمة هذا البحث فيما يلي:
- تأسست القصة القصيرة جدا على فن الحذف وبلاغة الإضمار والتكثيف، فهي تنتقي بداية مدهشة ونهاية مفارقة مستثمرة الاشتغال على التضاد والإفادة من السخرية والجرأة في مواجهة الكبت والقمع والفساد، وهذه الوسائط تعوضها عن الوصف المطول ورصد الجزئيات والتفاصيل والشروح والهوامش، وهذه التقنيات وغيرها هي التي تمنح القصة القصيرة جدا التميز والفرادة، كما أن الخوض فيها لا يخلو من المغامرة لأنه مليء بالفجوات والبياض، وبعد المسافة الجمالية، والتي تستدعي، ولا بد، قارئا متمكن من آليات التأويل وإنتاج الدلالة.
- إن خاصتي التكثيف والقصر التي يتميز بها النص القصصي القصير جدا، والمبنية على الوصف المركز والدقيق، والألفاظ المنتقاة، والجمل القصصية المكثفة التي تحمل معاني مضمرة، تفهم في سياق البنية ككل، مدعمة بلغة انزياحية، تمنح المتلقي دلالات وأبعاد أخرى أكثر عمقا وأوسع معنى، ” فكلما ضاق المبنى اتسع المعنى” حسب رأي البلاغيين. وللوصول لهذا المبتغى، ينبغي ان يكون القاص فطنا بارعا في اختيار الكلمات المناسبة للسياق والمحتوى الدلالي للقصة القصيرة جدا، بمعنى أن تكون عين القاص على الواقع، وأن يكون قلمه على الصيغة المناسبة لنقل هذا الواقع بمهارة وحرفية صياغية أدبية.
قائمة المصادر والمراجع:
المصادر
- حسن برطال، أبراج، منشورات اتحاد كتاب المغرب، المغرب، الطبعة الأولى 2006م.
- حسن برطال، المجموعة القصصية “قوس قزح”، منشورات مطبعة أنفوبرانت، المغرب، سنة 2009.
- الحسيين زروق: الخيل والليل، مطبعية النور الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1996م.
- الزهرة الرميج، عندما يومض البرق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 2008م.
- السعدية باحدة، وقع امتداده.. ورحل، قصص قصيرة جدا، منشورات الصالون الأدبي، دار القرويين، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2009م.
- عز الدين الماعزي، حب على طريقة الكبار، دار وليلي للطباعة والنشر، مراكش، الطبعة الأولى 2006.
- فاطمة بوزيان، ميرندا، قصص، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2011م.
- ميمون الحرش، نجى ليلتي، مطابع الرباط، المغرب، الطبعة الأولى 2013م.
- مصطفى لغتيري، مظلة في قبر، منشورات القلم المغربي، المغرب، الطبعة الأولى 2006
المراجع العربية
- إدريس بلمليح، القراءة التفاعلية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 2000م.
- جميل حمداوي، من أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا، شركة مطابع الأنوار المغاربية، الطبعة الأولى 2011.
- عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، تحقيق محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة، طبعة 1984م
- محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص)، نشر المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط: 3، 1992م.
- يوسف حطيني، القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق مطبعة اليازجي، دمشق، سورية، الطبعة الأولى سنة .2004
المراجع المترجمة
- روبرت ديبوجراند، النص والخطاب والإجراء، ترجمة، تمام حسان، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى 1998.
- لويس بريتوغارسيا، (دليل موسع للقصة القصيرة جدا)، ترجمة: سعيد بنعبد الواحد، مجلة قاف، صاد، المغرب، عدد5، 2007م.
[1] جميل حمداوي، من أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا، شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى 2011، ص: 130
[2] لويس بريتوغارسيا، (دليل موسع للقصة القصيرة جدا)، ترجمة: سعيد بنعبد الواحد، مجلة قاف، صاد، المغرب، عدد5، 2007م. ص: 145.
[3] يوسف حطيني، القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق مطبعة اليازجي، دمشق، سورية، الطبعة الأولى سنة 2004، ص: 25.
[4] حسن برطال، مرب الشمس، منشورات دار الوطن، المغرب، الطبعة الأولى،2014، ص: 45.
[5] مصطفى لغتيري، مظلة في قبر، منشورات القلم المغربي، المغرب، الطبعة الأولى 2006، ص ص: 39-54
[6] الزهرة الرميج، عندما يومض البرق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2008م، ص: 28.
[7] عز الدين الماعزي، حب على طريقة الكبار، دار وليلي للطباعة والنشر، مراكش، المغرب، الطبعة الأولى 2006، ص: 48
[8] الحسيين زروق: الخيل والليل، مطبعية النور الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1996م، ص:7.
[9] فاطمة بوزيان، ميرندا، قصص، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2011م، ص: 58.
[10] حسن برطال، أبراج، منشورات اتحاد كتاب المغرب، المغرب، الطبعة الأولى 2006م، ص: 75.
[11] السعدية باحدة، وقع امتداده.. ورحل، قصص قصيرة جدا، منشورات الصالون الأدبي، دار القرويين، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2009م.ص: 69.
[12] عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، تحقيق محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة، طبعة 1984م، ص: 131.
[13] روبرت ديبوجراند، النص والخطاب والإجراء، ترجمة، تمام حسان، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى 1998، ص: 340.
[14] حسن برطال، المجموعة القصصية “قوس قزح”، منشورات مطبعة أنفوبرانت، المغرب، سنة 2009، ص: 30
[15] ميمون الحرش، نجى ليلتي، مطابع الرباط، المغرب، الطبعة الأولى 2013م، ص:26.
[16] محمد يوب، مضمرات القصة القصيرة جدا، مصدر سابق، ص: 85.
[17] حسن برطال، أبراج، مصدر سابق ص: 66.
[18] الزهرة الرميج، عندما يومض البرق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2008م، ص: 57.
[19] حسن برطال، “قوس قزح، مصدر سابق، ص: 41
[20] محمد داني، مصدر سابق، ص: 98
[21] حسن برطال، م” قوس قزح” مصدر سابق، ص:56
[22]السعدية باحدة، وقع امتداده.. ورحل، مصدر سابق، ص:51
[23] حسن برطال، قوس قزح، مصدر سابق، ص: 50.
[24] محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص)، نشر المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة 3، 1992م، ص،121
[25] حسن برطال، قوس قزح، مصدر سابق، ص، 40.