
أثر المعنى في توجيه الإعراب
The Influence of Meaning in Guiding Parsing
إعداد: سندس فائق بارودي طالبة دراسات عليا (ماجستير) في جامعة البعث-قسم اللغة العربية-الشعبة اللغوية إشراف: أ. د سمير معلوف.
Prepared by: SNDOS FAEQ BAROUDI, an (MA) student at Al-Baath University, Department of Arabic, Section of Linguistics. Supervised by: Dr. SAMIR MAALOUF
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 63 الصفحة 65.
Abstract
Meaning holds a high place in grammar lessons, whereas words are only an expression of meaning. This research attempts to highlight the effectiveness of meaning in guiding linguistic Parsing, (syntax analysis, or syntactic analysis), especially when Poly-parsing )multiple Parsing aspects( occurs, depending on linguistic interest, and completing and clarifying meaning which are the main purposes of the research in the Grammar lesson.
As Parsing is the measure that distinguishes the correctness from wrongness of meaning, and without it the methods are similar and the meanings are twisted, so their aims and dimensions become misunderstood. Thus, it is necessary to highlight the importance of Parsing in clarifying the meaning and disclosure of what the speaker intended, and to emphasize the place of Parsing in language lessons as one of the clues that helps to explain the meaning and remove the confusion. Because Parsing is a branch of meaning, this confirms unquestionably that the syntactic industry and meaning were matched by the view of linguists in response to those who claimed otherwise.
This research shows the effect of meaning and its place in grammatical lessons, especially in directing the analysis and pointing at the desired face of the possible aspects of the name, which indicates that the grammatical thought has evolved to a stage of careful study about the many meanings of the word performed by the difference in sentence structure, and by the same structure of different analysis expressing those meanings.
Key words: meaning, Parsing, clues.
ملخَّصيتبوَّأ المعنى مكانة عالية في الدَّرس النَّحوي، أمَّا الألفاظ فليست إلَّا تعبيراً عن المعنى، يحاول البحث إبراز فاعلية المعنى في توجيه الإعراب ولاسيما عند تعدُّد الأوجه الإعرابيَّة؛ على أساس أنَّ الفائدة وتمام المعنى وإيضاحه هي الغاية الأساسيَّة للبحث في الدَّرس النَّحوي.
ولمّا كان الإعراب المقياس الذي يميِّز صحَّة المعنى من خطئه وبدونه تتشابه الأساليب، وتلتوي المعاني فلا تدرك مراميها وأبعادها؛ كان لابدَّ من إبراز أهمية الإعراب في إيضاح المعنى والإفصاح عمَّا يقصده المتكلِّم والتأكيد على مكانة الإعراب في الدَّرس اللغوي باعتباره واحداً من القرائن التي تساعد على إيضاح المعنى وإزالة اللبس؛ فالإعراب فرع المعنى، وهذا يؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشَّك أنَّ نظرة النُّحاة كانت توائم بين الصناعة النَّحويَّة والمعنى ردَّاً على من ادَّعى خلاف ذلك.
خلص البحث إلى إبراز الأثر البيِّن للمعنى ومكانته في الدَّرس النَّحوي ولاسيما في توجيه الإعراب، وبيان الوجه المراد من الأوجه التي يحتملها الاسم ممَّا يدلُّ على تطوُّر الفكر النَّحوي تطوُّراً ارتقى إلى مرحلة النَّظر الدقيق في المعاني الكثيرة التي يؤديها الاختلاف في تركيب الجملة، والمعاني التي يؤديها التركيب الواحد باختلاف الأوجه الإعرابيَّة المعبّرة عن تلك المعاني.
الكلمات المفتاحيَّة: المعنى، الإعراب ، القرائن .
المقدمة:
يتبوَّأ المعنى مكانة عالية في التَّفسير اللغوي، فكلُّ قول يفيد معنىً، وهذا يفسِّر اهتمام نحاة العربيَّة بتفسير الألفاظ المفردة، وتوضيح المعنى المراد من الكلام العربي، ويمكن القول إنَّ المعنى كان ماثلاً أمامهم منذ قيام أبي الأسود الدُّؤلي بنقط المصحف الشَّريف، فقد جعل تلك النُّقَطَ دلالاتٍ على رفع الكلمة أو نصبها أو جرِّها، وما يتبع ذلك من معانٍ وظيفيَّة، وكان منهج أئمة اللغة في تدوين مصَّنفاتهم للمرحلة الأولى من هذا العلم يراعي جانب المعنى ويجعله عنصراً أساسيا ًفي تدوين قواعد اللغة، ويثبت ذلك قول أبي عمر الجرمي (تـ 225ه) : أنا مذ ثلاثين سنة أُفتي النَّاسَ في الفِقْهِ من كتاب سيبويه، وتجد هذه العبارة صداها عند أبي إسحاق الشاطبي (تـ 790 ه) الذي يقول معقِّباً : “كتاب سيبويه(تـ 180ه) يُتَعلَّمُ منه النَّظرُ والتفتيشُ، والمرادُ بذلك أنَّ سيبويهِ وإن تكلَّم في النَّحو، فقد نبَّه في كلامه على مقاصد العرب وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها، ولم يقتصر فيه على بيان أنَّ الفاعل مرفوع، والمفعول منصوب، ونحو ذلك، بل هو يبِّين في كلِّ باب ما يليق به حتَّى إنَّه احتوى على علم المعاني والبيان ووجوه تصّرفات الألفاظ والمعاني، ومن هناك كان الجرمي على ما قال، وهو كلام يروى عنه في صدر كتاب سيبويه من غير إنكار”[1].
وهذه الظاهرةُ واضحةٌ في كتاب سيبويه، فأبواب الكتاب تنبئ عن الغرض الذي من أجله وُضعَ الكتاب، فمن أبوابه مثلاً: (باب اللفظ للمعاني)، الذي يقول فيه: ” اعلم أنَّ من كلامهم: اختلافَ اللفظين لاختلاف المعنيين واختلافَ اللفظين والمعنى واحد، واتفاقَ اللفظين واختلاف المعنيين”[2]و(باب وقوع الأسماء ظروفاً وتصحيح اللفظ على المعنى)[3].
ونمثِّل لاهتمام سيبويه بالمعنى بما ذكره من عدم جواز مجيء اسم (كان) وخبرها نكرتين. يقول: “وإذا قلت : (كان رجلٌ ذاهباً ) فليس في هذا شيءٌ تُعْلِمُه كان جَهِله، ولو قلت: (كان رجلٌ من آل فلانٍ فارساً) حَسُن؛ لأنَّه قد يَحتاجُ إلى أن تُعلِمَه أنَّ ذلك في آل فلان وقد يَجْهلَه، ولو قلت: (كان رجلٌ في قومٍ عاقلاً)لم يَحسنْ؛ لأنَّه لا يُستنكَر أن يكون في الدنيا عاقلٌ وأن يكون من قوم. فعلى هذا النَّحو يَحْسُن ويَقْبَح[4]، بينما يردف المبرد (تـ 285ه) قائلاً:” ألا ترى أنَّك لو قلت: (كان رجلٌ قائماً) و(كان إنسانٌ ظريفاً) لم يُفد بهذا المعنى؛ لأنَّ هذا مما يعلم النَّاس أنَّه قد كان وأنَّه مما يكون، وإنَّما وضع الخبرة للفائدة[5].
وتتابعت جهود العلماء في اهتمامهم بالمعنى وتجلَّت على نحو خاص في بحوثهم اللغوية والنَّحويَّة، وفيما صنّفوه من كتب في معاني القرآن ومجازه وإعرابه، وفيما صنَّفوه من معجمات لتفسير معاني الألفاظ وبيان وجوه معاني القراءات ودراسة الوجوه والنَّظائر[6] وها هو ابن جني (تـ 392 ه) يؤكِّد عناية العرب بالمعنى في خصائصه فقد عقد باباً بعنوان :(باب في الرَّد على من ادَّعى على العرب عنايتها بالألفاظ وإغفالها المعاني). يقول:” اعلم أنَّ هذا الباب من أشرف فصول العربيَّةِ وأكرمِها، وأعلاها، وأَنزهِها، وإذا تأمَّلتَه عرفتَ منه وبه ما يُؤْنِقُكَ، ويذهب في الاستحسان له كل مَذهب بك، وذلك أنَّ العرب كما تعنى بألفاظها فَتُصْلِحُها وتهذِّبها وتراعيها، وتلاحظ أحكامها، … فإنَّ المعاني أقوى عندها، وأكرم عليها، وأفخم قدراً في نفوسها … فإذا رأيت العرب قد أصلحوا ألفاظها وحسَّنوها، وحَمَوا حواشيها وهذَّبوها … فلا تَرَينَّ أنَّ العناية إذ ذاك إنَّما هي بالألفاظ بل هي عندنا خِدمةٌ منهم للمعاني، وتنويه بها وتشريف منها[7].
وتجلَّى اهتمام النّحاة بالمعنى في طرائق تفكيرهم النَّحوي سواءٌ في بحثهم في الإفراد والتثنية والجمع، التأنيث والتذكير، وبحثهم في دلالات الأحوال الإعرابيَّة المختلفة، وتمييزهم بين دلالات الجمل الاسميَّة والفعليَّة وأساليب الكلام بما يشتمل عليه من معانٍ دقيقة تختصُّ بكلٍّ منها.
وعناية النَّحويين واهتمامهم بالمعنى جعلهم يهتمون بدراسة الأدوات أو الرَّوابط التي بين المفردات والجمل، ولم يكتفِ المتأخرون بتناول المتقدِّمين لها في بطون مصَّنفاتهم من خلال أبواب النَّحو المختلفة، ولكنَّهم أفردوها بتصانيف خاصة[8]ويرجع اهتمام النَّحويين بدراسة هذه الأدوات إلى مالها من أهمية كبيرة في فهم أساليب اللغة وإدراك أسرارها وبيان روعتها وتوقُّف المعنى عليها، يقول المرادي (تـ 749ه) :” لما كانت مقاصد كلام العرب على اختلاف صنوفه مبنيَّاً أكثرُها على معاني حروفِهِ صُرِفَت الهممُ إلى تحصيلها ومعرفةِ جُملَتِها وتفصيلها وهي مع قلَّتها وتيسُّر الوقوف على جملتها قد كثر دورها وبَعُدَ غَورُها، فعزَّت على الأذهان معانيها، وأبتِ الإذعان إلا لمن يعانيها”[9]وهكذا بدا لنا جليَّاً ارتباط المعنى بالتفسير النَّحوي، الأمر الذي جعل ابن الشجري (تـ 542ه) يحلُّه محلاً حسناً، فذكره في قائمة الوسائل التي يسلكها النَّحوي لتخريج تركيب ما[10]وسيحاول البحث إبراز دور المعنى في توجيه الإعراب؛ لأنَّ الفائدة وتمام المعنى وإيضاحه الغاية الأساسيَّة للبحث في الدَّرس النَّحوي.
أولاً: الإعراب: هو الإفصاح والإبانة والإيضاح في اللغة، وهو الأثر الذي يجلبه العامل، وقد أصبح هذا الأثر من أبرز خصائص العربيَّة، ووسيلة من وسائل إظهار المعنى، والنُّصوص التي تعلي من شأن الإعراب في الدَّلالة على المعاني في مصَّنفات الأوائل كثيرة لا تحصر[11]، فالإعراب من أبرز خصائص العربية، بل هو سر جمالها، وقد أمست قوانينه وضوابطه هي العاصمة من الخطأ، وقصة الأعرابي الذي طلب إقراءَه شيئاً من القرآن الكريم في عهد عمر بن الخطاب (تـ 23ه) تدلُّ على ذلك، فقد قرأ مقرئه قول الله تعالى:” أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ “[12] بجرِّ (رسوله) فَفَهِمَ منها ذلك الأعرابي تَبَرُّؤ الله عزَّ وجلَّ من رسوله عليه الصَّلاة والسَّلام، فقال: إن كان الله قد تبرَّأ من رسوله فأنا أبرأ ممَّن برئ اللهُ منه، وعندما قرئت له بالرَّفع[13] أدرك المعنى الصحيح[14]، فالفهم الصحيح لكلام العرب وما تحمله من معانٍ مختلفة لا يتمُّ إلا من خلال الإعراب الذي يُظهر المعنى ويكشفُ السِّتار عن أسرار التَّعبير وما يتضمَّنه الكلامُ العربيُّ من بلاغة الإيجاز وها هو ابن قتيبة (تـ 276ه) يبرز مكانة الإعرابِ في العربيَّة بقوله: “ولها الإعرابُ الذي جعلَه اللهُ وشياً لكلامها وحِليةً لِنظامها وفارقاً في بعض الأحوالِ بين الكلامَينِ المتكافِئَين، والمعينين المختلفين كالفاعل والمفعول لا يُفرَّقُ بينهما إذا تساوت حالاهما في إمكان الفعل أن يكون لكل واحد منهما إلَّا الإعراب، ولو أنَّ قائلاً قال:(هذا قاتلٌ أخي) بالتنوين، وقال آخر:(هذا قاتلُ أخي) بالإضافة، لدلَّ التنوين على أنَّه لم يقتله، ودلَّ حذف التنوين على أنَّه قد قتله”[15] فالألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها ويستخرج الدُّرر الكامنة فيها، فلم يكن الإعراب مجرد علامات لفظيَّة بل هو وسيلة لإيضاح المعنى والإفصاح عمَّا يقصده المتكلم[16].ويتَّضح تغيَّر المعنى بتغيُّر الإعراب من خلال قوله تعالى: “وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ“[17] فقد قرئ لفظ (حمَّالة) بالرَّفع، والنَّصب مع الإضافة، ووردت قراءة بالنَّصب مع التنوين (حمَّالةً للحطب)، فأمَّا تفسير قوله(حمَّالةُ الحطب) على الرَّفع: فإنَّ الله تعالى أخبر عن امرأة أبي لهب بهذا الوصف وهو حمل الحطب الذي فسِّر على الحقيقة بحمل حزم الحطب والشَّوك الذي كانت ترميه في طريق النبي عليه أفضل الصَّلاة وأتمُّ التسليم[18] وفسِّر على المجاز بالمشي بالنميمة ورمي الفتن بين النّاس ويقوِّي هذا المعنى قول الشَّاعر[19]:
إنَّ بَني الأَرْدَمِ حمَّالو الحَطَب هُمُ الوشاة في الرِّضا وفي الغَضَب
وتفسير قوله تعالى (حمَّالة الحطب) على قراءة النَّصب بغير تنوين أنَّ هذه المرأة مذمومة بهذه الصفات التي اشتهرت بها فهي لا للإخبار عن صفاتها وإنما ذكرت لشتمها وذمِّها فجاءت الصِّفة للذَّم لا للتخصيص كما ذكر القرطبي[20]، و(حمَّالةً) مع التنوين تكون حالاً والمراد بها هنا الاستقبال لأنَّه ورد في التفسير أنّها تحمل يوم القيامة حزمة من الحطب كما كانت تحمله في الدُّنيا[21] فإذا كان الإعراب وسيلة للإبانة عن المعنى، فالواضح أنَّ الإعراب ذاته مفتقرٌ إلى المعنى، أي لابدَّ من اتخاذ المعنى وسيلة للوصول إلى الإعراب، إذ لا يمكن إعراب ألفاظ الجمل إلا عن طريق فهم العلاقات المعنويَّة بين الألفاظ وهذا ما قادهم إلى القول: الإعراب فرع المعنى.
ثانياً: الحركة الإعرابيَّة والمعنى:
ذُكِر سابقاً أنَّ الإعراب لا يستقيم إلَّا بعد فهم المعنى، ولذلك استقرَّ في الدَّرس النَّحوي أنَّ الإعراب فرع المعنى، والقول بأنَّ حركات الإعراب دوالٌّ على المعاني هو قول أكثر النَّحويين، يقول الزَّجاجي(تـ 337ه):” إنَّ الأسماء لما كانت تعتورها المعاني فتكون فاعلةً ومفعولةً ومضافةً ومضافاً إليها ولم تكن في صُوَرها وأبنيتها أدلةٌ على هذه المعاني بل كانت مشتركة جُعلتْ حركاتُ الإعراب فيها تُنبئ عن هذه المعاني”[22]. فالحركة الإعرابيَّة علامة يميّز بها بين المعاني، كالتَّمييز بين الاستفهام والتعجب، وبين المضاف والمضاف إليه، وبين النَّعت والمنعوت ولكنَّها ليست القرينة الوحيدة للتمييز بين هذه المعاني، فالقرائن الأخرى كالسِّياق والمطابقة والرُّتبة والتنغيم تُسهم كذلك في التمييز بين هذه المعاني، ففي قوله تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ“[23] دلَّ المعنى على أنَّ العلماء هم الذين يخافون الله عزَّ وجلَّ، فالعلماء الفاعل، ولفظ الجلالة المفعول به، فالضَّمة فرضها معنى الجملة وكذلك الفتحة فضلاً عن عامل الفاعليَّة والمفعوليَّة.
إلَّا أنَّ تركيز النُّحاة على العلامة الإعرابيَّة وعلى أثر العامل فيها من غير قرائن المعنى الأخرى لا يعني إهمالَهم لها بل يعود إلى إدراك النُّحاة أهميةَ الإعراب في توجيه دلالةِ التركيب باعتبار الإعراب السِّمة البارزة في نظام العربيَّة والحامل لهويتها[24]والأدلة التي تؤكِّد مراعاة النُّحاة لهذه القرائن – وإن لم يُنصَّ على ذلك صراحة – كثيرة، فهذه القرائن التي أهملها سيبويه – في التنظير لا في التطبيق – هي من الواضح الذي لا يحتاج إلى بيان ، وكان لابدَّ بداهة من أن يترك ذكر القرائن المعلومة بالضَّرورة: كالصِّيغة والدَّلالة المعجميَّة والإسناد وبعض صور التَّقديم والتَّأخير وما إلى ذلك مع اعتداده عند التَّحليل بجميع قرائن المعنى دون فرق، ففي قوله(هذا عبدُ الله منطلقٌ) الذي ذكر فيه أربعة أوجه لرفع (منطلق)[25] .(وقد ذكر من قبل وجه نصبه على الحال)[26] كان يراعي بالضرورة الصِّيغة أي كون (منطلق) صفة مشبَّهة باسم الفاعل كما كان يراعي الرُّتبة والتنكير والمعنى المعجمي وتضامَّ هذه الكلمة مع الكلمات الأخرى دون أن ينصَّ على ذلك؛ لأنَّه معلوم لدى القارئ، فإذن ثمَّة قرائن أخرى تتخذها اللغة ويتَّضح من خلالها المعنى، وهي واضحة في قول ابن جني:” فإن قلت: قد تقول: ضرب يحيى بشرى …فإذا اتفق ما هذه سبيله، ممَّا يخفى في اللفظ حاله، ألزم الكلام من تقديم الفاعل وتأخير المفعول، ما يقوم مقام بيان الإعراب …فإن كان هناك دلالة أخرى من قِبَل المعنى وقع التَّصرف فيه بالتقديم والتأخير، نحو: أكل يحيى كمثّرى، كذلك ضربتْ هذا هذه وكلَّم هذه هذا، وكذلك إن وضح الغرض بالتثنية والجمع جاز لك التصرف؛ نحو قولك: أكرم اليَحيَيان البُشْريَيْنِ، وضرب البشريين اليَحيون، وكذلك لو أومأت إلى رجل وفرس، فقلت كلَّم هذا هذا فلم يجبه، لجعلت الفاعل والمفعول أيهَّما شئت؛ لأنَّ في الحال بياناً لما تعني، وكذلك قولك: ولدت هذه هذه من حيث كانت حال الأمّ معروفة “[27] فقد ذكر ابن جني في نصِّه السَّابق خمساً من القرائن اللفظيَّة والمعنويَّة التي يتَّضح من خلالها المعنى وهي:
1- قرينة الرُّتبة ( ضرب يحيى بشرى ).
2- قرينة المناسبة المعجميَّة ( أكل يحيى كمثرى ).
3- قرينة المطابقة بين الفعل وفاعله في التذكير والتَّأنيث (ضربت هذا هذه وكلّم هذه هذا).
4- قرينة الإعراب: ألف المثنى وياؤه، وواو الجمع (أكرم اليحييان البشريين، وضرب البشريين اليحيون ).
5- قرينة الحال (الموقف) : ولدت هذه هذه، فالأكبر سنّاً هي الأمُّ والأصغر سنَّاً هي البنت ومراعاة هذه القرائن والأخذ بها بعين الاعتبار يلمح في قول الزركشي (-794ه): “على النَّاظر في كتاب الله الكاشف عن أسراره، النَّظر في هيئة الكلمة وصيغتها ومحلِّها، ككونها مبتدأ أو خبر أو فاعلة أو مفعولة أو في مبادئ الكلام أو في جوابٍ إلى غير ذلك من تعريف وتنكير أو جمع قلَّة أو كثرة أو غير ذلك ويجب عليه مراعاة أمور أحدها – وهو أول واجب عليه – أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفرداً كان أو مركَّباً قبل الإعراب فإنَّه فرع المعنى”[28] ويستوقفنا قول الزركشي إذن صيغة الكلمة أو هيئتها – على حدِّ تعبيره – ووظيفتها ورتبتها والمطابقة في الجملة وفي التعيين وفي العدد وفي المقام وهذه الأمور كلَّها تؤخذ بعين الاعتبار قبل الإقدام على الإعراب؛ لأنَّ الإعراب فرع المعنى الذي يراد به المعنى الوظيفي ولعلَّ فيما ذكره ابن يعيش (تـ 643ه) بعد حديثه عن العلامة الإعرابيَّة وأثرها في المعنى ما يؤكِّد أنَّ المعنى يتَّضح بقرائن أخرى غير الإعراب، يقول: ” فإن قيل: فأنت تقول: ضرَبَ هذا هذا، وأكرم عيسى موسى، وتقتصر في البيان على المرتبة، قيل: هذا شيءٌ قادت إليه الضرورة هنا لتغدُّر ظهور الإعراب فيهما، ولو ظهر الإعراب فيهما أو في أحدهما، أو وجدت قرينة معنويَّة أو لفظيَّة جاز الاتساع بالتَّقديم والتَّأخير”[29] فالإعراب يعطي المتكلِّم سعة في التعَّبير، وحريَّة في الكلام فيقدِّم ويؤخِّر من دون أن يؤثِّر على صحة المعنى وسلامته إذ يبقى الكلام مفهوماً، ومثل هذه المرونة لا نجدها في اللغات المبنيَّة وكذلك في العربيَّة فيما لا يتبَّن فيه إعراب وليس ثمَّة قرينة تدل على المعنى المقصود فلا بدَّ هنا من مراعاة قرينة المعنى وإلا التبس الكلام[30].
ثالثاً: تعارض المعنى والإعراب:
وهذا المظهر من أهم مظاهر الإشكالِ في قضية الإعراب، وقد أشار إليه المتقدِّمون والمتأخرون، وبيَّنوا السَّبيل إلى التخلُّص من هذا التعارض، وفاضلوا بين المعنى والإعراب، يقول ابن جني في باب تجاذب المعاني والإعراب: “إنَّك تجد في كثيرٍ من المنثور والمنظوم الإعراب والمعنى متجاذبين، هذا يدعوك إلى أمر، وهذا يمنعك منه، فمتى اعتورا كلاماً ما أمسكتَ بِعُروة المعنى وارتحتَ لتصحيح الإعراب”[31] والشَّاهد على ذلك ما جاء في قوله تعالى :” إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ “[32] فالرَّجع – في القول الأظهر – هو البعث بعد الموت، والمعنى: إنَّه على رجعه يوم تُبلى السَّرائر لقادر، فيتعلّق (يوم) بـ (رجع) ولكنَّ هذا المعنى والتَّقدير يعترضه مانع صناعي وهو الفصل بين الظَّرف وما تعلَّق به -وهو خبر إنَّ (قادر) – ؛ولذا قدَّروا متعلّقاً آخر من لفظ (الرَّجع) وقالوا: إنَّه على رجعه لقادر يرجعه يوم تبلى السَّرائر[33]، فإن قيل: لمَ لا يتعلق بقادر؟ فالجواب: إنَّ في ذلك إشكالاً معنويَّاً، إذ إنَّ قدرة الله على الرَّجع ليست محدَّدة بيوم[34]وقد علَّقه مكي بن أبي طالب (تـ 437ه) بـ(قادر)، وقال ابن عطية (تـ 546ه): وإذا تُؤمِّل المعنى وما يَقْتضيه فَصيحُ كلام العرب جاز أن يكون العامل (قادر) وذلك أنَّه قال:( إنَّه على رجعه لقادر يوم تبلى السَّرائر) على الإطلاق أولاً وأخيراً وفي كلِّ وقت، ثمَّ ذكر الله تعالى وخصَّص من الأوقات الوقت الأهمّ على الكفَّار؛ لأنَّه وقت الجزاء فتجتمع النُّفوس إلى حذره والخوف منه[35]، وقيل: يتعلق (يوم) بـ(ناصر) في قوله تعالى: “فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ“[36] أي فما للإنسان من قوة يردُّ عن نفسه بها ولا ناصر ينصره يوم تبلى السَّرائر[37] ورُدَّ ذلك أيضاً بمانع صناعي فما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها[38]، وما ذكره ابن جني نجد له صدى عند ابن هشام (تـ 761ه)عندما تحدَّث عن الجهات التي يُعْتَرضُ على المعْرِبِ من جهتها وكانت الجهة الأولى والثَّانية منها في تعارض الإعراب والمعنى، فأمَّا الجهة الأولى منهما فأن يراعي المعرب ما يقتضيه ظاهر الصَّنعة ولا يراعي المعنى[39]: ومثل هذا الاتجاه نجده عند البصريين وابن جني في ترجيح قراءة الرَّفع في قوله تعالى:
” إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ“[40] فقد قرأ أبو السَّمال(تـ 160ه)[41] بالرَّفع ورجَّح ابن جني قراءته قائلاً: “والرَّفع هنا أقوى من النَّصب وإن كانت الجماعة على النَّصب وذلك أنَّه من مواضع الابتداء، وهو مذهب سيبويه والجماعة، وذلك لأنَّها جملة وقعت في الأصل خبراً عن مبتدأ في قولك : نحن كلُّ شيء خلقناه بقدر، فهو كقولك: هند زيدٌ ضربها، ثمَّ تدخل (إنَّ) فتنصب الاسم، ويبقى الخبر على تركيبه الذي كان عليه من كونه جملة من مبتدأ وخبر[42] فيرفع ابن جني (كل) هنا على الابتداء على لغة من رفع (عبدُالله ضربته) وتكون جملة (خلقناه) خبرها وبقدر متعلّق بمحذوف حال.
ويحتمل الرَّفع وجهاً آخر: فتكون (كلُّ) مبتدأ وجملة (خلقناه) صفة لـ (شيء)، و(بقدر) خبر (كل) ولا تتعلَّق بـ (خلقنا) ويكون التقدير: كلّ شيء مخلوق لنا بقدر، وهذا يقتضي الخصوص في المخلوقات فلا يفيد العموم[43] ويكون المعنى المترتَّب على قراءة الرَّفع: إنَّ كل شيء مخلوق لنا بقدر فأفهم ذلك أنَّ مخلوقاً ما يضاف إلى غير الله تعالى ليس بقدر، وهذا المعنى ينسجم تماماً مع مذهب ابن جني الاعتزالي، ولعلَّ مذهبه هذا جعله يرجّح قراءة الرفع؛ لأنَّ المعنى المترتَّب على قراءة النَّصب قاصم لأهل الاعتزال[44].
أمَّا قراءة النَّصب: فهي قراءة الجمهور[45] وقد رجَّح الكثيرون نصب (كل) لسببين:
السَّبب الأوَّل: لئلا يتوهَّم أنَّ الفعل المشتغل بالضمير صفة[46].
والسَّبب الثَّاني: (إنَّا) عند الكوفيين تطلب الفعل فهي أولى به[47].
ويكون التقدير في قراءة النَّصب: إنَّا خلقنا كلَّ شيء خلقناه بقدر، (فخلقنا) تأكيد وتفسير لـ (خلقنا) المضمر النَّاصب لـ (كل) وعند حذفه وإظهار الفعل الأوَّل يصبح التقدير: (إنَّا خلقنا كلَّ شيء بقدر) وجملة (خلقناه) ليست صفة لـ (شيء)؛ لأنَّ الصَّفة والصَّلة لا يعملان فيما قبل الموصوف ولا الموصول ولا يكونان تفسيراً لما يعمل فيما قبلها، وهكذا تكون جملة (خلقناه) تفسيراً للمضمر النَّاصب في (كل) ويفيد بذلك معنى العموم[48] فلمَّا أفادت قراءة النَّصب عموم خلق الأشياء –خيرها وشرَّها بقدر- كانت هذه الآية حجة على المعتزلة وكانت هذه الفائدة المعنويَّة لا توازيها الفائدة اللفظيَّة في قراءة الرَّفع عدلوا عن قراءة الرَّفع إلى النَّصب لمجيء المعنى واضحاً، فلما اجتمع للكوفيين تقدّم عامل نصب اقتضى ذلك إضمار فعل مع إفادة معنى العموم والخروج عن الشُبَه كان النَّصب عندهم أولى من الرَّفع[49] بينما أجمع البصريون على أنَّ الرَّفع أجود؛ لأنَّه لم يتقدَّمه ما يقتضي إضمار ناصب[50] فالبصريون راعوا مقتضى الصِّناعة النَّحويَّة وأهملوا جانب المعنى الذي أفادته قراءة النَّصب. ولما كان باب الاجتهاد مفتوحاً على مصراعيه والعلماء لا يعرفون الحجر على الآراء ولا تقديس رأي الفرد مهمَّا علت منزلته فقد وجَّه ابن الشجري (تـ 542ه) نصب (كل ) توجيهاً آخر، فهي عنده بدل اشتمال من اسم (إنَّ)؛ لأنَّ الله محيط بمخلوقاته، فيكون التقدير: (إنَّ كلَّ شيء خلقناه بقدر) ويكون قوله تعالى:(خلقناه) صفة لـ (شيء) و (بقدر) خبر (إنَّ)[51] وبهذا التوجيه يكون ابن الشجري قد راعى المعنى والصَّناعة التي ترى أنَّ عدم التقدير أولى.
فمراعاة المعنى هنا رجَّحت قراءة النَّصب، ومن بلاغة القرآن الكريم أن نجد في السُّورة ذاتها، وفي مكانين متقاربين المعنى يوجب قراءة الرَّفع؛ لأنَّ نصبه يؤدي إلى فساد المعنى، وذلك في قوله تعالى:”وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ“[52] فلم يُختَلف هنا في رفع (كل)؛ لأنَّ نصبها يجعل التقدير: فعلوا كلَّ شيء في الزُّبر، فيفيد بذلك العموم وأنَّهم فعلوا كلَّ شيء موجود في الزُّبر، وهذا خلاف الواقع، إذ في الزُّبر أشياء كثيرة لم يفعلوها فتكون (كلُّ) مبتدأ والفعل المتأخر (فعلوه) صفة لـ (كل) أو لـ (شيء) و (في الزُّبر) خبر (كل) ، وبناء على ذلك يكون المعنى: كلّ شيء فعلوه هم ثابت في الزبر[53].
أمَّا الجهة الثَّانية التي قد يعترض على المعرب من جهتها فأن يراعي معنىً صحيحاً ولا ينظر في صحة الصناعة [54]: ومثاله توجيه الزمخشري (تـ 538ه) نصب (أياماً) في قوله تعالى: “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ“[55] فقد نصب (أياماً) بلفظ (الصَّيام) كما يقتضي المعنى؛ لأنَّ الأيام المعدودة هي أيام رمضان بعينها[56] وأكَّد الباقولي (تـ 543ه) أنَّ المعنى يقتضي نصبها بلفظ (الصَّيام) إلَّا أنَّ الصَّناعة تمنع ذلك؛ لأنَّ الصَّيام مصدر فلو كان عاملاً في قوله (أياماً)لم يجز الفصل بينه وبين (أيام) فتأوَّل انتصابه بفعل مضمر تقديره (صوموا)، وحذف الفعل (صوموا)؛ لأنَّ قوله (كتب عليكم الصيام) يدلّ عليه[57]. وهذا يؤكدِّ بما لا يدع مجالاً للشَّك بأنَّ الفهم الصحيح للنُّصوص القرآنيَّة يجب أن يراعي جانبي المعنى والإعراب، فهما صنوان لا يفترقان، فيكون الاعتبار الأوَّل للمعنى، و الاعتبار الثَّاني للأصول والقواعد النَّحويَّة، (وقد كان سيبويه يحرص الحرص كلَّه على أن يصحّح المعنى قبل أن يصحِّح الإعراب، وعنايته به قبل عنايته باللفظ، ولو أنَّه تعارض أقوى الرَّأيين إعراباً مع المعنى الذي يقتضيه الحال رجع إلى الأقوى مادام المعنى يأتلف به ويطرد معه”[58]؛ لأنَّ نظرة النُّحاة كانت توائم بين الصِّناعة والمعنى، وتؤكِّد أثر المعنى في تحليل الظَّواهر النَّحويَّة وتوجيه الإعراب، والنَّاظر في خصائص ابن جني يلاحظ حرصه على بيان ارتباط الإعراب بالمعنى ارتباطاً وثيقاً، فالنُّحاة عند وضع قواعدهم راعوا جانب المعنى وأمثلة ذلك في أبواب الخصائص كثيرة[59].
تعدد الأوجه الإعرابيَّة :
بدت هذه الظَّاهرة واضحة جليَّة ولا سيما في الكتب التي اختصَّت بدراسة الشَّواهد الشِّعريَّة فعرضت آراء النُّحاة واختلافاتهم في التوجيه الإعرابي الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتوجيه المعنى وأمام بلاغة القرآن وأساليبه المعجزة بدت هذه الظَّاهرة أكثر وضوحاً وربَّما يعود ذلك إلى كثرة الدِّراسات التي تناولت تفسير القرآن الكريم وإعرابه وكشف وجوه الإعجاز فيه ويرجع الشَّيخ محمد عبد الخالق عضيمة هذا التَّعدُّد إلى أمرين:
أحدهما: أسلوب القرآن المعجز الذي احتمل الكثير من المعاني والكثير من الأوجه الإعرابيَّة.
والثَّاني: فتح باب الاجتهاد على مصراعيه، إذ لا يعرف العلماء الحجر على الآراء ولا تقديس رأي أيّ فرد مهما علت منزلته[60].
وقد تتعدَّد الأوجه الإعرابيَّة، وكلٌّ منها يوجِّه المعنى توجيهاً مختلفاً، ولا يوجد ما يرجِّح وجهاً دون غيره، فيلجأ المعرب إلى ذكر الأوجه الإعرابيَّة جميعها، ومثال ذلك ما جاء في قوله تعالى: “الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ“[61] فقد احتملت كلمة (الذي) ثلاثة أوجه من الإعراب:
الوجه الأوَّل: أن تكون (الذي) خبراً لمبتدأ محذوف تقديره (هو)[62]، فالله تعالى يحذِّر عباده من الشَّيطان فيخبرهم بأنَّ الشيطان هو الذي يوسوس في صدور النَّاس، فيتوجَّب علينا أن نتعوَّذ من شرِّه.
الوجه الثَّاني: أن تعرب (الذي) مفعولاً به لفعل محذوف تقديره (أذمّ)، فبعد أن أطلق الله تعالى على الشَّيطان لفظ (الوسواس) مبالغة في وسوسته، ذمَّه على فعله القبيح، وقد بيَّن الله تعالى أنَّ الوسواس يمكن أن يكون من الجنِّ والإنس، وذلك في الآية الأخيرة من قوله:(من الجنَّة والناس)[63] فذمُّ الله تعالى لا يقتصر على شياطين الجنِّ بل يمتد إلى شياطين الإنس ممَّن يفعل نفس فعل الشَّيطان فيوسوس في صدور النَّاس من خلال إلقاء الشُّبه والعداوة والكفر بين النَّاس[64].
الوجه الثَّالث: أن تكون (الذي) في محل جر بدل من (الوسواس الخنَّاس) في قوله تعالى: “مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ“[65] أو جر صفة لـ (الوسواس الخنّاس).
ومعنى البدليَّة أنَّ الله تعالى بيَّن أنَّ الشَّيطان هو الذي يوسوِّس في صدور النَّاس، وبناء عليه يكون التقدير: من شرِّ الذي يوسوس في صدور النَّاس أي تكون الاستعاذة بالله من الذي يوسوِّس في صدور النَّاس .
وقد يكون (الذي) صفة الوسواس فذكر الله الشَّيطان بأهم صفه تميُّزه – وهو كونه يوسوِّس في صدور النَّاس – لتقريب صورة الوسوسة كي يتَّقيها المرء إذا اعترته لخفائها؛ لأنَّ مكان إلقاء الوسوسة هو صدور النَّاس وبواطنهم بدليل قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [66].
وبذلك يكون تعدّد الأوجه الإعرابيَّة قد أثمر عن معانٍ متعددة أثرت المعنى ووضَّحته.
والشَّاهد الثَّاني قول الله تعالى: ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ “[67] فقد قرئت (يعلم) بالنَّصب والرَّفع والكسر على الجزم، وكلّ قراءة وجَّهت المعنى توجيهاً مختلفاً.
فأمَّا قراءة النَّصب: فقد قرأ الجمهور (يعلم) بالنَّصب ، وللنَّصب وجهان:
الوجه الأوَّل: نصب (يعلم) على إضمار (أن) عند البصريين وعلى الصَّرف عند الكوفيين[68] كقولك: (لا تأكلْ السَّمك وتشرب اللبن) فالمراد بجزم الفعل الأوَّل ونصب الفعل الثَّاني النَّهي عن أكل السَّمك وشرب اللبن مجتمعين لا منفردين، فلو طعم كلَّ واحد منهما منفرداً لما كان مرتكباً للنَّهي[69]، كذلك في قوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنَّة ولمَّا يعلم الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين: لا يجتمع دخول الجنَّة وترك المصابرة على الجهاد، وممَّا يرجِّحه أنَّ الآية نزلت توبيخاً للمنهزمين في معركة أحد الذين جاهدوا ولكنَّهم لم يصبروا بما فيه الكفاية[70].
والوجه الثَّاني للنَّصب: قيل أنَّ الفتحة فتحة التقاء السَّاكنين، والفعل مجزوم، فلمَّا وقع بعده ساكن آخر احتيج إلى تحريك آخره، فكانت الفتحة أولى؛ لأنَّها أخفُّ للإتباع لحركة اللام، والأوَّل هو الوجه[71].
وأمَّا قراءة الجزم: فقد قرأ الحسن ويحيى بن يعمر وأبو حيوة وعمرو بن عبيد بالجزم عطفاً على قوله تعالى: (ولمّا يعلم الله) وحرِّكت بالكسر منعاً لالتقاء السَّاكنين[72]وجاءت قراءة الجزم على نيَّة تكرار أداة النفي، لتفيد نفيهما معاً؛ ويكون المعنى بأنَّ الجهاد بلا صبر لا فائدة منه ولا اعتبار له.
وأمَّا قراءة الرَّفع : فلها وجهان:
الوجه الأوَّل: الرَّفع على الاستئناف، والتقدير:(هو يعلم الصابرين) فيجازيهم الله على صبرهم[73].
الوجه الثاني: (الواو) عند الزمخشري حاليَّة، وجملة (يعلم) في محل نصب حال، كأنَّه قيل : ولمّا تجاهدوا وأنتم صابرون[74] واعترض أبو حيَّان على كلامه؛ لأنَّ واو الحال لا تدخل على الفعل المضارع إلَّا أن يؤوّل الفعل المضارع على أنَّه خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو يعلم الصابرين)[75] وأنكر السَّمين الحلبي على أبي حيَّان العموم في كلامه؛ إذ ينبغي أن يحدِّد كلامه بأنَّ واو الحال لا تدخل على الفعل المضارع المثبت أو المنفي بـ (ما و لا)؛ لأنَها تدخل على الفعل المضارع المنفي بـ (لم و لما)[76] والمعنى المستفاد من قراءة الرَّفع أنَّ سعادتي الدُّنيا والآخرة لا تجتمعان معاً، فبقدر ما يزداد حبُّ أحدهما في قلب المرء ينقص الآخر؛ لأنَّ سعادة الدُّنيا تجعل الفرد يلهث وراء ملذاتها ومتعها الزَّائفة بينما تستدعي سعادة الآخرة أن يطهِّر المرء قلبه من حبِّ الدُّنيا ويملأه بحبِّ الله والشَّوق إلى لقائه طمعاً في نعيم الآخرة، وبناء على ما ذكر فإنَّ سعادة الدُّنيا والآخرة لا تجتمعان فلهذا السِّرُّ وقع الاستبعاد الشَّديد في الآية من اجتماع الفوز بالجنَّة بترك الصَّبر على الجهاد وتحمُّل ابتلاءات الدُّنيا ومشقاتها[77] بينما ذهب الزَّمخشري إلى أنَّ المراد نفي الجهاد فيما مضى وعلى توقُّعه في المستقبل؛ لأنَّ (لمَّا) تفيد نفي حدوث الفعل في الماضي وتوقُّع حدوثه في المستقبل نحو قولهم: (وعدني أن يفعل كذا ولمَّا) يريد: ولم يفعل وأنا أتوقَّع فعله، وأنكر أبو حيَّان على الزَّمخشري – ما قاله في (لمَّا) – وإن كان قد وجد ما يقاربه في كلام الفرّاء: (لمَّا لتعريض الوجود بخلاف لم) بينما انتصر السَّمين الحلبي للزَّمخشري بقوله: “فالنَّحويُّون إنَّما فرَّقوا بينهما من جهة أنَّ المنفي بـ (لم) هو فعل غير مقرون بـ (قد) و (لمَّا) نفي له مقروناً بها، وقد تدلُّ على التَّوقع فيصحُّ كلام الزَّمخشري من هذه الجهة”[78].فقد تعددت هنا الأوجه الإعرابيَّة وكلّها جائزة ولم يرجِّح معربو القرآن وجهاً دون غيره بينما نجد أحيانا ً أخرى تفاوت الأوجه الإعرابيَّة قوة وضعفاً. فيختار المعرب وجهاً دون غيره؛ لأنَّه يراه أنسب للمعنى المراد، وربَّما يختار أحدهم وجهاً ضعيفاً، لكنَّه جاء على الوجه الصَّحيح، وقد تناول ابن جني هذه الفكرة في خصائصه تحت عنوان: (باب في اللفظ يرد محتملاً لأمرين أحدهما أقوى من صاحبه أيجازان جميعاً فيه، أم يقتصر على الأقوى منهما دون صاحبه ؟ اعلم أنَّ المذهب في هذا ونحوه أن يعتقد الأقوى منهما مذهباً ولا يمتنع من ذلك أن يكون الآخر مراداً وقولاً).[79] ومثال ذلك ما ورد في إعراب كلمة (سواء) في قوله تعالى: “ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ “[80] فقد تعدَّدت الأوجه الإعرابيَّة في إعراب كلمة (سواء) على النَّحو الآتي:
الوجه الأوَّل: أن يكون (سواء) اسماً مرفوعاً على أنَّه خبر لـ (إنَّ) وجملة (أأنذرتهم أم لم تنذرهم) مصدر مؤوَّل في محل رفع فاعل لـ (سواء)[81] والتَّقدير: إنَّ الذين كفروا مستوٍ عليهم الإنذار وعدمه، وممَّن ذهب إلى هذا الرَّأي ابن كيسان والزَّمخشري والأنباري في أحد قوليهما[82] ولكن ما ذكره أصحاب هذا الرَّأي يحتاج إلى مناقشة؛ لأنَّ جمهور النَّحويين قد منعوا أن تقع الجملة فاعلاً ولا يجوز ذلك إلا عند الكوفيين خروجاً على إجماع النُّحاة[83]، وضَّعف الرَّازي هذا الرَّأي؛ لأنَّ (سواء) اسم وتنزيله بمنزلة الفعل يكون تركاً للظاهر من غير ضرورة ولا يجوز ذلك برأيه[84].
الوجه الثَّاني: أن يكون (سواء) مبتدأ متعمداً على (عليهم)، وجملة (أأنذرتهم أم لم تنذرهم) خبراً، ومَّمن ذهب إلى هذا الرَّأي: المبرِّد والزَّجاج ومكي بن أبي طالب[85]، ولكنَّ هذا الرَّأي يرتبط بقضية نحويَّة هي مثار خلاف بين النُّحاة وهي أنَّه: إذا اجتمع معرفتان، فأيُّهما المبتدأ [86]؟ ويبدو أنَّ أصحاب هذا الرَّأي أخذوا بالرَّأي الذي يتيح لهما الخيار، فجعلوا (سواء) مبتدأ وجملة (أأنذرتهم أم لم تنذرهم) خبرها، وفي هذا إغفال كبير لجانب المعنى، فالغرض: وصف الإنذار وعدمه بالاستواء ولذا ضَّعف الرَّازي هذا الوجه؛ لأنَّ المعنى برأيه يتوجَّب أن تكون (سواء) خبراً مقدماً[87].
الوجه الثَّالث: أن يكون الإسناد حاصلاً بين (الذين كفروا) و (لا يؤمنون) فيكون الاسم الموصول اسم إنَّ، وجملة (لا يؤمنون) خبرها، وما بينهما جملة معترضة، وقد أورد العكبري هذا الرَّأي دون نسبته، بينما نسبه النَّحاس إلى ابن كيسان[88] ومما يؤخذ على هذا الرَّأي أنَّ فيه حكماً مسبقاً على أنَّ الكافرين لا يؤمنون، يقول القرطبي:” اختلف العلماء في تأويل هذه الآية، فقيل هي عامة ومعناها الخصوص فيمن حقّت عليه كلمة العذاب، وسبق في علم الله أنَّه يموت على كفره، فقد أراد الله أن يُعلم أنَّ في الناس من هذه حاله دون أن يعيَّن أحد … إنَّ من عيَّن أحداً، فإنَّما مَثَّلَ بمن كُشف الغيب عنه بموته على الكفر”[89].
والأوجه السَّابقة كلّها جائزة؛ لأنَّها تراعي قواعد الصَّنعة النَّحويَّة ولا تشذّ عنها إلَّا أنَّها لا تراعي جانب المعنى الذي يفهم من خلال السِّياق القرآني.
الوجه الرَّابع: أن يكون (سواء) خيراً مقدَّماً، وجملة (أأنذرتهم أم لم تنذرهم) مبتدأ مؤخر، وقد أخذ بهذا الرَّأي الزَّمخشري والعكبري واختاره الرَّازي ووجَّه المعنى في ضوئه، فالمراد كما ذكر سابقاً وصف الإنذار وعدمه بالاستواء[90] فالمعنى هو المقصود الأوَّل من الكلام وهو ما يحرص المتكلِّم على إيضاحه وإبعاد اللَّبس عنه، فكما يراعي المتكلِّم المعنى وهو يصوغ كلماته فعلى المعرب أن يراعي المعنى بالمقام الأوَّل ثمّ ينظر في الإعراب الذي يتفق مع المعنى المطلوب، ومن هنا فإنَّ تعدَّد الآراء النَّحويَّة واختلاف التوجيهات الإعرابيَّة إنَّما هو متوقِّف على اختلاف معاني التراكيب للمفردات والجمل ومثل هذه التوجيهات نجدها في إعراب كلمة (بغياً) في قوله تعالى:”وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ“[91] فتعدّدت الأقوال في إعراب (بغياً) تبعاً للمعنى المقصود في السياق القرآني وفق الأوجه الآتية:
الوجه الأوّل: يرى أبو الحسن الأخفش أنَّ (بغياً) منصوب على أنَّه مفعول له، أي للبغي، وهو على نية التقديم، والتقدير: وما اختلف الذين أوتوا الكتاب بغياً بينهم إلَّا من بعد ما جاءهم العلم. وبناء عليه يكون المعنى: لم يحملهم البغي على الاختلاف إلَّا بعد مجيء العلم فمن الجائز وجود خلاف بينهم لسبب ما غير البغي[92] وما ذكره الأخفش لا ينسجم ومعنى الآية الكريمة، يقول الرَّازي: “قال الأخفش: قوله (بغيا ًبينهم) من صلة قوله (اختلف) والمعنى: وما اختلفوا بغياً بينهم إلَّا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم، وقال غيره: المعنى وما اختلفوا إلَّا من بعد ما جاءهم العلم إلَّا للبغي بينهم، فيكون هذا إخباراً عن أنَّهم إنَّما اختلفوا للبغي، وقال القفَّال وهذا أجود من الأوّل؛ لأنَّ الأوَّل يوهم أنَّهم اختلفوا بسبب ما جاءهم من العلم، والثَّاني: يفيد أنَّهم إنَّما اختلفوا لأجل الحسد والبغي”[93].
الوجه الثَّاني : يرى الزَّجاج أنَّ (بغياً) منصوب بما دلَّ عليه (وما اختلف) فيكون المعنى: أنَّهم لم يختلفوا إلَّا بعد مجيء العلم وذاك بسبب البغي[94]. وما ذكره الزَّجاج لا يستقيم من وجهين:
الأوّل: إنَّ هذا التَّأويل لا يتفق ومعنى الآية الكريمة الذي يبيِّن أنَّ اختلاف الذين آتوا الكتاب إنَّما كان لأجل البغي والحسد.
والثَّاني: إنَّ في هذا التَّأويل تداخلاً بين بابين نحويَّين ،بينهما بعد كبير في المعنى، كما يقول الرَّازي: “والفرق بين المفعول له، وبين المصدر أنَّ المفعول له غرض للفعل، وأمَّا المصدر فهو المفعول المطلق الذي أحدثه الفاعل”[95] وقد ردَّ ابن مالك على قول الزَّجاج بقوله: “وزعم الزَّجاج أنَّ المفعول له منصوب نصب نوع المصدر، ولو كان كذلك لم يجز دخول لام الجر عليه كما لا يدخل على الأنواع، نحو: سار الجمَزَى وعدا البَشَكَى، ولأنَّ نوع المصدر يصحُّ أن يضاف إليه (كل) ويخبر عنه بما هو نوع له، كقولك: كلّ جمزى سير، ولو فعل ذلك بالتَّأديب والضَّرب من قولك: ضربته تأديباً لم يصح، فثبت بذلك فساد مذهب الزَّجاج[96].
وأمَّا الوجه الثَّالث: فيقول مكي بن أبي طالب (بغياً) منصوب على الحال[97]، ولكنَّ الحال وصف فضلة مشتق، ولذا فإنَّ مجيئه مصدراً ضعيف ومقصور على السَّماع فقط، يقول السيوطي: “وأجمع البصريون والكوفيون على أنَّه لا يستعمل من ذلك إلا ما استعملته العرب، ولا يقاس عليه غيره، فلا يقال: جاء زيد بكاء، ولا ضحك زيد اتكاء”[98] إضافة إلى أنَّ معنى الآية ليس على الحاليَّة، وإنَّما هو على معنى المفعول له، فقد بيَّن الله تعالى أنَّ ذهاب هؤلاء اليهود والنَّصارى عن الحقّ واختلافهم في الدِّين إنَّما كان لأجل البغي والحسد وطلب الرياسة[99] وبذلك يكون الوجه الراجح أن يكون (بغياً) مفعولاً لأجله وناصبه هو الفعل المتقدّم عليه دون تقرير؛ وذلك لأنَّه ينسجم مع معنى الآية الكريمة، كما أنَّ وجود (ما) و(إلا) يجعل المعرب يميل إلى المفعول لأجله فيكون المعنى: وما اختلافهم إلا للبغي أو من أجل البغي بعدما تبيَّن الأمر[100].
الخاتمة: وفي ضوء ما تقدّم يظهر الأثر البيِّن للمعنى ومكانته في الدَّرس النَّحوي ولاسيما في توجيه الإعراب، وبيان الوجه المراد من الأوجه التي يحتملها الاسم وما قدّمه النُّحاة العرب في هذا المجال يدلُّ على تطوُّر الفكر النَّحوي عندهم تطوُّراً ارتقى إلى مرحلة النَّظر الدقيق في المعاني الكثيرة التي يؤديها الاختلاف في تركيب الجملة، والمعاني التي يؤديها التركيب الواحد باختلاف الأوجه الإعرابيَّة المعبّرة عن تلك المعاني، كما يكشف عن دور العلامة الإعرابيَّة في توجيه المعنى دون إغفال القرائن الأخرى، ممَّا يؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشَّك أنَّ نظرة النُّحاة كانت توائم بين الصِّناعة النَّحويَّة والمعنى ردَّاً على من ادَّعى خلاف ذلك.
قائمة المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- إعراب القرآن، لأبي جعفر النحاس، تح: زهير غازي زاهد، عالم الكتب، ط2، 1405-1985.
- الإعراب والتركيب بين الشكل والنسبة، دراسة تفسيرية، محمود عبد السلام شرف الدين، دار مرجان القاهرة، ط1، 1404-1984.
- اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، شهاب الدِّين أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي الشهير بالبنّاء، وضع حواشيه: الشيخ أنس مهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1419-1998.
- أمالي ابن الشجري هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسني العلوي، تح: محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة، د.ط، د.ت.
- الإنصاف في مسائل الخلاف، لأبي البركات الأنباري، تح: محمد محي الدين عبد الحميد، منشورات جامعة البعث، د.ت.
- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري، تح: محمد محي الدين عبد الحميد، منشورات المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، د.ط، د.ت.
- الإيضاح في علل النّحو، لأبي القاسم الزجاجي، تح: مازن المبارك، دار النفائس، بيروت، ط3، 1399-1979م.
- البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، تح: عادل أحمد عبد الموجود، وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1413-1993.
- البرهان في علوم القرآن، بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار التراث القاهرة، د.ط، د. ت.
- البيان في غريب إعراب القرآن، لأبي البركات الأنباري، تح: طه عبد الحميد طه، مكتبة لسان العرب، د. ت.
- تأويل مشكل إعراب القرآن، ابن قتيبة، تح: السَّيد أحمد صقر، دار التراث، القاهرة، ط2، 1393-1973.
- التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، تح: علي محمد البجاوي، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر الجديدة، 1396-1976.
- التحرير والتنوير، سماحة الأستاذ الإمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، الدار التونسيّة للنشر، تونس،1984، د.ط.
- تسهيل الفوائد وتكميل المفاصد، ابن مالك، تح: محمد كامل بركات، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1387-1967.
- التفسير البسيط، لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، تح: أحمد بن صالح الحمادي وآخرين، جامعة الملك محمد بن سعود الإسلاميَّة، الرياض، 1430، د.ط.
- تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب، محمد الرازي فخر الدين ابن العلامة ضياء الدين، دار الفكر، ط1، 1401-1981.
- الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبيد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، تح: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط1، 1427-2006.
- الجملة العربية والمعنى، فاضل صالح السّامرائي، دار ابن حزم، بيروت، ط1، 1421-2000.
- الجنى الداني في حروف المعاني، الحسن بن قاسم المرادي، تح: فخر الدين قباوة وآخرون، دار الكتب العلميَّة، بيروت، ط1، 1413-1992.
- الخصائص، لأبي الفتح عثمان بن جني، تح: محمد علي النجار، دار الكتب المصرية، د. ت.
- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، تح: أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، د. ط، د. ت.
- دراسات لأسلوب القرآن الكريم، محمد عبد الخالق عضيمة، دار الحديث، القاهرة، د.ط، د.ت.
- دلائل الإعجاز، لأبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، تعليق، محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة، د.ط، د.ت.
- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسَّبع المثاني، شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، د.ط ، د.ت.
- شرح التسهيل، ابن مالك جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله الطائي الجياني الأندلسي، تح: عبد الرحمن السيد، ومحمد بدوي المختون، هجر للطباعة والنشر، ط1، 1410-1990.
- شرح التسهيل المسمَّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، ناظر الجيش، تح: علي محمد فاخر وآخرين، دار السلام، القاهرة، ط1، 2007.
- شرح الرضي على الكافية، الرضي الأستراباذي، تح: يوسف حسن عمر، منشورات جامعة قار يونس، بنغازي، ط2، 1996.
- شرح المفصل، موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش النحوي، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، د.ط، د.ت.
- الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها، لأبي الحسن أحمد بن فارس الرازي، تح: عمر فاروق الطباع، مكتبة المعارف، بيروت، ط1، 1414-1993.
- غاية النهاية في طبقات القرّاء، ابن الجزري، طبعة مصححة اعتمدت على الطبعة الأولى للكتاب التي عني بنشرها سنة 1932م ج براجسترسر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2006.
- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، اعتنى به: يوسف الغواش، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط4، 1428-2007.
- الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفيَّة، سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، د.ط، د.ت.
- الفهرست في أخبار العلماء المصنفين من القدماء والمحدثين وأسماء كتبهم، لأبي الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحق المعروف بالوراق، تح: رضا تجدد، د.ط، د.ت.
- ظاهرة الإعراب في النحو العربي وتطبيقها في القرآن الكريم، أحمد سليمان ياقوت، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1994.
- الكتاب، لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، تح: عبد السَّلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، د. ط، د.ت.
- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، تح: عادل أحمد عبد الموجود، وآخرين، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1418-1998.
- كشف المشكلات وإيضاح المضلات، لأبي الحسن علي بن الحسين الأصبهاني الباقولي، تح: محمد أحمد الدالي، مطبعة الصباح، دمشق، د. ط ،1415-1994.
- اللغة العربية معناها ومبناها، تمام حسَّان، دار الثقافة، الدار البيضاء، د. ط ،1994.
- المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم، أحمد بن محمد الخراط، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المملكة العربية السعودية، 1426، د.ط.
- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لأبي الفتح عثمان بن جني، تح: علي النجدي ناصف وعبد الفتاح إسماعيل الشلبي، القاهرة،1412-1994، د.ط.
- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، تح: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط1، 1422-2001.
- مختصر من شواذ القرآن من كتاب البديع، ابن خالويه، مكتبة المتنبي، القاهرة، د.ط، د.ت.
- مشكل إعراب القرآن، مكي بن أبي طالب القيسي، تح: ياسين محمد السواس، دار التراث، دمشق، ط2، د.ت.
- المعنى والإعراب عند النحويين ونظرية العامل، عبد العزيز عبده أبو عبد الله، منشورات الكتاب والتوزيع والإعلان والمطابع، طرابلس، ط1، 1391- 1982 .
- معاني القرآن وإعرابه، لأبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، تح: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1408-1988.
- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، جمال الدين ابن هشام الأنصاري، تح: عبد اللطيف محمد الخطيب، دار التراث، الكويت، ط1، 1421-2000
- المقتضب، لأبي العبّاس المبرِّد، تح: محمد عبد الخالق عضيمة، القاهرة، 1415-1994م.
- الموافقات، لأبي إسحاق الشاطبي، تح: بكر بن عبدالله أبو زيد، دار ابن عفّان, المملكة العربية السعودية, ط1 , 1471-1997.
- نزهة الألباء في طبقات الأدباء، أبي البركات الأنباري، تح: إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط3، 1405-1985.
- نظام الارتباط والربط في تركيب الجملة العربية، مصطفى حميدة، دار توبار للطباعة، القاهرة، ط1، 1997.
- نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، د.ط، د.ت.
- النكت والعيون، لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري، راجعه وعلّق عليه: اليد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، د.ط، د.ت.
همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي تح: عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية، الكويت، 1399-1979م
[1] الموافقات، أبو إسحاق الشاطبي، تح: بكر بن عبدالله أبو زيد، دار ابن عفّان، المملكة العربية السعودية، ط1 ، 1471-1997، 5/54 .
[2] الكتاب، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، تح: عبد السَّلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، د. ط، د. ت، 1/24.
[3] نفسه ، 1/216.
[4] نفسه ، 1/54.
[5] المقتضب، أبو العبّاس المبرِّد، تح: محمد عبد الخالق عضيمة، القاهرة، 1415-1994،4/88.
[6] ينظر الفهرست، محمد بن إسحاق النديم، تح: رضا تجدد، ص:37 وما بعدها.
[7] الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جني، تح: محمد علي النجار، دار الكتب المصرية، د.ت ،1/215-217.
[8] ومن أشهرها: (معاني الحروف) للرّوماني، (كتاب اللامات) الزجاجي (-337ه)، ( الأزهية ) للهروي، (رصف المباني في حروف المعاني) للمالقي (تـ 702ه)، (الجنى الداني) للمرادي (-749ه)، (مغني اللبيب ) لابن هشام (٧٦١ه)
[9] الجنى الداني في حروف المعاني، الحسن بن قاسم المرادي, تح : فخر الدين قباوة، وآخرون، دار الكتب العلميَّة، بيروت, ط1، 1413-1992، مقدمة الكتاب، ص:19.
[10] الإعراب والتركيب بين الشكل والنسبة، دراسة تفسيرية، محمود عبد السلام شرف الدين، دار مرجان القاهرة، ط1، 1404-1984، ص:22.
[11] ينظر على سبيل المثال: الخصائص :1/35، مشكل إعراب القرآن، مكي بن أبي طالب، تح: ياسين محمد السواس، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، 1394-1974،1/12،الصاحبي في فقه اللغة العربية، أبي الحسن أحمد بن فارس الرازي، تح: عمر فاروق الطباع، مكتبة المعارف، بيروت، ط1، 1414-1993،ص:43،الإيضاح في علل النّحو، أبو القاسم الزجاجي، تح: مازن المبارك، دار النفائس، بيروت، ط3، 1399-1979، ص: 69-70.
[13] وقراءة ( رسوله ) بالرفع، لأنها معطوفة على جملة والتقدير: إنَّ الله بريء من المشركين ورسولُه بريء من المشركين، وفي هذا إيضاح للمعنى مع بلاغة الإيجاز، بينما قراءة ( رسوله ) بالنصب عطفاً على لفظ اسم إنَّ ونصبها الزمخشري على أنَّها مفعول معه، وخرِّجت قراءتها بالجرِّ – وهي قراءة شاذة – بالعطف على الجوار، ينظر: البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، تح: عادل أحمد عبد الموجود، وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1413-1993،5/8، والكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، تح: عادل أحمد عبد الموجود، وآخرون، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1418- 1998، 3/11.
[14]ينظر: نزهة الألباء في طبقات الأدباء، أبي البركات الأنباري، تح: إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط3، 1405-1985، ص19.
[15] تأويل مشكل إعراب القرآن، ابن قتيبة، تح: السَّيد أحمد صقر، دار التراث، القاهرة، ط2، 1393-1973، ص 14 .
[16]ينظر: دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، تعليق، محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة، د.ط، د.ت، ص28، الإنصاف في مسائل الخلاف، أبي البركات الأنباري، تح: محمد محي الدين عبد الحميد، منشورات جامعة البعث، د.ت، 1/20.
[18] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، أبي عبيد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، تح: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط1، 1427-2006، 22/ 552 ، البحر المحيط ، 8/527، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، تح: أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، د. ط، د. ت، 11/ 145.
[19] ينظر: جامع الأحكام ، 22/ 550 ، البحر المحيط ، 8/528.
[20] ينظر: جامع الأحكام ، 22/ 553 .
[21] ينظر: الدر المصون ، 11/ 145.
[22] الإيضاح في علل النحو ، الزجاجي ، ص :69 ، ينظر : شرح المفصل، ابن يعيش، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، 1 / 72.
[23] سورة فاطر : 28.
[24] ينظر: نظام الارتباط والربط في تركيب الجملة العربية، مصطفى حميدة، مكتبة لبنان ناشرون، الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان، ص: 21 وما بعدها، اللغة العربية معناها ومبناها ،تمام حسان، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، 1994،ص 232.
[28] البرهان في علوم القرآن، بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار التراث القاهرة، د. ت ،1/302.
[29] شرح المفصَّل، ابن يعيش ، 1 / 72 .
[30] ينظر: الجملة العربية والمعنى، فاضل صالح السّامرائي، دار ابن حزم، بيروت، ط1، 1421-2000، ص53.
[32] سورة الطارق: 8-9 .
[33] ينظر: الخصائص 3 /256 ، الكشاف 6/354، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، تح: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط1، 1422- 5/466، البحر المحيط 8/450 .
[34] ينظر: المحرر الوجيز 5/466 ، الدر المصون 10/755، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، جمال الدين ابن هشام الأنصاري، تح: عبد اللطيف محمد الخطيب، دار التراث، الكويت، ط1، 1421-2000، 6/52.
[35] المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم، أحمد بن محمد الخراط، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المملكة العربية السعودية، 1426ه، ص1442. والمحرر الوجيز 466/5.
[36] سورة الطارق : 10 .
[37] ينظر: الدر المصون : 10/755 .
[38] ينظر البحر المحيط ، 8/450
[39] مغني اللبيب، 6/7-47، وقد فصَّل فيه ابن هشام الحديث عن هذا الموضوع وأغناه بالشواهد المناسبة التي تؤكد أهمية مراعاة المعنى والإعراب معاً.
[40] سورة القمر : 49 .
[41] قعنب بن قعنب أبو السّمال العدوي البصري، قال عنه ابن الجزري: (له اختيار في القراءة شاذ عن العامة) ينظر: غاية النهاية في طبقات القرّاء، ابن الجزري، طبعة مصححة اعتمدت على الطبعة الأولى للكتاب التي عني بنشرها سنة 1932م ج براجسترسر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1،
2/ 26.
[42] المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، أبي الفتح عثمان بن جني، تح: علي النجدي ناصف وعبد الفتاح إسماعيل الشلبي، القاهرة،1412-1994، 2/300، ينظر: مشكل إعراب القرآن، مكي بن أبي طالب القيسي، تح: ياسين محمد السواس، دار التراث، دمشق، ط2، 2/340.
[43] ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن، أبو البركات الأنباري، تح: طه عبد الحميد طه، مكتبة لسان العرب، د. ت، 2/406 .
[44] ينظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، د.ط، د.ت، 19/133 .
[45] البحر المحيط، 8/181 ، الدر المصون، 10/146 .
[46]يجوز في الاسم المنصوب على الاشتغال وجهان : الرفع على أنَّه مبتدأ والجملة الفعلية خبره، والوجه الثاني : النصب بفعل يفسّره المذكور، وقد يعرض لهذا الاسم المنصوب على الاشتغال ما يوجب نصبه، وما يرجّحه، وما يستوي فيه الرفع والنصب، فمثلاً يختار النصب إذا وقع الاسم بعد حرف النفي وحرف الاستفهام وبعد إذا الشرطية وبعد الأمر والنهي وعند العطف على جمله فعلية وأخيراً – وهو مدار حديثنا – عند خوف لبس المفسِّر أي إذا كان الفعل يتوهم فيه الوصف وأنَّ ما بعده يصلح للخبر، وكان المعنى على أن يكون الفعل هو الخبر اختير النصب في الاسم الأول حتى يتضِّح أنَّ الفعل ليس لوصف ومنه ما جاء في قوله تعالى” إنا كل شيء خلقناه بقدر ” إذ قراءة الرفع تُخيّل أن الفعل وصف وأنَّ الخبر ( بقدر ) ينظر : شرح الرضي على الكافية، الرضي الاستراباذي، تح: يوسف حسن عمر، منشورات جامعة قار يونس، بنغازي، ط2، 1996، 1/ 544 ، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، تح: محمد محي الدين عبد الحميد ،دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1955، 1/191وما قبلها .
[47] ينظر : مشكل إعراب القرآن، 2/341، الدر المصون ،10/147، شرح الرضي 1/551 .
[48] ينظر : مشكل إعراب القرآن ، 2/341، 29 / 73-74، تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب، محمد الرازي فخر الدين ابن العلامة ضياء الدين، دار الفكر، ط1، 1401-1981، الدر المصون، 10 / 147 .
[49] ينظر : الكشاف ، 5/664 ، مفاتيح الغيب 29/73 ، الدر المصون 10/147 .
[50] ورجح إمام نحاتهم سيبويه النصب على حدِّ قولهم : زيداً ضربته، ينظر الكتاب، 1/148، فلم يعتبر سيبويه خوف إلباس المفسر بالصفة مرجحاً لما رآه بعض المتأخرين، شرح الأشموني 1/191، أمالي ابن الشجري ،هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسني العلوي، تح: محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ، 2/90وما بعدها ، مغني اللبيب 6/360 .
[51]ينظر : أمالي ابن الشجري ، 2/93 – 94 .
[52] سورة القمر : 52.
[53] ينظر : الدر المصون ؛ 10/149 ، شرح الكافية 1/560-561 ، شرح الأشموني 1/191
[54] مغني اللبيب ، 6/48 – 70
[55] سورة البقرة ، 183 – 184 .
[56]ينظر: الكشاف ، 1/179.
[57]ينظر: كشف المشكلات وإيضاح المضلات، أبي الحسن علي بن الحسين الأصبهاني الباقولي، تح: محمد أحمد الدالي، مطبعة الصباح، دمشق، د. ط ،1415-1994،1/136 .
[58] المعنى والإعراب عند النحويين ونظرية العامل، عبد العزيز عبده أبو عبد الله، منشورات الكتاب والتوزيع والإعلان والنشر، طرابلس، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية، ط1، 1391-1982،ص: 307 وما بعدها .
[59] ينظر الخصائص مثلاً : باب نقض المراتب ، 1/293 ، باب الحمل على العربية 2/411، باب تجاذب المعاني والإعراب 3/255، باب في التفسير على المعاني دون اللفظ ، 3 /260 .
[60] ينظر : دراسات لأسلوب القرآن الكريم، محمد عبدالخالق عضيمة، دار الحديث، القاهرة، 1/ 13- 14 .
[61] سورة الناس : 5
[62] ينظر: إعراب القرآن، أبو جعفر النحاس، تح: زهير غازي زاهد، عالم الكتب، ط2، 1405-1985، 5/316، فتح القدير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، اعتنى به: يوسف الغواش ،دار المعرفة، بيروت -لبنان، ط4، 1428-2007،ص1672.
[63] سورة الناس : 6 .
[64] ينظر روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسَّبع المثاني، شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، د.ط، د.ت،30/287، النكت والعيون، أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري، راجعه وعلّق عليه: السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، د.ط ، د.ت، 6/379.
[65] سورة الناس :4.
[66] ينظر: التحرير و التنوير، سماحة الأستاذ الإمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، الدار التونسيّة للنشر، تونس،1984، 30/634، نظم الدرر ، 22/ 433 .
[67] آل عمران :142.
[68] الصّرف عند الكوفيين يعني أنَّ هذا الفعل من حقِّه أن يعرب إعراب ما قبله، فلمَّا جاءت الواو صرفته إلى وجه آخر في الإعراب، وقد اختلف نحاة البصرة والكوفة في عامل النصب في الفعل المضارع بعد واو المعيَّة، فالعامل عند الكوفيين هو الصَّرف، وعند البصريين أن المضمرة بعد الواو ، ينظر : الإنصاف المسألة الخامسة والسبعون ، 2/555 .
[69] ينظر: الدر المصون، 3/411، الهداية إلى بلوغ النهاية، ص 1137، الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفيَّة، سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، د.ط ، د.ت، 1/318، التفسير البسيط، أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، تح: أحمد بن صالح الحمادي وآخرون، جامعة الملك محمد بن سعود الإسلاميَّة، الرياض، 1430، د.ط ، 6/31 وما بعدها.
[70] ينظر : مفاتيح الغيب ، 9/20، التفسير البسيط،6/34، الفتوحات الإلهية، 1/318.
[71] ينظر : الدر المصون 3/411، الفتوحات الإلهية، 1/318 .
[72] اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، شهاب الدِّين أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي الشهير بالبنّاء، وضع حواشيه: الشيخ أنس مهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،ط1، 1419-1998، ص : 229، مختصر من شواذ القرآن من كتاب البديع، ابن خالويه، مكتبة المتنبي، القاهرة، د.ط، د.ت، ص: 29، الهداية إلى بلوغ النهاية، ص 1137 .
[73] ينظر : البحر المحيط ، 3/73 ، الدر المصون ، 3/411 .
[74] الكشاف ، 1/634 .
[75] البحر المحيط ، 3/73 ، فإذا جاء الحال جملة فعلية فعلها مضارع مثبت لا يجوز أن تقترن بالواو نحو قوله تعالى : ” وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ” يوسف : 16، فإذا جاء في الكلام ما ظاهره دخول الواو على الفعل المضارع المثبت الواقع حالاً أوّل على إضمار مبتدأ يكون هذا الفعل المضارع خبراً عنه، قال ابن مالك : “وقد تصحب الواو المضارع المثبت عارياً من قد أو النفي بـ ( لا ) فيجعل على الأصحِّ خبر مبتدأ مقدَّر ، ينظر: شرح التسهيل المسمَّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، ناظر الجيش، تح: علي محمد فاخر وآخرون، دار السلام، القاهرة، ط1، 2007، ص: 2338، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري، تح: محمد محي الدين عبد الحميد، منشورات المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، د.ط، د.ت، 2/350وما بعدها، تسهيل الفوائد وتكميل المفاصد، ابن مالك، تح: محمد كامل بركات، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1387-1967،
ص 112-113.
[76] ينظر : الدر المصون ، 3/412 .
[77] ينظر : مفاتيح الغيب ، 9/21 .
[78] ينظر : الكشاف 1/634 ، البحر المحيط ، 2/72-73، الدر المصون ، 3/409 .
[79] الخصائص ، 2/488 .
[80] سورة البقرة : 6 .
[81] (سواء ) مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو ( مستو )، واسم الفاعل إذا وقع خبراً عَمِل عمل فعله، فرفع (سواء) هنا فاعلاً هو جملة (أأنذرتهم أم لم تنذرهم)،معاني القرآن وإعرابه، أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، تح: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1408-1988، 1/77، مشكل إعراب القرآن، 1/20
[82] ينظر : إعراب النحاس ، 1/184، الكشاف، 1/162، البيان في غريب إعراب القرآن ، 1/50 .
[83] يقول ابن هشام (تـ 761ه) : ” واختلف في الفاعل ونائبه، هل يكونان جملة أم لا، فالمشهور المنع مطلقاً، وأجازه هشام وثعلب مطلقاً ، نحو: يعجبني قام زيدٌ ” مغني اللبيب، 5/243، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي تح: عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية، الكويت، 1399-1979م،2/271ومابعدها .
[84] مفاتيح الغيب ، 2/45 .
[85] ينظر : معاني القرآن ، الزجاج ، 1/77 ، إعراب القرآن ، النحاس ، 1/184 ، مشكل إعراب القرآن ، 1/20 .
[86] فإذا اجتمع معرفتان، ففي المبتدأ أقوال : أحدهما : أنَّ المعرب له الخيار ليجعل أيّاً منهما المبتدأ ، والثاني: أنَّ اللفظ الأعمّ هو الخبر، نحو: زيد صديقي ، إذا كان له أصدقاء غيره، والثَّالث : أنَّه بحسب المخاطب، فإن عُلِم منه أنَّه في علمه أحد الأمرين، أو يسأله عن أحدهما بقوله : مَنْ القائم ؟ فقيل في جوابه: القائم زيد، فالمجهول الخبر، والرَّابع: أنَّ المعلوم عند المخاطب هو المبتدأ، والمجهول : الخبر، والخامس: إن اختلفت رتبتهما في التعريف فأعرفهما المبتدأ وإلا فالسابق، والسَّادس: أنَّ الاسم متعيّن للخبر نحو : القائم زيد ،همع الهوامع، 2/27وما بعدها.
[87] ينظر: مفاتيح الغيب، 2/45 .
[88] التبيان في إعراب القرآن، أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، تح: علي محمد البجاوي، مطبعة :عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر الجديدة، 1396-1976،1/21، إعراب القرآن، النحاس، 1 / 184 .
[89] الجامع لأحكام القرآن، 1/281-282، المحرر الوجيز، 1/87 .
[90] الكشاف، 1/162، التبيان في إعراب القرآن، 1/21، مفاتيح الغيب، 46/2 .
[91] سورة آل عمران : 19 .
[92] ينظر: معاني الأخفش، 1/214، معاني القرآن، الزجاج، 1/387 .
[94] معاني القرآن، الزجاج ، 1/387 .
[95] مفاتيح الغيب، 7/226 .
[96] شرح التسهيل، 2/198 .
[97]مشكل إعراب القرآن، 131/1 .
[98] همع الهوامع، 4/15 .
[99]مفاتيح الغيب، 7/226، الكشاف، 1/539 .
[100]ينظر روح المعاني، 3/107 .