
أدب المقاومة في السرد الجزائري المعاصر
▪▪ من استئصال الهوية نحو انطولوجيا الوجود ▪▪
رواية: “”صيف إفريقي”” لـــ: محمد ديب أنموذجا
الباحث: موسى سنوسي – باحث دكتوراه / جامعة الجزائر 02- أبو القاسم سعد الله.
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 47 الصفحة 103.
Abstract
This study aims at monitoring the signs of loss, the verses of the eloquent wounds that are not yet healing . These are the heavy burdens the history page presented yesterday, to us, the generation of today. In the course of a narrative matrix; is carried an identity card in the name of “African summer” Mohamed Dib forces, his Arab reader and especially the Algerian one, to reconsider as a patient with the eyes of a diagnostician doctor in his cultural wound with all its killing diseases to discover:
- How did the “identify genetic mutation” be identified with a narrative discourse emerging under the cloak of “colonial politics?”
- Then how did the same narratives confront this “colonial polisy” and establish on its Diaspora the “theology of existence?”
This is the basis of this study and the reason for its existence. On its way, it has accepted the induction technique of interpretation \ methodological mechanism.
Keywords: colonial politics; theology of existence; interpretation
ملخص:
تهدف هذه الدّراسة إلى رصد آيات الفقد ، آيات الجراح البليغة التي لمّا تندمل بعد ..، تلك أحمال ثِقال ألقت بها صفحة التاريخ بالأمس ، إلينا نحن جيل اليوم.
على مدار مصفوفة سرديّة؛ حملت بطاقة هويّة باسم:” صيف إفريقي ” يُرغم ” محمد ديب ” قارئهُ العربي، و الجزائري بخاصّة، إلى إعادة النّظر كمريض – بعين الطبيب المتفحّص – في جُرحه الثّقافي بكلّ أورامه القاتلة ؛ ليكشف:
01- كيف تماهتْ “جينيّة الاجتثاث الهوويّ “مع خطاب سردٍ ناشئ تحت عباءة “السّياسة الكولونياليّة “؟
02– ثمّ كيف كانت لِذات السّرد أن تُجابه هذه ” السّياسة الكولونيالية ” ، وتؤسّس على شتاتها “ أنطولوجيا الوجود” ؟
ذالكُم هو مناطُ هذه الدّراسة ، وعلّة وجودها. و قد ارتضت – في طريقها إلى مسعاها – تقنيّة الاستقراء المسند بالتّأويل؛ كآليّة إجرائية / منهجية لذلك
الكلمات المفاتيح: السيّاسة الكولونيالية؛ أنطولوجيا الوجود؛ التأويل.
- الرواية الجزائرية المعاصرة بين استئصال الهوية و انطولوجيا الوجود:
تتربّع الرواية الجزائرية غداة ثورة التحرير الكبرى على محاورة واقع مشؤوم ؛ هو بكلمة موجزة: واقع المحتلّ البغيض . هذا المحتلّ الذي سعى بكلّ ما أوتيَهُ من وسائل وآليات لمحو طبائع الشّخصية الوطنية؛وهو إذ يفعل ذلك فإنّه« يخون مبادئهُ القديمة ، بل يُمرّغها في الوحل تمريغًا يدوسُ على كرامة الإنسان.»[1] ؛ ونتيجة لذلك كان ممّا ألِفناه في نصوص هذا السّرد الفتيّ أنّه: سردٌ اصطبغ بدماء الثّوار ، و تواردت بين تضاعيفه روحٌ مكهربة ، مندفعة و طموحة معًا إلى التّطهُّر من أدران البؤس ، و شوائب الاغتصاب و إسار الحرمان.كما ترسّخت في وجدان تلك الشّخصيّات السّردية روح مبادرة قمينة ببعث حيوية جديدة في ذوات ميّتة ، لا تفتأ تؤسّس لكيانها الذي شابته حركات ارتدادية هزّت بذلك قراره. و تاليًّا أخذت هذه الذوات على عاتقها نُشدان الخلاص و الفكاك من فخاخ الهيمنة القاتلة بكلّ أنماطها.
و بناءً على هذه العتبة المبدئيّة يمكننا إخضاع مساءلتنا هذه لِتقسيمٍ ينبني على استفهامين ضمنيين:
- خطاب السّرد و جينيّة الاجتثاث الهووي .
- خطاب السّرد و فسائلٌ لأنطولوجيا الوجود.
أوّلا: خطاب السّرد و جينيّة الاجتثاث الهووي:
بين الأنا الجزائرية و الآخر الفرنسي هناك هوّة صراع؛ هوّة مليئة بالضّغائن و الأحقاد ، تلك الشّحنات التي لا يزال التاريخ ينوء بحملها ؛ بأفق غدا فيه مبعث الخطر على “معنى الإنسان” من الإنسان عينه[2]. وكان وجود الرواية إزاء كلّ ذلك رهين بتأديّة وظيفة محورية فعّالة ؛ وهي السّعي إلى رأب تلك الهوّة السّحيقة ، أو ترجيح كفّة الإنسان الجزائري،بل ربّما كان الأجدى بها أن تدعو إلى تفاعُليّة وسطى بين الأنا و الآخر على أقلّ تقدير.
هذا ؛ و بمساءلتنا لفكرة “الهويّة ” ، ورصد انعطافاتها عبر شريط المشاهد السّردية ، نقف على تعدّدٍ هووي هائل ؛ وما يرفد هذه الحقيقة هو: ذاك التّعدّد الذي يعاينه القارئ لنص الرواية ” صيف إفريقي ” ؛ في الشّخصية السردية ذاتها ؛ ثمّ ما يتوارى – كنتيجة لهذا التّعدد – من التغييب الواعي الممارس من قِبَل صاحب الرواية ” محمد ديب ” لمعنى البطولة الواحدية. بل إنّ القارئ ليستجمع أطياف هذه البطولة من جماع هاته الشّخصيات التي أسهمت – ككل – في تشييد البرنامج السردي ، منذ الاستهلال لسلسلة لأحداث و حتى نهايتها. و بعد هذا لا يُلفي القارئ لهاته الرواية كبير اختلاف بين شخصيّاتها؛ كونها حظيت كلّها بعناية متوازية / متقابلة من صاحب الرواية. على أنّ هذا لا يمنع من القول: أنّ متن الرواية – قيد الدراسة – أقرب ما يكون من تقرير يومي لهاته الشّخصيّة السردية ذات الجِباه الهوويّة الممزّقة و المجروحة معًا. ولأجل رصد نتوءات هذا التمزيق و الاجتثاث للهوية استقرأنا متن الرواية وقوفًا عند نماذج من الشّخوص السّرديّة، على سبيل الاصطفاء، لا الشّمول؛ فكانت:
- الشّخصية الأولى: شخصية« زكيّة »*:
الحقيقة التي تبدو على مسرح الأحداث من خلال توظيف هاته الشّخصية ، هي حقيقة واحدة و وحيدة ؛ هي بانوراما اجتثاث هووي مختصرة ؛ بحكم أنّ كافة المتن الروائي مختزلٌ في طموح هاته الشّخصية لتقوية وشائج تلك القرابة الحميمة بين: ممكن زكيّة و واقعها.و من جرّاء ذلك نجدها حيرى في استفهامات وجودية لا تجد لها خيط فأل ولا شعلة أمل.يقول الرّاوي – متسائلا – على لسان ” زكيّة “: « لماذا أفعمت الدّنيا بالمعاني الغامضة المتناقضة؟ ألا يعلم والدايَ المسكينان شيئًا عن عِبر عصرنا؟ لماذا تلطمُ الحياة قلوبنا بأمواجها دون أن تلِجها؟»[3] فمن وراء هذه الاستفهامات الحرجة يقبع قلق الشّخصية الوجودي ؛ على غرار تشظّيها الهووي. « فالبرنامج النسوي الوحيد المطروح للمرأة العربية[ في الفترة الكولونيالية ] هو في أن تتخلّى عن ثقافتها الأصليّة وتحتضن الثقافة الغربية إذا كانت تطمح في أيّ تغيير لوضعها الاجتماعي و السيّاسي. »[4] وهنا يتسقيم لنا الحكم بقاعدة لا يستساغ تغييبُها هي: كلّما خبا صوتُ الأنتلجنسيا** الوطنيّة ، صات صوت الأنتلجنسيا الفرنسيّة الغاشمة.و بهذه المراوحة بين الشّد و الجذب يزداد الصّراع بين الأنا الجزائرية و الآخر الفرنسي تأزّمًا. حينها تشهد الهويّة تشريحها في موكبها الجنائزي ؛ إذ لا تكون النهاية هنا بالموت المألوف ؛ لكنها عمليّة إقبار بلا مغزى ؛ و إعادة بعث على شاكلة أقنعة انسيابية متوالدة ؛ تؤكّد في التّحليل الأخير هذا الحضور القويّ لمفعول الاجتثاث المريع الذي أصاب مفاصل المجتمع المتناحرة.
- الشّخصيّة الثانيّة: شخصية« مرحوم »***:
يمكن لهذه الشّخصيّة أن تسجّل حضورها من خلال الحديث عن الهوية الممزقة / المغتصبة ، كما سجلت حضورها بقوة داخل بيت السّرد. حتى لقد شغلت أكثر من مقطعين سرديين في الرواية.بيد أنّ المكوّن اللافت للنظر بالنّسبة لنا هو: أنّ هذين الحضورين وقّعا شهادتهما على وتر: ” القهر الاجتماعي ” تأسيسًا على ذريعة واقع دمويّ قاتل ، حاكتهُ أسلاك المحتلّ و فخاخه المكهربة.اسمع إلى الحوار الذي يفسّر بعض هاته الآلام و المآسي ؛ وقد أجراه الراوي بين:” مرحوم ” و زوجه “بدرة “:« تأمّلي..لم ألقَ العطّار أحمد ، لقد زُجّ به هو أيضًا في السّجن ، و إنّ صِهره يحلّ محلّه بالمخزن. ما هذا الوباء الذي يجتاح العالم ؟ ! »[5] بكلّ هذا التّشاؤم ، و السوداوية التي غدت جزئية لا تعدم حُظوتها في أجندة الفرد الجزائري اليومية.رغم كلّ ذلك جابه ” مرحوم ” كفلاح جزائري أغلب الصدمات ، و تخطّى أعتى العتبات القهرية التي تحول دون حرفته ، و تحول دون ثوريته ، .. ، وتحول – بالتالي – بينه و بين الحياة نفسها.
- الشّخصية الثالثة: شخصيّة «جمال»****:
تتخارج هاته الشّخصية –إذا رُمنا الموضوعية – مع شخصيىة ” زكية ” في أفق السؤال الوجودي. إذ تتوارد أحمال الأسئلة غِزارًا على نفسية جمال التي لا نجانب الصّواب إذا نعتناها بأنّها: نفسٌ عُصابيّة بامتياز.لقد نجح الواقع المرير في شحن تفكير جمال بكهرباء خاصّة ، أتت على كيانه فدمّرته، حتى إنه أمسى يهمس بمناجاة متهافتة أقرب ما تكون إلى الجنون أو الهوس.
لقد اعترى ” جمال ” صنوٌ من العُصاب القاتل كلّفه الكثير ، لولا صديقه ” الشيخ الحاج ” لما سجّل لوجوده احتمال ، ولا لبقائه ممكن. وها نحن نسمعه يتذمّر من مأساوية الواقع و يلعنهُ: « إنّ معظمنا يعيش عيشةَ أناسٍ نسوا شيئًا ما، و لكنّهم في غمرة حيرتهم الفكرية يتابعون البحث عن هذا الشيء وهم يتعثّرون صارخين مرّاتٍ و لاعنين … »[6] فهل يحدث و يستتبّ قرار جمال ويتصنّع هويةً في خضمّ هذه الاهتزازات الارتدادية التي اغتدت وباءً جاثمًا ، يلازم صاحبه ولا يبارحه؟؟
تلكم هي أسئلة المصير الحرجة التي يذعن ” جمال “- كأيّ شاب جزائري عركتهُ الحياة – لسلطتها الغيبيّة ؛ إذ لا سلطة إلا سلطة الواقع المفتوح على المجهول. وحين يقول قدر الواقع كلمته، تذوب إرادة الفرد الحالمة ، ويكون مآلها النّضوب في رمال الإرهاب العلني الذي صاغته الأيدي الحمراء المشؤومة.
ثانيًّا: خطاب السّرد و فسائلٌ لأنطولوجيا الوجود:
- الشخصيّة الأولى:« زكيّة»/ سلطة الأبويّة الكولونيالية:
« إنّ مجرّد وجودنا هو انتماءٌ جذري إلى بنية الكون. ومن ثمّ إلى تفكير و آلام كلّ بشريّ سابق أو لاحق علينا. »[7] وفق هذا المنطق الأنطولوجي تأبى ” زكيّة ” الرّكون إلى شيء من الخنوع و الاستسلام للسلطة الأبوية القاهرة التي جسّدتها شخصيّة ” مختار راعي ” عند مطالبتها بقبول نسق اجتماعي ، هي ترفض أُسّهُ من البداية ؛ ” مسألة زواجها من صبري “. لهذا ألفيناها في سائر المقاطع السّرديّة المشار إليها آنفًا حيرى ، و منهمكة في سيلولة استفهامات ، تؤسّس بها لمصيرها ، و تؤثّثُ لوجود غيبيّ في أعماق أعماقها.
و هي من جهة أخرى ، شخصيّة لا تخضع لروح التّشاؤم بكبير عناء ؛ بل إنّها تُشرِع بوّابةً فألٍ صغيرة ، لعلّ حبال الآمل تدركها ولو متأخرة. فهاهي تقول مستدركة بعد حيرة تنتابها: « إنّني أرجو و لستُ أعلم بما يتعلّقُ رجائي ، كما أنّني أومنُ بإمكان ما أتوقّع. إنّني أرجو لأنّ ليس هناك ظلمة دون ضيّاء ، ولا شرّ دون خير. لأنّ المرء لا يستطيع أن يعيش دون رجاء …»[8] ” زكيّة “؛ هي مثال الفتاة المطواعة ، الرّضية ،..، و المثقفة أيضًا ، لا تنقصها العزيمة – بهذه الصّفة الأخيرة – من انتقاء خيارٍ وسطي معتدل ؛ و بــــ: « هذا الوعي المنبثق حول ذاتها يُكشف عن حاجة مركّبة للسيطرة ولاحتواء هذه العلاقة النّاشئة بينها وبين الآخر. »[9]
و قد نُضيف على ذلك دلالة على وعي ترُنسُندنتالي التي تتعالى به ” زكيّة ” على واقع ثقافة جزائري جريح إلى ممكن أفضل نقرؤه في قولها: « قد يتغيّر ذلك ذات يوم …تُرى أيَكون ما ينقُصُنا هو أن يتهيّأ لنا كيان على الأرض؟ ما أفضع أن يكون المرء ضعيفًا !»[10]
- الشّخصيّة الثانية: « مرحوم»/ سلطة الواقع المُكهرب و مقتضياته اليوميّة:
في طقسٍ سرديٍّ غريب غرابة بائنة تشحنه تراتُبيّة الأحداث المتسارعة عاش ” مرحوم ” عيشةً تفتقد لكلّ معنى من لحياة ، أو بالأحرى كان يعيش هو و أسرته موت الحياة. وتلك حقيقةٌ لفظت بها مفاصل الرّواية* – قيد الدراسة- ؛ واعتبارًا بهذا لم تعد نصوص الأدب المعاصر بالمعنى البارتي وصفيّة ، و لكنّها مُتعدّية. « تُحاول أن تستكمل في الكلام حاضرًا نقيًّا جدًّا ، بحيث يتطابق فيه الخطاب كلّه مع الفعل الذي يُحرّرُه.. »[11] ومن هذه المساوقة المنعقدة بين كيان ” مرحوم ” من جهة ، و مجتمعه من جهة أخرى؛ لا يحدونا كبير أمل؛ لأن هذا الأخير كان شريحة مقتطعة من واقعه ، ولم تعد صالحة الاستعمال ، و أمام واقع كلّه بؤس ،و مجتمعٍ ملؤُه القهر ،..، فكيف يبقى ذكرٌ لـــدالّ: ” الإنسان الإنساني ” في حضور مدلول: “آلة الفقد و الاغتراب الشّنيع ” !؟
- الشّخصيّة الثالثة: « جمال »/ سلطة الضّمير الثقافي المجروح وسؤال المصير:
إيمانًا بقُدرة الفرد الخلاقة لم يأبه ” جمال ” بالقاعدة السّوقراطيّة العريقة: ” اعرف نفسك بنفسك” ، بل لقد تجاوز حدودها إلى الارتهان بالمبدأ النّيتشوي؛ بكلّ شُحنته الطاقويّة ، و خياله المجنّح : « ابحث لكَ عن أنا و ستصير شخصًا مُهمًّا. »[12] و لقد جاءت الرّواية ناطقة بلغة صريحة الانتساب إلى هذا المبدأ الفعّال.فهو – بعين جمال – العلاج الأمثل، ولا شيء دونه قمينٌ بتأديّة رسالة الفرد الأمينة في تصوير الواقع باحترافيّة من جهة ، و مأموليّة في الرّفض والتغيير من جهة أخرى. يقول الرّاوي على لسان ” جمال “:« لقد أصبحتُ رجلا آخر. و لِمَ؟ ماذا فعلتُ بأمسي؟ لقد عملتُ قليلا ، و فكّرتُ كثيرًا.بل كثيرًا جدًّا. و لكن ماذا أفدتُّ من ذلك؟ إنّني هرمتُ دون أن أعيش.»[13]
و لقد أفاد ذلك الحوار الذي دار بين ” الشيخ الحاج ” و ” جمال ” المغزى ذاته الذي نرمي إليه؛ فانظر إلى قول الرّاوي: « أنّني أحلُم بحياة أخرى .. وتلا ذلك صمتٌ قصير ، ثمّ تابع جمال بذات الصّوت الحالم: .. ومليئة بالنُّبل … »[14] و في هذا المقتبس الأخير؛ إشارةٌ تفصح – بلا تلميح – عن عتبةٍ مركزيّة مُغيّبة عن أمس ” جمال ” ويومه. تلكُم هي الحقيقة التي تبتغيها حيرةُ الفكرة ، و قلق السّؤال.
▪▪استخلاص:
و جماع القول أنّ هذه الشّخوص السّرديّة ؛ التي كانت دراستها على سبيل الاستقراء الاصطفائي ، قد أبانت عن:
- هوّة سحيقة قد خلّفتْ توقيعها في سجلّ الذّات الثّورية بالجزائر، في
صلتها بالواقع أوّلا، ثمّ سعيها الحثيث إلى حقّها المنكوب ؛ وهو: “ قيمة الإنسان بذاته.“
- غيّاب معدن نفيسٍ؛ كـــ:“ الإنسان الإنساني “ كان مدعاة لإثارة حيرة
السؤال؛ فتواترتْ- إذ ذاك-
في تضاعيف الرّواية المدروسة: أسئلة الفقد ، أسئلة الحيارى ،..، بل: أسئلة الوجود قبل كلّ شيء.
- و استدراكًا ؛ يمكننا ربط هذه الرّواية بسيّاقها الخارجي؛ فنقول حينذاك:
أن فيها تيّارين بارزين على كبير تناقض في الطّبيعة؛ هما:
- تيارُ التشاؤميّة؛ بنسبة( 75%) ؛
- وتيّارُ التّفاؤلية؛ بنسبة( 25%) ؛
بيد أنّ نِصابُ هذه المعادلة النسبيّة قد تُخالَف أطرافُها بعِلّة نصّانية ؛ وهي أنّ العرض البانورامي لأحداث الرّواية ، كان بعد سنة 1958م، لا قبلها، من تاريخ الجزائر الثوري.
مراجع الدراسة:
- المصادر:
- محمد ديب:” صيف إفريقي “- رواية، ترجمة: جورج سالم وعبد المسيح بربار، نشر و توزيع مكتبة أطلس، دمشق، د.ط، د.ت.
- المراجع:
- رولان بارت: مدخل إلى التحليل البنيوي للقصص، تر: منذر عيّاشي ، مركز الإنماء الحضاري للدراسة و الترجمة و النشر ، حلب – سورية ،ط1 ، 1993م
- شريف يونس: سؤال الهويّة – الهوية و سلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة ، ميريت للنشر و المعلومات ،القاهرة ، ط1 ، 1999م.
- غالي شكري: أدب المقاومة، دار المعارف بمصر ، القاهرة ، د.ط ، 1970م.
- فتحي المسكيني: الهويّة و الحرّية- نحو أنوار جديدة ، جداول للنشر و التوزيع ،بيروت- لبنان ، ط1 ، 2011م.
- فريدريك نيتشه: كتاب العقول الحرّة ، تر: محمد النّاجي ، إفريقيا الشّرق ، المغرب ، ج1 ،د.ط، 2002م.
ج – المجلات:
- فتحي المسكيني: إبليس ونزاع الاعتراف – أو في هوية المقاومين ، مجلّة “يتفكّرون”، الرّباط- المغرب، العدد الرابع، صيف 2014م.
- منيرة الفاضل: سرد الذات ، إشكال الهويّة، “مجلّة ثقافات” ، البحرين ، العدد الأوّل ، شتاء 2002م.
[1] غالي شكري: أدب المقاومة، دار المعارف بمصر ، القاهرة ، د.ط ، 1970م،ص: 152.
[2] ينظر: فتحي المسكيني: إبليس ونزاع الاعتراف – أو في هوية المقاومين ، مجلّة “يتفكّرون”، الرّباط- المغرب، العدد الرابع، صيف 2014. ص: 56.
* شخصية«زكيّة»: فتاة عزباء، مثقفة (حازت شهادة البكالوريا ) ، حالمة بأن تعمل كمعلّمة، ذات مبادئ قويمة لا تسمح لها بالخروج عن طاعة والديها، و ترى في واقعها البئيس حائلا بينها و بين حرّيتها الطامحة لتحقيق أحلامها الساميّة.ينظر محمد ديب:” صيف إفريقي “- رواية، ترجمة: جورج سالم وعبد المسيح بربار، نشر و توزيع مكتبة أطلس، دمشق، د.ط، د.ت، المقطع1 من ص: 05- 15. ثم المقطع6 من ص: 40 – 60 ، و كذا: المقطع18 من ص: 198 – 204.
[3] الرواية: ص: 60.
[4] منيرة الفاضل: سرد الذات ، إشكال الهويّة، مجلّة ثقافات ، البحرين ، العدد الأوّل ، شتاء 2002م ، ص:92.
** الأنتلجنسيا: اصطلاح يعني في هذا السيّاق: جموع الطبقة المثقفة ؛ لكن تلك الفئة التي يغلب عليها: استعمال التحليل الذهني.ينظر: شريف يونس: سؤال الهويّة – الهوية و سلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة ، ميريت للنشر و المعلومات ،القاهرة ، ط1 ، 1999م، ص: 44.
*** شخصية« مرحوم »: مزارع بسيط ، اسم زوجه: “بدرة” ، لهما ابن كنيتُه: ” بن علي “؛ التحق ابنهما بصفوف الثّوار بالجبل ، يظهر ” مرحوم ” كشخصيّة حاقدة على الغرباء من غير أهل الجزائر ، و كارهة أيضا لظروف اجتماعية قاسية، تجرّع في خضمّها كلّ ألوان الإذلال و المهانة.ينظر الرواية: المقطع2 من ص: 16 – 24. ثم المقطع5 من ص:34 – 39. و كذا: المقطع16 من ص: 172 – 181.
[5] الرواية : ص : 39.
**** شخصيّة «جمال»: شاب عائل كأيّ جزائري ،لم يتمكن من متابعة دراسته بفعل ظروف القهر القاسية، شخصيته مضطربة؛ نتيجة الأسئلة الوجودية التي كانت لا تبارحه، حتى لقد رسخت فيه أفكاره عُصابا أشبه ما يكون بالجنون أو الهوس.ينظر الرواية: المقطع7: من ص: 61 – 66 ، و المقطع9: من ص: 79 – 95 ، ثم المقطع13: من ص: 140 – 155 ، و كذلك المقطع15: من ص: 168- 171.
[6] الرواية: ص : 66.
[7] فتحي المسكيني: الهويّة و الحرّية- نحو أنوار جديدة ، جداول للنشر و التوزيع ،بيروت- لبنان ، ط1 ، 2011م، ص: 11.
[8] الرواية: ص: 60.
[9] منيرة الفاضل: المرجع السابق، ص: 93.
[10] الرواية: ص: 203.
* إن قارئ هذه الرواية سيدرك بحق المنسوب الهائل لأحداثها المتسارعة ؛ بالنظر إلى تضاؤل ” الوقفات الوصفية ” التي تقلّلُ – كما نعلم – من سرعة السّرد. إلا أنّه لا بدّ من الإشارة أنّ عنصر الوصف قد جاء في هذه الرواية لصيقًا بالأحداث ذاتها ؛ وهذه تقنيّة تقرّب المسافة بين الرواية و الواقع اليومي، فتصبح كأنها: تقريرٌ يومي.
[11] رولان بارت: مدخل إلى التحليل البنيوي للقصص، تر: منذر عيّاشي ، مركز الإنماء الحضاري للدراسة و الترجمة و النشر ، حلب – سورية ،ط1 ، 1993م، ص: 77.
[12] فريدريك نيتشه: كتاب العقول الحرّة ، تر: محمد النّاجي ، إفريقيا الشّرق ، المغرب ، ج1 ،د.ط، 2002م ، ص: 106.
[13] الرواية: ص: 62.
[14] الرواية: ص: 168.