
صورة المرأة في المجالس الأدبية: “بهجة المجالس وأنس المجالس” أنموذجا
اجلايلة كوثر طالبة باحثة بسلك الدكتوراه، جامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط/ المغرب
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 43 الصفحة 59.
ملخص:
ساهمت المرأة الأندلسية في إنماء المجالس الأدبية وتطورها خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، وذلك بمشاركتها في المجالس الأدبية وإهتمامها بقضايا الشعر والأدب، لهذا نجدها حاضرة وبقوة في الخطاب الشعري الأندلسي وفي مجالسه أيضا من خلال كتاب: “بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس”، الذي كشف لنا عن صورة المرأة المباشرة والمتخيلة لدى الشاعر الأندلسي.
مقدمة:
يجمع الباحثون في حقل الصورة ( صورة المرأة) على انقسامها إلى قسمين: صورة مباشرة أي صورة معاشة ،وصورة متخيلة.حيث أن الصورة المباشرة تستمد معالمها من الرؤية المباشرة، وتستقي موادها من الواقعي و المعيش، فهي بمثابة لوحة عاكسة لمعطيات المرأة في المجالس الأدبية ولصورتها الحسية والمباشرة. والصورة المتخيلة هي التي يطلق فيها الشاعر العنان لملكاته الفطرية ويستبدل واقعه برموز متعددة مستمدة من بيئته.
وحين تقترن الصورة بالمرأة، فإن الحديث عن الصورة المباشرة ،يوجه النظر بشكل آلي، نحو المرأة كذات يتفاعل معها منتج الصورة، ويعقد معها علاقات حوار وجوار مباشرة، وتبعا لهذا فإن الصور المباشرة للمرأة لن تبتعد كثيرا عن مواصفات المرأة الجسدية والنفسية المعطاة، وبالرجوع إلى خصوصيات الخطاب الشعري الذي يشكل إطارا للبحث عن طبيعة الصورة التمثيلية للمرأة، فإن وضعها في المجتمع الأندلسي الذي تأخذ فيه عدة صور قد تبدو باهتة الملامح، أو غير ذات صفات واقعية محضة، لأن الشاعر وهو هنا المنتج المباشر والظاهر لتلك الصور، يعمل على الدفع بصورة المرأة تحت ضغط طبيعة الشعر الفنية، لتلامس حدود النموذج، وتعانق أفق المثال الذي يتعالى عن كل حقيقة غير الحقيقة الشعرية.
إن صورة المرأة كذات، وهي صورة مباشرة بالأساس، إذ هي في مجملها صورة خيالية تتكون في عقل الكاتب والمجتمع معا، مستمدة مادتها من المقروء والمسموع والمرئي والمعيش، ومن الذاكرتين: القريبة والبعيدة، إنها تلك الصورة التي تعشش في اللاوعي عند مجموعة من الناس حتى إذا ما نضج فيها النبوغ عند مبدع ما، نحتها بما أوتي من إمكانات وتكوين، وأخرجها في قالب خاص به بعد أن لفها في غلالة من خياله.
إن الصورة المباشرة إذن، ليست ذات انتماء صريح وعلني، ولكنها تغدو بمثابة تشكيل يتداخل في تكوينه الفردي والجماعي، ويتناغم فيه الماضي والحاضر. ولهذا فإن الصور المباشرة للمرأة في الشعر الأندلسي، لم تمنع الشاعر من عقد حوار مع نصوص غيره من الشعراء، و النهل من تجاربهم وصورهم وأخيلتهم، فكانت لذلك مجرد ” إعادة إنتاج ذهنية عبر المخيلة لتجربة ذاتية، سواء كانت مرئية أم غير مرئية، تتوسل بالذاكرة والذكرى”[1]، وفي توسلها هذا، فإن الصور المباشرة قد تقترب من الواقعي حتى توصم بالوثائقية، وقد تبتعد كذلك عن كل حقيقة أو واقع غير حقيقة الشعر وواقعه، وهذا ما سنتلمس معالمه من خلال كتاب” بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس” لابن عبد البر[2].
إذن فإلى أي حد استطاع الشاعر الأندلسي أن يبرع في تصوير المرأة في المجالس الشعرية الأندلسية وفي أغراضها الكبرى وخاصة الغزل؟ وهل استطاعت المرأة الأندلسية أن تثبت وجودها في المجالس الأدبية الأندلسية؟
صورة المرأة في المجالس الأدبية:
من البيئة المكانية إلى البلاغة الكلامية:
ساهمت مجالس المرأة العربية وخاصة الأندلسية منها خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، في إنماء المجالس الأدبية وتطويرها، وذلك بمشاركاتها المتميزة حيث نجد سكينة بنت الحسين، التي تمتعت بشخصية أدبية رفيعة المستوى، وهي ذات شأن ومكانة، كما “كانت عفيفة مسلمة برزت من النساء تجالس الأجلاء من قريش، ويجتمع إليها الشعراء وكانت ظريفة مزاحة”.[3]
فكانت تضفي على المجالس نوعا من البهجة والفرح، وتسبغه بنوع من اللطافة والثقافة والتفتح على شؤون الحياة، كما اهتمت بالعلم والأدب ونافست بذلك الرجال في مجالسهم. و”قال الحسين بن علي: حدثني محمد بن موسى، عن أيوب المديني عن مصعب قال: كانت سكينة أحسن الناس شعرا، وكانت تصفف جمتها تصفيفا لم يرى أحسن منه حتى عرفت بذلك، وكانت تلك الجمة تسمى سكينة”.[4]
كما نجد عنان جارية الناطقي ، ” قال ابن عساكر: قال ابن الأعرابي: اجتمع أبو نواس وداود بن رزين والخليع وفضل الرقاشي وعمر والوراق وحسين بن الخياط في منزل عنان جارية الناطقي، فتحدثوا وتناشدوا أشعار الماضين، وأشعارهم في أنفسهم حتى انتصف النهار، فقال بعضهم: عند من يحسن النوم ؟ فقال كل واحد منهم: عندي، فقالت عنان: بل قولوا في هذا المعنى وأجيزوا إجازة حكمي عليكم بعد ذلك”.[5] فأدلى كل واحد بدلوه في هذا المجلس وما جادت به قريحته في هذا المعنى.
وفي ظل هذا المجتمع، كانت المرأة الأندلسية واسعة النفوذ، تتمتع بقسط كبير من الحرية، وكان لها دور فعال في إزدهار الأندية والمجالس الأدبية وتطورها بما أسبغت عليها من لطافتها وثقافتها، وانفتاحها على شؤون الحياة، واهتمامها بقضايا الشعر والأدب، كما هو الشأن بالنسبة لمجالس لبنى، كاتبة الخليفة الحكم ابن عبد الرحمان، وهي نحوية، شاعرة، بصيرة بالحساب، عروضية خطاطة.[6]
وشاركت بعضهن في المجالس العلمية، فكانت غالبة بنت محمد المعلمة تروي الحديث، كما شاركت أخريات في مجالس الشعر،ومنهن عائشة بنت أحمد بن قادم القرطبية، ولم يكن في زمانها من حرائر الأندلس من يعدلها علما، وفهما، وأدبا، وشعرا وفصاحة، وكانت شاعرة قديرة عفة جريئة أدبية خطاطة دينة، كانت حسنة الخط تكتب المصاحف، وكانت تمدح الملوك وتخاطبهم بما يعرض لها من حاجاتها، ومجلس الغسانية[7] الشاعرة التي كانت تمدح الملوك، وعارضت ابن دراج في احدى قصائده، حين مدحت خيران العامري.[8]
ومن هنا كان للمرأة حظ وفير في الأدب وفي المجالس الأدبية التي تعقد بالقصور، وهي ميزة فاقت بها الأندلس غيرها من أصقاع البلاد الإسلامية، حيث أحصى المقري في نفحه خمس وعشرون شاعرة نشأن وأبدعن في الحركة الشعرية في عصر الطوائف، أشهرهن ولادة بنت المستكفي[9] ، مهجة بنت التياني القرطبية[10]، نزهون بنت القلاعي الغرناطية[11]، أم العلا بنت يوسف[12]، بثينة بنت المعتمد بن العباد[13]، قسمونة بنت اسماعيل اليهودي[14].
إن هذا العدد الكبير من الشاعرات كن ناقدات وأديبات، وبدأت أشعارهن تتردد في المجالس وداخل البيوت ووراء الأسوار، وتحفظها العامة وبالتالي أصبحت الشاعرة سيدة مجتمع مرموق.[15]
صورة المرأة في المجالس الأدبية:
من جمالية الصورة إلى عمق المخيلة:
- صورة المرأة الحبيبة :
وهنا سنجد صورة من صور المرأة التي تعددت في المجالس الشعرية ،حيث قال عبد الرحمان بن حسان ، وذلك أنه كانت عند المختار بن أبي عبيد امرأتان، إحداهما أم ثابت بنت سمرة بن جنذ، والأخرى عمرة بنت النعمان ابن البشير الأنصاري، فعرضهما مصعب على براءة بن المختار، فأما بنت سمرة فتبرأت منه فخلاها، وأما الأنصارية فامتنعت فقتلها، فقال عبد الرحمان بن حسان ابن ثابت في ذلك:
إنّ من أعجبِ العَجائبِ عِندِي | قتلُ بيضاءَ حرةٍ عُطبولِ[16] | |
قُتِلَتْ باطلاً على غير جُرْمٍ | إن للهِ دَرَّهَا من قتيلِ | |
كُتبَ القتلُ والقتال علينا | وعلى الغانياتِ جرُّ الذُّيولِ[17] |
يمكن القول إذن من خلال هذا التباين و التمايز للمرأة في أحضان المجتمع الأندلسي، والصور والأشكال التي اتخذتها والمكانة التي احتلتها في دواوين الشعراء الأندلسيين مما جعلها الهاجس الأكبر للشاعر الأندلسي، فكانت بذلك قناة التعبير المفضلة عن هموم وهواجس وانفعالات الذات الشاعرة من جهة، ومن جهة ثانية فقد كان الشعر الوجداني من القضايا التي شكلت جزءا من التقاليد الأدبية للمجتمع الأندلسي فقال عباس بن الأحنف، فيما أنشده إسحاق الموصلي له:
فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ | و خَلَّيتُ قلباً في هـــــــواك يُعذَّبُ | |
ولكنّما أحيَا بقلبٍ مُرَوَّعٍ | فلا العَيْشُ يصفوُ لي ولا الموتُ يَقْرُبُ | |
تَعلَّمْتُ ألوانَ الرِّضَا خوف سُخْطِها | وعَلَّمهَا حبِّي لها كيف تَغْضَبُ | |
ولي أَلْفُ وجهٍ قد عَرَفْتُ مَكَانَهُ | ولكنْ بلا قلبٍ إلى أين أذهبُ[18] |
وهنا نجد الصورة المباشرة للمرأة الحبيبة باعتبارها الأكثر حضورا في شعر الغزل الأندلسي، حيث عباس بن الأحنف قد ترجم أحاسيسه الوجدانية التي ضمنها مشاعره الذاتية والفردية لحبيبته، وكذلك ملامح الحزن والأسى على البعاد أو البعد مما جعل قلبه يعاني من لوعة الحب التي جعلته يتفنن في البحث عن الوسيلة أو الوسائل التي تجعلها راضية عنه. يقول محمد اليزيدي:
أتيتُك عَائِذاً بك منــــــ | ـــــكَ لما ضَاقَت الحِيَلُ | |
وصَيَّرَنِي هَواك وَبِي | لـــحِينِي يَضْرب الـمثَلُ | |
وإنْ قتَلَ الهَوَى رَجُلاً | فإني ذَلِكَ الرَّجُلُ[19] |
وهنا نجد أن سفينة الصورة في الشعر الوجداني قد أبحرت في روحه العفيفة الطاهرة التي لم يملك سلطانا عليها، فضاقت به السبل ، وضربت به الأمثال من شدة وجده بها وحبه لها، فلم يستطع السيطرة على عاطفته التي تتسامى ووجدانه، فكان بذلك مصابه جلل. وقد كتب المهدي إلى الخَيزُران وهو بمكة:
نَحْنُ فِي أفضَل السرور ولَكنْ | ليْسَ إلاَّ بكمْ يتمُّ السّرورُ | |
عيبُ ما نحنُ فيهِ يا أَهْلَ وُدِّي | أنكم غبتُم ونحن حضُور | |
فأجدّوا المسيرَ بل إن قدرتُمْ | أن تطيروا مع الرياحِ فطيرُوا |
فأجابته:
قَدْ أتَانَا الذِي وَصفتَ من الشَّوْ | ق فكدنا وَمَا فَعَلْنَا نَطِيرُ | |
ليت أنّ الرياحَ كن يؤدِّيـــــــ | نَ إليكم ما قد يجنُّ الضميرُ | |
لم أزل صَبَّةً فإن كنت بعدي | في سُرورٍ فدام ذَاك السرورُ[20] |
ففي هذه الأبيات يصور الشاعر في رقة ولطف، وبلغة بسيطة توهج الحب في أعماقه، وتأجج أوار الشوق في قلبه الذي جعله مسكنا آمنا ودائما لمحبوبته وهو في مكة، فناشدها أن تشد إليه رحال المنى وتطير مع الرياح، فما كان إلا أن وصلها شوقه وتمنت أن تحملها وفود الآمال والرياح إليه.فهذه التجربة أو بالأحرى الصورة الشعرية تدل على عظمة المرأة واجتهادها و مكانتها العلمية والأدبية في المجالس رغم الظروف التي عاشتها وتعايشت معها. والعفة في حبها ووجدها بالمحبوب رغم الحرمان وصعب النوال. و التيه في غياهب الشوق والحنين، وهذا ما سنلمسه في قول علي بن العباس الرومي:
وحديثُها السِّحْرُ الحَلاَلُ لو أنّه | لم يَجْنِ قتلَ المسْلِم المتحرِّزِ | |
إن طَالَ لمْ يُمْلَلْ وإنْ هي أوجَزَتْ | ودّ المحدِّث أنها لم تُوجِزِ | |
شَرَكُ العقول ونُهْزَةٌ[21] ما مِثْلُها | للمطمئن وعُقلة المستوفز[22] |
نحد الشاعر هنا غير خطابه من الشوق والحنين إلى ملمح آخر وتأثير آخر لصورة المرأة في المجالس وهو سحر حديثها ولغتها الذي لم يمل منهما الشاعر، فقد تمنى أن يطول كلامها العذب الذي سلب العقول وسلب بن العباس الرومي، فهنا نجد تأثير المرأة وفاعليتها التي مكنتها في احتلال مكانة ترضاها، ولطالما ناشدتها في المجتمع الأندلسي وفي مجالسه الأدبية، وهذا هو الملمح الوحيد الذي يجعلها تحترم من طرف الرجل الأندلسي وتقدر تقديرا.
_ الصورة الحسية للمرأة الحبيبة:
يبدو أن إعجاب الشاعر وحبه للمرأة الأندلسية لم يقتصر على الشعر الوجداني العذري، وإنما نزع نزعة إنسانية نمطية أخرى تتمثل بالإعجاب بالجسد الأنثوي، والتغني بتقاطيعه ومفاتنه، وتلك النظرة الكلاسيكية المبهمة التي كان الشاعر يضفيها على المرأة مثل صفاة الغزال والمهاة و الظباء،… فكان يعطي صورة للمرأة في شعره مأخوذا بمقاييس جمالية معينة حيث دائما نراها (المرأة) “ذات العيون النرجسية، والخدود الوردية، والشفاه العسلية، والأسنان الأقحوانية، والشعر الليلي، والصدر الناهد، والقد النحيل، والردف الثقيل، والقامة الرشيقة، وما أشبه من أوصاف درج عليها الشعراء وتناقلوها جيلا بعد جيل”.[23] الشيء الذي حذا بالنقاد إلى محاولة فك مغالق هذه القضية في الشعر العربي عامة، وهي المحاولات التي انتهت بإثقال كاهل المرأة بالرموز على حساب شخصها جسدا وروحا، فأصبحت عبارة عن تجليات لرموز دينية، ومخلفات عقدية عند بعضهم،[24] وحنينا إلى النعيم الزائل والملك البائد عند بعضهم الآخر،[25] وغير هذا وذاك عند باقي الدارسين.
وبالنسبة للشعر الأندلسي، فإن غرسية غومس، يرى أن الوضع الخاص للمرأة في المجتمع الأندلسي كان سببا في قلة فهم الناس للجانب النفسي من حياتها وخصائصها، فلم يعد بعد المحبون منهم يستشعرون من جمالها إلا الحسي الملموس، أي الصورة البدائية، فاندفعوا في الإعجاب بها اندفاعا عنيفا لا يرد.[26]
بيد أن هذا الإعجاب بالجسد الأنثوي، والتغني بتقاطيعه ومفاتنه، لم يكن حكرا على الشاعر الأندلسي، الذي ورث-فيما ورث عن الشاعر العربي- هذا الغزل المسمى حسيا، والذي ارتسمت معالمه وحدوده و ترسخت تقاليده وأعرافه، منذ البدايات المبكرة للشعر العربي، فرغم غنى الديوان الشعري الأندلسي بقصائد الغزل، فنحن مضطرون يقول هنري بيرس، للإعتراف بأن جانبا مما كان يتردد في الشعر، أكبر مما كان يجري في الواقع فعلا، ولهذا تكثر الذكريات الكلاسيكية المبهمة، صفات الغزال والمهاة، والظباء والبقر الوحش الحسية، وأخذت مكانا هاما.[27]في الصورة الحسية للمرأة في شعر الغزل بالأندلس، يقول أبو القاسم محمد بن نصير الكاتب راسما صورة المرأة مشكلة من فسيفساء لا يعدم الدارس تواجدا لكثير من أجزائها في هذه القصيدة الشعرية التي تعتبر أحسن ما قيل في عموم وصف المرأة:
لَثَاتُك يَاقُوتٌ وثغْرُكَ لُؤلؤ | وريقُكَ شهدٌ والنَّسِيمُ عَبيرُ | |
ومن وَرَقِ الوَرْدِ الجنيِّ مُقْبِلٌ | تَرَشُّفُهُ عِنْدَ المَمَاتِ نشُورُ | |
وخدُّكَ وردُ الرَّوضِ والصّدغ عَقْربٌ | وطرْفكَ سحرٌ والمجسُّ حريرُ | |
وحَاجبُك المَقْرُون نونا صُفِّفَا | وقد لاح سَوْسَانٌ عليه نضِيرُ | |
وشعرُكَ ليلٌ فاحمُ اللونِ حالكٌ | ووجْهكَ بدرٌ تحت ذاكَ مُنيرُ | |
وأنفُك من دُرٍّ مذَابٍ مركّبٌ | وجيدُك جيدُ الظّبْيِ وهو غريرُ | |
وصدرُك عاجٌ أبيضُ اللون مشرِقٌ | ورُمَّانُ كافورٍ عليه صغِيرُ | |
ومن فضةٍ بيضاءَ كَفّاك صِيغَتَا | ولكن بمحمِّر العَقِيق تشيرُ | |
وقدُّك غصنٌ حين هبَّت به الصَّبَا | وردْفُكَ دعصٌ للرمال وثيرُ | |
وتخطو على أنبوبتين حَكَاهما | من النخل جُمَّارٌ يجذُّ قشير | |
وتحتهما مشطان رَخْصَانِ دَلَّها | عُقُولَ ذوى الألْبَابِ حينَ تدورُ | |
ودَلُّكَ سحرٌ يَخْتَلِسُ العقل فاتنٌ | ولفظُك دُرٌّ إن نطقت نثيرُ | |
فمالك في الدُّنيا من الناسِ مُشْبهٌ | ولاَلَكَ في حُور الجنان نظيرُ[28] |
فالشاعر هنا وظف كل معاني الفتنة والجمال في الجسد الأنثوي لتشكيل صورة المرأة، وذلك لإثارة المتلقي، فبدت هذه الصورة متعددة حيث وقف على كل جزئياتها، وتمثيلها بعناصر الطبيعة، فجعلها منسجمة ومتلاحقة الأبعاد، وذلك لرسم مثاله الأنثوي، الذي كان منتظما ومتناسقا بما يكفي لتشكيل صورة كلية متناغمة الأجزاء ومتكاملة العناصر، حيث وصف سبعة عشر جزءا من جسد المرأة ( ثغرك- ريقك- خذك- الصدغ- طرف- المجس- الحاجب- شعر- الوجه- أنفك- جيدك- صدرك- بياض الكف- قدك- ردفك- الرق- اللفظ)، في صورة مثالية ومتكاملة.
وإذا كان الخيال قد ذهب بالشاعر مذهبا بعيدا وهو يداعب ريشته لرسم تفاصيل المرأة بكل دقة وانسجام، فإنه كذلك بكى بكل حرقة على البعاد فقال الشاعر:
بَكَتْ عَينِي غَدَاةَ البَيْنِ حُزْناً | والأُخرَى بالبُكَا بَخِلَتْ عَلَيْنَا | |
فَجَازيْتُ التي جَادَتْ بِدَمعٍ | بأَنْ أقْرَرْتهَا بالوصْلِ عَيْنَا | |
وَجَازيْتُ التِي بَخِلتْ بِدَمعٍ | بأن غَمَّضْتُها يَوْمَ التَقَيْنَـــــــا[29] |
وهنا يصور لنا الشاعر هول الفراق وشدته ،حيث أن عينه جادت بالدمع والأخرى تمنعت وأبت وبخلت فما كان منه إلا أن أغمضها عند اللقاء جزاء لتمنعها. وقال الحبيب:
مَا اليومُ أَوَّلَ تَوْدِيعِي ولاَ الثَّاني | البينُ أكْثَرَ مِنْ شَوْقِي وأحزانِي | |
حَسْبُ الفِرَاقَ بأَنَّ الدَّهرَ سَاعدَهُ | فَصَارَ أمْلَكَ منْ روحِي بِجُثْمَانِي | |
ومَا أَظُنُّ النَّوَى يَرْضَى بِمَا صَنَعَتْ | حَتَّى تُشَافِهُ بِي أَقْصَى خُرَاسَانِ[30] |
فالشاعر هنا يبث زفراته الملتاعة ويشكو من البين والفراق لأنه أكثر هولا من حر الأشواق والأحزان، فظن أن الدهر كفيل بأن ينسيه هذا الوجد، إلا أنه لم يجدي نفعا، فكان أكبر من أفق انتظاره. وهنا سأدرج مثالا آخرا للمرأة الذي يبين الصورة التي من أجلها وصفت. دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان، فقال: يا شعبي! بلغني أنه اختصم إليك رجل و امرأته، فقضيت للمرأة على زوجها، فقال فيك شعرا،فأخبرني بقصتهما وأنشدني الشعر إن كنت سمعته. فقال: يا أمير المؤمنين! لا تسألني عن ذلك. فقال: عزمت عليك لتخبرني. قال: نعم ، اختصمت إليّ امرأةٌ وبعلُها، فقضيت للمرأة إذ توجه لها القضاء، فقام الرجل وهو يقول:
فُتِن الشّعبيُّ لما | رَفَعَ الطَّرْفَ إليها! | |
بفتاةٍ حين قامتْ | ورفعتْ مأْكَمَتَيْهَا | |
ومشت مشياً رُويْداً | ثم هزّت مِنْكبَيْها | |
فتنتهُ بقـــــــــوامٍ | وبخطَّيْ حاجِبَيْهـــــا | |
وبنانٍ كالمدَاري | واسْودادِ مُقْلَتَيْها | |
قال للجِلْوَازِ قَرّبْــــ | ــها وأحْضِر شاهديها | |
فقضى جورا علينا | ثم لم يَقْضِ عَلَيها | |
كيف لو أبْصر منها | نحرَها أو ساعِدَيْهَا | |
لصَبَا حتى تَرَاهُ | سَاجداً بين يَدَيْها | |
بنت عيسى بن حرادٍ | ظُلِمَ الخصمُ لَدَيْهَا |
قال عبد الملك: فما صنعت يا شعبي؟ قال: أوجعتُ ظهره حين جوّرني في شعره.[31] هنا نرى حالة أخرى أو بالمعنى الأصح صورة للمرأة في المجالس الأدبية و التي يطرحها كتاب “بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس”، ولكن في قالب شعري محمل بمعاني الأنوثة ودلالات الجمال والحسن، والتأنق اللفظي في الشعر الأندلسي، وهذا وإن ذل على شيء فإنما يدل على المستوى الثقافي الرفيع الذي وصل إليه المجتمع الأندلسي ، فإذا كان رجل من عامة الشعب قال هذا الشعر في وصف المرأة بصورة دينامية منقوشة، فصور حركتها( مشيتها) ومواطن الفتنة فيها، فما بالك بشعرائها وعلمائها.
_صورة الزوجة:
عرفت الزوجة حضورا متميزا في الشعر الأندلسي الذي قل نظيره في ديوان الشعر العربي عموما، وهذا ما يدل على انفتاح الشاعر الأندلسي على محيطه الأسري، خاصة حينما تضيق في وجهه السبل، فصورة الزوجة لا تتوهج في الشعر الأندلسي إلا حين يغيب شخصها عن ناظر الشاعر، فيحرم لذة وصالها، ويفقد نعمة السكون إليها. ويمكن أن نسجل أيضا أن حضور الزوجة في في الشعر الأندلسي لم يكن بنفس المستوى والمواصفات دائما، وأن صورتها قد ابتعدت عن النمطية والتناسخ، إذ أن المواقف قد تباينت في الحياة الأسرية الأندلسية واختلفت الأقوال والآراء في الزواج والزوجات على السواء، فكانت النظرة المتعففة التي تحرص على الحياة الزوجية وتقديس الزواج، وتؤكد على حسن الإختيار، وتنظر إلى الزوجات نظرة الإحترام والود، في حين نجد الجانب الصاخب العابث من المجتمع، يرى الزواج عبئا ثقيلا وهما مستديما.[32] وقد كان اختلاف الآراء في الزواج، وتباين المواقف من الزوجات سببا في غنة صورة الزوجة في الشعر الأندلسي، وتنوعها وانفتاحها على أكثر من رؤية.
وهنا نجد ابن عبد البر يعطينا صورة أخرى في بهجته قد استقاها من مجالسه العلمية فاستشهد بقصة دارت أحداثها في عهد الحجاج إذ: دخل أعرابي على الحجاج فسمعه يقول:لا تكْمُلُ النعمة على المرء حتى ينكحَ أربعَ نسوة يجتمعن عنده، فانصرف الأعرابي فباع متاعَ بيته، وتزوج أربع نسوة، فلم توافقه منهن واحدة، خرجتْ حمقاءَ رَعْناء، والثانية متبرّجة، والثالثة فارك أوقال فَرُوك، والرابعة مذكَّرة، فدخل على الحجاج فقال: أصلح الله الأمير، سمعتُ منك كلاما أردتُ أن تتم لي به قرَّةُ عَيْن، فبعت جميعَ ما أملك، حتى تزوجتُ أربعَ نسوةٍ ،فلم توافقني منهنّ واحدة، وقد قُلت فيهن شعراً، فاسمعْ مني، قال: قُلْ. فقال:
تَزوجتُ أبغى قُرَّةَ العَيْنِ أربَعا | فياليتَ أنّى لَم أكُن أتزوَّجُ | |
ويَا لَيْتَنِي أَعْمَى أصمُّ ولم أَكُنْ | تزوجتُ بل يا ليت أنى مُخَدَّجُ | |
فَوَاحدةٌ مَا تعرفُ اللهَ ربَّهــــــــا | ولا ما التُّقَى تدري وَلا ما التَّحرُّجُ | |
وثانيةٌ مَا إن تقرَّ ببيتها | مذكّرة مشهـــــــورة تتبرَّجُ | |
وثالثة حمقاءُ رَعْنَا سخيفةٌ | فكل الذي تأتي من الأمر أعوجُ | |
ورابعةٌ مفروكةٌ ذاتُ شِرَّةٍ | فليستْ بها نفسي مَدَى الدهر تُبْهَجُ | |
فهنَّ طلاقٌ كلُّهُن بوائِنُ | ثلاثاً ثلاثاً فاشهدُوا لا تلجلجوا |
فضحك الحجَّاج حتى كاد يسقط من سريره، ثم قال له: كم مُهورهنّ؟ قال: أربعة آلاف درهم. فأمر له بثمانية آلاف دِرهم.[33]
ومن خلال هذه الأبيات تتجلى صورة أخرى مختلفة تماما مما سبق ذكره عن وضعية المرأة ومكانتها عند العرب، في قالب هزلي جميل، حيث عبر الشاعر عن حالته المأساوية من جراء نكاحه أربع زوجات حتى تقر عينه بالجمال والمحبة والحسن، إلا أنه صدم بخلاف ذلك مما جعله يطلقهن طلاقا بائنا لا رجعة فيه.
_خصوصية اللغة في صورة المرأة:
إذا كانت اللغة الشعرية غير مستقلة عن التجربة وعن المبدع معا، فإنها تظل نتاج شروط ثقافية وبيئية ونفسية، أي أنها تخضع لشروط إنتاجها، خاصة في التجارب التي توفرت فيها شروط الإبداع وانبثقت من معاناة الشاعر، إذ ليس غريبا على شعراء الأندلس أن ينساقوا وراء الإيقاعات الجمالية التي يتحقق من خلالها التماثل مع محيطهم الطبيعي، وحرصه على تحلية قصائده مما يدل على إيمانه بقدرة النسيج الموسيقي على التعبير عن عواطفه ومشاعره، وقدرته على إثارة المتلقي وشد إهتمامه وتفاعله مع عالم القصيدة.
وإذا ما تناولنا اللغة في التجربة الشعرية الأندلسية، فإننا نجدها ذات انتماء صريح وعلني لبيئتها الطبيعية والحضارية، فاللغة في الشعر الأندلسي قد عكست بكثير من الدقة والشفافية نفسية منتجها وثقافته، ودلت على البيئة التي احتضنته، وقد تلمس الكثير من النقاد تداخل الطبيعة مع أغراض الشعر الأندلسي وموضوعاته المختلفة، فإن هذا التداخل قد تم بواسطة اللغة التي نحتت في كثير من التجارب من معجم الطبيعة، حية أو جامدة، هذه الطبيعة التي تمت أنسنتها في كثير من التجارب التي امتزجت فيها الأصوات وتداخلت فيها الرموز.
وإجمالا نقول إن ما وصلنا من الشعر الأندلسي لا يعبر بأمانة عن صورة المرأة و مكانتها ودورها في المجتمع، وهي مكانة متميزة ومتمايزة، من مجلس إلى آخر، إذ أن دور المرأة لم يقتصر على تقديم وجبة الجسد دائما، ولكنه امتد ليغني الساحة الأدبية والفكرية وأحيانا السياسية بالأندلس.لهذا فإن ابن عبد البر استودع في بهجته زمرة من خيرة الأشعار التي تعبر عن صورة المرأة ومكانتها في المجالس الأدبية .
عود على بدء:
خلاصة القول فالمرأة الأندلسية ساهمت بشكل كبير في تأسيس ونشر المجالس الأدبية الخاصة في الشعر والغناء والطرب ولعل مجلس الشاعرة ولادة بنت المستكفي نموذج مهم يبين شعر المجالس الأدبية، سواء في مستواها المتخيل أو في مستواها الواقعي المباشر، حيث نجدها منتزعة من الواقع الأندلسي مجالسه، ومقتطعة وفق شروطه التاريخية، ومعطياته الحضارية والثقافية والبيئية، ولهذا فقد كان الشاعر هو المنتج المباشر لصورة المرأة في الشعر الأندلسي. فكان بذلك خطابه الشعري هو الحقل المنتج لصورة المرأة وكيفية التعبير عنها، وطرق تجسيمها. فشكل بذلك شعر الغزل القسم الأكبر من ديوانه الشعري لأنه يجسد لنا صورة المرأة في المجالس الأدبية الأندلسية أو بالأحرى يعد ترجمانا للمشاعر الذاتية والفردية التي قد تتخذ شكل سلوك عام ونزوع إنساني، فتتوحد صورة المرأة الحبيبة لذلك، وتتقارب ملامحها في كل التجارب والنصوص.
وداخل هذا الائتلاف والتوحد ، فقد تباينت صورة المرأة الحبيبة في هذا اللون الشعري الذي تغنى بجمال المرأة الحسي، ومجد صفاتها النفسية في نفس الآن، فإلى جانب الأوصاف التي يحتل فيها ما هو حسي مساحة واسعة، نجد مقطوعات أخرى نلحظ خلالها إجلالا حقيقيا للمرأة.
المصادر والمراجع:
– الأغاني، لأبي فرج الأصفهاني، المجلد السادس عشر – الدار التونسية للنشر – طبعة 1983.
– الشعر في عهد المرابطين والموحدين بالأندلس،محمد مجيد السعيد، دار العربية للموسوعات، بيروت، الطبعة 2، 1985.
– الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري، علي البطل، دار الأندلس، بيروت، الطبعة الثالثة، 1983.
– الغربة والحنين في الشعر الأندلسي، فاطمة طحطح، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، الطبعة الأولى، 1991.
– مجالس شعراء العرب من العصر الجاهلي إلى القرن الثالث عشر الهجري، تأليف محمد المصري، دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1418 هـ. 1998م.
-إشبيلية في القرن الخامس الهجري، للدكتور صلاح الدين خالص،طبعة الثقاقة 1965 ،بيروت.
-الشعر الأندلسي بحث في تطوره وخصائصه، غرسية غومس، ترجمة حسين مؤنس، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثانية، 1956.
-الشعر الأندلسي في عصر الطوائف، هنري بريس، ترجمة الطاهر أحمد مكي، دار المعارف مصر،1988.
-الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، تأليف أبي القاسم خلف بن عبد الملك المعروف بابن بشكوال(494-578)، عنى بنشره السيد عزت العطار الحسيني، الجزء الثاني، الطبعة الثانية 1414-1994م، الطبعة الأولى 1374-1955 ، مكتبة الناجي بالقاهرة .
-المغرب في حلى المغرب، لابن سعيد المغربي، حققه الدكتور، شوقي ضيف، الطبعة الثانية، دار بمصر ( د – ت )
-الواقعي َوالمتخيل في الرحلة الأوروبية إلى المغرب، عبد النبي ذاكر، منشورات جامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الانسانية، أكادير، 1997
-بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، تأليف الضبي أحمد بن يحي بن أحمد بن عمرة المتوفى سنة 599 هـ، دار الكاتب العربي، 1967.
-بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس ،تأليف الإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي 368-364 هـ، تحقيق محمد مرسي الخولي، دار الكتب العلمية بيروت -لبنان (دت).
-جدوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس وأسماء رواة الحديث، وأهل الفقه، والأدب وذوي النباهة والشعر، تأليف ابن عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله الحميدي المتوفى سنة 488 هـ، كتب مقدمته صاحب الفضيلة الشيخ: محمد زاهد بن الحسن الكوثري، قام بتصحيحه وتحقيقه الأستاذ محمد تاويت الطنجي، مكتبة الثقافة الإسلامية ( د- ت ).
-نفع الطيب في غصن الأندلس الرطيب، تأليف الشيخ أحمد بن المقري التلمساني، حققه الدكتور إحسان عباس، المجلد الأول، دار صادر بيروت، الطبعة الأولى 1968 – طبعة جديدة 1997 .
1- الواقعي والمتخيل في الرحلة الأوروبية إلى المغرب، عبد النبي ذاكر، منشورات جامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الانسانية، أكادير،1997.ص 20.
2- ولد أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري في قرطبة، سنة ثمان وستين وثلاث مائة في ربيع الآخر, وافته المنية بشاطبة ليلة الجمعة، سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة عن خمس وتسعين سنة وخمسة أيام، رحمه الله.أنظر ترجمته جذوة المقتبس، ص 344. بغية الملتمس، ص 474
[3] – الأغاني، لأبي فرج الأصفهاني، المجلد السادس عشر – الدار التونسية للنشر – طبعة 1983 – مجلد 16 ص94.
[4] – نفس المصدر، مجلد 16 ص94.
[5]– مجالس شعراء العرب من العصر الجاهلي إلى القرن الثالث عشر الهجري، تأليف محمد المصري، دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1418 هـ. 1998م ص 316.
[6] -الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، تأليف أبي القاسم خلف بن عبد الملك المعروف بابن بشكوال(494-578)، عنى بنشره السيد عزت العطار الحسيني، الجزء الثاني، الطبعة الثانية 1414-1994م، الطبعة الأولى 1374-1955 ، مكتبة الناجي بالقاهرة ص 653 .
[7] – الصلة، ج1، ص 696- بغية الملتمس، ص 529.
[8] -نفس المصدر، ص 653 -657 . الجذوة ، ص 388 .
[9] – الصلة، ج 2، ص 696.
[10] – المغرب في حلى المغرب، ج1، ص 143 .
[11] – نفس المصدر، ج2،ص 121.
[12] – نفس المصدر، ج2، ص 38.
[13] – نفح الطيب، ج 6، ص 20-21.
[14] – المغرب في حلى المغرب، ج1،ص 143.
[15] – نفح الطيب، المقري، ج 4، ص 283-286-290-295 .
[16] – العطبول: المرأة الفتية الطويلة العنق.
[17] – بهجة المجالس ،ج. 3/54 -55.
[18] – بهجة المجالس، ج 2، ص 819.
[19] – بهجة المجالس،ج 3، ص 830-831.
[20] – بهجة المجالس، ج 2، ص 821 .
[21] – النهزة: بمعنى الفرصة.
[22] – بهجة المجالس ،ج 3، ص 9 .
[23] – الشعر في عهد المرابطين والموحدين بالأندلس،محمد مجيد السعيد، دار العربية للموسوعات، بيروت، الطبعة 2، 1985، ص 145 .
– الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري، علي البطل، دار الأندلس، بيروت، الطبعة الثالثة، 1983، ص 55.[24]
– الغربة والحنين في الشعر الأندلسي، فاطمة طحطح، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، الطبعة الأولى، 1991،ص 280.[25]
-الشعر الأندلسي بحث في تطوره وخصائصه، غرسية غومس، ترجمة حسين مؤنس، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثانية، 1956، ص87. [26]
-الشعر الأندلسي في عصر الطوائف، هنري بريس، ترجمة الطاهر أحمد مكي، دار المعارف مصر،1988، ص 351. [27]
[28] – بهجة المجالس، ج 3، ص 16- 17 .
[29] – بهجة المجالس، ج 1، ص 247 .
[30] – بهجة المجالس، ج 1 ،ص 251 .
[31] – بهجة المجالس ،ج 3، ص 22- 23.
[33] – بهجة المجالس، ج 3، ص34-35.