
موسيقى التكرار الصوتيّ في سورة القيامة
الأستاذ المساعد الدكتورة، عزّة عدنان أحمد عزّت
قسم اللغة العربية، هيئة العلوم الإنسانية، جامعة زاخو، إقليم كوردستان العراق – العراق
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 42 الصفحة 77.
Abstract
Aim of the research، Arabs used to use the repetition technique, they try to attention of more care and much interest to an important things, and one of the repetition typed in the glorious Quran، the tool repetition, the word repletion, the interval repletion, the story repletion, the meaning and vocabulary repletion, and the only meaning repetition. And we try in this research to show the repletion importance in Al-Qeyama sura, and its fitting with the context that stating on the level of the sura, the verse or the word, that the repetition varies and Plurality in the sura to the extent that there is no verse out of a certain repetition fitting with the stating context, beginning with the (voices) and (phonetics) repeating, also the repeating of (meaning letters) and repeating the (words) in both nominal and verbal formula considering its structure, and ending with repeating many grammatical styles, as well as repeating the (sentences), and repeating the Quran interval.
The results: We noted the diversity and multiplicity of repetition beginning with (the voices) either whispering, loud, whistling, repeating or deflection. The repeating ratio of some voices didn’t Exceed (1%) as in the Arabic letters (Al-thaa), (Al-haa), (Al-khaa), (Al-zay), (Al-shen), (Al-sad), (Al-thad), (Al-taa), (al-thaa), and (Al-ghain), and some voices exceed more than (10%)as in (Al-Lam) and (Al-Alif) passing by repeating (the letters) as the negation and inhibition (La), (kalla), (Ala), (Ela), (An), (Inna), (Bal), (Thumma) and others. Then the repetition of the (word) in both nominal and verbal formula, with the basic letters or more letters, consonant and vowels, active voice and passive voice, the Indefinite and the identifier, defined by (AL) or defined by the addition to a Pronoun or to a name, the singular and the plural, the masculine and the feminine.
And with the deference of the grammatical time of the verbs, considering the equivalent existence which affected in this, we noticed the repeating of verbal formula in the past form, present form, and imperative form, the prfect and non-perfect tense, with its original letters or with more letters with all its types: more by doubling, more by doubling with the (multiplied Hamza), more by (Al-Taa) and the doubling, more by (Al-taa) and (Al-hamza).
As well as repeating the nominal vocabularies as (Yawma ethin), (Al-Qeyama), (Al-Insan), (Rab), (wjooh), and (Al-saq), and ending with repeating more (Grammatical methods) as (the swearing), (the present and late), (the negative), (the interrogative), (the if clause), (the conjunctions), (the passive voice), as well as the Quran interval or repeating (the sentence) as in the verse (Woe to you, and woe! Then woe to you, and woe!)
The most important recommendations: Renewal in studying the Linguistic methods and its system in a Comprehensive structural includ all the linguistic points of view, on condition that the linguistic laws rules it with logical links, for example the repetition place within the style of verbal emphasis grammatically, as well it describes to be a kind of the rhetorical Paronomasia, at the same time it enters as a voice bell in the music and rhythm area though the specifications of the voices and its way out, and the movement through the repetition of the phonetic clip type.
The key words: (repetition, phonetic, semantic, clip)
الملخص
هدف البحث:
جرت عادة العرب على استخدام أسلوب التكرار، محاولة منهم للتنبيه على مزيد عناية ووافر اهتمام بأمور مهمّة، ومن أنواع التكرار في القرآن الكريم: تكرار الأداة، وتكرار الكلمة، وتكرار الفاصلة، وتكرار القصة، وتكرار اللفظ والمعنى، وتكرار المعنى فقط، وقد حاولنا في البحث أن نبيِّن أهمية التكرار في سورة القيامة، ومناسبته للسياق الذي ورد فيه على مستوى السورة أو الآية، أو الكلمة، فقد بدا لنا تنوع التكرار في السورة وتعدده، حتى لا تكاد تخلو آية من تكرار معيّن يتناسب وسياق ما وردت فيه ابتداءً بتكرار (الأصوات) أو (المقاطع الصوتيّة)، مرورا بتكرار (حروف المعاني)، وتكرار (الكلمات) بصيغتيها: الاسميّة والفعليّة مع النظر ببنيتها، وانتهاء بتكرار العديد من (الأساليب النحويّة) فضلا عن تكرار (الجمل)، وتكرار (الفواصل القرآنيّة).
النتائج:
تنوّع التكرار وتعدّد بما يتناسب وسياق ما ورد فيه ابتداءً بالـ(الأصوات) وصفاتها من همس، واستعلاء، وصفير، وتكرار، وانحراف، فوجدنا من الأصوات ما لم يتجاوز تكراره نسبة (1%) كالثاء، والحاء، والخاء، والزاي، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والغين، ومنها ما تجاوز (10%) كاللام والألف، مرورا بتكرار الحروف (حروف المعاني) نحو: (لا) النافية، والناهية، و(كلّا)، و(على)، و(إلى)، و(أنْ)، و(إنَّ)، و(بل)، و(ثمّ)، وغيرها، ثمّ تكرار (الكلمة) بصيغتيها: الاسميّة والفعليّة، مجرّدة ومزيدة، صحيحة ومعتلّة، مبنيّة للمعلوم، ومبنيّة للمجهول، نكرة ومعرفة، معرَّفة بأل التعريف، ومعرَّفة بالإضافة إلى الضمير، أو بالإضافة إلى الاسم الظاهر، مفردة وجمعا، مذكَّرة ومؤنَّثة.
ومع اختلاف الزمن النحويّ للأفعال نظرا لوجود القرائن التي تؤثِّر في ذلك لاحظنا تكرار الصيغة الفعليّة في السورة زمنا وبنية فوردت بصيغة الفعل الماضي والمضارع، والأمر، الناقص، والتام، المجرّد، والمزيد بأنواعه: المزيد بالتضعيف، والمزيد بالتضعيف وهمزة التعدية، والمزيد بالتاء والتضعيف، والمزيد بالتاء والهمزة، فضلا عن تكرار العديد من (الصيغ الاسمية) كلفظة (يومئذ)، و(القيامة)، و(الإنسان)، و(رب)، و(وجوه)، و(الساق)، وانتهاء بتكرار العديد من (الأساليب النحويّة) كأسلوب (القسم)، و(التقديم والتأخير)، و(النفي)، و(الاستفهام)، و(الشرط)، و(العطف)، و(البناء للمجهول)، فضلا عن تكرار (الفاصلة القرآنيّة)، أو تكرار (الجملة) كما في قوله تعالى: (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى).
أهم التوصيات:
التجديد في دراسة الأساليب اللغوية وأنظمتها بهيكلية شاملة، تجمع كل زوايا وجهات النظر اللغوية، على أن تحكمها القوانين اللغوية بروابط منطقية، فالتكرار مثلا يقع ضمن أسلوب التوكيد اللفظي نحويا، وهو يدخل بوصفه نوعا من الجناس بلاغيا، كما يدخل – صوتيا- في الوقت نفسه مساحة الايقاع والموسيقى،جرساً من خلال صفات الأصوات ومخارجها، وحركةً من خلال تكرار نوع المقاطع الصوتية.
الكلمات الدالة: (تكرار، صوتي، دلالة، مقطع).
موسيقى التكرار الصوتيّ في سورة القيامة
تعالج سورة القيامة موضوع البعث والجزاء، وتركّز على القيامة وأهوالها، وحال الإنسان عند الاحتضار، وما يلقاه الكافر من المصاعب والمتاعب، كما تتحدّث عن أمرِ الله تعالى رسوَله أن لا يحرّك لسانه بالقران ويعجل به، لِتُختَمَ بإثبات الحشر، والمعاد بالأدلة والبراهين العقلية([1])، ويقال لها سورة (لا أقسم) وعدد آياتها أربعون آية([2])، وتسمّى بسورة القيامة؛ لوقوع القسم بيوم القيامة في أوّلها، وهو قَسَمٌ لم يُقسم به فيما نزل قبلها من السور، وعُدّت الحادية والثلاثين في عداد نزول سور القرآن، نزلت بعد سورة القارعة وقبل سورة الهمزة([3])، وهي تتألف من مقدمة وفقرتين.
أولا، مقدّمة السورة
تتعدد أنواع التكرار في القرآن الكريم، فمنه، تكرار الأداة، وتكرار الكلمة، وتكرار الفاصلة، وتكرار القصّة، وتكرار اللفظ والمعنى، وتكرار المعنى فقط([4])، ويختلف معنى التكرار عن معنى الإعادة؛ لأنّ التكرار يُطلق على إعادة الشيء مرّة، وعلى إعادته مرّات، أمّا الإعادة فتكون للمرّة الواحدة فقط، فقول القائل: أعاد فلان كذا، لا يفيد إلّا إعادته مرّة واحدة، وإذا قال: كرّر كذا، كان كلامه مبهما، لم يدرِ أعاده مرّتين أو مرّات، ولا يخلط بينهما إلا عاميّ لا يعرف الكلام([5]).
تنوّع التكرار في سورة القيامة وتعدّد حتى لا تكاد تخلو آية من تكرار معيّن يتناسب وسياق ما وردت فيه ابتداءً بالـ(الأصوات) وصفاتها من همس، واستعلاء، وصفير، وتكرار، وانحراف. من الأصوات ما لم يتجاوز تكرارها نسبة (1%) كالثاء، والحاء، والخاء، والزاي، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والغين، ومنها ما تجاوز (10%)([6]) كاللام والألف، مرورا بتكرار الحروف([7]) (حروف المعاني) نحو: (لا) النافية، و(لا) الناهية، و(كلّا)، و(على)، و(إلى)، و(أنْ)، و(إنَّ)، و(بل)، و(ثمّ)، وغيرها، ثمّ تكرار (الكلمة) بصيغتيها: الاسميّة والفعليّة، مجرّدة ومزيدة، صحيحة ومعتلّة، مبنيّة للمعلوم، ومبنيّة للمجهول، نكرة ومعرفة، معرَّفة بأل التعريف، ومعرَّفة بالإضافة إلى الضمير، أو بالإضافة إلى الاسم الظاهر، مفردة وجمعا، مذكَّرة ومؤنَّثة.
يلحظ مع اختلاف الزمن النحويّ للأفعال نظرا لوجود القرائن التي تؤثِّر في ذلك تكرارُ الصيغة الفعليّة في السورة بصيغة الفعل الماضي والمضارع، والأمر، الناقص، والتام، المجرّد، والمزيد بأنواعه: المزيد بالتضعيف، والمزيد بالتضعيف وهمزة التعدية، والمزيد بالتاء والتضعيف، والمزيد بالتاء والهمزة، فضلا عن تكرار الألفاظ الاسميّة كلفظة (يومئذ)، و(القيامة)، و(الإنسان)، و(رب)، و(وجوه)، و(الساق)، وانتهاء بتكرار العديد من (الأساليب النحويّة) كأسلوب (القسم)، و(التقديم والتأخير)، و(النفي)، و(الاستفهام)، و(الشرط)، و(العطف)، و(البناء للمجهول)، فضلا عن تكرار (الفاصلة القرآنيّة)، أو تكرار (الجملة) كما في قوله تعالى: (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى).
نَلحظ ابتداءً تكرار الفعل (أُقسم) المنفي بالأداة (لا) في مقدمة السورة ((لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ(1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ(2)) بأسلوب القسم، بتركيب غريب، يبدو كأنّه ينفي القسم، وقد اختلف الدارسون في توجيهه تركيبا، وقراءة، ودلالة، فمنهم من قال إنَّ (لا) في قوله تعالى: (لا أقسم) صلة، وقرأ بعضهم (لأقسم) على أنَّ (اللام) للابتداء، ومنهم من ذهب إلى أنَّ (لا) نافية، القصد منها تأكيد القسم عن طريق النفي، أي: ان الله تعالى ليس في حاجة إلى القسم، ونفي الحاجة إلى القسم تأكيدٌ له، فمن مألوف استعمالنا أنْ نقول: لا أوصيك بفلان، تأكيداً للوصية كما نقول: بغير يمين، تأكيداً لـلثقة التي لا تحتاج معهـا إلى يمين([8])، ولاسيّما أن القسم قد تكرّر مسبوقا بـ(لا) في ستّة آيات أخرى:((فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ(76) الواقعة))، و((فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ(39) الحاقة))، و((فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ(40) المعارج))، و((فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ(15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ(16) التكوير))، و((فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ(16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ(17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ(18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ(19) الانشقاق)).
أمّا صوتيّا فيبدو لنا انسجام المقطع الصوتيّ مع دلالة حروف المعاني ومع السياق، فالقسم لم يبدأ بـ(لن) التي تفيد نفي المستقبل، وتتكوّن من مقطع صوتيّ مغلق (ص ح ص) لا يفيد الاستمرار كالمقطع الصوتيّ الذي تتكوّن منه (لا)، فهو مقطع صوتيّ مفتوح طويل (ص ح ح)، يتناسب ومعناها، فهو أكثر طولا صوتا وزمنا؛ لانتهائه بصائت هو الالف الممدود،ولأنّه ينفي الحاضر والمستقبل.
ويبدو لنا في تكرارُ (القاف) الانفجاريّ الشديد باللفظين (أقسم)، و(القيامة) ما يعزّز الشِّدَّةَ المقصودةَ، فالقسم قسم الهيّ صادق لا بشريّ قد يحتمل الصدق أو الكذب، ويتناغم مع تلك الشِّدَّةَ تكرار (السين) الصفيريّ في اللفظين: (اقسم) و(النفس) الذي يُسمعنا بصفيره أصوات القيامة الخارجيّة، وأصوات النفس اللوّامة الداخليّة.
أقسم | (ق) + (س) | القيامة | ق | أقسم | (ق) + (س) | النفس | س |
يُلفت نظرنا غرابة التكرار في السورة من خلال النظر في تكرار أسلوب القسم الذي لم يرد بهذا الشكل إلّا في هذه السورة، فضلا عن تسميتها بسورة (لا أقسم)([9]) إذ لا نرى للراء التكراريّ من أثر في مقدّمة السورة، في الآيتين اللتين تكرّر فيهما القسم، في مقابل تكرار صفات بعض الأصوات بشكل متغاير، وقد أوضحنا ذلك في الجدول الآتي مع ملاحظة أننا نقصد بالنسبة الجزئية: نسبة صفات الأصوات في مجموعات معينة من الآيات باعتماد مجموع أصوات تلك المجموعة فقط، ونقصد بالنسبة الكلية: نسبة صفات الأصوات في آيات السورة كلّها باعتماد مجموع أصوات السورة كلّها.
المقدمة | مجموع الأصوات | نسبة الهمس | نسبة الاستعلاء | نسبة الشدة | نسبة الصفير | نسبة التكرار | نسبة الانحراف |
1 | 16 | 6.3 | 12.5 | 25 | 6.25 | 0 | 12.5 |
2 | 19 | 15.8 | 5.26 | 15.8 | 10.53 | 0 | 15.79 |
النسبة الجزئية | 35 | 11.4 | 8.57 | 20 | 8.57 | 0 | 14.29 |
النسبة الكلية | 699 | 0.57 | 0.43 | 1 | 0.43 | 0 | 0.72 |
إنَّ إنعام النظر في النسب المذكورة في الجدول ارتفاعا، وانخفاضا، وربطها بدلالات الآيات التي وردت فيها يرينا أنَّ المقدمة – التي أقسم فيها الله قسما وكرَّره – قد خلت من صفة التكرار في مقابل حصولها أعلى نسبة كلية لصفة الصفير([10])، وعلى ثاني أعلى نسبة لصفتي: الانحراف([11])، والاستعلاء([12])، فكأنَّ في ذلك ما يرسم قوَّة الانتباه للقسم في أسلوب القسم مرتين: الأولى في استعمال (لا) قبل فعل القسم، والثانية بتكراره في الآية نفسها، وهذا مالم يتكرّر في القران الكريم كلّه، فاختلفت بهذا عن جميع ما ورد من آيات القسم. فالقسم من الله، الخالق المعبود، يسمعه الكل، أمّا صفة الانحراف التي وردت بالمرتبة الثانية (بعد أعلى نسبة حصلت عليها المجموعة الرابعة) فكأنّنا نراه يركّز على غرابة أسلوب القسم الموصوف آنفا، من خلال عدوله عن أسلوبه المتبع بعدم وجود أداة النفي(لا) قبله.
ثانيا، فقرتا السورة ومجموعاتها
إذا ما انتقلنا إلى فقرتي السورة فنلحظ فضلا عن ارتفاع نسبة الأصوات الشديدة في الفقرتين: الأولى والثانية قياسا بالمقدمة؛ لما فيهما من تقريع، وتبكيت للإنسان، ولاسيّما الفقرة الأولى، ففيها ذكر للأفعال التي فعلها الإنسان، بتجاوزها نسبة 23، و24، ومن بعد نلحظ ارتفاع نسبة الهمس في الفقرة الثانية متناسبة مع وصف الإنسان أوّل خلقه، وضعفه، واللطيف في مقابل هذا أنْ نلحظ انخفاض نسبة الاستعلاء، والانحراف، والتكرار إلى أقصى درجاتها؛ لتتناغم وهذه الدلالات، والجدول الآتي يوضح نسب تكرار صفات الأصوات في فقرتي السورة:
الفقرة الأولى (3-35) | همس | استعلاء | شدة | صفير | تكرار | انحراف |
13.9 | 6.75 | 24.5 | 4.38 | 5.84 | 11.5 | |
الفقرة الثانية (36-40) | 20.5 | 4.46 | 23.2 | 6.25 | 2.68 | 8.93 |
ثالثا، آيات المجموعة الأولى (3-15) من الفقرة الأولى
تبدأ الفقرة الأولى التي تتكوّن من أربع مجموعات بالآية الثالثة التي تتحدّث عن البعث بنبرة التحدّي، وقد ابتدأت المجموعة فيها بقوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ) بهمزة للاستفهام التي تكرّرت مع الفعل (يحسب) في أوّل الفقرة الثانية أيضا؛ لإنكار الواقع، واستقباحه، والتوبيخ عليه، وتناغم استخدام الحسبان مع السياق، فأصل الحسبان من الحساب([13])، والفعل يحسب ليس مطابقا للظن تماما، فقولك: (تحسبهم جميعا) إنما يكون بعد مراقبة أحوالهم، بخلاف قولك (أظنهم)([14])، وتأسيسا على ذلك تُرْسَمُ أمامنا بوضوح صورةُ الإنسان وهو يجري حساباته المنطقية، وينظر فيها، ليتوصّل إلى استحالة النشور والحياة بعد الموت، فذلك ممّا لا يقدر عليه بشر، فيُنْكِرُ ذلك، لِيردَّ سبحانه تعالى عليه مصححا منطقه الذي لابدَّ أن يُلغى حين يتعلق الأمر بخالقه بقوله: (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) ثم يكرّر ذلك في آخر السورة بأسلوب استفهامي مختلف، تبدو فيه الكثير من الدلالات التقريرية بقوله: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى).
أمّا صوتيّا فيبدو لنا في استخدام (لن) التي تتكوّن من مقطع صوتيّ مغلق ما يتَّسق مع الشدة، والقوة الالهية، فنستشعر ما ينسجم وسياق الحديث عن جمع العظام في اندماجها مع (أنْ)، بصياغة تركيب صوتيّ جديد هو (ألَّن) بدل غيره من التراكيب نحو (أننا لن نجمع عظامه) لنقف أمام صورة صوتية ترسم جمع العظام من خلال جمع الأصوات وكتابتها مدمجة بشكل غريب.
جاء بعد ذلك الردّ الإلهي ((بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ(4)) بحرف الجواب (بلى) المختص بالنفي وإبطاله([15])، فهو حرف إيجاب لما تقدّم من النفي، وهذه الآية تتناسب مع ما ورد في آخر السورة من قوله تعالى: (فَخَلَقَ فَسَوَّى) إلّا أنَّ هذه تسوية مخصوصة بالبنان وتلك تسوية عامة، وكلّ آية موضوعة في مكانها المناسب فآية (نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) مرتبطة بقوله: (نَجْمَعَ عِظَامَهُ) لإنَّ البنان عظام، ناسبه أن يكون بجنب (نَجْمَعَ عِظَامَهُ)، أمّا الآية الأخرى (فَخَلَقَ فَسَوَّى) فهي مرتبطة بالخلق العام للإنسان، يناسبها ذلك الإطلاق والعموم([16]).
أمّا صوتيّا فيلفت النظر انسجام دلالة كلّ ما ذكر آنفا من استخدام (بلى)، واسم الفاعل (قادرين) بدل الفعل، وحرف الجر (على) المفيد للاستعلاء، فكثرة تكرار المقاطع الصوتيّة المفتوحة التي حصدت أكثر من (80%) من نسبة المقاطع الصوتيّة في الآية تنسجم مع السياق (الدالّ) على الحركة وإعادة كل جزيئيّات الجسد كسابق عهدها، ولو ورد التركيب (بلْ نقْدر أنْ نسوي بنانه) لما كان هذا الانسجام اللغوي الرائع.
المقطع | نسبته | المقطع | نسبته | المقطع | نسبته | المقطع | المجموع |
ص ح | 50% | ص ح ح | 31.25 | ص ح ص | 18.75 | المجموع | 100% |
يبدو الإضراب في قوله تعالى: ((بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)) باستخدام (بل) المفيد للانتقال من غرض إلى غرض آخر مع عدم إرادة إبطال الأول([17])، و(بل) التي تكرّرت في السورة ثلاث مرّات، كلّها في سياق الحديث عن الإنسان بمقطعها المغلق (ص ح ص) تعطي إحساسا بالشدة، والقوة لانتهائه بالصامت، يعزِّز ذلك أنَّها تتكوّن من الباء الانفجاريّ الشديد، و(اللام) المنحرف الذي لاحظنا تكراره في الآيتين خمس مرّات، لم يتغلب عليه إلّا صوت (الياء).
ويبدو التوكيد بتكرار لفظ (الإنسان) إظهارا في مقام الإضمـار؛ فالمقـام للتقريع، وللتعجب من ضـلاله([18])، ولاسيّما أنّ لفظ الإنسان غالبا ما اقترن في القرآن الكريم بصفات سلبيّة، وكأن أصوات اللفظة ترسم ذلك، فالهمزة المكسورة في أوّلها ترسم ضعفه، فقد خُلِقَ من ماء مهين، وتكرار (النون) المجهور مع امتداد صائت (الألف) و(السين) بصفيرها كأنّها لتذكيره وإسماعه نسيانه وجحوده، فهو ضعيف، يؤوس، ظلوم، كفار، خصيم مبين، عجول، قتور، موسوس، هلوع، مغرور، طاغ، كنود، خلق في كبد وهو أكثر شيء جدلا([19]).
أمّا استخدام الفعل (يفجر) بدل غيره من المترادفات فيكشف لنا بأصواته عن معناه المنسجم مع سياق التكرار، فنستشعر ذلك بالفاء الانتشاريّ المهموس، يليه (الجيم) الانفجاريّ المجهور، يزيد من انتشاره، وينتهي بالراء التكراريّ المجهور الذي يكرّر الانفجار والانتشار.
يتناغم مع ما سبق أنّ الأصل في حذف(أن) المضمرة بعد لام التعليل في قوله: (ليفجر) أنَّ فعل الإرادة متعدٍ بنفسه، غير أنّه جاء بـ(اللام) للدلالة على قوّة إرادة الفجور والشهوات عند الإنسان وشدّة الرغبة فيها([20])، واستخدم أداة الاستفهام (أيّان) للدلالة على شدّة الاستبعاد([21])، فهو مختصّ بالأمور الهائلة العظيمة، يختلف عن (متى) المختصّ بتصور حقيقة الزمان([22]).
أمّا في قوله تعالى: ((فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ(7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ(8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ(9)) فيلفت نظرنا تنوع دلالة تكرار الأفعال الزمني والصرفي والنحوي فالفعل الماضي:
- لم يدل على المضي، بل أفاد تأكيد الإخبار عن المستقبل؛ لما فيه من دلالة القطع والتأكيد بوقوع الحدث وحصوله، وإنّما يفعل ذلك إذا كان الفعل المستقبل من الأشياء العظيمة التي يستعظم وجودها([23]).
- لم يرد بصيغة صرفية واحدة، بل ورد بصيغ صرفيّة متنوّعة (فَعِلَ): بَرِق، و(فَعَلَ): خَسَف، و(فُعِلَ): جُمِع.
- (برق) يختلف معناه باختلاف حركاته الصرفيّة، فهو بفتح الراء: لمع وصار له بريق، وبكسر الراء: تحيَّر من الفزع([24])، وقد قرأ نافع بفتح الراء إلّا أن الجمهور قرأه بالكسر([25]).
- (خسف) يكون لازما، ويكون متعديا، تقول: خسف الـقمر ذهب نـوره، وخسف الله القمر: أذهب نـوره([26])، وقرئ (خُسِفَ) مبنيّا للمفعول([27]).
- (جُمع) لم تلحقه علامة التأنيث؛ لتقدّمه ولتأنيث الشمس مجازيّا ففي المؤنث المجازيّ يجوز الأمران: التذكير والتأنيث، والفعل (جُمِعَ) مبني للمجهول([28]).
وأمّا لفظة (يومئذ) في قوله تعالى: ((يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)) فقد تكرّرت في السورة ثماني مرّات، واستخدامها بدل (حينئذ) يتناسب واسم السورة (القيامة)؛ وذلك أنّ (حينئذ) ظرف زمان، متصرّف، مبهم، لا يدلّ على وقت بعينه، والنحاة إذا باعدوا بين الوقتين قالوا: حينئذ([29])، أمّا يوم القيامة فهو قريب، يثبت ذلك قوله تعالى: ((يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا(63) الأحزاب))، وقوله تعالى: ((إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا(40) النبأ)).
ابتدأ قوله تعالى: ((كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)) بحرف النفي (كلّا) الذي تكرّر في السورة ثلاث مرّات، وهو حرف يفيد الردع والزجر([30])، ولم يأت الجواب بقوله: (كلّا لا مفرّ) بل رُد عليهم بقوله: (كلّا لا وزر) وكأنَّ في لفظة (وزر) ما يستدعي للأذهان فورا قوله تعالى: ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى))([31]) التي تذكّرنا بأسباب الهلاك، فالوزر يأتي بمعنى الحمل الثـقيل([32])، كما تكرّر التركيب (إِلَى رَبِّكَ) مرّتين، فحقَّق التقديم غرضين مهمّين، الأوّل: غرض معنويّ، وهو إفادة معنى الاختصاص، والقصر، فليس ثمّة مستقرّ إلى سواه([33]) والثاني: غرض إيقاعيّ، يبدو في انتهاء الفاصلة بالراء في لفظة (المستقرّ)؛ لتتوافق إيقاعيّا مع ما سبقها من ألفاظ كـ(البصر، القمر، القمر، المفرّ، وزر) ومع ما لحقها (أخَّر).
أمّا ما يلفت النظر في قوله تعالى: ((يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)) فهو اشتمالها على أكثر الأصوات عددا في السورة فضلا عن وجود لفظيّ (الإنسان)، و(يومئذ) وقد تكرَّر كلّ منهما في السورة ستّ مرّات؛ ليشعرانا بمدى ارتباط مصير الإنسان بذلك اليوم الذي لا يُخَبَّرُ فيه بما قدّم من عمله وأخّر، بل يُنبّأ، فالنبأ خبرٌ ذو فائدة عظيمة، لا يكـون إلّا لـلإخبار بما لا يعلمه المخبر؛ ليحصل به علم أو غَلَبَة ظنّ ([34]).
وتُرسم صدمة الإنسان حين يُنَبَّأُ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ في قوله تعالى: ((بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15))، فقد ورد في الآية أكثر من لفظ تكرّر في السورة، أوّلها الحرف (بل) الذي تكرّر في السورة ثلاث مرّات، لم يفارق فيها الإنسان الذي تكرّر ست مرّات، معرّفا، يُقصد به جنس الإنسان([35]) الذي حَبَّ العاجلة، و كَفَرَ، وفَجَرَ، وألقى معاذيره وهو على نفسه بصيرة لا بصير، فهاء المبالغة تعطي دلالة تكامل العِلم والمعرفة بالشيء([36])، يتناسب معها استخدام اسم الجمع (معاذير)([37])، فضلا عن الفعل (ألقى) بدل (أعطى) الذي يرسم ابتذال قيمة المعاذير الكاذبة، وخفَّة وزنها على الرغم من كثرتها بوصفها اسم جمع فهي مرميّة مُلقاة لا مُعطاة.
رابعا، آيات المجموعة الثانية(16-19) من الفقرة الأولى
تبدأ هذه المجموعة بآيات تكرّر فيها لفظ (قرآنه) بصيغة صرفية قد يلمح فيها معنى (قراءته) في قوله تعالى: ((لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19))، فالخطاب فيها -بحسب ما ورد في أغلب التفاسير- موجّه للنبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أن لا يحرّك بالقرآن لسانه، فقد تكفّل الله سبحانه أن يجمعه في صدره، ويوضحه([38])؛ لقوله تعالى من سورة البينة: ((رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)) وقوله تعالى من سورة البروج: ((بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22))، ولذلك يرى بعض الدارسين أنَّ القرآن الكريم نزل صحفا نورانيّة، مطهَّرة، مرفوعة، مكرّمة، بأيدي سفرة، نُقِشَتْ على قلب الرسول عليه الصلاة و السلام، و أملاها لكتبة الوحى، فقد كُتِبَ القرآن بين يدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وإنْ كان مفرّقا، وأكَّد ذلك سبحانه تعالى بقوله: (إنّ علينا جمعه) وأكّده بتقديم الخبر (علينا) على الاسم، للاختصاص والحصر([39])، فالآية وعدٌ من الله تعالى لنبيّه بجمع القرآن، وتثبيته في صدره، وتقدّمُ الجار والمجرور يدلّ على اختصاصه، وحصره به دون غيره، فتثبيت النصوص في الصدور وحفظها بمجرد سماعها وعدم نسيانها على مرّ الزمان إنّما هو من فعل الله وحده([40]) يؤكّد ذلك قوله تعالى: ((سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) سورة الأعلى))؛ لأنّ (لا) في الآية نافية وليست ناهية، وهي بهذا أقوى دلالة؛ لأنَّ (لا) الناهية تُوكِلُ أمرَ عدم النسيان إلى الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) أمّا (لا) النافية فإنها تُوكِلُ أمر عدم النسيان إلى الله سبحانه وتعالى([41]).
لم يأتِ اختلاف كتابة بعض الألفاظ في النص القرآنيّ عبثا ككتابة (بسم) بدون ألف حينما نُسِبَتْ إلى لفظ الجلالة، وجاءت برسمها المعتاد (باسم) حين نُسِبَتْ إلى ربّك، وكُتِبَتْ (نشاء) برسمها المعتاد في جميع القران ما عدا مرّة واحدة برسم مختلف (نشؤا)، أمّا كلمة (تسطع) فوردت مرّة واحدة ناقصة حرف (ت)، وجاءت كلمة (جاءو)، و(باءو)، و(فاءو) بدون ألف، وجاءت كلمة (يعفو) مرّة واحدة بدون ألف، وكلمة (أيُّهَ) بدون ألف، وكلمة (لشأيءِ) بهذا الرسم المختلف، و(الصلوة)، و(الزكوة) بهذا الرسم وكلمات أخرى كثيرة برسم مختلف يلفت النظر إلى أنَّ هناك أمرا عظيما يجب تدبّره([42])، وقد رجَّح بعض الدارسين نزول القران مكتوبا لأسبابَ لغويّة تكشف أنَّ الألفاظ التي كتبت بشكلين مختلفين كان متناسبا وسياق ما وردت فيه، وهذا لا يمكن أن يكون إلّا بإعجاز ربانيّ، نذكر من ذلك([43]):
- إبدال حرف (التاء) المقفلة بحرف (التاء) المفتوحة: (رحمة/ رحمت، نعمة/نعمت، كلمة/كلمت، سنّة/ سنّت، قرّة/ قرّت، لعنة/ لعنت، امرأة/ امرأت، معصيت الرسول، جنّت نعيم) فالمفتوحة في آخر بعض الكلمات تدلّ على سعة معنى الكلمة ولاسيّما أن حرف (التاء) المفتوحة في آخر الكلمة بدلا من (التاء) المقفلة يوحي بجمع المؤنث مثال ذلك وردت كلمة (جنة) بالتاء المقفلة في آخر الكلمة في جميع القرآن ماعدا مرّة واحدة وهى الجنة المخصوصة للمقرّبين حيث وردت على شكل (جنّت) أي إنّها جنّة مخصوصة للمقرّبين ((فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿88﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ(89) سورة الواقعة)) وكذلك الحال بالنسبة لباقي الكلمات المذكورة سابقا، فإنَّ إبدال حرف (التاء) المقفلة بالتاء المفتوحة يفتح من معاني هذه الكلمات فكأنّها جمع وليس مفرد.
- (ضعفاء) وتأتي بالألف للتعبير عن الضعف المعتاد في المال، أو الجسم، قال تعالى: ((وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ(266)سورة البقرة))، ويفرّق بين الضعف الماديّ والضعف المعنويّ، وحين يعبِّرَ عن الضعف في العقيدة و الإيمان و الفكر تأتي بشكل (ضعفؤا) قال تعالى: ((وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَؤا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ(21)سورة إبراهيم)).
- (طغى) لطغيان البشر، فالألف المقصورة على شكل حرف (ى) الممتدّة أفقيّا ترسم الطغيان في جميع الاتجاهات، وهو طغيان الظالمين مثل فرعون، قال تعالى: ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(43) سورة طه))، قال تعالى: ((فَأَمَّا مَن طَغَى (37)سورة النازعات))، و(طغا) لطغيان الماء، ووردت مرّة واحدة في القرآن كلّه حينما تكلّم القرآن عن طغيان الماء الذي أغرق قوم نوح عليه السلام؛ لترسم صورة رائعة لارتفاع الماء وطغيانه إلى أعلى كارتفاع حرف الألف (ا)؛ لأنَّ الماء الذي يُغرق لا بدَّ أن يرتفع إلى أعلى، قال تعالى: ((إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلمَآءُ حَمَلنَـٰكُم فِي ٱلجَارِيَةِ(11)سورة الحاقة)).
- (الميعاد) وردت بألف صريحة في وسط الكلمة خمس مرّات في القرآن الكريم كلّه، كلّها تتكلّم عن الميعاد الذي وعده الله، لذلك جاء هذا الميعاد واضحاً، وصريحاً، ولا ريب فيه وذلك في قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ))([44])، ووردت مرّة واحدة فقط بدون ألف صريحة (ٱلمِيعَـٰدِ) حين نسب الميعاد إلى البشر في قوله تعالى: (وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَـدِ (42) سورة الأنفال)).
خامسا، آيات المجموعة الثالثة (20 – 25) من الفقرة الأولى
تبدأ آيات المجموعة الثالثة بقوله تعالى: ((كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ(20)وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ(21)) بأداتين تكرّرتا في السورة ثلاث مرّات: (كلّا)، و(بل) للنفي والإضراب. قال بعض المفسّرين: متى سمعت (كلّا) في سورة فاحكمْ بأنَّها مكيّة؛ لما فيها من معنى الـتهديـد والــوعيد([45])، يتناغم مع ذلك استخدام لفظ (العاجلة) الذي تكرّر في القران الكريم ثلاث مرّات كلّها في سياق التهديد والوعيد([46])، ويتناسب وهذا أنْ يُوَجَّه الكلام للمخاطب (تحبّون)، (تذرون)؛ لما في (التاء) من انفجار تفتقده (الياء) في الفعلين: (يُحِبّون)، و (يذرون)، وتبدو مناسبة استخدام الفعل (تذرون) بدل (تتركون)؛ لما في (تذرون) من حذف، فأصله (تَوذَرون) من (وذِر) ليدلَّ ذلك على طابع العجلة، فضلا عن أنَّ الفعل (وذِر) في عموم معانيه يفيد الذمّ ومنه قولهم: امرأة وذِرة أي: رائحتها رائحة الوذر، وهو اللحم([47]). قال الراغب: يقال: فلان يذر الشيء، أي: يقذفه لقلّة اعتداده به([48])، فهؤلاء يحبّون العاجلة ويؤثرونها على الآخرة مع جهلهم أنّ الآخرة خيرٌ وأبقى.
تكرّرت لفظة (وجوه) في قوله تعالى: ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)) مرتين، تليها لفظة (يومئذ) التي تكرّرت ست مرّات، ولفظة (رب) التي تكرّرت ثلاث مرّات في السورة، فتناسبت والسياق، فلم يرد في السورة من أسماء الله غير لفظ (الرب)، مربّيهم، وسيّدهم الذي هداهم إلى طريق السعادة([49]) فالربّ في الأصل: التربيّة، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حدِّ التمام، يقال ربّه، وربّاه وربَّبَه([50])، وفي تكرار (يومئذ) تأكيدٌ للاهتمام بالتذكير بذلك اليوم([51])، وتقديمها في الآيتين يحقّق غرضين، الأوّل: الدلالة على الاختصاص، والثاني: إيقاعيّ، وهو انتهاء الفاصلة بالراء؛ لتتوافق إيقاعيّا مع ما قبلها أو بعدها([52]) وهي: (آخرة، ناضرة، ناظرة، باسرة، فاقرة).
سادسا، آيات المجموعة الرابعة (26 – 35) من الفقرة الأولى
تنتهي الفقرة الأولى بآيات المجموعة الرابعة ((كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)) وفيها تكرّرت الأصوات الثلاثة الأخيرة في فواصل الآيات (راق، فراق) المسبوقتين بـ(التراقي)، و(الساق، المساق) المسبوقتين بتكرار(الساق)، ومع هذا التشابه في التكرار الصوتيّ نلحظ الاختلاف الدلاليُّ، فـ(التراقي) جَمْعُ ترقوة، وهي عظامٌ في أعلى الصدر، ما بين ثغرة النحر والعاتق([53])، وفيه تذكير بصعوبة الموت الذي هو أوّل مراحل الآخرة([54])، أمّا (راقٍ) فاسم فاعل من رَقَى يَرقَى من الرقية، وهو كلام معدّ للاستشفاء، يُرقى به المريض؛ ليشفى([55])، وأمّا قوله: (والتفّت الساق بالساق) ففيه استعارة للدلالة على شدّة كرب الدنيا في آخر يوم منها، وشدّة كرب الآخرة في أوّل يوم منها، ومن ذلك قول العرب: كشفت الحرب عن ساقها، بمعنى أبرزت الحرب عن شدّتها([56])، وأمّا (المساق) فمصدر من السوق([57])، ويُذكر سبب تلك الشدّة، والرهبة في قوله تعالى: ((فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)) لِنلحظ في الآيات تعدّد التكرار و تنوّعه، فهو صوتيّ، وصرفيّ، ونحويّ، وإيقاعيّ، يتناسق مع تعدّد الذنوب وتنوّعها، نذكر منه: تكرار حرف النفي (لا) في الآية الأولى مرّتين، وتكرار صوت (الصاد) في الآية الأولى، و(الكاف) في الثانية، و(الهاء) في الثالثة، وتكرار صوت (الألف) في الآيات سبع مرّات، وتكرار صوت (اللام) في الآيات تسع مرّات، وتكرار صوت (الألف) في الفاصلة ثلاث مرّات، فضلا عن (الألف) و (اللام) في (صلّى، تولّى) مرّتين، وتكرار (الصيغة الصرفية) المزيدة بتضعيف العين: ثلاث منها بتضعيف العين، واثنتان بتضعيف العين وزيادة (التاء)، فضلا عن تكرار (ضمير الفاعل) المستتر العائد على الإنسان ستّ مرّات.
بعد هذا التكرار المتنوّع المتعدّد نلحظ تكرارا من نوع آخر في قوله تعالى: ((أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)) لم يتكرّر في السورة كلّها كما تكرّر في هاتين الآيتين، فهو تكرارٌ صوتيّ لجملتين، بمعنيين مختلفين، يتناسب مع سبب نزول السورة في أبي جهل الذي جمع كلّ هذه الصفات؛ لِتَعمَّ كلَّ مَن اتصف بها([58])، فأولى لك: بمعنى ويل لك، وهو دعاء عليه بأن يليه ما يكره([59])، وقيل في معنى التكرير: الويل لك حيّا، والويل لك ميتا، والويل لك يوم البعث، واليوم لك يوم تدخل النار، لذا جاء بالفاء بين الأولين؛ لقربهما وهو عذاب الدنيا، وعذاب القبر، وجاء ما بين العذابين الآخرين بالفاء لقربهما من بعضهما، فإنهما متصلان بيوم القيامة، ودخول النار، فكلّ عذابين قريبين من بعضهما فُصل بينهما بالفاء، في حين فُصل بـ(ثمَّ) للفاصل الزمني البعيد بين كلٍّ منهما([60])، وجيء بـ(ثمَّ) لعطف الجملة دلالةً على أنَّ هذا التأكيد ارتقاء في الوعيد، وتهديد بأشدّ ممّا أفاده التهديد الأوّل وتأكيده([61])، وبهذا يبدو لنا ما يتناسب صوتيا واشتمال الفاء على مقطع صوتي مفتوح قصير واحد (ص ح) مع دلالة السرعة، واشتمال (ثمَّ) الدالة على التراخي مع البطء بتكونها من مقطعين صوتيين، الأول مغلق بالصامت (ص ح ص) والثاني مفتوح قصير (ص ح ص).
سابعا، آيات الفقرة الثانية (36 – 40)
تتحدَّث عن عدم ترك الحساب، و إثبات البعث بعد أنْ كانت في أوَّل السورة تهدِّد به وتتحدّى، ويُلحظ أنّها تبدأ بما ابتدأت به الفقرة الأولى بقوله تعالى: ((أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)) بالاستفهام بهمزة الاستفهام قبل الفعل (يحسب)، ويتكرّر الاستفهام بالهمزة ثانية في قوله تعالى: ((أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)) وقد خرج عن معناه الحقيقي لِيُفيدَ التوبيخ، وتُرسم أمامنا صورةُ الضعف بتكرار صوتَيّ (الميم) و(النون) الخيشوميين في الآية الأولى، ثمّ تتغيَّر الصورة في الآية التالية حيث يتكرّر صوتا (القاف) و(الفاء)، وأخيرا (الجيم) الانفجاريّ المعبِّر عن الكثرة و(الزاي) المدغم الذي يجسد صورة التلاحم نظرا لتعريف الكلمة التي تبدأ بحرف (الزاي) الشمسي.
يتكرّر الاستفهام مرّة ثالثة، وبالحرف نفسه في قوله تعالى: ((أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)) لِيَخرجَ إلى معنى التقرير والتحقيق؛ لأنَّ همزة الاستفهام إذا دخلت على النفي أفادت التحقيق([62]) وهذا غالب استعمال الاستفهام التقريريّ أنْ يقع على نفي ما يُراد إثباته؛ لِيكونَ ذلك كالتوسعة على المقرر إن أراد إنكاراً كناية عن ثقة المتكلم بأنَّ المخاطب لا يستطيع الإنكار([63])، فيحمل على الإقرار والاعتراف، وقد حُقّق ذلك، وقُرّر، وأُكِّد بالباء الداخلة على خبر ليس، فالعرب تستعمل (الباء) لتأكيد النفي، كما تستعمل (اللام) في تأكيد الإثبات([64]) لتكون بذا الآيات دليلا على إمكان البعث والنشور، وأنَّ الخالق الذي خلق هذا الخلق قادر على أنْ يُعيد إليهم الحياة بعد الموت، فالذي يقدر على الخلق أوّلا قادرٌ على الخلق والإعادة ثانية، وذلك أنّ الثاني ليس بأصعبَ من الأول([65]).
وتنتهي السورة بنسب يُلحظ فيها تفوّق نسبة الجهر بشكل يتناسب مع موضوع السورة، فضلا عن نسبة الأصوات الشديدة التي ترسم شدّة التهديد والوعيد فيها، كما يُلحظ ارتفاع نسبة الانحراف المتمثِّل بصوت واحد هو (اللام) راسما التغيير الدنيويّ والآخرويّ بما فيه من عقاب أو ثواب لفريقين من البشر.
آيات السورة (1-40) | مجموع الأصوات | نسبة الهمس | نسبة الجهر | نسبة الاستعلاء | نسبة الشدة | نسبة الصفير | نسبة التكرار | نسبة الانحراف |
المجموع | 699 | 14.7 | 85.3 | 6.44 | 23.9 | 4.86 | 5.01 | 11.3 |
الجداول الملحقة بالدراسة
جدول بالنسب المئوية للأصوات الواردة في السورة (من الهمزة إلى الراء) | ||||||||||
الآية | نسبة |
جدول بالنسب المئوية للأصوات الواردة في السورة (من الزاي إلى الفاء) | ||||||||||
الاية | نسبة |
جدول بالنسب المئوية للأصوات الواردة في السورة (من القاف إلى الألف المدية) | |||||||||
الاية | نسبة |
جدول عام بالنسب المئوية الجزئية والكلية لصفات الأصوات في الفقرات والمجموعات | |||||||||
النسبة المئوية الجزئية | مجموع الأصوات | نسبة الجهر | نسبة الهمس | نسبة الاستعلاء | نسبة الشدة | نسبة الصفير | نسبة التكرار | نسبة الانحراف | |
المقدمة | 35 | 88.6 | 11.4 | 8.57 | 20.0 | 8.57 | 0.00 | 14.29 | |
الفقرة 1 | 1 | 236 | 88.1 | 11.9 | 6.36 | 22.0 | 6.36 | 6.78 | 11.44 |
2 | 77 | 85.7 | 14.3 | 3.90 | 27.3 | 1.30 | 6.49 | 7.79 | |
3 | 94 | 90.4 | 9.6 | 5.32 | 21.3 | 1.06 | 7.45 | 8.51 | |
4 | 145 | 80.7 | 19.3 | 9.66 | 28.3 | 4.83 | 2.76 | 15.86 | |
الفقرة 2 | 112 | 79.5 | 20.5 | 4.46 | 23.2 | 6.25 | 2.68 | 8.93 | |
معدل النسبة في السورة | 699 | 85.3 | 14.7 | 6.44 | 23.9 | 4.86 | 5.01 | 11.30 |
جدول تفصيلي بالنسب المئوية الجزئية والكلية لصفات الأصوات في الفقرات والمجموعات | |||||||
الآية | مجموع الأصوات | نسبة الهمس | نسبة الاستعلاء | نسبة الشدة | نسبة الصفير | نسبة التكرار | نسبة الانحراف |
1 | 16 | 6.3 | 12.50 | 25.0 | 6.25 | 0.00 | 12.50 |
2 | 19 | 15.8 | 5.26 | 15.8 | 10.53 | 0.00 | 15.79 |
النسبة الجزئية | 35 | 11.4 | 8.57 | 20.0 | 8.57 | 0.00 | 14.29 |
النسبة الكلية | 699 | 0.57 | 0.43 | 1.0 | 0.43 | 0.00 | 0.72 |
3 | 24 | 12.5 | 4.17 | 20.8 | 8.33 | 0.00 | 12.50 |
4 | 24 | 4.2 | 4.17 | 20.8 | 4.17 | 4.17 | 8.33 |
5 | 22 | 9.1 | 0.00 | 22.7 | 4.55 | 9.09 | 13.64 |
6 | 18 | 5.6 | 5.56 | 16.7 | 5.56 | 0.00 | 11.11 |
7 | 11 | 18.2 | 18.18 | 36.4 | 9.09 | 18.18 | 9.09 |
8 | 8 | 37.5 | 25.00 | 12.5 | 12.50 | 12.50 | 12.50 |
9 | 13 | 23.1 | 7.69 | 15.4 | 7.69 | 7.69 | 7.69 |
10 | 24 | 8.3 | 4.17 | 16.7 | 4.17 | 8.33 | 12.50 |
11 | 9 | 11.1 | 0.00 | 11.1 | 11.11 | 11.11 | 33.33 |
12 | 20 | 15.0 | 5.00 | 35.0 | 5.00 | 15.00 | 10.00 |
13 | 29 | 10.3 | 10.34 | 34.5 | 3.45 | 3.45 | 3.45 |
14 | 20 | 20.0 | 5.00 | 15.0 | 15.00 | 5.00 | 15.00 |
15 | 14 | 0.0 | 7.14 | 14.3 | 0.00 | 7.14 | 14.29 |
النسبة الجزئية | 236 | 11.9 | 6.36 | 22.0 | 6.36 | 6.78 | 11.44 |
النسبة الكلية | 699 | 4.0 | 2.15 | 7.4 | 2.15 | 2.29 | 3.86 |
16 | 21 | 28.6 | 0.00 | 33.3 | 4.76 | 9.52 | 19.05 |
17 | 19 | 0.0 | 5.26 | 21.1 | 0.00 | 5.26 | 5.26 |
18 | 21 | 19.0 | 9.52 | 38.1 | 0.00 | 9.52 | 0.00 |
19 | 16 | 6.3 | 0.00 | 12.5 | 0.00 | 0.00 | 6.25 |
النسبة الجزئية | 77 | 14.3 | 3.90 | 27.3 | 1.30 | 6.49 | 7.79 |
النسبة الكلية | 699 | 1.6 | 0.43 | 3.0 | 0.14 | 0.72 | 0.86 |
20 | 18 | 16.7 | 0.00 | 33.3 | 0.00 | 0.00 | 27.78 |
21 | 12 | 16.7 | 8.33 | 16.7 | 0.00 | 16.67 | 8.33 |
22 | 16 | 0.0 | 6.25 | 12.5 | 0.00 | 6.25 | 0.00 |
23 | 13 | 0.0 | 7.69 | 23.1 | 0.00 | 15.38 | 7.69 |
24 | 17 | 5.9 | 0.00 | 17.6 | 5.88 | 5.88 | 0.00 |
25 | 18 | 16.7 | 11.11 | 22.2 | 0.00 | 5.56 | 5.56 |
النسبة الجزئية | 94 | 9.6 | 5.32 | 21.3 | 1.06 | 7.45 | 8.51 |
النسبة الكلية | 699 | 1.3 | 0.72 | 2.9 | 0.14 | 1.00 | 1.14 |
26 | 17 | 23.5 | 11.76 | 41.2 | 0.00 | 5.88 | 17.65 |
27 | 9 | 0.0 | 22.22 | 22.2 | 0.00 | 11.11 | 11.11 |
28 | 13 | 7.7 | 15.38 | 15.4 | 0.00 | 7.69 | 7.69 |
29 | 15 | 53.3 | 13.33 | 33.3 | 26.67 | 0.00 | 6.67 |
30 | 18 | 11.1 | 5.56 | 33.3 | 5.56 | 5.56 | 11.11 |
31 | 14 | 21.4 | 21.43 | 21.4 | 14.29 | 0.00 | 28.57 |
32 | 15 | 20.0 | 0.00 | 26.7 | 0.00 | 0.00 | 20.00 |
33 | 19 | 10.5 | 10.53 | 31.6 | 0.00 | 0.00 | 10.53 |
34 | 11 | 18.2 | 0.00 | 27.3 | 0.00 | 0.00 | 27.27 |
35 | 14 | 21.4 | 0.00 | 21.4 | 0.00 | 0.00 | 21.43 |
النسبة الجزئية | 145 | 19.3 | 9.66 | 28.3 | 4.83 | 2.76 | 15.86 |
النسبة الكلية | 699 | 4.0 | 2.00 | 5.9 | 1.00 | 0.57 | 3.29 |
36 | 20 | 30.0 | 0.00 | 35.0 | 15.00 | 5.00 | 5.00 |
37 | 21 | 14.3 | 4.76 | 19.0 | 0.00 | 0.00 | 4.76 |
38 | 20 | 35.0 | 15.00 | 20.0 | 5.00 | 0.00 | 10.00 |
39 | 23 | 13.0 | 0.00 | 17.4 | 8.70 | 4.35 | 8.70 |
40 | 28 | 14.3 | 3.57 | 25.0 | 3.57 | 3.57 | 14.29 |
النسبة الجزئية | 112 | 20.5 | 4.46 | 23.2 | 6.25 | 2.68 | 8.93 |
النسبة الكلية | 699 | 3.3 | 0.72 | 3.7 | 1.00 | 0.43 | 1.43 |
السورة كلها | 699 | 14.7 | 6.44 | 23.9 | 4.86 | 5.01 | 11.30 |
المصادر والمراجع
- إعجاز رسم القران، وإعجاز رسم التلاوة، محمد شملول، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى 1427 هـ – 2006 م، القاهرة.
- بنية السورة القرآنية الواحدة في جزء “عم يتساءلون” برواية حفص عن عاصم/ دراسة صوتية، أطروحة دكتوراه تقدمت بها عزّة عدنان أحمد عزّت إلى مجلس كلية الآداب جامعة الموصل / العراق، إشراف الدكتور رافع عبد الله العبيدي، غير مطبوعة، 2005 م، العراق.
- تراكيب أبنية الجذور بصر، رأى، نظر في القرآن الكريم، رسالة تقدمت بها عزة عدنان أحمد عزت إلى مجلس كلية الآداب في جامعة الموصل في اختصاص اللغة العربية وهي جزء من متطلبات شهادة الماجستير، غير مطبوعة، 1422هـ – 2001م، العراق.
- التفسير البياني للقرآن الكريم، الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن بنت الشاطئ، مكتبة الدراسات الأدبية، الطبعة السابعة، دار المعارف،1411هـ – 1990م، القاهرة.
- تفسير التحرير والتنوير، الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر، (د – ط)، (د – ت)، تونس.
- التفسير الكبير المسمى بالبحر المحيط، أثير الدين محمد بن يوسف بن حيان الأندلسي، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1411هـ -1990م، بيروت.
- تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري، اعتنى به وخرج أحاديثه وعلق عليه: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة،الطبعة الأولى، (د – ت) بيروت – لبنان.
- تفسير النسفي المسمى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل)، أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، دار الكتاب العربي، تحقيق: يوسف علي بديوي، دار الكلم الطيب، الطبعة الأولى، 1419 هـ – 1998 م، بيروت.
- الحجة في القراءات السبع للإمام ابن خالويه، تحقيق وشرح: د. عبد العال سالم مكرم، دار الشروق، الطبعة الثالثة، 1399 هـ – 1979م، بيروت – لبنان.
- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون لأحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، تحقيق: د. أحمد محمد الخرّاط، دار القلم، الطبعة الأولى؛ (د – ت)، دمشق.
- دلائل البيان في أساليب القرآن، الدكتور أمير فاضل سعد العبدلي و الدكتور عبد الله علي الهتاري، عالم الكتب الحديث، الطبعة الأولى، 1435هـ – 2014م، إربد – الأردن.
- روح المعاني، شهاب الدين السيد محمود الآلوسي البغدادي، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، (د – ت)، بيروت – لبنان.
- شرح التصريح على التوضيح، خالد بن عبد الله الأزهري، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1421هـ – 2000م، بيروت – لبنان.
- صفوة التفاسير، محمد علي الصابوني، دار القلم العربي، الطبعة الأولى، 1414هـ – 1994م، حلب.
- الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، يحيى بن حمزة العلوي، المكتبة العصرية، الطبعة الأولى، 1423هـ- 2002 م، بيروت.
- ظاهرة التكرار في القرآن الكريم، أ د.عبد الشافي أحمد على الشيخ، جامعة الأزهر، كلية الدراسات الإسلامية والعربية – القاهرة، جامعة الملك فيصل، كلية الآداب، http://vb.tafsir.net/tafsir25478/#.V8gcXMndVnI
- الفروق اللغوية،أبو هلال العسكري، تحقيق:العلم والثقافة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، (د – ت)، مدينة نصر – القاهرة.
- فقه اللغة وسر العربية، أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي، تحقيق: عمر حافظ سليم، شركة القدس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1431هـ – 2010م، القاهرة.
- القول المبارك في تفسير جزء تبارك، محمد الشيخ طه الباليساني، مطبعة شفيق، الطبعة الأولى، صفر 1407هـ – تشرين الأول 1986م، بغداد.
- لماذا – مفتاح التحليل الدلالي، د. عزّة عدنان أحمد عزّت، بحث منشور في مجلة آفاق الثقافة والتراث – الصادرة عن مركز جمعة الماجد – دولة الإمارات العربية المتحدة، العدد 81، آذار، 2013م.
- لمسات بيانية في نصوص التنزيل، الدكتور فاضل صالح السامرائي، دار عمار للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، 1423هـ – 2003 م، بيروت – لبنان.
- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1422هـ – 2001م، بيروت – لبنان.
- معاني القرآن، أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، دار عالم الكتب. الطبعة الثالثة، 1403 هـ – 1983م، الاردن.
- معاني القرآن وإعرابه، أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، شرح وتحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1408 هـ – 1988 م، بيروت – لبنان.
- معاني النحو، الدكتور فاضل صالح السامرائي،، دار السلاطين، الطبعة الأولى، 1431هـ – 2010م،الأردن – عمان.
- معترك الأقران في إعجاز القرآن، عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1408هـ – 1988م، بيروت – لبنان.
- المعجم الوافي في أدوات اللغة العربية، الدكتور علي توفيق الحمد ويوسف جميل الزعبي، دار الأمل، الطبعة الثانية، 1414هـ – 1993م، إربد – عمّان.
- المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، قام بإخراجه: إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيات، حامد عبد القادر، محمد علي النجار، الطبعة الخامسة،1432 هـ – 2011م،القاهرة.
- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، الطبعة الأولى، 1411هـ – 1991 م، صَيدا – بيروت.
- المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، دار القلم، الدار الشامية، الطبعة الأولى، 1412هـ- 1991م،،دمشق – بيروت.
([1]) ينظر: صفوة التفاسير، 3/482.
([2]) ينظر: التفسير الكبير، 8/382، روح المعاني، 29/135.
([3]) التحرير والتنوير، 29/336.
([4]) ظاهرة التكرار في القرآن الكريم، أ د/ عبد الشافي أحمد على الشيخ، جامعة الأزهر، كلية الدراسات الإسلامية والعربية – القاهرة، جامعة الملك فيصل، كلية الآداب، http://vb.tafsir.net/tafsir25478/#.V8gcXMndVnI
([6]) ينظر: الجداول الملحقة بالبحث
([7]) نقصد بالصوت: ما ينطق ويسمع، كُتِبَ أم لم يكتبْ، وبالحرف: حروف المعاني لا حروف المباني.
([8]) ينظر: الكشاف، 1160، ومعاني القرآن للفراء، 3/207، والحجة في القراءات السبع، 357، والمحرر الوجيز، 5/401. والتفسير البياني للقرآن الكريم، 1/166
([9]) ينظر: التفسير الكبير، 8/382، روح المعاني، 29/135.
([10]) نسبة الصفير الكلية في المقدمة هي (8,57%)
([11]) نسبة الانحراف الكلية في المقدمة هي (14,29%) وأعلى نسبة للانحراف في المجموعة الرابعة من الفقرة الأولى وهي (15,86%).
([12]) نسبة الاستعلاء في المقدمة هي (8,57%)، وأعلى نسبة للاستعلاء هي (9,66%) في المجموعة الرابعة من الفقرة الأولى.
([15]) ينظر: الدر المصون، 10/565، ومغني اللبيب، 1/131.
([16]) لمسات بيانية في نصوص التنزيل، 206.
([17]) ينظر: مغني اللبيب، 1/130.
([18]) التحرير والتنوير، 29/342.
([19]) لماذا – مفتاح التحليل الدلالي، 144.
([20]) لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، 349.
([21]) لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، 208.
([22]) الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، 3/159.
([23]) دلائل البيان في أساليب القرآن، 115.
([25]) ينظر: الحجة في القراءات السبع، 357، و معترك الأقران، 2/87، و التحرير والتنوير، 29/344.
([27]) ينظر: الدر المصون، 10/568.
([28]) يسمى المبني للمجهول بالمبني للمفعول أو الفعل الذي لم يسم فاعله، ويأتي للتحقير، التعظيم، الإيجاز، العلم بالفاعل، الجهل بالفاعل وأغراض أخرى متعددة، ينظر: لمسات بيانية، 209
([29]) المعجم الوافي في أدوات اللغة العربية، 150.
([31]) سورة الأنعام، الآية 164، وسورة الإسراء، الآية 15، وسورة فاطر، الآية 18، وسورة الزمر، الآية7.
([32]) المعجم الوسيط، مادة (وزر)، 1085.
([33]) ينظر: الطراز، 2/40، روح المعاني، 29/140، لمسات بيانية في نصوص التنزيل، 210.
([35]) تراكيب أبنية الجذور بصر، رأى، نظر في القرآن الكريم، 61.
([36]) ينظر: معاني القرآن للفراء، 3/211، والمفردات، 127، وشرح التصريح على التوضيح، 2/492، وينظر: معترك الأقران، 2/88، والفروق اللغوية، 91، وتراكيب أبنية الجذور بصر، رأى، نظر في القرآن الكريم، 63.
([37]) ينظر: تفسير الكشاف، 1161.معاني القرآن وإعرابه، 5/252، تفسير النسفي، 3/314، صفوة التفاسير، 3/486.
([38]) ينظر: معاني القرآن للفراء، 3/211 معاني القرآن وإعرابه للزجاج، 5/253، تفسير الكشاف، 1161، التفسير الكبير، 8/387، روح المعاني، 29/142.
([39]) ينظر: معاني النحو، 1/140.
([40]) ينظر: لمسات بيانية في نصوص التنزيل، 214.
([41]) بنية السورة القرآنية الواحدة في جزء “عم يتساءلون” برواية حفص عن عاصم/ دراسة صوتية، عزّة عدنان أحمد عزّت، أطروحة دكتوراه مقدمة إلى كلية الآداب جامعة الموصل / العراق بإشراف الدكتور رافع عبد الله العبيدي، 2005 م، 144.
([42]) ينظر إعجاز رسم القران وإعجاز التلاوة، محمد شملول، ص 21، و22، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ط 1، 1427 هـ – 2006 م
([43]) للمزيد من الأمثلة ينظر: إعجاز رسم القران، وإعجاز رسم التلاوة، محمد شملول، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى 1427 هـ – 2006 م، القاهرة.
([44]) سورة آل عمران: 9، و 194، وسورة الرعد: 31، وسورة سبأ: 30، وسورة الزمر: 20.
([46]) قوله تعالى(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا/18سورة الإسراء)، و قوله تعالى(إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا/27سورة الإنسان).
([47]) لمسات بيانية في نصوص التنزيل، 217.
([49]) ينظر: لمسات بيانية في نصوص التنزيل، 218.
([51]) التحرير والتنوير، 29/356.
([53]) المفردات في غريب القرآن، 166.
([54]) تفسير الكشاف، 1162، وينظر: القول المبارك في تفسير جزء تبارك، 238.
([56]) ينظر: فقه اللغة وسر العربية، 386.
([57]) التحرير والتنوير، 29/360.
([58]) القول المبارك في تفسير جزء تبارك، 239.
([60]) لمسات بيانية في نصوص التنزيل، 234.
([61]) التحرير والتنوير، 29/364.
([62]) مغني اللبيب، 1/81، معترك الأقران، 2/58.
([63]) التحرير والتنوير، 29/368.
([64]) ينظر: شرح التصريح، 1/272، ومعاني النحو، 1/237.
([65]) القول المبارك في تفسير جزء تبارك، 240.