
العناصر و الحِليات المعمارية المنفذة على واجهات المنازل التقليدية في مدينة ذمار اليمنية
د. مبروك محمد الذماري/جامعة ذمار، اليمن.
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 43 الصفحة 77.
ملخص:
يتناول هذا البحث دراسة ميدانية توثيقيةلأحد جوانب التراث المادي الثابت، والمتمثل في العناصر والحليات المعمارية المنفذة على الواجهات الخارجية لمنازل مدينة ذمار التاريخية باليمن. وقد استعرض البحث كثير من المعلومات؛ منها التي تتعلق بالدور الوظيفي لهذه العناصر، ومدى ملائمتها والشكل الخارجي للمنازل، وأخرى تتعلق بالجانب البيئي. وإضافة إلى ذلك بيَّن البحث المقدرة والمهارة العالية التي جسدها البنائين والحرفيين، على تلك الواجهات، في سبيل خلق روح من التنوع والتميز للعمارة السكنية.
الكلمات مفتاحية: المنازل التقليدية – العناصر والحليات المعمارية – الواجهات الخارجية، مدينة ذمار اليمنية.
مقدمة:
تعتبر عمارة المنازل التقليدية فن حضاري متوارث على مر السنين، وحصيلة ابداع الشعوب، وتعد أيضاً انعكاسا للمستوى الاقتصادي (المعيشي) للساكنة. ومدينة ذمار القديمة – التي تقع على بعد 100كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء – إحدى المدن التاريخية في اليمن ذات الطابع المعماري التراثي([1])، التي تضم منازل مميزة أنشئت بمادة الحجارة والطوب الآجر والطوب اللبن، ويتراوح عدد طوابقها من طابق إلى أربعة طوابق.
وتتركز عدد كبير من المنازل التراثية في الأحياء القديمة من المدينة،وهي: الحوطة، والمحل، والجراجيش(خارطة: 1)، بالإضافة إلى حي القاع (قاع اليهود سابقاً) الذي يعد حياً منفصلاً بذاته. وعلى الرغم من التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المدينة القديمة، وتزايد أعداد المباني الحديثة داخل أحيائها؛ إلا أنها ما زالت تحتفظ بملامحها الأصلية ذات الخصوصية المعمارية([2]).
وقد لعب العاملان الديني والاجتماعي دوراً رئيسياً في ظهور عدد من العناصر المعمارية الخارجية للمنزل التقليدي الذماري كغيره من المدن اليمنية؛ حيث يبدو ذلك واضحاً في العناصر التي تعتمد أساساً على حجب رؤية من بداخل المنزل وخاصة النساء. وتلائم أسلوب البناء وطرق تنفيذ تلك العناصر مع العوامل المناخية السائدة في المدينة، وهو ينم عن خبرة وبراعة للمعماريين في دراسة البيئة الجغرافية لموقع البناء.
تتميز الواجهات الخارجية للمنازل في المنطقة الجبلية في اليمن بشخصيتها المستقلة، وذلك بفضل الثراء الفني الواضح للعناصر المعمارية المكونة للواجهات، من نوافذ وفتحات وغيرها مع الالتزام الكامل بالقواعد التشكيلية الأساسية التي تعطي الاحساس بالجمال([3] ).
ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال الذوق الفني لدى البنائين (الأساطية) والحرفيين، الذين برعوا في إبراز واجهات المنازل، التي لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في منازل مدينة صنعاء القديمة بكل ما تحمله من زخارف ومداخل ونوافذ وقمريات ومشربيات، صنعت منها لوحة فنية جميلة ورائعة، مع وجود بعض الخصائص الفنية والزخرفية في واجهات المنزل الذماري([4]).
الدراسة الوصفية:
يتناول هذا البحث العناصر الموجودة في الغلاف الخارجي للمنزل الذماري (لوحة:1)، وسوف يتم تقسيم الموضوع إلى محورين: الأول العناصر المعمارية، والثاني الحليات (الزخارف) المعمارية.
أولاً: العناصر المعمارية
1- أبواب المداخل:
المداخل الكبيرة (لوحة:2): وتوجد في المنازل الكبيرة ذات الطوابق المتعددة. ويتألف الواحد منها من فتحة معقودة مرتدة، غالباً ما تتوسط الواجهة الرئيسية للمنزل، ويبلغ اتساعها حوالي (2م)، وارتفاعها نحو (2.5م) تقريباً. ويعلو فتحة المدخل عقد آخر تستند رجلاه على كتف ذات شكل كابولي، وفتح في المنطقة ما بين العقدين نافذة أو عدد من الفتحات الصغيرة، كما نحت على قطع الحجارة في المنطقة المحصورة بين العقدين أيضاً تاريخ بناء المنزل، وعبارة دعائية بخط بارز. ومنها بمدخل بيت الحاذق عبارة “ما شاء الله سنة1365”.
وفتحة المدخل شغلت بباب خشبي يتألف من مصراعين كبيرين، يفتحان معاً عند الحاجة، بينما يتوسط المصراع الأيمن فتحة باب خشبي صغير (خوخة) تستخدم باستمرار.
المداخل الصغيرة (لوحة:3): تعد هذه المداخل الأكثر شيوعاً في منازل مدينة ذمار، إذ تتألف أغلبها من فتحة معقودة تتوسط جدار الواجهة الرئيسية للمنزل، وهناك مداخل أخرى تم تنفيذها بالأسلوب نفسه الذي ظهر في المداخل الكبيرة.
استخدم في صناعة أبواب المداخل الصغيرة أنواع عديدة من الخشب المحلي كالأثل والطلح والطنب([5] ).وتتألف هذه الأبواب من عدة ألواح تم جمعها مع بعضها، وهي في الأصل ذات شكل مستطيل قائم يتوسطه باب أوسط يتخذ الشكل المستطيل أو المستطيل ذو نهاية علوية معقودة.
ولكل جزء من الباب الخشبي تسمية خاصة به (شكل:1)، وغالباً ما زينت بزخارف بارزة أو غائرة، تضم عناصر كتابية ونباتية وهندسية. وأبرز الأجزاء التي تم تنفيذ الزخارف عليها هو الطبلة والجبهة، إذ اشتملت على البسملة وتاريخ صناعة الباب، إضافة إلى بيت من الشعر أو عبارة دعائية، ومنها على سبيل المثال: “يا داخل الدار صلي على المختار”، و”سورة الإخلاص كبرى دائماً وبها أرجو نجاتي يوم عذاب” (لوحة:4- 5)، و”اللهم لا طارق يطرق إلا بخير”. ومن الزخارف النباتية أيضاً أشرطة من الأوراق الثلاثية المكررة (لوحة:6).ومن الجدير ذكره أن الزخارف الكتابية والنباتية المنفذة على الأبواب الصغيرة تعد إحدى الخصائص الزخرفية، التي وجدت على أبواب المنازل التقليدية في عدد من المدن اليمنية، ومنها في منازل مدينتي إب وصنعاء القديمتين.
2– النوافذ (الطاقات):
النافذة صفة للطاقة إذا كانت تخترق الحائط من جانب لآخر، وهي على نوعين: الأول نافذة (مفتوحة)، والثانية صماء([6] )، وفي منازل مدينة ذمار ظهر أربعة أشكال للنوافذ التي تنتمي إلى النوع الأول، وفي الفقرات التالية وصف مفصل لجميع أنواع النوافذ.
النوافذ المفتوحة:
- 2- النوافذ الخشبية (لوحة:7):هي عبارة عن مصراعين من الخشب يتم تثبيتهما في إطار خشبي بواسطة مفصلتين من الحديد، يطلق محلياً على الواحدة منها (رزة)([7]).
وتفتح هذه النوافذ أثناء فترة النهار لإدخال الضوء والهواء إلى غرف المنزل، بينما تغلق خلال الليل لكي تحجب دخول الرياح الباردة، كما يتم إغلاقها أيضاً أثناء هطول الأمطار، من أجل الحصول على تدفئة مناسبة بداخل المنزل. وهناك نوعين منها: الأول يضم كل مصراع في مساحته الوسطى نافذة صغيرة (خوخه). أما النوع الثاني من النوافذ الخشبية ذو المصراعين فهي لا تشتمل على فتحات.
2.2- النوافذ الزجاجية(لوحة:8):غالباً ما تستخدم في الطوابق العليا، وتتألف من ألواح زجاجية شفافة تثبت على إطار خشبي، وقد تشتمل على مصراعين أو ثلاثة مصاريع، تتقدمها قضبان حديدية، حيث يستطيع من بداخل المنزل التمتع بالمنظر الخارجي والحصول على الاضاءة الكافية. وهذا النوع من النوافذ الحديثة تسمى نافذة تركيَّة([8] )؛ وهي من مميزات الفترة الأولى من الحكم العثماني في اليمن([9]).
3-2- نوافذ الزجاج المغطاة بمصاريع من الخشب (لوحة:9)
استخدم هذا النوع من التغطيات لفتحات النوافذ التي تضم مصراعين أو أكثر من الخشب؛ ويبدو أنه في مرحلة لاحقة تم إلحاق مصاريع زجاجية من الداخل، لأن المصاريع الخشبية كانت موجودة قبل دخول النوافذ الزجاجية إلى اليمن خلال الوجود العثماني الأول([10]).
4- 2- نوافذ زجاجية مغطاة بشباك ذو مصراعين خشبيان(لوحة:10)
في هذا النوع من النوافذ تم استبدال المصراعين الخشبيان بمصراعين من ألواح خشبية رقيقة متقاطعة، تم تثبيتها بشكل مائل في إطار خشبي مستطيل الشكل، بحيث تظهر فيها ثقوب صغيرة ذات شكل معين. وتعمل هذه النوافذ على تخفيف حدة أشعة الشمس، وإدخال الهواء البارد إلى حجرات المنزل من خلال الثقوب الصغيرة المذكورة.
النوافذ الصماء (مصمته) (لوحة:11- 12):
ويقصد بها النوافذ الكاذبة التي تعطي البناء شكلاً جميلاً متناسقاً خاصة في الجدران التي لا يحسن فتح نافذة فيها([11])، وخاصة في الواجهة الشمالية للمنزل بسبب كثرة هبوب الرياح الباردة من هذه الجهة. والكثير من هذه النوافذ تمت زخرفتها بأشكال هندسية تكونت باستخدام مادة الآجر المستعملة في البناء نفسه.
وربما أن تقنية استخدام النوافذ الوهمية المزخرفة تعد استمرارية لما كانت علية في العمارة اليمنية القديمة، فقد كانت تزخرف الجدران الداخلية للمعابد(لوحة:13)، ثم امتد انتشارها إلى المباني العامة([12]). وقد عثر على نماذج عديدة من هذه النوافذ في المواقع الأثرية المحيطة بمدينة ذمار.
3–الشبابيك:يطلق لفظ الشباك في العمارة الصنعانية على حجيرة تخرج من فتحة في الواجهة، ولها أحياناً جدران مخرمة([13])، وهو أيضاً عنصر معماري يصنع من الخشب أو مشيد بالحجارة أو الآجر([14]).وقد وجدت هذه الأنواع الثلاثة مجتمعة في بعض المنازل، بينما البعض الآخر ظهرت عليها شبابيك حجرية أو من الآجر. والغرض الوظيفي الرئيسي لهذه الشبابيك هو اجتماعي، حيث يستطيع من بداخل المنزل – خاصة النساء – النظر من خلال الفتحات التي في جوانب وأرضية الشباك معرفة من بأسفلالمنزل، دون أن يشاهدهن من في الخارج؛ وبالتالي فهي بمثابة العين السحرية، لا سيما وأن الغالبية من هذه الشبابيك تقع في الطوابق العليا فوق مدخل المنزل مباشرة.
1-3 – الشباك الحجري(لوحة:14): عبارة عن بناء مسقوف بارز عن سمت جدار واجهة المنزل، ويتألف من ثلاثة أضلاع، ومحمول على كتفين حجريين بارزين (كوابيل)([15]). ويفتح في واجهته وجوانبه العديد من الفتحات الصغيرة، أما أرضيته فيضم أيضاً فتحة صغيرة أو اثنتين. وقد وجد هذا النوع بكثرة في العديد من المنازل البرجية في القرى والمدن والتراثية في المنطقة الجبلية باليمن، حيث كان يستخدم كعنصر دفاعي لمراقبة ما يجري أمام الدار([16])، وكذا حماية المدخل، بواسطة إلقاء المواد الحارقة أو رمي السهام على من يحاول اقتحامه([17]).
2-3- شباك الآجر(لوحة:15):هذا النوع من الشبابيك يشبه تماماً الشباك الحجري السابق ذكره، سواءً في إنشائه أو وظيفته، غير أن الأول يبنى في الطوابق الحجرية، بينما الثاني يتم إنشائه في الطوابق المبنية بالآجر. وقد يقع الشباك في الواجهة الرئيسية للمنزل فوق المدخل مباشرةً، أو في بقية الواجهات الأخرى، كما تضم ذروات المنازل أيضاً شباك بارز – أو أكثر – من الآجر( لوحة:14).
3- 3- شباك خشبي بارز شبيه بالمشربية (لوحة:16)
يتألف من صندوق خشبي بارز عن سمت الجدار، يحتوي على ألواح طولية رقيقة تم تثبيتها بشكل متقاطع في إطار خشبي، حيث ظهرت على واجهته فتحات صغيرة ذات شكل معين. وهناك نموذج آخر مماثل، تمت صناعته بواسطة ألواح مجمعة، نفذت الزخارف عليه بطريقة التفريغ والتخريم، غالباً ما كانت تضم زخارف نباتية.
ويبدو أن انتشار الشباك الخشبي المخرم قد بدأ في نهاية (ق19م)؛ ومن مدينة جدة باعتبارها مركز اقتصادي سائد، وصل هذا الاسلوب إلى موانئ البحر الأحمر، وبخاصة مدينتي اللحية والحديدة، ثم صعد ببطء إلى المرتفعات الجبلية([18]). ومن المؤكد أن مدينة ذمار أحد الأماكن التي وصل إليها هذا النموذج من تغطية النوافذ كمدينتي صنعاء وإب، خاصة وأن مديريات عتمة ووصابين – الواقعة غرب مدينة ذمار – كانت تنتج كميات كبيرة من الأخشاب المستخدمة في أعمال النجارة.
ويستنتج مما تم ذكره أن الشباك الخشبي ظهر في فترة متأخرة بعد الشبابيك المبنية بالحجر والآجر.
4– المشربيات الخشبية(لوحة:17):
المشربية عبارة عن شرفة بارزة عن جدار المنزل أو المبنى، وتلعب دور النافذة في الطوابق العليا، وهي تصنع من قطع خشبية صغيرة مخروطة ومتداخلة ومجمعة ضمن أطر تجعل منها غرفة صغيرة([19]). وهي بذلك تشبه الشباك المبني بالحجارة أو الآجر، ويعد دخول المشربيات الخشبية إلى اليمن مرحلة متطورة في فن العمارة السكنية.
وتؤدي المشربية وظيفة اجتماعية ودينية، وهي عدم قدرة المارة مشاهدة النساء أثناء تواجدهن بداخل المنزل. كما تؤدي وظائف أخرى تتمثل في تبريد الجرار المملؤة بالماء، ولعلها أخذت اسمها من تلك المشربيات الفخارية، إضافة إلى أنها تخفف من قوة النور الداخل إلى البيت مباشراً أو منعكساً، مع السماح للهواء يتخللها مصفى مما يَحمل من غبار([20]).
وتتخذ المشربية أشكالاً مختلفة وهي تتفاوت في أحجامها وتصميماتها([21])، وفي واجهات منازل مدينة ذمار لا يتجاوز عرضها (5.1م)، ولها ثلاث واجهات تطل على الخارج، تعلو بعضها أشكال حيوانية أو طيور، وغالباً ما كانت توضع في الواجهة الرئيسية من المنزل التي تضم المدخل، وبذلك فهي تضفي طابعاً جمالياً إلى جانب العناصر المعمارية الأخرى. وقد لوحظ قلة وجود المشربيات الخشبية في منازل مدينة ذمار، حيث اقتصر وجودها على المنازل الكبيرة([22]).
5-القمـــرية: هناك نوعين من القمريات بحسب المادة المصنوعة منها، الأولى مصنوعة من ألواح الرخام، والثانية من ستائر الجص.
1-5- قمريات الرخام (لوحة:19 -18)
تذكر المصادر العربية أن الرخام حجارة اختصت بها اليمن وحدها دون سائر البلدان، تضيء ما وراءها كالزجاج، ويطلق عليه اليمنيون اليوم اسم البلق، وهو ذو لون أبيض وأصفر، أو ما بين البياض والصفار([23])، كما يطلق عليه أيضاً المرمر([24]). وقد استخدمت هذه الأحجار في عمل ألواح رقيقة لتغطية الفتحات التي تعلو نوافذ منازل مدينة ذمار، وغيرها من المدن الجبلية في اليمن؛ ولعل سبب تسمية هذه الألواح بالقمرية بياضها الناصع الذي تتميز به، ولأن النور يكون أبيض هادئاً أشبه بضوء القمر([25]).
ويرجع استخدام الرخام في تغطية النوافذ في اليمن إلى فترة ما قبل الاسلام، بدليل ذكر ذلك في أحد نقوش المسند(ZM 1/5)، ويبدو أن ذلك كان شائعاً في اليمن القديم([26]). وقد تحدث المؤرخ الهمداني (ق 4هـ) عن قصر غمدان – الذي يرجح بناؤه إلى الملك (إل شرح يحضب الحميري)([27])– بقوله: “كان في أعلاه غرفة لها لهج، وهي الكوى كل كوة منها بباب رخام في مقيل من الساج والأبنوس، وسقف الغرفة رخامة واحدة صفيحة”([28]).
وبالتالي فإن استمرارية استخدام ألواح الرخام لتغطية القمريات إلى وقت قريب تعد احدى مميزات العمارة اليمنية. ولكنها في الوقت الراهن لم تعد مستخدمة؛ حيث تم استبدال أغلب قمريات الرخام بأخرى زجاجية، ولم تعد توجد نماذج منها إلا عدد قليل في بعض المنازل، وسبب الاختفاء التدريجي لها هو انتشار استخدام الزجاج وبأقل تكلفة.
2-5 – قمريات الجص(عقود الجص) (لوحة:21 – 20)
يطلق على النافذة المصنوعة من الجص المعشق بالزجاج الأبيض أو الملون اسم (قمرية)، الغرض الوظيفي لها هو السماح بدخول الضوء إلى الغرف، وفي الوقت نفسه تحجب الرؤية إلى الداخل([29]). وإضافة إلى ذلك تعتبر إحدى وسائل الزينة، فهي تظفي طابعاً جمالياً للغلاف الخارجي في المنزل، وتبعث أجمل الأثر في النفس عندما تنفذ منها الأنوار إلى داخل الغرف في النهار، عندما تعكس ألوانها على الجدران البيضاء([30]).
تتخذ العقود الجصية شكلاً دائرياً أو نصف دائري أو مدبب، وتركب في كل فتحة معقودة تقريباً، ويقسم سطحها إلى أشكال مخرمة هندسية ونباتية وكتابات عربية مطرزة بالزجاج الملون. وفي بعض الأحيان تضم القمرية عقدين من الجص يعملان على عكس أشعة الشمس والتخفيف من حدتها، وأحدهما خارجي غشي بزجاج أبيض أو خالي من الزجاج، والثاني داخلي؛ إذ يعتبر الأول واقياً للعقد الأصلي (الداخلي)، حيث يحميه من تراكم الغبار والرمال ومن تأثير الأمطار([31]).
والجدير ذكره أن هذا النوع من القمريات استخدم بكثرة في منازل المنطقة الوسطى والجبلية في اليمن. ويرجع تأريخ إضافة الزجاج الملون إلى الستائر الجصية إلى أواخر العصر الفاطمي، ويبدو أن ازدهار فن العقود المعشق بالزجاج في اليمن كان مقترناً بازدهاره في مصر، خصوصاً بعد أن تطورت العلاقات بين الفاطميين في مصر والصليحيين في اليمن في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري([32]).
ثانياً: الحليات المعمارية
الحلية المعمارية هي الشيء الذي يضاف إلى المبنى لتحسين مظهره، وكلمة (زخرفة) هي من الكلمات المرادفة لها([33]). ونقصد بها هنا الأشرطة والأشكال الزخرفية المنفذة بمواد البناء نفسها سواءً من مادة الحجارة أو الآجر. وقد اختلفت الحليات المعمارية في أشكالها وأسلوب تنفيذها، وهنا يجب الاشارة إلى أنها تشبه تلك المنفذة على واجهات المنازل التقليدية بعدد من المدن اليمنية وخاصة مدينة صنعاء القديمة.
1– الزخارف الحجرية:
1-1- أسلوب البناء بالأبلق والمشهر: استخدم أسلوب البناء المعروف معمارياً بـ (الأبلق)، وهو تعاقب صفوف (مداميك) الجدار بالحجارة ذات اللون الأبيض والأسود، ولكن هذه الطريقة في البناء كانت محدودة وعلى نطاق ضيق. أما الأسلوب الثاني فيعرف أيضاً بـ (المشهر)، وهو عملية البناء باستخدام الحجارة ذات الألوان الأبيض والأسود والأحمر، وقد لوحظ وجودها في بعض المنازل التي انشئت بكاملها بالحجارة، وخاصة في صنجات عقود النوافذ.
2 -1-أشرطة الحجارة (الأحزمة):ظهرت على العديد من المنازل أشرطة حجرية تكلل الطوابق التي أنشئت من مادة الحجارة، وهي توحي بانتهاء الطابق وبداية الطابق الذي يليه من الأعلى. وقوام الزخارف التي تشتمل عليها هذه الأشرطة هندسية، ومنها شريط يتألف من ثلاثة صفوف أفقية، الصف السفلي والعلوي بارزان عن سمت الجدار بمقدار حوالي (1سم)، ولا يختلف أسلوب بنائهما عن بقية صفوف الجدار، بينما يضم الصف الأوسط زخارف هندسية ذات شكل معين، وصفين متقابلين لأشكال مثلثة؛ تشكلت من خلال وضع قطع الحجارة على زواياها بشكل متراص (لوحة:22).
وهناك نوع آخر من الأشرطة تكلل بعض الطوابق الأخيرة من المنازل الحجرية، وطريقة بنائها تشبه طريقة تنفيذ الشريط السابق ذكره، لكن الأسلوب الزخرفي يختلف تماماً، حيث اشتمل الصف الأوسط على صفين متداخلين من قطع الحجارة ذات الشكل المثلث، العلوي حجارته ذو اللون الأبيض، والسفلي باللون الأسود، ويطلق على هذا الاسلوب الزخرفي بـ (أسنان المنشار) (لوحة:23).
2- زخارف الآجر:
1- 2- الأشرطة الأفقية (الأحزمة)(لوحة: 24):ساعد على تميز الاظهار للعمارة الخارجية (الواجهات) -في منازل الآجر- وجود الأشرطة الزخرفية بالمادة البنائية نفسها، كأفاريز (أحزمة) تفصل بداية كل دور في واجهته الخارجية، وهذه عناصر هامة أكسبت الواجهات جمالاً وتشكيلاً، واتخذت اشكالاً هندسية متعددة ومتنوعة([34]).فكلما تطلع المرء إلى أعلى البيت تلمست عيناه كثرة الزخارف، ويدهش المرء عند رؤيته لتلك الأشكال العديدة المبهرة في زخرفتها([35]).
2- 2- الأشرطة الرأسية(لوحة: 25): ظهرت على واجهات المنازل أشرطة زخرفية رأسية، تضيف تنوعاً وجمالاً إلى جانب الأشرطة الأفقية. وأغلب هذه الأشرطة تقع أسفل الفتحات الصغيرة (الشاقوص)، وجميعها نفذت بمادة البناء نفسها (الآجر). وهذا النوع من الأشرطة تميزت به منازل ذمار القديمة عنها في واجهات منازل صنعاء القديمة. وهي تضم عناصر هندسية مكررة، منها زخرفة خط متكسر (زجزاج) يبدأ من الأسفل إلى الأعلى، وآخر لزخرفة السهم التي تشبه الرقم ( ).
3-2 – زخارف الآجر المنفذة على الذروات(لوحة: 26)
يكلل المنازل السكنية وخاصة الكبيرة ذروة يطلق عليها محلياً بـ (التجواب)، تعتبر خاتمة للبناء. ومعمارياً يبلغ ارتفاع الذروة حوالي (1م) إلى (1.5م) تقريباً، وتضم عدداً منالعناصر المعمارية والحليات الزخرفية، وهي: أشكال معقودة لنوافذ صماء، تضم العديد منها زخارف هندسية متنوعة من الآجر. واضافة إلى ذلك توجد شبابيك بارزة من الآجر، تتخللها في جوانبها وارضيتها فتحات للرؤية، وهي تشبه تلك السابق ذكرها.
وإلى جانب الدور الجمالي لذروات المنازل، فهي تؤدي أغراض وظيفية مهمة، لعل أبرزها الغرض الاجتماعي وكذا الأمني، ويتمثلان في إضفاء طابع الخصوصية لساكنة المنزل، وخاصة النساء في عدم مشاهدتهن أثناء تواجدهن في سطح المنزل؛ بالإضافة إلى منع سقوط الأطفال([36]).
النتائــج:
من خلال الدراسة الميدانية التوثيقية لواجهات المنازل التقليدية بمدينة ذمار القديمة، خرج البحث بعدد من النتائج يمكن تلخيصها في الفقرات الآتية:
- تلاءمت مواد البناء التقليدية البسيطة مع البيئة والمناخ في مدينة ذمار، إذ تم استغلال هذه المواد في تنفيذ مبان ضخمة ذات طابع معماري تراثي فريد.
– اهتم المعماريون (معلمي البناء) بإبراز الواجهة الرئيسية للمنزل بشكل خاص عن بقية الواجهات، بدليل وجود أغلب العناصر المعمارية والزخرفية على هذه الواجهة، ولأنها أيضاً تطل على الشارع الرئيسي فهي تضم المدخل الرئيسي للمنزل.
– هناك تدرج واضح في تنفيذ العناصر المعمارية والحليات المعمارية المنفذة على الواجهات من الأسفل إلى الأعلى؛ أي أنه عندما يمعن المشاهد بنظره إلى واجهة المنزل يلاحظ الثراء الفني والتشكيلي، من خلال كثرة الزخارف وزيادة عدد النوافذ واتساعها في الطابق الأعلى عنه في الطابق الأسفل منه، وهكذا حتى تنتهي الواجهة من الأعلى بخاتمة البناء (الذروة) التي تضم أروع التشكيلات الزخرفية والعناصر المعمارية.
– كان للعوامل الدينية والاجتماعية والوظيفية دوراً في وجود عناصر معمارية محددة، كالمشربيات المبنية بالأحجار أو الأجر أو الخشب، وكذلك ذروة المنزل.
– تبين أن هناك تفاوت كبير في ظهور العناصر المعمارية والزخرفية، حيث كان للعامل الاقتصادي المتمثل في الدخل المعيشي لساكنة المنزل دور في ذلك. حيث أن واجهات منازل كبار القوم – كالقضاة والتجار مثلاً – ذات ثراء فني كبير أكسبت بدوره هذه الواجهات جمالاً وتشكيلاً رائعاً. وعلى العكس من ذلك في واجهات منازل بقية السكان من ذوي الدخل المحدود، وجد قلة في تنفيذ تلك العناصر، فنجد أن أغلب منازلهم أنشئت بمادة الطوب اللًبن وكسيت واجهاتها من الخارج بطبقة من الطين.
– لم يتخلى المعماريون عن عدد من العناصر المعمارية التي كانت سائدة منذ فترات زمنية سابقة لبناء المنازل، ومن هذه العناصر استخدام ألواح الرخام (القمريات)، والنوافذ المصمتة (الكاذبة)، وهذا يدل على الاستمرارية وشدة التمسك بالموروث المعماري على مر السنين.
– تأثرت المنازل كغيرها من المدن اليمنية بعناصر معمارية وافدة خلال فترة الحكم العثماني لليمن (1538/1918م)، ومن هذه التأثيرات في استخدام النوافذ الزجاجية والمشربيات الخشبية، وإن كان ظهور هذه الأخيرة على واجهات المنازل بشكل محدود.
– وجدت وحدة فنية وتشابه في تنفيذ العناصر والحليات المعمارية، لكنها في الوقت نفسه تنوعت من منزل إلى آخر، وكذلك من طابق إلى الذي يليه؛ وبالتالي حافظ المعمار على مبدأ الوحدة والتنوع.
قائمة المراجع:
- الأغبري: فهمي علي، ألفاظ المنشآت المعمارية في اليمن القديم، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية الآداب – جامعة صنعاء،2004، النسخة الالكترونية.
- الباشا: حسن، مدخل إلى الآثار الاسلامية، دار النهضة العربية، القاهرة، 1996.
- بونافان: بولس وجيمت، فن الزخرفة الخشبية في صنعاء، ترجمة محمد العروسي، ومحمد زيد، المركز الفرنسي للدراسات اليمنية والمعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، 1996.
- الحاضري: أحمد محمد، فن وهندسة البناء الصنعاني، الهيئة العامة للكتاب، صنعاء، ط 1، 2000.
- حنشور: أحمد إبراهيم، الخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، قسم التاريخ، كلية الآداب جامعة عدن، 2007.
- الدالي: محمد طلعت، خصائص العمارة الاسلامية وتميز المعمار اليمني، مجلة دراسات يمنية، العدد 35، مركز الدراسات والبحوث اليمني، 1989، ص 246 – 287.
- الرازحي: خلدون هزاع، ذمار القرن موقع مدينة ذمار القديمة، بحث ضمن كتاب صنعاء الحضارة والتاريخ، صنعاء، 2005، مجلد 1، ص 120- 147.
- رزق: عاصم محمد، معجم مصطلحات العمارة والفنون الاسلامية، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 1، 2000.
- ســــــلام: سلطان محسن، الحرف التقليدية الاسلامية في العمارة اليمنية، رسالة ماجستير، (غير منشورة)، كلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1989.
- الشميــري: فؤاد عبد الغني، الآثار الاسلامية في مدينة ذمار، بحث ضمن كتاب ذمار عبر العصور، دار جامعة ذمار للطباعة والنشر، ط 1، 2009، ص 48 – 86.
- العريقي: منير عبد الجليل، الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط1، 2002.
- عــــــزب: خالد محمد، التراث الحضاري والمعماري للمدن الاسلامية، دار الكتب العلمية، القاهرة، 2003.
- ك. كرزويل: الآثار الاسلامية الأولى، ترجمة عبد الهادي عبله، استخرج نصوصه وعلق عليه أحمد غسان سبانو، دار قتيبة، دمشق، ط1، 1984،
- كنعان: هنادي سمير نامق، الحليات المعمارية في القصور العثمانية في البلدة القديمة بنابلس (دراسة تحليلية)، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الدراسات العليا، جامعة النجاح بنابلس، 2010.
- محمد: غازي رجب: الستائر الجصية في الفن العربي اليمني (العقود اليمنية)، مجلة دراسات يمنية، العدد 28 (2)، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، 1987، ص 59 – 76.
- ـــــــــــــــــ :مظاهر حربية في العمارة العربية اليمنية، مجلة آداب المستنصرية، العدد 11، بغداد، 1985، ص 587 – 594.
- الهمداني: الحسن بن أحمد، الإكليل (من أخبار اليمن وأنساب حمير)، ج 8، تحقيق وتعليق: محمد بن علي الأكوع، مكتبة الارشاد، صنعاء، 2008.
- وزيـــــري: يحيى، موسوعة عناصر العمارة الاسلامية، ج 1، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 1، 1999.
للاطلاع على اللوحات و الأشكال حمل مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 43 الصفحة 77.
([1]) ذمار: تنطق حالياً بفتح الذال، وقد شيدت في الجهة الشمالية الشرقية من قاع بلسان في وادي الجنات، والذي يمتد طولياً من الغرب إلى الشرق، في نفس اتجاه مجرى المياه للوادي المعروف حالياً بوادي الجنات. وإلى الشمال من مدينة ذمار القديمة يقع حصن هران الأثري ويبعد عنها بمسافة (1كم)، وإلى الجنوب تقع قرية ذمار القرن على بعد (4 كم)، وإلى الشرق تقع قرية الملة على بعد (5كم)، وقد وصل التوسع العمراني لمدينة ذمار إليها، وفي الجهة الشمالية الشرقية تقع قرية يفع على بعد (6 كم) تقريباً. انظر: خلدون هزاع الرازحي: “ذمار القرن موقع مدين ذمار القديمة”، بحث ضمن كتاب صنعاء الحضارة والتاريخ، صنعاء، 2005، مجلد 1، ص 120.
([2]) فؤاد عبد الغني الشميري: “الآثار الإسلامية في مدينة ذمار”، بحث ضمن كتاب ذمار عبر العصور، دار جامعة ذمار للطباعة والنشر، ط 1، 2009، ص 70.
([3]) محمد طلعت الدالي: “خصائص العمارة الاسلامية وتميز المعمار اليمني”، مجلة دراسات يمنية، العدد 35، مركز الدراسات والبحوث اليمني، 1989، ص 287.
([4]) فؤاد الشميري: “الآثار الاسلامية”، ص 73.
([5]) هناك العديد من أنواع الأخشاب التي كانت تستخدم في صناعة المصاريع الخشبية، الخاصة بالأبواب ومغالقها، أو النوافذ واطاراتها، أو في الأعتاب، وغيرها من الاستخدامات الخارجية والداخلية للمنازل. ويعدخشب الطنب أشهرهانظراً لتميزه بالقوة والمتانة وغير قابليته للالتواء، وقابل للتشكيل والزخرفة والنقش، في أعمال النجارة. ويتواجد الطنب بكثرة في أعماق الوديان محمياً من الرياح، وعلى سفوح المنحدرات بين ارتفاع من 1000 إلى 2500 متر، وبخاصة في الحيمتين وفي حجة والمحويت، وهي مناطق زراعة البن، حيث يشكل ظلاً مفيداً لأشجارها. للمزيد انظر: سلطان محسن سلام، الحرف التقليدية الاسلامية في العمارة اليمنية، رسالة ماجستير، (غير منشورة)، كلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1989، ص 135. وأيضا: جيمت وبولس بونافان: فن الزخرفة الخشبية في صنعاء، ترجمة محمد العروسي، ومحمد زيد، المركز الفرنسي للدراسات اليمنية والمعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، 1996، ص 15.
([6]) يحيى وزيري: موسوعة عناصر العمارة الاسلامية، ج 1، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 1، 1999، ص 65.
([7]) الرَّزة: تتألف من قطعتين: الأولى حلقة حديدية دائرية تثبت في إطار النافذة (الطاقة)، والقطعة الثانية تسمى بـ (الخطاف) وهي أيضا قطعة حديدية تثبت في طرف مصراع النافذة بواسطة المسامير الحديدية، ولها تدبيب ملتو نحو الأسفل يوضع في وسط الحلقة الحديدية المذكورة. وقد يتم عمل رزة أو اثنتين في طرف مصراع النافذة، أو أكثر بحسب الحاجة إلى ذلك. للمزيد انظر: أحمد محمد الحاضري، فن وهندسة البناء الصنعاني، الهيئة العامة للكتاب، صنعاء، ط 1، 2000، ص 154.
([8]) لقد لعب الأتراك دوراً حاسماً في تطوير النوافذ، حيث ذكر (راثينس) الذي زار صنعاء أربع مرات سنة 1927-1937م، أنه وجد صناعة زجاج في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام، ولم يستعد نشاطها بعد أن تم نسيانها في القرون الأولى من التاريخ الاسلامي، كما لاحظ أن ألواح الزجاج مستوردة وتسمى النافذة الحديثة ذات الاطار الخشبي والزجاج الشفاف نافذة تركية. للمزيد انظر: بونافان: فن الزخرفة الخشبية، ص 157.
([9]) غازي رجب محمد: “الستائر الجصية في الفن العربي اليمني (العقود اليمنية)”، مجلة دراسات يمنية، العدد 28، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، 1987، ص 69.
([10])بونفان: فن الزخرفة الخشبية، ص 185.
([11]) غازي رجب: “الستائر الجصية”، ص 62.
([12])منير عبد الجليل العريقي: الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 1، 2002، ص 261.
([13]) أحمد إبراهيم حنشور: الخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، قسم التاريخ، كلية الآداب جامعة عدن، 2007، صورة رقم 39، ص 123.
([14]) غازي رجب: الستائر الجصية، ص 68.
([15]) الكابولي (Corbel): يأتي الكابولي في هندسة العمارة بمعنى مسند حجري يحمل ما برز من وجه البناء كالشرفات ونحوها. وفي المصطلح الأثري المعماري للدلالة على بروز من حجر أو خشب غالباً أو من الآجر أو الحديد، وأحياناً يبنى خارجاً عن سمت الواجهة ليكون بمثابة دعامة تحمل كمرة أو حزاماً لأرضية البناء الذي يعلوه. وقد استخدمت الكوابيل الحجرية والخشبية بشكل خاص لحمل كثير من بروزات الأبنية الأثرية، مثل الشرفات والخارجات والظلات وبعض دورات المآذن بدلا من المقرنصات أحياناً، وأسفل القراميد البارزة فوق المداخل والأبواب والشبابيك العلوية بالواجهات، وأعلى البانوهات الرأسية ذات الردود. انظر: عاصم محمد رزق: معجم مصطلحات العمارة والفنون الاسلامية، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 1، 2000، ص 248.
([16]) انظر: غازي محمد رجب، “مظاهر حربية في العمارة العربية اليمنية”، مجلة آداب المستنصرية، العدد11،بغداد،1985، ص 589.
([17]) الجدير ذكره أن الشباك الحجري يشبه المشربية الخشبية، وقد ظهر كعنصر دفاعي منذ فترة مبكرة في التاريخ الاسلامي، خاصة في عمارة القصور المحصنة في بادية الشام، التي ترجع إلى الفترة الأموية، ومنها على سبيل المثال أعلى بوابات قصر الحير الشرقي. انظر: ك. كرزويل: الآثار الاسلامية الأولى، ترجمة عبد الهادي عبله، استخرج نصوصه وعلق عليه أحمد غسان سبانو، دار قتيبة، دمشق، ط1، 1984، ص 169.
([18])بونفان: فن الزخرفة الخشبية، ص 208.
([19]) يحي وزيري: موسوعة عناصر العمارة الاسلامية، ج 1، ص 95.
([21]) خالد محمد عزب: التراث الحضاري والمعماري للمدن الاسلامية، دار الكتب العلمية، القاهرة، 2003، ص 102.
([22]) ظهرت المشربيات بكثرة على واجهات منازل كبار القوم، ذو المكانة الاجتماعية الكبيرة كطبقة التجار والقضاة والمشائخ والأسر ذات الدخل المعيشي الكبير، ويبدو أن صناعتها كانت باهظة الثمن، ويدل على ذلك عدم وجودها في منازل عامة الناس. وفي الوقت الراهن تعاني هذه المشربيات الاهمال وعدم الصيانة، ويتم استبدالها بنوافذ زجاجية حديثة، وهي بذلك في طريقها للزوال نهائياً.
([23])بونفان: فن الزخرفة الخشبية، ص 154.
([24]) فهمي علي الأغبري: ألفاظ المنشآت المعمارية في اليمن القديم، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية الآداب – جامعة صنعاء، 2004، النسخة الالكترونية، ص 15.
([25]) غازي رجب: “الستائر الجصية”، ص 67.
([26]) انظر: فهمي الأغبري: ألفاظ المنشآت المعمارية، ص 104- 105.
([27]) الحسن بن أحمد الهمداني: الإكليل (من أخبار اليمن وأنساب حمير)، ج 8، تحقيق وتعليق: محمد بن علي الأكوع، مكتبة الارشاد، صنعاء، 2008، ص 45.
([29]) حسن الباشا: مدخل إلى الآثار الاسلامية، دار النهضة العربية، القاهرة، 1996، ص 617 – 618.
([30]) غازي رجب: “الستائر الجصية”، ص 64.
([32]) غازي رجب: “الستائر الجصية”، ص 70.
([33]) هنادي سمير نامق كنعان: الحليات المعمارية في القصور العثمانية في البلدة القديمة بنابلس (دراسة تحليلية)، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الدراسات العليا، جامعة النجاح بنابلس، 2010، ص 57.
([34]) انظر: سلطان سلام: الحرف التقليدية الاسلامية في العمارة اليمنية، ص 82.
([36]) يعتبر سطح المنزل الذماري بمثابة الفناء (الحوش) لأنه مكشوف، ويستطيع ساكنة المنزل مشاهدة المناظر التي خارج المنزل، من خلال فتحتات الجدار الساتر (الذروة)، كما يمكنهم نشر الملابس تحت أشعة الشمس. وإضافة إلى ذلك يقوم السطح بدور الحديقة، حيث يتم غرس بعض النباتات – بداخل أحواض بلاستيكية أو حديدية – الخاصة بالزينة، أو الطبية، أو تلك المتعلقة بالمناسبات الاجتماعية.