مقال نشر بالعدد الأول من مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية، ص 9 بقلم الدكتورة مليكة ناعيم – أستاذة بكلية اللغة العربية جامعة القرويين ـ مراكش/ المملكة المغربية
للاطلاع على كل العدد اضغط على لوجو المجلة:
ملخص الدراسة:
عرفت الأندلس، بفضل ما سادها من تسامح تميزت به عن كثير من الأقطار، تعايش أجناس مختلفة واحتكاك لغات متباينة، وأثر ذلك التفاعل في ثقافة أهلها ولغاتهم، كما أهلهم لريادة جملة من الدراسات العلمية التي لم تعرف في غيرها من الأقطار الغربية إلا في أواخر القرن الثامن عشر بعد اكتشاف اللغة السنسكريتية على يد السير وليم جونز.
وتسعى هذه الدراسة إلى مقاربة تجربة أبي حيان محمد بن يوسف الغرناطي (ت.745هـ) في دراسة اللغات السامية والمقارنة بينها، واستثمارها في فهم اللغة العربية وحل بعض شواذها على مستويات الدرس اللساني كلها من معجم وصرف وتركيب وأصوات، وتصحيح بعض أوهام النحاة الأوائل ونقد أصول النحو العربي ثم اقتراح منهج نحوي جديد صالح لدراسة الأنحاء واللغات.
اعتمدت الدراسة الاستقراء والوصف والنقد، قصد جمع النصوص المتناثرة في كتب أبي حيان والتي تتعلق بالموضوع المعالج، ثم وصفها ونقدها في ضوء دراسات أخرى في المجال. واستندت إلى مجموعة من المصادر والمراجع وفي مقدمتها منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك لأبي حيان الغرناطي.
انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تتلخص في أن الدراسة الشاملة للغة العربية تستلزم الانفتاح على شقيقاتها وعلى اللغات التي احتكت بها إيمانا بأن دراستها، شأن غيرها من اللغات، من الجانب العربي وحده يظل، مهما اجتهد الدارس.
وإلى توصية بضرورة الاهتمام ضمن البرامج الدراسية لتخصص اللغة العربية، خاصة الجامعية منها، بتدريس اللغات السامية واللغات الشرقية، لما لها من أهمية في تطوير البحث اللغوي.
Abstract Andalusia was a great example of tolerance, a lot of different ethnic groups could coexist together. Also, in Andalusia, there was an interaction between several languages which had an obvious impact on the natives’ culture and languages. Thus, Andalusians benefited so much from those languages and conducted a lot of scientific researches that were not known in the other western countries, but after the discovery of the Sanskrit language by William Johns. This study aims at approaching the experience of Abu Hayyan Mohamed Ben Yussef Alghrnati – 745 Hijriya in the study and comparison of the Semitic languages, and the use of them to understand and solve some linguistic issues of Arabic Language such as the lexicon, morphology, structure, and sounds. Also, by this approach we could correct some misconceptions of the ancestors, and criticize the source of Arabic syntax. Therefore, we suggest new syntactic procedure that’s useful in studying all languages. I adapted in this study the description, criticism, and the inductive approach in order to collect the scattered texts in Abu Hayyan’s books that are related to the subject that is being dealt with, as I described and criticized it based on other studies in the same field. Additionally, I based myself on a range of sources and bibliographies mainly Manhaj Assalik Fi Alkalam Ala Alfiyat Inbu Malik by Abi Hayyan alGharnati. As a result, the study of Arabic requires the openness towards other Semitic languages, and the languages that it interacted with because the negligence of those languages might make the study weak and not effective. As an implication, the educational programs of the Arabic option, especially the academic ones, should take care of, and teach the Semitic and eastern languages for the reason that they have a great role in the development of researching and answering
مقدمة
يكاد اللغويون المعاصرون–وعلى رأسهم المستشرق الألماني جوتهالف برجشتراسر Gothelf Bergstrasser (ت1933م)- يجمعون على أن «أكثر ضلالات النحويين واللغويين العرب القدماء نشأ من جهلهم باللغات السامية»[i] . ويؤكده إسرائيل ولفنسونwolfensohn y”” بإقراره بـ« أن جميع علماء اللغة من المسلمين لم يكونوا يعرفون شيئا من اللغات السامية كالعبرية والسريانية معرفة صحيحة، فنشأ عن ذلك أنهم لم يوفقوا إلى بيان المعاني الدقيقة التي تؤديها كثير من الكلمات العربية في أصل وضعها ونشأ عن ذلك أيضا وقوعهم في أغلاط فاحشة فيما يتعلق بفهم اشتقاق الكلمات لأنه ليس من الممكن في كل الأحوال أن يهتدي الباحث إلى أصل اشتقاق الكلمة إذا اقتصر في بحثه على لغة سامية واحدة»[ii] وهو قول يزكيه عجز النحاة الأوائل عن الحسم في بعض المسائل، ونعت أخرى بالشاذ أو المهمل أو الغريب أو المتروك، وبناء كثير من الأحكام على الظن، وكذا الخلاف النحوي الناتج معظمه عن قلة الاطلاع وجزئية الدراسة مع التعصب للآراء ورفض الانفتاح على اللغات الاخر، خاصة القريبة الأصر من اللغات العربية، والتي بادلتها التأثير والتأثر. غير أن هذا الحكم يحتاج إلى تقييد، لأن من النحاة العرب من التفت إلى أهمية اللغات السامية في تحقيق كثير من المسائل التي تعترض سبيل المعرفة العميقة للعربية وشقيقاتها، وفي مقدمتهم أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي المتوفى سنة 745هـ[iii] الذي كانت ثقافته ظاهرة عجيبة، جعلـت الصفدي يلقبـه بـ”فريد العصر وشيخ الزمان وإمام النحاة”[iv] وهاول سلوبر Howell Sloper ينعته “بسيد العالم في علم النحو”[v]، وسيدني جلازر sidney Glazer يصفه بـ”رائد المنهجين الوصفي والمقارن” ويصف ثقافته وفكره بالسابقين لأوانهما[vi]، علما بأنه لم يقف عند حدود اللغات السامية، وإنما اطلع أيضا على جل اللغات الشرقية وألف فيها كتبا وقارن بينها، فأفاد من «اختلاف تراكيبها أو قوانينها مع اتحاد المدلول عجائب وغرائب في المفردات والمركبات» كما اقر في مواضع مختلفة من كتبه[vii].
فهل كان أبو حيان مدركا لحقيقة اللغات السامية؟
وما هي العجائب والغرائب التي استفادها منها؟
وكيف استثمرها في حل بعض شواذ اللغة العربية؟
وإلى أي حد أسهمت اللغات السامية في نقد أصول النحو العربي والتمهيد للنحو الوصفي؟
تلكم أسئلة حاولت هذه الدراسة مقاربتها من خلال محاور ثلاثة:
المبحث الأول: أبو حيان والانتباه المبكر إلى علاقة العربية بالحبشية
المبحث الثاني: أبو حيان والمقارنات اللغوية
المبحث الثالث: أبو حيان والتمهيد للنحو الوصفي
المبحث الأول: أبو حيان والانتباه المبكر إلى علاقة العربية بالحبشية
أدرك أبو حيان أن العربية لغة سامية، نسبة إلى سام بن نوح، بمعنى فرع لغات يضمها إطار تاريخي معين، وتسري فيها خصائص متشابهة، فقد أكد في البحر المحيط انقسام الألسنة البشرية إلى مجموعات ثلاث بحسب أبناء نوح عليه السلام، وذكر العرب ضمن أبناء سام[viii]، وهذا يفيد انتباهه إلى الشبه بين العربية وشقيقاتها. وهذا أيضا يميزه عن التصنيف الذي اعتمدته الدراسات الحديثة مستندة إلى نص محرف من التراث، تصرف في الأنساب وفق أهداف سياسية، فأقصى الكنعانيين عن الشعبة السامية وأقحم ضمنها اللوديين والعيلاميين، ولم يذكر العرب باسمهم وإنما ذكر لغة حمير ومضر[ix]، ومعلوم أن اسم العرب معروف قبل كتابة التوراة، ولعل أقدم ذكر ـ كما قال طه باقرـ: (( – على ما نعلم حتى الآن – لبعض القبائل العربية باسم العرب قد جاءنا من زمن الملك الآشوري “شيلمنصر” الثالث في أخبار حربه في موقعة القرقار , 853 ق. م))[x]، أي قبل تدوين التوراة بمدة زمنية مهمة.
صحيح أن أبا حيان ليس هو أول من التفت إلى العلاقة بين اللغات السامية، إذ سبقه إلى ذلك كثير من العلماء العرب خاصة ابن حزم الأندلسي ت.456ه الذي يمثل ظاهرة متميزة في عصره، فقد ثبت أنه لم يتجاوز الزقاق ولم يفارق الأندلس[xi]، وما يعنيه من انحصار ثقافته فيما جادت به بيئته، وما استلزمه التواصل مع سكانها من التفات إلى لغاتهم، خاصة العربية والعبرية والسريانية التي يعتبرها -إلى جانب العربية- لغة واحدة في الأصل انشقت إلى لهجات مختلفة بفضل الاحتكاك بغيرها والتباعد بينها.
يقول ابن حزم: “إلا أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مضر لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت بتبدل مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي، ومن الخراساني إذا رام نغمتهما. ونحن نجد من إذا سمع لغة فحص البلوط، وهي على مسافة ليلة واحدة من قرطبة، كاد أن يقول إنها غير لغة أهل قرطبة. وهكذا في كثير من البلاد فإنه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبدلا لا يخفى على من تأمله. ونحن نجد العامة قد بدلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلاً وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى ولا فرق، فنجدهم يقولون في العنب “العينب وفي السوط “أسطوط” وفي ثلاثة دنانير “ثلثدا”. فإذا تعرب البربري فأراد أن يقول الشجرة قال “السجرة”! وإذا تعرب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول “مهمداً”(…) فمن تدبر العربية والعبرانية والسريانية أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان. واختلاف البلدان ومجاورة الأمم. وأنها لغة واحدة في الأصل»[xii].
لم يكن انتباه ابن حزم إلى هذه اللغات مجرد صدفة، إنما وليد تجاورها في الأندلس، مما يسر له الوقوف بنفسه أو بمساعدة متكلميها من الوقوف على خصائصها وإدراك وحدة أصلها، وما عرفته كل واحدة منها عبر العصور من تطور يجسد حيوية اللغة، ويجعل المقارنة سبيل التأصيل لظواهرها واكتشاف أصلها أو افتراضه على الأقل. إن نص ابن حزم يؤكد الشبه الكبير بين هذه اللغات، ويحصر الخلاف في النطق، لذلك شبه الفرق بينها بالفروق الملاحظة بين اللهجات العربية في الأندلس، مما يبين أنه كان على وعي بأسس المقارنة بين اللغات وكذا المرتكزات الأساس للمقارنة، خاصة الخصائص المشتركة كما أسلفنا، غير أنه لم يستطع، كما يقول الدكتور أحمد شحلان، تصنيف اللغات السامية كما نفعل نحن اليوم، فقد وضع السريانية والعبرية، وهما من لغات الفرع الشمالي الغربي من اللغات السامية في صنافة العربية الفصحى العربية التي تمثل بفرعيها الشمالي والجنوبي والحبشية الفرع الجنوبي من اللغات السامية، في حين أبعد لغة حمير، وهي لغة عربية جنوبية من صنافة العربية الفصيحة[xiii]، مميزا بذلك بين فرعي العربية الشمالي والجنوبي.
لقد أهل الوضع الاجتماعي الأندلس لأن تشهد ميلاد الدراسات المقارنة بين اللغات العروبية، لاحتضانها لنماذج بشرية مختلفة مثل اليهود الذين « كثر عددهم هناك إلى درجة جعلت الرازي يطلق على المدينة اسم«غرناطة اليهود»[xiv]، مستفيدين- بعد الفتح– من تسامح الدين الإسلامي، ومن أهم مظاهره انتشار العبرية والسريانية إلى جانب العربية[xv]، مما أسفر عن حاجة كل طرف إلى تعلم لغة الأخر، وإدراك الفوارق بين اللغات السامية، خاصة على مستوى الأصوات نظرا للشبه الكبير بينهما، وما قد ينتج عنه من مغالطات في التعلم، ولذلك استعان اليهود في وضع نحو لغتهم بالنحو العربي.
إن النحاة العرب واللغويين لم ينفردوا بإدراك أهمية المقارنة بين اللغات الموحدة الأصل، وإنما شاركهم فيه غيرهم من العبرانيين، لا سيما المغاربة منهم والأندلسيين الذين توسلوا في وضع نحو لغتهم العبرية باللغتين العربية والسريانية.
أمثال يهود بن قريش التاهرتي الفاسي المغربي (عاش في المنتصف الثاني من القرن التاسع للميلاد) الذي خلف رسالة إلى جماعة يهود فاس يحضهم فيها على تعلم الترجوم كما نبههم إلى الشبه بين العربية والعبرية والأرامية، منها: «أما بعد فإني رأيتكم قطعتم عادات الترجمة بالسرياني على التوراة من كنائسكم، وأطعتم على الرفض به جهالكم المدعين بأنهم عنه مستغنون وبجميع لغة العبراني دونه عارفون(…) فرأيت عند ذلك أن أؤلف هذا الكتاب لأهل الفطن وذوي الألباب فيعلموا أن جميع اللسان المقدس الحاصل في المقرإ قد انتشرت فيه ألفاظ سريانية واختلطت به لغة عربية وتشتت فيه حروف عجمية وبربرية ولاسيما العربية خاصة»[xvi]. ويمكن اعتبار هذه الرسالة ميلادا حقيقيا للدراسات اللغوية المقارنة خلال القرن الرابع الهجري، ودعوة حقيقية إلى اعتماد الموضوعية في الدراسات اللغوية، فهو يسخر ممن يعتقد بإمكان فهم التوراة بالاقتصار على اللغة العبرية ويصفهم بالجهال ويصف غيرهم ممن يؤمن بالتداخل بين اللغات بذوي العقول والألباب ولهم ألف رسالته.
وأمثال أبي الوليد مروان بن جناح القرطبي( ت515هـ)، الذي استعان في دراسة العبرية بالعربية، قال: «وما لم أجد عليه شاهدا مما ذكرته، ووجدت الشاهد عليه من اللسان العربي، لم أنكل من الاستشهاد بواضحه، ولم أتحرج عن الاستدلال بلائحه، كما يتحرج عن ذلك من ضعف علمه وقل تميزه، من أهل زماننا، لاسيما من استشعر منهم التقشف وارتدى بالتدين، مع قلة التحصيل لحقائق الأمور»[xvii]. يتبين من النص إدراك ابن جناح للشبه الكبير بين العربية والعبرية إلى درجة يمثل فيها لقواعد العبرية بشواهد من القران الكريم إلى جانب الاستدلال بالشعر العبري وبنصوص العهد العتيق.
لكن الملحوظ أن هؤلاء الدارسين اقتصروا على اللغات الثلاث، وهي: العربية لغة القرآن، والعبرية والارامية لغتا الكتاب المقدس، فهي كلها مرتبطة بالديانات.
ولعل ما يميز أبا حيان عن غيره ممن اهتم بالمقارنات اللغوية في زمانه أو قبله كما رأينا، هو ريادة الانتباه إلى العلاقة بين العربية والحبشية، وملاحظه ما بينهما من الشبه والتوافق في كثير من الألفاظ والتراكيب، والذي علله بقرب العرب من الحبش وما نتج عنه حتما من الاحتكاك والتداخل، ولا يعني هذا إغفال معرفة العرب بالحبشية زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولعل في كون أول هجرة إلى الحبشة أكبر دليل على المعرفة باللغة والإحساس بنوع من التقارب، لكن أبا حيان سبق إلى الدراسة واستنباط الخصائص المشتركة، يقول: «وكثيرا ما تتوافق اللغتان لغة العرب ولغة الحبش في ألفاظ وفي قواعد من التراكيب النحوية كحروف المضارعة وتاء التأنيث وهمزة التعدية»[xviii]. وهذا التنصيص على الكثرة مع إيراد النماذج يؤكد أن أبا حيان درس اللغتين معا وقارن بينهما، فبدت له درجة التقارب -وذلك على الرغم من أن الأقوال المأثورة عن السلف تنسب الأحباش إلى حام بن نوح والعرب إلى سام[xix]– مما أثر لديه أسئلة جعلته يفرد الحبشية من بين اللغات السامية المتـداولة في عصره والتي كان ملما بها، كالعبرانية والسريانية، بالتأليف، إذ صنــف فيها كتاب “جلاء الغبش عن لسان الحبش” -وهو من كتبه المفقودة وللأسف الشديد[xx]– ويبدو من النصوص التي اقتبسها منه في غيره من كتبه أنه جمع فيه بين المعجم والنحو والتصريف، وأنه سلك فيه منهجا مقارنا، كما يبين قوله عن حروف المضارعة: «ووافقت الحبشة العرب في حروف المضارعة فالياء للغائب مطلقا غير المؤنثة فتقول مَحَطَ بمعنى ضرب فإذا أردت معنى يضرب قلت يِمْحَطُ والتاء للمخاطب مطلقا وللغائبة فتقول أتا تِمْحَطُ أي أنتَ تضرب وهند تِمْحَطُ والهمزة للمتكلم وحده فتقول إياء إِمْحَطْ أي أنا أضرب والنون للمتكلم ومعه غيره فتقول إنيا نِمْحَطُ أي نحن نضرب فأنت ترى توافق هذا اللسان الحبشي للسان العربي في حروف المضارعة إلا أنها في اللسان الحبشي مكسورة كما مثلنا»[xxi]. وهذا القول يحمل دلالات كثيرة، إضافة إلى المصرح بها، منها:
1-التوافق بين اللغتين العربية والحبشية في الضمائر، الأمر الذي يسمح بافتراض كونها الأصل في اللغة الأولى ومن المشترك السامي، خصوصا إذا قورنت بنظائرها في غيرها من اللغات السامية، إذ يلاحظ أن ليس بينها من الفرق إلا ما قد يكون ناتجا عن اختلاف النطق وما تعرفه الأصوات من الإبدال والتطور الناتج عن الاختلاط بالأقوام غير الجزرية، كما هو باد من الأكدية التي فقدت معظم أصوات الحلق بتأثير من اللغة السومرية غير السامية، ولعل هذا ما أومأ إليه أبو حيان حين نقل عن بعضهم قوله إن المراد باللغات الأصوات والنغم[xxii]، وهو أيضا ما أشار إليه ابن حزم قبله بقوله “جرس”[xxiii]، ولعلهما قصدا بذلك إلى إبراز قوة الشبه بين اللغات السامية، وحصر الاختلاف في النطق الذي يميز بين لهجات اللغة الواحدة[xxiv]. لقد أكدت الدراسات الحديثة أن بين اللغات الساميية من القواسم المشتركة والخصائص ما لا تجارية لغات فصيلة من الفصائل الأخرى[xxv]، وأن من اهم الخصائص هي الاشتراك في المعجم كألفاظ الحضارة والألفاظ الدالة على أعضاء الجسم وصفات القرابة والضمائر وحروف العطف والأعداد الأساس من اثنين إلى عشرة، ، ومن مظاهر الشبه أيضا بعض الخصائص الصرفية كاعتماد القوالب وتنويع الأبنية عن طريق السوابق واللواحق، ومنها ما أشار إليه الغرناطي في النص من حروف المضارعة وحروف التعدية، هذا إلى جانب الشبه في خصائص الجملة، خاصة التوازي والاعتماد على الجملة الفعلية ووجود الجملة الاسمية من دون حاجة إلى اعتماد الرابط “كان”، بخلاف ما نلاحظه في كثير من اللغات خاصة الهندوـ أوربية من لزوم الفعل الرابط, ولعل من ابرز عناصر الشبه هي الضمائر كما يتبين من نص أبي حيان السالف الذكر.
لقد صرح أبو حيان ببعض الخصائص المذكورة أعلاه في ما توافر من كتبه، كما أن منهجه في دراسة الأنحاء التي تعتمد المقارنة مع الحرص على إظهار أوجه الشبه ومظاهر الاختلاف يفيد أنه مدرك لمعظمها على الأقل، وهو ما استنبطته من منهجه في النصوص المبثوثة في كتبه النحوية وتفسيره، وكذا من قراءتي المتواضعة لكتابه الإدراك للسان الأتراك الذي هو من أهم الدراسات المعجمية والنحوية للغة التركية، بمنهج ولغة عربيين، مقارنا بين اللغتين ومظهرا أوجه الشبه بينهما ومظاهر الاختلاف، ومنه ـ على سبيل التوضيح فقط، لأن الدراسة مخصصة للسامية واللغة التركية ليست منهاـ في محور”الإضافة بحرف” حيث قال: «(بَرُو) أيضا تدخل على الزمن دخول منذ عليه في اللسان العربي تقول في ما رأيته منذ أمس (دُنَا كُنْدَنْ بَرُو كُرْمَدُمْ) (دُنَا) أمس و(كُنْ) يوم (دَنْ بَرُو) منذ (كُرْمَدُمْ) أي ما أبصرت»[xxvi] فأفاد أن (بَرُو)، ويرادف (غَلى) في التركية و(منذ) في اللغة العربية، تضاف إلى ظرف الزمان فتكتسي صفة الظرفية، إلا أنها تختلف عنها في الموقع، لأن حروف الإضافة في اللغة التركية تأتي أخرا بخلاف نظيراتها في اللغة العربية التي تدخل على الأسماء[xxvii]. يبدو من هذا النموذج ومثله كثير ان اباا حيان اعتمد المقارنة الى جانب الوصف والتحليل، وهو ولا شك المنهج المعتمد في دراساته كلها للغات غير العربية وقد ضاعت وللأسف ما عدا كتابه الادراك في لسان الاتراك”.
2-أن كسر حروف المضارعة في الحبشية، والمطرد في كثير من اللغات السامية كالعبرانية والنبطية، يمكن افتراض كونه أصلا لكسر همزة “إخال” الشاذة في العربية، ومن المشترك السامي أيضا، ومما يعزز هذه الملاحظة قول سيبويه: «هذا باب ما تكسر فيه أوائل الأفعال المضارعة للأسماء كما كسرت ثاني الحروف حين قلت فعِل وذلك في لغة جميع العرب إلا أهل الحجاز، وذلك قولهم: أنت تِعلم ذاك، وأنا إِعلم، وهي تِعلم، ونحن نِعلم ذاك. وكذلك كل شيء من بنات الياء والواو التي الياء والواو فيهن لام أو عين، والمضاعف، وذلك قولك: شقيت فأنت تِشقى، وخشيت فأنا إِخشى وخلنا فنحن نِخال، (…) وجميع ما ذكرت مفتوح في لغة أهل الحجاز، وهو الأصل»[xxviii]، ويؤكد هذا القول أن لغة الحجاز، وهي فتح أوائل أفعال المضارعة، أقرب إلى العربية الفصحى. قد يؤول قوله الأصل بأنه المعتمد في اللغة السامية الأم، غير أن اطراد الكسر في اللغات السامية غير العربية يحول دون الجزم بالرأي. إن هذا التبرير ليؤكد أهمية الرجوع إلى اللغات السامية في إعادة النظر في كثير من القضايا التي نعتت في النحو العربي القديم بأوصاف من مثل المذموم والقبيح والضعيف وغيرها من الاستعمالات اللغوية التي قد نجد لها تأصيلا لها في ما يعرف باللغة الأم أو على الأقل أن يكون من مظاهر التطور الطبيعي في كل لغة بفعل التعايش مع أقوام ولغات أخر، أو أن يكون تسرب إلى العربية من غيرها.
إن التنصيص على أهمية الرجوع إلى اللغات السامية في مراجعة بعض قضايا النحو واللغة العربيين لا يعني افتراض الضعف في لغة القرآن ـ ولعل الاحتراس من هذا التأويل هو ما جعل القدماء يتحرجون من مقارنتها بغيرهاـ ولا الدخول في إشكال التفاضل والتمايز بين اللغات، وإلا فاللغة العربية تتسم بالسعة والشجاعة والقوة وأكبر دليل على ذلك هو وسعها للقرآن، وهو أبلغ كلام وأفصحه وأشمله وأهمه، لكن ثمة ظواهر في هذه اللغة قد تكون في الأصل السامي ثم اختفت من الاستعمال فصنفت ضمن الغريب والمتروك أو الدخيل ككسر حرف المضارعة، كما أن ثمة قضايا تطورت في شقيقاتها ثم دخلت إليها بفعل الاحتكاك لأسباب ما، فصار فهمها يقتضي الرجوع إلى معينها، والأمر لا يخص العربية وإنما اللغات كلها. فالعبرانيون اقروا بضرورة الرجوع في دراسة لغتهم وفهم كتابهم المقدس إلى اللغتبن الارامية والعربية، وأما الارامية فالأمر واضح لأن في كتابهم سفرين بالارامية، وهما سفر عزرا ودانيال، وأما العربية فلإدراكهم للعلاقة بين اللغتين ولكون العربية احتفظت بخصائص سامية لم يحتفظ بها غيرها من اللغات، ولكون بعض موادها كما ذكر ابن قريش متفرقة في الكتاب العتيق.
3-أن تعزيز أبي حيان لقوله بأمثلة مع التأكيد على التوافق يؤكد أن ملاحظاته ناتجـة عن دراســة متعمقة وتحرٍ مبني على الاتساع والتخصص وينفي أن تكون مجرد صدفة عارضة أو اعتباطية، وقد صرح أكثر ما مرة في كتبه بالإطلاع على اللغات والاستفادة من خصائصها التركيبية والمعجمية، بخلاف ما زعمه بعض المعاصرين[xxix]. وهي ملاحظات زكـتها الدراسات اللسانية الحديثة واعتمدتها شروطا للمقارنة بين اللغات (خاصة الجوار والمعاصرة إلى جانب وحدة الجنس) ومعيار تصنيف اللغات إلى أسر وفروع، إذ جــعلوا الحبشية والعربية الفرع الجنوبي من اللغات السامية[xxx]، وأكدوا ما بينهما من الشبه إلى درجة يصعب معها تعيين الأصل وتبيان الفرق، يقول بروكلمان: «وعندما بدأ الاشتغال، في القرن السابع عشر، بلغة الأحباش الدينية، لم يسع المرءَ إلا الاعترافُ بقرابتها الشديدة للغة العربية. وهكذا كان لدى كبار المستشرقين، في القرن السابع عشر، تصور صحيح في الغالب، عن وحدة الفصيلة السامية»[xxxi].
وقد نقر هنا بدون تحفظ بأن أبا حيان سبق المستشرقين إلى هذه الملاحظات بقرون كما أنه تفادى بعض الأخطاء التي وقعه فيها سلفه، خاصة تصنيف كل من العربية والآرامية والعبرية ضمن مجموعة واحدة، والواقع أن العربية تمثل المجموعة الجنوبية إلى جانب الحبشية، بينما تصنف الارامية والكنعانية، ومن لغاتها العبرية، ضمن القسم الشمالي الغربي. لقد انتبه أبو حيان إلى بعض أوجه الشبه ومظاهر الافتراق وصاغ قواعد عامة للتمييز كما سنرى، إلا أن الإشكال المطروح في هذا الإطار هو أن أبا حيان جزم بعدم انحصار البشر وبالتالي الألسنة في سلالة نوح عليه السلام[xxxii]. إذا صح هذا القول فأين تصنف لغات الأجناس الأخرى؟ وهل من مشروع بحث في هذا المجال؟ أليس هذا مما يثير إشكال علاقة اللغة بالجنس ويعمق إشكال التسمية؟ خصوصا وأن في القرآن وهو أصدق القول إشارة إلى انحصار الأجناس البشرية في ذرية نوح عليه السلام، يقول تعالى: “وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ” (الصافات:77).
ولا ندعي هنا أن أبا حيان قد انتبه إلى كل القضايا المتعلقة بالفصيلة السامية من اللغات، وإنما وقف عند حدود الإمكانات المتاحة في عصره إذ لم تكتشف معظم هذه اللغات إلا في القرن التاسع عشر وبداية العشرين وما تزال الأبحاث جارية، وإنما فقط لفت الانتباه إلى قضايا مهمة اعتمدتها الدراسات الحديثة في بناء علم مستقل هو فقه اللغة المقارن، وهنا نؤيد قول طه باقر: ((إن معرفة لغويينا بما يسمى “اللغات السامية” أو الأصح اللغات الجزرية أو اللهجات العربية القديمة كانت ناقصة محدودة إلى درجة كبيرة ؛ لأن ما كان معروفا من هذه اللغات اقتصر على العبرانية والآرامية والحبشية، ولم تكن اللغات ” السامية ” الأقدم منها مثل البابلية والآشورية (الأكدية ) والكنعانية قد كشف عنها النقاب عن طريق ما خلفته من مدونات لغوية من بعد معرفة الخطوط القديمة التي دونت بها … ذلك الكشف الذي يعد من أروع ما حققته التحريات والبحوث الآثارية الحديثة والدراساتُ اللغوية المقارنة بين تلك اللغات وتأكيد كونها من أصل واحد ))[xxxiii] .إن أهم ما أضافته الدراسات الحديثة في مجال اللغات السامية، هو البناء المنهجي المنظم والدراسة المتخصصة المستقلة، وهذا ما قصده فردناند دسوسير بالقول عن رائد علم اللغة المقارن: “فلم يستحق إذن بوب كل تقدير لكونه قد اكتشف بأن اللغة السنسكريتية ذات قرابة ببعض اللغات الأوربية والآسيوية بل لكونه قد فهم بأن العلاقات بين اللغات ذات الأصل الواحد يمكن أن تصبح موضوعا ومادة لعلم مستقل”[xxxiv].
المبحث الثاني: أبو حيان والمقارنات اللغوية
أقر أبو حيان بأن العربية –شأن غيرها من اللغات- كائن حي ينمو ويتطور، وبأن دارسها في حاجة إلى معرفة لغوية موسوعية، لذلك بنى أكثر انتقاداته للنحاة الأوائل على قلة الاطلاع والجهل باللغات، واستثمر إجادته لبعض اللغات السامية في استدراك النقص وتصحيح الأخطاء وفق مقتضى المقام. فإلى جانب اعتمادها في تفسير الدخيل والمعرب في القرآن مع التنصيص على اللغات المفيد لإلمامه بمعظم اللغات السامية واعترافه بالدخيل في القرآن متجاوزا بذلك موقف المتعصبين المنكرين للدخيل في اللغة العربية، ومنه قوله: “آدم مشتق من الآدام وهو التراب بالعبراني”[xxxv]، و”إسرائيل بالعبراني مركب من إسرا وهو العبد وإيل وهو من أسماء الله بمعنى عبد الله”[xxxvi]، وغيرها من النماذج المؤكدة لمعرفته ببعض اللغات السامية[xxxvii]. وإشارته إلى التقابل الصوتي المطرد، خاصة بين العربية والعبرانية، والمفيد لإلمامه باللغة العبرية، ومنه قوله: «المسيح عبراني معرب وأصله بالعبراني مشيحا عرب بالسين كما غيرت في موشي فقيل موسى»[xxxviii] وهنا إشارة مهمة من أبي حيان إذ أن الأصوات تعتبر من أهم القضايا في اللغات السامية، نظرا لما تتميز به هذه اللغات من حروف لا توجد في غيرها، خاصة حروف الحلق وحروف الإطباق من جهة، وللفروق بين هذه اللغات الناتج عن التأثر بالشعوب غير السامية بعد الخروج من المهد الأصلي والتفرق في البقاع، ولعل العربية هي الوحيدة المحتفظة بكل حروف الحلق والإطباق السامية في حين فقد معظمها في غيرها من اللغات السامية، خاصة الأكدية كما ذكرنا … وبجانب هذه الإشارات الدقيقة استند إلى اللغات السامية أيضا في حل بعض شواذ اللغة العربية، كما تبين النماذج الآتية:
1- إلحاق الكاف بالمنسوب في هندي وهندكي – بمعنى المنسوب إلى الهند-: اختلفت آراء النحاة حول صفة هذه الكاف، فقال بعضهم إنها زائدة، وأنكر البعض الآخر زيادتها لعدم ثبوت الكاف ضمن حروف الزيادة، دون محاولة تقديم تحليل علمي دقيق لهذه الظاهرة النادرة في اللغة العربية، أما أبو حيان فقد أنكر القول بأنها عربية، وذهب إلى أنها مقترضة، قال: «والذي أخرجه عليه أن من تكلم بهذا من العرب إن كان تكلم به فإنما سرى إليه من لغة الحبش لقرب العرب من الحبش ودخول كثير من لغة بعضهم في لغة بعض والحبشة إذا نسبت ألحقت آخر ما تنسب إليه كافا مكسورة مشوبة بعدها ياء يقولون في النسب إلى قندي قندكي وإلى شواء شوكي وإلى الفرس الفرسكي وربما أبدلت تاء مكسورة قالوا في النسب إلى جبري جبرتي وقد تكلمت على كيفية نسبة الحبش في كتابنا المترجم عن هذه اللغة المسمى بجلاء الغبش عن لسان الحبش وكثيرا ما تتوافق اللغتان لغة العرب ولغة الحبش في ألفاظ وفي قواعد من التركيب نحوية كحروف المضارعة وتاء التأنيث وهمزة التعدية…»[xxxix]. هكذا يبدو أنه تحرى أصل هذه القاعدة وتتبع خواص اللغتين فصحح الوهم وصاغ قاعدة لتمييز الأصيل من الدخيل مفادها: «أن الكثرة دليل على الأصالة والقلة دليل الفرعية»[xl]، لذلك أكثر من الأمثلة الحبشية مقابل التشكيك في استعمال العرب لهذه الصيغة بالقول «إن كان تكلم به»، ليؤكد أصالتها في الحبشية وحدوثها في العربية، ونبه من خلال ذلك إلى حقيقة مهمة وهي أنه على الرغم من وحدة الأصل والشبه الكبير بين اللغات السامية، فإن كل لغة طورت لنفسها ألفاظا وتراكيب لاعتبارات مختلفة ينبغي استحضارها في الدراسة.
إن هذه الأمثلة يمكن اتخاذها دليلا على ضرورة مراجعة ما ورد في كتب اللغويين العرب القدماء من ظواهر لغوية تنعت بنعوت غير علمية من مثل اللغات المذمومة كالكشكشة والتأتأة وغيرها من الظواهر التي ينبغي إعادة النظر في دراستها ووصفها على أساس من علم اللغة المقارن التاريخي، فقد تكون من الظواهر التي دخلت إلى العربية من غيرها من اللغات كشقيقتها الحبشية، ذلك أنه على الرغم من وحدة الأصل فقد طورت كل لغة لنفسها من القواعد والأساليب بحكم تأثرها باللغات الأخرى من جهة، وما يقتضيه التواصل وفق حاجيات الأقوام من جهة ثانية.
2- دلالات ميم “اللهم”: احتار النحاة العرب أيضا في دلالة هذه الميم المشددة، فذهب البصريون إلى أنها عوض عن حرف النداء ومعناها “يا الله” واحتجوا «بأن قالوا: إنما قالوا ذلك لأنا أجمعنا على أن الأصل “يا الله” دلنا ذلك على أن الميم عوض من “يا” ووجدنا الميم حرفين و”يا” حرفين، ويستفاد من قولك “اللهم” ما يستفاد من قولك ما قام مقام المعوض، وهاهنا الميم قد أفادت ما أفادت “يا”؛ فدل على أنها عوض منها، ولهذا لا يجمعون بينهما إلا في ضرورة الشعر»[xli]. وزعم الكوفيون أنها بقية من جملة محذوفة تقديرها “يا الله أمنا بخير”، و«احتجوا بأن قالوا: إنما قلنا ذلك لأنا الأصل فيه «يا الله أمنا بخير » إلا أنه لما كثر في كلامهم وجرى على ألسنتهم حذفوا بعض الكلام طلبا للخفة، والحذف في كلام العرب لطلب الخفة كثير»[xlii]. أما أبو حيان فرأى أن هذا القول «سخيف لا يحسن أن يقوله من عنده علم»[xliii]، وذهب إلى أنها للتعظيم بالقول: «إن اللهم هو الله زيدت فيه الميم فهو الاسم العلم المتضمن لجميع أوصاف الذات»[xliv]. ويبدو أنه رجع إلى نظائر هذه المادة في لغات سامية أخرى، خاصة “ألوهيم” العبرانية وهي جمع إله، إلا أنها لا تفيد التعدد وإنما التعظيم، أي الإله الواحد الحق الجامع لصفات الألوهية، فخلص إلى أن الميم علامة الجمع وهو موقف يزكيه كثير من الدارسين المعاصرين مستدلين بعلامة الجمع في العبرانية، وهي الياء والميم، وفي الضمائر العربية، يقال كتبت/ كتبتم وكتابك/كتابكم وأنت/ أنتم، والتي غيرت في الأسماء الظاهرة بالنون نتيجة الإبدال الصوتي، خصوصا وأن الميم والنون متقاربا المخرج، والإبدال والقلب من الظواهر الصوتية المشهورة في اللغات السامية.
3- الأصل اللغوي لـ”هيت” من قوله تعالى: (وقالت هيت لك) (يوسف، الآية: 23). اختلفت آراء المفسرين حول أصل هذه الكلمة لاشتراكها بين لغات كثيرة. «فزعم الكسائي والفراء أنها لغة حورانية وقعت إلى أهل الحجاز فتكلموا بها ومعناها تعال وقاله عكرمة وقال أبو زيد هي عبرانية هيتلخ أي تعال فأعربه القرآن وقال ابن عباس والحسن بالسريانية، وقال السدي: بالقبطية هلم لك وقال مجاهد وغيره عربية»[xlv]. لم يحسم أبو حيان في هذا الخلاف الناتج عن اقتصار كل مفسر على لغة دون البحث في تاريخ الكلمة في غيرها ولم يصرح بالرأي الذي يرتضيه، وإنما صاغ قاعدة كلية بمثابة كلمة الفصل وهي: «ولا يبعد اتفاق اللغات في لفظ فقد وجد ذلك في كلام العرب مع لغات غيرهم»[xlvi]. وهي ملاحظة لا يمكن أن تصدر إلا عن دارس مقارن للعربية بشقيقاتها، ذي نظرة موضوعية وسعة اطلاع، مما مكنه من استنباط تلك الحقيقة الحاسمة، وهي التوافق بين اللغات في كثير من الألفاظ والتراكيب، وعدم جدوى الخلاف حول أصل ما اتفقت فيه، إذ لا يمكن أن يكون إلا مواد في اللغة الأصل عرفتها هذه اللغات كلها، ولا يمكن أن ينسب إلى إحداها دون غيرها، وإنما يمكن استثماره في افتراض خصائص اللغة الأم، وفي تأكيد أهمية المقارنات اللغوية في تجاوز الخلاف النحوي الناتج عن قلة الاطلاع، خصوصا وأن اللغات الموظفة في النص كلها سامية. وقد ذكرنا سلفا أن الخصائص المشتركة بين لغات هذه الفصيلة لا تضاهيها فصيلة لغوية أخرى، لكن الدراسات المعاصرة المقارنة تقر بأن أصل هذه المادة من اللغة العبرية.
4- جذر اشتقاق “التوراة” و”الإنجيل”: تكلف النحاة جذرَهما نظرا لتجاهل أصلهما اللغوي. وحاول أبو حيان تصحيح الخطأ باستحضار قواعد تصريف الدخيل والمعرب مع رد الكلمتين إلى أصلهما العبراني، قال: «نقول إنهما اسمان عبرانيان فلا يدخلهما اشتقاق عربي بنص النحاة ثم تكلموا فيهما على تقدير أنهما عربيان»[xlvii]. لم يستسغ أبو حيان هذا التناقض الواضح في أقوال النحاة، فجزم برأيه في مواضع مختلفة من تفسير البحر المحيط، وهو أن «الإنجيل اسم عبراني أيضا وينبغي أن لا يدخله اشتقاق وأن لا يوزن»[xlviii]. وصاغ قاعدة كلية لاشتقاق الدخيل بالقول: «فإن كانت [اللفظة] غير عربية فلا يدخلها الاشتقاق الذي يدخل في ألفاظ العرب إلا إن اشتقت منها العرب»[xlix]. داعيا بهذا القول إلى ضرورة معاملة الدخيل المحتفظ بصيغته الأصلية أو بأكثر سماتها معاملة خاصة واتباع سلوكه في اللغة المدروسة. لم يكن أبو حيان أول من نبه إلى أن التوراة والإنجيل ليستا عربيتين، لكن ما يميزه على الرغم من تواضع دراسته إذا ما قرأناها في ضوء الدراسات المقارنة الحديثة، هو الحرص على صياغة القواعد العامة للدخيل والمعرب وغيرهما من القضايا التي أثارها مما له علاقة بالموضوع.
من هذه النماذج وغيرها كثير يتبين أن أبا حيان كان أكثر فهما للغة ولخصائصها وعلاقتها بالمحيط، ومدركا لحاجة دارس العربية إلى اللغات السامية لحل كثير من الشواذ وافتراض اللغة الأصل وان فهم العربية فهما صحيحا وشاملا لا يمكن أن يتم على وجهه العلمي الصحيح دون مقارعتها بأخواتها الاخريات وهي اللغات السامية، أو الحامية السامية,,,. لقد نبه بدراسته هذه إلى أنه لا يكفي في دراسة أي مسألة نعتها بالمهمل أو الغريب أو المتروك إذ لكل واحدة أصل ينبغي الرجوع إليه إن في اللهجات العربية أو في غيرها من اللغات السامية، فكان بذلك من الأوائل الذين نظروا إلى دراسة اللغة العربية نظرة مخالفة لمرتكزات الكتب المؤسسة للنحو العربي. إلا أن الملاحظ هو أن أبا حيان -مثل غيره ممن فطن من النحاة العرب إلى علاقة العربية بالساميات- حصر مقارناته في المعجم وفي بعض قضايا التصريف والأصوات وأهمل التركيب ونظام الجملة في العربية، بخلاف دراسته للتركية، على الرغم من تصريحه بأن في اختلاف تراكيب اللغات عجائب وغرائب[l]. فهل هذا يعني أن تركيب الجملة العربية والسامية بوجه عام خال من الأوهام والأخطاء أم أنه محتفظ بصيغته الأصل ؟ وهل حاول اللغويون المعاصرون استدراك هذا النقص بما سيفتح آفاقا كبيرة لافتراض اللغة الأم ؟
المبحث الثالث: أبو حيان والتمهيد للنحو الوصفي
استثمر أبو حيان ثقافته اللغوية أيضا في نقد منهج النحاة الأوائل القائم أساسا على التعليل والقياس، ولم يقتصر في هذا المجال، بخلاف السابق، على اللغات السامية، وإنما اعتمد بجانبها جل اللغات الشرقية، خاصة التركية والفارسية والبشمورية والقبطية، واستند إلى الأصل الوضعي باعتباره من الخصائص العامة المشتركة بين اللغات، ليؤكد أن النحو –مثل علم اللغة- من الوضعيات التي تبنى على الوصف ولا تحتاج إلى وصف أو تعليل، يقول: «ولقد اطلعت على جملة من الألسن كلسان الترك ولسان الفرس ولسان الحبش وغيرهم وصنفت فيها كتبا في لغتها ونحوها وتصريفها واستفدت منها غرائب وعلمت باستقرائها أن الأحكام التي اشتملت عليها لا تحتاج إلى تعليل أصلا وأن كل تركيب كلي يحتاج إلى نـــص من السماع وأنها لا يدخلها شيء من الأقيسة وإنما يقال من ذلك ما قاله أهل ذلك اللسان»[li].
هكذا ينتقد المنهج المعياري القائم على فرض القاعدة على الشاهد، والتكلف في تعليل القواعد، خاصة ما يعرف بالتمارين العملية التي لا شاهد لها في اللغة المدروسة، وإنما تختلق أمثلة للتمرين فقط، ومركزا على العلة باعتبارها أساس الغموض والتعقيد في النحو العربي، ووصفها بأوصاف تنقص من قيمتها قصد إقناع غيره بلا جدواها في الدرس النحوي خاصة، وفي الدرس اللغوي على وجه العموم، من ذلك قوله: “فهذا كله تعليل يسخر العاقل منه ويهزأ من حاكيه فضلا عن مستنبطه فهل هذا كله من باب الوضعيات والوضعيات لا تعل”[lii]، ويؤسس لنحو جديد خال من التعقيد والتكلف والخلاف غير المجدي، وقائم على وصف الكلام المتداول والمقارنة بين اللغات والمقابلة. ومما يفيد أهمية موقف أبي حيان المنهجي أنه نابع من دراسة مقارنة بين هذه اللغات، وقد ألف في نحو كل منها كتابا يجمع بين المعجم والنحو، ويعتمد منهج النحو العربي واللغة والحرف العربيين، ويعتمد المقارنة والمقابلة بين اللغات، ومن المواضع التي احتج بها لموقفه من منهج النحاة العرب في دراستهم للعربية القائم على المبالغة في التعليل وافتراض الأقيسة من جهة، ولقوله بأصل علوم اللغة واللغات الوضعي من جهة ثانية، ومثل مقارنته بين حروف المضارعة في الحبشية والعربية، ومقابلته بينها وبين التركية والبشمورية، وفيه يقول: ” وكما جعلت العرب حروف المضارعة في هذا الفعل جعلت الترك راء ساكنة تليها علامة المتكلم والمخاطب ولا علامة للغائب فيقولون كَلْدي بمعنى جاء فإذا أردت معنى يجيء قلت كَلُرْ ومعنى أجيء قلت كَلُرمَنْ ومعنى نجئء كلربِزْ ومعنى تجيء قلت كلرْسَنْ وجعلت الفرس علامة لذلك ميما مكسورة ممالة فيقولون خَوْرَدْ بمعنى أكل، فإذا أردت يأكل قلت ميخُورًدْ…”[liii]، فكانت الخلاصة التي أفادها من هذه المقارنة أنه «إذا تقرر الخلاف في الألسن في حروف المضارعة وفي غيرها أيضا فكيف يمكن أن تظهر علة في اختصاص كل لسان بهذا الحرف الذي وضع للمضارعة فيه وهل ذلك إلا فضول من القول لا يحتاج إليه وتخرص على اللغات لا يعول عليه والنحويون مولعـــون بكثرة التعليل ولو كانوا يضعون مكان التعاليل أحكاما نحوية مسندة للسماع الصحيح لكان أجدى وأنفع»[liv]. هكذا إذن، كان لاطلاع أبي حيان الواسع على اللغـــات المختلفة ونظرته الموضوعية إليها أثر كبير في تفكيره النحوي الساعي إلى وضع مخطط نحو وصفي مقارن استثمره في دراســة اللغـة التركية[lv] والبشمورية[lvi] والقبطية[lvii] والحبشية، سابقا إلى ذلك أهاليها، فكان بالفعل رائد المنهجين الوصفي والمقارن، وهذا ما وصفه سيدني جلازر بالصرخة غير المنتظرة من نحوي عربي[lviii]. لقد درس كل اللغات السالفة الذكر باللغة العربية وبالمنهج نفسه الذي اعتمده في دراسته للعربية، مركزا على المقارنة اعترافا منه بالشبه الكبير بين هذه اللغات، وما وقع بينها من تداخل وتعايش، يستلزم معه فهم إحداها الرجوع بالضرورة إلى غيرها. ودعا في المقابل إلى ضرورة الاستغناء في الدرس النحوي عن العلل المتكلفة والأقيسة الافتراضية، والتعويض عن ذلك كله بدراسة الكلام المسموع عن المتكلمين الأصليين للغة. ويبقى السؤال المطروح: ما مآل هذا المشروع؟ وما الذي يستفاد من هذه التجربة ؟
نتائج وتوصيات:
تستنتج من هذه المداخلة النتائج الآتية:
الأولـى: أن دراسة أي لغة -ونمثل هنا بالعربية- دراسة مستقصية لمسائلها وموضوعية يقتضي:
– الانفتاح على شقيقاتها وعلى اللغات التي احتكت بها إيمانا بأن دراستها من الجانب العربي وحده يظل، مهما اجتهد الدارس، ناقصا.
– استبعاد النزعة العنصرية، والاحتكام إلى الموضوعية، واستحضار حقيقة حيوية اللغة ونموها وتطورها.
– مراعاة أصل اللغة الوضعي بالاقتصار في الدراسة على الوصف وصياغة الأحكام، واستبعاد التعليلات المكلفة والقياس المفترض وكلما لا يجدي نفعا.
الثانيـة: أن كثيرا مما نعت في التراث النحوي بالشاذ والمتروك والمهمل والغريب لا يمكن أن يكون إلا مسائل سرت إلى العربية من غيرها من اللغات ويستلزم حلها مقارنتها بنظائرها في تلك اللغات. كما أن كثيرا مما نعت بالدخيل قد يكون مواد مشتركة بين اللغات أو من بقايا اللغة الأولى. ومن تم ينبغي التحري والتحقيق قبل إطلاق مثل هذه الأحكام.
الثالثـة: أن كثيرا من الآراء التي تعتز الدراسات اللغوية الحديثة بابتكارها وجدت في كتب التراث العربي تنظيرا وممارسة، لذلك ينبغي الاجتهاد في دراسة تراثنا وإحيائه قصد اكتشاف ما يزال مغمورا من آراء ونظريات تساهم في تقدم البحث العلمي وفي فهم القرآن والنصوص المقدسة، بشرط الاحتراس من الإسقاط والتعصب.
الرابعة: أن من وظائف المقارنات اللغوية -إلى جانب تصحيح الأخطاء- قياس درجة تطور اللغات بتمييز الأصيل من المستحدث وتيسير تعلم اللغات، خاصة إذا ركزت على التداول والنطق.
الخامسة: أن إعادة بناء اللغة السامية الأولى مجرد فرضية لا تزال في حاجة إلى البحث والمتابعة بدراسة لغات الفصيلة اللغوية كلها دراسة مقارنة، وإن بدت العربية هي الأقرب إليها لاحتفاظها بأهم الخصائص على مستويات الدرس اللغوي كلها.
السادسة: ضرورة الاهتمام ضمن البرامج الدراسية لتخصص اللغة العربية، خاصة الجامعية منها، بتدريس اللغات السامية واللغات الشرقية، لما لها من أهمية في تطوير البحث والإجابة عن كثير من الأسئلة التي ظلت عالقة.
ويبقى السؤال المطروح في ختام هذه المداخلة هو في ظل ما عرفه العالم ويعرفه من حوار الحضارات وتداخل اللغات واحتكاكها، فإلى أي حد ما يزال الحديث عن الفصائل الثلاثة باعتبارها منفصلة مجديا في تنمية البحث اللغوي ودراسة اللغات المعاصرة، بمعنى المتداولة الآن ؟ ألم يحن الوقت بعد لتجاوز ذلك التقسيم العرقي إلى البحث عن منهج عام وصالح لدراسة اللغات كلها، باعتبارها ظاهرة عامة ومشتركة كما مهد لذلك أبو حيان ؟ وما حظ هذا المشروع ضمن مشروع الإصلاح الجامعي خصوصا وأن اللغات السامية –ماعدا العبرية- والشرقية عانت الإهمال في النظام التعليمي السابق؟
الهوامش:
1- برجستراسر (جوتهالف)، التطور النحوي للغة العربية، محاضرات ألقاها في الجامعة المصرية 1929 المستشرق الألماني برجشتراسر، أخرجه وصححه وعلق عليه رمضان عبد التواب، القاهرة: مكتبة الخانجي. الرياض: دار الرفاعي، 1982، ص.52. للاشارة فإنه تتكون عائلة اللغات السامية من لغات شغلت عالما شاسعا جمع ما بين أرض الهلال الخصيب وبلاد فارس (ارامية) وأرض الشام القديم واليمن السعيد والجزيرة العربية وامتداداتها، وكل الأراضي التي أصبحت جزءا من أرض الإسلام ، باعتبار أن هذه بدأت تستعمل اللغة العربية منذ قبولها الإسلام” أحمد شحلان: مجمع البحرين من الفنيقية إلى العربية دراسة مقارن في المعجم واللغات العروبية (السامية)، ط.1، الرباط: دار أبي رقراق للطباعة والنشر، 2009، ص.6, والواقع أن أول من استعمل مصطلح اللغات السامية هو المستشرق النمساوي الأصل واللماني الجنسية أوجست لودفيجن شلوتزر سنة 1871م بناء على ما ورد في الإصحاح العاشر من سفر التكوين الذي يرد أنساب الإنسان بعد الطوفان إلى أبناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث، غير أن هذه التسمية لم تلق القبول من المهتمين بالمجال خاصة في الثقافة العربية لما يلاحظ عليها من افتقار إلى سند تاريخي موثوق ولما في النص المستند إليه من تصرف في التصنيف وفق أهداف غير علمية حيث صنف الكنعانيين ضمن اللغات الحامية في حين اعتبر اللوديين والأموريين ضمن اللغات السامية، والثابت هو ان الأموريين من اليافثيين في حين أن العموربيين من الزنج الأفارقة، كما انه لم يذكر العرب بهذا الاسم على الرغم من هذا المصطلح عرف قبل كتابة التوراة بقرون، لهذه الأسباب تم الدعوة إلى استبدال مصطلح “سامية” بمصطلح أكثر دلالة واقترحت بدائل كثيرة منها لها صلة بالمهد الأول للغات السامية بحسب أشهر الاراء وهو الجزيرة العربية. ومن البدائل المقترحة: العروبية في كتاب أستاذنا الدكتور أحمد شحلان السالف الذكر. واللغات الجزرية في كتاب طه باقر واللهجات العروبية عند الدكتور بهجت القبيسي، ونرجح غي هذه الدراسة مصطلح اللغات العروبية. ومع هذه الصيحات الداعية الى تعديل المصطلح، فإن مصطلح سامية ما يزال الشائع في الاستعمال لشهرته لذلك اعتمدناه في الدراسة.
2- ولفنسون (إسرائيل أو ذؤيب): تاريخ اللغات السامية، ، ط.1، بيروت، لبنان: دار القلم.1980، ص.217.
3- أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، النفزي، الأثري، الغرناطي، المزداد سنة 654هـ والمتوفى سنة 745هـ، من تصانيفه “ارتشاف الضرب من لسان العرب” و”الإدراك للسان الأتراك” و”التدريب في تمثيل التقريب” و”التذييل والتكميل في شرح التسهيل” و”تفسير البحر المحيط” والمخبور في لسان اليخمور” و”منطق الخرس في لسان الفرس” و”منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك” و”نور الغبش في لسان الحبش”…. وقد أوجزت في الترجمة لأن كتب التراجم أغنتني عن الإطالة ، من مثل: الصفدي (صلاح الدين خليل بن أيبك): كتاب الوافي بالوفيات، باعتناء س.ديدرينغ، دط، فيسبادن: دار النشر فرانز شتايز. بيروت: دار صادر، 1339هـ/1970م، 5/267-283. وابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي محمد بن محمد بن علي بن أحمد): الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، دط، بيروت: دار الجيل، د ت، 4/302-310. والسبكي (تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي 727-771هـ): طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، د ت، 9/276-307. وابن عبد الله (مصطفى الشهير بحاجي خليفة): كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون مع مقدمة لشهاب الدين النجفى المرعشى، دط، بغداد: منشورات مكتبة المثنى، 1/153 و2/1864.
4- الصفدي: الوافي بالوفيات، 5/267.
5- Howell (Sloper): A Grammar of the classical Arabic language, translated and compiled from the work of the more approved native or naturelized authorities Mortemer sloper howell, first reprint, India: printed at goyal offset printers, 1986, 1/21.
6- [1]Glazer (Sidney) : A Noteworthy passage from an Arab grammatical text, in : (journal of the American Oriental society, éditor zellig S. Harris, Associate éditord Murray B. Emeneau. George A. Kennedy, Volume 62, 1942, pp 106-108). P : 6.
7- أبو حيان الغرناطي: البحر المحيط، وبهامشه تفسيران جليلان لأبي حيان، دون طبعة، الرياض، المملكة العربية السعودية: مكتبة مطابع النصر الحديثة، د ت، 7/167.
8- المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
9- سَرَد الاصحاح العاشر من سِفر التكوين في العهد القديم من الكتاب المقدَّس أبناء نوح على النحو الآتي: “وهذه مواليد بني نوح سام وحام ويافث. وولد لهم بنون بعد الطوفان… وَسَامٌ أَبُو كُلِّ بَنِي عَابِرَ، أَخُو يَافَثَ الْكَبِيرُ، وُلِدَ لَهُ أَيْضًا بَنُونَ. بَنُو سَامٍ: عِيلاَمُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ. وَبَنُو أَرَامَ: عُوصُ وَحُولُ وَجَاثَرُ وَمَاشُ. وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ، وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ. وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ. وَيَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ. وَكَانَ مَسْكَنُهُمْ مِنْ مِيشَا حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَفَارَ جَبَلِ الْمَشْرِقِ. هؤُلاَءِ بَنُو سَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ بِأَرَاضِيهِمْ حَسَبَ أُمَمِهِمْ.»
10- علاقة بلاد الرافدين بجزيرة العرب , سومر ، 1949 ، مج / 5 ، ج/ 2/123-124 .
11- الباجي( أبو الوليد ):كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج، تحقيق عبد المجيد تركي، ط2، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1987م، ص 12 [المقدمة].
12- ابن حزم: الإحكام في أصول الأحكام، مج1،1/34.
13- شحلان: مجمع البحرين من الفنيقية إلى العربية، ص.35.
14- فرحات( يوسف شكري ): غرناطة في ظل بني الأحمر، ص115.
15- شحلان( أحمد): ابن رشد و الفكر العبري الوسيط فعل الثقافة العربية الإسلامية في الفكر اليهودي، دط، مراكش :المطبعة والوراقة الوطنية، 1999م، 1/17-18. وبنعبد الله ( عبد العزيز): اللغة العربية وآثارها وراء المحيط الأطنلطيكي، في: (اللسان العربي، مج17، ج1، 1399هـ/1979م، ص ص5-16)، ص ص 10-11. وعمر(محمد مختار): البحث اللغوي عند العرب، ص 329.
16- والمسيري (عبد الوهاب): اليهود واليهودية والصهيونية، نموذج تفسيري جديد، ط1، بيروت: دار الشروق، 1999م، 4/249-250.
17- ابن قريش (يهودا): رسالة يهودا بن قريش إلى جماعة يهود فاس في الحض على تعليم الترجوم والترغيب فيه والتغبيط بفوائده وذم الرفض فيه ، دراسة وتحقيق شفيق حدادي، (أطروحة دكتوراه، وحدة التكوين والبحث في المناظرات الدينية وأساليب الحجاج، جامعة عبد الملك السعدي، 2001م، مرقونة)، ص ص58-59.
18- نفسه، ص9. ومنه أيضا قوله: »أفلا تراهم يفسرون كتاب الله من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإغريقي، وغيرها من الألسن؟ فلما رأينا هذا منهم، لم نتحرج عن الاستشهاد على ما لا شاهد عليه من العبراني، بما وجداه موافقا ومجانسا له من اللسان العربي . إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني، شبها بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته، فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم«. نفسه، ص ص10-11. ينظر اتكاله على اللغة العربية ونحوها في الكتاب نفسه، ص333 وص358 وص365 و367 و368 مثلا.
19- أبو حيان الغرناطي: منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، تحقيق سيدني جلازر، د.ط، نيوهاف بالولايات المتحدة، 1947، ص.230.
20- وقد أورد أبو حيان بعض الأحاديث والأقوال المأثورة في هذا الموضوع في البحر المحيط، منها قوله: « قال ابن عباس وقتادة أهل الأرض كلهم من ذرية نوح وفي الحديث أنه عليه السلام قرأ وجعلنا ذريته هم الباقين فقال سام وحام ويافث وقال الطبري العرب من أولاد سام والسودان من أولاد حام والترك وغيرهم من أولاد يافث». البحر المحيط، 7/364. وقوله: «عن الزهري أن العرب وفارسا والروم وأهل الشام واليمن من ذرية سام بن نوح والهند والسند والحبشة والزط والنوبة وكل جلد أسود من ولد حام بن نوح والترك والبربر ووراء الصين وياجوج وماجوج والصقالبة من ولد يافث بن نوح». البحر المحيط، 4/320. وأما الدراسات الحديثة فقد أكدت: « ليست كل اللغات القديمة والحديثة في منطقة الحبشة من أسرة اللغات السامية، فقد عرفت المنطقة قديما لغات كثيرة أخرى ما تزال الحبشة تضم لغات غير سامية مثل لغات ساهو ولغة الجالا». محمود فهمي حجازي: علم اللغة العربية مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية، الكويت: وكالة المطبوعات، د ت، 183.
21- ذكر الصفدي أنه رجز وأنه مما لم يكمل تصنيفه إلى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة للهجرة. ينظر: الوافي بالوفيات، 5/283-284. ذكره أبو حيان في: ارتشاف الضرب من لسان العرب، تحقيق وتعليق مصطفى أحمد النماس، ط1، مطبعة النسر الذهبي، 1404هـ/1984م، 1/109 وتفسير البحر المحيط، 4/162-163.
22- أبو حيان الأندلسي: منهج السالك، ص: 230. للإشارة فقط فإن محط تستعمل في الأمازيغية، وهي لغة حامية، بمعنى ذبح وقد أثبتت الدراسات المقارنة وجود شبه بين اللغات السامية واللغات الحامية لكنه لا يصل إلى درجة الشبه الكبير الذي لا يضاهيه شبه بين اللغات السامية.
23- ينظر: أبو حيان: تفسير البحر المحيط، 7/167.
24- ابن حزم: الإحكام في أصول الأحكام، مج1،1/34.
25- ينظر: أبو حيان: البحر المحيط، 7/167.
26- يقول ولفنسون: “والواقع انه ليس أمامنا كتلة من الأمم ترتبط لغاتها بغضها ببعض كالارتباط الذي كان بين اللغات السامية” تاريخ اللغات السامية، المقدمة.
27- أبو حيان: كتاب الإدراك للسان الأتراك، اهتم بتصحيحه جعفر أوغلي حمد،د ط، إسلامبول: مطبعة الأوقاف، 1930،ص. 145.
28- نفسه، ص.145.
29- سيبويه (أبو بشـر عمرو بن عثمان بن قنبـر): كتاب سيبويه، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، د ط، بيروت: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، د ت، 4/110-111.
30- ينظر: مسعود بوبو : أثر الدخيل على العربية الفصحى، د ط، دمشق: منشور وزارة الثقافة، 1982، ص: 9-10. ورضا عبد الجليل الطيار : الدراسات اللغوية في الأندلس منذ مطلع القرن السادس الهجري حتى منتصف القرن السابع الهجري -عصر المرابطين والموحدين-، د ط، العراق: منشورات وزارة الثقافة والإعلام، 1980، (سلسلة دراسات (227))، ص ص219-220.
31- ينظر: سباتينو موسكاتي: الحضارات السامية، ص23. وكارل بروكلمان : فقه اللغات السامية، رجمه عن الألمانية رمضان عبد التواب، المملكة العربية السعودية: مطبوعة جامعة الرياض، 1397هـ/ 1977م، ص ص11-12. غير أن الذي تجدر الإشارة إليه هو أنه « ليست كل اللغات القديمة في منطقة الحبشة من أسرة اللغات السامية، فقد عرفت المنطقة قديما لغات كثيرة أخرى وما تزال الحبشة تضم لغات غير ساهية مثل لغة ساهو والجالا». محمود فهمي حجازي : علم اللغة العربية مدخل تاريخي في ضوء التراث واللغات السامية، الكويت: وكالة المطبوعات، د ت، ص: 187.
32- بروكلمان: فقه اللغات السامية، ص ص: 11ـ 12.
33- يقول أبو حيان: « وليس الناس منحصرين في نسله بل في الأمم من لا يرجع إليه». تفسير البحر المحيط، 7/364.
34- من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل : الدراسة : ط .
35- روبنز: موجز تاريخ علم اللغة في الغرب، ترجمة أحمد عوض، ص. 9.
36- أبو حيان: البحر المحيط، 1/297.
37- المصدر نفسه، 1/171.
38- وتميز بذلك عن غيره من اللغويين والنحاة الذين كانوا يجهلون هذه اللغات، كما يبين قول أمين (أحمد): « وكان علمهم بلغات من حولهم ناقصا فلم يكن فيهم من يعرف الهيروغليفية والحبشية والسريانية واليونانية والحميرية والسبئية معرفة صادقة حتى يستطيع أن يقول قولا يعتمد عليه في أصل الكلمات واشتقاقها، ولهذا وقعوا في كلامهم في المعاجم في أخطاء كثيرة، فزعموا في كلمات أنها عبرانية وليست عبرانية وكلمات سريانية وليست كذلك وكلمات عربية وهي ليست بها، وادعوا اشتقاقها من كلمات وليست كذلك…». ضحى الإسلام، ط7، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1964م، الجزء الثاني يبحث عن نشأة العلوم في العصر العباسي الأول،263.
39- أبو حيان: البحر المحيط، 2/454.
40- أبو حيان: البحر المحيط، 4/162-163.
41- أبو حيان: كتاب الإدراك للسان الأتراك، ص 114.
42- الأنباري (كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد النحوي): الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين الكوفيين، دار الفكر للطباعة للنشر والتوزيع، د ت، 1/343.
43- المصدر نفسه، 1/341.
44- أبو حيان: ارتشاف الضرب، 3/126.
45- أبو حيان: البحر المحيط، 2/418-419.
46- أبو حيان: البحر المحيط، 5/293.
47- المصدر نفسه والصفحة نفسها.
48- المصدر نفسه، 2/370-371.
49- المصدر نفسه، 2/371.
50- أبو حيان الأندلسي: تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، تحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي، ط1، بغداد: مطبعة العاني، 1397هـ-1977م، ص: 156.
51- وذلك في تفسير قوله تعالى : “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين”(الروم:22). ينظر: البحر المحيط، 7/167.
52- أبو حيان: منهج السالك، ص: 230.
53- نفسه، ص,231.
54- نفسه، ص. 230.
55- نفسه، ص: 230.
56- ألف في لسان الأتراك ثلاثة كتب، هي: “الإدراك للسان الأتراك”. “الأفعال في لسان الترك”، وهو من كتبه المفقودة، وقد أحال عليه في الإدراك للسان الأتراك غير ما مرة. ينظر: الإدراك للسان الأتراك، ص: 120 و121 و”زهو الملك في نحو الترك”.
57- ألف فيه “المخبور في لسان اليخمور”، وهو أيضا مما لم يكمل تصنيفه إلى سنة ثمان وسبعمائة للهجرة. ينظر: الصفدي: الوافي بالوفيات، 5/281.
58- ألف فيه “منطق الخرس في لسان الفرس”. ينظر المصدر نفسه، 5/281.
59- -Glazer : A Nortworthy Passage From An Arab Grammatical Text, P : 6.
المصادر والمراجع:
ـ أمين (أحمد)، 1964م، ضحى الإسلام، ط7، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، الجزء الثاني يبحث عن نشأة العلوم في العصر العباسي الأول.
ـ الأنباري (كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد النحوي) ، د ت، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين الكوفيين، دار الفكر للطباعة للنشر والتوزيع.
ـ الباجي ( أبو الوليد )، 1987م كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج، تحقيق عبد المجيد تركي، ط2، بيروت: دار الغرب الإسلامي.
ـ باقر (طه): علاقة بلاد الرافدين بجزيرة العرب , سومر ، 1949 ، مج / 5 ، ج/ 2/123-124 .
ـ باقر (طه)، 2001، من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل، لبنان: مكتبة لبنان ناشرون.
ـ بالنتيا (آنخل جنثالث)، 1955، تاريخ الفكر الأندلسي، نقله عن الإسبانية حسين مؤنس، ط1، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
ـ برجستراسر (جوتهالف)، 1982م، التطور النحوي للغة العربية، محاضرات ألقاها في الجامعة المصرية 1929 المستشرق الألماني برجشتراسر، أخرجه وصححه وعلق عليه رمضان عبد التواب، القاهرة: مكتبة الخانجي. الرياض: دار الرفاعي.
ـ بوبو مسعود: أثر الدخيل على العربية الفصحى، 1982م، د ط، دمشق: منشور وزارة الثقافة.
ـ بروكلمان كارل، 1397هـ/ 1977م، فقه اللغات السامية، ترجمه عن الألمانية رمضان عبد التواب، المملكة العربية السعودية: مطبوعة جامعة الرياض.
ـ بنعبد الله ( عبد العزيز): اللغة العربية وآثارها وراء المحيط الأطنلطيكي، في: (اللسان العربي، مج17، ج1، 1399هـ/1979م، ص ص5-16)، ص ص 10-11. وعمر(محمد مختار): البحث اللغوي عند العرب، ص 329.
ـ ابن جناح القرطبي (مروان)، 2000-2001م كتاب اللمع، قلب رسم الحرف إلى العربية تقديم ودراسة مولاي المامون ـ ـ المريني، (أطروحة لنيل دكتوراه الدولة، شعبة اللغة العربية وآدابها تخصص لسانيات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، عين الشق،.مرقونة).
ـ حجازي (محمود فهمي): علم اللغة العربية مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية،د.ت، الكويت: وكالة المطبوعات.
ـ ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي محمد بن محمد بن علي بن أحمد)، د.ت، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، دط، بيروت: دار الجيل، ج.4,
– ابن حزم، 1987م، الإحكام في أصول الأحكام، حققه وراجعه لجنة من العلماء، ط.2، بيروت، لبنان: دار الجيل، ج1.
ـ روبنز (ر. ه.)، 1997، موجز تاريخ علم اللغة في الغرب، ترجمة أحمد عوض، ط.2، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، . سلسلة عالم المعرفة (227).
ـ سيبويه (أبو بشـر عمرو بن عثمان بن قنبـر)، د ط، كتاب سيبويه، د ت، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، بيروت: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، ج4.
ـ شحلان (أحمد)، 2009م، مجمع البحرين من الفنيقية إلى العربية دراسة مقارن في المعجم واللغات العروبية (السامية)، ط.1، الرباط: دار أبي رقراق للطباعة والنشر.
ـ شحلان (أحمد)، 1999م ، ابن رشد و الفكر العبري الوسيط فعل الثقافة العربية الإسلامية في الفكر اليهودي، دط، مراكش: المطبعة والوراقة الوطنية,
ـ الصفدي (صلاح الدين خليل بن أيبك)، 1970، كتاب الوافي بالوفيات، باعتناء س.ديدرينغ، دط، فيسبادن،دط، دار النشر فرانز شتايز. بيروت: دار صادر، ج,5.
ـ الصفدي (صلاح الدين خليل بن أيبك) ، 1911،نكت الهميان في نكت العميان، دط، مصر: المطبعة المصرية.
ـ الطيار (رضا عبد الجليل)، 1980م،الدراسات اللغوية في الأندلس منذ مطلع القرن السادس الهجري حتى منتصف القرن السابع الهجري -عصر المرابطين والموحدين-د ط، العراق: منشورات وزارة الثقافة والإعلام، (سلسلة دراسات (227)).
ـ ابن عبد الله (مصطفى الشهير بحاجي خليفة): كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون مع مقدمة لشهاب الدين النجفى المرعشى، دط، بغداد: منشورات مكتبة المثنى، 1/153 و2/1864.
ـ الغرناطي (أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي)، 1984م، ارتشاف الضرب من لسان العرب، تحقيق وتعليق مصطفى أحمد النماس، ط1، مطبعة النسر الذهبي.
الغرناطي (أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي)، 1977م، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، تحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي، ط1، بغداد: مطبعة العاني.
ـ الغرناطي (أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي)، د ت، البحر المحيط، وبهامشه تفسيران جليلان لأبي حيان، دون طبعة، الرياض، المملكة العربية السعودية: مكتبة مطابع النصر الحديثة، ج. 2 وج 7.
ـ الغرناطي (أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي): كتاب الإدراك للسان الأتراك، 1930م، اهتم بتصحيحه جعفر أوغلي حمد،د ط، إسلامبول: مطبعة الأوقاف.
ـ الغرناطي (أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي): 1947، منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، تحقيق سيدني جلازر، د.ط، نيوهافن بالولايات المتحدة الامريكية.
– ابن قريش (يهودا)،2001م، رسالة يهودا بن قريش إلى جماعة يهود فاس في الحض على تعليم الترجوم والترغيب فيه والتغبيط بفوائده وذم الرفض فيه ، دراسة وتحقيق شفيق حدادي، (أطروحة دكتوراه، وحدة التكوين والبحث في المناظرات الدينية وأساليب الحجاج، جامعة عبد الملك السعدي، ، مرقونة).
ـ المسيري (عبد الوهاب)، 1999م، اليهود واليهودية والصهيونية، نموذج تفسيري جديد، ط1، بيروت: دار الشروق، ، 4/249-250.
ـ المقري (أحمد بن محمد التلمساني)، 1968، م نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، حققه إحسان عباس، ، دط، بيروت: دار صادر، ج2.
ـ موسكاتي سباتينو، 1986م، الحضارات السامية القديمة، ، ترجمة الدكتور السيد يعقوب بكر، دار الرُّقِي، بيروت،.
ـ ولفنسون (إسرائيل أو ذؤيب)، 1980م، تاريخ اللغات السامية، ، ط.1، بيروت، لبنان: دار القلم.
Howell (Sloper),1986, A Grammar of the classical Arabic language, translated and compiled from the work of the more approved native or naturelized authorities Mortemer sloper howell, first reprint, India: printed at goyal offset printers, , -Glazer (Sidney) : A Noteworthy passage from an Arab grammatical text, in : (journal of the American Oriental society,1942, éditor
[i] – برجستراسر (جوتهالف)، التطور النحوي للغة العربية، محاضرات ألقاها في الجامعة المصرية 1929 المستشرق الألماني برجشتراسر، أخرجه وصححه وعلق عليه رمضان عبد التواب، القاهرة: مكتبة الخانجي. الرياض: دار الرفاعي، 1982، ص.52. للاشارة فإنه تتكون عائلة اللغات السامية من لغات شغلت عالما شاسعا جمع ما بين أرض الهلال الخصيب وبلاد فارس (ارامية) وأرض الشام القديم واليمن السعيد والجزيرة العربية وامتداداتها، وكل الأراضي التي أصبحت جزءا من أرض الإسلام ، باعتبار أن هذه بدأت تستعمل اللغة العربية منذ قبولها الإسلام” أحمد شحلان: مجمع البحرين من الفنيقية إلى العربية دراسة مقارن في المعجم واللغات العروبية (السامية)، ط.1، الرباط: دار أبي رقراق للطباعة والنشر، 2009، ص.6, والواقع أن أول من استعمل مصطلح اللغات السامية هو المستشرق النمساوي الأصل واللماني الجنسية أوجست لودفيجن شلوتزر سنة 1871م بناء على ما ورد في الإصحاح العاشر من سفر التكوين الذي يرد أنساب الإنسان بعد الطوفان إلى أبناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث، غير أن هذه التسمية لم تلق القبول من المهتمين بالمجال خاصة في الثقافة العربية لما يلاحظ عليها من افتقار إلى سند تاريخي موثوق ولما في النص المستند إليه من تصرف في التصنيف وفق أهداف غير علمية حيث صنف الكنعانيين ضمن اللغات الحامية في حين اعتبر اللوديين والأموريين ضمن اللغات السامية، والثابت هو ان الأموريين من اليافثيين في حين أن العموربيين من الزنج الأفارقة، كما انه لم يذكر العرب بهذا الاسم على الرغم من هذا المصطلح عرف قبل كتابة التوراة بقرون، لهذه الأسباب تم الدعوة إلى استبدال مصطلح “سامية” بمصطلح أكثر دلالة واقترحت بدائل كثيرة منها لها صلة بالمهد الأول للغات السامية بحسب أشهر الاراء وهو الجزيرة العربية. ومن البدائل المقترحة: العروبية في كتاب أستاذنا الدكتور أحمد شحلان السالف الذكر. واللغات الجزرية في كتاب طه باقر واللهجات العروبية عند الدكتور بهجت القبيسي، ونرجح غي هذه الدراسة مصطلح اللغات العروبية. ومع هذه الصيحات الداعية الى تعديل المصطلح، فإن مصطلح سامية ما يزال الشائع في الاستعمال لشهرته لذلك اعتمدناه في الدراسة.
[ii] ـ ولفنسون (إسرائيل أو ذؤيب): تاريخ اللغات السامية، ، ط.1، بيروت، لبنان: دار القلم.1980، ص.217.
[iii] – أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، النفزي، الأثري، الغرناطي، المزداد سنة 654هـ والمتوفى سنة 745هـ، من تصانيفه “ارتشاف الضرب من لسان العرب” و”الإدراك للسان الأتراك” و”التدريب في تمثيل التقريب” و”التذييل والتكميل في شرح التسهيل” و”تفسير البحر المحيط” والمخبور في لسان اليخمور” و”منطق الخرس في لسان الفرس” و”منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك” و”نور الغبش في لسان الحبش”…. وقد أوجزت في الترجمة لأن كتب التراجم أغنتني عن الإطالة ، من مثل: الصفدي (صلاح الدين خليل بن أيبك): كتاب الوافي بالوفيات، باعتناء س.ديدرينغ، دط، فيسبادن: دار النشر فرانز شتايز. بيروت: دار صادر، 1339هـ/1970م، 5/267-283. وابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي محمد بن محمد بن علي بن أحمد): الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، دط، بيروت: دار الجيل، د ت، 4/302-310. والسبكي (تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي 727-771هـ): طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، د ت، 9/276-307.
وابن عبد الله (مصطفى الشهير بحاجي خليفة): كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون مع مقدمة لشهاب الدين النجفى المرعشى، دط، بغداد: منشورات مكتبة المثنى، 1/153 و2/1864.
[iv] – الصفدي: الوافي بالوفيات، 5/267.
[vii] -أبو حيان الغرناطي: البحر المحيط، وبهامشه تفسيران جليلان لأبي حيان، دون طبعة، الرياض، المملكة العربية السعودية: مكتبة مطابع النصر الحديثة، د ت، 7/167.
[viii] -المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
[ix] ـ سَرَد الاصحاح العاشر من سِفر التكوين في العهد القديم من الكتاب المقدَّس أبناء نوح على النحو الآتي: “وهذه مواليد بني نوح سام وحام ويافث. وولد لهم بنون بعد الطوفان… وَسَامٌ أَبُو كُلِّ بَنِي عَابِرَ، أَخُو يَافَثَ الْكَبِيرُ، وُلِدَ لَهُ أَيْضًا بَنُونَ. بَنُو سَامٍ: عِيلاَمُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ. وَبَنُو أَرَامَ: عُوصُ وَحُولُ وَجَاثَرُ وَمَاشُ. وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ، وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ. وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ. وَيَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ. وَكَانَ مَسْكَنُهُمْ مِنْ مِيشَا حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَفَارَ جَبَلِ الْمَشْرِقِ. هؤُلاَءِ بَنُو سَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ بِأَرَاضِيهِمْ حَسَبَ أُمَمِهِمْ.»
[x]ـ علاقة بلاد الرافدين بجزيرة العرب , سومر ، 1949 ، مج / 5 ، ج/ 2/123-124 .
[xi] -الباجي( أبو الوليد ):كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج، تحقيق عبد المجيد تركي، ط2، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1987م، ص 12 [المقدمة].
[xii] – ابن حزم: الإحكام في أصول الأحكام، مج1،1/34.
[xiii] ـ شحلان: مجمع البحرين من الفنيقية إلى العربية، ص.35.
[xiv] – فرحات( يوسف شكري ): غرناطة في ظل بني الأحمر، ص115.
[xv] – شحلان( أحمد): ابن رشد و الفكر العبري الوسيط فعل الثقافة العربية الإسلامية في الفكر اليهودي، دط، مراكش :المطبعة والوراقة الوطنية، 1999م، 1/17-18.
وبنعبد الله ( عبد العزيز): اللغة العربية وآثارها وراء المحيط الأطنلطيكي، في: (اللسان العربي، مج17، ج1، 1399هـ/1979م، ص ص5-16)، ص ص 10-11. وعمر(محمد مختار): البحث اللغوي عند العرب، ص 329.
والمسيري (عبد الوهاب): اليهود واليهودية والصهيونية، نموذج تفسيري جديد، ط1، بيروت: دار الشروق، 1999م، 4/249-250.
[xvi] – ابن قريش (يهودا): رسالة يهودا بن قريش إلى جماعة يهود فاس في الحض على تعليم الترجوم والترغيب فيه والتغبيط بفوائده وذم الرفض فيه ، دراسة وتحقيق شفيق حدادي، (أطروحة دكتوراه، وحدة التكوين والبحث في المناظرات الدينية وأساليب الحجاج، جامعة عبد الملك السعدي، 2001م، مرقونة)، ص ص58-59.
[xvii][xvii] – نفسه، ص9. ومنه أيضا قوله: »أفلا تراهم يفسرون كتاب الله من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإغريقي، وغيرها من الألسن؟ فلما رأينا هذا منهم، لم نتحرج عن الاستشهاد على ما لا شاهد عليه من العبراني، بما وجداه موافقا ومجانسا له من اللسان العربي . إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني، شبها بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته، فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم«. نفسه، ص ص10-11. ينظر اتكاله على اللغة العربية ونحوها في الكتاب نفسه، ص333 وص358 وص365 و367 و368 مثلا.
[xviii] ـ أبو حيان الغرناطي: منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك، تحقيق سيدني جلازر، د.ط، نيوهاف بالولايات المتحدة، 1947، ص.230.
[xix] – وقد أورد أبو حيان بعض الأحاديث والأقوال المأثورة في هذا الموضوع في البحر المحيط، منها قوله: « قال ابن عباس وقتادة أهل الأرض كلهم من ذرية نوح وفي الحديث أنه عليه السلام قرأ وجعلنا ذريته هم الباقين فقال سام وحام ويافث وقال الطبري العرب من أولاد سام والسودان من أولاد حام والترك وغيرهم من أولاد يافث». البحر المحيط، 7/364. وقوله: «عن الزهري أن العرب وفارسا والروم وأهل الشام واليمن من ذرية سام بن نوح والهند والسند والحبشة والزط والنوبة وكل جلد أسود من ولد حام بن نوح والترك والبربر ووراء الصين وياجوج وماجوج والصقالبة من ولد يافث بن نوح». البحر المحيط، 4/320. وأما الدراسات الحديثة فقد أكدت: « ليست كل اللغات القديمة والحديثة في منطقة الحبشة من أسرة اللغات السامية، فقد عرفت المنطقة قديما لغات كثيرة أخرى ما تزال الحبشة تضم لغات غير سامية مثل لغات ساهو ولغة الجالا». محمود فهمي حجازي: علم اللغة العربية مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية، الكويت: وكالة المطبوعات، د ت، 183.
[xx] -ذكر الصفدي أنه رجز وأنه مما لم يكمل تصنيفه إلى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة للهجرة. ينظر: الوافي بالوفيات، 5/283-284. ذكره أبو حيان في: ارتشاف الضرب من لسان العرب، تحقيق وتعليق مصطفى أحمد النماس، ط1، مطبعة النسر الذهبي، 1404هـ/1984م، 1/109 وتفسير البحر المحيط، 4/162-163.
[xxi] -أبو حيان الأندلسي: منهج السالك، ص: 230. للإشارة فقط فإن محط تستعمل في الأمازيغية، وهي لغة حامية، بمعنى ذبح وقد أثبتت الدراسات المقارنة وجود شبه بين اللغات السامية واللغات الحامية لكنه لا يصل إلى درجة الشبه الكبير الذي لا يضاهيه شبه بين اللغات السامية.
[xxii] ـ ينظر: أبو حيان: تفسير البحر المحيط، 7/167.
[xxiii] ـ ابن حزم: الإحكام في أصول الأحكام، مج1،1/34.
[xxiv] – ينظر: أبو حيان: البحر المحيط، 7/167.
[xxv]ـ يقول ولفنسون: “والواقع انه ليس أمامنا كتلة من الأمم ترتبط لغاتها بغضها ببعض كالارتباط الذي كان بين اللغات السامية” تاريخ اللغات السامية، المقدمة.
[xxvi] – أبو حيان: كتاب الإدراك للسان الأتراك، اهتم بتصحيحه جعفر أوغلي حمد،د ط، إسلامبول: مطبعة الأوقاف، 1930،ص. 145.
[xxvii] – نفسه، ص.145.
[xxviii] – سيبويه (أبو بشـر عمرو بن عثمان بن قنبـر): كتاب سيبويه، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، د ط، بيروت: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، د ت، 4/110-111.
[xxix] -ينظر: مسعود بوبو : أثر الدخيل على العربية الفصحى، د ط، دمشق: منشور وزارة الثقافة، 1982، ص: 9-10. ورضا عبد الجليل الطيار : الدراسات اللغوية في الأندلس منذ مطلع القرن السادس الهجري حتى منتصف القرن السابع الهجري -عصر المرابطين والموحدين-، د ط، العراق: منشورات وزارة الثقافة والإعلام، 1980، (سلسلة دراسات (227))، ص ص219-220.
[xxx] – ينظر: سباتينو موسكاتي: الحضارات السامية، ص23. وكارل بروكلمان : فقه اللغات السامية، رجمه عن الألمانية رمضان عبد التواب، المملكة العربية السعودية: مطبوعة جامعة الرياض، 1397هـ/ 1977م، ص ص11-12. غير أن الذي تجدر الإشارة إليه هو أنه « ليست كل اللغات القديمة في منطقة الحبشة من أسرة اللغات السامية، فقد عرفت المنطقة قديما لغات كثيرة أخرى وما تزال الحبشة تضم لغات غير ساهية مثل لغة ساهو والجالا». محمود فهمي حجازي : علم اللغة العربية مدخل تاريخي في ضوء التراث واللغات السامية، الكويت: وكالة المطبوعات، د ت، ص: 187.
[xxxi] ـ بروكلمان: فقه اللغات السامية، ص ص: 11ـ 12.
[xxxii] – يقول أبو حيان: « وليس الناس منحصرين في نسله بل في الأمم من لا يرجع إليه». تفسير البحر المحيط، 7/364.
[xxxiii]ـ من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل : الدراسة : ط .
[xxxiv]ـ روبنز: موجز تاريخ علم اللغة في الغرب، ترجمة أحمد عوض، ص. 9.
[xxxv] – أبو حيان: البحر المحيط، 1/297.
[xxxvi] -المصدر نفسه، 1/171.
[xxxvii] – وتميز بذلك عن غيره من اللغويين والنحاة الذين كانوا يجهلون هذه اللغات، كما يبين قول أمين (أحمد): « وكان علمهم بلغات من حولهم ناقصا فلم يكن فيهم من يعرف الهيروغليفية والحبشية والسريانية واليونانية والحميرية والسبئية معرفة صادقة حتى يستطيع أن يقول قولا يعتمد عليه في أصل الكلمات واشتقاقها، ولهذا وقعوا في كلامهم في المعاجم في أخطاء كثيرة، فزعموا في كلمات أنها عبرانية وليست عبرانية وكلمات سريانية وليست كذلك وكلمات عربية وهي ليست بها، وادعوا اشتقاقها من كلمات وليست كذلك…». ضحى الإسلام، ط7، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1964م، الجزء الثاني يبحث عن نشأة العلوم في العصر العباسي الأول،263.
[xxxviii] -أبو حيان: البحر المحيط، 2/454.
[xxxix] – أبو حيان: البحر المحيط، 4/162-163.
[xl]-أبو حيان: كتاب الإدراك للسان الأتراك، ص 114.
[xli] – الأنباري (كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد النحوي): الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين الكوفيين، دار الفكر للطباعة للنشر والتوزيع، د ت، 1/343.
[xlii] – المصدر نفسه، 1/341.
[xliii] -أبو حيان: ارتشاف الضرب، 3/126.
[xliv] -أبو حيان: البحر المحيط، 2/418-419.
[xlv] -أبو حيان: البحر المحيط، 5/293.
[xlvi] -المصدر نفسه والصفحة نفسها.
[xlvii] – المصدر نفسه، 2/370-371.
[xlviii] -المصدر نفسه، 2/371.
[xlix] -أبو حيان الأندلسي: تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، تحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي، ط1، بغداد: مطبعة العاني، 1397هـ-1977م، ص: 156.
[l] – وذلك في تفسير قوله تعالى : “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين”(الروم:22). ينظر: البحر المحيط، 7/167.
[li] -أبو حيان: منهج السالك، ص: 230.
[lii] ـ نفسه، ص,231.
[liii] ـ نفسه، ص. 230.
[liv] -نفسه، ص: 230.
[lv] – ألف في لسان الأتراك ثلاثة كتب، هي: “الإدراك للسان الأتراك”. “الأفعال في لسان الترك”، وهو من كتبه المفقودة، وقد أحال عليه في الإدراك للسان الأتراك غير ما مرة. ينظر: الإدراك للسان الأتراك، ص: 120 و121 و”زهو الملك في نحو الترك”.
[lvi] -ألف فيه “المخبور في لسان اليخمور”، وهو أيضا مما لم يكمل تصنيفه إلى سنة ثمان وسبعمائة للهجرة. ينظر: الصفدي: الوافي بالوفيات، 5/281.
[lvii] -ألف فيه “منطق الخرس في لسان الفرس”. ينظر المصدر نفسه، 5/281.
[lviii] -Glazer : A Nortworthy Passage From An Arab Grammatical Text, P : 6.