
الإسهامات الفكريّة لـ (زواوة) في القرن السّابع الهجريّ
(دراسة في عوامل إشعاع بجاية ومظاهره)
د.حاج بنيرد/جامعة مولود معمري،تيزي وزّو
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والإجتماعية العدد 37 الصفحة 87.
ملخّص:البحث هو محاولة لدراسة حفريّة في مدينة من أهمّ مدن الغرب الإسلامي والمغرب الأوسط تحديدا، وهي مدينة بجاية، في جانبها الحضاري والفكري؛ من خلال كتاب (عنوان الدّراية) لقاضيها الغبريني (ت704هـ)، فالكتاب وإن كان في تراجم أعيانها، إلّا أنّه ذكر لها إشارات عن جانبها المعماري من جوامعها ومحلّاتها ومقابرها وأبوابها أثناء ترجمة أعيانها وصلحائها، وهو ما يصوّر لنا بعض جوانبها المعماريّة والحضاريّة في القرن السّابع الهجريّ، بالإضافة إلى مقرّرات التّدريس وهو ما يعكس الجانب الفكري، فتركّز البحث على هذه الجوانب الهامّة، إضافة إلى بعدها الجغرافي وروافدها الفكرية؛ كجالية الأندلس وزوايا قبائل الزّواوة المحيطة بها إحاطة السّوار بالمعصم، إضافة إلى الإشارة ببعض محامدهم وبعض أعرافهم.
الكلمات المفتاحية: تراث بجاية، الإسهامات الفكرية، الزّواوة، القرن السّابع الهجري.
مقدّمة:
تُعدّ منطقة زواوة (القبائل) من أهمّ المراكز العلميّة التّقليديّة في المغرب الأوسط، وقد برزت خصوصا في علم القراءات والنّحو والفقه، واشتهر علماؤها شرقا وغربا كابن معطي الزّواوي (ت628هـ)، ويُعدّ أوّل من نظَم النّحو في ألفيته المشهورة، وقد ساهم أهلُها بقسطٍ وافر في تنمية المعارف في مختلف الحواضر والمعاهد؛ بالزّيتونة وتلمسان والقرويّين والقاهرة ودمشق، ولا غرابة فقد كانت بجاية (عاصمة هذا الإقليم) مركزاً علميّا يُنافس هذه المراكز الإسلاميّة الكبرى في المشرق والمغرب، وخصوصاً في القرن السّادس الهجريّ وما بعده، ولا أدلّ على ذلك من أنّ عبد الرّحمن ابن خلدون (ت808هـ) كتب جزءا مهمّا من مقدّمته بها، ويُعتبر القرن السّابع الهجريّ من أزهى أيّامها، فقد صارت مَهْوى أفئدة العلماء والفقهاء، ومَأْوى جالية الأندلس من الغرباء والأدباء، فتركت لنا بجايةُ في القرن السّابع الهجريّ (ق13م) تركةً علميّة وأدبيّة لا يُستهان بها، تجسّدت في مؤلّفاتٍ كثيرة وتراث علميّ زاخر اشتهر في الآفاق، سجّل لنا بعضها أبو العبّاس الغبريني البجائي (ت714هـ) في كتابه: (عنوان الدّراية فيمن عُرف من العلماء في المائة السّابعة ببجاية)، وهذا الكتاب يحتاج إلى إماطة اللّثام عنه، والكشف عن مزاياه وذخائره واستقراء بعض المظاهر الحضاريّ فيه، ليستفيد منه الباحث، ويستنير به العالم، ويستفيد منه الطّالب الرّاغب، وتفخر به العامّة، وهذا ما جعلني أفكّر مليّا في البحث عن أسباب ازدهار الحياة الفكريّة ببجاية وأحوازها، وإسهاماتها بشكل كبير في إثراء الثّقافة الإسلاميّة فكريا وأدبيّا، وقد حاولت استجلاء بعض هذه العوامل والمظاهر من خلال هذا البحث المتواضع، وأنا على يقين بأنّ هذا الموضوع أكبر من أن تحصره مقالة أكاديميّة أو بحثٌ مقتضب، لكن حسبي الإشارة بموجز العبارة، ربّما قد ألفت بذلك النّظر إلى الاهتمام بالموضوع من هذه الجوانب المُشار إليها.
وقد ذكرت في هذا البحث بلاد الزّواوة وفضائل أهلها وخصائصهم، واستعداداتهم لقبول العلم والمشاركة فيه، مع التّركيز على حاضرة بجاية كونها عاصمة الإقليم، فأشرت إلى أبرز معالمها الّتي ذكرها الغبريني؛ كأسماء المساجد والأحياء والمقابر ومنابع الماء وغيرها، كما مررت على نشأتها وروافدها الفكريّة والثّقافيّة، وقد اعتمدت بشكل خاصّ على كتاب (عنوان الدّراية فيمن عُرف من العلماء في المائة السّابعة ببجاية) للقاضي أبي العبّاس أحمد بن أحمد بن عبد الله الغبريني (ت714هـ)، باعتباره كتابا فريدا في ذكر المنطقة من حيث علماؤها وحركتها العلميّة وإسهامات أهلها، وعلمنا بأنّه كان مصدرا رئيسيّا للكثير منها خصوصا بالمغرب الأوسط (الجزائر)، وقد استعنت أيضا ببعض كتب التّراجم والتّاريخ والأماكن وغيرها.
- بلاد الزّواوة: تحتضنها جبال جرجرة وسفوحها إلى ساحل البحر، ومن خليج الجزائر ودَلّس[1] غربا إلى بجاية[2] وجيجل[3] شرقا، وزواوة فرع من فروع أمازيغ كُتامة من صنهاجة –برأي ابن خلدون[4]-؛ وفي سبب تلقيبهم بالزّواوة ذكروا لكثرة زواياهم[5]، ولكنّ الزّواوة لم يُكتب شيء عن تاريخهم بالخصوص؛ باعتبار تبعيّتهم لغيرهم[6]، وهم مَهْد الدّولة الفاطميّة ببلاد المغرب ومصر[7].
وزواوةُ بطونٌ كثيرة وخلائق لا تُحصى؛ منهم: ناث غبري، وناث إيراثن، وناث مانجلات، وناث مشدالة، وناث كوفي، وناث ينّي، وسكلاوة، وناث آقنون، وناث فراوسن، وإفليسن وغيرها[8].
أ- محامد الزّواوة وخصائصهم: يقول الشّيخ أبو يعلى الزّواوة في كتابه (تاريخ الزّواوة) -تبعاً لابن خلدون واستئناساً به-: “قبائل زواوة سكّان جرجرة وسفوحها قد جمعوا أشتات محاسن العرب والعجم والبربر، فتجدهم عرباً في الشّجاعة والكرم وشدّة الأنفة والغيرة وغباية الضّيم وحماية الجار والمحافظة على الأعراض والنّزوع إلى الحريّة، وتجدهم مثل العجم في الشّؤون الاجتماعيّة والمدنيّة من الصّنائع والحرف وسائر الأعمال؛ كالزّراعة والتّجارة، والكدّ والجدّ من أعمال اليد، وبالأخصّ النّظام والثّبات في القتال، وتجدهم مثل البربر في شدّة الحياء والمحافظة على العرض، والصّبر على الشّدائد، واحتمال المكاره، والكدّ والجدّ في سبيل الأسرة والحياة الأهليّة والجماعيّة والعصبيّة …”[9]، وقال ابن خلدون بعد كلام طويل في محاسنهم: “… وجمع لهم من متفرّق خواصّ الإنسان”[10]، وكان لهم دورٌ كبير في فتح الأندلس، ونصرة الأدارسة، والقيام بدعوة الفاطميّين، وبجموعهم دخل جوهر الصّقلي[11] الإسكندريّة وبنوا الجامع الأزهر[12].
ومن خصائصهم ومحاسنهم توقير الشّرفاء آل البيت ونصرتهم لهم قديما وحديثا، وأخبارهم في ذلك ملأت كتب التّاريخ، أمّا في حياتهم اليوميّة فصار ذلك من مكوّناتهم الذّهنيّة الكامنة في صدورهم وضمائرهم، بل ومن مكوّنات هويّتهم الثّقافيّة، فيتميّزون بها إلى أشراف مرابطين، وإلى عامّة النّاس، ولا يُعرف من قام بتعظيم آل البيت وتقديسهم كقيام الأمازيغ بذلك؛ وأهل الزّواوة على وجه التّحديد، ومن مظاهر ذلك في حياتهم الاجتماعيّة أنّهم إذا اختلفوا أو تشاجروا فإنّ الشّريف أو العالم الصّالح يكون في الحياد ويدخل بينهم للصّلح، ويدفع هذا بيده وهذا بيده، ولا يجدون في أنفسهم شيئا ولا يؤذونه ولا يعارضونه[13].
ومنها أنّ الشّرفاء والصّلحاء في الزّواوة يفصلون في الدّماء ويحكمون في قضاياها، ولا مطعن في أحكامهم؛ إذ يعتبرون ذلك حكماً ربّانيّا، ويتحاشون إغضابهم فدعوتهم مستجابة، وهكذا شأن الزّواوة في الانقياد للشّرفاء والصّلحاء والعلماء، وبذلك انقادوا لدعوة الأدارسة والفاطميّين[14].
ب- نظامهم الاجتماعي: يرتكز النّظام الاجتماعيّ عند الأمازيغ على السّمع والطّاعة لأعيان القبيلة أو الحيّ والدّشرة (القرية)، وعادةً ما يكون هؤلاء من الشّيوخ المسنّين من الفقهاء أو الأغنياء؛ أهل الوجاهة والقبول عند عموم النّاس، وهذا النّظام الاجتماعي المستوحى من روح الشّريعة ولوازم العصبيّة والاجتماع يسمّى عند الأمازيغ بـ (تاجماعت) – بالتّاء أو بالثّاء أيضا-.
- ثاجماعث: اتّخاذ كلّ قرية ذات جماعة صغيرة أو كبيرة إماما ومعلّما، ولكن لا يتعلّم سوى أبناء الشّرفاء والمرابطين، وانتقدها أبو يعلى الزّواوي فقال: “… وهي عادة فاسدة مضرّة في الهيئة الاجتماعيّة، ذلك بأنّ جهل الجهلاء مثل المرض المعدي، خصوصا أنّ الأكثريّة لغير المتعلّمين، ومنهم يتألّف المحيط، وبالطّبع أنّ التّأثير للمحيط والأغلبيّة”[15]، ثمّ قال: “.. كأنّهم أخذوها عن أروبا القديمة، فإنّ العلم عندهم محتكر للرّهبان والملوك”[16]، ومع ما ذكره أبو يعلى الزّواويّ عن مساوئ نظام “تاجماعت” إلّا أنّ هذا النّظام كان مجلس الحلّ والعقد في منطقة القبائل، كما كان يتمّ به انتظام الحياة والمدنيّة وإبرام العقود والصّلح بين النّاس، وكذلك نظام محكم للتّكافل الاجتماعي، ولا يزال إلى حدّ اليوم في كثير من المداشر يلعب هذا الدّور في التّكافل والتّضامن مع المحتاجين والغرباء، وفي تنظيم المناسبات الاجتماعيّة والدّينيّة كالاحتفال بعاشوراء وغيرها.
وممّا ذكره أبو يعلى من سوء أخلاقهم تشغيل النّساء، وصعوبة الطّلاق بما يُشبه امتلاك المرأة، وعدم حجاب من غير نساء المرابطين والشّرفاء والعلماء فقط، وعدم توريث قبائل تيزي وزو النّساء بخلاف قسم بجاية[17]، ومن عاداتهم إلباس المرأة البرنوس في السّفر سترة، وهي عادة قبيحة مذمومة[18]، ويبقى هذا ممّا عاينه وعايشه أبو يعلى في فترة محدودة مع بداية الاستعمار الفرنسيّ.
ومن عاداتهم الّتي كانوا يتبرّكون بها ويتوسّمون العلم الصّلاح بها لأبنائهم هي: جذب شعر الرّأس والأذنين فيمن يتوسّمون فيه العلم والتّقوى من الصّبيان، كما حدث لأبي محمّد عطيّة الله بن منصور الزّواوي اليراثني (ق7هـ)، فيُذكر أنّه حفظ كتابا في ليلة وأرجعه لصاحبه ثمّ أملاه من صدره[19]، وكما حدث للمؤلّف عندما كان صبيّا مع شيخه أبي الحسن عليّ بن محمّد الزّواوي[20].
- حاضرة بجاية:
- لمحة تاريخيّة: بجاية مدينة مشهورة بالمغرب الأوسط تقع شرقي الجزائر على ساحل البحر، اختطّها النّاصر بن علناس (ت481هـ)؛ أشهر ملوك الحمّاديّين وأعظمهم شأنا سنة 460هـ، ثمّ اتّخذها عاصمة ملكه وسمّاها النّاصريّة باسمه[21]، وبلغت بجاية في عهد الحمّاديّين درجة كبيرة من التّقدّم والعمران، واحتلّت مكانة مرموقة بين حواضر العلم في المغرب والمشرق، فأمَّها الكثير من العلماء وقصدها الأعيان من علماء الأندلس والمغرب الأقصى وإفريقية ومصر وغيرها، وازدهرت بهم الحركة العلميّة حتّى وصل عدد المفتين بها نحو تسعين مفتياً في زمن واحد في القرن السّادس الهجريّ؛ ناهيك عن الفقهاء والمحدّثين والأدباء[22].
وبنهاية عصر الحمّاديّين سنة 547هـ جاء عصر الموحّدين، وفتحت بجاية في عهدهم صفحةً هامّة من تاريخها السّياسي والفكريّ والثّقافي والعمراني، فانتقل إليها عشّاقُ الأدب وطلاب العلم والمعرفة من مختلف الأصقاع، وقصدها الأكابر واستوطنوها كعبد الحق الإشبيلي (ت581هـ)[23]، وابن سيّد النّاس اليعمريّ الأندلسيّ (ت634هـ)[24]، وسيّدي أبو مدين الغوث (ت594هـ)[25]، وهم عيون علماء الأندلس وصلحائها، وبالتّالي عرفت بجاية بفضلهم عصرها الذّهبي، فتزاحم العلماء فيها، وضُرِبت إلى معاهدها أكباد الإبل، وبحلول سنة 633هـ انتهى حكم الموحّدين بها ودخلت في سلطة الحفصيّين، وكانت من أهمّ حواضرهم، ومع ذلك فقد تقاسمتها التّجاذبات والصّراعات بينهم وبين الزّيانيّين ملوك تلمسان، واشتهر علماء بجاية في الآفاق، وربّما استعملهم سلاطين تونس ومُرّاكش؛ كأبي الفضل بن محمّد بن علي القيسي (ت598هـ)[26]، وربّما أدركت بجاية أعزّ أيّامها في المائة السّادسة، فقد قال العلامة المسيلي (ت580هـ)[27]: “أدركت ببجاية ما ينيف عن تسعين مفتيا”، ثمّ قال: “وإذا كان من المفتين تسعون فكم يكون من المحدّثين ومن النّحاة والأدباء وغيرهم”[28].
- معالم بجاية من خلال (عنوان الدّراية): ذكر الغبريني في كتابه (عنوان الدّراية) عدّة مشاهد ومعالم في مدينة بجاية، منها: قبر أبي زكريا يحيى الزّواويّ، وذكر أنّه ممّا يُستجاب عنده الدّعاء[29]، وباب اَمْسِيوَن، وحارة المقدسي، والخزانة السّلطانيّة وأفاد المؤلّف بأنّه طالع بها على نسخ نادرة لبعض الكتب[30]، ومقبرة باب المرسى[31]، الباب الجديد وبه مقبرة دُفن بها أبو الحسن عبد الله بن عبد المجيد الأزدي (ت691هـ)[32]، ونبع العين (الماء) كان بجهة اَمْسِيوَن، لأنّه أشار إلى ما يُفيد ذلك فقال: “وجفّ امسيون”[33]، وتازروت[34]، وحومة رابطة المتمنّي[35]، ودار المقدس بحومة باب باطنة، وتُعرف بدار الفقيه[36]، وباب البنود بحومة بئر مسفرة، وفيه مقبرة أبي علي رسمية[37]، ورابطة ابن يبكي بباب امْسِيوَن، نسبة للشّيخ أبي محمّد عبد الكريم بن عبد الملك بن عبد الله بن طيّب الأزدي (ق7هـ)، المعروف بابن يبكي، من أهل قلعة حمّاد، وبها قبره[38]، وموضع يُقال له تيكات، ويبدو أنّه كان بأطراف مدينة بجاية، وبه تُوُفّي ودُفِن أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنجلاتي (ت 690هـ)[39]، ومنها قيساريّة بجاية وكانت للتّجارة، وكان بها محلّ لأبي علي ابن عزون السّلميّ (ق7هـ)، وهو من أدخل كتب الحنفيّة إلى بجاية[40].
ج- روافد الحركة العلميّة ببجاية: أسهمت عدّة عوامل في الإشعاع الفكريّ والعلمي ببجاية القرن السّابع الهجريّ؛ أهمّها:
- عامل جغرافيّ: كونها ثغرٌ بحريّ هامّ في العدوتين جعلها مطمع دويلات المغرب الإسلامي وأطماع الإسبان والبرتغال، فنشأ بها هذا التّكتّل البشريّ المتنوّع النّسيج.
- عامل سياسي: كما تقدّم من تحصّن النّاصر بن علناس بها إثر الاضطرابات الّتي خلّفتها دولة الفاطميّن بعد نشأتهم في أحوازها.
- هجرة علماء الأندلس إليها: كأبي مدين الغوث وعبد الحقّ الإشبيلي وغيرهما كثير، بل إنّ أغلب علماء بجاية الذّين استوطنوا بها أو مرّوا عليها كانوا من جالية الأندلس، وربّما جاءها من علماء المغرب الأقصى وتونس والمشرق، وهؤلاء قليلون جدّاً بالقياس إلى الفئة الأولى[41]، وذلك في نظري يرجع إلى كون بيئتها شبيهة ببيئة الأندلس، إضافة إلى كونها ثغرا ورباطا ضدّ هجمات العدوة الأخرى من البحر (إسبانيا والبرتغال)، وهي طريقهم إلى المشرق والحجّ أيضا، فصارت ملاذا للنُّسّاك والعلماء والأدباء، وربّما اجتمع في المجلس الواحد كبار العلماء والأدباء، كما هو الشّأن في مجلس أبي محمّد عبد الحقّ الإشبيلي (ت581هـ)، وأبي عبد الله محمّد بن عمر القرشي المعروف بابن القرشيّة، وأبي علي حسن بن علي المسيلي (ت580هـ) كانوا كثيرا ما يجلسون بحانوت بإحدى أزقّة بجاية، “وكان الحانوت المذكور يُسمّى مدينة العلم لاجتماع هؤلاء الثّلاثة فيه”[42].
- زوايا الزّواوة: والعامل الأهمّ في نظري هو زوايا منطقة الزّواوة وعائلاتها العلميّة[43]، والّتي ساهمت بحظّ أوفر في ازدهار بجاية علميّا وتجاريا وسياسيا، كناث مانجلات؛ منهم أبو يوسف يعقوب بن يوسف الزّواوي المنجلاتي (ت690هـ)[44]، وناث وغليس؛ منهم أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الوغليسي (ق7هـ)[45]، ومن مشدالة أبو علي منصور بن أحمد بن عبد الحقّ المشدالي (ت731هـ)[46]، ومن قرية حمزة –وهي منطقة البويرة اليوم-؛ أبو عبد الله محمّد بن علي بن حمّاد الصّنهاجي (ت628هـ)[47]، ومن دلّس أو تدلّس أبو عبد الله محمّد بن يحيى بن عبد السّلام الفقيه الأديب (ق7 هـ) وكان له مخمّسات وأشعار مطوّلات رائقة[48]، ومن ناث عيسي؛ منهم أبو زكريا يحيى بن أبي علي المشتهر بالزّواوي (ت611هـ)، ومن يتورغة شيخه أبو الحسن عليّ بن محمّد الزّواوي اليتّورغي (ق7هـ)[49]، ومن ناث غُبري؛ أبو محمّد عبد الحقّ بن يوسف بن حمامة الغبريني (ق7هـ)[50]، وأبرزهم القاضي أبو العبّاس أحمد بن أحمد الغُبْريني (ت714هـ) مؤلّف (عنوان الدّراية)، ومن ناث إيراثن؛ أبو محمّد عطيّة الله بن منصور الزّواوي اليراثني (ق7هـ)[51]، ومن قلعة حمّاد الكثير منهم كأبي عبد الله محمّد بن محمّد بن أبي بكر المنصور القلعي (ت بعد 660هـ)[52]، وغيرها من الأماكن والأصقاع.
- كما اشتهرت أيضا بعض بيوتات بجاية بالعلم فتوارثوا العلم والقضاء كابرا عن كابر مثل بيت بني الخطيب في القرن السّابع الهجريّ، وقد قدموا من الأندلس؛ أوّلهم أبو العبّاس أحمد بن أبي القاسم التّميمي الخطيب[53]، ولِي قضاء بجاية قادما إليها من مُرّاكش، ومنهم ولده أبو محمّد عبد الله بن أحمد أحد قضاتها أيضا[54].
نتائج البحث:
- يُعدّ كتاب (عنوان الدّراية) خير سفير جاءنا من القرن السّابع الهجري، فعرّفنا بأعلام بجاية في هذه المرحلة.
- كتاب (عنوان الدّراية) حافلٌ بتراجم لأعلام أثْروا الحياة الأدبيّة والفكريّة ببجاية، وأسهموا في بناء صرح ثقافي متميّز.
- ساهمت في ازدهار بجاية فكريا وأدبيا عوامل كثيرة؛ أبرزها هجرة نخبة علماء الأندلس إليها إثر النكبات الّتي تعرّضت لها بلدانهم بالأندلس، وساهم فيها أيضا زوايا الزّواوة وجوامعها الّتي أحاطت ببجاية إحاطة القلادة بجيد العروس.
- تعرّفنا من خلال كتاب (عنوان الدّراية) على بعض معالم بجاية، كالمساجد والمحلّات والأسواق، وعلمنا بأنّه كان يوجد بها الكثير من المقابر في القرن السّابع الهجريّ، وهذا يعطينا صورة على مدينة كبيرة نشيطة علميّا وتجاريّا.
- تعرّفنا أيضا من خلال ذلك على الذّهنيّة العامّة للسّكّان، وأنّهم قد اصطبغوا بصبغة التّصوّف، ويظهر ذلك من تعظيمهم للأولياء الأحياء والأموات، وربّما يبرز أكثر من رؤيتهم للأمّيّين والمجانين، وأنّهم يحتفون بهم ويعتقدون بكراماتهم.
- نستطيع اعتبار بجاية النّواة الّتي انتشر منها التّصوّف سلوكاً واعتقادا، منها إلى سائر بلاد المغرب الأوسط وإفريقيّة (تونس)، أو على الأقلّ قد ساهمت بالنّصيب الأكبر في ترسيخ ذلك.
- ساهمت قبائل الزّواوة في إشعاع بجاية بشكل لافت، كما كانت هي أيضا بدورها خزّانا –إن صحّ التّعبير- حقيقيّا للحياة الفكريّة والأدبيّة والسّياسيّة لها.
- ويُعدّ العامل الرّئيس في إشعاع بجاية هجرة نخبة علماء الأندلس وفقهائها وأدبائها بعد نكبتهم في القرن السّادس الهجريّ، إثر أفول دولة الملثّمين (المرابطين)، وبزوغ فجر دولة الموحّدين.
- كما ساهم في ذلك عامل جغرافيّ وهو توسّطها لعدوة المغرب الكبير جهة البحر، فصارت محطّة للتّجّار والرّحّالة، وصارت أيضا محلا لأطماع الدّول الّتي قامت بالغرب الإسلاميّ.
- رأينا أيضا أنّ امتلاك قبائل الزّواوة لخصائص نبيلة وصفات كريمة؛ أهّلتهم لاحتضان الثّقافة الإسلاميّة، والمساهمة في إثرائها، ومن ثمّ اصطباغها بما يناسب بيئتهم وسائر أحوالهم.
المصادر والمراجع:
- ابن حجر، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمّد العسقلاني (ت 852هـ)، الدّرر الكامنة في أعيان المائة الثّامنة، تحـ: محمّد عبد المعيد ضان، مجلس دائرة المعارف العثمانيّة، صيدر آباد، الهند، ط2، 1392هـ/ 1972م.
- ابن خلدون، عبد الرّحمن، تاريخ ابن خلدون، تحـ: خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، ط2، 1408هـ – 1988م.
- ابن خلّكان، أبو العبّاس شمس الدّين أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي بكر البرمكي الإربلي (ت 681هـ)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان، تحـ: إحسان عبّاس، دار صادر، بيروت، ط1، 1994م.
- ابن قنفذ القسنطيني، أبو العبّاس أحمد بن حسن بن الخطيب (ت 810هـ)، الوفيات (معجم زمني للصّحابة وأعلام المحدّثين والفقهاء والمؤلّفين)، تحـ: عادل نويهض، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط4، 1403 هـ – 1983 م.
- ابن مخلوف، محمّد بن محمّد بن عمر (ت 1360هـ)، شجرة النّور الزّكيّة في طبقات المالكيّة، علّق عليه: عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلميّة، لبنان، ط1، 1424 هـ – 2003 م.
- أبو الطّيّب المكي، محمّد بن أحمد بن علي، تقي الدّين، الحسني الفاسي (ت 832هـ)، ذيل التّقييد في رواة السّنن والأسانيد، تحـ: كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان، ط1، 1410هـ/1990م.
- الحِميريّ، أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن عبد المُنعم (ت 900هـ)، الرّوض المعطار في خبر الأقطار، تحـ: إحسان عبّاس، مؤسّسة ناصر للثّقافة، بيروت، طُبِع على مطابع دار السّراج، ط2، 1980م.
- الحِميري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله، الرّوض المعطار في خبر الأقطار، تحـ: إحسان عبّاس، مؤسّسة ناصر للثّقافة، بيروت، ط2، 1980م.
- الذّهبي، شمس الدّين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز (ت 748هـ)، تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، تحـ: الدّكتور بشّار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلاميّ، ط1، 2003م.
- الزرّكلي، خير الدّين بن محمود بن محمّد بن علي بن فارس الدّمشقي (ت 1396هـ)، الأعلام، دار العلم للملايين، ط15، أيار/ مايو 2002م.
- الزّواوي، أبو يعلى، تاريخ الزّواوة، مراجعة وتعليق: سهيل الحامدي، منشورات وزارة الثّقافة، الجزائر، ط1، 2005.
- سعد الله، أبو القاسم، تاريخ الجزائر الثّقافي، دار الغرب الإسلاميّ، 1996م.
- السّيوطي، جلال الدّين، عبد الرّحمن بن أبي بكر (ت 911هـ)، بُغية الوعاة في طبقات اللّغويّين والنّحاة، تحـ: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصريّة، لبنان، دت.
- الضّبّي، أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة، أبو جعفر (ت 599هـ)، بُغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967م.
- الغبريني، أبو العبّاس أحمد بن أحمد بن عبد الله (ت714هـ)، عنوان الدّراية فيمن عُرف من العلماء في المائة السّابعة ببجاية، تحـ: عادل نويهض، دار الآفاق الجديدة- بيروت، ط2، 1979م.
- الغزّيّ، شمس الدّين أبو المعالي محمّد بن عبد الرّحمن (ت 1167هـ)، ديوان الإسلام، تحـ: سيّد كسروي حسن، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان، ط1، 1411 هـ – 1990م.
- كاتب مراكشي (ت ق 6 هـ)، الاستبصار في عجائب الأمصار، دار الشّؤون الثّقافيّة، بغداد، 1986م.
- كحالة، عمر بن رضا بن محمّد راغب الدّمشقي (ت 1408هـ)، معجم المؤلّفين، مكتبة المثنى، بيروت، ودار إحياء التّراث العربي، بيروت، دت.
- الميلي، المبارك، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، المؤسّسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1986م.
[1] – وتسمّى “تدلّس” أيضا، وهي: “مدينة كبيرة بحرية بين بجاية والجزائر، وبينها وبين مرسى الدّجاج أربعة وعشرون ميلاً وهي على شرف متحصنة، لها سور حصين وآثار ومتنزهات، وبها من رخص الفواكه والأسعار والمطاعم والمشارب ما لا يوجد في غيرها، والبقر والغنم بها موجودة كثيرة رخيصة الأثمان، وبينها وبين بجاية في البر تسعون ميلاً، وكان يحيى بن إسحاق الميورقي دخلها دخلة منكرة وفعل فيها أفعالاً مشهورة بالتخريب وهتك الأستار”. (انظر: الرّوض المعطار في خبر الأقطار، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحِميري، تحـ: إحسان عبّاس، مؤسّسة ناصر للثّقافة، بيروت، ط2، 1980م، ص 132).
[2] – مدينة بجاية: هى مدينة عظيمة على ضفة البحر، والبحر يضرب فى سورها. وهى محدثة من بناء ملوك صنهاجة، أصحاب قلعة أبى طويل، وتعرف بقلعة حماد اليوم، ويقال إنه كانت فيه آثار قديمة وإنها كانت مدينة فيما سلف، فبناها المنصور، وسماها المنصورية، وانتقل ملكهم من القلعة إلى بجاية، واتخذها دار مملكتهم؛ وبينها وبين قلعة حماد مسيرة أربعة أيام. وهى مدينة عظيمة، ما بين جبال شامخة قد أحاطت بها، والبحر منها فى 3 جهات: فى الشرق والغرب والجنوب. ولها طريق إلى جهة المغرب يسمى بالمضيق على ضفة النهر المسمى بالوادى الكبير، وطريق القبلة إلى قلعة حماد على عقاب وأوعار، وكذلك طريقها إلى الشرق. وليس لها طريق سهلة إلا من جهة الغرب، فلم يكن للعرب إليها سبيل، ولا كان يدخل من العرب إلا من يبعث إليه الملك لمصانعه على بلاد القلعة وغيرها؛ فيدخلها أفراد وفرسان دون عسكر. فبقى صاحب بجاية فى ملك شامخ وعزّ باذخ يضاهى فى ملكه صاحب مصر، فإن بجاية على نظر كبير وفائد عظيم. وبجاية معلقة من جبل وقد دخل فى البحر يسمى مسيون، وعليها سور عظيم، والبحر يضرب فيه. ولها داران لصناعة المراكب، وإنشاء السفن، ومنها تغزا بلاد الرّوم. (الاستبصار في عجائب الأمصار، ص 128 وما بعدها، وانظر: معجم البلدان 1/339 وما بعدها، والرّوض المعطار في خبر الأقطار، ص 80 وما بعدها).
[3] – مدينة جيجل: مدينة قديمة على البحر وكان لها سور قديم يضرب البحر فيه؛ وهى على نظر كبير، وهى كثيرة العنب والتفاح والفواكه، ومنها تحمل الفواكه والعنب والرّب إلى مدينة بجاية، وعلى هذه المدينة جبل كتامة، ويسمى جبل زلدوى، وهو كثير الخصب فيه قبائل كثيرة من البربر؛ وفيه كانت دعوة أبي عبد الله الداعي. وبين جيجل وبجاية، على ساحل البحر؛ موضع يسمى بالمنصورية عليه جبل عظيم، مما يلى البر منه حافة مثل الحائط، فيها ثقب فى غلظ حجر الربع الموزون به، ينبعث منه ماء فى كل وقت من الأوقات المعهودة بالصلوات الخمس، يسمع قبل انبعاثه دوى كدوى الرحى الفارغة، ينبعث الماء هكذا ليلا ونهارا فى أوقات الصلاة خاصة، أخبر بذلك من شاهده وسهر اللّيل كله. (انظر: الاستبصار في عجائب الأمصار، ص 128، والرّوض المعطار، ص 184 وما بعدها).
[4] – انظر: تاريخ ابن خلدون، 6/120.
[5] – انظر: نفسه، ص 133.
[6] – تاريخ الزّواوة، أبو يعلى الزّواويّ، ص 120.
[7]- انظر: تاريخ الزواوة، أبو يعلى الزّواوي، ص 90 وما بعدها
[8] – انظر: تاريخ الجزائر في القديم والحديث، المبارك الميلي، المؤسّسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1986، 2/216 وما بعدها.
[9] – تاريخ الزّواوة، أبو يعلى الزّواوي، ص 101- 103، وانظر: تاريخ ابن خلدون 6/136 وما بعدها.
[10] – تاريخ ابن خلدون، 6/136.
[11] – هو: القائد أبو الحسن جوهر بن عبد الله الرّومي، باني القاهرة والجامع الأزهر، كان من موالي المعزّ الفاطمي، وجهّزه إلى الدّيار المصريّة ليأخذها بعد موت كافور الإخشيدي، وتسلّم مصر يوم الثّلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة 358 هـ وشرع في بناء القاهرة، وفرغ من بناء الأزهر سنة 361 هـ، عزله المعزّ سنة 364 هـ، توفي بمصر سنة 381 هـ. (انظر: وفيات الأعيان 1/375 وما بعدها، والأعلام 2/148).
[12] – انظر: تاريخ الزّواوة، ص 110، 111.
[13] – انظر: نفسه، ص 131.
[14] – انظر: نفسه، ص 131، 132.
[15] – نفسه، ص 125.
[16] – نفسه، ص 125.
[17] – انظر: نفسه، ص 126- 130.
[18] – انظر: نفسه، ص 133.
[19] – انظر: نفسه، ص 135.
[20] – انظر: نفسه، ص 125.
[21] – انظر: تاريخ الجزائر في القديم والحديث، 2/243، وانظر: الموسوعة الموجزة في التّاريخ الإسلامي، 11/204 (من الموسوعة الشّاملة).
[22] – انظر: عنوان الدّراية، الغبريني، ص 55.
[23] – هو: أبو محمّد عبد الحقّ بن عبد الرّحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي، المعروف بابن الخراط، من علماء الأندلس، حافظ محدّث مشارك في الأدب والشّعر، نزل بجاية بعد فتنة الأندلس وذهاب دولة المرابطين، ت 581 هـ، له: الجمع بين الصّحيحين، والجمع بين الكتب السّتّة وغيرها. (انظر: بغية الملتمس، أبو جعفر الضّبّي 1/391، وتاريخ الإسلام للذّهبي 12/729، والأعلام 3/281).
[24] – هو: أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله اليعمريّ الإشبيليّ الأندلسيّ، المعروف بابن سيّد النّاس، محدّث مؤرّخ أديب، أخذ عن والده ولقي ابن خروف النحوي وجماعة، وهو جدّ حافظ الدّيار المصريّة فتح الدّين اليعمريّ (ت734هـ)، توفّي بتونس سنة 659هـ. (انظر: عنوان الدراية ص 291 وما بعدها، تاريخ الإسلام 13/535).
[25] – هو: سيّدي أبو مدين شعيب بن الحسين الأندلسي، اشتهر بشيخ المشايخ، من كبار العارفين والمتصوّفة ببلاد المغرب، استوطن بجاية، وخرج منها إلى تلمسان، فتُوفّي قبل أن يدخلها بالعبّاد سنة 594هـ، له أشعار، ومفاتيح الغيب لإزالة الرّيب وستر العيب. (انظر: تاريخ الإسلام 12/922 وما بعدها، والوفيات لابن قنفذ ص 297، والأعلام 3/166).
[26] – هو: أبو الفضل قاسم بن محمّد بن عليّ بن طاهر بن تميم القيسيّ البجائيّ، ويُعرف بابن محشرة، روى عن أبي القاسم السّهيلي وعبد الحقّ الإشبيلي، وعُيّن كاتبا لسلطان مُرّاكش، ت 598هـ. (انظر: عنوان الدّراية، ص53-55، وشجرة النّور الزّكيّة 1/237).
[27] – هو: أبو علي حسن بن عليّ بن محمّد المسيلي، فقيه قاض ببجاية، كان يُنعت بأبي حامد الصّغير تشبيها له بأبي حامد الغزالي، لتأليفه كتاب (التّفكّر فيما تشتمل عليه السّور) على نسق (إحياء علوم الدّين)، ومن كتبه (التّذكرة) في أصول الدّين وغيرها، ت 580هـ. (انظر: عنوان الدّراية ص 33-39، والأعلام 2/203، ومعجم المؤلّفين 3/262).
[28] – عنوان الدّراية، ص 55.
[29] – انظر: نفسه، ص 29.
[30] – انظر: نفسه، ص 48.
[31] – انظر: نفسه، ص 50.
[32] – انظر: نفسه، ص 108.
[33] – انظر: نفسه، ص 149.
[34] – انظر: نفسه، ص 176.
[35] – انظر: نفسه، ص 193.
[36] – انظر: نفسه، ص 185.
[37] – انظر: نفسه، ص 204.
[38] – انظر: نفسه، ص 213.
[39] – انظر: نفسه، ص 265.
[40] – انظر: نفسه، ص 250.
[41] – جاؤوها من مرّاكش وأغمات خاصّة، فقد جاءها من أغمات مثلا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن يحيى الأغماتي (ق7هـ)، ومن مُرّاكش أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الحسن التُّجيبي (ت638هـ). (انظر: عنوان الدّراية، ص226).
[42] – عنوان الدّراية، ص 36.
[43] – انظر: تاريخ الجزائر الثّقافي، أبو القاسم سعد الله، 3/182 وما بعدها.
[44] – هو: أبو يوسف يعقوب بن يوسف المجلاتي الزّواوي، فقيه أصوليّ متكلّم، كانت مجالسه العلميّة من المجالس المعتبرة في بجاية، أحد المفتين والمشاوَرين بها، ت 690هـ. (انظر: عنوان الدّراية، ص 265).
[45] – وغليس من أمازيغ زواوة بأعالي وادي الصّومام. (انظر: تاريخ زواوة ص 23، 99، 282).
[46] – هو: أبو علي ناصر الدّين منصور بن أحمد بن عبد الحقّ الزّواويّ المشدالي البجائيّ، الفقيه المعمّر، نشأ ببجاية وأخذ بها ثمّ انتقل مع والده إلى مصر، وأخذ عن عزّ الدّين ابن عبد السّلام وغيره، وجلس بها للتّدريس، ت 731هـ. (انظر: الدّرر الكامنة في أعيان المائة الثّامنة 6/125، وبغية الوعاة 2/301، وذيل التّقييد في رواة السّنن والأسانيد لأبي الطّيّب الفاسي 2/284).
[47] – هو: أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن حمّاد الصّنهاجيّ القلعيّ، فقيه وشاعر من أهل قلعة حمّاد، نزيل بجاية، روى عن عبد الحقّ الإشبيليّ ومحمد ابن مخلوف الجزائريّ، ولي قضاء الجزائر وسلا وغيرهما، ت 628هـ، له: الإعلام بفوائد الأحكام، وشرح مقصورة ابن دريد وغيرها. (انظر: عنوان الدّراية، ص 218، وتاريخ الإسلام 13/868، وديوان الإسلام للغزي 3/209).
[48] – انظر: عنوان الدّراية، ص 241 وما بعدها.
[49] – انظر: نفسه، ص 126، 127.
[50] – هو: أبو محمّد عبد الحقّ بن يوسف بن حمامة الغبريني، فقيه نحويّ لغويّ، من أعيان القرن السّابع الهجريّ، ولي قضاء بعض أكوار بجاية، كان عفيفاً مليح المذاكرة حسن المحاضرة. (انظر: عنوان الدّراية ص 320).
[51] – انظر: عنوان الدّراية، ص 135.
[52] – هو: أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن أبي بكر المنصور القلعي، فقيه عالم بالفرائض، كان أبرز علماء بجاية في الحساب والفرائض، توفي بعد 660 هـ. (انظر: عنوان الدّراية، ص 266، 267).
[53] – هو: أبو العبّاس أحمد بن أبي القاسم بن عبد الرّحمن التّميميّ الخطيب، هو أوّل بيت بني الخطيب ببجاية، ولي قضاء قضاءها من مرّاكش، نال حظوة عند بني عبد المؤمن، وطالت مدّة ولايته. (انظر: عنوان الدّراية، ص 243).
[54] – هو: أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن أبي القاسم التّميمي، أحد قضاة بجاية، لقي عبد الحقّ الإشبيلي وأخذ عنه، ولي قضاء بلنسيّة وغيرها، توفي بتونس سنة 720هـ. (انظر: عنوان الدّراية، ص 243، 244).