
استراتيجيات الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف
د.عبد الفتاح عبد الغني الهمص/الجامعة الإسلامية – أ.د.زياد علي الجرجاوي/مدير جامعة القدس المفتوحة
غزة، فلسطين
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والإجتماعية العدد 36 الصفحة 99.
ملخص:هدفت الدراسة إلى معرفة استراتيجيات الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف،واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي،وذلك من خلال استبانة مفتوحة شمل أسئلة الدراسة على عينة قوامها (30) فرد من أرباب الأسر الفلسطينية بأحياء مدينة غزة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: بلغ ما نسبته (45%) من أفراد عينة الدراسة الذين أجابوا على الاستبيان المفتوح في إجاباتهم أن الأطفال يكتسبون السلوكيات غير المتوافقة عن طريق ما تستخدمه الأسرة من أساليب عقابية ضد أبنائهم، وأظهرت ما نسبته (65%) أن الأمهات أكثر حناناً ودفئاً لأبنائهم، معتقدين أن هذه الاستراتيجيات تجنب أبنائهم التطرف والعنف، بينما أجمع أفراد عينة الدراسة أن الاستراتيجيات التي استخدمتها الأسر الفلسطينية أبان الحروب الثلاثة على غزة كانت ناجعة وقللت من نسبة التطرف والعنف، وذلك من خلال اجتماع الأسر في مكان واحد، وتبادلهم للأحاديث، وتناولهم للطعام سوياً، كما أفاد ما نسبته (90%) أن للاستراتيجيات الدينية دوراً بارزاً في تجنيب الأسر أبناءها التطرف والعنف، وذلك من خلال قراءة القرآن الكريم الذي ساعد على عملية التنفيس الانفعالي والتفريغ للهموم الأسرية وخاصة الآيات التي كانت تدعو إلى الإيمان بالله، وأن الله هو الوحيد القادر على تخليصهم ممّا يعانون منه.
الكلمات المفتاحية: استراتيجيات، الأسرة الفلسطينية، التطرف، العنف.
مقدمة:
يعيش العالم الإسلامي اليوم حياةً مليئةً بالمتغيرات والمتناقضات والأزمات، ومنها: أزمة استخدام المصطلحات، فالإنسان الفلسطيني ليس بمعزل عمّا يحدث في العالم، فهو يؤثر ويتأثر بما يحدث من حوله، والمتغيرات التي حدثت أخيراً خلال ما يسمى بالربيع العربي قد ألقت بظلالها على كثير من المصطلحات دون تحديد لها، ومن هذه المصطلحات التطرف، والعنف، والإرهاب وغيرها من المصطلحات التي لم تحدد،ودائماً تستخدم كبارقة إعلامية في مطلع أحاديث الإعلاميين أو ما يتناوله الكتّاب والعلماء، فهذه القضايا وغيرها تقف حائلاً عندما تستخدم هذه المصطلحات في غير مكانها السليم،فأصبحت مقارعة المحتلين أو المعتدين أو المستعمرين توسم بالإرهاب دون استخدام المصطلحات الدقيقة لها، فهذا يرجع إلى أزمة الفهم بين مستخدميها، وهذه الأمور وغيرها جعلت الأسرة الفلسطينية تستخدم استراتيجيات كثيرة للذب عن نفسها وعن أبنائها صفة الإرهاب أو التطرف،أو العنف.
ولم يقف الأمر عند فهم العنف في مجتمعاتنا الحديثة عند هذا الحد؛ بل بدأ يزيد الاضطراب في مجتمعنا الذي نعيش، فلا نصحو يومياً إلاّ والأحداث المعنّفة والتطرف يطرق أبواب المجتمعات، وطبول الإرهاب تدك في كل مكان؛ ممّا جعل الإنسان يفكر في مخرج من لظى هذه الأحداث لعله يدرك من يستجير به، أو يساعده في التخلص من هذه الأمور سعياً إلى توفير الأمن والاستقرار والطمأنينة والحياة السعيدة لأبنائهم ليعيش في وطن آمن خال من مظاهر العنف والإرهاب الذي تحركه أنياب الشر من المغرضين المستعمرين الذين لا يروق لهم أن تبقى الحياة رغيدة في المجتمع ولا يحلو لهم إلا ّ صوت البنادق أو الألغام، ولهيب المتفجرات، فهل من مستجيب للخلاص من هذه الأمور؟
هذه الأمور وغيرها جعلت الباحثان يفكران في دراسة تشفي الغليل وترفع الظلم وتجير المستجير لوضع حد لما يحدث علهما يصلان إلى نتائج من خلالها نصل إلى استراتيجيات تساعد الأسرة حول الخلاص من هذه الأمور.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
يعد العنف والتطرف ظاهرتان بشريتان عرفهما الانسان منذ أن خلقه الله تبارك وتعالى ليعمر في الأرض، وذلك عندما قتل قابيل أخاه هابيل، وذلك إرضاءً لشهوته ومرضاةً لنفسه، ومنذ بداية الحياة الدنيا تعددت وتنوعت مظاهر العنف والتطرف واشتدت أثارها، قال تعالى: ) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ(([1])
العنف تمثل لا يتحقق الا بواسطة تحرره من( الأنا )التي تقابلها (أنا) أخرى تطردها . وهو يدل على التناقض الظاهري . الجلاد والضحية لا تتماثل إلاّ نادراً وذلك حين يتم تبادل الأدوار وطالما أن هكذا إليه غير موجودة هنا فليس من حقنا راهنا على أقل تقدير ان نؤيد العجلة لهكذا نوع من الفهم…العنف ظاهرة سلبية وما تغرس الندامة …
عن عائشة رضي الله عنها أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السلام عليك قال وعليكم فقالت عائشة السلام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف أو الفحش قالت أولم تسمع ما قالوا قال أولم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في” ([2])
هكذا يعلمنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – الابتعاد عن العنف واللجوء إلى الرفق في الأمور كلها: “ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه”. إن العنف في معاملة الناس يولد عندهم رغبة في الانتقام متى سنحت الفرصة، بخلاف الرفق الذي يتسبب في تأليف القلوب، وتطويع الناس لو نلاحظ من يعش بين الناس محروما من الرفق، متصفا بالعنف محروم من الخير كما ورد في السنّة النبوية فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” من يحرم الرفق يحرم الخير كُله”([3])
إن العنف شين خلقي، وظاهرة قبيحة تؤدي إلى شيوع الأحقاد والعداوات، كما أنه يبعث في النفوس الرغبة في التحدي والعناد، وعدم الاستجابة للمطلوب منها، وإن كان المطلوب حقا وخيرًا. إن العنف في معالجة الآلة يكسرها، وفي مقارعة الخطوب يحطم الطاقات، ويدمر القوى ..وبناء على ما تقدّم ذكره فإن مشكلة الدراسة تنحصر في التساؤل الرئيس التالي:
ما استراتيجيات الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
ويتفرع من التساؤل الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
س1: ما الاستراتيجيات النفسية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
س2: ما الاستراتيجيات الاجتماعية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
س3: ما الاستراتيجيات الدينية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
س4: ما الاستراتيجيات التربوية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
س5: ما السبل الواجب استخدامها للأسرة الفلسطينية لتجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
أهداف الدراسة:تهدف الدراسة إلى تحقيق الآتي:
- معرفة الاستراتيجيات النفسية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف.
- التعرّف إلى الاستراتيجيات الاجتماعية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف.
- بيان الاستراتيجيات الدينية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف.
- إبراز الاستراتيجيات التربوية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف.
- التعرّف على السبل الواجب استخدامها للأسرة الفلسطينية لتجنيب أبنائها التطرف والعنف.
أهمية الدراسة:تكتسب الدراسة أهميتها من خلال:
- تكمن أهمية الدراسة في كونها تتحدث عن موضوع مهم يعاني منه الكثير في عالمنا المعاصر أفراداً وجماعات ودولاً، حيث إن هذا الموضوع من المتوقع أن تتم معالجته وفق منهجية البحث العلمي السليم.
- تأتي هذه الدراسة استجابة لكثير من توصيات المؤتمرات الحديثة التي من بينها مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في السعودية عام 2011، ومؤتمر الجزائر المنعقد في جامعة البليدة عام 2014، ومؤتمر جامعة النجاح الوطنية بنابلس والذي تعرض للقتل والانتحار والعنف عام 2015، والعديد من المؤتمرات الأخرى والتي عقدت لهذا الشأن وأوصت بدراسة تجنيب الإنسان المعاصر من التطرف والعنف.
- تعد هذه الدراسة مهمة لكونها تتحدث عن موضوعاً بكراً يحتاج إلى تشمير سواعد الجد من العلماء لبيان الاستراتيجيات اللازمة لتجنيب الإنسان المعاصر من التطرف والعنف الذي انتشر في الآونة الأخيرة في كثير من دول العالم الأوروبي والعربي…إلخ.
- يعد هذا الموضوع إضافة جديدة للمكتبة العربية التي لا تزال غلى مزيد من الدراسات حول موضوع التطرف والعنف.
- قد يستفيد من هذه الدراسة كل المهتمين بقضايا التطرف والعنف واستراتيجيات تجنيب الأسر للعنف.
- قد تخرج هذه الدراسة بمجموعة من التوصيات والمقترحات والنتائج التي قد تسهم في تجنيب الأسرة الفلسطينية العنف والتطرف .
مصطلحات الدراسة:
استراتيجيات:مجموعة الأفكار والمبادئ التي تتناول ميداناً ما من ميادين النشاط الإنساني بصورة شاملة ومتكاملة، وتكون ذات دلالة على وسائل العمل، وكذلك على متطلباته واتجاهات مساره لغرض الوصول إلى أهداف محددة مرتبطة بالمستقبل للفرد.
التطرف:هو إدخال ما ليس من الإسلام فيه باسم الدين، أي الغلو في الدين بما لا يتفق مع توجيهات الإسلام، التي دعت إلى التزام جانب الاعتدال في شئون الحياة كلها، أو التساهل والتفريط في أداء الشعائر الدينية، فالإفراط غلو وكلاهما تطرف([4])
ويعرفه الباحثان إجرائياً: بأنه الخروج عن القيم والمعايير والعادات الشائعة في المجتمع، وتبني قيم ومعايير وعادات مخالفة لها، يعني الخروج عن المألوف.
العنف:هو أنماط معينة من السلوكيات غير السوية التي تتضمن استخداماً معنوياً أو فعلياً – مادياً- للقوة غير المشروعة أو التهديد بها وذلك بهدف إيذاء أو إلحاق الضرر بالآخر سواء كان فرداً أم جماعة أم دولة… وذلك لتحقيق أهداف معينة([5]) .
ويتبنى الباحثان تعريف (طهطاوي،2005م) في دراستهما لمناسبته الدراسة الحالية.
حدود الدراسة: تتحدد هذه الدراسة من الحدود الآتية:
- الحدود الزمانية: تمّ إجراء هذه الدراسة في الفصل الدراسي الأول 2016 / 2017م
- الحدود المكانية: تمّ إجراء هذه الدراسة في مدينة غزة.
- الحدود البشرية: أولياء أمور الأسر الفلسطينية من آباء وأمهات.
الإطار النظري:
إن الأسرة المسلمة هي الأسرة المتمسكة بعقيدتها الإسلامية السمحة قولاً وسلوكاً، المعتزة بانتمائها لأمتها الإسلامية المستوعبة لأصول دينها والمحافظة على الالتزام به،المنفتحة على العالم المعاصر بصدر رحب، وعقل ناضج، تفيد من تقدمه بما لا يتعارض مع عقيدتها وما تحمله من قيم نبيلة([6])
كما تلعب الأسرة دوراً هاماً في تحقيق الأمن وحماية الأفراد من الفساد ووقاية المجتمع من الفوضى، فالتربية الأمنية تبدأ في نطاق الأسرة أولاً، ثم المدرسة، ثم المجتمع، فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل الحق والباطل، والخير والشر، ويكتسب تحمل المسئولية وحرية الرأي واتخاذ القرار، كل هذه القيم وغيرها يتلقاها الطفل في سنيه الأولى، دون مناقشة حيث تتحدد عناصر شخصيته، وإن لم تتهيأ الفرصة بشكل كاف داخل الأسرة لتعلم هذه القيم؛ فإنه يتعذر عليه بعد ذلك اكتسابها لكي تكون جزءاً من سلوكه([7]) .
إن مشكلة التطرف والإرهاب أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد الحياة اليومية للإنسان المعاصر، وتبعث في حياته دواعي الخوف والقلق، من جراء انتشار هذه الظاهرة، واتساع نطاقها، وزيادة عدد ضحاياها، حيث تدل المعلومات والإحصاءات عن تنامي هذه الظاهرة، وزيادة الخسائر الناجمة عنها بسبب التطور العلمي والتقني، وأحد جوانب مواجهة هذه المشكلة لا تكون إلا من خلال عمل المزيد من الدراسات والأبحاث([8])
إن الفهم الخاطئ للدين ومبادئه وأحكامه، وهو سائد في هذه الأيام، والإحباط الذي يعيش في ظله الشباب نتيجة افتقارهم إلى الكثير من المبادئ والمثل العليا التي يؤمنون بها في سلوك المجتمع، أو سياسة الحكم والفراغ الديني والتحريض من قبل الفكر التكفيري يعطي الفرصة للجماعات المتطرفة لشغل هذا الفراغ بالأفكار التي يروجون لها ويعتنقونها، كما ان غياب الحوار من قبل علماء الدين لكل الأفكار المتطرفة، ومناقشة الجوانب التي تؤدي إلى التطرف في الرأي يرسخ الفكر المتطرف لدى الشباب، فالكثير من دعاة التطرف والعنف يفتقدون منهجية الحوار، إن الجماعات الإرهابية تعتمد على فتاوى صادرة عن المنظرين والزعماء الروحيين للتنظيمات المتطرفة في شتى أنحاء العالم بقصد إباحة ممارساتهم لأنشطة محظورة دينياً وقانونياً بذريعة تمكنهم من فرصة التكفير عن ذنوبهم.
إن ظاهرة التطرف والعنف ليست مقتصرة على المجتمعات المسلمة فحسب، بل تتعداها إلى البلدان غير المسلمة حيث تبرز ظاهرة ملموسة ومتكررة في واقعهم الاجتماعي والثقافي والسياسي وبذرة الصراع متجذرة في العقلية الغربية القديمة والحديثة([9])
ومن ظواهر العنف في المجتمعات الغربية حوادث الانتحار الجماعي قبل سنوات في أميركا، والمليشيات المسلحة المعارضة لحكوماتها التي تعد بالعشرات، وحوادث العنف المسلح في المدارس والتجمعات وبين أصحاب المصالح، وتفجيرات ضخمة كتفجير أوكلاهوما، وعصابات المافيا والمخدرات وغيرها.
لذلك ينبغي أن نحذر من الانزلاق وراء الفخ الذي يريدنا الغرب أن نقع فيه، بالتركيز على أن مشكلة الإرهاب مشكلة داخلية فقط وتحمل الأطراف المحلية دون غيرها المسؤولية عنها، وهذا غير صحيح، بل إن مسؤوليتهم ليست محل شك ولا ارتياب كما يقول الدكتور ناصر.
بل إن “القوى المتسلطة العالمية تدرسنا وتدرس تناقضاتنا وتعمل على إشعال الأزمات بيننا، ثم ترقبنا ونحن نرتبك في إطفائها غافلين عمن أشعلها في الحقيقة، ثم يتدخلون بعد ذلك في ثوب الناصح المنقذ([10]) .
ويرى الباحثان أن الإسلام ينبذ العنف ويدعو إلى الحوار ليس بين المسلمين فحسب، بل بين المسلمين وغيرهم من الشرائع الأخرى، وكذلك ممن يحملون أفكاراً سلبية يريدون تشويه صورة الإسلام الحقيقية ويبرزونه في صورة أخرى.
دراسات سابقة: من خلال الاطلاع على الأدب التربوي، استطاع الباحثان أن يستعرضا بعضاً من الدراسات السابقة التي عالجت مشكلات قريبة من مشكلة دراستهما وهي على النحو الآتي:
- دراسة سعيد طه محمود، وسعيد محمود عطية([11]) (2001م) بعنوان: ” الأبعاد الاجتماعية والتربوية لظاهرة التطرف والعنف في المجتمع المصري: دراسة تحليلية نقدية”
هدفت الدراسة إلى التعرف على رؤية شباب الجامعة لأبعاد ظاهرة التطرف والعنف في المجتمع المصري وكذلك التعرف على رؤيتهم للأشخاص الذين يقومون بهذا السلوك وأهدافهم التي يرمون إلى تحقيقها، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، كما واستخدمت استبانة من إعداد الباحثين، تم تطبيقها على عينة مكونة من (771) طالب وطالبة موزعين على ست كليات من كليات جامعة الزقازيق، بالإضافة إلى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: أن الأسباب التربوية تلعب دوراً واضح الدلالة في تفسير ظاهرة التطرف والعنف في المجتمع مما يؤكد على خطورة دور التربية في مسألة التطبيع والتنشئة الاجتماعية وغرس قيم الانتماء وتحديد ملامح الهوية الثقافية في المجتمع، كما جاءت الأسباب الاقتصادية والاجتماعية في المرتبة الثانية، بينما جاءت الأسباب السياسية في المرتبة الثالثة لتفسير الظاهرة محل الدراسة، في حين رفض أفراد عينة الدراسة أن يكون الدين أو التدين من الأسباب المهمة في تفسير هذه الظاهرة.
- دراسة عبد اللطيف محمد خليفة([12]) (2004م) بعنوان:” الاغتراب والتطرف نحو العنف : دراسة نفسية اجتماعية”
هدفت الدراسة إلى التعرّف على العنف بوصفه ظاهرة نفسية اجتماعية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وذلك بتطبيق مقياس الاغتراب، ومقياس العنف، من إعداد الباحث على عينة قوامها (337) مبحوثاً من الذكور، (226) مبحوثاً من صعيد مصر، و (111) مبحوثاً من القاهرة، تتراوح أعمارهم بين ( 20 – 34 سنة ) من مستويات تعليمية ومهنية مختلفة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: العلاقة بين الاغتراب والعنف علاقة دالة سالبة – بالنسبة إلى شرائح عينة الدراسة، ما عدا شريحة الفلاحين، فلم تصل العلاقة إلى مستوى الدلالة الجوهرية، كما أن مشاعر الاغتراب أكثر انتشاراً بين شرائح ( الطلاب – المدرسين – الخريجين – الموظفين )، كما أن المثقف أكثر اغتراباً من غيره، كما بينت النتائج أن أفراد الوجه القبلي أكثر عنفاً من الأفراد الذين يعيشون في القاهرة، في حين تزايد الاغتراب لدى أبناء القاهرة عن أبناء الصعيد.
- دراسة حنان عبد الحليم رزق([13]) (2006م) بعنوان:”التربية الإسلامية في مواجهة التطرف الديني والإرهاب لدى بعض الشباب الجامعي ( دراسة ميدانية)”
هدفت الدراسة إلى استعراض الجذور التاريخية لظاهرة لتطرف الديني، وما يؤدي إليه من عنف وإرهاب على المستوى العالمي بصفة عامة، وتطورها التاريخي في المجتمع المصري بصفة خاصة، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتم توزيع استبيان من إعداد الباحثة على عينة قوامها (1548) على طلبة كليات جامعة المنصورة، منهم (844) طالب، و(704) طالبة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: زيادة التنظيمات المضادة وامتداد تعاونها مع الدول، وتعظيم العنف الحكومي في مواجهة القائمين بأعمال العنف والإرهاب، وإهدار الموارد وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وكذلك النيل من ركائز ومقومات البناء الاجتماعي،وزيادة الشللية ورفقاء السوء بين فئة الشباب.
- دراسة فريال الصبيحي، وخالد الرواجفة([14]) (2010م) بعنوان:”العنف الطلابي وعلاقته ببعض المتغيرات دراسة وصفية على عينة من طلبة الجامعة الأردنية”
هدفت الدراسة إلى التعرف على مشاركة الطلبة في العنف داخل الجامعات، وعلاقته ببعض المتغيرات (المستوى الدراسي والمعدل التراكمي والتخصص والجنس والدخل والخلفية الثقافية)، وقد اشتملت عينة الدراسة على 1000 طالب وطالبة من طلبة الجامعة الأردنية، بمختلف التخصصات، والمستويات الدراسية، لدرجة البكالوريوس، “وقد تم استثناء طلبة الدراسات العليا لعدم مشاركتهم في المشاجرات والعنف في الجامعات”، وتمّ تطبيق استبيان على أفراد العينة من إعداد الباحثيْن، وقد توصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: إن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة & ≥ 1000 بين مشاركة الطلبة في العنف الطلابي، والمستوى الدراسي، والتخصص، والمعدل التراكمي، والجنس، والدخل، والخلفية الثقافية، وأن أكثر الأسباب التي تدفع الطلبة إلى المشاركة في العنف هو التعصب للعشيرة والأقارب والأصدقاء، وشعورهم بظلم أنظمة الجامعة، وعدم ثقتهم بالمستقبل، وشعورهم بأنهم مرفوضين من قبل الجنس الآخر.
- دراسة سهام محمد السرايبي([15]) (2011م) بعنوان: ” أسباب ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف”
هدفت الدراسة إلى معرفة أسباب ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، أسباب نشأة هذا الفكر متعددة ومتنوعة، فقد يكون مرجع هذا أسباباً فكرية، أو نفسية، أو سياسية، أو اجتماعية، أو يكن الباعث عليه دوافع اقتصادية وتربوية…، كما بينت الدراسة أن الأسباب متشابكة ومتداخلة، فالظاهرة مركبة ومعقدة، وأسبابها كثيرة ومتداخلة، كما بينت أن من بين الأسباب التربوية قلة القدوة الناصحة المخلصة التي تعود على الأمم بغرض النفع وإرضاء الله– تبارك وتعالى- وحباً في دينهم وأوطانهم وغياب القدوة يؤدي للتخبط وعدم وجود المرجعية الصالحة والأسوة الحسنة من عوامل التفكك والانحطاط والتخلف، كما بينت الدراسة أن من بين الأسباب الاجتماعية نشوء الأفكار الضالة وظهور التناقض في حياة الناس وما يجدونه من مفارقات عجيبة بين ما يسمعون وما يشاهدون.
دراسة محمد محمود صالح، وخلف سليم القرشي([16]) (2013م) بعنوان: ” العنف الفكري كشكل من أشكال الإرهاب ودور الجامعة في مواجهة هذا التطرف”
هدفت الدراسة إلقاء الضوء على ظاهرة العنف الفكري كشكل من أشكال الإرهاب ودور الجامعة في مواجهة هذا التطرف، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، واستخدمت استبانة لجمع البيانات من إعداد الباحثين، تم تطبيقها على طلبة كليتي التربية والعلوم، على عينة قوامها (1175) طالب وطالبة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها تحديد العبارات والتي تمثل العنف الفكري ومجموعة أخرى من العبارات كانت هي العوامل التي أدت إلى وجود العنف الفكري والبعض الآخر يمثل الآثار المترتبة على العنف الفكري في النواحي ( الدينية ، والسياسية، والاقتصادية، والتربوية، والاجتماعية)، إضافة لذلك تبين عدم وجود فروق ذات دلالة بين الطلاب والطالبات ( الجنس ) في محاور الدراسة.
- دراسة صباح ضيف الله الهناندة([17]) (2015م) بعنوان: ” الوسطية والاعتدال ومحاربة العنف والتطرف من وجهة نظر تربوية”
هدفت الدراسة إلى التعرف على الوسطية والاعتدال ومحاربة العنف والتطرف من وجهة نظر تربوية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وبينت الدراسة أن بعد انتقال الأطفال الى المدارس يجب أمام الطلاب ليتأثروا بها، وأن الأحداث التي يمر بها العالم عامة والوطن العربي والأمة الإسلامية خاصة يجعلنا بحاجة ماسة وسريعة لأن نضع الأسس التربوية السليمة لأبنائنا الطلاب وغيرهم بحيث تشتمل المناهج التربوية إلى موضوعات تعمل على ترسيخ قيم الوئام الديني، ومن أجل تحقيق ذلك لابد من ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة والتمسك بثوابتها وتعزيز قيم الوسطية والتسامح والاعتدال لدى الطلبة من خلال المناهج والنشاطات التربوية والتعليمية الصفية أو غير الصفية.
التعقيب على الدراسات السابقة:
* من خلال سرد الدراسات السابقة فإنه تبيّن للباحثيْن أن دراستهما تختلف عن الدراسات السابقة بالهدف والمتغيرات التي وردت فيها، وكذلك عينة البحث، وامتازت هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في كونها تتناول استراتيجيات الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف.
* كما أنها تمتاز كونها تدرس الواقع الأليم الذي يعيشه أبناؤنا في هذه الحقبة الصعبة.
* تتفق هذه الدراسة مع الدراسات السابقة في استخدامها للمنهج الوصفي التحليلي، كما أنها اتفقت مع بعضها علاقة ظاهرة العنف بمتغيرات متنوعة.
* حاولت هذه الدراسة أن تلقي الضوء على التطرف والعنف الذي تعيشه المجتمعات في وطننا العربي،خاصةً والعالم بصفة عامة.
الطريقة والإجراءات:
منهــج الدراســـة: استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي لكونه أقرب مناهج البحث العلمي لدراسة هذه الظاهرة.
مجتمع الدراسة: الأسر الفلسطينية في مدينة غزة.
عينة الدراسة: كانت عينة الدراسة قصدية عمدية عشوائية، حيث عمد الباحثان إلى مجموعة مكونة من (30) فرد من أرباب الأسر من عدّة أحياء في مدينة غزة (الشجاعية ” التركمان، الجديدة”،حي النصر،مخيم الشاطئ للاجئين، حي الزيتون، حي التفاح،حي الدرج).
أداة الدراسة: استخدم الباحثان استبياناً مفتوحاً شمل أسئلة الدراسة.
إجابة تساؤلات الدراسة :
قام الباحثان بالإجابة عن تساؤلات الدراسة وهي على النحو التالي:
التساؤل الأول والذي ينص على:ما الاستراتيجيات النفسية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
من المعلوم أن الأسرة الفلسطينية أسرة أغلبها ممتدة مما يستدعي مشاركة كافة أفراد الأسرة في تعزيز السلوك الحسن لدى أبنائهم ، ولتحقيق ذلك تتبع الأسرة أساليب معينة لتحقيق هذا الغرض منها : الثواب والعقاب ، فمن ناحية الثواب تقوم الأسرة ممثلة بالأب والأم والجد والأعمام بتشجيع الطفل على احترام الكبير والعطف على الصغير وكذلك تشجيع الأبناء على التسامح والعمل على زيادة السلوك الحسن، والبعد عن السلوك غير الحسن مبين لهم من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة جزاء السلوك قال تعالى: )فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (([18]) . وكذلك بينت السنّة النبوية فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ،ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ“([19])
وأيضاً من وسائل التشجيع للطفل الفلسطيني تعبير الأسرة عن طريق إشارات معينة منها: التصفيق دلالة على أن الطفل تصرف بطريقة ترضى عنها الأسرة ويرضى عنها المجتمع أو عن طريق إعطاء بعض المال الذي هو عبارة عن التعزيز المادي مقابل السلوك الحسن الذي قام به أو الوعد بالذهاب في رحلة جماعية إلى أماكن يحبها، وكذلك يجب على الأسر الفلسطينية القيام بتوضيح عادات وتقاليد وتراث المجتمع الذي نعيش وبأن السلوك الشائن يؤدي بصاحبه إلى أن يكون منبوذاً من الجماعة سواء كانت الأسرة التي تربى فيها أو المجتمع الذي يعيش بداخله كما أن الأسرة يجب أن تركز في تنشئتها على الجانب الديني الذي يلعب دوراً مهماً في تقويم سلوكيات الأبناء الفلسطينيين ويساعدها في ذلك المسجد، والمدرسة اللذان يعززان هذه القيم لدى أبنائنا.
كما أن الأسرة تستخدم عدة أساليب في معاقبة الطفل الذي ترى الأسرة بأن سلوكه لا يتماشى مع قيم المجتمع وتكوين أساليب التقويم بالتدرج، فعلى سبيل المثال قد نبدأ بنهره أو توبيخه وقد تصل إلى حد قطع المصروف مؤقتاً عنه أو التهديد، أو إفشاء ما قام به من سلوك غير حسن لوالده أو لشخص هو يحبه، مع بعض الأحيان قد تستخدم الأسرة الضرب غير المبرح عند تكرار هذا السلوك لأكثر من مرة مع اعتراض الباحثين على هذه الطريقة، ومن الأساليب الشائعة أيضاً التهديد بحرمان الطفل من شيء يحبه لمدة محدودة إلى حين يستقيم سلوكه.
ومن مظاهر العنف الذي يمارسه الأبناء اعتداء الطفل الأكبر سناً على أخيه الأصغر منه، أو أخته الصغرى لأساليب نفسية قد يكون أحدها الغيرة، مما يستدعي على الأسرة مراجعة هذا السلوك حتى لا يتكرر وقد يكون لدى الطفل دوافع عدوانية مكتسبة من المحيط الذي يعيش فيه منها على سبيل المثال:كثرة المناكفات بين الوالدين أو اعتداء الأب على الأم أمام أبنائهم أو قد يكون اضطهاد مارسه الأخ الأكبر على هذا الطفل مما يجعله ينتقم ممن هو أصغر منه سناً.
وقد ينتقل العنف الممارس ضد الابن في الأسرة إلى المدرسة فيمارسه على زملائه، وقد يكون المستوى الاقتصادي للأسرة من أحد الأسباب التي تؤدي إلى العنف والتطرف حيث وإن عدم تلبية حاجات الطفل مقارنة بأقرانه لممارسته لعدم شعوره بالمساواة معهم.
أجاب أفراد عينة الدراسة أن الأسر الفلسطينية في غزة على اختلاف أجناسها تستخدم استراتيجيات نفسية متنوعة في تجنيب أبنائها التطرف والعنف، من ذلك استخدام التوجيه والإرشاد والنصح لأبنائها للبعد عن العدوانية وتجنبها لعقابهم حتى لا ينسحب ذلك عليهم، فيتقمصون أشكال العدوان والعقاب أو يسقطون العنف الواقع عليهم على اخوانهم الأصغر منهم سنّاً.
وقد أسفرت نتاج الإجابة من هذا التساؤل في أن الأطفال الذين يسكنون في أماكن مكتظة كحي الشجاعية ومخيم الشاطئ يستخدمون ميكانزيم الدفاع النفسي (النقل) على اخوانهم وعلى أبناء الحي الذين يعيشون فيه فبلغ ما نسبته (45%) من أفراد عينة الدراسة الذين أجابوا على الاستبيان المفتوح في إجاباتهم أن الأطفال يكتسبون السلوكات غير المتوافقة عن طريق ما تستخدمه الأسرة من أساليب عقابية ضد أبنائهم، وأظهرت ما نسبته (65%) من نتائج الإجابة من هذا التساؤل أن الأمهات أكثر حناناً ودفئاً لأبنائهم، معتقدين أن هذه الاستراتيجيات تجنب أبنائهم التطرف والعنف أثناء الحروب الثلاثة ممّا يجعلهم أكثر انضباطاً وهدوءاً وطمأنينة أثناء المواجهات الاسرائيلية سواء جواً أو بحراً أو براً.
التساؤل الثاني والذي ينص على: ما الاستراتيجيات الاجتماعية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
إن فكرة الخير والشر تحكمها الطريقة التي نتعامل بها مع أطفالنا ، فالمجتمع الذي يقدّم مبادئه على تعزيز مبادئ الخير والتسامح نراه يتصدر قائمة الدول التي يتمتع فيها الأطفال بقسط كبير من الرفاهية والاستقرار النفسي والعاطفي وتقل فيها نسبة انتشار العنف فيما بينهم ،أما تلك الدول والمجتمعات التي تتبنى أفكاراً ذات مضامين تحمل في طياتها أفكاراً سوداوية أو عنصرية نحو الآخرين، تلك الدول نجدها تعاني من التطرف والنظرة الدينية للأطفال نحو الآخر الذي قد يكون عنصراً وطنياً أو أجنبياً، وعليه فإذا أردنا أن ننشئ جيلاً سوياً يؤمن بمبادئ العدالة والمساواة يجب علينا أن نعطي أطفالنا الحق في العيش الكريم والتعليم، والصحة، كما أننا كدول يجب علينا توفير الضمان الاجتماعي لهؤلاء الأسر للعناية بأطفالنا مما يحد من العنف الذي تعكسه الحاجة النفسية أو المادية.
وفي هذا الإطار لا ضير من الاستفادة من تجربة الآخرين كالدول المجاورة أو الصديقة التي تجاوزت هذه المشكلة وحققت نتائج إيجابية.
يتبين مما تقدم أنه على الأسرة الفلسطينية توجيه أبنائها نحو مفاهيم صحيحة للشريعة الإسلامية، والسنّة النبوية المطهرة، التي تعزز مبادئ الإخاء والتسامح واستيعاب الآخرين بغض النظر عن اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” يا أيها الناس إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي و لا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم”([20]).
وكذلك يجب على الدعاة في المساجد توجيه هؤلاء الأطفال نحو تعزيز قيم وأخلاقيات الخير والبعد عن العنف وبيان مساوئه من الناحية الدينية والأخلاقية، وأيضاً للمدارس دور فعال يقع على عاتق المعلم في توجيه طلبته نحو تعزيز قيم التعاون والترابط والاحترام فيما بينهم ومساعدتهم على حل المشاكل فيما بينهم عن طريق الحوار دون استخدام لغة العنف المادية أو اللفظية، وعلى وزارات التربية والتعليم وضع مقررات ومناهج تساعد على ذلك ليتم توظيفها توظيفاً عملياً بين أفراد المجتمع الفلسطيني.
وكذلك مؤسسات المجتمع المدني منها الأندية التي يمكن لها أن تساعد هؤلاء الأطفال بتعزيز مبادئ الروح الرياضية وتقبّل تفوّق الآخر مؤقتاً عليهم.
وعلى وسائل الإعلام الابتعاد عن البرامج التي تساعد في زيادة العنف في المجتمع وتبديلها ببرامج تسهم في الحد من هذه الظاهرة، ومنها على سبيل المثال أفلام الكرتون التي تحض على مكارم الأخلاق، أمّا الإعلام المقروء فيقع علي عاتقه توفير المؤلفات التي تأتي علي شكل قصصي بسيط هادف يمكن للطفل أن يفهم ما يوظفه لتعزيز قيم اللاعنف.
أجمع أفراد عينة الدراسة في إجاباتهم للتساؤل الثاني أن الاستراتيجيات التي استخدمتها الأسر الفلسطينية أبان الحروب الثلاثة على غزة كانت ناجعة وقللت من نسبة التطرف والعنف، وذلك من خلال اجتماع الأسر في مكان واحد، وتبادلهم للأحاديث، وتناولهم للطعام سوياً، من خلال ما يقدّم إليهم من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، وقد ظهر الإيثار كاستراتيجية والحب كذلك والتقبّل الاجتماعي وقبول ، وقد ظهر الإيثار كاستراتيجية والحب كذلك والتقبّل الاجتماعي وقبول الآخر بدرجة كبيرة، حيث وصلت كما أفاد أفراد عينة الدراسة إلى (75%) من المجيبين على الاستبيان وأبدت الأسر تعاوناً ملحوظاً للأسر التي تركت بيوتها إلى الأماكن الآمنة، خاصة الأسر الذين كانوا ينزلون عند اقاربهم أو معارفهم فتبادلوا خلالها أسباب هذه الحروب، متجهين نحو المولى – عز وجل- ليخلصهم من هذه المعاناة، والتطرف والعنف الاسرائيلي الواقع عليهم من الطائرات والمدافع وآلة الحرب الإسرائيلية عموماً.
وقد استخدمت الأسر مجموعة من الاستراتيجيات الاجتماعية المهمة، ممّا أدّى إلى الحفاظ على النسيج الاجتماعي متماسكاً وأدّى ذلك إلى عملية الضبط الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي السلوكي من خلال السلوك الإيجابي المتبادل بينهم.
التساؤل الثالث والذي ينص على : ما الاستراتيجيات الدينية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
يستخدم لفظ ” العقائدية” بدلاً من الدينية لأنه لا يوجد دين يحض على التطرف والإرهاب والقتل، ولكن هناك عقائد تفعل ذلك، وليس العقائد المشروعة، وإنما تلك التي حرّفت أو من صنع البشر، وتعد الاستراتيجيات العقائدية للتطرف والعنف إلى معاناة العالم الإسلامي اليوم من انقسامات فكرية عقدية شديدة، بين تيارات مختلفة، ومرجع هذه المعاناة وما ترتب عنها من مشاكل وانقسامات هو الجهل بالدين والبعد عن التمسك بتوجيهات وأوامر الإسلام.
من المعلوم بأن الدين الإسلامي يعد من الديانات الوسطية التي تأخذ بأيسر الأمور تسهيلاً على الناس والمتبحّر في علم الفقه يرى أن بعض الفقهاء لهم آراء متشددة في بعض من المسائل ساعدت على وجود جيل يؤمن بالعنف كوسيلة لحل خلافاته مع الآخر أوغل فيه برفق ، هذا مع العلم بأن أغلب الفقهاء المسلمين هم مع التيسير ، لذلك يجب على الأمة أن تتحقق ممّا يتم تدريسه وتعليمه لأطفالنا لحمايتهم من الغلو في الدين فعن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته : ” القط لي حصى ” ، فلقطت له سبع حصيات، هن حصى الخذف ، فجعل ينفضهن في كفه ، ويقول : ” أمثال هؤلاء فارموا ” ، ثم قال : يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين ، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين” ([21])
كما أنه يجب على القائمين على تدريس مادة التربية الإسلامية التركيز على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه ربه في محكم التنزيل حيث قال: )وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ( ([22]). وأيضاً سيرة الصحابة الأجلاء العظماء رضوان الله عليهم، الذين سطروا قمة المبادئ السامية في الأخلاق.
وقد استخدمت الأسر مجموعة من الاستراتيجيات الدينية، حيث أسفرت نتائج الدراسة من خلال البيانات المجمعة من الاستبيانات المفتوحة أن ما نسبته (90%) أن للاستراتيجيات الدينية دوراً بارزاً في تجنيب الأسر أبناءها التطرف والعنف، وذلك من خلال قراءة القرآن الكريم الذي ساعد على عملية التنفيس الانفعالي والتفريغ للهموم الأسرية وخاصة الآيات التي كانت تدعو إلى الإيمان بالله، وأن الله هو الوحيد القادر على تخليصهم ممّا يعانون منه، وتوقيف هذه الحروب الظالمة التي تصب همها عليهم ليلاً ونهاراً، وقد أفاد أفراد عينة الدراسة جميعاً أن أحاديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم – تسليهم وتذكرهم بنصر المولى عز وجل، وهو القادر على إيقاف هذه الحروب وهو القاهر للأعداء، كما أن قراءة السير وأخذ الموعظة منها والتي تجلت في سيرة الصالحين وسير الأنبياء والغزوات التي انتصر فيها المسلمون، فاستفادت الأسر من تلك الاستراتيجيات الواردة فيها، فقد، وهو القادر على إيقاف هذه الحروب وهو القاهر للأعداء، كما أن قراءة السير وأخذ الموعظة منها والتي تجلت في سيرة الصالحين وسير الأنبياء والغزوات التي انتصر فيها المسلمون، فاستفادت الأسر من تلك الاستراتيجيات الواردة فيها، فقدّم لهم ذلك العون النفسي لأن يجنبوا أبناءهم التطرف والعنف وخاصة أن ديننا الإسلامي يدعو إلى دار السلام وإلى عدم القنوط من رحمة الله، وأن ما شاء الله كان، ومالم يشأ لم يكن، متعلمين ومستفيدين من آيات القضاء والقدر لكل ما يحدث لهم.
التساؤل الرابع والذي ينص على : ما الاستراتيجيات التربوية التي تستخدمها الأسرة الفلسطينية في تجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
يتضح دور التربية جليا في الإسلام، فمنذ بدا الوجود البشري حمل الخطاب التربوي المنهج الخالص لتحقيق الهدف من وجود الإنسان على الأرض )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(([23])، كما جاءت التوجيهات الإلهية للحفاظ على الحاجات البشرية المتمثلة في الأصول الخمسة وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال([24]) .
فالإنسان هو موضوع العملية التربوية ونقطة البداية والغاية منها، ولهذه المهمة الجليلة تتابعت رسالات الله كافة، فكانت إعلاما وبيانا وتربية وتوجيها للبشرية من لدن آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.
فالتربية عملية ملازمة للإنسان بدأت في السماء قبل الأرض وهي مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهي محكومة بالهدى الإلهي والسنة المطهرة، لذلك فالإسلام لا يقبل أن يتلقى المسلم تصوراته ولا أفكاره من غير مصادره الأصلية، ولهذا فمن الطبيعي أن يكون للتربية وللمدرسة المفهوم المتميز الواسع النابع من منظور الإسلام في تربية هذا الإنسان لما خلق له وإعداده للدنيا والآخرة، فالتربية في الإسلام أشمل وأعمق لا تقف عند حدود تربية العقل وتنمية الجسم، لكنها إلى جانب التعليم توجه وتعلم القيم وهي ليست أية قيم بل تلك التي يترتب عليها إعداد الإنسان الصالح للدنيا والآخرة، فالدور التربوي للمدرسة بناء على ذلك لا يقتصر على المعارف وتنمية المهارات بل هو توجيه للمعارف والمهارات والقدرات والمواهب من أجل تنشئة وتربية الإنسان الرباني، الإنسان العابد الصالح المستخلف وتوجيهه نحو أسباب السعادة في الدارين في ضوء عقيدة الإسلام، فالتربية تستوعب الحياة كلها وتستمر باستمرارها، وهي عملية واسعة لا تقتصر على المدرسين بل تشمل الآباء والمربين والإعلاميين، لذلك فدور المدرسة ينطلق من أن دورها هو رسالة تربية وتوجيه وإصلاح، وهو نابع من رسالات الأنبياء عليهم السلام ويرتجى من وراءها التصحيح لمسار الإنسانية ولحركة الحياة وفقا لمهمة الخلافة عن الله في الأرض من خلال التربية الإسلامية.
والتربية الإسلامية تمثل “النظام التربوي الذي فرضه الله على المسلمين، أن يربوا أنفسهم وأولادهم عليه ويوجهوا أهاليهم ويرعوهم في ضوئه دون غيره من الأنظمة التربوية الكافرة الملحدة، أو العلمانية اللادينية المنحرفة، وهو النظام التربوي الذي افترضه الله على حكام المسلمين والقائمين على شئون التربية والتعليم ومؤسساته المباشرة وغير المباشرة، وأن يعملوا على تحقيق غاياته وأهدافه من خلال تلك المؤسسات التربوية ومناهجها وأنظمتها وتطبيقاتها” ([25]).
وتهدف المدرسة إلى إيجاد الاتجاه العقلي والعاطفي الصحيح نحو الله سبحانه ونحو رسوله وتكوين الفكر الإسلامي الواضح في ذهن الأفراد، وتحقيق الوحدة الفكرية القائمة على وحدة العقيدة، وتحقيق التوازن بين الجانبين الدنيا والآخرة، وتكوين ما يسمى بالضمير الديني أو السلطة الذاتية، وإمداد المتعلم بالقيم الموجهة للسلوك، وحماية الناشئة من زيغ العقيدة والفلسفات المادية الإلحادية وتنقية الأفكار الدينية من الشعوذة والخرافة والأفكار الخاطئة والبدع المستحدثة وإمداد المتعلم بالمعرفة الدينية والتعريف بالإسلام عقيدة وسلوكا وبث الاعتزاز به إلى جانب تهذيب النفس وتربيتها على الكمالات والمثل([26]) .
بناءً عمّا تقدّم وإجابات أفراد عينة الدراسة تبيّن أن ما نسبته (85%) من أفراد عينة الدراسة أجابوا أن الاستراتيجيات التربوية كان لها دور كبير في تجنيب العنف والتطرف وكان الوالدين يقدموا لأبنائهم الكثير من الاستراتيجيات اللازمة لعملية الكف عن الشجار وعدم الخروج إلى الشوارع ليلاً وعدم التجمهر أمام البقالات والمخابز والأماكن الأخرى، وعدم ركوب الدراجات الهوائية أو النارية، وعدم الخلوة في الأماكن الفارغة حتى لا يكونوا فريسة لآلة الحرب الإسرائيلية التي قتلت الكثير منهم؛ ممّا يؤجج مشاعر العنف والعدوان لدى الأبناء، وقد حاولت الأسرة الفلسطينية أن تُسدِي مجموعة النصائح لأبنائها من التوجيهات والاستراتيجيات المفيدة للتخلي عن المخاطر والأمور التي تجلب لهم المشكلات؛ ممّا يؤجّج العنف والعدوان والمخاطر.
التساؤل الخامس والذي ينص على : ما السبل الواجب استخدامها للأسرة الفلسطينية لتجنيب أبنائها التطرف والعنف؟
للإجابة عن هذا التساؤل فإن هناك مجموعة من السبل والطرائق والأساليب التي قد تستخدمها الأسر الفلسطينية لتجنيب أبنائها التطرف والعنف، ومن هذه الأساليب ما يلي:
أولاً: تجنب المخاطر لتي تثير حفيظة الأبناء والتي تظهر على الشاشات المرئية وخاصة المشاهد التي تظهر القتل والدماء وحرق الأشخاص ونسف المباني بما فيها وما عليها دون رقيب لهؤلاء الأبناء.
ثانياً: يجب أن تقدّم الأسر الفلسطينية كافةً جوانب الرعاية الاجتماعية لأبنائها لتجنيبهم المخاطر والتطرف والعنف من خلال عدم سماع القصص التي يتلوها أبناء المجتمع و يتناقلونها في مجالسهم، خاصةً المتعلقة بالقتل والمجازر الجماعية والافتراءات المتنوعة المختلفة حتى لا تزرع في نفوسهم التطرف والارهاب والعنف فينسحب ذلك على جميع سلوكياتهم المتنوعة في المجتمع الفلسطيني خاصةً المجتمعات الأخرى بصفة عامة.
ثالثاً: مراعاة الحالة النفسية والتي تجعل الأطفال يتعلمون استجابات غير متوافقة وغير سوية من خلال ما يحدث في المجتمع كسماعهم للقرارات الدولية المجحفة وغير المنصفة والتي تؤدي إلى الكبت والشعور بالعدوانية.
رابعاً: إن الاستراتيجيات الدينية ( الإسلامية ) والمتمثلة في التربية الإسلامية والوعي بالقضية الفلسطينية وشرح تاريخ هذه القضية لأبنائها الأطفال وإبراز دور والمتمثلة في التربية الإسلامية والوعي بالقضية الفلسطينية وشرح تاريخ هذه القضية لأبنائها الأطفال وإبراز دور الزعامات الفلسطينية في التفاني عن الوطن إرادة الإنسان الفلسطيني بتلك النماذج التي قدمت روحها رخيصة على كفوفها لإسعاد أطفالنا وحفظ أوطاننا وسلامة ممتلكاتنا؛ لأن تلك النماذج الحية هي أروع الأمثلة لرفع رايات هذا الوطن خفّاقة فوق مآذننا.
إن الحد من ظاهرة العنف هي عملية مشتركة بين الأسرة والمجتمع والمدرسة، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، والحكومات التي يجب عليها وضع استراتيجيات مبنية على أسس علمية تربوية للحد من هذه الظاهرة عن طريق سن التشريعات وعقد ورش العمل والتدريب التي يقوم بها أناس مختصين، وتعزيز سبل الحماية الاقتصادية لمن يعانون الفقر الذي قد يؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة، هذا ناهيك على أنه لا يمكن إغفال ما يمارس ضد الأبناء الفلسطينيين من عنف تقوم به دولة الاحتلال ممثلاً في ثلاثة حروب (2008، 2012، 2014) التي رآها الطفل بأم عينه عبر شاشات التلفاز، أو بالعين المباشرة، ومازالت في ذاكرته؛ ممّا قد يكون انعكس سلباً على تصرفاته فجعلته عدوانياً، ومضطرباً نفسياً، وهذا يتطلب من تكاثف الجميع من مؤسسات حكومية ومدنية لوضع الحل المناسب لهذه الظاهرة.
التوصيات والمقترحات:
بناءً على نتائج الدراسة فإن الباحثيْن يوصيا بما هو آت:
- إقامة الورش والمؤتمرات الخاصة بالتطرف والعنف.
- رفع مستوى الوعي الفلسطيني بالأخطار المحدقة به من خلال الإسرار على العنف والتطرف.
- وضع المسئولين المهتمين كل في مجال تخصصه بما حدث بالحروب الثلاثة (2008، 2012، 2014) من أجل عدم تكرار المأساة مرة أخرى على قطاع غزة الذين لايزالون يبنون ما هدمته آلة الحرب الإسرائيلية.
- وضع لجنة مكونة من الأخصائيين النفسيين التربويين الاجتماعيين من أجل إرضاء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووضع الاستراتيجيات اللازمة أثناء الأزمات والنكبات لتقليل الخسائر وتجنب الإرهاب والتطرف والعنف.
- التأكيد على دور منظمات المجتمع المدني، كل في مجال تخصصه لوضع كافة احتياجات الشعب الفلسطيني في سلم أولويات عملها خلال المراحل القادمة وأثناء المرحلة الراهنة.
- إنشاء هيئة دولية ترعى جهود العمل الجماعي التطوعي في فلسطين وخاصة في قطاع غزة أثناء الحروب.
- إجراء الدراسات المقترحة التالية:
- أسباب ظاهرة العنف عند المراهقين في فلسطين.
- العنف عند طلبة الجامعات الفلسطينية ودور المساجد في تخفيف أعراضه…دراسة سيكولوجية.
- الاعتدال ومحاربة التطرف من منظور إسلامي.
قائمة المصادر و المراجع”:
- القرآن الكريم ) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (.
- ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني. سنن ابن ماجة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون، بيروت، لبنان، دار الرسالة العالمية، 2009.
- الألباني، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري. صحيح الجامع للألباني، بيروت، لبنان، المكتب الإسلامي، 1988.
- خلاف، عبدالوهاب. علم أصول الفقه، ط8، المنصورة، مصر، مكتبة الدعوة 1980.
- خليفة، عبد اللطيف محمد خليفة. الاغتراب والتطرف نحو العنف: دراسة نفسية اجتماعية، مجلة العلوم الاجتماعية، مج 28، ع3، الكويت، ص ص 185- 195، 2004
- الذهلي، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني. مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، القاهرة، مصر،. مؤسسة الرسالة، 2001
- رزق، حنان عبد الحليم. التربية الإسلامية في مواجهة التطرف الديني والإرهاب لدى بعض الشباب الجامعي ( دراسة ميدانية)، العدد 61، ج61، مجلة كلية التربية، المنصورة، مصر،2006
- السرايبي، سهام محمد. أسباب ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف، ع4، مجلة دراسات وأبحاث، جامعة الجلفة، الجزائر، 2011
- ابن سلمان، ناصر، وآخرون. ظاهرة التطرف والإرهاب، ط1، قطر، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، 2007
- صالح، محمد محمود، والقرشي، خلف سليم. العنف الفكري كشكل من أشكال الإرهاب ودور الجامعة في مواجهة هذا التطرف، س14، ع73، مجلة الثقافة والتنمية، مصر،2013
- الصبيحي، فريال، والرواجفة، خالد. العنف الطلابي وعلاقته ببعض المتغيرات دراسة وصفية على عينة من طلبة الجامعة الأردنية، مج3، ع1، المجلة الأردنية في العلوم الاجتماعية، عمان، الأردن، 2010
- طهطاوي، سيد أحمد. دور جامعة طيبة بالمدينة المنورة في مواجهة انتشار العنف من وجهة نظر طلابها دراسة ميدانية، مج2، المؤتمر القومي السنوي الثاني عشر، مصر، 2005
- الظاهري، خالد صالح. دور التربية الإسلامية في مواجهة الإرهاب، بيروت، لبنان، دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، 2002
- فرج، عبد اللطيف حسين. تربية الشباب للبعد عن التطرف والإرهاب، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، السعودية، 2005
- القزويني، أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي. سنن بن ماجة، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ، القاهرة، مصر، دار إحياء الكتب العربية، 2009.
- مجاور، محمد صلاح الدين. تدريس التربية الإسلامية أسسه وتطبيقاته التربوية، ط4، الكويت، دار القلم، 1990
- محمود، سعيد طه، وعطية، سعيد محمود. الأبعاد الاجتماعية والتربوية لظاهرة التطرف والعنف في المجتمع المصري: دراسة تحليلية نقدية، مجلة كلية التربية بالزقازيق، ع38، مصر، 2001
- النقيب، عبدالرحمن. التربية الإسلامية في مواجهة النظام العالمي الجديد، القاهرة، مصر، دار الفكر العربي، 1997
- النيسابوري، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري. صحيح مسلم، تحقيق: نظر بن محمد الفاريابي أبو قتيبة، الرياض، السعودية، دار طيبة، 2006
- الهناندة، صباح ضيف الله. الوسطية والاعتدال ومحاربة العنف والتطرف من وجهة نظر تربوية، مج 52، ع2، مجلة رسالة المعلم، عمان، الأردن،2015
([1] ) سورة المائدة، الآية: 30
([2]) ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني. سنن ابن ماجة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون، بيروت، دار الرسالة العالمية، 2009، رقم 6038
([3]) النيسابوري، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري. صحيح مسلم، تحقيق: نظر بن محمد الفاريابي أبو قتيبة، الرياض، دار طيبة، 2006، 7/638
([4]) طهطاوي، سيد أحمد. دور جامعة طيبة بالمدينة المنورة في مواجهة انتشار العنف من وجهة نظر طلابها دراسة ميدانية، مج2، المؤتمر القومي السنوي الثاني عشر، مصر، 2005، ص217
([6]) فرج، عبد اللطيف حسين. تربية الشباب للبعد عن التطرف والإرهاب، الرياض، مكتبة الملك فهد الوطنية، 2005، ص 61.
([8]) الظاهري، خالد صالح. دور التربية الإسلامية في مواجهة الإرهاب، بيروت، دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، 2002، ص 34- 35.
([9]) ابن سلمان، ناصر وآخرون. ظاهرة التطرف والإرهاب، الطبعة الأولى، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، قطر، 2007، ص45.
([11]) محمود ، سعيد. وعطية، سعيد. الأبعاد الاجتماعية والتربوية لظاهرة التطرف والعنف في المجتمع المصري: دراسة تحليلية نقدية، مجلة كلية التربية بالزقازيق، ع38، مصر، ص ص 1 – 50
([12]) خليفة، عبد اللطيف محمد خليفة. الاغتراب والتطرف نحو العنف : دراسة نفسية اجتماعية، مجلة العلوم الاجتماعية، مج 28، ع3، الكويت، 2004، ص ص 185- 195
([13]) رزق، حنان عبد الحليم. التربية الإسلامية في مواجهة التطرف الديني والإرهاب لدى بعض الشباب الجامعي (دراسة ميدانية)، العدد 61، ج61، مجلة كلية التربية، المنصورة، مصر، 2006، ص ص 94-211
([14]) الصبيحي، فريال. والرواجفة، خالد. العنف الطلابي وعلاقته ببعض المتغيرات دراسة وصفية على عينة من طلبة الجامعة الأردنية، مج3، ع1، المجلة الأردنية في العلوم الاجتماعية، عمان، الأردن، 2010، ص ص 29 – 56
([15]) السرايبي، سهام محمد. أسباب ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف، ع4، مجلة دراسات وأبحاث، جامعة الجلفة، الجزائر، 2011، ص ص 8 – 20
([16]) صالح، محمد محمود، والقرشي، خلف سليم.. العنف الفكري كشكل من أشكال الإرهاب ودور الجامعة في مواجهة هذا التطرف، س14، ع73، مجلة الثقافة والتنمية، مصر، 2013، ص ص 101- 224
([17]) الهناندة، صباح ضيف الله. الوسطية والاعتدال ومحاربة العنف والتطرف من وجهة نظر تربوية، مج 52، ع2، مجلة رسالة المعلم، عمان، الأردن، 2015، ص ص 69-70
([18]) سورة الزلزلة، الآيتان: 7 – 8
([19]) ابن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني. مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، القاهرة، مؤسسة الرسالة، 2001، 2/160
([20]) الألباني، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري. صحيح الجامع للألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، 1988، ص 313.
([21] ) ابن ماجة، مرجع سابق، ص 3028.
([23] ) سورة الذاريات، الآية: 56.
([24]) خلاف، عبدالوهاب. علم أصول الفقه، ط8، المنصورة، مكتبة الدعوة، 1980، ص 200.
([25]) النقيب، عبدالرحمن. التربية الإسلامية في مواجهة النظام العالمي الجديد، القاهرة، دار الفكر العربي، ، ص 184، 1997.
([26]) مجاور، محمد صلاح الدين (1990): تدريس التربية الإسلامية أسسه وتطبيقاته التربوية، ط4، الكويت، دار القلم، ص 44-45.