التّرادف والاشتراك اللّفظي في المعاجم العربيّة لمصطلحات البيئة
Synonymy and polysemy in Arabic dictionaries of environmental terms
د. عبد النور جميعي. أستاذ باحث بمركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللّغة العربية- الجزائر
Dr. Djemiai Abdenour. Senior researcher in : The Scientific and Technical Research Center for the Development of the Arabic Language – Algeria
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 74 الصفحة 35.
الملخص:يتعلّق موضوع هذا البحث بظاهرتي التّرادف والاشتراك اللّفظي الأكثر شيوعًا في المجال اللّغوي العام منه في المجال المصطلحي، وبخاصّة في بدايات هذا العلم الذي نصّت نظريته الكلاسيكية على أحادية دلالة المصطلح؛ فهو لا يقبل التّرادف أو الاشتراك اللّفظي، لكن سرعان ما تدارك روّاد النظرية المصطلحية الاجتماعية الحديثة الأمر؛ إذ بيّنوا مثلا أثر العوامل الاجتماعية وتباين المستويات اللّغوية في ظهور مرادفات للمصطلحات المستعملة عند المختصين في مختلف المجالات المعرفيّة، أو في إلحاق مفهوم جديد بمصطلح معيّن، فهم يقرّون بذلك بمبدأ التّرادف والاشتراك اللّفظي في سياقات ووضعيّات محدّدة.
وسأتناول في هذا الإطار طبيعة التّرادف والاشتراك اللّفظي في عينة من مصطلحات البيئة التي استقيتها من مجموعة من المعاجم المختصة؛ كوني اشتغلت على هذه المدوّنة المصطلحية ووقفت على ما يرتبط بها من إشكالات دلالية وعوائق ترجمية.
الكلمات المفتاحية: التّرادف، الاشتراك اللّفظي، المصطلح، المفهوم، النظرية المصطلحية.Abstract :
The theme of this research concerns the two phenomena of synonymy and polysemy which are more frequent in the general linguistic domain than in the terminological domain, in particular at the beginnings of this science whose classical theory stipulated the univocity of the connotation of the term, which does not accept synonyms or polysems, but the pioneers of modern socioterminology quickly understood the question. They showed, for example, the effect of social factors and the difference in language levels in the emergence of synonyms for terms used by specialists in various fields of knowledge, or the appearance of a new notion for a term. given, therefore they recognize the principle of synonymy and polysemy in specific contexts and situations.
In this context, I will discuss the nature of synonymy and polysemy in a sample of environmental terms taken from a set of specialized dictionaries. Having already worked on this corpus of terminology, while noting the semantic problems and the translation difficulties associated with it.
Keywords : Synonymy, Polysemy, Term, Notion, Terminological theory.
مقدّمة:
إنّ التّرادف والاشتراك اللّفظي ظاهرتان لغويتان شغلتا القدامى والمحدثين من اللّغويّين، وتشعّبت آراؤهم في تناول هاتين المسألتين في اللّغة العامّة.
أمّا عند المصطلحيين فإنّ الأمر لم يكن مطروحًا البتّة في بدايات هذا التّخصص عند رواد المدرسة المصطلحية الكلاسيكية تحديدًا، باعتبار المبدأ الشائع القائل بأحادية دلالة المصطلح؛ والذي لا يقبل التّرادف أو الاشتراك اللّفظي، لكن مع ظهور النّظريات المصطلحية الحديثة وبخاصّة المصطلحية الاجتماعية تمّ التّعامل مع هاتين الظاهرتين بشيء من اللّين؛ حيث لاحظ المصطلحيون المحدثون أنّ المصطلح تحكمه أيضًا مجموعة من العوامل الخارجية كالوسط الاجتماعي وما يرتبط به من سياقات ومستويات لغويّة؛ وبالتّالي أقرّوا بمبدأ التّرادف والاشتراك اللّفظي في وضعيات معيّنة؛ وهذا ما سأتناوله في هذه الدّراسة من خلال التّطرق لأثر الترادف والاشتراك اللّفظي في مصطلحات البيئة؛ بحكم اشتغالي على هذه المدوّنة المصطلحية والمشاكل الترجمية المرتبطة بها.
1.مفهوما التّرادف والاشتراك اللّفظي:
2.1. التّرادف:
التّرادف لغةً هو التّتابع؛ “فالرِّدْفُ ما تبِع الشّيء، وكلّ شيء تبع شيئًا فهو رِدفه، وإذا تتابع شيء خلف شيء فهو التّرادف”[1] وهو “ركوب أحد خلف آخر، وعند أهل العربية والأصول والميزان هو توارد لفظين مفردين أو ألفاظ كذلك في الدلالة على الانفراد بحسب أصل الوضع على واحد من جهة واحدة، وتلك الألفاظ مترادفة”[2]؛ فهو يعني اصطلاحًا أن يكون لكلمتين أو أكثر المعنى نفسه في اللّغة نفسها[3]، وترتكز فكرة التّرادف حسب جانتي أوم (Gentihomme) على مبدأين أساسيين هما تطابق المضمون وإمكانية الاستبدال في سياقات معيّنة[4].
2.2. الاشتراك اللّفظي:
الاشتراك لغةً: مصدر اشتركَ؛ و”اشتركَ الأمرُ: اختلطَ والتبسَ”[5]، و”اشترك الرّجلان في القضية: كان لكلٍّ منهما نصيب فيها، فكلاهما شريك للآخر”[6]، أمّا الاشتراك اللّفظي اصطلاحًا فهو تعدّد معاني اللّفظ الواحد؛ أي ما اتّفق لفظه واختلف معناه، ممّا يجعله مقابلا ضدّيًّا للتّرادف؛ ويقول الجرجاني في هذا الشّأن: “المترادف ما كان معنًا واحدًا وأسماؤه كثيرة وهو ضدّ المشترك”[7]، ويُعرّف الأصوليون المشترك بكونه: “اللّفظ الواحد الدّال على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السّواء عند أهل تلك اللّغة”.[8]
- التّرادف والاشتراك اللّفظي في نظر المعجميين والمصطلحيين:
1.2. الترادف:
يُعتبر التّرادف علاقة طبيعية في اللّغة العامّة، إلاّ أنّه اعتُبر غير ملائم للُغة الاختصاص؛ حيث يرى المعجميون أنّ التّرادف ظاهرة إيجابية؛ فوجود عدّة أدّلة لمدلول واحد من شأنه إثراء اللّغة وزيادة الإمكانيات التّعبيرية للمتكلّمين بهذه اللّغة، بينما يعتقد المصطلحيون أنّ التّرادف خلل في لغة التّخصّص؛ لذا استبعدَت النّظرية المصطلحية العامّة هذه الظّاهرة اللّغوية من مجال اهتمامها[9]؛ كونها تخلّ بمبدأ التّوحيد المصطلحي حسب ساجر (Sager J.C)[10]؛ إذ يُفترض أن يكون للمصطلح دلالة واحدة، لكنهم يقرّون أيضًا باستحالة تجاوز هذه الظاهرة اللّغوية أو إزالتها[11]؛ فالمصطلحات تماثل كلمات اللّغة العامّة من الناحية الشّكلية والدّلالية، وترى ماريا تيريزا كابري (M.T. Cabré) أنّ “لغة التّخصّص هي لغة فرعية عن اللّغة العامّة بنفس خصائصها، فالأمر يتعلّق إذن بنظام موحّد يسمح بالتّغيّرات”[12]؛ وبالتّالي يمكن التّعبير عن المفهوم الواحد بتسميّات متعدّدة؛ وعليه حظي التّرادف باهتمام روّاد المدرسة المصطلحية الحديثة كونه يخصّ أيضًا لغات العلوم والتّقنيّات، فأصبح بالإمكان حسب كوكوريك (Koucourek) تحليل هذه الظّاهرة في المجال المصطلحي[13]، وذلك وفق ضوابط خاصّة ضمانًا للتّواصل مع أهل الاختصاص من جهة وبين عامة النّاس من جهة أخرى؛ مما يُتيح للنّظرية المصطلحية مزيدًا من الواقعية والموضوعية.
إلا أنّ الأمر يختلف على المستوى التّداولي، كون المصطلحات تعكس مفاهيم علمية بعينها وتوظَّف في سياقات خاصّة[14]، ولكن يُمكن حصر هذه المترادفات المصطلحية تلافيًا للّبس الذي قد يحدث في خطاب أهل الاختصاص وجعل هذا الخطاب أكثر دقّة، ويرى كواداك (Gouadec) أنّ المترادفات المصطلحية مرهونة بتوفّر مجموعة من الخصائص؛ أهمّها: إمكانية استعاضة بعضها عن بعض في مختلف السّياقات، وضرورة انتمائها إلى حقل معرفي واحد.[15]
والمترادفات نوعان أساسيان:
أ. مترادفات مطلقة (تامّة): هي مترادفات تحقق مبدأ الاستعاضة أي أنّه يمكن استبدالها ببعضها البعض في كلّ السّياقات بدون أن يتغيّر المعنى؛ فهي حسب ستيفن أولمان “ألفاظ متّحدة المعنى وقابلة للتّبادل فيما بينها في أيّ سياق”[16]؛ وهذه حالات نادرة في اللّغة العامّة أو لغة الاختصاص، ويقول روبر غاليسون (R. Galisson) في هذا الشّأن: “إنّ التّرادف الكلّي أو التّام هو ترف زائد؛ فهو يناقض مبدأ الاقتصاد اللّغوي”[17].
ب. مترادفات جزئية (تقريبية): وهي مترادفات لها نفس النّواة الدّلالية، إلاّ أنّها تختلف على المستوى الأسلوبي للّغة، وفي المجال المصطلحي يمكن أن تُحدّد نفس المفهوم، لكن لا يُمكن استبدالها ببعضها البعض في كلّ السّياقات كونها تُستعمل في وضعيات تواصلية مختلفة[18].
وللتّرادف اللّغوي أو المصطلحي أسباب عدّة؛ منها ما يرتبط باللّغة ذاتها كالتّطور الدّلالي واستعمال طرائق التوليد اللّغوي كالمجاز وغيره، ومنها ما يرتبط بعوامل خارجية؛ سواء على المستوى الوظيفي والخطابيّ أو على المستوى التّعليمي والمعرفي[19]، كما قد تخصّ هذه المترادفات منطقة جغرافية معيّنة، أو تكون ظرفية مرتبطة بفترة محدّدة؛ ويمكن أن تنتج عن تباين الاستعمالات بين اللّغة العامة واللّغة المتخصّصة في سياقات مختلفة، أو عن طريق التّداخل اللّغوي والاقتراض من اللّغات الأخرى[20]، فالتّرادف يُعبّر بشكل من الأشكال عن طبيعة البيئة اللّغوية ويعكس أهم مظاهرها؛ وهذا ما أغفله بعض الدّارسين في تفسيرهم للتّرادف مقتصرين على الجانب اللّغوي دون غيره من العوامل الأخرى[21]، في حين لا يمكن فصل هذه الظّاهرة اللّغوية عن مختلف مناحي حياة مستعملي اللّغة ذاتها.
2.2. الاشتراك اللّفظي:
أوّل مَن أشار إلى مسألة الاشتراك اللفظي من اللّغويين العرب القدامى هو سيبويه (180 هـ) ؛ إذ يقول: “اتّفاق اللّفظين والمعنى مختلف، قولُك: وجَدْتُ عليه من المَوْجِدَةِ، وجَدْتُ إذا أردت وِجْدان الضّالة، وأشباه هذا كثير”[22]، وتبعه في ذلك ابن فارس (395 هـ) بقوله: “معنى الاشتراك: أن تكون اللّفظة محتملة المعنيين أو أكثر”[23] وقوله أيضًا: “وتُسمّى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد نحو: عين الماء، وعين المال، وعين السّحاب”[24]، وهذا ما ذهب إليه أغلب اللّغويين في شرح الاشتراك اللّفظي وطبيعته في المجال اللّغوي العام.
ويرى اللّغويون المحدثون أنّ وجود لفظة واحدة للدّلالة على أكثر من معنى هو من طبيعة اللّغة ذاتها التي تكون كلماتها بين ميلاد وموت وظهور واختفاء كالحياة الإنسانية عامّة، ومن إيجابيات هذه الظّاهرة أنّها ضرب من الاقتصاد اللّغوي؛ فوجود كلمة مستقلّة لكلّ معنى أو لكلّ شيء من الأشياء المتناولة في حديث النّاس من شأنه أن يُثقل الذّاكرة الإنسانية.[25]
أمّا في المجال المصطلحي؛ فيرى عدد من الباحثين المحدثين إلى أنّ اشتراك الدّلالات وتعدّدها للمصطلح الواحد يسبب نوعًا من الغموض واللّبس والفوضى المصطلحية، ممّا يعيق المتلقي من إدراك المفاهيم المعنية[26]، لكنّ السّياق هو الفيصل في مثل هذه الحالات؛ حيث تتحدّد من خلاله دلالة المصطلح المتعدّد المعاني فيزول الإبهام والغموض.
وللاشتراك اللّفظي أسباب متعدّدة؛ من أبرزها حسب اللّغويين القدماء والمحدثين منهم: تداخل اللّهجات والاقتباس أو الاقتراض من اللّغات الأخرى، والحذف والتّطوّر اللّغوي؛ الصّوتي منه أو الدّلالي، حيث ينصرف المعنى العام إلى معانٍ أخرى تتمايز في دلالاتها الخاصّة إلا أنّها لا تخرج عن ذلك المعنى العام، إضافة إلى الاستعمال المجازي وأثر الصّيغ الصّرفية[27].
- دراسة نماذج من المترادفات والمشتركات اللّفظية العربية الواردة في معاجم البيئة:
1.3. المعاجم المعنية بالدّراسة:
تشتمل هذه المعاجم على معاجم ثنائية اللّغة وأخرى ثلاثية اللّغة، وقد استنبطت منها مدوّنة المصطلحات موضوع الدّراسة؛ وهي:
– دليل المصطلحات البيئية، عربي-أمازيغي-فرنسي، وزارة البيئة والطاقات المتجدّدة، المجلس الأعلى للّغة العربية، المحافظة السّامية للأمازيغية، الجزائر، 2019.
– المعجم الموحد لمصطلحات البيئة، إنجليزي-فرنسي-عربي، مكتب تنسيق التّعريب، الرباط، 2016.
– مصطلحات البيئة والتّنميّة المستدامة، معجم عربي-فرنسي، كتابة الدّولة المكلّفة بالماء والبيئة، المملكة المغربية، 2006.
– معجم المصطلحات البيئية، عربي-إنجليزي، سامح غرايبة، دار الشروق للنّشر والتّوزيع، عمّان، الأردن، 1998.
2.3. المترادفات:
1.2.3. المترادفات المقابلة للمصطلح الأجنبي البسيط:
اشتملت المدوّنة على عدد كبير من المترادفات المقابلة للمصطلح الأجنبي البسيط أي المكوّنة من لفظ واحد في مصدرها باللّغة الأجنبيّة؛ أمّا المقابل العربي فقد يكون لفظًا واحدًا أو أكثر، ويمكن تصنيفها كما يأتي:
- المترادفات المطلقة (التامّة):
تشمل المترادفات التي يمكن استعمال أيّ منها بالمفهوم نفسه في مختلف السّياقات؛ ونذكر منها:
حامض، حمض (Acide)، أميانت، أسبستوز، حرير صخري (Amiante)، تربية الأحياء المائية، زراعة مائية (Aquaculture)، مبيد بيولوجي، مبيد أحيائي (Biocide)، تنوّع بيولوجي، تنوّع أحيائي (Biodiversité)، كتلة أحيائية، كتلة بيولوجية (Biomasse)، ضجيج، ضوضاء (Bruit)، مادة مُسرطِنة، مُسرطِن (Cancérigène)، لاحم، آكل لحم (Carnivore)، أَوْج، ذِروة (Climax)، مَدود، قابل للتمديد (Expansible)، نشأ حيواني، نشا حيواني (Glycogène).
ب. المترادفات الجزئية (التّقريبية):
وهي المترادفات التي تحمل المفهوم نفسه، لكن لا يمكن توظيفها بالمفهوم ذاته في كلّ السّياقات؛ ومنها:
أقلمة، تأقلم (Acclimatation)، عَلْق، جَلْح (Abroutissement)، لا حيوي، لا أحيائي، غير حيّ (Abiotique)، امتزاز، ادمصاص (Adsorption)، هوائي، حيهوائي (Aérobie)، رذاذ، هباء جوي (Aérosol)، تشجير، إقامة غابات (Afforestation) مجاميع، مجاميع التّربة (Agrégat)، زراعة غابوية، نظام الزّراعة المختلطة بالغابات (Agroforesterie)، قلوية، قاعدية (Alcalinité)، وحدة أحيائية، إقليم أحيائي (Biome)، محيط حيوي، غلاف حيوي (Biosphère)، موئل أحيائي، بيوتوب، محيا، مأوى أحيائي (Biotope)، سماد كيماوي، سماد عضوي، خليط تسميد، سماد عضوي معالج، سماد طبيعي معالج (Compost)، تسميد، إنتاج السّماد الطبيعي المعالج (Compostage)، مكب، صبيب، تفريغ، تصريف (Décharge)، انقراض، تفتّت بالتّبلل (Extinction)، تجرُّد، انسلاخ (Exuviation)، عائلة، فصيلة (Famille)، تربة كثيرة الحديد، تربة حديدية (Ferralsol)، ذبول، مرض الذّبول (Flétrissure)، سماد طبيعي، سماد عضوي (Fumier).
2.2.3. المترادفات المركّبة:
كما رصدت عدّة مترادفات مركبّة أي تلك المكوّنة من لفظين أو أكثر في أصلها الأجنبي وفي مقابلاتها العربية على حدّ سواء؛ ويُمكن تصنيفها أيضًا على النّحو الآتي:
- المترادفات المطلقة (التامّة): نذكر منها:
تراكم أحيائي، تراكم حيوي (Accumulation biologique)، إيكولوجيا زراعية، علم البيئة الزّراعية (Agro-écologie)، حمأة مياه المجاري، حمأة المجاري (Boue d’épuration)، نفايات كيميائية، نفايات كيماوية (Déchets chimiques)، غاز ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكربون (Gaz carbonique).
- المترادفات الجزئية (التّقريبية): ومنها:
طبقة مياه جوفية، مستودع مياه جوفية (Aquifère, Nappe aquifère)، حوض رافد، منطقة الجابية، حوض مائي (Bassin versant)، سعة التّحمل، قدرة الحمل، قدرة التّحمل (Capacité de charge)، عامل الانشطار السريع، معامل الانشطار السريع (Facteur de fission rapide)، عامل الأمان، معامل الأمان (Facteur de sûreté)، كوارث التلوث، آفات التلوث، أوبئة التلوُّث (Fléaux de pollution)، تردّد الأمواج، تردّد الموجات (Fréquence d’ondes)، انهيار أرضي، انزلاق التربة (Glissement de terrain)، تجمّد ضخم، تجمّد كبير (Grande gelée, Grand gel).
3.3. المشتركات اللّفظيّة:
1.3.3. المشتركات اللّفظيّة البسيطة:
يمكن أن نقسّم هذه المشتركات على النّحو الآتي:
أ. المشتركات اللّفظيّة ذات المعاني العامّة والمفاهيم المصطلحيّة:
وهي الألفاظ التي تحمل إلى جانب معانيها اللّغوية العامة مفاهيم مصطلحية في مجال البيئة وما يتعلّق به من مجالات فرعية؛ ونذكر منها:
ماصّ (Absorbant)، امتصاص (Absorption)، مواءمة (Accommodation)، تراكم (Accumulation)، تنشيط (Activation)، تكيّف (Adaptation)، تجمع (Agglomération)، سعة (Amplitude)، ذرّة (Atome)، ضجيج (Bruit)، تدقيق (Audit)، قاعدة (Base)، حافّة (Bordure)، ضباب (Brouillard)، حرْق (Brûlure)، جمع (Collecte)، احتراق (Combustion)، مطابقة (Conformité)، دورة (Cycle)، تبادل (Echange)، سَيَلان (Ecoulement)، طية (Pli).
ب. المشتركات اللّفظيّة ذات المفاهيم المصطلحيّة المتعدّدة:
وهي المصطلحات التي تحمل مفاهيم اصطلاحية تختلف باختلاف المجال العلمي الذي تُدرج فيه أو السّياق التي ترد فيه؛ ومنها:
مُنوِّب (Alternateur) (البيئة والكهرباء…)، تلف (Altération) (البيئة، الطّب…)، ارتفاع (Altitude) (البيئة، الفيزياء…)، ألومنيوم (Aluminium) (البيئة، الكيمياء…)، كادميوم (Cadmium) (البيئة، الكيمياء…)، كالسيوم (Calcium) (البيئة، الكيمياء…)، مضادات حيوية (Antibiotiques) (البيئة، الطّب…)، أزوت (Azote) (البيئة، الكيمياء…)، بكتيريا (Bactérie) (البيئة، الطّب…)، قناة (Canal) (البيئة، الطّب، الإعلام…)، حثٌّ (Induction) (البيئة، الفيزياء…)، نفط (Pétrole) (البيئة، الطّاقة).
ج. المشتركات اللّفظيّة التي تقابلها مصطلحات أجنبية مختلفة:
يحيل المصطلح العربي الواحد في هذه الحالة على مصطلحيين أجنبيين أو أكثر بمفاهيم متقاربة أو متباعدة؛ نحو:
تجفيف (Dessèchement)/(Dessiccation)، انتشار (Dispersion)/(Dissémination)، طبقة (Étage)/(Couche)، إشعاع (Radiation)/(Rayonnement).
2.3.3. المشتركات اللّفظيّة المركّبة:
الملاحظ هو أنّ أغلب المشتركات اللّفظية المركّبة الواردة في المدوّنة المعنيّة بالدّراسة هي “ألفاظ لغويّة عامّة مخصّصة بصفات معيّنة”، وتكون المصطلحات المركّبة في هذه الحالة مكوّنة من ألفاظ ذات معان عامّة أو مطلقة وصفات؛ حيث يتم تخصيص هذه المعاني العامّة بإضافة صفات معيّنة؛ فتكتسب بذلك هذه المصطلحات مفاهيمها في المجال البيئي؛ من ذلك:
سعة: سعة بيئية (Amplitude écologique)، إغلاق: إغلاق مكب نفايات (Fermeture d’un dépotoir)، تدقيق: تدقيق طاقوي (Audit énergétique)، تدقيق بيئي (Audit environnemental)، شريط: شريط ساحلي (Bande littorale)، تربية: تربية الأحياء المائية (Aquaculture)، موجة: موجة حرارة (Canicule)، سلسلة: سلسلة غذائية (Chaîne alimentaire)، تطهير: تطهير بيولوجي (Epuration biologique)، ضرر: ضرر بيولوجي (Dommage biologique)، نوع: نوع مميز (Espèce caractéristique)، نوع منقرض (Espèce disparue)، نوع معرض للانقراض (Espèce en péril)، نوع محمي (Espèce protégée)، انفجار: انفجار سكاني (Explosion démographique)، انفجار نووي (Explosion nucléaire)، موجة: موجة زلزالية (Onde sismique)، موجة شرقية (Onde d’est)، موجة مربعة معدّلة (Onde carrée modifiée)، مُلوِّث: مُلوِّث هوائي (Polluant atmosphérique)، مُلوِّث سام (Polluant toxique)، مُلوِّثات غازية (Polluants gazeux)، مُلوِّثات طبيعية (Polluants naturels)، تلوّث: تلوّث عارض (Pollution accidentelle)، تلوّث الأغذية (Pollution alimentaire)، تلوّث هوائي (Pollution atmosphérique)، تلوّث الأراضي (Pollution de sol)، تلوّث السّواحل (Pollution des côtes)، وقاية: وقاية التربة من التدهور (Prévention de la dégradation des sols)، وقاية من التلوّث (Prévention de la pollution)، وقاية من الانبعاثات (Prévention des émissions)، استرجاع: استرجاع الموارد (Récupération de ressources)، خطر: خطر بيئي متفشٍ (Risque environnemental envahissant)، خطر بيئي مكثّف (Risque environnemental intensif)، موقع: موقع صناعي مهجور (Site industriel abandonné)، موقع طبيعي محمي (Site naturel protégé)، موقع ملوث أو منجّس (Site pollué ou contaminé)، تربة: تربة حمضية (Sol acide)، تربة جافة (Sol aride)، تربة حديدية (Sol ferralitique)، تربة مشبَّعة (Sol saturé)، تربة صودية (Sol sodique).
خلاصة:
يتجلّى من خلال مدوّنة مصطلحات البيئة موضوع الدّراسة أنّها اشتملت على عدد معتبر من المترادفات البسيطة والمركّبة منها المطلقة التي لا يتغيّر مفهومها بتغيّر السّياقات التي ترد فيها، ومنها المترادفات التّقريبيّة أو الجزئية التي يتغيّر مفهومها من سياق لآخر.
أمّا المشتركات اللّفظيّة فقد تحمل البسيطة منها معان لغوية عامّة زيادةً إلى مفاهيمها المصطلحية في المجال البيئي، أو قد تكون متعدّدة المفاهيم المصطلحية؛ حيث تحمل إلى جانب مفهومها في مجال البيئة مفاهيم أخرى في تخصّصات علمية أخرى، فيما اقتصرت المشتركات اللّفظية المركّبة على مصطلحات مكوّنة من لفظ يحمل دلالة عامّة تمّ تخصيصها بصفات محدّدة.
والملاحظ أيضًا هو تعدّد طرائق وضع هذه المترادفات والمشتركات اللّفظية؛ فمنها العربية الأصيلة ومنها المعرّبة ومنها المنحوتة.
قائمة المصادر والمراجع:
. باللّغة العربية:
- ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط3، ج9، 1414هـ.
- أحمد ابن فارس: الصّاحبي في فقه اللّغة ومسائلها وسنن العرب في كلامها، تح. عمر فاروق الطّباع، دار المعارف، بيروت، ط1، 1993.
- أحمد نصيف الجنابي: ظاهرة المشترك اللّفظي ومشكلة غموض الدّلالة، مجلة المجمع العلمي العراقي، ج4، المجلد 35، 1984.
- التهانوي محمد بن علي: موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ط1، ج1، 1996.
- جلال الدين السيوطي: المزهر في علوم اللّغة وأنواعها، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، ج1، 1998.
- حاكم مالك لعيبي: التّرادف في اللّغة، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1980.
- حسين علي حسين الفتيلي: الاشتراك اللّفظي في المصطلح النّحوي، مجلّة العميد، عدد يختص بالبحوث المشاركة في وقائع مؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني، العراق، ذو الحجة 1435هـ، أكتوبر 2014م.
- دليل المصطلحات البيئية: عربي-أمازيغي-فرنسي، وزراة البيئة والطاقات المتجدّدة، المجلس الأعلى للّغة العربية، المحافظة السّامية للأمازيغية، الجزائر، 2019.
- ستيفن أولمان: دور الكلمة في اللّغة، ترجمه وقدّم له وعلّق عليه كمال محمد بشر، مكتبة الشباب، مصر، 1975.
- سيبويه: الكتاب، تح. عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، ج1، 1988.
- الشريف الجرجاني: التّعريفات، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1983.
- محمد نور الدين المنجد: الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم بين النّظرية والتّطبيق، دار الفكر، دمشق، ط1، 1999م.
- مصطلحات البيئة والتّنميّة المستدامة: معجم عربي-فرنسي، كتابة الدّولة المكلّفة بالماء والبيئة، المملكة المغربية، 2006.
- معجم اللّغة العربية المعاصرة: أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 1429هـ/2008 م.
- معجم المصطلحات البيئية: عربي-إنجليزي، سامح غرايبة، دار الشروق للنّشر والتّوزيع، عمّان، الأردن، 1998.
- المعجم الموحد لمصطلحات البيئة: إنجليزي-فرنسي-عربي، مكتب تنسيق التّعريب، الرباط،
- المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ط4، مطبعة الشروق الدولية، 1425ه/2004م.
. باللّغة الأجنبية:
- Boutin-Quesnel R. et al. : Vocabulaire systématique de terminologie, Cahier de l’office de la langue française, Publication de Québec, 1985.
- Galisson R. : in : C. Durieux, Pseudo-synonymes en langue de spécialité, Les Cahiers du C.I.E.L, 1996-1997.
- Cabré Maria teresa : La terminologie, théorie, méthode et applications, Presses Universitaires d’Ottawa, 1998.
- Gentilhomme, Yves : “Termes et symboles discours hétérogènes. Quelques hypothèses sémiologiques”, in CLAS André et Pierrette BOUILLON (éds.), TA-TAO : Recherches de pointe et applications immédiates, AUPELFUREF, 1994.
- Gouadec D. : Terminologie, Constitution des données, AFNOR, Paris.
- Jakimovska Svetlana : Analyse comparative du phénomène de la synonymie dans les terminologies juridiques Françaises Macédonienne, Vestnik za tuje jezike, 2013.
- Koucourek R. : Terminologie et efficacité de la communication, Meta, Vol. 30, N° 2, Les Presses de l’université de Montréal, juin 1985.
- Miric Milica : La synonymie des termes médicaux : Contrainte ou nécessité, Hachette 40, 2018.
- Alain : Terminologie : Noms et Notions, coll. Que sais-je ? N° 1780, Presses universitaires de France, 1979.
- Sager J.C: A practical course in terminology processing, John Benjamins Publishing Company, Amesterdam/Philadephia.
- Ullmann Stephen: Précis de sémantique française, 4ème, A. Francke S. A, Berne.
[1] . ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط3، 1414هـ، ج9، ص 114.
[2] . التهانوي محمد بن علي: موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ط1، 1996، ج1، ص 406.
[3] . Ullmann Stephen : Précis de sémantique française, 4ème ed., A. Francke S. A, Berne, p. 180.
[4].Gentilhomme, Yves : “Termes et symboles discours hétérogènes. Quelques hypothèses sémiologiques”, in CLAS André et Pierrette BOUILLON (éds.), TA-TAO : Recherches de pointe et applications immédiates, AUPELFUREF, 1994, p. 391.
[5]. المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ط4، مطبعة الشروق الدولية، 1425 هـ / 2004 م، ص 480.
[6]. معجم اللّغة العربية المعاصرة: أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 1429هـ/2008م، ص 1194.
[7]. الشريف الجرجاني: التّعريفات، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1983، ص 199.
[8]. جلال الدين السيوطي: المزهر في علوم اللّغة وأنواعها، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1998، ج1، ص 292.
[9]. يُنظر:R. Alain : Terminologie : Noms et Notions, coll. Que sais-je ? N° 1780, Presses universitaires de France, 1979, p. 21-22.
[10]. Sager J.C: A practical course in terminology processing, John Benjamins Publishing Company, Amesterdam/Philadephia, P. 115.
[11] . يُنظر في هذا الشأن:
Jakimovska Svetlana: Analyse comparative du phénomène de la synonymie dans les terminologies juridiques Françaises Macédonienne, Vestnik za tuje jezike, 2013, p. 9.
[12]. Cabré Maria teresa : La terminologie, théorie, méthode et applications, Presses Universitaires d’Ottawa, 1998, p. 140.
[13] . يُنظر:
Koucourek R. : Terminologie et efficacité de la communication, Meta, Vol. 30, N° 2, Les Presses de l’université de Montréal, juin 1985, p. 126.
[14]. M. Miric Milica: La synonymie des termes médicaux : Contrainte ou nécessité, Hachette 40, 2018, p. 289.
[15] . يُنظر:Gouadec D. :Terminologie, Constitution des données, AFNOR, Paris, p. 56.57.
[16] . ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللّغة، ترجمه وقدّم له وعلّق عليه كمال محمد بشر، مكتبة الشباب، مصر، 1975، ص 97.
[17]. Galisson R. : in : C. Durieux, Pseudo-synonymes en langue de spécialité, Les Cahiers du C.I.E.L, 1996-1997, p. 93.
[18]. Boutin-Quesnel R. et al. : Vocabulaire systématique de terminologie, Cahier de l’office de la langue française, Publication de Québec, 1985, p. 21.
[19] . يُنظر:M. Miric Milica : La synonymie des termes médicaux : Contrainte ou nécessité, p. 292.
[20]. Jakimovska Svetlana : Analyse comparative du phénomène de la synonymie dans les terminologies juridiques Françaises Macédonienne, p. 10.
[21] . حاكم مالك لعيبي: التّرادف في اللّغة، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1980، ص 130.
[22] . سيبويه: الكتاب، تح. عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1988، ج1، ص 24.
[23] . أحمد ابن فارس: الصّاحبي في فقه اللّغة ومسائلها وسنن العرب في كلامها، تح. عمر فاروق الطّباع، دار المعارف، بيروت، ط1، 1993، ص 261.
[24] . المرجع نفسه، ص 97.
[25] . يُنظر: أحمد نصيف الجنابي: ظاهرة المشترك اللّفظي ومشكلة غموض الدّلالة، مجلة المجمع العلمي العراقي، ج4، المجلد 35، 1984، ص363-364.
[26] . يُنظر في هذا الشّأن: حسين علي حسين الفتيلي: الاشتراك اللّفظي في المصطلح النّحوي، مجلّة العميد، عدد يختص بالبحوث المشاركة في وقائع مؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني، العراق، ذو الحجة 1435هـ، أكتوبر 2014م، ص 144، 145.
[27] . يُنظر: محمد نور الدين المنجد: الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم بين النّظرية والتّطبيق، دار الفكر، دمشق، ط1، 1999م، ص 34-35، وص44-49.