مرويات قطع أبي ذر وقبيلته للطريق في ميزان النقد الحديثي
The irrigators of Abu Zar and his tribe cut off the road in the modern balance of cash
د. محمد إبراهيم محمد الحلواني/جامعة المدينة العالمية، ماليزيا
Mohamed Ibrahim Mohamed elhalawani/ Al-Madinah International University, Malaysia
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 81 الصفحة 69.
ملخص :مازال مسلسل الهجوم على الصحابة مستمرا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان لماذا انتشرت هذه الحملة الشرسة ضد الصحابة الأجلاء؟ لأنهم من خير القرون، ولولاهم ما وصل إلينا كتاب الله مصونا من التحريف والتبديل، ولقد قاموا أيضا بنشر السنة و الإسلام في ربوع المعمورة ، ومن هؤلاء الصحابة الذين نالوا قسطا من هذا التشويه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، فلقد اتهم رضي الله عنه بتهم باطلة، فوجب على كل باحث في السنة النبوية المطهرة أن يشمر عن ساعد الجد ويجمع ما أثير حوله من شبهات ليرد عليها، حتى لا يتعلق العوام وغير المتخصصين بهذه الشبهات الواهية ، وتضعف ثقتهم بهؤلاء الصحابة الأجلاء، إذ إن عدم الرد على هذه الشبهات يعطي مصداقية لها، ومن أبرز هذه الشبهات التي أثيرت حول هذا الصحابي الجليل شبهة قطعه للطريق، وقد بينت في هذا البحث أن هذه الشبهة ضعيفة جدا، وذلك لوجود ثلاث علل في إسنادها، ولم يقتصر الأمر على اتهامه بالوضع فحسب بل اتهمت قبيلته أيضا بقطع الطريق، وأشرت أيضا إلى ضعفها، لضعف الواقدي، ثم ختمت البحث بأهم النتائج والتوصيات.
الكلمات المفتاحية: مرويات ، قطع الطريق، النقد.
Abstract:
The series of attacks on the Sahaba continues until God inherits the land and those on it، and the question that comes to mind is why this fierce campaign against the good companions spread? Because they are from the best centuries، and without them، the Book of God did not reach us protected from distortion and switching، and they also spread Sunnah and Islam all over the world، and among these companions who received some of this distortion of the noble companions Abu Zar al-Ghafari، May God bless him، he was accused of false charges، so every researcher in the prophetic year must roll up the help of the grandfather and gather the suspicions raised around him to respond to them، So that the generals and non-specialists are not concerned with these weak suspicions، and their confidence in these good companions is weakened، because the failure to respond to these suspicions gives credibility to them، and one of the most prominent of these suspicions raised about this great companions is the suspicion that he cut off the road، and i have shown in this research that this suspicion is very weak، because there are three reasons in attributing it، and not only accused him of the situation، but also accused his tribe of cutting the road، She also noted her weakness، the weakness of the condom، and then concluded the research with the most important findings and recommendations.
The key words: irrigators – Blocking the road – Criticism.
مقدمة:لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة لا تضاهيها منزلة، ومكانة عظيمة لا تضاهيها مكانة ، أثنى الله عليهم في كتابه ورسوله في سنته المطهرة ، ولا عجب في هذا فهم من خير القرون ، قال الله تعالى: ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا … ﴿29﴾سورة الفتح، وقال الله تعالى:﴿ وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ ﴿100﴾) سورة التوبة). فقد شهد الله لهم بحقيقة الإيمان وبشرهم بالرحمة والرضوان والنعيم المقيم في جنات النعيم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من انتقاصهم والطعن فيهم ، لأن الله – عز وجل – اختارهم لصحبة نبيه ونشر دينه وإعلاء كلمته، وبلغوا الذروة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا له وزراء وأنصاراً يذبون عنه ، وسعوا جاهدين منافحين لتمكين الدين في أرض الله حتى بلغ الأقطار المختلفة ، ووصل إلى الأجيال المتتابعة كاملاً غير منقوص، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ[1])، قال النووي رحمه الله : واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح، قال القاضي: وسب أحدهم من المعاصي الكبائر، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل، وقال بعض المالكية: يقتل[2]، إلا أن أناسا من بني جلدتنا يتحدثون بلغتنا وينتمون لديننا أبوا إلا أن يقللوا من شأنهم ، ويطعنوا فيهم سائرين على هدي أسلافهم من المستشرقين والمستغربين المأجورين من قبل أعداء الإسلام الذين باعوا دينهم ودنياهم من أجل الحصول على شهرة أو متاع زائل، وهم في هذا يجمعون الغث والسمين بغية الطعن فيهم ليس إلا ، فمن أراد أن يشتهر منهم ويذيع صيته في الأفاق فعليه مهاجمة دينه، ومن هؤلاء الصحابة الأجلاء الذين تعرضوا لهذه الحملة الخبيثة الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله حيث اتهم باتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، وقد قمت بحصر أبرز هذه الشبهات التي أثيرت حوله للرد عليها وتفنيدها مستعينا بالله عز وجل، ومتوكلا عليه، فهو أكرم مسئول وأعظم مأمول، والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجنبني الزلل في القول والعمل.
مشكلة البحث.
تكمن مشكلة هذا البحث في الشبهتين المثارتين حول قطع أبي ذر الغفاري رضي الله عنه للطريق هو وقبيلته، وبيان صحتهما من عدمه، فكان هذا البحث جوابا عن هذا الإشكال.
أسئلة البحث:
1-هل سجد أبو ذر الغفاري رضي الله عنه لصنم قبل اعتناقه للإسلام؟
2- من أخرج رواية قطع قبيلته للطريق؟
3- من أخرج رواية قطعه للطريق؟
4- ما درجة هاتين الروايتين؟
أهداف البحث.
1- بيان سجوده للأصنام من عدمه قبل اعتناقه للإسلام.
2- بيان من أخرج رواية قطعه للطريق هو وقبيلته.
3- بيان درجة الروايتين.
المبحث الأول: أبو ذر الغفاري قبل الإسلام وبعده.
المطلب الأول: حياة أبي ذر قبل الإسلام.
أبو ذر الغفاري[3] صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، اختلف في اسمه اختلافا كبيرا ، والأظهر أنه : جندب بن جنادة[4]، قال ابن حبان : من قَالَ: إِن اسْم أَبِيه برير، أَو السكن فقد وهم[5]، وقد ورد في الصحيح أنه كان مجتنبا لعبادة الأوثان، وأنه كان يعبد الله عز وجل ، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَا ابْنَ أَخِي صَلَّيْتُ سَنَتَيْنِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ كُنْتَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: حَيْثُ وَجَّهَنِيَ اللهُ[6]، فقد عرف الله قبل أن يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يعرف شيئا عن رسالته، ولم تكن لا إله إلا الله جديدة عليه ، فهو قد اهتدى إليها قبل أن يلقى محمدا صلى الله عليه وسلم[7]، وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه ما يشير إلى سبب إسلامه ، مبينا أن أخاه أنيسا توجه ذات يوم إلى مكة وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ، وبين لأخيه أبي ذر عقب عودته إليه أن ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمت للشعر ولا للكهانة بأي صلة، الأمر الذي دفع أبا ذر للذهاب إليه والسماع منه، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا، فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا، فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ، فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ، فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا، فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وَتَغَطَّى خَالُنَا ثَوْبَهُ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا، فَأَتَيَا الْكَاهِنَ، فَخَيَّرَ أُنَيْسًا، فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ، يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِ سِنِينَ، قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ، حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ. فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَرَاثَ عَلَيَّ، ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ، يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ، قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: شَاعِرٌ، كَاهِنٌ، سَاحِرٌ، وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ. قَالَ أُنَيْسٌ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ، فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي، أَنَّهُ شِعْرٌ، وَاللهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قَالَ: قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ، قَالَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَقَالَ: الصَّابِئَ، فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ، حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، قَالَ: فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ، كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ: وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَلَقَدْ لَبِثْتُ، يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ، بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ قَالَ فَبَيْنَا أَهْلِ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانٍ، إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَسْمِخَتِهِمْ، فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ. وَامْرَأَتَانِ مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ إِسَافًا، وَنَائِلَةَ، قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ: أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الْأُخْرَى، قَالَ: فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ: هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ، وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا قَالَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا هَابِطَانِ، قَالَ: «مَا لَكُمَا؟» قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا، قَالَ: «مَا قَالَ لَكُمَا؟» قَالَتَا: إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ، ثُمَّ صَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ – قَالَ أَبُو ذَرٍّ – فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، قَالَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ» ثُمَّ قَالَ «مَنْ أَنْتَ؟» قَالَ قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ، قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ، فَقَدَ عَنِي صَاحِبُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟» قَالَ قُلْتُ: قَدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، قَالَ: «فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟» قَالَ قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قَالَ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، ثُمَّ غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ وُجِّهَتْ لِي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ، لَا أُرَاهَا إِلَّا يَثْرِبَ، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ؟ عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ» فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَأَتَيْنَا أُمَّنَا، فَقَالَتْ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ. وَقَالَ نِصْفُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي وَجَاءَتْ أَسْلَمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِخْوَتُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ[8]».
المطلب الثاني: حياة أبي ذر بعد الإسلام.
أولا: إعلان أبي ذر إسلامه في مكة.
أراد أبو ذر الغفاري أن يظهر إسلامه في مكة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم خشي عليه من القتل، فبين للرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر إسلامه وإن قتل، وبالفعل أظهر أبو ذر إسلامه، فأوذي إيذاء شديدا، وضرب ضربا مبرحا ، يقول أبو ذر: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُظْهِرَ دِينِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تُقْتَلَ» ، قُلْتُ: لَا بُدَّ مِنْهُ. قَالَ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تُقْتَلَ»، قُلْتُ: لَا بُدَّ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ قُتِلْتُ، فَسَكَتَ عَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُرَيْشٌ حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَتَنَفَّضَتِ الْحِلَقُ، فَقَامُوا إِلَيَّ، فَضَرَبُونِي حَتَّى تَرَكُونِي كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ قَدْ قَتَلُونِي، فَقُمْتُ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى مَا بِي مِنَ الْحَالِ، فَقَالَ لِي: «أَلَمْ أَنْهَكَ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ حَاجَةٌ فِي نَفْسِي فَقَضَيْتُهَا[9]، لم يكتف أبو ذر الغفاري رضي الله عنه بهذا، بل عرض الإسلام على قبيلته، كان محبا لقبيلته يريد إنقاذها من النار، وهذه صفة من صفات المسلم الصادق، إذ إنه لم يرد لهم الخير الدنيوي فحسب، بل أراد لهم النجاة من عذاب الله عز وجل، فبعد أن هداه الله عز وجل للإسلام، انتقل إلى قبيلته مسرعا يعرض عليها الإسلام، فاستجاب له أخوه وأمه ،وقبلت قبيلته الإسلام وأسلمت طواعية لله رب العالمين ، يقول أبو ذر: فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ. وَقَالَ نِصْفُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي وَجَاءَتْ أَسْلَمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِخْوَتُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ[10])، وإنما استغفر لهاتين القبيلتين لأنهما أسلمتا طوعا من غير حرب وكانت غفار توصف بسرقة الحجاج فأحب أن يمحو عنهم تلك السبة وأن يعلم الناس أن ما سبق من ذلك مغفور بإسلامهم ، والثاني أنه إخبار عن القبيلتين، فالمعنى: أن الله سبحانه منع من أذاهما وحربهما والمسالمة الصلح على ترك القتال والأذى، ولما سالمت أسلم فجاءت طوعا فدخلت فيما دخلت فيه غفار قال : أسلم سالمها الله، وفي هذا دليل على جواز اختيار الكلام المتناسب المتجانس لأنه قد كان يمكن أن يقول: غفار عفا الله عنها، فلما قال: غفر الله لها، وقال: أسلم سالمها الله دل على اختيار ذلك، وإنما يختار مثل هذا لأنه أحلى في السمع[11].
ثانيا: طلبه من غلامه وامرأته غسله وتكفينه ووضعه على قارعة الطريق.
أ. تخريج الرواية:
1- أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى هذه الرواية قائلا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا نَفَى عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ وَأَصَابَهُ بِهَا قَدْرُهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتُهُ وَغُلامُهُ فَأَوْصَاهُمَا أَنِ اغْسِلانِي وَكَفِّنَانِي وَضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّ بِكُمْ فَقُولُوا هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَعِينُونَا عَلَى دَفْنِهِ، فَلَمَّا مَاتَ فَعَلا ذَلِكَ بِهِ. ثُمَّ وَضَعَاهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ. وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عُمَّارًا فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلا بِالْجَنَازَةِ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ قَدْ كَادَتِ الإبل أن تَطَأُهَا. فَقَامَ إِلَيْهِ الْغُلامُ فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَعِينُونَا عَلَى دَفْنِهِ. فَاسْتَهَلَّ عَبْدُ اللَّهِ يَبْكِي وَيَقُولُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ، (تَمْشِي وَحْدَكَ وَتَمُوتُ وَحْدَكَ وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ)، ثُمَّ نَزَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَوَارَوْهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود حديثه وَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم – في مسيره إلى تبوك[12].
2- وأخرجها ابن جرير الطبري في تاريخ الرسل والملوك، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ به[13].
3- وأخرجها ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق قال: أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق به[14].
(دراسة رجال ابن سعد):
1- أحمد بن محمد بن أيوب.
روى عن: إبراهيم بن سعد، أبي بكر بن عياش.
روى عنه: أبو داود، أبو حاتم ، أبو يعلى الموصلي.
أقوال العلماء في الراوي:
قال ابن معين: لص كذاب[15]، قال ابن أبي حاتم: قال أحمد: لا بأس به، وقال أيضا: قيل لأبي ثقة هو؟ قال: روى عن أبي بكر بن عياش أحاديث منكرة[16]، وقال ابن عدي: صالح الحديث ليس بمتروك[17]، وقال المزي: وَقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة: ليس من أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطلب، وإنما كَانَ وراقا، فذكر أنه نسخ كتاب”المغازي” الذي رواه إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْن إسحاق لبعض البرامكة، وأنه أمره أن يأتي إِبْرَاهِيم بْن سعد فيصححها، فزعم أن إِبْرَاهِيم بْن سعد قرأها عَلَيْهِ، وَقَال إِبْرَاهِيم الحربي: كَانَ وراقا للفضل بْن الربيع، ثقة، لو قيل لَهُ: اكذب، ما أحسن أن يكذب[18]، وقال الذهبي: صدوق[19]، وقال ابن حجر: صدوق ، كانت فيه غفلة ، لم يدفع بحجة قاله أحمد ، من العاشرة مات سنة ثمان وعشرين[20].
2- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق.
روى عن: أبيه، الزهري، ابن إسحاق
روى عنه: ابناه يعقوب وسعد، شعبة.
أقوال العلماء في الراوي:
قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث[21]، وقال العجلي: ثقة[22]، قال ابن أبي حاتم: قال أحمد بن حنبل: أحاديثه مستقيمة، وقال يحيي بن معين: ليس به بأس، وقال أبي: ثقة[23]، وذكره ابن حبان في الثقات[24]، وقال ابن حجر: ثقة حجة تُكُلِّم فيه بلا قادح من الثامنة مات سنة خمس وثمانين[25].
3- محمد بن إسحاق بن يسار أبو عبد الله.
روى عن: نافع، الزهري، أبي سلمة بن عبد الرحمن.
روى عنه: الثوري، شعبة، ابن عيينة.
أقوال العلماء في الراوي:
قال ابن سعد: كان كثير الحديث، وقد كتبت عنه العلماء، ومنهم من يستضعفه[26]، وقال علي بن المديني: صالح وسط[27]، وقال العجلي: ثقة[28]، وقال ابن أبي حاتم: قال ابن معين: صدوق، وليس بحجة، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال: سمعت أبى يقول محمد بن إسحاق ليس عندي في الحديث بالقوى، ضعيف الحديث، وهو أحب إلي من أفلح بن سعيد يكتب حديثه[29]، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات مَاتَ سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة بِبَغْدَاد، وَقد قيل: سنة خمسين وَمِائَة[30]، وقال ابن حجر: صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة[31].
4- بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي.
روى عن: مسعود بن هبيرة، سفيان بن فروة الأسلمي، طارق بن مخاشن.
روى عنه: ابن إسحاق، أفلح بن هبيرة، ابن إسحاق.
أقوال العلماء فيه:
قال الجوزجاني: رديء المذهب[32]، وقال النسائي: ليس بالقوي[33]، وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: ضعيف[34]، وقال الدارقطني: متروك[35]، وقال ابن حجر: ليس بالقوي وفيه رفض من السادسة[36].
5- محمد بن كعب أبو حمزة القرظي.
روى عن: ابن عباس، ابن عمر، زيد بن أرقم.
روى عنه: ابن المنكدر، عمرو بن دينار، الوليد بن كثير.
أقوال العلماء فيه:
قال ابن سعد: كان ثقة[37]، وقال العجلي: ثقة[38]، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: 118هجرية، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة[39].
6- عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب أبو عبد الرحمن الهذلي، كان إسلامه قديما فِي أول الإسلام فِي حين أسلم سَعِيد بْن زَيْد ، وزوجته فاطمة بِنْت الخطاب قبل إسلام عُمَر بزمان، وَكَانَ سبب إسلامه أَنَّهُ كَانَ يرعى غنما لعقبة بْن أَبِي معيط، فمر بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ شاة حائلا من تلك الغنم، فدرت عَلَيْهِ لبنا غزيرا، وَكَانَ يعرف فِي الصحابة بصاحب السواد والسواك، شهد بدرا والحديبية، وهاجر الهجرتين جميعا: الأولى إِلَى أرض الحبشة، والهجرة الثانية من مكة إِلَى المدينة، فصلى القبلتين، وشهد لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، توفي 32 هجرية.[40]
(الحكم على الإسناد): ضعيف لضعف بريدة بن سنان.
المبحث الثاني: شبهة قطع قبيلته للطريق والرد عليها.
المطلب الأول: تخريج الرواية.
ورد في بعض الروايات أن بني غفار كانوا قطاعاً للطريق ، قَالَ ابن سعد رحمه الله : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَتَأَلَّهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَلا يَعْبُدُ الأَصْنَامَ. فَمَرَّ عليه رجل من أهل مكة بعد ما أُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرِّ إِنَّ رَجُلا بِمَكَّةَ يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ. قَالَ: مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ فَأَخَذَ شَيْئًا مِنْ بَهْشٍ وَهُوَ الْمُقْلُ فَتُزَوَّدَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ يُضِيفُ النَّاسَ وَيُطْعِمُهُمُ الزَّبِيبَ. فَجَلَسَ مَعَهُمْ فَأَكَلَ ثُمَّ سَأَلَ مِنَ الْغَدِ: هَلْ أَنْكَرْتُمْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: نَعَمِ. ابْنَ عَمٍّ لِي يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ. قَالَ: فَدُلَّنِي عَلَيْهِ، قَالَ فَدَلَّهُ. وَالنَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَاقِدٌ عَلَى دُكَّانٍ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ. فَنَبَّهَهُ أَبُو ذَرٍّ فَانْتَبَهَ فَقَالَ: أَنْعِمْ صَبَاحًا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: عَلَيْكَ السَّلامُ. قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: أَنْشِدْنِي مَا تَقُولُ، فَقَالَ: مَا أَقُولُ الشَّعْرَ وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ. وَمَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَالَهُ. قَالَ: اقْرَأْ عَلَيَّ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَشْهَدُ أَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن محمدا رسوله، فسأله النبي. ص: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي غِفَارَ. قَالَ فَعَجِبَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُمْ يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ. فَجَعَلَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَرْفَعُ بَصَرَهُ فِيهِ وَيُصَوِّبُهُ تَعَجُّبًا مِنْ ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَعْلَمُ مِنْهُمْ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلامِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَلَيْسَ ضَيْفِي أَمْسِ؟ فَقَالَ: بَلَى. قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعِي، فَذَهَبَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى بَيْتِهِ فَكَسَاهُ ثَوْبَيْنِ مَمْشُقَيْنِ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ رَأَى امْرَأَةً تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَتَدْعُو بِأَحْسَنِ دُعَاءٍ فِي الأَرْضِ تَقُولُ: أَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ قَالَتْ فِي آخِرِ ذَلِكَ: يَا إِسَافُ وَيَا نَائِلَةُ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنْكِحِي أَحَدَهُمَا صَاحِبَهُ. فَتَعَلَّقَتْ بِهِ وَقَالَتْ: أَنْتَ صَابِئٌ. فَجَاءَ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَضَرَبُوهُ. وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ فَنَصَرُوهُ وَقَالُوا: مَا لِصَاحِبِنَا يُضْرَبُ وَتَتْرُكُونَ صُبَاتَكُمْ؟ فَتَحَاجَزُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا قُرَيْشٌ فَلا أَدَعُهُمْ حَتَّى أَثْأَرَ مِنْهُمْ. ضَرَبُونِي. فَخَرَجَ حَتَّى أَقَامَ بِعُسْفَانَ وَكُلَّمَا أَقْبَلَتْ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يُنَفِّرُ بِهِمْ عَلَى ثَنِيَّةِ غَزَالٍ فَتَلَقَّى أَحْمَالَهَا فَجَمَعُوا الْحِنَطَ. قَالَ يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ لِقَوْمِهِ: لا يَمَسُّ أَحَدٌ حَبَّةً حَتَّى تَقُولُوا لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُونَ لا إله إلا الله ويأخذون الغرائر[41].
المطلب الثاني: دراسة الرواية والحكم عليها.
(دراسة رجال ابن سعد):
1- محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي.
روى عن: سفيان الثوري، الأوزاعي، مالك بن أنس.
روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، حامد بن يحيي البلخي، ابن أبي شيبة.
أقوال العلماء في الراوي:
قال الإمام البخاري: متروك الحديث[42]، وقال مسلم: متروك الحديث[43]، وقال أبو زرعة: ترك الناس حديثه[44]، وقال أبو داود: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان يفتعل الحديث[45]، وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات المقلوبات وعن الأثبات المعضلات، حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد ، لذلك كان أحمد بن حنبل يكذبه[46]، وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي أمليتها للواقدي ، والتي لم أذكرها كلها غير محفوظة، ومَنْ يروي عنه الواقدي من الثقات، فتلك الأحاديث غير محفوظة عنهم إلا من رواية الواقدي، والبلاء منه ،ومتون أخبار الواقدي غير محفوظة، وَهو بين الضعف[47]، وقال الحلبي: صَاحب التصانيف وَأحد أوعية الْعلم على ضعفه، قَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ: يضع الحَدِيث، وَقَالَ ابن عدي: أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة وَالْبَلَاء مِنْهُ، وَقَالَ ابن الْمَدِينِيّ : الْوَاقِدِيّ يضع الحَدِيث، وَقَالَ ابن رَاهَوَيْه: هُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث ، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي آخر تَرْجَمته: اسْتَقر الْإِجْمَاع على وَهن الْوَاقِدِيّ انْتهى[48]، وقال الحافظ ابن حجر: متروك مع سعة علمه من التاسعة، مات سبع ومائتين، وله ثمان وستون سنة[49].
2- نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر السندي.
روى عن: محمد بن كعب القرظي، نافع مولى ابن عمر، محمد بن المنكدر.
روى عنه: ابنه محمد، الواقدي، إسحاق بن عيسى بن الطباع.
أقوال العلماء في الراوي:
قال ابن سعد: وكان كثير الحديث ضعيفاً[50]، وقال البخاري: منكر الحديث، كان ابن مهدي يقول: أبو معشر تعرف وتنكر[51]، وقال النسائي: ضعيف[52]، وقال العقيلي: سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ: أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ضَعِيفٌ إِسْنَادُهُ ، لَيْسَ بِشَيْءٍ ، يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ الرَّقَائِقَ[53]، وقال ابن أبي حاتم: قال أحمد: كان صدوقا ، لكنه لا يقيم الإسناد، ليس بذاك، وقال أيضا: قال أحمد: سألت يحيي عن أبي معشر ، فقال: ليس بقوي في الحديث، وقال أبي: ليس بقوي في الحديث[54]، وقال ابن حبان: وَكَانَ مِمَّن اخْتَلَط فِي آخِره عمره وَبَقِي قبل أَن يَمُوت سنتَيْن فِي تغير شَدِيد لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ ، فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته من قبل اخْتِلَاطه ، فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ[55]، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف من السادسة أسن واختلط مات سنة سبعين ومائة[56].
(الحكم على الإسناد):
هذه الرواية ضعيفة لوجود ثلاث علل:
1- ضعف محمد بن عمر الواقدي.
2- ضعف نجيح بن عبد الرحمن أبي معشر السندي.
3-إرسال أبي معشر لأنه تابعي ولم يدرك أبا ذر الغفاري رضي الله عنه.
المبحث الثالث: شبهة قطعه للطريق والرد عليها.
المطلب الأول: تخريج الرواية.
اتهم بعض الحاقدين أبا ذر بقطع الطريق معتمدين على رواية سقيمة لا تصمد أمام النقد الحديث، والأمر اللافت للنظر أن هذه الرواية اليتيمة لم ترد في المصادر الحديثية المعتمدة، وإنما وردت في كتب الطبقات والتواريخ التي تجمع الصحيح مع السقيم، حيث أورد ابن سعد هذه الرواية في طبقاته قائلا : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ قَالَ: (كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلا يُصِيبُ الطَّرِيقَ وَكَانَ شُجَاعًا يَتَفَرَّدُ وَحْدَهُ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَيُغِيرُ عَلَى الصِّرَمِ فِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ عَلَى ظَهْرَ فَرَسِهِ أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ كَأَنَّهُ السَّبْعُ. فَيَطْرُقُ الْحَيَّ وَيَأْخُذُ مَا أَخَذَ. ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ الإسلام الحديث[57]) .
المطلب الثاني: دراسة الرواية والحكم عليها.
(دراسة رجال ابن سعد):
1- محمد بن عمر بن واقد الواقدي، متروك. [58]
2- أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سَبْرَة القرشي.
روى عن: الأعرج، عطاء بن أبي رباح، ابن أبي ذئب.
روى عنه: الضحاك بن مخلد، عبد الرزاق، الواقدي.
أقوال العلماء في الراوي.
قال ابن سعد: وكان كثير الحديث وليس بحجة[59]، وقال ابن أبي حاتم: قال أحمد: كان يضع الحديث، وقال ابن معين : ليس حديثه بشئ[60]، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الإثبات، لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به، كان أحمد يكذبه[61]، وقال ابن الجوزي: وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي : متروك الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف[62]، وقال الذهبي: متروك[63]، وقال الحافظ ابن حجر: رموه بالوضع من السابعة[64].
3- جهالة يحيي بن شبل.
سكت عنه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا[65]، وقال أكرم بن محمد بن زياد: سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم[66].
( الحكم على الإسناد):
ضعيف لضعف الواقدي وأبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، ولجهالة يحيي بن شبل.
كيف يكون أبو ذر قاطع طريق وهو الحريص على قومه المحب لقبيلته ، يريد إنقاذهم من النار ، وهذه صفة من صفات المسلم الصادق، إذ إنه لم يرد لهم الخير الدنيوي فحسب بل أراد لهم النجاة من عذاب الله عز وجل ، فبعد أن هداه الله عز وجل للإسلام، انتقل إلى قبيلته مسرعا يعرض عليها الإسلام، فاستجاب له أخوه وأمه ، وقبلت قبيلته الإسلام وأسلمت طواعية لله رب العالمين[67]، وقد ظن هؤلاء أن بإمكانهم تشويه صورته حينما تعلقوا برواية سقيمة لا تثبت أمام النقد الحديثي، حيث قيض الله لصحابته رجالا أفذاذا بذلوا الغالي والنفيس في سبيل حمايتهم والدفاع عنهم والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نتائج البحث :
1- توحيد أبي ذر لله عز وجل قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
2- عرض أبي ذر الإسلام على قبيلته وهذا دليل على حبه الشديد لقبيلته، فهو حريص عليهم يريد نجاتهم من النار.
3- ضعف رواية طلبه من غلامه وامرأته غسله وتكفينه ووضعه على قارعة الطريق، لضعف بريدة بن سنان.
4- ضعف رواية قطع قبيلته للطريق، لضعف الواقدي وأبي معشر السندي.
5- ضعف رواية قطعه للطريق ، لضعف الواقدي وأبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سَبْرَة القرشي، وجهالة يحيي بن شبل.
التوصيات :
1- ضرورة دراسة الشبهات المثارة حول الصحابة، فعدم دراستها يعطي مصداقية لها عند العوام وغير المتخصصين.
2- ضرورة تدريس مادة علمية خاصة بالشبهات المثارة حول التفسير والحديث والعقيدة والفقه، على طلاب الدراسات الإسلامية وغيرهم، حتى نحصن أبنائنا وبناتنا ضد الأفكار المغلوطة.
قائمة المراجع :
1- أحوال الرجال، إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق الجوزجاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405هجرية، تحقيق: صبحي السامرائي.
2- الاستيعاب في معرفة الأصحاب، يوسف بن عبد الله أبو عمر بن عبد البر، دار الجيل، ط: الأولى، 1992م، تحقيق: علي محمد البجاوي.
3- الإصابة في تمييز الصحابة، أحمد بن علي بن حجر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415هجرية، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض.
4- تاريخ مدينة دمشق، علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، دار الفكر، بيروت ، لبنان، ط: أولى ، 1998م.
5- تاريخ الرسل والملوك، محمد بن جرير الطبري، دار التراث، بيروت، ط: الثانية، 1387هجرية.
6- تقريب التهذيب، أحمد بن علي بن حجر، دار الرشيد، سوريا، ط: الأولى، 1986م، تحقيق: محمد عوامة.
7- تهذيب الكمال في أسماء الرجال، يوسف بن عبد الرحمن أبو الحجاج المزي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى، 1980م.
8- التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل ، إسماعيل بن عمر بن كثير ، مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، اليمن ، ط: أولى ، 2011م.
9- الثقات ، أحمد بن عبد الله العجلي، دار الباز، ط: الأولى، 1984م.
10- الثقات ، محمد بن حبان، دار الفكر، ط: أولى ، 1975م، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد.
11- الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه ، محمد بن إسماعيل البخاري، دار طوق النجاة ، ط: أولى ، 1422ه ، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر.
12- الجرح والتعديل، عبد الرحمن بن أبي حاتم، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ط: أولى ، 1952م.
13- حياة أبي ذر، محمود شلبي، دار الجيل ، بيروت، لبنان، ط: الثانية، 1987م.
14- سؤالات أبي إسحاق إبراهيم بن الجنيد للإمام يحيي بن معين ، إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط: الأولى،2007م.
15- سؤالات الآجري لأبي داود، سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، مكتبة دار الاستقامة، ط: الأولى، 1418هجرية، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي.
16- سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي، عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط: الأولى،2009م.
17- سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، دار الحديث ، القاهرة ، 2006م.
18- الضعفاء الصغير، محمد بن إسماعيل البخاري، مكتبة ابن عباس، ط: الأولى،2005م، تحقيق: أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين.
19- الضعفاء الكبير، محمد بن عمرو أبو جعفر العقيلي، دار المكتبة العلمية، بيروت، ط: الأولى، 1984م، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي.
20- الطبقات الكبرى، محمد بن سعد بن منيع، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: أولى، 1990م، تحقيق: محمد عبد القادر عطا.
21- الطبقات الكبرى القسم المتمم لتابعي أهل المدينة، محمد بن سعد، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة ، ط: الثانية، 1408 هجرية، تحقيق: زياد محمد منصور.
22- الكاشف، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، مؤسسة علوم القرآن، جدة، ط: أولى ، 1992م ، تحقيق: محمد عوامة، أحمد محمد نمر الخطيب.
23- الكامل في ضعفاء الرجال، عبد الله بن عدي، مكتبة الرشد، الرياض، ط: الأولى، 2013م، تحقيق: مازن السرساوي.
24- الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ،إبراهيم بن محمد أبو الوفا الحلبي، عالم الكتب ، مكتبة النهضة العربية ، بيروت ، ط: أولى ، 1987م ، تحقيق: صبحي السامرائي.
25- المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، محمد بن حبان، دار الوعي، حلب، الطبعة الأولى، 1396 هجرية ، تحقيق: محمود إبراهيم زايد.
26- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، يحيي بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: الثانية، 1392 ه،16/93.
27- المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري، أكرم بن محمد بن زياد الفالوجي، دار ابن عفان ، القاهرة.
[1] – الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه ، محمد بن إسماعيل البخاري، دار طوق النجاة ، ط: اولى ، 1422ه، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر. رقم الحديث (3673)، 5/8.
2- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 16/93، يحيي بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي ، بيروت، ط: الثانية، 1392 ه،16/93.
[3] – ينتهي نسبه إلى غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الطبقات الكبرى 4/165، محمد بن سعد بن منيع، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: أولى، 1990م، تحقيق: محمد عبد القادر عطا.
[4] – معجم الصحابة 1/527، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، مكتبة دار البيان، الكويت، ط: أولى ، 2000م، تحقيق: محمد الأمين بن محمد الجنكي، معجم الصحابة 1/135، عبد الباقي بن قانع، مكتبة الغرباء الأثرية ، المدينة المنورة، ط: أولى ، 1413هجرية ،تاريخ مدينة دمشق 66/174، ابن عساكر، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط: أولى ، 1998م، التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل 3/177، إسماعيل بن عمر بن كثير ، مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، اليمن، ط: أولى ، 2011م.
[5] – الثقات 3/56، محمد بن حبان، دار الفكر، ط: أولى ، 1975م، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد.
[6] – أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه، 4/1923، رقم(2473)، دار إحياء التراث العربي ، بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.
[7] – حياة أبي ذر ص11-15، محمود شلبي، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط: الثانية، 1987م.
[8] – سبق تخريجه في ص6.
[9] – أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 3/150، رقم (2764)، سليمان بن أحمد أبو القاسم الطبراني، دار الحرمين، القاهرة، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد، قلت : إن الحديث الوارد في إعلان إسلامه بمكة وإيذاء المشركين له ضعيف لعلة في الإسناد:العلة: ضعف قطن بن نسير.قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه، ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويوصله، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ من العاشرة.( الجرح والتعديل 7/138، عبد الرحمن بن أبي حاتم، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، 1952م- الكامل في ضعفاء الرجال 6/52، عبد الله بن عدي، دار الفكر، بيروت، ط: الثالثة، 1988م، تحقيق: يحيي مختار غزاوي – تقريب التهذيب 2/456، أحمد بن علي بن حجر، دار الرشيد، سوريا، ط: الأولى، 1986م، تحقيق: محمد عوامة).
[10] – جزء من حديث طويل سبق تخريجه في ص6.
[11] – كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/237، عبد الرحمن بن الجوزي، دار الوطن ، الرياض، 1997م، تحقيق: علي حسين البواب.
[12] – الطبقات الكبرى، 4/177.
[13] – تاريخ الرسل والملوك 3/107، لمحمد بن جرير الطبري، دار التراث، بيروت، ط: الثانية، 1387هجرية.
[14] – تاريخ مدينة دمشق 66/216.
[15] – سؤالات أبي إسحاق إبراهيم بن الجنيد للإمام يحيي بن معين ص233، لإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط: الأولى،2007م.
[16] – الجرح والتعديل 2/70.
[17] – الكامل 1/287.
[18] – تهذيب الكمال، 1/433، يوسف بن عبد الرحمن أبو الحجاج المزي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى، 1980م.
[19] – من تكلم فيه وهو موثق، ص39، مكتبة المنار، الزرقاء، ط: الأولى، 1986م.
[20] – تقريب التهذيب، ص83.
[21] – الطبقات الكبرى، 5/475.
[22] – الثقات ص52، أحمد بن عبد الله العجلي، دار الباز، ط: الأولى، 1984م.
[23] – الجرح والتعديل، 2/102.
[24] – الثقات.
[25] – تقريب التهذيب، ص89.
[26] – الطبقات الكبرى، 5/451.
[27] – سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني، ص89، علي بن عبد الله أبو الحسن المديني، مكتبة المعارف، الرياض، ط: الأولى، 1404هجرية.
[28] – الثقات، ص400.
[29] – الجرح والتعديل، 7/194.
[30] – الثقات 7/380.
[31] – تقريب التهذيب، ص467.
[32] – أحوال الرجال، ص125، إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق الجوزجاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405هجرية، تحقيق: صبحي السامرائي.
[33] – الضعفاء والمتروكون، ص25، أحمد بن شعيب بن علي النسائي، دار الوعي، حلب، ط: الأولى، 1396هجرية، تحقيق: محمود إبراهيم زايد.
[34] – الجرح والتعديل 2/424.
[35] – الضعفاء والمتروكون ص260، علي بن عمر الدارقطني، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، بدون، تحقيق: د. عبد الرحيم محمد القشقري.
[36] – تقريب التهذيب، ص121.
[37] – الطبقات الكبرى، ص137، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط: الثانية، 1408هجرية، تحقيق: زياد محمد منصور.
[38] – الثقات، ص411.
[39] – تقريب التهذيب، 504.
[40] – الاستيعاب،3/988، يوسف بن عبد الله أبو عمر بن عبد البر، دار الجيل، ط: الأولى، 1992م، تحقيق: علي محمد البجاوي، الإصابة في تمييز الصحابة4/198، أحمد بن علي بن حجر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415هجرية، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض.
[41] – الطبقات الكبرى 4/168، تاريخ مدينة دمشق 66/185، علي بن حسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي، دار الفكر للنشر والطباعة والتوزيع ، 1995م، تحقيق : عمرو بن غرامة العمري.
[42] – الضعفاء الصغير، ص123، لمحمد بن إسماعيل البخاري، مكتبة ابن عباس، ط: الأولى،2005م، تحقيق: أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين.
[43] – الكنى والأسماء 1/499، لمسلم بن الحجاج، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ، المدينة المنورة ، المملكة العربية السعودية، ط: أولى ، 1984م ، تحقيق: عبد الرحيم محمد أحمد القشقري.
[44] – سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي ص225، عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط: الأولى،2009م.
[45] – سؤالات الآجري لأبي داود، 2/281، سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، مكتبة دار الاستقامة، ط: الأولى، 1418هجرية، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي.
[46] – المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين 2/290، لمحمد بن حبان، دار الوعي، حلب، الطبعة الأولى، 1396 هجرية، تحقيق: محمود إبراهيم زايد.
[47] – الكامل في ضعفاء الرجال9/320، عبد الله بن عدي، مكتبة الرشد، الرياض، ط: الأولى، 2013م، تحقيق: مازن السرساوي.
[48] – الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ص243 ،للحلبي، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ط: أولى، 1987م، تحقيق: صبحي السامرائي.
[49] – تقريب التهذيب، ص498.
[50] – الطبقات الكبرى، 5/488.
[51] – الضعفاء الصغير، ص134-135.
[52] – الضعفاء والمتروكين، ص101.
[53] – الضعفاء الكبير، 4/308، محمد بن عمرو أبو جعفر العقيلي، دار المكتبة العلمية، بيروت، ط: الأولى، 1984م، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي.
[54] – الجرح والتعديل 8/494.
[55] – المجروحين 3/60.
[56] – تقريب التهذيب، ص559.
[57] – الطبقات الكبرى 4/167، تاريخ مدينة دمشق 66/184، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان5/489، شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاوغلي سبط ابن الجوزي، دار الرسالة العالمية، دمشق، سوريا، ط: الأولى،2013م، سير أعلام النبلاء 3/373، دار الحديث ، القاهرة ، 2006م.
[58] – سبق بيان حاله في ص 9.
[59] – الطبقات الكبرى القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص458، مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة ، ط: الثانية، 1408 هجرية، تحقيق: زياد محمد منصور.
[60] – الجرح والتعديل 7/306.
[61] – المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين 3/147.
[62] – الضعفاء والمتروكين 3/228، لابن الجوزي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: أولى ، 1406 هجرية، تحقيق: عبد الله القاضي.
[63] – الكاشف 2/411، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، مؤسسة علوم القرآن، جدة، ط: أولى ، 1992م ، تحقيق: محمد عوامة ، أحمد محمد نمر الخطيب.
[64] – تقريب التهذيب ص623.
[65] – الجرح والتعديل 9/157.
[66] – المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري 2/637، أكرم بن محمد بن زياد الفالوجي، دار ابن عفان، القاهرة.
[67] – كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/237، عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، دار الوطن، الرياض، 1997م، تحقيق: علي حسين البواب.