
الحرب النفسية الاستعمارية وتجلياتها خلال الثورة التحريرية الجزائرية 1955-1956
“مؤامرة العصفور الأزرق أنموذجاً “
The colonial psychological war against Algerians and its most prominent during the Algerian revolution 1955-1956: “The Blue bird conspiracy as an example».
أ. محمدي محمد/جامعة محمد بوضياف المسيلة؛ الجزائر
P.Mhamdi Mohamed / University Of Msila , Algeria
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 67 الصفحة 9.
ملخص:تروم هذه الدراسة التاريخية المتواضعة، تسليط الضوء على شكل من أشكال الحرب الاستعمارية التي وظفتها الدول المعتدية ضد الدول المعتدى عليها، ومن ذلك ما وظفته السلطات الفرنسية في حربها ضد الجزائريين لما يزيد عن القرن وربع القرن من الاعتداء المباشر على الأرض والسكان، ويتعلق الأمر في هذه الدراسة بمحاولة الوقوف عند أساليب وطرق الحرب النفسية، التي اعتمدها قادة الحملة العسكرية ومنظروها في تثبيط عزائم الجزائريين في المقاومة والتصدي للغزو الأجنبي عشية احتلال البلاد في الـ 05 جويلية 1830، كما ظهر تصور هذه الحرب النفسية في أساليب اعتمد عليها العسكريون الفرنسيون في التصدي للتطورات التي عرفتها الثورة التحريرية (1954-1962) في المجالين السياسي والعسكري، حيث برزت أشكال مستحدثة من العمل البسيكولوجي الهادف للقضاء على الثورة الجزائرية ومحاولة اختراقها من الداخل، ومن أجل الوقوف عند هذا الأسلوب الحربي الاستعماري فلا أبلغ من تسليط الضوء على المؤامرة الاستخباراتية الفرنسية المعروفة بـ: مؤامرة العصفور الأزرق بالمنطقة الثالثة (القبائل) سنة 1955.
الكلمات المفتاحية: السلطات الفرنسية، العصفور الأزرق، الدعاية، الاشاعة، الثورة الجزائرية، أساليب الاختراق.
Abstract:
This study attempts to elucidate one of the most evident forms of the declared colonial war against the colonized countries. It concerns the psychological war methods adopted by the French colonial authorities in their war against the Algerians for 132 years. But it emerged suddenly during the stage of the liberation revolution 1954-1962, particularly after the emergence of many images and different forms of this new war declared against the Algerians and in order to eradicate their revolution, where it was revealed in a major conspiracy targeted the third historical state, which is the blue bird conspiracy in 1955.
Keywords: French authorities, the Blue bird, propaganda, Algerian revolution, methods of penetration.
مقدمة:منذ وطأت أقدام الاحتلال الفرنسي للجزائر عشية الـ05 جويلية 1830، وسياسة هذا الأخير في البلاد تقوم على جملة من المرتكزات الاستعمارية الأساسية، والتي تهدف إلى امتلاك الأرض والاستحواذ على مقدراتها وخيراتها، والسعي للقضاء على الشخصية الوطنية الجزائرية أو إذابتها في أتون الحضارة الأوربية المسيحية المزعومة، مع التحضير لتعويض الساكنة الأصليين في هذه البلاد، بمزيج من الأجناس والأعراق الفرنسية والأوربية الوافدة على الأرض الجزائرية، ضمن ملحقات الحملة العسكرية الفرنسية بعد اعتدائها على الأرض والسكان.
ومن أجل تحقيق حلم الأجداد وأمال الأحفاد في الجزائر الفرنسية، التي اجتهد لتجسيدها الساسة والعسكريون والمستوطنون، كما كان للإدارة الفرنسية في الجزائر ذات الاهتمام لأجل المحافظة على حلم الجزائر الفرنسية، إذ وبالموازاة مع الأساليب العسكرية الموظفة للسيطرة وإخضاع الجزائريين، فقد كان لإدارة الاحتلال في الجزائر وسائل أخرى بديلة للأساليب العسكرية؛ مثل: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، النفسية…وغيرها.
وبناء على ذلك، فقد حاولت هذه الدراسة تسليط الضوء على أنموذج حربي يندرج ضمن الأساليب الاستخباراتية والنفسية، التي اعتمدتها السلطات الاستعمارية كوسيلة للقضاء على العمل المسلح للثورة التحريرية الجزائرية، وللوقوف عند هذا الخيار المستحدث من السلطات الاستعمارية الفرنسية في مجابهة تطورات وانتصارات الثورة الجزائرية 1954-1962، فلا أدل من “عملية العصفور الأزرق Operation Oiseau Bleu ” كأنموذج لأسلوب الحرب النفسية الاستعمارية المعتمد في المنطقة الثالثة (القبائل)، وبهدف الوقوف عند حقيقة المؤامرة الفرنسية الاستخباراتية ومراحلها وأساليبها، فقد كان من المنهجي الإجابة على التساؤلات الفرعية الآتي ذكرها:
- ما هو مفهوم الحرب النفسية؟
- ما المقصود بمؤامرة العصفور الأزرق؟ وما هي دواعي اللجوء إليها من السلطات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر؟
- ما هي أبرز حيثيات مؤامرة العصفور الأزرق وأهم مراحلها؟
- ما هي أهم نتائج مؤامرة العصفور الأزرق على منطقة القبائل بصفة خاصة والثورة التحريرية الجزائرية بصفة عامة 1954-1962؟
1-تعريف الحرب النفسية:
يكاد يتحقق إجماع الدارسين والباحثين من علوم ومعارف مختلفة، في شأن مصطلح “الحرب النفسيةGuerre psychologique”، الذي يرى الكثير من المهتمين أنه قد أخذ أشكالاً وأصنافا متعددة تماشياً مع عوامل الزمان والمكان، اللذين كان لهما تأثير واضح في التباين والتمايز الذي طرأ على مفهوم هذا المصطلح من زمن إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى، وبناء عليه فقد كان للمفردة سالفة الذكر مصطلحات أخرى مشابهة والتي نذكر منها على سبيل المثال: الحرب الباردة، حرب الأفكار، الحرب الايديولوجية أو العقائدية، حرب الأعصاب، الحرب السياسية، حرب الاستعلامات الدولية، حرب الاعلام الدولي، العدوان غير المباشر…الخ.[1]
وانطلاقا من التباين الحاصل في ضبط هذا المصطلح، فقد كان لمفهوم “الحرب النفسية” كذلك ذات التباين والاختلاف وبخاصة خلال الحروب والنزاعات العسكرية المسلحة، وبناء على ذلك فقد حاولنا الاجتهاد في الوقوف عند أهم المفاهيم الواردة في تعريف الحرب النفسية[2]، استهدافاً للوصول إلى مفهوم يتوافق مع موضوع الدراسة، وعليه فقد استجمعنا جملة من التعاريف لمصطلح الحرب النفسية أهمها:
ورد في مفهوم الحرب النفسية العديد من التعاريف والتي حاولنا الوقوف عند أهمها:
“هي جميع الأساليب الموجهة للقضاء على العدو )باستثناء القوة العسكرية(، وذلك لغرض الاسهام بصورة فاعلة في قهره والتأثير عليه”.[3]كما ورد تعريفها أيضا بمعنى: “التوظيف المحكم والمدبر والمخطط له، لأساليب الدعاية وجميع التأثيرات النفسية الأخرى البديلة، لأجل تحقيق الأهداف المسطرة من الأطراف المتنازعة عسكرياً، وذلك من خلال التأثير على أفكار ومواقف وسلوك الدول والفئات المحايدة والصديقة خلال فترات الحرب”. كما ورد مفهومها في موضع آخر: “في كونها جميع النشاطات والأعمال غير القتالية التي تنقل الأفكار والمعلومات، والتي يكون الهدف منها التأثير على خطط وأعمال العدو، بالتأثير على معنوياته وتثبيط همته وإرادته في القتال والدفاع عن وطنه”.[4]
وسعياً للوقوف عند التباين في مفهوم هذه الحرب عند الغربيين والمشارقة؛ فقد حاولنا الوقوف عند مفهومها عند بعض الدارسين الغربيين من أمثال “ليت Litte” الذي ذكر في مفهومها قائلاً: ” بأنها الحملة الشاملة التي تستخدم فيها كل الأجهزة والأدوات المتاحة، من أجل التأثير في عقول ومشاعر جماعة محددة، من أجل تغيير مواقف معينة وإحلال مواقف أخرى بديلة لها، والتي تؤدي إلى سلوك يتفق مع مصالح الطرف الذي يشن هذه الحرب”. في حين ورد تعريفها عند الدارسين المشارقة من أمثال “صلاح نصر” بالقول: ” هي استخدام الطرف المعني لأي نوع من وسائل الاعلام، بقصد التأثير في عقول وعواطف جماعة معينة معادية أو جماعة محايدة أو جماعات صديقة أجنبية، لغرض استراتيجي أو تكتيكي معين”.[5]
ومما سبق نستطيع القول، أن الحرب النفسية هي واحدة من أشكال الحرب الاستعمارية التي تعلنها الدول المعتدية على الدول المعتدى عليها، وتكون جنباً إلى جنب مع الأساليب العسكرية وتهدف إلى التأثير في معنويات الخصم النفسية والبسيكولوجية بأساليب متنوعة وكثيرة، كوسائل الدعاية والاعلام والاشاعة والتي عادة ما يكون لها تأثير كبير، حيث يكون موازياً في حالات كثيرة للأساليب العسكرية أو أشد منها فتكاً وتأثيراً.
2- مؤامرة العصفور الأزرق” Operation Oiseau Bleu” ودواعي اللجوء إليها:
أ-مفهوم مؤامرة العصفور الأزرق:
تعتبر مؤامرة العصفور الأزرق واحدة من أهم العمليات الحربية النفسية التي طبقتها المصالح الاستخباراتية الفرنسية في الجزائر إبان مرحلة الثورة التحريرية 1954-1962، فهي مشروع استعماري استخباراتي تعود فكرة الاعتماد عليه إلى الجنرال “جاكسوستيل”[6] منذ بداية خريف 1955 في المنطقة الثالثة (القبائل)[7]، أين اقترح هذا الأخير أن اختراق الثورة التحريرية وكسر شوكتها من الداخل، قد يكون أفضل خياراً للفرنسيين من المجابهة العسكرية المكلفة عدةً وعتاداً[8]، وعليه فقد كان مقترحه بتطبيق أسلوب الحرب النفسية والبسيكولوجية في هذه المواجهة، والتي رأى أن توظيفها من قبل عديد الدول الاستعمارية، قد حقق نتائج ملموسة في القضاء على الحركات التحررية بهذه البلدان أو الحد من خطورتها على الأقل.[9]
وفي سياق متصل بهذا الأسلوب الحربي المستحدث من الجنرال “جاك سوستيل” لاختراق الثورة الجزائرية، فقد أطلقت المصالح الاستخباراتية الاستعمارية الفرنسية على العملية الرامية إلى اختراق الثورة التحريرية بمنطقة القبائل في السنوات الأولى من عمرها، عديد المسميات التي لم تزد هذا الخيار الحربي إلا غموضاً وتعقيداً، ومن الأسماء التي أطلقت على هذه المؤامرة الاستعمارية ضد الثورة الجزائرية نجد: عملية العصفور الأزرقOperation Oiseau Bleu، العملية العسكرية السرية Operation Armee Secrete De Kabylie، عملية كوماندو.ك Commandos. KOperation، عملية القوة. ك-Forces KOperation، عملية المؤامرة-ComplotLe Operation.[10]
وبالمقابل فقد أشار بعض الدارسين، بأن هذه المؤامرة الاستخباراتية هي في حقيقتها مشروع استعماري بديل لاختراق الثورة من الداخل والمحاولة لتفتيتها بالطرق النفسية، بعد الفشل الذي منيت به المشاريع العسكرية لعزل الثورة وفصلها عن الشعب وعن عالمها الخارجي كذلك (تونس والمغرب)، فقد كانت المراهنة هذه المرة علىالخيار الاستخباراتي والنفسي، كبديل من السلطات الاستعمارية للقضاء على الانتصارات الميدانية التي باتت تحصدها الثورة التحريرية وجنود جيش التحرير، وعليه فقد كان للخيار النفسي للتصدي لمنجزات الثورة نصيب وافر من الاهتمام لدى السلطات السياسية والعسكرية الفرنسية على حد سواء، وهو ما اتضح في محاولاتها المتكررة لاختراق صفوف جيش التحرير بواسطة قوى محلية مناهضة ومناوئة للثورة التحريرية، اعتماداً على: أعوان المكاتب العربية، الحركى، العاملين في مصالح الإدارة المختصة S.A.S…الخ.[11]
إذ حاولت السلطات الاستعمارية الفرنسية في كل مرة، تسليح هذه العناصر الجزائرية المناهضة للثورة التحريرية وتسهيل مهمتها في اختراق الثورة التحريرية وجنود جيش التحرير من الداخل، مما يعزز من فرص السلطات الفرنسية في زعزعة التماسك والوحدة الوطنية لدى عناصر جيش التحرير والثورة الجزائرية، والسعي في المقابل لزرع الشك والريبة بين المجاهدين الجزائريين بعد عام واحد من اعلان العمل المسلح ضد السلطات الاستعمارية الفرنسية التي تجسد فشلها في مجابهة العمل المسلح للثورة الجزائرية.[12]
ب-أسباب اللجوء إلى مؤامرة العصفور الأزرق:
تشير أغلب الدراسات التاريخية إلى أن “مؤامرة العصفور الأزرق” المطبقة من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية في المنطقة الثالثة (القبائل) مع بداية خريف 1955، أن من الأسباب والدواعي التي أدت إلى اللجوء إلى المؤامرة الاستعمارية المعروفة بمؤامرة العصفور الأزرق، هي الفكرة التي أطلقها “جاك سوستيل” القادم الجديد لتخليص فرنسا من الثورة التحريرية الجزائرية مع مطلع فيفري 1955[13]، هذا الأخير الذي نصح بالاعتماد على وسائل أخرى موازية تكون بديلة للأساليب العسكرية المطبقة من السلطات الفرنسية في حربها ضد الجزائريين، حيث أشار بأن الاعتماد على الحرب النفسية القائمة على العمل الاستخباراتي، غالبا ما تكون له نتائج فعالة في الخطط الحربية للدول الاستعمارية، وهو الدافع الذي جعل”جاك سوستيل” يتمسك بخيار توظيف هذا النوع من الأساليب في حربه ضد الجزائريين، وفي ذلك استهداف لاختراق الثورة واجهاض العمل المسلح المتزايد لجنود جيش التحرير عبر وسائل استخباراتية ونفسية لم يعهدها الجزائريون من قبل، ومن الأسباب التي كانت دافعا للسلطات الفرنسية للاعتماد على هذا الخيار من أشكال الحرب النفسية؛ نجد مايلي:
- أبعاد وخلفيات التكوين الثقافي والايديولوجي لشخصية القائد العسكري “جاك سوستيل”، كان عاملاً أساسيا في اختيار أسلوب الحرب النفسية وضرورة العمل لأجل تطبيقه في الجزائر، ففي هذا الصدد يشير أغلب الدارسين أن التكوين الثقافي والعلمي للحاكم الفرنسي الجديد على الجزائر قد ساهم إلى حد بعيد في هذا الاختيار الحربي، حيث أن لدراسة هذا الأخير وتكوينه المعرفي والعلمي في تخصص علم الأجناس والإثنولوجيا، وممارسته مهام التدريس لمقياس علم الاجتماع بمراكز الدراسات العليا في الجامعة الفرنسية، قد كان له واضح الأثر في اختيار هذا النمط من أشكال الحرب، حيث حاول هذا الأخير تجسيد دراساته العلمية والنظرية في مجالات علم النفس والأشخاص في إطار عملي ميداني يكون فيه المجتمع الجزائري مجالاً للتجربة والاختبار.[14]
- جهود الادارة الاستعمارية في مواصلة تجربتها المتعلقة بأسلوب الحرب النفسية في المستعمرات الخاضعة لها، حيث كانت بداية الشروع في تطبيقها ضد الحركات التحررية بالهند الصينية والتي كان لانهزام الفرنسيين فيها بعد معركة “ديان بيان فو” في ماي 1954،علاقة وطيدة برغبة الحكومة الفرنسية في تعويض هزيمتها إلى انتصارات عسكرية وبسيكولوجية في الجزائر، والتي واصل فيها الاستعمار الفرنسي توظيفه لأشكال الحرب النفسية المختلفة، والمتمثلة في صور: الدعاية، الاشاعة، التضليل، الاعلام المضاد…الخ.[15]
- تداعيات النتائج العسكرية التي أحرزتها الثورة الجزائرية وجنود جيش التحرير ضد القوات العسكرية الفرنسية، وبخاصة بعد الفشل الذي منيت به الحلول العسكرية في القضاء على الأعمال الثورية لجنود جيش التحرير إبان الثورة التحريرية، وهو ما أعلن عنه القادة السياسيون والعسكريون الفرنسيون، معترفين بفشلهم في القضاء على هذه الأعمال النضالية والعسكرية للجزائريين، سيما في ظل فشلهم في اقناع الفرنسيين بأن هذه الحوادث إنما هي مظاهر معزولة من الشغب لمجموعة قليلة من الخارجين عن القانون، وهي التي كانت تطمئن الفرنسيين بعد وقت قريب أن هذه الأعمال شاذة ولا تمثل عموم مواقف الجزائريين.[16]
- الدور العسكري والثوري الهام الذي لعبته منطقة القبائل (المنطقة الثالثة) بعد المنطقة الأولى (الأوراس) في مجابهة السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، وبخاصة إبان مرحلة الثورة التحريرية التي كانت منطقة القبائل فيها قلباً نابضا للكفاح المسلح، مما جعل من المنطقة هدفاً واضحاً للسياسة الاستعمارية الفرنسية للقضاء على الدور الثوري الذي تقوده المنطقة، فكانت هذه الأخيرة هدفا لسياسات جمة منها: العسكرية، السياسية، الاقتصادية، الاستخباراتية…الخ، وفي ذلك محاولة من الفرنسيين القضاء على دور المنطقة في العمل المسلح والثورة التحريرية بصفة عامة.[17]
وبناء على ما سبق الذكر؛ فإن للحرب الاستعمارية أشكال مختلفة ومتعددة، والتي يعد الأسلوب النفسي والبسيكولوجي أحد أبرز فروعها، هذا الذي كانت له جذور وامتدادات تاريخية تعود إلى فترة الحرب الفرنسية في الهند الصينية، كما أن لميولات القادة العسكريين والسياسيين وتوجهاتهم الفكرية والايديولوجية دوراً بارزاً في الاعتماد على هذا الخيار الحربي، في مواجهة العمل العسكري الذي شرع فيه من جنود جيش التحرير والثورة الجزائرية بصفة عامة.
3-حيثيات ومراحل مؤامرة العصفور الأزرق Operation Oiseau Bleu :
تذكر الرواية أن مؤامرة العصفور الأزرق التي طبقتها السلطات الاستعمارية للقضاء على الثورة التحريرية في منطقة القبائل، هي في أصلها عبارة عن امتداد لمبادرة التسليح التي أطلقتها السلطات الفرنسية لصالح الأفراد التابعين للعميل بلونيس، وذلك من أجل أن تكون هذه العناصر سنداً للسلطات الاستعمارية الفرنسية في تحطيم الثورة التحريرية بعناصر محلية، في خطة لضرب الجزائريين ببعضهم البعض والاقتصاد في الجهد العسكري الفرنسي في مجابهته للثورة الجزائرية، غير أن الهزائم التي مني بها العميل بلونيس في مجابهته لجنود جيش التحرير، قد ألزمت السلطات الفرنسية بالتراجع عن خطتها في دعم بلونيس ورجاله، واللجوء إلى خطة أخرى تكون هذه المرة في تجنيد رجال من منطقة القبائل، وإسنادهم مهمة اختراق الثورة التحريرية والعمل على تفجيرها من الداخل وهو ما أطلق عليه اسم “مؤامرة العصفور الأزرق“.[18]
وفي ظل هذه العملية الاستخباراتية نجد أن السلطات الفرنسية قد لجأت إلى توظيف خيارات أخرى للقضاء المنجزات التي تحصدها الثورة التحريرية، حيث ظهرت بداية المشروع الاستخباراتي مع بداية الاجتماع الذي جمع بين القادة العسكريين الفرنسيين من أمثال الجنرال “لوريلوLorillot” المكلف بالمنطقة العاشرة العسكرية حسب التقسيم العسكري للسلطات الفرنسية وبين ضابط الشرطة “أوسمرOusmer”، بعد أن منح كل منهما الضوء الأخضر من المسؤول العسكري والسياسي “جاك سوستيل” في بداية شهر نوفمبر 1955، وذلك بهدف إعادة إحياء تجربة الحرب النفسية والخطة الاستخباراتية التي تعذر تطبيقها في المستعمرة الفرنسية السابقة بالهند الصينية والتي كان فيها الانهزام حليف العسكريين الفرنسيين في معركة تاريخية عرفت “ديان بيان فو”.[19]
أما في ما تعلق بسبل تطبيق هذه الخطة الاستخباراتية الفرنسية، فقد ذكر“يحي بوعزيز” أن عملية الاتصال بين العناصر المكلفة بعملية الاختراق والسلطات الفرنسية كانت تتم بواسطة العضو الفاعل في منطقة القبائل والمدعو “حشيش الطاهر”، الذي اقترح على السلطات الفرنسية تدعيم هذه العناصر المتطوعة بالأسلحة والذخيرة والمال، لتشكيل شبكة من الجزائريين لاختراق جنود جيش التحرير في منطقة القبائل، على أن تمتد هذه الخطة إلى مناطق أخرى في حال نجاحها بهذه المنطقة. وبعد القبول الذي لقيته هذه الفكرة لدى القادة الفرنسيين انتقل المدعو”حشيش الطاهر” إلى منطقة القبائل وبالتحديد إلى “قرية عزازقة” للشروع في تنفيذ خطته الاستخباراتية، وهناك اتجه إلى مطعمه المعتاد الذي كان يتردد عليه في كل مرة يتنقل فيها إلى منطقة القبائل، وقام بعرض الخطة على صاحب المطعم “أحمد أوزايد”، الذي طلب مدة من أجل التفكير في الموضوع.[20]
ولما كان صاحب المطعم المدعو “أحمد أوزايد” أحد المناضلين السابقين في “حركة الانتصار للحريات الديمقراطية”[21]، فقد تبادر إلى ذهنه طرح المسألة على قادة جيش التحرير بالمنطقة ومناقشتها معهم، أين انتقل بعدها إلى منزل “محمد إيزوران” أحد أبرز المجاهدين بالمنطقة، طالباً من هذا الأخير مقابلة “كريم بلقاسم” لعرض الفكرة التي يحملها إليه، وبعد اجتماع من المناضل أحمد أوزايد مع كريم بلقاسم وافق هذا الأخير على الخطة مشدداً على التزام السرية والحذر لخطورة المسألة من جهة وتعقيداتها من جهة أخرى[22]، حيث شرع في تنفيذ الخطة من خلال تجنيد المناضلين الجزائريين كأعوان للعسكريين الفرنسيين بصفة تصاعدية، أين تزايد عددهم حتى بلغ 1500 مناضل موزعين في أماكن مختلفة من منطقة القبائل، مثل: عزازقة، تيقزيرت، تيزي وزو، عين الحمام…الخ.[23]
وفي ذات السياق تشير المصادر أن أغلب أهداف العملية الاستخباراتية بالأماكن المذكورة من منطقة القبائل، كان كلها تستهدف أعضاء من المصاليين وأتباع الحركة الوطنية الجزائريةM.N.A للقضاء عليهم وتقديمهم في شكل نتائج للخطة التي رسمتها السلطات الفرنسية من الأعوان الذين عينتهم لهذه المهمة، حيث كانت العناصر المناهضة للثورة من أتباع الحركة الوطنية الجزائرية أهدافاً للخطة التي رسمها جنود جيش التحرير كخطة لاختراق الثورة، وتمويهاً في الوقت نفسه بأن المنظمة التي شكلتها مصالح الاستخبارات الفرنسية تحقق نتائجاً جيدة كما رسمتها المصالح الفرنسية في مشروعها لاختراق الثورة التحريرية وتفجيرها من الداخل.[24]
4-نتائج مؤامرة العصفور الأزرق على الثورة الجزائرية:
تعد مؤامرة العصفور الأزرق في منطقة القبائل في السنوات الأولى من الثورة التحريرية، أحد أهم المخططات الاستخباراتية الاستعمارية التي استهدفت اختراق الثورة وجنود جيش التحرير بهدف زعزعة استقرار الثورة والقضاء عليها في المهد، بواسطة أعوان من الجزائريين تكون مهامهم تقديم المساعدة لاختراق الثورة الجزائرية بدعم وتوجيه من السلطات الاستعمارية، وهو ما تمكن قادة جيش التحرير الوطني من اجهاضه وتحويل هذه الخطة الاستخباراتية من سلاح ضد الثورة إلى سلاح لصالحها، حيث كانت لهذه المؤامرة جملة من النتائج الهامة على مسار الثورة التحريرية والتي نذكر منها:
- القضاء على العديد من العناصر المناوئة للثورة التحريرية، وخاصة من أتباع مصالي الحاج والمنتمين إلى الحركة الجديدة “الحركة الوطنية الجزائريةN.A”، هؤلاء الذين أصدرت في حقهم الثورة التحريرية أحكاماً قضائية متفاوتة أهمها: الخيانة التي يحكم عليها بالإعدام، سيما بعد أن قرر عدد كبير منهم مناهضة الكفاح المسلح للثورة والوقوف إلى صف السلطات الاستعمارية التي دعمتهم بالمال والسلاح لأجل مجابهة المجاهدين الجزائريين.[25]
- تحصيل جنود جيش التحرير والثورة التحريرية عموماً على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمال من خلال هذه العملية الاستخباراتية، التي حولها المناضلون الجزائريون من خطة ضد الثورة إلى عملية في صالحها، وهو ما أظهرته الأعداد المتزايدة للمنضوين الجدد من المناضلين الجزائريين، والذين أشارت الاحصائيات أن عددهم قد بلغ حوالي 1500 فرد.[26]
- تحول جهود السلطات الاستعمارية بصفة مؤقتة عن مراقبة الوضع العسكري بمنطقة القبائل، سيما في ظل النتائج الشكلية التي كانت تحققها المنظمة السرية الموكلة بمهام اختراق جيش التحرير والثورة الجزائرية عموما، وهي التي كانت تقدم قتلاها من العناصر المصالية المناوئين للثورة في صورة جنود جيش التحرير الذين تم القضاء عليهم من المنظمة السرية.[27]
- إدراك السلطات الفرنسية بالفشل الذي منيت به المخططات الاستعمارية القائمة على أساليب الحرب النفسية والاستخباراتية ضد الثورة الجزائرية، والوقوف عند الانتشار والشمولية اللذان حققتهما الثورة التحريرية في الأوساط الشعبية الجزائرية، وخاصة بعد تجسد فشل مشروعها الاستخباراتي عن طريق جهود مناضل من عامة الجزائريين بمنطقة القبائل، وهو ما يؤكد انتشار الثورة والوقوف عند حقيقة مبادئها وأهدافها.[28]
ومما سبق الذكر نستطيع القول أن مؤامرة العصفور الأزرق قد تحقق من خلالها جملة من المكاسب الكفاحية لصالح الثورة الجزائرية، إذ وبعد مراهنة الفرنسيين على خيار الحرب القائمة على العوامل النفسية والاستخباراتية لأجل اختراق صفوف جيش التحرير والثورة التحريرية من الداخل والقضاء عليها بصفة تدريجية، فقد تمكنت الثورة بفضل أحد مناضليها المخلصين في منطقة القبائل من تحويل مؤامرة العصفور الأزرق من سلاح ضد الثورة إلى وسيلة لها للقضاء على العناصر المعارضة والحصول على كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة والمال لاستغلاله في مجابهة الاحتلال الفرنسي بالجزائر .
خاتمة:
وفي ختام هذه الدراسة نستطيع القول بأن:
- اعتماد الدول الاستعمارية على أساليب مختلفة من أجل فرض سيطرتها على الدول الخاضعة لها، فبالإضافة إلى الأساليب العسكرية في الاحتلال والاخضاع فقد لجأت هذه الدول ايضا إلى أساليب جديدة من الحرب النفسية والاستخباراتية، التي باتت واحدة من الأساليب الأكثر نجاعة في القضاء على المقاومات الشعبية والحركات التحررية.
- إن فشل أسلوب الحرب النفسية الذي انتهجته الادارة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، والدليل على ذلك ما أسفرت عنه مؤامرة العصفور الأزرق من استغلال المناضلين الجزائريين لهذه المؤامرة من سلاح ضدها إلى سلاح بيدها.
- التأكد من خطورة الحرب النفسية التي اعتبرها المختصون من أخطر وأشد أشكال الحرب الاستعمارية، إذ تصنف أخطر من العتاد العسكري قوة وتأثيراً، وهو ما كانت حقيقته واضحة جلية في المراحل القادمة من عمر الثورة وبالأخص في سنوات” 1956، 1957، 1958″، والتي عرفت فيها الثورة التحريرية حربا استخباراتية أخرى عرفت “بمؤامرة لابلويت”، التي كان لها هذه المرة أثر واضح في زعزعة استقرار الثورة التحريرية وزرع الشك والريبة بين جنود جيش التحرير الوطني.
قائمة المصادر والمراجع:
أ-الكتب:
- بوعزيز يحي: الثورة في الولاية الثالثة 1954-1962، ط2، دار الأمة، الجزائر، 2010.
- بسطامي مصطفى: شهود وشهداء- حقائق جديدة عن الثورة المجيدة-، دار النعمان للطباعة والنشر، الجزائر، 2013.
- سعد الله عمر: آراء في تقرير المصير السياسي للشعوب، دار هومه، الجزائر، 2014.
- مهدي سميسم حميدة: الحرب النفسية، الدار الثقافية للنشر، العراق، 2004.
- الصديق محمد الصالح: عملية العصفور الأزرق، دار دحلب للنشر، الجزائر، 2014.
ب-المقالات العلمية:
- بوسنة محمود: دور الحرب النفسية في انجاح ثورة التحرير الجزائرية وإفشال سياسة الاستعمار الفرنسي الاستيطانية، مجلة أفكار وآفاق، م04، ع06، الجزائر، 2015.
- بليل محمد: الحرب النفسية الاستعمارية في مواجهة الثورة الجزائرية –منطقة مستغانم أنموذجاً-، مجلة العبر للدراسات التاريخية والاثرية في شمال افريقيا، م 01، ع01، الجزائر، جانفي 2018.
- قشيش فتيحة: المخططات الاستعمارية لاختراق الثورة التحريرية- عملية الزرق- لابلويت- في الولاية الثالثة أنموذجاً، مجلة الحكمة للدراسات التاريخية، م06، ع13، الجزائر، مارس 2018.
- قندل جمال: مقاربات الاحتلال الفرنسي في التعاطي مع الثورة الجزائرية –الحرب النفسية أنموذجاً-1954-1962، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والانسانية، ع 19، قسم العلوم الاجتماعية، جامعة الشلف، الجزائر، جانفي 2018.
ج-الرسائل الجامعية:
- بن غليمة سهام: الحرب النفسية في الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1958 بين التخطيط الاستعماري الفرنسي وردود الفعل الجزائرية، أطروحة دكتوراه، إ: بلوفة جيلالي عبد القادر، قسم التاريخ، جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان، الجزائر، 2016-2017.
- بوهناف يزيد: مشاريع التهدئة الفرنسية إبان الثورة التحريرية وانعكاساتها على المسلمين الجزائريين 1954-1962، رسالة ماجستير، إ: سليمان قريري، قسم التاريخ، جامعة الحاج لخضر باتنة، الجزائر، 2013-2014.
- خيثر عبد النور: تطور الهيئات القيادية للثورة التحريرية 1954-1962، أطروحة دكتوراه، إ: شاوش حباسي، قسم التاريخ، جامعة الجزائر، الجزائر، 2005/2006.
د-المواقع الالكترونية:
- الزبيدي سامي: الحرب النفسية أهدافها وفن استخدامها، الموقع الالكتروني:https://www.azzaman.com، التاريخ: 17/07/ 2019، التوقيت: 17 و45 دقيقة.
- الموقع الالكتروني: https://www.marefa.org، التاريخ: 18/07/ 2019، الساعة: 10و 10 دقائق.
[1]– محمد بليل: الحرب النفسية الاستعمارية في مواجهة الثورة الجزائرية –منطقة مستغانم أنموذجاً-، مجلة العبر للدراسات التاريخية والأثرية في شمال افريقيا، م 01، ع01، الجزائر، جانفي 2018، ص 190.
[2]– في ذلك إشارة إلى الحركات التحررية التي انتشرت في العالم خلال النصف الثاني من القرن العشرين، والتي عجزت القوانين الدولية كتصنيفها كأطراف أساسية في هذه النزاعات العسكرية المسلحة، كون هذه الأخيرة لا تتمتع بالصفة الدولية التي أقرتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية المقننة لهذه النزاعات الدولية، ينظر. عمر سعد الله: آراء في تقرير المصير السياسي للشعوب، دار هومه، الجزائر، 2014، ص 306.
[3]– حميدة مهدي سميسم: الحرب النفسية، الدار الثقافية للنشر، العراق، 2004، ص07.
[4]– سامي الزبيدي: الحرب النفسية أهدافها وفن استخدامها، الموقع الالكتروني:https://www.azzaman.com، التاريخ: 17/07/ 2019، التوقيت: 17 و45 دقيقة.
[5]– حميدة مهدي سميسم: المرجع السابق، ص 07.
[6]– من مواليد شهر نوفمبر 1912 بمدينة مونبيلييه بالجنوب الفرنسي؛ إسمه الحقيقي بن سوسان Ben Soussan من أصول يهودية، وفي فرنسا تلقى “جاك سوستيل” تعليمه وواصل تكوينه الجامعي، إذ نجد أنه قد درس الفلسفة وعلم الأجناس (الأثنولوجيا)، كما اشتغل بالتدريس في تخصص علم الاجتماع بالجامعة الفرنسية، لينضم بعد ذلك إلى الجيش الفرنسي في الجزائر وبه تدرج في المسؤوليات السياسية، حتى وصل منصب الولاية العامة بالجزائر سنة 1955 أي خلال حكومة منديس فرانس، صنف جاك سوستيل”” كأحد أشد المدافعين عن مشروع الجزائر الفرنسية كما كانت له فكرة العديد من المشاريع الاستعمارية الكبرى في الجزائر، مثل قانون الإطار، المراكز الادارية المتخصصة S.A.S…ألخ، ينظر. الموقع الالكتروني: https://www.marefa.org، التاريخ: 18/07/ 2019، الساعة: 10و 10 دقائق.
[7]– فتيحة قشيش: المخططات الاستعمارية لاختراق الثورة التحريرية- عملية الزرق- لابلويت- في الولاية الثالثة أنموذجاً، مجلة الحكمة للدراسات التاريخية، م06، ع13، الجزائر، مارس 2018، ص 235.
[8]– محمد بليل: المرجع السابق، ص 191.
[9]– محمود بوسنة: دور الحرب النفسية في انجاح ثورة التحرير الجزائرية وإفشال سياسة الاستعمار الفرنسي الاستيطانية، مجلة أفكار وآفاق، م04، ع06، الجزائر، 2015، ص 319.
[10]– محمد الصالح الصديق: عملية العصفور الأزرق، دار دحلب للنشر، الجزائر، 2014، ص 125.
[11]– سهام بن غليمة: الحرب النفسية في الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1958 بين التخطيط الاستعماري الفرنسي وردود الفعل الجزائرية، أطروحة دكتوراه، إ: بلوفة جيلالي عبد القادر، قسم التاريخ، جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان، الجزائر، 2016-2017، ص 136.
[12]– سهام بن غليمة: المرجع السابق، ص 144.
[13]– يزيد بوهناف: مشاريع التهدئة الفرنسية إبان الثورة التحريرية وانعكاساتها على المسلمين الجزائريين 1954-1962، رسالة ماجستير، إ: سليمان قريري، قسم التاريخ، جامعة الحاج لخضر باتنة، الجزائر، 2013-2014، ص59.
[14]– يزيد بوهناف: المرجع السابق، ص59.
[15]– جمال قندل: مقاربات الاحتلال الفرنسي في التعاطي مع الثورة الجزائرية –الحرب النفسية أنموذجاً-1954-1962، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والانسانية، ع 19، قسم العلوم الاجتماعية، جامعة الشلف، الجزائر، جانفي 2018، ص224.
[16]– محمد بليل: المرجع السابق، ص 191.
[17]– يحي بوعزيز: الثورة في الولاية الثالثة 1954-1962، ط2، دار الأمة، الجزائر، 2010، ص-ص 22-30.
– يحي بوعزيز: المصدر نفسه، ص 107.[18]
[19]– محمد الصالح الصديق: المصدر السابق، ص 126.
[20]– يحي بوعزيز: المرجع السابق، ص 107.
[21]– محمد الصالح الصديق: المصدر السابق، ص 156.
[22]–المصدر نفسه، ص 128.
[23]– نفسه، ص 129.
[24]– محمد الصالح الصديق: المصدر السابق، ص 130.
[25]– مصطفى بسطامي: شهود وشهداء (حقائق جديدة عن الثورة المجيدة)، دار النعمان للطباعة والنشر، الجزائر، 2013، ص 167.
[26]– محمد الصالح الصديق: المصدر السابق، ص 130.
[27]– عبد النور خيثر: تطور الهيئات القيادية للثورة التحريرية 1954-1962، أطروحة دكتوراه، إ: شاوش حباسي، قسم التاريخ، جامعة الجزائر، الجزائر، 2005/2006، ص270.
[28]– فتيحة قشيش: المرجع السابق، ص 238.