
سفِر المتاهة في جغرافية الرمال المتحركة قراءة في قصيدة أوديسيوس الجديد للشاعر نضال القاسم
Book the maze in the geography of shifting sand Reading in the new Odysseus poem of the struggle of Nidal kacem
د. محمود خليف خضير الحياني الجامعة التقنية الشمالية، الموصل / العراق Mahmoud Khalif Khudair Obaid Hayani Northern Technical University, Mosul / Iraq |
د. سامية صالح غشير جامعة باجي مختار – عنابة- الجزائر Samia saleh ghechir University Baji Mokhtar, Annaba/ Algeria |
Abstract:
There is no doubt that the modern Arabic poem began to search for cognitive objectivity through intertwining or dialogue with ancient Greek mythology. One of the concepts of truth, goodness and beauty, everything tries to understand the ancient human mind archived in myths, legendary knowledge is art, and art is knowledge. If we want to search for the use of these myths in the modern Arab poetry, from poetry to infinite poets to the present, we can discover that the specificity of the Palestinian poet who holds the cause of an occupied homeland, has worked to employ all the myths that can serve his cause in Expressing his commitment to the Palestinian cause, and those who review the Palestinian poetry touch the intensity of employment of legends that carry tragedies and suffering, alienation and alienation, and these meanings were manifested clearly in the myth of Troy and its legends related to them, especially the legend of the journey back to “Odysseus”, the strong relationship between the The Trojan tragedy and the Palestinian cause were formed in the consciousness of the Palestinian citizen. The tragedy of Troy, which was manifested in the burning, killing and complete end of the city’s existence, was met by a process of Judaization and an end to the Palestinian cause. Palestinian poets tried to employ them in poetic text by symbol, mask technique, or eavesdropping. Absorption, modification, and constant dissolution of the meanings and events of this myth gave depth to the poetic form, and a depth in the meaning that has become a universal human sense, felt by every Arab and Muslim human, which can be discovered in the poem of the new Odysseus poet Nidal al-Qasim, who used this myth to express Human and ontological meanings to which every Palestinian citizen dreams of returning to Palestine.
Key words: book– alienation – maze – legend.
ملخص:
لاشك أن القصيدة العربية الحديثة بدأت تبحث عن الموضوعية المعرفية عن طريق التّناص أو الحوار مع الأساطير اليونانية القديمة، إذ تسجل أكثر كتب التاريخ والفلسفة بأن الاسطورة شكلت في بداية تشكيل الشعوب تقنية سردية حاولت أن توصل فلسفة انطولوجية ومعرفية تتجلى فيها طفولة العقل القديم وقدرته على تكوين كينونة واحدة من مفاهيم الحق والخير والجمال، فكل شيء يحاول أن يفهمه العقل البشري القديم أرشفه في الاساطير، فالمعرفة الاسطورية فن، والفن معرفة . وإذ اردنا أن نبحث عن استعمال هذه الأساطير في الشّعر العربي الحديث بداية من السياب وإلى ما لانهاية من الشعراء إلى الوقت الحاضر، فإننا يمكن أن نكتشف أن خصوصية الشاعر الفلسطيني الذي يحمل قضية وطنا محتلا، عملت على أن يوظف كل الاساطير التي يمكن أن تخدم قضيته في التعبير عن التزامه تجاه القضية الفلسطينية، ومن يراجع الشعر الفلسطيني يتلمس كثافة التوظيف للأساطير التي تحمل مآسيا ومعاناة وغربة واغتراب، وقد تجلت هذه المعاني بصورة واضحة في اسطورة طروادة ومتعلقاتها من الأساطير التي ارتبطت بها ولاسيما أسطورة رحلة العودة ل”أوديسيوس”، فالعلاقة المتينة بين أسطورة طروادة والقضية الفلسطينية تشكلت في وعي وذات المواطن الفلسطيني، فقد كانت مأساة طروادة التي تجسدت في الحرق، والقتل، والإنهاء الكامل لوجود هذه المدينة، قابلها عملية تهويد وإنهاء للقضية الفلسطينية، أما فكرة العودة التي تمثلت في عودة أوديسيوس إلى وطنه ، فإنها أصبحت بمثابة أمثولة حاول الشعراء الفلسطينيين توظيفها في النّص الشّعري عن طريق الرمز، أو تقنية القناع، أو التّناص . فالامتصاص، والتحوير، والتذويب المستمر لمعاني واحداث هذه الاسطورة أعطى عمقا في الشّكل الشّعري، وعمقا في المعنى الذي تحول إلى معنى إنساني شامل، يستشعره كل إنسان عربي ومسلم، وهو ما يمكن أن نكتشفه في قصيدة أوديسيوس الجديد للشاعر نضال القاسم الذي استعان بهذه الاسطورة لكي يعبر عن معانٍ إنسانية، وأنطولوجية، يستجيب لها كل مواطن فلسطين يحلم بالعودة إلى فلسطين.
الكلمات المفاتيح : سفِر ، المتاهة، الاغتراب، الاسطورة .
سفِر المتاهة والاغتراب
إنّ مفهوم الاغتراب يكشف عن تنوع استعماله وتعدد معانيه، فقد استثمر هذا المصطلح بمعنى انعدام السلطة والانخلاع وانعدام المغزى في واقع الحياة، والإحباط والانفصام عن الذات و(الأنوميا)(*) ، والاستياء، والتذمر، والعداء، والعزلة، والانفصال عن المكان ..الخ، وإن بعض هذه الفروق في المعنى قد تكون ثانوية أو هامشية مادام المضمون الجوهري يظهر فيها جميعا بصورة أو بأخرى([1])، وإذا أردنا أن نمرحل سيرورة مفهوم الاغتراب بثلاث مراحل ما قبل هيجل، ومرحلة هيجل، و ما بعد هيجل، إذ تقدم المدونات قبل هيجل فكرة، وكلمة الاغتراب في كونها تحمل جانبا لغويا إشاريا يستعمل بصورة تلقائية وعرضية غير مقصودة، فقد كانت الكلمة اللاتينية(alinatio) ترد في سياقات مختلفة، سياق قانوني يشي بمعنى انفصال الملكية عن صاحبها وتحولها إلى آخر ، وسياق نفسي اجتماعي في انفصال الإنسان عن ذاته ومخالفته لما هو شائع في المجتمع، وسياق ديني بمعنى انفصال الإنسان عن الله ، ولعل هذه المعاني لا تبتعد كثيرا عن دلالة الكلمة في المعاجم والقواميس العربية في معانيها الدينية والنفسية والاجتماعية(**)، وإن تداولية الكلمة في سياقاتها المختلفة أدى إلى أن تحمل معانا مزدوجة بين السلبية والايجابية([2])، تعززت بصورة ملحوظة في نظريات العقد الاجتماعي الثاوية في معنى التنازل والتخلي عن الحقوق الطبيعية من أجل المجتمع في معناها السلبي في فكرة تأسيس الدولة الفردية القوية في فلسفة هوبز ولوك، والتي أصبحت عند جان جاك روسو معنى مزدوجا، فالمعنى الايجابي في حالة العقد الاجتماعي، والمعنى السلبي في فلسفته النقدية ( نقد الحضارة والمدينة والمجتمع الحديث)([3])، إلا أنها انتقلت من الدلالة اللغوية التداولية إلى مصطلح الاغتراب وعلى نحو منهجي ومفصل عند “هيجل” الذي أطلق عليه أبو الاغتراب، ولكن بقيت الازدواجية في معناها السلبي والايجابي(*) في فلسفة هيجل ، فالدلالة الايجابية في تخارج الروح وتجليها على نحو إبداعي في الطبيعة، والسلبي في عدم قدرة الذات على التعرف على ذاتها في مخلوقاتها من الأشياء والموضوعات([4]) ، ولكن دلالته الاصطلاحية بعد “هيجل” لم تحافظ على حالة الاستقرار والثبات ، فقد تعرضت لانتهاك وانزياح في كينونة المصطلح مستقرة على دلالة اصطلاحية أحادية سلبية متنوعة مرتبطة بالعصر متبلورة في فكرة أن الاغتراب مرض العصر على وفق تيارات فلسفية ونقدية ،فالاغتراب الديني عند “فيورباخ” ، واغتراب العمل عند “ماركس” ، والاغتراب الوجودي الزائف غير الأصيل وسقوط الإنسان في الفكر الوجودي عند “هيدغر” و”سارتر” وغيرهم ، متحولة إلى أداة كشف وفضح ونقد الاستبداد والسياسة، والقهر الاجتماعي، والجمود الديني، والكبت الجنسي، والتغييب بمختلف أشكاله التي انتشرت في المجتمع المعاصر مهددة إنسانية الإنسان في فكر نقاد المجتمع الجدد ماركيوز، وهابرماس، واريك فروم، وكارين هورني ، ودوركهايم([5]) ، أما كون الاغتراب هاجسا إبداعيا فتجسد في كينونة مبدعين وجدوا في حالة اغتراب سسيولوجي إبداعي عن الوجود والمجتمع والذات ولحظة اللامنتمي عند سارتر ، وبيكت، وكولن ولسون ، وبريخت([6]) ،ولعل الاغتراب المكاني والانفصال عن الوطن الذي يشي به مفهوم الاغتراب يرتبط علائقيا مع معنى أو دلالة النفي والإبعاد عن الأوطان ،أو ضربا من العقاب السياسي تعمل ظروف السلطة بموجبه على عزله وإبعاده قهرا عن الوطن جسديا وروحيا وثقافيا محولة خطابه ،ولاسيما المبدع أو المثقف إلى خطاب هامشي ، إذ إن خطاب المثقف أو المبدع يعاني حالة اغتراب ونفي، فهو يدرك الواقع عبر تمثيلات أو تصورات ما تتضمن دائما شيئا من التشويه والإزاحة العنيفة للواقع بوصفه واقعا ،وبذلك تكون مرجعية المبدع قائمة على أساس غير واقعي وغير وطني ، إذ إن جوهرية المبدع منفية في أي وطن بوصفه صاحب نص يمثل الواقع ويشن حربا عليه في الوقت نفسه ولاسيما إذا كان النص يستشرف آفاقا بديلة للواقع([7])، فحالة المثقف و المبدع المنفي تتجلى في عدم محايثته مع السلطة، لذلك فإنه يعيش حالة الوسطية في عدمية الانسجام الكامل مع المحيط الجديد ولا قدرته على الانعتاق من عبء البيئة الماضية وعليه ، فإنه يكون على الدوام هامشيا ، مما ينطوي على قدر من الحرية في سياق ما يعمل وما ينتج ، وبذلك فإن الصيرورة والوعي الإبداعي هو في الحقيقة نتاج الواقع الجديد واقع دينامية وحركية النفي التي تتجسد في علاقة حميمة بين اللغة والنفي مكونة سلطة للمنفي على الكتابة واللغة مولدا رؤيا حادة توفرها مجموعة مغايرة من العدسات للنظر إلى الواقع الحاضر ، فحالة النفي أو المنفي والذاكرة يتحايثان في كون ما يتذكره المنفي من الماضي والكيفية التي يتذكر بها يحددان كيفيية جديدة في رؤية المنفي في استشراف المستقبل ، وحضور فكرة اللاعودة إلى الماضي ، أو الوطن ،متبلورة في رؤية الذات المنفية إلى كيانها على أساس انطولوجية المنفي بوصفها سياقا فارقا في وجوده في فعل خارج عن إرادة المنفي([8]) ، وإذا أردنا أن نعرف المنفي أو النفي بأنه “عزلة تعاش خارج الجماعة بإحساس بالغ الحدة حيث يشعر بضروب الحرمان لعدم وجود المرء مع الآخرين في الموطن المشترك “([9]) ، ولكن حالة العزلة خارج الجماعة والوطن تحقق في ذاتية ، أو جوهر النفي ، أو المنفي في حالة “متقطعة من حالات الكينونة ، والمنفيون مجتثون من جذورهم ، من أراضيهم ، من ماضيهم “([10]) .
تقوم فكرة المتاهة أو النفي في قصائد نضال القاسم على ثنائية العلاقة بين المنفي والوطن من جهة، وعلاقة المنفي بلذة الترحال المستمر التي يقيم فيها وبظروفها من جهة أخرى ، محولا العلاقة بالوطن ومغيرها، إذ يصبح المنفي والسفر الدائم هو الوطن (ولو مؤقتا )فيما يتحول الوطن إلى أرض غريبة ومحرمة عليه ،لذلك فإن أي فهم للمنفي لا يقوم إلا على أساس فهم الظروف والأسباب القهرية التي أدت إلى عملية النفي الذي يتيح حرية العمل الثقافي والسياسي التي حرمتها ظروف الوطن([11]) ، وهذا ما تقدمه الرموز اللغوية المرتسمة على سطح النص الإبداعي ، إذ إن عتبة معطيات الطابع اللغوي التي ارتكزت على إمكانيات واحتمالات المعنى اللفظي التي تكشف من خلال نسقية أو تجاورية الألفاظ التي اختارها المبدع مضفية عليها السمة الواحدة التي اختارها من عدة سمات وبدائل لفظية تحقق مقصدية المؤلف، التي تتماهي مع سياقية الحدث ومعطيات السيرة الذاتية في كون نضال القاسم عاش حالة صراع وتوتر مع الغربة التي أنتهت بالمتاهة، لتكون عملية النفي هي الملاذ الآمن للمبدع في تجسيد البحث عن مدينة معلقة في الذاكرة والتاريخ، أما الحوار الذي أقامه الشاعر مع أسطورة أديسيوس أو يوليسيس يحمل من الدلالة العميقة ما جعلنا ندخل معه في حوار تأويلي، فأفق المؤول ووعيه التاريخي وأحكامه المسبقة ترفده بأسطورة يوليسيس أوعوليس(**) في الأساطير الإغريقية ، هو ابن ليرت ملك ايثاكة ، وقد تزوج بنلوب ولم يمض على زواجه غير قليل حتى دعي إلى حرب طروادة ، وإن لم يكن راغبا في الحرب وتحايل ولكن دون جدوى ، وفي حرب طروادة كان صاحب فكرة الحصان الخشبي التي ساعدت على النصر ، ولما استولى الإغريق على طروادة أبحر أوذيس أو يوليسيس قاصدا ايثاكة فعاندته الرياح، وعلى أثرها ضاع في البحار ثمان سنوات ولاسيما بعد أن استقر في جزيرة الحورية الجميلة، ولكن بتدخل الآلهة استطاع أن يعود إلى زوجته بنلوب بعد أن خسر رجاله وكل شيء عائدا وحيدا، ولما وصل وجد حشدا من الخطاب قد غنموا فرصة غيابه وصغر سن ولده تليماخ، فاخذوا يبذرون أمواله، ويبددون رزقه ويحاولون أن يكرهوا امرأته على الزواج بأحدهم([12]) .
ولعل يمكن الإشارة قبل الحوار التأويلي مع رمز اوديسيوس الجديد … أو يوليسيس بأن أحداث قصته أصبحت رمزا تغنى به اكثر الشعراء العرب ولاسيما اصحاب القضية الفلسطينية، الذين وجدوا في هذه الأسطورة امثولة شعرية بعثت احداث طروادة التي تم حرقها وإنهاء، والتي ارتبطت بقضية فلسطين وحرقها بنار النسيان ، والذاكرة ،والتاريخ، إذ إن الحوار مع أوديسيوس الجديد … يقدم تداعيات في أفق النص تفرز فهما تأويليا يتطور وينكشف على وفق مسار متدرج الخطوات من بداية الصراع مع القدر والصعوبات التي يلاقيها الإنسان في بحار الحياة وأمواجها والغربة، إذ تبوح الغربة وسط البحار بالابتعاد عن الأهل والوطن المغتصب والمحتل واقتراب الموت المتلبس بهاجس الخوف الذي على أثره يفقد الإنسان الأمل في الحياة والعودة وتصبح عودة الغائب له حلما لا يتحقق ،وإن كان المنتظر الحبيبة الوطن المغتصب والمحتل في قوله :
أوديسيوس الجديد …
توطئة اولى : مُهْر الرياح
مرّ موتٌ كثيرٌ والمدى شاهدُ
” زهرتان ، على القلبِ ، ذابلتان “
والصدرُ يخفقُ …
ينزفُ القلبُ شيئاً فشياً
يا بنفسج
يا حقول
يا ” دير الغصون “([13])
يا بيتي القديم ، بيت الريح والاسرار
موعدنا الصباحُ
أني عائدُ
فلسطينُ يا، فلسطينُ يا ، فلسطينُ
يا مُهْرة الشمسِ
لا بأسَ ..
لا بأسْ
اني عائدُ
فليجرحوا …!
وليقتلوا …!
وليهدموا البيوت والقبور والمدارس
وليقلعوا الزيتون والليمون والحبق
لكنَّهم ..
لن يسرقوا دفء البيوت …
بهجة الصفار ، كركراتهم
تنفس الصباح والشفق
لن يمنعوا تلاقح الازهار
لن يمتعوا الغيث المهاجر
والشمس في اذار
لن يخرسوا الحناجر
وشهوة الكفاح في الصدور والألق
لن يحجبوا الشموس عن جباها
لن يهزموا مُهْر الرياح
لن يكبحوا صهيله اللجوج والمبحوح
الله ! ما أحلاه !
الله ! ما أحلاه ! ([14])
يتحاور عنوان هذه القصيدة مع اسطورة أوديسيوس التي تحيلنا الى مفاهيم واحداث تختزل الصراع ما بين المسافر الذي يحاول العودة بعد سنين طويلة وعلاقة الحنين التي تربطه بوطنه ، ولأن هذا العنوان ينفتح أيضا على عناوين ومتون قصائد عربية حديثة ولاسيما ما ارتبط بقضية فلسطين ، فإن الانحراف والانزياح الذي يسجله هذا العنوان في ادخال كلمة (الجديد) التي تمثل شهادة تنطوي على بعد وجودي يحاول أن يقوم على اساس الاستمرارية والتجدد الذي يمكن أن يحدث لكل فلسطيني تم ابعاده عن بلده ، فالجديد عند اوديسيوس أو ذات الشاعر هي الانطلاقة على شكل اربعة تواطئيات حدثت للقضية الفلسطينية، فالالتزام تجاه الوطن تحول في متن التوطئة الاولى إلى حالة الانسان الذي يبحث عن تكملة نقصه الوجودي والذي وجده الشاعر يتبلور في عنوان التوطئة الاولى ألا وهو مُهر الرياح، فتركيب هذا العنوان يتجلى فيه لحظة من التجاوز والشعرية التي تربط المُهر مع الرياح، فالتمثيل الدلالي واللغوي يمكن أن نستعين يه في البحث عن المعنى الثاني أو معنى المعنى لعبارة العنوان في التوطئة الاولى، إذ أن المدونات اللغوية ولسان العرب يحملان لنا معنى لغويا قائما على المفارقة الدرامية ، فالتواصل بين سياق المعنى اللغوي ومفردة الكلمة وسياق الجملة العنوان يمكن أن يقدم لنا معانٍ تنطوي على مفارقة درامية، فكلمة المهر في اللغة تشير إلى مهارة فهو ماهر ، ومَهر المرأة وهو اعطاؤها مَهْرا ، والمُهر ، أول ما ينتج من الخيل والحُمُر الاهلية وغيرها .وهو المعنى القريب إلى دلالة السياق لكلمة مُهر الرياح ، ولكن لو أردنا إن نضاعف المعنى اللغوي فعملية الدمج وانصهار المعاني اللغوية الماهر ، والمهر اعطاء المرأة المال ، والمُهر الخيل وغيرها يمكن أن نتوصل عن طريقه إلى معنى الماهر هو الذي يبحث عن العودة السريعة ، ومَهر الشيء أي هو ضريبة المَهر الذي يمكن أن يدفعه الفلسطيني لكي يعود إلى بلده المحتل ، والمُهر وهو الخيل الذي يمكن أن يمثل الأداة التي يمكن أن تساعد الفلسطيني في العودة إلى فلسطين ، فهذه المعاني الثلاثة تبرمج عمل النص وتساعد على الكشف عن معنى التوطئة والتي تمثل بداية الشيء أو البداية بعد النهاية ، وهي عملية قائمة على صيرورة من الفصول غير المنتهية ، فتوطئة أوديسيوس الجديد هي ما يتركب منه مُهر الرياح ، فالتجاوز الشاعري أو استعمال البلاغة الشعرية التي تخدم هوية النص ومتنه القائمة على اساس أن للريح مُهر ، فمُهر الرياح هي الرياح العاتية التي تسير بسرعة فائقة للوصول إلى هدفها ، وهي ما تخدم احلام اليقظة وطموحات وآمال كل فلسطيني في الوصول إلى الوطن ، وتحريره ، فالاستعانة بالرياح هي تعبير عن الثورة أو القوة التي سوف تساعدهم في تحرير فلسطين المحتلة ، ولعل الذاكرة العربية المنسجمة مع الصورة البلاغية التي يمكن أن تجسد محاكاة للواقع الذي تظهر فيه أصالة العربي وفروسيته، وهو يمتطي صهوة المُهر المنتج ،والسريع ، وغبار المعركة التي يمكن ان نشاهده ، وهو ينتشر على شكل دوائر خلفه ، وهو تعبير يتماهى مع ما يمثله المعنى الكلي أو العام لموضوع القصيدة ، فعودة اوديسيوس الجديدة لا تمثل عودة مستسلم أو مذلول أو مخذول، إنما تجسد عودة بطل اسطوري مرّ بشدائد ومحن، متحديا كل ما مر بها للوصول إلى هدفه .
فاستهلال هذه القصيدة الذي أفتتح بفعل (مرّ) وهو ما يدل على حركة واستمرارية العنف والمعركة، وما حصل فيها من موت وقتل كثير ، فالصراع العربي الصهيوني مازال مستمرا و باقيا ، ولكن هذا العنف لم يمنع الذات الفلسطينية والتي عبرت عنها ذات الشاعر في ألفاظ الأمل والحلم الذي مازال متعلق بفلسطين وذاكراتها التاريخية التي لم تنساها الذاكرة أو الأرشيف العربي والفلسطيني ، فالشاعر مازال يحن إلى بلده ، حتى إنه عمل على تأثيث الاماكن وما بقي من الاطلال التي مثلت جغرافية مكانية تعمل على تجزئة الامكان في طريقة جيولوجية ومتخيلة ، فذاكرة المتن الشعري تحاول أن تؤسس من جغرافية المكان تاريخا قريبا يمثل بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، ولعل من يطلع على الإبداعع الشعري ولاسيما الشعر الملتزم يتلمس فيه أن الذاكرة الجديدة للفلسطينيين هي ذاكرة تاريخي جغرافية للأمكنة والاسماء التي تمثل هوية أو جينات ترتبط بمكان وهوية الولادة للشاعر ، فقرية ( دير الغصون ) والتي يناديها الشاعر كأنها حبيبة، أو أطلال ظلت معلقة في الخيال والذاكرة بكل جزيئاتها من البيت القديم ، وبيت النور، والريح، والأسرار، وهو تعبير عن الأحلام التي كانت تنتظر كل فلسطيني، أو المستقبل الذي يمثل أمل كل فلسطيني في إقامة حدود دولته أو قريته أو مدينته التي حلم بأن يعيش فيها بسلام ، ولكن تم احتلالها واغتصابها من قبل الصهاينة ، فكل هذا الأرشيف والذاكرة الجغرافية يحاورها الشاعر عن طريق التأكيد بأنه عائد والعودة لا يمكن أن تحدث الا عن طريق الوصول إلى هذه القرية ، والتي بدورها تمثل العودة إلى فلسطين أي عودة فلسطين إلى جغرافية وخارطة الوطن العربي ، فتكرار الشاعر للنداء لفلسطين هو تعبير عن الحسرة والألم التي يعاني منها كل فلسطيني في الغربة ، فنداء فلسطين هو للتأكيد بأن فلسطين عربية وسوف يتم العودة إليها وبدون استسلام؛ لأن فلسطين هي قبلة أو شمس الحرية ومنار وإشعاع وبوصلة كل مسلم وعربي ، فمهما حصل من تضحيات وقتل ودمار ، فشهوة الكفاح والنضال هي الغالبة ، فشمس الحرية والثورة آتية ، وهي تمرّ على حصان أو مُهر يعيد إلى اذهاننا حصان طروادة الأسطورية ، فالمُهر الرياح هو الثورة التي سوف تولد من رحم الشعب الفلسطيني بدون ملل أو ككل ، فصهوة المُهر وقوته وعزيمته ولجوجه ، لا يمكن أن تتوقف ، ولعل استعمال الشاعر لتعبير الله ! ما احلاه ! هو تعبير شعبي يتداول على اللسان، معبرا عن طموحات وآمال الانتصار ومقاومة المحتل، والتي أصبحت استراتيجية في التوطئة الثانية في قوله :
توطئة ثانية : هيلا هيلا …
اخي ياسليل المنافي
أخي الحائر ُ الثائرُ التائهُ المتعبُ
ايها المُهر … اوديسيوس
حيث تمضي الخطى وينغلق الفضاء
لا تطأطئ رأسك العالي
تقدّم … باتجاه البحر في عز الظهيرة
رابط الجأش تقدّم ، لا تبالي ..
هذي ريحهم هبت ، كأنها الصبا الكسير
هذا صوتهم … عبر المدى يتردّدُ
يملأ الكون عطرا وزغاريد .. وفلاّ
وآ … وي …ها
هم وحدهم مرّوا فرادى
وهذا صوتهم ..عبر الصّدى يتردّدُ..
(( هيلا هيلا ..
هيلا هيلا …
شدّو الهمة الهمة قوية …
مركب ينده عالبحرية ..
يا بحرية ..هيلا هيلا …هيلا ..هيلا …هيلا )) .([15])
فالتوطئة الأولى قدمت تمهيدا لحركة مُهر الرياح والتي عبرت عن الثورة والمقاومة الفلسطينية ، فالالتزام من قبل الشاعر للقضية عملت على أن تكون التوطئة الثانية تحمل معنى القوة واندفاع مسيرة المقاومة إلى الأمام ، فكلمة ( هيلا ) وهي تثير في نفس كل فلسطين القوة والعزيمة على مواصلة الرحلة في البحث عن الوطن المجهول ، والذي حاول الصهاينة أن يغيروا ملامحه ، فالحيرة التي أصابت الثائر أو التائه في الغربة أو المنفي كادت أن تقضي على صبره ، ولطول المعاناة وتقادم السنين التي تناصت و تحاورت مع متاهة أوديسيوس، الذي تاه في البحار واستقر بعد ذلك في الجزيرة ـــ التي كان بها كل أنواع المتعة ـــ التي كانت بمثابة سجن له ، ولكن لم يثنه طول المكوث في الجزيرة ومتاعها ولذتها عن التفكير في العودة ، فكانت العودة هي سبيله الوحيد للخروج من المتاهة ، فالسفر الطويل والحركة الدائمة في جغرافية البحار والأراضي التي سافر إليها، لا يمكن أن تشكل بديلا أو هوية أو وطنا ، لأن الاستقرار والعودة هي الهوية الأصلية، فكينونة الإنسان الفلسطيني أو المنفي بصورة عامة تتأرجح بين الجوهر الثابت للهوية والصيرورة المتغيرة ودائمة الحركة، فحركة الشيء هي تعبير دائم عن هويته ، فالتقدم إلى الأمام والتحرك للعودة هو الحل ، وهو الهدف السامي ، لأن كل الأحلام والصدى والزغاريد والفرح والسعادة لا يمكن أن نجدها إلا في العودة ، وإن كانت البحار واهوالها ومصاعبها تمنعك ، ولكن إيثاكا أو فلسطين هي الهدف السامي للتضحية ومغامرة العودة إليها ، فكانت إيثاكا الأسطورية هي عمق حلم العودة في قول الشاعر :
توطئة ثالثة : إيثاكا
من هنا يطلع الذاهبون إلى مطلع الضوء
من بيننا يقتحمون المغاليق والابواب
تضيءُ الهتافات قلبي فأصبحو ..
هي ذي ملامحهم ..
وهذا صوتهم ، عبر المدى يترددُ
صوت على نبضي يدقّ وموعدُ ..
خذنا معك
حذنا الى الوطن الخرافي السليب (( إيثاكا )) الغريبة
لتوقظ الحقول من سباتها
نمتدّ في قاماتها نخيلا
ترتل القرآن في دروبها
ونقرأ التوراة والانجيل
خذنا معك ..
خذنا الى القدس القريبة والخليل
لنلتقي الاحباب
خذنا ليافا والجليل
فنحن من سبعين عام .. نحاول الوصول .([16])
فالتوطئة الثالثة والتي ارتبطت باسم مدينة ( إيثاكا ) وهي المدينة التي تركها ( اوديسيوس ) وحاول بعد ربع قرن العودة اليها ، فتحاور و تناص الشاعر مع مدينة إيثاكا والتي تم تحويلها في الشعر إلى يوتوبيا أسطورية تتجلى فيها فلسفة كل مكان واللامكان ، فالعودة إلى إيثاكا هو في الحقيقة عودة إلى مدينة معلقة في الذاكرة والتاريخ ، فهي ديكور أسطوري حاول الشاعر توظيفه ليمثل خلفية الاحداث ، وما سجلته رحلة الفلسطيني من مغامرات لأجل العودة إلى فلسطين من أحداث وأهول جسيمة ، فأثناء قراءتي لهذه القصيدة فإن كلمة إيثاكا هي مدينة ذكرت في أسطورة عواليس أو الأوديسة، أحالتني مباشرة إلى قصيدة قسطنطين كافافيس الشاعر اليوناني الذي عاش بالاسكندرية1863_1933 ، والتي استعارتها أو تناصت معها الذاكرة الشعرية الفلسطينية التي كانت بمثابة ذاكرة شعرية للفلسطينيين مسجلة فلسفة النفي القائمة على فكرة أن مدينة فلسطين معلقة في الذاكرة والتاريخ والتي قال فيها الشاعر اليوناني :
إيثاكا متى عزمت على الارتحال الى إيثاكا
صل أن تكون الدرب طويله
فيها غمرة من المغامرات،غمرة من المعارف
لا تخش وحشا أو ماردا
لا تخش اله البحر الهادر، أو اله الزلازل
لن تصادف أيا منهم على الدرب
مادامت افكارك تحلق عاليا
والعاطفة تداعب روحك وجسدك
لن تصادف وحشا أو ماردا
لن تصادف أله البحر الهادر، أو اله الزلازل
مادامت روحك تخلو منهم
وقلبك يبعدهم
——————- صل أن تكون الدرب طويله
أن تكون نهارات الصيف كثيره
ستغمرك المتعة والفرح
متى عبرت موانئ تراها للمرة الأولى
أنزل الاسواق الفينيقية
وابتع أفخر البضائع
ابتع أمهات اللآلىء والمرجان والابنوس
ومن العطور الأكثرها اثاره
ابتع كل ما اعطيت من العطور الثمينة
زر ما شيء ت من المدن المصرية
لتستقي وتستقى العلم مناهله
——————– احفظ إيثاكا في ذهنك
فبلوغها الهدف
أبطئ في ترحالك
فالأجمل أن تطول الرحلة سنوات وسنوات
ان تجنح عند الجزيرة وانت هرم
وقد اثراك حصاد الدرب
لا تتوقع أن تغدق إيثاكا الثروات عليك
فقد وهبتك الرحلة الجميلة
لولاها لما سرت على الدرب
نفدت عطاءات إيثاكا لك
وان وجدتها في فقر
فلا تحسب أن إيثاكا قد خيبتك
يكفيك الحكمة التي بلغت
والتجربة التي عايشت
ولابد انك فهمت أهل إيثاكا
——————————————
فهذه القصيدة كشفت لنا عن فكرة رئيسة للعودة، تتجلى في أنها لا ترتبط بهدف الوصول إلى الوطن فقط ، إنما هي ما تسجله بطريق العودة من مشاهد وأحداث وأهوال، جعلت من الوصول إلى الوطن لحظة لولادة أنطولوجية وجمالية تعمل على نشر السلام والتعايش السلمي في مدينة القدس بين الاديان السماوية ، فعودة الشعب الفلسطيني إلى القدس وفلسطين هي لحظة سكون وسلام عالمي بين الأديان ؛ لأنها هي مفتاح السلام العلمي، والقضية الجوهرية للشعب الفلسطيني منذ سبعين سنة أو عام والمعاناة مستمرة ، ومحاولة تحريرها، والوصول الى الوطن مثل بالنسبة للعائدين حلم أو أمل يمكن أن يتحقق في قوله :
توطئة رابعة : العائد
هذا انا !!
قلبي تمزّق واحترق
اني صحوت
حان الموعُد !!
صفصافتي ذبلت …وراحلتي بهيب النار
فانا هنا ، لكنهم ، اهلي هنالك في الحصار
لفي ذراعك يابلادي فوق جرحي الطريّ..
اني عائدٌ … سأكون نارا
انا لن أطأطئ هامتي ابدا ..
سأكون جبّارا ..([17])
في هذا المقطع أو التوطئة الرابعة نتلمس فكرة رئيسة وجوهرية اختزلتها هذه التوطئة وارتبطت بالعودة أو بالذات التي تحاول العودة ، فالصحوة التي أصابت الذات الفلسطينية وشجعته للعودة الى فلسطين تتحاور و تتناص مع صحوة أوديسيوس الذي عاد إلى وطنه بعد غياب طويل، ولكن من المفارقات العجيبة في أن مدونة أو متن العودة ولحظة الصحوة للعائد تقوم على فعل درامي ارتبط بلحظة الحلم المستمر للعودة ، والذي أعاد إلى ذاكرتنا أسطورة أوديسيوس التي انتهت نهاية سعيدة بالوصول إلى بيته والاستقرار فيه ، اما عند “دانتي” فإنه يجد أن إيثاكا تعيش نوعا من الفوضى مما يؤدي إلى أن يشعر أوديسيوس بالضجر من العودة والاستقرار ، فينطلق في مغامرة جديدة، لكن أوديسيوس الفلسطيني لم يصل الى نهاية الرحلة وهدفها الاخير ، اذ تظهر فلسطين في هذا المتن الشعري والتوطئة النهائية بأنها خاتمة ونهاية كل فلسطين هي في حلم العودة، وليس في العودة الحقيقية التي تكون شكلية ومذلة، ففلسطين كمكان يطفو فوق سطح التاريخ، وكمكان ذي مواصفات ثابتة تغذيها المدونة الكلاسيكية والذاكرة لوطن أو موطن تم اقتلاعه من مكانه ،و حاضره ، و تاريخه ، متحولا إلى مكان يوتوبيا ذي أبعاد اسطورية .
خلاصة مما تقدم فالشاعر نضال القاسم من الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين حاولوا أن يوظفوا الأساطير اليونانية ، ولاسيما اسطورة أوديسيوس في شعرهم ، وتحديدا في المتن الجمالي، وتكوين علاقة معرفية وجمالية عن طريق انصهار الشعر بموضوع المعرفة الاسطورية، إذ مثلت الأسطورة ، أو أسطورة أوديسيوس احدى الأبعاد المعرفية في الحضارات القديمة ، فمنطق الأسطورة واستعمالها في سياق المتن الشعري الملتزم، الذي يدافع عن قضية فلسطين، فقد تم توظيف هذه الأسطورة لغرض تزويد المتن الشعري بمعان إنسانية ارتبطت بمأساة الفراق ، والنفي ، والذاكرة ، والتاريخ ، والحلم بالعودة إلى الوطن ، فجغرافية المكان وهول المصاعب التي واجهها الفلسطيني لم تثنه عن حلم العودة إلى وطنه ، فالمدونة الشعرية الفلسطينية حاولت أن تربط مأساة طروادة وما حصل فيها بمأساة فلسطين ورحلة السفر والتهجير الدائم للفلسطينيين ، والاغتراب الأسطوري لأوديسيوس بالرحلة، والاغتراب ، والنفي الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي كانت هويته الجديدة الهجرة ،والتهجير، والنفي ، وصيرورة ، التغيير المكاني ، والجغرافي المستمر ، فهي هوية شعب تم إذابته وصهره وضياعه وتهجينه؛ لأنه فقد أرضه ووطنه ، فكانت الأرض هي محور الهوية ، واللغة ،والتاريخ ، والذاكرة ، والارشيف الجماعي ، فالرمال المتحركة التي سارت عليها القضية الفلسطينية لم تصل إلى حد الآن لحل نهائي. فإن الشعر أو المدونة الشعرية اختزلت القضية في فكرة وغاية واحدة ألا وهي العودة إلى فلسطين ، ولعل نضال القاسم حاول أن يكوّن هوية جديدة للفلسطيني بدلا عن هوية النفي ،والهجرة ألا وهي هوية العائد ، فانطلاق استراتيجية الاسم الشعري الجديد للمواطن الفلسطيني هي ( المواطن العائد ) أو هوية العائد.
قائمة المصادر والمراجع
- أبن منظور، لسان العرب ، ، صححه وروجع بمعرفة نخبة من السادة الأساتذة المختصين ،( القاهرة : دار الحديث ، 2003 ) . مادة غرب ،مج 6 :586- 589 .
- أدوارد سعيد ، صور المثقف ، ، ترجمة غسان غصن ، ( بيروت : دار النهار، 1996 )، ص : 56 ـ 72
- جيمس جويس ، رواية عوليس ، ( في جزئين)، ترجمة طه محمود طه ،( القاهرة : الدار العربية للطباعة والنشر،1994 )، ط2.
- حليم بركات ، الاغتراب في الثقافة العربية، ،( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية، 2006 )، ط1 : ص 43 ـ 44 .
- دانتي الفيري ، الكوميديا الإلهية ، ، ترجمة كاظم جهاد ،(بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 2002.) ، ط1 ، ص: 54 ـ 55 .وينظر
- ريتشارد شاخت ، الاغتراب ، ترجمة كامل يوسف حسين ،(بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1980) ، ط 1 ، ص: 71 ــ 73
- علي محمد يوسف ، سيسيولوجيا الاغتراب الإبداعي ، قراءة نقدية منهجية في فلسفة الاغتراب ، (الموصل :مطبعة الشارقة، 2006) ، ص: 53 ـ 60 . و
- كولن ولسون ، اللامنتمي ، ترجمة أنيس زكي حسن ،(بيروت : دار الأدب، 1983 ،) ط3 ، ص :27 ـ 209 .
- محمود رجب، الاغتراب ، ،( الاسكندرية : منشأة المعارف ، 1987)، :ص 1/12 .
- نضال القاسم ، احزان الفصول الأربعة ، ، مجموعة شعرية ، جاهزة للنشر قريبا ،( عمان : دار الاهلية للنشر والتوزيع ، عمان ، 2018) ، ص : 29 ــ31 .
- هوميروس ، الأوذيسة ، ، ترجمة عنبرة سلام الخالدي ،( بيروت : دار العلم للملايين ، 1983) ، ط1 ،ص : 5 ـ 8 .
ـــــ الدوريات
- رسول محمد رسول ، التاريخ والسياسة والهوية ، المثقف والمنفي : ادوارد سعيد أنموذجا ، مجلة فصول ، تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2004 ، العدد 64 ،مصر، ص: 155 ـ 159 .
- رسول محمد رسول ، التاريخ والسياسة والهوية ، المثقف والمنفي : ادوارد سعيد أنموذجا ، ص: 159 .
- رسول محمد رسول ، ندوة ادوارد سعيد ، مجلة فصول ، تصد عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2004 ، العدد 64،مصر ، ص :112
- فاضل العزاوي ، ربع قرن في المنفي ،العربي ،مجلة العربي ، تصدرها وزارة الاعلام ، 2004 ، العدد 547، الكويت .
- قيس النوري، الاغتراب ، اصطلاحا ومفهوما وواقعا، مجلة عالم الفكر ،1979 ، مجلد10 ، العدد1 ، وزارة الأعلام الكويتية ، الكويت ، ص : 13 .
(* )ـ إن مصطلح الانوميا حسب دور كهايم حالة تدهور المعايير التي تضبط العلاقات الاجتماعية فتنشأ عن ذلك أزمات حادة بين عدة فئات متنافسة أو متناحرة ما يهدد الإحساس بأهمية التضحية في سبيل المجموع اذ تستعمل الفئات القوية وسائل غير عادلة في فرض أرادتها على الفئة الضعيفة ما يهدد التماسك الاجتماعي ، وهو من صلب مفهوم الاغتراب الدوركهايم ، ينظر حليم بركات ، الاغتراب في الثقافة العربية، ،( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية، 2006 )، ط1 : ص 43 ـ 44 .
[1] ـ قيس النوري، الاغتراب ، اصطلاحا ومفهوما وواقعا، مجلة عالم الفكر ،1979 ، مجلد10 ، العدد1 ، وزارة الأعلام الكويتية ، الكويت ، ص : 13 .
- (**) ـ إن مفهوم الاغتراب نجده في المعاجم العربية ينطوي على اشتقاقات صرفية ولغوية كثيرة تقترب من دلالة المكان والزمان فقد جاء في لسان العرب بان الغَرْبُ والمغربُ بمعنى واحد … والغَرْبُ : غيوب الشمس ، غربت الشمس تغرب غروبا ، كما بين صلاة العصر إلى مغيربان الشمس أي وقت مغيبها والمغرب في الأصل موضع الغروب ثم استعمل في المصدر والزمان … ويشتق منه دلالة البعد والذهاب والتنحي في قولنا غاب القوم : ذهبوا= في المغرب ، واغربوا أتو الغرب ، والتغريب : النفي عن البلد ، ينظر أبن منظور، لسان العرب ، ، صححه وروجع بمعرفة نخبة من السادة الأساتذة المختصين ،( القاهرة : دار الحديث ، 2003 ) . مادة غرب ،مج 6 :586- 589 .
[2] ـ محمود رجب، الاغتراب ، ،( الاسكندرية : منشأة المعارف ، 1987)، :ص 1/12 .
[3] ـ ريتشارد شاخت ، الاغتراب ، ترجمة كامل يوسف حسين ،(بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1980) ، ط 1 ، ص: 71 ــ 73
(* )ـ ان فكرة الايجابية تتمثل في نظر هيجل بالعمل على أنها نشاط خارجي يحقق الإنسان من خلالها ذاته ويتحول بفضلها من فرد جزئي إلى إنسان كلي اجتماعي ، أما الجانب السلبي في نظر هيجل فيتمثل بالعمل من حيث انه ينفصل عن صاحبه إلى الحد الذي يصبح معه قوة مضادة له تسلبه ذاته ولا يتعرف فيه على نفسه ، ينظر حليم بركات ، الاغتراب في الثقافة العربية، ص : 37 ـ 38 .
[4] ـ محمود رجب، الاغتراب ،ص: 159 ـ 174 .
[5] ـ شاخت ، الاغتراب ،ص : 124 ـ 250 .
[6] ـ ينظر علي محمد يوسف ، سيسيولوجيا الاغتراب الإبداعي ، قراءة نقدية منهجية في فلسفة الاغتراب ، (الموصل :مطبعة الشارقة، 2006) ، ص: 53 ـ 60 . و كولن ولسون ، اللامنتمي ، ترجمة أنيس زكي حسن ،(بيروت : دار الأدب، 1983 ،) ط3 ، ص :27 ـ 209 .
[7] ـ رسول محمد رسول ، ندوة ادوارد سعيد ، مجلة فصول ، تصد عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2004 ، العدد 64،مصر ، ص :112
[8] ـ رسول محمد رسول ، التاريخ والسياسة والهوية ، المثقف والمنفي : ادوارد سعيد انموذجا ، ، مجلة فصول ، تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2004 ، العدد 64 ،مصر، ص: 155 ـ 159 .
[9] ـ ، رسول محمد رسول ، التاريخ والسياسة والهوية ، المثقف والمنفي : ادوارد سعيد أنموذجا ، ص: 159 .
[10] ـ ادوارد سعيد ، صور المثقف ، ، ترجمة غسان غصن ، ( بيروت : دار النهار، 1996 )، ص : 56 ـ 72 .
[11] ـ فاضل العزاوي ، ربع قرن في المنفي ،العربي ،مجلة العربي ، تصدرها وزارة الاعلام ، 2004 ، العدد 547، الكويت .
، ص: 62 ـ 63 .
- ( * *)ـ إن أسطورة يوليسيس أو عوليس مادة غنية وثرية وظفها الشعراء والأدباء كثيرا في كتابتهم فقد وظفها دانتي في كوميديا الإلهية في الدلالة على السفر ، وكذلك جيمس جويس في رواية عوليس للدلالة على الغربة والضياع ، ينظر دانتي الفيري ، الكوميديا الإلهية ، ، ترجمة كاظم جهاد ،(بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 2002.) ، ط1 ، ص: 54 ـ 55 .وينظر رواية جيمس جويس ، عوليس ، ( في جزئين)، ترجمة طه محمود طه ،( القاهرة : الدار العربية للطباعة والنشر ،1994 ) ، ط2 .
[12] ـ هوميروس ، الأوذيسة ، ، ترجمة عنبرة سلام الخالدي ،( بيروت : دار العلم للملايين ، 1983) ، ط1 ،ص : 5 ـ 8 .
[13] ــ دير الغصون قرية الشاعر في فلسطين المحتلة .
[14] ـ نضال القاسم ، احزان الفصول الأربعة ، ، مجموعة شعرية ، جاهزة للنشر قريبا ،( عمان : دار الاهلية للنشر والتوزيع ، عمان ، 2018) ، ص : 29 ــ31 .
[15] ـ نضال القاسم ، احزان الفصول الأربعة ، ص : 32 ــ33 .
[16] ـ نضال القاسم ، احزان الفصول الأربعة، ص : 34 ــ35 .
[17] ـ نضال القاسم ، احزان الفصول الأربعة، ص : 36 .