
نحو الاعتماد على منحى التكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي
كتوجه حديث في التربية الخاصة – تصور نظري لممارسة ميدانية
Towards adopting a multidisciplinary approach to autistic children
as a modern approach in special education – Conceptual perception of field practice
أ.رابح شليحي/جامعة الدكتور يحي فارس،المدية
Dr Rabeh Chlelihi /Yahia Fares Medea University
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 56 الصفحة 23.
Abstract:
Autistic people have the right to live and grow In the normal environment as much as possible, This of course ensures full and comprehensive guarantee for them, It is the so-called multi-disciplinary care for the autistic child, which stems from the child’s need to take care of him Educational and psychosocial and to ensure that care and treatment are available even to the family, school and specialized centers and their staff in various disciplines as well, The only way to overcome or contain this complex problem, and although the maintenance of this category in our country has reached a modest degree of social awareness and academic research, but there are still many shortcomings in other areas
It is out of the deep awareness of the need to ensure the inclusion of autistic children and their effective integration at the community and educational levels and ensure their access to various forms of support, treatment and psychological
From this point of view came the idea of relying on this trend as a modern guaranteed nursing to this category and if a significant proportion of their right to care and treatment, as this trend depends on the team multidisciplinary and from this point we wanted through this article to address this important issue that emerged There are several questions:
What is the multidisciplinary approach to autistic children? And how is it done? What is his role in care?
Keywords: multidisciplinary care, autistic children, a modern approach in special education.
ملخص:
للتوحديين حق في النمو في البيئة العادية بقدر الإمكان وهذا طبعا يضمن تكفل شامل وكامل لهم، وهو ما يسمى بالتكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي النابع من حاجة الطفل التوحدي للاهتمام به، تربويا ونفسيا وضمان رعاية وعلاج متسعين حتى ليشملا الاسرة، والمدرسة والمراكز المختصة والعاملين معهم بمختلف التخصصات ايضا، وهو السبيل الاوحد للتغلب أو احتواء هذه المشكلة المعقدة، وبالرغم من ان التكفل بهذه الفئة في بلادنا قد وصل الى درجة متواضعة من الوعي المجتمعي والتناول البحثي الاكاديمي إلا انه تبقى هناك نقائص كثيرة في مجالات اخرى، فمن منطلق الوعي العميق بضرورة التكفل بالأطفال التوحديين وإدماجهم الفاعل على المستويين المجتمعي والتربوي وضمان حصولهم على مختلف أشكال الدعم والعلاج والمواكبة النفسية، من هنا جاءت فكرة الاعتماد على هذا الاتجاه كمنحى تكفلي حديث يضمن لهذه الفئة ولو بنسبة معتبرة حقهم في الرعاية والعلاج، باعتبار ان هذا الاتجاه يعتمد على الفريق متعدد التخصصات ومن هذا المنطلق اردنا من خلال هذا المقال التطرق الى هذا الموضوع المهم الذي انبثقت منه عدة أسئلة:
ما هو منحى التكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي؟ وكيف يتم؟ وما هو دوره في الرعاية؟
الكلمات المفتاحية: منحى التكفل متعدد التخصصات، الطفل التوحدين، توجه حديث في التربية الخاصة.
مقدمة :
إن السعي للحصول على تكفل جيد ودقيق وشامل ومتكامل من ذوي الخبرة والمعرفة المهنية. باضطراب طيف التوحد الذي كما تم تسميته بناءا على ما جاء في الطبعة الخامسة للدليل الاحصائي يستدعي الاعتماد على الاحاطة الشاملة بمختلف جوانب الاضطراب النفسية منها والطبية والاجتماعية والنمائية… وتناولها عبر مراحل عدة من عملية التكفل متعدد التخصصات، الذي يعد التوجه الحديث في رعاية وعلاج التوحديين، والذي سنوضحه في هذا الموضوع بالإجابة على الاسئلة التالية:
ما هو منحى التكفل متعدد التخصصات بالطفل التوحدي ؟؟
ما علاقته بالفريق متعدد التخصصات ؟؟
وما هي آلية تنفيذه ؟؟
أولا: مقاربة مفاهيمية لمصطلحات البحث:
مفهوم التكفل:
قد يكون مصطلح التكفل يحمل نفس المعنى مع العديد من المصطلحات كالرعاية والتأهيل، لذلك سيكون اعتمادنا في هذا البحث على الجمع بين هذه المفاهيم وذلك في النقاط التي تشترك فيها فقط وفي التعريف التالي نجد ان التكفل يحمل نفس المدلول في بحثنا هذا
هو العملية الكلية التي تتضافر فيها جهود فريق من المتخصصين في مجالات مختلفة لمساعدة الشخص المعاق على تحقيق أقصى ما يمكن من التوافق في الحياة…[1]
ونقصد به في هذا البحث هو تلك الخدمات والانشطة الشاملة التي تقدم لكل طفل توحدي بحاجة إلى الرعاية بحكم حالته الصحية ودرجة إصابته بالاضطراب من الكشف والتشخيص الى الرعاية والعلاج. وهنا يصبح التكفل يحمل مدلول التأهيل في هذا البحث.
ولما كان التكفل متعدد التخصصات مرتبط بالعمل الجماعي أي ما يسمى بفريق العمل كان لزاما علينا التطرق الى التعريف بالفريق متعدد التخصصات. وقبل ذلك لا بد مت التطرق الى تناول طريقة العمل بأسلوب فريق العمل
فريق العمل: لقد أثبتت التجارب المختلفة ـ على صعيد الحكومات أو التجمعات والمؤسسات ـ أن فريق العمل هو أكمل صيغة لإنجاز الأعمال سواء السريعة والطارئة منها أو الجذرية الدائمة.. لذلك يتخذه الجميع أسلوباً ناجحاً في مختلف الأصعدة وهو ما يعبّر عنه في العرف الديبلوماسي الهيئة أو اللجنة وفي الاصطلاحات السياسية بالكتلة أو الجماعة أو الفريق
وفي الاصطلاح العسكري باللجنة المشتركة ويقيمون لها غرفة عمليات وحتى في المباريات الرياضية فان المجاميع تشكل فرقاً والفريق المتعاون اقدر على الفوز وكسب النتيجة ولعلّ من أبرز النقاط الجوهرية التي تشكّل فريق العمل ثلاثة:
1ـ الهدف المشترك.
2ـ المصلحة المشتركة.
3ـ المهام المشتركة.
ولا يمتنع أن تجتمع كلّها أو بعضه في تشكيل الفريق[2]
يعرفه هلال (1999) بأنه مجموعة من الافراد يشتركون في اداء عمل موحد، ويتحمل كل فرد منهم مسؤوليات ومهام جزئية معينة في هذا العمل، ويوجد بينهم نوع من التفاعل والتداخل لإنجازها، ولديهم التعاطف والانتماء اللذان يساعدانهم على سهولة الاداء…[3]
مفهوم فريق العمل متعدد التخصصات
لما كانت حاجات الأشخاص المعوقين متنوعة، فإن من المتعذر على أي اختصاصي بعينه أن يعمل على تلبيتها بشكل متكامل. وبوجه عام، كلما ازدادت شدة الاضطرابات صارت الحاجة إلى العمل الفريقي أكبر وعليه، فإن أحد أهم المبادئ التي تقوم عليها التربية الخاصة والتأهيل هو العمل بروح الفريق متعدد التخصصات، فالعمل الفريقي الذي يسهم كل عضو فيه بخبراته من شأنه أن يجعل الخدمات المقدمة أفضل، وفي بعض الدول، فإن القوانين تنص على ضرورة قيام فريق متعدد التخصصات بوضع البرامج التربوية والتأهيلية الفردية للأشخاص المعوقين. وبغض النظر عن التسميات التي تطلق على نماذج العمل الفريقي في التربية الخاصة والتأهيل، فالمقصود هو قيام مجموعة من الاختصاصيين يمثل كل منهم تخصصاً مختلفاً ذا علاقة بنمو المصابين بالاضطرابات وتعلمهم، بالإضافة إلى أولياء الأمور والأشخاص المعوقين أنفسهم إذا كانت ظروفهم تسمح بذلك، بالعمل معا لاتخاذ القرارات المناسبة حول طبيعة الخدمات اللازمة وآلية تقديمها. وغالبا ما يشارك في عضوية فرق العمل في التربية الخاصة والتأهيل اختصاصيون في مجالات التربية الخاصة، والعلاج الطبيعي، وعلم النفس، والعلاج الوظيفي، والإرشاد، والعلاج الترويحي، والعلاج النطقي، والطب، والتأهيل، والخدمة الاجتماعية[4]
مفهوم التكفل متعدد التخصصات:
نعني به في هذا البحث هو مجموع الخدمات والوسائل والاساليب والتسهيلات المتخصصة التي تهدف الى رعاية وتأهيل المصاب باضطراب طيف التوحد من جميع نواحي القصور والعجز
او هو عملية متعددة الابعاد والجوانب يتم فيها تقديم مختلف الخدمات والبرامج للطفل التوحدي كعملية الكشف والتشخيص والرعاية والعلاج. الذي يمس الجوانب الطبية والنفسية والتربوية والارطفونية والاجتماعية. والتي يشرف عليها فريق عمل متخصص ومتعدد التخصصات بصيغة تفاعلية، تكاملية.
يعد اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات التي ليس لها درجة واحدة وإنما درجات مختلفة تبدأ من البسيطة الى العمق والشدة، كما انه ليس نمطا واحدا وإنما هو انماطا كثيرة ومتنوعة واسبابه كثيرة ومختلفة من الصعب علينا تحديدها وضبطها، كما أن المهتمين بالتوحد ليس فئة واحدة، وانما فئات متعددة كالأطباء والنفسانيين والتربويين والارطفونيين وعلماء الاجتماع بالإضافة الى مشاركة الاسر باعتبارها المسؤول الاول عن رعاية الطفل التوحدي، لذلك فعملية التكفل بهذا الاضطراب امر يستدعي الاهتمام بالعديد من الجوانب والتركيز عليها كضرورة الكشف عنه مبكرا وفهمنا لطبيعة الأسباب المسببة له، وآلية تشخيصه، وأعراضه، وكيفية التعامل معه من خلال انجح طرق التشخيص والرعاية والعلاج.
والتكفّل بهذه الفئة مطروح بحدّة في الجزائر التي تحصي 80 ألف طفل مصاب بالتوحّد، هذا في سنة 2012 هذا وبالرغم من أنه لا توجد احصائيات دقيقة وفعلية تقوم على اسس علمية – التشخيص الدقيق-لإعطاء هذا الحكم، فكلما كان اكتشاف الاصابة مبكّرا كلما كان ضمانّا وتطوّرا حسنا للطفل واندماجا جيدا له بالمجتمع، في ظل استحالة الشفاء التام من الاضطراب. أما عن العلاج، فيجب تضافر جهود المختصين في العديد من التخصصات لضمان متابعة علاج ناجع لهذه الفئة، والمتمثّل في تنشيط الطفل وتعليمه ورعايته الشاملة، لذلك في عملية التكفل بالمصابين بهذا الاضطراب يتطلب ويستدعي الامر حتميا الاعتماد على منحى أو اتجاه حديث في التربية الخاصة أو في مجال التكفل بالتوحديين وهو منحى التكفل متعدد التخصصات الذي يعتمد فيه على عمل الفريق الذي يشرف على تنفيذه وذلك باحتواء الطفل التوحدي من جميع نواحي القصور والعجز التي يظهرها، وهذا يتطلب المشاركة الجماعية للفريق المشرف أو فريق متعدد التخصصات[5]
ثانيا: منحى التكفل متعدد التخصصات بالطفل التوحدي:
هو تلك العملية الشاملة متعددة الاوجه والابعاد التي يتبعها الفريق متعدد التخصصات لاستخدام مجمل الاجراءات والتدخلات الاسرية والطبية والنفسية والتربوية والارطفونية والاجتماعية مجتمعة ومتكاملة فيما بينها بهدف مساعدة الطفل التوحدي على التخفيف من حدة أعراضه أو رعايته أو حتى علاجه إن سنحت الفرصة لذلك، وبالتالي ضمان اندماجه في المجتمع، وهو نوعان:
- التكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي خارج المراكز:
في هذا النوع من التكفل بالطفل التوحدي يكون الفريق المشرف أو القائم على عملية التكفل وتقديم الخدمات يكون متعدد التخصصات، ولكن ليس من مؤسسة أو مركز واحد وإنما تشترك كثير من المؤسسات جميعا لتقديم الخدمات والرعاية ومنها المؤسسات الاجتماعية والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية ولكن تختلف في ما بينها بنوع الخدمات التي تقدمها.
- التكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي داخل المراكز:
أما في هذا النوع من التكفل وتقديم الخدمات الذي يتم في المراكز وتحت إشراف فريق متعدد التخصصات، فإنه يكون لكل مركز فريق عمل يمارس مهامه في إطار نوع من التفاعل والتكاملية، وهذا هو التكفل قيد الدراسة والذي يمثل منحى أو توجه حديث في مجال التربية الخاصة بصفة عامة وفي مجال رعاية التوحديين بصفة أخص، وفيه يتم التكفل في مجالات متعددة كالتكفل الطبي والنفسي والاجتماعي والارطفوني والتربوي… الخ عبر مجموعة من المراحل.[6]
ثالثا: مراحل تطبيق منحى التكفل متعدد التخصصات بالطفل التوحدي:
المرحلة الأولى (مرحلة الكشف المبكر والتشخيص متعدد الابعاد (الأوجه):
وتمر هذه المرحلة بمجموعة من الخطوات العملية والخدماتية والتي نوضحها فيما يلي:
- الاكتشاف المبكر للاضطراب:
في هذه المرحلة يكون للأسرة دور كبير وفاعل في الكشف عن الطفل من ذوي الحاجات الخاصة بصفة عامة، وطفل التوحد بصفة خاصة، فالوالدين هم الأكثر قدرة على اكتشاف حالة طفلهم كما تعد مرحلة أولى تتوارد فيها الشكوك حول الاختلافات المتباينة في تطور الطفل مقارنةً بالآخرين. نجد أن الأهل يلاحظوا ويكتشفوا أن طفلهم لا يمر بمراحل النمو الطبيعية وهناك علامات استفهام كثيرة عنه، وتبدأ رحلة البحث. لذلك تعتبر الاسرة هي العضو الاول من الفريق متعدد التخصصات الذي يقوم بالإشراف على عملية الكشف المبكر للاضطراب في هذه المرحلة، ولتتم عملية الاكتشاف المبكر من طرف الاسر لا بد من توفر مجموعة من الخدمات والتي تساعد أسر الاطفال التوحديين على اكتشاف الاصابة مبكرا وتتمثل هذه الخدمات فيما يلي:
بما أن الاسرة تؤثر على النمو النفسي للطفل (السوي وغير السوي) وتؤثر في تكوين شخصيته وظيفيا وديناميا فهي تؤثر في نموه الجسمي ونموه العقلي والاجتماعي والانفعالي فالأسرة المثقفة الواعية تعتبر ارضا خصبة للنمو السوي…[7] لهذا فالإرشاد الاسري يعد من الاساليب المهمة في اكتشاف الاصابة باضطراب طيف التوحد وفي المشاركة في رعايتهم
إن الكشف المبكر عن الطفل الذي يعاني من أحد الاضطرابات كاضطراب طيف التوحد مثلا وسرعة عرضه على المتخصصين يسهم في تحديد الحالة ومدى شدتها وتداعياتها المستقبلية، وبالتالي وضع البرامج التربوية والوقائية والعلاجية في الوقت المناسب، حيث يعتبر دور الأسرة في هذه المرحلة أساسياً في التعرف على الطفل التوحدي، فالأسرة هي التي تقضي أكبر وقت مع الطفل وهي التي تراقب وتلاحظ على الأغلب وجود أي مشكلة أو تطورات على سلوكه، وهي التي تنقل المعلومات والملاحظات عن جوانبه غير العادية، والوالدين هما أول من يتلقى الصدمة والمفاجأة بعد مرحلة التشخيص، ويعيشان مراحل الرفض والانكار للحالة والتنقل من طبيب إلى آخر إلى أن يصل الأمر بهم لتقبل الحالة والبحث عن البرامج التربوية والعلاجية المناسبة، لذلك فهم يلعبون دوراً كبيراً في الكشف المبكر و كذا الرعاية والعلاج[8] وتقوم الأسرة بمساعدة الاختصاصيين على فهم العديد من جوانب الضعف أو القوة لدى الطفل، والتي لا تظهر عادة في أماكن الملاحظة والفحص مثل العيادة أو المركز، بل تظهر لدى الأسرة فقط لأن الطفل لا يقوم بها إلا في المنزل، لذلك تأتي هنا أهمية المشاركة الفاعلة للوادين منذ عملية التشخيص الأولى حتى صياغة البرامج التربوية وتطبيقها وتقييمها. ويجب أن تكون الأسرة أحد أهم أعضاء فريق العمل فلديها من المعلومات التي تؤهل أفرادها من الناحية العملية لأخذ دور هام في اختيار الأهداف وتحديد الأولويات، ومتابعة التدريب وتسجيل التقدم الذي يطرأ على طفلهم في المنزل، وتدريبه على تعميم المهارات التي تعلمها في المدرسة، أو المركز ونقلها للمنزل.
حيث تسبق عملية الاكتشاف المبكر للإعاقة عملية التدخل المبكر حيث يتوقف التدخل المبكر علي الاكتشاف المبكر للإعاقة. لذلك يعد الاكتشاف المبكر للإعاقة عاملا حيويا للتدخل المبكر الذي يكتسب أهمية خاصة كما سنذكر فيما بعد حيث لا يمكننا التدخل قبل إحساسنا بوجود مشكلة لدى الطفل. ويكتسي الاكتشاف المبكر لاضطراب التوحد أهمية كبيرة تتمثل في:
- الوقاية في حالات الأسباب الوراثية. – تحديد نوع الاضطراب ودرجته. – تخطيط البرامج الصحية والنفسية والتربوية والاجتماعية. – توفير الوقت والجهد والنفقات. – توجيه الطفل إلي المؤسسات أو المراكز التربوية المناسبة. – تعاون المؤسسات التي تقدم الخدمات للأفراد المعوقين وتفعيل تكامل الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات
- ويعد تأخر المتخصصون في الاكتشاف المبكر لاضطراب التوحد من أكبر المشاكل والتحديات التي يواجهها هذا
- الاضطراب والمهتمين به. ومن أسبابه – اسباب تأخر الكشف المبكر-ما يلي:
- قلة الوعي بالإعاقة ومظاهرها وعدم اهتمام وسائل الإعلام بتوضيح الأسباب التي يمكن ان تؤدي إلي حدوث الإعاقة. – خجل بعض أولياء الأمور من الاعتراف بإعاقة طفل من أطفالهم. – نقص أعداد المتخصصين في مجال التربية الخاصة. – قلة انتشار الموضوعات الخاصة بالمعوقين الموجودة بالبرامج التعليمية لإعداد الكوادر الفنية في مختلف المجالات. – قلة وجود المؤسسات والمراكز التي تهتم بالأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد .
– عدم التنسيق بين الجهات المعنية بشؤون المعاقين. – العزلة والإقامة بمناطق نائية. – عدم اشتمال بيانات الإحصاء العام للسكان علي بنود وافية ودقيقة خاصة بحالات الإعاقة[9]
- إن الأسرة لها دور مهم في الكشف المبكر عن الإضطراب لكونها الاقرب للقيام بمثل هذا الدور وذلك لأنها هي المسؤولة على:
- الحفاظ على طفلها من التعرض لبعض الأمراض في مراحل نموه الأولى.
- ملاحظة تطور طفلها عبر الايام والشهور والسنوات وغيرها.
ويستطيع الأولياء أن يلعبوا دورا فاعلا في الكشف المبكر بالرغم انه ليس بالأمر السهل خاصة اذا كانت الاعاقة غير ظاهره كما هو الحال عند التوحديين وإن ملازمة الوالدين للطفل لفترة طويلة يضع امرا امام ناظر الاسرة وهو اكتشاف التغيرات الغير عادية في الطفل، ومع الاكتشاف المبكر للطفل المعاق تساعد الأسرة في ملاحظة تغيرات الطفل المعاق. وما تزايد الاهتمام بأسر الاطفال المعوقين هو إدراك الاخصائيين لأهمية الدور الذي تقوم به الأسرة وتلعبه في الوقاية من الاعاقة , ولقد أضحت إحدى الغايات الرئيسية التي تتوخى مراكز التربية الخاصة والتأهيل تحقيقها تتمثل بتدريب أسرة الفرد المعاق ليتسنى لها المشاركة مع الاخصائيين لتهيئة الظروف المناسبة للطفل المعاق ونموا سليما في جميع النواحي النفسية واللغوية وغيرها. وعند اكتشاف الاعاقة مبكرا من قبل الأسرة تسعى الأسرة الى ايجاد سبل الوقاية من الاعاقة وذلك يعتمد على طرق وبرامج الوقاية من الإعاقة على مدى إدراكنا وتفهمنا للعوامل المسببة وكيفية حدوثها وآثارها الجسمية والنفسية والعقلية وعلى تفاعل كل عامل منها مع غيره من العوامل والوقاية ليس مجرد منع حدوث العامل المسبب بل يجب الحيلولة دون حدوث القصور الوظيفي والتخفيف منه وبالتالي منع تطور الحالة إلى درجة العجز أو الاعاقة والتخفيف من شدتها ودرجتها وآثارها وانعكاساتها الاجتماعية وتقع مسؤولية الكشف المبكر للإصابة باضطراب طيف التوحد عموما للأسرة ومعلمات رياض الأطفال والأطباء
- التشخيص متعدد الابعاد (الأوجه)أو التكاملي:
إن الخطأ في تشخيص التوحد من الأمور الواردة نظرا ً لتعقيد هذا الاضطراب، وقلة عدد الأشخاص المؤهلين لتشخيصه بشكل علمي ومهني صحيح، و يحتاج تشخيص هذه الإعاقة إلى ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل و مهارات التواصل لديه , ومقارنتها بالمستويات الطبيعية المعتادة من النمو والتطور، ومن هنا تتشكل ضرورة وجود فريق متعدد التخصصات العلمية ليتم التشخيص بشكل دقيق وسليم، ويضم هذا الفريق أخصائي في الأعصاب، أخصائي نفسي، أخصائي لغة وأمراض نطق، أخصائي تربية خاصة، أخصائي اجتماعي، أخصائي علاج وظيفي، طبيب أطفال، والتشخيص هي العملية الأساسية لمعرفة التوحد ومن ثم يمكن إجراء التدخل العلاجي المبكر، أما أدوات التشخيص ما زالت قاصرة وغير قادرة على التشخيص الكامل وخصوصاً في الوقت المبكر. هنا لا بد من التأكيد على أن التشخيص لا يتم لمجرد شكوى الأهل من أن الطفل يعاني من مشكلة التواصل أو أن الطفل لديه صعوبات في التعامل الاجتماعي أو عدم القدرة على الإبداع، فهناك أسباب متعددة لذلك، ولكن لا بد من وجود قصور في كل الجوانب الثلاثة بدرجة معينة.
ومهما كانت ثقافة الوالدين ودرجة تعليمهم، فإن ملاحظة التغيرات في الطفل تكون مختلفة ومتنوعة، كما أن الثقافة العلمية والعملية عن التوحد لدى الأطباء غير المتخصصين قاصرة، لذلك فإنه من الملاحظ ومن تجارب عائلات أطفال التوحد أن الوصول إلى التشخيص كانت رحلة قاسية صعبة ومؤلمة، وكانت هناك اختلافات قبل الوصول إلى التشخيص، وهنا لابد من التركيز على أن التشخيص مسألة صعبة وخصوصاً في المراحل الأولى ولوجود اختلافات في الأعراض، ويجب أخذ التشخيص فقط من متخصصين لديهم الخبرة والدراية التامة عن تلك النوعية من الحالات.فالصعوبة لا تقتصر فقط على رحلة الوصول الى عملية التشخيص بل تتعدى وتبدأ المعاناة الحقيقية مع بداية عملية التشخيص التي تتطلب خبرة ووعي كبيرين بالاضطراب وما يحيط به، ولعل هذا الأمر يعد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً، وخاصة في الدول العربية، حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد، مما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص، أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، مما يؤدي إلى تعقد امور الحالة فتؤدي الى صعوبة تقديم الرعاية والتدخل العلاجي في أوقات لاحقة، كما أن الاتجاهات الحديثة في عملية القياس والتشخيص لذوي الإعاقة. تتطلب ضرورة التقييم الشامل والتشخيص التكاملي أو متعدد الأبعاد في تحديد الاضطراب، وعلى عدم الاعتماد على اختبارات الذكاء وحدها في التقييم، بحيث يغطي التشخيص التكاملي النواحي والجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية وبذلك يكون التشخيص شاملا لكل مظاهر الاضطراب.[10]
كما تعتبر عملية تشخيص التوحد الأساس في الحكم على الاطفال على أن لديهم توحد، وعملية التشخيص ليست بالعملية السهلة للحكم على الطفل ومن هنا لا بد من مراعاة ما يلي قبل عملية التشخيص:
- أن يقوم بعملية التشخيص أفراد لديهم المعرفة والخبرة في استخدام الاداة المناسبة والمعرفة بحالة التوحد.
- أن تتم عملية التشخيص من خلال فريق تشخيص متعدد التخصصات
- أن تشمل عملية التشخيص مجالات نمائية ووظيفية متعددة أي يجب أن يكون التشخيص تكاملي متعدد والابعاد وكذلك يشترط أن يكون متعدد المستويات كما ورد في الطبعة الخامسة من الدليل الإحصائي للاضطرابات DSM5 [11]
فيتم تنفيذ تقييم شامل متعدد التخصصات للأطفال الذين دلت نتائج الكشف المبكر لهم بأن لديهم احتمالية عالية للإصابة بالتوحد. يتم في هذه الخطوة العمل على قياس وتشخيص أكبر قدر ممكن من المجالات النمائية الوظيفية لدى الطفل. وذلك بالاعتماد على التشخيص التكاملي الذي يشمل الجوانب التالية:
- التشخيص الطبي:
يهدف الى اجراء جملة من الفحوصات الطبية والتي تهدف الى فهم حالة الطفل بصورة أوضح وتأكيد اعطاء تشخيص دقيق للتوحد. ويمكن اجراء الفحوصات التالية:
الفحوصات الخاصة بالسمع وآلية عمل الأذن، وكذلك فحوصات البصر للتأكد من سلامتها.صور الدماغ المقطعية وصور الرنين المغناطيسي للتأكد من بنية الدماغ. بالإضافة الى الفحوصات الخاصة بسلامة آلية التمثيل الغذائي وعمليات الأيض وكذلك مدى فاعلية جهاز المناعة للتأكد من عدم وجود أية مشكلات فيها أو أي نوع من أنواع الحساسية لدى الطفل. وكذلك الفحوصات المخبرية كفحص البول والدم والبراز.
- التشخيص النمائي: ويهدف هذا النوع من التشخيص الى:
- تقييم المظاهر النمائية للطفل سواء كانت المهارات السابقة أو الحالية.
- التعرف الى مدى وجود حالة من التأخر النمائي عن النمو الطبيعي أم لا.
- وصف الطفل على هيئة جملة من نقاط القوة والضعف وفقا لجملة من الأعمار النمائية والزمنية.
- تقييم مختلف المجالات النمائية كالمجال الاجتماعي ومجال التواصل بشقيه اللفظي وغير اللفظي والمجال الانفعالي والوجداني والمجال المعرفي والمجال الحركي ومجال المهارات الاستقلالية والعناية بالذات. وتتم عملية التقييم أو التشخيص النمائي بتوظيف ما يلي:
- دراسة الحالة.
- الأدوات والمقاييس النمائية.[12]
- التشخيص النفسي: وفيه يقوم الاخصائي النفسي باستخدام ادوات قياسية لتقييم حالة الطفل من حيث الوظائف المعرفية والادراكية والانفعالية… كما أن له دور أساسي في التقويم فيما يتعلق بجميع مجالات التطور وإدارة السلوك
ويتم ذلك من خلال اجراء الاختبارات النفسية، واجراء المقابلات مع الآباء من اجل التوصل الى التشخيص المناسب وتحديد مستوى الاداء
- التشخيص الأرطفوني (النطق والتخاطب): وفيه يقوم الاخصائي الارطفوني أو كما يسمى بــ أخصائي تخاطب بالتعامل مع صعوبات النطق ومصاعب البلع ومشكلات الحبال الصوتية وما الى ذلك، بالإضافة الى تقويم وعلاج التأخر اللغوي بشكل عام. وتطبيق بعض البرامج التي تهدف الى تنمية مهارات التواصل كبرنامج بيكس والبورد ميكر…
- التشخيص التربوي: يمكن القيام بالتقييم التربوي من خلال استخدام التقييم الرسمي استخدام ادوات قياسية والتقييم غير الرسمي باستخدام الملاحظة بالاستخدام المباشر ومناقشة الوالدين والغرض من هذا التقييم هو تقدير قدرات الطفل في مهارات قبل الاكاديمية، ومهارات القراءة والحساب ومهارات الحياة اليومية كالأكل واللبس ودخول الحمام، تقييم اساليب التعلم ومشكلاتها وطرق حل هذه المشكلات.
- التشخيص الاجتماعي: ويتولى هذه العملية أخصائي اجتماعي مسؤوليته مقابلة الوالدين وجمع تقارير الفحوصات الطبية والنفسية والحصول على المعلومات عن مراحل تطور الطفل التوحدي وتاريخه الصحي والتعليمي إن وجد من الوالدين، ويقوم كذلك بكتابة تقرير يوضح من خلاله جميع المعلومات التي تم الحصول عليها واستنتاجها[13]
- ضوابط التشخيص متعدد التخصصات وفريق العمل:
هناك عدد من الاعتبارات والضوابط المتعلقة بتشخيص وقياس التوحد التي يتوجب على المشخص مراعاتها في عملية التشخيص متعدد التخصصات وهي على النحو التالي:
- يجب الاعتماد على أكثر من تخصص لإجراء تلك المهمة، من خلال فريق تشخيص متعدد التخصصات
- ان تشتمل اجراءات التشخيص للأطفال التوحديين على مجالات نمائية ووظيفية متعددة…
- يجب تبني النموذج الإنمائي في القياس والتشخيص حيث تفسر الدرجات المحصل عليها في ضوء مستواهم النمائي الادراكي، من اجل الحصول على تفسير وظيفي واقعي
- أن يتم استخدام أفضل وسائل التشخيص والقياس للأداء الوظيفي للطفل التوحدي
- ان تشترك أسرة الطفل التوحدي في اجراءات تشخيص وتقييم طفلها وأن يتم دعمها وتشجيعها لملاحظة الطفل وتقييمه جنبا الى جنب مع المهنيين المختصين
- أن يشتمل التقرير النهائي للتشخيص والتقييم على النتائج التي توصل اليها كل عضو من أعضاء فريق التشخيص المتعدد التخصصات بتفاصيلها.
- أن يبقى التواصل والمباشرة المستمرة بين أعضاء فريق التشخيص متعدد الابعاد[14]
أما التوجه الحديث في عملية التشخيص المستمدة من التكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي فهو:
- التشخيص متعدد المستويات:( Multi-level Diagnostic Process)
يقوم على تطبيق عملية القياس والتشخيص فريق متعدد التخصصات يهتم بجمع العديد من المعلومات التشخيصية من مصادر مختلفة وبالتحديد. فإن الطبعة الخامسة من الدليل الإحصائي (DSM V) قد اهتمت بضرورة تشخيص الأطفال قيد عملية تشخيص تشخيصا دقيقا ومتعدد المستويات وذلك وفقا للمستويات الثلاثة التالية:
- المستوى الأول المحكات التشخيصية: يتضمن المستوى الأول من عملية التشخيص التأكد من مدى انطباق معايير (محكات) التشخيص والتي تتضمن جملة من الأعراض السلوكية الموزعة على بعدين بدلا من( ثلاثة أبعاد) أساسيين هما: 1/ بعد التواصل والتفاعل الاجتماعي و2/ بعد السلوكيات النمطية والاهتمامات الضيقة والمحدودة، حيث تشترط المعايير الجديدة انطباق الأعراض التشخيصية الثلاثة ضمن بعد التواصل والتفاعل الاجتماعي وانطباق اثنين على الأقل من الأعراض التشخيصية ضمن بعد السلوكيات النمطية، ليكون بذلك مجموع الأعراض التي تؤدي بانطباقها إلى تشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد هو خمسة أعراض من أصل سبعة متضمنة في المعايير التشخيصية (انظر النسخة الخامسة من dsm5)، كما أن المعايير التشخيصية في هذا المستوى لا تشترط مدى عمريا محددا لظهور الأعراض التشخيصية، وإنما تشترط ظهور هذه الأعراض أو اكتمال ظهورها خلال مرحلة الطفولة المبكرة (عمر8 سنوات). كما وأن هذه المعايير تشترط احتساب الأعراض السلوكية التي ظهرت سابقا ومن ثم اختفت لاحقا ولا تظهر لدى الطفل قيد التشخيص حاليا ضمن محكات تشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد وبالإضافة لما سبق، فإن المعايير التشخيصية في هذا المستوى تشترط وجوب تأثر أداء الفرد الوظيفي اليومي بفعل تلك الأعراض السلوكية لتكون بذلك معيقة لتفاعله اليومي المستقل. كما أنها لا تنفي مصاحبة الاضطراب للإعاقة العقلية إلا أنها تشترط أن لا تكون الأعراض السلوكية التشخيصية ناتجة عنها بل مصاحبة لها (أي وجودهما معا ضمن الفرد).(DSM V, 2013299.00 (F84.0)) وأخيرا، فإن المعايير التشخيصية توضح أن انطباق الأعراض السلوكية في البعد الأول فقط دون انطباقها في البعد الثاني يجعل الطفل قيد عملية التشخيص مؤهلا لأن يتم تشخيصه بفئة جديدة هي فئة. اضطراب التواصل الاجتماعي.
- المستوى الثاني محكات التحديد: توجب المعايير التشخيصية للطبعة الخامسة من الدليل في مستواها الثاني على الفاحصين ضرورة تحديد ما إذا كان الاضطراب مصحوبا باضطرابات أخرى مصاحبة له دون أن تكون هي المسببة لظهور الأعراض السلوكية التي استخدمت لتشخيص اضطراب طيف التوحد كما أن المعايير الجديدة تشترط في المشخص المعرفة التامة بالمحكات والمعايير التشخيصية الخاصة بهذه الفئات المتقاطعة كما وردت في الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي.[15]
ج- المستوى الثالث محكات تحديد مستوى الشدة:تهتم المعايير التشخيصية الواردة في dsm5 بعملية الربط ما بين التشخيص واتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بتحديد مستوى شدة الدعم المراد تقديمه للطفل المشخص باضطراب طيف التوحد
وفقا لمستوى شدة الأعراض السلوكية لديه. وتقسم المعايير التشخيصية مستوى الشدة إلى ثلاثة مستويات يقل فيها مستوى الدعم المراد تقديمه تدريجيا بانخفاض مستوى شدة الأعراض. وعليه فإن جمعية أطباء النفس العيادين الأمريكية وهي الجهة المسؤولة عن إصدار الدليل التشخيصي،وقد أعدت مقياس لتحديد مستوى تأثير شدة الأعراض على أداء الطفل اليومي ومستوى الدعم المراد تقديمه (انظر النسخة الخامسة من dsm5)[16] والذي يوجب على الفاحصين تعبئته مباشرة أثناء جلسة التشخيص كما أن هذا المقياس يمكن استخدامه لاحقا لتحديد مدى التقدم الحاصل لدى الطفل في مستوى شدة الأعراض كنتيجة لتقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية
المرحلة الثانية (مرحلة تقديم الرعاية والخدمات العلاجية ):
وتبقى دائما تقديم الرعاية والخدمات العلاجية في إطار متعدد التخصصات وبالتالي فالمسؤول الأول في الفريق على تقديم الرعاية هو الاسرة باعتبارها البيئة الأولى التي يظهر فيها الاضطراب.كما يحتاج التدخل العلاجي للتوحد الى فريق عمل كبير لتطبيق البرنامج كاملا ويشمل فريق العمل فى المقام الأول:
– الاسرة والمحيطين بالطفل فالفهم الواعي والتعاون الجيد مع الأخصائيين ضروري لصالح الطفل والأسرة.
– الطبيب النفسي أو طبيب الأطفال.
– مركز متخصص لعلاج التوحد حيث يوجد الأخصائي النفسي، والأخصائي الاجتماعي، أخصائي التخاطب، أخصائي العلاج الوظيفي وتنمية الحواس، أخصائي التربية الخاصة والتعليم الأكاديمي وما قبل الاكاديمي، أخصائي التربية.
الرياضية المعدلة، الفنون والتأهيل المهني، أخصائي النفس حركي، والسيكو دراما، أخصائي التغذية العلاجية، وغيرهم، فريق عمل متكامل يطبق برنامج مصمم فرديا واحد لواحد بشكل مستمر في بيئة منظمة لعدد ساعات تتراوح من25 الى40ساعة أسبوعيا مع استخدام وسائل تعليمية مبسطة ومتنوعة ومتدرجة الصعوبة حيث يجب أن يشتمل البرنامج في المقام الأول على: تعديل السلوك، تنمية القدرات والمهارات، تخاطب، تنمية مهارات التواصل، تنمية مهارات رعاية الذات والاعتماد على النفس اللعب التفاعلي والتفاعل الاجتماعي، الفنون من رسم وموسيقى الاعداد والتأهيل المهني، الرياضة البدنية المعدلة وبرنامج تنمية الحواس والعلاج الوظيفي، النفس حركي والسيكو دراما، الرحلات والترفيه، الدمج المجتمعي والدراسي، تغذية علاجية مساعدة، الارشاد الاسرى الذى هو حجر الزاوية في العلاج [17]
1-الرعاية الاسرية للطفل التوحدي:
أثبتت الدراسات الحديثة أن التدخل المبكر مع الاطفال التوحديين يعطي نتائج ملموسة وواضحة في تقدم وتطور
قدراتهم الخاصة… كما انه يسهم في توفير العديد من الخدمات التربوية، بالإضافة الى أن برامج التدخل المبكر تسهم في تدريب الطفل التوحدي على الاستقلالية الفردية وتنمية قدرته على التمييز بين الاشياء. لذلك فإن رعاية الاسرة للطفل
التوحدي، وحنان وعطف الوالدية يمثلان الجهد الاساسي في نجاح برامج رعاية الاطفال التوحديين ويمكن تحديد دور
الاسرة في رعاية الطفل التوحدي فيما يلي:
- الكشف المبكر للاضطراب من خلال ملاحظة اعراض الاضطراب على الطفل
- التحدث معه مطولا لتنمية التواصل اللفظي وغير اللفظي
- منع حدوث السلوكيات غير السوية كالعزلة، ايذاء الذات وذلك بمعرفة الاسباب والعمل على إزالتها
- تكليفه بمهام منزلية بسيطة كالمهارات الاستقلالية
- المساهمة في تطبيق البرامج العلاجية مع المختصين…[18]
كما أن تفهم الاسرة يقود الى التقبل، والتقبل يقود الى بذل الاسرة مزيد من الجهود في تربية ولدها وتدريبه. وعمل الوالدين في البيت مع طفلهم التوحدي كجزء من البرنامج العلاجي يدعم ما يقوم به المدرب العلاجي ويعجل بتحسن الطفل، ويؤكد العلماء الى اهمية الاسرة واثرها العميق في ارتقاء شخصية الطفل التوحدي، وعلى أهمية دور كل فرد من أفراد الاسرة في عملية النمو النفسي و الاجتماعي والعقلي للطفل خاصة في سنواته الأولى كما أن الاخوة يلعبوا دورا كبيرا في تدريب اخوتهم التوحديين على التفاعل الاجتماعي وعلى الحوار وهذا كله من خلال العمل الارشادي للأسرة [19]
الذي يستهدف التثقيف والتوعية لأسر التوحديين، والغرض من اشراك اسر التوحديين في عملية التدريب هو تمكنهم من مواصلة تدريبهم بمنازلهم، حيث يحتاج التوحدي الى رعاية مستمرة ومساعدة دائمة في إطار تكامل البرامج العلاجية بين افراد فريق متعدد التخصصات وهذا تدعيما للاتجاه الحديث في التكفل وهو منحى التكفل متعدد التخصصات بالطفل التوحدي.
2-العلاجات الطبية:
شاع في الدوائر الطبية سحر هرمون السكرتين الذي يفرزه الجهاز الهضمي في عملية الهضم واستخدم الدواء المصنع منه بأقبال مذهل رغم تكلفته العالية. ولكن هل ينصح باستخدام السكرتين؟ في الحقيقة ليس هناك اجابة قاطعة بنعم او لا، لانه في النهاية لااحد يشعر بمعاناة اباء الاطفال التوحديين مثلما يشعرون هم بها، وهناك رأيان حول استخدام السكرتين لعلاج التوحد،هناك الرأي المبني على اساس اقوال بعض الاباء الامريكان الذين استخدموه ووجدوا تحسنا ملحوظا في سلوك اطفالهم، ويشجع عدد قليل من الباحثين في مجال التوحد على استخدام مثل هذا العلاج،وهناك اراء بعض العلماء الذين يشككون في فاعلية هذا الهرمون ولعل اخر دراسة حول هذا كانت تلك التي نشرت في مجلة Medicale new england
والتي لم تجد اثرا ايجابيا للسكرتين، بل هناك بعض العلماء الذين يحذرون من استخدامه واحتمال ظهور
مضاعفات او اعراض جانبية له وخاصة وانه لم تجرى عليه البحوث الميدانية على الحيوانات اولا ثم على الانسان التي
تحتم قوانين مراقبة انتاج العقاقير الامريكية اجرائها قبل ان يصرح باستخدامه. ان الجدل مازال مستمرا خاصة مع وجود روايات من قبل بعض الاباء حول تحسن سلوك ابنائهم فضلا عن وجود بعض الدراسات التي تؤيد استخدام السكرتين لكنها لم تنشر بعد في المجلات العلمية المعروفة. واستخدمت المضادات الحيوية كأسلوب لعلاج اطفال التوحد فقد اجريت الدكتورة Mehl madrena في نيويورك دراسة على اربعة اطفال من القوقاز الذين كانوا يعانون من الاسهال الشديد في عمر ( 18 ) شهر وبعد اعطائهم كورسا من المضادات الحيوية Vancoycin ولمدة عشرة ايام لوحظ اختفاء الدم والقيح من الاسهال. واستخدم مع الاطفال برنامج متكامل من التربية الخاصة والعلاج الكلامي ولعب الادوار فضلا عن الحمية الخاصة واستخدام الفيتامينات ولمدة 24 اسبوعا فوجد ان هناك تحسنا واضحا في سلوك الاطفال فاصبح الاطفال هادئون وازداد محصولهم اللغوي فضلا عن النجاح في تدريبهم على استخدام التواليت كما كان هناك تطورا في مستوى ادراك الطفل وفهمه للبيئة، المحيطة به والمثابرة في اداء الانشطة وانخفاض السلوك التكراري الذاتي واستخدمت بعض العقاقير للتقليل من الاعراض السلوكية المضطربة مثل فرط الحركة والالية الحركية والانسحاب والتململ وسرعة الاستثارة وتقلب الوجدان من اهمها الهالوبيريدول وعقار Fenfluramine الذي يقلل معدل السيروتونين بالدم وهو فعال في قليل من اطفال التوحد وعقار Naltreyane Trexan. المضاد للافيونات وهو يجرب حاليا في اقفال الافيونات الداخلية لتقليل التوحد. ويستخدم الليثيوم في تقليل العدوان وايذاء النفس[20]
3-العلاجات النفسية للطفل التوحدي:
وتهدف الى تطوير علاقة الطفل التوحدي مع محيطه وتتضمن نوعان علاج تحليلي وعلاج نفسي يسلح الطفل بالاستراتيجيات الادراكية التي تساعده على فهم احاسيسه والسيطرة على انفعالاته ومخاوفه، ويقوم بالإشراف على هذا النوع من الخدمة إخصائي نفساني عيادي مؤهل لممارسة مهامه في إطار التكفل متعدد التخصصات، حيث يكون أحد اعضاء الفريق متعدد التخصصات .
- الطرق التربوية لعلاج التوحد:
التدخل التربوي مكون من تدخل فردي مع الطفل وأوقات لنشاطات جماعية بالإجمال تندرج في إطار نشاطات الحياة اليومية، وهي عبارة عن مجموعة من البرامج التربوية كبرنامج تيتش ولوفاس الهادفة الى تعديل سلوك الطفل التوحدي[21] .
- التدخل العلاجي الارطفوني:
ويتناول العلاج التواصلي الذي يهدف الى تأمين جو من السكينة والاستعداد والمبادلة تشجعه على اكتشاف محيطه، وعلى التقليد والتواصل مع الاخر. ويستفيد الطفل من العلاج الفردي كما يمكن أن يجتمع مع باقي الاطفال للمشاركة في نشاطات تعليمية وأخرى من الحياة اليومية، ويشرف على هذا النوع من التدخل أخصائي أرطفوني – لغة وتخاطب- وهناك برامج تستخدم كبرنامج بيكس للتواصل ويتم في هذا البرنامج إستخدام الصور كبديل عن الكلام ولذلك فهو مناسب للشخص الذاتوى الذي يعانى من عجز لغوي حيث يتم بدء التواصل عن طريق تبادل صور تُمثل ما يرغب فيه مع الشخص الآخر (الأب , ألام، المدرس ) حيت ينبغي علي هذا الآخر أن يتجاوب مع الطفل و يُساعده علي تنفيذ رغباته ويستخدم الطفل في هذا البرنامج رموزاً أو صوراً وظيفية رمزية في التواصل ( طفل يأكل , يشرب، يقضي حاجته، يقرأ، في سوبر ماركت، يركب سيارة[22] .
- الخدمات الاجتماعية للطفل التوحدي:
ويقوم بتقديم هذه الخدمات قسم البحث الاجتماعي ومهمته كتابة التقارير التي تساعد كثيرا في كيفية متابع التوحديين وأسرهم متابعة علمية والخدمة الاجتماعية مع أسر أطفال التوحد تحتاج إلى: – تأهيل الأسرة على تنمية مهاراتهم ليعملوا بأنفسهم على حل مشاكلهم والتكيف معها من خلال عملهم مع طفلهم التوحدي. – مساعدة الأسرة على الانتفاع بالخدمات المحيطة بهم مثل المدارس والمؤسسات الاجتماعية كوسيط للأسرة مع هذه الخدمات. – توجيه التفاعل بين الأسرة والخدمات المقدمة لها وهنا يصبح دورنا هو الدفاع والتنسيق والتوجيه للأسرة مع هذه البرامج والخدمات. – تنمية السياسة الاجتماعية في المراكز من حيث تطويرها إلى الأفضل. لنعرف نحن من نعمل مع أسر أطفال التوحد أن هذه الأسر تحتاج أناسا يثقون بهم يحتاجون إلى ممارسين سواء في الخدمة الاجتماعية أو المجال النفسي والمجال التربوي ليعطوهم الأمان والصدق وكل الحب الذي يحتاجون فهم لا يحتاجون العطف عليهم والشفقة لحالهم، بل الأهالي يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم وينقلهم إلى بر الأمان وهذا البر هو تقديم أفضل الخدمات لهم حتى يستطيعوا مواصلة مسيرتهم في تعليم أبنائهم التوحديين والوصول بهم إلى أرقى المستويات في التعليم التربوي والنفسي والاجتماعي لأبنائهم. إن كل من يعمل مع هذه الفئة يحتاج إلى أن يؤهل نفسه أولاً ويعطيها الثقة للعمل مع هؤلاء الأطفال والأسر[23] .
رابعا: مضامين التكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي وأسرته وآلية تنفيذه:
قبل أن نتحدث عن هذه المضامين لا بد أن ننوه بأن هذا النمط من التكفل يجب أن يتم داخل المراكز المختصة برعاية التوحديين، كما يجب أن يقوم بالإشراف عليه وتطبيقه فريق عمل متعدد التخصصات مؤهل أكاديميا وميدانيا على هذا النهج أي العمل الفريقي الذي تتوفر فيه هذه الخصائص.
- يجب أن يكون له هدف أو أهداف محددة وواضحة ومتفق عليها بين اعضاء الفريق.
- المناخ الودي البعيد عن التوتر والعداء.
- يجب ان فريق عضوي كل عضو له دو، مع تكامل الادوار .
- يقوم على المشاركة بين كل أعضائه
- يجب أن يتوفر على روح المساندة والتعاون لدى افراد الفريق من خلال العمل الجماعي المتكامل لتحقيق الاهداف
- وضوح المهام والادوار بحيث يتحمل كل عضو نصيبه من المسؤولية[24]
بهذه الخصائص والمميزات يمارس أعضاء الفريق متعدد التخصصات مهامه في إطار منحى التكفل متعدد التخصصات الذي سندرج أهم مضامينه فيما يلي:
- يتوافر في المركز فريق عمل متعدد التخصصات. يعمل هذا الفريق بشكل مباشر مع الأطفال التوحديين وأسرهم (أخصائي نفسي مؤهل، اجتماعي، اخصائي اضطرابات نطق ولغة، تربوي، طبيب أطفال، اخصائي اجتماعي).
- يقوم الفريق بإجراءات تقييم وتشخيص الأطفال التوحديين وتقييم مدى تقدمهم في التعلم بالإضافة إلى تقييم الأطفال بعد انتهاء البرنامج.
- يقوم الفريق متعدد التخصصات بوضع برنامج تربوي فردي لكل طفل على حدى. متضمناً وصفاً لمستوى أداء الطفل الحالي في المجالات النمائية المختلفة، ووصفاً للأهداف طويلة وقصيرة المدى، وأماكن التعلم، والأنشطة التعليمية، ووصفاً للخدمات المساندة، وموعداً محدداً للبدء بتقديم البرنامج، ومعاييراً محددة للتقييم، والأشخاص المسؤولين عن تنفيذ البرنامج كما يقوم الفريق بوضع خطة تعليمية فردية تتضمن الأنشطة والخبرات التعليمية والوسائل وطرق التدريس المستخدمة.
- يقوم الفريق متعدد التخصصات بتصميم منهاج مرجعي، يتم الاعتماد عليه عند بناء البرامج التربوية الفردية للأطفال التوحديين في المركز. يعتبر هذا المنهاج بمثابة إطار مرجعي عام لجميع الأطفال التوحديين. بحيث يتصف هذا المنهاج بالمرونة وقابلية الاستفادة منه لدى الأطفال الملتحقين بالمركز الملتحقة بالمركز.
- يتم تعيين طرق التدريس والتدريب المناسبة لكل مجال نمائي، ولكل طفل على حدى. حيث أن هذه الطرق يتم تطبيقها من قبل أعضاء فريق العمل متعدد التخصصات، كلاً وفق طبيعة عمله. كما يتم تصميم الأنشطة والخبرات التعليمية
- المناسبة، والتي تهدف جميع هذه الطرق إلى تحقيق الأهداف الموضوعة للأطفال في برامجهم التربوية الفردية.
يُكيِف أو يُصمِم الفريق متعدد التخصصات البيئة التعليمية المادية، سواء كانت فصلاً في مدرسة خاصة أو في مدرسة عادية، بما فيها من عدد طلاب وكراسي ومكان الجلوس وغير ذلك، بالإضافة إلى تكييف البيئة المدرسية بشكل عام بما فيها من باحات خارجية وغرف خدمات مساندة وأماكن ممارسة الأنشطة اللاصفية وغير ذلك، بما يتناسب وطبيعة حاجات الأطفال التوحديين بهدف تحقيق الأهداف الموضوعة في البرامج التربوية للأطفال التوحديين ومساعدتهم على التكيف .
- يتم إعداد برنامج تحليل سلوكي تطبيقي (برنامج تعديل سلوك)، يتضمن زيادة السلوك المرغوب فيه وخفض المشكلات السلوكية وتشكيل سلوكيات جديدة مناسبة، كما يتم تدريب المعلمين العاملين مع الأطفال التوحديين على كيفية ضبط وإدارة السلوك لدى هؤلاء الأطفال.
- يتم تدريب الأطفال التوحديين على المهارات اللازمة لالتحاقهم في برامج الدمج (المدارس العادية). من طرف الفريق متعدد التخصصات بالإضافة إلى تهيئة بيئات الدمج التي تتضمن البيئة التعليمية المادية، والكادر العامل، والطلاب العاديين.
- يتم تقديم خدمات مساندة تساعد على تحقيق أهداف البرامج التربوية الفردية المقدمة للأطفال التوحديين، حيث تُقدم هذه الخدمات المساندة من قبل فريق متعدد التخصصات.
- تتم إتاحة المجال لمشاركة أسر الأطفال التوحديين للمشاركة في جميع مراحل تقديم الخدمات المتنوعة لأطفالهم التوحديين، كما يتم توفير خطط خدمات أسرية فردية، بالإضافة إلى تلقي الأسر التدريب اللازم، وتوفير خدمات المساندة الأسرية والتوجيه والإرشاد، وتعريفهم بحقوقهم وحقوق أطفالهم وأدوارهم في البرامج المقدمة لأطفالهم. بإشراف الفريق متعدد التخصصات.
- يتم تقييم البرامج التربوية المقدمة بجميع مضامينها ومدى مناسبتها للأطفال، كما يتم تقييم المركز بجميع محتوياته بهدف تحقيق الضبط الأمثل للخدمات المقدمة[25].
الشكل رقم 01: يمثل مخطط يوضح الفريق متعدد التخصصات الذي يشرف على تطبيق منحى التكفل متعدد التخصصات بالطفل التوحدي في مرحلتي الكشف والتشخيص وكذلك الرعاية والعلاج داخل المركز الخاص بالتوحديين .
يمثل علاقة العمل القائمة بين اعضاء الفريق متعدد التخصصات مع بعضهم البعض
يمثل علاقة العمل القائمة بين اعضاء الفريق متعدد التخصصات مع الطفل التوحدي
خلاصة عامة:
إن المبتغى من تطبيق هذا المنحى – التكفل متعدد التخصصات للطفل التوحدي في الجزائر-هو ما يلي:
- يستخدم الفريق متعدد التخصصات نظاما علاجياً موحداً لكل مستوى من مستويات الإصابة بالتوحد (الخفيف، المتوسط، الشديد) ليكون جميع أعضاء الفريق على دراية تامة بالخطة العلاجية للطفل التوحدي في أي وقت خلال فترة التكفل، وهذا من شأنه أن يقلل درجة الخطأ ويساعد على سير التكفل بدقة.
- أنه ضرورة لا غنى عنها في المؤسسات والمراكز الخاصة التي تستقبل الأطفال التوحديين (مراكز خاصة بالتوحديين، مراكز نفسية بيداغوجية، مؤسسات استشفائية للأمراض العقلية).
- يتيح الفرصة لأكثر من تخصص (العيادي، الارطفوني، التربوي، الطبي…الخ) للمشاركة في عملية التكفل – تشخيص وعلاج
- توفير الخدمات التربوية الخاصة للأطفال التوحديين يتطلب قيام فريق متعدد التخصصات بذلك حيث يعمل كل اختصاصي على تزويد الطفل بالخدمات ذات العلاقة بتخصصه .
- التكفل الشامل والمتكامل والمستمر لحالات التوحديين، ومتابعتهم في جميع مجالات نموهم .
أما التحديات التي تواجه إمكانية تطبيق هذا المنحى في الجزائر ما يلي:
- قلة المراكز المتخصصة باضطراب طيف التوحد يقلل من إمكانية اشتراك مختلف الاختصاصيين في عملية الرعاية والتكفل .
- عدم قدرة جل أولياء الأمور على تدريب أطفالهم بشكل فعال باعتبار انهم شريك في عمل هذا الفريق، بالإضافة الى عدم قدرتهم على مواكبة خطة التكفل التي يرسمها الفريق داخل المراكز .
- عدم تفهم الأهل للتعليمات الموجهة لهم من طرف فريق المركز بالشكل المناسب.
- ضعف وهشاشة العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين مختلف الاختصاصيين أعضاء الفريق متعدد التخصصات .
- عدم كفاءة بعض الاختصاصيين المشكلين للفريق يقلل من كفاءة العمل الجماعي.
- عدم تجانس أعضاء الفريق المتعدد التخصصات في الكفاءة المهنية، والجنس والسن والخبرة يضعف من روح العمل الجماعي.
وفي الأخير يبقى هذا الاتجاه – التكفل متعدد التخصصات -مجرد شعار تعتمده الإدارة في معظم المراكز المختصة ويبقى تفعيل دوره يعتمد على المبادرات الفردية والتجارب الشخصية لبعض الاختصاصيين، في انتظار تعميم تطبيقه على المستوى الداخلي للمراكز لأنه السبيل الأوحد لضمان تكفل عام وشامل ومتكامل ومستمر لحالات التوحد في الجزائر.
قائمة المراجع:
- أبو مغلي، سمير، وسلامة عبد الحافظ (2002). القياس والتشخيص في التربية الخاصة، دار اليازوري، عمان.
- أحمد جابر أحمد، (2011)، الاكتشاف المبكر http://www.gulfkids.com/vb/showthread.php?t=6590
- أسامة فاروق مصطفى، السيد كامل الشربيني.(2011). التوحد الاسباب، التشخيص، العلاج / ط 1 /دار المسيرة للنشر والتوزيع /عمان الاردن
- جمال محمد الخطيب، (2001)، الدليل الموحد لمصطلحات الاعاقة والتربية والتأهيل الخاصة/ ط1/ ص 76 / المجلس الاعلى لشؤون الاسرة /قطر
- روحي عبدات، (د س)، الأطفال التوحديون ودور الأسرة في البرامج العلاجية، د ط
- صالح علي يعن القرني، (2012)، آليات مقترحة لتفعيل أسلوب ادارة فريق العمل في مدارس التعليم العام، مجلة عالم التربية. المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، ع/37 /2012.القاهرة.
- سوسن شاكر الجلبي. (2007)، التوحد الطفولي، أسبابه، خصائصه، تشخيصه، علاجه، اصدارات شبكة العلوم النفسية العربية، عدد 6
- عبد الفتاح عبد المجيد الشريف.( 2011)، التربية الخاصة وبرامجها العلاجية، مكتبة الانجلو مصرية، القاهرة
- عصام النمر. (2008)، القياس والتقويم في التربية الخاصة، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان – الاردن-
- قحطان أحمد الظاهر، (2008)، مدخل الى التربية الخاصة، ط 2، دار وائل للنشر، عمان.الاردن
- ماجدة بهاء الدين السيد عبيد، (2007). تأهيل المعاقين / ط.2 / دار صفاء للنشر والتوزيع / عمان الاردن
- محمد عبد الفتاح الجابري، (2014)، التوجهات الحديثة في تشخيص اضطرابات طيف التوحد في ظل المحكات التشخيصية الجديدة. ورقة عمل مقدمة للملتقى الأول للتربية الخاصة، الرؤى والتطلعات المستقبلية، جامعة تبوك، المملكة العربية السعودية
- محمد ميقاتي وآخرون، (2006)، انا وفريق التأهيل التاهيل الشامل للطفل المتوحد، الجمعية اللبنانية للأوتيزم، لبنان
- محمد عدنان عليوات، (2007)، الاطفال التوحديون، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان الاردن
- نايف بن عابد الزارع، (2008 )، مؤشرات ضبط الجودة في برامج التوحد http://nalzaraa.kau.edu.sa
- هلال محمد عبد الغني حسن، (1999)، مهارات بناء الفريق /مركز تطوير الاداء والتنمية، مصر الجديدة
- American Psychiatric Association,(2013), diagnostic and statistical manual of mental disorders fifth edition
- http://www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_art&ArtCat=9&id=165
[1] ماجدة بهاء الدين السيد عبيد، تأهيل المعاقين، عمان الاردن، ط.2، دار صفاء للنشر والتوزيع، 2007، ص 19
[2] http://www.annabaa.org/pastnba/index.htm
[3] هلال محمد عبد الغني حسن، مهارات بناء الفريق، مصر الجديدة، مركز تطوير الاداء والتنمية، 1999، ص09
[4]جمال محمد الخطيب، الدليل الموحد لمصطلحات الاعاقة والتربية والتأهيل الخاصة، المجلس الاعلى لشؤون الاسرة قطر، ط1، 2001، ص76
[5] شليحي رابح، فاعلية برنامج تدريبي لتنمية مهارات العناية بالذات لعينة من أطفال التوحد في الجزائر، جامعة الجزائر 02، 2011، رسالة ماجيستير غ.م، بتصرف
[6] قحطان أحمد الظاهر، مدخل الى التربية الخاصة، عمان الاردن، ط 2، دار وائل للنشر، 2008، ص43
[7] أسامة فاروق مصطفى، السيد كامل الشربيني، التوحد الاسباب، التشخيص والعلاج، 2010 ، ط 1، دار المسيرة للنشر و التوزيع، عمان الأردن، ص268
[8] روحي عبدات http://www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_art&ArtCat=9&id=165
[9] أحمد جابر أحمد، 2011، http://www.gulfkids.com/vb/showthread.php?t=6590
[10] أبو مغلي، سمير، وسلامة عبد الحافظ ، القياس والتشخيص في التربية الخاصة ،2001، عمان ، دار اليازوري ، بتصرف
[11] DIAGNOSTIC AND STATISTICALMANUAL OFMENTAL DISORDERS FIFTH EDITION /American Psychiatric Association/2013/ American Psychiatric Association
[12] عصام النمر، القياس والتقويم في التربية الخاصة، 2008، عمان الأردن، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، ص 201.202
[13] محمد عدنان عليوات، الاطفال التوحديون، عمان الاردن، 2007، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، ص26
[14]محمد عدنان عليوات، المرجع نفسه بتصرف، ص 25…38 بتصرف
[15] عصام النمر مرجع سابق، ص 203
[16] DIAGNOSTIC AND STATISTICALMANUAL OFMENTAL DISORDERS FIFTH EDITION /American Psychiatric Association/2013/ American Psychiatric Association
[17] محمد عبد الفتاح الجابري، التوجهات الحديثة في تشخيص اضطرابات طيف التوحد في ظل المحكات التشخيصية الجديدة، 2014، ورقة عمل مقدمة للملتقى الأول للتربية الخاصة، الرؤى والتطلعات المستقبلية، جامعة تبوك ،المملكة العربية السعودية، ص 11،12
[18] عبد الفتاح عبد المجيد الشريف، التربية الخاصة وبرامجها العلاجية، 2011، القاهرة، مكتبة الانجلو مصرية، ص 230
[19] طارق عامر، التوحد، 2008، عمان الأردن، دار اليازوري للنشر والتوزيع، ص 175،176
[20] سوسن شاكر الجلبي، التوحد الطفولي، أسبابه، خصائصه، تشخيصه، علاجه،2007، اصدارات شبكة العلوم النفسية العربية، عدد 6، ص 90،89
[21] محمد ميقاتي وآخرون، انا وفريق التأهيل الشامل للطفل المتوحد، 2006، لبنان، الجمعية اللبنانية للأوتيزم، ص 8. 9
[22] محمد ميقاتي وآخرون، المرجع نفسه، ص،10
[23] قحطان أحمد الظاهر، مرجع سابق، ص44 بتصرف
[24] صالح علي يعن القرني، آليات مقترحة لتفعيل أسلوب ادارة فريق العمل في مدارس التعليم العام، 2012، مجلة عالم التربية، المؤسسة العربية للاستشارات العلمية و تنمية الموارد البشريةع.37 /2012.القاهرة، ص300..303 بتصرف
[25]نايف بن عابد الزارع، 2008، http://nalzaraa.kau.edu.sa/content.aspx?Site_ID=0008884&lng=AR&cid=14564