
اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو مناهج الجيل الثاني للمقاربة بالكفاءات
(الإصلاحات التربوية الجزائرية)
– دراسة ميدانية وصفية بالمدارس الابتدائية لدائرة بريدة- الأغواط
د.جلالي الناصر/جامعة عمار ثليجي، الأغواط
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 49 الصفحة 89.
ملخص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف إلى اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو الجيل الثاني لمقاربة التدريس بالكفاءة واعتمدت على عينة قوامها 83 أستاذا من 8 ابتدائيات بدائرة بريدة ولاية الأغواط ،وخلصت إلى أن الأساتذة لديهم اتجاهات ايجابية نحو هذه المقاربة في جيلها الثاني كما بينت الفروق في الاتجاهات حسب الأقدمية والجنس ،كما أفادت بمجموعة من الاقتراحات والتوصيات.
Abstract :
The present study aimed to identify the different attitudes of primary school teachers towards second-generation of the approach of teaching efficiency. The study was based on a sample of 83 teachers from 08 different schools within the department of Brida in the state of Laghouat. The research concluded that the teachers have positive attitudes towards this approach in its second-generation and it also showed the differences in attitudes by seniority and gender. The study was concluded with a set of suggestions and recommendations.
مقدمة:تعقدت الحياة وتغيرت فيها العلاقات الاجتماعية والإنسانية وفرضت عليها التحولات الجذرية التي عرفتها المعمورة وتيرة متسارعة في جميع مناحي الحياة،ودخلت الألفية الثالثة مدعمة بنظام عالمي جديد تعو لمت فيه الأفكار والثقافات وتقلصت فيه الحدود المكانية وأضحت عبارة عن قرية صغيرة،لا مكان فيها إلا للأقوى اقتصاديا وسياسيا وتكنولوجيا ولا سبيل للأمم من مخرج ولا مفتاح لها إلا نور العلم الذي يعتبر نتائج بحوثه رصيدا ماديا ومعنويا تستخدمه الدول المؤمنة بأهمية هذه البحوث سلاحا تعزز به مكانتها بين الدول وتدعم به مؤسساتها الاقتصادية والسياسية والثقافية لتحقيق التطور والاستمرارية وتضمن الرفاهية والاستقرار لمجتمعاتها.
ولعل الجزائر من أهم الدول التي تزداد حاجتها إلى البحث العلمي الصادق وللدراسات الميدانية المثمرة لتراكم المشاكل بسبب الظروف التي مرت بها، وفي مرحلة صدت فيها الأبواب أمام الكفاءات والقدرات لتفجر إمكانياتها، و الانطلاق لإخراج الوطن من دائرة الضعف والتقهقر الذي مس مختلف المنظومات والمؤسسات.
ويأتي هذا البحث ليصب في هذا الاتجاه ويتزامن مع التطبيق المرحلي والتدريجي للإصلاحات التي أقرتها السلطة السياسية أمام المطالب التي فرضها التغيير الذي يسعى إلى رفع مستوى الأداء الاقتصادي ولا بد للنظام التربوي أن يواكب التحول الذي يسعى إلى رفع مستوى الأداء الاقتصادي والتربوي عن طريق النجاعة والفعالية والتحكم في التسيير.
فالأهداف التربوية التي عبرت عنها السلطة في( أمرية 76)كانت ضمن إطار سياسي وإيديولوجي ومجتمعي معين،وفي هذا الإطار تحول المجتمع الجزائري من الاشتراكية إلى الاقتصاد المتفتح والحر، ومن الأحادية الحزبية إلى التعددية،وتوسع الوعاء الثقافي إلى بعد آخر هو البعد الأمازيغي ، ومن الجانب البيداغوجي تدهور المستوى الدراسي وضعف المردود التربوي وازداد عدد المتسربين(نسبة القبول إلى الأولى ثانوي لاتتجاوز50% والباقي بين الإعادة والتوجيه إلى الحياة المهنية)وثقلت البنية التربوية بسبب كثافة البرامج ، ولكل هذه الأسباب تم الشروع في إصلاحات جديدة انطلاقا من الموسم الدراسي الحالي . ولكن هل هذه الإصلاحات كانت نابعة من تقييم موضوعي للمرحلة السابقة ؟وهل حضرت لها أسباب النجاح ؟ لأن أي مشروع إصلاحي لابد له من برنامج ورجال يتحملون تحقيق أهدافه بوسائل ضرورية،و هل شاركنا المعلم في ذلك ؟ وهل لديه قناعات بما يفعل؟.
وبما أن الإصلاحات الجديدة انتقلت من مرحلة التركيز على بيداغوجية الأهداف إلى التدريس بالكفاءات ومن خلال تجربتي المتواضعة في سلك التعليم كان لابد علي أن أقدم مساهمة متمثلة في استكشاف اتجاهات المدرسين والصعوبات المعترضة في تطبيق المستجدات،قصد تذليلها خصوصا ونحن في بداية هذا الإصلاح الذي ينتظر منه خير الأفراد ورفاهية المجتمع.
والمربي باعتباره موظف،فهو منفذ للتعليمات والأهداف المحددة في النصوص الرسمية وفي مناهج السنة أولى ابتدائي والسنة أولى متوسط والوثيقة المرافقة لهذه المناهج والصادرة عن مديرية التعليم الأساسي بوزارة التربية في أفريل 2003.
فالمطلوب منه أن يجتهد في تحقيق هذه الأهداف وأن يمارس رسالته بكل طاقاته وقدراته،وباعتبار أن المدرسة الحديثة (النموذجية) حسب عبد الحميد فايد في كتابه 🙁 الرائد في التربية وطرق التدريس ) هي فناء رحب، وهيكل منسجم مع واقع التلميذ،وقسم مكيف،ومحدد العدد،ومقعد مريح،وكتاب حسن الطباعة والإخراج،ومعلم يقظ وشاعر برسالته وواع بمسؤوليته في تنمية شخصية التلميذ جسديا ،عقليا وعاطفيا،ولكن قل ما نجد في الجزائر مدرسة توفرت فيها هذه الشروط الموضوعية فبالتالي كان التركيز كل التركيز على المربي الذي يعتبر حجر الزاوية في هذا البناء التربوي الذي تعلق عليه آمال البلاد،فالواقع الاجتماعي والاقتصادي للمؤسسات التربوية يتطلب الاعتماد على المربي وحقيقة المناهج الجديدة تضعه في صورة المنشط الحاذق المتمكن لأن التلميذ هو محور العملية وصاحب المبادرة في تحقيق الكفاءات المختلفة ومن خلال التطلعات الأولى فالمعلمون يجدون صعوبات في الإصلاحات ناتجة عن نظام التكوين وتباين المؤهلات والمستويات والخبرة الميدانية وعليه طرحنا المشكلة التي سنحدد لها مجموعة إشكاليات وفرضيات ماهي طبيعة اتجاهات مدرسي سنوات الإصلاح؟
وسنتبع ذلك بصياغة الفرضيات التي توجه بحثنا في الوصول إلى الحلول المناسبة(الفرضيات المناسبة)
للتساؤلات المطروحة (الإشكالية) كما نحاول تحديد المفاهيم والتعريف بها حتى نتمكن من تسهيل التواصل مع القارئ الذي يهمه الموضوع، وبعد ذلك سنتطرق إلى أهمية الموضوع (البحث) وأهدافه كما نعرج على الحدود الزمانية والمكانية لهذه الدراسة، والتطرق إلى الصعوبات التي اعترضتنا ومحاولة التغلب عليها للوصول إلى الحلول المؤقتة للأسئلة التي تضمنتها، و الوصول إلى هذه المساهمة التي نأملها للمنظومة التربوية في البلاد.
-الإشكالية:
تعتبر التربية أداة تشكيل شخصية الفرد ضمن الجمـاعة التي ينتمي إليها وهي بـذلك تعمل على تزويد المجتمـع بالموارد والكفاءات البشرية، التي تحافظ على مكانته العالمية، فهي تُخْرجها متشبثة بتاريخـها وهويتها وانتمائها ومتشبعة بنور العلم، والمعرفة، والخبرة لتصنع مجد أمتها دون ذوبان أو انغلاق. وهكذا يأتي الإصلاح التربوي كأداة لمواجهة التحديات على كافة المستويات ووسيلة تحقيق الأهداف في كل الميادين، لهذا نال الأهمية القصوى والصـرامة الكبرى في التخطيط والتنفيذ والتقويم.
وبالنسبة للجزائر فقد شهد التعليم بمختـلف مستوياته جملة من الإصـلاحات والتحويرات، منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، تسعى من خلالها السياسة التربوية الجزائرية إلى محاولة تفعيل دور التعليم في مجال بناء الوطن بعد مرحلة التحولات التي عرفتها الجزائر خاصة خلال 15 سنة الأخيرة، على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ونظرا للاهتمام المتزايد للتربية والتعليم في ظل الانفجار المعرفي والتقدم التكنولوجي الحاصل، والذي أصبح يفرض نفسه بقوة على المستوى العالمي ولم يترك الخيار ليس فقط للجزائر وإنما لمختلف دول العالم العربي والإفريقي والعالم المتخلف عموما لما يعانيه من مشاكل تعوقه عن اللحاق بالركب المعرفي والرقمي الذي سيطر عليه العالم الغربي المــتقدم من انجازات باهرة في مجال تجويد العملية التعليمية والسعي لتحقيق أهداف التربية.
إن ما تعانيه المنظومة التربوية الجزائرية من مشكـلات ، كالتراجــع الكبير في المستوى النوعي للتعليم على أساس المعطـيات الكمية، والتي قدمها التقرير العام للجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية الجزائرية 2001، كالتدني في نسبة النجـاح في شهادة البكالوريا، وشهادة التعليم المتوسط، وما عرفه قطاع التربية من تسرب وفشل مدرسيين، أصبح من المهم جدا الإسراع في تغيير أساليب التدريس والتكوين ، وتحوير المضامين والمناهج الدراسية ، وذلك بتطبيق مشروع المقاربة بالكفاءات وهي تجربة كندية ، حققت من خلالها كندا نجاحات كبيرة خاصة في تكوين المعلمين والمتعلمين ومختلف القائمين على التعليم.[1]
استهدفت الإصلاحات التربوية الجزائرية الجديدة مكونات النظام التربوي، ومستوياته، خاصة مستوى التشريع الذي يعكس الفلسفة والسياسة التربوية التي تستند إليها الدولة الجزائرية[2].
وقد اهتم الإصـلاح التربوي الجزائري بإعـادة النظر في عناصر العملـية التربوية من خـلال تغيير الممارسة التربويـة لدى التلميذ وجعله محور العمليـة التربويـة لتمـكينه من الكفاءة المرجوة، والاهتمام بالمحتوى المراعي للتطورات الحاصلة من أجل التماشي مع طموحات وأهداف ومخرجات المنهاج، حيث شكلت مناهج الجيل الثاني زبدة الإصلاح التربوي الجزائري من خلال شروط تطبيقه المتمثلة في الممارسة البيداغوجية تكوين الأساتذة، اختيار الطرائق، التحكم في الوسائل وحسن استغلالها.
وبما أن الأستاذ هو الموجه الرئيسي للوضعيات التعليمية التي تستطيع به إنجاح هذه الإصلاحات، كان لزامًا في جعله ضمن حلقة المهتمين به حتى تتكاثف الجهود من إدارة أو مدرسيـن أو طلبة، حتى البناء على قواعد صحيحة تثمر في المستقبل ونصل بها إلى تحقيق الأهداف المتوحاة.
حيث أصبح يلعب دورا مهما من خلال عملية التوجيه والمساعدة والأخذ بيد المتعلم لتحقيق الكفاءة، ولهذا لابد من اكتساب اتجاهات إيجابية نحو الإصلاحات الجديدة تســـاعده على التكيف حيث تعكس الاتجاهات على بيان حدود الاتفاق والاختلاف من حيث التقبل أو الرفض للنظام.
لهذا جاء هذا البحث للتعرف على اهتمامات أساتذة التعليم الابتدائي الذي يدَرّسون المستويات المعينة خاصة اتجاهاتهم ودراستها، حيث يعتبر الاتجاه عاملا مهما بالنسبة للفرد في عملية التقبل أو الرفض نحو المواضيع . فهو استعداد عقلي وانفعالي لمجموعة من المكونات المعرفية والانفعالية والسلوكية عند الفرد، توجه سلوكه وتحدد موقفه من أي تغيير أو حدث.
حيث يَعتبر” ماك كيشي ” (1982) أن الاهتمام بمثل هذه الدراسات يعبّر عن اهتمامنا بثرواتنا الإنسانية، ويقصد بذلك الطلبة والأساتذة و الإداريين، ووفق هذا فقد أقيمت عدّة دراسات في البلدان المتطورة للتعرف على الاتجاهات السائدة في المجتمع الجامعي وتناولت الاتجاهات من زوايا مختلفة.منها دراسة تساوي (2017) ودراسة وحدة نش (2017) وإنصاف ناصر جلالي (2003) وغيرها
وانطلاقاً مما سبق ومن خلال الدراسات السابقة المذكورة أعلاه واحتكاكنا بأساتذة التعليم الابتدائي، ومن خلال النقاشات والآراء المتباينة تم طرح التساؤل العام للدراسة على النحو التالي:
– ما طبيعة اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو الإصلاحات التربوية الجديدة التي يُدرِّسون بها؟ .
وقد تفرعت عنه تساؤلات فرعية تتمثل في:
- هل هناك فروق دالة إحصائيا في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب متغير الأقدمية؟
- هل هناك فروق دالة إحصائيا في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب متغير الجنس؟
- هل هناك فروق دالة إحصائيا في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب متغير مادة التدريس؟
- هل كانت عملية التكوين كافية ومساهمة بقدر كبير في فهم الإصلاحات التربوية الجديدة؟
2- فروض الدراسة :
-الفرضية العامة:
- توجد اتجاهات إيجابية نحو الإصلاحات التربوية الجديدة لدى أساتذة التعليم الابتدائي.
-الفرضيات الجزئية:
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب متغير الأقدمية.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب متغير الجنس.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب متغير مادة التدريس.
- عملية التكوين لم تكن كافية ومساهمة بقدر كبير في فهم الإصلاحات التربوية الجديدة.
3- أهداف الدراسة :
- التعرف على اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو الإصلاحات التربوية الجديدة
- التعرف على الفروق في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب الأقدمية.
- التعرف على الفروق في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب الجنس.
- التعرف على الفروق في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي حسب مادة التدريس.
- التعرف على مدى كفاية ومساهمة عملية التكوين للأساتذة في فهم الإصلاحات التربوية الجديدة
4- أهمية الدراسة :
- محاولة إظهار اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو الإصلاحات التربوية الجديدة من أجل أخذها بعين الاعتبار وتصبح من بين مكونات التقييم في المستقبل.
- إبراز أهمية الإصلاحات التربوية الجديدة لدى المهتمين والباحثين وأولياء التلاميذ.
- المساهمة في إثراء المواضيع التي لها صلة بالشأن التربوي.
- من خلال هاته الدراسة يتسنى للطالب الجامعي الرجوع إليها لمعرفة الإصلاحات التربوية الجديدة من خلال الجانب النظري،وخاصة مع نقص المراجع في هذا الإصلاح حسب اطلاع الباحثين.
5- أسباب اختيار الموضوع :
وقد كانت أسباب اختيار هذا الموضوع ذاتية من جهة وموضوعية من جهة أخرى دفعتنا لاختياره عن غيره من المواضيع.
-أسباب ذاتية:
- التطلع لمعرفة الإصلاحات التربوية الجديدة وإعطاء فكرة عن هذا النظام للطلبة.
- الفضول إلى معرفة واقع المدرسة الجزائرية، واتجاهات الأساتذة.
-أسباب موضوعية:
- كون هذا الموضوع (الإصلاح) خصوصا مناهج الجيل الثاني والمقاربة بالكفاءات يفتقر إلى مراجع ودراسات ميدانية تهتم به.
- معرفة مدى قابلية تطبيقه في واقعنا الحالي.
- وضع هذه الدراسة كلبنة في أيدي الباحثين لتكون سنداً لهم في دراستهم الأخرى لأن المعرفة أصلها التراكمية.
7-تحديد المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالبحث:
-تعريف الاتجاه:
تعريف ” أنستازي” Anastisi ” الاتجاه هو ميل للاستجابة مع أو ضد موضوع أو موضوعات معينة “[3] .
-التعريف الإجرائي:
*الاتجاه: هو عبارة عن موقف أساتذة التعليم الابتدائي في فهم الإصلاحات التربوية الجديدة من خلال الاستجابة بالموافقة وعدم الموافقة عن مجموع عبارات الاستبيان المعبرة عن الإصلاحات التربوية.
-أستاذ التعليم الابتدائي:
يعرفه محمد بركات (1995) بأنه:” هو قوام العملية التعليمية وهو المسؤول عن تربية الأجيال بحكم اتصالاته اليومية بالتلاميذ ،فإنه يؤثر في شخصياتهم في جميع نواحيها ،فهو ليس مجرد معلما ينقل المعلومات للتلاميذ ،ويملأ عقولهم بموضوعات الدراسة،و إنما وظيفته أشمل من ذلك بكثير لأنه مربيا لشخصيات التلاميذ جسميا وعقليا و خلقيا”.[4]
-التعريف الإجرائي:
*أستاذ التعليم الابتدائي: ذلك الشخص الذي سمحت له شهادته العلمية بالتدريس والذي يزاول عمله في المدارس الابتدائية، ويعتبر أحد العناصر الأساسية الفاعلة في العملية التربوية.
–الإصلاح التربوي الجديد:
يعرّف الإصلاح التربوي بأنه : ” الرقي بحالته الراهنة إلى أحسن وأجود ، وفق صيرورة تخضع لمنطلق النمو والتطور، كما يتم ذلك وفي بعض الحالات وفق طفرات نوعية“.[5]
-التعريف الإجرائي:
*الإصلاح التربوي الجديد: هو ما تعبّر عنه العبارات المطروحة الموجهة للأساتذة في الاستبيان والتي تحوي مستوياته ومكوناته وإستراتيجية تطبيقه.
-التعريف الإجرائي:
*مادة التدريس: نقصد به مادة اللغة العربية واللغة الفرنسية التي يدرسها أساتذة التعليم الابتدائي.
*التكوين: هو مجموع الندوات والعمليات الإعلامية التي قامت بها وزارة التربية عبر هيئة التفتيش والتكوين، وكذلك المنشورات الموزعة التي توضح الإصلاحات التربوية الجديدة.
8- الدراسات السابقة :
رغم أن موضوع الاتجاهات نحو هذا النظام جديدًا نظراً لجدية النظام المطبق، إلا أن هناك دراسات عالجت هاتين المتغيرين والتي جاءت مؤكدة ومدعمة لما نقوم به والتي أضافت إلى البحث رصيد معرفي ووفرت بعض الجهد في اختيار الإطار المعرفي وتكوين خلفية نظرية عن الموضوع، ومن هاته الدراسات:
– دراسة من إعداد مساوي إكرام وآخرون (2017) بعنوان: اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو استخدام الجيل الثاني.
وهدفت إلى دراسة ومعرفة نوع اتجاهات الأساتذة نحو مناهج الجيل الثاني ساء إيجابية أو سلبية وهل هناك فروق لمتغير الخبرة ـ والجنس، وقد طبقت على عينة من المدرسين تتكون من 30 أستاذا بمدينة البيض ، من خلال تطبيق استمارة تتعلق بـ 4 أبعاد ، أكاديمي ، معرفي ، أخلاقي ، اجتماعي ، كل بعد 5 فقرات .
وقد خلصت النتائج إلى:
وجود اتجاهات إيجابية لدى الأساتذة نحو نظام الجيل الثاني وانه لا توجد فروق في الخبرة، بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية يعزى للجنس، وكان الاستنتاج العام أن اتجاهات الأساتذة إيجابية نحو استخدام الجيل الثاني وذلك أن هذه المناهج مواكبة لتطور العصر واستناده على العديد من النماذج الحديثة من حيث محور التعليم.
– دراسة حدة نش (2017) بعنوان :اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو مناهج الجيل الثاني.
هدفت الدراسة إلى الكشف عن اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو مناهج الجيل الثاني ،كما سعت إلى معرفة الفروق بين الاساتذة في اتجاهات نحو هذه المناهج تبعا للتكوين والأقدمية من خلال توزيع استبيان مكون من ثلاث أبعاد (القيمي / الابستمولوجي المعرفي / المنهجي البيداغوجي).
بعد التأكد من خصائص السيكومترية مصممة وفق مقياس ليكريت الخماسي على عينة مكونة من 100 أستاذ وأستاذة بإبتدائيات مدينة المسيلة ،وللإجابة على فرضيات الدراسة ، ومن خلال حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري وغير ذلك … تم التوصل إلى النتائج التالية :
- كانت اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو مناهج الجيل الثاني في الاتجاه الموجب، بمتوسط حسابي(3.65).
- كانت اتجاهات الأساتذة موجبة نحو أبعاد الاستبيان (القيمي / الابستمولوجي المعرفي / المنهجي البيداغوجي).
- وجود فروق في الاتجاهات بين الأساتذة تبعا للتكوين لصالح خرجي الجامعة حيث كانوا أكثر ايجابية من خريجي المعهد التكنولوجي .
- وجود فروق في الاتجاهات بين الأساتذة تعزى لمتغير الأقدمية لصالح من لديهم خبرة اقل من 10سنوات.
– دراسة من إعداد إنصاف جناد و سهام بن زرقة (2017 ) بعنوان: اتجاهات أساتذة المدرسة الابتدائية نحو طرق التدريس وعلاقتهم بالتحصيل الدراسي .
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات المعلمين نحو طرق التدريس الحديثة وعلاقتهم بالتحصيل الدراسي، كما هدفت إلى معرفة دور المتغيرات (الجنس / الوضعية الاجتماعية أعزب ومتزوج / الخبرة المهنية) على تلك الاتجاهات.
أظهرت النتائج أن اتجاهات أفراد العينة نحو مهنة التدريس الحديثة إيجابية بشكل عام حيث وجدت علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات المعلمين نحو طرق التدريس الحديثة والتحصيل الدراسي لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية لمتغير (الجنس / الوضعية الاجتماعية أعزب ومتزوج / الخبرة المهنية) .
– دراسة بوزيد محمد فارح وجمال ياحي (2009) بعنوان: اتجاهات معلمي المدرسة الابتدائية نحو ممارسه بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات، دراسة ميدانية ببعض مدارس مدينة المسيلة.
هدفت هذه الدراسة إلى معرف اتجاهات معلمي المدرسة الابتدائية نحو ممارسة بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات، وقد تكونت عينة الدراسة من 85معلما ومعلمة اختيروا بطريقة عشوائية واستخدم الباحثان المنهج الوصفي لهذه الدراسة، وتم الاعتماد على استبيان لمقياس الاتجاهات كأداة للدراسة مكون من 30 بندا، وقد خلصت النتائج إلى أن:
- لدى معلمي المدرسة الابتدائية اتجاهات إيجابية نحو التدريس وفق المقاربة بالكفاءات كون هذه الطريقة الجديدة تتماشى والتطور العلمي والتكنولـوجي وتراعي قدرات المتعلمين وتجعل المتعلم هو محور العملية التعليمية التعلمية وأنه لا وجد فروق ذات دلالة إحصائية تبين اختلاف اتجاهات معلمي المدرسة الابتدائـية نحو بيداغـوجيا المقاربة بالكفاءات والتي تعزى لمتغير الجنس ن والخبر المهنية والمؤهل العلمي.
– دراسة لونيس سعيدة (2005) بعنوان:اتجاهات معلمي المرحلة الابتدائية الطور الأول والطور الثاني نحو مهنة التعليم رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر، جامعة الجزائر.
هدفت الدراسة للكشف عن اتجاهات معلمي المرحلة الابتدائية الطور الأول والطور الثاني نحو مهنة التعليم كما هدفت أيضا إلى الكشف عن بعض العوامل الشخصي التي من شأنها تؤثر على تلك الاتجاهات مثل الجنس والخبرة والمستوى التعليمي، ولتحقيق أهداف الدراسة تم إجراء دراسة ميدانية اعتمدت فيها الباحثة اختيار الاتجاه نحو مهنة التدريس لمجدي عبد الكريم حبيب على عينة بلغ حجمها 200 معلم،حيث كانت نتائج الدراسة:
أن أغلبية معلمي المرحلة الابتدائية الطور الأول والطور الثاني لديهم اتجاهات سلبية نحو مهنة التعليم حيث قدر هؤلاء 30معلما أي بنسبة مئوية تقدر بـ (15℅) وهذا راجع إلى مختلف العقبات المادية والمعنوية التي تعترضهم في عملهم أو خارجه.
كما كشفت النتائج عن وجود فئة قليلة من المعلمين والذين يقدر عددهم بـ 16 معلما من مجموع 46 معلما بنسبة ( 8℅ ) كانت اتجاهاتهم ايجابية .
– ودلت دراسة قام بها جلالي الناصر (2003) حول: اتجاهات مدرّسي السنة أولى ابتدائي والمتوسط نحو طريقة التدريس بالكفاءة والتي تتفق مع دراستنا في المتغير الأول أن للمعلمين إتجاهات إيجابية نحو هذه الطريقة رغم عدم تلقيهم إعلاماً كافياً حول الإصلاح والتدريس بالكفاءة رغم أنهم لم يتلقو تكوينا كافيا.
– دراسة إبراهيم هياق(2011) بعنوان: اتجاهات أساتذة التعليم المتوسط نحو الإصلاح التربوي في الجزائر، جامعة منتوري قسنطينة.
هدفت الدّراسة إلى البحث في اتّجاهات أساتذة التعليم المتوسط في الجزائر نحو الإصلاح التربوي من خلال توزيع استبيان مكون من 6 مجالات مصممة وفق مقياس ليكرت الخماسي على عينة مكونة من 320 أستّاذا للتعليم المتوسط، تم التّوصل إلى النّتائج التّالية:
- كانت اتّجاهات أساتذة التعليم المتوسط نحو الإصلاح التربوي في الجزائر في الاتجاه الموجب بمتوسط حسابي (3.03) وانحراف معياري (0.51)
- كان اتّجاه الأساتذة موجبا نحو مجالات الاستبيان ماعدا في المجال الثاني (المناهج الدراسية) والمجال السادس (الوظيفة الاجتماعية للمدرسة) حيث نسجل اتجاه سلبي.
- وجود فروق في الاتّجاه بين الأساتذة تعزى لمتغير الدراسة.
- الجنس كان لصالح الإناث أكثر إيجابية نحو الإصلاح التربوي من الذكور.
- التخصص كان لصالح العلوم التجريبية أساتذة التخصص العلمي أكثر إيجابية نحو الإصلاح التربوي من التخصص في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
- المؤهل العلمي لصالح خريجي الجامعات والمدارس العليا.
- أصحاب التكوين الجامعي أكثر إيجابية نحو الإصلاح التربوي من خريجي المعهد التكنولوجي للتربية.
- الخبرة المهنية لصالح من لديهم خبرة من 5 إلى 10 سنوات.
– دراسة تايلور (1990) بعنوان:اتجاهات المعلمين نحو مهنة التدريس وعلاقة ذلك بأداء المعلمين قبل الخدمة وبعدها على مقياس الكفايات التدريسية.
هدفت الدراسة إلى مقارنة أداء المعلمين قبل الخدمة وبعدها وعلاقة ذلك باتجاهاتهم نحو التدريس على، تكونت العين من 257 معلما ومعلمة مقسمين غلى مجموعتين مجموعة من في مرحل الإعداد قبل الخدمة ومجموعة من المعلمين الملتحقين في الخدمة وخلصت النتائج إلى وجود فروق جوهرية بين المجموعتين في مستوى امتلاك وممارس الكفايات اللازمة للتدريس لمصلحة المعلمين الملتحقين أثناء الخدمة بينما لم تظهر النتائج فروق جوهري في الاتجاهات نحو مهن التدريس تعزى إلى التدريب قبل الخدمة وأثناءها.
– دراسة” بن امسيلي لامية و تيزغة أمينة ” (2006) بعنوان :اتجاهات الأساتذة والطلبة نحو النظام الجامعي الجديد مذكرة لنيل شهادة الدراسات التطبيقية للسنة الجامعية 2005-2006 بجامعة الجزائر وحاولتا التعرف على اتجاهات الأساتذة والطلبة نحو نظام الـ (ل م د) ،كون النظام عالمي ولقصر مدة تكوينه وتطبيقي أكثر مما هو نظري وافترضتا أن اتجاهاتهم إيجابية بهاته المعطيات الممنوحة لهم وشملت الدراسة 33 طالب و33 أستاذ بجامعة بجاية و هواري بومدين بالجزائر، وكانت النتائج في صالح الافتراضات من خلال رضا الطلبة بتوجيههم إلى النظام الحالي وأنهم اختاروا النظام لكون الشهادة معترف بها دوليا و سهولة الحركة نحو الخارج و قصر مدته و فرص العمل المتاحة بعد ذلك من خلال الممارسة التطبيقية القبلية[6].
وقد أقيمت عدة دراسات في البلدان المتطورة للتعرف على الاتجاهات من زوايا مختلفة.
– دراسة ” كاربنتي ” (Carpentier1988) الذي يرى أن عدم الاهتمام بالبحث العلمي يقود إلى عدد كبير من المشاكل داخل المحيط الجامعي، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين اتجاهات تقوم على النبذ والإهمال نحوه.
من خلال هذه الدراسات يتضح لنا أنها اهتمت بدراسة الاتجاهات في علاقتها مع التعليم الجامعي من خلال موضوعات متعددة كالعلاقة بين الطلبة والمنهاج، والتكوين وأنماط التعليم، وعلاقته بالطموح الجامعي في حين ركزت دراسات أخرى بكيفية تغيير الاتجاه بعد التعرف على طبيعته، إلا أن الملاحظ واستقراءاً للدراسات أن اكتساب الاتجاه الإيجابي لا يكون دون توجيه وإعلام مسبق لجميع الأنظمة الجديدة المقترحة ودون مراعاة الجانب النفسي من خلال التهيئة الإرشادية له و دون إعطاء المعارف حوله، لأن تكوين الاتجاه يعتمد أساسا على التنشئة وعملية التفاعل مع هذه المعطيات، إلا أن كل الدراسات تؤكد على دور وأهمية الاتجاهات في السلوك الإنساني وفي حياته الاجتماعية وتأثيرها على أدائه و مواقفه.
-أكدت دراسة ” بيرد “A.Biraud1990)) أن جمود المناهج الدراسية تؤثر على دافعية الأساتذة، كما تؤثر في تحديد إتجاه الطالب نحو التكوين إذ يقوده هذا إلى تبني اتجاه سلبي نحو الجامعة ككل.
كما تركزت جهود فئة أخرى من الباحثين في محاولة ربط الاتجاهات ببعض العوامل أو المتغيرات مثل التسيير الإداري داخل الجامعة ومدى إتمام الجامعة بالبحث العلمي ومسايرتها للتطور التكنولوجي مثل:
– دراسة ” زسويلر” (Zisweller1978) حيث بيّنت هذه الدراسة أن التسيير يلعب دورا كبيرا في تحديد الاتجاهات نحو التكوين.
9-المنهج المتبع في الدراسة :
نظرا لطبيعة موضوع هذا البحث نرى بأن المنهج الوصفي هو المنهج الملائم لمعالجته إذ يتم تطبيق المنهج الوصفي كما يرى عبد الرحمان عدس بأنه” يقوم على تحديد الوضع الحالي للظاهرة المدروسة وإعطاء تقرير وصفي عنها “[7]
10-مكان الدراسة:
تمت الدراسة الميدانية المتعلقة بالبحث في موضوع اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي عبر الإبتدائيات المتواجدة ببلديات دائرة بريدة ولاية الأغواط التابعة للمقاطعة التربوية الإدارية الحادية عشر.
11-زمن الدراسة:
أجريت هذه الدراسة في الفترة الممتدة ما بين 08/04/2018إلى غاية 03/05/2018 وذلك للحصول على المعلومات والبيانات الأولية من المؤسسات وتم تطبيق الاستبيان في الأسبوع الثالث من شهر أفريل.
12-أدوات جمع البيانات:
من أجل التحقق من الفرضيات قمنا ببناء استبيان لقياس الاتجاهات، ومرّ بعدّة مراحل قبل الوصول إلى شكله النهائي، حيث تم بناء الاستبيان على تقنية “ليكرت ” أو بما يسمى طريقة التقديرات المجمعة ويعتبر من أكثر الأساليب استخداما لقياس الاتجاهات، ويتكون “مقياس ليكرت” من مجموعة من العبارات تقيس الاتجاهات نحو موضوع ما ويطلب من المستجيبين الإجابة على كل عبارة بأحد البدائل التالية: موافق بشدّة -موافق -محايد – أرفض – أرفض بشدّة، وتعطى كل استجابة من هذه الاستجابات قيمة عددية.[8]
13-الخصائص السيكومترية للاستبيان:
13-1-صدق الأداة:
تم الاعتماد في صدق الأداة على استخدام الصدق الظاهري أو ما يعرف (بصدق المحكمين) بهدف التأكد من وضوح المفردات والأسئلة والعبارات وحسن صياغتها وارتباطها بما وضعت من أجله، ولتحقيق ذلك قدمت استمارة التحكيم لعدد من المحكمين من أساتذة ومختصين، وتحتوي هذه الاستمارة على عنوان الدراسة والهدف من الأداة وإشكالية الدراسة وفروضها والتعريف الإجرائي للمتغيرات، وأجمع الأساتذة على صدق الأداة بنسبة (87.5%) مع الأخذ بعين الاعتبار تصحيح الملاحظات المقدمة وهي كالتالي:
- إعادة صياغة بعض البنود صياغة جيدة وسهلة.
- لابد من وضع عبارات حول كيفية التقييم والممارسة البيداغوجية.
- زيادة البنود في البعد السلوكي.
- زيادة كلمة ” أرى ” في بعض البنود.
- التعديل في بعض العبارات من الناحية اللغوية ومحاولة تبسيطها.
- إعادة صياغة بعض البنود وتعديلها من الناحية الشكلية.
- إعادة ترتيب البنود.
13-2-ثبات الاستبيان:
لقياس ثبات الاستبيان تم اعتماد طريقة التطبيق مرّة واحدة و من خلال الصيغ الرياضية يمكن الاستدلال على مدى اتساق و تجانس الاختبار في تقدير صفة أو سلوك ما و رأينا أن صيغة (طريقة) ألفا كرونباخ“Alpha–Cronbach“هي الطريقة الأنسب لقياس معامل الثبات وذلك لعدد البنود (37) وهو عدد فردي وهي تقوم بقياس معامل ثبات البنود بالنسبة للاختبار ككل.
وبعد الحساب وجدنا أن معامل الثبات ألفا كرونباخ =0.88 وهذا دليل على ثبات الإستبيان.
14-المجتمع الأصلي للدراسة:
أقيمت الدراسة على مجموعة من الأساتذة في الطور الابتدائي كونهم الفئة المعنية بالإصلاح بالدرجة الأولى وتم اختيار الأساتذة المزاولون عملهم بإبتدائيات بلديات دائرة بريدة ولاية الأغواط، والمتمثلة في ستة عشر مدرسة منها سبعة
مدارس مركزية والباقي مدارس نائية، بتعداد متمثل في 120 أستاذ، موزعة حسب الجدول الآتي:
البلدية | عدد المدارس | عدد الأساتذة |
بلدية بريدة | 09 | 54 |
بلدية الحاج المشري | 05 | 42 |
بلدية تاويالة | 03 | 24 |
المجموع | 17 | 120 |
جدول (01) يوضح تعداد المجتمع الأصلي لعينة الدراسة
15-عينة الدراسة وخصائصها:
هي مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة وقد تم اختيار العينة بطريقة قصدية، من خلال اختيار الإبتدائيات المتواجدة داخل مقر البلديات، او بما يسمى بالمدارس المركزية، وذلك من اجل تسهيل المهمة، وتواجد أكبر عدد من الأساتذة، وحضورهم اليومي الدائم، وسهولة الاتصال بهم، كون المدارس الأخرى بعيدة عن مقر البلدية وصعوبة التنقل. وتمثل هذه الابتدائيات المدروسة نسبة 74 % من المجتمع الأصلي.
الجنس |
جدول (02) يوضح تعداد عينة الدراسة
وتم توزيع الاستبيان على الأساتذة، وبعد الاسترجاع تحصلنا على 83 استبيان
16-الأساليب الإحصائية المستعملة:
– معامل “ألفا كرونباخ”
– الاعتماد على النسب المئوية .
– المتوسطات الحسابية.
– معامل التباين T.Test
– تم الاعتماد على الحـــزمة الإحصائية للعلوم الإنسانية والاجتماعية spss..
17-نتائج الدراسة المتوصل إليها:
– نتائج الفرضية الأولى: -نتوقع اتجاهات إيجابية لدى الأساتذة نحو الإصلاحات التربوية الجزائرية الجديدة.
العينة | مج التكرارات المتوقع الحصول عليها | مج التكرارات المتحصل عليها | النسبة المئوية | الاتجاه الايجابي | النسبة | المحايد | النسبة | الاتجاه السلبي | النسبة | |
83 | 15355 | 8586 | 56 % | 5123 | 60 % | 857 | 10% | 2620 | 30% |
بعد تفريغ الاستجابات في الجدول و التحقق من النتائج، قمنا بجمع التكرارات العامة لجميع المفحوصين سواء السلبية أو الإيجابية لكل بديل من البدائل، ثم قمنا بحسابه حيث جمعنا كل من (أرفض بشدة و أرفض السلبيتان مع موافق بشدة و موافق الإيجابيتين) لتشكل الاتجاه الإيجابي وتم جمع كل من (أرفض بشدة و أرفض الإيجابيتين مع موافق بشدة و موافق السلبيتان) لتشكل الاتجاه السلبي، كما يوضحه الجدول التالي:
العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | المتوسط الفرضي | ت المحسوبة | مستوى المعنوية | |
الاستبيان | 83 | 102,73 | 14,914 | 82 | 92 | 6,558 | 0.000 |
جدول (3 ) يوضح تكرارات الأساتذة المتحصل عليها.
وتعزيزا لذلك قمنا بحساب التباين، والمتوسط الحسابي بواسطة الحزمة الإحصائية spss حسب الجدول الآتي :
جدول (4 ) يوضح اتجاهات الأساتذة.
من خلال الجدول(4) نلاحظ أن قيمة T= 6,558 و قيمة P=0.000 وهي قيمة أكبر من مستوى الدلالة الإحصــائية 0.01 وهي دالة إحصـــائيا، وبما أن قيمة المتوســط الحسابي = 102,73 وهي أكبر من المتوسط الفرضي= 92 .
من خلال الجدول (12) نلاحظ أن نسبة الاتجاهات الإيجابية كانت 60، أما نسبة الاتجاهات السلبية كانت 30 % ، لهذا نقول أنه يوجد اتجاه ايجابي للأساتذة نحو الإصلاح الجديد ، وهذا يثبت صحة الفرضية الأولى.
– نتائج الفرضية الثانية: -توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات الأساتذة حسب الأقدمية.
الفئات | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | ف المحسوبة | ت المحسوبة | مستوى المعنوية |
أقل من 5 سنوات | 39 | 95,49 | 9,525 | 81 | 9,362 | 4,667 | ,003 |
أكثر من 5 سنوات | 44 | 109,16 | 15,940 |
جدول (5) يوضح فروق الأساتذة حسب متغير الأقدمية
من خلال الجدول نلاحظ أن المتوسط الحسابي لصالح الأساتذة الأكثر من خمس سنوات (109.16) أكبر من فئة الأساتذة الذين يمتلكون أقل من خمس سنوات (95.49) ، ونقول أن هناك فروق دالة إحصائية حسب الأقدمية لصالح الأساتذة الذين يملكون أكثر من خمس سنوات أقدمية في التدريس .
– نتائج الفرضية الثالثة :– توجد فروق جوهرية في اتجاهات الأساتذة حسب الجنس.
الفئات | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | ف المحسوبة | ت المحسوبة | مستوى المعنوية |
الذكور | 33 | 92,94 | 8,881 | 81 | 6,610 | 5,727 | 0.000 |
الإناث | 50 | 109,20 | 14,609 |
جدول (6) يوضح المتوسط الحسابي للأساتذة حسب الجنس
يبين لنا الجدول التالي المتوسط الحسابي الخاص بالإناث (109.20) أعلى من المتوسط الحسابي الخاص بالذكور (92.94) وبانحراف معياري (14.60) لصالح الإناث مما يتركنا إننا نقبل الفرضية، حيث انه هناك بالفعل فروق جوهرية في اتجاهات الأساتذة حسب متغير الجنس لصالح الإناث.
– نتائج الفرضية الرابعة: –توجد فروق جوهرية في اتجاهات الأساتذة حسب مادة التدريس
الفئات | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | ف المحسوبة | ت المحسوبة | مستوى المعنوية |
اللغة العربية | 71 | 104,38 | 15,046 | 81 | 1,990 | 3,395 | ,003 |
اللغة الفرنسية | 12 | 93,00 | 9,826 |
جدول (7) يوضح المتوسط الحسابي للأساتذة حسب مادة التدريس .
يبين لنا الجدول التالي متغير مادة التدريس، حيث أن المتوسط الحسابي الخاص بأساتذة اللغة العربية (104.38) أعلى من المتوسط الحسابي الخاص بأساتذة اللغة الفرنسية (93.00) مما يتركنا اننا نقول ان هناك بالفعل فروق جوهرية في اتجاهات الأساتذة حسب متغير مادة التدريس لصالح أساتذة اللغة العربية .
– نتائج الفرضية الخامسة :لم تكن عملية التكوين كافية في فهم الإصلاحات الجديدة.
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | المتوسط الفرضي | ت المحسوبة | مستوى المعنوية |
عملية التكوين | 83 | 9,40 | 2,066 | 82 | 10 | 2,657 | ,009 |
جدول (8) يوضح المتوسط الحسابي للأساتذة حسب عملية التكوين .
من خلال الجدول نلاحظ أن المتـــوسط الحسابي للأساتذة (9.40) المحصل عليــه أقل من المتوسط الفرضي (10) ونقول أن عملية التكوين بالفعل لم تكن كافية في بلورة وفهم الإصلاحات التربوية الجزائرية الجديدة.
20 -مناقشة نتائج الدراسة على ضوء الفرضيات:
-تبين نتائج هذه الدراسة انطلاقا من الفرضية الأولى، ومن خلال النتائج المحصل عليها إحصائيا، كانت للأساتذة اتجاهات إيجابية وهي نتيجة تعبر عن النظرة الايجابية إزاء هذا الإصلاح والمبنية على نوع من التفاؤل، والتي ترجع إلى فهم هذا الإصلاح، واعتباره محل تقدم سرعان ما يؤتي أكله في المستقبل، ونحن نعلم أن تكوين الاتجاه يرتبط بوضوح الهدف والفهم الجيد للموضوع، وهذا ما يوافق نتائج دراسة (ميساوي إكرام وآخرون 2017)، ودراسة (حدة نش2017).
ويعزى هذا حسب سعد إسماعيل (1991) إلى كون أن الإصلاح من وظائفه التي جاء بها أنها وظيفة نفعية، أو تكيفية يسعى لتحقيق قيم وأهداف الفرد في المجتمع الذي ينتمي إليه، وبما أن الإصلاح نتاج اجتماعي ثقافي يُكون اتجاه قوي وايجابي، حيث أن الإنسان بطبعه مدني اجتماعي.
إلا أنه وبالرجوع إلى نسبة اتجاهات الأساتذة والتكرارات المتحصل (56% )عليها مقارنة بالتكرارات المتوقع الحصول عليها يظهر لنا أن نسبة الاتجاهات الإيجابية غير مرتفعة جدا، إذا حسبنا نسبة تكرارات محايد والاتجاهات السلبية (30%+10%=40%).
وهذا ما يحيلنا إلى أنه إذا أردنا أن يبنى في الأساتذة اتجاهات إيجابية، فإن هذا يجب أن يبنى على أساس التحليل التربوي للمواقف، وذلك من خلال مواقف تعليمية تعتمد على طريقة التفكير العلمي، إلا أن التغيير في النظام يؤثر على الأساتذة ويساعدهم في تبني اتجاهات إيجابية بالتدريج نحو الإصلاح.
وهناك كثيرا من العوامل التي تلعب دور كبير في تكوين الاتجاهات، كوسائل الإعلام والجمعات المرجعية، والظروف الاجتماعية والسياسية والتجارب الشخصية.[9]
إن الإصلاح التربوي الجزائري الجديد يقدم مرونة في مناهجه الدراسية، وهذا من خلال التغير الحاصل عبر مراحل تطبيقه (من الجيل الأول إلى الجيل الثاني)، مما يولد دافعية للأستاذ حيث أشارت دراسة بيرد(1990) أن جمود المناهج الدراسية تؤثر على دافعية الأستاذ، كما تؤثر في تحديد الاتجاه وتكوينه.
ومن الواقع الميداني واحتكاكنا بالأساتذة وجدنا أن أكثر ما يجذبهم نحو هذا الإصلاح نوعية الطرق والأساليب المتبعة في تحقيق الكفاءات، وقيمة التقييم المتبع.
-أما فيما يخص الفرضية الثانية وهي أن هناك فروق في الاتجاهات حسب الأقدمية، حيث بينت النتائج أنه هناك تباين واضح بين الفئتين في تقبل الإصلاح لدى أصحاب السنوات أكثر عمل من الأساتذة الجدد، وهذا متوافق مع دراسة حدة نش (2017)، ودراسة بوزيد محمد فارح وجمال ياحي(2009).
وهذا راجع إلى كون عامل الخبرة يلعب دور ايجابي في تكوين الاتجاهات وتشكيلها واكتساب التقييم الناتج من عملية التراكم المعرفي والممارسة المتكررة والذي يعبر عنه بالمكون السلوكي.
كما نجد “دراسة تيلور” قد توصلت إلى أن وجود الفروق راجع إلى مستوى امتلاك وممارسة الكفايات اللازمة للتدريس.
إن الاتجاهات مكتسبة ومتعلمة، تتشكل نتيجة الخبرات والتنشئة الاجتماعية، ومن بين مراحل تكوين الاتجاه هي المرحلة التقييمية التي من عواملها تكامل خبرة الفرد مع خبرات أخرى، يمكنها أن تكون اتجاه الفرد، كذلك عامل تكرار الخبرة عدة مرات، قد يساهم في تكوينه وترسيخه، بالإضافة إلى عامل حدة الخبرة التي يصاحبها الانفعال.[10]
والواقع يدل على أن تجديد المعارف يساهم في تحسن أداء الأستاذ واكتساب معارف ومهارات تسمح له بازدياد دافعيته لإنجاز والرغبة في الاستمرارية.
–بالنسبة للفرضية الثالثة: والتي كانت تفرض أنه توجد فروق جوهرية بين الجنسين في اتجاهاتهم نحو الإصلاح، فقد أثبتت النتائج أنه توجد فروق بين الجنسين لصالح الإناث، والذي أظهره المتوسط الحسابي للإناث أعلى بـ (109.20) من المتوسط الحسابي للذكور بـ (92.94)، وهذا ما يتوافق مع دراسة إبراهيم هياق (2011) وميساوي إكرام ،وآخرون (2017)، وتتجلى هاته الاتجاهات الإيجابية للإناث من خلال أن الاتجاهات تنبع من واقع الظروف الاجتماعية ، الاقتصادية ، والسياسية والأيديولوجية ، وتتماشى مع مرحلة التطور التي يجتازها المجتمع، خاصة مع توجه الفئة النسوية إلى العمل في مجال التدريس كونها متواجدة بنسبة كبيرة في القطاع التربوي.
وقد يرجع هذا إلى طبيعة الأنثى الفسيولوجية ومرونتها الطبيعية في تقبل الأوضاع الجديدة والتكيف معها، وعناد الذكور وعدم تقبلهم لأي تغيير إلا بصعوبة، وضرورة إقناعهم بما يتم القيام به قبل الشروع في تنفيذه، وقد يرجع إلى مثابرة الإناث في فهم محتوى الإصلاح التربوي وضرورته والعمل على التكيف مع ما جاء به بسرعة وكفاءة.
تعتبر الاتجاهات النفسية والاجتماعية أحد نواتج التنشئة الاجتماعية، ومن خلال عملية التفاعل الاجتماعي بين الافراد أثناء المواقف الاجتماعية والتربوية.
وبالرجوع إلى عينة البحث والمجتمع المدروس نلاحظ أن الفئة النسوية هي الغالبة في مجال التدريس، مما يزيد التفاعل بينهم ويساهم في تكوين اتجاه موحد.
فمن الطبيعي أن تتغير اتجاهات الفرد بتغيير انتمائه من جماعة لأخرى أو انتقاله من مجموعة لأخرى[11].
-أما الفرضية الرابعة: والتي تفرض وجود فروق في اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو الإصلاح التربوي الجديد حسب مادة التدريس، وبينت النتائج أن مدرسي مادة اللغة العربية لهم اتجاهات إيجابية نحو الإصلاح التربوي مرتفعة مقارنة بمدرسي مادة اللغة الفرنسية.
كما يكون لطبيعة مادة التدريس وتكوين الأستاذ في مجال المناهج دور في تحديد الاتجاه، فالمكون المعرفي في هذه الحالة يكون له السيادة في تحديد الاتجاه، ومن هنا فالتكوين في مادة اللغة العربية يختلف عن مادة اللغة الفرنسية.[12]
بالإضافة إلى ذلك فأساتذة اللغة الفرنسية تنخفض اتجاهاتهم نحو الإصلاح خاصة في المحتوى، ويرون أنه لا تلبي متطلبات الإصـــــلاح التربوي نظـــــرا لما تتميز به من كثافة عالية وبما تتطلبه من وسائل مساعدة، فكثيرا من التلاميذ يعانون من صعوبة المناهج خاصة في اللغة الفرنسية نظرا لمستوى التلاميذ الضعيف والذي يولد صعوبة للأساتذة في الوصول إلى الأهداف والمخرجات المنشودة.
وبالرجوع إلى استبيان دراستنا نجد أن استجابات أساتذة اللغة الفرنسية في البند السابع الذي يشير إلى محتوى الإصلاح ضعيفة جدا مقارنة مع أساتذة اللغة العربية.
يعني هذا ان الأستاذ لا ينبغي أن يقع منتظرا إلى أن تعلن الإدارة التعليمية أو الوزارة عن برامج للتدريب، لكن ينبغي أن يبادر بتنمية ذاته، وتزويد ننفسه بالقدرات والكفاءات والمعلومات اللازمة.
وبالنظر إلى واقع الميدان نجد أن أساتذة اللغة الفرنسية اتجاه ضعيف يظهر من خلال السلوك المتراخي المتردد، إلا أنه سهل التغيير والتعديل، وهذا ما يصنفه حامد زهران في خانة الاتجاه حسب القوة (قوي / ضعيف).[13]
-أما الفرضية الخامسة : فكانت عملية التكوين غير كافية ومساهمة في فهم هذا الإصلاح، ومن خلال النتائج تبين لنا أن 71 % من الأساتذة أجابوا أن التكوين والندوات الشارحة لهذا الإصلاح غير كافية كون الإصلاح لم يمهد له وطبق مباشرة دون اللجوء إلى تكوين الأساتذة قبل التطبيق ،والاكتفاء بندوات وأيام إعلامية لا يؤدي بالغرض الذي يهدف إلى جعل الأستاذ يقبل على هذا الإصلاح ، فالعملية التكوينية لا ينبغي أن تكون مجرد إعطاء معلومات أو تؤدي دور عكسي من خلال إعطاء معلومات تولد النفور عكس الإقبال ، وهذا ما يحيلنا إلى وضع قنوات حوارية بناءة تساهم في إيصال الفكرة لا المعلومة فقط.
كل الأنظمة التعليمية تعد المعلمين وتزودهم بالكفاءات اللازمة للتعامل مع مختلف البرامج والطرق التعليمية المعتمدة من قبلها حتى تكون النتائج وفق التخطيط وإلا تفشل المنظومة التعليمية، إن لم يكن القائد والموجه فيها قادرا على الأخذ بناصية البيداغوجيا التي يدرس بها وينفذها من خلال ملازمة التكوين وديمومته لتفادي المشاكل وضمان النتائج الجيدة.[14]
الإعداد الأكاديمي يرتكز أساسا على الإعداد العلمي لمادة الدراسة حتى يضمن مستوى عميق ودقيق ولهذا يجب أن يحتل الجانب المعرفي الجزء الأكبر من تكوينه لأن المكون المعرفي في الاتجاه يشكل حججا تقف وراء تقبله لموضوع الاتجاه، وبالرجوع إلى الاستبيان نلاحظ أن استجاباتهم كانت ضعيفة خاصة في عدم توفر الكتب والمجلات والمناشير التي تشرح الإصلاح (البند 16)، كذلك قلة الندوات والأيام الدراسية تساهم في عدم رغبة الأستاذ في تقبل هذا الإصلاح.
ويشير محمد عدس(2000) أن الكثير من الدراسات تؤكد أن المناهج الدراسة قد تموت في يد معلم لا يقدر على تدريسها، والمنهج الميت قد تعود إليه الحياة إذا ما وجد معلما قديرا متفتحا، ومن هنا يمكن أن نتصور ببساطة أهمية إعداد المعلم إعدادا جيدا.[15]
وقد أجمل الدكتور أحمد فايد المدرسة النموذجية في جملة هي «إن المدرسة الحديثة هي فناء رحب وكتاب حسن الطباعة والإخراج، ومعلم يقض وغيور” وفي واقعنا اليوم لا نجد المدرسة تتوفر فيها شروط العمل وخاصة ما جاء به الإصلاح التربوي الجديد الذي يتطلب شروطا أساسية وظروفا ملائمة وإنما تعتمد على الأستاذ بشكل كبير من حيث التحضير أو توفير الأدوات الضرورية لسيرورة الحصة، مما يثقل كاهله.
21-الاستنتاج العام:
و من خلال هاته الدراسة يظهر لنا أنه رغم وجود اتجاهات إيجابية، إلا أنها تبقى دون مستوى التطلع إلى هذا الإصلاح ، بهذا فالمدرسة مطالبة برفع إمكانيات التكوين وتحسينها و عليها أن تهتم بالجانب البشري، ومحاولة تكوين اتجاه إيجابي نحو الإصلاح الذي بدأت في تطبيقه، وإيصال المبتغى والهدف منه وتقريب المفاهيم والإجراءات الخاصة به لهم ، مع توفير كل الإمكانيات اللازمة له من وسائل و قاعات ومراعاة ظروف تطبيقه ومعالجة المشاكل التي تعترضه، وإيجاد أرضية حفية له حتى يثمر ويؤدي المهام المنوطة له ولتحقيق تكوين الفرد المبتغى الذي يكون من مخرجات هذا النظام الجيدة التي تساعد في بناء المجتمع، و توظيف هذه المعلومات التي اكتسبها بشكل يعود على المجتمع بالفائدة.
وحتى يبرز دور الأستاذ في إنجاح هذا الإصلاح لابد من تكوين اتجاهات إيجابية تنبع من واقع المحيط الاجتماعي، ومن حلال عملية التفاعل في الوسط الاجتماعي، عن طريق التكوين الاتجاه بواسطة العوامل المساعدة كوسائل والنشر والجماعات المرجعية والتجارب الشخصية وعمليات التوجيه والإرشاد، والتكوين القبلي والبعدي والمتابعة المستمرة.
ومما يمكن استنتاجه أن مدى قبول الإصلاح من طرف الأساتذة والتلاميذ، وحتى الأولياء ينبئ على وجود دافعية قد تعود بالمدرسة الجزائرية إلى الأفضل في مخرجاتها وإنتاجها كونهم مقتنعين بهذا الإصلاح في نتائجه التي تقودهم إليها وعلى هذا الأساس فعلى المدرسة أن تنمي وتقوي هذه الدافعية للسيّر الحسن للعملية التعليمية والنهوض بنفسها، فعليها أن تفهم هذا الإصلاح وتبحث في أطرافه والأساليب التي تسهل عليها تطبيقه بصورة أفضل للخروج بنتائج تزيدها فخراً، وتقلّص عليها الضغوط والمشاكل التي تتخبط فيها.
وفيما يلي بعض النقاط التي نراها من الأساسيات على المدرسة أن تقوم بها:
- لابد من الاهتمام بالاتجاهات الأساتذة لأنها تؤثر في اتخاذ القرارات، وتؤثر في الدافعية، وفي الاختيار، وفي إقبالهم أو نفورهم من المواقف.
- الاهتمام بالجانب الوجداني الانفعالي في عملية التدريس،والتكوين، والإصلاح على غرار الاهتمام بالجانب المعرفي.
- الأخذ بعين الاعتبار في التقييم أن الأساتذة مسؤولين وشركاء أساسيين في مشروع تكوينهم لذا يجب إشراكهم بصورة واضحة وتعميق الحوار بينهم.
- بذل مجهود من المسؤولين اتجاه الأساتذة وذلك بالعناية بالمتابعة الفرديّة لهم والمتابعة المستمرة لكفاءاتهم ومدى ملائمتهم لتطبيق الإصلاح.
- ضرورة وضع مرافق بيداغوجية تكوينية والتكفل بكل انشغالات الأساتذة وأن تكون العلاقة الثنائية مبنية على أسس متينة.
- يجب تحسيس كل من التلميذ والأستاذ والإدارة بضرورة الإصلاح ونشر المعلومات حوله وتوسيع مجالات النشر واستعمال المواقع الإلكترونية للوزارة، وإحداث نشرات شهرية للإعلام حسب كل ميدان وتخصص لفهم الإصلاح واستيعابه.
- ضرورة توفير كل الإمكانات المادية والبشرية تماشيا بالمواصفات العالمية وتجهيز المؤسسات الجامعية بوسائل الاتصال المتطورة في تقديم الدروس.
- يجب الاهتمام بعملية تكوين الأساتذة، خاصة في مجال الطرائق التدريسية ومهارات الممارسة البيداغوجية.
- توفير الوسائل البيداغوجية المناسبة لتحقيق الكفاءة المستهدفة.
- الاهتمام بالجانب الإعلامي والاشهاري عند وضع أي إصلاح أو التخطيط لأي برنامج.
- تحسين الوضعية المهنية للأستاذ من خلال توفير الظروف المناسبة لتأدية مهامه والمشاركة في إنجاح الإصلاح التربوي عن طريق تحسين مكانته الاقتصادية والاجتماعية.
قائمة المراجع:
-الكتب:
- صبرينة حديدان ،شريفة معدن (2011) ،مدخل التطبيق المقاربة بالكفاءات في ظل الإصلاح التربوي الجديد في الجزائر ،ملتقى التكوين بالكفايات في التربية، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، الجزائر.
- محمد خليفة بركات (1995)، علم النفس التعليمي ، دار القلم ،ط3، الكويت.
- محمد عبد الرحيم عدس (2000)، المعلم الفاعل والتدريس الفعال ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،ط1، عمان.
- عبد الكريم غريب(2010)،بيداغوجيا الإدماج المفاهيم والمقاربات الديداكتيكية للممارسات الإدماجية، منشورات عالم التربية، الدار البيضاء، المغرب.
- حامد عبد السلام زهران، علم النفس الاجتماعي، علم الكتب ط6، القاهرة.
- كامل محمد علوان الزبيدي (2004)، علم النفس الاجتماعي،مؤسسة الوارف للنشر والتوزيع، ب ط، عمان الأردن.
-المذكرات :
- إبراهيم هياق (2011) اتجاهات التعليم المتوسط نحو الإصلاح التربوي في الجزائر، مذكرة تخرج، جامعة قسنطينة .
- إسماعيل رابحي (2013) ،الإصلاح التربوي وإشكالية الهوية في المنظومة التربوية الجزائرية دراسة تحليلية تقويمية لفلسفة التغيير في ضوء مقاربة حل المشكل، أطروحة دكتوراه، قسم العلوم الاجتماعية، باتنة ،الجزائر.
- حدة نش (2017) اتجاهات أساتذة التعليم الابتدائي نحو مناهج الجيل الثاني، مذكرة تخرج، جامعة محمد بوضياف، المسيلة.
- غيلان زكري (2007)، اتجاهات الطلبة الجامعين نحو النظام ل م د ، مذكرة تخرج، جامعة الجزائر.
- قويدر تمروز (2017)، الجودة التعليمية في ظل المقاربة بالكفاءات، مذكرة تخرج، جامعة زيان عاشور الجلفة.
- ناصر جلالي، (2003) ،اتجاهات معلمي المرحلة الابتدائية والمتوسطة نحو مقاربة التدريس بالكفاءة، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير، جامعة قاصدي مرباح ، ورقلة.
[1]صبرينة حديدان،شريفة معدن(2011)،مدخل التطبيق المقاربة بالكفاءات في ظل الإصلاح التربوي الجديد في الجزائر،ملتقى التكوين بالكفايات في التربية،جامعة قاصد ي مرباح ورقلة،الجزائر،ص195.
[2] إسماعيل رابحي (2013) ،الإصلاح التربوي وإشكالية الهوية في المنظومة التربوية الجزائرية دراسة تحليلية تقويمية لفلسفة التغيير في ضوء مقاربة حل المشكل،أطروحة دكتوراه،قسم العلوم الاجتماعية، باتنة ،الجزائر، ص153.
[3]كامل محمد علوان الزبيدي (2004)، علم النفس الاجتماعي،مؤسسة الوارف للنشر و التوزيع، ب ط، عمان الأردن ، ص110.
[4]محمد خليفة بركات (1995)، علم النفس التعليمي،دار القلم ،ط3،الكويت، ص47.
[5]عبد الكريم غريب(2010)، بيداغوجيا الإدماج المفاهيم والمقاربات الديداكتيكية للممارسات الإدماجية، منشورات عالم التربية، الدار البيضاء، المغرب ، ص 816.
[6]ناصر جلالي، 2003 ،اتجاهات معلمي المرحلة الابتدائية والمتوسطة نحو مقاربة التدريس بالكفاءة، مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير،جامعة قاصدي مرباح ، ورقلة، ص07.
[7]محمد عبد الرحيم عدس(2000)،المعلم الفاعل والتدريس الفعال،دار الفكر للطباعة و النشر والتوزيع،ط1،عمان، ص17.
[8]مصطفى فهمي ، مرجع سابق ، ص 184
[9]حامد عبد السلام زهران،(2000)، علم النفس الاجتماعي، علم الكتب ط6، القاهرة ،ص.189
[10]غيلان زكري(2007)، اتجاهات الطلبة الجامعين نحو النظام ل م د ، مذكرة تخرج، جامعة الجزائر ،ص27.
[11]غيلان زكري، مرجع سابق ،ص41
[12]إبراهيم هياق (2011) اتجاهات التعليم المتوسط نحو الإصلاح التربوي في الجزائر، مذكرة تخرج، جامعة قسنطينة ،ص238.
[13]حامد زهران، مرجع سابق،ص173
[14]قويدر تمروز(2017)، الجودة التعليمية في ظل المقاربة بالكفاءات، مذكرة تخرج، جامعة زيان عاشور الجلفة، ص68.
[15]محمد عبد الرحيم عدس، مرجع سابق،ص40.