
الدّلالات الصوتيّة للصّفات العامّة والصّفات الخاصّة في القرآن الكريم
د. فراكيس امحمد ـ جامعة أحمد بن بلة ـ الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 34 الصفحة 33.
ملخص :
القرآن الكريم كتاب الله الخالد ، أنزله بأفصح لسان ،تحدّى به قومًا ملكوا ناصية الفصاحة،فبهرتهم نغماته ،ومدّاته ،وحركاته ،وسكناته ،ودقّة ألفاظه المتجانسة صوتيّا ودلاليّا. فقد وظّف القرآن الكريم كلّ ما يمتلكه الصّوت اللّغوي من قدرات ،فغدا الصّوت فيه صورة متميزة للتناسق الفنيّ ،ومظهر من مظاهر تصوير معانيه ،وآية من آيات إعجازه الرفيع ،فالقرآن الكريم نظامه الإعجاز مرتبط بنظامه الدّلاليّ ،ومن ثمّ لايمكن دراسة القرآن الكريم إلاّ من خلال ما يرمي إليه من دلالات، فلكلّ صوت من الأصوات سمات خاصّة به تميزه، وقد يشترك مع غيره في بعض هذه السّمات،فتشكّل له ملامح موحية ،وكان اختيار أصواتها ،بما يطابق أصداءها ،وتستوحي دلالتها ،عند حسن صياغتها.
الكلمات المفتاحية : القرآن الكريم ،الصّوت اللّغوي ،الدّلالة الصوتيّة، الصّفات العامّة ،الهمّس، والجهر ،والتفخيم ،والترقيق …الصّفات الخاصّة ،الصّفير ، والتّفشي ، الانحراف، و الغنّة ، و التّكرار …
مقدّمة :
الحمد لله لا يُحصى له عدد،ولا تحيط به الأقلام والمدد
أما بعد:
القرآن الكريم هو معجزة بيانية خالدة ، يبقى خير مدونة على مرّ العصور لدراسة مختلف الظواهر اللّغوية ؛لأنّه يمثل اللّغة العربية الأصيلة التي لم يعتريها التغيير، لذلك انصرفت إليه جهود علماء اللّغة والبيان، فهو كتاب العربية الأول والبيان الخالد.
إنّ اللّغة التي شرّفها الله سبحانه وتعالى لغةً لكلامه العزيز لا بد أن تكون موطنا للبيان والبلاغة والإعجاز،وبوصفها ظاهرة اجتماعية ،وأداة التّواصل الرئيسة بين البشر ، وهي إضافة إلى ذلك ظاهرة صوتيّة ، ومن ثمّ فإنّ دراسة أيّ نصّ أدبي دراسة علميّة تستوجب البدْءَ بالأصوات بوصفها وحدات مميّزة تنتج منها آلاف الكلمات ذات الدّلالات المختلفة.
فقد وُضع كلّ صوت لغويّ في مكانه، دون أن يَخلَّ بنظام هذا الكتاب العظيم الّذي عجز العرب أن يأتوا بمثله، قال تعالى:﴿لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾”[1]ونجد أنّ القرآن الكريم استوعب جميع مظاهر الدّلالة ،وعبّر عنها بمختلف الصّور النّاطقة لكلّ صوت من الأصوات سمات خاصّة به تميزه،وقد يشترك مع غيره في بعض هذه السّمات ،فتشكّل له ملامح موحية وسمات قوّة أو ليونة .
وتعمد مفردات القرآن الكريم ،الوقع الخاص بها ، المتجلّي في مفردات منتقاة ، وفي صفات أصوات تشاكلت في أجراس ومقاطع ، وهو أمر وضع هذه السّمات ،موضع بروز الصّيغ في القوالب ، والتراكيب الصّوتيّة ،فهي في مظاهر كُثر ،وفي ظلال كثيفة الجرس ،والنغم والصّدى والارتفاع ، وقد حفلت بها معاجم الألفاظ ، ولعلّه فيما أشار إليه الخطابي (388ه) يقول : “إنّ الكلام إنّما يقوم بأشياء ثلاثة ، لفظ حاصلٌ ، ومعنى به قائمٌ ، ورباطٌ لها ناظم، وإذا تأملت القرآن الكريم ، وجدت هذه الأمور منه ، في غاية الشّرف ، حتّى لاترى شيئًا ، من الألفاظ أفصح ، ولا أجزل ، ولا أعذب من ألفاظه” [2]، وهوما نجده في
كتاب الله عزّوجلّ من مظاهر كثيرة ، يتعذّر حصرها ، إلاّ أنّ القرآن الكريم ، قد استعمل جملة ألفاظ ، كان اختيار أصواتها ، بما يطابق أصداءها ، وتستوحي دلالتها ، عند حسن صياغتها.
لاتخفى أهداف هذا البحث ، فهي بيّنة من موضوعها ، تعتمد في إثراء الدّرس الصوتيّ اللّغويّ ، ورصد الإشارات الصوتية الدّلاليّة ، والكشف عن قيمتها التعبيريّة .
ولدراسة هذا الموضوع طرحنا الإشكال التالي :ما المساحة الدّلالية للصّوت اللّغوي ؟ هل للأصوات اللّغويّة دور في بيان دلالات القرآن الكريم؟
ومن خلال هذه الدّراسة حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة المطروحة موضحًا ما يُؤديه الصّوت اللّغويّ من معاني وإيحاءات في السّياق القرآني، لما في التَّعبير القرآني من ميزة جماليّة فنيّة خاصّة.وهوما يمكّن من الوصول إلى تحقيق أهداف هذه الدراسة.ويمكن أن نجمل لهذا البحث جملة من الأهداف ومنها:
– الكشف عن القيمة الدّلاليّة للصّوت.
– بيان أثر الصّوت اللّغويّ في بيان المعنى أيّ قدرة الصّوت اللّغويّ المستعمل على الإيحاء بالمعنى المراد.
– دراسة الدّلالة المستوحاة من النظام الصّوتي في اللّغة العربية.
وتنقسم الصّفات إلى قسمين: صفات عامّة (التي لها ضدّ) ، وصفات خاصّة (لا ضدّ لها).
الصّفات العامّة (التي لها ضدّ) :هي الصّفات التي وردت في شكل أزواج متعاكسة، ومنها الجهر،والهمس ،والاحتكاك ،والانفجار،والتفخيم ،والترقيق ،والشدّة، والرخاوة ،والاطباق ،والانفتاح، والاستعلاء ،والاستفال، والاذلاق، والاصمات .
وإلى جانب هذه الصّفات المتضادّة صفات أخرى لاضدّ لها تسمّى أيضا الصّفات غير المتقابلة منها : الصّفير ، والتّفشي ، الانحراف، و الغنّة ، و التّكرار ، و القلقلة ، و الخفاء .
الصفة لغة هي “الحلية والنعت”[3]، أما اصطلاحا فهي” كيفية خروج الحرف من الناحية الصوتية،كالجهر والهمس وغيرهما”[4]؛ أمّا المراد بصفات الأصوات الحالات التي تصاحبها عند النّطق فهي عوارض تعرض للأصوات الواقعة في الحروف من الجهر والرخاوة والهمس والشدّة وأمثال ذلك “[5].
1- دلالة الأصّوات للصّفات العامّة (التي لها ضدّ).
أولا : دلالة أصوات الهمّس والجهر :
يتشكّل الهمس والجهر في أوّل مراحل التكوين الصوتيّ ، فحركة الأوتار الصّوتيّة وتذبذبها بشكل قويّ أو لين له علاقة بهذين الملمحين ، وبناءًا على هذا التّوجه لهذا التخريج ، وجب استقصاء مواطن الدّلالة في أصوات الهمس والجهر .
–أصوات الهمس“[6] :
المهموس صوت أضعف الاعتماد في موضعه ، يتّسم بالليونة في طبيعته وتكوينه على العكس من الجهر ، فلا اهتزاز معه للأوتار الصوتية ، فالصوت المهموس هو الّذي لايهتز معه الوتران الصوتيان ولا يسمع لهما رنين حين النّطق به “[7].
وممّا تفيده دلالة الهمس من ذلك ماجاء في سورة الشّمس،في قوله تعالى:﴿واللّيل إذا يغشىاها﴾“[8].
فاللّيل يغشى الأرض ، ويضمّ ما فيها ، من الموجودات ويُخفيها” [9]، وهو المقرّر في صوت الهاء ، عند طرف الآية ، إذ يوافق ما في الهاء من الهمس والخفاء. وقد تقرّر الخفاء والاستتار في السّورة نفسها ،من قوله تعالى :﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾” [10]، فإنّ النّفس البشريّة هذه مرتبطة بهذا الوجود ،وهما مشتركان في خفايا وأسرار وهي إحدى الآيات الكبرى ، في هذا الكون المترابط المتناسق ؛ إذ خلق الله عزّوجلّ فيها الخير والشّر ، والهدى والضّلال وأعطاه القدرة الكامنة الخفيّة القادرة على التمييز والتّوجيه” [11]، وينكتنا القرآن الكريم ، بما في سورة الكهف من المظاهر الممتعة في وصف الجنّة وحال أصحابها ما ورد في قوله تعالى:﴿أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾”[12]. فأغلب الأصوات في الآية مهموسة (الحاء ، والهاء ، والسين المتكررة وأيضًا هي من الحروف الصفيرية )، ليتناسب كلّ ذلك مع وصف حال أهل الجنّة ونعيمها ، وفي تمازج يجلب السمع لهذا الوصف لأهل الجنّة وهم في أجمل وصف وألين حال. ومن التوسع في الوصف قوله تعالى:﴿وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ﴾”[13]تتابع مجموعة من أصوات مهموسة رقيقة عذبة ، تنشر جوًّا من الرّاحة والجمال يملأ المحيط بها ، أصوات مهموسة الحاء والهاء والفاء ، تخرج من الفم بكلّ أريحية لتسبل على المنظر جمالاوروعة ،وكأنّ حفيف الشجر جُمع صوتًا ومنظرًا يجول الخيال عبره .
– أصوات الجهر”[14]: الجهر في الأصوات ناتج عن اهتزاز الوترين الصوتيين اهتزازًا منتظمًا يحدث صوتًا موسيقيًا “[15].فالجهر إذا هو ارتفاع في شدّة الصّوت ، فيكون للصّوت المجهور من سمات القوّة وطبيعة التأثير ما لايكون لغيره من الأصوات ، وممّا يفيده الجهر حول التهديد والوعيد ، وهذا يحتاج إلى أصوات ذات وضوح سمعي لغرض التوصيل ودقّة الاسماع ، فمن التهديد ما يدرك في قوله تعالى :﴿ويُنذِرَ الّذِينَ قَالُوا اتّخذَ اللهُ وَلدا﴾“[16]فتكرار الأصوات المجهورة (الذال ، والدال ، والراء) ، ذات الوقع القويّ المؤثر لتكشف أبعاد المعنى الغريب ولتَلفِتَ الانتباه إليه لخطورته عليهم ، فارتبطتِ الأصوات المجهورة في مراكز الجملة معنويًا ممثّلة بـــ(الانذار ، والادعاء الكاذب ، اتّخذ ، وولدا) وكلّ هذا في خط متوازٍومنسجم مع المعنى الّذي تحمله الآية الكريمة وتزيد طبيعة الأصوات المجهورة من تأثير وقعها على السّامع.
ثانيا :دلالة أصوات الشّدّة والرّخاوة:
–دلالة أصوات الشّدّة “[17] ( الانفجارية):
تتغاير المواقف التي يسوقها القرآن الكريم ، فبعضها يحمل دلالة الرأفة فتكون الأصوات رخوة ومناسبة تلتقي مع دلالة الآفاق، وبعضها شديد فيه العنف والشدّة فيختار النّص بُنى صوتيّة شديدة تنسجم مع أفق ذلك المعنى.
الصّوت الإنفجاري ،ويسمّى بالوقفي ، ذلك لانحباس النّفس عند النّطق به، ويصاحبُ خروجه انفتاح المخرج دفعة واحدة”[18] ،ممّا يعطي الصّوت قوّة ، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾”[19] إنّ هذه الأصوات الغالقة ، تدلّ على إحكام الغلق ، الّذي أحكمته امرأة العزيز على الصّديق يوسف عليه السّلام ، بعدما انغلقت نفسها البشرية الشريرة وقتها “[20].وعلّق رمضان عبد التوّاب على هذه الصيغة: ” فلو نظرنا مثلاً إلى الآية القرآنية التي تقول :﴿ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾ لأحسسنا بصوت المزاليج وهي تحكم رتاج الأبواب ، وينعدم هذا الإحساس مع الفعل “أغلق“الّذي يدل ّ على مجرد الإغلاق”[21]. وجاء في الصحاح: “هيت به، وهوت به، أيّ صاح به ودعاه، وفيه أيضًا قولهم: هيت لك، أيّ هلم لك”[22]. وأصوات الكلمتين الموجزتين صورتَا شدّة رغبتها وخضوعها أمام نزوتها رغم مكانتها وجمالها وسيادتها ، فالهاء تُوحي بالضّعف والهدوء والخفاء واللّطف ، والياء تُوحي بالانكسار والذّاتيّة والذّلة والخضوع، إذًا هي بنطقها تشير إلى )تحت( بمقابل ما تشير )الألف( إلى )أعلى (، والتاء تشير إلى الانفتاح المقصود بعد الانكسار والخضوع، فكأّها تقول: كلّ شيء متاح لك،كما أنّها تشعر بالمباشرة لذا كانت التاء دالّة على الخطاب ، واللام بما فيها من لصوق اللّسان بالحنك عند النّطق بها ، تصوّررغبتها في القرب الشديد منه، إضافة إلى ما في اللام من معنى التّملك حتّى كأنّها ملّكت نفسها له ، ثمّ تأتي الكاف بما فيها من خاصيّة الاحتكاك، لتُؤكد معنى اللّصوق الّذي تفيده اللام، وتشير بسكونها بالوقف عليها إلى ختام هذا الخطاب الموجز في هدوء ولطف يتناسب مع الموقف”[23].
أمّا حالة الوعيد وعلاقتها بالأصوات الإنفجارية فمنها قوله تعالى:﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾”[24] تحمل الآية الكريمة من خلال الاستفهام الانكار بصوت الهمزة معنى التهديد ، الّذي صوّر هذا المشهد تصويرًا بارعًا ، فتتابعت الأصوات الانفجارية الشديدة (التاء،والدال،والباء) مع بداية الآية الكريمة لترافق أسلوب الاستفهام فتزيد من تأثيره.فالدّال له وقع قويّ”فإذا وقفت خرج معها من الفم صويت،ونبا اللّسان عن موضعه”[25] ،وتتابعتِ الحركة مع الأصوات الانفجارية (الشّديدة) لتلاؤم قوّة المعنى وحركته في قوله تعالى: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾”[26]إنّ هذا الإنسان الّذي يحسب أنّ كرم ربّه قد توقّف إلاّ أنّه سرعان ما يجده شاخصًا أمامه ، وهو يجحد هذا ، ويحرم نفسه من التّمتع في رحاب هذا الكرم”[27] . والمتأمل يرى في هذه الآيات أنّ أصوات الانفجار ، قد وقعت ما في معنى الانحباس والانقطاع والتوقّف، ولاسيما التاء .
وجاء أيضًا في معنى الطّلاقة الّذي تمثله الفاء،في قوله تعالى: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا﴾“[28]إذ افتتح التعبير القرآني في السّورة بالقسم بالملائكة المعروفين عند خلقه ، وبالرّياح القويّة التي يتوقّف عصفها “[29]، ويتبيّن أنّ المقسم بهم أوقعُ هولاً على النّاس لخلقتهم التي لاحدود لها ، وإنّما أراد الله عزّوجلّ التهديد بلفظ “عرفًا” و”عصفًا” إذ إنّ عصف الرّياح أشدّ على النّاس تهديدًا بعد الملائكة ، والملاحظ زيادة معنى التهويل والاستطاعة ، في الآيتيين وهو المتمثّل أساسًا في الفاء ذات النّفخ .وتمثّله أيضًا في قوله تعالى:﴿وَجَنَّات ألْفَافَ﴾“[30] إذ هي جنّات الآخرة كثيفة الشّجر ذات الأغصان الملتفّة ، كثرةً وتشعبًا وشساعةً وانتشارًا ،انتشار النّفس عند مخرج الفاء”[31].
ويطلعنا القرآن الكريم في آية آخر قوله تعالى : ﴿فإِذَا جَاءَتِ الطَّامَةُ الكُبرَى﴾“[32] إنّ صوت الطاء والميم المجهورين الشديدين الواردين في لفظة الطّامة الدّالة على يوم القيامة يعبّر عن هول ذلك اليوم، وتشعرنا بحركة الطّم المناسب لهول وقوّة وشدّة يوم القيامة ، ونكاد نشعر بدويّ وطنين“[33].فكانت الأصوات معبّرة بايحاءاتها عن تلك الصورة المروعة.
– دلالة أصوات الرّخاوة :
الرخاوة “[34] : صفة الأصوات التي يجري معها النّفس عند النطق بها “[35].ويدلُّ أصله اللُّغويُّ على اللِّين والسهولة والاتِّساع، من ذلك قواله تعالى : ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾”[36] أيّ: حرّكي. والعرب تقول: هزّه وهزّ به إذا حرّكه… و إنّما عدّاه بالباء لأنّ في هزّي معنى جُرّي.. ويستعار فيقال: هززتُ الشيء هزًّا فاهتزّ أي: حرّكته فتحرّك.. الهزّ في الأصل: الحركة، واهتزّ إذا تحرّك فاستعمله على معنى الارتياح أيّ: ارتاح.. وكلّ من خفّ لأمر وارتاح له فقد اهتزّ له… و أخذته لذلك الأمر هِزّة أيّ: أريحيّة وحركة”[37].(وهزي إليك) يعني : حرّكي بجذع النخلة “[38]،إذ يوحي السّياق باللّين والحنان لطفًا وتحننًا على مريم بنت عمران حين أتاها الطلق وضاقت ذرعًا ، فكان الهاء في لفظة (هزّي) موائمًا لايحاءات النّص ودلالة العطف والرّقة بحالها”[39].
ثالثا : دلالة أصوات الاطباق والانفتاح :
– دلالة أصوات الاطباق:
الاطباق”[40]: أن يرتفع مؤخر اللّسان نحو أقصى الحنك الأعلى في شكل مقعّر على هيئة ملعقة بينما يكون طرفه ملتحمًا مع جزء آخر من أجزاء الفم مشكلاً محبسًا من المحابس الصوتيّة المختلفة “[41].وفي معنى الاطباق ما جاء في سورة الأنبياء قوله تعالى:﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾”[42] وفي الآية الكريمة يظهر النّبي الكريم عليه السّلام في قمّة ظلمة القلب واسوداده “[43] ، ولعلّه المعبّر عنه بالغضب، وصوت
الضّاد أوقع من صوت الطّاء ههنا ، لذا تقدّمه في التعبير القرآني.هذا وتظهرظلمة الظّن والرّيبة اللّذين كان الغضب سببًا فيهما ، لذا تقدّم عليها كما يصوّر القرآن الكريم ذلك الظّلام المحكم بعد إحكام ظلام الغضب ، فانتبه يونس عليه السّلام أنّه كان من الظالمين، الّذين جانبوا الهدى ،وهو نقيضُ الظّلام والظّلم“[44].
ومعنى الاطباق أيضًا ماجاء في سورة البقرة ، قوله تعالى:﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّـهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾“[45] فالمتأمل في المفردات الضّامة للأصوات المطبقة ، يرى تلك الإيحاءات التي تشير إلى معنى الشّدّ، في إحكام النّار وسيطرتها في عمل الإضاءة ، واطباق الظّلام الدّامس بعد ذلك على عمل الأبصار “[46]،كتلك التي في “صيّب” وهو المطر النّازل من السّحاب الّذي يسدّ السّماء”[47] إلى معنى السّتر والاظلام ،وفي مفردة “ظلمات “والإغلاق في “أصابهم “في إشارة مجازية مُرسلة “[48]،أو معنى الاغشاء والامالة في” الصّواعق”إذ تضع حدًّا لأمن النّاس وإزعاجهم بصوت الرّعود الهادرة أو أنْ تغشيهم أو أنْ تميتهم”[49] وكلّها تصّبُ في معنى الحدِّ من الشيء والاطباق عليه . ومن ثمّ يتبيّن أنّ هذه الأصوات في هذا التركيب القرآني ، متمايزة من حيث قوّتها، وتبيّن قوّة صوت الصّاد التي كانت للإضاءة على أخواتها ههنا ، متبوعةبصوت بالظّاء التي كانت للإظلام ، ثمّ صوت الصّاد التي كانت للإبصار المفقودة نتيجة الظلمة المطبقة على هؤلاء.
– دلالة أصوات الانفتاح:
الانفتاح“[50] هو وضع اللّسان عند النّطق ببعض الأصوات ، حيث ينفتح ما بين اللّسان والحنك الأعلى ويخرج الهواء من بينهما ، وتكون النقطة الأماميّة من اللّسان مخرج الصّوت”[51] ،ويدلُّ أصله اللُّغويّ على خلاف الإغلاق. ومعنى الانفتاح ما جاء في قوله تعالى :﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴾”[52]فكلمة (فتحنا)تبدأ بثلاث فتحات متوالية ، تنسجم تمامًا مع فعلِ فتحِ أبواب السّماء ، ويقوّي الإحساس بفعل الفتح انتهاء هذه الكلمة بفتحة رابعة مختومة بحرف مدِّ منفصل ، بمدّ بمقدار أربع أو خمس حركات”[53]،يوحي بمقدار ذلك الفتح الّذي وسع السّماء كلّها ، وتختم كلمة(السّماء) بحرف مكسور إيذانًا بنزول الماء منها ، لتتولى بعدها حركة الكسر في كلمتي( بماء منهمر)وتخـتمان بها .ويوحي الكسر في نهاية الكلمتين الأخرتين من شدّة الانهيار.
وجاء في الفتح مايُجلي أيّ شكّ في قوله تعالى:﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾“[54] فتح مكّة دون قتال أنّها بشرى بسهولة الفتح ، سهولة صوت الفاء ، وعظمة الاتّساع، اتّساع صوت الفاء،عند مخرجها ،كما هي بشرى لاتّساع السلطان ، ويُسر المهمّة.
رابعا : دلالة أصوات الاستعلاء والاستفال
– دلالة أصوات الاستعلاء :
الاستعلاء “[55]:أن يستعليَ أقصى اللّسان عند النّطق بالحرف إلى جهة الحنك الأعلى”[56] ،ويتّضح الاستعلاء في قوله تعالى :﴿قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾“[57]غطرسة هذاالابن العاص الذّي جلب له القرآن الكريم التعابيرالدّالة على استعلاء كبريائه ، فعبّر عنه بقوله (سَآوِي) بدلاً من (سأذهب )، وعبّر عن ظنّه القاصر ،بقوله :﴿ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي﴾، فعلى الرغم من علوّ هذا الجبل العاصم ، إلاّ أنّ الموج علا على هذا الابن المستعلي المتكبّر ، وهو ما تؤكده الفاصلة في “المغرقين”الضّامة للغين والقاف المستعليتين اللّذين علا همز المأوى ، وجيم الجبل ،وجيم الموج ذاته.ويظهر استعلاء الموج على المستعلين المتكبرين من آل فرعون ، الّذين أغرقهم الله عزّوجلّ في اليم ّ ، وجاء في حكاية صوتيّة عن هذا في قوله تعالى: ﴿ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ﴾“[58]إذ يتّضح علوّ الموج دون أدنى تفسير لذلك بالنظر إلى خصائص الغين الصوتية ، وتتبيّن قوّة الخالق عزّوجلّ في قهر الطُغاة ، وأخذهم أخذا عزيزا”[59].
ويطلعنا القرآن الكريم في سورة فاطر:﴿ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾“[60]نقف عند كلمة “يصطرخون “الصراخ : الصوت الشديد”[61] أمّا الاصْطراخ : الصياح والنداء والاستغاثة، افتعال من الصراخ قلبت التاء طاءً لأجل الصاد الساكنة قبلها ، وإنّما نفعل ذلك لتعديل الحروف بحرف وسط بين حرفين يوافق الصاد في الاستعلاء والاطباق ، ويوافق التاء في المخرج“[62]. وتوحي بأنّ الصُراخ قد بلغ ذروته في شدّة إطباقه ، وتراصف إيقاعه من توالي الصّاد والطّاء”[63]،وقد تجمعت فيها من أصوات الاستعلاء : الصّاد والطّاء والخاء ،ممّا يُعطي للّفظة ضخامة كضخامة الأهوال في النّار ،وختمت بالواو والنون اللّذين يعطيان للّفظة دويًّا ، وهذا الانسجام مع الأصوات المضطربة المتتالية المدوية للمعذبين.
وقوله تعالى : ﴿ وهُمْ يَصْطَرِخُونَ ﴾ أبلغ من (يصرخون) ؛ للإشارة إلى أنّهم يصرخون صُراخًا منكرًا خارجًا عن الحدِّ المعتاد”[64].
وممّاجاء أيضًا في الكتاب العزيز قول المولى تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾“[65] إذ تتّضح معاني الخيلاء والتّكبّر للإنسان المرح ، وقد عقد البيان القرآني وجه القرآن بينه وبين الجبل الّذي يمتدّ طول خَرْقِهِ لباطن الأرض أضعاف طوله فوق ظهرها ، إلاّ أنّه يظلّ هادئًا مستقرّا لايتزعزع”[66] .
ومثله ماجاء في سورة البقرة قوله تعالى : ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾“[67]إذ وافقت سين “يبصط”الضّادات والطّاء صوتياً ودلاليًا فالقرض الصّدقة ، وهي من الصّدق والإخلاص أعظم ما يمتحن فيه المؤمن ، القبض المنع في الرّزق وهو عند الله تعالى أوثق من القيد إن شاء ،والبسط والسّعة في المال على من يشاء من عباده في الدنيا إلاّ أن الآكد أن ليس كمثله شيء علوًّا ،وكبرياءً وجبروتًا، فعلاً سخاءً أكبر وأوسع من قرض عباده وكان منعه كذلك”[68].
– دلالة أصوات الإستفال :
الاستفال[69]: هوانحطاط أقصى اللّسان أو انخفاظه عن الحنك الأعلى عند النّطق بالحرف ، فينخفض معه الصّوت إلى قاع الفم على هيئة مخارج الحروف المخصّصة للاستفال “[70]،. ويدلُّ أصلُها اللُّغويُّ على نزولِ شيءٍ واستقرارِهِ قرارَهُ وما يدلّ على الإستفال ما جاء في سورة مريم ، قوله تعالى:﴿كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾“[71].إذ تمثّل الأصوات المستفيلة ، تلك المسحة المشفقة ، وذلك التّحنّن نتيجة ذلك الدّعاء الملحّ”[72]، فكانت الياء رأس هذه الأصوات للدّلالة على ذلك ، بإحداث النّغم الرّخي الّذي صحب آي السّرد”[73] .
وجاءت معاني الأصوات المستفلة للرّحمة ، فمن ذاك ما كان قصّه القرآن الكريم عن موسى عليه السّلام وفتاه يوشع بن نون عليه السّلام من قوله جلاّ جلاله :﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾“[74] جاء التّعبير القرآني بلفظ “لفتاه “بدلاّ عن خادمه ،فأنزل نفسه منزلة هذا الخادم رحمة به ،ولعلّ ما يفسّر ذلك السموّ نفساً في الفاء صوتاً ،ومقابلة التّواضع في الفاء المستفل
خامسًا: دلالة أصوات الاذلاق والاصمات :
دلالة أصوات الاذلاق:
الذّلاقة “[75]:هي الاعتماد على ذلق اللّسان والشّفة عند النّطق بالحرف “[76]، وهي سرعة النّطق بالحرف وخفّته لخروجه من طرف اللّسان”[77]، ومن المواقف التي تظهر فيها صعوبة ويأس يلازمان من يقع في مثل حال الكافر المنكر لفضل الله ، فمثل ذلك يظهر في قوله تعالى: ﴿أَو يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَورًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لهُ طَلَبا﴾“[78]فالآية المباركة توحي أنّ حسن هؤلاء المتعالين على أن يكونوا عبادًا لله المعبود الخارجين عن حكمه الّذي ارتضاه لهم ، أولئك كان عقابهم بأن أغور ماءهم لغورهم عنه عزّوجلّ وسلبهم سبل إخراج الماء وطلبه”[79].
– دلالة أصوات الإصمات:
الاصمات”[80]:هو ثقل الحرف عند النّطق به لخروجه بعيدًا عن طرف اللّسان والشّفتين”[81] ، والاصمات من صفات قوّة الحرف”[82]. وسُمِّيت الأُخَرُ مصمتةً؛ لأنَّها أُصمِتتْ أن تختصَّ بالحروفِ إذا كَثُرت حروفه لاعتياصِها على اللِّسان”[83]. ومن ذلك قول المولى عزّوجلّ في كتابه العزيز:﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ،لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ،فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾“[84].
قال ابنُ منظور الزقوم ، طعامُ أَهلِ النار، والزّقوم كلُّ طعام ثقيل. الزقمةُ الطاعون. والزقّوم فَعُّول، من الزقم واللقم الشديد، والشراب المفرط. وقد تكون عدم استساغة هذا الأَكل لا غبار عليها، لما في لفظة الزقّوم من تركيب تقشعرُّ منه الأَبدان“[85] قال الرازي : “إنَّ القاف مع كلِّ حرفٍ من الحرفين الباقيين يدلُّ على المكروه في أَكثر الأَمر. فالقاف مع الميم قمامةُ وقمقمة وبالعكس مقامق الغليظ الصوت. والقمقمة هو السور، وأَما القافُ مع الزاي: الزق، رمى الطائر بذرقه، والزقزقة الخفّة وبالعكس، القزنوب. فينفرُ الطبعُ من تركيب الكلمة من حروف اجتماعها دليل الكراهة والقبح، ثُمَّ قُرِنَ بالأَكل فدلَّ على أَنَّه طعامُ ذو غُصّةٍ”[86].
2– دلالة الأصّوات للصّفات الخاصّة (التي لا ضدّ لها) في القرآن الكريم
أمّا الصفات الخاصّة ،وهي : الصّفير ، والتّفشي ، الانحراف، و الغنّة ، و التّكرار ، و القلقلة ، والخفاء .
أولاً: دلالة أصوات الصّفير :
الصّفير[87] : حدّة الصّوت “[88] وصفت به الأصوات لأنّها تصدر عند النّطق بها شبه الصّفير “[89] وعرَّف مكيٌّ الصَّفير بقوله:”وحقيقة الصَّفير: أنَّه اللَّفظُ الذي يَخرُجُ بقوَّةٍ مع الرِّيح من طرفِ اللِّسان ممَّا بين الثنايا تَسْمَع له حسّاً ظاهراً في السَّمع.“[90].وقيل “إنّ الصّفير من الأصوات الاحتكاكية”[91]. فالصّفير صفة قوّة في الصّوت لا يشركها في نسبته غيرها من الأصوات”[92] ذكَر الجاحظُ أنَّ الصَّفير قد يكون من عيوب النُّطق إذا خرَج نتيجة كسرٍ في الأسنان أو فُرَجٍ فيها أدَّى إلى اندفاع الصَّفير مع كلِّ الحروف، قال:”وقال خلادُ بنُ يزيد الأرعط: خَطَبَ الجُمَحِيُّ خطبةَ نِكاحٍ أصابَ فيها معاني الكَلام، وكانَ في كلامِه صفيرٌ يَخْرُجُ من مَوضِعِ ثَنَايَاهُ المَنزوعةِ، فأجَابه زيدُ بنُ عليِّ بنِ الحسين بكلامٍ في جَودَةِ كلامِهِ، إلاَّ أنّه فَضَلَهُ بحُسنِ المخرجِ والسَّلاَمةِ من الصَّفير“[93].
تبيّن علاقة الأصوات الصّفيريّة مع المعنى،في قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا ﴾”[94]الحروف الصّفيريّة في الآية (الشّين،والزاي،والسين)، تشكّل محور ربط مع العناصر الرئيسية في العبارة.فالسين في “شركاء“ذات ملح فيه تفشّ وصفير ، وهذا حال مَن ادّعى مع الله شريكًا ، فهو على غير بيّنة مُهتزّ مُشتت الفكر ، ولذا جاء التّعبير بلفظ “زغتم”، يبدأ الثبات ، فيظهر الانسجام العميق بين اللّفظ والمعنى.
ولعلّ هذا الأمر يصدقُ أيضًا في قوله تعالى :﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾” [95]فمعنى (عسعس اللّيل) :أقبل أو أدبر بظلامه.(عسعس) في اللّغة : من (عسَّ ، يَعُسُّ ، عَسًّا) أيّ:طاف باللّيل،و(عسعس اللّيل عسعسه):هو إقباله،وقيل:هو إدباره “[96].إذ جسم جرس السين الحركة و إيقاعها يوحي بحركة اللّيل و هو يعسّ في الظلام والخفاء ،كما يعسّ الماشي ويطوف في اللّيل تارة بيده و أخرى برجله ، وهو إيحاء بالجرس المؤدي للمعنى. أمّا جرس السين في لفظة “تنفّس “فإنّه يُوحي بالرقّة والسلاسة الملائمة لرقّة الصّبح ونداوته ، وحركة انقلاب الصّبح بعد ظلمة اللّيل”[97].حيث التّنفّس يشير إلى بداية الصّبح ، “وعسعس“يشير إلى إقبال الظّلام”[98] فلفظة “تنفّس” توحي إلى استراحة( الصّبح) بعد عنائه في إزالة اللّيل، إذ تحمل إيقاعًا هادءًا يتغلغل في النّفس، ويرفعها إلى مستوى كائنات الطبيعة ، وهي تفوح بالرّوح والنّسيم ،لتدع المخيّلة تتصوّر قوله تعالى :﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾”وكأنّ غمامة سوداء تطايرت واقشعرّت ، ليحلّ محلّها النّور”[99].
وينكتنا القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ [100]فلفظة “صرصر” وصف مخصوص بالرّيح المرسلة للعذاب ، وقد اختير لها وصفًا لما فيه من امتداد الصّوت وتكريره وترجيعه “[101] ،والرّيح صّرصر ، أيّ : باردة ،و”الصّرصر” هي الرّيح المدمّرة”[102] .فصوت الصّاد بصفيره ، مجتمعًا مع الرّاء المتكرّرة ، ولّد تقطيعًا صوتيًّا يُوحي بشدّة الرّيح وتلاحقها وطول زمنها، وكأنّ اصطكاك الأسنان في نطق الصّاد مع ذبذبات نطق الرّاء ، يُولّد صفيرًا ودويًّا يُشبه صوت الرّيح”[103].
وتدلّ نصاعة صوت الصّاد ونقائه على القوّة والمكُنة في قوله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴾ “[104] إذ يتضامن الفرد و الجماعة عند القتال في سبيله ، داخل الصّفّ المـتين المكين قتال فيه صمود و ثبات يشدّ أصحابه بعضهم بعضًا ، و تُرَصُّ لبنات بنائه رصًّا يصدّ أيّ اعتداء على حرمة المسلمين “[105].فاللّفظاتان”صفًا” و “مرصوص” المؤشر الرئيسي في الدّلالة على معنى الثّبات و الصّمود ، فالصّاد هنا حرف احتكاكي”[106] ، وأندى في السّمع “[107] ، لذلك فصوت الصّاد يَصلح لمحاكات الأصوات الطبيعية .
ثانيًا :دلالة أصوات التّفشّي :
التّفشّي”[108] هو صفة خاصّة بصوت الشين في العربيّة ، وعند النّطق بهذا الصّوت يتفشّى الهواء وينتشر داخل الفم و خارجه “[109]، “سُمِّيتْ بذلك؛ لأنَّها تَفَشَّتْ في مخرجِها عند النُّطقِ بها حتى اتَّصَلَتْ بمخرجِ الطاءِ… ومعنى التفشِّي: هو كثرةُ انتشارِ خُروج الرِّيح بين اللِّسانِ والحنكِ
وانبساطِه في الخروجِ عند النُّطق بها”[110].و ممّا جاء في حالة التّفشّي قوله تعالى :﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ﴾ “[111]إذ تظهر الآية الكريمة ، تماوحُ النّاس عند خروجهم من الأجدَاث ، يحول بعضهم في بعض على كثرتهم مثل الجراد المتطاير في الأجواء ، منتشرًا أسرابًا في كلّ مكان ، في هذه الأجواء” “[112]
وقد برزت أيضًا صفة التّفشّي في سورة الواقعة في قوله عزّ و جلّ:﴿ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾“[113].إنّ تكرار حرف الشين أربع مرات في الآيات يكشف لنا عن حالة العذاب والجزاء التي ألمّت بالكفّار يقول الشّيخ العلاّمة الطاهر بن عاشور في تفسيره التحربر والتنوير لهذه الآيات:”شجر الزّقوم”: من شجر العذاب ،و الحميم : الماء الشّديد الغليان ،والمقصود من قوله تعالى: ﴿ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾ تفظيع حالهم في جزائهم على ما كانوا عليه من ترف في الدنيا بملْء بطونهم بالطعام والشّراب ملئًا أنسَاهم إقبالهم عليه و شربهم من التفكّر في مصيرهم ، وقد زيد تفظيعًا في التّشبّه في قوله: ﴿فشَاربُون شُربَ الهِيم﴾ ، وإعادة فعل (شاربون) لتأكيد و تكرير استحضار تلك السّورة الفظيعة أيّ يشربون هذا الماء المحُرق مع ما طعموه من شجر الزقوم”[114]. فيحضر صوت الشّين بجرْسه الصّوتي الرّائع والمميّز ليُصّور لنا تفشّي ذلك الجزاء ووقعه.
وجاء في ذات الباب في سورة القارعة قوله تعالى :﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴾”[115].إذ تكرّر كلّ من الشّين والثّاء بما فيهما من الاستثار والتّفشّي فناسب الجوّ العام لسيّاق هذا المشهد ، وهو صورة من الانقلاب الكوّني الّذي يصبح فيه النّاس كالفراش المتطاير هنا وهناك، يتخبّط النّاس فيه تخبّطًا عشوائيًا ، وتكون الجبال كالصّوف المبعثر خفّة وتطاير .
وقال تعالى أيضا في سورة الغاشية : ﴿أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾”[116]. تتحدّث هذه الآية عن الغاشية ،وهي يوم القيامة ، ومافيها من عذاب وشقاء للكافرين.
قال الزمخشرئ : “(الغاشية) الدّاهية التي تغشى النّاس بشدائدها وتلبسهم أحوالها ، يعني القيامة”[117] وأنّ لفظة( الغاشية ) أخفّ من ألفاظ ( القارعة و الطّامة و الحّاقة و الواقعة) ، وأنّ دلالتها مستمدّة من أصواتها وبخاصة صوت الشين الّذي يُفيد معنى الانتشار والتّفشيّ ، وكانت الداهية قد تفشّت وانتشرت وهزّت الكون بأهوالها”[118].
ثالثًا : دلالة أصوات الانحراف.
– الانحراف : هو الميلُ بالحرف عن مخرجه عند النّطق به حتّى يصل بمخرج ، وله حرفان هما 🙁 اللام والرّاء) ويُسميان مُنحرفين لميلهما عن مخرجيهما عند النّطق بهما إلى غيرهما من المخارج”[119]وهذا ما اتّضح في قوله تعالى:﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَىٰ
لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾” [120] . فلفظة “بعض” كما تحدّدها المعاجم اللّغوية: الشّدُّ بالأسنان على الشيْء “[121]، وإنّ ممّا يبعث على “العضّ” الندم و التحسّر ،والعضّ يحدث في النّفس ألماً و جرحًا ، فناسبه قوله تعالى : ﴿ياليتني﴾. لأنّ التحسّر يبعث على التمنّي المشُوب بالفوات”[122].
رابعًا : دلالة أصوات الغنّة:
الغنّة[123] الصّوت الزّائد على جسم الميم و النون ، منبعث عن الخيشوم المركّب فوق غار الحلق الأعلى”[124]. قال القرطبيُّ :”وأمَّا حروفُ الغُنَّةِ فالنُّونُ ساكنةً ومتحرِّكةً، والميمُ، إلاَّ أنَّ الميمَ أقوى من النُّونِ؛ لأنَّ لَفظَها لا يَزولُ، ولفظُ النُّونِ قد يزولُ عنها، فلا يَبْقى مِنها إلا غُنَّة، وكذلك لم تُدغَم الميمُ في النُّون” [125] .
و قد جاء في مقام الحزن ممّا اقترن بالغنّة ، وصوت المدّ عند أطراف الآية الكريمة قوله تعالى﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ﴾”[126]. إذ تُوحي الغنّة في الآية إلى حزن هؤلاء الصّحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وأساهم وإيلامهم الدّفيين الشّديدين لقعودهم عن الجهاد كراهةً وقهرًا،إذ لم يجدوا ما ينفقون للخروج إليه“[127] فأنينُ النّون الأغنّ تحسّه عند فاصلة الآية.
وجاء تطابق الغنّة في سورة مريم ، قول المولى تبارك وتعالى: ﴿ ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿ مَا كَانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَإِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَـٰكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُوَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَإِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾” [128]فالنّون والميم هما ما يعطيان للنّغم الموسيقيّ وقعًا.
ويطلعنا القرآن الكريم في سورة النحل قول المولى تبارك وتعالى : ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾”[129].إذ تبيّن الآية المباركة هؤلاء القوم وما أصابهم من الغمّ والهمّ بسبب ما رزقهم الله تعالى من البنات.ويظهر صوت الميم الأغنّ ، أنين الرجل الّذي انعكس ما بداخله على الوجه ، فاسودّ وأكفهرّ“[130] وجاءت كلمة ” يتوارى” تبين أنّ هذا الرجل يصارع ، لأن يخفيَ ما نزل به من غمّ ، ممّا يعتقد أنّه فاضحه؛ وهو ما تومئ إليه﴿ أيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ﴾حيرة بعد الفضيحة ، أيحفظها على كراهة وغبن ، وهمّ وهون ، أو يدفنها حية ؟“[131].
خامسًا : دلالة أصوات التّكرار
التّكرار[132] (التكرير) :هو اهتزاز أسلة اللّسان عند النّطق بالصّوت “[133]ولايمكن أو يتولّد الصّوت إلاّ بهذا التّكرار.[134] ويعدّ التّكرار صفة خاصّة بحرف الرّاء “[135] ،لأنّ التقاء طرف اللّسان بحافة الحنك ممّا يلي الثنايا العليا يتكرّار في النّطق بها كأنّما ، يطرق طرف اللّسان حافة الحنك طرقًا لينًا يسيرًا مرتين أو ثلاث لتتكون الراء العربية “[136] التي تتكرر بدون انقطاع بل تجري مجرى الحرف الواحد”[137]. قال مكيٌّ:”والرَّاءُ حرفٌ قويٌّ للتكرير الذي فيه… يَجري معه النَّفَسُ لانحرافِه إلى اللاَّمِ، وللتكريرِ الذي فيه، فذلك قَدْرُ الرَّخاوةِ التي فيه… والتكريرُ: هو ارتعاد طرفِ اللِّسان بالرَّاء مُكَرِّراً لها، فإخفاء ذلك التكرير لا بدَّ منه…وإذا تكرَّرت الرَّاءُ، والأولى مشدَّدة أو مخفَّفة وجَبَ التحفُّظُ على إظهارهما وإخفاءِ التكرير”[138] .
يتّخذ النّظم القرآني أحيانًا من الصّوت المتكرّر وسيلة لتصوير المعنى وتجسيمه ، والايحاء بما يدلّ عليه ، معتمدًا في ذلك على ما تتمتّع به الأصوات من خصائص وصفات في الجرس والنغم ، فهي تشيع بجرسها الصّوتيّ نغمًا يُسهم في إبراز المعى المُراد. لنتأمل النغم المنبعث من الجرس الصّوتيّ لحرف السين في قوله تعالى : ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَـٰهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِمِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾”[139].
فحرف السين الّذي تكرّر في هذه السّورة ، صوت صامتٌ مهموس لثويٌّ “[140] احتكاكيّ، تلتقي الأسنان السفلى بالأسنان العليا عند النطق به ولا يمكن للإنسان أن ينطقَ به وهو مفتوح الفم ، وهو أدلّ بجرسه الصّوتيّ الاحتكاكيّ الهامس على تصوير حالة الهمس الخفيّ التي يخافت بها أهل الجرائم والمكائد ، وبذلك يصوّر جرس الأصوات جوّ الوسوسة وما يفعله الشيطان حين يلقي في روع الإنسان ما يزين له ارتكاب المعاصي ، وقد أسهم صوت الصاد الّذي يشبه صوت السين في صفته وجرسه على زيادة النغم الموحي بالمعنى “[141].
تكثر مطابقة دلالة التّكرار ، لما يوافق معناه ، وهو ما يوحيه صوت الرّاء المكرّر ، ومن ذاك قول المولى عزّوجلّ في سورة فصّلت : ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ ﴾” [142] إذ دلّ تكرار الرّاء على ما تتسبب به الرّيح الباردة من أذى نفسي وجسدي”[143]، فكان التّكرار وظيفة معنويّة تعبيريّة ودلّت إيقاعاته على ما ناسب السّياق من هول وشدّة في العذاب.
وجاء أيضافي قوله تعالى:﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا إذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴾ “[144] إذ تصوّر الآي مشهدًا للقيامة،وتعظّم هوله ،الّذي ينتظر المُغالين المكذّبين،نارلايتوقّف اشتعالها ولايهدأ تغيّظها ولايُكتَم زفيرها،وتصوّر حال هؤلاء وهم يردّدون طلب الإهلاك،ويكرّرونه لعلّه ينقذهم من هذا البلاء النّازل بهم فيجاب عليهم بأن يزيدوا في ذلك قدر تكرارهم عمل المنكر”[145].
ونظيره ماجاء في قوله تعالى :﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْوَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ﴾” [146]هذه الآيات تتحدّث عن الأهوال العظيمة ليوم القيامة ،فالشّمس التي لُفت كما تُلفّ العمامة وتجمع ويذهب ضوءها ويُرمى بها فتسقط”[147]،والنجوم التي تناثرت وتهافت وسقطت ، والجبال التي أزيلت عن أماكنها من الأرض وسيرت في الهواء“[148].والوحوش التي تجمع من كل جانب ،والبحار التي فاضت وقد أفضى بعضها إلى بعض فصارت بحرًا واحدًا ،وجُعلت مياهها نيرًا يعذّب أهل النّار بها “[149] ، والصّحف التي تنشر فيعطى كلّ إنسان كتابه بيمينه أو شماله على قدر عمله”[150].فهذه التّحركات المستمرّة العجيبة التي ستحدث للكون تثير في النّفس الهلع ولاسيما إذا شاهدها الإنسان بنفسه ، وفي هذا تناسب رائع مع صفة حرف الرّاء الّذي تتابع في نقطه طرقات اللّسان على اللثّة تتابعًا سريعًا يصوّر إبداع تصوير هذه الأحداث والحركات المستمرّة في الكون ، يساعد في ذلك صوت التّاء الّذي تكرّر عدّة مرّات ، ومناسبته تأتي من صفته الانفجاريّة وذلك بسبب اتّصال أوّل اللّسان بأصول الثنايا اتّصالاً تامًا لايسمح للهواء بالمرور ثمّ ينفصل فهو صوت انفجاريّ شديد.
سادسًا : دلالة أصوات القلقلة:
القلقلة: اضطراب اللّسان عند النّطق بالحرف حتّى يسمع له نبرة قوّية خصوصًا إذا كان ساكنًا وحروفها خمسة مجموعة في (قطب جد)ويقابلها عند المحدثين ما يُسمّى بالانفجار ، وتُسمّى مُقلقلة لاضطراب اللّسان في الظّم عند النُّطق بها حتّى يسمع له نبرة قوّية دون غيرها من الحروف “[151]. وهي حروف مُشْربةٌ في مخارجها إلاَّ أنّها تُضغط ضغطاً شديداً، فإنَّ لها أصواتاً كالحركات، تتقلقل عند خروجها أي تضطرب، ولهذا سمّيت حروف القلقلة”[152].
إنّ سماع النّبرة القوّية الناتجة عن اضطراب القلقلة عند مخارجها حين النّطق بها ، يُوحي إلى مواطن الدّلالة ، ويتّضح هذا في قوله تعالى : ﴿وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ﴾” [153]لم يكتفِ هؤلاء القوم بتعبير الدّمع فيطمعون وكلّهم ثقة ، أنْ ينهلوا من الحقّ ، إيمانًا به ، وإذعانًا بسلطانه بنبرة قويّة عميقة صريحة مشفقة راجيّة من ربّها أن يدخلها في الصالحين “[154]، ويتراءى أنّ القلقلة ، قد وافقت موقف صلابة الإيمان بمعرفة الحقّ .
وجاء وقع القلقلة أيضًا في قوله تعالى :﴿وجَاءَت سَكْرَةٌ المَوتِ بالحَقّ﴾” [155]إذ تدلّ الآية الكريمة على أنّ الموتَ وهو لها ، من نزعاتها وشهقاتها ، وسعادتها ،وشقائها أقوى من مشاهد الكون والبعث وغيرها “[156]، إذ تظهر قوّة القلقلة في هذه الآية ، وقد خدمت الجيم الشّدّة والصّلابة في قلقلتها.
وينكتنا القرآن العظيم ماجاء في قول المولى تبارك وتعالى : ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَىٰكُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾” [157] قد ابتدأت السّورة الكريمة بالقسم وأبراجها ويوم القيامة ، فهي أيّام استعرض فيها جانبًا من حال هؤلاء المؤمنين حين الامتحان الأكبروشهادة الله عزّوجلّ في ذلك”[158].
وتبيّن من خلال هذه السّورة توافر القوّة في صوت القاف،وهو أصل القلقلة ، الّذي ضمّته الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ أيّ أحرقوا المؤمنين والمؤمنات، يُقال فتنت الشيء ، أحرقته ، والفَتِينُ حجارة سُودٌ كأنّها مُحْرَقَةُ”[159].
ولكن لابدّ أن يكون الجزاء من جنس العمل ، إذ قابل التعبير القرآني حرق أصحاب الأخدود الّذي هو من عمل الخلق ،بحريق جهنّم ، وهو ومن الخالق ،ولا وجه للمقارنة ،كما أنّ عذاب الفتنة عند هؤلاء القوم أقلّ حدّة ، من عذاب إحراقهم المؤمنين”[160] . لذا كانت القاف أكثر دلالة على القرع والعِقاب فأُخٍّرَ عند طرف الآية.
ومثيله ماجاء في سورة المسد ، قوله تبارك تعالى: ﴿تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴾” [161] إذ توالت الفواصل الأولى بالباء صوتًا لها ، والتي تُوحي إلى ذلك الشّدّ ، و ذلك التّعنيف شبيه بشدّة تبات أبي لهب ، الّذي جمع المال والكسب.
أوشدّة اللّهب الملقى في طريق النبي صلى الله عليه وسلّم الّذي كان يحرّضان النّاس عليها ، أوشدّة لهب جهنّم و مصيرها ، أو شدّة الحطب الّذي كانت تحمله أم جميل”[162] . و لكن صوت الفاصلة الأخيرة خالف الأول ،ولم يكن للتّعبير القرآني ليغيّر النّغم ، بتغيير صوت الفاصلة ، دون أن يكون هناك مؤشّر الدّلالة ،فالدّال عند رأس الآية الأخيرة يُوحي إلى أنّ الشدّ أوقع عذابًا على أمّ جميل أكثر من بَعلِها لأنّها رأس الفتنة لذا بلغ القرع منتهاه“[163].
وجاء في سورة الانشقاق قول تعالى :﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾”[164].
الشفق : هو الحمرة التي تشاهد في الأفق الغربي بعد الغروب، وأصله رقّة الشيء ، ويقال ثوب شفق : أيّ لايتماسك لرقته ، ومنه أشفق عليه : أيّ رقّ له قلبه”[165] ، ووسق : جمع ، واتّسق : استوى ، وطبقًا عن طبق : حال عن حال “[166].
وقد جيء بصوت القاف وهو صوت شديد مقلق،في معرض القسم بمظاهر كونية على تقلب الإنسان في أحوال شتى،وانتقاله من حال إلى حال،واضطراب القاف وتقلقله فيه دلالة التقلب في هذه الكائنات ومنها الإنسان،وبتحول النّاس بعد الموت إلى حين مصيرهم،إمّاإلى الجنّة وإمّاإلى النّار”[167] .
سابعًا : دلالة أصوات الإخفاء .
الإخفاء : هو النّطق بالصّوت بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنّة في الصّوت الأوّل “[168].
فمن ذلك لفظة ( وسوَسَ ) في قوله تعالى :﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا ﴾”[169] إذ قال أبو السعود : ” أيّ : فعلَ الوسوسةَ لأجلهما ، أو تكلّمَ لهما كلاماً خفيّاً متداركاً متكرِّراً ، وهي في الأصل : الصّوت الخفيّ ، كالهينمة ، والخشخشة . ومنه وسوسة الحلي”[170] فكأنّه أراد أنّ ما في صوت السين من الخفاء والهمس قد ساعد على إدراك هذه الوسوسة الخفية المتكررة ، الصادرة من إبليس ( لعنه الله ) لأبوينا آدم وحوّاء ( عليهما السلام ) .
والهمس هو الصوت الخفيّ“ [171]، وهو من صفات ( السين ) يتم النطق به من دون فتح الفم”[172]. وقد ورد صوت ( السين ) في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ، جاءت في سياقٍ يتبيّنُ فيه معنى الخفاء أو فيه حديثٌ عن حالات نفسيّة خفيّة ، وفيها همس وهدوء ، كما في قوله تعالى : ﴿ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ﴾”[173]ومن ذلك لفظة ( حسيسها ) في قوله تعالى : ﴿لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾ “[174]. وقد تعرّض أبو السعودِ إلى هذه اللفظة ، قائلاً :
” الحسيس صوت يحُسُّ ، أيّ لا يسمعون صوتها سمعاً ضعيفاً ، كما هو المعهود عند كون المصوِّت بعيداً ، وإن كان صوته في غاية الشدّة ، لا أنّهم يسمعون صوتها الخفيّ في نفسه فقط “[175] . وكأنّه تنبّه إلى إيحائيّة السين الدالّة على الخفاء ، فأهل الجنّة لا يسمعون ـ بإرادة الله ، عزَّ وعلا ـ من صوت زفير جهنّم شيئاً ، حتّى الحسيس من صوتِها لا يسمعونه، وهو الصوت الخفيُّ الّذي لا يحسُ به ، إنّما هو من خفايا النّفس.وقد أشار ابن جنّي إلى ذلك حين قال : فجعلوا الصاد لقوّتها مع ما يشاهد من الأفعال المعالَجة المتجشَّمة ، وجعلوا السين لضعفِها فيما تعرفه النّفس ، وإنْ لم ترَه العين “[176] . فصوت السين هنا قد تناسب وطبيعةَ الموقف ، وساعدَ على تجلية المعنى .
قال تعالى :﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَـٰهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿4﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾[177].
الوسواس : أصل هذه الكلمة دائرة على معنى الخفاء ، والوسواس من الجنّ في غاية الخفاء هو عمله ، والموسوس من الإنس يتحرّى الإخفاء ما استطاع ويحكم الحيلة في ذلك ولايرمي رميته إلاّ في الخلوات ، والخنوس : هو التأخر بعد التقدّم فهو يظهر ويختفي إغراقًا في الكيد حتّى يبلغ مُراده”[178]فالسّورة تصوّر أجواء الوسوسة ،والكلام الخفي،والتعوّذ ممّا يخافه المتعوذ من الجنّ والإنس. وقد اختير هذا الصّوت-الرخو المهموس المرقق المستفل الصفيري – بصفة خاصّة ؛ لإبراز هذه الوسوسة التي يُخافت بها أهل الجرائم والمكائد ، وما يلقيه الشيطان في روع الإنسان ؛ ليزيّن له بذلك ارتكاب المعاصي ، وهو أدلّ بجرسه الصوتيّ الاحتكاكيّ الهامس على تصوير حالة الهمس الخفيّ”[179].
ومثلها قول هود عليه السّلام لقومه ،قال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴾”[180]. إنّ من يعبد أصناماً من دون الله يُعدّ كافراً، والكفر: التغطية والستر. قال ابن منظور: ّ” كفر الشيء: غطاه وستره ” “[181]. فكأنّ عبادة هذه الأصنام غطّت على القلب بزيادة الكفر فأخفته وسترته.”[182].
أخفاه وستره عن رؤية الحقيقة وهي بطلان عبادته وخفاء مشروعيّتها، فالخفاء ناسب الإخفاء.
قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾”[183]. الاخفاء في التنوين بعد فاء في (قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ) ،وقيل: ( كنتم فقراء فأغناكم ) “[184]ثم إنّ القلّة في العدد أو المال تجعل الإنسان يتخفّى من الظهور، أو أنّه يكون خافياً عن الأنظار لا يؤبه له، أمّا كثير المال كثير العدد فإنّه لا يكون خافياً بل ظاهراً معروفاً.
نتائج البحث :
وقد حرصنا على أن تكون الغاية من هذا البحث خدمة اللّغة العربية عامّة ، وكتاب الله عزّوجلّ بصفة خاصّة ، لذلك عملنا على رصد أثر الدّلالة الصّوتيّة، وبعدها خلُص البحث إلى النتائج الآتية :
– إنّ العلاقة بين الأصوات اللّغويّة ودلالتها ظاهرة بارزة في اللّغة العربية .
– إنّ للقيمة الصّوتيّة في القرآن الكريم أثرا في استدعاء المعنى ، فقيمة الصوت تكمن في الإفادة المعنوية.
– لاتعرف الألفاظ القرآنية المتنوعة الدّلالة إلاّ عن طريق الصّوت اللّغويّ ، فالقرآن الكريم اختارها بدقّة لتدلّ على مقاصده في كلّ آياته.
– وظّف التعبير القرآني الأصوات الخاصّة والأصوات العامّة توظيفا يقصد منه تصوير المواقف بما تحتويه الأصوات اللّغويّة من دلالات.
– يتّضح من تحليل الآيات القرآنية صوتيًا ،أنّها ذات سلاسة نطقية تستهوي الألسنة ،تكتسبها من وفرة الأصوات اللّغوية السهلة النّطق فيها ،التي تتمتّع بملامح لاتتطلّب جهدًا عضليًّا كبيرًا في النّطق ،ومن هذه السلاسة النطقية تكتسب هذه الآيات القرآنية موسيقى لغوية لافتة جذابة ،إلى جانب كثرة الأصوات اللّغوية المتميّزة الجرْس فيها.
– الملحظ الصوتي الذي يتصدّر السورة متوافقاً دلاليًّا وصوتيًّا مع مضمون السورة، وذلك من حيث صفات الحروف وصفات السورة ومخارج الاحرف ومضامين السورة، وما هذه المعاني إلاّ دلالات إلهية لبيان إعجاز القرآن عمومًا وإعجازه الصوتيّ على وجه الخصوص.
قائمة المصادروالمراجع
- لغة القرآن في جزء عم : محمود أحمد نحلة ، دار النهضة العربية، 1981م.
- تفسير سفيان الثوري : سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي أبو عبد الله ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط1/ 1404هـ -1984م.
- الإتقان في علوم القرآن : جلال الدين بن عبد الرحمان السيوطي ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، مصر ، ط4/1394ه-1974م .
- أحكام قراءة القرآن الكريم : خليل الحصري ، ضبط وتعليق : طلحة بلال ، دار البشائر الاسلامية ، بيروت ، لبنان ،ط1/ 1422ه-2001م.
- إرشاد العقل: السليم أبو السعود بن محمد العمادي .دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ط2/ 1427ه.
- أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات : الحفيان ،دار الكتب العلمية، بيروت ، لبنان، ط1، 1422هـ-2001م
- الأصوات العربية : كمال بشر ،دار غريب للطباعة والنشر، القاهرة ، 2000م،.
- الأصوات اللّغوية : إبراهيم أنيس، دار الطباعة الحديثة، القاهرة .ط4/1979م.
- الإعجاز الفنّي في القرآن : عمر السّلامي .مؤسة عبد الله ، تونس ، (د.ط)، 1980م.
- إيجاز البيان عن معاني القرآن: محمود بن أبي الحسن النيسابوري ، تحقيق: حنيف بن حسن القاسي، دار الغرب الإسلامي ، ط1، لبنان ، 1995م.
- الإيحاء الصوتي في تعبير القرآن : كاسد ياسر الزيدي ، مجلة العرب ، دار اليمامة السعودية .
- الإيقاع أنماطه ودلالاته في لغة القرآن الكريم: عبد الواحد زيادة اسكندر.
- بحوث ومقالات في اللغة:رمضان عبد التواب،مكتبة الخانجي،القاهرة،مصر،ط2/1408ه-1988م.
- البرهان في تجويد القرآن : محمد صالح قمحاوي ، دار ابن زيدون للطباعة والنشر ، بيروت ، ط1/(د.ت).
- بيان إعجاز القرآن : أبو سليمان أحمد بن محمدالخطابي ، تحقيق محمد زغلول سلام ومحمد خلف الله ، دار المعارف ، مصر .(د.ط) ، 2003م.
- البيان في روائع القرآن : تمام حسّان .عالم الكتب ، القاهرة ، مصر ، ط1/1993م.
- البيان والتبيين :عمر بن بحر الجاحظ .تحقيق ونشر : عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي ،القاهرة ، مصر ، (د.ط)، 1418ه-1998م.
- تاج العروس من جواهر القاموس : محمد الزبيدي ،تحقيق : عبد الستار أحمد فراج ، مطبعة حكومة الكويت ، وزارة الارشاد والأنباء ، الكويت ، (د.ط)، 1965م .
- التّحديد في إتقان التجويد : أبو عمرو عثمان بن سعيد الدّاني.دراسة وتحقيق : غانم قدوري الحمد دار عمار، عمان ، الأردن ، ط1/1421ه-2000م.
- التحرير والتنوير: الطاهر بن عاشور الدار التونسية ،تونس،(د.ط) 1984م.
التّصوير الفنيّ في القرآن: سيّد قطب ، دار الشروق ، القاهرة ، مصر ، ط16/1423ه-2002م.
- تفسير البغوي المسمّى معالم التنزيل: أبو محمد الحسين بن مسعود الفرّاء ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط1/1424ه-2004م،
- تفسير الجلالين :جلال الدين بن عبد الرحمان السيوطي.دار المعرفة ، بيروت ، لبنان ، ط1/1404ه-1984م.
- تفسير القرآن الكريم : أبو الفداء اسماعيل بن كثير ،تحقيق : محمود الجميل ، دار الامام مالك،الجزائر ،ط2/1430ه-2009م.
- تفسير القرآن:السعدي: تحقيق:أبو محمد الغماري،دار الكتب العلمية،بيروت ،ط1م 1416،هـ-1996م،.
- التفسير الكبير او ما يعرف بـ(مفاتيح الغيب): الإِمام محمد بن عمر الفخر الرازي (ت 606هـ)، مطبعة البهية، مصر،ملتزم الطبع عبد الرحمن محمد، ط1، 1357هـ.
- تفسير المراغي : أحمد مصطفى المراغي.دار الفكر ، بيروت ، لبنان ، ط1/1427ه-2006م.
- التّفسير الوسيط : وهبة الزّحيلي ، دار الفكر ، دمشق ، سوريا ، ط2/ 1427هـ-2006م ، ج3/ص2884.
- تفسير وبيان مفردات القرآن : محمد حسن الحمصي ، مؤسسة الإيمان ، بيروت ، ط1/(د.ت).
- تلخيص المفتاح في المعاني والبيان و البديع: القزويني ، تقديم :ياسين الأيوبي،المكتبة العصرية ، بيروت،ط1/1423هـ ،2002م .
- التمهيد في علم التجويد، لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزريّ (ت 833 هـ)، تحقيق د. غانم قدوري الحمد، مؤسسة الرسالة، ط1، 1407 هـ – 1986 م .
- التمهيد في معرفة التجويد: أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني (ت 569هـ)، تحقيق: غانم قدوري الحمد، دار عمار، الأردن، ط1، 1420هـ = 2000م.
- تيسير الرحمان في تفسير كلام المنان : السعدي عبد الرحمان بن ناصر ، تقديم : محمد بن صالح العثيمين ، تحقيق : عبد الرّحمان بن مُعلاّ اللويَحق.دار الإمام مالك ، ط1/1428ه-2007م.
- جامع البيان : محمد بن جريرالطبري ، تحقيق : محمود شاكر ، دار المعارف ، مصر ط2/(د.ط) .
- الجامع لأحكام القرآن : القرطبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري (671هـ). تحقيق محمد إبراهيم الحفناوي ومحمود عثمان ، دار الحديث ، القاهرة ، مصر ، ط1-1423هـ-2002م.
- الجرس والإيقاع في التعبير القرآني : كاصد ياسر حسين، مجلة آداب الرافدين العدد 9/ 1978م ،(بحث)
- جماليات النظم القرآني في قصّة يوسف عليه السلام : عويض بن حمود العطوي ، الطبعة 1431ه- 2010م، المملكة العربية السعودية.
- جمهرة اللغة:أبو بكر محمد بن الحسن الأزديّ البصريّ (ت 321 هـ)، دار صادر، بيروت.(د.ط)/(د.ت).
- جهد المقل:محمد بن أبي بكرالمرعشلي ،دراسة وتحقيق : غانم قدور حمد ، دار عمار، الأردن ، ط2/1429ه-2008م.
- الدقائق المحكمة في شرح الجزرية في علم التجويد: زكرياء بن محمد الشافعي : تحقيق : نسيب نشاوي ، دمشق ، ط1، 1980م .
- الرِّعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة، :مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ)، تحقيق: أحمد فرحات، دار عمار، عمان – الأردن، ط2، 1404هـ – 1984م.
- سرّ صناعة الإعراب: أبو الفتح عثمان ابن جني.تحقيق : حسن هنداوي ، دار القلم ، دمشق ، سوريا ، ط1/1953م.
- الصّحاح : أبو نصرإسماعيل حماد الجوهري ،تحقيق: أحمدعبد الغفور عطار، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان ،ط4/ 1407ه-1987م.
- الصّوت اللّغوي في القرآن : محمد حسين الصغير ، دار عمار ، الأردن ، ط2/1421ه-2000م
- العربية وعلم اللغة الحديث.: محمد محمد داود ،دار غريب ، القاهرة ، مصر ،(د.ط)/2001م.
- علم الأصوات العربية: محمد جواد.
- علم الأصوات: كمال بشر .دار غريب للطباعة والنشر ، القاهرة ، مصر ، (د.ط)/2001م.
- علم اللغة مقدمة للقارىء العربي :السعران .دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان ، (د.ط)/(د.ت).
- فتح القديربين فني الرواية والدراية من علم التفسير : محمد بن علي الشوكاني .دار الفكر للطباعة والنشر ،دمشق ،(د.ط)/(د.ت).
- في ظلال القرآن الكريم: سيد قطب ،دار الشروق ، مصر ، ط1/142ه-2003م.
- كتاب العين : الخليل بن أحمد الفراهيدي ،تحقيق : عبد الله درويش ، مطبعة العالي ، بغداد (د.ط)، 1967م.
- كتاب سيبويه،: أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر (ت 180هـ)،تحقيق : عبد السلام هارون ، دار الجيل ، بيروت ، لبنان ، ط1/1991م.
- الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل : محمود بن عمر الزّمخشر . تحقيق : يوسف العمادي ، مكتبة مصر ، القاهرة ، (د.ط)/(د.ت).
- لسان العرب: ابو الفضل جمال الدين بن منظور ،تحقيق : ياسر سليمان أبو شادي ومجدي فتحي السيّد ، المكتبة التوفيقية ، القاهرة ، مصر. (د.ط)/(د.ت).
- مبادئ في اللّسانيات : خولة طالب الإبراهيمي .دار القصبة للنشر ، الجزائر ، (د.ط)/ 1994م.
- مجالس التذكير في كلام الحكيم الخبير: عبد الحميد بن باديس .دار البحث والنشر ، قسنطينة ، الجزائر ، ط1/1403ه-1982م.
- مجمع البيان في تفسير القرآن: أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ،مطبعة العرفان ، صيدا ،بيروت ، لبنان ، (د.ط)/1333ه.
- مدخل إلى الدراسات الصوتية عند العرب القدماء :مبارك حنون.
- مرشد القارئ: أبو الأصبع عبد العزيز ابن طحّان الإشبيلي(ت 560ه). تحقيق : صالح الضامن ،مكتبة الصحابة ، الإمارات ،ط1/2007م.
- مشاهد القيامة في القرآن: سيّد قطب .دار الشروق ، القاهرة ، مصر ، ط16/1427ه-2006م.
- المصطلح الصوتي : عبد القادر مرعي.مطبعة جامعة مؤتة ، عمان ، الأردن ، ط1/1993م.
- معالم التنزيل :أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي .دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط1/1993م.
- معاني القرآن وإعرابه : الزَّجَّاج ، أبي إسحاق إبراهيم بن السّري ، تحقيق : عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب ، بيروت ، لبنان .ط1، 1408ه- 1988م .
- الموضح في علم التجويد : عبدالوهاب القرطبي .تحقيق : غانم قدوري الحمد ، دار عمار ، الأردن ، ط1/1998م.
- الموضح في وجوه القراءات وعللها: الشيرازي ، تحقيق :عمر حمدان الكبيسي .
- النشر في القراءات العشر: محمد بن يوسف ابن الجرزيّ.دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ن (د.ط)/(د.ت).
- نظرية اللّغة و الجمال: سلّوم تامر. دار الحوار ، سورية . (د.ط)/(د.ت).
- نهاية القول المفيد : الجريسي محمد مكي نصر، تقديم وتعليق :طه عبد رؤوف سعد ،مكتبة الصفا ، مصر ، ط1/1420ه-1999م.
[1] . سورة فصلت : الآية [42].
[2] . بيان إعجاز القرآن : أبو سليمان أحمد بن محمدالخطابي ، تحقيق محمد زغلول سلام ومحمد خلف الله ، دار المعارف ، مصر ، ص24.
[3] . لسان العرب : ابن منظور ، ج 15 / ص 315 ،مادة( و ص ف).
[4] . ينظر: مبادئ في اللّسانيات : خولة طالب الإبراهيمي ، ص 57.
[5] . مدخل إلى الدراسات الصّوتيّة عند العرب القدماء :مبارك حنون ، ص130.
[6] . أصوات الهمس: عدَّ سيبويه حروفَ الهمس، فقال:” وأمَّا المهموسة: فالهاء، والحاءُ، والخاءُ، والكاف، والشِّينُ، والسِّينُ، والتاء، والصَّادُ، والثاءُ، والفاء، فذلك عشرةُ أحرُفٍ”( الكتاب : سيبويه ،ج4/ ص434 ). وقال أبو العلاء الهمذانيُّ:”فالمهموسُ عشرة يَجمَعُها قولُك: سَتَشْحَثُكَ خصَفَهْ، وإن شئتَ: شَخَصَ فسَكَتَ حَثُّهُ، وإن شئتَ: شَخْصَكَ فاستَحَثَّهُ، وإن شئتَ: حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ”.( التمهيد في علم التجويد :شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزريّ (ت 833 هـ)، تحقيق : غانم قدوري الحمد، مؤسسة الرسالة، ط1، 1407 هـ – 1986 م .ابن عبد البرّ ، ص 280).
[7] . الأصوات اللّغوية : إبراهيم أنيس، دار الطباعة الحديثة، القاهرة ، ص20.
[8] . سورة الشّمس : الآية :[ 04]
[9] . ينظر : التحرير والتنوير: الطاهر بن عاشور الدار التونسية ،تونس،(د.ط) 1984م، ج30/ص368.
[10] . سورة الشّمس : الآية : [07].
[11] . ينظر: التّفسير الوسيط : وهبة الزّحيلي ، دار الفكر ، دمشق ، سوريا ، ط2/ 1427هـ-2006م ، ج3/ص2884.
[12] . سورة الكهف : الأية :[31].
[13] . سورة الكهف : الآية :[ 32]
[14] . أصوات الجهر :عدَّ سيبويه حروفَ الجهرِ ، فقال:”فأما المجهورةُ: فالهمزةُ، والألف، والعين، والغين، والقاف، والجيم، والياء، والضاد، واللام، والنون، والرَّاءُ، والطاء، والدال، والزاي، والظاء، والذال، والباء، والميم، والواو. فذلك تسعةَ عشرَ حرفاً “( الكتاب : سيبويه ،ج4/ ص434 ). وجَمَع الدانيُّ الحروفَ المجهورةَ في عبارة: (ظل قيد بضغم زر بطا وإذ نعج) (التحديد في الإتقان والتجويد، لأبي عمرو عثمان بن سعيد الدانيّ (ت 444 هـ)، تحقيق : غانم قدوري الحمد، دار عمار، عمَّان – الأردن، ط2، 1420 هـ – 1999 م ، ص 105). وجَمَعها أبو العلاء الهمَذانيُّ في عبارة: (زَادَ ظَبْيٌ غَنِجٌ لِي ضُمُوراً إذْ قَطَع) .( التمهيد في معرفة التجويد: أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني (ت 569هـ)، تحقيق: غانم قدوري الحمد، دار عمار، الأردن، ط1، 1420هـ – 2000م. ص 280 ).
[15] . الأصوات اللّغوية: إبراهيم أنيس ، ص20.
[16] . سورة الكهف ، الأية :[04 ]
[17] . أصوات الشّدّة : قال سيبويه:”ومن الحروفِ الشَّديدُ: الهمزةُ، والقافُ، والكافُ، والجيمُ، والطاءُ، والتاءُ، والدَّالُ، والباءُ. وذلك أنَّكَ لو قُلتَ: الحَجّ، ثمَّ مَدَدْتَ صَوْتَكَ لم يَجْرِ ذلك”.( كتاب سيبويه،: أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر (ت 180هـ)، المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق، 1317 هـ ،ج 4 /ص 434).
[18] . الأصوات اللّغوية: إبراهيم أنيس ، ص111.
[19] . سورة يوسف : الأية :[ 23].
[20] . ينظر: في ظلال القرآن الكريم: سيد قطب ،دار الشروق ، مصر ، ط1/142ه-2003م. ج4/ص1980.
[21] . بحوث ومقالات في اللغة:رمضان عبد التواب،مكتبة الخانجي،القاهرة،مصر،ط2/1408ه-1988م، ص21.
[22] . ينظر :الصّحاح : أبو نصرإسماعيل حماد الجوهري ،تحقيق: أحمدعبد الغفور عطار، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان ،ط4/ 1407ه-1987م. ص89 ،مادة )هيت(.
[23] . جماليات النظم القرآني في قصّة يوسف عليه السلام : عويض بن حمود العطوي ، الطبعة 1431ه- 2010م، المملكة العربية السعودية، ص31 .
[24] . سورة الكهف : الآية :[ 50].
[25] . الكتاب: سيبويه بشر عمرو بن قنبر ، تحقيق : عبد السلام هارون ، ج4/ص174.
[26] . سورة الانفطار : الآيات : [1-8]
[27] . ينظر: الجامع لأحكام القرآن : القرطبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري (671هـ). تحقيق محمد إبراهيم الحفناوي ومحمود عثمان ، دار الحديث ، القاهرة ، مصر ، ط1-1423هـ-2002م، ج10/ص202.
[28] . سورة المرسلات : الآياتان[1-2]
[29] . ينظر : جامع البيان : محمد بن جريرالطبري ، تحقيق : محمود شاكر ، دار المعارف ، مصر ط2/(د.ط) ج23/ص580.
[30] . سورة النبأ : الآية : [16]
[31] . ينظر: تيسير الرحمان في تفسير كلام المنان : السعدي عبد الرحمان بن ناصر ، تقديم : محمد بن صالح العثيمين ، تحقيق : عبد الرّحمان بن مُعلاّ اللويَحق.دار الإمام مالك ، ط1/1428ه-2007م،ص1018.
[32] . سورة النازعات : الآية [34].
[33] . التّصوير الفنيّ في القرآن: سيّد قطب ، دار الشروق ، القاهرة ، مصر ، ط16/1423ه-2002م، ص73.
[34] . الأصوات الرخوة : قال سيبويه:”الرِّخوةُ، وهي: الهاءُ، والحاءُ، والغين، والخاء، والشين، والصاد، والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والثاء، والذال، والفاء. وذلك إذا قُلتَ: الطَّسَّ وَانْقَضّ وأشباهَ ذلك أجرَيتَ فيه الصَّوتَ إن شئتَ. (الكتاب: سيبويه ،ج 4/ ص434 ). وجمَعها مكي بن أبي طالب القيسي في عبارات ليَسهل حفظُها، منها: ـ (ثَخَذ ظَغَش زَحَف صَه ضس). (الرعاية : مكي بن أبي طالب القيسي ، ص 119). ـ وجمَعها أبو العلاء الهمَذانيُّ: (حِسُّ شَخْصٍ هَزُّ فَظٍّ غَضُّ ثَذٍّ): أبو العلاء الهمَذانيُّ (التمهيد: أبو العلاء الهمَذانيُّ ص 280 ).
[35] . ينظر : الأصوات العربية : كمال بشر ،دار غريب للطباعة والنشر، القاهرة ، 2000م، ص24.
[36] . سورة مريم : الآية [25]
[37] . لسان العرب: ابو الفضل جمال الدين بن منظور ،تحقيق : ياسر سليمان أبو شادي ومجدي فتحي السيّد ، المكتبة التوفيقية ، القاهرة ، مصر ، (د.ط) (د.ت) ، ج 5 /ص243. (مادة هزز) .
[38] . معالم التنزيل : البغوي ، ج3/ ص193.
[39] . ينظر : الإيحاء الصوتي في تعبير القرآن : كاسد ياسر الزيدي ، مجلة العرب ، دار اليمامة السعودية ، مج 40/ج5و6، ص328.
[40] . حروف الإطباق 🙁 الطّاء – الظّاء – الصّاد –الضّاد).
[41] . الأصوات اللّغوية :إبراهيم أنيس ، ص51.
[42] . سورة الأنبياء : الآية [87].
[43] . ينظر : لسان العرب : ابن منظور ، مادة (ظ ل م): ج4/ص2759.
[44] . ينظر: تاج العروس من جواهر القاموس : محمد الزبيدي ،تحقيق : عبد الستار أحمد فراج ، مطبعة حكومة الكويت ، وزارة الارشاد والأنباء ، الكويت ، (د.ط)، 1965م ، مادة (ه د ى) ،ج40/ ص282.
[45] . سورة البقرة : الآيات [18-20].
[46] . ينظر: تفسير القرآن:السعدي: تحقيق:أبو محمد الغماري،دار الكتب العلمية،بيروت ،ط1م 1416،هـ-1996م، ج1/ص52.
[47] . ينظر : تفسير سفيان الثوري : سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي أبو عبد الله ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط1/ 1404هـ -1984م، ص41.
[48] . ينظر: تلخيص المفتاح في المعاني والبيان و البديع: القزويني ، تقديم :ياسين الأيوبي،المكتبة العصرية ، بيروت،ط1/1423هـ ،2002م ، ص150.
[49] . ينظر :تفسير البغوي المسمّى معالم التنزيل: أبو محمد الحسين بن مسعود الفرّاء ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط1/1424ه-2004م، ج1/ ص24.
[50] . حروف الانفتاح يجمعها قولك : من أخذ وجد سعة فزكّا حقّ له شرب غيث.
[51] . العربية وعلم اللغة الحدبث.: محمد محمد داود ،دار غريب ، القاهرة ، مصر ،(د.ط)/2001م، ص124.
[52] . سورة القمر : الآيتان[11-12]
[53] . ينظر: تفسير وبيان مفردات القرآن : محمد حسن الحمصي ، مؤسسة الإيمان ، بيروت ، ط1/ ص661.
[54] . سورة الفتح : الآية [01].
[55] . حروف الإستعلاء ، سبعة :(الصّاد،والضّاد ,الظّاء ،والطّاء ،والغين ،والقاف ،والفاء ،والخاء).(ينظر : الكتاب : سيبويه : ج4/ص128).
[56] . ينظر: جهد المقل:محمد بن أبي بكرالمرعشلي ،دراسة وتحقيق : غانم قدور حمد ، دار عمار، الأردن ، ط2/1429ه-2008م، ص151.
[57] . سورة هود : الآية [78].
[58] . سورة طه : الآية [78]
[59] . ينظر : تفسير القرآن الكريم : أبو الفداء اسماعيل بن كثير ،تحقيق : محمود الجميل ، دار الامام مالك،الجزائر ،ط2/1430ه-2009م، ج5/ص180.
[60] . سورة فاطر : الآية [ 37]
[61] . ينظر: لسان العرب:ابن منظور، ج4/ ص02.
[62] . مجمع البيان في تفسير القرآن: أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ،مطبعة العرفان ، صيدا ،بيروت ، لبنان ، (د.ط)/1333ه، ج4/ ص410.
[63] . ينظر : الصّوت اللّغوي في القرآن : محمد حسين الصغير ، دار عمار ، الأردن ، ط2/1421ه-2000م ،ص99.
[64] . الإتقان في علوم القرآن : جلال الدين بن عبد الرحمان السيوطي ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، مصر ، ط4/1394ه-1974م ، ج3 /ص273.
[65] . سورة الإسراء :الآية [37]
[66] . ينظر: تيسير الكريم الرحمان : السعدي ، ص488.
[67] . سورة البقرة : الآية [245]
[68] . ينظر : التفسير الكبير : محمد بن عمر فخر الدين الرّازي ، دار الفكر ، بيروت ،ط1/1981م،ج3/ ص150.
[69] . أصوات الإستفال. ولم يعدّ سيبويه الحروف المستفلة، وعدَّها مكيّ اثنين وعشرين حرفاً:( ب، ت، ث ، ج ، ح ، د ، ذ ، ر ، ز ، س ، ش ، ع ، ف ، ك ، ل ، م ،ن ، ه، و ، ي) .( الرِّعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة، :مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ)، تحقيق: أحمد فرحات، دار عمار، عمان – الأردن، ط2، 1404هـ = 1984م، ص 123)
[70] . ينظر : نهاية القول المفيد : الجريسي محمد مكي نصر، تقديم وتعليق :طه عبد رؤوف سعد ،مكتبة الصفا ، مصر ، ط1/1420ه-1999م. ، ص51.
[71] . سورة مريم : الآيات [1-6]
[72] . ينظر : في ظلال القرآن الكريم : سيد قطب ،ج4/ص2301.
[73] . ينظر : التصوير الفنّي في القرآن الكريم : سيد قطب ، ص106.
[74] . سورة الكهف : الآية [60]
[75] . حروف الذلاقة:(الفاء والباء والميم والرذاء والنون واللام)وتجمع في:( فرّمن لبّ).( ينظر: سرّ صناعة الإعراب: ابن جني:ج2/ص74).
[76] . ينظر : أحكام قراءة القرآن الكريم : خليل الحصري ، ضبط وتعليق : طلحة بلال ، دار البشائر الاسلامية ، بيروت ، لبنان ،ط1/ 1422ه-2001م، ص95.
[77] . ينظر : أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات : الحفيان ،دار الكتب العلمية، بيروت ، لبنان، ط1، 1422هـ-2001م ، ص252.
[78] . سورة الكهف : الآية [41]
[79] . ينظر : تيسر الكريم الرحمان : السعدي ، ص510
[80] . حروف الإصمات ،هي: حروفُ الحلقِ السِّتةِ: (الهمز, الهاء, العين, الحاء, الغين, الخاء)، وحروف أقصى الفم:( القاف والكاف والجيم والشين)، وحروفُ وسطِ اللِّسان مما هو منخفضٌ:( السين والزاي والصاد)، وحروف أدنى الفم:( التاء والدال والطاء)، وحروف أدنى من حروف الفم: (الظاء والثاء والذال والضاد). ومن جنس الفم :(الواو والياء).
[81] . ينظر : أشهر المصطلحات : الحفيان ، ص252.
[82] . ينظر : كتاب العين : الخليل بن أحمد الفراهيدي ،تحقيق : عبد الله درويش ، مطبعة العالي ، بغداد (د.ط)، 1967م. ج1/ص52.
[83] . جمهرة اللغة:أبو بكر محمد بن الحسن الأزديّ البصريّ (ت 321 هـ)، دار صادر، بيروت.ج1/ص 7.
[84] . سورة الواقعة: الآية [51-53]
[85] . لسان العرب: ابن منظور ،ج 2/ص 269.
[86] . التفسير الكبير او ما يعرف بـ(مفاتيح الغيب): الإِمام محمد بن عمر الفخر الرازي (ت 606هـ)، مطبعة البهية، مصر،ملتزم الطبع عبد الرحمن محمد، ط1، 1357هـ/ج 29/ ص172.
[87] . حروف الصّفير 🙁 السين ، و الصّاء ، و الزاي ) ينظر: شرح المصطلحات : الحفيان، ص253.
[88] . الرعاية لتجويد القراءة :مكي بن أبي طالب ، ص100.
[89] . علم الأصوات: كمال بشر ، ص120.
[90] . الرعاية :مكي بن أبي طالب ، ص 212 .
[91] . ينظر : المصطلح الصوتي : عبد القادر مرعي ، ص 120.
[92] . نظرية اللّغة و الجمال: سلّوم تامر. دار الحوار ، سورية ، ص18.
[93] . البيان والتبيين : الجاحظ ، 1ج/ص 44 .
[94] . سورة الكهف : الآية [52]
[95] . سورة التكوير : الآيتان [15-18]
[96] . ينظر : لسان العرب : ابن منظور ، ج 9 /ص234 (مادة عسس)
[97] . ينظر : الجرس والإيقاع في التعبير القرآني : كاصد ياسر حسين، مجلة آداب الرافدين العدد 9/ 1978م ،(بحث) ، ص335.
[98] . ينظر: الإعجاز الفنّي في القرآن : عمر السّلامي ، ص261.
[99] . ينظر : المرجع نفسه: ص261.
[100] . سورة الحاقّة : الآية [06]
[101] . ينظر : الكشّاف : الزّمخشر ، ج3/ص449.
[102] . ينظر : لسان العرب : ابن منظور ، ج7/ص351. مادة (صرر) .
[103] . ينظر : الخصائص : ابن جني ، ج3/ص264.
[104] . سورة الصّف الآية.[04]
[105] . ينظر:معاني القرآن و إعرابه : الزّجاج، ج/ ص214.
[106] . ينظر:علم اللّغة مقدمة.للقارئ العربي :السعران، ص109.
[107] . ينظر: الكتاب : سيبويه ، ج4/ص 464.
[108] . حروف التفشي:الشّين .
[109] . ينظر : التّحديد: الدّاني. ص109.
[110] . الرعاية: مكي ، ص 134 – 135 .
[111] . سورة القمر: الآية [07].
[112] . ينظر:تيسر القرآن الكريم الرحمن: السعدي ، ص925.
[113] . سورة الواقعة :الآيات [53-55].
[114] . ينظر : التحرير والتنوير : الطاهر بن عاشور ، ج11/ ص310.
[115] . سورة القارعة : الآيتان [ 4-5].
[116] . سورة يوسف :الآ ية [107]
[117] . الكشاف: الزمخشر، ج4/ ص246.
[118] . الإيقاع أنماطه ودلالاته في لغة القرآن الكريم: عبد الواحد زيادة اسكندر، ص143.
[119] . ينظر: أشهرالمصطلحات في فن الأداء و علم القراءات :أحمدالحفيان ، ص253 .
[120] . سورة الفرقان:الاتيان [27-28].
[121] . ينظر:لسان العرب: ابن منظور ، ج9/ ص276 .مادة(ع ض ص) .
[122] . ينظر: الاعجاز الفنّي في القرآن : عمر السلام ،ص169.
[123] . هما: الميم ، و النّون (ينظر: مرشد القارئ: ابن طحّان:ج3/ص1685.)
[124] . ينظر: المصدر نفسه، ص38.
[125] . الموضح : عبدالوهاب القرطبي ، ص 97 .
[126] . سورة التوبة:الآية [92] .
[127] . ينظر: في ظلال القرآن : سيّد قطب ،ج3/ص1685
[128] . سورة مريم: الآيات: [34-40].
[129] . سورة النحل : الآيتان [58-59]
[130] . ينظر: التحرير والتنوير : الطاهر بن عاشور ، ج14/ص184.
[131] . المصدر نفسه ،الصفحة نفسها.
[132] . حرف واحد : الرّاء.
[133] . ينظر : الكتاب : الخليل بن أحمد الفراهيدي ، ج2/ص406.
[134] . ينظر : النشر في القراءات العشر: ابن الجرزيّ، ج1/ص204.
[135] . الأصوات اللغوية :ابراهيم أنيس ، ص66.
[136] . ينظر : الدقائق المحكمة في شرح الجزرية في علم التجويد: زكرياء بن محمد الشافعي : تحقيق : نسيب نشاوي ، دمشق ، ط1، 1980م ، ص43.
[137] . ينظر : الكشاف : الزمخشري ، ج4/ص 622.
[138] . الرعاية : مكي ،ص 195 – 196 .
[139] . سوة الناس : الآيات [1- 6].
[140] . ينظر: علم الأصوات العربية: محمد جواد، ص161.
[141] . ينظر : لغة القرآن في جزء عم : محمود أحمد نحلة ، دار النهضة العربية، 1981م ، ص348.
[142] . سورة فصّلت : الآية [16]
[143] . ينظر : البيان في روائع القرآن : تمام حسّان ، ص355.
[144] . سورة الفرقان : الآيات [11-14].
[145] . ينظر : تيسير الكريم الرحمان : السعدي ، ص630.
[146] . سورة التكوير : الآيات [1-12].
[147] . تفسير القرآن العظيم: ابن كثير ، ج3/ ص57.
[148] . ينظر : معاني القرآن : الفراء ، ج3/ ص238.
[149] . معاني القرآن وإعرابه : الزَّجَّاج، ج4/ص316.
[150] . المصدر نفسه.
[151] . ينظر : أشهر المصطلحات : أحمد الحفيان ، ص253.
[152] . الموضح في وجوه القراءات وعللها: الشيرازي ، تحقيق :عمر حمدان الكبيسي ،ج 1/ ص176 .
[153] . سورة المائدة : الآية [84]
[154] . ينظر : تيسير الكريم الرحمان : السّعدي ، ص232
[155] . سورة ق : الآية [19]
[156] . ينظر : فتح القدير : الشّوكاني ، ج5/ ص78.
[157] . سورة البروج :الآيات [1-10]
[158] . ينظر: في ظلال القرآن : سيد قطب ، ج6/ص3871.
[159] . ينظر : معاني القرآن وإعرابه : الزَّجَّاج ، أبي إسحاق إبراهيم بن السّري ، تحقيق : عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب ، بيروت ، لبنان .ط1، 1408ه- 1988م ، ج5/ص 307..
[160] . ينظر : في ظلال القرآن : سيد قطب ، ج6/3874.
[161] . سورة المسد : الآيات : [1-5].
[162] . ينظر: مشاهد القيامة في القرآن: سيّد قطب ،ص66.
[163] . ينظر:فتح القدير: الشوكاني ، ج5/ص544.
[164] . سورة الانشقاق: الآيات [ 16-19].
[165] . ينظر : تفسير المراغي : أحمد مصطفى المراغي ، ج30/ص93.
[166] . إيجاز البيان عن معاني القرآن: محمود بن أبي الحسن النيسابوري ، تحقيق: حنيف بن حسن القاسي، دار الغرب الإسلامي ، ط1، لبنان ، 1995م، ص871.
[167] . ينظر : تفسير الجلالين : السيوطي، ص589.
[168] . ينظر : البرهان في تجويد القرآن : قمحاوي ، دار ابن زيدون ، بيروت ، ط1، ص10.
[169] . الأعراف : من الآية [20 ].
[170] . إرشاد العقل: السليم أبو السعود بن محمد العمادي ، ج 3 / ص220 .
[171] . ينظر : لسان العرب : ابن منظور، ج 6 /ص 250 ( همس ) .
[172] . علم اللغة مقدمة للقارىء العربي :السعران ، ص 192.
[173] . سورة طه : الآية [108].
[174] . سورة الانبياء: الآية [ 102].
[175] . إرشاد العقل السليم: أبو السعود ، ج 6 / ص87.
[176] . الخصائص :ابن جنيّ ، ج 2 /ص 161 .
[177] . سورة الناس : الآيات [1-6]
[178] . ينظر : مجالس التذكير في كلام الحكيم الخبير: عبد الحميد بن باديس ،ص418.
[179] . علم اللغة مقدمة للقارئ العربي : محمود السعران، ص175.
[180] . سور الأعراف : الآية [71].
[181] . لسان العرب: ابن منظور ، ج5 /ص 146 ( مادة كفر).
[182] . جامع البيان: ابن جرير الطبري ، ج3 / ص 187 .
[183] . سورة الأعراف : الآية [86].
[184] . ينظر: الكشاف : الزمخشري ، ج2 / ص 75.