أخطاء شائعة في البحوث العلمية، لحسن ذبيحي.باحث دكتوراه/جامعة محمد بوضياف،المسيلة و ليـــاس شوبار.باحث دكتوراه/المدرسة الوطنية العليا للإحصاء والاقتصاد التطبيقي،الجزائر. مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 28 ص 11. (حمل من هنا كل العدد)
ملخص:
منهجية البحث العلمي آلية تتضمن مجموعة من الخطوات التي يجب إتباعها لتنفيذ أي دراسة أو بحث علمي، كما تُعد إطاراً للعمل في ما يتعلق بتنفيذ الدراسات والبحوث العلمية، حيث تسهم هذه المنهجية في مساعدة الباحثين في تجويد بحوثهم ورسائلهم العلمية، إلا أن ثمة أخطاء عديدة يرتكبها الباحثون خلال المراحل المختلفة للبحث، وتتلخص هذه المداخلة في محورين حيث المحور الأول يتناول التعريف البحث العلمي وأهم خصائصه بالإضافة الى تحديد لأهم العوامل التي تؤدي الى ضعف البحوث منهجياً شكلا ومضمونا، والمحور الثاني يتناول التعريف بالأخطاء المرتكبة وهي على نوعين هما: الأخطاء المنهجية ومنهجية الأخطاء، ثم الإشارة الى أهم الأخطاء المنهجية الشائعة في خطوات البحث العلمي.
الكلمات المفتاحية: البحث العلمي، الأخطاء المنهجية الشائعة.
الإشكالية:
يُتوقع من الباحثين في الدراسات العليا أن يكونوا على دراية بأصول البحث العلمي ومناهجه، وجوانبه المعقدة إلا أن الواقع غير ذلك تماماً، فمعظم طلاب الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه غير مُلمين بأسس البحث العلمي، ولذلك نجدهم يتخبطون في كثير من خطوات البحث العلمي بدءاً من صياغة المشكلة ومرورا بتصميم البحث حتى مناقشة النتائج ويزيد الأمر بلةً أن هناك إتجاهاً عاما بين الطلاب في الدراسات العليا بتقليد من سبقوهم من الطلاب، دون النظر فيما قد يكون هناك من ممارسات خاطئة يقع فيها الطلاب ومن بين المشكلات التي يقع فيها طلاب الدراسات العليا هي كيفية إختيار مشكلة مناسبة للبحث، كيفية القيام بمراجعة جيدة للدراسات السابقة، وكيفية معالجة ما قد يمر به من مشكلات أثناء جمع البيانات وتحليلها ومناقشة نتائجها([1]).
وتسعى هذه المداخلة الى الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي: ما هي أهم الأخطاء المنهجية الشائعة في خطوات البحث العلمي؟ وتندرج تحته التساؤلات الفرعية التالية:
-ما المقصود البحث العلمي؟ وما هي أهم خصائصه؟
-ما هي العوامل التي تؤدي الى ضعف البحوث منهجياً؟
-ما هي أنواع الأخطاء التي يقع فيها الباحثون؟
المحور الأول:
1-1-التعريف بالبحث العلمي:
هناك عدة تعاريف للبحث العلمي نذكر منها ما وصفه إبراهيم سلامة ”بأنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول الى حل لمشكلة محددة وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها والتي تتصل بمشكلة محددة”([2])
1-2-خصائص البحث العلمي:
لخصها إبراهيم بختي (2007) فيما يلي:
–يعتمد في البحث العلمي على المصادر والمراجع وتحريي الدقة والشك في المعلومة حتى تثبت صحتها،
-يعتمد في البحث العلمي على الاخذ بجميع الآراء الواردة في الموضوع ومناقشتها للوصول للحقيقة
-يعتمد في البحث العلمي على الحقائق العلمية
-لا بد في البحث العلمي من الاستقصاء والتتبع لجميع أطراف الموضوع.
-لا بد في البحث العلمي من خطة ومقدمة وخاتمة وفهارس ولا يشترط ذلك في الكتابات الأخرى.
-تبدأ التجربة في البحث العلمي بالملاحظة ثم الاستقراء ثم الاستنباط بينما الكتابات الأخرى غير ذلك.
وبعد إطلاع الباحثين على العديد من المراجع في كتب منهجية البحث العلمي تم تلخيص خصائص البحث العلمي في النقاط التالية:
-عملية منظمة تسعى وراء الحقيقة.
-عملية منطقية
–عملية واقعية
– عملية قابلة للتكرار
-عملية موجهة الى تحديد او تعديل أو زيادة المعرفة الإنسانية
-عملية خاصة لتحقيق غرض معين.
– عملية نشطة موضوعية تتطلب من الباحث خبرة عالية والتحلي بالموضوعية في سبيل الوصول الى النتائج المرجوة ([3]).
1-3-عوامل ضعف البحوث منهجياً:
حددها سعود بن ضحيان الضحيان الرياض (2011) فيما يلي:
1-3-1-العوامل العامة:
اغلب الكتب لا تقم منهجية علمية صحيحة، كما أن معظم الدراسات السابقة استخدمت منهجية خاطئة، وضعف مخرجات المواد التي تتناول المنهجية، كما أن ضعف طلبة الدراسات العليا في اللغات الأجنبية مما لا يمكنهم من التعرف على المنهجية السليمة، بالإضافة الى لجوء الكثير من الباحثين الى مكاتب تجارية تقوم بعمليات البحث الأساسية نيابة عنهم، وفقدان المراجعة العلمية من قبل عمادة الدراسات العليا في الجامعات للتأكد من جودة الخطط البحثية واعتمادها على المنهجية العلمية.
1-3-2-والعوامل الخاصة:
وتتمثل في اعتقاد كثير من الباحثين وطلاب الدراسات العليا بأن رسائلهم تحصيل حاصل. وحرص الكثير من الباحثين على الدرجة العلمية، وعدم إدراك الباحثين لتلك المنهجية دفعهم الى البحث عمن يقوم بعمل البحث نيابة عنهم. والاستعجال في انهاء البحوث والدراسات بأسرع وقت بغض النظر عن جودتها.
1-3-3-عوامل الدعم اللوجستي:
فقدان المكتبات للمراجع العلمية التي تتضمن آليات المنهجية العلمية. وعدم وجود مرجعيات علمية تجيب على استفسارات الباحثين وطلاب الدراسات العليا. وضعف مصادر تمويل البحوث يدفع الباحثين الى تنفيذ البحوث بصورة ركيكة.
المحور الثاني:
2-1-أنواع الأخطاء الشائعة في إعداد الأبحاث العلمية:
أولا قبل الإشارة الى أهم الأخطاء الشائعة في خطوات البحث العلمي يجب الإشارة الى أن هناك نوعين من الأخطاء هما:
2-1 -1-الأخطاء المنهجية:
ان المنهجية العلمية عبارة عن محددات وخطوات علمية يتبعها الباحث للوصول الى درجة عالية من الجودة العلمية لبحثه أو اطروحته، وهذا يعني أن الباحث اعتمد على تلك المحددات والتي سوف تقوده الى بحث جيد، واي خطوة لا يقوم بها بشكل علمي تمثل خطأً منهجياً، وتجدر الإشارة الى ان هناك أخطاء منهجية صغيرة كما ان هناك أخطاء منهجية جوهرية.
2-1-2-منهجية الأخطاء:
يتمثل مصطلح المنهجية، آلية تتضمن مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها لتنفيذ دراسة أو بحث علمي، ام مفهوم منهجية الأخطاء هو ان الباحث يرجع عند تنفيذ بحثه او دراسته الى بحوث ودراسات سابقة ويعتمد عليها في تنفيذ دراسته، أي انه أعتمد على منهجية سابقة دون التأكد من صحتها العلمية، وبهذا فهو يقوم بعمل خاطئ، وتكرار ذلك في كثير من البحوث والدراسات العلمية أوجد ما يعرف بمنهجية الاخطاء ([4]).
2-2-أهم الأخطاء الشائعة في خطوات البحث العلمي:
2-2-1-تحديد العنوان: ان الاختيار الموفق لعنوان البحث أمر ضروري في تقديم صورة جيدة عن البحث منذ بداية الاطلاع عليه أو مراجعته وقراءته وتقويمه من قبل الاخرين وهناك ثلاث سمات اساسية في العنوان هي: الوضوح والشمول والدلالة ([5]) ويؤدي العنوان وظيفة إعلامية عن موضوع البحث ومجاله، ولذلك يفترض ان يكون واضحا مكتوب بعبارة مختصرة ولغة سهلة، فالعنوان يرشد القارئ الى ان البحث يقع في مجال معين، ويصنف البحث في المكتبات على أساس عنوان موضوعه. ومن أهم الأخطاء الشائعة في العنوان:
-صياغة عناوين البحوث على شكل عناوين كتب ويؤدي ذلك الى عدم وضوح نوع البحث ومنهجيته العلمية.
-عدم وضوح المجتمع الأصلي للبحث او عينته.
-عدم وضوح نوع المعالجة التي سيقوم بها الباحث ([6]).
2-2 -2-صياغة المشكلة: معنى المشكلة (What is a problem): ببساطة هي موقف محير أو معقد يتم تحويله الى سؤال أو عدة أسئلة تساعد على توجيه المراحل التالية في الاستعلام ([7]).
وتعرف المشكلة من زاوية المنهج العلمي حسب كيرلينجر (kerlinger، 1992) بأنها تساؤل او عبارة عن نوع العلاقة بين متغيرين او أكثر ولصياغة المشكلة لابد أن تبرز العبارة أو التساؤل ثلاثة عناصر هي:
-المتغيرات موضوع المشكلة
–العلاقة بين المتغيرات التي تشملها المشكلة
– والمجتمع الذي نرغب في دراسته، وهناك طريقتان لصياغة أي مشكلة هما: الصياغة الإخبارية والصياغة الاستفهامية، وفي عبارة واحدة او عدة عبارات، ومن أهم الأخطاء الشائعة في صياغة المشكلة صياغة مشكلة البحث كما لو كانت هي نفسها الغرض من البحث أو سؤال البحث الرئيسي، كما أن بعض الباحثين يبين أهمية المشكلة والمبررات التي يرونها لدراسة المشكلة فقد يذكر باحث مثلا في أهمية المشكلة المبررات النظرية أو العملية لدراسة المشكلة، وأن هذه الدراسة قامت لسد فراغاً في جانب من جوانب العلم، وإجراء الدراسة سوف يؤدي الى تصميم إختبار جديد سيستخدمه في جمع البيانات وهذه كلها مبررات لاختيار المشكلة ولا تدخل فيما يقصد بأهمية المشكلة([8]).
-صياغة مشكلة البحث بصورة غامضة.
-كتابة أسئلة لا علاقة لها بمشكلة البحث ([9])
ومن الأخطاء الشائعة في صياغة مشكلة البحث كما حددتها سامية لطفي الأنصاري أيضا:
– صياغة المشكلة بصورة عامة وعريضة واختيار أول مشكلة تخطر على بال الباحث.
-التسرع والسطحية وعدم التمسك بفكرة محددة ([10]).
أيضا هناك صياغة لمشكلة البحث بلغة ركيكة، كما أن الأغلب يضع عنوان مشكلة البحث ثم يسرد في عدد من الصفحات الطويلة فقرات نظرية لا يستطيع من خلالها تحديد مشكلة علمية للموضوع الذي اختاره للدراسة انتهاءا بتساؤل يفتقر الى الشروط العلمية للتساؤل البحثي ([11]).
2-2-3-أهداف البحث : يجب أن يراعي الباحثون كتابة الأهداف بطريقة إجرائية واضحة تعكس الهدف من الدراسة. ويعد من نافلة القول أن يوجد بحث من دون أهداف ذلك لأنك تسعى الى تحقيق شيء ما نطلق عليه الأهداف وقد تكون الأهداف هدفا واحدا يشتق منه هدفين فرعيين، أو تكون أكثر من هدفين وتتسم الأهداف بالوضوح التام في الصياغة، والتنوع في حالة اكثر من هدف، ويمكن القول أن البحث يرمي الى الكشف والتحقق من الأهداف التي ستكون علامات واضحة وكبيرة وتدور النتائج في فلكها، والاهداف مستقاة من التساؤل الذي أثاره الموقف الغامض في مشكلة البحث والاهداف هي الصياغات الجديدة لهذا السؤال الذي استدعى تحليل المشكلة وتجزئتها وتعميقها والتأكد منها([12]).
ومن الأخطاء الشائعة في تحديد الأهداف: خلط العديد من الباحثين بين المشكلة والغرض من دراسة المشكلة، فالمشكلة هي موقف تتسم عناصره ومكوناته بالغموض والتعقيد، ومن ثم فإن الغرض من إجراء بحوث حول المشكلة هو حل تلك المشكلة من حيث الكشف عن الغموض الذي يحيط بعناصرها، ويتم هذا الحل بإتباع طرق أساليب محددة وموصوفة تفصيليا ([13]).
-كما نجد العديد من الباحثين يعيدون أسئلة البحث بصياغة أخرى ويعتبرونها أهدافا للبحث، والواقع ان اهداف البحث هي اهداف العلم وتحدد في: التعرف الفهم التفسير التطبيق والتقويم والتنبؤ وفي ضوء اهداف العلم تصاغ اهداف أي بحث ويجب ان تحقق مشكلة البحث المختارة اهداف العلم او بعضها ([14]).
2 -2-4-مراجعة الدراسات السابقة: تعتبر خطوة مراجعة البحوث السابقة السياق الذي في إطاره تنتظم مشكلة البحث ويبين كيف أن اختيار هذه المشكلة كان اختيارا سليما، ولذلك يجب أن يراعي الباحثون أن يربطوا المشكلة المختارة بالبحوث التي سبق اجراؤها في نفس المجال، ويجب ان يقتنع القارء بعد قراءته لهذا الفصل بأن المشكلة مشكلة مهمة مميزة ومختلفة في البحوث التي أجريت في مجالها ويتضح من خلال هذا الفصل قدرة الباحث على التحليل والنقد والتركيب ([15]).
فالغرض الأسمى من مراجعة البحوث والدراسات السابقة هو إثراء البحث. وهناك سؤالين هامين يجب أن يبقيهما الباحث في ذهنه دائما عند مراجعة الدراسات السابقة وهما: هل الدراسات المقدمة جميعا مرتبطة بمشكلة البحث وتدعمها؟ وهل انا ناقد لهذه الدراسات وأقوم بتحليلها؟ ([16])
والخطأ الشائع في عرض الدراسات السابقة: اقتناع العديد من الباحثين أن عرض الدراسات السابقة هو إقناع للقارئ بانه عالم بأعمال الاخرين، حيث يترتب عنه حشو فصل الدراسات السابقة بأعمال ربما لا تكون لها علاقة مباشرة بمشكلته. وتركيز أغلب الباحثين أيضا في نقدهم للدراسات السابقة على الكشف عن العيوب او تحديد نواحي النقص والضعف فيها. فمراجعة البحوث السابقة ليس مجرد تجميع لنتائج البحوث ولكنها مناقشة مثمرة متماسكة تقود الى ربط المشكلة بـالتاريخ البحثي للموضوع الذي تنتمي اليه، فأحد أهداف الدراسات السابقة إقناع القارئ بأهمية وشرعية القيام بهذا البحث وذلك عن طريق تقديم ادلة منطقية كافية ودعما أمبريقياً لسير بحثه ([17]).
بالإضافة الى العديد من الأخطاء التي تم ملاحظتها بعد الاطلاع على العديد من الرسائل والاطروحات العلمية:
-الاعتماد على أبحاث قديمة ومضى عليها أكثر من عشر سنوات.
-الاعتماد على أبحاث ودراسات غير منشورة في دوريات علمية محكمة وذات سمعة علمية معترف بها
-الدراسات السابقة عامة ولا ترتبط بمباشرة مشكلة البحث.
-الدراسات السابقة مقتبسة من مصادر ثانوية وليست أولية.
ومن أهم الأخطاء الشائعة أيضا في عرض الدراسات السابقة كما ذكرها فيصل أحمد عبد الفتاح (2011) ما يلي ([18]):
1-لا يتم ربط نتائج البحوث السابقة بشكل واضح مع البحث الحالي.
2-عدم أخذ الوقت الكافي في البحث من خلال مصادر المعلومات المختلفة، والاكتفاء بمصدر وحيد متوفر بسهولة وبمتناول الباحث. وقد يتم الحصول على الدراسات السابقة دون بذل جهد في المسح من المصادر الأخرى او بإتباع التسلسل في تمحيص قائمة الفهرسة والرجوع اليها.
3-الاعتماد بشكل كبير على المصادر الثانوية للمعلومات بدلا من الرجوع لمصادرها الاصلية، او الاكتفاء بمصدر وحيد بشكل رئيس يتكرر ذكره في فصل الدراسات السابقة كثيرا دون غيره.
4-قبول نتائج الدراسات السابقة على انها مصدقة ولا تقبل النقد ودون مراجعة لمحتويات البحث من حيث تصميم وتحليل بياناته أو الاستنتاجات التي تم التوصل اليها.
5-إغفال بيان منهجية البحث وأسلوب جمع البيانات المتبع في البحوث السابقة.
6-تضمين النتائج الإحصائية الرقمية دون تمحيصها واستخلاص معلومات هامة منها، ويقتصر دور الباحث على القص للمعلومات وتضمينها في البحث على شكل لصق الفقرات مبتورة من مصدرها الأصلي.
7-لا يتم مناقشة التناقض في وجهات النظر السابقة، وعدم بيان أوجه الاختلاف بينها وإظهار رأي الباحث في ذلك.
8-تخصيص قالب موحد لعرض الدراسات السابقة أو عدد أسطر معين، علما أن مراجعة بعض الدراسات قد يحتاج لفقرة واحدة، في حين أن البعض الآخر قد يتطلب عدة فقرات.
9-عرض وتلخيص الدراسات السابقة التي تم الحصول عليها كاملة في حين يجب أن يكون التركيز فقط على ما له علاقة بموضوع بحثك ومتغيراته.
10-البحث عن الدراسات السابقة التي تتناول جميع متغيرات الدراسة في آن واحد فقط، وبالتالي تظهر الدراسة الحالية على أنها تكرار لما سبق.
11-الإشارة الى عدم وجود دراسات عربية، او حتى التعميم لأكثر من ذلك بعدم وجود دراسات في نفس المجال.
12-عدم الاحتفاظ ببيانات خاصة بمصدر الدراسة السابقة وتوثيقها، مما يسبب مشكلة عند إتمام قائمة المراجع.
2-2-5-فروض الدراسة: الفرضية يعرفها فان دالين بأنها تفسير مقترح للمشكلة موضوع الدراسة حيث يقول بأنها:” تفسير مؤقت محتمل يوضح العوامل او الاحداث او الظروف التي يحاول الباحث ان يفهمها”([19])
كما تعرف الفرضية بأنها إجابة مؤقتة عن الأسئلة البحثية التي تطرحها مشكلة الدراسة، وتتم صياغتها في شكل علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع، أو هي توقعات خاصة للباحث يتصورها من خلال المتغيرات الخاصة بمشكلة البحث ([20]).
ومن أهم الأخطاء الشائعة في الأبحاث العلمية هو صياغة الفرضيات وتوجيهها دون الرجوع الى نتائج الدراسات السابقة.
-قيام الباحثين بتجزئة فروض بحوثهم حيث قد يصل عدد فروضهم الى اثني عشر فرضاً، او أكثر مما يدل على قدرة الباحثين على وضع تفسيرات أو حلول ممكنة لمشكلة بحثه، وايضاً عدم اهتمام الباحثين بضبط إجراءات بحوثهم مما يؤدي الى دخول متغيرات دخيلة تؤثر على نتائج البحث ([21]).
كما أن العديد من الباحثين يلجؤون الى الفرضيات غير الموجهة ومنها الفرضيات الصفرية كحيلة هروبية يتخلصون بها من الجهد المعرفي اللازم لناء إطار نظري سليم للبحث، ومما يؤسف أن كثيرا مما يطلق عليه الإطار النظري لبعض البحوث وليس إلا مجموعة أفكار متناثرة قد لا يربطها رباط، وهذا في حد ذاته يفقد البحث الصلة بين نظريته وفرضياته، وبهذا يفقد الوحدة الأساسية اللازمة له([22])
2-2-6-مفاهيم الدراسة العلمية والاجرائية:
يحتاج الباحث عند تحديده للمفاهيم التي يتعامل معها الى في دراسته الى عرضها على ثلاث مستويات: (لغوية واصطلاحية وإجرائية)، ومن أهم مواطن الخلل التي تبرز في العديد من الرسائل والأبحاث العلمية في جانب المفاهيم ما يلي:
-يعرض الباحثون لعدة تعاريف للمفاهيم المطروحة دون مناقشة أو نقد لهذه التعاريف، ودون تبي منهم لمفهوم محدد يسترشدون به في دراساتهم.
-إغفال المعنى اللغوي للمفهوم والاكتفاء بالمعنى الاصطلاحي، أو التركيز فقط على التعريف الاجرائي، أو عرض المعنى اللغوي لبعضها وإغفال البعض الآخر.
– عدم إدراكهم للأسباب التي تستلزم شرح هذه المفاهيم بمعانيها اللغوية والاصطلاحية والاجرائية.
-عرضهم التعريفات الإجرائية لمختلف المفاهيم في موضوع دراستهم سواء في جانبها النظري أو الميداني، دون إدراك لحقيقة أن الدراسة النظرية تقف عند حدود المعنى الاصطلاحي، في حين أن الجانب الميداني يستلزم وجود تعريف إجرائي ([23])
2-2-7-الإطار النظري ومصادر المعلومات: الإطار النظري هو وسيلة الباحث لعرض أفكاره، ومعتقداته المتعلقة بمشكلة البحث، فهو يسعى في الإطار النظري الى تفسير العلاقة بين المتغيرات ليظهر كيف أن هذه العلاقة يمكنها تفسير الظاهرة التي هو بصدد دراستها وهذا التفسير تفسير أولي الغرض منه تأسيس الفكرة التي يسعى الى تحقيقها لتفسير العلاقات التي يريد ان يدرسها. وهذا معناه أن الإطار النظري حسب “أبو علام” هو التفسير الذي يسعى اليه الباحث ليؤيد فكرته حول مضمون المشكلة التي يسعى الى دراستها، فالغرض من الإطار النظري هو شرح العلاقات بين المتغيرات ويبدأ هذا الشرح بتعريف المتغيرات التي يريد دراسة العلاقات بينها ثم يبين كيف ترتبط هذه المتغيرات ببعضها البعض ولذلك لا يحتاج الى تفصيلات كثيرة حول تعريف المفاهيم بل ان الغرض من تعريف المفاهيم والمتغيرات التمهيد للنظرية التي يريد عرضها لتفسير العلاقة بين المفاهيم. ومن أهم الأخطاء الشائعة في الإطار النظري كما حددها أبوعلام(2012) ما يلي:
-أن معظم الباحثين لا يعرفون كيفية معالجته، أي معظمهم يعتقدون أن الإطار النظري معناه عرض نظري للمفاهيم والمتغيرات التي تشملها الدراسة، ويأخذون في تعريف المفاهيم والمتغيرات ويطنبون فيها اطنابا شديداً، ويساعدهم على ذلك توفر المراجع المختلفة، وبخاصة إذا كان المجال من المجالات المطروقة التي تكثر فيها الدراسات والنظريات.
-والاعتقاد بأن الإطار النظري مجرد عرض التعريفات المختلفة للمتغيرات والمفاهيم إعتقاد خاطئ، وهذا يعني أن الباحث لا يعرف المقصود بالإطار النظري وينسى في غمرة انهماكه في تعريف مفاهيم الدراسة أنه لا يدرس الإطار النظري لتلك المفاهيم وإنما يدرس الإطار النظري للمشكلة ([24])
-ضعف شديد في قدرات الباحثين على التمييز بين الغث والسمين في الادبيات المتصلة بموضوع البحث ويزداد حجم المشكلة ومستوى تعقيدها عنما يتصور الباحث أن كل ما دفعت به المطابع ودور النشر الينا موثوق به وله مصداقية لا تنكر. وهذا الوهم يدفع الباحثين الى الاقتباس من كل ما يقع تحت أيديهم من معلومات متصلة بمشكلة بحثهم دون فحص وتمحيص والنتيجة بحوث ذات مستوى علمي متواضع ونتائج بحثية مهترئة وتفسيرات للنتائج متسمة بالسذاجة وهذا هو حال بحوثنا ([25])
ومن الأخطاء الشائعة على مستوى الإطار النظري أيضاً وكما حددتها سامية لطفي الانصاري كما يلي ([26]):
-عدم تسلسل وترابطا ما يتم عرضه مع مشكلة البحث.
-عدم التقيد بتوثيق المعلومات وتوثيق مراجعها ومصادرها.
-تحدث الباحثين عن أنفسهم بإستخدام ضمير المتكلم.
-عدم ابداء الباحثين لوجهة نظرهم فيما يتم عرضه من نماذج ومفاهيم.
2-2-8-عينة البحث: هي المجموعة التي تجمع البيانات عنها في الدراسة. في حين أن المجتمع هو المجموعة الأكبر الذي يفترض أن تعمم نتائج الدراسة عليه، ويعتمد التعميم والاستنتاج على مدى تمثيل العينة لذلك المجتمع ([27]).
ويرتبط إختيار العينة بالصدق الخارجي لدراسة ما. فعلى الباحث ان أن يحدد في البداية المجتمع الأصلي الذي يريد تعميم النتائج عليه، ثم يقوم بإستخدام طرق معينة باختيار مجموعة معينة من أفراد المجتمع يفترض فيها أنها تمثل ذلك المجتمع تمثيلاً صادقاً ([28]).
ويصاحب استخدام العينة في البحوث الاجتماعية بعض الأخطاء، والخطأ بمعنى التذبذب في الحكم، والخطأ العيني هو الفرق قيم المجتمع وقيم العينة المسحوبة من المجتمع، ومن الصعوبة التعرف على كمية الخطأ في العينة بسبب عدم معرفة مقدار المؤشرات في المجتمع، ولكي يضمن الباحث الدقة في نتائج بحثه فإن عليه أن يحدد مصادر الخطأ، وأهم هذه الأخطاء هي:
1-خطأ الصدفة: ويتصل باختيار العينة وينشأ الخطأ من الفروق بين أفراد العينة وأفراد مجتمع البحث، ومن أسباب هذا الخطأ هو: أسباب ذاتية تتعلق بانحراف الباحث عن أهداف بحثه، أو لانحيازه، أو استحالة الوصول الى البيانات المطلوبة لأسباب خارجة عن قدرات الباحث والمبحوثين، عدم استجابة المبحوثين، غموض التعريفات والتصنيفات، إختيار فترة غير مناسبة لتنفيذ البحث، عدم اختيار الأساليب المثلى لجمع البيانات.
2-خطأ التحيز: خطأ لا يرجع الى اختيار العينة وإنما يكون في الحصر الشامل نفسه وينتج هذا الخطأ من عدم اختيار مفردات البحث بطريقة عشوائية أو لأن الاطار الذي اعتمد عليه الباحث في اختيار العينة لم يكن وافياُ بالغرض، أو صعوبة الاتصال بالمبحوثين، او الحصول على الاستجابات، ولذلك أسبابه: عدم صلاحية إطار العينة للاختيار أو خطئه، عدم القدرة على استخدام الطرق الصحيحة في حساب التقديرات، وعدم قدرة الباحث على الحصول على نسبة ملحوظة من الإجابات، وإسقاط بعض المفردات عند جمع البيانات، وإختيار بعض الحالات شعورياً، أو لا شعورياً في العينة([29]).
ومن الأخطاء الشائعة في إختيار العينات كما حددتها سامية لطفي الانصاري ما يلي:
–عدم توضيح الطريقة التي أشتقت بها عينة البحث.
–ذكر أغلب الباحثين أن هناك عينة البحث الأولية وعينة البحث الاصلية وهذا لا يجوز ([30]).
2-2-9-المنهج:
ومن أهم الأخطاء الشائعة المتعلقة بالمنهج هو عد قدرة الباحثين على التفريق بين: نوع المنهج وطبيعة الدراسة
وبين نوع المنهج ونوع الدراسة الخاصة بالمنهج المستخدم .
يجب التفرقة بين نوع الدراسة والمنهج المستخدم،ففي الدراسات الوصفية على سبيل المثال، يقال نوع الدراسة وصفية، ولكن يقال في المنهج انه منهج وصفي يستخدم أسلوب المسح الاجتماعي بنوعيه المسح الشامل واسلوب المعاينة الإحصائية، وأسلوب دراسة الحالة وإن كان البعض يعتبره منهجاً مستقلا، وهناك أساليب أخرى تدخل ضمن المنهج الوصفي مثل تحليل المضمون تحليل العمل وأسلوب قياس الرأي العام، ويخطئ الكثير من الباحثين عند إستخدام المنهج المناسب فيستخدمون كلمة منهج المسح الاجتماعي دون وعي ([31]).
2-2-10-الأدوات وشروطها السيكومترية:يستخدم الباحث العديد من الأدوات في جمع البيانات لاختبار الفروض او الإجابة عن الأسئلة، وقد يختار أداته من بين الأدوات المتوفرة التي بناها باحثون آخرون وقد يضطر في حالة عدم توفر الأداة المناسبة لبحثه الى بناء الأداة المناسبة بنفسه وهذا يعني ان هناك طريقتان للحصول على مثل هذه المقاييس: الأولى هي استخدام مقياس موجود فعلا وسبق إستخدامه، والثانية هي بناء الأداة او الأدوات التي يحتاجها الباحث لجمع بيانات بحثه، وفي الحالة الأولى لابد من الرجوع الى المصادر الخاصة بالمقاييس الجاهزة، أو يرجع الى البحوث السابقة ليستعين بأحد الأدوات التي استخدمها باحث قبله واذا وجد الباحث الأداة المناسبة يجب ان يتأكد قبل استخدامها ان هذه الأداة يمكن ان تقيس متغيراته بكفاءة كما يجب ان يتأكد انها صادقة وثابتة، وانها قننت على مجتمع مشابه لمجتمع بحثه. وإذا لم يجد أداة مناسبة لبحثه فعليه بناء الأداة ويجب عليه التأكد من اجراء جميع الخطوات اللازمة لبناء وتقنين الأداة وتحقيق صدقها وثباتها ([32]).
ومن أهم الأخطاء الشائعة المتعلقة بالتأكد من الخصائص السيكومترية:
-خلط العديد من الباحثين في التأكد من الخصائص السيكومترية بين الصدق والاتساق الداخلي.
-صدق المقارنة الطرفية يلجأ بعض الباحثين الى تعيين صدق المقياس من خلال حساب الفروق بين درجات الربع الأعلى من أفراد العينة على المقياس ودرجات الربع الأدنى من أفراد العينة على المقياس دون الرجوع الى محك خارجي ([33]).
وهناك خطأ لاحظه الباحثان وهو اعتماد طريقة التجزئة النصفية في حساب الصدق في جميع الأدوات بما فيها أدوات قياس الاتجاهات، وهذ ينافي القاعدة الأساسية التي تقوم عليها طريقة التجزئة النصفية.
2-2-11-المعالجة الإحصائية: يلجأ الباحثون الى استخدام عدد من الأساليب الإحصائية لتحليل البيانات التي جمعوها ويُراعى أن تكون الأساليب الإحصائية مناسبة لحجم عينة البحث وأدواته، ففي حالة العينات الكبيرة الحجم ذات التوزيع الاعتدالي يستخدم الإحصاء البارامتري، وفي العينات الصغيرة وذات التوزيع غير الاعتدالي يستخدم الإحصاء اللابارامتري، كما يجب على الباحثين أن يكونوا على علم بالأساليب الإحصائية المناسبة وكيفية استخدامها حتى يستطيعوا توظيفها لتحقيق اهداف بحوثهم، ومن الأخطاء الشائعة في الأساليب الإحصائية كما حددتها سامية لطفي الانصاري:
-إستخدام أساليب إحصائية لا تتناسب مع حجم عينة البحث.
-عدم مراعاة الشروط الواجب توفرها قبل تطبيق أسلوب احصائي معين.
-الاستغراق في تطبيق أساليب إحصائية متقدمة والمغالاة في تقديم عدد كبير من الجداول والأرقام وإغفال حقيقة هامة وهي أن الإحصاء وسيلة وليس غاية في حد ذاته، وبالتالي البعد عن التفسير السيكولوجي للنتائج البحثية ([34]).
-غياب توجه التحليل الاحصائي المتعمق والافتقار الى مهارات التعرف على المقاييس اللازمة لقياس وتحليل متغيرات الظاهرة نتيجة لعدم المامهم بالمقاييس الإحصائية وبالتالي الوقوف عند التصميم الكمي البسيط للظواهر (التكرارات والنسبة المئوية) وضعف التفكير العلمي لدى الباحثين في قياس دلالة الفروق او الارتباطات الدالة فيما بينها او التحليل العاملي للفروق بين ابعادها ([35]).
2-2-12-عرض البيانات وتفسيرها: لو سلمنا بأننا وضعنا فرضاً أو فروض مناسبة واستخدمنا أدوات لجمع البيانات تتوافر فيها صفات الصدق والثبات والموضوعية، وأننا اتبعنا إجراءات مناسبة في جمع البيانات فإننا نحصل على مواد وبيانات جيدة تتناسب مع جميع أهداف البحث ولكن البحث لا ينتهي عند جمع البيانات وإنما يمر بمراحل عديدة قد تؤدي الى نتائج غير سليمة إذا تعرضت الى الأخطاء أو الإهمال ومن أهم مصادر الخطأ التي تقلل من نتائج البحث ما يلي:
1-التبويب غير الكفؤ للبيانات أو المتسم بالإهمال.
2-أخطاء ترجع الى عدم مراعات نواحي القصور في البحث: حيث تقتضي طبيعة البحث وجود قيود أو حدود بالنسبة للمجموعة التي يدرسها (العينة) من حيث حجمها أو مدى تمثيلها للمجتمع الأصلي وتكوينها المتميز، وما لم يتم مراعات خصائص العينة المدروسة فإننا نصل الى تعميمات لا يمكن تبريرها في ضوء ما تم جمعه من بيانات، ومن أكثر الأخطاء شيوعا في عرض البيانات وتفسيرها نذكر:
-أخطاء ترجع الى التعميم من بيانات غير كافية.
-خلط الاحكام بالحقائق: من الأخطاء الشائعة قبول الاحكام على أنها حقائق، وقد يُعَبِر الافراد في بحوثهم عما يعتقدون أنه حقائق ولكن قد لا تكون صادقة بالضرورة ومن مسؤولية الباحث ان يتحقق تحقيقا كاملا من بقدر الإمكان من جميع الاحكام قبل ان تقبل كحقائق ([36]).
2-2-13- مناقشة النتائج: بعد الانتهاء من عرض النتائج يجب مناقشتها، والمناقشة جزء هام للغاية وربما هي أهم جزء في البحث لأنها فرصة الباحث للتحرك الى أبعد من النتائج بحيث تتكامل فيها النظرية التي بدأ منها الباحث مع نتائج البحث وعملية المناقشة عملية ابتكارية تظهر فيها قدرة الباحث على الابداع، ويمكن للباحث الحصول على مرشد لمناهج البحث ويمكنه الحصول على مرشد لتحليل البيانات التي جمعها، ولكن لا يوجد مرشد خاص بكيفية السير في المناقشة فهذا الامر يرجع الى الباحث نفسه وخبرته ومدى تعمقه في مجال دراسته والمناقشة الجيدة تحتوي على العناصر التالية:
-مراجعة لاهم نتائج الدراسة.
-الربط بين النتائج ونتائج الدراسات السابقة.
-مضامين النتائج النظرية والنظريات في مجال المشكلة المدروسة.
-فحص دقيق للنتائج والتي يترتب عليها قبول او رفض الفرض الصفري كلياً أو جزئياً.
-حدود البحث التي يمكن ان تؤثر على صدق النتائج او على قابلية النتائج للتقييم.
-توصيات للقيام ببحوث تالية ([37]).
ومن أهم الأخطاء الشائعة في مناقشة النتائج ما يلي: بما أن مناقشة النتائج هي استكمال للإطار النظري الذي نعود اليه من حين لآخر لربط نتائجنا بالأساس النظري الذي بنينا عليه البحث ولكن اغلب الباحثين أثناء مناقشة النتائج التي يتوصلون اليها يفشلون في الاستعانة بنتائج البحوث السابقة وذلك في الربط بين نتائجهم ونتائج الاخرين الذين درسوا نفس الظاهرة، فالمناقشة الجيدة هي التي تربط كل نتيجة بالإطار النظري والبحوث السابقة.
2-2-14-كتابة المراجع (توثيق المادة العلمية المستخدمة في الرسائل والأبحاث):
يتصور الكثير من الباحثين أن توثيق المادة العلمية المستخدمة مسألة هامشية، ولهذا نجدهم لا يقيمون لها وزناً كبيرا عند كتابة رسائلهم، والواقع أنها فن دقيق يحتاج الى مراجعة وإتقان إذا أراد الباحث ان يكون لرسالته شأن يذكر ([38])
ومن الأخطاء الشائعة في كتابة المراجع:
–عدم إتباع منهجية موحدة في التوثيق للمراجع.
-وجود بعض المراجع بمتن البحث وعدم وجودها بقائمة المراجع ([39])
خلاصة:
منهجية البحث العلمي أهمية كبيرة كونها أداة فاعلة في الوصول الى نتائج بحثية موثوق بها مما وجب الاهتمام بها وتطويرها، حيث يعد الباحث العلمي أهم عنصر في إدارة البحث العلمي واعداد الرسائل الشيء الذي يتوجب معه أن يتمتع الباحث بعدة مهارات حتى يستطيع أن يؤدي دوره في عملية البحث العلمي وإعداد الرسائل الجامعية، وتنقسم هذه المهارات الى قسمين هما المهارات الأساسية والتي تتمثل في الميل الى العلم وقوة الملاحظة والأمانة العلمية وقوة التحمل واعمال الفكر، والمهارات الإعدادية التي تتمثل في القراءات المتصلة، واتقان اللغة والقدرة على التمحيص والاختيار والتدريب على استخدام وسائل البحث حتى يتمكن الباحثون من تجنب الوقوع في الأخطاء سواءا الأخطاء المنهجية أو منهجية الأخطاء.
التوصيات:
من خلال هذه الورقة البحثية المقدمة يمكن الوصول الى عدد من التوصيات الهامة لتحقيق جودة الأبحاث والرسائل والاطروحات وبالتالي أبحاث خالية من الأخطاء نوعا ما:
-تدريب الطلبة على اختيار وصياغة مشكلة البحث وتساؤلاته وفروضه ومنهجه وأدوات القياس التي يمكن أن يستخدمها.
-الالمام بخطوات البحث العلمي وتكوين صورة واضحة عن كيفية توظيفها في القيام ببحوث ناجحة خالية من الأخطاء.
-توفير مقررات للبحث العلمي التي لا تكتفي بالتنظير فقط، بل التي تعمل على تدريب الطلاب على العمل الميداني.
-التركيز أثناء التكوين على تشجيع الباحثين على الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي
-التأكيد على التقيد والالتزام بالخطوات العلمية والعملية والاعتبارات الفنية والأخلاقية لاستخدام أدوات جمع البيانات.
– الإهتمام بمقياس منهجية البحث العلمي وتعميمه على كل سنوات التكوين وفي كل التخصصات.
-توجيه المشرفين للباحثين على ضرورة الاعتماد على المراجع المعتمدة أو الأبحاث أو الأوراق العلمية للباحثين المتضلعين والمعروفين او المشهود لهم في مجال التخصص او مواقع الشبكة العالمية للمعلومات الموثوق بها.
-أن لا ينسب الباحثون لأنفسهم أفكار غيرهم.
قائمة المراجع:
1-أبو علام محمود رجاء، “مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية مصر “، دار النشر للجامعات، ط 6، 2011.
2-إبراهيم بختي (2007): الدليل المنهجي في إعداد وتنظيم البحوث العلمية (المذكرات والاطروحات)، جامعة وقلة، الجزائر.كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية.http://bbekhti.online.fr/trv_pdf/guide_de_methodologie.pdf.
3-أحمد إبراهيم خضر، “إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة“، القاهرة مصر، جامعة الازهر، كلية التربية، قسم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع، 2013،متاح على الانترنت، www.alukah.net
http://www. Alukah.net/web/khedr
4-حمدي أبو الفتوح عطيفة، “بحوث العمل–طريق الى تمهين المعلم وتطوير المؤسسة التربوية“، القاهرة، مصر، دار النشر للجامعات،2006.
4-حمدي أبو الفتوح عطيفة، “منهجيات البحث العلمي في التربية وعلم النفس“، مصر، دار النشر للجامعات، ط 1، 2012.
5-سامية لطفي الانصاري، “تقويم بحوث علم النفس وتجويدها“، مصر، جامعة الإسكندرية، كلية التربية، قسم علم النفس التربوي، .2011
6-سعود بن ضحيان الضحيان الرياض، (2011): ”الأخطاء المنهجية أم منهجية الأخطاء“، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ”تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة” جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011.
7-عبد الوهاب جودة عبد الوهاب الحايس، “التوجهات المنهجية لأطروحات الماجستير في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس“، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ”تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة” جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011.
8-عامر إبراهيم قنديلجي، “البحث العلمي وإستخدام مصادر المعلومات“، عمان/ الأردن، دار اليازوري العلمية، 1999.
9-علي معمر عبد المؤمن، “مناهج البحث في العلوم الاجتماعية –الأساليب والتقنيات والأساليب“، ليبيا، منشورات جامعة 7 أكتوبر، 2008.
10-عبد الله فلاح المنيزل، عايش موس غرايبة، “الإحصاء التربوي تطبيقات بإستخدام الرزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية“، الأردن، ب س، دار المسيرة.
11-فيصل أحمد عبد الفتاح، “تقييم جودة الدراسات السابقة في الرسائل العلمية“، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ” تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة”، جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011.
12 -فاطمة عوض صابر، ميرفت علي خفاجة، “أسس ومبادئ البحث العلمي، الطبعة الأولى “، مصر، مكتبة ومطبعة الاشعاع الفنية، 2002.
13-محي الدين مختار، “بعض تقنيات البحث وكتابة التقرير–دراسات في المنهجية “، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، ط 4، 2011.
14-محمد سيد حمزاوي، “إختيار وصياغة مشكلات البحث في العلوم الإدارية والأمنية“، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ”تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة” جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011.
15-منصور نعمان، غسان ذيب النمري، “البحث العلمي حرفة وفن“، الأردن، دار الكندي للنشر والتوزيع، 1998.
-[1] أبو علام محمود رجاء، “مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية مصر “، دار النشر للجامعات 6، 2011، ص 675- 676.
[2] – فاطمة عوض صابر، ميرفت علي خفاجة، “أسس ومبادئ البحث العلمي“، الطبعة الأولى “، مصر، مكتبة ومطبعة الاشعاع الفنية، 2002. ص25.
[3]-إبراهيم بختي “الدليل المنهجي في إعداد وتنظيم البحوث العلمية -المذكرات والاطروحات”، جامعة وقلة، الجزائر.كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية، 2007، ص6.
[4] –سعود بن ضحيان الضحيان الرياض، (2011): ”الأخطاء المنهجية أم منهجية الأخطاء”، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ”تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة” جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011، ص 2.
[5] -عامر إبراهيم قنديلجي، “البحث العلمي وإستخدام مصادر المعلومات”، عمان/ الأردن، دار اليازوري العلمية، 1999، ص 37.
[6] – سامية لطفي الانصاري، “تقويم بحوث علم النفس وتجويدها”، مصر، جامعة الإسكندرية، كلية التربية، قسم علم النفس التربوي، 2011، ص 6.
[7] – حمدي أبو الفتوح عطيفة، “منهجيات البحث العلمي في التربية وعلم النفس”، مصر، دار النشر للجامعات، ط 1، 2012، ص 72.
[8]– أبو علام محمود رجاء، مرجع سابق، ص ص 67-80-682.
[9] – سامية لطفي الانصاري، المرجع نفسه، ص 06.
-[10] محمد سيد حمزاوي، “إختيار وصياغة مشكلات البحث في العلوم الإدارية والأمنية”، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية
للعلوم الأمنية ”تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة” جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011، ص 15.
-[11] عبد الوهاب جودة عبد الوهاب الحايس، “التوجهات المنهجية لأطروحات الماجستير في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس“، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ”تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة” جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011، ص ص.11-12.
-[12] منصور نعمان، غسان ذيب النمري، “البحث العلمي حرفة وفن”، الأردن، دار الكندي للنشر والتوزيع، 1998 ، ص 46.
-[13] حمدي أبو الفتوح عطيفة، مرجع سابق، ص 73.
-[14] سامية لطفي الانصاري، مرجع سابق، ص 09.
-[15] أبو علام رجاء محمود ، مرجع سابق، ص 688.
-[16] فيصل أحمد عبد الفتاح، “تقييم جودة الدراسات السابقة في الرسائل العلمية”، ورقة عمل مقدمة في الملتقى العلمي الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ” تجويد الرسائل والاطروحات العلمية وتفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة”، جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية. 10.12 أكتوبر 2011، ص 16.
[17] -أبو علام رجاء محمود، مرجع سابق، ص 689.
[18] – فيصل أحمد عبد الفتاح، المرجع نفسه، ص 16.
[19]– علي معمر عبد المؤمن، “مناهج البحث في العلوم الاجتماعية -الأساليب والتقنيات والأساليب”، ليبيا، منشورات جامعة 7 أكتوبر، 2008، ص 146.
-[20] أحمد إبراهيم خضر، “إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة”، القاهرة مصر، جامعة الأزهر، كلية التربية، 2013 ،ص 172 . متاح على الانترنت، www.alukah.net.
-[21] سامية لطفي الانصاري، مرجع سابق، ص 12.
-[22] أحمد إبراهيم خضر، المرجع نفسه، ص 176.
-[23] أحمد إبراهيم خضر، المرجع نفسه، ص81.
[24] – أبو علام رجاء محمود، مرجع سابق، ص 684.
-[25] حمدي أبو الفتوح عطيفة، مرجع سابق، ص 227.
[26]– سامية لطفي الانصاري، مرجع سابق، ص 10.
-[27] عبد الله فلاح المنيزل، عايش موس غرايبة، “الإحصاء التربوي تطبيقات بإستخدام الرزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية”، الأردن، ، دار المسيرة، ب س، ص 18.
-[28] حمدي أبو الفتوح عطيفة، “بحوث العمل- طريق الى تمهين المعلم وتطوير المؤسسة التربوية”، القاهرة ، مصر، دار النشر للجامعات،2006، ص 240.
-[29]علي معمر عبد المؤمن، مرجع سابق ،ص.189-190.
-[30] سامية لطفي الانصاري، المرجع السابق، ص 11.
[31]-أحمد إبراهيم خضر، “إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة”، القاهرة مصر، جامعة الازهر، كلية التربية، 2013،ص 38. متااح على الانترنت، www.alukah.net
[32]– أبو علام رجاء محمود، مرجع سابق، ص 384-385.
-[33] سامية لطفي الانصاري، مرجع سابق، ص 11.
-[34] سامية لطفي الأنصاري، المرجع نفسه، ص 13.
-[35] عبد الوهاب جودة عبد الوهاب الحايس، المرجع السابق، ص 15.
-[36] محي الدين مختار، “بعض تقنيات البحث وكتابة التقرير-دراسات في المنهجية “، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، ط 4، 2011، ص 51-55.
-[37] أبو علام محمود رجاء، “مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية مصر “، دار النشر للجامعات 6، 2011. ص 709.