
سيميائية التوظيف اللّوني في شعر كعب بن زهير
الأستاذ مـراد بـوزكـور ـ جامعة جيجل/الجزائر
مقال نشر بالعدد 17 من مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية الصادر بشهر مارس 2016، ص 149. للاطلاع على المقال سيما الأبيات الشعرية وكل العدد يرجى الضغط هنا
الملخص:إن حضور الألوان في الشعر القديم عامة وفي شعر كعب بن زهير خاصة، ليس أمرا اعتباطيا، خاصة من الوجهة السيميائية، لأن اللون يمتلك سيمياء تشكيلية خاصة ونوعية، تمارس هوايتها في إنتاج لعبة المعنى بين ضغط الحجب وانفتاح التجلي.كما أن اللون في النص الشعري يعد بمثابة نسق إبداعي ذا طبقة أدائية عالية، ينهض بمهمة أداء الرسالة الشعرية.والقارئ المتميز هو الأقدر على فك شفرات هذه الرسالة.
الكلمات المفتاحية: اللّون، السّيمياء، الرّمز، الدّلالة، الشّفرة، النّسق، الأيقون.
عرفت الدّراسات السّيميائية للألوان طفرة نوعية في العصر الحديث، حيث نجد لها تطبيقات في الفنّ التّشكيلي والسّينما والمسرح والإشهار وفنون القول، كالرّواية والشّعر.وتمتلك الألوان طاقات دلاليّة وإيحائية ورمزية هائلة، فاللّون “عنصر أساسيّ في الكون، وهو من المدركات البصرية”([1]).وللّون الواحد “أكثر من دلالة، وقد تكون له دلالات رمزية متعارضة”([2]).
كما كثر توظيف الألوان في حياة الشّعوب والأمم، ومن أمثلة ذلك (قولهم:القارّة السّمراء والبحر الأسود، والبحر الأحمر، والبحر الأبيض، والدّار البيضاء، والبيت الأبيض، والجبل الأخضر…كما وظّفت دلالات الألوان مجازيا، فقالوا:الحظّ الأبيض، والحظّ الأسود، والقلب الأبيض، والدّرهم الأبيض لليوم الأسود، والذّهب الأسود، والكتب الصّفراء، والانقلاب الأبيض، والكتاب الأخضر، والكتاب الأبيض…
ويرى علماء النّفس أن للألوان تأثير مباشر على حياة الإنسان)([3]).فاللون “جزء لا يتجزّأ من ثقافة الإنسان وذاكرته ورؤيته وحلمه، وسياقات تعبيره عن ذاته وعن الأشياء”([4]).
وتباين الدّور النّفسي للألوان، يرتبط بالمخزون التّاريخي وظروف النّشأة والأحداث والذّكريات والمستوى الثّقافي والاجتماعي للفرد والمجتمع، فاللّون الأحمر مثلا، يحرّك الطّاقة، ويجدّدها اللّون البرتقالي واللّون الأصفر يدلّ على الذّكاء والحكمة، واللّون الأخضر يحفظ انضباط الذّهن، كما يبعث على الرّاحة والاسترخاء، واللّون الأزرق يعين على المواجهة الفكرية، واللّون الأبيض يدلّ على الرّوح الإيجابية والأسود دلالته سلبية…([5])
ولقراءة دلالات اللّون في النّص الشّعري شروط محدّدة وضرورية، مثل:”عمق الخبرة وكثافة التّجربة وطبيعة البيئة الثّقافية، واستراتيجية تشكّلها وحساسيّة التّفكير، وأنموذج الرّؤية هي التي تصنع للّون رمزه وبعده الدّلالي وقيمته السّيميائية”([6]).وهي شروط منهجية، تستجيب لها آليات التحليل السيميائي.
وبالعودة إلى شعر كعب بن زهير، الشّاعر المخضرم، الذي عاش في الجاهلية والإسلام، نجد أنه شاعر يهتم اهتماما بالغا بالصّور اللّونية، وبأبعادها الدّلالية في مخيّلته أو في مخيلة المجتمع الذي يعيش فيه، فهو يوظّف اللّون كأداة تعبيرية، ليكشف السّتار عن أغواره النّفسية وعن أبعاده الفكرية والتّأملية، وعن مواقفه ورؤاه، سواء قبل أو بعد إسلامه، وديوانه الشّعري، يبيّن ذلك بوضوح.
وأوّل مؤشّر لساني عن اللّون في ديوان الشاعر قبل إسلامه، لفظ “لون” الذي يضمّ قيمة لونية ذات بعد دلالي وإيحائي، يكشفه التّأويل، يقول الشّاعر واصفا طريق رحلته([7]):
فقوله عن الطريق “واضح اللّون” يشبه الضّوء أو النّور الذي يؤدي وظيفة التّوضيح والبيان والكشف، لذا عبّر الشّاعر عن (الطّريق) الواضح المعالم، باللّون الواضح، وشبّهه بالمجرّة المضيئة، وكأن الشّاعر تتملّكه رغبة عميقة في تلمّس معالم الطّريق في هذه الحياة، من خلال دلالات الوضوح والتجلّي اللّوني.
وإذا كانت الأشياء تتميّز بأضدادها، فإن اللّون، بقدر ما يرمز للرّغبة في الكشف والتّجلّي، يرمز كذلك للتّغطية والسّتر والحَجْبْ، يقول الشّاعر عن الطّريق في رحلة أخرى([8]):
فهذا الطريق يلفّه سواد اللّيل، و(السّواد) علامة لونية على التّغطية والتّعمية وعدم الوضوح والظّلمة والإيحاش، حتّى تشتبه الرّؤية على الشّاعر/الإنسان (فاشتبها).فوفق ثنائية (الكشف/الحجب) أو (الخفاء/التجلي)، تتمفصل سيميائية اللّون في شعر كعب بن زهير.
ومن أكثر الألوان حضورا وأكثفها دلالة في ديوان الشّاعر:اللّون الأبيض، وقد تواتر ذكره لفظا وإشارة أربعون (40) مرّة.ولهذا اللّون قيمة رمزية كثيرة التّداول، ففي السّياق التّداولي العام، يرمز الأبيض لمعاني:”الطّهارة والنّور والغبطة والفرح والنّصر والسّلام”([9])كما يرمز لمعاني “الصّفاء ونقاء السّريرة والهدوء والأمل وحبّ الخير والبساطة في الحياة وعدم التقيّد والتكلّف”([10]).ويأتي اللّون (الأبيض) في شعر كعب في مرحلته الجاهلية، بتلك المعاني التّفاؤلية، أي الرّغبة في إيجاد المخرج من مأزق الحياة المظلمة، كما في قوله يصف طريق الرّحلة([11]):
فقد شبّه (اللاّحب) أو الطريق بـ (الخنف) وهو:الثّوب الأبيض، ولا يخفى ما في الثّوب الأبيض من دلالات الصّفاء والنّقاء والوضوح.أماّّ هذا “الرّسم” الناتج عن كثرة السّير على الطريق، فيعدّ علامة سيميائية على وضوح الطريق وسهولة السّير والحركة فيه، ما يعني وضوح الرّؤيا والرّؤية.وقوله يصف ناقته([12]):
و(النّاعجات) هي الإبل خالصة البياض، والبياض في النّاقة، يعادل قوّة الشّخصية والصّبر والشّجاعة والرّغبة في الاهتداء على الطريق والوصول.وفي سياق الحديث عن اللّون الأبيض، كدال سيميائي في الحيوان، نجد علامات (البياض) حاضرة في معرض تشبيه الشّاعر للرّاحلة بالحمار الوحشي، كقوله([13]):
وقوله([14]):
يقول الشّراح في معنى البيت الأول:إن عليه بياضا من لونه قد جلّل سراته وبطنه([15]).و(القُمْر) هي البيض البطون من الحمير.ويزداد التّكثيف الدّلالي للبياض في الحمار الوحشي، عند ارتباطه بالحجارة البيض (الأعابل) وهي علامة سيميائية ذات أثر لونيّ بارز على الوضوح والرّؤيا والاهتداء (يبرم أمره)، فسمة البياض-كأثر لونيّ- في الحمار الوحشيّ، تتضمّن تلميحا إلى معاني: القيادة والحكمة وسداد الرّأي.
ويعبّر (الأبيض) عن معاني إيجابية، عند ارتباطه بمظاهر الحسن في المرأة، كقوله([16]):
فاللّون الأبيض هنا، يقترن بلباس المرأة (البرديّتان) ويقترن بـ(الثّنايا الغرّ) أي شديدة البياض، فهي كالأقاحي النّضرة التي تروّى من “عروق غلاغل”.واقتران اللّون الأبيض بالبرديّتين وبالثّنايا الغرّ، يعدّ علامة ظاهرة على الحسن والصّفاء والنّقاء والجمال والاستواء.كما أن ارتباط البياض بالحركة والسّير (تخطو) وبالمطر (أهاضيب، رجّاف، هاطل، تروّى) ينمي حالة الحركة، ويؤكّد سمة الوضوح في الطّريق، وهي دلالات إيجابية.
وفي المقابل، وحين يرتبط البياض ب(الشّيب) فإن اللّون الأبيض يحمل معاني سلبية، تعكس الرّوح التّشاؤمية من الزّمن والحياة، لأنه إشعار بزوال نعمة الشّباب والقوّة والجمال، كقوله([17]):
وقوله([18]):
فالبياض في قوله:(ابيّضّ منك المسائح، نصف رأسي واضح، الشّيب) ينبئ بقهر الزّمن وعدوانيته والعجز أمام جبروته.وقوله”مازلت ترجو” يمثّل الانتظار الزّماني والمكاني على الطريق، وهذا الانتظار جمود وفناء وموت وانتظار للمستحيل، ورغم ارتباط الطّريق بالمرأة (سعدى) إلاّ أنه انتظار غير مجد، لذلك نجد الدّلالة السّلبية لـ(البياض) في الظّبي، لأنه يدلّ في الثقافة العربية أحيانا على هزاله([19]) والهزال مؤشّر سيميائي على الشّيخوخة والموت.وتتأكّد تلك الدّلالة في ثنائية (سنيح/بارح) التي تنفتح على ثنائيات (الخير/الشرّ، الحياة/الموت، الشّباب/الشّيخوخة).أما قوله “نصف رأسي واضح” فإن الوضوح هنا يحمل في طيّاته معنى اللاّوضوح، لارتباط البياض بالفناء وانسداد الطّريق وفقدان الأمل والموت.
وفي ضوء الرّؤية الإسلامية للشّاعر، يأتي اللّون الأبيض مشحونا، إلى جانب الجمال الجسدي المادي الظّاهر، بالجمال الرّوحي والمعنوي الباطن، ويحمل القيم المعرفية، مثل قوله يصف وجه النّبيّ (ص)([20]):
فاللّون الأبيض في وجه النّبيّ (ص)، إشارة إلى حسنه، وتلميح إلى كرم النّبوّة والرّسالة، وشرف الأصل ونقاء السّريرة وبشائر الخير.وعلى النّقيض من ذلك، تذكر الوجوه المغبرّة كنذير شؤمٍ، ففي لسان العرب([21]) أنشد ابن الأعرابي للنجاشي:
هُمُ الِبيضُ أَقْـدَامًا ودِيبَـاجُ أَوْجُـهٍ كِـرَامٌ إِذَا اغْبَـرَّتْ وُجُـوهُ الأَشَائِـمِ
ومعنى هذا البيت، يؤكّده كعب في قوله مادحا أنصار النّبيّ (ص)، حيث يرتبط البياض بالجِمال([22]):
فوصف الشاعر الأنصار في مشيتهم بالجمال الزّهر، أي:البيض، فيه إشارة إلى كرمها، و”الأزهر” هو “من كان بياضه عتيقا نيّرا حسنا وهو أحسن البياض”([23]).فالبياض المرتبط بالإنسان أو الحيوان وفق ما سبق، يعادل كرم الأصل وشرف المعدن وعلوّ المكانة، في حين يرتبط السّواد بالكفّار (عرّد السّود)، وهي معان مستقاة من الفكر الإسلامي.
وإذا ذكر اللّون (الأبيض) ذكر اللّون (الأسود) لتلازمهما، وقد تواتر ذكر اللّون الأسود في الديوان قبل إسلام الشّاعر وبعده، لفظا أو معنى، منفردا أو مختلطا مع ألوان أخرى سبع وعشرون (27) مرّة، ويعبر اللّون الأسود في المرحلة الجاهلية للشّاعر عن معان متعدّدة، كالصّراع والغلبة، التي تميّز الحياة الجاهلية، يقول الشّاعر عن خصمه([24]):
ويرمز اللّون الأسود، عادة، إلى معاني “الخوف من المجهول والميل إلى التكتّم، ولكونه لون سلبيّ في التداول الثّقافي والمعرفي، باعتباره يدلّ على العدميّة والفناء”([25]).
ويرمز في المقابل، في الإطار الاجتماعي، لمعاني “الحكمة والرّزانة والوقار والعظمة وعلوّ المكانة”([26]).أمّا قول الشّاعر”أجمّ أسود” فيومئ إلى الرّجل بلا سلاح، وتلك علامة على عدم الرّجولة والضّعف.وفي اللّون الأسود هنا، دلالة اجتماعية سلبيّة، تنبئ عن وضاعة الرّجل وخساسته.وفي مقام آخر، يأتي (السّواد) مرتبطا بالنّاقة([27]):
وقد شبّه الشّاعر العرَقَ بالقطران أو (الرّب) لشدّة سواده.والقطران في الثقافة العربية، تطلى به الإبل للشّفاء من الجروح ومختلف الأمراض، وفي ذلك دلالة ظاهرة على طول السّفر وشدّة التعب وقوّة الناقة وصلابتها.أما عن الدّلالة العميقة، فإن اللّون (الأسود) هنا يؤكّد مساحة الحجْب (حجب الرّؤية) في الطّريق، كما أنّه ينبئ عن شخصية الشّاعر القويّة في التّحدي والمجابهة والإصرار.كما يأتي اللون (الأسود) مرتبطا بالحمار الوحشي، كقوله([28]):
وقوله([29]):
فالسّواد يرتبط هنا بـ(الجون).و هو، كما يقول (ابن فارس) في (مجمل اللغة):”الجونة اسم من أسماء الشّمس، فقال قوم سمّيت لبياضها، وقال آخرون لأنها إذا غابت اسودّت”([30]).و(الجون) هنا هو الحمار الوحشيّ الذي في لونه غبرة ضاربة إلى السّواد، وقد شبّهت به الرّاحلة، ولعلّ في ذلك إيذانا بشؤم هذه الرّحلة.وهو ما نتبيّنه من خلال صورة (الغبار) الذي تثيره الأتن في وجه الحمار، والّذي يشبه في كثافته (الدّخان الأسود) وهي كناية عن توتّر العلاقة بين الحمار والأتن، وفي ذلك تأكيد على شؤم الرّحلة والمصير المجهول والمخيف.وفي قوله واصفا لون النعام([31]):
وكلمة “نوبية” منسوبة للنوبة، وهم جيل من السّودان ودلالة (السّواد) هنا دلالة إيجابية، وأمارات الإيجاب في (السّواد) جليّة من خلال حسن العلاقة بين النّعامة والظليم، وهو ما تبيّنه هذه الدوال (تراعي، زوجها، طباهما، جزع، أمرع، سربه، مصيوف، مشعوف).فالسّواد هنا، عنوان للخير والأمن والودّ.وقد يمتزج اللّون الأسود باللون الأصفر أحيانا، كقول الشّاعر مشبّها الرّاحلة (الناقة) بالأتان([32]):
و(الصّحماء) اسم الأتان، وهو اسم مشتق من لون السّواد في صفرة، للمبالغة في شدّة السّواد، وفي ذلك تلميح لشدّة الرّاحلة وقوّتها ومنعتها وقدرتها، من جهة السّواد، وشحوبها وشدّة تعبها لطول المسير، من جهة الصّفرة.
وقد يرد اللّونان (الأبيض) و(الأسود) في سياق واحد، وهما متلازمين، من أكثر الألوان حضورا في الحقل الإبداعيّ عامة، وأكثرها كثافة في التّدليل وجدلا في التّأويل والتّداول، فقد أرجع “بلينوس الحكيم جميع الألوان إلى اللونين الأبيض والأسود”([33]).ويقول الجاحظ: “اللّون في الحقيقة، إنما هو البياض والسّواد”([34]). وفي هذا القول إشارة إلى هيمنة اللّونين الأبيض والأسود على الفكر الإنساني.
وحضور هذين اللّونين في التّجربة الشّعرية للشّاعر، يكشف عن ثنائية الدّال المركزية:(سواد/بياض).وهي ثنائية دالة، تكشف بدورها عن جملة من ثنائيات المدلول:(التفاؤل/التشاؤم)،(الخير/الشر)،(الحب/البغض) (الجمال/القبح)، (الحياة/الموت)…ففي قول الشّاعر يصف جمال المرأة([35]):
نجد أن دلالات الحدّ الأول، الإيجابي، من الثّنائيات السّابقة، تكشف عن علاقة لونية تكاملية بين البياض والسّواد، وتعبرّ عن لوحة جمالية آسرة، بفضل هذا التّمركز والتّكثيف اللّوني في لفظ (حوراء) والحوَر علامة تنبئ عن الإغراء والإغواء، وأثر هذا الإغراء واضح في استنزال (الأعصم المتمنّع) وهو الوعل الذي في يده بياض إذا اغبرّ، أوسواد إذا كان أبيضًا، فهو أيضا لا يخلو من هذه المسحة الجمالية.أما حدّ الثنائية الثّاني، السّلبي، من الثنائيات السّابقة، فتكشف عنه الشّواهد التالية، ومنها قوله([36]):
([37])
وقوله([38]):
تشعرنا التّجربة هنا، بنوع من المفارقة الصَّريحة بين اللّونين (الأبيض) و(الأسود)، حتّى ترقى لتخلق صراعا وتناطحا بينهما:(شرّها، لا الودّ، لا اللّطفا) فنشعر بحرب نفسيّة داخليّة متأزّمة، يكشفها أسلوب التّشخيص والتّحوّل اللّوني، حتّى يغدو اللّون الأبيض أيقونة للضّيف غير المرحّب به، مقارنة باللّون الأسود الذي أشار إليه الشّاعر دون أن يسمّيه (الذي كان أوّل) ولعلّ عدم تسميته إشارة إلى الحسرة على ذهابه، لأنه معادل للشّباب والحياة.وفي مقام آخر، يرتبط اللّونان (الأبيض) و(الأسود) بالرّاحلة المقترنة بالثّور، كقوله([39]):
وقوله([40]):
أو الظليم، كقوله([41]):
و(الخصف) فيه لونان:سواد وبياض، أما (الوشوم) فهي سواد في الذّراع.و(النّمور) ثياب من صوف فيها سواد وبياض.و(الوشم) علامة لونية في جلد الثّور، وتستحضر صورة الثّياب ذات الصّبغة اللّونية الموشّاة بالبياض والسواد.و(اللّهق) هو الأبيض الملمّع، الذي اختلفت ألوانه وخالطتها خطوط سود.وحضور (السّواد) في الحيوان علامة على أنه “أكثر قوّة وصبرا وأشدّ أسرا وعصبا”([42]).ويؤكّد ذلك ارتباط السّواد بالقوائم والظّهر وهما من مظاهر القوّة الجسدية في الثور.أمّا الأبيض، فارتباطه بالشّمس في قوله([43]):
علامة على الضّياء والوضوح.والخطوط البيضاء في (الثوب)، إشعار على وضوح طريق الرحلة.
أما اللّون (الأخضر)، وهو أيضا من أكثر الألوان تداولا في الخطاب الشّعري عامّة، نظرا لقوّة تأثيره في مزاج الإنسان، وارتباطه الشّديد بالطّبيعة، فهو لون “منعش رطب، مهدّئ، يوحي بالرّاحة”([44]).وهو يدل، سيميائيا،على معاني “النّمو والأمل والخصوبة والنّبل”([45]).وفي السّياق الأسطوري، يرمز اللّون الأخضر إلى معاني “الحياة والتّجديد والانبعاث الرّوحي والرّبيع”([46]).
واللاّفت في شعر كعب بن زهير، أن (الأخضر) لم يرد لفظا، سوى مرّة واحدة، ولكن هذا لا يعني غياب الاخضرار في شعره، لأن الشّاعر يستعيض عن اللّفظ، بالعناصر الطّبيعية النّباتية الموحية بالخُضرة، وقد أحصينا في هذا السّياق سبعا وعشرين (27) إشارة للّون الأخضر، الذي يرد مرتبطا، في المرحلة الجاهلية، إمّا بالإنسان، ليدلّ على صراع الحياة والموت، كقوله([47]):
أو ليدلّ على معاني الجَمَال و الأمل، كقوله([48]):
أو مرتبطا بالحيوان، ليدلّ على ثنائية (الخصب/الجدب)، كقوله عن النّعامة والظّليم([49]):
وقوله([50]):
وقوله أيضا، يصف وقع مناسم النّاقة على الطريق([51]):
فاللّون الأخضر في الأمثلة السّابقة، يكشف عن ثنائية (الخصب/الجدب) التي تحكم الحياة الصّحراوية والحياة الجاهليّة عامّة، من خلال المزج والتّداخل والتّشابك بين صورة النّاقة السّريعة (الغَضْبى) في الصّحراء المغبرّة ووقع أقدامها الذي يشبه وقع القدوم بـ(غضرة الأفنان).والظّليم والنّعامة وقد (اخضرّت أنوفهما) وسط المكان المائي الخصب.وكأن الشّاعر يبحث، من خلال اللّون الأخضر، عن الهدوء والطّمأنينة، علّه يستريح من غمّ “الشّهباء” و”شحوب” السّفر في الصّحراء/الحياة.أمّا في المرحلة الإسلامية، فنجد اللّون (الأخضر) في قوله([52]):
وقد ورد هذا البيت في قصيدة (البردة) التي يقول في مطلعها([53]):
حيث يمْثُُل أمام القارئ هنا، مشهد جانبيّ في طريق الرّحلة مع القوم، وهو مشهد (وُرْقُ الجنادب) أي الجنادب (الخضراء) التي تركض الحصى، وسط الصّحراء شديدة الحرّ.وسيميائية الحضور اللّوني للأخضر وسط هذه الصّحراء الحارّة والمغبرّة والقاحلةّ، يمثّل الأمل في تجاوز الحياة الجاهلية بكلّ سلبياتها وقساوتها، كما يمثّل الرّغبة في التّجديد والبحث عن الحياة الأخرى البديلة عن حياة الجاهلية، حياة يمثّلها الأفق “المخضّر” في كنف الدّين الإسلامي، لأن قصيدة (البردة) تمثّل “رحلة” وانتقالا وتحوّلا جذريا للشّاعر من الجاهلية إلى الإسلام.
ومن الألوان القويّة التّأثير والكثيفة الدّلالة:اللّون (الأحمر).وهو لون يعكس مختلف الحالات النّفسية مثل “العواطف الثّائرة والحبّ الملتهب والقوّة والنّشاط وهو رمز النّار المشتعلة”([54]).ويستعمل أحيانا للدّلالة على حالة “الغضب والقسوة والخطر”([55])كما يدلّ على الزّيادة والمبالغة في التّعبير عن معاني “الغنى والفرح ويرمز أيضا إلى القتال والشّدة”([56]).وقد تواتر اللّون (الأحمر) في شعر كعب ثلاث عشرة (13) مرّة، وهو يرتبط في المرحلة الجاهلية، بمعاني القوّة والشّدة، خاصّة عند حين يتّصل بالفرس، كقوله([57]):
وقوله([58]):
و(الكُمَيتُ) من أسماء الفرس، وهو مشتق من لون الحمرة التي يخالطها سواد، وفيه إشارة إلى القوّة والأصالة.و(جلال) الفرس بلونه (الأحمر) رمز ظاهري للجمال والأبّهة، حيث يشار للأبهّة والهيلمان في الإنسان الذي “عليه ثياب فاخرة وعلى رأسه عمامة كبيرة حمراء”([59]).كما يرمز اللّون (الأحمر) في (جلال) الفرس، للمقدرة الذّاتية والإرادة الصّلبة والحضور القوّي، مثلما يحمل الصّفات القياديّة والسّيطرة والتفوّق، فاللّون الأحمر المرتبط بالفرس، يعدّ نقطة انطلاق الجسد الماديّ، فهو يمثّل زخم الحياة في الجسد ودفق العاطفة والقوّة النّفسية والطاقة الباطنيّة والتّحكم في الإرادة وتوجيهها.كما يرتبط (الأحمر) في المرحلة الجاهلية للشّاعر، بالثّور، كقوله([60]):
وبالطير، كقوله([61]):
فالأحمر، المرتبط بالثور والطّير والنّبات (الأرطى والمغد) والماء، وكلّها علامات الحياة، يشير إلى معان البدايات والبعث والتّجدّد، لأن تحرّك الثّور كان مطلع الفجر.كما أن (الشّعف) هو أوّل ما ينبت من ريش الفراخ.و(المَغْدُ) هو (أوّل ما ينبت بالحجاز، و”التّسبيد” أوّل نبات الشَّعر وأوّل توريق الشّجر)([62]).فمعاني (البدايات) بارزة بوضوح في هذه السّياقات.
كما يشير اللّون (الأحمر) هنا، إلى جدلية الحياة: الحياة في أوج قوّتها وعنفوانها، ويمثّلها الثّور، والحياة في ضعفها وهزالها وتفتّحها، وتمثّلها الفراخ.وخلاف هذا المعنى، قول الشّاعر يصف رحلة له([63]):
فالأحمر هنا، يرمز للبحث عن النّور والهداية في الطريق، والاستئناس بالأشباح أوالصّور، فالعجلة في المسير على طريق الرحلة، يدلّ على البحث عن المخرج أو الهروب من الزّمن، فاحمرار النّهار/الحياة علامة على نهايته وحلول الظلام/الموت، وهي رؤية تمثّل روح جاهلية قلقة لدى الشّاعر.
أمّا في المرحلة الإسلامية، فنجد معاني الشّدّة والقوّة حاضرة في اللّون (الأحمر)، كما في قوله مادحا الأنصار([64]):
وقد ورد في كتاب (الحيوان)([65]) ما يؤكّد دلالة القوّة في اللون (الأحمر)، وهو قول ابن ميّادة:
وعِنْــدَ الفَـزَارَى العَـرَاقِيَّ عَـارِضٌ كَأَنَّ عُيُـونَ القَـوْمِ في نَبْضَةِ الجَمْـرِ
وفيه أيضا قول الجاحظ:”ويطالعنا يونس بن حبيب بأنه لم ير قرشيّا قط أحمر عروق العينين، إلا كان سيّدا شجاعا”([66]).فاحمرار العينين لدى (الأنصار) علامة على الغضب والقوّة والشّدّة، ولكنها قوّة الحقّ وشدّة على الأعداء، أعداء الإسلام.
ويسهم اللّون (الأصفر) من جهته، في إنتاج المعنى الشّعري.وللأصفر دلالات متنوعة ومتناقضة أحيانا، فهو يوحي بالمرض والشّيخوخة والاستنزاف.والصّفرة في الوجه تولّد الفزع والبؤس والسّقم، كما يعبّر (الأصفر) عن إرهاصات الموت والفناء، مثلما تشير إليه الآية الكريمة:«كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكوُنُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ ومَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ ورِضْوَانٌ»([67])
ويرمز اللّون الأصفر، من جهة إلى “الضّعة والخداع والغشّ”([68]).ويرمز لمعاني “الخطر والدّهاء والجبن والخسّة والخيانة وعدم الأمانة والمرض والسّقام الدّائم”([69]).ويرمز من جهة أخرى لمعاني “الإخلاص والشّرف والأمل وصفاء السّريّة”([70]).كما للأصفر تأثير نفسيّ قوي في النّظر، كقوله تعالى:«صَفْرَاءُ فًاقِعٌ لًوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ»([71]).
وقد ورد اللون الأصفر في الدّيوان ثمان (08) مرّات، ويتّصل في المرحلة الجاهلية، بمعاني الحسن والجمال الجسدي، كقوله في وصف الحسناء([72]):
فالأصفر في ارتباطه بالجسد، يحتمل طاقة عاطفية قوّية، يصاحبها انفعال ذهنيّ وروحيّ، فقد اشتق اسم المرأة هنا من اللّون الأصفر (صفراء) وذلك من الطّيب والتّألق والإشراق، ومعروف في الثقافة العربية أن “الجارية الصّفراء تمدح بلونها”([73]) بل تعدّى أثر الحسن حاسّة البصر، ليشمل حاسّة الشّمّ.وهكذا يضمّ اللّون الأصفر صورتين معا.وفي المقابل، يستنهض الشّاعر في (الأصفر) دلالات مضادّة، كقوله عن الصّياد([74]):
وقوله([75]):
وقوله واصفا القوس([76]):
فاللّون الأصفر، يتعلق ب”القاتل” أو الصّائد (طليح) وأداة القتل (الصّفراء) وهي (القوس) وحتّى الشّجر المصنوعة منه (النّبعة) مشوبة باللّون الأصفر.ويتفاعل (الأصفر) مع (الأحمر)، لينتج رؤية شعرية تنذر بالموت وعلاماته:الحمّى والإرهاق والمرض والحرص والجشع.ف(الطّليح) هو الصّائد الذي شحب لونه من الهزال والجوع.وهكذا ينفتح اللّون الأصفر على معاني الخوف والشّقاء الأزلي.وتتمدّد سمات (الأصفر) لتشمل المكان المائي([77]):
فالماء، نبع الحياة ورمزها الأوّل، يتلوّن بالأصفر (الآجن) وجاء في مدخل “أجن” في معجم مجمل اللغة “أجن الماء يأجُن ويأجَن، إذا تغيّر أُجُونا، وهو آجن”([78]) ولعلّ مثل هذه المداخل، تكشف لنا عن خاصيّة في الشّيء، وهي قبوله للتغيّر، فتتحوّل دلالته من الصّلاح إلى الفساد، ومن الحياة إلى الموت.
وينبثق من بين ألوان الطبيعة، لون التّراب (الأديم)، ويتردّد ذكره خمس (05) مرّات، ويمثّل رؤية الشّاعر في الجاهلية، للحياة والوجود، يقول واصفا شدّة الحرّ في الصّحراء:
([79])
ويقول([80]):
ويقول أيضا([81]):
فقد اشتقّت أسماء الكائنات من (التّراب)، فاليعفور هو”الظّبي الّذي لونه كلون التّراب”([82]).والأعفر أيضا هو الذي تعلو بياضه حمرة.فاللّون (التّرابي) في هذا السّياق، من الناحية السّيميائية، يمثل لون الأرض، ويرمز للحياة والطّبيعة والفطرة والوجود، ولكنه في الصّورة الشعرية المركّبة، يستدعي الألوان السّماوية مثل:الأصفر، الأسود، الأحمر، الأزرق و رموزها: (الشمس، الظهيرة، الحرور، الكلاب).وقد أشار الجاحظ إلى أن (البياض) “ميّاع مفسد لسائر الألوان”([83]) ما يجعل اللّون التّرابي، يوحي هنا بنوع من صراع الإرادات والتّجاذب بين الأرضيّ والسّماويّ وبين الموت والحياة.
وقد تكتسب (الأشياء) قيمتها الدلالية من التّسمية باللّون (الأشهب) الذي تردّد ذكره أربع (04) في المرحلة الإسلامية، والأشهب مزيج من (السّواد) و(البياض)، يقول الشّاعر مادحا الأنصار([84]):
فاللّون الأشهب في الأبيات السّابقة، يتعلّق بثلاثة دوال بصيغة التأنيث (الشّهباء، الفلاة المقفرة، الموت).
أمّا هذه الدّوال:(المرهفات، الصّبير، السّواري) فإن البياض فيها، يتأتّى من صورة اللّمعان، والسّواد من سواد اللّيل.وكل الدّوال السّابقة، تشترك في مدلولات متقاربة وهي:الغلبة والقوّة والأثر النّفسي:(تخويف العدوّ) وهي رؤية إسلامية، تعكس غلبة القيم الإسلامية على القيم الجاهلية.
كما قد يمتزج الأسود والأبيض ليشكّلا معا، اللّون (الرّمادي).وهو لون (يتوسط بين اللّونين الأسود والأبيض، مفتقرا إلى الحيويّة وبقدر ما يصبح غامقا، فإنه يتوجّه نحو اليأس ويصبح لونا جامدا)([85]).
واللّون (الرّمادي)، سيميائيا، لون “غامض، سلبيّ، عديم الشّخصية، منافق، طفيلي، مداهن”([86]).كما أنه رمز “الدّهاء ولون التّحذير من العمر والخوف”([87]).وقد تواتر ذكره ثلاث (03) مرّات، وارتبط هذا اللّون في شعر كعب، في مرحلته الجاهلية، بالرّاحلة أو بالناقة التي شبّهها بالنّعام، كقوله([88]):
وقوله ([89]):
وقوله أيضا([90]):
و(الرَّبد) هي النّعام بلون الرّماد.و(الخرجاء) هي النّعامة التي فيها بياض وسواد.أما (الخصيف) فهو لون الرّماد، لأنه مزيج من البياض والسّواد.واللّون الرّمادي في هذه السّياقات، معادل سيميائي للحالة النّفسية للنّاقة أو النّعامة أو الذّات، وهي في حالة مضطربة وغير مستقرّة في الفيافي والقفار، التي هي معادل للحياة، وهذا الاضطراب واللاّستقرار، مستوحى من اللّون الرّمادي المتقلّب بين البياض والسّواد، فالنعامة خائفة فزعة (أفزعها) ومضطربة في سيرها، مطاردة من أرضها، لا تملك مصيرها، وتلك هي حالة الذات الشّاعرة قبل الإسلام.
أما اللّون (الأزرق)، فيقترب في معانيه السّلبية من اللّون الأسود في الثقافة العربية، و”لم يرد إلاّ في تعبيرات قليلة عند العرب”([91]) لأنه لون كريه، فدلالاته ورموزه السّيميائية، تتمحور حول الموت والمرض والحزن والكآبة، ولذلك قلّ تكراره في الدّيوان، حيث ورد ثلاث (03) مرّات فقط.وقد رأى المفسّرون في الآية:«يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ونَحْشُرُ المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقَا»([92]) بأن الزّرقة لون الإصابة بحروق النّار أو لون عيونهم، لأن الزّرقة مكروهة عند العرب.و(الأزرق) في مصدره الطّبيعي لون “السّماء الماء”([93]).ويبعث في النّفس أحيانا “روح اليأس”([94]).وجاء في (لسان العرب) تسمية الأسنة:”زرقا، والخمر زرقاء”([95]).ويتعامل الشّاعر مع اللّون الأزرق في المرحلة الجاهلية، من خلال مرجعية المنتخب الجسدي (العينين)، كقوله عن كلاب الصّياد([96]):
وقوله عن البازي([97]):
فالأزرق المرتبط بالأسنة وبالعيون (عيون الكلاب وعيون البازيّ) يرمز لمعاني الشّرّ والقتل.وقد (ورد الأزرق عدّة مرّات مشيرا للجنّ، كما يقال:نهارك أزرق، ويعنون أسود، لليوم المملوء بالشّرّ)([98]) فالأزرق يرمز هنا، للشّرّ وللقوّة الفتاّكة، والصّراع والعدائية والموت والفناء.وكما ارتبط الأزرق بالعيون، ارتبط كذلك بالأسنّة، يقول الشاعر متحدّثا عن الصّياد([99]):
فالسّهام تستحضر مشهد (القنص/الموت).والسّهام دال سيميائي ثان عن الأعين، فالأعين “سهام” أيضا، لأن السّهام بلا “أعين زرق”، عمياء، لا تصيب الهدف.
ومثلما يأتي التّعبير باللّون الواحد واللّونين، تتراكم الألوان وتتزاحم في المشهد الواحد.والحشد اللّوني في منطقة شعرية واحدة “يثير على صعيد تشكيل المعنى، جملة من المسائل التّشكيلية والسّيميائية والجمالية”([100]).حيث “يحصل قدر عال من التّوازي البنائيّ بين الحشد اللّونيّ العامل، والحشد الدّلالي المنتج”([101]).وهكذا تتواشج البنية الدّلالية في المشهد كلّه، وينتج المعنى بتشكيلاته المتنوّعة.وقد تواتر الحشد اللّوني تسع (09) مرّات في الدّيوان، ومن أضرب هذا التّمازج اللّوني، المعبّر عن الرّؤية في المرحلة الجاهلية، قول الشّاعر عن الحسناء:
([102])
وقوله مشبّها النّاقة بالنّعامة والظّليم([103]):
فالألوان المختلفة، تتعلّق بعنصر (النّبات) و يمثّلها كلّ من (الرّوض) و(الخطبان) الذي يجمع ألوان البنفسجيّ، الأسود، الأخضر، الأبيض.والنّبات، سيميائيا، هو رمز الخصب والحياة والأمل والتّجدد. وتحمل عبارة “مختلف الألوان”، وكذا مشهد الظّليم والنّعامة، وهو مشهد يعجّ بالحركة والاندفاع إلى الحياة، معاني إيجابية تفاؤلية على الصّعيد الشّعري والعاطفي، فكثرة الألوان وتنوّعها في (الرّوض والخطبان) علامة على الحسن والجمال والبهاء والإشراق والانشراح.ويقول الشّاعر متحدّثا عن الرّحل([104]):
و(النّقيش) هو الرّحل المنقوش، الموشّى بالألوان، وهو علامة لونية ظاهرة، تتضمّن معنى الثّبات في الرّحلة (المسمّر) والأمل في الوصول (آخر الليل).وتتأكّد الدّلالات السّابقة للألوان المختلفة في المشهد الشّعري الواحد، مثلما تعكسه صورة (القطا) وقد هاجمه البازي في قوله([105]):
والقطا الكدريّ، وهو ضرب من القطا، غُبر الألوان، رُقَّش الظّهور، صُفر الحُلوق، مختضب الأظفار.والقطا بهذه الألوان المفعمة بالحياة والزّينة، يرمز لصراع الحياة بألوانها الزّاهية، ضد الموت (القاتم) المتربّص بها.بينما تأتي الدّلالات السّلبية للألوان المختلفة في الرؤية الجاهلية، في قوله عن فراق الحبيبة([106]):
وقوله أيضا([107]):
فالسّياق هنا، هو سياق الانفصال مع الحبيبة، وقد رمز لها الشّاعر بـ (العيْن الملمَّعة) أي التي فيها بقع تخالف سائر لونها، وفي ذلك دلالة سلبية، يقول الجاحظ “التّبقيع هجنة”([108]) أي ما كان فيه نقْع، فهو هجين غير أصيل، وبذلك ترمز الألوان المختلطة في المرأة لمعاني الهجاء والذّم، وكأنها امرأة متلوّنة، متنكّرة، غير وفيّة، وغير أصيلة.ويؤكّد هذا المعنى في تباين الألوان، في مرحلة انتقال الشّاعر من الكفر إلى الإيمان، قوله عن (سعاد) في قصيدة (البردة):([109]):
فتعدّد الألوان في (الغول) رمز التّضليل، أو في (سعاد) علامة على حالة الانفصال والتحوّل والنّكران والخداع والتّشتت.وقد تتعقّد الصّورة وتتشابك الرّؤية ويصعب التّأويل، حينما تختلط الألوان (الأسود، الأحمر، الأبيض) فتكتسب تلك الألوان، زيادة على دلالتها الذّاتية، دلالات إضافية، كقوله يصف الحمار الوحشي و الأتان([110]):
وقوله([111]):
فالسّواد يرتبط بالحمار الوحشي، (الجوْن) أما البياض فيرتبط بالأتان (الحقباء) وهي التي في حقبها بياض، وهو ما يشكّل، بنية ثنائيّة لونيّة بين (الحمار/الأتان) أأو (الذّكر/الأنثى) أو(البياض/السّواد).وهي ثنائيات وجوديّة، تكاملية لا تضادية، لأن صورة أحدهما في المشهد، تستدعي حضور الطّرف الثاني.كما ارتبط اللّون بالمكان (الأريكان) وهما:جبلان، أحدهما أسود والآخر أحمر.و(الجبل) علامة سيميائية على الرّؤيا البصرية في الصّحراء والرّؤية التّأملية والفكرية في مخيال الشاعر، لأن الجبال تتخذ عادة “بوصلة” في الطريق الصحراوي.وباعتبار وجود جبلين، فالجبل (الأسود)، يحجب الرّؤيا والرّؤية، والجبل (الأحمر) يكشفهما.ثم يتّسع الفيض اللّوني ليغمر المشهد كلّه، ويتغلغل في لعبة الثّنائية:(شهرين، أريكين، يكدمان).وهكذا تتراءى لنا لعبة اللّون، من خلال ثنائية (الحجب/الكشف)، (التّضاد/التّكامل).
ويستمرّ البناء الشّعري عن طريق التّعدد اللّوني، عند الشّاعر في المرحلة الجاهلية، وتحديدا في مشهد الذّئب، حيث يصادف الشّاعر الذّئب وهو في طريق رحلته، فيصفه قائلا:
([112])
و(الأطلس) اسم للذّئب، وهو سمة للونه شديد السّواد، وقد خالط لونه هذا، “دخان الرّمث” وفيه (بياض) تشوبه (غبرة) مائلة إلى (الزّرقة).وهذا الخليط من الألوان (الأسود، الأبيض، الأزرق) تأكيد على شرّ هذا الذّئب وشؤمه، فهو ذئب مخيف، متلوّن، مخاتل، بارع، متكيّف مع الوسط، لا تكاد تبصره الأعين لبراعته في التّخفي.والذّئب، بهذه السّمات اللّونية، يرمز للموت والفاقة عند الشّاعر في المرحلة الجاهلية، وتعدّد الألوان في الذّئب، يعادل ضبابية الرّؤية، والمصير المجهول في الطريق، كما يعادل تعدّد ألوان الذّئب، تعدّد أسباب الموت المشؤوم، ومخاتلته للإنسان والحياة.
في الختام يمكن القول، إن اللّون عنصر سيميائيّ ونسق إبداعيّ فعّال، يؤدّي وظيفة تعبيريّة وعلاميّة أساسيّة، ويشكّل، في شعر كعب بن زهير، نظاما نصيّا خاصّا، ضمن شبكة أنساق أخرى، تؤلّف لحمة البناء الشعري.ويرتبط الأداء البصري والسّيميولوجي للّون عند الشاعر، بمخزونه الثّقافي والاجتماعي والفكري، حيث تكشف الألوان، مفردة أو مجتمعة، عن دلالات ومعاني متعددّة، ظاهرة وباطنة، ويختلف حضور الألوان كمّا ودلالة، كما تختلف طريقة توظيف الألوان ودلالاتها، بين المرحلتين اللّتين عاشهما الشّاعر، أي الجاهلية والإسلام:
ـ ففي المرحلة الجاهلية، يرتبط اللّون الأبيض، وهو أكثر الألوان حضورا، بالنّور، ليوحي بالرّغبة في كشف الحجب وتبديد الظّلام الذي ميّز الحقبة الجاهلية، وقد يحيل على الموت والفناء عندما يرتبط بالشّيب.أمّا الأسود فيحيل في المرحلة الجاهلية من النّاحية السّلبية على حجب الرّؤى، ويدل على معاني الغلبة والصّراع والتوتر، ومرتبة الرّجال، ويحيل من الناحية الإيجابية على معاني التلاحم والانسجام والقوة والمنعة والجمال.ويعكس الأخضر، ثنائيات الحياة والموت والخصب والجدب، كما يستعيض الشّاعر عن اللّون (الأخضر) برموزه النّباتية، بحثا عن الهدوء والطّمأنينة التي طالما بحث عنها، خاصّة في فترة الانتقال من الجاهلية إلى الإسلام.ويوحي (الأحمر) بمعالم الذات وطاقاتها النفسية ومكانتها الاجتماعية.ويوحي (الأصفر) بالمرض والموت والشيخوخة والبؤس، ويحمل في المقابل، طاقة عاطفية لارتباطه بالمرأة.وإذا ارتبط بالأحمر أنذر بالموت.واللّون (التّرابي) يعبّر عن الصّراع بين إرادة الحياة وحتمية الموت.وأما (الأزرق) فيرمز للشّرّ والعدوانية والموت.وقد تمتزج الألوان، فتتداخل الرّؤى وتتشابك الدّلالات، فتزاوج الألوان يقابله تزاوج الدّلالة، حيث تنبثق الثّنائيات التكاملية والتّلازمية والتّضادية، والرؤية البصرية والرؤية الفكرية والكشف والحجب…
ـ وفي المرحلة الإسلامية، يقلّ توظيف الرّموز اللّونية، لانكشاف الرّؤية لدى الشّاعر، بفضل التّعاليم الإسلامية التي أضاءت الوجود الكوني، وكشفت الحجب، وربطت الأسباب بالمسبّباب، فنجد تحوّلا جذريّا في توظيف الألوان ودلالاتها.فالألوان، على قلّتها، تغيّرت رمزيتها، فالأبيض مثلا، أصبح يرمز لجمالية القيم الدّينية والإشراق الرّوحي وللقيم المعرفية و الهداية والنور والتآخي.
ـ وتلاشت الألوان الدّالة على التّعصّب والحقد والكراهية والصّراع والموت الذي طالما ميّز الحياة الجاهلية، خاصة الأسود والأحمر والأزرق والأصفر، كما تلاشت مظاهر السّوداوية في الرّحلة والطريق، لانكشاف الرّؤية.فالسّواد أصبح مرتبطا بأعداء الإسلام، أما البياض والحمرة، فقد ارتبطا بالمسلمين، وبالدفاع عن القيم الإسلامية، وتحوّل الأسود إلى الأشهب، ليوحي بالصّراع بين الحق (الإسلام) والباطل (الكفر).
*مصادر ومراجع البحث:
القرآن الكريم.
1ـ ابن فارس، مجمل اللغة، دراسة وتحقيق زهير بن المحسن سلطان، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1986.
2ـ ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم بن علي، لسان العرب، دار صادر، بيروت، د.ت.
3ـ أحمد مختار عمر، اللغة واللون، ط2 ، عالم الكتب، القاهرة، 1997.
4ـ أسعد علي، مسرح الجمال والحب والفن في صميم الإنسان، ط3، دار الرائد، بيروت، 1981.
5ـ الجاحظ، الحيوان، ج1، ج2، ج5، تحقيق:عبد السلام هارون، دار الجيل، لبنان، 1996.
6ـ زينب عبد العزيز العمري، اللون في الشعر العربي القديم، مطبعة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1979.
7ـ سعيد عبد الرحمن قلج، جماليات اللون في السينما، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1975.
8ـ سليم عباسي، اللون (تأثيره في الناس) مجلة بناة الأجيال، العدد 39، سوريا.
9ـ شاكر عبد الحميد، التفضيل الجمالي، عالم المعرفة، العدد 267، الكويت، مارس2001.
10ـ عبيدة صبطي، نجيب بخوش، الدلاة والمعنى في الصورة، ط1، دار الخلدونية، الجزائر، 2009.
11ـ فاتن عبد الجبار جواد، اللون لعبة سيميائية، ط1، دار مجدلاوي، عمان، 2010.
12ـ فارس متري ظاهر، الضوء واللون، بحث علمي جمالي، ط1، دار القلم، بيروت، 1979.
13ـ فرج عبود، علم عناصر الفن، ج1، دار الفن، ميلانو، إيطاليا، 1982.
14ـ كعب بن زهير، الديوان،حققه وقدم له علي فاعور،دار الكتب العلمية، بيروت، 1997.
15ـ كعب بن زهير، الديوان، (طبعة ثانية)، قدم له الدكتور:حنا ناصر الحتي، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، 2008.
16ـ محمد بهجت الأثري، الألوان في الفصحى والدراسات العلمية واللغوية، محاضرات الندوات المفتوحة، مجلة المجمع العلمي العراقي، 1993.
17ـ محمد صابر عبيد، جماليات القصيدة العربية الحديثة، منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق، 2005.
18ـ محمد فتوح أحمد، الرمز والرمزية في الشعر المعاصر، ط2، دار المعارف، القاهرة، 1978.
19ـ محمد يوسف همام، اللون، ط1، مطبعة الاعتماد، القاهرة، 1930.
20ـ محي الدين طالو، الرسم واللون، مكتبة أطلس، دمشق، 1961.
21ـ يحيى حمودة، نظرية اللون، دار المعارف، القاهرة، 1975.
([1]) سليم عباسي، اللون (تأثيره في الناس) مجلة بناة الأجيال، العدد 39، سوريا، ص120 وما بعدها .
([2]) محمد فتوح أحمد، الرمز والرمزية في الشعر المعاصر، ط2، دار المعارف، القاهرة، 1978، ص222.
([3]) ينظر:أسعد علي، مسرح الجمال والحب والفن في صميم الإنسان، ط3، دار الرائد، بيروت، 1981، ص84، 85.
([4]) فاتن عبد الجبار جواد، اللون لعبة سيميائية، ط1، دار مجدلاوي، عمان، 2010، ص 44.
([5]) ينظر:شاكر عبد الحميد، التفضيل الجمالي، عالم المعرفة، العدد 267 ، مارس2001، الكويت، ص270.
([7]) كعب بن زهير، الدّيوان،حقّقه وقدم له علي فاعور،دار الكتب العلمية، بيروت، ص28. المجرّة:منطقة في السماء قوامها نجوم كثيرة يراها البصر بقعة بيضاء.المور:التراب تذروه الرياح.
([8]) نفسه، ص41.النشاز:ما ارتفع من اأرض.
([9]) محمد يوسف همّام، اللون، ط1، مطبعة الاعتماد، القاهرة، 1930، ص07
([10]) فرج عبود، علم عناصر الفن، ج1، دار الفن، ميلانو، إيطاليا، 1982، ص137.
([11]) الديوان، ص46.العاملات:الدائبات في السير.الراسمات:يرسمن في سيرهن.الأحزة:ما غلظ من الأرض.
([12]) نفسه، ص72.الناعجات:الإبل.الذميل:ضرب من السير.النجاء:السرعة.
([14]) نفسه، ص77.الجرير:الزمام من الجلد.ينتحي:يعتمد.المسحل:العير.سراة اليوم:أوله.يبرم:يصرف يصرفه.البحاء:موضع.
([16]) المصدر السابق، ص75،74.الأهاضيب:الدفعات من المطر.الرجاف:المصوت كالرعد. تفتر:تبتسم.الغلاغل:من تغلغل الماء في الشجر:تخلّلها.
([17]) نفسه، ص14.المسائح:شعر جانبي الرأس.السنيح:ما مر عن اليمين.البارح:ما مر عن الشمال.
([19]) ينظر:الجاحظ، الحيوان، ج1، ص349.
([21]) ينظر:ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم بن علي، لسان العرب، دار صادر، ج3، بيروت، د.ت.مادة (دبج).ديباجة الوجه:حسن بشرته.
([22]) الديوان، ص67.عرّد:جبن.التنابيل:القصار.
([23]) أحمد مختار عمر، اللغة واللون، ط2، عالم الكتب، القاهرة، 1997، ص46.
([24]) الديوان، ص11.شريته:بعته علانية.الأجم الأسود:التيس الذي لا قرن له.
([25]) أحمد مختار عمر، اللغة واللون، ص186.
([26]) فارس متري ظاهر، الضوء واللون، بحث علمي جمالي، ط1، دار القلم، بيروت، 1979، ص55.
([28]) نفسه، ص16.الجون:الحمار الوحشي.الرباعي:سقطت رباعيته.الرجا:اسم موضع.الأفايح:اسم موضع.
([29]) نفسه، ص95.الدواخن:الدخان.الإرين:السحاب.
([30]) ابن فارس، مجمل اللغة، دراسة وتحقيق زهير بن المحسن سلطان، ط1، مؤسسة الرسالة، 1986، مدخل (جون).
([31]) الديوان، ص52.الزوج:الظليم.طباه:دعاه وصرفه إليه.الجزع:ما انثنى من الوادي.أمرع:كثر نبته.سربه:مسرحه.المصيوف:أصابه مطر الصيف.المشعوف:المجنون، الوله.
([32]) المصدر السابق، ص51. الأقتاد:عيدان الرحل.الشوار:متاع الرحل.التسويف:الشم.
([33]) محمد بهجت الأثري، الألوان في الفصحى والدّراسات العلمية واللغوية، مجلة المجمع العلمي العراقي، 1993، ص18.
([34]) الجاحظ، الحيوان، ج1، ص59.
([35]) الدّيوان، ص50.العيطل:الناقة الطويلة.النجاد: ما ارتفع من الأرض.الحوراء:التي اشتد بياض بياض عينها وسواد سوادها.
([37]) المسائح:ما نبت على نواحي الرأس.
([39]) نفسه، ص29.الوشوم:غرز الإبرة في الجلد وذر النيلج عليه.الشوى:القوائم.
([40]) نفسه، ص101.السراة:الظهر.طاوي المصران:خاوي البطن.
([41]) نفسه، ص47.الرحل:ما يجعل على ظهر البعير.العريكة:السنام.الجورف:الظليم.
([42]) الجاحظ، الحيوان،ج1، ص252.
([44]) يحيى حمودة، نظرية اللّون، دار المعارف، القاهرة، 1975، ص136.
([45]) محمد يوسف همام، اللّون، ص11.
([46]) سعيد عبد الرحمن قلج، جماليات اللون في السينما، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1975، ص44.
([48]) نفسه، ص12.يروعك:يعجبك.الدّل:الكلام.
([49]) نفسه، ص52.الجزع:ما انثنى من الوادي.أمرع :كثر نبته.سربه:مسرحه.مصيوف:أصابه مطر الصيف.
([50]) نفسه، ص48.الشّري:شجر الحنظل.شجر له حب صغار كحب الخروع.نقف:نقبه، شقه واستخرج الحَبّ.
([52]) المصدر السابق، ص64.يركضن:يضربن بقوائمهن.قيلوا:استريحوا في القائلة.
([54]) محي الدين طالو، الرسم واللون، مكتبة أطلس، دمشق ، 1961 ، ص72.
([56]) زينب عبد العزيز العمري، اللون في الشعر العربي القديم، مطبعة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1979، ص19.
([57]) الديوان، ص24.الملبون:الفرس ربي باللبن.نضت:نزعت.الأديم:التراب.
([59]) أحمد مختار عمر، اللغة واللون، ص211 ، 212.
([60]) الديوان، ص30.الأرطى: شجر عروقه حمر.الواشجات:الداخلات في الأرض.
([61]) نفسه، ص47.المغد:شجرة تشبه القثاء.التسبيد:أن ينبت الشعر بعد أيام.الشعف:أول ما ينبت من الريش.
([62]) ينظر:كعب بن زهير، الديوان، قدّم له الدكتور:حنا ناصر الحتي، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، 2008، ص77.
([63]) الديوان، ص25.الغشاش:شدة الخوف.
([64]) المصدر السابق، ص19.الكليلة:الضعيفة.
([65]) ينظر:الجاحظ، الحيوان، ج2، ص242.
([68]) محمد يوسف همام، اللون، ص08.
([70]) فرج عبود، علم عناصر الفن، ج1، ص137.
([72]) الديوان، ص50.الغليل:العطش.الملهوف:المكروب.
([73]) أحمد مختار عمر، اللغة واللون، ص 218.
([74]) الديوان، ص88.الطليح:الصائد.التسعاء:من السعي.أسأرتها:أبقت فيه بقية.سلالم:حصن بخيبر.
([75]) نفسه، ص97.النبعة:شجرأصفر العود.
([76]) نفسه، ص88.شكتها:دخلتها.الأسرة:الخطوط.الكاتم:لا تصوت.
([77]) نفسه، ص24.خالي الجبا:لا أنيس بقربه.السفرة:دلو من جدلد.الآجن:الماء تغير لونه وطعمه.
([78]) ابن فارس، مجمل اللغة، مدخل (أجن).
([79]) الديوان، ص28.صام النهار:انتصف.الحرور:الريح الحارة.يلوح:ينضج.اليعفور:الظبي.
([80]) نفسه، ص40.أنضاء:هزل.السريح:الذي تشد به الحذمة فوق رسغ البعير.
([81]) نفسه، ص24.الإران:كناس الوحش.انضرحت:انبسطت في جريها.
([82]) ابن منظور، لسان العرب، ج4.مادة (عفر).
([83]) الجاحظ، الحيوان، ج5، ص56.
([84]) الديوان، ص20. نطاة:اسم لأرض أو حصن بخيبر.الفيلق:الجيش العظيم.الشّهباء هي:كتيبة الجيش.الوديقة:شدة الحر.يسفع:يحرق. المعاقم:الهلاك.الأوار:شدة الحرب.الظبة:مضرب السّيف.المرهفات السّيوف.الصّبير هو:السّحاب الأبيض. السّواري:هي السّحب التي تأتي ليلا، لأن برقها يكون أشدّ لمعانا.
([85]) ينظر:فارس متري ظاهر، الضوء واللون، ص56.
([86]) عبيدة صبطي، نجيب بخوش، الدلاة والمعنى في الصورة، ط1، دار الخلدونية، الجزائر، 2009، ص53.
([87]) محمد صابر عبيد، جماليات القصيدة العربية الحديثة، منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق، 2005، ص 309.
([88]) الديوان، ص40.العواسل:المضطربة في سيرها لخفتها.الرعيل:الجماعة.السي:اسم موضع.الشل والتنفير:الطرد.
([89]) نفسه، ص48.تبري:تعرض.العقلة:الفتية من النعام.المخلولة:من خل الكساء:جمع أطرافه بخلال.القطرف:القطيفة التي لها خمل.الشرف:
الشّرف:ارتفاع الأرض.الجؤجؤ:الصدر.السكاء:الدرع الضيقة الحلق.
([90]) نفسه، ص51.الخرجاء:ذات لونين. جوفها بلغ جوفها.العفاء:الوبر.
([91]) أحمد مختار عمر، اللغة واللون، ص78.
([93]) يحيى حمودة، نظرية اللون، دار المعارف، القاهرة، 1975، ص136.
([95]) ابن منظور، لسان العرب، ج3.مادة (زرق).
([96]) الديوان، ص30. المقعيات:القاعدات على أقفائها.اليفاع:ما أشرف من الأرض.
([97]) نفسه، ص58.الشهم:الذكي.يكب:يصرع.
([98]) ينظر:أحمد مختار عمر، اللغة واللون، ص218.
([99]) الديوان، ص35.الثاوي:المقيم.رمها:أصلحها.القين:الحدّاد.الحشور:اللطيفة.
([100]) فاتن عبد الجبار جواد، اللون لعبة سيميائية، ص171.
([102]) الديوان، ص39.الحزن:طريق.ممطور:انصب عليها المطر في الصباح.
([103]) نفسه، ص49.الخاليان:اللذان يقطعان الخلى وهو الرطب من النبات.صوبا:مالا بفؤوسهما للقطع.نقف الشيء:شقه واستخرج حبّه.الخطبان: هو نبتة أطرافها رقاق تشبه البنفسج، أو أشدّ منه سوادا، وما دون ذلك أخضر، وما دون ذلك إلى أصولها أبيض.
([104]) نفسه، ص25.النقيش:الرحل المنقوش الموشى.المسمر:المشدود بالمسامير.
([105]) نفسه، ص58.الشهم:الذكي.يكب:يصرع.
([106]) نفسه، ص10.الأطلاء:الأولاد الصغار.العين :بقر الوحش.الشوى:القوائم.
([107]) نفسه، ص99.تنكّرت:ساء خلقها.
([108]) الجاحظ، الحيوان، ج2، ص78.
([109]) الديوان، ص61.الغول:السعلاة.
([110]) نفسه، ص32.السمحة:المواتية، السهلة الخلق.السمحج:الطويلة الظهر.طمرت:وثق خلقها وأدمجت.
([111]) نفسه، ص32.دأب:استمر.الدميك:التام.يكدمان:يرعيان.الغمير:النبات اليابس يصيبه المطر.