
مقال نشر بالعدد الثالث من مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية ص 127، من إعداد الأستاذة باشيخ أسماء / قسم العلوم الاجتماعية جامعة أدرار، الجزائر.
للاطلاع على المقال وكل العدد يرجى الضغط على غلاف العدد:
ملخص:
تُشكل الأسرة في كل مجتمع النواة الحيوية فيه، اذ منها ترسم ملامحه وبها تتحقق استمراريته وضبطيته، الأمر الذي يعطي أهمية للآلية التي عن طريقها تتكون هذه الأخيرة ( الأسرة ) .
هذه الآلية التي نعني بها تحديدا عملية الزواج، الذي به نجمع بين طرفين لغرض الانجاب و لتحقيق حاجات سوسيونفسية أخرى، إلا أن الطقوسيات الممارسة في هذا الأخـير –الزواج- لم تثبت على حال واحدة، بل لم يترك العامل الزمني مجالا لبقاء الكثير من الممارسات السابقة، وذلك بفعل الثورة التكنولوجية، وتغير الذهنيات والمستويات الاقتصادية ….وعوامل أخرى عديدة .
فالتغير الاجتماعي كما هو معلوم حتمية كل شيء في المجتمع ومنها الزواج الذي نحاول من خلال هذا المقال مناقشته وذلك بتبع المحطات الزواجية الكبرى في علاقتها بتأثيرات التغير الاجتماعي في ظل الواقع الجزائري من الاحتضان الأسري الى السلطة الفردانية للزوجين.
مقدمة:
إن اختلاف الممارسات الطقوسية الزواجية من مجتمع لآخر لم يمنع من توحد هذه المجتمعات حول أهمية هذا الموضوع – الزواج- وكتعبير على ذلك تخصه بطقوس خاصة تميزه عن أي حدث آخر عابر في المسار الفردي والمجتمعي، وذلك على اعتبار الزواج هو الرابطة العلائقية التي تجمع الجنسين في شكل مشروع يقره الوسط الاجتماعي الذي يعيشان فيه .
ومما هو معروف أن المجتمعات لحقتها العديد من التغيرات في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والثقافية …وغيرها، وكلها تغيرات انعكست لا محال على الواقع الاجتماعي المحتوية فيه؛ وطقوسيات الزواج كغيرها من الطقوس الأخرى عرفت تبدلات عديدة بالإضافة أو الحدف أو التعديل، الأمر الذي نناقشه من خلال هذا المقال وذلك بالإجابة عن الاشكال التالي: ما هي تفاصيل التغير الاجتماعي الطارئة على الممارسات الزواجية في الواقع الجزائري؟ الأمر الذي يتم باعتماد المنهج المقارن الذي يتجسد بابراز فروقات التغير (الماضي/الحاضر) في المحطات الكبرى للزواج؛ كما قد تم هيكلة المقال في مبحثين أولهما عبارة عن مدخل عام حول مفهوم الزواج،والمبحث الثاني يعرض محطات الزواج وما تغير فيها من ممارسات اجتماعية.
- تعريفات الزواج:
تختلف التحديدات التعريفية للزواج باختلاف المقاربة المعرف من خلالها فالتعريف الاجتماعي يختلف عن القانوني وعن الديني وهكذا، ففي التعريف القانوني مثلا نجده يعرف على أنه «عقد يتم بين رجل وامرأة على الوجه الشرعي»[1].
هذا التعريف الذي تم التركيز فيه على الصيغة التي تتم بموجبها الرابطة الزوجية، فهي حسب المشرع الجزائري عقد بين جنسين كأي * شراكة * تتم بين طرفين اجتماعيين، إلا أن الزواج شراكة لها صبغتها الخاصة.
و الزواج في تعريف آخر عبارة عن « رابطة مقدسة أو شرعية تجمع بين الرجل والمرأة والتي يترتب عنها وظيفة الانجاب ويتوقف عليها بقاء النوع البشري، ونستطيع أن نقول أنّ تتبع النسب القرابي يكون عبر الروابط الزواجية المختلفة التي تؤدي الى انجاب السلف للخلف الذي يصبح عبر الزمن الأسرة والعشيرة والقبيلة والمجتمع»[2] فهذا التعريف كما نلاحظ حاول التركيز على نواتج الزواج ودوره في تكوين المجتمع واستمراريته من خلال الانجاب الذي يحدد بدوره النسق القرابي للأسرة.
وفي تعريف قريب من السابق نجده يعرف الزواج على أنه «علاقة جنسية تقع بين شخصين مختلفين في الجنس “رجل وامرأة ” يشرعها ويبرر وجودها المجتمع وتستمر لفترة طويلة من الزمن يستطيع خلالها الشخصان المتزوجان البالغان انجاب الأطفال وتربيتهم تربية اجتماعية وأخلاقية ودينية يقرها المجتمع ويعترف بوجودها وأهميتها»[3] .
كما يعد الزواج أيضا « وحدة جنسية دائمة نسبيا بين فردين أو أكثر على أن تكون هذه الوحدة مقبولة من الناحية الاجتماعية، ومنهم من يعرفه بأنه النمط الاجتماعي الذي على أساسه يتم الاتفاق بين شخصين أو أكثر على تكوين أسرة »[4] .
من خلال التعريفات المذكورة أعلاه نجد الزواج هو أساسا علاقة تقام بين رجل وامرأة – ليسا من المحارم حسب الشريعة الإسلامية – بحيث تقوم هذه العلاقة لدوافع عدة أهمها العلاقة الجنسية التي تنظم عن طريق هذا الزواج والإنجاب، ويكون الزواج بمباركة الأهل بحيث تقام له احتفالية خاصة تجسيدا للبعد الديني والاجتماعي له وذلك وفق نمط ثقافي يعترف به المجتمع.
- أسباب اللجوء للزواج :
تختلف أسباب الزواج من فرد إلى آخر وذلك باختلاف اعتقادات الفرد وتكوينه وتنشئته وغيرها من المحددات الأخرى بحيث يرى «بومان» أن الناس يتزوجون لعديد من الأسباب مجتمعة أو لسبب واحد أو أكثر وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي [5]:
1.الحب. 2. الأمان الاقتصادي.
- الرغبة في حياة المنزل. 4. الأمان العـاطفي.
- تحقيق رغبة الوالدين. 6. الهروب من الوحدة.
- الهروب من أوضاع غير مرغوب فيها في منزل الأسرة.
- تحقيق مركز اجتماعي معين. 9. وجود الصحبة والصداقة.
- المغامرة والفضول لما في الزواج.
وبالإضافة الى هذه المحددات العشر التي لا يمكن أن نقول أنها شاملة بل قد تتواجد غيرها وعلى سبيل المثال الحث الديني « فالشريعة الاسلامية مثلا نهت عن العزوبة وحضت على الزواج ومن ذلك قول الرسول صلهم “تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة” وفي دليل آخر حيث روى «ابن عبد البر» أن الرسول سأل عكاف بن وداعة الباهلي: ألك زوجة ؟ قال لا قال ولا جارية؟ قال لا قال وأنت صحيح وموسر؟ قال نعم والحمد لله فقال له الرسول صلهم :أنت إذن من إخوان الشياطين إما أن تكون من رهبان النصارى فأنت منهم، وإما أن تصنع كما نصنع، وإن من سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم، ويحك يا عكاف تزوج فقال عكاف لا أتزوج حتى تزوجني من شئت فقال الرسول فقد زوجتك على اسم الله والبركة كريمة بنت كلثوم الحميري»[6] .
فنجد هنا أن المجتمع الاسلامي من بين موجهاته للزواج هو الدين ذاته، وقد تختلف موجهات الزواج باختلاف الجنس أيضا فكثيرا ما تلجأ الفتاة للزواج تجنبا لما يصحب العنوسة من ضغوط اجتماعية، ورغبة في اشباع غريزة الأمومة، وبالنسبة لي الرجل تلحقه ضغوط أيضا واتهامات اجتماعية سواء في قدرته البيولوجية عامة وقدرته الجنسية خاصة أو أحكام اتهامية أخرى، مما يدفعه لزواج لرد تلك الإدعات، كما يعد الزواج بالنسبة للرجل اثبات لرجولته في العديد من المجتمعات.
ثم أن الرجل والمرأة قبل الزواج يبدوان في المخيال الاجتماعي أنهما قاصران وغير راشدان حتى وإن تقدم سنهما في حين تتغير هذه النظرة بعد زواجهما أين يصبح يُنظر لهما بعين النضج، كما نجد أن المجتمع يعطي للمتزوج وقارا وهيبة أكبر من غير المتزوج فالرجل المتزوج أكثر هيبة من غيره والمرأة بنفس الشيء.
- أنواع الزواج:
للزواج أنواع عديدة تختلف باختلاف الاعتقادات الدينية والاجتماعية المحفوفة بهذا الموضوع ونحن في هذا الاطار يمكن ذكر الأنواع التالية التي تعتبر أكثرها شيوعا:
الزواج الداخلي: ويسمى أيضا الأندوغاميا ENDOGAMIE وهو القاعدة الاجتماعية التي تقتضي الشخص أن يتزوج من داخل الجماعة التي ينتسب إليها (الجماعة القرابية)[7] بمعنى لا يسمع للفرد الزواج من خارج دائرته الاجتماعية القرابية بالدرجة الأولى.
الزواج الخارجي: ويسمى الأكزوغامية EXOGAMIE وهو نظام يقضي بضرورة زواج الرجل أو المرأة من أشخاص خارج جماعتهم، وقد يكون هذا النظام من الزواج اختياريا أو اجباريا فقد يختار الرجل امرأة له خارج جماعته أو قد يجبر على الزواج من امرأة خارج جماعته وقد تكون هذه الجماعة جماعة قرابية أو قبيلة أو قرية[8].
وفي حقيقة الأمر كلمة داخلي وخارجي كلمة غير محددة بدقة ولم يتم الاتفاق عليها فماهي الحدود التي على اثرها يتم تحديد ما هو داخلي وما هو خارجي، فأحيانا نشير الى زواج داخلي من نفس (العائلة) أو (القبيلة) و أحيانا أخرى اذا كان من نفس (القرية) وأحيانا من نفس (الثقافة) فمسألة التحديدية مرتبطة أساسا بالطرف الآخر للمقارنة فعندما يكون الحديث عن القبيلة يكون مقابلها خارج القبيلة أي الزواج من داخلها يسمى داخليا ومن خارجها فهو خارجي، وعندما يكون الحديث عن القرية يكون نفس الشيء الزواج من داخلها يعد زواجا داخليا ومن خارجها يعد زواج خارجي وهكذا بالنسبة لغيرها من المتقابلات الممكن طرحها، من ذلك فما سمي أنه زواج خارجي أحيانا قد يكون داخليا في مقاربة أخرى .
التغير الاجتماعي والزواج أي علاقة؟:
- مفهوم التغير الاجتماعي:
تختلف تحديدات مفهوم التغير الاجتماعي باختلاف مقاربات التعريف فمثلا تعريفات الماركسية تختلف عن الوظيفية وعن غيرها من المقاربات الأخرى وذلك لكون لكل مقاربة افتراضاتها التي لا تخرج عنها تحديداتها المفاهيمية، ومع هذا نحاول تقديم بعض التعريفات التي نرى أنها تخدم مفهوم التغير المراد الاشارة اليه في هذا المقال ؛ ومن بين التعريفات المحددة للتغير الاجتماعي نجده يعرف على أنه «ظاهرة اجتماعية يحدثه المجتمع بقصد ويتغير من حالة إلى حالة وفق خطة مدروسة وهو سمة ملازمة للمجتمعات»[9].
ويعرف على أنه «كل ما يشير الى التباين التاريخي في العلاقات بين الأفراد والجماعات والتنظيمات والثقافات والمجتمعات …كما يعرف بأنه التبدل في أنماط السلوك والعلاقات الاجتماعية والنظم والبناء الاجتماعي»[10].
أما عن سوسيولوجيا التغير نجده اهتم بهذا الموضوع – التغير الاجتماعي- منذ القرن 19 عندما قام أوجست كونت وسبنسر بتفسير أسباب التغير الاجتماعي ونتائجه في المجتمعات[11].
بذلك نجد أن التغير الاجتماعي هو كل وضعية مستحدثة ولم تكون موجودة من قبل بحيث هذه الوضعية استحدثت بفعل عوامل مختلفة (اقتصادية،سياسية،دينية…وغيرها) ،ولا يكون هذا التغير بالضرورة جدريا فقد يكون تغيرا لجوانب والمحافظة على جوانب، كما قد يمس كل الفاعلين في المجتمع و قد يعزف عنه البعض ويقبل عليه البعض الآخر (الموضة مثلا كألية لتغير…) ونحن من خلال هذا العرض نحاول لمسه تحديدا في الممارسات الزواجية المحددة بمحطاته الكبرى المتعارف عليها اجتماعيا .
- التغير الاجتماعي في عملية الاختيار الزواجي:
تعد عملية الاختيار الزواجي أول محطات الزواج التي تعد محورية وقد يعلق عليها نجاح الزواج وفشله كما «تعتبر عملية الاختيار الزواجي هي المحطة التي يبدي فيها الفرد نية في تغير وضعه من أعزب إلى متزوج وهو ليس عملية اجتماعية حديثة العهد بل حدث في التاريخ الانساني كله وهو سلوك اجتماعي يتضمن فردا ينتقي من جملة من المعروضين له قصد الزواج ،وقد جعلت أعراف الشعوب وتقاليدها الرجل هو البادئ صراحة في عملية التودد الى المرأة التي تنتهي بالزواج لكن ذلك لا ينفي دور المرأة في تطوير العلاقة فهي ليست سلبية دائما كما نظن»[12] حتى أنه هناك مداخل نظرية حاولت تفسير عملية الاختيار الزواجي يمكن أن نذكرها بإيجاز في الآتي[13]:
نظرية التجانس: وهي النظرية التي ترى أن الاختيار الزواجي أساسه التجانس أي أن الفرد يختار من الطرف الذي يشبهه في الخصائص الاجتماعية والعامة وفي الخصائص أو السمات الجسمية أي أن يكون هناك تشابه بين الشريك في الدين والمستوى التعليمي والاقتصادي وفي السن والحالة الزواجية الى جانب وجود تشابه في الطول ولون البشرة.
نظرية التجاورالمكاني: وهو ميل الأفراد الى الاختيار من هؤولاء الذين يعيشون قربهم أي هؤلاء اللذين يدرسون معهم في مدرسة أو معهد واحد أو يعملون معا وغيرها من أشكال التقارب المكاني، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه الفرصة الايكولوجية للاختيار فهذه النظرية ترى أن الاختيار يتم بين هؤولاء اللذين تتاح لهم فرصة مقابلة بعضهم بعض.
نظرية القيمة : يكون الاختيار هنا على أساس القيمة التي يحملها الفرد والتي يعتبرها الفرد المقبل على الزواج ذات أهمية كبيرة في عملية اختياره ونتيجة لذلك إن الفرد يختار شريكة حياته من هؤلاء اللذين يشاركونه أو على الأقل يقبلون قيمه الأساسية.
وجود هذه النظريات في أشكالها الثلاث لا يعني عدم تقاطعها فالفرد قد يأخذ بالنظريات الثلاث في عملية الاختيار.
ودخول التغير الاجتماعي على عملية الاختيار الزواجي يعني أن هناك محطات تقليدية للاختيار تميزها مميزات معينة ومحطات معاصرة تميزها مميزات أخرى وفيما يلي يتم عرض ذلك وذلك بتقسيم التغير الى مرحلتين مرحلة ما قبل التغير “الصورة التقليدية” ومرحلة ما بعد التغير “الصورة الحديثة”.
أولا: الاختيار الزواجي التقليدي: (مرحلة ما قبل التغير) بطبيعة الحال فالزواج مسألة لا تخرج عن طقوسيات المجتمع وأعرافه التي تخلع عليه ثوب القداسة والأهمية، «وفي المجتمع العربي عموما نجد أن الاختيار الزواجي لطالما اعتبر شأنا عائليا لهذا كان يرتب من قبل الوالدين والأقارب فالاختيار هو من اختصاص الوالدين حيث تراعى فيه مصالح الأسرة وطموحاتها ومفهوماتها حول الجمال والمال والأخلاق مسترشدة بالتقاليد الموروثة ولا تعطى للعرسين فرصة اتخاذ القرارات المتعلقة بالزواج»[14] .
ولا يختلف الشأن كثيرا في الواقع الجزائري «حيث يعد الزواج أهم حدث في حياة العائلة الجزائرية التقليدية نظرا لكونه القاعدة الأساسية في تكوين العائلة وتحديد مكانتها داخل المجتمع …من ذلك جعلت مهمة الشروع فيه وإتمامه من المهام الرئيسية المسندة للعائلة بدلا من الأفراد المعنيين بالأمر خاصة وأن الآباء يعتقدون باختيارهم المحكم لزوجة ابنهم أو زوج ابنتهم في عملية المصاهرة سوف يحتفظون بمهمات كبيرة مع أبنائهم كوجودهم بقربهم والحفاظ على مراكزهم الاجتماعية والاقتصادية»[15]
من ذلك يمكن أن نستنتج أن الأسرة الجزائرية التقليدية كانت عملية اختيارها الزواجي محكم بثلاث محكمات كبرى هي:
- أن يكون الزواج داخليا أي أن يتم اختيار الزوج أو الزوجة من داخل الأطر القرابية.
- أن تراعى المصلحة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة في الزواج.
- ضمان استمرار خدمات الابن للعائلة بعد الزواج.
ولربما يرجع سبب وجود هذه المحكمات الى أن ذلك يضمن للعائلة عديدا من النقاط المفصلية في ذهنية العائلة التقليدي فعلى سبيل المثال الانتقاء الزواجي الداخلي يضمن مايلي[16]:
- العلم بأخلاق الفتاة وعذريتها.
- الوالد يشعر بدرجة عالية من الاطمئنان عندما يزوج ابنته بإبن أخيه أو ابن أخته.
- أنه أكثر ضمانا وتجنبا للطلاق في حالة عدم الانسجام.
- قلة المهر الذي يطلبه أهل الفتاة.
- تركز الثورة وعدم بعثرتها في حال الأسرة الغنية.
من ذلك وبما أن العملية الانتقائية هي من وظائف الوالدين بدون منازع «فلا يحق للبالغ إخبار عائلته أو تذكيرهم بضرورة تزويجه فالبنسبة للرجل هم اللذين يقررون موعد زواجه ويختارون الزوجة التي يمكن أن يرتبط بها وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة فلا يحق لها هي الأخرى مفاتحة أو مصارحة عائلتها حول موضوع زواجها أو الشخص الذي تود الزواج منه فزواجها أمر يحسم من قبل والديها وأولياء أمرها»[17].
نلاحظ من ذلك أن عملية الاختيار الزواجي كانت محفوفة بكثير من الحياء والمحافظة والاحتضان الأبوي وكان القهر الدوكايمي هو الحاضر في تلك العملية أين كل شيئ مفروض على الزوجين من أطراف اجتماعية يرى المجتمع أهليتها لذلك، فالفرد لا وجود لصوته إلا ضمن الأسرة «فكما يقول عاطف غيث الفرد في المجتمعات العربية لا قيمة له إلا في العائلة فهو يعمل من أجل العائلة، ويتزوج من أجلها وينجب من أجل العائلة ولهذا كانت شخصية العائلة هي التي تحدد نماذج سلوكه وتعين المسموحات والممنوعات»[18] هذا كصورة عامة عن عملية الاختيار الزواجي التي عرفت تغيرات عديدة يمكن ملاحظتها بشكل جلي وهذا ما نحاول توضيحه من خلال الاختيار الزواجي العصري.
ثانيا: الاختيار الزواجي العصري: (مرحلة ما بعد التغير) وهنا نعني المرحلة التي تلت جملة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والاتصالية والقيمية في البناء الاجتماعي الكلي حيث هنا نجد تغير في عملية الاختيار الزواجي التي كما رأينا أنها كانت عملية والدية محضة لنرى الآن العكس من ذلك فقد ظهرت الآن وسائط حديثة للزواج حيث تغير الفاعلين في عملية الاختيار من الوالدين الى أصحاب الشأن أنفسهم «الأمر الذي جعل نظام الزواج يعتمد على مبدأ المثالية الرومانتيكية »[19].
فالشريكين أصبحا هما اللذين يختاران أنفسهما بحيث أصبح أهم معيار للاختيار هو الميل العاطفي للطرف الآخر “الحب الرومنسي” ،كما أصبح الأفراد يجدون فضاءات بديلة للتعارف عن الوسط العائلي كالانتقاء الزواجي عن طريق مواقع الأنترنت فهناك مواقع عديدة للتعارف قصد الزواج حيث يتم تواصل الطرفين عن طريق ذلك الموقع ومن هذه المواقع يمكن أن نعرض النماذج التالية:
موقع البنت الحلال للزواج موقع قران للزواج
حتى أنك عند دخول هذه المواقع تجد العديد من التسجيلات الجزائرية، بحيث يتم فيها عرض مواصفات الطالب والمواصفات التي يطلبها في الشريك وعلى كل من تعجبه مواصفات شخص ما ترك رسالة تعارف له توحي بالتجاوب، ومن ما لاحظته أن هذه المواقع لا تعبر عن هويتها صراحة ( بلدها، تفاصيل مشروع الموقع ، أهداف جدية للموقع….) بل تصف نفسها أن غرضها التوفيق الحلال ومساعدة الطرفين على التواصل لغرض الزواج وتعرض مواصفات الأفراد مكتوبة مزودة بصورة أو عن طريق فيديو يضعه الطالب أيضا.
وكآلية أخرى للاختيار الزواجي أصبح الآن ما يعرف بالاختيار الزواجي عن طرق الجرائد ففي دراسة سوسيولوجية «لمليكة لبديري» حول زواج الشباب الجزائري عن طريق الإعلانات توصلت للعديد من النتائج نذكر منها ما يلي[20]:
- الأسرة الجزائرية المعاصرة تخلت عن وظيفتها التزويجية وتدخلها أصبح قائما فقط على أساس النصح والتوجيه فقط أي التدخل الشكلي بدلا من المساعدة الفعلية .
– تساهم الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والمادية للأفراد في لجوئهم الى الاعلانات عن طريق الجرائد حيث المقبلون عليها هم من وضعهم متوسط أو ضعيف الأمر الذي يتعذر عليهم ايجاد شريك بالشكل المباشر فيستعين بهذه الوسيلة.
وبغض النظر عن الوسيطين السابقين نجد أن الانترنت ذاتها تدخلت في العملية التزوجية والاختيارية تحديدا عن طريق الدردشة والمنتديات والمجتمعات الافتراضية facebook. Tweter وغيرها فهي فضاءات أتاحت التقاء الجنسين وتفاعلها افتراضيا.
- التغير الاجتماعي والخِـطبة: الخطبة هي مرحلة ثانية بعد الاختيار وتعرف بأنها «وعد بالزواج ولكل من الطرفين العدول عنها »[21].
«ويلاحظ أن فترة الخطبة كانت إجمالا قصيرة _ في الأسرة التقليدية- وخلالها كانت لا تتاح الفرصة للخطيبين أن يلتقيا ويدرس كل منهما طباع الآخر وعاداته وميوله لأن التقاليد السائدة في المجتمع لا تتيح هذه الاتصالات إلا في أضيق الحدود وفي المناسبات الرئيسية»[22] حيث يكون للوالدين خطبة الفتاة ولا يرها إلى يوم زفافها عند الذهاب اليه في موكبها، وفي بعض الأحيان يتم أخذ صورة فتوغرافية تعرض على الشاب وأسرته قبل ليلة زفها اليه.
أما في الوقت الحالي فأصبحنا نرى أن فترة الخطبة تطول كثير في أحيان تصل إلى 4 أو 5 سنوات خطبة وربما أكثر، بحجة الغلاء وأن التحضير لزواج يتطلب وقتا طويلا لأن الأجر محدود نسبيا، كما ظهرت الآن ممارسة أخرى أين يبقى الرجل والمرأة على اتصال وتعارف متواصل بينهما بنية الزواج الى أن يقرب الموعد الحقيقي لزواجهما يتم المزج بين الخطبة والعرس تفاديا لتكاليف كل واحدة على حدة، وفي الخطبة هو يراها وحتى أنهما يخرجان معا للاستجمام أو التنزه… ولم يعد على الزوج رأيتها في ليلة الزفاف فقط.
وما يمكن ملاحظته أنه في البداية كانت تقام احتفالات خاصة للخطبة وطقوس معينة ويعطى لها الزوجان حقها من الاهتمام ،أما الآن فإما أنها ترفق مع الزواج كما سبق الذكر أو يتم اجراء حفلة صغيرة جدا يحضرها أفراد الأسرة المقربون جدا ولا يتم توسعتها بحيث يتم خلالها تلبيس خاتم الخطبة بحيث يلبس كل طرف الآخر خاتمه فتُلبس المرأة الرجل ويلبس الرجل المرأة ويأكلان من قالب الحلوى بالتبادل أيضا فيقدم الرجل للمرأة نصيبا تعمل هي على قصه ووضعه في فاه الزوج ونفس الشيء بالنسبة لها وهي ممارسات دخيلة على الواقع الجزائري ولكن أصبحت أفعالا مسوقا لها في الفضائيات التلفزية مثل ما يعرض في بعض الأفلام، والأغاني…وغيرهما، فهي مستنبطة أساسا من الرومنسيات الغربية في عمومها؛ هذا في حين الخطبة التقليدية كانت لا تتم كذلك بل يتم تلبس العروس خاتم الزوج من طرف أمه أو أخته الكبرى أو أحد النساء اللذين لهن وقار في الأسرة فالخطبة التقليدية كانت تتم في نوع من الحشمة والمحافظة في طقوسها وليس فيها الكثير من الممارسات الحالية.
- التغير الاجتماعي والمهور: نقصد هنا بالمهر المقابل الذي يدفع للمرأة لغرض الزواج والذي أوصى الاسلام بتيسيره على المتقدم والمهر قد عرف تغير بتغير البيئات وبتغير الحقبات التاريخية وما كان يسود فيها بحيث «في الجماعات الصائدة كان الرجل يشتري المرأة بما يقدم لأبيها من صيد، وفي الجماعات الراعية كان الرجل يشتري المرأة بما يقدم لأبيها من رؤوس الماشية، وحين استقر الانسان في الأرض وزرعها وأنشأ المدينة أصبح ثمن المرأة غلالا أو رقيقا أو حيوانا،وبظهور النقد أصبح الثمن نقدا»[23].
من ذلك نجد أن النمط الاقتصادي السائد خلال الحقبات التاريخية أثر بشكل جلي على طبيعة المهر في كل مرة بدأ من غنيمة الصيد إلى النقود.
المرحلة الأولى: مرحلة الصيد غنيمة الصيد
المرحلة الثانية: مرحلة الرعـي الماشية ورؤوس الغنم
المرحلة الثالثة: مرحلة الزراعة الغلة وقناطير الحبوب مثلا
المرحلة الرابعة:مرحلة المدينة العصرية النقود
والآن أصبحت المهور ترتفع وتنخفض بحسب خصائص الفتاة بكر أوثيب، عاملة وغير عاملة، طبقتها الاقتصادية، جمالها، المكانة الاجتماعية لأسرتها….وغيرها من المحددات الأخرى.
- التغير الاجتماعي و حفل الزواج (العرس):
بعد اتفاق الطرفين والأسرتين يتم الاعداد المسبق لحفل الزفاف بشراء العروسين ما يحتاجانه من لوازم العرس تجهيزا لموعد الزفاف، «والعرس الى جانب كونه حفلة اجتماعية فهو حفلة دينية وشرعية وقانونية موقرة لها صفاتها الاجتماعية والأخلاقية التي يقرها المجتمع ويتمسك بها »[24].
«كما يعتبر حفل الزفاف مثل الخطبة اهتماما أنثويا بالدرجة الأولى وعادة ما تقع مسؤولية الاعداد للحفل على أسرة العروس وتكون العروس عادة هي الشخصية اللامعة والمهيمنة فهي محط الأنظار في الحفل…وترجع أهمية الأنثى في حفل الزفاف إلى عدة أسباب منها أنها ستترك منزل والديها الى منزل زوجها بالإضافة الى أن هذا الحفل يعتبر احتفالا بدخول الأنثى الى دورها الهام كزوجة وأم »[25] ونفس الشيء بالنسبة لذكر ولكن الانثى قد تحظى باهتمام أكبر من الذكر.
أما عن الزواج التقليدي الذي كانت تقام له وليمة كبيرة لأهل الدوار أو الناحية وترتدي العروس فيه أبهى ما حضرته لهذا اليوم وكان هذا الحفل يقوم بنوع من التساند والمعونة لأهل العرس من الأقارب والجيران والأحباب ويقام العرس على ايقاعات نسوية بأغاني شعبية ممزوجة بالزغاريد والتصفيق وقد يقام طلق البارود أو ركوب الخيل والاستعراض بها .
وبفعل التغير الاجتماعي الراجع لعدة عوامل أصبح العرس أكثر كلفة لأن حفلة العرس أصبحت تقام في قاعات للحفلات باهضة الثمن كما أصبح العرس آلية من آليات التباهي والتعبير عن المكانة الاجتماعية «فحفل الزفاف يؤدي وظائف اجتماعية عديدة ترتبط غالبا بالهيبة والاعتبار ذلك أن ثوب الزفاف والنسيج الذي يصنع منه والحائك الذي قام بصنعه كلها أمور تتصل بالمكانة والهيبة الاجتماعية لأسرة العروسين …وأصبحت مظهرا من مظاهر التفاخر والتباهي التي تحرص عليها بعض الطبقات الجديدة التي ظهرت مؤخرا والتي تحرص على اقامة حفلات الزفاف في قاعات الفنادق الكبرى مع ما يصاحب هذا من ثياب فاخر وفرق موسيقية ومطربين مشهورين وموائد الطعام …وقد يلجأ البعض لتحقيق ذلك الى انفاق كل ما معهم من نقود أو ربما الاستدانة على اعتبار أن حفل الزواج هو ليلة العمر»[26].
كما أن نوع الأغاني الموضوعة للعرس تختلف بدورها وقد لحقها أثر التغير الاجتماعي بحيث كانت كما ذكرنا آنفا أنها أغاني نسوية شعبية أما الآن فنجد أغاني الراي هي سيدة الموقف في أغلب الأعراس من خلال الآلات الموسيقية الضخمة (DJ ) مع بقاء بعض العائلات المحافظة على الأغاني الشعبية المحلية أو أغاني الفرقة الدينية ( المرشدات كما يسمون في الوقع الجزائري ) وقد يبدوا الشمال الجزائري أكثر تأثرا بعامل التغير (خاصة في جهته الغربية) هذا فيما تبقى مناطق الجنوب لا زالت محافظة نسبيا اذا ما قورنت بالشمال الجزائري .
وبطبيعة الحال العرس لا يخلوا من المأكولات فبعد أن كان الكسكس واللحم والحليب هو مائدة غداء وعشاء المدعوين أصبح الآن يتجه الأفراد الى الأطباق أو كما تسمى بالطاجين وترفق معه المشروبات والفواكه وأنواع السلطات كما أصبح يهتم بطريقة تقديم المائدة وألونها وديكور الصحن المقدم للمدعويين،هذا دون أن ننكر محافظة الكسكس على مكانته في بعض مناطق الجزائر .
من ما سبق نجد أن ممارسات الزواج بالرغم من محتواها الثقافي المعمم في المجتمع، إلا أن الوقت المعاصر أصبح الفاعلون يضفون لمساتهم الخاصة على هذه الممارسات، بل وأصبح الأفراد يتجهون نحو محاولة تحقيق التميز الاجتماعي ، فالكل يرغب في اقامة زواج لم يقم قبله وأن يكون زواجه حدثا خاصا لا يشبه غيره من زواجات أصدقاءه أو جيرانه أو حتى أقربائه، وذلك كله راجع للتحول سلطة الفعل من الأسرة (الوالدين) إلى أصحاب الشأن أنفسهم اللذين يضفون على الحدث نوعا من الرومنسية كما تتبدى لهم في منظورهم الخاص.
خاتمـة:
إن التغير الاجتماعي حتمية مجتمعية لابد منها ولا يمكن انكارها بأي حال من الأحوال وذلك لكون الانسان مفطور على حب التطور وتحسين ظروفه في كل مرة، الأمر الذي يجعله دائما يبحث عن آليات وأساليب لتكيّف مع مستجدات عصره بالصورة التي تحقق له رفاهية أكبر واشباعات أحسن.
ولربما قد نجد أن الزواج لازال يحافظ على بعض الجزئيات التقليدية ،الأمر الذي لا يمنع وجود الكثير من التغيرات المستحدثة فيه بدأ ً من الاختيار الزواجي، ثم الخطبة والمهور وحفلة العرس، بل وحتى الثياب والأكل المعد للزواج، وكلها تغيرات اقترحها الأفراد الاجتماعيون بفعل النقل الثقافي والاحتكاك والانفتاح على الآخر بفعل تكنولوجيا الاتصال وغيرها من الآليات التي كرست فعل التغيير في الممارسات الزواجية المختلفة، والتي تم من خلال ما سبق من عناصر محاولة مناقشتها وطرح توصيفات لها مبرزين المحطات الكبرى للزواج دون الدخول في بعض الطقوسيات الدقيقة التي نجدها تختلف باختلاف المكان فنحن من خلال العرض السابق ثم التركيز على العموميات الزواجية المتفق عليها لدى الجميع (على الأقل داخل المجتمع الجزائر) .
وكل ما تم مناقشته سابقا أبرز كيف كان الزواج شأنا عائليا من بدايته الى نهايته ثم تدخل التغير الاجتماعي بآلياته (تكنولوجيا الاتصال من فضائيات وأنترنت…، عمل المرأة تحسن المستوى التعليمي في المجتمع ….وغيرها) ليبدأ على إثرها دور الأسرة في الانكماش فتنسحب الأسرة من العديد من المحطات الزواجية ( الاختيار، تفاصيل العرس..) ويتحول بذلك الزواج الى حدث يخص الزوجين بشكل مباشر وما الأطراف الاجتماعية الأخرى إلا تابعة ومكملة وفي أحيان كثيرة مساعدة لتجسيد تصور الزوجين حول عرسهما، فالزواج بذلك قد انسلخ من محتواه الأسري العائلي وذلك بفعل سيادة المنطق الفرداني في النظرة لهذا الزواج.
قائمة المراجع:
- ابراهيم عثمان،مقدمة في علم الاجتماع، دار الشروق، الأردن، 1999.
- احسان محمد حسن، عدنان سليمان الأحمد، المدخل إلى علم الاجتماع ،دار وائل،ط2 الأردن،2009.
- حسين عبد الحميد رشوان، الأسرة والمجتمع، مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية، 2003.
- دلاندة يوسف ،قانون الأسرة، دار هومة، الجزائر، 2002.
- سناء الخولي، الأسرة والحياة العائلية،دار المعرفة الجامعية، الأزاريطة، 2009.
- عامر مصباح ، علم الأنتروبولوجيا، دار الكتاب الحديث، القاهرة، 2010.
- عبد السلام الترمانيني، الزواج عند العرب في الجاهلية والاسلام “دراسة مقارنة” ،عالم المعرفة، الكويت، 1984.
- عبد القادر القصير، الأسرة المتغيرة في مجتمع المدينة العربية، دار النهضة بيروت ،1999.
- عصام محمد منصور، المدخل إلى علم الإجتماع ، دار الخليج، الأردن، 2010.
- فاروق مداس، مصطلحات علم الاجتماع، دار مدني، 2003.
- مليكة لبديري، الزواج والشباب الجزائري إلى أين؟، دار المعرفة، الجزائر،2005.
[1] دلاندة يوسف ،قانون الأسرة، دار هومة، الجزائر، 2002، ص6.
[2] عامر مصباح ، علم الأنتروبولوجيا، دار الكتاب الحديث، القاهرة، 2010، ص 219.
[3] نفس المرجع، ص182.
[4] عصام محمد منصور، المدخل إلى علم الاجتـماع ، دار الخليج، الأردن، 2010، ص95.
[5] حسين عبد الحميد رشوان، الأسرة والمجـتمع، مؤسسة شباب الجامعة، الاسكندرية، 2003، ص 11.
[6] عبد السلام الترمانيني، الزواج عند العرب في الجاهلية والاسلام “دراسة مقارنة”، عالم المعرفة، الكويت، 1984، ص 50.
[7] عبد القادر القصير، الأسرة المتغيرة في مجتمع المدينة العربية، دار النهضة، بيروت، 1999،ص 122.
[8] فاروق مداس، مصطلحات علم الاجتماع، دار مدني، ب ب، 2003، ص 130.
[9] عصام محمد منصور،مرجع سبق ذكره،ص 115.
[10] ابراهيم عثمان، مقدمة في علم الاجتماع، دار الشروق، الأردن، 1999،ص 331.
[11] عصام محمد منصور ، مرجع سبق ذكره، ص 116.
[12] عبد القادر القصير، مرجع سبق ذكره، ص 121.
[13] نفس المرجع، ص 124.
[14] نفس المرجع، ص124.
[15] مليكة لبديري، الزواج والشباب الجزائري إلى أين؟، دار المعرفة، الجزائر، 2005، ص 50.
[16] عبد القادر القصير، مرجع سبق ذكره، ص 129.
[17] مليكة لبديري، مرجع سبق ذكره، ص 51.
[18] نفس المرجع، ص 52.
[19] احسان محمد حسن، عدنان سليمان الأحمد، المدخل إلى علم الاجتماع ،دار وائل،ط2، الأردن،2009، ص 185.
[20] مليكة لبديري، مرجع سبق ذكره، ص 130.
[21] دلاندة يوسف ،مرجع سبق ذكره، ص6.
[22] عبد القادر القصير ،مرجع سبق ذكره، ص 126.
[23] عبد السلام التمارمانيني، مرجع سبق ذكره، ص 145.
[24] احسان محمد حسن، عدنان سليمان أحمد ،مرجع سبق ذكره، ص 183.
[25] سناء الخولي، الأسرة والحياة العائلية، دار المعرفة الجامعية، الأزاريطة، 2009، ص 196.
[26] نفس المرجع، ص 196.