مقال نشر في العدد الثاني من مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية ص 79 للأستاذ ناصر بوصوري/ أستاذ مساعد بالمركز الجامعي النعامة ، للإطلاع على مقالات كل العدد يرجى الضغط على غلاف المجلة:

الملخص: هذه قراءة في ديوان الشاعر السوري الرّاحل”سليمان العيسى” الذي يعتبر شاعر الثورة الجزائرية في القطر السُّوري الشقيق،وأحد أكثر الشعراء في الوطن العربي الكبير متابعة للثورة الجزائرية ،كتب عنها ولها أجمل القصائد،وكان يحمل لها في نفسه كل الحب،وكان إيمانه عظيما بانتصارها يوماً على الظلم والطغيان،تحدّث في قصائده عن أبطالها رجالا ونساءً،وجمعته صداقة بالأديب الجزائري مالك حداد،ولم يتمكن من زيارتها إلا بعد الاستقلال في ذكرى ثورتها المظفرة.وبقي على وفائه وحبه للجزائر وثورتها إلى وفاته ـ رحمه الله ــ
الكلمات المفتاحية: الشعر ، الثورة ،الأبطال، الوطن ،الجزائر،التضحية.
بدايةً وفي مستهلِّ حديثي أذكر أبياتا لشاعر الثورة الجزائرية”مفدي زكريا”قبل الولوج في الموضوع الذي اخترته اليوم للحديث عمَّا كتبه شاعر آخر للثورة الجزائرية في بلاد الشام ألا وهو الشاعر “سليمان العيسى”،تقول الأبيات؛وهي من
ديوان “اللهب المقدس”:([1])
بلادي التي أعنوـ احتساباً ـ لوجهها |
|
وأحملُ في الأرزاء من أجلها إِصْرا |
بلادي التي من ذَوْبِ قلبي نظَمْتها |
|
نشيداً،فغنَّى الكونُ ثوْرَتَها شعرا |
فَمَسَتْ بِمَطْلُول الجِرَاحَاتِ رِيشَتي |
|
فجاءت (رسومي)تُلْهِمُ العقل والفكرا |
و واكبْتُ في الأعماقِ ثورةَ أمَّتي |
|
ولا زلتُ حتَّى(أرسمَ)البعثَ والنَّشرا |
كانت الثورة الجزائرية مصدر إلهام كثير من الشعراء العالميين والعرب على حد سواء،سواءً ممن جايل هذه الثورة وشهد أحداثها الجسام فكان شاهد عيان على بطولة رجالاتها وشجاعة روادها وتضحيات المجاهدين والشهداء فيها،أو ممن جاء بعدها ونُقلت إليه أحداثُها عبر صفحات الكتب أو ألسنة صانعيها ممن بقوا على قيد الحياة بعد أن اندحر المستدمر الغاشم وانكفأ ،فقد ظلت الشعوب العربية والمسلمة منذ صدمة النكبة في فلسطين تتطلع لثورة تهزُّ النفوس الخانعة وتزرع فيها الأمل وتمدُّها بدم جديد نقي يقتلع جذور الغاصبين ويردُّ للأمة هيبتها التي ضاعت بين غاصب معتدٍ وخانع قانع راض بما أصابه وكأنه قضاء وقدر لا يردُّ .
فجاءت ثورة الجزائر في الفاتح من شهر نوفمبر عام أربعة وخمسين وتسعمائة وألف تلبِّي هذه الرغبة المدفونة وتحقق ذلك الأمل الذي طالما راود الجميع.وكانت انطلاقتها إيذاناً بانطلاق الحناجر تشدو بها والأيادي ترفع لواءها خفَّاقاً في كل شبر من أرض العرب مشرقاً ومغرباً،وسال حبر كثير من أقلام الشعراء العرب من المحيط إلى الخليج ،وتفاعلوا مع الثورة؛ فذكرها المغاربيون في تونس والمغرب ،وتغنى بها شعراء مصر ومن هؤلاء أحمد عبد المعطي حجازي (1935ـ ….)الذي وسم أحد دواوينه بـ:”أوراس” وكانت من قصائده قصيدة بنفس العنوان “أوراس”وهي قصيدة تقع في اثنتين وثلاثين صفحة من صفحات الديوان،ويبلغ عدد سطورها ثلاثمائة وسبعين سطراً)[2]( ولم ينسها أهل الخليج والعراق، وكان لشعراء القطر السوري الشقيق كلمتهم فيها وكان سليمان العيسى واحداً من شعراء الشام الذين واكبوا ثورة الجزائر منذ رصاصتها الأولى في عقد الخمسينيات من القرن الماضي ولعل سليمان العيسى أبرز تلك الأصوات التي استمرت في مؤازرة الجزائر بقلمه وشعره حتى بعد استقلال الجزائر واسترداد حريتها المسلوبة وأرضها المغصوبة،فقد كان «بحق نموذجاً للشاعر الملتحم بقضايا أمته..الممتزج بها إيماناً وعملاً..فكان يبعث في الجماهير حماس الوَحدة..والنهوض العربي القادم..»([3])وهو الذي لم ير الجزائر ولم يزرها إلا في بداية سبعينيات القرن العشرين في احتفالية بعيد الثورة دعت إليه الجزائرُ كُلَّ الشُّعراء الذين دعموا ثورتها ورفعوا لواء قضيتها ؛ و بذلك كان سليمان العيسى لساناً من ألسنة الثورة الجزائرية بل سيفاً من أسيافها البتَّارة،قال فأبدع وناصر قضية الجزائريين والأحرار في ذلك الزمن.
هذه الثورة التي أبدعتها الجزائر على غير نمط سابق أو أسلوب من أساليب التحرر المعروفة عبر التاريخ جعل أحدهم يقول: “إذا كانت مكة قبلة المسلمين وروما قبلة المسيحيين فإن الجزائر قبلة الثوَّار”(هذه المقولة للزعيم الثوري الغيني Amílcar Lopes da Costa Cabral 1924/1973م أحد رموز الكفاح التحرري في إفريقيا .)
ولعل ما فعله شاعرنا لم يكن سوى نوع من الالتزام فقد ركب شعره الثورة سفيناً للوصول إلى الانعتاق والحرية والغد المشرق فكانت كلماته رصاصاً ينثال على رؤوس الغاصبين ودعماً معنويا للأحرار من المجاهدين في ساح الوغى.
هذا الالتزام الذي يعتبر حديثا في الخطاب الأدبي عموما والخطاب الشعري على وجه الخصوص ،و«لقد نشأت فكرة الالتزام إذن في العصور الحديثة نتيجة لاحتكاك الأديب بمشكلات الحياة التي يعيشها وإدراكِه لخطورة الدَّوْر الذي يقوم به إزاء هذه المشاكل)«[4](
ولما كانت الثورة الجزائرية قضية العرب الأولى آنذاك ،فقد سايرها الخطاب الشعري العربي وأَمَدَّها بجذوة البقاء ،وزاد من سُعَارِها وشدَّة أوارها فكانت نوراً تستضيء به الشعوب وتستنير سبيل حريتها و انعتا قها،وكانت في الآن ذاته ناراً تحرق الغاصب الظالم الذي نهب الخيرات وغصب الأرض واستعبد أحرارها فيها.
ديوان الجزائر للشاعر:سليمان العيسى
1954ـ 1984م
يقع “ديوان الجزائر”للشاعر العربي السوري سليمان العيسى في مائتين وإحدى وتسعين صفحة من القطع المتوسط ويغطي المسافة الزمنية التي تمتد ما بين عامي أربعة وخمسين وتسعمائة وألف و أربعة وثمانين وتسعمائة وألف (1954 ـ 1984م) ،ويضم بين دفتيه ثماناً وأربعين قصيدة تنوعت بين شعر عمودي وشعر التفعيلة (الشعر الحر) تراوح حجمها بين الطول والقصر.
كتب مقدمة الديوان وزير الثقافة والاتصال الجزائري الأسبق والسفير الحالي السيد:حمراوي حبيب شوقي ،تلت المقدمة كلمة قصيرة بقلم الدكتورة :ملك أبيض زوج الشاعر والمترجمة المعروفة مقدِّمَةً ديوان زوجها للقارئ ورأت أن أحسن ما يمكن أن يقدم به هذا الديوان هو ذلك المقال الذي كتبه الشاعر سليمان العيسى نفسه وألقاه ذات صيف من عام اثنين وثمانين وتسعمائة وألف ،في قاعة “الموقار” بالعاصمة الجزائرية ،إثر دعوة تلقاها من الجزائر ؛وقد احتل هذا المقال حوالي تسع عشرة صفحة من صفحات الديوان ،تكلم خلالها الشاعر عن مسيرته ومسايرته للثورة الجزائرية منذ لحظة الميلاد وحتى استقلال البلاد، معبرا عن حبه الشديد للجزائر وذكرياته عن ثورتها وعن أول مرة يذكر فيها الجزائر في شعره وهو بين جدران السجن رفقة لاجئ فلسطيني وكان ذلك قبل اندلاع ثورة التحرير الجزائرية ،ولا ينسى الحديث عن المهرجان الذي نظمته الأحزاب و الهيئات السورية لنصرة الجزائر وثورتها في منتصف تموز 1954م حيث ألقى قصيدة له في ذلك المهرجان الضخم بعنوان: “ميلاد شعب” وهي قصيدة أَحَبَّها وبقي يحبها حتى كأنه لم يقل غيرها في الجزائر وثورتها على حد تعبيره، وتتوالى منذ تلك اللحظة قصائده في ثورة الجزائر وكأني به ناطق رسمي باسم ثوار الجزائر وثورتها ،واستمر لسانه يشدو بألحان تمجد الجزائر وتذكر أبطالها حتى بعد استقلال البلاد واسترجاع سيادتها على كل ترابها.
ومما يذكره الشاعر في مقدمة الديوان تلك الذكريات التي جمعته بالكاتب الجزائري مالك حداد حين استضافه ببيته ،وقام رفقة زوجته ملك أبيض بترجمة كتابه الذي أهداه إلى العربية ويذكر شعور صديقه مالك وحزنه على استعارة لسان المستعمر للتعبير به ،وتنقل لنا زوجه تلك الحادثة قائلة:ويعتذر مالك لصديقه:
ـ لا تلمني يا صديقي إذا لم يطربك نشيدي .
ـ لقد شاء لي الاستعمار أن أحمل اللَّكْنة في لساني ،لو كنت أعرف الغناء لتكلمت العربية.([5])
لقد كانت قناعة سليمان العيسى كبيرة بانتصار الثورة الجزائرية، ويذكر في مقدمة الديوان ذلك الحديث الذي دار بينه وبين أحد مواطنيه كان يزاول دراسته بفرنسا حيث نال بها درجة الدكتوراه،وبعد عودته إلى سوريا استضافه الشاعر في بيته الصغير ليدور بينهما حديث عن ثورة الجزائر ،وكان ذلك الشاب يرى أن انتصار الثورة على القوة العاتية التي يقف وراءها ـ مدعماً ـ الحلف الأطلسي بترسانته أمر مستحيل ،ولكن الشاعر يقف مصرا على انتصار الثورة ،ويصل به الأمر إلى حد المراهنة على راتبه الذي لا يملك غيرَه. ويأتي الاستقلال في الخامس من يونيو 1962م ،ويشرع يومها شاعرنا في كتابة قصيدته عن ذلك اليوم التاريخي في سبع صفحات ،يقول فيها:([6])
آلاف الأقدام الصلبة.
موسيقا واعيـة عذبة
موسيقا تنسجهـا تربة
عُجنت بوميض الأحداق
بالحرقة بالدمع الباقي
بدم يخضرُّ كأوراق
كمجيء ربيع سبَّاق
يتشوَّف عبر الآفاق
ميلاد اليوم الموعود
بدْء التاريخ الموؤود
ميلاد ينابيعي الثرَّة
ميلاد جزائري الحرة
و تُترجم القصيدة إلى اللغة الفرنسية ويقوم مالك حداد ينشرها ،ليطلع عليها إخوة له في الجزائر ممن ُحرِموا تعلم لغتهم ،ويريد شاعرنا أن يجعل من ثورة الجزائر مثلا ينبغي أن يحتذي به إخوتنا في فلسطين السليبة فليل الاستعمار مهما طال فإن شمس الحرية والاستقلال لا شك ستشرق يوما ما وثورة الجزائر هي الدرس والمثل.
وتنطلق قريحة سليمان العيسى منذ انطلاق ثورة الجزائر بقصائد تنبئ عن قامة شعرية عظيمة ويبدأ الديوان بما أسماه النشيد الخامس من “شاعر بين الجدران” موسومة بـ: “شاعر ولاجئ ” ومن داخل سجن يحدثنا فيها عن ما يراوده من أحلام متنقلا بين دمشق والرافدين والجزائرقائلا:([7])
لو تنطق الجدران الثِّخان |
|
لحدَّثَتْك حديث شاعر |
مُلْقًى علَى خَشَب النَّظارة |
|
في عُبابِ الحُلْمِ سَادِر |
هـو في دمشق ..تـارةً |
|
في الرافدين وفي الجزائر |
وكما تنقله أحلامه إلى هذه الأمكنة المتباعدة واقعا المترابطة وجدانا ومشاعر بما تعانيه من آلام وما يراودها من أحلام، فإن الغد المشرق يبقى حلمه الأكبر ويقينه الذي لا يتزعزع وفي ذلك يقول:([8])
لا لن أقطِّــب حـاجبي، |
|
ولا أنا بالفجر كــافر |
إِنَّ الغد العربي يــــا |
|
حوراءُ مثـل الصبح سافر |
غدُ أمَّتي ـ رغم النَّظارة ـ |
|
واسعٌ كالكــون ساحر |
أما ثاني القصائد في ديوان الجزائر فهي مهداة إلى ثوار الجزائر ،موسومة بـ:”ميلاد شعب “،وهي قصيدة من شعر التفعيلة تنوعت قوافيها وتألفت من ثلاثة عشر مقطعا ؛منها مقطعان تألفا من أربعة عشر بيتا والبقية من سبعة أبيات؛تنوعت قوافيها مما أتاح للشاعر البوح بمختلف الأحاسيس التي تختلج في صدره فهو يخبر عن عدم زيارته لأرض الجزائر ويأسف أنه لم يكن خلف صخورها السُّمْر صدراً وجراحا،فهاهو يقول:
لم أزرها ..هذه الأرض التي تسقي الصَّبَاحَا([9])
بدمي،لم أنْضُ كي يولد تاريخي السِّلاحـا
لم أكن خلف الصخور السمر صدرا وجراحا
ويمضي سليمان العيسى مفتخرا بالثورة الجزائرية مبرزاً مكانتها في وجدانه و وجدان كل عربي ،فاسمع إليه يقول:([10])
ثَوْرَةٌ تَمْسَحُ بالأكباد في سُوح الفداء
عن بلادي دَنَسَ البَغْي،ورِجْسَ الدُّخلاء
في عروقي أنتِ،في آهاتنا،في كل خاطر
يادويَّ الصيحة الحمراء في قلب الجزائر !
ويعرج شاعرنا على التاريخ ويذكر بعروبة الجزائر العريقة التي اِدَّعَتْ فرنسا أنها قطعة من فرنسا وأنها سليلة عقبة بن نافع العربي الفاتح وطارق بن زياد القائد البربري المسلم الذي فتح بلاد الأندلس ،يقول:([11])
أرضنا نُهْـبى،يجر اللِّصُّ مَزْهُوَ الذُّيُولِ
فَوْقَها ،فهي له ياشرعة التاريخ زولي
من تُرابِ “الغُولِ”صِيغَتْ فهي عَجْمَاءُ الأُصُولِ
“عقبةٌ”و”ابْنُ زِيَادِ”وانْطِلاقاتُ الخُيُولِ
والحضاراتُ،وإِرْثُ الدَّهْرِ يُمْحَى بِقَتِيلِ
وحدة الأرض العربية في شعر العيسى:
كثيرا ما يشير الشاعر سليمان العيسى في معرض حديثه عن ثورة الجزائر إلى أماكن في الوطن العربي الكبير عامة ،وفي الشّام على وجه التحديد معبِّراً عن وحدة التراب العربي ومن خلاله وحدة المصير والمشاركة الوجدانية للعرب ،ففي القصيدة المذكورة آنفا يذكر تونس ومراكش والشام ،وفي ذلك يقول:([12])
سر معي فوق الدُّرُوبِ الحُمْرِ نَسْتَهْدِ الأضاحي
يلتقي المشـرقُ والمـغربُ فيـها بالصَّبـَاحِ
في ثرى تونس،في مراكش،عبر البِطَـــاح
والصحاري الجـردِ،كَمْ نَسْـرٍ تردَّى وجناح
حَنَتِ الشَّـام تَشُـدُّ الجـرح منه بالجـراح
أيُّهَا السَّـاقُون في “الأوراس”ساحات الكفاح
بدمـاكم أَوْرَقَ الفجرُ على حدِّ الســلاح
وفي قصيدته” اللواء والأوراس”يُلَمِّحُ إلى مهد طفولته دون أن يذكرها صراحةً ولكنه يذكر الجزائر باللَّفْظ الصريح ويشير إلى الخليج أرض الرسالة الخاتمة.يقول:([13])
وأراك يـا مَهْدَ الصِّبا |
|
ضحكات جنَّاتِ رِطــابِ |
إنَِّا على شفةِ الوُجود |
|
قصيدةٌ نَشْوَى ،وشاعرْ |
ورصاصةٌ تَلِدُ الضِّياءَ |
|
بأرضنا،وزئير ثائرْ |
إنَّا على قمم العرائس |
|
ألفُ فَجْرٍ في الجزائرْ |
وعلى الخليج جباهُنا |
|
السَّمْراءُ تَعْبَقُ بالبَشائرْ |
إنَّا على أرض الرسالة |
|
موكبٌ للخُلد هـادرْ |
وعبر صفحات الديوان يذكر الكثير من الجغرافية الجزائرية فيذكر المدن الجزائرية التي شهدت أحداثاً جساما إبَّان الاحتلال البغيض لأرضنا،فهاهو في قصيدته”طليعة الألم” يذكر “قالمة” التي شهدت مجازر الثامن (8) عام خمسة وأربعين وتسعمائة وألف ميلادية 1945
و”وهران”و”الأوراس”،يقول عن مجازر “قالمة” وأخواتها من مدن الجزائر:([14])
ويداً تُلوِّحُ بالقيود
بالنار،تُسْكِتُ كلَّ نأْمَهْ
مجهولة ويحسُّ قبضتها تحزُّ وريدهُ
مجهولةً،وتكادُ أن تأتيَ عليه ..تبيدهُ
ماكان قد سمع اسم “غلمة”
ماكان يعرف يا صديقي أنَّ مذبحةً رهيبة
في الضفة الأخرى من الصحراء تَجْتَثُّ العُروبة
ماكان قد عرف الجزائر
ودماً طريًّا في المقابر
ويقول في أبيات أخرى بعد هذه:
ماكنتُ ياوهرانُ حين بدأتُ دربي
وحملتُ للميدان بُرْكاني:
قيثاري،وحبيَّ
ماكنتُ أعرفُ عن رفاقي ،
عن غضبة “الأوراس”
عن دمنا المُراق
شيئا أنير به ظلامي
أسْقي بروعته أناشيدي،وأحلامي،وجامي
شيئا يشُدُّ على يديَّا
شيئاً يهُزُّ القبرَ فيّـا
ليقول لي:مازلتَ حيَّا..
ومضيتُ يا وهران أسألُ عن سمائي،
عن نجومـي ،
عن قبر تاريخي العظيم
عن أهلي المتمزقين ،كأنهم بدد الغيوم
أو كالرميم من العظام تكدَّستْ فوق الرميم
في الأبيات السابقة يوظف الشاعر التاريخ بالإشارة إلى ما يحدث في أرض الجزائر من تقتيل للجزائريين فوق كل شبر من ترابها ويشير إلى تمزُّق العرب ومعاناتهم من الاحتلال بعدما كانوا أمة واحدة لها تاريخ عظيم ظل الشاعر متسائلاً عنه بحرقة،ومع ذلك يحمل الأمل في الغد المشرق الذي تُشعله الثورة لتثبت أنَّ الإنسان العربي مازال حيًّا وبإمكانه أن يستردَّ حقه السليب ،وعن ذلك يقول:([15])
ماكنت أعرف عن جبالي
نبأ احتراقك ياليالي
بشواظِ ثورتنا التي تتفجَّر
مثل الحياة من الرِّممْ
مثل الربيع من العدمْ
بلهيب ثورتنا التي لاتُقهرُ
وعلى انتفاض طليعة الألم المُكفَّن في المقابرْ
وتمرُّدِ الدَّمع الذي ملَّ البكاء..بلا محاجرْ
وعلى هدير من عُمَانَ،
من اللِّواء ،من الجـزائرْ
من أرضنا الظمأى إلى الخيط المُضيء،
إلى البشائرْ
إلى أن يقول آملاً في غد مشرق تنيره شمس الحرية:([16])
أطلقْتُ لحني في الطريق
أملاً..كشلاَّلِ الشروق
أملاً يشُدُّ على يديَّــا
أملاً يهزُّ القبر فيـــَّا
ليقول لي:ما زلْتَ حيــَّا
ليصيــح بـــــي:
مــا زلْتَ حيــــَّا..
وعندما احتفلت سوريا ومصر بمولد الجمهورية العربية المتحدة ،ألقى سليمان العيسى قصيدة في مهرجان كبير نظمه نادي الضباط بمدينة”حلب” في السابع من شباط (فبراير)عام 1958م.ضمنها فرحته بهذا المولود الجديد وأمله أن تكون بداية الانطلاق نحو وَحْدة عربية تضم بلاد العرب من المحيط إلى الخليج تحت راية واحدة تدفع العدوان وتندفع نحو تحقيق آمالها وآمال شعوبها،ويجعل من الوحدة ميلادا له:([17])
لا تلُمني،فلن أعُدَّ حـــياتي |
|
في دروب الضياع والذُلِّ شيَّـا |
منذُ يومين قد وُجِدْتُ،فعمري |
|
يوم أعلَنْتُ مولدي العربيَّــا |
هذه الوَحدة التي يراها:
ياليالي الضَّياع،والقيد،زولي |
|
نحن باقون وَحدةً لن تزولا |
وَحدةً تُلهم الكواكبَ مسراها، |
|
وتمشي في القَفْر ظلاً ظليلا |
وحدةً،في السَّماء والأرض منها |
|
لَهَبٌ يغسلُ الأذى والدَّخيلا |
وحدةً..تَفْجُرُالينابيع في الكون |
|
فُراتاً يسقي العِطاش ونِيلا |
وحدةً..تجمع المشرَّد بالأهل، |
|
عِناقاً بعد الفراق طويلا |
مالك حداد في شعر سليمان العيسى:
تمتد علاقة شاعرنا بالكاتب والشاعر الجزائري مالك حداد إلى الأيام التي زار فيها مالك حداد في بيته المتواضع على ما تذكر زوجة الشاعر الدكتورة ملك أبيض في مقدمة الديوان؛ فقد كان مالك حداد يزور بلدان المشرق العربي موفدا من قبل فرنسا ،وأثناء رحلته تلك التقى الأديبان وتعارفا ونشأت بينهما علاقة صداقة حميمة امتدت إلى وفاة مالك حداد،وقد خصَّه شاعرنا بقصيدة موسومةبـ:”المنفى المرير”يتحدث فيها عن الأديب مالك حداد الذي كان يكتب أدبه باللغة الفرنسية وكثيرا ما كان يردِّدُ بألم :”اللغة الفرنسية هي منفاي الذي قُدِّر لي أن أعيش فيه”ونرى سليمان العيسى يتحدث عن مأساته حيث يقول:([18])
في لهاة النَّسْر غُصَّهْ
في حنايا البلبل المطعون غصَّهْ
لا تُثرها..لا تردّدْها عليَّا..
إنَّها في شفتيَّا
منذ فتحت على المحنة هُدبي
مذ حملت اللهب المجنون في أعماق قلبي.
يا صديقي..
أنا أدري أيَّ مأساة رهيبة!
غرَّبت لحنك عنِّي،فهو آهات خصيبهْ
أيُّها النَّسْر المهيضُ
إنَّه المنفى البغيضُ
ومع كل هذا فإن الأمل باقٍ،وما دامت الجذور عربية فإن حرف مالك حدَّاد لن يكون سوى صوت من أصوات الثورة الجزائرية وناطقا باسمها تصبُّه نشيداً عربياً مهما كان حرفه فرنسياً؛وفي هذا يعلن سليمان العيسى:([19])
لا تُثِرْها..إنَّ أبطال الجزائر
باللَّظى يمحونها،بالدَّم،أبطالُ الجزائر..
عبثاً..يُقصيك عن أهلك سورٌ
شادهُ الظُّلمُ،وحرفٌ هو منفاك المريرُ
لُغة الثَّورة صبَّتْك نشيداً عربيًّا
شعَّ في العينين تصميماً و وَقَداً في المُحيَّا..
لغة الثورة..فاملأ مسمع الزَّهْوِ دويًّا
أنت حيٌّ..ماتمطَّى الفجرُ في (الأوراس)حيًّا..
وممَّا يؤكد المكانة الخاصة للأديب “مالك حداد” عند الشاعر سليمان العيسى تلك الجمل التي يوظفها هذا الأخير في بعض عناوين ديوانه هذا ؛فنراه يستعير جملا من مقدمة ديوان “الشقاء في خطر” لـ:مالك حداد يوظفها تحت عناوين قصائده كما فعل في “صانعو الأغاني”و”الربيع البِكر”بل أكثر من ذلك فإن سليمان العيسى يهدي إحدى قصائد “ديوان الجزائر” الموسومة بـ:”صلاة لأرض الثورة”إلى صديقه مالك حداد الذي اختار الثورة ـ على حدِّ تعبيره ـ وفي “طفولة شاعر” يتحدث عن ابنة الأديب مالك حداد “صفية ” ويذكرها بالاسم وقد كانت حينها صبية،فاسمعه يقول:([20]).
لم أقل شيئاً،ويغلي في عروقي ألف لحنٍ
أبداً يأكلني..يعتصر الرَّاحة مني..
لم أشأ أن ألمس النَّار بأبياتي الشَّجيَّهْ
لم أشأ أن أطفئ البسمةَ في ثغر”صفية”
أبطال الثورة في ديوان الجزائر:
كان لأبطال ثورة الجزائر نصيب من الذكر في أشعار سليمان العيسى رجالاً ونساءً فهو لا يفتأ يذكر ما ارتبط بهؤلاء الأبطال من أحداث،ويصوٍّر ما عانوه من قهر وحرمان في وطنهم،وما يظهرونه من صبر وجلَد وتحدٍّ وإصرار؛فهاهو في قصيدة “وتتابع المطر”يذكر لقاءه بحلب مع ممثل جبهة التحرير الوطنية في صباح الثالث من حزيران .يونيو 1961م. ويلمح الشموخ في منظره ويقرع سمعه منه تلك النبرة القوية التي تخفي وراءها عزيمة أبناء الثورة الجزائرية،يقول واصفاً ذلك:([21])
ولمحت لألأة ابتسامهْ
كندى غمامهْ
كشموخ هامهْ
وانساب صوت الثائر العربي في سمعي هديراَ
تُخفيه أودية سحيقه
وهبته رهبته العميقه
وتدحرجت نبراته ناراً بأعصابي ونوراً
أما الشهيد الرمز زيغود يوسف فيخصُّه بقصيدة جميلة تحكي قصَّة استشهاده ويصوِّرُ من خلالها حقد فرنسا على هؤلاء الأبطال الذين قارعوها في المدن والجبال وأَقَضُّوا مضجع قادتها وبثوُّا الرعب في نفوسهم بما قاموا به من أعمال وبطولات إلى درجة أن تقوم فرنسا الاستعمارية بإفراغ الرشاشات في جسد زيغود يوسف بعدما فارق الحياة بساعات،ويتعرض
الشاعر بالحديث عن استشهاد القائد البطل”زيغود يوسف” وفي ذلك يقول:([22])
صمتٌ على الوادي،يروِّعُ الوادي
وسحابة من لوعة،وحـــداد
أرسى على الهضبات ريش نسورها
وتمزقت من بعـد طـول جِـلاد
هدأ الوميض ..فـلا أنينُ شظيـة
يُصْمي،ولا تـكبـيرة استشـهادِ
إلى أن يقول في نفس القصيدة([23])
كثُرت هناك كتائب الجلاَّدِ
حشدَ الألوفَ..يكادُ يَعْتَقِدُ الحَصَى
والرِّيحَ ثُوَّاراً..وحرجَ الوادي
حشد..لقاءُ”سيد أحمد”(٭)
رُعِْبٌ يشُلُّ النَّبْضَ في الأكباد
رُعْبٌ يسمِّر بالمدرعة الخطى
فمدافع السفَّاح كالأوتـاد
وتُجنُّ من حنقٍ،فتُمطِر موتها
حيناً بلا هدفٍ،بغير رشادِ
ولايُنهي قصيده حتى يهزأ من القائد الفرنسي،ويبيِّن خوفه وجبنه حتى من جثَّةٍ هامدةٍ غادرتها الحياة فهاهو يقول:([24])
وتردَّدَ “الزحف المبيدُ”أيقْحمُ الصَّمتَ الرهيبا
أيُجازفُ”البطل”المغيرُ..
فيهبِطُ الوادي دبيبا؟
كم لقَّنتْهُ صخرةٌ ربضت على السَّفْحِ العبرْ!
كم يستهين”المارقون”بكل مايُسمَّى خطر!
إلى أن يقول في نفس الصفحة:
أقْدمْ..
سراياك المغيرةُ آمنهْ
أقدمْ..
مرابضنا صخورٌ ساكنةْ
أقدِمْ على الجَثثٍ الصَّوامتِ..
أيُّها”الزَّحفُ المُظفَّرْ”!
أقدْمْ..”فسيدَ أحمدٍ”
جَسَدٌ،كما تهوى،
مُعفَّرْ..
ونكتفي من هذه القصيدة بهذه الأبيات رغم أنها تأريخ لحياة الرجل تشير حتى إلى مهنة الحدادة التي مارسها الشهيد البطل قبل انضمامه إلى صفوف جيش التحرير الوطني وإلى ما حدث بعد استشهاده وكيف تصرف الجيش الفرنسي بحبن ونذالة مع جثة الشهيد..
ولم يغفل الشاعر سليمان العيسى رجال السياسة من أبناء الجزائر؛ فقد كان لهم هم أيضاً حضورٌ في شعره فقصيدته الموسومةبـ:الرسالة التاسعة من ديوان “رسائل مورقة” يهديها إلى البطل السجين أحمد بن بلة في سجنه في الرابع من تموز/جويلية عام ستين تسعمائة وألف معبِّراً من خلالها عن تضامنه معه وتضامن كل العرب معه وفي القصيدة يقول:([25])
قلبي معك..
قلب العروبة كلُّها |
|
|
|
في سجنك الداجي معكْ |
|
ياعارفاً بين الحديد، |
|
|
|
من الرُّجولة موضعــك |
|
ياصامتاً..روَّعْت مَنْ |
|
|
|
حشَدَ اللَّظى ليُروِّعــك |
|
يا نابضاً في كلِّ أُفْ |
|
|
|
قٍ ثائر..قلبي معـــك |
|
ولئن كان شاعرُنا قد ذكر الرجال من أبطال الثورة الجزائرية،فإنه لم ينس الحرائر من بطلات الجزائر ولا يخفى على أحد كم ذكرت “جميلات” الجزائر في الشعر العربي مشرقاً ومغرباً ،ولا يخفى شعر بدر شاكر السَّيَّاب ونزار قباني في”جميلة بوحيرد”رمز حرائر الجزائر،ولم يشذَّ سليمان العيسى عن هؤلاء فذكر في شعره “جميلة بوحيرد”التي قال فيها الناقد العربي الراحل عزالدين إسماعيل : «استطاع الشاعر المعاصر أن يجعل من شخصية جميلة بوحيرد شخصيةً أُسطوريةً»([26]) ويذكر”جميلة بوباشة” فهاهو في قصيدته”الطريق” التي ألقاها بالدار البيضاء بالمغرب الشقيق أثناء انعقاد المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني للقوى الشعبية،بتاريخ السابع والعشرين من آيار/مايو عام اثنين وستِّين وتسعمائة وألف للميلاد يذكر البطلة الجزائرية “جميلة بوحيرد”حيث يقول:([27])
ويرتمي صوت،نديٌّ رقيق
على يدي،أشربه كالرحيقْ.
ثائرةٌ سمراءْ
من بلد الفداءْ
تسأل عن موضعها في الزِّحامْ
في الموكب الماضي..
يشقُّ الظلامْ.
أختـاه!في عينيك عاش النهارْ
“بوحيرد”في الأفق نورٌ ونارْ
يا ألف نجمٍ
في الصَّباح النَّدي
قافلة النَّصر به تهتدي
يازهوة الأمس.
وعُرْس الغد..
يا أُخْتُ،هذي درْبنا،لامناصْ.
يا أُخْتُ أهلاً باللَّظى،والرَّصاصْ
الوحدةُ الكبرى
طريق الخلاصْ
وإلى “جميلة بوباشة” أهدى شاعرنا قصيدته الموسومة بـ:الرسالة الثالثة عشرة وهي مؤلفة من خمسة مقاطع ؛كل مقطع منها من خمسة أبيات ،ومطلعها([28])
تباركْتِ أرض البطولات التي لا تتْعبُ
تلهثُ من ورائها الدُّروب،وهي تَضرِبُ
إلى أن يقول:
لك السَّنا،والمجدُ،ياجزائر العربْ!
يابقْعةً بالمعجزات تُربُها اختضبْ
وفي البطلة “جميلة بوباشة” يقول:([29])
قدِّيسـة جديدةٌ في قبـضة العذابْ
يزهو بها لواؤك المركوز في السَّحابْ
قدِّيسةٌ جديـدةٌ..للسجن،للذئـابْ
تُطْـعم نار السـاحة الحياةَ والشَّبابْ
ناديْـتِ ياأرضَ الفداءِ..فالدَّمُ الجوابْ
٠ ٠ ٠
ويقذفُ الأثير لي بقية الخبرْ
للنَّار “بوباشا”جزاءَ الصَّمْت للشَّررْ
للَمسات..السِّلْك حتَّى يشْهق الحجرْ
للموْت إن ظلَّتْ تَحدَّى الموت والقدرْ
ياللصُّمود..فوق ما تعوَّد الظفرْ!
هكذا غنّى شاعرنا سليمان العيسى في شعره الجزائر أرضاً ورجالاً وحرائر ؛غنَّاها بحب وإجلال لأنه كان يؤمن إيماناً لا يتطرق إليه شك أن الجزائر ستعود إلى عروبتها وتنتصر بقوة رجالها ونسائها على جبروت وطغيان المستعمر الغاشم الذي جثم طويلاً على صدر الجزائر العربية المسلمة وأرادها منسلخةً عن هويتها وكيانها،إلا أنها وبعد قرن وربع قرن عادت إلى الأرض والهوية واللُّغة والوجود.ويبقى سليمان العيسى شاهداً على أحداث جسام في تاريخ أمته ،يسجل شعرُه كلَّ ذلك بأسلوب جميل ولغة راقية قوية فقد« وقف سليمان العيسى موقف الراصد لأحداث أمتنا وفوراتها،فلو جمعنا دواوينه لوجدنا فيها تاريخاً شعرياً لثورات أمتنا الناهضة ونضال شعبنا الرائع..وتحديات أمانينا لبؤس العالم ومطامع الذئاب .إن الإيمان العميق..الإيمان الصوفي..الإيمان المتفائل هو أول ما يميِّز نتاج سليمان العيسى كشاعر نضالي.مع أن النكبات المتواصلة التي أصابت حياته والتي شاهدها تنزل بالوطن العربي كفيلة بأن تملأ باليأس قلبه وبالكفران إيمانه» ([30])
وهكذا أردت أن تكون هذه الوقفة مع “ديوان الجزائر” للشاعر المبدع سليمان العيسى ومع أن الديوان يحتاج إلى وقفة طويلة إلا أنني اختصرتها في هذه الكلمات التي لن تفي شاعرنا حقه ،ولعلها تكون بداية لما يأتي مستقبلا خاصة حول ما أنتجه في نصرة ثورة الجزائر.
([1]) مفدي زكريا،اللهب المقدَّس،د ت،د ط،ص 318،319.
([2])ـ أحمد أبوحاقة،الالتزام في الشعر العربي،دار العلم للملايين،بيروت،ط1، 1979م.
([3]) ـ أحمد جابر عفيف،سليمان العيسى اللَّهب الشاعر(سليمان العيسى80عاماً من الحلم والأمل)،الرَّائي للنشر،ط1، 2000م،سوريا،ص145.
([4]) ـ المرجع السابق.
([5]) ـ سليمان العيسى،ديوان الجزائر1954م ـ1984م،دار أطفالنا للنشر والتوزيع،الجزائر، ط1، ص 22.
([6]) الديوان،ص28.
([7]) الديوان،ص35.
([8]) الديوان،ص36.
([9])الديوان،ص 39.
([10])الديوان،ص39.
([11])الديوان،ص41.
([12])نفس الصفحة.
([13]) الديوان،ص47.
([14])الديوان،ص119، 120.
([15])الديوان،ص120، 121.
([16])الديوان،ص121.
([17]) الديوان،ص51، 52.
([18]) الديوان،ص79.
([19]) الديوان،ص 79، 80.
[20] الديوان،ص95.
([21]) الديوان،ص131.
([22])الديوان،ص157.
([23]) الديوان،ص157.
٭سيد أحمد هو اللقب الذي عرف به زيغود يوسف بين رفاقه.
([24]) الديوان،ص160.
([25]) الديوان،ص169.
([26]) عزالدين إسماعيل،الشعر العربي المعاصر قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية،دار الثقافة ،بيروت، ص 217.
([27]) الديوان،ص193.
([28]) الديوان،ص173.
([29])الديوان،ص173.
([30]) محي الدين صبحي،سليمان العيسى صديق الكفاح(سليمان العيسى ثمانون عاماً من الحلم والأمل)الرائي للنشر،سوريا،ط1، 2000م،ص198.