الإدارة في البلاد التونسية خلال منتصف القرن التاسع عشر:
محاولة أوليّة في تأسيس مدوّنة جماليّة للوثيقة الإداريّة
Administration in Tunisia during the mid-nineteenth century: an initial attempt to establish an aesthetic corpus of administrative document
د. محمد البشير رازقي/كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس
Dr. Mohamed Bechir Rezgui/ Faculty of Humanities and Social Sciences in Tunis
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 85 الصفحة 23.
Abstract :
In this article, we relied on the documents of the Tunisian National Archives, and the work revolves around a fundamental problem: Can we establish a blog for the aesthetic elements contained in the documents of the Tunisian National Archives? That is, can we benefit from the document aesthetically, in addition to benefiting from its body and the information it provided?
During this research, we noticed that the administration included an important number of documents with a functional dimension. However, these same documents contained important and rich technical dimensions. Where we find geometric, plant and animal forms. Each administration, whether Tunisian or foreign, such as consulates, was characterized by different images and shapes that reflect a different way of representing the universe and a different way of thinking. The Tunisian administration has benefited a lot, functionally and aesthetically, from the cultural diversity that it included. During the second half of the nineteenth century, the administration contained various documents, especially after the reforms that followed 1860. These same documents can be dealt with as works of art that help us study the history of mentalities and representations.
Keywords: Tunisian administration, second half of the 19th century, Corpus, aesthetics, Tunisia.
ملخّص:
اعتمدنا في مقالنا هذا على وثائق الأرشيف الوطني التونسي ويتمحور العمل على اشكاليّة أساسيّة: هل يمكن لنا أن نؤسس لمدوّنة للعناصر الجماليّة التي احتوتها وثائق الأرشيف الوطني التونسي؟ أي هل يمكن أن نستفيد من الوثيقة جماليّا إلى جانب الاستفادة من متنها والمعلومات التي قدّمتها؟
لاحظنا خلال هذا البحث أنّ الإدارة كانت تشتمل على عدد مهمّ من الوثائق ذات البُعد الوظيفي. ولكن نفس هذه الوثائق احتوت على أبعاد فنيّة مهمّة وغنيّة. حيث نجد الأشكال الهندسيّة والنباتيّة والحيوانيّة. وقد تميّزت كلّ إدارة سواء تونسيّة أو إدارة أجنبيّة مثل القنصليّات بصور وأشكال مختلفة تعكس طريقة تمثّل مختلفة للكون وطريقة تفكير مختلفة. وقد استفادت الإدارة التونسيّة كثيرا، وظيفيّا وجماليّا، من التنوّع الثقافي الذي اشتملت عليه، وأصبحت الإدارة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحتوي على وثائق متنوّعة خاصّة بعد إصلاحات التي أعقبت 1860، هذه الوثائق نفسها يمكن التعامل معها كأعمال فنيّة تساعدنا على دراسة تاريخ الذهنيّات والتمثّلات.
الكلمات المفتاحيّة: الإدارة التونسيّة، النصف الثاني من القرن 19، مدوّنة، جماليّات، تونس.
مقدّمة:
تتجلى الثقافة المادية من خلال الإدارة، حيث نسجّل أنواعا عديدة من الوثائق والمراسيم والإجراءات الإدارية التي تتمّ لتسيير شؤون الدولة التونسيّة خلال المرحلة المدروسة، وهذا التنوّع في الوثائق مرتبط بتعدّد وتفرّع إدارة الدولة التونسيّة خاصّة بعد بعث المجالس والإصلاحات التي تجلّت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر[1]. ونلاحظ أن كلّ فرع من فروع الإدارة وكلّ هيكل وكلّ عون من أعوان الدولة التونسيّة لديه وثائقه التي يتعامل معها. كما نلاحظ بروز وعي بأهميّة التوثيق وحفظ وحماية الوثيقة. وتحرص الإدارة التونسيّة على توفير كتبة أكفّاء وماهرين، حيث نجد أنّ”رئيس القسم الرابع اضطرّ لزيادة زوج كتّاب مهرة لخدمة القسم لأنّ الزوج كتبه الذين بالقسم أقلّ من كفايته للخدمة بالأزمّة وعمل الحساب، وسبّب ذلك تعطّل عمل حساب الأجناد…ينبغي له زوج كتّاب مهرة حسّاب (أي متقنين للعمليّات الحسابيّة) لاتّباع أصول مفوّض الأجناد من المهمّات وغيرها ومطابقة الأزمّة، وتدقيق الجمع وتحقيق مدخولهم اليومي على الحجج، والاطلاع على صحّة الخروج بمقتضى القوانين”[2]. اعتمدنا في مقالنا هذا على وثائق الأرشيف الوطني التونسي ويتمحور العمل على إشكالية أساسيّة: هل يمكن لنا أن نؤسس لمدوّنة للعناصر الجماليّة التي احتوتها وثائق الأرشيف الوطني التونسي؟ أي هل يمكن أن نستفيد من الوثيقة جماليّا إلى جانب الاستفادة من متنها والمعلومات التي قدّمتها؟
لا تقتصر حوامل الكتابة (وثائق، كتب، مخطوطات…) على دورها الوظيفي فقط بل تحمل في طيّاتها جانبا جماليا مهمّا مثل طريقة الترقيم أو التهميش وتوافر الصور والأشكال والألوان المختلفة[3]،كما تمنحنا الوثائق الإداريّة التي استخدمت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر بموروث فنّي وتشكيليّ غاية في الأهميّة سواء على مستوى الرسوم والأشكال المرسومة على الدفاتر أو الأوراق.
صورة عدد 1: غلاف أحد الدفاتر.[4].صورة عدد 2: غلاف أحد الدفاتر[5]
للاطلاع على الصور حمل : مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 85
صورة عدد 5: غلاف أحد الدفاتر[6].
وإلى جانب الدفاتر نجد طرق مختلفة لتزويق وتصفيف الأوراق المستخدمة للكتابة. والهدف الأساسي من تنظيم الأوراق هو تسهيل عمل الكاتب وتنظيمه وعقلنته، فمفهوم “الجدولة” يُعتبر من أهمّ مرتكزات عقلنة الإدارة، ومن أهمّ أسباب نشأة الثورة التجاريّة في أوروبا[7]. كما نعثر في مدوّنتنا المصدريّة على شكل آخر من تزويق الوثائق ألا وهو الكتابة المخفيّة على الأوراق، هذه الكتابة لا يمكن تثّبتها إلا بعد تعريض الوثيقة إلى الضوء. ومن خلال الوثائق التي اطّلعنا عليها لاحظنا أنّ هذه الكتابة والشعارات المرسومة وظّفت لتبيين اسم المصنع الذي صنع الورق، أو اسم صاحبه، وفي بعض الوثائق، خاصة وثائق القنصليّات الأجنبيّة، نجد شعارات ورسوم تحيلنا إلى رموز تُعرف بها دولة معيّنة دون أخرى. هذا دون أن نُغفل البعد التشكيلي والجمالي لهذه الرّسوم.
صورة عدد 8[8]: صورة نسر على رأسه تاج، ويوجد على يساره سيف
صورة عدد 9[9]: صورة امرأة. من رسائل القنصليّة الإيطاليّة بتونس إلى الدولة التونسيّة
صورة عدد 16: صورة هلال ضاحك. من وثائق المجلس البلدي(15 ذي القعدة 1280)[10].
صورة عدد 17: صورة هلال ذو سحنة إنسانية، ويبدو عليه العُبوس. من وثائق المجلس البلدي[11].
صورة عدد 21: أسد يحمل سيفا ويقف على قدميه الخلفيّتين، من وثائق القنصليّة الفرنسيّة بتونس بتاريخ 4 نوفمبر 1880[12].
صورة عدد 22: تحمل اسم الشركة التي صنعت الورق(DAMBRICOURT FRERES[13])، وثائق القنصليّة الفرنسيّة بتونس بتاريخ 4 نوفمبر 1880[14].
صورة عدد 23[15]. كتب على الوثيقة (E. TOWGOOD. 1858)، وعائلة TOWGOOD هي عائلة مشهورة في إنجلترا[16].
صورة عدد 24: صورة من وثائق القنصليّة الإيطالية بتونس بتاريخ 25 أكتوبر [17]1861.
صورة عدد 26: صورة حصان ونسر من الأرشيف الوطني التونسي بتاريخ 2 ديسمبر 1837[18].
صورة عدد 29: حرف Bمنفرد[19].
صورة عدد 31: صورة طائر مع بعض الأشكال والحروف اللاتينية[20].
صورة عدد 35: صورة ناقوس[21].
صورة عدد 36. حرف R وسط ريشتي كتابة[22].
صورة عدد 38: صورة أسد. من وثائق المجلس الصحي(سنة 1865)[23].
صورة عدد 40: صورة فارس تحيط به كلمة ITALIA من وثائق مجلس التحفّظ الصحّي بتونس بتاريخ 23 ماي [24]1873.
صورة عدد 41: زخرفة نباتيّة. من وثائق مجلس التحفّظ الصحّي بتونس بتاريخ 23 ماي 1873[25].
صورة عدد 43: زخرفة متناظرة. من وثائق مجلس التحفّظ الصحّي بتونس بتاريخ 23 ماي 1873[26].
صورة عدد 46: صورة مرساة. من وثائق المجلس الصحي[27].
صورة عدد 47: من وثائق المجلس الصحي: جندي يرفع راية وأمامه أسد يرفع سيفا( رسالة من قنصل هولنده للمجلس الصحي(17 أكتوبر 1832)[28].
صورة عدد 48: من وثائق المجلس الصحي(رسالة من قنصل الدنمرك للمجلس الصحي بتاريخ7 أكتوبر 1835)[29].
صورة عدد 49: صورة أسد: من وثائق المجلس الصحّي، رسالة من قنصل انجلترا للمجلس الصحي بتاريخ 30 ماي [30]1832.
صورة عدد 50: صورة أسد: من وثائق المجلس الصحّي، رسالة من قنصل هولنده للمجلس الصحي بتاريخ 17 سبتمبر 1831[31]
صورة عدد 53: من وثائق المجلس الصحي[32].
نلاحظ في آخر هذا العنصر أن الرسومات التي اشتملتها الوثائق تميّزت بتنوّع مرجعيّاتها الهندسيّة والحيوانيّة والتشكيليّة والنباتيّة، حيث نجد الرسومات الحيوانيّة مثل الأسد والحصان والنّسر، والهندسيّة مثل المثلّث والمربّع، والنباتيّة مثل الزهور. كما تتواجد الأسماء والألقاب إلى جانب التواريخ. هذا إلى جانب رسوم أخرى كالنّاقوس والمرساة. هذا ما يُؤكّد البُعد الجمالي للمدوّنة المصدريّة الأرشيفيّة التي اعتمدنا عليها إلى جانب بُعدها الوظيفي الإداري المهمّ.
من أهمّ الإجراءات التي اتّبعها الفاعلون الاجتماعيّين لضمان سلامة العقود هي ترك التوقيع الشخصي أسفل العقد. والتوقيع يسمّى في الوثائق “الخنفوسة”. كما يُسمّى إداريّا “الطغرة” أو “الطغراء”[33]. وقد أحصينا من خلال مدوّنتنا المصدريّة عددا مهمّا من التوقيعات، حيث نجد توقيعات ذو أبعاد هندسيّة ونباتيّة، إلى جانب اندماج الاسم بالتشكيل.
صورة عدد 54:”خنفوسة” الوجيه أبو الفداء إسماعيل معاوية شيخ المدينة(22 ربيع الثاني 1283)[34].
صورة عدد 55: “خنفوسة” “نقيب الأشراف المعاوين” عبد الله البكّوش المعاوي سنة 1842[35].
صورة عدد 57[36].
صورة عدد 58. “خنفوسة” العدل محمد بن الصادق، والعدل علي بن جماع[37].
صورة عدد 59: خنفوسة أحد العدول[38].
صورة عدد 60: خنفوسة عدل[39].
صورة عدد 61:”خنفوسة” أحد العدول[40].
صورة عدد 62[41].
صورة عدد 64: خنفوسة أحد العدول[42].
صورة عدد 65: خنفوسة أحد العدول[43].
صورة عدد 66: العدل محمد الطيب بالحسن (ذي القعدة 1289)[44].
صورة عدد 67: خنفوسة أحد العدول[45].
صورة عدد 68: خنفوسة عدلين[46].
صورة عدد 70: تواقيع مجموعة من العدول[47].
وإلى جانب التوقيع يتمّ الاعتماد على الختم لإثبات مصداقيّة الوثيقة. فقد بيّن بورديو العلاقة التشابكية بين فرض الدولة لسيادتها واتخاذها لأختام وشعارات خاصة بها، فالختم هو “ضرب من البصمة السحرية التي تكثّف كل الحقيقة العيانيّة للدولة”[48]. ويتمتّع بميزة الختم أعوان الدّولة، وإداراتها. وقد لاحظنا من خلال أشكال الأختام أنّها إلى جانب بعدها الوظيفي تحمل في بعدا جماليّا متميّزا. هذا المخزون الجمالي له أبعاد هندسيّة ونباتيّة.
صورة عدد 72: ختم أحمد باشا باي سنة 1271(1855)[49].
صورة عدد 73: ختم حسين باشا باي(25 جمادى الثانية 1248)[50].
صورة عدد 74: ختم مصطفى باشا باي[51].
صورة عدد 77: ختم محمد الصادق باشا باي[52].
من خلال وثائقنا لاحظنا أنّ لكلّ إدارة ختمها الخاص. وقد تميّزت كلّ إدارة بشعارها الذي يميّزها.
صورة عدد 78: شعار “مجلس النظافة” بتاريخ 1290[53].
صورة عدد 79: شعار من شعارات المجلس البلدي، وهو يختصّ بضريبة الخرّوبة[54].
صورة عدد 80: طابع إدارة التلغراف بحلق الوادي بتاريخ 25 أوت [55]1865.
صورة عدد 82: شعار المجلس الصحي في إيطاليا.(سنة 1861)[56].
صورة عدد 83: أحد شعارات المجلس الصحي بتونس(سنة 1866)[57].
صورة عدد 84: موضوعة بجانب شعار المجلس الصحي بتونس(سنة 1867)[58].
صورة عدد 85: موجودة بأحد وثائق المجلس الصحي بتونس(سنة 1867)[59].
صورة عدد 87: أحد وثائق المجلس الصحي بتونس: رسالة من قنصل الدنمرك للمجلس الصحي[60].
صورة عدد 92: “إجازة” المجلس الصحّي بتونس إلى جانب دورها الوظيفي الإداري نجد لديها بعد جمالي[61].
صورة عدد 94: شعار الطبيب “لويجي أدّوا” المقيم بالإيالة التونسية(بتاريخ 18 مارس 1872)[62].
صورة عدد 97: أحد وثائق المجلس البلدي(أشكال هندسيّة مثلّثات ومربّعات، ونجوم خماسيّة)[63].
صورة عدد 98: شعار قنصليّة سردينيا بتونس[64].
صورة عدد 101: شعار قنصليّة إيطاليا بالحاضرة في 24 ماي 1863[65].
صورة عدد 103: شعار القنصليّة الأمريكيّة بتونس في 24 ديسمبر 1868 [66].
صورة عدد 104: شعار قنصليّة هولندا بتونس (سنة 1869)[67].
خاتمة :
نلاحظ في آخر هذا البحث أنّ الإدارة كانت تشتمل على عدد مهمّ من الوثائق ذات البُعد الوظيفي، ولكن نفس هذه الوثائق احتوت على أبعاد فنيّة مهمّة وغنيّة. حيث نجد الأشكال الهندسيّة والنباتيّة والحيوانيّة، وقد تميّزت كلّ إدارة سواء تونسيّة أو إدارة أجنبيّة مثل القنصليّات بصور وأشكال مختلفة تعكس طريقة تمثّل مختلفة للكون وطريقة تفكير مختلفة، وقد استفادت الإدارة التونسيّة كثيرا، وظيفيّا وجماليّا، من التنوّع الثقافي الذي اشتملت عليه، وأصبحت الإدارة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحتوي على وثائق متنوّعة خاصّة بعد إصلاحات التي أعقبت 1860، هذه الوثائق نفسها يمكن التعامل معها كأعمال فنيّة تساعدنا على دراسة تاريخ الذهنيّات والتمثّلات[68]، وهي باب مهمّ لفهم طريقة دخول الحداثة إلى البلاد التونسيّة وتبيّن مسالكها، وخاصّة فهم الدور المهمّ الذي لعبته الإدارة كوسيط وناقل للمعرفة ولطرق التفكير الجديدة.
وعند دراستنا لتاريخ الثقافة المادية للإدارة التونسية يجب أن لا نغفل العلاقة التشابكية بين فعل الكتابة وإرادة السلطة للهيمنة والمراقبة، فالكتابة “نشاط يميل إلى الاستحواذ والهيمنة”[69]، فالدولة تسعى من خلال فعل الكتابة والتدوين إلى معرفة مجالها سواء بوصفه جغرافيا طبيعية أو جغرافيا بشرية، فالكتابة “تساعد على فصل العارف عن المعروف وعلى إيجاد مسافة بينهما، ومن ثم تساعد على تأسيس الموضوعية”[70]. ومن ناحية أخرى لا يمكن أن نعزل فعل الكتابة الصادر عن الدولة عن هواجس الدولة الجبائية والاقتصادية، وهذا أيضا ما لاحظه تيموثي ميتشلTimothy Mitchel في حالة مصر خلال القرن 19 حيث “أنّ السجلّ اليومي أو الجورنال…كان هو الممارسة الإدارية التي بدأ بها إخضاع مصر الريفية لنظام صارم في منتصف عشرينيات القرن التاسع عشر”، وفي هذه السجلات نجد “كيف يجب على الفلاحين العمل في الحقول والمحاصيل التي يتعين عليهم زراعتها، واحتجازهم في القرية وواجبات أولئك المكلفين بحراستهم ومراقبتهم”[71]، ومن خلال فعل الكتابة (رسم الخرائط مثلا) تحاول الدولة بأن “تجعل الأراضي والمجتمعات قابلة للقراءة…قابلة للقياس، ومن ثمّ قابلة للتحكّم”[72]. فبيار بورديو مثلا بيّن العلاقة التشابكية بين نشأة الدولة وممارسة الكتابة حيث “أن الدولة تبدأ مع الإحصاء”[73]. وماكس فيبر من ناحيته بين الدور المهم الذي تلعبه الوثيقة في إرساء بيروقراطية ومأسسة للدولة حيث “يستند سير الوظيفة الحديثة إلى أوراق رسمية(ملفات) يحتفظ بها في نسخ أصلية وإلى أفكار وكذلك إلى طاقم من الموظفين الصغار والكتبة من جميع الأصناف”[74]. وماكس فيبر عرّف “الوظيفة الحديثة” بكونها ترتكز على مجموعة من الركائز ومنها “مبدأ الاختصاصات الإدارية” و”مبدأ الترتيب الإداري والطرق الرسمية”، وإجباريّة توافر “أوراق رسميّة”، وضرورة تمتّع الموظّف بالتعليم الفنّي و”يتمّ انتداب الموظّفين حسب قواعد تعليم عامّة محدودة ومعيّنة بعض الشيء”[75]. ومن هنا نلاحظ أن الإدارة التونسية قُبيل 1881 كانت إدارة منظمة حيث أنّ كل هذه المركزات التي أشار إليها ماكس فيبر كانت موجودة في الإدارة التونسية خلال النصف الثاني من القرن 19.
قائمة المراجع:
- الأرشيف الوطني التونسي، دفتر عدد 3155.
- دفتر عدد 3156.
- دفتر عدد 6539.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 1، دفتر، 10-11.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 240، ملف، 604، وثيقة عدد 41.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 273، ملف، 54.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 278، ملف 35.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 55، ملف، 610.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 618، وثيقة 67823.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 620، وثيقة عدد 67929.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 58، ملف، 643، الملف الفرعي. 2، وثيقة عدد 10.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 59، ملف 671، وثيقة 30.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 60، ملف، 687.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 60، ملف، 687، وثيقة عدد 27.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 61، ملف، 694، وثيقة 42.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 61، ملف، 694، وثيقة عدد 20.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 62، ملف، 700، ملف فرعي. 7، وثيقة عدد 3.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 51.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 67.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 804، وثيقة 101.
- السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف، 693، وثيقة عدد 3+ 4.
- إيفان جاسكل، “التاريخ المرئي”، ضمن: نظرات جديدة على الكتابة التاريخية، تحرير: بيتر بوركي، ترجمة وتقديم: قاسم عبده قاسم، المركز القومي للترجمة، 2010، الجزء الثاني.
- بيار بورديو، عن الدولة: دروس في الكوليج دو فرانس(1989- 1992)، ترجمة: نصير مروة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2016.
- تيموثي ميتشل، استعمار مصر، ترجمة: بشير السباعي/ أحمد حسّان، مدارات للأبحاث والنشر، مصر، الطبعة الرابعة، 2016.
- جاك غودي، الشّرق في الغرب، ترجمة: محمد الخولي، المنظّمة العربيّة للترجمة، 2008.
- جون لويس غاديس، المشهد التاريخي: كيف يرسم المؤرخون خريطة الماضي؟، ترجمة: شكري مجاهد، منتدى العلاقات العربية والدولية، الدوحة، 2016.
- الشيباني بنبلغيث، النظام القضائي في البلاد التونسيّة: 1857- 1921، مكتبة علاء الدّين، صفاقس، 2002. محمد عبد العزيز ابن عاشور، “المؤسّسات السياسيّة في عهد الدولة الحسينيّة(القرن الثامن عشر والتاسع عشر)، المجلّة التاريخيّة العربيّة للدراسات العثمانيّة، مركز الدراسات والبحوث العثمانية والموريسكية والتوثيق والمعلومات، العدد 5-6، 1992.
- ماكس فيبر، الاقتصاد والمجتمع: الاقتصاد والأنظمة الاجتماعية والقوى المخلفات. السّيادة، ترجمة: محمد التركي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2015.
- محمد الحفيظ خبطة الحسني، “العلامة الطغرائيّة بين المغرب السعدي وتركيا العثمانيّة: دراسة تاريخيّة فنيّة”، مجلّة كلية الآداب والعلوم الانسانيّة، الربط، جامعة محمد الخامس، العدد 35، 2015.
- والترج أونج، الشفاهية والكتابيّة، ترجمة: حسن البنا عز الدين، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، سلسلة عالم المعرفة عدد 182، فيفري 1994.
-
AnnieVernay-Nouri, « Marges, gloses et décor dans une série de manuscrits arabo-islamiques », in, Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, N99- 100, 2002.
- Mohammad Yusuf Siddiq, “Tughra”, in, The encyclopaedia of Islam, Leiden- Brill, 2000, Volume 10.
[1]الشيباني بنبلغيث، النظام القضائي في البلاد التونسيّة: 1857- 1921، مكتبة علاء الدّين، صفاقس، 2002. محمد عبد العزيز ابن عاشور، “المؤسّسات السياسيّة في عهد الدولة الحسينيّة(القرن الثامن عشر والتاسع عشر)، المجلّة التاريخيّة العربيّة للدراسات العثمانيّة، مركز الدراسات والبحوث العثمانية والموريسكية والتوثيق والمعلومات، العدد 5-6، 1992، ص. 11- 20.
[2]الأرشيف الوطني التونسي، دفتر 3481، 2 ذي القعدة 1277.
[3]Annie Vernay-Nouri, « Marges, gloses et décor dans une série de manuscrits arabo-islamiques », in, Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, N99- 100, 2002, p.117- 131
[4]الأرشيف الوطني التونسي، دفتر عدد 3155.
[5]دفتر عدد 3156.
[6]دفتر عدد 6539.
[7]جاك غودي، الشّرق في الغرب، ترجمة: محمد الخولي، المنظّمة العربيّة للترجمة، 2008، ص.101- 166.
[8]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 1، دفتر، 10.
[9]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 1، دفتر، 11، وثيقة 44+ السلسلة التاريخيّة، صندوق، 3، ملف، 643، ملف فرعي، 58، وثيقة 31.
[10]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 618، وثيقة 67823.
[11] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 55، ملف، 610.
[12]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 620، وثيقة عدد 67929.
[13]شركة DAMBRICOURT FRERES هي شركة لصناعة الورق تأسّست سنة في شمال فرنسا1834. ينظر:
culture.gouv.fr/public/mistral/mersri_fr?ACTION=CHERCHER&FIELD_1=REF&VALUE_1=IA62000798
[14]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 620، وثيقة عدد 67929.
[15]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 620، وثيقة عدد 67904.
[16] search.ancestry.co.uk/cgi-bin/sse.
[17]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 620، وثيقة عدد 67904.
[18]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 56، ملف، 620، وثيقة عدد 67873.
[19] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 59، ملف 671، وثيقة 30.
[20]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 67.
[21]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 51.
[22]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 51.
[23]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 278، ملف 35.
[24]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 804، وثيقة 101.
[25]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 804، وثيقة 101.
[26]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 804، وثيقة 101.
[27]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 26.
[28]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 23.
[29]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698.
[30] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 798، وثيقة عدد 8.
[31] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 798.
[32] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف 698، وثيقة 51.
[33]Mohammad Yusuf Siddiq, “Tughra”, in, The encyclopaedia of Islam, Leiden- Brill, 2000, Volume 10, p.596- 598.
- محمد الحفيظ خبطة الحسني، “العلامة الطغرائيّة بين المغرب السعدي وتركيا العثمانيّة: دراسة تاريخيّة فنيّة”، مجلّة كلية الآداب والعلوم الانسانيّة، الربط، جامعة محمد الخامس، العدد 35، 2015، ص179- 212.
[34]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 1، ملف 11، وثيقة 14.
[35]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 60، ملف، 687.
[36]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 273، ملف، 54.
[37]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 61، ملف، 694، وثيقة عدد 20.
[38]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 58، ملف، 643، الملف الفرعي. 2، وثيقة عدد 10.
[39]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 61، ملف، 694، وثيقة 42.
[40]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 58، ملف، 643، الملف الفرعي. 2، وثيقة عدد 12.
[41] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 61، ملف، 694، وثيقة 42.
[42]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 58، ملف، 643، الملف الفرعي. 2، وثيقة عدد 19.
[43]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 58، ملف، 643، الملف الفرعي. 2، وثيقة عدد 30.
[44] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 240، ملف، 604، وثيقة عدد 41.
[45] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 240، ملف، 604، وثيقة عدد 41.
[46] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 62، ملف، 700، ملف فرعي. 7، وثيقة عدد 3.
[47]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 60، ملف، 687، وثيقة عدد 27.
[48]بيار بورديو، عن الدولة: دروس في الكوليج دو فرانس (1989- 1992)، ترجمة: نصير مروة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2016، ص. 505.
[49]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف، 693، وثيقة عدد 3+ 4.
[50]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 55، ملف، 603، الملف الفرعي. 1 وثيقة عدد 2.
[51] السلسلة التاريخيّة، صندوق، 1، ملف، 1-11، وثيقة عدد 16.
[52]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 273، ملف. 54.
[53]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 56، ملف. 621، وثيقة 67969.
[54]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 56، ملف. 622، وثيقة 68252.
[55]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 802، وثيقة 109.
[56]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 802، وثيقة عدد 1.
[57]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 803، وثيقة عدد 8.
[58]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 803، وثيقة عدد 109.
[59]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 803، وثيقة عدد 109.
[60]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 798، وثيقة عدد 17.
[61]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 799، وثيقة عدد 69.
[62]السلسلة التاريخيّة، صندوق، 66، ملف، 796، وثيقة عدد 17+ 21.
[63]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 58، ملف. 643، الملف الفرعي، 2، وثيقة عدد 77.
[64]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 1، ملف. 11، وثيقة عدد 3.
[65]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 56، ملف. 621، وثيقة 67940.
[66]السلسلة التاريخيّة، صندوق. 56، ملف. 621، وثيقة 67963.
[67] السلسلة التاريخيّة، صندوق. 66، ملف. 803، وثيقة عدد 318.
[68]إيفان جاسكل، “التاريخ المرئي”، ضمن: نظرات جديدة على الكتابة التاريخية، تحرير: بيتر بوركي، ترجمة وتقديم: قاسم عبده قاسم، المركز القومي للترجمة، 2010، الجزء الثاني، ص.255- 294.
[69] والترج أونج، الشفاهية والكتابيّة، ترجمة: حسن البنا عز الدين، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، سلسلة عالم المعرفة عدد 182، فيفري 1994، ص. 61.
[70]نفس المرجع، ص. 211.
[71]تيموثي ميتشل، استعمار مصر، ترجمة: بشير السباعي/ أحمد حسّان، مدارات للأبحاث والنشر، مصر، الطبعة الرابعة، 2016، ص 100
[72] جون لويس غاديس، المشهد التاريخي: كيف يرسم المؤرخون خريطة الماضي؟، ترجمة: شكري مجاهد، منتدى العلاقات العربية والدولية، الدوحة، 2016، ص 147.
[73]بيار بورديو، عن الدولة: دروس في الكوليج دو فرانس(1989- 1992)، ترجمة: نصير مروة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2016، ص.246.
[74] ماكس فيبر، الاقتصاد والمجتمع: الاقتصاد والأنظمة الاجتماعية والقوى المخلفات. السّيادة، ترجمة: محمد التركي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2015، ص. 214.
[75] نفس المرجع، ص.213- 216.