العربية في سيّاق التحدّيات السياسية الثقافوية: من ايديولوجيا السياسية إلى الثقافة الإمبريالية العالمية (لغة الخطاب الإعلامي أنموذجا)
In the contexte of the national political challenges: of political ideology to the global immigration culture ( language of the media speech)
د.نادية خــــــــاوة/ جامعة محمد الشريف مساعدية/ سوق أهراس ــ الجزائر
- Nadia khaoua University of Mohammed sharif Missadia/ Souk Ahras/ Algeria.
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 74 الصفحة 77.
الملخّص:
تندرج أهميّة هذه الورقة في سيّاق الدّفاع عن أطروحة اللغة العربية/العروبة إزاء واقع التحدّيات السياسية الثقافوية سواء الداخلية الإيديولوجية منها أو الخارجية الإمبريالية الساعية لخلخلة الدور الثقافي والحضاري والإنساني للعربية بإحلال اللغات العالمية الأخرى محلّها. ولذلك تتوسّل تلك الأطراف المتواطئة بالخطاب الإعلامي المُهيمن ثقافيا على الساحة السيّاسية وذلك بإعادة توجيهه إيديولوجيا لخدمة تلك الأهداف التدميرية، مُتّخذا من اللغة العربية غطاء ديماغوجيا لتسويغ تلك الأهداف والمخطّطات الثقافوية الإمبريالية في العالم.
Summary:
The importance of this paper falls within the context of defending the arabic language / Arabism thesis in relation to the reality of cultural and political challenges ; Either internal ideological or imperialist external . seeking to disrupt the cultural civilizational and human role of Arabic ; replacing it with other world languages . Therefore those conspiring parties are begging the culturally dominant media discourse in the political arena by redirecting it ideologically to serve those destructive goals; Using the Arabic language as a cover for demagogy to justify these imperialistic cultural goals and plans in the world.
key words:
thesis on the Arabic/Arabism, Ideological cultural discourse; Imperial cultural discourse, Ideology of Arab and wester European american media discourse, The demagogy of political discourse, Compound cultural identities, Cultural erasure and civilization alienation,Ethno-linguistic loyalties…etc
الكلمات المفتاحية:
أطروحة اللغة العربية/العروبة، الخطاب الثقافي السيّاسي الإيديولوجي، الخطاب الثقافوي الإمبريالي، إيديولوجيا الخطاب الإعلامي العربي والغربي الأوروــ أمريكي، ديماغوجيا الخطابات السيّاسية، الهويّات الثقافية المركّبة، المحو الثقافي والاستيلاب الحضاري الولآءات الإثنية اللغوية المحليّة…الخ.
تمهيد:
يعيش واقع اللغة العربية اليوم وضعا محرجّا جدّا، فهناك حملة واسعة تُصاحب حملة الثقافة الكونية للنيل من كلّ الثقافات الإنسانية ذات الجذور الحضارية المتأصّلة، وتأتي في مقدّمتها الثقافة العربية الإسلامية التي تتوسّل دوما بالعامل اللغّوي، ولذلك تسعى لترسيخ الوهم القائل بأنّ العربية مُفارقة لواقعها السوسيوــ ثقافي والإنساني، ولا تتلاءم وبرامج الحياة اليومية، ممّا يؤكد وجوب إهمالها. لتلقى ــ من ثمة ــ المصير ذاته الذي لاقته اللغة اللآتينية التي انحلّت وذابت في لهجات محليّة تتطور في لغات قائمة بذاتها. لذلك ما انفكّ واقع اللغة العربية يتقلّص ويتراجع تدريجيا إزاء ظاهرة هيمنة الخطابات السيّاسية الإعلامية المسموعة منها والمرئية، التي ما فتئت تزرع الوهم وتؤسّسه؛ لأنّه باللغة تُغزى وتُكتسح قلاع الهوّيات الثقافية المتعدّدة، وذلك بخلخلتها وإرباكها من الداخل ومن ثمة محاولات نسفها.
من هذا المنطلق تندرج أهميّة هذه الورقة في سيّاق الدّفاع عن أطروحة اللغة العربية إزاء واقع التحدّيات السياسية الثقافوية، سواء الداخلية الإيديولوجية منها أو الخارجية الإمبريالية الساعية لخلخلة الدور الثقافي والحضاري والإنساني للغة العربية بإحلال اللغات العالمية الأخرى محلّها. ولذلك تتوسّل تلك الأطراف المتواطئة بالخطاب الإعلامي المُهيمن سياسيا على الساحة الثقافية، وذلك بإعادة توجيهه إيديولوجيا لخدمة تلك الأهداف التدميرية، مُتّخذا من اللغة العربية غطاء ديماغوجيا لتسويغ تلك الأهداف والمخطّطات الثقافوية الإمبريالية العالمية.
بهذا تستمد أطروحة اللغة العربية أهميتها الثقافية والحضارية مّما يشهده الراهن العربي الإسلامي والغربي اليهوــ ميسحي من تحيزات وتأقطبات إيديولوجية سيّاسية وسوسوــ اقتصادية ما بين أصحاب القرار في العالم؛ حيث بات من الضروري ـــ والحال هذه ـــ إعادة صِياغة مفهوم جديد “للعروبة” على ضوء ما يحدث في الساحة العالمية من تغييرات مُربكة وجذرية محكومة بمنطق علاقات القوى المتصارعة؛ لأنّ اللغة العربية في السّياقات التي تُستعمل فيها اليوم تعني في ظاهرها أمرًا واحدا بسيطًا وهو: التواصل أو التفكير باللّسان العربي، لكن في واقع الأمر فالمصطلح في أحد جوانبه ليست له دلالة واقعية، كما أنّه من جانب ثانٍ لا يزيد عن كونه بطاقة إيديولوجية سياسية تُستعمل في سيّاق المصالح المشتركة وهو من جانب ثالث اسم يتجاوز الحدّود الدنيا في الإشارة إلى لغة الدين الإسلامي باعتبارها لسان حال هوّيته الثقافية، ممّا يُؤكّد أن المفهوم السيّاسي للعروبة بلغ من الانقسام والتنوّع ما يصعب ردّه إلى المعنى الواحد.
وبناء على هذا سأركّز مداخلتي على نقطتين أساسيتين هما: مقولة الإسلام ومقولة العروبة في الخطابات الإعلامية، باعتبارهما لسان حال الهويّة الثقافية لمختلف الخطابات السياسية في البلدان العربية المسلمة؛ لأنّه لا مجال ــ أبدا ـــ للحديث عن الرّهانات التحديثية والإصلاحية لتلك الخطابات بمعزل عن مناقشة سيّاق الهوّية المركّبة، والتي ستتحدّد بموجبها مختلف الأدوار الحضارية لأطروحة العروبة/التعريب.
أ ــ مقولة الإسلام في الخطاب الإعلامي وإيديولوجيا الثقافة السيّاسة:
يتوجّب علينا قبل المطالبة بتحديد مفهــوم سياسي إجرائي للعروبة وتفعيلها على ضوء التحـوّلات والتحدّيات الثقافية والحضارية الكبرى في العالم، وتأثير كلّ ذلـــك علــــى المسألة الثقافية عموما، أن نقف على مختلف المرجعيّات الأبستمولوجيا للغة العربية، التي يأتي في مقدّمتها الإسلام كهوّية حضارية لتلك اللغة؛ لأنّ واقع الإسلام اليوم يشهد من التشظّي والتنوّع ما يدعونا للقول بأنّه: يُوجد إسلامان؛ فالإسلام منفجر من داخله، بحيث يستندُ الإسلام الأول إلى مجموعة من الأحكام والقوانين التشريعية الشرّعية التي تنظّم العلاقات السوسيوــ ثقافية، وهذا الإسلام لم يمّر حتما بنفس التاريخ[1] الذي مرّ به الإسلام الثاني الإيديولوجي السيّاسي. وعليه سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن هذه المواد الثقافية والكيانات التي تحدّدها هي ثوابت سوسيولوجية أو سياسية.
إن الحديث عن أزمة الخطاب السيّاسي اليوم مرتبطة بالحديث عن مقولة الإسلام الذي ترافعت به غالبية الدول العربية غداة استقلالها كهويّة سياسية للدولة الحديثة، وذلك بموجب نص المادة الأولى من دساتيرها القانونية: الإسلام دين الدولة والعربية لغتها[2]؛ حيث توضّح مختلف المواقف الإيديولوجية السياسية العربية، والمدعومة بمفاهيم لآهوتية إسلامية رجعية من جهة، وبتمثّلات الآخر الثقافي الإمبريالي في نظرته للإسلام والمسلمين من جهة أخرى أنّ واقع الإسلام في عالمنا العربي، والذي بوجبه يُحدّد هوّية المواطن العربي ككائن ثقافي إنما يرتبط باستراتيجية عمل الخطابات الإعلامية الأوروــ أمريكية إزاء الإسلام والمسلمين بحيث يتحرّك العالم بـ”اتجاه عمليات تحوّل واستقطاب جديدة (…) بزخم يُعادل ــ إن لم يكن يتجاوزــ بدايات الثمانيات، عندما تعالى الحديث عن الإسلام السيّاسي والمتطرّفين الإسلاميين بلهجة تحريضية، تستهدف الإسلام بشكّل عامّ”[3] قبل أن تستهدف المسلمين مثلما يوضّح الباحث (أحمد يوسف)، بحيث تمّ رفع شعار التخويف من الظاهرة الإسلامية وانتشارها في العالم.
وإذا ما حاولنا نزع الغطاء الثقافي الإمبريالي عن الظاهرة الإسلامية في ذلك الخطاب الإعلامي، سنتبيّن بأن المعسكر الأمريكي هو المسؤول عمّا يرّوج إيديولوجيًا عن الإسلام بالخارج والداخل معا؛ بحيث يفتــّر الوضع عن أنماط من علاقات المصالح والامتيازات لبعض الأطراف المتواطئة والتي تُحسبُ على مستقبل الإسلام مثلما تشرح الباحثة المغربية (فاطمة المرنيسي) بقولها: “الصورة الوحيدة التي تقدّمها وسائط الإعلام الأمريكية الجبّارة اليوم عن الإسلام هي صورة […] تنتمي إلى العصور الغابرة؛ حيث الإنسان المسلم شخص أصوليّ مجرّد من المبادئ الأخلاقية، معدوم الثقافة ومتعطّش للدّم وكاره للنّساء، وإرهابي حانق وسياسي محمّل بالقنابل والمسدّسات!”[4] وبالتالي سيركّز جلّ طاقته العدوانية ــ طبعًا ــ إزاء طرف وحيد هو أمريكا ومواطنيها المروّجين للسّلام في العالم!؟
وبقدر ما تُصرّ الكاتبة (فاطمة المرنيسي) على تعرّية زيف الخطابات الإعلامية الأمريكية بشأن ترويج تلك الصور المُزيفة عن الإسلام في الغرب، ومن ثمة ومحاولات تجذيرها ثقافيا، فإنها تكشف خلفيات العِداء السيّاسي الثقافي الذي تعود أصوله إلى أحداث الانقلاب العسكري بإيران (لآية الله الخُميني) على نظام (الشّاه) خلال عقد السبعينات، وما افتَّر عن ذلك الوضع من تأزم في العلاقات العامّة التي انتهت بخطف خمسين رهينة أمريكية بسفارة أمريكا بطهران؛ ممّا أدّى إلى تأليب المواقف العِدائية للإسلام في مجمل الخطابات الإعلامية السائدة[5]، ليتحوّل نسقا عدائيا ثقافيا يترددّ في مختلف الخطابات الإسرائيلية، وليغدو لازمة صُحفية صريحة تنشر ثقافة الرُّهاب من الإسلام تحت شعار الإسلاموفوبيا/islamophobie؛ والذي يعني”النظرة إلى الإسلام بصفته كتلة أُحادية لا تقبل التغيير، مقطوعة عن الثقافات الأخرى، تقوم على أفكار همجيّة لا عقلانية وبُدائية، تُـــفضي إلى العنف والإرهاب”[6]. وهو الأمر الذي جعل مفهوم الإسلام يتطابق مع مفهوم الظاهرة الأصولية في كلّ أبعادها وتجليّاتها.
هكذا إذا يتكشّف السياق الثقافي العربي عن وجود نمطين للظاهرة الإسلاموية: “إسلام الدولة السيّاسية” الحائلة دون استنبات قيِّم التحديث والتطوّر، و”إسلام المعارضة السيّاسية/النزعة الأصولية” الممثلة في خطاب الجماعات الإسلاموية المتطرّفة، والساعية إلى السّلطة[7] بمنطق العنف واستغلال شنيع للمقدّس والمتاجرة به ثقافيا. وعليه فمقولة الإسلام اليوم تستمد مقوّماتها من مصدرين هاميِّن هما: أوّلا التلاعب السيّاسي بالمقدّس، و ثانيا اتخاذه غطاء إيديولوجيا لتبرير مختلف المصالح السياسية بالداخل والخارج معا.
وبالتالي يكشف منطق العنف الإعلامي الأوروــ أمريكي إزاء الإسلام عن نمط من العنف السيكولوجي للغرب المتأمّرك من الأمّة الإسلامية عموما؛ والذي تعود جذوره إلى ذلك المكبوت اللآواعي في الذاكرة الثقافية اليهودــ مسيحية؛ حيث ظهور الإسلام كان على حساب دحض الديانتين المسيحية واليهودية، المحتكرتين للمعرفة الدينية آنذاك ممّا دفعهم إلى محاربة الرسول(ص) باعتباره مغتصبا لإرثهم المعرفي والثقافي[8]، بما يُبرّر طبيعة المواقف الإعلامية التي تصرُّ على إعادة بعث تلك الذاكرة التاريخية ثقافيا لتكون مرجعية إبستمولوجية للغرب الرائد، وذلك بإسقاط كلّ عُقد النقص والدونية على الإسلام وتصويره بجملة من النعوت البُدائية الوحشية المفُرغة من قيِّمها الروحية والأخلاقية، “بما يُفترض أن (الإسلام) الذي يتحدّثون عنه شيء حقيقي ثابت، له وجود واقعي في المكان”[9] مثلما يؤكّد (إدوارد سعيد)، والذي تصادف أن وُجد فيه بتـــرولهم كمصدر هامّ للنفوذ والثروة في العالم. وهو موقف ينمُّ عن شعور بالعنّة الثقافية والخِصَاء الفكري إزاء الإسلام الحضاري، المُشبّع بمختلف القيّم الثقافية التعدّدية المؤصّلة لثقافة السّلام والمساواة والديمقراطية في العالم.
لذلك تسعى مختلف الخطابات الإعلامية الغربية بمختلف آلياتها ووسائطها التعبيرية إلى تشويه هذه الصورة الحضارية للإسلام، ممّا يوضّح لدينا لماذا وُضعت إشكالية (مستقبل الإسلام السيّاسي) في أمريكا على رأس قائمة الملفات الأكثر خطرًا والواجب مناقشتها سريعا لأنّ “ربط الولايات المتحدة الإسلام بالإرهاب، ووصفه بأنه يهدّد استقرار أمنها، وأمن الأنظمة العربية الموالية للغرب عموما، ومن ثمة مطالبتها بقيام تنسيق دولي لمواجهة الأصولية الإسلامية واحتوائها[…] إنما تأتي كصدى لمقولة: الإسلام هو الخطر المشترك”[10] الذي لا تنفكّ أجهزة الإعلام الأمريكية تُرددّه منذ أعوام.
ب ــ ظاهرة العروبة على ضوء التأقطبات السيّاسية الثقافوية المعاصرة:
لا يستقيم أيّ حديث عن الهويّة الثقافية للإسلام بدون الحديث ـــ لزامًا ـــ عن معطى “العروبة الثقافي“، وذلك لأنّ اللغة لسان حال الهويّة في أي مجتمع إنساني بناءً على القول المشهور: «تحدّث حتى أراك”، فجُعلت اللغة سمة للتواصل السمعي والبصري ما بين الأفراد والجماعات. وإذا ما اعتبرت اللغة لسان حال الهوّية فإنّها أسبق وجودًا من الهوّية مثلما بيَّن الفيلسوف الألماني (مارتن هايدجر): “إنّ اللغة منزل الوجود، واللغة تُوجد أولاًّ ثم يسكن فيها الوجود[11]، أيّ أن وجود أيّ أمّة لا يتحقّق إلاّ باللغة.
* اللغة العربية بين أوهام الوّحدة وثقافة التنوّع:
وبما أن اللغة لسان حال الهوّية الثقافية المركّبة فإنها تكتسي أيضا صِبغة تعددية ثقافية وحضارية وإنسانية، لذلك لابدّ من المطالبة بإعادة صِياغة مفهمة جديدة “للعروبة” في ظلّ ما يشهده عالمنا من تغييرات جذرية ومربكة، تأتي في مقدّمتها محاولات ذلك الاستقطاب الثقافي الإمبريالي لمعطى الهوّية الإسلامية التعدّدية، ممّا يجعل الإلحاح على تقديم مفهوم مُغاير لـ”العروبة” مسألة مصيرية، تتحدّد بموجبها مواقع المواطنين في حياتهم السوسيوــ ثقافية ومن ثمة تتّضح هوّياتهم السيّاسية.
ومن هذا المنطلق سنفتح مساءلة جادّة للسيّاق الثقافي العربي المعاصر، لمناقشة ما آلت إليه ظاهرة “العروبة” في العديد من البلدان العربية المترافعة بشعار:”الإسلام دين الدولة الحديثة واللغة العربية لسانها”؛ بحيث لم تسلم اللغة هنا من مخططات التواطؤ الإيديولوجي ما بين أطراف الصّراع. وينعكس الوضع جليّا على مستوى النطق باللغة العربية وآليات التفكير بها ثقافيا، والتي تحوّلت لدى البعض سلاحا للتفاوض من أجل الامتيازات والمصالح رافعين شعار التعريب كنوع من الاحتماء بالهويّة”[12]، لكن في بُعدها الديني اللآهوتي المتطرّف؟!
وأبرز مثال على ذلك أن بعض الحكومات العربية سارعت لادّعاء العروبة بعد الحرب العالمية الثانية، رغم أنه لم يسبق لها واعتبرت نفسها دولا عربية من قبل! وفي مقدمتها دولة (مصر)الشقيقة؛ حيث كان المصريون طيلة سنوات فخورين بانتمائهم للعرق الفرعوني مؤكدين مدى اختلافهم وتمايزهم عن بقية إخوانهم العرب، لكن بعد انعكاس نتائج حرب الخليج على واقع العلاقات السيّاسية والسوسيوــ اقتصادية في العالم، صار”مطلب العروبة” من أهمّ الحلول الثقافية والحضارية[13] في العالم العربي للخروج من الأزمة بأقلّ الخسائر الممكنة!
لقد أرجع الباحث (دانيال لارني/ Daniel Larne) عوائق التحديث (وفي مقدّمتها تطوير أدوار اللغة العربية ثقافيا) في المجتمعات العربية إلى تضخّم المسألة العِرقية، التي “يُعبَّرُ عنها سياسيًا بالتطرّف القومي، وسيكولوجيا بكراهية الأجانب والخوف منهم”[14]. والذي يُعتبر منتهى التضليل الثقافي الإمبريالي لتشويه مفهوم “العروبة”؛ بحيث تصبح اللغة العربية “أحد الروابط التي تجمع العرب، كما كانت في الماضي أحد أهم العوامل للدفّاع عن الذات. ومن هنا تكتسب العربية في المرحلة الجديدة مزيّة كبيرة وهامّة يجب العمل الجادّ عليها، بُغية تطويرها وإغنائها لأنها عنصرا هامّا في بلورة وعي جديد وعلاقات إنسانية جديدة”[15].
ولكن بالرّغم من حاجة عالمنا العربي للتحديث، إلاّ أنه لا يزال متمسّكا “بمفهوم العروبة” كشعار إيديولوجي سياسي لآهوتي، أكثر من اعتبارها مطلبًا ثقافيا وحضاريا وإنسانيا وكونيا شاملا، بإمكانه ــ لو تطوّر فعلا ــ أن يسهم في بناء وحدة عربية حقيقية، رغم تجذّر ظاهرة الولآءات الإثنية المحلية، التي تمارسها بعض الأقليات ضدًا على ثقافة الولاء العِرقي والديني؛ مثل ( الموارنة/ لبنان، الدروز/ سوريا، الأكراد/ العراق، الآرمن/ تركيا الأمازيغ/ المغرب والجزائر… وغيرها)، والتي اعتبرها الناقد( حليم بركات) أهم الاستراتيجيات الاستعمارية لنشر الاختلافات الطائفية بين الأقليّات المضطهدة، ممّا جعلها أكبر عائق يُهّدد مستقبل الوحدة العربية فيقول: “تتنوّع الثقافات الفرعية في المجتمع العربي حسب أساليب المعيشة، والانتماءات الاجتماعية، والطبقية، والإقليمية متمثلة بشكل خاصّ بالتباين في حياة البادية والقرية والمدينة […] وهو ما نجده قائمًا على علاقات التناقض وعلاقات التحيِّز”[16]، المبنيّة على نزعات التعصب والتطرّف وسوء الفهم.
إذن تتجسّد أخطر عوائق التوحّد/الوحدة العربية في عدم الاهتمام بإشكالية التعدّد الإثني وإدراجها على رأس قائمة المطالب السياسية الملحّة في عالمنا اليوم، وهو ما يرتبط بتغلغل ظاهرة الولآءات القبلية والعشائرية المجذّرة لأنساق عصبيِّة وتراتبية ما بين التشكيّلات المجتمعية في بعض الأقطار العربية مثلما يحدث اليوم في المجتمعات الخليجية؛ التي تترافع بشعارات الوحدة العربية والهوّية الإسلامية لكنها تقدم صورة مشوّهة عن ذاتها، قوامها علاقات المنفعة وتبادل المصالح المشتركة مثلما أوضحته حرب الخليج، التي حسرت الغطاء الإيديولوجي الثقافوي عن طبيعة المواقف بين العرب، مثلما توضّح (فاطمة المرنيسي): “فأمير الكويت وملك السعودية المتربعّان فوق المكامن البترولية كان بإمكانهما تغيير موازين القوى لو وُضعت في خدمة الأمّة العربية المتوحّدة، إن السيّد بوش[…] دفع الكويتيين والسعوديين لأول مرة عبر التلفاز لعرض تلك المبالغ المالية التي كانوا يدفعونها لمختلف الدول الغربية والأمريكية”[17]، ممّا يؤكد وهمية شعارات العروبة والأسلمة التي يدّعونها!؟
وبالتالي فالحكّام الخليجيون لم يحرصوا أبدا على استثمار علاقات ثقافة البتروــ دولار الشرق ـــ أوسطية لخدمة مصالح الشعوب العربية المستضعفة (مثل تطوير مفاهيم جديدة لقيّم العروبة الثقافية التي ستسهّل قيّام مشروع وحدة عربية حقيقية)، بقدر ما سارعوا لتلبية مصالحهم الشخصيّة سواء في الداخل أو في الخارج كما يُوضّح (إدوارد سعيد) بقوله: “أعتقد أن حربًا كهذه كان يمكن أن تُخاض وأن يُموِّلها عرب ضدّ عرب آخرين، مع رفض قاطع للمفاوضات[…] كانت حربًا ذات علاقة بانخفاض أسعار النفط، والعرب وحدهم لديهم نفط رخيص […] ما من دولة أخرى في العالم معرّفة كما تُعرف السعودية؛ أي دولة آل سعود إنهم يملكون البلد فعليًا”[18]. لذلك تعكس طبيعة المواقف والعلاقات السائدة ثقافيًا ـــ غداة هذه الحرب ـــ الوضع الحقيقي لما آلت إليه “ظاهرة العروبة” في عالمنا الإسلامي!
هكذا إذا أصبح مطلب العروبة ــ والحال تلك ـــ غير كاف للّم شمل الأمة العربية المتفرّقة، خصوصًا في ظلّ ما يعيشه العالم العربي من تعددّيات عِرقيـــة، وإثنيـــة، ودينية وعقدية، وجنّسية… الخ، وهو الأمر الذي جعل البنية التحتية للعالم العربي متعدّدة ثقافيا وأصبح من الصعب إرجاعها إلى الوحدة بالمعنى الإسلامي اللآهوتي المتزمّت! لذلك فــــاللغة كما يوضّح (عبد الرحمن منيف) “لا تكفي وحدها لإثبات وجود الأمّة؛ لكن اللغة في حالات معيّنة لا تقتصر على كونها وسيلة للتفاهم والتعبير، لأنها تتجاوز ذلك كثيرًا”[19].
وبناء عليه فمطلب إعادة صِياغة مفهوم جديد للعروبة سيُصبح ضروريًا إنّ لم يكن مُلحّا في مثل هذا السيّاق الثقافوي المتأزّم، خصوصا بعدما تجاوزت اللغة العربية أدوارها التواصلية لتغدو لغة للديّن وللثقافة وللمناخ الإنساني المشترك؛ مّما جعل محاولات الضغط عليها أشدّ وأخطر من ذي قبل، لاستعمالها كسلاح إيديولوجي سيّاسي واقتصادي لعقد صفقات المصالح مثلما أبرزته حرب الخليج كما يوضّح (إدوارد سعيد) بقوله: “إنّ الوطنية الدينية قويّة إلى أبعد الحدود؛ أقصد (وطنية الإسلام) في أماكن مثل إيران والجزائر حاليًا والأردن ــ والوطنية اليهودية، الممثّلة أيضا بالنظام اليميني المهيمن على الحياة الإسرائيلية في السنوات العشرين الأخيرة ــ وكذلك الوطنية المسيحية الأصولية في لبنان، إذًا نحن مختلفون، نحن لسنا حركة دينية، بل نحن حركة وطنية من أجل حقوق ديمقراطية”[20]، لذلك يتوجّب علينا جميعا التفكّر بشأن خلق ثقافة عربية مشتركة؛ قوامها الاختلاف والتعددّ لا التوّحد المؤدّي إلى التنميط والاختزال وعمومية التفكير وانغلاقه ورجّعيته.
* مطلب العروبة/التعريب في ظّل الهيمنة الثقافية الإمبريالية:
بما أنّ “العروبة” لم تعد اليوم مقوما أساسيا للوحدة العربية ما بين الأشقّاء العرب نتيجة للوضع السياسي والاقتصادي الممزّق بفعل قوى الهيمنة الغربية من جهة، وحلول اللآهوت الديني المتزمّت محلّ الفهم الصحيح للدين من جهة أخرى، فقد افترّ الوضع عن تقليص حدّة المطالب الأساسية كــمطلب “الوحدة”، و”التقوّم”، و”العروبة”، والتي لم تعد مطالب إسلامية أصيلة بقدر ما أصبحت مطالب إيديولوجية سيّاسوية؛ بحيث حلّ مطلب “التطهّير العرقي” محل الإصرار على الوحدة والتقوّم، كلما يتجلّى في لبنان وتركيا حاليا، ممّا يؤكد أن العالم العربي قد تعدّد وتنوع في مختلف بُناه الثقافية، وأصبحت المجموعات العربية تُقاتل بعضها بعضًا بذريعة الاختلاف والتعدّدية، التي كان من الممكن استغلالها لتحقيق هوّية ثقافية عربية إسلامية شاملة قوامها التعدّد والتنوّع والاختلاف.
ومن هذا المنطلق سيُصبح لمسألة العروبة بعدان: بعد ثقافوي (العروبة على مستوى الهوّية الشخصية: ماذا يعني أن تكون فردًا عربيًا؟)، وبعد إيديولوجي سيّاسي: ماذا يعني أن تكون عربيًا تنتمي إلى الدولة السيّاسية العربية؟). وهو الذي سيغدو عائقا حقيقيا أمام تأصيل دعائم الوحدة العربية، والحائلة دون تطوير إمكانيات التعريب/تفعيل أدوار اللغة العربية التي قيَّض لها الله ــ من دون سائر اللغات في العالم ـــ البقاء والاستمرار بموجب النصية القرآنية مثلما يشرح المفكر المغربي (عبد الكبير الخطيبي) بقوله: “يُلحُّ القرآن على أن الوحي نزل باللغة العربية؛ إذ هي اللغة المصطفاة التي يُنتظر منها الانتشار الكامل عبر أصقاع العالم باعتبارها تضامنًا هيكليًا بين وحدانية الله و وحّدة اللغة”[21]، وذلك من منطلق أن أهّم القضايا اللغوية ــ التي من الممكن مناقشتها ــ تمّ تهميشها حتى الآن، وخاصّة ما يتّصل بمطلب تبسيط الكتابة باللغة العربية، لإدراجها في الثورة الرقمية العولمية.
لذلك يُزيح (إدوارد سعيد) الغطاء الإيديولوجي عن أسباب الهلع والخوف الثقافيين من فكرة تطوير العربية وتعميمها في العالم؛ لأنّها قادرة فعلا على تعريّة مختلف الخطابات السيّاسوية، التي تستمد شرعيّتها بتغييب فعلّي للوعي الجماهيري، تحت غطاء التظاهر ثقافيا بالشعارات اللآهوتية المدعومة غطاء إبستيمّيا باللغة العربية!؟
* اللغة العربية كغطاء إيديولوجي سّياسي في الخطاب الإعلامي:
بناء على كلّ ما تقدّم ذكره تُصبح اللغة العربية لسان حال المواقف السيّاسوية المتواطئة ثقافيا لخدمة المصالح والامتيازات المشتركة؛ بحيث يتمّ توظيفها إعلاميا كشعار سياسي ديماغوجي أكثر من كونها شعارا أخلاقيا وإنسانيا شاملا مثلما أوضحته الخطابات الإعلامية السائدة، وسأمثّل على ذلك ببعض السيّاقات الثقافية لحرب الخليج، أو أحداث انهيار برج التجارة العالمي بواشنطن، أو نتائج ثورات الربيع العربي الأخيرة… وغيرها من الأحداث التي هّزت العالم ثقافيا؛ بحيث تمّ التذّرع باللغة العربية (بتوظيف أساليبها البلاغية لتسويغ طبيعة المواقف الإيديولوجية المختلفة)، كما تشرح لنا الباحثة (فاطمة المرنيسي) بقولها: “لم تقم الذاكرة القرآنية والمقدّس الدليل ـــ أبدًا ـــ بهذه الضخامة لقدرتهّما ولتشابكهما الخفّي إلاّ أثناء حرب الخليج، حيث كانت كلّ مفردات الصحافة والشّعارات الشعبية تغرف من هذا السّجل”[22] التاريخي الذي لم ينضب أبدا، وتحوّلت اللغة العربية جرّاء ذلك إلى حلبة للصراع والتراشق بالتهّم والشتائم ما بين الأطراف في الداخل والخارج على السّواء.
وتضرب لنا مثالا على ذلك بلغة الرئيس الأمريكي (جورج بوش)، التي خلقت كثيرًا من التوّتر والغموض في الأوساط الشعبية العربية، وهو يترافع مزهوًّا بنجاعة تمثّلاته البلاغية العربية عبر مختلف الوسائط الإعلامية بقوله:”My God Blesse The United States Of America/ ليبارك الربّ الولايات المتحّدة الأمريكية”[23]، ممّا دفع بالجماهير العربية يومها للتساؤل مندهشة: هل للأمريكان ــ أيضًا ــ ربّ يحميهم؟!
بحيث يتظافر العنف الإعلامي المصدّر عبر مختلف القنوات الفضائية ـــ المتنافسة في بثّه والعمل بيه سيكولوجيا لنشر الهلع في قلوب المُشاهدين ـــ بقسوة منطق العنف اللّغوي الدوغماطيقي الذي يتوسّل به السيّد (بوش)، لترسيخ منطق ذلك الرّعب في مختلف الذهنيات العربية إزاء المعسكر الأمريكي؛ وذلك لأنّه استمدّ ديناميكية لغته الترهيبية من عمق اللآهوت الإسلامي المتطرّف، واتّخاذه غطاء ميتافيزيقيا للغة العربية؛ حيث إحيّاء لفظة “الطاغية” من الذاكرة الإسلامية تُعيد بعث قصة النبّي (موسى) مع فرعون في النص القرآني؛ وفجأة تتــنزّل صورة (بوش) منزلة (فرعون) ثقافيا، ويكتسب الطاغية الأمريكي الجديد كل المؤثرات الدلالية من الذاكرة الإسلامية، ولعلّ ذلك ما تفنّنت في تصويره مختلف وسائل الإعلام العربي على شكل رسوم كاريكاتورية ساخرة: “أنا جورج بوش، أنا ربّكم الأعلى”!
وإذا ما كان (بوش) قد نال حظوة أن يشّبه بفرعون، فقد كان نصيب بعض السّاسة العرب من ذلك أقل شأنًا؛ بحيث رُفعت شعارات الإدانة للنظامين الكويتي والسعودي المتواطئين مع أمريكا، كعبارة “الحمار[… ] التي تتناغم مع الدولار”[24].
وقريب من هذا السيّاق ما عاشته الساحة الثقافية غداة انقلاب (آية الله الخميني) على حكم (الشاه) بإيران؛ حيث استطاع باستغلال لغة المقدّس الإسلامي اللآهوتي تهييج الموجه الأصولية بالمنطقة لتبرير منطق المعارضة والعنف مثلما توضّح الكاتبة (فاطمة المرنيسي): “من هنا تأتي أهمية التألف مع كلمات اللغة العربية الرّمزية، والمشاهد الأساسية والمفاهيم المحورية المحمّلة بالوجدان والانفعال، والتي عمرها خمسة عشر قرنًا، يُوقظها ويُحييها المحتجّون؛ فينتمي إليها حّق وباطل!”[25]. بل وتضيف موضّحة أيضا: “كلمة الطاغية تحتل مكانة بارزة في لغة المعارضة الإسلامية الحديثة، إنها الشتيمة المفضلة لديهم؛ الشتيمة التي يصبّونها على رؤوس زعماء الدول الإسلاميـة”[26] المترافعة بعروبتها ظاهريا.
وإذا أردنا التمثيل الثقافي عمّا يدور في الساحة الإعلامية الأوروــ أمريكية غداة أحداث حرب الخليج، فقد سارعت مختلف الأنظمة الإمبريالية لإعلان حالة من الاستنفار العامّ مثلما يوضّح (إدوارد سعيد) قائلا:” لقد صُوّر صدام شيطانًا، العراق من نواحٍ عديدة هو المركز الثقافي للعام العربي، لكن شاشات التلفزيون لم تعلمنا بذلك!”[27].
وبناء على كلّ ما تقدّم نخلص إلى القول بأن هذه الحرب لم تكن أبدا حربا سياسيّة، وإنّما كانت حربا ضدّ الثقافة واللغة والدين؛ بحيث عملت على تقزيم معطى “العروبة” الثقافي في الإسلام، ممّا يفضح ألاعيب أولئك الذين يصبحون خُدّامًا للسّلطة، وبدلاً من أن يطلقوا الدعاوى ضدّ الأعداء الرّسميين إعلاميًا، نلاحظهم يستعملون المفردات اللّغوية المنمّقة ـــ كما يؤّكد (إدوارد سعيد) ـــ “ويستعملوا العبارات الملطّفة، ويبتكروا على نطاق واسع أنظمة كاملة من اللغة […] التي يُمكنها إخفاء حقيقة ما يجري باسم النفعية المؤسّساتية”[28] أو باسم الشّرف القومي.
مراجع الدراسة:
المراجع المترجمة:
1 ــ عبد الكبير الخطيبي: المغرب العربي و قضايا الحداثة/ منشورات دار الجمل/ترجمة: محمد بنيس/ط1/ عام 2009م.
2 ـــ إدوارد سعيد: صوّر المثقف/تر:غسّان غصن/مراجعة: منى أنيس/دار النهار للنشرــ لبنان/عام 1994م
3 ـــ إدوارد سعيد: تغطية الإسلام (كيف تتحكّم أجهزة الإعلام ويتحكّم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم)/ ترجمة: محمد عنّاني/ منشورات دار رؤية للنشر والتوزيع ـــ القاهرة/ط1/ عام 2005م.
4ـــ إدوارد سعيد: السّلطة والسّياسة والثقافة/تر: نائلة قلقيلي حجازي/مراجعة: غاوري فسوا ناثان/دار الآداب ـــ بيروت لبنان/ط1/ عام2008م.
5ـــ فاطمة المرنيسي: الخوف من الحداثة (الإسلام والديمقراطية)/ تر: محمد دبيّات/ دار الباحث ــ سوريا /ط1/1994م
6ـــ فاطمة المرنيسي: الحريم السيّاسي (النبّي والنّساء)/ تر: عبد الهادي عباس/دار الحصاد للنشر والتوزيع ــ سوريا/عام1991م
المراجع العربية:
1ــ أحمد يوسف: مستقبل الإسلام السيّاسي ( وجهات نظر أمريكية)/ المركز الثقافي العربي ــ المغرب/ ط1/2001 م.
2ـــ عبد الرحمان منيف: الديمقراطية أولاً…الديمقراطية دائمًا/المؤسسة العربية للدراسات والنشرــ لبنان/ط6 2014م
3ـــ مراد الضّويوي: أنثربولوجيا المصطلح في الثقافة العربية الإسلامية/منشورات دار سحر للمعرفة ـــ تونس/2014 م.
4 ـــ مجموعة مؤلفين: اللغة والهوية في الوطن العربي (إشكاليات تاريخية وثقافية وسياسية)/المركز العربي الأبحاث ودراسة السيّاسات ــ قطر/ط1/2013م
المراجع الإنجليزية:
11 -Fatima Marnissi: Beyond the veil( male-female dynamic in Muslim societies) London. saqi books/1985
[1]– عبد الكبير الخطيبي: المغرب العربي و قضايا الحداثة. ص52
Fatima Marnissi: Beyond the veil( male-female dynamic,,,/p;19ــ [2]
[3]ـــ أحمد يوسف: مستقبل الإسلام السيّاسي ( وجهات نظر أمريكية)/ المركز الثقافي العربي ــ المغرب/ ط1/2001 م. ص11
[4] -Fatima Marnissi: Beyond the veil( male-female dynamics…)/ p:19
[5]ـــ فاطمة المرنيسي: الخوف من الحداثة (الإسلام والديمقراطية). ص110.109
[6]ـــ مراد الضّويوي: أنثربولوجيا المصطلح في الثقافة العربية الإسلامية/منشورات دار سحر للمعرفة ـــ تونس/2014 م. ص54
[7] ـــ فاطمة المرنيسي: الخوف من الحداثة (الإسلام والديمقراطية).ص95
[8]– فاطمة المرنيسي: الحريم السيّاسي (النبيّ والنّساء). ص من 89 إلى 98
[9]– إدوارد سعيد: تغطية الإسلام. ص30
[10]-أحمد يوسف: مستقبل الإسلام السيّاسي (وجهات نظر أمريكية).ص16
[11]– مجموعة مؤلفين: اللغة والهوّية في الوطن العربي.ص187
[12]– مجموعة مؤلفين: اللغة والهوّية في الوطن العربي. ص187
[13]– Fatima Mernissi: Beyond the veil( male-female dynamics in…)/P45:
[14]– Fatima Mernissi: Beyond the veil( male-female dynamics in…) /p:45
[15]‑Ibid/ 45:
[16]-حليم بركات: بنية المجتمع العربي المعاصر.ص53
[17]-فاطمة المرنيسي: الخوف من الحداثة (الإسلام والديمقراطية). ص155.154
[18]-إدوارد سعيد: السّلطة والسيّاسة والثقافة. ص255.254
[19]– عبد الرحمان منيف: الديمقراطية أولاً… الديمقراطية دائمًا. ص65.64
[20]-إدوارد سعيد: السّلطة والسيّاسة والثقافة. ص275
[21]-عبد الكبير الخطيبي: المغرب العربي وقضايا الحداثة.ص321
[22]-فاطمة المرنيسي: الخوف من الحداثة (الإسلام والديمقراطية).ص138
[23]– المصدر نفسه.ص133
[24]– فاطمة المرنيسي: الخوف من الحداثة (الإسلام والديمقراطية)..ص138
[25]– المصدر نفسه.ص109
[26]-المصدر نفسه.ص137
[27]– إدوارد سعيد: السّلطة والسيّاسة والثقافة. ص256.255
[28]– إدوارد سعيد: صور المثقف/تر: غسان غصن/دار النهار للنشرــ بيروت/عام1994م. ص24