الإدمان على الانترنت وتأثيره في هويّة الطالب الجامعي: دراسة ميدانيّة في جامعة تيزي- وزّو، الجزائر
Internet addiction and its impact on the identity of the university student
Field study at the University of Mouloud Mammeri Tizi-Ouzou (Algeria)
د. محدب رزيقة – د. سليماني مليكة/جامعة مولود معمري تيزي وزو، الجزائر
Dr. Mohdeb razika s Dr. Slimani malika / Mouloud Mammeri Tizi-Ouzou University, Algeria
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 82 الصفحة 95.
ملخص:تهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى تأثير الإدمان على الانترنت في هوية الطالب الجامعي، اعتمدنا على المنهج الوصفي كونه الملائم لهذه الدراسة، تقدر حجم عينة دراستنا بـ 140 طالبا جامعيا (ذكور وإناث) من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تيزي – وزو (الجزائر)، وقد تم اختيار عينة دراستنا بالطريقة القصدية وهذا نظراً لطبيعة موضوع دراستنا، وتتمثل شروط اختيارنا لها في استخدام الطلبة الذين مستهم الدراسة للأنترنت ما يعادل 40 ساعة أو أكثر في الأسبوع، وقمنا ببناء استبيان يحتوي على مجموعة من الأسئلة الغرض منها البحث عن تأثير الإدمان على الإنترنت في هوية الطالب الجامعي.
وكانت نتائج هذه الدراسة في أن الإدمان على الانترنت يؤثر في هوية الطالب الجامعي.
الكلمات المفتاحية: الإدمان على الانترنت، الهوية، الطالب الجامعي.
Abstract:
This study aims to know the extent of the impact of Internet addiction on the identity of the university student،we relied on the descriptive approach being appropriate for this study،the size of our study sample is estimated at 140 university students from the Faculty of Human and Social Sciences at the University of Tizi-Ouzou، and our study sample was chosen in the intentional method and this Given the nature of the subject of our study،and the conditions for our selection of it are that students who are interested in studying use the Internet equivalent to 40 hours or more per week،and we built a questionnaire containing a set of questions intended to search for the effect of Internet addiction on the identity of the university student.
the results of this study were In that Internet addiction affects the identity of the university student.
Keywords: Internet addiction; Identity; The student at the university.
مقدمة:
تعتبر الهوية من أهم السمات المميزة للمجتمع، فهي التي تجسد الطموحات المستقبلية في المجتمع، وتبرز معالم التطور في سلوك الأفراد وإنجازاتهم في المجالات المختلفة، بل تنطوي علي المبادئ والقيم التي تدفع الإنسان إلى تحقيق غايات معينة، وعلى ضوء ذلك فالهوية الثقافية لمجتمع ما لابد وأن تستند إلى أصول تستمد منها قوتها، وإلى معايير قيمية ومبادئ أخلاقية وضوابط اجتماعية وغايات سامية تجعلها مركزا للاستقطاب العالمي والإنساني([1]).
كما شغلت قضية الهوية الثقافية فكر المفكرين والعلماء والمثقفين والقادة في دول العالم، خاصة في عصر العولمة الذي ترك أثارا نفسية نتج عنها تحول في الهوية([2]).
ومشكلة العولمة والهوية تؤثر على رؤية الطالب لمستقبله، وخاصة في ظل التغيرات العالمية الجديدة وثورة التكنولوجيا المعرفية وانتشار الاتصالات الاليكترونية والانترنت، وما تحويه من مفيد وصالح، ومن رديء وطالح، قد فتح نوعا من الخطاب والحوار فيما بين الثقافات الإنسانية المختلفة من أجل صلاحها وتعايشها على الوجه الأكمل، والانترنت أحدث انقلابا جذريا على وسائل الإعلام القديمة والحديثة منها، والتي تعتبر ثمرة جهود وإبداعات البشرية عامة والإنسان المعاصر خاصة، هذا الأمر الذي يقلل ويحدد من وجود الهوية، فلقد شغلت قضية الهوية فكر الباحثين في عصر العولمة الذي ترك أثارا نفسية نتج عنها تحول في الهوية، وهذه الأخيرة هي كل ما يشخص الذات ويميزها وتعني التفرد والتميز عن الآخرين.
وفي ظل الظروف الاجتماعية والثقافية المعاصرة، أصبح الفرد مجبرا على البحث المستمر عن هويات جديدة، فلم يعد بمقدوره التمسك بهوية واحدة لفترة طويلة من الزمن، وإذا أردنا الاطلاع على هذه الهويات والمفاهيم لابد أنّ ننظر إلى التغيرات الخارجية في العالم التي تعزز مثل تلك التحولات في الإطار التنظيري للهوية.
لهذا قمنا بطرح التساؤل الآتي: هل يؤثر الإدمان على الانترنت في هوية الطالب الجامعي؟
2-فرضية الدراسة: يؤثر الإدمان على الانترنت في هوية الطالب الجامعي.
3-المفاهيم الأساسية للدراسة:
3-1- الإدمان على الانترنت:
يعتبر الانترنت بمثابة بلاد إلكترونية جديدة مفتوحة للتواصل وتبادل الأفكار والموارد، ويحدد ماهيتها مواطنوها ومستخدموهما، وهي كذلك منتدى عالمي يتم من خلاله تبادل الأفكار والمعلومات وتطويرها والمشاركة في النقاش في الزمن الحقيقي مع جماعات واسعة بواسطة وظيفة تسمى مراحل الدردشة، ويعتبر الانترنت إدمان سلوكي ظهر في السنوات الأخيرة، نظرا للاستخدام الزائد عن الحد للكمبيوتر وقضاء الفرد وقت طويل متصل بشبكة الأنترنت ويصاحب هذا الاتصال نوع من الراحة النفسية، وقد حدد هذا الوقت بـأكثر من 40 ساعة في الأسبوع.
3-2-الهوية:
تشير هوية الشخص إلى صفاته الجوهرية التي تميزه عن غيره، وقد شبهوها بالبصمة([3]).
كما ذهبت بعض التعريفات إلى أن الهوية الاجتماعية هي “تلك السمات الخاصة بمفهوم الذات الفردية في ضوء أسس ومرتكزات لجماعتهم الاجتماعية، وعضويتهم الطبقية معا، ومع ارتباطاتهم العاطفية والتقييمية وغيرها من الارتباطات السلوكية؛ التي تربطهم بهذه الجماعة مؤكدة انتماءاتهم إليها ([4]).
3-3-مفهوم الطالب الجامعي:
يعرفه كمال بلخيري (2001) على أنّه: “ذلك الشخص الذي سمحت له كفاءته العلمية بالانتقال من المرحلة الثانوية إلى الجامعة تبعًا لشخصيته، بواسطة شهادة أو دبلوم يؤهله لذلك، ويعتبر الطالب الجامعي أحد العناصر الأساسية والفاعلة في العملية التربوية طيلة التكوين الجامعي”([5]).
4-أهداف وأهمية الدراسة:
تتمثل أهداف هذه الدراسة الميدانية في محاولة تسليط الضوء على موضوع العولمة التي تعتبر من بين المواضيع الجديرة بالدراسة، خاصة مع الاهتمام المتزايد الذي يحظى به الموضوع من طرف المختصين في جميع المجالات النفسية، الاجتماعية والتربوية، كما تظهر أهداف وأهمية هذه الدراسة في ندرة البحوث والدراسات التي تطرقت إلى متغيرات الدراسة المتمثلة في الإدمان على الأنترنت وهوية الطالب الجامعي، حيث أكدت الدراسات القليلة التي أجريت في البلدان الغربية خاصة إلى تلك العلاقة الموجودة بين أزمة الهوية لدى الطالب الجامعي والاستخدام المفرط لوسيلة الأنترنت، ما أدى بنا إلى محاولة البحث ودراسة ذلك في المجتمع الجزائري، وقد ركزنا في دراستنا هذه على الطلبة الجامعيين، نظرا لأن هذه الفئة تعتبر من بين فئات المجتمع الأكثر استهواءً من طرف هذه الوسيلة والأكثر تضرراً أيضا خاصة فيما يخص الجانب التربوي والدراسي.
-الجانب النظري:
1- تعريف الأنترنت:
هناك عدة تعريفات تناولت تعريف الأنترنت ومنها: الأنترنت كلمة إنجليزية، وتتكون من كلمتين : ((Net،inter))
Inter← يقصد بها البينية Net← يقصد بها الشبكة.
وتعتبر الشبكة مشروعا تعاونيا منبثقا من عدد من المنظمات والهيئات التي أخذت على عاتقها وضع نظام مرتب ومتزن نتجت عنه الشبكة ([6]).
وهناك من عرف الأنترنت على أنها شبكة واسعة من الحواسب الموصولة مع بعضها ، والموزعة في جميع أنحاء العالم وتخزن كماً هائل من المعلومات بأشكال مختلفة مثل النصوص وملفات الصوت والرسومات والصور المتحركة، وهذه المعلومات تشمل مجالات مختلفة (علوم، تكنولوجيا ، صحافة وأعمال مصرفية، وكذا ألعاب وغيرها…) ([7]).
وفي تعريف آخر توصف الأنترنت على أنها شبكة معلوماتية قوامها الناس والكمبيوترات المترابطة بأميال من الكابلات والخطوط الهاتفية، يتواصلون بلغة مشتركة عبر شبكة من الأقمار الصناعية ووسائل الاتصال المختلفة التي تربط بين الدول([8]).
لا يوجد تعريف كامل وشامل للأنترنت، إذ ليس هناك شبكة محددة تسمى أنترنت، ولكنها عبارة عن كل الشبكات الكمبيوترية المحلية، وهي متصلة ببعضها في جميع أنحاء العالم لتشكل شبكة واحدة ضخمة، وهي عبارة عن شبكة تنقل المعلومات من منطقة لأخرى بسرعة فائقة وبشكل دائم التطور([9]).
2- الإدمان على الانترنت:
الإدمان بصورة عامة عبارة عن دمج ما بين عدة عوامل نفسية، بدنية واجتماعية، فهناك إدعاء يتعلق بقضاء الوقت أمام الحاسوب والانترنت، ويرى أن قضاء الوقت أمام الحاسوب يحفز الدماغ على إفراز مادة كيماوية تسمى “دوبامين” حيث تشبه الأدرينالين وهي التي تسبب بصورة فورية في الشعور بالهدوء، الانفعال والحالة المزاجية الجيدة، وعند الانفصال عن شاشة الحاسوب للحظة، نشعر بالخداع، الاكتئاب وننتظر بفارغ الصبر حلول اللحظة التي نجلس فيها أمام الحاسوب، كذلك فإن إدمان الانترنت يعرف بأنه حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للأنترنت يؤدي إلى اضطرابات إكلينيكية يستدل بوجود المظاهر الآتية :
- التحمل: أي الميل إلى زيادة ساعات استخدام الانترنت لإشباع الرغبة نفسها التي كانت تشبعها من قبل ساعات أقل.
- الانسحاب: أي المعاناة من أعراض نفسية وجسمية عند انقطاع الاتصال بالشبكة، ومنها التوتر النفسي الحركي (حركات عصبية زائدة) والقلق، وتركز التفكير بشكل قهري حول الانترنت وما يجرى فيها، وأحلام وتخيلات مرتبطة بالأنترنت، وحركات إرادية ولا إرادية في العودة إلى استخدام الانترنت لتخفيف أو تجنب أعراض الانسحاب، إضافة إلى الميل إلى استخدام الانترنت بمعدل أكثر تكرارا أو لمدة زمنية أطول تتجاوز ما كان للفرد يخطط له أصلا، كما أن من أعراض إدمان الانترنت، بسبب مواصلة استخدام هذه الخدمة رغم حدوث مشكلات جسمية أو اجتماعية أو مهنية أو نفسية دائمة متكررة، نتجت في الأساس بسبب الاستخدام المبالغ فيه للشبكة (مثل السهر، الأرق، ألام الظهر الرقبة التهاب العينين، التأخر عن العمل الصباحي، إهمال واجبات العمل ومواعيده، إهمال حقوق المقربين من الأهل والأصدقاء…الخ)، فيما يلجأ بعضهم إلى استخدام الكمبيوتر كأسلوب للهروب من المشكلات وتخفيض سوء المزاج الذي يعانيه الشخص مثل الشعور بالعجز أو الذنب أو القلق والاكتئاب، أما الذين يتعرضون لإدمان الانترنت، فهم غالبا من الذين يعانون أصلا الاكتئاب أو المزاج الدوري أو القلق أو انخفاض تقدير الذات، ونجد الأفراد الذين يعانون إشكال الإدمان على الانترنت لديهم استعداد لسوء استخدام الانترنت والإدمان عليها نظرا لما يعانوه من صعوبات نفسية اجتماعية([10]).
3- أنواع الإدمان على الانترنت: إن ظاهرة الإدمان على الانترنت هي ظاهرة معروفة وتسمى “نيتهوليكس” وقد كشفت منظمة الصحة الأمريكية التي تبحث الظاهرة بصورة عميقة منذ سنوات طويلة، أن حوالي 8 ملايين رجل وامرأة يعانون من الإدمان على الانترنت في جميع أنحاء العالم بمستويات مختلفة، فأظهرت الأبحاث أن الإدمان على الانترنت قد يكون عاما، غير أنه بشكل عام يتناول مكونات معينة:
ا- الإدمان على الجنس في الشبكة: الانشغال الكبير في الاطلاع على المواد الإباحية والمشاركة في النقاشات التي تدور حول المكالمات الجنسية.
ب- الإدمان على الألعاب والقمار في الشبكة: وهذا تعريف شامل يتضمن الألعاب، ألعاب القمار، المشتريات، الإتجار بالأسهم المالية، الكازينوهات وباقي الألعاب التي تسبب البيع وخسارة الأموال الكثيرة في الانترنت.
ج- الإدمان على التعارف ضمن الشبكة: الدخول إلى المعايشة العاطفية العالية في غرف التشات، مجموعات النقاش، مواقع التعارف أو برامج الرسائل الفورية، علاقات افتراضية تقارب الفحشاء.
د- الإدمان على المعلومات عبر الشبكة: التجميع الذي لا نهاية له للمعلومات، تخزينها وتحديثها ([11]).
4- الأسباب المؤدية للإدمان على الانترنت: هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل من الانترنت سببا في الإدمان:
- السرية: إن الإمكانية التي توفرها الانترنت في الحصول على المعلومات، والتعرف على الأشخاص دون الحاجة إلى تعريف النفس بالتفاصيل الحقيقية، توفر شعورا لطيفا بالسيطرة، إلى جانب ذلك، فإن القدرة على الظهور كل يوم بشكل آخر حسب اختيارنا، تعتبر تحقيقا لحلم الكثير من الأفراد وخاصة المراهقين منهم.
- الراحة: الانترنت وسيلة مريحة للغاية، وهو يتواجد عادة في البيت ـوالعمل، ولا يتطلب الخروج من البيت، السفر أو استعمال المبررات لاستعماله، هذا التيسر يوفر حضورا غالبا وسهولة فيما يتعلق بتحصيل المعلومات التي لم نكن لنقدر تحصيلها بدون الانترنت.
- الهروب: مثل الكتاب الجيد أو الفيلم المثير، فإن الانترنت يوفر الهروب من الواقع على واقع بديل، ومن الممكن للإنسان الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس أن يصير جوال، ويجد الإنسان الانطوائي لنفسه أصدقاء، ويستطيع كل إنسان أن يتبنى لنفسه هوية مختلفة وأن يحصل من خلالها على كل ما ينقصه في الواقع اليومي والحقيقي.
ويخلص الباحثون أن الحديث عن أضرار الانترنت لا يعني العزوف عنها وتجاهلها، إنما المطلوب هو الترشيد والاستخدام المعتدل لتحقيق أغراض محددة واضحة، كما أنه من الضرورة أن يوّلي أهمية الرقابة الأسرية وتوجيه الأطفال والمراهقين نحو الاستخدام الأمثل للشبكة ووضع قواعد وضوابط ووسائل تكنولوجية حديثة لمراقبة المواقع الممنوعة([12]).
5- أضرار الانترنت: يكشف سيل الدراسات حول الآثار الصحية والاجتماعية لشبكة الانترنت عن حقائق جديدة، ففي الوقت الذي تشير فيه دراسات إلى أن الشبكة تمهد للانتقال إلى مرحلة أكثر تقدما، تؤكد أخرى أن للشبكة نتائج سلبية منها الصحية والاجتماعية والنفسية مثل “الإدمان على الانترنت” وفقدان الحس الاجتماعي وسط الأسر وسيطرة التشاؤم تخوفا من تحطم العلاقات الاجتماعية وانهيارها، ويعتبر إدمان استخدام الشبكة مقدمة لكثير من الأمراض النفسية وقد أدى تنامي إدراك أهمية استخدام اللغة العربية في المواقع على شبكة الانترنت إلى زيادة كبيرة نسبيا في عدد المواقع وتضاعف أعدادها بصورة متسارعة، ويتوقع الجميع أن يرتفع الإقبال مستقبلا عندما تزيد نسبة المشاركة في خدمة الانترنت، الأمر الذي يساعد ويعمل على زيادة ظهور الانعكاسات السلبية في المجتمع العربي كذلك، ففي معظم الدول المتقدمة، أخذت الأصوات تنطلق محذرة من الاندفاع نحو التجارة الالكترونية بصورة كبيرة خاصة من فئة المراهقين حيث يؤدي ذلك لفقدان الحس الاجتماعي لدى الأسر والمجتمعات، وإفراز جيل من الأطفال والمراهقين لا يتعاملون إلا مع الكمبيوتر، ويحذر خبراء علم النفس من أن الأنترنت سيقود حتما إلى تحطيم معاني المجتمع والتكامل الاجتماعي، وتقليص فرص التفاعل الأسري.
6- الهوية:
- تعريف الهوية: بالنسبة لمفهوم الهوية في اللغة نجد أن المعجم الوسيط أشار إلى أن: “الهوية في الفلسفة حقيقة الشيء أو الشخص التي تميزه عن غيره، أو هي بطاقة يثبت فيها اسم الشخص وجنسيته ومولده وعمله، وتسمي البطاقة الشخصية أيضا”([13]).
أما في اللغة الإنجليزية فتعني تماثل المقومات أو الصفات الأساسية في حالات مختلفة وظروف متباينة، وبذلك تشير إلي الشكل التجميعي أو الكل المركب لمجموعة من الصفات التي تكون الحقيقة الموضوعية لشيء ما، والتي بواسطتها يمكن معرفة هذا الشيء وغيره على وجه التحديد([14]).
وبناء علي ذلك استخدم اللفظ ليدل على الإحساس العميق والمتواصل للإنسان بنفسه وماضيه وحاضره ومستقبله والمستمد من مشاعره ومعتقداته وأفكاره، أما عن آراء المفكرين حول مفهوم الهوية فيلاحظ أن الأمر لا يختلف كثيرا، وإن كان يتصف بأنه أكثر تحديدا، لأنه يرتبط بالبعد الثقافي أو الاجتماعي للمصطلح.
فقد عرف سعيد إسماعيل علي الهوية بأنها ” جملة المعالم المميزة للشيء التي تجعله هو هو، بحيث لا تخطئ في تمييزه عن غيره من الأشياء، ولكل منا – كإنسان – شخصيته المميزة له، فله نسقه القيمي ومعتقداته وعاداته السلوكية وميوله واتجاهاته وثقافته، وهكذا الشأن بالنسبة للأمم والشعوب”([15]).
كما أشار محمد عمارة إلى” أن هوية الشيء ثوابته التي لا تتجدد ولا تتغير، وتتجلي وتفصح عن ذاتها دون أن تترك مكانتها لنقيضها طالما بقيت الذات على قيد الحياة ، فهي كالبصمة بالنسبة للإنسان يتميز بها عن غيره وتتجدد فاعليتها، ويتجلي وجهها كلما أزيلت من فوقها طوارئ الطمس، إنها الشفرة التي يمكن للفرد عن طريقها أن يعرف نفسه في علاقته بالجماعة الاجتماعية التي ينتمي إليها، والتي عن طريقها يتعرف عليه الآخرون باعتباره منتميا لتلك الجماعة” ([16]).
ويرى محمود أمين العالم أن ” الهوية ليست أحادية البنية، أي لا تتشكل من عنصر واحد، سواء كان الدين أو اللغة أو العرق أو الثقافة أو الوجدان والأخلاق، أو الخبرة الذاتية أو العلمية وحدها، وإنما هي محصلة تفاعل هذه العناصر كلها ([17]).
وأشار إلى أن الهوية ” مفهوم اجتماعي نفسي يشير إلى كيفية إدراك شعب ما لذاته، وكيفية تمايزه عن الآخرين، وهي تستند إلى مسلمات ثقافية عامة، مرتبطة تاريخيا بقيمة اجتماعية وسياسية واقتصادية للمجتمع” ([18]).
كما أن الهوية ترتبط بالانتماء، فقد عرفت بأنها ” مجموعة من السمات الثقافية التي تتصف بها جماعة من الناس في فترة زمنية معينة، والتي تولد الإحساس لدى الأفراد بالانتماء لشعب معين، والارتباط بوطن معين، والتعبير عن مشاعر الاعتزاز والفخر بالشعب الذي ينتمي إليه هؤلاء الأفراد” ([19]).
وذكرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن الهوية الثقافية هي” النواة الحية للشخصية الفردية والجماعية، والعامل الذي يحدد السلوك ونوع القرارات والأفعال الأصيلة للفرد والجماعة، والعنصر المحرك الذي يسمح للأمة بمتابعة التطور والإبداع، مع الاحتفاظ بمكوناتها الثقافية الخاصة وميزاتها الجماعية، التي تحددت بفعل التاريخ الطويل واللغة القومية والسيكولوجية المشتركة وطموح الغد “([20]) .
ويتقارب مفهوم الهوية في الغرب من مفهومها لدى العرب، فقد عرفها بعض الغربيين بأنها ” تعبر عن الشعور بمجموعة من السمات الثقافية للجماعة، والميل إلى ربط الشخص بالبيئة الاجتماعية التي ينتمي لها، وبالتالي تميزه عن غيره من الجماعات والمجتمعات الأخرى ” ([21]).
وهذا معناه أن كل ثقافة تتميز عن غيرها من الثقافات الأخرى من حيث طبيعة الشخصية، وطريقة الفهم وأساليب الاتصال وخاصة اللغة والأشكال المختلفة للسلوك، وأساليب الحياة التي ينتهجونها، بالإضافة إلى المعايير والقيم والعلاقات الاجتماعية التي تربط بين أفرادها([22]).
كما تعرف الهُوية أيضا بأنها: “عبارة عن تأكيد للتماثل داخل الجماعة والاختلاف خارجها ويحظى الأفراد بهويات مختلفة ومتعددة، بعضها اختياري (مثل العقيدة) وبعضها الأخر مفروض علــيهم (مثل السلالة أو الجنس) وليست الهوية الذاتية وحدها هي العامل المهم بل من المهم أيضا رأي المجتمع بها (قبولها أو رفضها) ويتسم محتوى هوية الجماعة بأنه بناء اجتماعي، فهي الشعور بالانتماء لجماعة والإحساس الإيجابي نحوها (مثل الهوية القومية) ويشير هذا إلى مشاعر الاقتراب والفخر بالجماعة لكونه فرداً منها وقد يتضمن ذلك الشعور بالفوقية والأفضلية أو الانتماء الأعمى (أي أنه وطنـي صائباً كان أم خاطئا)”، وتتضمن الهوية القومية في شكلها الطبيعي (العضوية في الأمة) ومعناها الإخلاص الكامل من جانب الفرد لوطنه، ويتضمن هذا البناء الوطني المكسب والخسارة، وعليه فإن البعد المعياري يتألف من القيم والأفكار الرئيسية التي تميز الوطن بوضوح عن غيره مثل التحرر والذاتية وتعدد الثقافات، فعلى سبيل المثال الهوية الوطنية الأمريكية هوية مدنية وليست عرقية أي أنها تقوم على العادات والتقاليد المألوفة ([23]).
- نمو أو تكوين الهوية: Identity Development
من الملاحظ أن الفرد يبدأ في إدراك هويته في سن مبكرة، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن السن الطبيعي لإدراك الطفل لهويته القومية تبدأ ببلوغه 6 -7 سنوات، ويزداد إدراكه بتقدم عمره، وبالتالي فإنه يمكن إكساب الفرد الاتجاهات الإيجابية نحو الولاء للوطن في سن مبكرة ([24]).
كما أشارت دراسة أخرى إلى أن الطفل يمكنه اكتساب الاتجاهات الإيجابية نحو الولاء للوطن منذ سن السابعة، وذلك من خلال نشاطه مع الجماعات المختلفة ([25]).
ولذلك فإن قوة الانتماء تعضد الهوية الثقافية لدى أفراد المجتمع، فعندما ينتمي المرء إلى عقيدة ما فإنه يطور في الواقع هوية إنسانية مميزة تمثل توجه بنائي سيكولوجي له أسسه ومنطلقاته الخاصة، ويرىJames Marcia أن هناك احتمال لأن تنتمي عملية تكوين الهوية لدى المراهق إلى أربع صيغ مختلفة :
– الشخص ذو الهوية المائعة أو غير المحددة:Identity Diffused person والتي تميز الشخص الذي لم يمر بأزمة الهوية Identity Crisis والذي يرفض بالتالي أي التزام بمجموعة قيم ومعتقدات معينة.
– الشخص ذو الهوية المنغلقة أو المانعة: Identity Foreclosed person وهو الشخص الذي فشل في أن يخبر أية أزمة هوية، ولكنه نجح في إنشاء تعهد أو التزام Commitments، وهو ذلك الشخص الذي لا يتساءل مطلقاً عن هويتهWho am I ? والذي يكتسب نسق قيمه الدينية عن طريق القهر من قبل الآباء.
– الشخص ذو الهوية المؤجلة:Aperson in Identity Moratorium وهو ذلك الشخص الذي يعانى من أزمة هوية ولكن لم يستطيع التوصل إلى تعهد أو التزام بقيم ومعتقدات معينة.
– الحالة المرغوبة والتي يمكن تسميتها بالهوية المحققة:Identity achieved وتوجد هذه الحالة حال نجاح المراهق في حل أزمة الهوية المرتبطة بأزمات النمو النفسي بشكل عام، ونجاحه كذلك في الالتزام بهوية دينية خاصة به.
والملاحظ أن رجال الدين وقادة الشباب يدفعون المراهقين على تبنى الهوية المنغلقة أو الجامدة Identity Foreclosur عندما يخبرون المراهقين أن الإيمان أو العقيدة مطلقة الصدق والصحة وضرورة تقبلهم لكل القيم والمعتقدات الدينية دون تساؤل، والمطلوب بطبيعة الحال أن يساعد رجال الدين والقادة المراهقين على الاختبار والفحص الناقد للعقيدة من أجل الوصول إلى قبول طوعي يُفّعل صحيح المعتقد والقيم في سلوك إيماني يتسق مع الجوهر الحقيقي للدين. ([26])
كما تعد فنون الفولكلور التعبيرات الثقافية التقليدية التي تحافظ من خلالها الجماعة على أسلوبها في الحياة وتنقلها للأجيال التي تليها، فهي – أي فنون الفولكلور – تعبر عن إحساس الجماعة بالجمال والهوية والقيم، وعادة ما يتم تعلم فنون الفولكلور بشكل غير رسمي عن طريق العمل أو المثل أو العادات الشفهية الموجودة بين العائلات والأصدقاء والجيران والعمال أكثر من تعلمها في إطار تربوي رسمي، ويميز الموروث الثقافي الحي وفنون التراث الشعبي أنها تربط الماضي بالحاضر، وبغض النظر عن الإحصاءات، فإن فنون التراث الشعبي تتغير بتكيفها مع الظروف المستجدة في حين تبقى على كفاءتها التقليدية، وتمارس الجماعة فولكلورها التقليدي عن طريق المشاركة فى الهوية على أساس مثل تلك العوامل كالسلالة والمنطقة والمهنة والعمر والعقيدة، وهي تشتمل على أنواع عدة من التعبيرات الثقافية التي تؤدي عمل التقاليد في الموسيقى والرقص والدراما وسرد الحكايات التقليدية والفنون اللفظية الأخرى والمهرجانات والحرف التقليدية والفنون المرئية والعمارة والتحول في البناءات البيئية والأشكال الأخرى للتراث الشعبي([27]).
3- سياقات الهوية: الهوية إذن هي ذات الشيء بحيث إذا انتزعت منه افتقد شخصيته، ولذلك فإن الهوية تعني الشيء ذاته، المجتمع ذاته الأمة ذاتها فإذا انتزعت منها صارت شيئا آخر، هذه الهوية لم تشكل بصورة لا تاريخية بحيث إنها أتت دفعة واحدة، وإنما تشكلت تحت تأثير ثلاثة سياقات:
سياق اجتماعي: ويعنى أن البشر في مجتمع ما، هم الذين يصنعون هويتهم وهم في الوقت نفسه حصيلة هذا الصنع، والهوية لمجتمع ما تتأسس في هذا المجتمع بعلاقاته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والأخلاقية والدينية، كل هذا المركب من العلاقات يفضى شيئا فشيئا مع التطور التاريخي إلى تكوين هوية بشرية.
سياق تاريخي: يتشكل في مجتمع ما يتحرك ويكتسب أبعادا جديدة بحيث يمكن القول بأن للهوية القومية أو الوطنية أو الدينية أو الأخلاقية تاريخا، ومن ثم لا تنشأ دفعة واحدة وهذا يعني أن الهوية ظاهرة تاريخية لا تنشأ مرة واحدة، والهوية تتعرض لتغيرات واسعة النطاق لكن هذه التغيرات تبقي في حدود محيطة بهذه الهوية ذاتها.
سياق تراثي: فهويتنا نحن العرب المعاصرين الآن ليست هوية تم إنتاجها في مرحلتنا الراهنة فحسب، ولا في سياق التطور التاريخي فقط، وإنما أيضا هي في إطار تراثنا العريق ولذلك فهويتنا تمثل هذا البعد المركب الاجتماعي، والتاريخي والتراثي([28]).
وللهوية وجه آخر مكمل لها وهو الانتماء الذي يعرف بأن معنى موجود داخل كل فرد وعلى اختلاف المستويات، وهو الشعور الذي يوجد لديهم منذ الصغر ويقوي من خلال نشأة الفرد فيتكون لديهم هذا الشعور الذي يترجم لأفعال داخل المجتمع، فإذا كانت الهوية هي عملية الإدراك الداخلية لذاتية الشخص والتي تمدها عوامل خارجية يدعمها المجتمع، فإن الانتماء هو الشعور بهذه العوامل الخارجية والذي يترجم من خلال أفعال تتسم بالولاء لهذه المجتمعات التي ينتمون إليها دون سواها([29]).
4-التعليم وهوية الطالب:
ومن هنا صارت المؤسسات التربوية مطالبة بالحفاظ على ثقافة المواطنين المعرضة للتدهور والاندثار، وأن تعمل على التأكيد على الهوية الثقافية للمجتمع؛ لأن التعليم يشكل حجر الزاوية في تشكيل الهوية الثقافية وفي تعزيزها والحفاظ عليها لكل شعب من الشعوب، لذلك فإن الدول تتخذ التعليم كأداة أساسية لتربية أبنائها منذ الصغر على المبادئ والأفكار والأيدلوجيات التي تشكل في النهاية الهوية الثقافية للمجتمع.
وهنا يشير سعد الدين إبراهيم إلى دور التعليم في تدعيم الهوية بقوله “من المفترض أن تقوم المدرسة بدور يعتد به في بث وتنمية الوعي والهوية لدى الطفل العربي، ففي رحابها يتعلم الأطفال لغتهم العربية كتابة وقراءة، ويكتسبون قواعدها، ويكتشفون وظائفها التعبيرية، لاسيما من خلال الأناشيد والقصص ودروس القراءة والمواد الاجتماعية التي تدعم الهوية” ([30]).
أما دراسة محمد المنوفي وياسر الجندي فهدفت إلى التعرف على أزمة الهوية الثقافية في المجتمع العربي وتحديد مظاهر هويتنا الثقافية، ثم انتهت إلى مجموعة من الإجراءات العملية لبلورة تكامل ثقافي عربي لمواجهة العولمة ([31]).
كما جاءت دراسة حمدي المحروقي لتؤكد على دور التربية في مواجهة تداعيات العولمة علي الهوية الثقافية، حيث توصلت إلي رؤية تربوية لمواجهة التداعيات السلبية للعولمة التي تسهم في تطوير الهوية الثقافية العربية الإسلامية ([32]).
وأكدت دراسة محسن خضر على أهمية دور التربية وأهمية تدعيم قدرة التربية العربية في سعيها لترميم التصدع الذي أصاب عملية بناء الهوية القومية إزاء الضغوط المتراكبة للعولمة وخاصة الثقافية منها، وانتهى من بحثه إلى وضع بعض الخطوط العريضة لتربية الهوية، والمهام المنتظرة من المؤسسات التربوية العربية لتعظيم استجابة التربية العربية على الاستجابة لتحولات الهوية بفعل ضغوط العولمة الثقافية ([33]).
وجاءت دراسة ثناء الضبع لتعرض سبل تعزيز الهوية الثقافية لدى الأطفال الناشئين من المدارس في ضوء تداعيات العولمة، وتوصلت الدراسة إلى طرح استراتيجية مقترحة لمواجهة تداعيات العولمة على هوية الطلاب الناشئين، إذن فهذا يدل على أن الهوية الثقافية العربية تعاني من أزمة ([34]).
وهذا ما أشارت إليه دراسة عبد السميع سيد أحمد التي هدفت التعرف على أزمة الهوية في الفكر التربوي، وتوصلت إلي عدة نتائج منها: أنه ليس في وسع أحد أن يتصور مسبقا على أي نحو يمكن أن تكون هويتنا، كما أنه من السراب أن نعتبر الهوية هدفا في حد ذاتها نسعى إلى تحقيقها، لأن الهوية ليست اسما لشيء في عالم الأشياء، بل هي صفة مصاحبة لتفرد الإنسان ([35]).
5- العولمة والهوية: للعولمة تعريفات كثيرة ودون الدخول في تفاصيلها تظهر العولمة كمفهوم في أدبيات العلوم الاجتماعية الجارية كأداة تحليلية لوصف عمليات التغيير في مجالات مختلفة، ولكن العولمة ليست محض مفهوم مجرد، فهي عملية مستمرة يمكن ملاحظتها باستخدام مؤشرات كمية وكيفية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والاتصال ([36]).
وما من شك في أن العولمة تعد أكثر الظواهر الاجتماعية – الاقتصادية أهمية في هذا الجيل، فيوما بعد يوم نجد أن التجارة والتكنولوجيا، والمعلومات تعمل على تآكل حدودنا القومية وتحويل كوكبنا إلى مدينة كبيرة ترتبط ببعضها عن طريق الإنترنت.([37])
تتجسد ملامح العولمة في نشوء شبكات اتصال عالمية تربط جميع الاقتصاديات والبلدان والمجتمعات وتخضعها لحركة واحدة وتجسدها بشكل واضح شبكة معلومات الإنترنت، فهي شبكة واحدة يشارك فيها الأفراد وينفذون إلى ما تنطوي عليه من معلومات وعروض بصرف النظر عن الحدود السياسية والخصوصيات الثقافية، فالمقصود هو الدخول في مرحلة الاندماج العالمي الأعمق على عدة مستويات فمن جهة هناك توحيد أكبر لمصادر المعلومات للعروض والطلبات التي تقدم إلى الجمهور، ومن جهة ثانية هناك توحيد أشمل لشبكات الاتصال وأدواته، ومن جهة ثالثة هناك دمج أقوى لوسائل الاتصال ([38]).
وكل هذه العمليات قد تؤدي إلى نتائج سلبية لبعض المجتمعات، وإلى نتائج إيجابية بالنسبة لبعضها الأخر، والعولمة ظاهرة تتداخل فيها أمور الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع ويكون الانتماء فيها للعالم كله عابرا الحدود السياسية للدول المختلفة، مما يحدث فيها تحولات وتغيرات تؤثر في حياة الناس على كوكب الأرض كله ([39]).
فالعولمة لا تعرف فقط على أنها مجرد تكامل اقتصادي بين الأسواق في ظل نظام غير عادل يقع تحت الهيمنة الأمريكية فحسب، بل أنها كذلك تكامل بين مختلف النظم القيمية التي تشكل مجتمعاتنا، فعلى سبيل المثال، نجد أن الأفكار والعادات والمعايير التي تقوم بتعريفنا كأفراد أو كأمة تتغير باستخدامنا للإنترنت والقنوات التليفزيونية الفضائية بهدف خلق هويات جديدة وتشكيل مجتمعات حديثة، وتلك العملية تعمل علي خلق وسائل للتكامل الثقافي والاقتصادي والسياسي([40]).
والعولمة عملية متعددة الأوجه فهي تنطوي علي متضمنات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية للتعليم العالي، كما أنها تفرض تحديات جديدة عندما تكون الدول وحدها ليست الموفر الرئيسي للتعليم العالي والمجتمع الأكاديمي، وعند ما لا تحتكر صناعة القرار في التعليم ([41]).
والسؤال الذي يطرح نفسه:- ما أثر الإنترنت على الثقافة والهوية ؟ أو ما هو أثر الثقافة والهوية على الإنترنت واستخدامه؟ والإجابة قد تلقي مزيدا من الضوء على العلاقة بين الهوية الثقافية واستخدام التكنولوجيا والهوية – الهوية الحياتية الفعلية – هي أمر هام لاستخدام مدركات الإنترنت وفي ظل الإنترنت والعالم الذي صار قرية صغيرة Global village فإنه لابد وأن نرى ونشاهد ظهور هويات واختفاء أخرى، فنجد بعض النظم والدول ترتفع أسهمها اقتصاديا وعسكريا وبالتالي فستفرض هويتها على غيرها وتنشر ثقافتها على من هو أضعف وكنتيجة لذلك سنري اضمحلال واختفاء هويات تلك الدول المستوردة لهذه الثقافة كبند أساس وشرط أولي لاستيراد تكنولوجيا تلك الدول([42]).
7- الدراسة الميدانية: اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي، الذي يعتمد على وصف واقع معين الذي يتمثل في الإدمان على الانترنت وأزمة الهوية لدى الطالب الجامعي، تقدر حجم عينتنا بـ 140 طالب، وقد قمنا بسحب عينتنا بطريقة قصدية، وهذا نظراً لطبيعة موضوع دراستنا هذه، وتتمثل شروط اختيار عينتنا في استخدام الطلبة الذين مستهم الدراسة للأنترنت ما يعادل 40 ساعة أو أكثر في الأسبوع، وقد تم إجراء دراستنا هذه في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة مولود معمري ولاية تيزي وزو، وقد تعمدنا في جامعة مولود معمري الواقعة في مدينة تيزي وزو نظراً لأن الطلبة لديهم أكثر احتكاك بشبكة الانترنت، وقد تم إجراء الدراسة في فترة ما بين 06-09 فيفري 2020، أما بالنسبة للأداة المستعملة فقد قمنا ببناء استبيان يحتوي على مجموعة من الأسئلة والبنود الغرض منها البحث وإبراز تأثير الإدمان على الإنترنت في هوية الطالب الجامعي، فكانت استمارة البيانات الشخصية الخاصة بخصائص أفراد العينة والمتمثلة في: السن، الجنس، المستوى التعليمي، يتكون الاستبيان من 10 أسئلة تدور أسئلته حول تأثير الإدمان على الأنترنت في تغيير هوية الطالب الجامعي، وكانت احتمالات الإجابة نعم أو لا، بالنسبة للأساليب الإحصائية المعتمدة في دراستنا تتمثل في النسب المئوية وكاف تربيع.
*خصائص العينة:
جدول رقم (01): توزيع أفراد العينة حسب السن:
السن | التكرارات | النسب المئوية |
20-22 | 40 | 28.57% |
22-24 | 70 | 50.% |
24 فما فوق | 30 | 21.43% |
مج | 140 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (01) أن أغلبية الطلبة تتراوح أعمارهم ما بين [22-24[ سنة وذلك بنسبة 50%، ثم تليها الفئة التي تتراوح أعمارهم ما بين [20-22[ سنة وفئة ذوي 24 فما فوق بنسب متقاربة وهي على التوالي: 28.57% و 21.42%
جدول رقم (02): توزيع أفراد العينة حسب الجنس:
الجنس | التكرارات | النسب المئوية |
ذكور | 95 | 67.85% |
إناث | 45 | 32.14% |
مج | 140 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (02) أن عدد الذكور يبلغ 95 طالبا وبنسبة 67.85%، أما عدد الإناث يبلغ45 طالبة وبنسبة 32.14%، وهذا يعني أن عدد الذكور أكبر بعدد كبير من فئة الإناث نظراً لخصوصية الدراسة واعتماد الطريقة القصدية في سحب العينة.
جدول رقم (03): توزيع أفراد العينة حسب المستوى التعليمي:
المستوى التعليمي | التكرارات | النسب المئوية |
أولى جامعي | 45 | 32.14% |
ثاني جامعي | 45 | 32.14% |
ثالث جامعي | 50 | 35.72% |
مج | 140 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (03) أن أغلبية طلبة عينة دراستنا في مستوى ثالثة جامعي بنسبة 35.71%، وتليها فئة طلبة الأولى والثانية جامعي بنسبة متساوية 32.14 % على التوالي.
- عرض وتفسير نتائج الدراسة:
جدول رقم (04): هل ترى أنّ للتقدم التكنولوجي فضلاً على ما أنت عليه الآن؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 106 | 75.71% | 37.02 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 34 | 24.29% | ||||
المجموع | 140 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (04) أنّ أغلب أفراد عينة الدراسة أجابوا بـ “نعم” ويقدر عددهم بـ 106 طالبا، وهذا بنسبة 75,71% أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “لا” فيقدر عددهم 34 طالبا وهذا بنسبة 24,29%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 37,02 وبمقارنتها مع كا2 المجدولة التي تساوي 3,84 لاحظنا أنّ كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة عند درجة حرية 01، هذا يعني أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05. حيث يرى الطالب الجامعي أن التقدم التكنولوجي فضلاً على ما هو عليه الآن.
جدول رقم (05):هل ترى أنّ للأنترنت دور في تغيير من شخصية الفرد؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 36 | 25,72% | 33,02 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 104 | 74,28% | ||||
المجموع | 140 | 100 % |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (05) أنّ أغلب أفراد عينة الدراسة أجابوا بـ “لا” و يقدر عددهم بـ 104 طالبا وهذا بنسبة 74,28% أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “نعم” فيقدر عددهم 36 طالبا وهذا بنسبة 25,72%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 33,02 و بمقارنتها مع كا2 المجدولة التي تساوي 3,84 لاحظنا أن كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة عند درجة حرية 01، هذا يعني أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05. حيث صرح الطلبة أنّ الأنترنت له دور في تغيير من شخصية الفرد.
جدول رقم (06): هل ترى في الأنترنت وسيلة هامة للوصل إلى أهدافك؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 88 | 62.86% | 09.25 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 52 | 37.14% | ||||
مج | 140 | 100 % |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (06) أنّ أغلب أفراد عينة الدراسة أجابوا بـ “نعم” و يقدر عددهم بـ 88 طالبا، وهذا بنسبة 62.86% أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “لا” فيقدر عددهم 52 طالبا وهذا بنسبة 37.14%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 9.25 وبمقارنتها مع كا2 المجدولة التي تساوي 3,84 لاحظنا أن كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة عند درجة حرية 01، هذا يعني أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05. حيث يرى معظم الطلبة أن الأنترنت وسيلة هامة تساعدهم للوصول إلى أهدافهم.
جدول رقم (07): هل تغيرت حياتك منذ أن بدأت الاعتماد على استخدام الانترنت؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 48 | 34.28% | 1.25 | 3,84 | 0,05 | غير دالة إحصائيا |
لا | 92 | 65.71% | ||||
مج | 140 | 100 % |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (07) أنّ أغلب أفراد عينة الدراسة أجابوا بـ “لا” و يقدر عددهم بـ 92 طالبا، وهذا بنسبة 65.71% أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ”نعم” فيقدر عددهم 48 تلميذ وهذا بنسبة 34.28%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 1.25 وبمقارنتها مع كا2 المجدولة التي تساوي 3,84 لاحظنا أن كا2 المحسوبة أصغر من كا2 المجدولة عند درجة حرية 01، هذا يعني أنه لا توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05. حيث يرى الطلاب أن حياتهم لم تتغير منذ أن بدءوا يعتمدون استخدام الأنترنت.
جدول رقم (08): هل تعتمد على الأنترنت من أجل زيادة معارفك؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 102 | 72.85% | 29.25 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 38 | 27.14% | ||||
مج | 140 | 100 % |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (08) أنّ أغلب أفراد عينة الدراسة أجابوا بـ “نعم” ويقدر عددهم بـ 102 طالب، وهذا بنسبة 72.85%أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “لا” فيقدر عددهم 38 طالبا وهذا بنسبة 27.14%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 29.25 وبمقارنتها مع كا2 المجدولة التي تساوي 3,84 لاحظنا أن كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة عند درجة حرية 01، هذا يعني أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05. بمعنى أنّ الطلبة يعتمدون على الأنترنت من أجل أن يزيدوا من معارفهم.
جدول رقم (09): هل الاستخدام المفرط للأنترنت يغير هوية الطالب؟
رقم السؤال | قيمة كا2 المحسوبة | قيمة كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | درجة الحرية | الدلالة الإحصائية |
06 | 17.87 | 3.84 | 0.05 | 1 | دالة إحصائيا |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (09) أنّ كا2 المحسوبة والذي يتضمن سؤال حول الاستخدام المفرط للانترنت وتغيير هوية الطالب الجامعي أكبر من قيمة كا2 المجدولة التي تساوي 3,84 عند مستوى الدلالة 0,05 ودرجة الحرية (01) وهذا يعني أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05 .
جدول رقم (10): هل ترى أنّ العولمة أحدثت تغييراً جذريا في العلاقات والقيم الاجتماعية لديك؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 98 | 70% | 22.40 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 42 | 30% | ||||
المجموع | 140 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (10) أنّ أغلب أفراد العينة أجابوا بـ “بنعم” حيث يبلغ عددهم 98 طالبا وبنسبة 70% مقارنة مع عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “لا” بنسبة 30%. وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدنا أنها تساوي 22,40 عند درجة حرية (1) ومستوى الدلالة 0,05 وعند مقارنتها بكا2 المجدولة التي تساوي 3,84 وجدنا أنّ كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة، هذا يدل على وجود دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05. بمعنى أن أغلب الطلبة أقروا بأن العولمة أحدث تغييرا جذريا في العلاقات والقيّم الاجتماعية لديهم.
جدول رقم (11): هل تعتقد أنّ العولمة لا تترك لك مجالاً للعلاقات الإنسانية؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 86 | 61.43% | 7.30 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 54 | 38.57% | ||||
المجموع | 140 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (11) أنّ أغلب أفراد العينة أجابوا بـ “نعم” ويقدر عددهم بـ 86 طالبا وبنسبة 61,42%، أما عدد أفراد العينة الذين أجابوا بـ “لا” فيبلغ عددهم 54 طالبا أي بنسبة 38,57%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تقدر بـ 7,30 عند درجة الحرية 01 ومستوى الدلالة 0,05، وعند مقارنتها مع كا2 المجدولة وجدناها تساوي 3.84، هذا ما يدل على وجود دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05. بمعنى أن أغلب التلاميذ صرحوا بأن العولمة لا تترك لهم مجالا للعلاقات الإنسانية.
جدول رقم (12): هل استخدامك للأنترنت يميّزك عن غيرك من الطلاب؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 106 | 75.71% | 37,02 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 34 | 24.28% | ||||
المجموع | 140 | 100 % |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (12) أنّ أغلب أفراد العينة الدراسة أجابوا بـ “نعم” ويقدر عددهم بـ 106 طالبا، أي بنسبة 75,71%، أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “لا” فيقدر بـ 34 طالبا أي بنسبة 24,28%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 37,02 وبعد مقارنتها كا2 المجدولة الذي تساوي 3,84 وجدنا أن كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة عند درجة الحرية (1) بمعنى أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05، هذا ما يدل على أن الطلبة يرون أن استخدامهم للأنترنت يميّزهم عن غيرهم من الأفراد الآخرين.
جدول رقم (13): هل تشعر بالاغتراب والوحدة وأنت أمام شبكة الأنترنت؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 88 | 62.85% | 9.25 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 52 | 37.14% | ||||
المجموع | 140 | 100 % |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (13) أنّ أغلب أفراد العينة الدراسة أجابوا بـ “نعم” ويقدر عددهم بـ 88 طالبا، أي بنسبة 62.85%، أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “لا” فيقدر بـ 52 طالبا أي بنسبة 37.14%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 9.25 وبعد مقارنتها كا2 المجدولة الذي تساوي 3,84 وجدنا أن كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة عند درجة الحرية (1) بمعنى أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05، هذا ما يدل على أن الطلبة يشعرون بالاغتراب والوحدة وهم أمام شبكة الأنترنت.
جدول رقم (14): هل تحس أنّ استخدام الانترنت يجعلك تتعامل مع عالم افتراضي؟
الإجابة | التكرار | النسبة المئوية | كا2 المحسوبة | كا2 المجدولة | مستوى الدلالة | الدلالة الإحصائية |
نعم | 91 | 65% | 12.06 | 3,84 | 0,05 | دالة إحصائيا |
لا | 49 | 35% | ||||
المجموع | 140 | 100 % |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (14) أنّ أغلب أفراد العينة الدراسة أجابوا بـ “نعم” ويقدر عددهم بـ 91 طالبا، أي بنسبة 65%، أما عدد الطلبة الذين أجابوا بـ “لا” فيقدر بـ 49 طالبا أي بنسبة 35%، وبعد حساب كا2 المحسوبة وجدناها تساوي 12.06 وبعد مقارنتها كا2 المجدولة الذي تساوي 3,84 وجدنا أن كا2 المحسوبة أكبر من كا2 المجدولة عند درجة الحرية (1) بمعنى أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05، هذا ما يدل على أن يحسون أنهم يتعاملون مع عالم افتراضي.
نلاحظ من خلال ما سبق أنّ كا2 المحسوبة في أغلبية الأسئلة والتي تتضمن أسئلة حول اثر العولمة والانترنت في تغيير هوية الطالب الجامعي أكبر من قيمة كا2 المجدولة التي تساوي 3,84 عند مستوى الدلالة 0,05 ودرجة الحرية (01) وهذا يعني أنه توجد دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0,05 لهذا يمكن القول أن الفرضية القائلة:
– يؤثر الإدمان على الانترنت في هوية الطالب الجامعي قد تحققت.
وقد يرجع ذلك إلى أن الاستخدام المفرط لوسيلة الانترنت أو ما يسمى حديثا “بالإدمان على الانترنت” حيث يعتبر مفهوم جديد ظهر في السنوات الأخيرة في ميدان علم النفس، وقد استخدم لأول مرة في 1995 من طرف الطبيب السيكاتري الأمريكي “إيفان قولدبرق” Ivan Goldberg، حيث أكدت العديد من المقالات وخاصة البحوث والدراسات التي أجريت في هذا الميدان إلى أن الاستعمال المفرط أو لشبكة الأنترنت له نتائج سلبية على الفرد، إما على الجانب الشخصي الذاتي، الصحي، العلائقي، التربوي والتعليمي، والجانب الأخير هو موضوع دراستنا التي توصلنا فيها إلى أن هذا الاستعمال غير الطبيعي أو الإدمان على الأنترنت يؤثر بطريقة واضحة على تركيز الطالب الجامعي هذه الفئة التي تعتبر من بين فئات المجتمع الأكثر استهواء بهذه الوسيلة، ومن بين الدراسات التي أكدت على الطابع السلبي للإدمان على الأنترنت على المجال الدراسي نجد دراسة وارن كلارك Warren Clarc2000 التي أجراها على عينة من المراهقين في كندا والتي توصل فيها إلى أن الاستعمال الكثير والخارج عن الطبيعي للأنترنت أصبح من بين العوامل التي تعيق اهتمام المراهقين بالدراسة، حيث استولت على حصة الأسد في وقت الطالب، حيث أنه بعدما كان المراهقين يمارسون عدة نشاطات خارج البيت، أصبحوا بعد ظهور الأنترنت يقضون معظم أوقاتهم مرتبطون مع هذه الوسيلة، ونجد أن: 82 % من الوالدين صرّحوا أن أولادهم الذين بلغوا سن التمدرس وما فوق يستخدمون الأنترنت، و71 % منهم يرتبطون في المدرسة و45 % في البيت، كما أن شريحة المراهقين البالغين من العمر ما بين 15-18 سنة أي 58 % يستعملون الأنترنت بكثرة على غرار الشرائح الأخرى، ويؤدي الاستخدام المفرط للأنترنت إلى المساهمة في التغيير من شخصية الطالب وهويته من جميع جوانبها الثقافية، الاجتماعية، التربوية، فنجد الطالب يقلد كثيرا ما يراه عند أصدقائه من العالم من العالم الافتراضي من ملبس ولغة وقيّم الأمر الذي يجعله ينغمس في دوامة العولمة المزيفة التي تبعده من ثقافته وعاداته وتراثه ووطنيته وفرديته التي تمثل هويته الحقيقية والتي كان يتميّز بها من قبل، كما يمكن أن نرجع ذلك إلى أن الوقت الذي يخصصه الطلبة الجامعيين والمدمنين على هذه الوسيلة للارتباط بالأنترنت يقضي على علاقاتهم الإنسانية بصفة عامة، فهو في صدد التعامل مع أشخاص من وراء شاشة الحاسوب يبعدونه كل البعد، ويكون أصدقاء افتراضيين، هذا ما يجعله يحس دائما بالوحدة والاغتراب، ويضن أن الأنترنت يميّزه عن غيره من الناس ولكنه يجهل أنه في صدد القضاء على هويته وفقدانها والتي تحمل معاني كثيرة من جميع الجوانب، من قيّم وثقافة علاقات، وخاصة إذا كان الطالب الجامعي الذي يستخدم شبكة الإنترنت بشكل مفرط وتنعدم فيها الرقابة والقيود والاستقلالية التي تستهوي الطالب وتجذب معظم انتباهه واهتمامه هذا ما يؤدي به إلى إعطاء أهمية قصوى للارتباط بها على حساب علاقاته الإنسانية التي تندرج ضمن هويته.
خاتمة:
يتجلى من خلال هذه الدراسة أن الإدمان على الانترنت أثر بالغ وبارز على هوية الطالب الجامعي، حيث أن حداثة ظهور هذه الوسيلة في مجتمعنا وما تتميز به من استقلالية وغياب الرقابة فيها يقدم للطالب نوع من الحرية الغائبة في الواقع المعاش ما يؤدي به إلى الإفراط في استعمالها والإدمان عليها ما يؤثر سلباً على هويته من جميع جوانبها، ومشكلة العولمة والهوية تؤثر على رؤية الطالب لمستقبله، وخاصة في ظل التغيرات العالمية الجديدة وثورة التكنولوجيا المعرفية وانتشار الاتصالات الاليكترونية والانترنت، وما تحويه من مفيد وصالح، ومن رديء وطالح، قد فتح نوعا من الخطاب والحوار فيما بين الثقافات الإنسانية المختلفة من أجل صلاحها وتعايشها على الوجه الأكمل، والانترنت أحدث انقلابا جذريا على وسائل الإعلام القديمة والحديثة منها، والتي تعتبر ثمرة جهود وإبداعات البشرية عامة والإنسان المعاصر خاصة، هذا الأمر الذي يقلل ويحدد من وجود الهوية، فلقد شغلت قضية الهوية فكر المفكرين والعلماء والمثقفين والقادة في دول العالم خاصة في عصر العولمة الذي ترك أثارا نفسية نتج عنها تحول في الهوية، وهذه الأخيرة هي كل ما يشخص الذات ويميزها وتعني التفرد والتميز عن الآخرين، وفي ظل الظروف الاجتماعية والثقافية المعاصرة، أصبح الفرد مجبرا على البحث المستمر عن هويات جديدة، فلم يعد بمقدوره التمسك بهوية واحدة لفترة طويلة من الزمن، وإذا أردنا الاطلاع على هذه الهويات والمفاهيم لابد أنّ ننظر إلى التغيرات الخارجية في العالم التي تعزز مثل تلك التحولات في الإطار التنظيري للهوية.
قائمة المراجع:
- الودود مكروم: قيم هوية وثقافة – الإنتماء _ مدخل لتحديد دور التعليم العالي في بناء مستقبل الأمة العربية، بدار ضيافة جامعة عين شمس، مجلد 4، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، 2008.
- محمد أحمد محمد إسماعيل: برنامج مقترح لتفعيل دور أنشطة نادي الطفل لتأصيل الهوية الثقافية لمواجهة التحديثات الحضارية بمراكز إعلام محافظة قناة السويس، مجلة كلية تربية عين شمس، ع 30 ، ج 3 ، القاهرة : مكتبة زهراء الشرق، 2006.
- كمال بلخيري: عوامل وآثار تأخر الجامعيين، حالة طلبة الدراسات العليا، السلك الأول والثاني، رسالة ماجستير – قسم علم الاجتماع، جامعة باتنة، الجزائر. 2001.
- المحامي إبراهيم أبو الهيجاء، التحكيم بواسطة الأنترنات، دار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة، عمان، ط1، 2002.
- محمد بلال الزغبى، أحمد الشريعة وآخرون، الحاسوب والبرمجيات الجاهزة مهارات الحاسوب، دار وائل للنشر ،الأردن ، 2002.
- عبد الله الفرا، تكنولوجيا التعليم والاتصال، مكتبة دار الثقافة للنشر ولتوزيع ، عمان، ط4، 1999.
- موقع الخدمات والمعلومات الحكومي، 2008،gov.il.
- فائق الزغاري، الادمان على الانترنت، 2003 .nalysyidman.com
- عباس الخفاجي، منتدى الأسرة والطفل، 2006 shahab-alama.com.
- مجمع اللغة العربية :المعجم الوسيط ، المنوفية : مكتبة الصحوة ، د.ت.
- رشدي أحمد طعيمة: الثقافة العربية الإسلامية بين التأليف والتدريس، القاهرة: دار الفكر العربي.
- سعيد إسماعيل علي: التربية الإسلامية وتحديات القرن الحادي والعشرين، المؤتمر التربوي الأول لكلية التربية والعلوم الإسلامية بجامعة السلطان قابوس بعنوان “اتجاهات التربية وتحديات المستقبل”، في الفترة 7–10 ديسمبر 1997.
- محمد عمارة: مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية، سلسلة “في التنوير الإسلامي” ع 32، القاهرة: دار نهضة مصر، د.ت.
- محمود أمين العالم: الهوية مفهوم في طور التشكيل، مؤتمر”العولمة والهوية الثقافية”، في الفترة 12–16 إبريل 1998، سلسلة أبحاث المؤتمرات رقم7 ، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، 1998.
- محمد إبراهيم عيد: الهوية الثقافية العربية في عالم متغير، مجلة الطفولة والتنمية، مجلد 1، ع 3، خريف 2001.
- إسماعيل الفقي: إدراك طلاب الجامعة لمفهوم العولمة وعلاقته بالهوية والانتماء (دراسة امبريقية)، المؤتمر القومي السنوي الحدي والعشرون للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس بعنوان “العولمة ومناهج التعليم” ديسمبر 1999.
- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: الخطة الشاملة للثقافة العربية، تونس: إدارة الثقافة، ط 2، د.ت.
- عصام أحمد حسين: إدراك الهوية القومية لدي الطفل المصري، رسالة ماجستير، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس
- عبد العزيز عبد المنعم عبده حسانين: تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الولاء للوطن لدي الأطفال في سن السابعة من العمر، رسالة ماجستير، جامعة عين شمس،
- الطيب تبزيني: الواقع العربي وتحديات، مؤسسة عبد الحميد شومان، الأردن، 1999.
- سناء مبروك: الهوية والانتماء الاجتماعي في شمال سيناء، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، القاهرة، 1991.
- سعد الدين إبراهيم: أساليب تنمية الوعي القومي العربي، ندوة الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، الكويت، 28/4/1986.
- محمد إبراهيم المنوفي وياسر مصطفي الجندي: التربية وتنمية الهوية الثقافية في ضوء العولمة، مجلة كلية التربية، جامعة المنصورة، ع 43، 2003.
- حمدي حسن عبد الحميد المحروقي: دور التربية في مواجهة تداعيات العولمة علي الهوية الثقافية، مجلة دراسات في التعليم الجامعي، ع7، القاهرة أكتوبر 2004.
- محسن خضر: استجابة التربية العربية لتحولات الهوية الثقافية تحت ضغوط العولمة، مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، ع 30، ج1، القاهرة: مكتبة زهراء الشرق، 2006.
- ثناء يوسف الضبع: تعزيز الهوية الثقافية لدي الطلاب الناشئين في ضوء تداعيات العولمة– دراسة تحليلية، مؤتمر “مناهج التعليم والهوية الثقافية”.
- عبد السميع سيد أحمد: أزمة الهوية في الفكر التربوي، مجلة دراسات تربوية، ج 1، القاهرة: عالم الكتب، نوفمبر 1985.
- لسيد يسن: في مفهوم العولمة، العرب والعولمة، ندوة في: أسامة أمين الخولي ، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ديسمبر 1998.
- برهان غليون وآخرون: ثقافة العولمة وعولمة الثقافة، دار الفكر، دمشق، 2000.
- United Nation،Globalization and labour Markets is the Escwa Region،Newyork 2001،
- course- workshop: “Latin@s in the Era of Globalization: Migration،culture and Identity 2002. Available at: www.melassa.org/curso_taller_desciption.htm
- UNESCO Education،Higher Education in a Globalized society،
- Nils Zurawski،culture،Identity and the Internet،1998 available at: uni-muenster.de/peacon/zurawski/identity.htm
- Howkins،Joyce M. & Allen،Rubert،the oxford Encyclopedia،English Dictionary،oxford،ALLEN CLAR EUDON PRESS،1991.
- Feather، T: ” values،national identification and favoritism towards the in – group “،British journal of social psychology،no 33،1994.
- Bernardo M. Ferdman : Literacy and culture Identity،in : Masahiro Minami & Bruce P. Kennedy (Editors) “Language Issues in Literacy and Bilingual Multicultural Education،Harvard Educational Review،(U S A)،1998.
- Stephan Dahl: Communications and Culture Transformation،available in: http:// www.Stephweb.com /capstone/1html
- Critin،Wong and Duff “the Meaning of American National Identity patterns of Ethnic conflict and consensus “،2004 available at: www. Personal.umich.edu/ciwong\ps719.html
- Youth and Discipleship in the commitment level model،1999،http: //www. Youth. Co.za/model / ages.htm
- New York staet،Council on the Arts Application Guidelines،last update،
[1] – الودود مكروم: قيم هوية وثقافة – الإنتماء _ مدخل لتحديد دور التعليم العالي في بناء مستقبل الأمة العربية، 2008 بدار ضيافة جامعة عين شمس، مجلد 4، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، ص1375.
[2] – محمد أحمد محمد إسماعيل: برنامج مقترح لتفعيل دور أنشطة نادي الطفل لتأصيل الهوية الثقافية لمواجهة التحديثات الحضارية بمراكز إعلام محافظة قناة السويس، مجلة كلية تربية عين شمس، ع 30، ج 3، القاهرة : مكتبة زهراء الشرق، 2006، ص373.
[3]Howkins،Joyce M. & Allen،Rubert،the oxford Encyclopedia،English Dictionary،oxford،ALLEN CLAR EUDON PRESS،1991،P 707.
[4] – Feather،n. T: ” values،national identification and favoritism towards the in – group “،British journal of social psychology،no 33،1994،p 467.
[5] – كمال بلخيري: عوامل وآثار تأخر الجامعيين، حالة طلبة الدراسات العليا، السلك الأول والثاني، رسالة ماجستير – قسم علم الاجتماع، جامعة باتنة، الجزائر،2001.
[6] – المحامي ابراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم بواسطة الأنترنات، دار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة ،عمان، الطبعة الأولى، 2002، ص17.
[7] – محمد بلال الزغبى، أحمد الشريعة وآخرون، الحاسوب والبرمجيات الجاهزة مهارات الحاسوب، دار وائل للنشر ،الأردن، 2002، ص290.
[8] – عبد الله الفرا، تكنولوجيا التعليم والاتصال، مكتبة دار الثقافة للنشر ولتوزيع ،عمان، الطبعة الرابعة،1999، ص373.
[9] – ينظر: عبد الله الفرا، نفس المرجع السابق، ص375- 373.
[10] – موقع الخدمات والمعلومات الحكومي، 2008، www.gov.il.
[11] – فائق الزغاري ،الإدمان على الأنترنت، 2003 . www.nalysyidman.com
[12] – عباس الخفاجي، منتدى الأسرة والطفل، 2006 www.shahab-alama.com.
[13]– مجمع اللغة العربية :المعجم الوسيط، المنوفية : مكتبة الصحوة، د.ت، 1039.
[14] – رشدي أحمد طعيمة: الثقافة العربية الإسلامية بين التأليف والتدريس، القاهرة: دار الفكر العربي، ص35.
[15] – سعيد إسماعيل علي: التربية الإسلامية وتحديات القرن الحادي والعشرين، المؤتمر التربوي الأول لكلية التربية والعلوم الإسلامية بجامعة السلطان قابوس بعنوان “اتجاهات التربية وتحديات المستقبل”، في الفترة 7–10 ديسمبر 1997، ص95.
[16] – محمد عمارة: مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية، سلسلة “في التنوير الإسلامي” ع 32، القاهرة: دار نهضة مصر، د.ت، ص6.
[17] – محمود أمين العالم: الهوية مفهوم في طور التشكيل، مؤتمر”العولمة والهوية الثقافية”، في الفترة 12–16 إبريل 1998، سلسلة أبحاث المؤتمرات رقم7 ، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، ص376.
[18] – محمد إبراهيم عيد: الهوية الثقافية العربية في عالم متغير، مجلة الطفولة والتنمية، مجلد 1، ع 3، خريف 2001، ص110.
[19] – إسماعيل الفقي: إدراك طلاب الجامعة لمفهوم العولمة وعلاقته بالهوية والانتماء (دراسة امبريقية)، المؤتمر القومي السنوي الحدي والعشرون للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس بعنوان “العولمة ومناهج التعليم” ديسمبر 1999، ص205.
[20] – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: الخطة الشاملة للثقافة العربية، ط 2، تونس: إدارة الثقافة، د.ت، ص21.
[21] – Bernardo M. Ferdman : Literacy and culture Identity،in : Masahiro Minami & Bruce P. Kennedy (Editors) “Language Issues in Literacy and Bilingual Multicultural Education،Harvard Educational Review،(U S A)،1998 PP 355 – 356.
[22]-Stephan Dahl: Communications and Culture Transformation،available in: http:// www.Stephweb.com /capstone/1html.
[23]– Critin،Wong and Duff “the Meaning of American National Identity patterns of Ethnic conflict and consensus “،2004 available at: www. Personal.umich.edu/ciwong\ps719.html
[24]– عصام أحمد حسين: إدراك الهوية القومية لدى الطفل المصري، رسالة ماجستير، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس،4 .
[25]– عبد العزيز عبد المنعم عبده حسانين: تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الولاء للوطن لدي الأطفال في سن السابعة من العمر، رسالة ماجستير، جامعة عين شمس، 1989.
[26]– Youth and Discipleship in the commitment level model،1999،http: //www. Youth. Co.za/model / ages.htm
[27]– New York staet،Council on the Arts Application Guidelines،1994،p51،last update،2004.
[28]– الطيب تبزيني: الواقع العربي وتحديات، مؤسسة عبد الحميد شومان، الأردن، 1999، ص38.
[29]– سناء مبروك: الهوية والانتماء الاجتماعي في شمال سيناء، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، القاهرة، 1991، ص218.
[30]– سعد الدين إبراهيم: أساليب تنمية الوعي القومي العربي، ندوة الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، الكويت، 28/4/1986.
[31]– محمد إبراهيم المنوفي وياسر مصطفى الجندي: التربية وتنمية الهوية الثقافية في ضوء العولمة، مجلة كلية التربية بدمياط، جامعة المنصورة، ع 43، 2003، ص209– 255.
[32]– حمدي حسن عبد الحميد المحروقي: دور التربية في مواجهة تداعيات العولمة علي الهوية الثقافية، مجلة دراسات في التعليم الجامعي، ع7، أكتوبر 2004، القاهرة، ص150 -213.
[33]– محسن خضر: استجابة التربية العربية لتحولات الهوية الثقافية تحت ضغوط العولمة، مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، ع 30، ج1، القاهرة: مكتبة زهراء الشرق، 2006، ص9- 49.
[34]– ثناء يوسف الضبع: تعزيز الهوية الثقافية لدي الطلاب الناشئين في ضوء تداعيات العولمة– دراسة تحليلية، مؤتمر “مناهج التعليم والهوية الثقافية”، ص1129– 1153.
[35]– عبد السميع سيد أحمد: أزمة الهوية في الفكر التربوي، مجلة دراسات تربوية، ج 1، القاهرة : عالم الكتب، نوفمبر 1985، ص645- 701.
[36]– لسيد يسن: في مفهوم العولمة، العرب والعولمة، ندوة في: أسامة أمين الخولي (تحرير)، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ديسمبر 1998، ص25.
[37]– United Nation،Globalization and labour Markets is the Escwa Region،Newyork،2001،p.2
[38]– برهان غليون وآخرون: ثقافة العولمة وعولمة الثقافة، دار الفكر، دمشق، 2000، ص15-20.
[39]– ينظر: لسيد يسن: نفس المرجع السابق، ص23-29.
[40]– course- workshop: “Latins in the Era of Globalization: Migration،culture and Identity 2002. Available at:www.melassa.org/curso_taller_desciption.htm
[41]– UNESCO Education،Higher Education in a Globalized society،2003،P.4.
[42]–Nils Zurawski, culture , Identity and the Internet, 1998 , pp.1-2 available at: www.uni-muenster.de/peacon/zurawski/identity.htm