العلوم التّطبيقيّة في الحضارة العربية الإسلامية: علم الطبّ نموذجا
Applied sciences in the Arab and Islamic civilization: the science of medicine as a model
د. النّاصر الهمّامي/كلّية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس
Dr. Nasser Hammami/ /Faculty of Humanities and Social Sciences/Tunisia
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 82 الصفحة 75.
Abstract:
In this article, we decided to research the science of medicine in the Arab-Islamic civilization
and to look at its roots and civilizational dimensions, and for that we have divided our research into three sections: Internal, religious motives manifested in the Islamic religion’s urging to learn medicine and treatment through many Qur’anic verses and prophetic hadiths, in addition to civilized motives represented in the transition of the Arabs from Bedouin to civilization, stability and increased urbanization. As for the external factors that contributed to the development of medicine The Arab-Islamic civilization, as it emerged from benefiting from the medical expertise of previous nations, This was represented, in particular, by translating and assimilating the Greek medical heritage in a first stage, and then seeking to develop and improve it in a second stage. As for the second part of this research, we have demonstrated the manifestations of progress and innovation in Arab-Islamic medicine, at the level of method, application and practice, through the development of medical practice from theory to practice, the emergence of new medical specialties, the development of the pharmaceutical industry and medical drugs, and attention to health care through the establishment of centers Integrated health. As for the third section of this research, we focused on highlighting the most important figures of Arab and Muslim doctors and valuing their important medical achievements.
Keywords: Arab-Islamic civilization – applied sciences – medicine.
ملخّص:
ارتأينا في هذا المقال البحث في علم الطبّ في الحضارة العربية الإسلامية والنّظر في جذوره وأبعاده الحضارية، ومن أجل ذلك فقد قمنا بتقسيم بحثنا إلى ثلاثة أقسام: أبرزنا في القسم الأوّل منه الدّوافع التي ساهمت في تطوّر الطبّ في الحضارة العربية الإسلامية، وقد صنّفناها إلى عوامل داخليّة، تمثّلت في دوافع دينيّةـ تجلّت في حثّ الدّين الإسلامي على تعلّم المداواة والعلاج من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النّبويّة، إضافة إلى دوافع حضاريّة تمثّلت في انتقال العرب من البداوة إلى التحضّر والاستقرار وازدياد العمران، أمّا العوامل الخارجية التي ساهمت في تطوير علم الطبّ في الحضارة العربية الإسلامية، فقد تبدّت في الاستفادة من الخبرات الطبية للأمم السّابقة، وقد تمثّل ذلك خاصّة في ترجمة الموروث الطبّي اليوناني واستيعابه في مرحلة أولى، ثمّ السّعي إلى تطويره وتجويده في مرحلة ثانية. وأمّا في القسم الثّاني من هذا البحث فقد قمنا بتجلية مظاهر التقدّم والتّجديد في الطبّ العربي الإسلامي، على مستوى المنهج والتّطبيق والممارسة، من خلال تطوير الممارسة الطبية من النظري إلى التطبيقي، وظهور اختصاصات طبية جديدة وتطوير صناعة الأدوية والعقاقير الطبية والاهتمام بالرعاية الصحية من خلال إنشاء المراكز الصحية المتكاملة. وأمّا في القسم الثالث من هذا البحث، فقد ركّزنا على إبراز أهمّ أعلام الأطبّاء العرب والمسلمين وتثمين منجزاتهم الطبية المهمّة.
الكلمات المفتاحية: الحضارة العربيّة الإسلامية- العلوم التّطبيقية- علم الطبّ.
مقدّمة:
نتيجة للحيويّة الحضاريّة المتوثّبة التي عرفتها الحضارة العربية الإسلامية، بدأت العلوم العربية الإسلامية منذ القرن الثّالث هجريّا تنفصل عن الدّين والفلسفة، وأخذت تتّجه تدريجيّا نحو الجانب العمليّ القائم على التّجريب والتّطبيق، فنتج عن ذلك ظهور العديد من العلوم التّطبيقية التي ركّزت على الجانب النّفعيّ للمجتمع، فكانت بهذا الشّكل استجابة للحاجات المستجدّة والطّارئة في المجتمع العربي الإسلامي الآخذ بالنّماء والازدهار، ومن ضمن هذه العلوم الجديدة علم الطبّ العربي الإسلامي الذي ازدهر وتطوّر بفضل العديد من العوامل الدّاخلية والخارجية، وتجلّت مظاهر تقدّمه على العديد من المستويات المنهجية والتطبيقية والإجرائية. فأصبح رافدا مهمّا للانطلاقة الحضارية الشّاملة التي شهدتها الحضارة العربية الإسلامية. فما هي أبرز الدوافع الخارجية والدّاخلية لتطوّر الطبّ العربي الإسلامي؟ وكيف تجلّت مظاهر تقدّمه وتطوّره؟ وإلى أيّ مدى أثّر في مجرى تطوّر الطبّ البشري؟
صلب الموضوع:
تقترن البدايات البعيدة للطبّ بالسّحر، فلم يكن المرض عند أغلب الشّعوب القديمة، يعدّ سوى أرواح شرّيرة حلّت في البدن، ولم يكن هناك أمل في الشّفاء إلّا عبر استعمال الرّقي والتّعاويذ التي تطرد هذه الأرواح الشرّيرة. لذا كان السّاحر هو الطّبيب المعالج، فمن معاني كلمة الطبّ في اللّغة العربية: السّحر، والمطبوب هو المسحور، والطّابّ هو السّاحر يستخدم طبّه في البرء والشّفاء. ثمّ أخذ الطبّ ينفصل تدريجيّا عن مجال السّحر، ويتحوّل تدريجيّا إلى علم مستقلّ له قواعده ومبادئه.([1])
رغم أنّ الطبّ العربي قبل الإسلام كان في معظمه طبّا بدائيّا يقوم على الكهانة والتّعاويذ والتّمائم، يضطلع به الكهّان والعرّافون، فإنّ هذه الفترة قد شهدت كذلك، ظهور صنف جديد من المُداوين الذين أخذوا يعتمدون طرقا جديدة في العلاج مثل: الملاحظة والتّشخيص والعلاج عبر الكيّ والفصد والحجامة وكذلك عبر استعمال أعشاب ونباتات جرّب تأثيرها في علاج بعض الأمراض. ومن أطبّاء الجاهلية المشهورين: الحارث بن كلدة الثّقفي وابنه النّضر وزهير بن جناب الحميري وزينب طبيبة بني أوْدِ.
أمّا بعد الإسلام، فقد زاد اهتمام العرب بالطب استجابة لتعاليم الدّين الإسلامي التي تحثّ على العلاج والتّداوي. فقد جاء في القرآن الكريم: ” وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلّا خسارا”.([2]) كما يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ” تداووا عباد الله، فإنّ الله سبحانه، لم يضع داء إلّا وضع معه شفاء، إلّا الهرم.”([3]) كما قال: “عليكم بالشّفائين العسل والقرآن.”([4]) وقد كان للرّسول ممارسات علاجية مأثورة تعتمد على استعمال الأعشاب والمواد الطبيعية والنّصائح السّلوكية الوقائيّة، جمعها ابن القيّم الجوزيّة في كتابه “الطبّ النّبوي”، وقد مثّلت ومازالت، حافزا للبحث والتقصّي في أسباب العلل وأنواع العلاجات المختلفة. ويمكن أن تعدّ إرهاصات بتنوّع المقاربات الطبّية وبإمكانيّة اعتماد منظومات علاجية متكاملة، مهّدت لما أصبح يعرف في عصرنا الحالي بالطبّ الموازي أو الطبّ الجسدي النّفسي.
يبدو أنّ انتقال العرب من البداوة إلى الحضارة والاستقرار وازدياد العمران، قد شجّع على تطوّر علم الطبّ ونمائه. فمنذ مطلع العهد الأموي بدأ الطبّ العربي يتّخذ منحى جديدا فقد بدأت التّأثيرات اليونانية تتسرّب إليه، وأخذ المسلمون في الاطّلاع على التّراث الطبيّ اليوناني والاستفادة منه([5]). وقد ساهم اهتمام الخلفاء وتشجيعهم للعلوم ولعلم الطبّ بصفة خاصّة في تقدّم الطبّ العربي الإسلامي، وذلك عبر حركة التّرجمة “واستقدام عدد من مشاهير الأطبّاء من معهد جنديسابور ومن الهند، منذ أيّام الخليفة أبي جعفر المنصور، ورعايتهم والإنفاق عليهم بسخاء من أجل نشر المعارف الطبّية.” ([6]) وقد كان لتأسيس بيت الحكمة أثر مهمّ في ازدياد النّشاط الطبّي الذي عرفه القرن الثّالث هجريّا، فقد ترجمت الكثير من الكتب والمصنّفات الطبّية اليونانية خاصّة، إلى اللّغة العربية ومنها: كتب أبقراط وجالينوس، وقد ذكر ابن النّديم الكتب الستّة عشر لجالينوس التي يقرؤها المتطبّبون أوّلا، وكتبه الأخرى ويربو عددها على الخمسين كتابا، وقد قام بترجمتها مترجمون متخصّصون في مجال الطبّ، وقد أشرف عليهم رئيس قسم التّرجمة ببيت الحكمة: الطّبيب الحاذق والمترجم الماهر حنين بن إسحاق.([7])
شملت هذه التّرجمات مختلف فروع الطبّ وأنواع العلاجات المتعدّدة، فمثّلت بذلك مرتكزا معرفيّا مكّن المسلمين من استيعاب المعارف الطبّية للحضارات السّابقة والعمل على تطويرها. فقد قام المسلمون في البداية بنقل وتنظيم وتلخيص المخطوطات الطبية اليونانية القديمة، مساهمين بذلك في حفظها من التّلف والضّياع. ثمّ مرّوا بعد ذلك إلى مرحلة النّضج والإضافة والتّطوير والإنتاج الفكري عبر التّأليف وإجراء التّجارب وتحقيق الاكتشافات والابتكارات الطبّية الجديدة. “وأقبل المسلمون على الطبّ اليوناني بنهم شديد، وأخذ الأطبّاء يجمعون ما تناثر من عناصره بلا كلل ولا ملل، وراحوا يعاينونها بدقّة وأناة وعناد. ومنذ ذلك الحين بدأ يتبلور الطبّ الاختباريّ الذي يقوم على المشاهدة والتّجربة والاستقراء فضلا عن الاستنتاج.”([8])
I– مظاهر تقدّم الطبّ العربي الإسلامي:
كان الطبّ اليوناني في جملته طبّا نظريّا قياسيّا استنتاجيّا، بينما كان عماد الطبّ العربي التّجربة والملاحظة والتّطبيق، وقد مكّن هذا الجانب العملي الأطبّاء المسلمين من تطبيق ما جاء في التّصانيف الطبية اليونانية لأبقراط وجالينوس من آراء ونظريّات، فجرّبوها على المرضى وقاموا بتدقيقها لتبيّن مدى صحتها وتطويرها. وقد كان للطبّ العربي الإسلامي –في بدايته- خلفية فلسفية ساعدت على توفير الإطار النّظري لهدا العلم، تأثّرا بالنظرة اليونانية إلى الطبّ باعتباره فرعا من فروع الفلسفة، فظهر أطبّاء فلاسفة، كثيرون مثل الرّازي وابن سينا، ساهموا في تطوير صناعة الطبّ والارتقاء بها. ([9])
إذا كانت مهمّة الطّبيب لدى الأمم السّابقة من يونان وهنود تقتصر على علاج الأمراض والعلل الظّاهرة، فإنّ الطبّ العربي الإسلامي قد أحدث تغييرا جذريّا في المناهج والأساليب الطبّية بتركيزه على الطبّ الوقائيّ قبل مداواة العلل والأمراض، وذلك عبر الاهتمام بمبادئ حفظ الصحّة للوقاية من الأمراض المختلفة([10]). فقد “صنّف مشاهير أطبّاء المسلمين وعلمائهم رسائل في تدبير الجسم وطرق حفظ الصحّة والوقاية الصحّية، إذ صنّف يوحنّا بن ماسويه كتابا في “تدبير الأصحّاء” وصنّف بخبيشوع بن جبرائيل للمأمون رسالة في “تدبير البدن” وللفيلسوف الكندي كتابا في تقويم الصحّة.” ([11]) كما نجد قولة للطّبيب أبو سعيد سنان بن ثابت بن قرة تعبّر عن هذا التوجّه الجديد “إنّ موضوع صناعتنا حفظ الصحّة لا مداواة الأمراض” ([12])
كما أولى الأطبّاء العرب جانب التّغذية الصحّية اهتماما كبيرا باعتبارها جزءا من العلاج والمحافظة على توازن الجسم، فقد صنّف الطبيب الكندي رسالة في “الغذاء والدّواء المهلك” ورسالة في “تدبير الأطعمة”. كما صنّف أبو بكر الرّازي في هذا الموضوع أكثر من عشرة كتب مثل كتابه: “علاج الأمراض كلّها بالأغذية” و”أطعمة المرض” و”منافع الأغذية ودفع مضارّها”. ([13]) كما صنّف يوحنّا بن ماسويه كتابا في “إصلاح الأغذية” ووضع جبرائيل بن بختيشوع رسالة في “الطّعام والشّراب ومنافع كلّ منهما ومضارّه في حالتي الصحّة والمرض” وكان قد وضعها للخليفة المأمون. ([14])
أمّا فيما يخصّ الأدوية فقد اهتمّ الأطبّاء المسلمون بتحضير الأدوية والعقاقير الطبّية، وكان أكثرها في البدء نباتيّا. ثمّ طوّروا صناعة هذه الأدوية بعد اطّلاعهم على علم الصّيدلة اليونانيّ، مثل كتاب “ديسقوريدس” في الحشائش. فاستخدموا العقاقير الحيوانية والمعدنية، وصنّفوا الأدوية إلى صنفين: أدوية مفردة وهي مكوّنة من العقاقير الأصلية، سواء أكانت نباتية أو معدنية أو حيوانية، وأدوية مركّبة تكون حصيلة جمع عقارين أو أكثر، وقد سمّوها: “الأقرباذين”. ويعدّ الطّبيب يوحنّا بن ماسويه أوّل من صنّف في موضوع الأدوية المركّبة، إذ ألّف كتابا بعنوان: “تركيب الأدوية المسهّلة وإصلاحها، وخاصّة كلّ دواء منها ومنفعته”. ([15])
اشتغل الأطبّاء العرب والمسلمون بمختلف فروع الطبّ والجراحة وبكلّ ما يصيب بجسم الإنسان من علل، ومن بين إنجازاتهم الطبّية أنّهم استطاعوا إجراء عمليّة تنظيف المعدة التي تعرّضت إلى التّسمّم باستخدام أنبوب المعدة، وهي طريقة في المعالجة نسبت إلى الطّبيب “براون سيكوارد” الذي عاش في أوائل القرن العشرين، لكنّ الأطبّاء العرب كانوا سبّاقين إليها قبل قرون عديدة. وكان الأطبّاء المسلمون أوّل من اكتشف أنّ بعض الأمراض تنتقل بالعدوى، مثل مرض الجدري والكوليرا والطّاعون. ([16])وقد اكتشفوا أمراض جديدة وشخّصوها بدقّة بالغة، فقد كان الطّبيب “ابن زهر الأندلسي” أوّل من وصف خرّاج الحيزوم والتهاب النّاصور النّاشف الانسكابي (مرض البواسير) ويعدّ ابن سينا أوّل من اكتشف العضيلة الموجودة في جسم الإنسان المسمّاة (الأنكلستوما) وكذلك المرض النّاشئ عنها والمسمّى بالرّهقان. كما أكّد جابر بن حيّان على أهمّية تعادل المواد الكيميائية في جسم الإنسان في تقوية مناعة الجسم من أجل حمايته من الأمراض الخطيرة التي كانت تفتك بأرواح الكثيرين في تلك الفترة مثل: البرص أو الجذام. ([17])
اهتمّ الطبّ العربي الإسلامي بالإضافة إلى الأمراض الجسدية، بعلاج الأمراض النّفسية التي تصيب الإنسان. فقد صنّف الطّبيب يوحنّا بن ماسويه كتابا حول “الماليخوليا وأسبابها وعلاماتها وعلاجها”، كما صنّف ثابت بن قرة كتابا في هذا المجال وهو “سوء المزاج المختلف”، أمّا أبو بكر الرّازي فقد ألّف في هذا الموضوع كتابين: “الأوهام والحركات النفسانية” و”معرفة المزاج الآدميّ”. ([18])
انتبه الأطبّاء العرب والمسلمون إلى أهمّية التّأثير بالإيحاء في علاج بعض الأمراض النّفسية/الجسدية، وقد ذكرنا سالفا حيل ابن سينا في علاج الأمراض النّفسية، ويمكننا أن نذكر حادثة أخرى تتمثّل في أنّه كان لهارون الرّشيد جارية أصيبت بنوع من الشّلل الهستيري بينما كانت ترفع يدها إلى أعلى، فبقيت يدها معلّقة، وقد حاول الأطبّاء علاجها بمختلف الأدوية فلم يفلحوا. فاستقدم الرّشيد الطّبيب جبريل بن بختيشوع الذي قرّر بعد فهم حالتها وتشخيص مرضها أن يداويها بحيلة نفسية، وبعد أخذ إذن الرّشيد، طلب الطّبيب من الجارية أن تخرج أمام الناس، ففعلت، وحين رآها الطّبيب أسرع إليها ونكس رأسها بقوّة، وأمسك بذيل ثوبها متظاهرا أنّه يريد تعريتها أمام الجمع. فصدمت الجارية وأرادت بصفة لاشعورية الدفاع عن شرفها، وبسطت يدها المشلولة إلى أسفل تريد أن تستر جسدها. فالتفت الطبيب “جبريل بن بختيشوع” إلى الرّشيد قائلا: لقد بُرئت يا أمير المؤمنين. ([19])
II– أعلام الأطبّاء العرب والمسلمين:
1- الرّازي:
هو أبو بكر بن زكريّا الرّازي (توفّي سنة 313 ه/925 م) له في الطبّ كتب كثيرة أشهرها “الحاوي” ويعدّ موسوعة طبّية شاملة، بحث فيه أمراض الرّأس والفالج وأوجاع العصب والتّشنّج والكزاز، كما عني فيه أيضا بأمراض العيون والأنف والأذن والأسنان. ويتألّف هذا الكتاب من ثلاثين جزءا. وقد عرف في أوروبا باسم Liber Continens وقد اتّبع فيه الرّازي منهجا طبّيا تجريبيّا مستحدثا قائما على الملاحظة السّريرية لسير المرض وتطوّره. وللرّازي كتب ورسائل أخرى في الطبّ منها: “كتاب الجدري والحصبة” ونجد فيه أقدم وصف سريريّ لمرض الجدري، ويعدّ من روائع الطبّ الإسلامي كما يقول عنه المستشرق “سارتون”، وقد نشر في أوروبا أربعين مرّة ما بين سنة 1498 و1866 باسم De Variolis et Morbiliis :”كتاب المنصوري” وفيه وصف دقيق لتشريح أعضاء البدن كلّه. وهو أوّل كتاب في هذا المجال، ترجم إلى اللّاتينية باسم Nonus Almansoris وظلّ مرجعا أساسيا في أوروبا حتّى القرن السّابع عشر. وللرّازي جهود كبيرة في دراسة الأمراض التّناسلية والتّوليد وجراحة العيون، وهو أوّل من صنع من أمعاء الحيوانات خيوطا لخياطة الجروح، وأوّل من استخدم الرّصاص الأبيض في المراهم، وأدخل الزّئيق في تركيب المسهّلات. كما يؤكّد الرّازي على أهمّية العامل النّفسي في الصحّة والمرض، إذ يرى أنّ بعض الأمراض لها منشأ نفسي يحدث أثرا عضويّا. مثل مرض سوء الهضم ومرض التهاب المفاصل الرّوماتيزمي، لذا فهو يدعو إلى الاهتمام بالجانب النّفسيّ للمريض وبثّ روح الأمل وقوّة الحياة والمقاومة فيه. وقد نقل ابن أبي أصيبعة في كتابه طبقات الأطبّاء قولة مأثورة عن الرّازي:” ينبغي للطّبيب أن يوهم المريض أبدا الصحّة ويرجّيه بها وإن كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لأخلاق النّفس” ([20])
2- الزّهراوي:
هو أبو القاسم خلف بن عبّاس الزّهراوي الأندلسي (توفّي سنة 404ه/1013 م) ويعدّ من كبار الأطبّاء الجرّاحين. من أهمّ كتبه دائرة معارف طبّية تقع في عشرين جزءا، تسمّى ” التّصريف لمن عجز عن التّأليف”. وينقسم هذا الكتاب إلى: قسم طبّي وقسم صيدلاني وقسم جراحيّ، ويعدّ أهمّ أقسام الكتاب، إذ أصبحت الجراحة مع الزّهراوي اختصاصا طبّيا قائما بذاته، يقوم أساسا على دراسة تشريح الأجسام الحيّة والميّتة. وقد أورد الزّهراوي في هذا القسم رسوما موضّحة للكثير من الأدوات الجراحية التي ابتكرها واستخدمها في الجراحة. كما قام بإجراء العديد من العمليّات الجراحيّة الرّائدة منها: عمليّة استئصال المثانة في النّساء عن طريق المهبل، وعمليّة شقّ القصبة الهوائيّة، وعملية إيقاف نزيف الدّم بربط الشّرايين الكبيرة. كما ابتكر طريقة لخياطة الجروح خياطة داخلية لا تترك أيّ أثر ظاهر، كما استعمل خيوطا دقيقة مصنوعة من أمعاء القطط في جراحة الأمعاء. وقد استحدث طريقة جديدة لتسريع التئام الكسور المفتوحة وذلك بترك فتحة في رباط الجبس، كما برع في طبّ العيون والأسنان واخترع آلات جديدة تستخدم في علاج أمراضهما. وقد تبوّأ الزّهراوي مرتبة رفيعة في العالم الأوروبي، إذ ترجمت أغلب مصنّفاته إلى اللّاتينية، وعرف عندهم باسم Abulcasis (أبو القاسم) وأصبح يوصف بأنّه: “أبو الجراحة”. ([21])
3- ابن سينا:
هو الشّيخ الرّئيس أبو الحسن عبد الله بن سينا (توفّي سنة 428ه/1037 م) وقد كان عالما موسوعيّا: فيلسوفا وأديبا وطبيبا، ومن أهمّ كتبه في الطبّ كتابه الشّهير “القانون” الذي ترجم إلى اللّاتينية وانتشر انتشارا واسعا في جامعات أوروبا وأصبح مصدرا رئيسيّا لتدريس الطبّ فيها. وقد جمع ابن سينا في مصنّفه هذا معارف طبّ السّابقين إضافة إلى ما ابتكره من نظريّات طبية جديدة، كما تعرّض فيه إلى طرق تحضير العقاقير الطبّية ومجالات استعمالها.
اعتمد ابن سينا مبدأ التدرّج في تقديم الأدوية إلى المريض من الأغذية الصحّية إلى الأدوية المفردة إلى الأدوية المركّبة كي يتجنّب مضاعفات هذه الأدوية على صحّة الإنسان، كما أضاف إلى الأدوية المرّة مذاقا طيّبا ليجعلها مستساغة للمريض “إذا أمكن (للعليل) التّدبير بأسهل الوجوه، فلا يعدل إلى أصعبها، ويتدرّج من الأضعف إلى الأقوى، ولا يقم في المعالجة على دواء واحد فيألفه الطّبيعة ويقلّ انفعالها عنه، ولا يدم على الغلط، ولا يهرب عن الصّواب، وحيث أمكن التّدبير بالأغذية، فلا يعدل عنه إلى الأدوية.” ([22])
استطاع ابن سينا وصف وتشخيص أمراض مختلفة كمرحلة أوّلية لعلاجها، مثل مرض القرحة الدرنية والقولنج الكبدي والكلوي وذات الرّئة وذات الجنب والتهاب السّحايا الأوّلي والثّانوي، كم وصف أيضا السّكتة الدّماغية واحتقان الدّماغ وأشار بضرورة علاج الدّماغ المحتقن بالتّبريد، ووصف أعراض حصى المثانة وصفا دقيقا وكذلك مرض تصلّب الرّقبة وداء اليرقان، وعرّف السّرطان بأنّه الورم الصّلب الذي ينتقل من عضو إلى آخر، وبين كيفية استئصال الأورام السرطانية وعلاجها. كما برع في الطبّ النّفسي فخصّص أقساما مستقلّة من كتبه للأمراض النّفسية المتعدّدة مثل القلق والسّوداوية (الاكتئاب) وفقدان الذّاكرة، وقام بمحاولات مبتكرة لعلاجها عن طريق اعتماد أسلوب الإيحاء والتّأثير النّفسيّ الشّافي في المريض. ([23])
III– المستشفيات والرّعاية الصحّية:
أنشأ المسلمون العديد من المستشفيات للقيام بدور الرّعاية الصحّية، ومن أوائل المستشفيات التي أنشئت هو البيمارستان الذي أمر ببنائه الخليفة هارون الرشيد وقد عيّن لرئاسته “ماسويه” والد الطبيب الشّهير “يوحنّا بن ماسويه”، باقتراح من طبيب الخليفة “جبرائيل بن بختيشوع”. كما أسّس “الفتح بن خاقان” وزير المتوكّل بيمارستانا بمصر في مكان يسمّى “خطّة المغافر”. وأسّس أمير مصر “أحمد بن طولون” سنة 259ه بيمارستانا نسب إليه، وحبس عليه أوقافا للإنفاق عليه. وكان هذا المستشفى –على غرار المستشفيات الحديثة- يتكفّل بإقامة المريض ومأكله ومشربه وعلاجه حتّى يشفى. “وكان إذا جيء بالعليل تنزع ثيابه ونفقته وتحفظ عند أمين البيمارستان، تم يلبس ثيابا ويفرش له، ويغذّى، ويراح عليه بالأدوية والأغذية والأطبّاء حتّى يبرأ، فيؤمر بالانصراف ويعطى ماله وثيابه.” ([24])
من المستشفيات الأخرى التي أسّست ببغداد خلال القرن الثّالث هجريّا: مستشفى السيّدة أمّ الخليفة المقتدر بالله سنة 203ه وسمّي “بيمارستان السيدة”، وقد خصّص للإنفاق عليه ستّمائة دينار شهريا. كما أمر الخليفة “المقتدر بالله” بإنشاء مستشفى آخر ببغداد، وقد أقيم بباب الشّام وسمّي “البيمارستان المقتدري”. وقد أصبح إنشاء المستشفيات سنّة حميدة انتهجها الخلفاء ونهج على نهجها الأعيان وذوي اليسار، إذ أسّس أحد قوّاد الخليفة “المعتضد بالله” مستشفى آخر ببغداد وسمّاه باسمه “مستشفى بدر المعتضدي”. ([25])
كان ببغداد في مطلع القرن الرّابع نظام صحّي متكامل، إذ وجد بها خمسة بيمارستانات يشرف على إدارتها الطّبيب ” سنان بن ثابت بن قرة الحرّاني”. وكانت أماكنها تختار بعناية كبيرة، إذ كانت تبنى في أماكن فسيحة نقية الهواء وافرة المياه لتوفير بيئة صحّية للعليل، وقريبا من الجوامع الكبيرة لتوفير بيئة نفسية ملائمة للشّفاء. وقد تألّفت هذه المستشفيات من العديد من الأقسام المجهّزة المخصّصة للأمراض المختلفة، ويعمل فيها العديد من الأطبّاء من مختلف الاختصاصات، من طبّ عامّ وكحّالين (أطبّاء العيون) وجرّاحين ومجبّرين. ويساعدهم في عملهم ممرّضون وخدم. وكانت بعض المستشفيات الكبيرة تضطلع بوظيفة تدريس طلّاب الطبّ، إذ تمكّنهم من تنمية مهاراتهم الطبية التّطبيقية عبر اتّباع أسلوب ميدانيّ في التّعليم يقوم على متابعة المريض بصفة آنيّة من أجل مراقبة تطوّر المرض ومدى استجابته للأدوية، ويسمّى هذا بالطبّ السّريري. ([26])
فاقت مدينة قرطبة في أواسط القرن الرّابع هجريّا مدينة بغداد في عدد المستشفيات وجودة الخدمات الصحّية، بفضل الرّخاء الاقتصادي الذي كانت تعيشه، إذ بلغ عدد مستشفياتها خمسون مستشفى. وقد ورد في شهادة لأحد المرضى الذين ارتادوها وهي في شكل رسالة توجّه بها إلى صديقه: “تسألني إن كنت بحاجة إلى نقود، فأخبرك بأنّي عندما أخرج من المستشفى سأحصل على لباس جديد وخمس قطع ذهبية، حتّى لا اضطرّ إلى العمل حال خروجي مباشرة، إنّي الآن في قسم الأروتوبادي Orthopadie بقرب قاعة الجراحة الجنوبية، وهي مركز البوليكلينيك Policlinic حيث أخذوني بعد سقوطي، وحيث يذهب كلّ مريض أوّل ما يذهب لكي يعاينه الأطبّاء المساعدون وطلّاب الطبّ. ومن لا يحتاج منهم إلى معالجة دائمة في المستشفى، تعطى له وصفته، فيحصل بموجبها على الدّواء من صيدليّة الدّار.” ([27])
بلغ من شدّة حرص المسلمين على الاهتمام بالصحّة العامّة، أن تنبّهوا إلى ضرورة الاهتمام بالحالة الصحّية للسّجناء. فقد كتب وزير الخليفة المقتدر بالله: “علي بن عيسى الجرّاح” إلى رئيس أطباء بغداد “سنان بن ثابت الحرّاني” كتابا مهمّا جاء فيه: ” فكّرت – مدّ الله في عمرك- في أمر من في الحبوس وأنّهم لا يخلون مع كثرة عددهم وجفاء أماكنهم أن تنالهم الأمراض، وهم معوّقون عن التصرّف في منافعهم ولقاء من يشاورونه من الأطبّاء في أمراضهم. فينبغي أكرمك الله، أن تفرد لهم أطبّاء يدخلون إليهم في كلّ يوم ويحملون معهم الأدوية والأشربة. وتتقدّم إليهم بأن يدخلوا سائر الحبوس ويعالجوا من فيها من المرضى، ويزيحوا عللهم فيما يصفونه لهم، أن شاء الله تعالى.” ([28]) فاستجاب رئيس أطبّاء بغداد إلى هذا الاقتراح، وطبّقه طوال أيّامه.
اهتمّ المسلمون بتقريب الخدمات الصحّية إلى مستحقّيها في كلّ الأمكنة، فأنشئوا المستشفيات السيّارة التي ترافق الحملات العسكرية وتطوف الأمكنة البعيدة بغية معالجة المرضى. فقد كتب كذلك هذا الوزير الحريص على صحّة الرّعية “علي بن عيسى الجرّاح” إلى رئيس أطبّاء بغداد قائلا: ” فكّرت فيمن بالسّواد من أهله، وأنّه لا يخلو من أن يكون فيه مرض، لا يشرف متطبّب عليهم لخلوّ السواد من الأطبّاء، فتقدّم – مدّ الله في عمرك- بإنفاذ متطبّبين وخزانة من الأدوية والأشربة، يطوفون في السّواد، ويقيمون في كلّ صقع منه مدّة ما تدعو الحاجة إلى مقامهم، ويعالجون من فيه ثمّ ينتقلون إلى غيره ففعل سنان ذلك.” ([29])
خاتمة:
كان الطبّ قبل الإسلام في أغلبه ممارسة بدائيّة تقوم على الكهانة واستخدام التّمائم والتّعاويذ، واستعمال الكيّ والتّداوي ببعض الأعشاب، لكن مع مجيء الإسلام أخذ الطبّ يتحوّل تدريجيّا إلى علم دقيق له أصوله وقواعده، وذلك استجابة لتعاليم الدّين الإسلامي التي تحثّ على العلاج والتّداوي، وكذلك بفضل اطّلاع العرب والمسلمين على التّراث الطبيّ للشّعوب الأخرى، ولحضارة اليونان خاصّة، عن طريق حركة النّقل والتّرجمة، إضافة إلى التّشجيع الذي لقيه الأطبّاء من طرف الخلفاء والأمراء، عن طريق رعايتهم والإنفاق عليهم بسخاء، ممّا جعلهم يتجاوزون مرحلة نقل التّراث الطبّي اليوناني إلى استيعابه وتمثّله وتطويره والإضافة إليه، عبر التّأليف والإنتاج الفكري، وإجراء التّجارب وتحقيق الاكتشافات والابتكارات الطبّية الجديدة، فبرز أطبّاء مهرة، مثل الرّازي وابن سينا والزّهراوي، ساهموا في تطوير صناعة الطبّ والارتقاء بها،
وظهرت اختصاصات طبّية جديدة مثل: الجراحة وطبّ العيون، واعتمدت مناهج طبية مبتكرة في العلاج تقوم على الطبّ الوقائي والتّغذية الصحّية والعلاج النّفسيّ، واستخدمت أدوية مركّبة جديدة، أكثر نجاعة في مقاومة العلل والأمراض. حتّى أنّ الرّعاية الصحّية بلغت مستوى عال من الجودة والرّفاهة، وقد تجسّد ذلك من خلال إنشاء البيمارستانات التي أقيمت في شرق الدّولة الإسلامية وغربها، وقد كانت عبارة عن مراكز صحّية متكاملة، مجهّزة بأقسام مخصّصة للأمراض المختلفة، ويقوم على تسييرها أطبّاء متخصّصون وممرّضون، كما تحتوي على صيدليّات لصرف الأدوية، وتقوم إضافة على ذلك بوظيفة تعليميّة، تتمثّل في تدريس طلبة الطبّ بطريقة ميدانيّة حينيّة، تعتمد على الطبّ السّريري التّطبيقي. كما عمّمت الخدمات الصحّية على كلّ فئات المجتمع وأصبحت حقّا مواطنيّا، ومن مظاهر ذلك تقديم الخدمات الصحّية للسّجناء، والاهتمام بالطبّ العسكري، من خلال إنشاء المستشفيات السيّارة المرافقة للجيوش وللحملات العسكرية. ونستنتج من خلال هذا أنّ الاهتمام بالطبّ والتّداوي في الحضارة العربية الإسلامية يندرج ضمن رؤية حضارية شاملة، تهدف إلى تكريم الإنسان والعناية به جسديّا ونفسيّا من أجل ضمان جودة الحياة. كما أنّه من الواضح الجليّ أنّ الطبّ العربي الإسلامي الذي كان في بدايته متأثّرا بالمعارف الطبية للحضارات السّابقة، قد غدا عبر آلية الاستيعاب والتّطوير وتجويد الممارسة الطبية التّطبيقية، مؤثّرا في الحضارة الغربية اللّاحقة التي استفادت أيّما استفادة من اكتشافات ومنجزات الطبّ العربي الإسلامي، وقامت باستثمارها من أجل إرساء دعائم الطبّ الحديث.
قائمة المراجع:
- 1. ابن أبي أصيبعة، موفّق الدّين أبي العبّاس. عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء، ط 1، (تحقيق: عامر النجّار)، القاهرة: دار المعارف، 1996، ج 1.
- 2. جبرة، صابر. تاريخ الصّيدلة، المملكة المتّحدة: مؤسّسة هنداوي، 2020.
- 3. ابن سينا، أبو علي الحسين. القانون في الطبّ، (تحقيق: محمّد أمين الضنّاوي)، بيروت: دار الكتب العلميّة، ط 1، 1999، ج 1.
- 4. السّامرّائي، كمال. مختصر تاريخ الطبّ العربي، بغداد: دار النّضال، 1984، ج 1.
- 5. سليمان، مصطفى محمود. تاريخ العلوم والتّكنولوجيا في العصور القديمة والوسطى ومكانة الحضارة الإسلامية فيه، ط 2، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2008. . 6. عبد الباقي، أحمد. معالم الحضارة العربية في القرن الثّالث الهجري، ط 2، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية،1991.
- 7. عطيتو، عبّاس وحربي، محمود حسّان. العلوم عند العرب (أصولها وملامحها الحضارية)، بيروت: دار النّهضة العربية للطّباعة والنّشر، 1995.
- 8. المقريزي، أبو العبّاس أحمد بن علي. الخطط المقريزية الموشّاة بالمواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار يختصّ ذلك بأخبار إقليم مصر والنّيل وذكر القاهرة وما يتعلّق بها وبإقليمها، مصر: مطبعة بولاق، 1854، ج 2.
- 9. مرحبا، محمّد عبد الرّحمان. المرجع في تاريخ العلوم عند العرب، ط 1، بيروت: دار الجيل، 1998.
- 10. ابن النّديم، أبو الفرج محمّد بن أبي يعقوب إسحاق. الفهرست في أخبار العلماء المصنّفين من القدماء والمحدثين وأسماء كتبهم، بيروت: دار المعرفة للطّباعة والنّشر، (د.ت).
- هونكه، زنغريد. شمس العرب تسطع على الغرب “أثر الحضارة العربية في أوروبة”، (ترجمة: فاروق بيضون وكمال دسوقي/ مراجعة: مارون عيسى الخوري)، ط 8، بيروت: دار الجيل، 1993.
12 .E.L.Bertherand. Médecine et hygiène des Arabes, Paris : Germer Bailliere, libraire Éditeur, 1855.
- 13. Lucien, Leclerc. Histoire de la médecine Arabe, Paris : Ernest Leroux, Éditeur, 1870.
- 14. Yvon, Houdas. La médecine arabe aux siècles d or, France: Harmattan, 2003.
([1]) ينظر: محمّد عبد الرّحمان، مرحبا. المرجع في تاريخ العلوم عند العرب، ط 1، بيروت: دار الجيل، 1998، ص 273.
([3]) حدّثنا: أبو بكر، عن أبي شيبة وهشام بن عمّار، قالا: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن عِلاقَة، عن أسامة بن شريك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “تداووا عباد الله، فإنّ الله سبحانه، لم يضع داء إلّا وضع له شفاء، إلّا الهرم.” القزويني. ابن ماجه، سنن ابن ماجه، (باب: أبواب الطبّ)، ص ص 495، 456.
([4]) حدّثنا علي بن سلمة: حدّثنا زيد بن الحباب: حدّثنا سفيان عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عليكم بالشّفائين: العسل والقرآن.” المصدر نفسه، (باب: العسل)، ص 497، 498.
)[5]( Voir: Lucien, Leclerc. Histoire de la médecine Arabe, Paris : Ernest Leroux, Éditeur, 1870.
([6]) أحمد، عبد الباقي. معالم الحضارة العربية في القرن الثّالث هجري، ص 520.
([7]) أبو الفرج محمّد بن إسحاق، ابن النّديم. الفهرست ف أخبار العلماء المصنّفين من القدماء والمحدثين وأسماء كتبهم، ص 417، 419.
([8]) محمّد عبد الرّحمان، مرحبا. المرجع في تاريخ العلوم، ص 279.
([9]) ينظر: مصطفى محمود، سليمان. تاريخ العلوم والتّكنولوجيا في العصور القديمة والوسطى ومكانة الحضارة الإسلامية فيه، ط 2، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2008، ص 306- 332.
)[10]( Voir : E.L.Bertherand. Médecine et hygiène des Arabes, Paris : Germer Bailliere, libraire Éditeur, 1855.
([11]) أحمد، عبد الباقي. معالم الحضارة العربية في القرن الثّالث الهجري، ص 521.
([12]) أبو العبّاس أحمد بن القاسم، ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء، ص 308.
([13]) أبو العبّاس أحمد بن القاسم، ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء ، ص 422- 425.
([14]) كمال، السّامرّائي. مختصر تاريخ الطبّ العربي، بغداد: دار النّضال، 1984، ج 1، ص 391.
([15]) ينظر: صابر، جبرة. تاريخ الصّيدلة، المملكة المتّحدة: مؤسّسة هنداوي، 2020، ص 40- 46.
[16] Voir: Yvon, Houdas. La médecine arabe aux siècles d or, France: Harmattan, 2003.
([17]) عبّاس، عطيتو ومحمود حسّان، حربي. العلوم عند العرب (أصولها وملامحها الحضارية)، بيروت: دار النّهضة العربية للطّباعة والنّشر، 1995، ص 289- 290.
([18]) ينظر: أحمد، عبد الباقي. معالم الحضارة العربية في القرن الثّالث الهجري، ص 526.
([19]) ينظر: عبّاس، عطيتو وحلّاق محمود حسّان، حربي. العلوم عند العرب (أصولها وملامحها الحضارية)، ص 299.
([20]) ينظر: محمّد عبد الرّحمان، مرحبا. المرجع في تاريخ العلوم عند العرب، ص 281- 288.
([21]) ينظر: محمّد عبد الرّحمان، مرحبا. المرجع في تاريخ العلوم عند العرب، ص 290- 292.
([22]) أبو علي الحسين، ابن سينا. القانون في الطبّ، (تحقيق: محمّد أمين الضنّاوي)، بيروت: دار الكتب العلميّة، ط 1، 1999، ج 1، ص 322.
([23]) ينظر: محمّد عبد الرّحمان، مرحبا. المرجع في تاريخ العلوم عند العرب، ص 294- 301.
([24]) أبو العبّاس أحمد بن علي، المقريزي. الخطط المقريزية الموشّاة بالمواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، يختصّ ذلك بأخبار إقليم مصر والنّيل وذكر القاهرة وما يتعلّق بها وبإقليمها، مصر: مطبعة بولاق، 1854، ج 2، ص 405، 406.
([25]) ينظر: أبو العبّاس أحمد بن القاسم، ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء، ص 301، 302.
([26]) كمال، السّامرّائي. مختصر تاريخ الطبّ العربي، ج 1، ص ص 428، 432.
([27]) زنغريد، هونكه. شمس العرب تسطع على الغرب “أثر الحضارة العربية في أوروبة”، (ترجمة: فاروق بيضون وكمال دسوقي/ مراجعة: مارون عيسى الخوري)، ط 8، بيروت: دار الجيل، 1993، ص 228، 229.
([28]) أبو العبّاس أحمد بن القاسم، ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء، ص 301.
([29]) أبو العبّاس أحمد بن القاسم، ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء، ص ص 193، 194.