“المنهج التأصيلي في كتابات أ. د عمر عتيق
The Original Approach in Dr. Omar Atiq’s Writings
د. سعيد قطفي ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض، مراكش، المغرب
. Said KATFI, University Cadi Ayyad, Marrakech
مقال منشور كتاب أعمال ملتقى المنجز النقدي الفلسطيني وخصوصيته عند عمر عتيق في اصفحة 47.
Abstract :
Human intellectual development is a sound indicator of the progress and development of nations in various fields. However, such development cannot be built without well-defined scientific foundations and approaches. There is where the Western and the Arab worlds differ drastically. This has led the Arabs to borrow the Western concepts and approaches in order to imitate it and keep up with the intellectual progress. In other words, modern Arab literature was not able to produce its own concepts and approaches, to the extent that it carried over inappropriate Western ones, seeking to adapt them to the conditions of its intellectual production. This has often resulted in corruption and weakness in the approaching the Arab heritage and in the explanation of its terms and problematics. The main reason for the inability to serve the Arab heritage is the discrepancy between the questions they produced and those that the Arab heritage wanted to answer as different questions lead to different approaches and concepts.
Dr. Omar Atiq is one of the most prominent researchers who have provided a viable alternative to these methodological forms, thus establishing a special approach capable of studying the Arab heritage through a considerable number of writings such as: Issues in Critical, Rhetorical, Poetic and Media Terminology and Stylistic Phenomena in the Holy Quran. This article aims to illustrate the aspects and foundations of this approach by answering the following questions:
- What is the most important scientific foundation upon which the “Original Approach of Dr. Omar Atiq” is based?
- What are the objectives of the Original Approach?
- How did Dr. Omar Atiq fit this approach into his scientific project?
Keywords: Dr. Omar Atiq/ Original Approach/ Methodological Approach/ The Approach and Arab heritage.
ملخص:يعد التطور الفكري الإنساني إحدى السمات الدالة على تقدم الأمم وتطورها في مختلف المجالات، غير أن هذا التطور لا يمكن أن يبنى دون أسس ومناهج علمية واضحة المعالم؛ كتلك التي أسهمت في تقدم الغرب وتأخر العرب؛ ما جعل العرب يتهافتون إلى استعارة مفاهيمهم ومناهجهم؛ وذلك من أجل مواكبة هذا التقدم الفكري ومحاولة تقليده. وبعبارة أخرى إن الفكر العربي الحديث لم يكن قادرا على إنتاج مفاهيم ومناهج خاصة به، بقدر ما كان مؤهلا لترحيل مناهج غربية غير مناسبة له، ساعيا إلى تكييفها مع ظروف إنتاجه الفكري؛ الشيء الذي نتج عنه في كثير من الأحيان فساد هذه المناهج وضَعفها في مقاربة التراث العربي وشرح مصطلحاته والإجابة عن إشكالاته.
ويرجع السبب الرئيس في عدم قدرة هذه المناهج على خدمة التراث العربي، إلى تباين الأسئلة التي أنتجتها والسؤال الذي أراد التراث العربي أن يجيب عنه؛ وطبيعي أن اختلاف الأسئلة يؤدي إلى اختلاف المناهج والمفاهيم أيضا. ويعد الدكتور عمر عتيق من أبرز هؤلاء الباحثين المعاصرين الذين قدموا بديلا لتجاوز هذا الإشكال المنهجي، مؤسسا بذلك منهجا خاصا وقادرا على قراءة التراث العربي. وذلك من خلال مجموعة من المؤلفات أهمها: “في قضايا المصطلح النقدي والبلاغي والعروضي والإعلامي“، و“ظواهر أسلوبية في القرآن الكريم”، ويهدف مقال “المنهج التأصيلي عند أ.د عمر عتيق”، إلى تبيان معالم هذا المنهج وأسسه، وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:
- ما هي أهم الأسس العلمية التي بُني عليها “المنهج التـأصيلي عند أ. د عمر عتيق”؟
- ما هي الأهداف التي يسعى المنهج التأصيلي إلى تحقيقها؟
- كيف استطاع الدكتور عمر عتيق تأصيل هذا المنهج في مشروعه العلمي؟
الكلمات المفاتيح: عمر عتيق / المنهج التأصيلي / الإشكال المنهجي / المنهج والتراث العربي.
مقدمة:
إن التعامل مع التراث العربي أيا كانت مجالاته المعرفية، يأخذ مشروعيته التامة من خلال ارتباطه بسؤال عام يندرج في سياق ما بات يعرف في الفكر العربي الحديث “بإشكال المنهج” من جهة، وبالأصالة والمعاصرة وارتباطهما بالهوية العربية من جهة ثانية. هذا الإشكال الذي مازال قائما منذ بداية النهضة العربية كما هو معروف حول المنهج ودوره في المباحث الثقافية والنقدية والاجتماعية والسياسية، وكيفية توظيفه في ما يواجهنا من قضايا ومشاكل حديثة، هل نرحله من الغرب بدون ضوابط ومقاييس محددة؟ أم نرجع إلى التراث من أجل التأكيد من صحة المنهج العربي في جل المباحث، ونسعى إلى تأصيله وتجديده والعمل به بغية الربط بين الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي.
ونادرا ما غاب سؤال المنهج وارتباطه بالأصالة والمعاصرة عن قضايا الفكر العربي الحديث ومباحثه الشيء الذي أدى إلى ظهور مجموعة من الأبحاث الجادة، التي سعت جاهدة إلى تأصيل منهج عربي علمي رصين، بعيدا عن الثقافة الغربية بمفهومها الواسع. ويعد مشروع الباحث عمر عتيق واحدا من المشاريع العربية، التي تهدف إلى بث الحياة في الفكر العربي، سواء من خلال إعادة قراءته، أو من خلال التجديد فيه، وذلك من طريق تأصيل منهج عربي يخدم التراث والفكر العربي قديمه وحديثه، وجعله مسهما في تطورهما والرقي بهما.
المنهج التأصيلي في مشروع الباحث عمر عتيق
إن التطور الفكري الإنساني لا يمكن أن يبنى دون أسس ومناهج علمية واضحة المعالم؛ لكونه يعد إحدى السمات الدالة على تقدم الأمم وتطورها في مختلف المجالات، ولعل ذلك من أسباب تقدم الغرب وتأخر العرب؛ الشيء الذي يجعل العرب يتهافتون على استعارة مناهج الغرب ومفاهيمه ومصطلحاته، بهدف مواكبة هذا التقدم الفكري الغربي ومحاولة تقليده. وبعبارة أخرى إن فكرنا العربي الحديث لم يكن قادرا على إنتاج مفاهيم ومناهج خاصة به، بقدر ما كان مؤهلا لاستقدام مناهج غربية غير مناسبة له، ساعيا إلى تكييفها مع ظروف إنتاجه الفكري؛ الشيء الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى إخفاق هذه المناهج وضَعفها في مقاربة التراث العربي وشرح مصطلحاته وإشكالاته، فنكون بذلك أمام فكر عربي عبارة عن هيكل عظمي فارقهُ الجمال.
ويرجع السبب الرئيس في عدم قدرة هذه المناهج على خدمة التراث العربي، إلى اختلاف الأسئلة التي أنتجتها والإشكال الذي أراد التراث العربي أن يجيب عنه؛ لأن اختلاف الأسئلة يؤدي بالضرورة إلى اختلاف المناهج والمصطلحات أيضا، وقد وعي هذا الإشكالَ عدد من الباحثين والمفكرين العرب. ومن بينهم الدكتور عمر عتيق الذي يعد من الباحثين الذين حاولوا تجاوز هذا المشكل المنهجي، إلى تأسيس وبناء منهج خاص قادر على قراءة التراث العربي ومصطلحاته وشرحه من جهة، وإلى ربطه بالهوية العربية من جهة ثانية، وهذا ما سنرصده من خلال ما يلي:
- الدعوة إلى الاهتمام بالمصطلح
ومن مظاهر تجليات المنهج التأصيلي عند الدكتور عمر عتيق عنايته بالمصطلح والدعوة إلى الاهتمام به؛ فهو الكلمة المفتاح في أي علم كيفما كان موضوعه ومنهجه وطبيعته، بل إنه من الأسس التي يرتكز عليها البناء المعرفي لمختلف أنواع الممارسات والإنتاجات الفكرية والعلمية والفنية، ولذلك فلا ضير أن نجد كثيرا من العلوم النظرية والتطبيقية تعمد إلى اختزال مفاهيمها وإجراءاتها سعيا إلى الضبط وإكساب الدرس نسقيته الموضوعية، ولهذا فالباحث عمر عتيق قد خصص ضمن مشروعه المعرفي بحوثا عديدة لموضوع المصطلح من بينها كتاب: “في قضايا المصطلح النقدي والبلاغي والعروضي والإعلامي”[1]؛ وهو بحث فريد في بابه، سعى فيه إلى بيان أدوار المصطلح في الرفع من قيمة البحث العلمي.
ومن بين تلك الأدوار التي أشار إليها الباحث نذكر دور المصطلح في الربط بين الخطاب الثقافي والخطاب القومي والوحدوي في الآن نفسه، وفي ذلك يقول: “إن العلاقة بين المصطلح والخطاب الثقافي لا تنفصل عن الخطاب القومي الوحدوي الذي يعد هدفا مركزيا يسعى المثقفون إلى إنجازه، إذ إن مقومات وحدة الأمة لا تقتصر على اللغة (قناة التواصل) والإطار الجغرافي الموحد والسجل التاريخي…وإنما تتجاوز تلك المقومات إلى وحدة المصطلح إذ يستطيع الباحث أن يقيس تقدم الأمة حضاريا، ويحدد ملامح ثقافتها عقيدة وفكرا، بإحصاء مصطلحاتها اللغوية واستنكاه مدلولها”[2].
إن قيمة المصطلح وأهميته لا تتوقف في الربط بين الخطابين معا، بل تتجاوز ذلك إلى الربط بين اللغة والفكر، وهذا ما يؤكده الباحث من خلال قوله: “يستدعي التأكيد أن المصطلح جسر بين الفكرة واللغة، اعتمادا على أن الرصيد المصطلحي هو مرايا الفكر، فإذا كانت أفكارنا تتخلق من جينات منظمة في رحم فكري بنيوي فإن ناتج المصطلحات سيكون منسجما مع ماهية الفكر، وستكون تلك المرايا صافية مصقولة، ومن هذا المنطلق، يصبح المصطلح صورة مكثفة للعلاقة العضوية القائمة بين العقل واللغة”[3].
نستنتج أن الباحث يحمل هما مصطلحيا، حاول تصريفه في هذا المشروع البحثي، ليس فقط من خلال هذا الكتاب الذي أشرنا إليه آنفا، وإنما في كل البحوث التي عالج فيها قضية المصطلح، سواء كان المصطلح بلاغيا، أو اجتماعيا، أو عروضيا، أو تراثيا، أو سياسيا، أو إعلاميا..، ولهذا نجده يصر على الدعوة إلى توحيد المصطلح بين جميع الباحثين، رادا في الوقت نفسه على من يدعي عكس ذلك. ويرى الأستاذ الباحث بأن القول في خطورة توحيد المصطلح لا يرتقي إلى مستوى وجهة نظر، ولا يستحق تقديرا بكل المقاييس الليبرالية؛ لأن التعليل الذي يقدمه من يرفض توحيد المصطلح رأي لا يرتبط بأي حقيقة علمية، فجمود البحث العلمي لا يأتي من وحدة المصطلح فقط، بل ينجم عن جمود الفكر وضحالة الخيال، وغياب التأمل، وضعف مقومات البحث العلمي ومنهجياته؛ وهي التحليل والتعليل والاستقصاء والربط والاستنتاج.
ولعل القائل برفض توحيد المصطلح يحتاج إلى التذكير بأن الإبداع يُنجِب المصطلح، ولا أدري كيف يؤدي توحيد المصطلح إلى جمود البحث العلمي، فالتغريد خارج السرب في هذا السياق لا يحتاج إلى بيان، إلا القولَ بأن ذلك الرأي _ رأي رافضي توحيد المصطلح _ قد وضع العربة أمام الحصان، وبعد انتظارٍ اتُّهم الحصان بالعجز والتقصير.. ولا يعقل أن نكسر مرآة الأنا ونهرع إلى مرايا الآخرين لبريق صورها؛ لأن التشويه من تقصيرنا والقبح من عقوقنا للغتنا، أما إذا هرعنا إلى مرايا الآخرين فلن نرى صورتنا بل سنرى مسخا مشوها لأن لغة الآخرين لا تعكس شخصية الأنا[4].
إن الدعوة إلى توحيد المصطلح هي دعوة صريحة إلى إعادة النظر في كيفية تعاملنا مع التراث العربي بشكل عام، ومع لغتنا العربية بشكل خاص، فعمر عتيق من خلال هذه الدعوة يوجه الباحثين إلى التمسك بالهوية العربية وإعادة قراءة التراث من وجهة نظر، أو بالأحرى من منظور منهجي عربي، وألا نتهافت على ترحيل مناهج الغرب؛ لأنها غير مناسبة _ في كثير من الأحيان _ لدراسة التراث العربي وتحليله، لأنه “ليس في إمكان المثقف العربي استيعاب الثقافة المستحدثة، نظريات ومناهج وآليات وطرائق، بغير تحصيل القدرة على الاستنباط المنهجي واصطناع المقابل، إن مثلا أو ضدا، مع استثمار ما اختص به التراث الإسلامي من وسائل في النظر لا نجدها عند غيره من أنواع التراث”[5].
كما أن هذه الدعوة ليست دعوة مبنية على رؤية ذاتية محضة، بل هي مبنية على منهج إحصائي دقيق، وهو ما نجده في تِعداد الباحث لأسباب تعدد المصطلح واختلافه بين النقاد والباحثين والمترجمين، فلا جدال في أن ربط الظاهرة بالأسباب أمر بَدَهِيّ، بل هو ربط موضوعي، ويكتسب الجدال صفة الشرعية حينما نبحث في ظاهرة المصطلح النقدي من حيث تعدده وتداخله واضطرابه[6]، وفي ذلك يقول: “وقد وقفت على ما تيسر من تلك الأسباب فأثبت بعضها، واجتهدت في بعضها الآخر، ولا أخفي على القارئ أن ترتيب الأسباب التالية ليس عملا بريئا، بل يضمر رؤية تحيط بالفكر النقدي… على اعتبار أن النقد لا يستطيع الإفلات من قبضة الفكر. ويمكن تصنيف أسباب تعدد المصطلح النقدي وتداخله واضطرابه”[7]، حسب ما يأتي:
- عشق الآخر أو عبادة البطل (أو تقليد الغرب)، ويفسر الباحث السبب الأول بقوله: “ينبغي أن ننبه إلى أننا لا نضمر كراهية للآخر ما دامت العلاقة بين الأنا والآخر لا تمس حرمة الأنا كما ينبغي التأكيد أن النظرة إلى الآخر تنبع من واقع الأنا… وتأسيسا على ما تقدم فقد استباح بعض النقاد حرمة الأنا، وانغمس في مشارب النقد الغربي ينهل من مصطلحاته حتى الثمالة، فأصبح المصطلح الواحد في الدرس النقدي العربي متعدد الوجوه باختلاف اللغات التي انحدر منها”[8].
- اختلاف السياق الثقافي: والمقصود بذلك حسب الناقد أن “التلاقح ينجب فكرا إنسانيا مشتركا في كثير من مناحي الحياة، وكل ثقافة لا تتعاطى التأثر والتأثير هي ثقافة عقيمة ليس لها خيار إلا الجمود والتلاشي. ولكن التلاقح الثقافي لا يفضي أبدا إلى انصهار الثقافات وذوبان الأنا في محلول الآخر؛ لأن لكل ثقافة خصوصية أو هوية تجسد البيئة بكل أبعادها وأطيافها، ولو غامر أحد باستيراد لون فلكلوري أوروبي وحاول إقحامه في منظومة الفلكلور العربي لوجد أن الذائقة العربية تنفر منه بل تلفظه لأنه ليس من نسل البيئة العربية. ويشبه هذا الانحراف الثقافي سلوك الناقد الذي يقوم بزج المصطلحات زجا في نقود توضيح وتأويل، أمر يجعل الباحثين مضطرين للبحث عن المعاني والدلالات المحولة”[9].
- غياب المنهجية: ويذهب الباحث إلى أن الأبعاد العلمية والقومية للمصطلح تقتضي وجود منظومة من المعايير والضوابط التي تحكم مسيرة المصطلح، بالإضافة إلى توفير مرجعية أو هيئة ثقافية تراقب ولادة المصطلح وتوجهه نحو حاجات الدرس النقدي العربي، لأن المنهجية نصف المعرفة، وما يحدث اليوم في كثير من المطارحات … أن الدرس النقدي يساق نحو المصطلح الأجنبي ما يؤدي إلى تشويه عملية التلقي النقدي[10].
- الترجمة: ويرى الباحث بأن الأمم “التي لا تحسن الترجمة لن تخرج من قارورة العجز، وستبقى تجر أذيال خيبتها الثقافية وراء عربة الازدهار والانفتاح. كما أن الترجمة التي تتم في طقوس فردية بعيدة عن أصول التنسيق والمتابعة والعمل الجماعي ستؤدي حتما إلى تشويه الدرس النقدي…ومن إفرازات الترجمة التعدد والاضطراب في لفظ المصطلح، فقد حار الدارسون في ترجمة أو تعريبRomantic ؛ فبعضهم قال رومنتي، وبعضهم قال رومنتيكي، وفريق ثالث رومنطيقي، ثم ترك ذلك وشاع استعمال رومانسي”[11]. وإلى جانب هذا المصطلح، يضيف الباحث مصطلحات أخرى تعددت ترجماتها بتعدد مترجميها وهي: مصطلح سيميائية، والتناص، والتفكيكية[12].
- المجامع اللغوية: ويرى الباحث أن انتشار مجامع اللغة هو انتشار كمي فقط، فرغم الانتشار الواسع لها، إلا أن إنتاجاتها لا ترقى إلى طموح الدرس النقدي، لهذا يدعو إلى توسيع دائرة القرار في هذه المجامع، وفي هذا يقول: “وما دام الهدف هو تخليص المصطلح النقدي من شوائبه وتعدده واضطرابه، وإعادته من منفاه إلى بيئته العربية بما تحويه من موروث تراثي ورؤى معاصرة، فإن هذا الهدف يرتقي من مجرد هدف لغوي إلى إنجاز قومي يستحق كسر احتكار اتخاذ القرار وتوسيع دائرة سلطة القرار في المجامع اللغوية، واستحداث آلية جديدة تضمن معايير ومواصفات اختيار أعضاء المجامع اللغوية، كما يستحق ذلك الإنجاز القومي المصطلحي تفريغ سلة المصطلحات وتوزيعها على ذوي الاختصاص”[13].
- الترادف اللغوي: يعد الباحث الترادف اللغوي نعمة ونقمة في آن واحد في مجال المصطلحات عامة، فهي نعمة إذا تم توظيفها للتفريق بين المفاهيم المتقاربة، في حين أنها نقمة إذا وضع عدد منها مقابلا للمفهوم التقني الواحد[14]. وإلى جانب ذلك يرى الباحث أن “وضع المصطلح أصبح صناعة تقتضي مهارة ودراية، أما المهارة فهي اختيار اللفظ الواحد من بين ركام الألفاظ التي تتشابه في معانيها، ولا تتأتى تلك المهارة إلا للناقد المؤسس على بنيان معجمي، أما الدراية فهي وضع ذلك اللفظ المنتخب من بطون المعاجم في سياقه النقدي الملائم، فإذا تحقق ذلك الربط بين المهارة والدراية”[15] تحقق وضع المصطلح المناسب واختياره.
- الفردية والانغلاق: ويقصد الباحث بهذا غلبة الجانب الذاتي والفردي في وضع المصطلحات، وسبب ذلك راجع في نظره إلى غياب التواصل الجماعي في وضع المصطلح، سواء كان مصطلحا نقديا أو ترجميا، وفي ذلك يقول: “الإبداع الفردي في الدرس النقدي لا يسوغ الدور الفردي في وضع المصطلح النقدي، إذ إن وضع المصطلح يقتضي تواصلا جماعيا؛ لأن تعدد المصطلح يعود إلى عدم اطلاع الباحثين العرب على أبحاث زملائهم الآخرين….كما أن الفعل الفردي في سياق الترجمة يعبر عن رغبة فردية تخضع لميول شخصي بدلا من أن تكون نتيجة لفعل معرفي جماعي، وينبغي أن يجمع هذا الفعل المعرفي الجماعي بين اللغويين والنقاد في وضع المصطلح النقدي”[16].
والمستنتج من الأسباب السالفة الذكر أن دعوة الباحث عمر عتيق إلى توحيد المصطلح، هي دعوة تنم عن فكر منهجي واضح يسعى من خلاله إلى توحيد صفوف الباحثين في مجال البحث العلمي، ومساندة بعضهم البعض، من أجل الرقي بالثقافة العربية والدفع بها إلى مصاف الثقافات الأجنبية، وأن لا تبقى خاضعة لها، فتأخذ منها كل جديد، فتكون بذلك في منزلة حقول التجارب لمناهج الغير. بل يجب أن تكون مستقلة في ذاتها وبمناهجها ومنهجياتها، ولم لا تدفع الثقافات الأجنبية إلى الأخذ منها كما أخذوا منها سابقا.
- التأصيل المنهجي من خلال العودة إلى التراث العربي
إن اهتمام الباحث عمر عتيق بالتراث العربي بشكل عام وباللغة العربية في جانبها الصرفي الاشتقاقي يجعله يتوقف _ في كثير من الأحيان _ عند تعميق البحث في المصطلحات التي تعود إلى جذر لغوي عربي؛ ومن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، اهتمامه بلفظة “السيمياء”؛ بحيث يرى الباحث أن مجموعة من النقاد يتغنون بمصطلح السيميائية في مؤلفاتهم وبمسميات عديدة منها: سيميولوجيا، وسيميولوجية، وساميولوجيا، وساميوتيك، وسيميوطيقا، وسيميوتيقا[17]. وقد غاب عن كثير منهم أن هذا اللفظ لفظ عربي، وفي ذلك يقول: “واللافت أن كثيرا من الدراسين يغفل أن لفظ السيمياء عربي وأن دلالته لا تخرج عما حوته اللغة العربية، فقد ورد في لسان العرب (مادة سوم) أن السّمية والسيماء والسيمياء هل العلامة، وفي القرآن الكريم ورد لفظ (سيماهم) في ستة مواضع، نحو قوله تعالى ﴿يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم﴾ (البقرة 273).
ولعل أظهر تعريف لمصطلح السيمياء في الدرس النقدي أنه علم العلامات، وهو يشمل اللغة المنطوقة وأية وسيلة للتخاطب والتواصل نحو الإشارة والعلامة والصورة والرمز”[18]. بالإضافة إلى ذلك يشير الباحث إلى استعمال هذا المصطلح من قبل بعض النقاد العرب القدماء مثل الجاحظ؛ وذلك في معرض حديثه عن علاقة اللغة بالإشارة، بحيث يعتبرهما شريكين يعين أحدهما الآخر[19].
كما نجد الدكتور عمر عتيق قد اهتم بلفظ “التناص”، وفي ذلك يقول: “إن الاقتراض اللغوي أمر مسلم به، ولكن محكوم بالحاجة، فإذا كان المصطلح الوافد جديدا على الدرس النقدي العربي فإننا لا نملك إلا الترحيب والتبني، وإذا كان ذلك المصطلح الوافد بديلا لمصطلح أو مسمى عربي فلا ترحيب بالبدائل، ولنضرب مثالا بمصطلح (التناص) الذي شغف به كثير من النقاد، واتخذ مسميات عدة، منها: التناص والتناصية والتداخل النصي، والتعالق النصي، والبينصية… فهل نحن بحاجة إلى هذا الركام المصطلحي؟ وهل يخلو التراث النقدي العربي من مفهوم التناص لنجعل هذا الركام المصطلحي ضيفا ثقيلا يتربع على صدر الدرس النقدي العربي؟”[20]. وللإجابة عن هذين السؤالين، يعقد عمر عتيق مقارنة بين تعريفين لمصطلح التناص، يرجع الأول إلى الناقد الفرنسي جيرار جينيت (Gérard Genette) (ت2018م)، ويعود الثاني إلى النقاد العربي محمد بن الحسن المظفر الحاتمي (ت388ه).
ويستخلص الباحث من خلال هذه المقارنة أن “الموازنة الدلالية بين تعريف جيرار جينيت للتناص وما نقله الحاتمي يفضي إلى تقاطع دلالي بين التعريف الغربي والتعريف العربي، ويؤكد أن التراث النقدي العربي عرف التناص وتلمسه في الشواهد الشعرية والنثرية، وكان ينبغي على النقاد أن يعاينوا التراث النقدي العربي قبل أن يهرعوا إلى النقد الغربي ويعودوا بركام من المصطلحات لمفهوم نقدي حوته أسفار العرب من زمن بعيد”[21].
ويهدف الباحث عمر عتيق من تأصيل المصطلح إلى بناء منهج عربي أصيل قوامه العودة إلى التراث العربي. وهذا الرجوع ليس غاية في حد ذاته، وإنما وسيلة لتحقيق غاية أسمى تتمثل في الحفاظ على الهوية العربية؛ وذلك بالبحث عن الجذور التراثية للمصطلحات الحديثة وخير دليل على ذلك تأصيله لجذور الأسلوبية في التراث البلاغي، يقول: “إذا كان مصطلح الأسلوبية لم يظهر إلا في بداية القرن العشرين، فلا يعني أن التراث البلاغي العربي كان خاليا من المقولات الأسلوبية، على الرغم من أن المصطلح ذاته لم يرد في المصنفات البلاغية والنقدية. كما أن ارتباط مصطلح الأسلوبية بالنقاد الغربيين لا يعني أن الأسلوبية ‘بضاعة’ أجنبية”[22]، ويضيف قائلا: “ينبغي أن نرصد بذور الأسلوبية، ونقف على الإشراقات البلاغية والنقدية في التراث العربي لنقيم جسرا من التواصل بين الدرس البلاغي الحديث وتراثنا البلاغي، وبهذا يمكننا أن نوجه الصراع بين مفهومي ‘الأنا’ و’الآخر’ إلى المسار الصحيح. كما أن غياب مصطلح الأسلوبية من التراث البلاغي يقابله حضور مصطلح ‘الأسلوب’ في غير كتاب من المصنفات البلاغية والنقدية التراثية”[23].
- إعادة قراءة التراث البلاغي العربي:
من الأسس التي يقوم عليها المنهج التأصيلي عند الباحث عمر عتيق، إعادة قراءة التراث العربي وخاصة الشق المتعلق بالبلاغة العربية؛ وذلك بسبب كثرة المصطلحات والمفاهيم التي يعرفها هذا العلم، وسبب ذلك _ حسب الباحث _ راجع إلى غياب المسوغات الفكرية والرؤى المنهجية عند بعض البلاغيين، وفي ذلك يقول: “حينما لا يقدم البلاغيون … تعليلا لمسمياتهم، ويغيب التواصل الفني والدلالي بين المسمى والمضمون فإن الأمر لا يعدو رغبة في التفرد بالمسمى، وإبرازا للذات الناقدة، وبخاصة حينما تغيب المسوغات الفكرية والرؤى المنهجية”[24].
ويرى الباحث أن نظرة واحدة في مصدر بلاغي عربي قديم ينبئك بتضخم كمي كبير على مستوى المسميات والمصطاحات، والتي بالإمكان الاستغناء عنها في كثير من الدراسات البلاغية الحديثة، من خلال جمع تلك المسميات التي تتقاطع مع بعضها البعض في الدلالة والوظيفة، من قبيل مصطلح “الصورة الفنية أو الأدبية” الذي أصبح بديلا لحزمة من مصطلحات علم البيان؛ كأنواع التشبيه المفرد أو التمثيلي والضمني، وقد تجاوز مصطلح الصورة الفنية _ حسب الباحث _ هذه الأنماط البلاغية ليشمل الصورة الذهنية والصورة باعتبارها رمزا[25].
ويقتضي هذا الأمر وضع تصور منهجي قائم على دراسة جميع مصطلحات علوم البلاغة وذلك من أجل صنع “معجم بلاغي يحدد المفاهيم البلاغية، ويمنع الازدواجية والتعددية، ويخلص الدراسات البلاغية المعاصرة من صدى التباين الدلالي للمصطلح الواحد ومن تعدد المسميات”[26]. ومن ذلك الدراسة المنهجية لعلم البديع؛ وذلك لكونه يعد أكثر تعقيدا وتداخلا وضبابية من علم البيان، وفي ذلك يقول: “ولا تزعم الدراسة أنها وقفت على المصطلحات البديعية كلها، فهناك مصطلحات أخرى لم ترد في الدراسة بحاجة إلى وقفات نقدية وبخاصة مصطلح الجناس الذي يقتضي أن تفرد له دراسة خاصة، وقد شرعت في هذا الأمر منذ وقت قصير”[27].
وعالجت هذه الدراسة وفق منهج تأصيلي عشرة مصطلحات بديعية وهي: (التوشيح والطباق، والالتفات والإيغال، التطريز والتشطير، التتميم والتعطف، والازدواج والتطريز)، وقد خلصت هذه الدراسة إلى النتائج الآتية:
- ضرورة مراجعة مصطلحات التراث البلاغي بواسطة منهج تأصيلي يعتمد على الاصطلاح الموضوعي.
- تفعيل النقد البلاغي العربي.
- تشكيل جمعية للبلاغيين بهدف ضبط المصطلح البلاغي التراثي، وتوجيه الدرس البلاغي المعاصر.
- وضع معجم للمصطلحات البلاغية يتجاوز الواقع التأليفي الحديث، ويخلص المصطلح البلاغي التراثي من التعدد والازدواحية.
- توحيد المصطلح البلاغي في جميع المدراس والجامعات العربية[28].
- اعتماد منهج موحد في ترجمة المصطلحات البديعية.
- اللغة العربية والمنهج التأصيلي
إن المنهج مهما اختلفت أصوله يظل الركن الأساس الذي يقوم عليه البحث العلمي، فهو بمنزلة المنارة التي توجه الربان إلى بر الأمان، وبدونه يبقى الباحث تائها في غياهب بحار البحث، لذلك فلا مناص للباحث من أنْ يجد لنفسه منهجا أو طريقا علميا للوصول إلى الحقيقة التي يهدف إلى البحث عنها، ولا يمكن لأي منهج أن يقوم بدون أصول معرفية سابقة له، ولهذا فإن المنهج يحتاج إلى محيط لغوي ينشأ فيه؛ أي أن المنهج لا يمكن أن ينشأ نشأة صحيحة خارج هويته الأصلية، فلا يمكن مثلا أن نستعير منهجا غربيا وبمعايير غربية لنحلل وندرس به التراث العربي، فلا بد من أن نعتمد على منهج عربي لغةً وهويةً.
ويعد هذا المعطى من تجليات المنهج التأصيلي الذي نجده في المشروع العلمي للباحث عمر عتيق ، بحيث إنه يؤكد في أكثر من مرة على ضرورة ربط البحث العلمي بالهوية العربية بشكل عام، وباللغة العربية بشكل خاص، وذلك لأنه كلما حرص أهل اللغة العربية على إمداد لغتهم بالزاد، وكلما ماجت بيئتهم العلمية بالنشاط العلمي والثقافي، نهضت اللغة العربية، واستجابت لهذا النشاط، وأخذت في استغلال طاقتها، وتنمية ثروتها، وتعميق جوانبها. ومن ثم تستطيع أن تمد هؤلاء وأولئك بحاجاتهم من الوسائل اللغوية اللازمة للتعبير عن علومهم وفنونهم ومناهجهم، وكلما جَمُد التفكير العلمي وتخلف النشاط الثقافي ظلت اللغة في موقعها جامدة ساكنة، لا تبدي حراكا ولا تقدم زادا؛ ذلك لأنها فقدت عوامل النمو، وحرمت من عناصر النضج والإبداع الفني[29].
كما أن العلاقة بين قوة اللغة وقوة أبنائها _ حسب الباحث عمر عتيق _ “هي علاقة جدلية، فحينما كانت الأمة تقود موكب النفوذ السياسي الذي هز عرش امبراطوريات عديدة وكانت علومها منارة تهتدي بها الشعوب الأخرى وكان فكرها نبراسا يضيء عقول الآخرين، كانت اللغة العربية تعتلي عرشها فيفاخر بها أبناؤها ويقبل على تعلمها غير أبنائها ولكن حينما أسقط القرار السياسي من أيدي العرب وأصبحوا لا يملكون إلا الدوران في فلك الآخرين أصبحت اللغة عبئا على أبنائها وهدفا سائغا لطغيان اللغات الآخرى”[30].
والمستنتج من كلام الباحث عمر عتيق أنه لا يمكن لأي أمة من الأمم أن تتقدم فكريا وحضاريا وحتى منهجيا، إذا لم تعتن وتهتم بموروثها الثقافي واللغوية، وتسعي إلى تطويره والدفع به إلى الريادة، وخلاف ذلك سيجعلها خواء نجري وراء تقدم الآخرين وإبداعاتهم وعلومهم ومناهجهم. ولعله هو الحاصل الآن بالفعل وبالقوة، ذلك أنه “لم تهجم علينا الحداثة الأوربية بقدر ما هجمنا نحن عليها. وهذا من أسباب فقدان الوعي في التعامل مع المشكلة المطروحة. فعندما نكون ممتلئين وذوي اكتفاء ذاتي، لا يعود ممبررا هجومنا على أحد، والشعور بالخواء _ بالمقابل _ قد يكون سببا مهما من جملة أسباب خلقت هذا اللهاث المسعور وراء حداثة الآخر من زاوية التابع والمتبوع”[31].
كما يرى الباحث عمر عتيق أن دعاة التغريب اللغوي والثقافي هم نتاج الشعور بالدونية أمام التفوق التقني واللغوي للآخر، وأن هؤلاء الدعاة “يجهدون أنفسهم لإخفاء عقدة النقص بعباءة الآخر، وهم الذين تخلوا عن الموروث الحضاري والثقافي، ولا يخفى أن هذه الردة اللغوية تمثل تيار التقليد الأعمى الذي لا يرى إلا من خلال عيون الآخر؛ وهو تيار بعيد عن التأثر الحضاري وإن ادعى ذلك، وخاصة عندما ينظر أفراد هذه المجتمعات إلى الغرب باعتباره النموذج الحضاري الناجح. وإن التخلف السيكولوجي يعبر عن نفسه لغويا عبر تبني لغة الطرف القوي المتغلب ومحاولة تقليده، فنحن أحوج ما نكون إلى تعريب الفكر قبل تعريب اللسان، أو بصيغة أدق: بحاجة إلى تعريب الضمير قبل تعريب اللسان”[32]، وإذا أخذنا دعوة الباحث عمر عتيق – على محمل الجد – فعربنا الفكر وعربنا اللسان وقبلهما عربنا الضمير، فسنعرب بذلك كل إبداعاتنا وإنتاجاتنا الفكرية والثقافية والفلسفية والمنهجية، ونكون بذلك أمة صاحبة منهج عربي قويم.
وأخيرا لقد صاحب هاجسُ المنهج الباحثَ عمر عتيق في جل أطوار مشروعه، فاتضحت له بقراءته الفاحصة الشاملة، سبل البحث المنجهي، الذي أرسى له من القواعد المنهجية ما يتجاوز به المنهجيات الغربية، كما أن ما يميز هذا المنهج التأصيلي هو طابعه التكاملي، بحيث تتداخل فيه الأصالة مع المعاصرة، وذلك ليتلافى اقتصار نظرته على الماضي دون الحاضر، أو الحاضر دون الماضي.
خاتمة:
وخلاصة القول إن المتأمل في مؤلفات الباحث عمر عتيق وخاصة المتعلقة بقضية المصطلح، سيلاحظ اهتمامه البالغ بقضية التأصيل المنهجي في مشروعه العلمي؛ وأن تأصيله متكامل البناء والأركان، لأنه يجمع بين التراث والحديث. ويهدف من خلاله التأكيد بأن الدراسة الحقيقية للتراث العربي لن تتم بمعزل عن ابتكار منهج عربي أصيل. ولهذا نجده يدعو الباحثين العرب – في جل مؤلفاته النقدية – إلى اعتماد منهج عربي متكامل يصلح لدراسة التراث العربي قديمه وحديثه، الشيء الذي سيسمح لنا بالحفاظ عن الهوية العربية والعناية بها بشكل عام وباللغة العربية بشكل خاص.
كما أن محاولة الدكتور عمر عتيق تأصيل مصطلح الأسلوبية وغيرها من المصطلحات الحديثة بالعودة إلى جذورها في التراث العربي، هي في الحقيقة دعوة مباشرة إلى ضرورة تأصيل منهج مبني على إعادة قراءة التراث العربي بأدوات وآليات مناسبة بهدف الحفاظ على الهوية العربية، والعودة بالمصطلحات العربية إلى جذورها التاريخية، ومن ثمة التأثيل لهذه المصطلحات، وعدم استقدامها من الغرب وإقحامها في الثقافة العربية. الشيء سيجلعنا نؤسس لمعجم عربي تراثي وبلاغي يتجاوز المشاكل الحالية، ويخلص المصلطح البلاغي العربي من التعدد والازدواجية، سواء على مستوى الترجمة أو على مستوى الإبداع.
لائحة المراجع:
- ابن فارس أحمد بن الحسين (ت.395هـ): معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر 1399هـ – 1979م، المجلد الخامس.
- ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، ب ت.
- بدوي عبد الرحمان: مناهج البحث العلمي، وكالة المطبوعات، الكويت، الطبعة: الثالثة، 1977م.
- بشر كمال: اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، ب.ط، 1999م.
- الجاحظ: البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، بيروت، ب.ط. ب.ت، المجلد الأول.
- حنفي عبد المنعم: المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، مكتبة مدبولي- القاهرة، الطبعة: الثالثة، 2000م.
- ديكارت رينيه: مقال عن المنهج، ترجمة محمود محمد الخضيري، مراجعة وتقديم مصطفى حلمي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: الثالثة، 1985م.
- الرازي زين الدين (ت. 666هـ): مختار الصحاح: تحقيق: يوسف الشيخ محمد: المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيدا الطبعة: الخامسة، 1420هـ / 1999م، المجلد الأول.
- الزمخشري جار الله (ت. 538هـ)، أساس البلاغة: تحقيق: محمد باسل عيون السود: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1419 هـ – 1998م، المجلد الثاني.
- عبد الرحمن طه: سؤال المنهج في أفق التأسيس لأنموذج فكري جديد: جمع وتقديم رضوان مرحوم، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 2015م.
- عتيق عمر:
- (الأسلوبية الصوتية في الفواصل القرآنية): مجلة المنارة / جامعة آل البيت (الأردن)، م 16، ع 3، 2010م.
- (إشكالية المصطلح البلاغي): مجلة جامعة القدس المفتوحة،ع 3، 2004م.
- (البعد الاجتماعي للمصطلحات العروضية: مقاربة بين المصطلح العروضي والبيئة)، مجلة قراءات / جامعة بسكرة، الجزائر، ع 3، 2011م.
- علم البلاغية بين الأصالة والمعاصرة: دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان – الأردن، الطبعة الأولى، 2012م.
- (في إشكاليات مصطلحات العروض والقافية): مجلة جامعة النجاح، م 27، ع 10، 2013م.
- (في إشكالية المصطلح البديعي): مجلة الباحث عدد14 جامعة عمار ثلجي، الأغواط (الجزائر)، ديسمبر 2013م.
- (في قضايا المصطلح: البلاغي والنقدي والعروضي والإعلامي)، دار جرير، عمان – الأردن، 2014م.
- (مصطلح الكناية في التراث البلاغي): مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، ع، 87، 2014م.
- (المصطلح النقدي بين الأصالة والتغريب): مجلة الباحث / جامعة عمار ثلجي، الأغواط (الجزائر). ع7، 2011م.
- معجم مصطلحات العروض والقافية: دار أسامة للنشر والتوزيع، الأردن، عمان، 2013م.
- معجم مصطلحات علم البلاغة (رؤية جديدة): دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، 2016م.
- الفارابي أبو نصر إسماعيل (المتوفى: 393هـ) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين – بيروت الطبعة: الرابعة، 1407 هـ – 1987م، المجلد الأول.
- القاسمي علي: مقدمة في علم المصطلح، مكتبة النهضة المصرية، القاهر، ط.2ـ 1987م.
[1] – من بين المؤلفات الأخرى التي اهتم بها الباحث عمر عتيق بقضية المصطلح نذكر:
- إشكالية المصطلح البلاغي: مجلة جامعة القدس المفتوحة،ع 3، 2004
- الأسلوبية الصوتية في الفواصل القرآنية: مجلة المنارة / جامعة آل البيت(الأردن)، م 16، ع 3، 2010.
- البعد الاجتماعي للمصطلحات العروضية (مقاربة بين المصطلح العروضي والبيئة)، مجلة قراءات / جامعة بسكرة (الجزائر)، ع 3، 2011.
- المصطلح النقدي بين الأصالة والتغريب: مجلة الباحث / جامعة عمار ثلجي، الأغواط (الجزائر). ع 7، 2011.
- في إشكاليات مصطلحات العروض والقافية: مجلة جامعة النجاح، م 27، ع 10، 2013.
- في إشكالية المصطلح البديعي: مجلة الباحث عدد14 جامعة عمار ثلجي، الأغواط (الجزائر)، ديسمبر 2013
- مصطلح الكناية في التراث البلاغي: مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، ع، 87، 2014.
- معجم مصطلحات العروض والقافية: دار أسامة للنشر والتوزيع، الأردن، عمان، 2013.
- معجم مصطلحات علم البلاغة (رؤية جديدة): دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، 2016.
- المصطلح في الإعلام والثقافة والسياسة: وزارة الإعلام الفلسطينية، 2009.
[2] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح (البلاغي والنقدي والعروضي والإعلامي)، دار جرير، عمان – الأردن،2014 م، ص 13 -14.
[3] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 14.
[4] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 16.
[5] – طه عبد الرحمن: سؤال المنهج في أفق التأسيس لأنموذج فكري جديد: جمع وتقديم رضوان مرحوم، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت – لبنان، ط.1، 2015م، ص 31.
[6] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 16.
[7] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 16.
[8] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 16.
[9] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 20.
[10]– عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 21-22.
[11] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 22-23.
[12] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 24 وما بعدها.
[13] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 26.
[14] – القاسمي علي: مقدمة في علم المصطلح، مكتبة النهضة المصرية، القاهر، ط.2ـ 1987م، ص 76-77.
[15] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 27.
[16] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 28.
[17] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 18.
[18] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 19.
[19] – انظر الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر: البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، بيروت، ب.ط.ت. 1/ 78.
[20] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 17.
[21] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 18.
[22] – عتيق عمر: علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة: ص 433.
[23] – عتيق عمر: علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة: ص 433.
[24] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 39.
[25] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 40.
[26] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 41.
[27] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 43. ينظر كذلك البحث المنهجي الذي بدله الباحث في بيان جهود العلماء في التراث البلاغي، وكذا تأصيله لمفهوم الأسلوبية وعلاقتها بالبلاغة العربية، وذلك من خلال إعادة قراءة التراث العربي، ضمن كتاب علم بلاغية بين الأصالة والمعاصرة، ص 9، وما بعدها، و. ص 430 وما بعدها.
[28] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: 65.
[29] – بشر كمال: اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، ب.ط، 1999م، ص 223 – 224.
[30] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 15- 16.
[31] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 16.
[32] – عتيق عمر: في قضايا المصطلح: ص 18.