التواصل بين المدرّس والتلميذ: مقاربة سوسيولوجية بيداغوجية
Communication between the teacher and the student: A sociological pedagogical approach
د. منية بن عياد/جامعة تونس | Dr .MONIA BEN AYED /University Of Tunis |
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 76 الصفحة 45.
ملخص:
تهدف الدراسة البحث في ماهية التواصل التربوي بين المدرس والتلميذ وتحليل المرتكزات السوسيولوجية والبيداغوجية كخلفيات داعمة لنماذج التواصل بينهما حسب مفهوم العقد البيداغوجي. باحثين في الإرث السوسيولوجي والبيداغوجي للفعل التواصلي وما عرفه من تجديدات على مستوى التصورات والممارسات.
الكلمات المفتاحية: التواصل–البيداغوجيا –العقد البيداغوجي.
Abstract:
The study aims to research the nature of educational communication between the teacher and the student and analyze the sociological and pedagogical foundations as supporting backgrounds for the models of communication between them according to the concept of the pedagogical contract. Researchers in the sociological and pedagogical legacy of communicative action and the innovations it has known at the level of perceptions and practices.
key words: Communication –pédagogie –pedagogicial contrat.
تمهيد:
تنبني العملية التعليمية التعلمية الجيدة على التفاعل والتواصل الفعَال بين المدرس والمتعلم، المبنيين على أسس منهجية متينة ووسائل فعالة، يتم من خلالها التواصل وفق علاقات إنسانية وتأثيرات متبادلة. خاصة مع ما شكلته التطورات التي شهدها عصر التكنولوجيا والرقميات من انعكاسات على قطاع التعليم ولتؤكد على تطور مفهوم التربية وعلى ضرورة اضطلاع المؤسسة التربوية بدورها الجديد في مواكبة العصر وتمكين المتعلمين من التعلم الإيجابي والتزود باليات التفكير العلمي المزود بالمعارف والمهارات الضرورية.
وسنتناول من خلال هذه الورقة البحثية، ماهية التواصل بصفة عامة والتواصل التربوي بصفة خاصة، باحثين عن خصائصه وانواعه. كما سنقوم بتحليل العلاقة التواصلية بين المدرس والمتعلم في ضوء مفهوم العقد البيداغوجي التي سنعتمده كأرضية لتحليل نماذج التواصل والتي تتجسد في صيغ تواصل أطراف العقد البيداغوجي (الأستاذ –التلميذ –المعرفة) وما يمثله من تصورات ومسلمات تقوم عليها العملية التعليمية والعلاقة التواصلية باحثين عن المرتكزات السوسيولوجية والبيداغوجية لكل نموذج تواصلي.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في طبيعة أهمية الموضوع وهو التواصل التربوي باعتبار ما يلعبه من دور كبير في نجاح العملية التعليمية. خاصة وأن العلاقة التربوية هي علاقة تواصلية تقوم على تفاعل انساني وعلاقة دينامية بين المدرس والمتعلم، تتخذ شكل انخراط في عملية تواصل مركبة وتبليغا للرسائل وتبادلات وجدانية تفاعلية. وايضا البحث في الإرث السوسيولوجي والبيداغوجي للفعل التواصلي بين المدرس والمتعلم وما عرفه من تجديدات في مستوى التصورات والممارسات.
في ضوء ما سبق سنصوغ مشكلة الدراسة في الأسئلة الآتية:
-ما مفهوم التواصل التربوي وماهي خصائصه وأنواعه؟
-ماهي المنطلقات أو الأسس السوسيولوجية والبيداغوجية التي تتأسس عليها نماذج الفعل التواصلي بين طرفين أساسين في العقد البيداغوجي وهما الأستاذ والتلميذ؟
أولا. ماهية التواصل التربوي:
- مفهوم التواصل:
التواصل لغة هو الاتصال والصلة والترابط والابلاغ، ويعني التواصل إقامة علاقة مع شخص أو شيء ما، كما يتم على الشيء الذي تمً تبليغه والوسائل التقنية التي يتم التواصل بفضلها.
أما اصطلاحا، يختلف مفهوم التواصل باختلاف المكان والسياق والهدف منه وبالتالي نجد عدة تعاريف له. فمثلا وقع تعريف التواصل بانه فعل يقوم على نقل المعلومات من مصدر إلى هدف ويتحقق ذلك بين فردين أو بين مجموعة من الافراد، المكون الأول لعملية التواصل يشمل مجموعة عناصر هي: المرسل والمستقبل والرسالة والقناة والشفرة والمرجع، أما المكون الثاني هو ان عملية التواصل تحدث من خلال اتصال فردين يشتركان في سجل معرفي وقيمي، اما المكون الثالث فهو اختلاف المقاربات التي تعالج موضوع التواصل ونماذجه[1].
يشير “لند برج” إلى أن كلمة تواصل تستعمل للدلالة على التفاعل بواسطة العلاقات والرموز. وقد تكون حركات أو صورا أو لغة أو شيئا آخر، يعمل كمنبه للسلوك. والسلوك الناتج عن هذا التفاعل قد لا يحدث نتيجة لمجرد التعرض للرمز نفسه بل لابد من تهيئة الفرد الذي سيقوم بالاستجابة ليستقبل المنبه بشكل معين[2].كما عَرَف بأنه الميكانزيم الذي بواسطته توجد العلاقات الإنسانية وتتطور، إنه يتضمن رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان.
ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات (الجسم) والحركات ونبرة الصوت والكلمات والكتابات والمطبوعات والتلغراف والتليفون. وكل ما يشمله آخر ما تم من الاكتشافات في المكان والزمان[3].
نخلص إذاً، أن التواصل هو اجراء ينطوي على نقل المعلومات واستقبالها كما أنه العملية التي يتفاعل بها المراسلون والمستقبلون للرسائل في سياقات اجتماعية معينة وتتضمن هذه العملية محتوى يؤدي الى التأثير والتأثر ويتم هذا التواصل بطرق عدة شفاهيا او كتابيا او سلوكيا او حسيا او رمزيا.
2.مكونات التواصل:
تحتاج عملية التواصل الى 3مكونات أساسية هي المرسل والمستقبل والرسالة.
المرسل: يقوم بترميز الرسالة ويضعها في صيغة يعتقد أنها ستكون منطوقة من قبل الشخص المستقبل
المستقبل: هو الشخص الذي يستقبل الرسالة ويفك رموزها وبعدها يقدم تغذية راجعة مناسبة للمرسل.
الرسالة: قد تكون منطوقة أو مكتوبة أو موسيقى أو صورا.
وإن وجود أي خلل في إحدى المكونات السابقة سيعيق عملية التواصل بين الأشخاص وبالتالي عدم وصول الرسالة بشكل صحيح[4].
3.التواصل التربوي:
للتواصل عدة أنواع فنجد التربوي والاعلامي والاجتماعي والبيولوجي والفلسفي وتتسع وظيفته لتشمل أفاقا عدة وقد تناول العديد من الباحثين بالتحليل مفهوم التواصل التربوي وذلك لأهميته في الممارسة التعلمية ومنها:
هو عملية تفاعل بين طرفين حول رسالة معنية أي مفهوم أو فكر أو رأي أو مبدأ أو مهارة أو قيمة أو اتجاه الى أن تصير الرسالة مشتركة بينهما.[5]
ويعرفه “عصام كمتور” بأنه عبارة عن عملية تفاعلية نشيطة بين المتعلمين ومصادر التعلم المتعددة والمتباينة في صورة مفردة أو تشاركية بهدف إحداث التعلم البنائي ذو المعنى، تحت إشراف وتوجيهات المعلم في بيانات حقيقية أو الكترونية[6]. ويشير التواصل البيداغوجي إلى مجموع العمليات والمظاهر والسيرورات التواصلية التي تحدث بين المدرس والمتعلمين في سياق وضعية تعليمية تعلمية محددة والتي يتم بواسطتها تبليغ محتوى تعليمي أو تبادل او تحقيق عملية التأثير المتبادل بين طرفي عملية التعليم والتعلم. ويتخذ التواصل البيداغوجي في الغالب الإرسال اللفظي وسيلة أساسية، لكنه قد يتم ذلك بواسطة وسائل أخرى غير لفظية معززة للإرسال اللفظي كالحركات والإيماءات وتعابير الوجه وهيئات الجسد ونبرات الصوت وغيرها[7].
نلاحظ من خلال ما سبق أن هناك تشابه بين مفهومي الاتصال و التواصل التربوي، لكن هناك فرق بينهما فالاتصال التربوي هو عملية موجهة في بيئة تعليمية لنقل معلومات أو توجيهات او أفكار من طرف إلى آخر دون وجود تفاعل أو بدون انتظار ردًة فعل من الطرف الاخر، بهدف إحداث تأثير في النمط السلوكي للمستقبل سواء أكان مديرا او معلما .أما التواصل التربوي فهو عملية تفاعلية مشتركة في البيئة التعليمية لتناقل المعلومات والتوجيهات والأفكار من طرف آخر مع انتظار ردود الفعل من الطرف الأخر بما يخدم تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية[8] .
4.أنواع التواصل التربوي:
تتمثل أنواع التواصل التربوي في:
التواصل اللفظي: يتميز باستعمال اللغة الملفوظة مكتوبة أو منطوقة وهو أكثر أشكال التواصل شيوعا وانتشارا وأكثر فعالية في غرفة الصف.
التواصل غير اللفظي: وهو التواصل الذي لا يعتمد اللغة اللفظية لتحقيق الأهداف التواصلية وانما يعتمد اللغة الاشارية كالإشارات الجسدية مثل تعبيرات الوجه، حركة اليدين او رموز اصطناعية كالملصقات ولغة العيون.
ويشير العديد من الباحثين الى أهمية لغة الجسد كنمط للتواصل الغير اللفظي حيث انها تكشف ما تعجز الكلمات التي تخرج من فيك من ذكره ولا ترغب في ذكره، انً جسدك يرسل إشارات بعضها متعمًد وبعضها لا شعوري حي يدرك الشخص الاخر من خلالها أنك مهتم به ومن ثم تحصل على انتباهه ثم الحفاظ على الاهتمام بعد التمكن من تحقيقه[9]
ثانيا. نماذج التواصل التربوي من منظور سوسيولوجي وبيداغوجي:
تمثل المدرسة نقطة اتصال والتقاء بين الأجيال والفئات الاجتماعية المختلفة ويمارس المدرس فيها فعلا تربويا لا يمكن اختزاله في الفعل التعليمي فحسب، وإنما هو أوسع وأكثر عمقا وأثرا. وهو ما عبر عنه “جان كلود فيلو” بقوله: إن العلاقات التربوية تعامل وتفاعل إنساني يتم بين الأفراد في وضعية اجتماعية. وإذا اعتبرنا أنَ الفضاء الذي تحدث فيه عمليات التعلم والتعليم هو في غالب الأعم، وحجرة الدرس، الفصل الدراسي، فمن الواضح أن تؤسس داخل هذا الفضاء علاقات دينامية بين المدرس والمعلمين، تتخذ شكل انخراط في عملية التواصل مركبة، وتبليغ للرسائل وتبادلات وجدانية ذو عمليات استكشاف ومقاومة[10]
ويعرف بوستيك العلاقة التربوية بأنهامجمـوع الصـلات الاجتماعيـة التـي تـربط المربـي بالتلاميـذ مـن أجـل التوجـه بهؤلاء التلاميذ نحو أهداف مرسومة[11].
ويمكن تصنيف العلاقات التربوية الى ثلاثة نماذج:
_نموذج متمركز حول المدرس: تتم فيه التفاعلات في اتجاه وحيد اي من المدرس الى المتعلم وتنمو هذه العلاقة بمركزية المدرس الوحيد الذي يملك المعرفة وسلطة الذي يعلم على الذي لا يعلم.
_نموذج متمركز حول المتعلم: يتميز بمركزية المتعلم يكون فيها المدرس موجه لعملية التدريس، يعطي قسما من الحرية للمتعلمين لإظهار شخصيتهم وتنمية مهاراتهم.
_نموذج متمركز حول المعرفة: يقوم على أهمية المحتوى او المادة وتكون بطريقة تنظيم المحتوى. وهنا يلغى فيها دور المدرس أو له وساطة بسيطة ومحدودة
منه، وتكون علاقة التلميذ مع المعرفة علاقة مباشرة.
ولطبيعة موضوع دراستنا، سنقتصر على علاقة المدرس بالتلميذ باحثين في التصورات لنماذج التواصل بينهما والتي نجد أسسها وبشكل واضح فيما يسمى بالعقد البيداغوجي وما يحتويه من نماذج للفعل التواصلي التي سنعتمده كأرضية للتحليل، مع إبراز سياق تطور أسسه النظرية وتصوره لأطراف العلاقة البيداغوجية حسب منطلقات سوسيولوجية وبيداغوجية.
1.مفهوم العقد البيداغوجي:
يعرف ” جون أستولفي ” و “دفلاي ” العقد البيداغوجي بأنه مجموع القواعد الضمنية التي تحكم في إطار المنظومة الديداكتيكية، من مدرس وتلميذ وموضوع التعلم وتوزيع الأدوار والواجبات لكل طرف والذي يعتبر مسؤولا عنها امام الطرف الاخر[12].
أما “بروسو” فيشير الى أن العقد البيداغوجي ينشا كعلاقة تشاركية بين المدرس والتلميذ ويتجسد بشكل ضمني كل ما يضطلع به كل طرف منهما من مسؤوليات ويعتبر ملتزما به بشكل وبآخر امام الطرف الثاني[13].
كما يعرفه بأنه مجموع السلوكيات الصادرة عن المدرس والمنتظرة من طرف المتعلمين ومجموع السلوكيات الصادرة عن المدرس، هذا العقد عبارة عن مجموع القواعد التي تجسد بصورة أقل وضوحا وأكثر تسترا ما يتوجب على كل شريك في العلاقة الديداكتيكية تدبره وما سيكون موضوع محاسبة أمام الأخر[14].
وباعتبار موضوع دراستنا، سنقوم بقراءة تحليلية لنموذجي التواصل بين المدرس والتلميذ ضمن هذا التعاقد والذي من خلاله تتحدد الأدوار والمهام التي يقوم بها كل طرف في علاقته مع الأخر معتمدين على منطلقات سوسيولوجية وبيداغوجية وذلك بالعودة إلى الإرث التربوي لكل نموذج.
.2. النموذج التواصلي المتمركز حول المدرس:
- النموذج التواصلي المتمركز حول المدرس حسب منطلقات سوسيولوجية
وهو ما نجده في التيار التقليدي الذي يجعل من التربية عملية تعتمد على المثل الثقافية الكلاسيكية والقيم الحضارية، ويرى في العملية التربوية مجرد تمرير للعادات والقيم والنماذج والمعارف إلى التلاميذ قصد تمكينهم من التكيف مع محيطهم الاجتماعي وتحقيق إنسانيتهم، معتبرا المدرس محور العملية التعليمية صاحب السلطة الفكرية والتأديبية وسلطة المجتمع لترسيخ القيم والعادات ونواميس المجتمع.
إضافة الى أن العلاقة التواصلية، تتركز أهداف التربية من خلالها، بما هي نقل للقيم والثقافة من جيل لآخر أكثر من الاهتمام بتقنياتها أي الاهتمام بمتطلبات المجتمع بغض النظر عن اهتمامات وحاجات المجتمع وقواني نموه وعوامل نضجه.
وفي قراءة لوظيفة المدرسة وآلياتها، تتحول المدرسة لدى اميل “دوركا يم” الى أداة اجتماعية جماعية أحدثها المجتمع لتكمل دور العائلة. فغاية التربية عند “أميل دوركا يم” اجتماعية، وجدت من خلال تحقيق الاتفاق والتكامل الاجتماعي وذلك من خلال تنشئة الأطفال على أنماط السلوك المقبولة من لدى جماعة ينتسبون اليها وذلك ان المجتمع لا يستطيع البقاء الا إذا تحققت بين اعضاءه درجة كافية من التناظر والتجانس. والتربية هي التي تجلب هذا التجانس وتعززه عن الطريق التشابهات الجوهرية التي تطلبها الحياة الاجتماعية من الأطفال منذ البداية[15].
ومن هنا نفهم أن وظيفة المدرسة عند اميل دوركا يم هي إعادة ادماج المتعلم داخل المجتمع والمحافظة على الإرث اللغوي والديني أي المحافظة والتطبيع.
وقد حاول “دوركا يم” أن يبني مشروعه السوسيولوجي التربوي ابتداء من نقده للمرتكزات التي اتخذتها التربية عن العديد من المفكرين والفلاسفة من أمثال “كانط”و”هيجل” والتي اضفت الى التربية صبغة كليانية تجاوزت حدود الزمان والمكان وبقيت دون تصور سوسيولوجي للظاهرة التربوية.
ووعيا بأهمية التجديدات الاجتماعية ربط “دوركا يم”، بحس نقدي سوسيولوجي، التربية والنظام الاجتماعي وقام بتجديد فعل التربية، كفعل اجتماعي يمارس في مجتمع محدد وفي لحظة تاريخية معينة وحسب الأهداف التي يضعها كل مجتمع بعينه.
وينظر كل من “بورديو” و “باسرون”إلىالمدرسة كأداة المهيمن اجتماعيا لتبرير وشرعنه السيطرة والقوة وإعادة انتاج المنظومة الاجتماعية، ولقد اتجهت مقاربتهما المادية الجدلية للعلاقة بين الثقافي والمادي إلى تقسيم بين البنى التحتية المادية والبنى الفوقية للبنية المادية. هذه الأخيرة تمثل الجهاز الإيديولوجي المهيمن لاستنساخ النظام الاجتماعي والدفاع عن سيطرته ضد الصراع التي تنقله الطبقات غير المحظوظة داخل المدرسة[16].
للتوضيح أكثر ينطلق “بورديو” و “باسرون” من فكرة أساسية وهي أن المدرسة تعمل وفق تقسيم المجتمع إلى طبقات ، وهي بذلك تكرس إعادة الإنتاج و المحافظة على الوضع القائم الذي أنتجها، و تبعا لهذا فان الأطفال ومنذ البداية قبل ولوجهم المدرسة غير متساوين في الرأسمال الثقافي(أي امتلاك المهارات اللغوية الملائمة التي تسهل عملية التواصل التربوي) ولكي تحافظ على وظيفتها فهي تفرض معيارا ثقافيا ولغويا معينا وهو أقرب إلى اللغة والثقافة الساريتين في الأسر البرجوازية منه في الأسر والطبقات الشعبية .إن هذا الايتوس أي النظام القيمي المستبطن بعمق والذي هو لصالح الطبقات المسيطرة .يؤدي إلى خلق نوع من الاستعداد أو الايتوس لدى الأفراد عن طريق العمل التربوي الذي يسعى أساسا لتسريب التعسف الثقافي المفروض من قبل الجماعة المسيطرة[17].
ومن هنا نستخلص أن الامتثال حسب هذا النموذج يكون آليا لسلطة الأستاذ، باعتباره تمثيل وتجسيد واقعي لسلطة المؤسسة أو النظام الذي يشرعن للأستاذ النظر للجماعة البيداغوجية، نظرة متعالية، في حالة ماسة لمعارفه فلا يسمح له الدخول في علاقات شخصية إنسانية مع هذه الجماعة، مخافة فقدان سلطته ومهابته. ممَا يعرضه لنقد المجتمع وسخرية طلبته منه[18].
ب _النموذج التواصلي المتمركز حول المدرس حسب منطلقات بيداغوجية
كلمة بيداغوجيا هو مصطلح يوناني الأصل يعني لغويا تربية الطفل أو فن تربية الأطفال[19]ويشير «جون بياجي”إلىالبيداغوجيا بانها فن بقدر ماهي علم[20]ويعرفها الفلاسفة القدامى بأنها وسيلة لخدمة الأهداف الأخلاقية والسياسية في المجتمع[21].
نخلص أن البيداغوجيا هي مجموع الطرق والوسائل التي يستعملها المدرس وفقا للوضعية التي يوجد فيها قصد توجيه العملية التربوية.
يمكننا الوقوف على ملامح العلاقة التواصلية التربوية في النموذج التواصلي المتمركز حول المدرس من خلال اعتبار هذا الأخير صاحب السلطة الفكرية والتأديبية معتمدا على استخدام الطرق التقليدية والوسائل التعليمية القديمة القائمة على تلقين المناهج والمحتوى المعرفي للطلاب. ويكتفي المعلم بعرض ما عنده من معلومات بغض النظر عن المستوى العقلي او العمري والنظر إلى المتعلم كمتلقي سلبي للمعلومة والاهتمام بتمرير المعلومة أكثر من اهتمامه إن كانت تعني شيئا للتلاميذ محتكرا الميدان لنفسه، ويترجم ذلك على مستوى الناحية الأخلاقية الانضباطية داخل الفصل الدراسي الذي ينظر اليه في مثل هكذا ممارسات ككتلة واحدة منسجمة.[22]
وتتجلى هذه الممارسات ضمن المنظومة التربوية التقليدية التي تنظر إلى الطفولة على انها مرحلة سلبية المتأثرة أساسا بالتربية اليونانية والمسيحية وكانت أبعد من أن تحترم الطفولة بل إنها كانت تعمل على قمعها فجماعة اليونان كانت تأخذ الأطفال بالقسوة والشدة، اما الرومانيون فقد تطرفوا إلى استعمال القسوة وغالوا في الالتجاء إلى السياط والعصي، وفي القرون الوسطى كان الاعتقاد السائد ان طبيعة الطفل شريرة فاسدة ويجب قمعها[23].
ومن أكبر الرواد المعاصرين للتربية التقليدية نجد “ألان” (1959_1876) ALAIN صاحب كتاب مقالات في التربية معتبرا “أن الفكرة المخطئة هي التي تظهر لأول مرة ويقول “ديكارت” في هذا الصدد “باعتبارنا قد مررنا بمرحلة الطفولة قبل أن نصبح كهولا فإنه من المستحيل أن تكون أحكامنا سليمة[24]“.
وبالتالي تتميز علاقة المدرس بالمتعلم بكونها علاقة عمودية مغلقة، شعارها النظام والادب والطاعة. يقوم فيه التلاميذ بعملهم بنمط تكراري، لا يكون في الغالب نابعا من نفوسهم وإنما يكون خوفا ورهبة من المدرس. وتصبح العملية التواصلية مبنية على ما يشبه بجهازين أحدهما لإرسال المعلومات والاخر لاستقبالها.
3 _النموذج التواصلي المتمركز حول التلميذ:
أ -النموذج التواصلي المتمركز حول التلميذ حسب منظور سوسيولوجي
في أواخر القرن التاسع عشر حدثت تطورات هامة أدت إلى دخول الإنسان حقبة تاريخية أثرت على الحياة الإنسانية، وأعطت للمدرسة دورا جديدا في تأهيل الناشئة على مواكبة المتطلبات الجديدة وتدعو إلى إعادة ضرورة وحتمية تغيير الوظائف المعتمدة في المدرسة ودور المدرسين وطبيعة علاقاتهم مع تلاميذهم. وجاءت التربية الحديثة لتقلب العلاقة بين مختلف الأطراف التربوية، وتنطلق من مبدأ التلميذ هو محور العملية التعليمية، ولم تنظر إلى الطفولة كمرحلة سلبية بل نظرت إلى الطفل ككائن إيجابي، كما انطلقت من فهم موضوعي لمواقع الإنسان وفعاليته، لذلك فهي تتبنى مواقف تتطابق مع ثوابت توصلت اليه العلوم على اختلاف أنواعها.
وبالتالي تتميز العلاقة التواصلية ضمن هذا النموذج، في ضوء مفاهيم التفاعل والتعاون والتبادل التي تأخذ بعين الاعتبار حاجيات المتعلم وإمكانيته والظروف المحيطة به .والتأكيد على ان يكون المدرس واعيا بأن العملية التعليمية ليست مجرد حشو الأدمغة التلاميذ بل في إعطاءهم قسطا من الحرية يتمكنون من خلالها إظهار شخصياتهم، متحملين نتائج سلوكياتهم وبالتالي اكتساب قدرة على تحمل المصاعب التي قد تواجههم في المستقبل باعتبار أن المجتمع المتكون من أفراد يتمتعون بحريتهم ،هو مجتمع يشعر من خلاله الفرد بان المسؤولية لا تقلص من حريته بل تزيدها قوًة[25].
وكانت كتابات “جون ديوي” دعوة قوية حطمت سيادة الأسلوب التقليدي الذي ساد التاريخ الانساني لفترات طويلة وحدد “ديوي” غرض التربية كحركة تخدم المتعلم في يومه قبل غده مع التأكيد على انها عملية مجتمعية ديموقراطية. إذ أنً قوة المجتمع هي التي تصبغ الأفراد وتصبغ الأهداف. فالعلاقة بين التربية والمجتمع علاقة وطيدة منذ القدم[26].
وقد ساهم هذا التحول في التصور الاجتماعي للفعل التربوي إلى اعتبار ان الفصل ليس كما تصوره البيداغوجيا الاجتماعية الكلاسيكية. وإنما هو مجال نفسي اجتماعي يتميز بكل الخصائص التي تميز المجموعة من تحديد للمواقع والوظائف وتقسيم للأدوار وما يصاحبها من تفاعلات نفسية اجتماعية يوجب عليها تنظيم ذاتها لغايات هي أكبر من التكوين المعرفي الخالص القائم على تقديم مضامين جاهزة دون ان تدعم بها وعي الطالب بما يدور حوله وتكسبه أدوات مفاهيمية، تضمن ممارسة التفكير، وتتيح له فهم الواقع وتدرًبه على تعلم التعلم[27].
وأكدت نظرية التعلم الاجتماعي الذي وضع أسسها “ألبرت باندورا”، على دور المعلم وتأثيره على دافعية تلاميذه وذلك من خلال تركيزها على التفاعل بين الفرد والمؤثرات والسلوك المحيط به. وأهمية ما يقدمه من مثيرات تعليمية وفق استراتيجيات تدريسية محددة وأساليب وطرق تعليمية معينة وخاصة في أسلوب تعامله مع تلاميذه الذي يلعب دورا كبيرا في تحقيق أهداف العملية التعليمية وتيسر له التواصل الفعال معهم ورفع مستوى دافعية التعلم لدى تلاميذه وأكدت على أهمية الجوانب الارتباطية بين المدرس والتلميذ واحترام المدرس لتلاميذه وتشجيعهم.
ب _النموذج التواصلي المتمركز حول المتعلم من منظور بيداغوجي
في هذا النموذج تتحدد مرتكزاته البيداغوجية في جملة من المبادئ والمفاهيم التي حسب “بياجيه” أنتجت من الروح العامة للأبحاث السيكولوجية، وتلتقي حولها جميع النظريات التربوية والصيغ البيداغوجية التي تأسست في هذا السياق وتنتظم في ضوئها عناصر الفعل البيداغوجي[28].
هذا النموذج التواصلي يقوم على أساس التفاعل بين المدرس والتلميذ مع تمكين التلاميذ البحث عن المعرفة وتوظيف قدراتهم العقلية. متخذا أسسه من مرتكزات التربية الحديثة التي تفرض تغيرات في العلاقة التواصلية بين المربي والمتعلم ويعتبر “روسو” رائدا و”جون ديوي” مطبقا لها. يقول “أحمد شيبوب” في هذا الصدد “عندما يتحدث مؤرخو التربية عن منظومة التربية الجديدة فانهم يشيرون غالبا إلى ذلك التيار الفكري التربوي الذي ظهر بأوروبا الغربية وأمريكا قبل الحرب العالمية الثانية على يد كل من:
- ـ جون ديوي (Dewey) – 1859-1952 بالنسبة لأمريكا
- مونتيسوري (Mme Montessori)- 1878-1952 بالنسبة لإيطاليا
- كابا راد (Caparede)- 1873-1940 بالنسبة لسويسرا
- ديكرولي (Decroly)-1871-1932 بالنسبة لبلجيكا
- فريناي وكوزيناي (Freinet et Cousinet) بالنسبة لفرنسا
- كرشنشتاينر (Kerschensteiner) 1854-1932 بالنسبة لألمانيا … الخ
غير أنه يمكن أن نرجع بوادر التربية الجديدة إلى كتاب روسو “أميل” الذي ظهر سنة 1762، وهو مرجع نرى كل التربويين المعاصرين الذين ينتمون إلى التربية الجديدة يعودون إليه.
كما تعتبر النظرية البنائية خاصًة مع “بياجيه” من النظريات التي أحدثت ثورة في الأدبيات التربوية وانتقدت المدرسة التقليدية التي تقوم فيها التربية على التلقي السلبي متغافلة عن خصوصيات الطفولة وطبيعتها.
وترى أن وظيفة التربية ليست فحسب في نقل القيم والتقاليد والمعلومات وإنما في إعطاء فرصة للطفل أن ينمو ويعيش طفولته، كما ينصح “بياجيه” المدرسين دفع المتعلم إلى اكتساب مناهج وطرق التعامل مع الصعوبات وضبط العلاقات بين الظواهر، بدلا ان يتلقاها عن طريق التلقين وأهمية تكوين الطفل تكوينا متكاملا تكوين الفكر والجسد والتربية الخلقية والجمالية والعملية واسهمت نظريته بالانتقال بشكل فعال من صيغ العلاقة التربوية التي لا تهتم بخصوصيات الطفل إلى منظور تواصلي بيداغوجي ينطلق من الطفل ويجعله غايته في نفس الوقت.
ولم تعد وظيفة المربي تقتصر على التعليم أي توصيل للعلم، كما يظن بعض الناس ولكن وظيفته تعدًت هذه الدائرة المحدودة إلى دائرة التربية، فالمعلم مربي أولا قبل كل شيء، والتعليم بمعناه المحدود جزء من عملية التربية، على انً التعليم بمعناه الحديث قد صار تعلما أي جعل الأطفال يتعلمون[29].
وبالتالي تتوزَع الأدوار الوظيفية للفعل البيداغوجي التواصلي بصورة تفاعلية، يتحدًد فيها دور الأستاذ حسب “هاتمان ” في الجانب المعرفي بكونه منشطا لا مبلغا ومحتكرا للإنتاج المعرفي، وفي الجانب العمل الواقعي مساعدا لا موجها، وفي المجال الوجداني الاجتماعي متقبلا متفهًما لا سلطويا ومحتكرا للتنشيط والتسيير البيداغوجي[30]. فالمربي الحقيقي يكون دوره في مساعدة الطفل، أن يستخرج طاقته الذاتية المبدعة الخلاقة، وأن يدربه على الملاحظة والتفكير والنقد ومفهوم التربية يستخدم أيضا للدلالة على التربية الاخلاقية التي تقوم على دعامتين أساسيتين الثقة والحب ثقة الكائن النامي بالمربي وبمحبته له. ولتحقيق أغراض التربية الاخلاقية من الواجب أن تتكيف هذه التربية مع اهتمامات الطفل في كل مرحلة من مراحل العمر[31].
وأكدت ماريا مونتيسوري على الدور الكبير الذي تلعبه دراسة الطفل في التربية وتشجع في تصوراتها البيداغوجية المؤسسة على وضعيات تربوية على الاختيار الحر للأنشطة وتتيح للمتعلم حرية الاكتشاف من خلال تبني وسائل حقيقية حافزة وليست مساعدة مستقلة.
ويتحدد مفهوم التربية عند “هاربرت سبنسر” بانها تراعي خصائص المتعلم وتنطلق من تلك الخصائص في تشكيل شخصية وتحقيق الأخلاق والمعرفة، وهي العناصر الرئيسية الموجودة في العملية التربوية.كما اعطى “هاربرت سبنسر” أهمية لطرق التدريس والتي يعتبرها أهم وسيلة لتطبيق المنهج الدراسي ويؤكد على ان التربية في كونها أداة تكوين الأخلاق الحسنة وغرس روح الخير والفضيلة في نفس التلميذ[32]. وتتمحور أهم المبادئ التي تقوم عليها طريقة التدريس في النقاط الآتية:
– السير من البسيط إلى المركب، ومن الغامض إلى الواضح، ومن المحسوس إلى المجرد.
– التعليم يكون في جو ملؤه المتعة والسرور، طبيعي وخال من التوتر.
– التركيز على النشاط الذاتي وتعويد التلميذ على الاعتماد على النفس، وتجنب قدر الإمكان طرق التلقين التي تجعل التلميذ في موقف السلبي، وأن تكون المعرفة مرتبطة بطرق تنظيمها.
– إعطاء التلميذ أكبر قدر من الحرية وتجنب العقاب، وفي حالة حدوثه فينبغي أن يكون بعيدا عن روح الانتقام وأن يكون قدر الإمكان كجزاء طبيعي وفق المبدأ الذي نادى به “روسو” من قبل.
– إن طرق التدريس بصفة عامة ينبغي أن تكون قدر الإمكان قائمة على الطريقة الاستقرائية، أي الانتقال من الحقائق الجزئية إلى الحقائق العامة والكلية.
خاتمة:
حاولنا من خلال هذه الدراسة التطرق إلى موضوع التواصل الذي يمثل موضوعا له أهمية كبيرة في جميع حقول المعرفة والمحرك المعرفي والمعلوماتي بالنسبة للفرد، خاصَة مع التطور التكنولوجي والعلمي. وأضحى التواصل التربوي بين اقطاب المثلث الديداكتيكي بدوره يعرف تجددا يوازي التحول الذي تعرفه بقية المجالات الأخرى. كما تعتبر دراسة التواصل التربوي من الدراسات المعقدة باعتبار ارتباطه بالعديد من الحقول المعرفية مما يجعل الباحثين يعتمدون العديد من المقاربات الأبستمولوجية النفسية، الاجتماعية، البيداغوجية …
وجاء بحثنا كقراءة للفعل التواصلي بين الأستاذ والتلميذ من خلال البحث في طبيعة العلاقة بينهما، تتراوح بين نموذج الفعل التواصلي يتميز بمركزية المدرس والذي يندرج ضمن التربية التقليدية، تكون السلطة المطلقة للمدرس ويقتصر التلميذ على التلقي السلبي وتكون فيه العلاقة عمودية الأستاذ يأمر والتلميذ يطيع. وبين نموذج الفعل التواصلي الذي يندرج ضمن التربية الحديثة ويتميز بمركزية المتعلم واعتباره له مهارات وقدرات على الخلق والابداع ويكون فيها دور المربي التوجيه والإرشاد.
ونشير في الأخير إلى أنَ البحث في خصائص هذه العلاقات يستدعي المزيد من التركيز والتعمق في العوامل المتحكمة والتي تلعب دورا في تصنيف هذه العلاقات داخل المؤسسات التربوية وتحديد خصائصها.
قائمة المراجع :
- باسم محمد علي، محمد جاسم محمد، المدخل إلى علم النفس الاجتماعي، دار الثقافة، عمان، الأردن 2004.
- بياض فريد، البيداغوجيا النشيطة وقلب الأدوار داخل الوضعية التربوية، مجلة علوم التربية ،2005.
- جيمس بورج، لغة الجسد، كيف تعرف ما يقال فعلا، مكتبة جرير، 2015.
- خالد مسعودة، التربية والبيداغوجيا في فكر اميل دركايم، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 50، جامعة ريان عاشور، الجلفة الجزائر ،2005.
- ريما مالك فضيل، فاعلية برنامج تدريبي باستخدام اللعب في تنمية بعض المهارات، التواصل اللغوي لدى أطفال ذوي اضطراب التوحد، دمشق ،2005.
6.شهاب اليحياوي، المقاربة النظرية للعلاقة التربوية، المنتدى الاجتماعي العالمي، أفريل ،2010www.etccmena.
7.عبد الكريم وآخرون، معجم علوم التربية، مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك، منشورات عالم التربية.
- عدنان محمود الطرابلسي، الاتصال والعلاقات العامة، دار صفاء للنشر والتوزيع، ط1، عمان ،2005 .
9.عصام ادريس كمتور ، تطور التعليم العالمي بالجامعة السودانية باستخدام معطيات تكنولوجيا التعليم ،رسالة الدكتوراه ،كلية التربية ،جامعة الزعيم الازهري ،2006.
- فرحاتي العربي، أنماط التفاعل وعلاقات التواصل في جماعة القسم الدراسي وطرق قيامها، ديوان المطبوعات الجامعية ،2005.
- ليلى العقاد، مدخل إلى نظريات الاتصال ووسائله، دمشق، ط1986،1.
- كمال عبد الحميد زيتون، التدريس (نماذجه ومهاراته) القاهرة، عالم الكتب، ط1، 2009.
- مختار بروال، كفاءة التواصل البيداغوجي، أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التربية جامعة الحاج لخضر باتنة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ،2014، 2015.
14.محمد آيت محمد، العلاقة التربوية ، طبيعتها وأبعادها ،دفاتر التربية والتكوين ،العدد1،أكتوبر ،2009.
- مختار بروال جودة التواصل، مجلة الدراسات والبحوث الأكاديمية،جامعة الشهيد حمة لخضر،عدد20،مارس،2017.
- مؤمن محمد ، العلاقة التربوية ،دراسة نفسية بيداغوجية لتمثلات مربيات الأطفال مؤسسات التربية ما قبل المدرسة ،قسم علم النفس التربوي ،كلية علوم التربية ،جامعة محمد الخامس السنوسي ،الرباط،2011.
- ملف جون ديوي httpwww.marefa.org/s://
18 . أصول التربية في القرن 20 www.academia.edu
- 19.Allard (J. L) ، L’éduction à la liberté, La pédagogie de Jaque Maritain, perf : Georges, Pascal-quebee:uni d’attowa ,1984
- 20. Descartes, Discours de la méthode, ED, Garnier, Flammarion ,1966,
- 21. AstolfietM .develay, la didactique des sciences 1989.
- 22. m (postic) la relation éducative .ED, PUF, 1979.
- 23. M .Develay de l’apprentissage de l’enseignement, Paris, 1995.
- 24. Olivier Reboul, le langage de l’éducation, analyse discours pédagogique, Edition, PUF, Paris ,1984.
- 25. Olivier Reboul, le langage de l’éducation, analyse discours pédagogique, Edition, PUF, Paris,1984.
- 26. Piaget (J) ,Epistémologie de sciences de l’homme, Paris ,Gallmard,1972.
[1]-باسم محمد ولي، محمد جاسم محمد، المدخل إلى علم النفس الاجتماعي، مكتبة دار الثقافة، عمان، الأردن، 2004.
[2]– ليلى العقاد، مدخل إلى نظريات الاتصال ووسائله، دمشق، ط،1، 1986
[3] – عبد الكريم وآخرون، معجم علوم التربية، مصطلحات البيداغوجية والديداكتيك، منشورات عالم التربية، ص44.
4 -ريما مالك فضيل، فاعلية برنامج تدريبي باستخدام اللعب في تنمية بعض مهارات التواصل اللغوي لدى أطفال ذوي اضطراب التوحد، دمشق،2005، ص59.
[5]-كمال عبد الحميد زيتون، التدريس (نماذجه ومهاراته) القاهرة، عالم الكتب، الطبعة الأولى،2009.
[6]– عصام إدريس كمتور، تطور التعليم العالي بالجامعات السودانية، باستخدام معطيات تكنولوجيا التعلم، رسالة الدكتوراه، كلية التربية جامعة الزعيم الأزهري ،2006.
[7]-محمد ايت موحي، العلاقة التربوية طبيعتها وأبعادها، دفاتر التربية والتكوين، العدد،1، أكتوبر، 2009، ص 14.
[8]– حمد القميري، تقنيات التعليم ومهارات التواصل، دار روابط للنشر وتقنية المعلومات، دار الشقري للنشر،2012.
[9]– جيمس بورج، لغة الجسد: كيف تعرف ما يقال فعلا، مكتبة جرير، 2015 ص283،284.
[10]_محمد بن موحي، العلاقة التربوية: طبيعتها وابعادها، علوم التربية، 11أفريل، 2013.
[11]– M (postic) la relation éducative. ED, PUF, paris.1979 .P15
[12]J.P AstolfietM .develay, la didactique des sciences 1989 .PP 64 ,65
[13]– M. Develay de l’apprentissage de l’enseignement, 1995, Paris, PP82-83
[14]مختار بروال، كفاءة التواصل البيداغوجي الجامعي في ضوء معايير الجودة، أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التربية، جامعة الحاج لخضر باتنة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية،2014، 2015، ص40.
[15]– خالد مسعودة، التربية والبيداغوجيا في فكر اميل دوركا يم، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، ال عدد50جامعة زيان عاشور، الجلفة الجزائر ،2005، ص71.
[16]– شهاب اليحياوي، المقاربة النظرية للعلاقة التربوية، المنتدى الاجتماعي العالمي، 12/4/2020 www.etccmena.com
[17]– جميل حمداوي، المفاهيم السوسيولوجية، الألوكة الثقافية https://www.alukah.net/culture7_ 3_2015
[18]– موحي وآخرون المدرس والتلاميذ: أية علاقة جديدة، دار الخطابي للطباعة والنشر المغرب، ص 127
[19] – Olivier Reboul, le langage de l’éducation, analyse discours pédagogique, Edition, PUF, Paris, 1984, p15.
[20]– Piaget (J), Epistémologie sciences de l’homme, Paris, Gallimard, 1972.
[21]– بلحس مخلوف، العلاقة التربوية بين الأستاذ والتلميذ داخل الصف الدراسي، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية جامعة الجزائر، الجزائر.
[22]– بياض فريد، البيداغوجيا النشيطة وقلب الأدوار داخل الوضعية التربوية، مجلة علوم التربية،2005، ص70
[23]– صالح عبد العزيز، عبد العزيز عبد المجيد، التربية وطرق التدريس، دار المعرف، القاهرة، 2005، ص 159.
[24]– Descartes, Discours de la méthode, ED, Garnier, Flammarion, 1966, P42
[25]– Allard (J .L), L’éduction à la liberté, La pédagogie de Jaque Maritain, perf : Georges, Pascal-que bée : uni d’attowa 1984, p41.
[26]– ملف جون ديوي https://www.marefa.org/
[27]– منصف عبد الحق، رهانات البيداغوجيا المعاصرة، دراسة في قضايا التعلم والثقافة المدرسية، منشورات افريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، ص40
[28]– مختار بروال، جودة التواصل، مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية، جامعة الشهيد حمة لخضر _الوادي، عدد، 21، مارس، 2017، ص138
[29]– صالح عبد العزيز، عبد العزيز عبد المجيد، التربية وطرق التدريس، دار المعارف، القاهرة، ص159.
[30]– فرحاتي العربي، أنماط التفاعل وعلاقات التواصل في جماعة القسم الدراسي وطرق قيامها، ديوان المطبوعات الجامعية ،2005، ص50.
[31]– التربية في القرن العشرين، أصول التربية www.academia.edu
[32]– علم النفس التربوي، التربية في القرن التاسع عشر والقرن عشرين. علم النفس.