قراءة استنباطية في تراث الفكر المقاولاتي من خلال الكتاب الموسوم:
** الشيخ والباطرون ** للباحث الجزائري: أحمد هني.
Deductive reading of entrepreneurial thinking through the book entitled:
** the Sheikh and the boss ** of Ahmed Henn
إعداد الأستاذ الدكتور الاخضر عزي، أستاذ التعليم العالي، جامعة محمد بوضياف- لجزائر
بحث منشور في مجلة جيل الأبحاث القانونية المعمقة العدد 48 الصفحة 93.
Abstract:
This contribution is an attempt to answer a crucial question for Algeria and other similar countries, which is about the interaction of citizens, in a creative and modern way, to realize their world and maintain a sustainable production of their needs in a way that preserves and reflects their history and moderate traditions, and enables them to achieve appropriate ranking.
This idea was analyzed and deepened by Ahmed Henni in “Modernity, Traditions, and Entrepreneurial Spirit in Algeria” cited in his book “Sheikh and the Boss” where he shed light on the economic, social, and cultural strategies of fundamental contributors in developing and emerging economy, including Algeria.
The aim of this paper is to recognize, through a deductive reading, the local entrepreneurial spirit in a solidary familial context, merging together the reservoir of tradition with that of modernity and globalization.
Keywords: Creativity, history, traditions, modernity, Ahmed Henni, Sheikh, brotherhood, boss, strategies, entrepreneurship, entrepreneur.
مستخلص:
يكمن السؤال المحوري والأهمية الموضوعاتية للجزائر وغيرها من البلدان المماثلة في حقيقة مفادها: “كيف نسمح للرجال بالتفاعل الكامل مع الإبداع والابتكار وروح الحداثة لتحفيز تحقيق عوالمهم ، مع صنع الأشياء التي يحتاجونها بشكل فعال ، والتي يمكن أن تعطي لمجتمعهم بصمات :التاريخ والتقاليد المعتدلة والمرتبة التي يستحقها (هذا المجتمع)؟
هذا، ما حاول أحمد هني تحليله وتعميقه من خلال النواة الصلبة لـ: (الحداثة والتقاليد وروح المقاولة في الجزائر) التي استشهد بها عبر عمله العلمي المتميز: “الشيخ و الباطرون”، حيث أثار عناصر من الإجابات العلمية بالتركيز على تشخيص الاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمختلف الفاعلين في الاقتصاد النامي والناشئ ،مع الإشارة إلى الواقع الجزائري بكل مضامينه المتناقضة احيانا والمتقاطعة في ابعاد اخرى.
هدفنا من هذه المساهمة والتفكير، تمكين باحثينا الشباب وقراء من بلاد اخرى تزخر بموروث ثقافي وفكري شبيه بما هو موجود لدينا ،من التعرف على روح المقاولاتية المحلية الحقة، بناءً على مخزون تراكم التقاليد المتعددة، جنبًا إلى جنب مع الحداثة والمعاصرة والعولمة.
الكلمات المفتاحية: الإبداع ، التاريخ ، التقاليد ، الحداثة، أحمد هني، الشيخ، الباطرون، الاستراتيجيات، المقاولاتية، المقاول.
كنت محبا لكل ما نشره الباحث الجزائري البروفيسور أحمد هني، خلال مراحل متعددة عرفتها الجزائر المستقلة وحتى قبل استقلالها، ومع أن لغته التعبيرية صعبة الفهم السريع والتشفير، كونها مرتبطة بالتاريخ والرياضيات والفلسفة، إلا ان ذلك يولد في نفس القارئ الشوق والفضول للتعرف على كينونات أفكاره بأبعادها الصوفية والماركسية والرأسمالية وحتى الخلدونية، كيف لا وهو يربط ماضي الجزائر بحاضرها واستشراف مستقبلها، دون البقاء في حالة الركود المميزة، لما يعرف بنقمة الموارد، بعد أن كنا نقبل جدلا بالفوائض واستغلال الطاقات وتكثيفها بعقلانية وترو.
لذا، ارتأيت القيام بترجمة متعددة لمضمون هذا الكتاب الذي أعتبره نفيسا ونادرا في عالم الاقتصاد السياسي، والذي جعل المؤلف أ. هني ينحت إسما له في عالم التنظير بمواصفات جزائرية، دون تقليد أو ارتجال، كما أنه إختار له عنوانا ذا شجون وبنغمات محلية معاصرة على أسس حداثية: “الشيخ والباطرون(المقاول): استخدامات الحداثة في إعادة إنتاج التقاليد”، وبقراءات متكررة، لاحظت الترابط التام بين فصوله وفقراته، دون تناقض أو تشنج أو حتى مبالغة تعبيرية، والكاتب خصص حوالي عشرين صفحة لهذا المنحى الحيوي في روح المقاول المبدع الذي لا يتخلى عن جذوره ومساره الاجتماعي في نطاق منطق الأخوةConfrérie بأبعادها التضامنية العائلية وحتى الصوفية.
الشخصية العلمية للبروفيسور أحمد هني
أحمد هني(Ahmed Henni): اقتصادي جزائري متعدد المواهب البحثية: الرياضيات التطبيقية، الاقتصاد، الفلسفة، الإلكترونيك، هو أستاذ مبرز في العلوم الاقتصادية منذ 1975م، مارس مهامه التعليمية والبحثية بكل من جامعات: وهران، الجزائر، Paris-Dauphine Artois، كما تبوا منصب مدير البحث في مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي للتنمية(C.R.E.A.D)، وهو مركز تفكير علمي واستشرافيThink tank . |
تفاعل في حقبة سبعينيات القرن الماضي، وتعامل مع نخبة من الباحثين المتميزين، أمثال: جيلالي اليابس، صاحب بواكير الدراسات في مواضيع المقاولاتية والقطاع الخاص والبرجوازية الوطنية، وكذلك الباحث السوسيولوجي ناجي سفير وغيرهم، حيث صقل تجربته البحثية بالتعمق في مواضيع السوسيولوجيا الاقتصاديةSociologie économique)).
كما تقلد مهام “”المدير العام للضرائب”، بعد الانفتاح السياسي للجزائر المستقلة ضمن ما عرف، بفريق الاصلاحات الاقتصادية (1989-1992) ، حيث كلف رفقة خبراء آخرين في مجالات: الجباية والمحاسبة والاقتصاد والاستشراف بإنجاز تطبيقات الاصلاحات الجبائية المعاصرة التي ظهرت مدونة سنة 1992م.
نشير إلى أن هذا الباحث المتميز باللغات الثلاث (العربية، الفرنسية والانجليزية)، ألف عديد الكتب المدرسية الجامعية والفكرية ونشر عشرات المقالات العلمية والفكرية، ولا يزال كذلك إلى يومنا هذا (2020م)، وآخر كتاب له حمل عنوان:” l’Algérie contemporaine-une fédération seigneuriale “. الصادر عن منشورات: Independently published-سنة 2020م.
تلقى أحمد هني تكوينا عاليا وأساسيا ممنهجا في الرياضيات التطبيقية(القياس الاقتصادي) والنظرية الاقتصادية، فضلا عن الفلسفة والالكترونيات المتقدمة، وهذا ما حفزه بالتوجه مبكرا نحو أبحاث فكرية، قادته تجاه التاريخ والسوسيولوجيا الاقتصادية، شأنه شأن رواد سبقوه في هذا المنحى، مثل: سمير أمين ،عبد اللطيف بن أشنهو، عبد المجيد بوزيدي، جيلالي اليابس، أمحمد بوخبزة، جيلالي صاري، ناجي سفير وغيرهم، مما جعله يبحث بتعمق في تاريخ الاقتصاد الجزائري مستبعدا من ذهنيته الفكرية ما يعرف بالثقافة الجنائزية Funerary culture والتي ما زالت تهيمن على كتابات تاريخية ذات صلة بالاقتصاد الجزائري- ماضيا وحاضرا-.
وعلى هذا الأساس، كان هاجسه الاستلهام من السوسيولوجيا الاقتصاديةSociologie économique، فكتاباته عن تاريخ الاقتصاد الجزائري(منذ 1975م) لم تثنه- رغم الانتقادات والسقطات العلمية أحيانا- للوصول بعد 15 سنة وتحديدا سنوات: 1988-1989-1990-1991–1992-1993، إلى تأليف كتب أخرى ذات أبعاد فكرية قياسية وسوسيولوجية، وقد توصل في سنة 1993 إلى مقاربة ابيستمولوجية اقتصادية تمثلت في منشوره محل قراءتنا، والذي عنونه: *الشيخ والباطرون(المقاول)* أو حتى الشيخ ورائد الأعمال، أو الشيخ والباطرونcheikh et le patron le، كون كلمة باطرونPatron الدارجة مفهومة أكثر من ريادة الأعمال، ولعل كلمة Patron في أصل تركيبتها، تعود إلى اللاتينية، بمعنى الأب الحامي أو الأبوية، لما يتميز به الأب أو رب الأسرة من حكمة ووقار وتعقل.
لم أجد في بعض الأحيان ،وأنا أحاول تتبع وتقصي تدقيق المصطلحات أو حتى التراكيب اللغوية إلا العودة إلى كتب فكرية اقتصادية كانت زادنا، ونحن طلبة نطالع ما جاد به حبر المطابع آنذاك، وأذكر أنه في السبعينات وبجامعة الجزائر، كان أساتذتنا العرب والأوروبيون مطعمين وملهمين بأفكار كينز وكارل ماركس وانجلز وشارل بتلهايم، فكان أحد كتبنا المجانية: الرياضيات لبيسكونوف(مترجم عن اللغة الروسية Nikolaï Piskounov- Calcul différentiel et intégral tomes 1 et 2) والاقتصاد السياسي للرأسمالية(ترجمة ماهر عسل عن الروسية ونشر دار التقدم بموسكو، سنة 1976م) وأتذكر ما جاء في ديباجة هذا الكتاب، من أن الاقتصاد السياسي هو العلم الذي يدرس نظام الانتاج الاجتماعي في مختلف مراحل تطوره، كما أن مساهمة الناس في الانتاج لا تتمثل فقط في توسيعه بل تتمثل أيضا في التطوير المتواصل لكل أدوات العمل(الأشياء) في مجموعها(التقنيات) وفي تطوير العلم الذي يصبح أكثر فأكثر قوة انتاجية مباشرة.
وعلى ذلك فإن القوى الانتاجية الاجتماعية هي محصلة وسائل الانتاج التي خلقها المجتمع والبشر الذين يتولون تشغيلها … وتعبر هذه القوى عن الموقف الفعال الذي يتخذه الناس من الطبيعة، ويعتبر مستوى تطورها معيارا لمدى سيطرة الانسان على قوى الطبيعة…
وكنا كطلبة بمعهد العلوم الاقتصادية، جامعة الجزائر نتسابق للظفر بهذين الكتابين بسعر رمزي شبه مجاني وفي نيتنا التحكم أفضل في دراسة الاقتصاد والرياضيات مع تطعيم بالتاريخ الاقتصادي، ولا غرو أن نجد الباحث أحمد هني متحكما في النماذج الرياضياتية والاقتصاد السياسي والقياسي، وهذا ما سمح له على مدار مساره العلمي بتحديد الطرح والأساس لهذا النظام المعروف في الاقتصاد اليوم بكثرة: (المقاولاتية والمؤسسات الناشئة Stat upوالشركات العائلية والحوكمة المحلية….الخ)، حيث يقر مؤلف الكتاب بأن السؤال المهم بالنسبة للجزائر يبقى ذلك المتعلق بكيف يسمح للرجال بالنشاط الفعال والعمل المتواصل دون انقطاع لإنجاز أعمالهم والعيش ضمن عالمهم الناتج عن تحولات عميقة عرفها المجتمع الجزائري ويكون ذلك عبر آليات الصناعة أو الانتاج الفعال للسلع التي يكون المجتمع في حاجة اليها والتي تسمح بإعطاء مجتمعهم النجاح والترقية المستحقة عن جدارة، مع أن أحد كبار الاقتصاديين الجزائريين “عبد اللطيف بن أشنهو”، يلح منتقدا مرارا ، بالقول: إننا تخطينا مرحلة المقاولاتية، ولا بد من إضفاء طابع التصنيع وبكثافة على الثقافة المقاولاتية.
وعليه، فان المؤلف – موضوع الدراسة – حاول تقديم عناصر الاجابة، عبر تحليل موضوعي للاستراتيجيات الاقتصادية لمختلف الأعوان لاقتصاد بلد نام وصاعد، مثلما هو حال الاقتصاد الجزائري.
المتمعن الأن في الأبحاث المنجزة كأطروحات أو كتب، يلحظ وجود إسم هذا الباحث المنظر المغيب قسرا في روضة باحثي الاقتصاد بالجزائر، لكن يبدو وأن هناك خوفا من إيجاد توليفة بين الاقتصاد وعلم الاجتماع، رغم وجود رواد بل وشبه تيار فكري في هذا المنحى، مثل: سليمان بدراني، ناصر بورنان، جيلالي صاري، محمد أسويدي، ناصر جابي ، أمحمد بوخبزة، ناجي سفير، جيلالي اليابس صاحب أطروحة(القطاع الخاص والمقاولون الجزائريون)، مع أن فلسفة الاقتصاد لم تكن لتقبل هذه الأفكار حتى تسعينيات القرن العشرين، حيث كانت من الطابوهات غير المعترف بها علنا، لأسباب إيديولوجية وعقائدية، رغم فعالية أجهزة الاستشراف على قلتها ومنها: الجمعية الجزائرية للدراسات الاقتصادية والديمغرافية والاجتماعيةA.A.R.D.E.S الموضوعة تحت وصاية كتابة الدولة للتخطيط، حيث قام باحثوها بأنشطة بحثية ميدانية، وخاصة في مجال القطاع الخاص وتحليل الطبقات الاجتماعية وأرباب الصناعة في الجزائر، ومن الجيل الجديد الياس بوذراع رحمة الله عليه وهو المدير العام السابق للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملةI.N.E.S.G . ضلل علم الاقتصاد في الكثير من البلاد الصاعدة أو ذات الوثبات المتتالية تاركا مكانه لعلوم أخرى استفادت بروية من فلسفاته ، لدرجة أن هناك من قال أن:
“La science économique est la mauvaise herbe dans le jardin des Sciences Sociales”.
“علم الاقتصاد هو النبتة السيئة في بستان العلوم الاجتماعية”، فهل هذه النظرة صحيحة يا ترى أم أننا نجد النقيض لما ذكر ؟
بتتبع ما ورد في كتاب أحمد هني، الذي أضاف إلى “عنوانه الكبير” عبارة عميقة بأبعاد تراثية واجتماعية وصوفية:Usages de la modernité dans la reproduction de la tradition” ” بمعنى: “استخدامات الحداثة في إعادة انتاج التقاليد ” وللتقاليد أثار متبادلة مع التراث الانساني المشترك في فهم تموقع الانساق الاجتماعية ومدى تأثيرها في البنى الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المعاصرة المستلهمة من تراثها العميق، وصدق رئيس وزراء ماليزيا” “محمد مهاتير” القائل في ما معناه: “”مالك بن نبي الجزائري قدم لنا النظريات المكيفة، وأنا أطبقها في الاقلاع التنموي المستديم لبلادي”.
تقديم وعرض الكتاب:
يمكن تصنيف الكتاب في مجموعة المؤلفات الفكرية المطعمة بالبعدين الاقتصادي والسوسيولوجي، وقد حرر بلغة أكاديمية وعلمية غير مرنة لعمقها ودلالاتها الموضوعية والغير موضوعية، كونها تتطلب التزود العميق بمفاهيم أساسية للتعرف على كنه محتوى هذا الكتاب المتميز فكرا وصياغة وتحليلا.
-عنوان الكتاب:
Le Cheikh et le patron : usages de la modernité dans la reproduction de la tradition (العنوان الأصلي للكتاب باللغة الفرنسية)
الشيخ والباطرون[1]: استخدامات الحداثة في استنساخ التقليد (ترجمتنا)
The Sheikh and the Boss: Uses of Modernity in the Reproduction of Tradition(ترجمتنا الى الانجليزية)
يمكن ترجمته بـ: الشيخ والباطرون، الشيخ والمقاول، الشيخ ورائد الأعمال، الشيخ والمنظم.. الشيخ ولمعلم (بحذف الألف)، الشيخ والمريد الميركانتيلي، إلخ، وقد استقر اختيارنا على :الشيخ والباطرون، نظرا لاتجاهات الجزائر في الآونة الأخيرة ومنذ سنوات إلى المقاولاتية بمختلف آلياتها والتركيز على المؤسسات الناشئةStart Up والمؤسسات العائلية، طالما أن 90 من المائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك المؤسسات الصغيرة جدا T.P.E، وعلى أساس الحكامة التنموية الجديدة للجزائر المبنية على الثلاثية: التنمية البشرية والانتقال الطاقوي واقتصاد المعرفة والرقمنة، هي مؤسسات عائلية، بما تمثله من فضاء واسع وحوار بناء وتلاحم اجتماعي متفرد، من أجل ايجاد اجابات جماعية خلاقة للقضايا التنموية الكبرى للبلاد.
صورة رقم 01:غلاف كتاب: الشيخ والباترون
-دار النشر: ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،
سنة النشر:1993م،
وصف الكتاب: كتاب من القطع المتوسط، بواقع: 179 صفحة.
-لغة التأليف والنشر: اللغة الفرنسية، ودون إحالات مرجعية توثيقية، كما جرت العادة في توثيق المؤلفات.
هيكل وتصميم الكتاب:
تضمن الكتاب: توطئة عامة ،جاء فيها: “هناك مزيج من الزمن الخطي: الوقت والتاريخ في زمن دائري للكون، بحيث يصنع قوته وديمومته الجذابة، ولكنه يكشف أيضا عن منابعه وأسسه الدينية، وعلى هذا الأساس؛ ستعالج الأفكار الواردة في المؤلف وبشكل تتابعي وفقا للنصوص المستخلصة والتي يريد الباحث أن تكون خطوة إلى الأمام؛ بدل خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف…، وبهذه الطريقة ، فان أفكار النصوص تستمد غرضها وأهدافها من التجربة الاجتماعية الجزائرية بمختلف تناقضاتها العضوية والوظيفية وغير الوظيفية، وبناء على ما ذكر صمم الكتاب، على مدى أربعة عشر محورا متكاملا، لا يمكن فهم: محور ” الشيخ والباطرون(المقاول)” المحرر بواقع 20 صفحة، إلا بالفهم التتابعي المتدرج لمختلف محاور الكتاب الأخرى بكل جدلية علمية متبصرة.
المحور الأول: البنك والخماس أو الاستخدام الجيد للعادات القديمة التراثية في خلق تراكم رأس المال؛
المحور الثاني: الشيخ والمقاول(الباطرون)؛-المحور الثالث: المجتمع وصراع المصالح؛
المحور الرابع: نمط التصنيع الملائم والجدير لإنتاج السلاسل الهرمية الاجتماعية؛
المحور الخامس: التصنيع والتقاليد؛
المحور السادس: التصنيع والبرجوازية الوطنية؛
المحور السابع: التصنيع والتثاقف؛
المحور الثامن: تراكم المادة(التراكم المادي) والسلطة القوية؛
المحور التاسع: العلم والصناعة؛
المحور العاشر: الصين ليست صفحة شاغرة(بيضاء)
المحور الحادي عشر: مصادرة المعرفة والمصنع؛
المحور الثاني عشر: استنساخ العمل والحياة العملية في المجتمع والمصنع؛
المحور الثالث عشر: الممارسات الاجتماعية التقليدية والاقتصاد غير الرسمي؛
المحور الرابع عشر: الحاجة الى التنمية الصناعية.
قبل الاشارة لموضوع: “”الشيخ والباطرون(المقاول)” ، نرى أنه من الضروري التطرق إلى مفهوم المقاول، الذي عرفه شومبيتر على أنه من يسعى إلى تجسيد وتجسير التجديد والابتكار من خلال الحركية التي يتبعها لتحقيق ذلك، أما **لينك ومارك** فعرفه بأنه الشخص الذي يتخصص في أخذ المسؤولية وأخذ القرارات الحقيقية الحكيمة المؤثرة على الموقع والشكل واستعمال السلع والمصادر لصالح المؤسسة …
وهناك تعاريف كثيرة للمقاول، لدرجة أن التنظير العلمي المقاولاتي وجد ضالته في التدريس الجامعي منذ 1947م على يدي Myle Maces بجامعة Harvard ، وأصبح مقررا على غالبية طلاب الجامعات الجزائرية، منذ سنوات في اطار النظام البيداغوجي ال.ا.م.دي.L.M.D وقد احتل المقاول قسطا هاما من التفكير عند الباحثين والاقتصاديين وعلماء الاجتماع، منهم من درسه من جانبا لقيم المعنوية، مثل :الثقافة والمركز الاجتماعي وغيرها، ومنهم من درسة على أنه مولد للقيمة والثروات… ومنهم من درسه بشكل انتهازي واستهتاري وفق موضوعية **اللارسمي**.
وهناك نظريات شارحة للفلسفات المقاولاتية والمقاول، مثل نظرية الأفراد المرتكزة على التساؤل عن نوعية المقاول من جهة وعلى الربح من جهة أخرى، وهو الربح المثالي… والمقاولة تبنى على ميزتين أساسيتين نموذجية طبيعية،
ذلك أن طبيعة المقاول تتأثر بالمجتمع: شخصيته، مدخراته( وخاصة ما يعرف برياضة الادخار لأن ثقافة الادخار شبه معدومة في المجتمعات التي تبحث عن الريادة ورياضة الادخار هي الوسيلة الأقوى للوصول إلى الحرية المالية دون الانتظار المستديم لريوع الوضعية، وأن أهم قاعدتين يجب اتباعهما عند الادخار هما:*الصبر والالتزام**، أصله الاجتماعي وفق المحددات الاجتماعية المتمثلة في:(الثقافة-العائلة-الدين-التربية-الهيكل الاجتماعي-تجميع الأعمال- وسائل الاتصال والوسائط- المكانة في الجمعيات المهنية الصناعية- المؤسسات مثل الجامعة (أصبحت غالبية الجامعات الجزائرية تشجع المقاولاتية وروحها بإقامة **دار المقاولاتية في كل جامعة)، اضافة إلى هيئات المرافقة والدعم، وخبرتها العلمية وغير ذلك ،كما أن هناك النظرية الخاصة بالسيرورات، مثل مقاربة قارتنر Gartner ، والتي انبثق عنها مفهوم، مفاده: أن المقاولة ما هي إلا ظاهرة لخلق وتنظيم المؤسسات الجديدة…
كما وضع كارتر نموذج لأربعة أبعاد حيوية: المحيط، الفرد، المنظمة، انتهاز الفرص المتاحة والتي تعني استغلال الفرص المتاحة لتجسيدها كأعمال ميدانية وبواقعية عقلانية، وهذه الدراسات أفضت إلى ظهور مقاربتين:
1-المقاربة القيادية: التي جاء بها ماكس فيبر وتركز على الثقافة والبيئة الاجتماعية للمقاول
2- المقاربة الادارية : هي من اقتراح Iboutr ; ، والخاصة بالإدارة ، أي مقاولة الأعمال وإدارة موارد مختلفة، لتقديم شيء جديد وابتكار مشروع جديد، أو هي عملية خلق والاستيلاء على فرصة متابعتها – بغض النظر عن العوامل المسيطر عليها حاليا … ولا بد من الانتباه إلى ما يعرف بالتزام الدولة أو السلطة وعدم التزام المواطن بهذا الشكل المقاولاتي بالنظر إلى ترسبات الماضي البيروقراطي بمنحاه السلبي، وهذا ما جسده كذلك جل الباحثين في إدارة الأعمال.
فالمقاولاتية،Entrepreneuriat ، هي قبل كل شيء طريقة لفرض الوجود واسلوب حياة ،ومن المهم فهم افضل للعوامل البيئية المباشرة التي يمكن ان تؤثر على جاذبيتها او افضل من ذلك، بمعنى خلق وتوليد الرغبة وكذا المحفزات. ولعل الابحاث المستمرة لكل من الباحثين:Yvon Gasse حول نموذج المؤثرات الرئيسية على المقاولاتية والامثلة الرائعة الواردة في بحثه المعنون: “الأجيال الجديدة للمقاولين-قيم وممارسات متباينة-حالة الكيبيك”- خير اشارات للتعرف على كينونة*تأثيرات المحيط على انشاء وخلق المؤسسات**، والمقاولاتية –حسبه- هي طريقة لفرض الوجود، كما رسم الباحث المختص في علم الاجتماع الاقتصاديGranovetter صورة الاقتصاد المتجذر في المجتمع وشبكات العلاقات التي سمحت بتجذر اللامبالاة البيروقراطية ووظيفة الانتاج…، وهذا منهج جيد، وهو ما يشكل علم الاجتماع الاقتصادي الذي يستنبط منه كثيرا الباحث الجزائري أحمد هني.
ينتج الاقتصاد الرأسمالي- المتعارف عليه- عن فعل الإنتاج، وفقا لمزيج ثنائي من الفاعلين الاجتماعيين، والرؤساء من ناحية (أرباب العمل في القطاعين العام والخاص)، والموظفين من ناحية أخرى. كما يتم تنظيم هذا المزيج، الذي يتمحور حول تقنية ما، بشكل هرمي هيراكيري، بحيث تصبح قوى العمل الفردية تمثل قوى الإنتاج الاجتماعي.
تنعكس الفعالية الاجتماعية لهذا النموذج في حجم الأشياء المصنعة المناسبة للاستخدام الاجتماعي. هذه العلاقة هي إنتاج بالمعنى المزدوج لإنتاج حجم من الأشياء وإنتاج وضع اجتماعي. يجعل الاقتصاد الرسمي عبر حجم الأشياء ، قادرا على الحصول على وضع اجتماعي (رأسمالي أو عامل) و مرتبطا بكمية الأشياء المفيدة المنتجة، هذا الإنتاج المزدوج هو في نفس الوقت إعادة إنتاج اجتماعي ببعدي: الأداء ، و من حيث المواقف الاجتماعية، حيث يرتبط ذلك بالأداء في إنتاج الأشياء. كما هو معروف في السابق. بالطبع، في الاقتصاد الحقيقي، يمكن اكتساب المكانة الاجتماعية من خلال وسائل أخرى: السياسة ومختلف تجلياتها ودروبها ومساراتها العمودية وممارسات الاستحواذ الأخرى ولو كانت غير أخلاقية مثل: (العنف، والتكتل الشللي والعشائري ….إلخ).
لكن الصعود السياسي للمقاول خاصة، غالبًا ما يكون مشروطًا بحجم الأشياء المكتسبة سابقًا أو المؤكدة، بمعنى بمقدار ما حصل عليه الآخرون من هذا المقاول وما قام به تجاههم، عندما لا يمكن تمويل حملته الانتخابية، فإن المسؤول المنتخب يمولها من موارد أصحاب الكفاءة في إنتاج الأشياء و في مكان آخر، لكي يكون الفرد ويحافظ على نفسه كقائد Leader ، يجب أن يجمع ويلم حجمًا كافيًا من الأشياء لضمان قدرته على إعادة التوزيع التي تنتج العملاء وحتى على شكل زبائني… باختصار، فان الفعالية في الأداء وفي إنتاج الأشياء أو التقاطها يحد من كل إنتاج وإعادة إنتاج المكانة الاجتماعية، لا بد من تثمين قوة الرابطة، كما جاء بها الباحثMark Granovetter (من مواليد 20 مارس 1943م-عالم اجتماع أمريكي مختص في علم اجتماع الشبكات الاجتماعية واحد منظري قوة الروابط الضعيفة) الذي أثبت أن قوة الرابطة، ما هي إلا مزيج يحتمل أن يكون خطيا من مقدار الوقت الذي يقضيه المبتكر والمقاول ومن الشدة العاطفية والالفة والثقة المتبادلة وكذا الخدمات المتبادلة التي تمتن الرابطة.
وإن أطروحة قوة الروابط الضعيفة التي نشرت العام 1973م من طرف الباحث السابق ذكره هي واحدة من أكثر المقالات التي تم الاستشهاد بها في الأدبيات الاجتماعية، حيث تتكون الشبكة من روابط قوية وروابط ضعيفة، تتميز قوة الرابطة بمزيج من الزمن الذي يقضونه معا وكذا الشدة العاطفية والعلاقات الحميمية والمعاملة بالمثل للرابطة وأفرادها بين الوكيل والعامل وهذا ما يمكننا استنباطه من التحليل **المبنى على الأخوةConfrérie الذي وظفه الباحث أحمد هني في موضوع بحثه محل الدراسة.
تعددت المفاهيم والمصطلحات حول مفهوم المقاول والمقاولاتية … وبالنظر للبعد الاجتماعي لذلك، نجد من يعطي لكلمة ***باطرون Patron*** أبعادا عميقة، كان يسمي الباطرون ***راعي الأعمال*** ويعود أصل اشتقاق الكلمة من اللاتينية Patronus والتي جاءت من Pater أي الأب، أي بالمعنى المشتق من (الحامي أو الراعي) والذي يعني عموما الحامي والمدافع … وفي الاستخدام الحديث والجاري: هو المسير المبدع والمتمتع بالسلطة الفعلية، ومع ذلك فان المصطلح يمكن أن يعبر عن معان أخرى موافقة للموضوع محل الدراسة(المترجم)… هذا ما أردنا ايضاحه حول المصطلح، رغم تغير التسميات.
في الصفحة (10) من الكتاب وفي شبه مقدمة وتمهيد منهجي للمحتويات محل الدراسة، يوصي المؤلف بتعلم شيئين أساسيين، مع مراعاة أن المجتمع الجزائري، ما زال في طور النمو، رغم الثروات بأبعادها الريعية المتأصلة في روح الكثير من المقاولين، فهو يوصي إذن بتعلم شيئين أساسيين:
أولا: إنتاج الكهرباء
ثانيا: الانتاج كشكل اجتماعي أخير ، وبشكل تمثيلي دال على خصوصيات مجتمعية، حيث يوضح الأشكال الاجتماعية والتي تكون قد سبقتنا تاريخيا ومنها الرأسمالية المتعارف عليها(le capitalisme canonique).
ولإيضاح المعنى الأكاديمي للأبحاث الواردة في الكتاب والتي لا تخلو من مزيج متالف من السوسيولوجيا والفلسفة والاقتصاد، بل وأكثر من ذلك: ** السوسيولوجية الاقتصادية **la sociologie économique؛ فقد أشار بمنهجية استباقية تفكيكية إلى أن النصوص الواردة في مؤلفه تمثل شكلا وخطوة في المنحى السابق الاشارة اليه، من حيث النوايا والتعليقات العلمية المستقاة -على أي حال- من التجربة الاجتماعية الجزائرية والتي تسعى للتبيان الفعلي تحت أواصر ما يعرف بالزمن الخطي للتمثيل الرسمي، حيث يختفي الزمن الدائري للحياة في المجتمع أكثر بكثير من الشكل الاجتماعي الرأسمالي الرسمي والتشريعي بعيدا عن كينونة القطيعة واستعادة واستئناف شرائع الحياة في المجتمع مع إضافة الكهرباء(ص10 من الكتاب).
بدأ الباحث (ص21) بالتمهيد لمعاني **الشيخ والباطرون المقاول***، بالإشارة إلى أنه في الاقتصاد الرسمي، الفعل الانتاجي يترجم فعليا وفق توليفة ثنائية للفاعلين الاجتماعيين: الباطرونات أي المقاولون من جهة والمستخدمون العموميون والخواص والمأجورون من الجانب الاخر … وهذه التوليفة المرتكزة حول تقنية ما، تكون هرمية*هيراكيرية* حتى تصبح القوى الفردية للعمل قوة اجتماعية للإنتاج.
وفي الاقتصاد الحقيقي؛ فإن الوضعية الاجتماعية يمكن الحصول عليها عبر وسائط أخرى، مثل: السياسة والسياسي، فمثلا المترشح للاستحقاقات الانتخابية إذا لم يتمكن من تمويل حملته الانتخابية، فبإمكانه القيام بذلك من طرف أولئك العناصر الفعالة في النسيج الاجتماعي. وباختصار فإن الأداء الانتاجي للأشياء يخلق شرطيات لكل الانتاج وإعادة الانتاج الاجتماعي.
بتعبير فني، يمكننا القول أن الأداء في سوق السلع والخدمات ينتج الأداء والفعالية على مستوى سوق الوضعيات الاجتماعية، وبالمقابل، فإن وضعية اجتماعية جيدة تحفز الأداء على مستوى سوق السلع(جدلية السياسي والاقتصادي وجدلية الاجتماعي والاقتصادي أو بتعبير آخر: فإننا لا نقرض إلا الأغنياء، ولكن في السابق، كان يمكن بل ويجب أن تصبح ثريا)، أن الوصول إلى السوق السلعية ،أي الاستهلاك أو الاستثمار، وإن كان ذلك ممكنا ومحفزا بالوضعية الاجتماعية فهي مشروطة عموما بأداء وفعالية في الانتاج .
نجد أن جان بادبيست سايJean baptiste Say الاقتصادي الفرنسي في القرن الثامن عشر(1767-1832م) وهو في الأصل من مقاولي وصناعيي القطن المعروفين بتيار . entrepreneurs huguenots ،يقول: أنه في الاقتصاد الرسمي المرسم، فان المنتجات تبادل مقابل المنتجات، وعليه يجب القيام بإنتاج فردي لأنفسنا حتى يسمح لنا بالولوج والوصول إلى منتج الآخرين.
لا بد من إدراك الزمن الخطي للتاريخ وليس فقط إدراك الشيوعية البدائية مقرونة بالكهرباء، فإن قوة الشكل الاجتماعي البدائي(الرأسمالية الرسمية المشرعنة) لا تعبر كذلك عن الأهمية في البعد التجريدي للأشياء وللتمثيليات والممثليات أكثر منها للكهرباء … ويمكننا إذن القول، أن الكهرباء هي التي أعطت القوة الرسمية وحتى القانونية لنموذج ومنوال التمثيلية القانونية لإعادة الانتاج الرأسمالي الرسمي. وما زال هذا الطرح قائما إلى يومنا هذا من طرف الاقتصاديين ذوي التوجه الليبيرالي.
-كما ذكرنا أعلاه؛ فإن الأداء والفعالية في السوق المادية (السلع والخدمات) تنتج الأداء والفعالية في سوق الأوضاع الاجتماعية، وفي المقابل فإن وضعية اجتماعية ما تفضل الأداء على مستوى السوق، والباحث أ.حمد هني يسجل -بكل ثقة -أن نجاح المقاول مرتبط ارتباطا وثيقا بالوضعية الاجتماعية التي يحتلها وسط هذا المجتمع، ومع ذلك فهو يميز بين المقاول الصناعي والأخر الذي يسميه أو يصفه بالشيخLe Cheikh على منوال :الشيخ والمريد في المناهج الصوفية مع الاختلافات الجوهرية بطبيعة الحال، وهنا ،فقد بين بوضوح فلسفي مرتكزا أساسيا يعرف ب*المقاول في خدمة الاخوة الاجتماعية* La confrérie sociale . وقدم ذلك من خلال محورين أساسيين:
صورة رقم 2:المقاول كشيخ حكيم والأخوة الاجتماعية
أولا: المقاول(الشيخ): أو بتعبير دارج الباطرون الشيخ: يفضل الباحث هني، ويؤكد على الدور المحوري لدوافع الباطرون ومتجهاته وبأنها ليست دوافع مركزة، لأن الرئيس**المقاول*** يسعى بكل ما أوتي من قوة وجاه للحصول على منصب اجتماعي يعطيه ويمنحه هذه التسمية:**الشيخ** وفقا للخصوصيات التالية:
1-مقاول : يجب أن يكون رجلا دينيا وصاحب أخلاق ومبادئ ومرتبطا بمحيطه أكثر من ارتباطه بمؤسسته وعماله وموظفيه، ولكن – في نفس الوقت- يبني نفسه بخلق وضعية داخل محيط عماله وموظفيه(مثل كل حالات المقاولاتية العائلية في الجزائر والبلاد الشبيهة ببلادنا) ويتم ذلك وفق نمط أفعال تضامنية والتي لها تمثيل عبر ركن ***الزكاة*** مثلا، وعن طريق المساعدات والدعم لأولئك الذين يريدون الزواج أو القيام بفريضة الحج… الخ.
والمؤلف يلح كثيرا حول المضمون، بمعنى أن المقاول الباطرون، يجب أن يكون شيخا قبل أن يكون رأسماليا. وهذه صفة غالبية مقاولينا، وخاصة في منطقة الغرب الجزائري أين بقيت الصفات التلقينية والطاعة متجذرة في نفوس الكثير والغالبية من أفراد المجتمع المحلي.
2-مقاول في عمل البحث عن توحيد وتجميع شبكات ***الاخوة Confrérie ***: يقوم في البدء بتوظيف عائلي أو بتشغيل عائلي وعلى مستوى شبكة المعرفة، لأن هذا السلوك يمنحه مكانة أفضل، فضلا عن المكانة الاجتماعية… إذن الوصول إلى أفضل سوق… فهو مقاول أو رجل أعمال أو رب عمل- كما هو شائع – حيث يقدم التقارير إلى الأخوة، لأن المنافذ داخل هذه الأخوة هي التي تسمح بنجاح أعماله عبر الوصول إلى أكبر عدد من الزبائن، وهذا ما يلزمه أن يتحلى بانتباه ويقظة تجاه الأخوة وتجاه حاجاته الاستراتيجية في ممرات التضامن معه. نلاحظ أن أحمد هني يقر بوجود هذه الصلات الاجتماعية وفق بعد تضامني ديني أثناء الاحتلال الاستيطاني الفرنسي والأوروبي للجزائر، ذلك أن هذا الاستعمار الكولونيالي يعمل بأسلوب ذكي في الاختراق والتغلغل حتى من خلال هذه الدوائر المعروفة ب***الاخوة*** رغم العصبية.
لم تكن التغيرات في البيئة المؤسساتية بعد التحرر ونيل الاستقلال العام 1962 لتشكل عائقا أو خطرا لوجود هذا العنصر الفعال **الشيخ***، لأنه حسب هني، فإن الشيخ العصري Le Cheikh moderneهو من يغوص في النظام البيروقراطي والعلاقات الأجرية، لذلك فهو ينجح لضمان السير ونشاط النموذج الاخواني عبر خلق الاهتمام المجتمعي مع العاملين فيه .
ثانيا: مقاول في مواجهة الدولة الصناعية أو الوضعية الصناعية: فهو يتكلم عن وجود التكنوقراطية والتي يواجهها هذا المقاول “”مع وجود الثورات وردة الأفعال والتي يكون من شأنها وظيفة تحطيم وتهديم كل ما هو مختلف عن اقتصاد صناعي منتج للرأسمال المتعدد … لهذه الشركات والمختلفين في وجهات النظر، لأنها حسب هني ستكون وستصبح مصرحا بها على أنها “””شركات غير شرعية بالنظر للشرعية الكرونولوجية المتتابعة ومع هذه الفكرة المتعلقة بأن الصناعة يجب أن تكون مخططة وعقلانية وغير تقليدية**أركاييكArchaïque ** أي عصرية وتطورية وتقدمية””.
أن تصور التنمية هذه، يرفض إذن الممارسات الاجتماعية التقليدية وتكون منذ البداية آيلة للاضمحلال والافول أو البقاء على شكل غير رسميInformel. وإن هؤلاء المقاولين الباقين على قيد الحياة وفي النشاط والذين سيشكلون شبكة فيما بينهم، ستسمح للشركة أو المؤسسة بالتعايش أفضل وبمنطق**دبر راسك*** وبالنسبة لرائد الأعمال الصناعي الجديد، ذلك يدخل في نطاق البحث عن السلطة، لأنه بالنسبة لرائد الأعمال هذا، فإن الصناعة تمثل أحسن وجه وأفضل طريقة لأن تكون جاهزة للاندماج في المجالات العليا وكذلك، وهذا ما أدى إلى ولادة طبقة جديدة للبرجوازية الوطنية… وفي الصفحة (29 ) يعالج أ. هني مسالة النموذج الويبريWébérien والنموذج الإخواني ويتكلم عن نوعية الرأسمال المنتج ويصفه في اطار الاخوانية بأنه رأسمال-شبكةCapital-réseau، أو بمعنى آخر: مخزن ومخزون للعلاقات المتعددة، ذلك أن وجود هذه العلاقات من شأنه تضخيم الانتاج المادي لقيم المبادلات ووجود هذه العلاقات يضمن إعادة انتاج موسعة، وكلما كانت العلاقات متعددة وذات صلة بالموضوع وفعالة في فعل التراخيص وبراءات الاستيراد المرخص بها، فانه يكون بالإمكان ايجاد التوسعات والتمديدات في انتاج المؤسسة التي ستنمو باضطراد: أنها شبكة العلاقات التي تسمح بتحقيق ما يلي:
1-ضمان توظيف أعضاء الأخوة والفعالية المادية وتطبيق العلاقة الأجرية على المنوال والنموذج الإخواني.
2-ضمان تزايد النشاط للمؤسسة عبر زيادة التموين بالتجهيزات والمواد الاولية. لا يتعلق الأمر بزيادة ونمو حجم الإنتاج الذي يولد الزيادة من خلال هذا التجهيز أو من حجم هذه المواد الاولية، ذلك أن حجم الرأسمال الثابت ليس مرتبطا بقيمة المبادلة المنتجة ولكن وفق ملاءمة وتنوع علاقات رئيس المؤسسة… (ص30).
والمؤسسة بإمكانها الزيادة في حجم قيم التبادل دون الوصول الى زيادة رأسمالها الثابت… ولتفسير ذلك، استعمل نموذجا رياضياتيا مبسطا، حيث يتكلم ويعبر عن الاقتصاد السياسي، وبان الرأسمال هو القيمة التبادلية، ويستدل بتقديم نموذج رياضياتي على اعتبار انه إذا كانت” C” هي الرأسمال الثابت ،بمعنى أن C” “هي التجهيزات والمواد….الخ ، وإذا كانت V” “هي الرأسمال المتغير(النقود أو الأموال الموجهة لشراء النشاط الانساني لأجل بلورته ماديا على شكل عنصر العمل ، واذا كانت “pl “هي فائض القيمة التي تظهر خلال عملية الانتاج أو هذه العملية”C “؛اذن تصبح القيمة التبادلية المنتجة ،كما يلي:
m=C+V+pl………………………………………………………………1)
هذه القيمة التبادلية لا يمكن تحقيقها؛ إلا إذا تمت إعادة انتاجها عبر التراكم، وأن جزء كبيرا منها سوف يوجه ويتحول إلى رأسمال إضافيdc”” و”dv” لإنتاج قيمة مضافة (فائض قيمة) ذات القيمةdm” “،حيث أن الأثر في المسار المنوالي يكون كما يلي:
(C+dc)+(v+dv)+(pl+dpl)=m+dm………………………………………..………2
والشرط الذي يحقق ذلك، يتم انتاجه، حيث تكون “dc+dv “مقتطعة على القيمة التبادلية “m” لتبرير الأثر في المعادلة رقم 2 وكرأسمال، يجب إذن أن يكون جزء من “m” أو من “pl “يعمل ويساعد على شراء التجهيزات والمواد الاضافية، فضلا عن قوة العمل الاضافية كذلك، وهذا ما يستلزم الاتي ذكره:
1-إن هذه التجهيزات والمواد موجودة ويجب أن تكون متاحة بحرية؛
2-أن يكون العمل مجردا، اي تجريديا وغير متمايز، حيث انه وفقط الكمية هي التي تؤخذ في الاعتبار وأن العمل لا يكون مرتبطا بكائن معرف(X من عائلة او من دوار) ولكن العمل هو وظيفة وكمية، بمعنى ضابط ومعدل وهذا ما أسماه الاقتصاد السياسي ب العمل الضروري اجتماعيا. هذه هي إذن الكمية المجردة لنشاط الأفراد الغير متمايزين، وأن هذه الكمية بدون هوية شخصية ولكنها تكتسب بموهبة وظيفية، أي بمواهب الوظيفة للأفراد، وهذا هو روح المقاول والمقاولاتية والابتكار… أي أن الأفراد موهوبون وظيفيا وأن انتماءاتهم لا معنى لها، إلا بما يتعلق بمؤهلاتهم والوظيفة التي يشغلونها ويقدمون عبرها اضافات، إذن العمل هو عمل بيروقراطي وفق الطرح الفيبيري Wébérien.
وقدم الباحث أحمد هني المثال التالي حول الموضوع: بافتراض أننا في مجتمع أين يكون “dc” و” dv” ليسا متوفرين ولكن يمكن شراؤهما بحرية وسهولة وسلاسة … ولأجل القيام بذلك، لا بد من استيرادهما والحصول على رخصة، لنفترض أكثر أن الفعالية أي فعالية العلاقة الهرمية في عملية أو مسار العمل يرتبط بهوية الأشخاص وليس بوظيفتهم. فإن الأثر الأول أنه لا يمكن تحويل جزء من القيمة التبادلية إلى معدات وأدوات “تحويل جزء من القيمة التبادلية الى رأسمال تكون مجمدة ومحظورة، فان هذا التحويل يرتبط بإمضاء مسموح به ومرخص به وليس من سوق أو انتاج ما.”(هذه الحالة عالجها أحمد هني في كتابه الموسوم:Essai sur l’économie parallèle en Algérie ، حين كان التواجد التام لاحتكار الدولة للتجارة الخارجية).
إذا كان المقاول لا يستطيع اللجوء إلى نمط من أنماط توقيع الرخصة هذه؛ فإنه لا يتمكن من مراكمة الرأسمال وبالتالي يستحق الثراء دون الحصول على التراكم، فهو ليس رأسماليا، لأن قيمة التبادل في الحركة لا تقوى على العمل كرأسمال، وهذا حتى يمكن أن يقوم به كرأسمال. “يجب أن يتلاشى التوقيع وبصفة أخرى هذه القيمة التبادلية يعاد انتاجها مع نفس الرأسمال ولكن لا يمكن تحويلها إلى رأسمال… (ص31 ).
وتبدو أهمية الشبكة الانسانية الاجتماعية للعلاقات الاخوانية ها هنا. في فترة تسعينيات القرن العشرين اختفت وتلاشت الطبقة المتوسطة في المجتمع الجزائري لكن أعيد انتاجها بعد الفورة البترولية ونقمة الموارد ولكنها تنتظر فقط زيادة ريوع الوضعية دون المساهمة في خلق القيم المضافة ولهذا، لاحظنا نشوء مقاولين جدد وثراء فاحش وخاصة في قطاعات البناء والدعم الفلاحي، لأنه وكقاعدة عامة: إذا كان قطاع البناء يسير وينشط؛ فكل القطاعات الأخرى تتبعه وتسير في فلكه، ولكن بأي مدخلات يا ترى؟ فما هو الأصل الاجتماعي للمقاولين الجزائريين !؟
إن كل امكانية للترقية الاجتماعية تكون مسجلة بالاسم، وإذا كان الجهد موجودا فهو عبر تنشيط الاعدادات الاجتماعية الجيونومية(الوراثية (génomique بغية ايجاد مكانة. أن الجهد ليس هدفه كمية من الأشياء- والكتب…. الخ الواجب انتاجها لأجل خلق اسم ولكن كمية من الأشخاص الواجب معرفتهم لأجل تسميتهم حتى يسموننا** … لتكون قادرا على الترشح من أجل الترشيح**، وإذا كان في الاقتصادانية المكانة الاجتماعية والتي هي دالة لكمية الأشياء التي يمكن تسميتها وترشيحها، فإنها ستؤخذ بكمية الأشخاص الذين يمكن تسوية وضعياتهم.
نعترف، أن الباطرون(المقاول) هو كالراعي(من الرعاية) والأب الحامي والمدافع عن مصالحه الذاتية أولا وخدمة الصالح العام، ثانيا: هو المسير المتمتع بالسلطة الفعلية رغم الانتماء الاجتماعي للأخوة بأبعادها الاقتصادية الاجتماعية وكذا الصوفية.
والمقاولاتية قبل كل شيء طريقة فرض وجود وتموقع اجتماعي واقتصادي، ويبقى المسار المقاولاتي مستمرا فنحن نملك مقاولين ولم نصل بعد إلى نشوء طبقة للصناعيين نسبيا، ولا بد من تمازج الأقطاب الثلاثة لمنهجية علم الاجتماع الاقتصادي: القطب الأول: ممثلا في السوسيولوجيا والقطب الثاني: ممثلا في القطب الاقتصادي، أما القطب الثالث فيتمثل في القطب التوافقي الحاسم اجتماعيا. حتى نتمكن من المقاولة العصرية الصناعية وتشييد صناعة بدون أوهام أو اعانات صورية.
صورة رقم 03: سجال بين الباطرون والقائد
احالات منهجية منحوتة، ذات صلة بالأفكار الواردة في كتاب: الدكتور أحمد هني
لإثبات مدى توافق فكر أحمد هني مع الكتابات الأكاديمية الكلاسيكية القديمة وصور الحداثة الفكرية لباحثين آخرين؛ نورد هذه الاحالات المنهجية المختصرة لأعلام من مختلف التيارات الفكرية في علم الاجتماع الاقتصادي مثل:
الباحث المنظر:- Yvon Gasse
:
ترك المنظر “ايفون قاص “بصماته في مجالات التسيير، وخاصة الاقتصاد المعرفي وإنشاء وتطوير تخصص المقاولاتية وإدارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المستويات العلمية والمهنية والبحوث الجامعية بمفهوم القطرية، وهذا في كل من كندا والخارج. دون اغفال الطابع التقليدي والعادات والتقاليد والروابط الاجتماعية بين العمالة المتضامنة.
-المنظر السوسيولزجي Mark Granovetter مارك قرانوفيتر
Mark Granovetter: عالم اجتماع أمريكي(مختص في السوسيولوجيا الاقتصادية) ، ولد في 20 أكتوبر 1943 في جيرسي سيتي، من جامعة ستانفورد، يعتبر أحد الممثلين الرئيسيين لعلم اجتماع الشبكات الاجتماعية، ذلك أن تحليل الشبكات الاجتماعية هو منهج مشتق من علم الاجتماع، يستخدم نظرية الشبكة لدراسة التفاعلات الاجتماعية من حيث الشبكة. (نظرية الشبكات الاجتماعية). خلال الجمع بين التفكير النظري والدراسات الميدانية الدقيقة للغاية، أظهرت أبحاث Granovetter أن السوق – بشكل عام – يمثل جميع الهياكل الاقتصادية، بل أن الأسواق في حد ذاتها هي مؤسسات اجتماعية قائمة على شبكات العلاقات بين الجهات الفاعلة، و لم يعد العمل الاقتصادي يتعلق فقط بتعظيم الربح الشخصي؛ إنه أيضًا جزء من البحث عن الاعتراف أو الروابط أو المكانة أو القوة والمكانة الاجتماعية. حيث لم تعد فعالية الجهات الفاعلة تعتمد فقط على إنتاجيتها ولكنها على جودة وتنوع شبكتها وعلى “قوة الروابط الضعيفة”، يرسم Granovetter صورة الاقتصاد المتجذر في المجتمع؛ مما يعطينا صورة ايجابية عن تشكل هذا المنهج العلمي الجديد والمتجدد :”علم الاجتماع الاقتصادي”La sociologie économique ، وهو أساس فهم السيرورات الاقتصادية والاجتماعية للأمة لدرجة التنبؤ بمدخلية: الاقتصاد البنفسجيpurple economy الذي يدرج بكفاءة العادات والتقاليد والقيم في شروط نهضة الامم، فهو مجال اقتصادي يسهم في التنمية الاقتصادية المستديمة من خلال تثمين العائد الثقافي للسلع والخدمات، وأعتقد أن هذه هي النواة الصلبة التي أشار إليها أحمد هني في كتابه موضوع عرضنا.
ثقافة الروابط la culture des liens
تسمح الثقافة بتقوية الرابطة الاجتماعية في الاقليم والدوار وكل أفاق الدولة، وهذا ما يعكسه المخطط التالي حول “ثقافة الروابط”، من خلال عناصر حساسة: المحددات الاجتماعية، المؤثرات الرئيسية، العناصر، مراحل القرارات.
وتتمثل المحددات الاجتماعية في:(الثقافة-العائلة-الدين)، التربية، الهيكل الاجتماعي مجتمع الاعمال، شبكات الاتصال الاعلامي، (الجمعيات: المهنية، الصناعية، القنصلية، الاستشارية)، المؤسسات (الجامعة ومراكز التفكير)، هيئات الدعم والمرافقة…
شكل رقم 01: تفافة الروابط وفق ابعادها المتعددة
(حمل العدد للاطلاع على الأشكال والصور: مجلة جيل الأبحاث القانونية المعمقة العدد 48 الصفحة 93.
الباحث في السوسيولوجيا الاقتصادية: ناجي سفير
ناجي سفير-:عالم اجتماع جزائري متميز، امتهن التدريس الجامعي والأبحاث منذ 1968م، عين سنة 1984م رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والثقافية والتربوية والتكوين برئاسة الجمهورية الجزائرية، ثم شغل نفس المنصب بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملةI.N.E.S.G، التحق عام 1996م بالبنك الافريقي للتنميةB.A.D ، حيث أسندت له مهمة:”” عالم اجتماع اقتصادي”Sociologue économiste ورئيس دائرة التنمية الاجتماعية لإفريقيا وبقي في هذا المنصب لغاية 2007م، كما شارك في تأليف الكتاب الجماعي المعنون: “سياسات الجزائر(القضايا المحلية والعلاقات الدولية)، نوفمبر 2019م. ( The Politics of Algeria'( Domestic Issues and International Relations، بإشراف الدكتور يحيى زبير… وقد صرح في بعض فقرات الكتاب، بما يلي:” نحن نعيش نهاية دورتين تاريخيتين طويلتين من التغيرات في المجتمع الجزائري” … فهل ستطول الدورة التاريخية الثالثة”” المستقبلية”” ونستفيد ونعتبر من سقطات صناع وفاعلي وفواعل الدورتين السابقتين؟!
الباحث جيلالي اليابس:Djilali liabes:
من جهابذة علم الاجتماع الاقتصادي، وأول من عالج فعالية المقاولين الجزائريين والقطاع الخاص .
،
عالم اجتماع اقتصادي جزائري(1948-1993): بدأ مشواره الأكاديمي باحثا متخصصا على مستوى: الجمعية الجزائرية للدراسات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية.A.A.R.D.E.S وهو من الجيل الأول الذي دعا إلى **الاستشراف والمستقبليات**، ناقش أطروحة دكتوراه تحت عنوان معبر عن الرأسمال الخاص والمقاولاتية والطبقات الاجتماعية في طور التشكل والتي حملت عنوان:
“Capital privé et patrons d’industrie en Algérie (1962-1982): propositions pour l’analyse de couches sociales en formation”
شغل منصب مدير مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي للتنميةC.R.E.A.D ، مع ممارسته لتدريس مقياس “”علم الاجتماع الثقافي”” بجامعة الجزائر، ثم تقلد منصب وزير الجامعات في إطار ما عرف بحكومة الاصلاحات سنتي 1990-1991م، وبعدها، وفي ظل الأزمة السياسية العاصفة التي عرفتها البلاد، أسند له منصب المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة وأوكلت له سنة 1991 مهمة انجاز دراسة استشرافية تحت عنوان: جزائر 2005Algérie ، والمعروف عن هذا الباحث الميداني المحنك، أنه يربط نظرته للمقاول الجزائري بالأبعاد التاريخية والطبقية والسوسيولوجية للجزائر، فهو يرى أن: “الاقتصاد الجزائري ،ومنه القطاع الخاص، ورغم متجهات تسييره، إلا أنه لا يعمل خارج الأطر الاجتماعية، لظروف وخلفيات تاريخية متجذرة ومعروفة في نفسية وعقلانية وحتى عاطفة الإنسان الجزائري…” لذا، فقد تساءل -بكل شفافية وحكمانية -عن خصوصيات المقاول الجزائري:
-ما معنى أن يكون هناك مقاول في جزائر 1989؟-ما هو المحتوى الاجتماعي والاقتصادي، السياسي والثقافي الواجب منحه لفئة المؤسسات؟ هل لجماعات المقاولين رسائل ذات ارتباط بانشغالاتهم؟ ما أهمية مجتمع المقاولين ومكانة الشبكات والكوكبية أو النجومية في ذلك؟ ما هي أنماط الخلفيات الاجتماعية الموجودة لديهم؟ هل لهم خبرة خاصة مرتبطة بهويتهم ؟ كيف يتعايشون في علاقاتهم مع عمالهم وموظفيهم ؟…الخ.
الباحث عبد الله حمودي:
من مواليد 1945: عالم أنثروبولوجي مغربي، أستاذ في جامعة Princeton University، الأمريكية، كما عمل مديراً لمعهد الدراسات الإقليمية في الجامعة نفسها. ألف العديد من الكتب، منها كتابه الموسوم: “الشيخ والمريد: النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة” المنشور سنة 1986 والمترجم إلى عديد اللغات، حيث ذكر فيه الفقرة التالية، للدلالة على التضامن وروح الطبقات الاجتماعية وفكرة(الشيخ والمريد) وقد جاء فيه ما يلي: “يحلل في هذا الكتاب من منظور أنثروبولوجي ما يرافق عيد الأضحى من طقوس واحتفالات تضرب بجذورها في أعماق التاريخ البشري، ويقتسم هذه الجذور مع شعوب أخرى”.
كما أشار في مدخل هذا الكتاب إلى الذبيحة الدامية بقوله :”تدشّن دورة طقوسية، تختمها، بعد نحو ثلاثين يوما، مراسيم عاشوراء، أعياد الموتى ،حيث توزع الصدقات، وتستهلك الفاكهة، وتباع اللعب التي لا يغفل الأطفال عن المطالبة بها. الذبيحة وعاشوراء، من جهة أخرى، يوقعان الزمن: الأولى تختم السنة المنقضية، والأخرى تفتتح السنة المستهلة.»… هذه صورة مصغرة عن التضامن في اطار أقرب إلى الأخوةla . confrérie بمفهوم آخر لا يختلف عما ذكرنا بمنطق اقتصادي-اجتماعي، وهو ما نمذجه أحمد هني في كتابه موضوع الدراسة.
صورة رقم 04: غلاف كتاب: الشيخ والمريد(النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة)
خلاصة
لا بد من دمقرطة الثقافة الاجتماعية الاقتصادية وتطعيمها بأواصر الحداثة المستمدة من مدامك التراث والتقاليد، وأن نكون صادقين وملتزمين في سياساتنا العامة الثقافية وبرامجنا الاقتصادية-الاجتماعية، حتى نتمكن من ازالة وتحييد الفجوات والمطبات بين الثقافات والتعلم المقاولاتي الايجابي وبين المواطنين باعتبارهم القوة الدافعة في هذا المنحى، وإلا نبقى أقلية في مجتمع تهمش فيه الأكثرية بإبداعاتها وتميزها وتمسكها بروح الجماعة المنتجة المتآزرة والمتآلفة… آن الآوان بعد كل أشكال الحراك الذي عرفته الجزائر خلال دورتين من تاريخها الاقتصادي، لإيلاء ونحت المكانة الاجتماعية في مكانها الخاص بها، في الاستشراف، لأنه من أجل تطوير ثقافة مقاولاتية في بيئة معينة، يتم الاعتماد على عوامل مرتبطة بالأشخاص أي: بالمقاولين نفسهم، عائلتهم و تطورهم في محيط معين إلى جانب تموقع المقاول والمؤسسة، و عليه فان المقاولاتية يمكن أن تتطور عند الأشخاص عندما يوفر المحيط التسهيلات اللازمة لأنشاء المقاولات، فكلما وفر الوسط عناصر غنية و معروفة لثقافة المقاولاتية، كلما ساهم ذلك في ظهور و تطوير المقاولين في الحياة (حسبما أكده باحثون من واقع دراساتهم الأمبريقية الميدانية). أن الجانب الاجتماعي للمقاولاتية عبر استغلال الشبكات الاجتماعية العلائقية يؤدي الى زيادة احتمالية النجاح والتماسك وتوليد الثروات.، وان الثقافة الصناعية المقاولاتية التي يحملها الرجال والنساء والشباب خاصة الملتزمين بروح المقاولاتية هي التي ما تزال مفقودة نسبيا في بلادنا، وما كتاب أحمد هني الموسوم: “الشيخ والباطرون” الا مساهمة فكرية عميقة ربطت التراث والتقاليد الجزائرية وروح الجماعة والاقتصاد الحقيقي بنظريات متعددة ذات مشارب متباينة، عبدت الطريق لاستلهام عبر وأفكار وممارسات بمناحي الروح المقاولاتية.
فلنعمل على تفعيل هذا التراث العلمي الذي يقوم الكثير عن سبق اصرار بتحييده والبقاء رهينة نظريات مفلسفة ومحكومة بالبعدين الزماني والمكاني، وما كتب مالك بن نبي “”المسلم في عالم الاقتصاد** إلا منبه لما يمكن أن تحققه ***القوة الدافعة** إذا ما فهمنا كنهها؛ فضلا عن كتابه ***شروط النهضة***، وكتابه**مشكلة الثقافة** الذي يذكر فيه دعامات ومرتكزات حية يمكن تلخيصها في: ” أن الثقافة فلسفة وقيم خلقية فردية واجتماعية تؤثر في تكوين وتنشئة الفرد منذ الطفولة، بحيث تصبح نمطاً لصيقاً بحياته، ووشماً ….” وهذه الدعامات لعمري هي التي أثراها بمنظور آخر الباحث أحمد هني في كتابه موضوع الدراسة.
مراجع ذات صلة بالتقاليد والعائلة وابداعات المقاولاتية الجزائرية
المراجع العربية
1 -أحمد توفيق المدني(1931):-كتاب الجزائر: تاريخ الجزائر إلى يومنا هذا وجغرافيتها الطبيعية والسياسية وعناصر سكانها. المطبعة العربية، الجزائر،
2-الأخضر عزي(2006): جيلالي اليابس(تقصي الصرامة)، المركز الاكاديمي للدراسات الاعلامية وتواصل الثقافات، فيينا (النمسا)،2006.
3-الأخضر عزي وسعيد بومنجل(2008): كن ابن عصرك: اصالة الشعوب وتحدي العولمة مقاربة الواقع الجزائري- توظيف التاريخ والتراث، مجلة دراسات استراتيجية- العدد 05 مجلة دراسات استراتيجية- الدار الخلدونية الجزائر ص ص 37-69.
4-عبيد بن علي، ال مظف(2018): علم اجتماع الحياة الاقتصادية،ط1،مكتبة الشقري للنشر والتوزيع،الرياض.
5-مركز المشروعات الدولية الخاصة: (2011): تشجيع حوكمة الشركات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تجارب وحلول المنتدى العالمي لحوكمة الشركات، واشنطن.
6- موضي، مطني الشمري(2013): المدخل الى علم الاجتماع الاقتصادي، منشورات جامعة الملك سعود ،الرياض.
7-خالد، بوهندة(2020): النخبة الجزائرية 1892-1942، منشورات: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قطر.
8-محمد، قناش(2007): الحياة النقابية في القطاع الوهراني خلال الثلاثينيات(1929-1939)، ماجستير في التاريخ(نسخة اليكترونية-بي دي اف)، جامعة وهران.
09-مالك، بن نبي(2019): مشكلة الثقافة، دار الفكر المعاصر، دمشق.
10-ويكيبيديا: حول: حمود بوعلام و المصبرات الجزائرية الجديدة والحاج الزواي وتمزالي.
المراجع الاجنبية
-Ahmed, henni. (1991): Essai sur l’économie parallèle , E.N.A.G,Alger. -11.
-12-Bedrani,slimane(1997); Nouveaux entrepreneurs dans la transition a l’économie de marché, les entrepreneurs ruraux, Revue CREAD, vol 11.
-13-Dif, aicha et Benziane, abdelbaki(2014): l’innovation catalisateur de l’esprit d’entreprendre, Cas des PME Oranaises de moins de 20 personnes, Revue M.E.C.A.S, Tlemcen,vol 10,no 01-. Pp 177-185.
14-Djilali, liabes(1984): entreprises entrepreneurs, et bourgeoisies d’industrie en Algérie quelques éléments pour une sociologie de l”entreprendre, cahiers CREAD vol 0,no 01, pp 97-113.
– 15-Djillali,liabes(1987): qu’est ce qu’entreprendre ? Elements pour une sociologie des espaces productifs, cahiers CREAD vol 2, no11, 3eme trimestre, pp31-42.
– 16-Granovetter, mark et Steiner, Philippe(2001): Le marché autrement, les réseaux dans l’économie , Revue française de sociologie, p42.
17-Henri, Bergeron et autres(2013): Elements pour une sociologie de l’entrepreneur-frontière(Genèse st diffusion d’un programme de prévention et de l’obeesite, revue française de sociologie vol 54 –p p 263-302.
18-Leyden, D. P., Link, A. N., & Siegel, D. S. (2014). A theoretical analysis of the role of social networks in entrepreneurship. Research Policy, 43.
– 19-Mark, granovetter(2008): Sociologie économique(traduit par Isabelle This saint jean),éditions seuil, paris.
-20-Michel,Forse.(2008): Définir et analyser les réseaux sociaux-les enjeux de l’analyse structurale, informations sociales(CNAF), no 147/3.
-21-Pierre, Paul zalio(2003): Introduction à la sociologie économique des entreprises et des entrepreneurs de Mark Granovetter,Terrains et travaux.
-22-Richard, swedberg(2003): Principles of economic sociology, Princeton university, New jersey.
23-Sophie, boutillier et Claude fournier(2006):Artisanat, la modernité réinventée, l’Harmattan, Paris.
24-Wassila, Tamzali(2007): une éducation algerienne: de la révolution à la décennie noire, éditions Gallimard, Paris.
25-Mohamed, hachmaoui(2016): qui gouverne réellement l’Algérie!? revue politique africaine, no 142, Karthala, paris, pp 169-190 .
نماذج من المقاولاتية العصرية والتقاليد العائلية التضامنية:
1-رائد الأعمال الجزائري حمود بو علام Hammoud Boualam : كون شركة جزائرية خاصة بتصنيع المشروبات، أي شركة عائلية، تأسست العام 1879م في بلكور(الجزائر العاصمة) على يدي رجل الأعمال يوسف حمود، وما تزال حتى الآن تعمل وبتألق كبير، تسيطر على حوالي 50 من المائة من سوق المشروبات الغازية في وسط البلاد، وحوالي 25 من المئة في المناطق الاخرى، كما تصدر إلى كل البلاد الأمريكية وفرنسا وكندا والسعودية وبلدان أخرى، وشركة بوعلام موجودة قبل كوكا كولا…Coca ،Cola. وأشهر منتجاتها عالميا مشروب”.السيليكتوSelecto ، أما ((Coca Cola،”كوك” (بالإنجليزية: Coke). وهو ماء مكربن، أي مضاف له غاز ثاني أكسيد الكربون، مع محليات: (سكر أو أسبرتيم) ومادة أو نكهة الكولا وكافيين ومواد مضافة أخرى. اخترعه جون ستيث بمبرتون (بالإنجليزية: John Stith Pemberton) في عام 1886. وهناك مشروب آخر مشابه ومنافس، يعرف باسم بيبسي كولا (بالإنجليزية: Pepsi-Cola). بيبسي كولا (بالإنجليزية: Pepsi-Cola) أو بيبسي (بالإنجليزية: Pepsi) هو مشروب غازي من إنتاج وتصنيع شركة بيبسيكو (Pepsi Co) العالمية. أُنتج لأول مرة سنة 1893ومن إنتاجات هذه الشركة أيضا مشروبات غازية أخرى مثل ميرندا وسفن أب، إضافة لبعض المأكولات السريعة “كالوجبات الخفيفة” وتباع منتجات بيبسي في أنحاء مختلفة من العالم مع اختلاف الجودة حسب الدولة التي تباع فيها.
منحت شركة حمود بوعلام ترخيصا الى شركة سورس بارو entreprise Parot لإنتاج سيليكتو وحمود، كما شارك في بناء مسجد باريس ومسجد ببلكور ومقبرة بحي العناصر(رويسو) بالعاصمة الجزائرية، كما تخصص في المواد الغذائية وصناعة الحديد وشارك في تمويل الثورة الجزائرية، وقد ذكر ونوه بإبداعاته الصناعية المبتكرة المؤرخ الجزائري أحمد توفيق المدني، في كتابه تاريخ الجزائر(صمم الصور الفنان الجزائري عمر راسم).
صورة رقم 05:اشهار لمشروبات حمود بوعلام(الشنب الجزائري الشامخ رمز الابتكار والابداع)
صورة رقم 06:الشيخ المقاول:حمود بوعلام(مريدوه باقون وسيبقون)
صورة رقم 07:المستهلك ملك ويبقى ملكا(من ابداعات الفنان العالمي عمر راسم)
2-عطر الحاج الزواي : تم انتاجه واطلاقه عام 1906م، من طرف المنتج الجزائري” الحاج الزواي” وهي أولى خطوات صناعة العطور الجزائرية والأنوف الجزائرية(تصميم الفنان الجزائري عمر راسم).
صورة رقم 08: زجاجات عطر الزواي المعطر برائحة الجنة(العنبر-زهر البرتقال) من تصميم الفنان الجزائري عمر راسم.
وعطر الحاج الزواي ما زال متميزا لدى الأسر الجزائرية في الأفراح، وخاصة في مناطق: ورقلة، المسيلة، الأغواط، أدرار، سوق أهراس، البليدة، مليانة، تلمسان، سطيف، العلمة، وفي سوريا وفلسطين والأردن والسعودية وكندا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من البلدان، كل من تعطر بهذا العطر، لا بد وأن يعيد التمتع بالرائحة الزكية الطيبة، ورغم محاولات القرصنة لهذا المنتوج التقليدي بروح المقاولة وفكر الشيوخ وأهل الصنعة والابداع؛ إلا أن الفشل كان مالهم، لهذا لم يجانب أحمد هني الحقيقة، لما بين بترو وفكر عميق ما للشيخ والمقاول من تأثيرات على الابداع الانتاجي والجودة والتكافل فهل لنا أن نعتبر من تراثنا العلمي الاقتصادي-السوسيولوجي ام نبقى رهينة الفقاعات الانتاجية التي تتلاشى بملامسة الهواء والغبار؟!
صورة رقم 09: زجاجة عطر الزواي ذات العطر المميز (ما زالت تسوق مع تعديل في الأغلفة فقط) اسمها **بوماريا Pomaria ، تيمنا بزهرة المدائن: تلمسان.
3-المصبرات الجديدة الجزائريةN.C.A : تطورت من شركة عائلية ذات مسؤولية محدودةS.A.R.L الى شركة مساهمة Société par Actions ، هي شركة عائلية، أسست سنة 1966م من طرف صالح عثماني، وبفعل نشاطها الابتكاري المقاولاتي تحولت إلى شركة مساهمة بين عائلة عثماني بواقع 64 من المئة و36 من المئة مع صندوق الاستثمار افريقيا انفاستAfricinvest ltd ، وهي ثاني شركة خاصة تفتح رأسمالها عن طريق السوق المالية(تتداول أسهمها في بورصة الجزائر).
Un fonds d’investissement non résident Africinvest Limite”, “
تمكنت هذه الشركة المساهمة في حوان 2013 من الولوج الى البورصة، ذكر سليم عثماني ما يلي في الصفحة 26 : ” أن تغيير أسلوب الحوكمة في الشركة أدت إلى تعديلات مما أفضى إلى زيادة الاستقرار والنمو في الشركة، وهذا ما انعكس بالنفع على الشركة والمستثمر “”، فور دخول صندوق الاستثمار الخاص إلى شركتنا في عام 2005 تغيرت الأمور تماما وتمكنا من جذب استثمارات جديدة والارتقاء إلى مستوى جديد في حوكمتنا … العولمة لا تقتضي الانعزال بل التفتح داخليا وخارجيا مع مراعاة الأبعاد المالية والتكنولوجية والاستثمارات والمسؤولية الاجتماعية.
صورة رقم 10: صورة شعار شركة رويبة للمصبرات الغذائية
4- مؤسسة تمزاليHuilerieTamzali للزيوت والسميد الغذائي: أسست من طرف تمزالي مصطفى، وهو رجل أعمال جزائري، مزود بفكر مقاولاتي ابداعي وابتكاري، ينحدر من بجاية، من أصول تركية … وكانوا يسمونه رفقة المبدع بوعلام حمود :””جزائريو الخيم الكبيرة””les Algériens des grandes tentes أي الأعيان أو الوجهاء، وكان ينافس مؤسسات المستثمر فيريروFerrero … المختص في الكسكس البليدي المصنع يدويا، وحاليا مؤسسة فيريكو Ferico تصدر الكسكس إلى أكثر من 45 بلدا … 80 من المئة من العائلات الفرنسية تستهلك حاليا الكسكس. وكانت مؤسسة تمزالي تستغل جزء من ميناء الجزائر، ولها محاولات في تصدير زيتها لأغراض الاستخدام، كوقود للسيارات والشاحنات والانارة، وخاصة شركات الميكانيك الفرنسية، ومنها شركة **رونو**Combustible pour Renault .
صورة رقم 11: سطل زيت الزيتون الأصيل(زيت تمزالي):لاحظ دقة التعبئة والترويج
[1] -كلمة **باطرون“” بالدارجة، تقابل الكلمة الفرنسيةPatron ، وتعني رب العمل أي المقاول أو رائد الأعمال، أو **لمعلم**واخترناها بنطقها الدارج لكثرة تداولها في أوساط المقاولين الجزائريين عبر تاريخ المقاولاتية الأولى، وهذا ما أثبتته الصور المتعلقة بالمقاولاتية العائلية لكل من :حمود بوعلام، الحاج زواي، صالح عثماني، وطامزالي وغيرهم، للدلالة على وجود روح مقاولاتية قديمة الجذور في الجزائر ما قبل الاستقلال الوطني…….سي الباطرون أو سي لمعلم(بفتح اللام).