
طَيْفُ العَنونةِ ودلالاتهُ في شعرِ : مُحمَّد سعيد العتيق
The spectrum of the curse and its connotations In Poetry: Mohammed Saeed Al-Atiq
د.وليد العرفي،جامعة البعث ،سوريا
Dr. Walid Al-Orfi: Al-Baath University / Higher Institute of Languages/ Syria
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 65 الصفحة 83.
ملخص :
يهدفُ هذا البحثُ إلى دراسةِ علاقةِ العنوانِ بالنَّصِ منْ خلالِ عمليَّةِ تأويلِ دلالاتِ العنوانِ بصورةٍ مُستقلَّةٍ، ومنْ ثمَّ محاولة ربط ِالعنوانِ بصورتِهِ المُنفردةِ بالنُّصوصِ الأخرى؛ للكشفِ عنْ مدى العلاقةِ الرَّابطةِ بينَ العنوانِ وعلاقتِهِ بالنُّصوصِ المُتفرّعةِ عنْهُ ، إذْ طالما شكَّلَ العنوانُ الرَّأسَ منَ الجسد .
كلمات مفتاحية : العنوان ، الدّلالة ، الشّعر ، العلاقة ، مُحمَّد سعيد العتيق
Summary
This research aims to study the relationship of al-Awan to the text through the process of interpreting the semantics of the title independently, and from Then try to link the title to its individual image with other texts h;
And its relation to the texts that are far from him, because the title has always formed the head of the body.
Keywords: Title, Significance, Poetry, Relationship, Muhammad Saeed Al-tiq
في الدّلالة الُّلغوية :
قِيلَ في مادَّة: (عَ نَ نَ) : عنَّ الشَّيءُ يعنُّ ، و يعنُّ عنناً و عنواناً: ظهرَ أمامَك وعنَّ و اعْتنَّ : اعترضَ وعرضَ، و عننْتُ الكتابَ و أعننْتهُ لكذا، أي عرضتُهُ له و صرفتُهُ إليهِ ، وعنيْتُ فلاناً أي قصدتهُ .
أمَّا عنوانُ الكتابِ فقالَ ابنُ سيدة: العنوانُ سمةُ الكتابِ، وعنونَهُ عنونةً وسمهُ بالعنوانِ، وقالَ ابن سيدة: في جبهتهِ عنوانٌ منْ كثرةِ السُّجودِ، أي: أثر [1]، وفي : عنونَ الكتابَ عنونةً كتبَ عنوانَهُ, وعنوانُ الكتابِ : سمتُهُ و ديباجتُهُ [2]،
تتفقُ الشُّروحات المعجميَّةُ على أنَّ للعنوانِ دلالاتٍ أساسيةً هيَ ظهور العلانية من مادة “علن”
الأثر و السّمة من مادة “عنا” المعنى و القصد من مادة “عنن “.
وفي المصطلح العنوان: ” أنظمة دلالية سيميائية تحمل في طياتها قيماً أخلاقيةً و اجتماعيةً و إيديولوجيةً، وهي رسائل مسكوكة مُضمنة بعلامات دالَّة مُشبعة برؤية العالم يغلبُ عليها الطَّابع الإيحائي”[3]
وترى بشرى البستاني ” بأنَّ العنوانَ رسالةٌ لغويةٌ تُعرَف بتلك الهوية، وتُحّدد مضمونَها، وتجذبُ القارئ إليها، وتُغريه بقراءتها، وهو الظَّاهرُ الَّذي يدلُّ على باطن، وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ موضوعةَ العنونة لم تشغلْ حيزاً مُهماً من اهتماماتِ النقد بها إلا باتّساع الدراسات النقدية المعاصرة التي أولتِ النصَّ الأدبيَّ اهتمامَها ، ورأتْ فيه كُلاً مُتكاملاً لا ينفصلُ فيه المتنُ عن العنوانِ ، وما يلحقُ به ، من شروحاتٍ أو إضافاتٍ ؛ فلمْ يكنِ التوجّهُ إلى دراسةِ العنوانِ ” قبلَ توسّعِ مفهومِ النَّص، ولمْ يتوسَّعْ مفهومُ النَّصِ إلا بعدَ أنْ تمَّ الوعي والتقّدمُ في التّعرفِ على مختلفِ جزئياته وتفاصيله، ولقدْ أدّى هذا إلى تبلورِ مفهومِ التّفاعلِ النَّصي، وتُحقّق الإمساك بمجملِ العلاقاتِ التي تصلُ النُّصوص بعضَها ببعضٍ، والَّتي صارتْ تحتلُّ حيزاً مُهماً في الفكرِ النَّقدي المعاصرِ.
كانَ التطورُ في فهمِ النَّص والتّفاعل النَّصي مناسبة أعمق لتحقيقِ النَّظرِ إليه باعتبارهِ فضاءً، ومن ثمَّ جاءَ الالتفاتُ إلى عتباته[4]“
ونتيجة هذا التوجه في النقد البنيوي أصبحتِ العناوينُ من مجال اشتغالِ فكر النَّقد ، لما يُمثّلهُ العنوانُ منْ أهميةٍ في العملِ الأدبي : “فصارَ الاهتمامُ بمجموعة النُّصوص التّي تُحّفز المتنَ وتحيطُ بهِ منْ عناوينَ و أسماء المؤلفينَ والإهداءاتِ ، وكلّ بياناتِ النَّشرِ الَّتي تُوجَدُ على صفحةِ غلافِ الكتابِ، وعلى ظهرهِ ” [5]
وأولُ مَنْ التفتَ إلى موضوعةِ العنوان جينيت الذي تنبَّه إلى ما يتعالقُ مع النَّص، وممَّا يجبُ الإشارة إليه أن جيرار جينيت قدْ أفادَ من أفكار من سبقوه في قضية العنونة ، وارتباطات النص بما هو خارج متنه، وقد أشار عبد الحق بلعايد إلى بعض هؤلاء المؤسسين لفكرة علم العنونة، ومنهم دوتشي في مقالته التي نشرها في مجلة الأدب سنة1971 م :” من أجلِ سوسير ” ،وج. دريدا في كتابه: ” التشتيت ” 1972 م ، وهوَ يتكلمُ عما هوَ خارجُ الكتابِ ،وفيليب لوجان في كتابه” الميثاق سير ذاتي” عام 1975 م ، وقد سمَّاه :” حواشي وأهداب النَّص” إذنْ كانَ التأسيس لعلم العنونة قبل جيرار جينيت الذي أرسى قواعده إذْ يرجعُ إلى: ” النّصف الثاني من عقد الثمانينات، وذلك بعد أن أشبع خطاب الشعرية ووصف المقولات الجوانية الجوهرية لمفهوم النَّص في تجريده أو تجنيسه الشّعري أو السَّردي، تلك المقولات الَّتي بدا في النهاية أنَّها لا تصف كفاية الكلية النصية ، أي كل العناصر المحايثة أو المفارقة الَّتي لا تؤّمن فقط نصيَّة النَّص ، بل أيضا تداوليته، وكذلك حتى أدبيته المشروطة بلذَّة القراءة ضمن نسق ثقافيّ مُحدّد “[6]
يرتبط العنوان ارتباطاً وثيقاً بالنصّ الموسوم ؛ فالعنوان مفتاح الولوج إلى النص ، وغير بعيد عن البال أنَّ النَّصَّ الفاقدَ للعنوان إنّما هو مبتورٌ ، وكان الابتداء بالبسملة في آي الذكر الحكيم في استفتاح الخطابات في عصر الإسلامي إشارة واضحة إلى هذا الأمر ، والخطبة التي تفتقر إلى العوان / البسملة تُعدُّ بتراء .
وهذا ما دفع جنيت إلى ” التّساؤل عن مجموع العناصر التّي تجعل من النَّص كتاباً، أي العناصر التّي تساند النَّص و -تصاحبه- في رحلة اكتساب الحضور والهُويَّة الثّقافيَّة النَّوعيَّة ، ضمن تداوليَّة عامَّة أو خاصَّة، وهي في مجموعها تُمثّل وسائل انخراط النّص في المؤسَّسة الأدبية، وانكتابه في المجتمع الثقافي، إنَّها جملة عناصر تُحيط بالنَّص ،و تُحدّده تحديداً من أجل تقديمه بالمعنى المألوف لهذه الكلمة، وأيضاً بمعناها القوّي، أي- جعل النَّص حاضراً ــــــــــ وذلك بتأمين حضوره في العالم، و تأمين تلقيه واستهلاكه في هيئة كتاب”[7].
وقد حدَّد جينيت ما اصطلح على تسميته بـ (المُتعاليات النصية ) أو (عبر النَّصيَّة ( خمسة أنواع ” وهي الَّتي حدَّدها “نبيل منصر” في كتابه : (الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة) بـ :
-1التّداخل النّصي : ويُمكن أن نُميّز بين مستويين للتداخل النَّصي : مستوى الحضور الفعلي لنص داخل نص، حضور حرفي، وجليّ مثل الاستشهاد، و مثل الحضور غير المُصرَّح به، ولكنَّه حرفي ذلك مثل السّرقة الأدبيَّة.
مستوى الحضور التلميحي الّذي يستدعي الوعي النَّقدي الحادّ القادر وحده على كشف العلاقات الدَّمويَّة البعيدة و المشكّلة لشجرة أنساب جملة من النّصوص .
-2النَّص المُوازي: ويشمل شبكة من العناصر النَّصيَّة خارج النَّصيَّة الَّتي تُصاحب النَّص الّنص، وتُحيط به؛ فتجعله قابلاً للتّداول.
-3النّص الواصف: و يُسمَّى كذلك الّلغة الثّانية قياساً للنَّص باعتباره لغةً أولى، و يُمثّل الخطاب النَّقدي الَّذي ينهض بوظيفة تفسير العمل الأدبي بتحليله و التّعليق عليه؛ فيكون خارج فضاء النّص الأصلي.
-4النَّص المتفرّع : هو تفاعل يجمع بين نص لاحق و آخر سابق، وفق قانون تعدّد مسالكه حسب مقصديات التّأليف الأصلية، وأحياناً حسب قوانين اللاّوعي الثّقافي الَّتي تُؤثّر في المقصديات ذاتها في هذه الدَّرجة أو تلك.
-5النَّص الجامع: يُمثّل النَّص الجامع النوع الخامس، وبه تكتمل عناصر المتعاليات النَّصيّة وهو يُحيل على العلاقة التّي تجمع بين النَّص، وبنيته الفوقية الافتراضية التّي تقرنه بمختلف أجناس الخطاب الَّتي ينتمي إليها، وفي هذا الإطار تدخل الأجناس وتحديداتها المتعلقة بالموضوع والصّيغة والشّكل وغيرها”
وبهذا الفهم لطبيعة العنوان ؛ فقد رأى جينيت أن العنوان رغم استقلاليته عن النص إلا أنه يشكل بنية لغوية ترتبط بالمتن النصي وتُعبّر عن ماهيته؛ فهو بمثابة نص ممهد للنص الذي يتموضع تحته “النّص الموازي “باعتبار العنوان نصَّاً مُوازياً، لأنه يختزل النَّص الأدبي ،و”الاختزال في العنوان ليُعبّر عن الموضوع، ويجعله واحدا من جملة احتمالات وقع عليها اختيار المبدع”. [8]
يُشكّلُ العنوانُ العتبةَ النَّصيَّة الأولى ؛ فهو المفتاح الذي يُمكّنُ من الولوج إلى عوالم النصّ ، وفضاءات اللغة التي يشتغل عليها ، إذ العنوان نصٌّ آخر يعلو النص الذي يُعبّر عنه ، ولا بدَّ أن يكون ثمَّة انسجام واتّساق ظاهر ، أو مُضمر ما بين العنوان، وبين النصَّ / القصيدة؛ فإذا كان العنوان الرأس ؛ فالقصيدة هي الجسد الذي يتَّخذُ من الرأس ملامحَهَ، ومعالم تكوينه على مستوى الشكل والمضمون على حدٍّ سواء؛ فالعنوان بنية قائمة بذاتها ، وعلى الرغم من استقلاليتها من حيث الموضع إلا أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنصّ .
دلالة العناوين :
نُشير في هذا الاستهلال إلى أنَّ الشاعر : محمد سعيد العتيق ينظر إلى الشعر من خلال رؤية جماليَّة تقرن بينه وبين ما هو معنوي ؛ فقد جاءت العناوين جميعها موسومةً بعبارة : (شذا الروح شعري) وهي عبارة تحيل على دلالات رامزة :
فقد جاء التركيب من حيث الصيغة وفق النمط الاسمي ، والاسم يفيد الثبات ، وهو بهذا يؤكّد أن هذا الشعر ثابتٌ من حيث العاطفة الي يُعبّر عنها ، وكذلك من حيث الموقف ، فمن حيث العاطفة ، ــولعلّي لا أجانب الصواب ــ
إنْ ذهبْتُ إلى أنَّ في التركيب إشاراتٍ مشخَّصةً لأنثى ما رُبَّما يكون اسمها (شذى)، فالتسمية هنا تتخذ إيحاءها المرتبط بالحالة الوجدانية التي يعيشها الشاعر ، فيما لو صحَّ هذا التخمين، وقد جاء التركيب : (شذا الروح ) في إطار التركيب الإضافي، وهذا النوع من التراكيب اللغوية هو من أكثر التراكيب قدرةً على إضفاء الحركة والحيوية للغة، ومدّها بطاقات من الإيحاء والدلالة ، فيما يبدو الخبر : (شعري) ذا دلالة حقَّقت فائدة الإبلاغ من خلال إضافة الشعر ــ
الفنّ الجماليّ ــ إلى الذات ؛ ليكون هذا الفنُّ الجماليُّ تعبيراً عاطفيّاً عمَّا تكتنز به هذه النفس من مشاعر وأحاسيس تجاه ربما : (الأنثى) ـ في حال صحَّ ظنَّنا ، أو إلى المُتلقّي بشكلٍ عامٍ ، وفي الحالتين كلتيهما سواء أصاب تخميننا أم أخطأ؛ فلابدَّ من القول بأنَّ استخدام الشاعر للفظ الروح له إيماؤه الخاص هنا ؛ فالروح رمز الحياة ، وهي المُضمَر الذي نعرف وجوده من غير أن نفهم كنه حقيقته : ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ” [9] ، وعلى هذا يتأسَّس الدخول إلى بوابة الشعر لدى شاعرنا ؛ ليكون التركيب :
( شذا الروح شعري ) تركيباً ذا حمولات يُعبّر عن الدلالات الآتية :
الدلالة الأولى : الثبات الذي أفادت به الاسماء الثلاثة : شذا ، الروح ، شعري
الدلالة الثانية : التبليغ : جاء التركيب وفق الأسلوب الخبري الابتدائي ، وهو يعني أنَّ الخبر مُصدَّق من قِبَل السامع ، وهو ما لا يحتاج معه أيَّ مؤكّد .
الدلالة الثالثة : الحيوية : وقد تجلَّتْ من استخدام الشاعر لتقنية التركيب الإضافي الذي يمنح اللغة قدرةً على الإيحاء ، وتجاوز دلالاتها المعجمية الضيقة .
ولعلَّ في الدخول إلى القصيدة الموسومة بالعنوان ذاته ما يجيب على سؤالنا ، ويُغلّب التأكيد على الاحتمال ، ويقطع الشك باليقين يقول في قصيدة شذى الروح شعري[10] :
أنا وصفُ روحي منْ شذى بوحِها العطرُ وهلْ تُسحَرُ الألبابُ إنْ لمْ يكُنْ سحرُ
وهلْ يملكُ السَّامي سوى الحلمِ عابقاً فما خنْتُ أحلامي ولا خانَ الدَّهرُ
فشاميَّةٌ سوريَّةٌ سحرُ اسْمها سما في عيوني مَنْ يراها لها سرُّ
وهكذا كشف الشاعر لنا بهذه الدلالات عن سمت القصيدة التي جاءت مُكتنزةً بحمولات الحب للوطن الذي لا ينفصل بطبيعة الحال عن المرأة المعشوقة ، وهو مما درج عليه الشعراء الذين طالما قرنوا بين حب الأرض والأنثى ، وكانت المرأة صورة حسية للوطن بصورته المعنوية التي تتمثل في جسد المرأة المحبوبة .
سمت العنوان :
يُحيل العنوان في المنتج الأدبي على علاقة غير خافية يُحاول الشاعر من خلاله أن يُعبّر عن أكبر قدرٍ مُمكن من المحتوى بإشهار العنوان علامةً إشهاريّةً له ، وفي هذه المقاربة سنلج العناوين التي وسم الشاعر العتيق بها مجموعاته الشعريّة ؛ لتكون علامات إشهارٍ لمحتويات تلك الدواوين وسنبدأ وفق تسلسل إصدارها التاريخي ووفق هذا المنهج الزمني ؛ نبدأ بديوانه الأوَّل الموسوم بــ : (على ضفاف الروح)[11] فقد أشار من حيث الصيغة اللغوية التي بنيَ عليها إلى حالة ترفٍ عاطفيّ ، وسموٍّ انفعاليّ عالٍ يرتقي إلى مصاف التصوّف ، وكأنَّما الشاعر يلتقي من حيث الموقف بالشاعر بدوي الجبل في قوله :[12]
تقسَّمَ الناسُ دُنياهُمْ وفتنتها وقدْ تفرَّدَ منْ يهوى بدُنياهُ
يبني الشاعر لنفسه عالمه البرزخي الخاص بعيداً عن المحسوس والملموس ؛ لينعتق في فضاء الروح التي يجعل لها حيزاً وجودياً ، وماهية بإسباغ صفة السيولة عليها ، وفي هذا التزامن الحسيّ من خلال تقارض الحواس ، وتبادل وظائفها يبدو التعبير وفق بناء شبه الجملة مُحقّقاً قدرتَهُ في إجلاء العنوان ، فالابتداء بحرف الجرّ : (على) أفاد بالاستعلاء ، وارتفاع الشاعر من حيث الرؤيا والعاطفة إلى عوالم الروح التي لا يُدرك كنهَها إلا الله .
أما الديوان الثاني، فقد وسمه بـ : (طرائد النور) [13]وعلى الرغم من أنَّ بنية العنوان أنشأتْ على ركني التركيب الإضافي باستخدام لفظين فقط ، إلا أنّ هذين اللفظين يحيلان على دلالات أبعد من حصرها في الكلمة بحدّ ذاتها ؛فقد استطاع من خلال هذا التركيب الإضافي أن يجمع بين ثلاثة مستويات ؛ فعلى مستوى الحقل الدلالي قرن بين حقلين مختلفين ، كما ربط بين صيغتي المفرد والجمع على مستوى العدد ، والتذكير والتأنيث من حيث الجنس ، وقد جاء العنوان بصورة استعارة قامت على عنصر المُفارقة التي أسّستْ لإدهاش المُتلقّي بالربط ما بين النور والطرائد ؛ فطرائد جمع مفرده : طريدة ، وهي ما يقع عليه فعل الملاحقة عادة من بهيمة أو طير ، وكأنَّما الشاعر أراد أن يشير إلى عمليَّة المخاض الإبداعي للشعر الذي يُشبهه بالنور ، فيما الشاعر هو الصيَّاد الذي يتحين فرصةً في اقتناص تلك الطرائد التي تتقافز أمامه من الكلمات والصور، أوليس الشعراء صيّادو صور وكلمات ؟ كما يقول أرشيبالد ماكلش الذي يصفهم بقوله أنهم : “يدأبون دائماً على الخوض والاصطياد على حافة نهر اللغة البطيء الجريان ، لعلَّهم يعثرون على ما يُمكنهم اصطياده ، وتسخيره لاستعمالهم الخاص “[14]
وفي ديوانه الثالث : (فجر المساء)[15] يبدو العنوان مُفارقاً ديوانيه السابقين ؛ فقد بني العنوان على الجمع بين اسمين كان التركيب الإضافي مسوّغ الربط بين ثنائييهما القائم على عنصر التضاد ، والتضاد في اللغة يُسهم في جلاء الدلالة وتأكيد فروقاتها ؛إذ بتضادها تتمايز الأشياء ، والأضداد عندما تجتمع في إطار نسق لغوي واحد تحقق جمالها اللغوي الذي يحيل على انكشافات المعنى وتجلية الصورة المرسومة من خلال ثنائية الجمع بين الشيء ونقيضه ، وهو ما أدركه بالفطرة الشاعر العربي قديماً بقوله :
ضدّانِ لمَّا اسْتُجْمِعا حسُنا والضدٌّ يُظهِرُ حسنَهُ الضدُّ [16]
وفي العنوان الذي بين أيدينا نلحظ ثنائية التضاد التي اعتمدت الدلالة الزمانية من خلال تقريبها فارق التوقيت الفاصل بين لحظتين من اليوم هما : ( الفجر ) الذي يشير إلى الابتداء، وما يُحيل عليه من رمزية على الحيوية ، وتجدّد الطاقة وانبعاث التفاؤل ، و( المساء) بما يحمله من دلالات على النهايات الحزينة التي ارتبطت برمزية المساء ، وما يكتنف هذه اللفظة من دلالات على الفراق والنهايات التي عبّرت عنها قصائد الشعراء الرومانسيين ، ولا يغيب عن البال قصيدة خليل مطران في هذا السياق ، وما حُمّل من دلالات تبعث على الكآبة والحزن.[17]
وهكذا يبدو التركيب الإضافي الذي أفاد الشاعر فيه من الثنائية الضدية بين : فجر ومساء قد فتح العنوان على آفاق من جماليّات المعنى ، وتعدّد أفقه الرمزي .
ومن قصائد الديوان نفسه التي اعتمدت على التضاد قصيدة : ( منَ الموتِ نحيَا ) [18]يقول فيها :
ما سرُّ تلكَ الصّرخةِ الأولى بروحِي يا تُرَى تتلعثمُ الأرواحُ هلْ لِي بذكرَى للصُّراخ و دمعةٍ ترتاحُ ؟ كيفَ السّبيلُ إلى التعرّفِ يا دَمِي ؟! مثقوبَةٌ كلُّ الذَّواكر وَ النُّهَى قدْ خاننِي الإيضاحُ موتٌ فتحيَا ثُمَّ تصرخُ ميتًا تبكِي وَ تضحَكُ حائرًا و تدورُ فِي فلكِ الصُّراخ مسافرًا هُمَا صرختان بدايةٌ و نهايَةٌ ما زلتُ أجهَلُ صرخَتِي لو كنتُ أعلمُ
يا تُرَى هَلْ تسكرُ الأقدَاح ؟ !
منذ عتبة العنوان يبدو التضاد حاملاً للبنية الفكرية للقصيدة التي قامت على ثنائيات التضاد وفق تعدد حقائق أو حالات أو نتائج ، فعلى مستوى الحقائق جمع الشاعر بين :
الموت _______________ الحياة
أما على مستوى الحالات الشعورية ، فقد قرن بين حالتي :
البكاء_________________ الضحك
وأخيراً على مستوى النتائج ، إذ لكل :
بداية ________________نهاية
أمّا ديوانه الرابع فقد وسمه بـــ: ( ورد وعشاق الشآم ) :
يشتغل العنوان في هذا الديوان بدلالات التعلق بالوطن ، والارتباط الوثيق بكل ما فيه من عناصر الجمال ، وقد بني العنوان من مفردة ورد التي جاءت اسماً دالاً على جمال الطبيعة وعطف عليه التركيب الإضافي (عشاق الشآم ) وهنا يبرز العنوان خصوصية المكان الذي يستقل صدارة الافتتاح في هذا الديوان ، وبهذا التصدير للمكان تكمن خصوصية الشآم التي يكن لها مشاعر الحب والتعلق الشديدين اللذين يجعلان منه عاشقاً لكل ما فيها من مكونات الطبيعة والناس، وهو ما يتجلّى من خلال القصيدة التي جاء عنوانها وسماً للديوان كله يقول فيها : وجد وعشاق الشآم
يُشكّل العنوان في هذه القصيدة سمت الرؤيا التي تعبر عنها فالعنوان بدلالته الاسمية أفاد الثبات وللبنية اللغوية دلالتها فتقديم وجد أفاد دلالة ما يعتمل في نفس الشاعر من عاطفة مكنونة تجاه وطنه الشام، كما نلحظ أنَّ العنوانَ اشتمل على حقلين دلاليين هما المكان (الشآم) وحقل العاطفة بدلالة كل من : (وجد وعشاق ) والوجد من مصطلحات التصوف ممَّا يعتري القلب في حالات الكشف والعشق هو الإفراط في الحب، وبهذه الدلالة يُمكن توضيح سمت العنوان الذي يُشير إلى حالة الحب الذي لا يشبهه حبٌّ آخر ، ولا يساويه أو يماثله موقف .
وفي ديوانه الخامس الموسوم بـ : (نحَّاتُ نور ) [19] يبدو الشاعر مُنشغلاً بعالمه الجماليّ أكثر؛ فثمَّة محاولة انعتاق في هذا العنوان ، وإرادة في تجاوز محدودية الطاقة التعبيرية للكلمات في إطار نسقها الذي يمنحها إياه المعجم ؛ لينتقل من حقل اللغة إلى حقل الفنون التشكيلية باستعارته أحد مصطلحاتها ؛ فالشاعر ينأى عن اللغة إلى فنّ النحت ، الذي: ” يتميز عن التصوير بأنه لا يميل إلى الخداع ، ذلك لأنه معرض لأن تحكم عليه بواسطة اللمس ، وحتى الاستعانة باليد ، ويُمكِن الإحاطة به من كل الجهات بواسطة النظر ” [20]
ويكون فن النحت في الصخر ، وليس في الـ ( النور ) ، ومن هنا تبدو غرائبية العنوان التي تكشف عن عنصر الجمال فيه ، وتُحقّق حالة اندهاش المُتلقي بما تُحيل عليه الدلالة وفق تركيبها الإضافي الذي أضفى على العنوان هذه الجمالية ؛ لينفتح السؤال عن ماهية هذا النحت ، وما هي مستويات انشغال الشاعر بتحقيقه ؛ فثمة تداعيات تتقافز إلى الذهن عبر مرسلة من الأسئلة التي تبدو مُلحَّة ًفي محاولتها الوصول إلى إجابات ؛ فعن أيّ نحتٍ يتحدَّث الشاعر ؟ وهل ثمَّة من حيز مكانيّ يتموضع فيه النور للقيام بإجراءات النحت فيه ؟!
يضعُ الشاعر المُتلقّي من خلال هذه العتبة النصية أمام لوحة سوريالية ، ولكنها سوريالية جذَّابة تدفع إلى مزيد من التأمل في محاولة استكشاف ما ورائيات الكلمة ، وما يتخفّى وراء عتبات التركيب كله ؛ فثمة ما هو غامض بشفافية ، مثلما تتبدّى الشفافية بأزياء غموضها ، ولعلنا في مقارنة بين هذا العنوان ، وما وسم الشاعر : نزار قباني به ديوانه: (الرسم بالكلمات ) [21]سنلحظ مدى جمالية العنوان وحساسية انتقاء العناوين جدُّ مهمة ؛ فالعنوان لا يكون اعتباطاً ، وإنما هو وسم دال ، وتعبير نصيٌّ يسبق النصّ المنضوي تحته ؛ فنزار قباني ارتقى بالحرف من مستوى التأثير السمعي إلى تأثيره البصري بهدف الجذب الأقوى ؛ فمن المعروف علميّاً أن الإنسان يتعرَّف الأشياء ، ويدرك العالم الحسيَّ بحاسّة البصر بدرجة ( 83% ) فيما الاعتماد على السمع بدرجة (11%) [22]ومن هنا لجأ الشاعر نزار قباني إلى تقنية التزامن الحسيّ ؛ فنقل قدرة التأثير من السمع إلى البصر ، كما أفاد من فنّ الرسم واللون ؛ ليؤكد جمالية اللغة فبي التعبير والتصوير غير أنه بقي في إطار المنظومة اللغوية ؛ فهدفه الرسم بالكلمات ، بينما نجد في عنوان العتيق الشاعر يبتعد كُليّاً عن اللغة ؛ فالشاعر يُغيّر توصيفه ليصبح نحَّاتاً ، فقد غيَّرَ أدواته التعبيرية ، كما تبدَّلتْ وسائله في التأثير ؛ فثمة إيحاء إلى أن الشاعر يمتلك القدرة على التغلغل فيما هو مستحيل ومجرد وجديد ؛ فالنور لا يُنحت ؛ ولكنَّ الشاعر يؤكَّد أنه نحَّاتُ نورٍ ولصيغة مبالغة اسم الفاعل هنا دلالتها التي تفيد فاعلية هذا الـ نحَّات ، وأنَّ قدرته بفعل قوة داخلية ؛ لأنه مُحدِث الفعل لا منفعل فيه ، وفي التركيب ما يُشير إلى أن الفعل مُتحقّق والحدث قائم ، لأنه لا معنى للتوصيف إن لم تكن الصفة حقيقية ، وبهذا البعد يتكشف جمال الانتقاء للعنوان الذي ربط بين فن وآخر ، وانتقل من نطاق المادي إلى مجال المعنوي عبر تشابك يوحي بجماليات الانتقاء وتوفقه في الاختيار؛ فقوّة تأثير النحت واستمراره في الوجود أكثر من أي فن آخر ، وكأنما أراد الشاعر أن يُشير إلى رغبته في خلود لغته / شعره من خلال هذا النحت الذي يقوم بإحداثه في نور ، وقد جاء اللفظ : ( نور) اسماً نكرة ما يفيد ما أشرنا إليه؛ فالشاعر لا ينحت في نور محدد ، وإنما نور مفتوح ومتعدد الدلالات والأهداف ؛ ما يعكس أنَّ مجال اهتمام الشاعر وانشغاله الوجودي أكبر من أن ينغلق في مجال مُحدَّد ، وبذلك نرى مدى الانفتاح الذهني لدى انتقاء العنوان ، وقدرة الشاعر على اختيار ما يناسب الرسالة الوجودية التي يُريد إبلاغها من خلال أدواته الجماليَّة في التَّعبير عنها .
ويستثمر الشاعر فنَّ الموسيقى في ديوانه السادس الموسوم بــ : ( رنينُ الظّلال )؛ ليستعير من لفظ : ” رنين” الدال على صوت موسيقي عادة ما كان يرتبط بالجرس ، ومن هنا تبدو مفارقة العنوان لما هو غير مُتوقَّع، كما هي عادة شاعرنا العتيق في انتقاء عناوينه الشعرية التي يُبدي اهتمامهُ فيها بشكلٍ لافت وموفق يعكسان ذائقتهُ الجماليةَ، كما يكشفان عن ملكة نقدية، ورؤيا فنيَّة تستطيع أن تتفهَّم دواخل الآخر؛ لتُحقّق جسر تواصلها معه من خلال عتبة العنوان الَّتي تُمثّل أوَّل صلة اتّصال بين الشاعر والمتلقي باعتبار الديوان الشعري رسالةً كلاميَّةً يُريد الشاعر توصيلَها إلى المُتلقّي على اختلاف مشاربه الاجتماعيَّة ، وتنوّع ثقافته وتباين مشاربه فـ : (كل فعل اتصال ينطوي على قصد من طرفيه يجمع بينهما على قاعدة المرسلة ، ثمة إذن قصد للبثّ من طرف المرسل ، وقصد لتلقي هذا البث من طرف المستقبل هذا في المرسلة ذاتها، أي العمل؛ فعنوان العمل يتوجَّه إلى المستقبل بجماع المرسلة إنْ على مستوى الجنس، أو على مستوى الموضوع، أو حتى على مستوى موقف المرسلة من خطابها الذي تتأسَّس داخلَهُ ) [23]
وقد اعتمد الشاعر على بنية التركيب الإضافي في الجمع بين لفظي: ” رنين والظلال” التي عادة ما تكون من مصاحبات الزمن ، فالظل يُشير إلى انحسار الشمس في وقت مُحدَّد من النهار والغروب ، والرنين صوت موسيقي يقترن عادة بلحظات تكون للتنبيه على حدث مُعين أو تذكير بأمرٍ ما ، وبهذا الاقتران بين الصوت والظلال يبدو مفارقة العنوان التي أضفت عليه جماليَّة الصَّوغ ، ومنحته بعداً دلالياً يتجاوز حدَّ معجمية اللفظين البانيين للعنوان؛ لينفتح العنوان على أكثر من معنى ، وأبعد من تفسير، وكلما اختلفت التفاسير، وكثرت التأويلات دلَّتْ على جماليَّة العنوان؛ فتعدُّد المعاني على قلّة الكلمات مُؤشّر على بلاغة التركيب، وكما قيل : ” البلاغةُ في الإيجازِ، وخيرُ الكلامِ ما قلَّ ودلَّ”
الخاتمة :
وممَّا تقدَّم منْ تأويلِ عناوين الدَّواوينِ الشّعريةِ للشَّاعر: محمَّد سعيد العتيق نخلصُ إلى تأكيدِ الآتي :
أولاً ــ يُشكّل العنوانُ ملمحاً منْ ملامحِ النَّص الشّعري ، وقدْ يستقلُّ بنفسهِ ؛ ليُشكّلَ نصاً متعالياً على النَّص .
ثانياً ــ يمنحُ اختيارُ العنوانِ حريَّةً للشَّاعرِ أكبر َمنْ إمكانياتِ النَّص نفسهِ، إذْ ينفتحُ على آفاق لا حصرَ لها من َالدّلالاتِ والأخيلة.
ثالثاً ــ ارتبط َالعنوانُ العامُّ للديوانِ بالمتنِ النَّصي للقصائدِ الدَّاخليةِ؛ فعناوينُ الدَّواوينِ الشّعريةِ مأخوذةٌ عنْ عناوين قصائدَ منَ الدّيوانِ نفسِهِ .
مكتبة البحث :
- القرآن الكريم
- الدواوين الشعرية للشاعر : محمد سعيد العتيق
- ورد وعشاق الشام ، على ضفاف الروح ، دار رفوف ، دمشق ، 2015م .
- فجر المساء : دمشق ، 2018 م .
- طرائد النور : دار العرَّاب ، دمشق ، 2016 م .
- نحَّات نور ، دمشق ، 2018 م
- رنين الظلال : الهيئة السورية العامة للكتاب ، وزارة الثقافة ، دمشق ، 2019 م .
المراجع:
- الألعاب التربوية : عثمان الخضر ، الإبداع الفكري ، الكويت ، 2007 م ،
- بلوغ الأرب في أحوال العرب : تح : محمد بهجة الأتري، دار الكتاب المصري ،بلا .
- الخطاب الموازي للقصيدة العربّية المعاصرة : نبيل منصر ، دار توبقال للنشر،2007 م.
- ديوان بدوي الجبل (محمد سليمان الأحمد ، ت 1981م) : تقديم أكرم زعيتر ،دار العودة ، يروت ، 1978م .
- الرسم بالكلمات : نزار قباني ، منشورات نزار قباني ، بيروت ، 1966 م .
- السيمولوجيا والعنونة : جميل حمداوي ، مجلة : عالم الفكر ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، مج 25، ع 3، 1979م .
- الشعر والتجربة ، أرشيبالد ماكلش ، تر: سلمى الخضراء الجيوسي ، بيروت ،1993 م.
- عتبات جيرار جينيت (من النص إلى المناص): عبد الحق بلعايد : الدار العربية للعلوم ناشرون ، منشورات الاختلاف ، ط1، 2008م .
- العنوان وسيموطيقا الاتصال الأدبي : محمد فكري الجزار ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1998 م
- قطر المحيط بطرس البستاني ، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، لبنان، ط ،1994 م .
- لسان العرب : جمال الدين بن منظور الإفريقي المصري : دار صادر ، بيروت ، بدون تاريخ .
- لسانيات الّنص نحو منهج لتحليل الخطاب الّشعري : محمد مّداس ، عالم الكتب الحديثة ، إربد ، الأردن، ط 1، سنة،2007م .
- مدخل إلى عتبات النّص : عبد الرزاق بلال، ، دراسة في مقدّمات النّقد العربي القديم، إفريقيا الّشرق ، المغرب ،2000م .
- مدخل إلى علم الجمال وفلسفة الفن : أميرة حلمي مطر ، دار التنوير ، القاهرة ،ط1، 2013 م
[1] ــ لسان العرب : جمال الدين بن منظور الإفريقي المصري : دار صادر ، بيروت ، (عنن)
[2] ــ قطر المحيط بطرس البستاني ، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، لبنان، ط ،1994 (عنن)
[3] ــ السيمولوجيا والعنونة : جميل حمداوي ، مجلة : عالم الفكر ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، مج 25، ع 3، 1979م ، ص 96.
[4] ــ عتبات جيرار جينيت (من النص إلى المناص): عبد الحق بلعايد : الدار العربية للعلوم ناشرون ، منشورات الاختلاف ، ط1، 2008م ، ص 14.
[5]ــ مدخل إلى عتبات النّص : عبد الرزاق بلال، ، دراسة في مقدّمات النّقد العربي القديم، إفريقيا الّشرق ، المغرب ،2000م ، ص21ــ22.
[6]ــ الخطاب الموازي للقصيدة العربّية المعاصرة : نبيل منصر ، دار توبقال للنشر ،2007 م ، ص 25.
[7] ــ المصدر نفسه ، والصفحة ذاتها .
[8] ــ لسانيات الّنص نحو منهج لتحليل الخطاب الّشعري : محمد مّداس ، عالم الكتب الحديثة ، إربد ، الأردن، ط 1، سنة ،2007 م ، ص53 .
[9] ــ الإسراء / 85
[10] ــ وجد وعشاق الشام : ص 27.
[11]ــ محمد سعيد العتيق، دار رفوف ، دمشق ، 2015م .
[12] ــ ديوان بدوي الجبل (محمد سليمان الأحمد ، ت 1981م) : تقديم أكرم زعيتر ، دار العودة ، بيروت ، 1978م ، ص385.
[13] ــ محمد سعيد العتيق، دار العرَّاب ، دمشق ، 2016 م .
[14] ــ الشعر والتجربة ، أرشيبالد ماكلش ، تر: سلمى الخضراء الجيوسي ، بيروت ، 1993 م ، ص 66 .
[15] ــ محمد سعيد العتيق، 2018 م
[16] ــ هذا البيت من القصيدة المشهورة المعروفة بـ : (اليتيمة ) لعدم معرفة قائلها ، وقد نسبت إلى أكثر من شاعر على وجه التخمين لا اليقين ، فقيل بأنها : لـ دوقلة المنبجي ، أو لـ ذي الرمة ومطلعها : هلْ بالطّلولِ لسائل ٍ ردُّ أمْ هلْ لها بتكلُّمٍ عهدُ ؟ ! وأول من أورد منها بعض الأبيات هو : محمود شكري الألوسي البغدادي ، ولم ينسبها لأحد
ينظر : بلوغ الأرب في أحوال العرب : تح : محمد بهجة الأتري، دار الكتاب المصري ، دون ، ج ،2ص 20. ويُنظَر : قصائد العشق والجمال في الشعر العربي: عمر فاروق الطباع ، دار القلم ، 1993م ، ص 4.
[17] ــ المساء عنوان قصيدة للشاعر الرومانسي : خليل مطران وفيها تتبدّى دلالة المساء على النهايات يقول في ختامها :
وكأنَّني آنسْتُ يومي زائلاً فرأيت في المرآة كيف مسائي
[18] ــ فجر المساء ، ص 12.
[19] ــ محمد سعيد العتيق: 2018 م .
[20] ــ مدخل إلى علم الجمال وفلسفة الفن : أميرة حلمي مطر ، دار التنوير ، القاهرة ،ط1، 2013 م ، ص 152.
[21] ــ نزار قباني ، 1966 م .
[22] ــ الألعاب التربوية : د. عثمان الخضر ، الإبداع الفكري ، الكويت ، 2007 م ، ص 14.
[23]ــ العنوان وسيموطيقا الاتصال الأدبي : محمد فكري الجزار ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1998 م ، ص 21.