
دعم ومساندة أحرار العالم وديمقراطيتيه للثورة التحريرية الجزائرية 1954-1962:
“شبكة هنري كوريال أنموذجاً”
Libérales and Démocrates support the Algerian libération révolution 1954-1962.
Henry Coreal network as a model
ط.د/ محمد محمدي، جامعة مسيلة، الجزائر
Mohamed mhamdi/University of Msila, Algeria
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 62 الصفحة 117.
Abstract:
This humble historical study tries ; The research high light to wards one of the important historical issues and problems in the liberation process of the Algerian revolution 1954-1962 . As This revolution witnessed, since its official start on November 1, 1954, different attitudes and reactions. Inside the country as well as abroad, between a supporter and an opponent, optimistic and complainant.
From this stand point, our study targeted this attempt to unveil some civil groups from French society who decided, with conviction, to support and assist this revolution financially and morally ; Among these groups, many formed secret networks that were responsible for providing assistance to the Algerian cause. Among these networks we find: “Henry Coreal Network” which is the subject of This study.
Key Word: Libérales; Démocrates; Europe ; France; Alegria; Henry Coreal; the support.
ملخص:
تصبو هذه الدراسة التاريخية المتواضعة، إلى تسليط الضوء البحثي والتاريخية نحو واحدة من القضايا والاشكالات الهامة خلال مسيرة الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1962، إذ يتعلق الأمر بمحاولة إماطة اللثام عن الأشكال المختلفة والمتعددة المتباينة لصور الدعم والمساعدة المادية والمعنوية المسداة من قبل الأحرار والديمقراطيين الأوربيين عامة والفرنسيين خاصة، لصالح المناضلين الجزائريين في معركتهم التحررية ضد النظام الاستعماري الفرنسي القائم في بلد الجزائر، والذي أدرك هؤلاء الأحرار أنه نظام فرنسي وعسكري قائم على القمع والاستبداد وتغييب الأنا الجزائرية المسلمة للسكان الأصليين.
وهنا ستتركز جهودنا البحثية، حولتسليط الضوء على الأدوار الانسانية لأحد الشبكات الفرنسية المتعاطفة مع الكفاح الجزائري والمدركة لعدالة قضيته، الشيء الذي جعلها تخص الثورة الجزائرية بالدعم والمؤازرة خلال مسيرتها التحررية، ومن بين هذه الشبكات الفرنسية فإننا نجد: شبكة “هنري كوريال”، هذا الذيكان خير مساند للثورة الجزائرية من خلال مواقفه الانسانية، إما بجهوده ضمن شبكة فرانسيس جانسون السرية، أو حتى من خلال أعماله وجهوده في شبكة أخرى داعمة للثورة وهي “شبكة هنري كوريال“، وهي المواقف والقناعات الثابتة التي يرجح الدارسون بأنها كانت سبباً مباشراً في تصفيته الجسدية من قبل المنظمة الارهابيةO.A.S في المراحل الأخيرة من عمر الثورة التحريرية الجزائرية.
الكلمات المفتاحية:
الأحرار-الديمقراطيين_ أوربا- فرنسا- الجزائر- هنري كوريال- الدعم.
مقدمة:
لقد باتالاعتقاد السائد في الأمس واليوم كذلك، لدى عامة الجزائريين والجزائريات بأن الاستعمار الفرنسي لبلادهم، إنما هو أوجهٌ متعددةُ لإرهاب واحد وثابت، وحتى إن اختلفت معه الأنماط والأشكال في السيطرة على السكان الأصليين في هذه البلاد أو غيرها، هذه البلاد التي عاشت السيادة على أرضها حقباً وفترات زمنية طويلة، على عكس ما ذهب إليه منظروا المدرسة الاستعمارية الفرنسية والمؤرخون المؤدلجون بإيديولوجيتها، وغايتهم من ذلك مشتركة وهدفهم وحيد، يتمثل في القضاء على الشخصية الجزائرية والاستحواذ على مقدرات البلاد وخيراتها، فكانت بدايتهم في هذه الجريمة الانسانية سلسلة لا متناهية من التجاوزات العسكرية بل القانونية أيضاً ضد السكان المحليين، أين تزامنت الجرائم اللاإنسانية مع العمليات الأولى للتهدئة المرفقة مع جهود فرض السيطرة على هذه الأرض والعمل لترويض سكانها بأكذوبة “القضاء والقدر” الاستعماري الذي حل بهذا الشعب الجزائري، ولذلك فلم تكن فرنسا تتورع من ارتكاب أبشع المجازر والجرائم في ظل تواطؤ أو تغافل من الرأي العام الدولي خلال الفترة المذكورة.
وفي ظل الأوضاع اللاإنسانية سالفة الذكر، فقد وجد العديد من المدنيين الفرنسيين الأحرار (المتربول)؛ من أمثال: فرانسيس جانسون، جون بول سارتر، فرانز فانون، جاك فيرجيس، روبير بارات، فرانسو مورياك، بيار شولي، هنري كوريال…الخ، أنفسهم أمام حقيقة مرة وهي الإقرار بالتجاوزات المرتكبة من قبل العسكريين الفرنسيين ضد المدنيين في مستعمرة الجزائر، وهنا لم يكن أما هؤلاء الفرنسيين الأحرار والديمقراطيين إلا أن أعلنوا رفضهم القاطع للسياسة المنتهجة ضد المدنيين الجزائريين، وقد تعبيرهم عن ذلك بأشكال مختلفة ومتباينة مثل: التنديد بالكتابة في الجرائد، الكتابة في المجلات، المظاهرات، الاضرابات، العصيان…الخ، وغيرها من الوسائل السلمية التي لتخذها هؤلاء الفرنسيون وسيلة للتعبير عن الرفض القاطع للسياسة المطبقة في الجزائر، بل إننا لنجد أن الكثير من هؤلاء الفرنسيين بالأصل أو بالمولد، من قرر عن قناعة تامة إعلانه الصريح بمناوئة السياسة الفرنسية المطبقة في الجزائر، وذلك من خلال تأسيسه شبكات سرية داعمة للمناضلين الجزائريين على التراب الفرنسي والأوربي بصفة عامة، ولا أدل على هذه الشبكات من شبكتي: “فرانسيس جانسون” و”هنري كوريال“.
وعليه سنحاول من خلال هذه الدراسة؛ تسليط الضوء على “شبكة هنري كوريال” وتقفي أهم الجهود والنشاطات الانسانية الداعمة لصالح المناضلين الجزائريين فوق التراب الفرنسي أو الأوربي خدمة للثورة التحريرية والقضية الجزائرية عامة، وللإجابة على هذه الاشكالية فكان لابد علينا من طرحالأسئلة الفرعية الآتي ذكرها:
1-التعريف بشخصية “هنري كوريال”؟
2-ماهي أهم الجهود الانسانية لشخصية “هنري كوريال” ضمن إطار شبكة “فرانسيس جانسون” السرية؟
3-ما هي أبرز صور الدعم لـ “شبكة هنري كوريال” لفائدة الثورة التحريرية خاصة والقضية الجزائرية عامة؟
1-التعريف بشخصية هنري كوريال:
“هنري كوريال”Henri Cureil أو كما يلقب من قبل المصريين(يونس –Yunus)، ولد في تاريخ 13 سبتمبر 1914 بالعاصمة المصرية “القاهرة”[1]، إذ كان والداه يقطنان أحد الأحياء الراقية في هذه المدينة والذي كان يسمى حي “الفنانين” أو حي “الأرستقراطية المصرية” كما كان يسميه البعض الآخر[2]، وتشير الدراسات أيضاً أنأصول هنري كوريال تعود إلى أسرة اسبانية من جذور سفردية[3]، وفي ذات السياق المتصل بأصول هنري كوريال فقد أشارت الدراسات بأن عائلته قد أرغمت على الخروج والهجرة من الأندلس بعد إعلان الاسبان المسيحيين للحرب العقائدية ضد المسلمين واليهود فيها، وقد تجلى هذا الحقد الدفين بصورة واضحة بعد سقوط آخر عاصمة للمسلمين غرناطة بالأندلس سنة 1492، الذين أقاموا المحاكم العسكرية والعقائدية للتفتيش والتعذيب الجسدي والنفسي الذي كانموجهاً بالأساس للقضاء على جميع المسلمين وحتى اليهود ممن قرروا الاستقرار بهذه البلاد لعقود وسنوات طوال.[4]
وقد أشارت الأبحاث أيضاً، بأن المقام قد استقر بعائلة “هنري كوريال” في مصر بعد الحملة الفرنسية عليها سنة 1789، الشيء الذي جعل عائلة هذا الأخير تضطر إلى ممارسة مهنة الآباء والأجداد من أعمال التجارة المختلفة، وهي المهنة التي اشتهر بممارستها فئة اليهود في شتى أنحاء العالم، بعد أن مزجها اليهود مع الأرباح الربوية والقروض غير المشروعة وغيرها من الممارسات غير المشروعة، فكان أن جمعت العائلة ثروة كبيرة وأصبحت من الأسر ذوات المال في وقت وجيز نسبياً، وهو ذات الأمر الذي أشار إليه بعض الدارسين الذي نسب دافع التطور والثراء الذي حققته هذه العائلة في المدة المذكورة، إنما يعود بالدرجة الأولى لأعمال التجارة والقروض الربوية، التي تميزت بها شخصية الجد”نسيم كوريالNessim Curiel “، هذا الذي تمكن بفضل تجارته وقروضه الكبيرة والمبالغ في نسبة أرباحها وفوائدها، من شراء العديد من الحصص والأسهم والأراضي الخصبة في مصر بعد الحملة الفرنسية عليها بسنوات قلائل، ومما سهل من مهامه هي تمتعه بخاصيتين هما هما: إتقانه للغة العربية، والعلاقة الوطيدة التي كانت تربط الجد “نسيم كوريال”مع أغلب المدراء والمسيرين الفاعلين في البنوك والمصارف في هذه البلاد، وهو الشيء الذي مكنه من امتلاك الأموال الكبيرة والأراضي الشاسعة في كل من القاهرة ومنطقة الدلتا بنهر النيل.[5]
أما في ما تعلق بالمشوار التعليمي والدراسي لـ “هنري كوريال”، فقد أفادتنا الدراسات حول سيرته أنه قد تلقى أولى معارفه التعليمية في المدارس الفرنسية التابعة للمسيحين فيمصر، وهو الأمر الذي سمح له الانخراط في صفوف الحزب الشيوعي المصري، الذي كان أغلب المنتسبين إليه خلال هذه المرحلة من فئة اليهود وبعض الشخصيات المصرية القليلة[6]، ونظراً الى المكانة الهامة التي تمتعت بها الأقليات غير المسلمة من اليهود والمسيحيين في مصر خلال هذه الفترة، فقد قررت عائلة كوريال الإحتفاط بجنسيتها الايطالية القديمة، من أجلتمكين أفرادها من الاستفادة من القوانين والامتيازات الضريبية، التي اختصت بها الحكومة المصرية هذه الأقليات الدينية والعرقية الأجنبية، وفي ظل هذه السمة المادية التي ميزت عائلة كوريال في التعامل مع المزايا التي منحتها الدولة المصرية، فقد قرر “هنري كوريال” الحصول على الجنسية المصرية عن قناعة، مما سيجرده من الامتيازات التي فضل الكثير من اليهود والأجانب الإبقاء عليها في ظل القوانين المصرية السارية.[7]
وفي سنة 1925؛ وبعد الانقلاب العسكري الذي أعلنه الضباط الأحرار ضد حكم الملك فاروق في مصر، فقد نفي “هنري كوريال” والكثير من الأجانب من مصر نحو فرنسا، هذه الأخيرة التي كانت المحطة الأولى لممارسة العديد من مهامه الإنسانية الداعمة للحركات التحررية، انطلاقا من تكوينه ضمن خلايا الحزب الشيوعي المصري، الأمر الذي كان له تأثير واضح على نشاطه وجهوده الانسانية الداعمة للثورة الجزائرية منذ انطلاقتها، حيث كانت لهذه الشخصية مساهمات فعالة وكبيرة للنضال الجزائري في فرنسا بصفة خاصة، وذلك منذ البدايات الأولى لهذه الثورة وبخاصة ضمن شبكة جانسون السرية، التي حملت على عاتقها دعم ومساعدة المناضلين الجزائريين وقضيتهم التحريرية.[8]
وفي ذات السياق المتعلق بالشق التعليمي والدراسي لشخص هنري كوريال؛ فقد أشارت بعض الأبحاث أن أهم تحول في حياة هذا الأخير إنما هو بفضل التشجيع المستمر الذي تلقاه من صديقه الحميم “رؤول Raoul”، الذي كان يحثه على مواصلة دراسة الماركسية، بعد أن وجد فيها هذا الأخير ضالته العلمية فهي التي تمكنت بفضل الحقائق الموجودة فيها من العدالة والإخاء الظاهري من تغيير حياته رأساً على عقب، سيما بعدالتحول الذي أظهره من البرجوازية إلى البروليتارية، وفي هذا الصدد فقد كتب “جيل بيرو –GillePerrault “يقول: في هذا التحول الحاصل في ملامح فكر وشخصية “هنري كوريال”، إذ نجد أن الكاتب قد نفى جملة وتفصيلاً كل التهم الموجهة إلى شخص هنري كوريال؛ في القول:” من كل الاتهامات بالخيانة التي وجهت لهنري كوريال خلال حياته، الوحيدة التي كانت مؤسسة، هي بلا شك تلك التهمة التي كان يوجهها له والده: أنت خائن لطبقتك، كان قد انتقل بالأسلحة والأمتعة إلى المعسكر الآخر…”.[9]
ومن هذا المنطلق فإنه يمكننا القول؛ أن الأحداث المحيطة والمباشرة التي أحاطت بالحياة الاجتماعية والثقافية لشخصية هنري كوريال؛ قد كانت سبباً مباشراً في تحول الحياة الشخصية لـ “هنري كوريال”من حياة الثراء والبذخ إلى حياة التعاطف والانسانية والتسامح، والتي تجلت صورها في أشكال مختلفة من المساعدة والدعم للفقراء والمحتاجين ونصرة للضعفاء والمضطهدين من ظلم الاستبداد ونير الاستعمار.
2- الأدوار الانسانية لـ “هنري كوريال” لفائدة القضية الجزائرية ضمن شبكة فرانسيس جانسون:
كغيرها من الشبكات والجمعيات المدنية الفرنسية ذات التوجه الانساني المحض[10]، تعد شبكة فرانسيس جانسون السرية، واحدةً من أكبر الشبكات الفرنسية الداعمة للمشروع الثوري والتحرري المعلن عنه من قبل المناضلين الجزائريين، في حربهم ضد النظام الاستعماري الفرنسي بالجزائر، وهو الشيء الذي أدى إلى تصنيف الشبكة كشكل من أشكال التعبير السياسي عن التمرد و العصيان المدني ضد النظام القائم في هذه البلاد، حيث قام بتأسيس الشبكة السرية ذات النشاط الإنساني الوجودي[11] الفرنسي فرانسيس جانسون[12]رفقة زوجته كوليت جانسون، هذين الزوجين اللذان أصرا على مناصرة القضايا التحررية والانسانية العادلة ودعمها إلى غاية نيل حريتها واستقلالها، وقد زادت شهرة هذين الزوجين بعد الضجة الاعلامية والدعائية التي أحدثها كتابهما الشهير الذي وصفته الأوساط الفرنسية بالقنبلة التي هزت عرش الحكومة الفرنسية حسب كثير من الدارسين؛ هذا المؤلف الذي كانت له العديد من ردود الأفعال متباينة في الجزائر كما في فرنسا، فالكتاب الموسوم بـ: “الجزائر خارجة عن القانون-Lalgeriehors la loi”[13]، كان من أهم الأسباب والدوافع التي ساهمت وبشكل مباشر في تأسيس الشبكة السرية لفرانسيس جانسون، هذه الشبكة التي اختارت لها الصحافة الفرنسية أن تكون نسبة إلى صاحبها ومؤسسها المناهض للسياسة الحكومية الفرنسية بالجزائر، فكانت الشبكة السرية بذلك تحت اسم: “شبكة فرانسيس جانسون”.[14]
وتتجلى أهمية هذه الشبكة في تقديم الدعم والمساعدة لمناضلي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا بصفة خاصة، أين برزت مهامها بشكل واضح في جمع الاشتراكات والأموال والمساعدات من المهاجرين الجزائريين والفرنسيين المتعاطفين مع الثورة الجزائرية على الأراضي الفرنسية، كل ذلك إضافة إلى تهريب وتسريب الفدائيين من فرنسا وتسليحهم لدعم الثورة الجزائرية، وذلك بحسب ما تواترته الروايات عن مؤسس هذه الشبكة.[15]
وانطلاقا من الدوافع والأهداف الانسانية لهذه الشبكة سالفة الذكر، فقد كانت القضية الجزائرية قبلةً للكثير من الشخصيات الفرنسية والأوربية المتعاطفة مع الثورة التحريرية الجزائرية، وبخاصة في ظل الممارسات القمعية للسلطة الاستعمارية الفرنسية ضد هذه الفئات الفرنسية والأوربية التي قررت عن قناعة مناوئة ومناهضة السياسة الفرنسية المطبقة ضد الجزائريين[16]، ومن هؤلاء نجد على سبيل المثال: فرانز فانون[17]، بيار شاولي[18]، سكوتو، موريس أودان، أندريه ماندوز، تامسيت، هنري علاق …الخ،[19]ولا أدل على المهام الانسانية التي نهض بها شخص “هنري كوريال” ضمن عضويته فيشبكة فرانسيس جانسون، من الجهود التي وقفنا عليها من صور وأشكال المساعدات المقدمة لمناضلي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا مثل: الايواء، تحويل المناضلين، جمع التبرعات…وغيرها من الأشكال المختلفة للدعم والمساعدة الانسانية.[20]
وفي سياق متصل أيضا؛ فإننا نجد أن الكثير من المهام الأساسية قد أوكلت لـشخص المناضل الوفي “هنري كوريال” دعماً للقضية الجزائرية ومناضليها فوق الأراضي الفرنسية، من نقل لأموال التبرعات والاشتراكات المحصلة من قبل الأحرار والمتعاطفين الفرنسيين والمناضلين الجزائريين عبر الأراضي الفرنسية إلى خارج الحدود الجغرافية لفرنسا، وذلك لما تتمتع به هذه الشخصية بالتحديد من كثرة العلاقات مع الإطارات والمسيرين في البنوك والمصارف العالمية والأوربية بصفة خاصة، وهو الأمر الذي ساهم في تسهيل وتسريع عمليات تحويل الأموال الموجهة للثورة الجزائرية، والتي كانت في أغلب مراحلها تتم على مرحلتين أساسيتين، هما:
-المرحلة الأولى: يتم فيها تحويل الأموال المحصلة من قبل المتبرعين والمشتركين في حقائب فاخرة “حملة الحقائب” من مراكز التبرع إلى مقار الجمع[21]، وفي العادة فإن هذه الحقائب كانت تحمل علامة “كريستيان دور”Christiane Dior أو كوكو شنالCoco Chanel للتمويه وصرف انتباه رجال الشرطة الفرنسيين.[22]
-المرحلة الثانية: وهي التي يكون فيها تسليم الحقائب المعبأة بالأموال لزوجة “هنري كوريال” السيدة “روزيت كوريال”، التي تقوم بدورها بإيداع هذه الأموال في المكتب الباريسي الخاص بالبنوك السويسرية بمساعدة من القس الدومينيكي ” كايلين Kaelin” صديق هنري كوريال، الذي يقوم هو الآخر بتحويل الأموال سالفة الذكر في حساب الزوجة “روزيت كوريال” عبر حسابها الخاص في البنوك السويسرية، لتنتقل الزوجة بعد ذلك مباشرة إلى العاصمة السويسرية جنيف، وتقوم هناك بسحب هذه الأموال وتسليمها لأعضاء جبهة التحرير الوطني بذات المكان[23]، وقد ظلت “روزيت كوريال” زوجة “هنري كوريال” تناضل لصالح الثورة الجزائرية من أجل تحقيق هدفها الإنساني المتمثل في مؤازرة شبكة “فرانسيس جانسون” السرية والدعم اللا مشروط للقضية الجزائرية، وقد واصلت مهامها إلى غاية اعتقالها من قبل السلطات الفرنسية في سويسرا بتاريخ 17 أكتوبر 1960 ليتم تحويلها مباشرة نحو تونس، وابعادها عن مسرح نضالها الانساني لصالح القضية الجزائرية والثورة التحريرية.[24]
ومما لاشك فيه؛ أن مهمة جمع الأموال الموجهة لفائدة مناضلي وقادة جبهة التحرير الوطني بفرنسا وباقي الأراضي الأوربية، كانت واحدة من أصعب وأعقد المهام التي ألقيت على عاتق أعضاء شبكة فرانسيس جانسون السرية، والتي ساهمت بجهودها ونضالاتها في تحويل هذه الأموال من فرنسا إلى باقي الدول الأوربية وخاصة سويسرا، سعيا من هذه الشبكة إلى ضمان وصول هذه الأموال والمساعدات وحتى الأسلحة كذلك؛ إلى قادة الثورة الجزائرية لتوزيعها على المتضررين من المدنيين بصفة مستعجلة ثم على باقي الفئات الأخرى من الجزائريين، وذلك ما أقر به المسؤول الأول عن هذه الشبكة “فرانسيس جانسون” في تصريح له جاء فيه: “نعم فالأسلحة الممولة، قد تكون موجهة لطعن الجيش الفرنسي من الخلف“[25]، وفي ذلك قناعة حقيقية من الفيلسوف فرانسيس جانسون بإنسانية وعدالة القضية الجزائرية وضرورة مساندتها بجميع الأشكال الممكنة لذلك.
3- صور وأشكال دعم شبكة “هنري كوريالHenri Cureil ” للقضية الجزائرية:
في الوقت الذي نجد فيه أن العديد من الدراسات؛ قد تطرقت بشكل أو بآخر إلى جهود شبكة فرانسيس جانسون في دعمها ومساندتها للثورة التحريرية، انطلاقا من تكوينها لشبكات وخلايا داعمة للقضية الجزائرية من الأراضي الفرنسية والأوربية عامة، وفي ذات السياق فإننا نجد أن الدراسات التي عالجت جهود شبكة “هنري كوريال” الانسانية؛ تبقى قليلة وقليلة جداً بل وتكاد تكون منعدمة في حال مقارنتها مع سابقتها من الدراسات المخصصة لشبكة فرانسيس جانسون، ومن هذا المنطلق فقد ارتأينا في هذه الجزئية من هذا الموضوع، توجيه مجهر البحث نحو جهود الدعم والمساندة والمؤازرة التي قدمتها “شبكة هنري كوريالHenri Cureil ” لصالح الثورة التحريرية الجزائرية انطلاقا من الأراضي الفرنسية والأوربية على حد سواء.
لقد كان “هنري كوريال”؛ وكغيره من باقي الأحرار الفرنسيين والأوربيين ينشط في السرية لدعم الثورة الجزائرية ضمن شبكة فرانسيس جانسون، لكن اكتشاف شبكة هذا الأخير من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية في منطقة باريس سنة 1960[26]، وهو الحدث الذي أصاب الشبكة باختلال كبير في مهامها وتنظيمها وخاصة ما تعلق منها بعمليات جمع الاشتراكات والأموال الخاصة بالقضية الجزائرية، وبذل الوسع من أجل نقلها خارج الحدود الجغرافية الفرنسية، وهو السبب الذي جعل قادة جبهة التحرير الوطني بفيدرالية فرنسا يسندون مهمة نقل أموال التبرعات والهبات الممنوحة لهؤلاء المناضلين إلى شخص من نفس الشبكة السابقة ويتعلق الأمر بشخص “هنري كوريال”، الذي أضحى منذ هذا التاريخ ناشطا ضمن شبكة دعم ومؤازرة للثورة تسمى بشبكة “هنري كوريال” الانسانية.[27]
حيث وبعد دخول “فرانسيس جانسون” إلى السجن مباشرة، نهض هنري كوريال بالمهام التي كانت ملقاة على المسير السابق لشبكة الدعم السابقة الذكر، من مثل مهام نقل أموال المساعدات والاشتراكات الموجهة للثورة التحريرية وتحويلها نحو البلدان الأوربية، ثم إيصالها في مرحلة ثانية إلى المناضلين الجزائريين في كل من تونس أو بلدان أخرى صديقة، إذ نجد أنه وفي خلال هذه المرحلة التي تقلد فيها “هنري كوريال” مهمة الاشراف على نقل وتحويل الأموال التابعة للثورة، قد قام هذا الأخير بإسناد مهام نقل الأموال خارج الحدود الجغرافية الفرنسية إلى المتعاطف “جورج ماتيي”، في الحين الذي تم اسناد مهام نقل وإخراج الأموال من فرنسا وإلى باقي الدول الأوربية إلى “جاك فييني” ، والذي ساعده في ذلك “جيرارد شالياند”، كما تم تكليف نفس الثنائي كذلك بمهمة أكثر خطراً والتي تمثلت في تأمين عمليات عبور الأسلحة، والسهر على تمريرها بأمان من فرنسا إلى باقي الدول الأوربية مثل: ألمانيا، بلجيكا، سويسرا، لكسمبورغ…الخ.[28]
وعليه فإننا نستطيع القول؛ أن شبكة هنري كوريال التي أسست من أجل مهام مساعدة ودعم الثورة التحريرية الجزائرية، إنما هي امتداد طبيعي لشبكة فرانسيس جانسون السرية، التي بعد اكتشافها مباشرة من قبل السلطات الفرنسية سنة 1960، كان تحولها بصفة آلية نحو شبكة “هنري كوريال” لمساعدة ومؤازرة الثورة الجزائرية من خلال جهود كبيرة لصالح القضية الجزائريين وجميع المناضلين الجزائريين مثل: الدعاية، الاعلام، تحويل الأموال، الدعم، إيواء المناضلين الجزائريين فوق الأراضي الفرنسية والأوربية…الخ.
وغير ذلك من مهام الدعم والمساندة والجهود الانسانية التي حظيت بها القضية الجزائرية عامة والمناضلون الجزائريون في القارة الأوربية خاصة؛ والتي نهض بها أعداد كثر من الفرنسيين والأوربيين من الأحرار والديمقراطيين المتعاطفين دعما منهم للثورة الجزائرية وقضيتها التحررية، ورفضا لهم بالمقابل للسياسة الاستعمارية الفرنسية وأساليبها المنتهجة ضد المدنيين المسالمين على الأرض الجزائرية.
خاتمة:
وفي ختام هذه الدراسة فإننا نستنتج أن:
-إنسانية الأفراد ومناصرتهم للفكر التحرري والاستقلالي، هي فكر إنساني يتعالى بأبعاده وأفقه؛ عن متغيرات: الدين أو الجنس أو اللغة…، إذ نجد أن هنري كوريال وبالرغم من أصوله وانتماءاته اليهودية، إلا أنه قد آثر عن قناعة مناصرة القضية الجزائرية وثورتها التحريرية، انطلاقا من اقتناعه بإنسانية وعدالة هذه القضية وادراكا من هذا الأخير للظلم والجور الذي تمارسه السلطة الاستعمارية الفرنسية ضد الجزائريين والجزائريات.
-الوقوف عند حجم الجهود الانسانية التي بذلت من قبل الأحرار والديمقراطيين الفرنسيين والأوربيين بصفة عامة، انطلاقا من جهودهم في دعم القضية الجزائرية عبر أكبر شبكة فرنسية وأوربية لدعم الثورة الجزائرية وهي شبكة فرانسيس جانسون السرية، والتي كان لها واضح الأثر في تحول كثير من مواقف هؤلاء الفرنسيين والأوربيين من مناوئين للقضية الجزائرية إلى مناصرين أوفياء للثورة التحريرية الجزائرية.
-تعتبر شبكة هنري كوريال لدعم ومساندة الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1962، عبارة عن امتداد صريح لشبكة فرانسيس جانسون السرية، هذه الأخيرة التي أظهرت دعماً ومناصرة كبيرة للقضية الجزائرية وثورتها التحريرية، إلى الحين الذي تم اكتشافها من قبل السلطات الفرنسية في عام 1960، الشيء الذي كان سبباً مباشرا في تحول مهام الدعم والمساندة للثورة الجزائرية من شبكة فرانسيس جانسون إلى شبكة هنري كوريال.
قائمة المراجع:
الكتب:
- أولوا ماري بيار: فرانسيس جانسون الفيلسوف المناضل – من مقاومة الاحتلال النازي لفرنسا إلى مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر-، تر: مسعود حاج مسعود، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2004.
- بزيان سعدي: فرنسيون أحرار في ثورة 1 نوفمبر 1954، ط1، دار نسيبان للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، 2016.
- عمراني عبد المجيد: جون بول سارتر والثورة الجزائرية، دار كنزة، الجزائر، د.ت.
- سارتر جان بول: عارنا في الجزائر، تر: سهيل ادريس، دار الآداب البيروتية، لبنان، د.ت.
- الميلي محمد: فرانز فانون والثورة الجزائرية، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007.
- عباس محمد: مثقفون في ركاب الثورة…في كواليس التاريخ، دار هومه، الجزائر، 2004.
المقالات:
- بوزيدي وحيد، زبير رشيد: تفاعل الجمعيات الفرنسية الحرة مع قضايا الثورة الجزائرية –LeSecours Populaire Français أنموذجا من خلال جريدتها La Defense، مجلة الحكمة للدراسات التاريخية، ع 17، الجزائر، 2019.
- بتقة سليم: الثورة الجزائرية في كتابات المثقفين الفرنسيين – سارتر أنموذجاً-، مجلة المخبر، ع 11، جامعة بسكرة، الجزائر، 2015.
- بوهند خالد: النخبة المثقفة الفرنسية المناهضة للاستعمار، مجلة الخلدونية للدراسات الإنسانية والاجتماعية، ع06، جامعة ابن خلدون تيارت، الجزائر، 2013.
- مصطفى عتيقة: فرانسيس جانسون من الفلسفة الوجودية إلى مناصرة الثورة الجزائرية، مجلة عصور الجديدة، ع10، جامعة وهران، الجزائر، جويلية 2013.
- دوبالي خديجة: مأساة طرد مسلمي الأندلس بعد سقوط غرناطة: الأبعاد والتحليل، مجلة عصور الجديدة، ع23، جامعة وهران، الجزائر، أوت 2016.
الرسائل:
- إيدو شعبان: شبكات دعم الثورة الجزائرية في أوربا الغربية 1957-1962، أطروحة دكتوراه، إ: محمد مجاود، قسم العلوم الانسانية، جامعة سيدي بلعباس، الجزائر، 2017-2018.
- منغور أحمد: موقف الرأي العام الفرنسي من الثورة الجزائرية 1954-1962، رسالة ماجستير، إ: بوصفصاف عبد الكريم، قسم التاريخ، جامعة قسنطينة، الجزائر، 2005-2006.
- قومي محمد: دور الطائفة اليهودية بتوات ق 15م-16م، رسالة ماجستير، إ: غازي الشمري، جامعة وهران، الجزائر، 2013-2014.
[1]– شعبان إيدو: شبكات دعم الثورة الجزائرية في أوربا الغربية 1957-1962، أطروحة دكتوراه، إ: محمد مجاود، قسم العلوم الانسانية، جامعة سيدي بلعباس، الجزائر، 2017-2018، ص 213.
[2]– سعدي بزيان: فرنسيون أحرار في ثورة 1 نوفمبر 1954، ط1، دار نسيبان للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، 2016، ص 81.
[3]– يهود “السفردية” أو “السفارديم” هم فئة اليهود الذين هاجروا من شبه الجزيرة الايبرية، بعد طردهم من اسبانيا سنة 1492م (بعد سقوط عاصمة المسلمين بالأندلس –غرناطة-)، وهاجروا إلى جنوب أوربا وشمال افريقيا وبلدان الشرق الأوسط؛ ينظر. محمد قومي: دور الطائفة اليهودية بتوات ق 15م-16م، رسالة ماجستير، إ: غازي الشمري، جامعة وهران، الجزائر، 2013-2014، ص 18.
[4]– خديجة دوبالي : مأساة طرد مسلمي الأندلس بعد سقوط غرناطة: الأبعاد والتحليل، مجلة عصور الجديدة، ع23، جامعة وهران، الجزائر، أوت 2016، ص-ص 111-112.
[5]– شعبان إيدو: المرجع السابق، ص 213.
[6]– سعدي بزيان: المرجع السابق، ص 81.
[7]– شعبان إيدو: المرجع السابق، ص 213.
[8]– سعدي بزيان: المرجع السابق، ص 82.
[9]– شعبان إيدو: المرجع السابق، ص 214.
[10]– وحيد بوزيدي، زبير رشيد: تفاعل الجمعيات الفرنسية الحرة مع قضايا الثورة الجزائرية –Le Secours Populaire Français أنموذجا من خلال جريدتها La Defense، مجلة الحكمة للدراسات التاريخية، ع 17، الجزائر، 2019، ص-ص 100-101.
[11]– هي التمسك بمبدأ الحرية الانسانية ومناهضة كل الأشكال والألوان المختلفة للاستعمار؛ ينظر: أحمد منغور: موقف الرأي العام الفرنسي من الثورة الجزائرية 1954-1962، رسالة ماجستير، إ: بوصفصاف عبد الكريم، قسم التاريخ، جامعة قسنطينة، الجزائر، 2005-2006، ص 166.
[12]– من مواليد سنة 1922 بالجنوب الفرنسي درس وتعلم بها حتى أصبح أستاذا للفلسفة بواحدة من جامعاتها، ومع اندلاع شرارة الحرب العالمية الثانية تم ترحيله رفقة عدد كبير من الفرنسيين نحو الملاجئ الفرنسية على الاراضي الاسبانية وهناك أصيب بمرض خطير أثر على حالته الصحية والنفسية، الشيء الذي جعل السلطات الفرنسية تقوم بتحويله إلى الجزائر، وفيها وقف على حقيقة الممارسات والتجاوزات الفرنسية ضد المدنيين الجزائريين مما جعله يسعى إلى التنديد بهذه الجرائم عبر وسائطه المتاحة كالكتابة في الصحف والمجلات وإقامة التجمعات تنديدا بالممارسات اللاإنسانية الفرنسية ضد الجزائريين، ليتحول نضاله في سنة 1957 إلى دعم مادي للثورة الجزائرية عن طريق تأسيس شبكته السرية المعروفة باسمه؛ ينظر. ماري بيار أولوا: فرانسيس جانسون الفيلسوف المناضل – من مقاومة الاحتلال النازي لفرنسا إلى مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر-، تر: مسعود حاج مسعود، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2004، ص 21 وما بعدها. كما ينظر أيضاً. عبد المجيد عمراني: جون بول سارتر والثورة الجزائرية، دار كنزة، الجزائر، د.ت، ص 141.
[13]– سليم بتقة: الثورة الجزائرية في كتابات المثقفين الفرنسيين – سارتر أنموذجاً-، مجلة المخبر، ع 11، جامعة بسكرة، الجزائر، 2015، ص 61.
[14]– شعبان إيدو: المرجع السابق، ص 193.
[15]– عتيقة مصطفى: فرانسيس جانسون من الفلسفة الوجودية إلى مناصرة الثورة الجزائرية، مجلة عصور الجديدة، ع10، جامعة وهران، الجزائر، جويلية 2013، ص 287.
[16]– جان بول سارتر: عارنا في الجزائر، تر: سهيل ادريس، دار الآداب البيروتية، لبنان، د.ت، ص 57.
[17]– محمد الميلي: فرانز فانون والثورة الجزائرية، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007، ص-ص 25-26.
[18]– محمد عباس: مثقفون في ركاب الثورة…في كواليس التاريخ، دار هومه، الجزائر، 2004، ص 125.
[19]– سليم بتقة: المرجع السابق، ص 60.
[20]– خالد بوهند: النخبة المثقفة الفرنسية المناهضة للاستعمار، مجلة الخلدونية للدراسات الإنسانية والاجتماعية، ع06، جامعة ابن خلدون تيارت، الجزائر، 2013، ص57.
[21]– أطلق عليهم هذا المصطلح نسبة الى الحقائب التي كانوا يحملونها، والتي كانت في أغلبها عبارة عن مساعدات موجهة لفائدة مناضلي جبهة التحرير الوطني واللاجئين الجزائريين الموزعين عبر المناطق الحدودية للبلدين الشقيقين تونس والمغرب، وقد كان مصدر هذه الإعانات من الجزائريين القاطنين بفرنسا وكذا بعض الأحرار الفرنسيين المتعاطفين مع القضية الجزائرية. ينظر: ماري بيار أولوا، المصدر السابق، ص 120.
[22]– شعبان إيدو: المرجع السابق، ص 206.
[23]– شعبان إيدو: المرجع نفسه، ص 207.
[24]– سعدي بزيان: المرجع السابق، ص 86.
[25]– عبد المجيد عمراني: المرجع السابق، ص63.
[26]– سعدي بزيان : المرجع السابق، ص 52.
[27]– شعبان إيدو: المرجع السابق، ص 217.
[28]– شعبان إيدو: المرجع السابق، ص 218.