
دور التنظيمات الفلسطينية في تنمية السلوك التطوعي لدى أطرها الطلابية في الجامعات :
دراسة ميدانية على الرابطة الإسلامية بجامعة الأقصى
The role of the Palestinian organizations in developing volunteer behavior in their student frameworks in universities: A field study on the Islamic League at Al-Aqsa University
أ. بسام محمد عبد العزيز أبو عليان/جامعة الأقصى،فلسطين
Mr. Bassam Mohamed Abdel Aziz Abu Eleyan/Al-Aqsa University
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 61 الصفحة 39.
Abstract:
The purpose of the research is to identify the role of the Palestinian organizations in the development of volunteer behavior in their student frameworks in the universities, the most active areas of volunteering, the reasons for preference of a voluntary field over others, the motives of volunteerism, and its obstacles.
Use the descriptive approach and the questionnaire tool. The total sample (thirty) students from the Islamic League at Al-Aqsa University were randomly selected.
The research found that 93.3% of them have voluntary contributions and have been active through the Islamic Association, and their voluntary experience is not more than two years. The most voluntary areas are recreational activities and the reasons for preferring voluntary activity to others: (Volunteerism, volunteer commitments, shyness, low awareness of volunteering), and proposals for improving volunteerism: (volunteer training, volunteerism, volunteerism, etc.) Highlighting successful volunteer experiences, honoring volunteers, and taking into consideration the desire Volunteers and their circumstances in determining volunteer time).
Keywords: Volunteerism, Islamic League, Palestine.
ملخص:
هدف البحث للتعرف على دور التنظيمات الفلسطينية في تنمية السلوك التطوعي لدى أطرها الطلابية في الجامعات، وأكثر مجالات التطوع ممارسة، وأسباب تفضيل مجال تطوعي على غيره، ودوافع التطوع، ومعوقاته، ومقترحات تجويده. استُخدِم المنهج الوصفي، وأداة الاستبيان. بلغ إجمالي العينة (ثلاثين) طالبًا من الرابطة الإسلامية بجامعة الأقصى، اختيروا بطريقة عشوائية عمدية. توصل البحث إلى أن (93.3%) لهم إسهامات تطوعية، ومارسوا نشاطهم من خلال الرابطة الإسلامية، وخبراتهم التطوعية لا تزيد عن سنتين، وأكثر مجالات التطوع ممارسة يغلب عليها الجانب الترفيهي، وأسباب تفضيل نشاط تطوعي على غيره: (تحقيق أهداف الرابطة الإسلامية، وتنفيذ أنشطتها)، ودوافع التطوع، هي: (ابتغاء الأجر والثواب، والرغبة في مساعدة الآخرين، وشعور الرضا النفسي)، ومعوقات التطوع، هي: (التعارض بين وقت التطوع والتزامات المتطوع، والخجل، وتدني الوعي بالتطوع)، ومقترحات تحسين التطوع: (تدريب المتطوعين، وإبراز التجارب التطوعية الناجحة، وتكريم المتطوعين، ومراعاة رغبات المتطوع وظروفه في تحديد وقت التطوع).
الكلمات المفتاحية: التطوع، الرابطة الإسلامية، فلسطين.
مقدمة:
التطوع ظاهرة اجتماعية موجودة في كل المجتمعات الإنسانية بغض النظر عن مستوى تحضرها وتطورها، لكن مجالاته وأهدافه تختلف باختلاف المجتمعات، واختلاف الزمان في المجتمع الواحد، يعود ذلك لتأثير العوامل السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتعليمية. للتطوع مكانة متجذرة في سلوك الفرد العربي والمسلم، فهناك العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والمأثورات، والأمثال الشعبية التي تحث على التطوع. ويعد التطوع اليوم مقومًا مهمًا من مقومات التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ لأنه ليس بمقدور الحكومات القيام منفردة بتلبية جميع احتياجات شعوبها، بالتالي كان لزامًا، – ومن باب المسؤولية المجتمعية-، أن توجد جهود مساندة ومشاركة ومكملة للجهود الحكومية، تمثلت في إنشاء العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي انطلقت في عملها من أرضية التطوع والمشاركة المجتمعية.
تعتبر بريطانيا أول من أسس فريقًا للتطوع؛ لمواجهة حريق لندن العظيم سنة 1666م، واستفادت من جهود المتطوعين في الحربين العالميتين الأولى والثانية؛ لحماية المواطنين من الغارات الجوية، فيما تعتبر أمريكا أول من قنن العمل التطوعي بسن تشريع سنة 1737م الذي نظم التطوع في مجال إخماد الحرائق في نيويورك[1]. يمكن أن ندلل على مدى مساهمة التطوع في تنمية المجتمع بجملة حقائق، مثلًا: في أمريكا سنة 1994م وصلت نسبة المتطوعين (33%) من إجمالي السكان، وبلغ معدل ساعات التطوع الأسبوعية (4,2) ساعة لكل متطوع، وبلغ مجموع ساعات التطوع (20,5) بليون ساعة[2]. في سنة 2003م أشارت الإحصائيات الأمريكية الرسمية بوجود (151.497.2) منظمة وجمعية خيرية، و(اثنان وثلاثين ألف) مؤسسة وقفية، ويرخص يوميًا (مائتي) جمعية خيرية، ويضم القطاع الخيري قرابة (أحد عشر مليون) موظف بصفة دائمة، وبلغت إيراداتها من التبرعات حوالي (212) مليار دولار[3]. في بريطانيا بلغ دخل الجمعيات الخيرية في عامي (1980-1981م) (7,3) بليون جنيه إسترليني، ما يعادل (3%) من إجمالي الدخل الوطني، وفي سنة 1985م بلغ (12,6) بليون جنيه إسترليني، ما يعادل (4,1%) من إجمالي الدخل الوطني[4]، وحوالي (92%) من البريطانيين يفضلون العمل في الجمعيات التطوعية[5]. فيما قدر عدد الجمعيات الخيرية في دول الاتحاد الأوربي مليون جمعية[6]. أما في تركيا عام 2010م بلغ عدد الشباب المتطوعين بحسب الأمم المتحدة حوالي (8-10) آلاف شاب[7]. أما في المجتمعات العربية قد بزغت شمس المنظمات الأهلية في الستينات، حيث صارت تؤدي دورًا ملحوظًا في الحياة الاجتماعية والثقافية، وتطورت خدماتها واختصاصها، غير أن ظهور الدولة الوطنية في تلك الفترة أدى إلى سيطرة الحكومة المركزية على النشاط الخيري من خلال دمجه في الجهاز الحكومي، غير أنه في أواخر القرن الماضي نتيجة التغيرات السياسية والاقتصادية التي طالت المجتمع العربي شهد العمل الأهلي توسعًا كبيرًا، وساهم بتحمل جزء من أعباء الدولة الاجتماعية في عدة مجالات، مثل: التأهيل والتدريب، ومكافحة الفقر، ورعاية الأسرة والطفولة، ورعاية المسنين، ورعاية المشردين، ورعاية المعاقين، وتنمية المجتمعات المحلية، وتحسين البنية التحتية، وتقديم الخدمات الإغاثية. رغم ذلك فإن العمل التطوعي العربي لا زال يواجه معوقات كثيرة تحول دون قيامه بدوره كأحد الفاعلين في عملية التنمية[8].
إذا خصصنا الحديث عن فلسطين فقد شهدت تراجعًا واضحًا في عدد المؤسسات الأهلية والخيرية، ففي سنة 2008م بلغ عددها (625) مؤسسة، وفي سنة 2009م تراجعت إلى (509) مؤسسة، وفي سنة 2010م تراجعت إلى (438) مؤسسة[9]. أي خلال سنتين أغلقت (187) جمعية ومؤسسة، فهذا عدد كبير يعكس مدى أزمة العمل التطوعي المؤسسي في فلسطين. الجدير ذكره، لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد المؤسسات الأهلية المحلية الفاعلة في قطاع غزة، لاسيما بعد إغلاق عدد كبير منها لأسباب سياسية، حيث ترفض التعاون مع حكومة غزة التي تديرها حركة حماس، بضغط من الجهات الدولية المانحة، أو الحكومة الفلسطينية في رام الله، فيما بلغ عدد المؤسسات الأجنبية الخيرية الفاعلة في القطاع (اثنتان وثمانين) جمعية، منها: (أربع وسبعون) فاعلة، و(ثمانية) غير فاعلات[10]. تعمل هذه الجمعيات في عدة مجالات، أكثرها: الإغاثي بنسبة (73.17%)، ثم الطبي (39.02%)، ثم الاجتماعي (36.58%)[11].
رغم أهمية التطوع على صعيد الفرد والمجتمع، إلا أن الإقبال عليه ضعيفًا، فهناك عزوف واضح من أغلب شرائح المجتمع، – لاسيما الشباب من الجنسين ـ، الذين يُعتَمد عليهم بشكل رئيسي في الأعمال التطوعية؛ لما يملكونه من طاقات، وقدرات، ومواهب. مما يؤكد العزوف عن التطوع ما أفصحت عنه تقارير الأمم المتحدة بأن عدد المتطوعين تراجع من (مائتي وخمسين) مليون متطوع، إلى (مائة مليون) متطوع، وقد دعت لاعتبار سنة 2001م عامًا دوليًا لتنشيط العمل التطوعي[12].
إشكالية الدراسة:
سعت الدراسة للإجابة على سؤال رئيس: ما هو دور التنظيمات الفلسطينية في تنمية السلوك التطوعي لدى أطرها الطلابية؟، ومنه تفرعت الأسئلة الآتية:
- ما هي أكثر مجالات التطوع ممارسة لدى أبناء الرابطة الإسلامية؟
- ما هي أسباب تفضيل مجال تطوع على آخر لدى أبناء الرابطة الإسلامية؟
- ما هي دوافع التطوع لدى أبناء الرابطة الإسلامية؟
- ما هي معوقات التطوع لدى أبناء الرابطة الإسلامية؟
- ما هي مقترحات تحسين التطوع من وجهة نظر أبناء الرابطة الإسلامية؟
أهداف الدراسة:
- التعرف على دور الرابطة في تنمية السلوك التطوعي لدى طلبتها.
- التعرف على أكثر مجالات التطوع ممارسة لدى أبناء الرابطة الإسلامية.
- التعرف على أسباب تفضيل مجال تطوعي على آخر لدى أبناء الرابطة الإسلامية.
- التعرف على دوافع التطوع لدى أبناء الرابطة الإسلامية.
- التعرف على معوقات التطوع لدى أبناء الرابطة الإسلامية.
- التعرف على مقترحات تحسين التطوع من وجهة نظر أبناء الرابطة الإسلامية.
أهمية الدراسة:
تسلط الضوء على دور التنظيمات الفلسطينية في تنمية السلوك التطوعي لدى أطرها الطلابية في الجامعات، والكشف عن جانب اجتماعي غير نمطي وتقليدي لدور حركة الجهاد الإسلامي التي تركز جهدها على العمل العسكري ومقاومة الاحتلال الصهيوني.
مجالات البحث:
- المجال الجغرافي: جامعة الأقصى (الحرم الجديد ـ خانيونس).
- المجال البشري: طلاب الرابطة الإسلامية. وقع الاختيار عليها دون الأطر الطلابية الأخرى؛ لأنها لا تمثل أطر أحد أطراف الانقسام[13]، وتمثل ثالث أكبر إطار طلابي بعد (الشبيبة الفتحاوية، والكتلة الإسلامية). اختيرت العينة بطريقة عشوائية عمدية، حيث بلغ مجموعها (ثلاثين) طالبًا استطاع الباحث الوصول إليهم.
- المجال الزمني: انقسم إلى قسمين: الأول: خاص بالدراسة: الفصل الصيفي من العام الجامعي (2017-2018م). الثاني: خاص بالباحث: حيث استغرق البحث شهران، في الفترة الممتدة بين (1/7-31/8/2018م).
مفاهيم الدراسة:
- التنظيم:
وليد نويهض: “مجموعة من الناس ذوي الاتجاه الواحد، والنظرة المتماثلة، والمبادئ المشتركة، والهدف المتفق عليه يسعون بوعي وعن عمق وإصرار؛ لتحقيق الأهداف التي يؤمنون بها، وأن يسودوا بنظرتهم ومبادئهم، وهم قادرون فعلًا على أن يعملوا وينشطوا نشاطًا يوميًا ودءوبًا في سبيل ذلك، وهم يرتبطون ببعضهم بعضًا وفقًا لقاعدة أو قواعد تنظيمية مقبولة من جانبهم تحد علاقاتهم وأسلوبهم ووسائلهم في العمل والنشاط”[14].
ادموند بيرك: “مجموعة من الأفراد اتحدت بجهودها الذاتية؛ لترقية المصلحة الوطنية على أساس مبدأ معين متفق عليه بين المجتمع”[15].
يعرف أيضًا: “وجود اجتماعي طوّر من قبل أفراد؛ لتحقيق أشياء لا يمكن تحقيقها بغير أخذ أفراد ذلك متنوعي المعرفة… ووضعهم في هيكل ونظام يعبر عن وحدة متكاملة”[16].
يميل الباحث إلى التعريف الأخير؛ لأنه يعبر عن المضمون الذي يقصده للتنظيم.
- السلوك التطوعي:
كلمة تطوع في اللغة مأخوذة من الطاعة، وتعني التبعية والانقياد. التطوع هو: التكلف بالطاعة بالقبول والرضا، ومنها: التطوع في الجندية[17].
من تعريفاته الاجتماعية:
محمد رزمان: “الجهد الذي يقدمه الإنسان لمجتمعه بدافع من إرادته الحرة، ودون انتظار مقابل له، قاصدًا بذلك تحمل بعض المسؤوليات في مجال العمل الاجتماعي؛ لسد ثغرة فيه قصرت الإدارة العامة عن الوفاء بها، ويكون بالجهد البدني، كما يكون بالجهد العقلي، والتبرع المالي”[18].
تعريف الأمم المتحدة: “تخصيص وقت وجهد بشكل إرادي حر، ودون الحصول على أرباح مادية؛ لمساعدة الآخرين، والإسهام في تحقيق النفع والصالح العام”[19].
رزق عبد الرحيم: “مشاركة الأفراد والجماعات والقيادات على أساس من الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، مما يؤدي إلى التطوع في عدد من المشاريع المحلية المبنية على تقدير ومبادئ محددة هدفها رفع مستوى معيشة الناس”[20].
برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين: “عمل غير ربحي، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو غير وظيفي أو مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة”[21].
يعرفه الباحث تعريفًا إجرائيًا: “هو كل جهد جسدي، أو عقلي، أو مالي يبذله الفرد في خدمة الآخرين قد يكونوا أفرادًا، أو جماعات، أو المجتمع عمومًا دون مقابل مادي”.
- الإطار الطلابي:
“مجموعة طلاب ينتمون لأحد التنظيمات السياسية، ويعملون على خدمة الطلاب في المؤسسات التعليمية: المدارس، والمعاهد، والكليات، والجامعات”.
- الرابطة الإسلامية:
هي الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مرت في عدة مراحل منذ نشأتها إلى اليوم.
أول إطار طلابي شكلته الحركة كان سنة 1982م بعد عودة جيلها المؤسس من مصر، تحت مسمى: “كتلة الإسلاميين المستقلين”؛ بهدف المشاركة في انتخابات مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة، وفي بدايات تسعينات القرن الماضي، مع عودة السلطة الفلسطينية إلى فلسطين، غيرت اسمها ليصبح: “الجماعة الإسلامية”؛ كي تحصل على ترخيص رسمي؛ لمزاولة عملها، وفي مطلع الألفية الثانية غيرت اسمها ليصبح: “الرابطة الإسلامية”.
- الجامعة:
معجم اللغة العربية المعاصر: “مجموعة معاهد علمية تسمى كليات، تدرس فيها الآداب، والفنون، والعلوم بعد مرحلة الدراسة الثانوية”[22].
“مؤسسة تعليمية يلتحق بها الطلاب بعد إكمال دراستهم بالمدرسة الثانوية، وهي أعلى مؤسسة معروفة في التعليم العالي، وتطلق أسماء أخرى على الجامعة وبعض المؤسسات التابعة لها مثل: الكلية، والمعهد، والأكاديمية، ومجمع الكليات التقنية، والمدرسة العليا”[23].
“مؤسسة تعليمية تحتوي على كليات لدراسات الآداب، والفنون، والقانون، والطب، والهندسة، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومدارس أو كليات للدراسات المهنية، وتقدم الدراسات لطلاب المرحلة الجامعية الأولى، كما تقوم بالدراسات العليا والبحوث في الكليات والمدارس المذكورة، أو عن طريق كلية الدراسات العليا والبحوث”[24].
“المستوى التعليمي الذي يأتي مباشرة بعد التعليم الثانوي، ويجب أن يُحقق المتعلم معدلًا دراسيًا في المرحلة الثانوية يُؤهلهُ للدراسة الجامعية، أو للالتحاقِ بالتخصص الجامعي الذي يهتمُ بدراسته، وبعد التخرج من التعليم الجامعي يحصلُ المتعلم على شهادة تؤهله من الحصول على عمل معين ضمن مؤهلاته التعليمية، أو تساعده في الاستمرار بدراسة مراحل متقدمة من الدراسات العليا في الجامعة”[25].
يمكنني تعريفها إجرائيًا: “مؤسسة تعليمية يلتحق بها الطلبة بعد إنهاء دراستهم الثانوية بنجاح، تمنح درجة البكالوريوس أو الليسانس في التخصصات المعتمدة لديها، وقد تمنح درجة الماجستير أو الدكتوراه في بعض التخصصات العلمية”.
الإطار النظري
التطوع في الإسلام:
التطوع في القرآن:
ورد التطوع في القرآن الكريم بمعاني كثيرة، منها: (البر، والتقوى، والخير، والطاعة، والإحسان، والحسنة، والهدى، والعبادة، والخيرات، والاستقامة)[26]. فالآيات التي تحث على التطوع كثيرة جدًا، منها على سبيل المثال:
- {أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[27].
من صور التطوع في القرآن الكريم:
- قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ}[28]. هذه دعوة موجهة من الله تعالى لعباده المؤمنين؛ لحثهم على التطوع، ولطمأنتهم على أن ما يبذلوه من عمل خيري في خدمة ومساعدة الآخرين، إنما هو في الحقيقة خدمة لأنفسهم؛ لأنه سيدون ويحفظ في سجل حسناتهم، وسيؤجرون عليه.
- قال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ}[29]. بينت الآية أن العبادة لا تقتصر على الطقوس التعبدية فقط، لكنها أضافت صورة للتطوع، هي: إنفاق المال على مستحقيه (الأقارب، والأيتام، والمساكين، وابن السبيل، والسائلين، وفي الرقاب).
- قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ* فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}[30]. تحدثنا الآية عن موقف موسى عليه السلام عندما كان فارًا خائفًا من بطش فرعون إلى أن وصل به المطاف إلى بئر مدين، وهناك وجد الناس يتسابقون على سقي الأغنام، ووسط الزحام رأى فتاتين تنتظران جانبًا؛ حتى يخف الزحام، ثم تسقيان أغنامهما. في هذه الحالة تقدم موسى وسقى لهما دون أن تطلبا منه ذلك، ودون أن ينتظر منهما أجرًا على فعله، رغم أنه كان في أشد الحاجة لأي شيء يسد جوعه، ويوفر له الأمن. هذا السلوك هو تطبيق فعلي لمضمون التطوع.
- قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[31]. أي يقدم المؤمنون مصلحة الآخرين على مصلحتهم، وهذا هو قمة التطوع.
- قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}[32]. بينت الآية صورة جديدة للتطوع هي: تقديم العون المادي، والمساعدات الغذائية للمساكين والأيتام والأسرى نظير الحصول على الأجر من الله وليس منهم.
- قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}[33]. تبين الآية أن العمل الذي يقوم به الإنسان مهما صغر وقَل سيثاب عليه الفرد.
التطوع في السنة:
لقد اشتملت السيرة النبوية على كثير من المواقف التي تحث على التطوع، منها:
- قوله عليه الصلاة والسّلام: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين”[34]. قدم رسول الله عليه الصلاة والسّلام سلوك التطوع المتمثل في “إصلاح ذات البين”، وفضله على عبادتي (الصلاة، والصيام)، رغم أنهما من أركان الإسلام، ولا يكتمل إسلام الفرد بدونهما. وجه التفضيل أنهما عبادتان فرديتان، ولا يجني ثمارهما إلا المتعبد ذاته، أما المساهمة في حل الخلافات تكون آثارها الإيجابية على عموم المجتمع بحلول السلم الاجتماعي.
- قال عليه الصلاة والسّلام: “من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”[35]. بيَّن الحديث صورًا أخرى للتطوع، هي: مساعدة الأفراد الذين يعانون من الضائقة، أيًا كان شكلها (مادية، أو معنوية)، وتقديم المساعدة للمعسرين، والستر على الأفراد، وعدم فضحهم والتشهير بهم.
- قال عليه الصلاة والسّلام: “من دل على خير فله مثل أجر فاعله”[36]. في الحديث دعوة إلى نشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع؛ لتعم الفائدة على كافة جوانب وشرائح المجتمع.
- قال عليه الصلاة والسّلام: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”[37]. بيَّن الحديث صورًا أخرى للتطوع، هي: رفع الأذى عن طريق المارة التي قد تؤذيهم وتعيق حركتهم، كالقيام بحملات تنظيف الشوارع، أو تزيينها، أو تشجيرها، أو إنارتها… إلخ.
من صور التطوع المحمدية والصحابية:
بداية يجب من التنويه أن حياة رسول الله عليه الصلاة والسّلام، ومن قبله الأنبياء والرسل الكرام كانت كلها تطوعًا وخدمة لدين الله تعالى (الإسلام)، قال تعالى على لسانهم: {يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِيَ}[38]. فالأنبياء نذروا أنفسهم، وسخّروا كل ما يملكون في سبيل أن ينجو بأممهم وأتباعهم إلى بر الأمان، ونقلهم من حياة الكفر والضلال إلى حياة الإيمان والهداية، ولا يبتغون من الناس أجرًا، إنما ينتظرون الأجر من الله فقط. وبما أن المقام لا يسع للحديث عن التطوع في سيرة الأنبياء عليهم السلام، سأقصر حديثي على نماذج من التطوع في حياة رسول الله عليه الصلاة والسّلام، وصحابته.
لقد كانت جهود النبي عليه الصلاة والسّلام التطوعية قبل نبوته، وقبل تحمّل أعباء الرسالة كجهده في حمل حجارة بناء الكعبة[39]، ومساهمته في بناء مسجدي (قباء، والنبوي)، وحفر الخندق، وإنفاق المال والطعام. لم يكن الأمر مقتصرًا عليه وحده، بل كان يحث صحابته على ذلك. نذكر هنا الموقف التنافسي بين عمر بن الخطاب، وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما أيهما ينفق أكثر؛ ليجهز جيش المسلمين، فأنفق عمر نصف ماله، وأنفق أبو بكر كل ماله[40]، كذلك تجهيز عثمان بن عفان جيش العسرة بأكمله، أضف لذلك عندما آخى رسول الله عليه الصلاة والسّلام بين سعد بن الربيع (الأنصاري)، وعبد الرحمن بن عوف (المهاجر)، وقد بلغ الحد بسعد أن عرض على بن عوف أن يطلق إحدى زوجتيه؛ ليزوجها له، ويقاسمه في أمواله، إلا أن بن عوف أبى، وشكر سعدًا على عرضه[41]. في الحقيقة لا أدري من أيهما أعجب: أمن كرم وسخاء الأنصاري أم من عفة وقناعة بن عوف؟!
أهمية التطوع:
- يؤدي العمل التطوعي دورًا مكملًا لجهود الحكومة في حل مشكلات المجتمعات المحلية والجماعات المهمشة، ورفع مستوى الخدمات، وتلبية حاجات الأفراد.
- يتسم العمل التطوعي بالمرونة والسرعة في تقديم الخدمات، فهو يبتعد عن بيروقراطية الإجراءات الحكومة المعقدة التي تعرقل وتؤخر تقديم الخدمة لمستحقيها.
- قدرة العمل التطوعي على الاستمرارية بغض النظر عن العوائد المادية؛ لأنه لا يسعى إلى الربح المادي، إنما هو يستثمر اجتماعيًا، وهذا الاستثمار يحتاج إلى سنوات عديدة كي يجني ثماره.
- العمل التطوعي لا يحصر نفسه في شريحة اجتماعية محددة، بل لديه القدرة على التعامل مع كافة شرائح المجتمع: (الأطفال، والشباب، والمسنين، والرجال، والنساء، والأصحاء، والمرضى، والمعاقين… إلخ).
- يقدم العمل التطوعي خدمات قد لا تقدمها الحكومة، ولا يدخل في نطاق عملها التقليدي، كالمبادرات الشبابية لتنظيف المشردين وتهذيب شعرهم، وتوزيع بطاريات الإنارة على بيوت الفقراء، وتوزيع النظارات الطبية على محتاجيها من المسنين الفقراء، تقديم الخدمات الإسعافية للجرحى في بيوتهم… إلخ.
- العمل التطوعي المؤسسي نتائجه أفضل من التطوع الفردي، حيث أن الأول يمكنه جمع الجهود المتناثرة وينسق فيما بينها، وينظمها؛ لتكون أكثر فعالية وفائدة.
- تبادل الخبرات، والمهارات، والمعلومات مع المؤسسات التطوعية الأخرى (داخلية، وخارجية).
- يجسد العمل التطوعي مفهوم التضامن؛ للحفاظ على تماسك ووحدة المجتمع، وحمايته من التمزق والتفكك.
خصائص التطوع:
- يُقبِل الفرد على التطوع من تلقاء نفسه، أي بدافع ذاتي، دون إكراه أو إجبار من أحد، فهذا يجعله يقبل على العمل بحماس ودافعية، وهذا على خلاف الأعمال الإلزامية التي يعملها كواجب من واجباته، ودفعًا للمسائلة أو العقوبة.
- لا ينتظر المتطوع أن يحصل على مردود مادي نظير جهده التطوعي.
- يهدف التطوع لإشباع حاجة مجتمعية، أو حل مشكلة اجتماعية، أو تعديل سلوك، أو تغيير عادة اجتماعية سيئة.
- يمارس التطوع بجهود قد فردية ذاتية أو مؤسسية.
- لا يسعى التطوع إلى تحقيق الربح المادي.
- يستند التطوع على قيم إيجابية كالخير، والتعاون، والتكافل، والصدق، والأمانة… إلخ.
- للتطوع صور متعددة: قد يكون بالمال، أو الجهد، أو الوقت، أو الاستشارة، أو أكثر من صورة.
شروط نجاح التطوع:
إذا رغبنا أن ينجح العمل التطوعي لابد من توفر عدة شروط، يمكن إيجازها في النقاط الآتية[42]:
- الإخلاص: إخلاص النية لله، والابتعاد عن الرياء: قال عليه الصلاة والسّلام: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”[43].
- التخطيط: يعد ركنًا أساسيًا من أركان العمل الإداري الناجح، فهو يخلص العمل من شوائب الفوضى، والتخبط، والعشوائية، ويحقق أهدافه بأقصر الطرق، وبجهد وتكلفة مادية أقل.
- تعريف المتطوع بالمؤسسة، وأهدافها، ورسالتها، وبرامجها، والفئات التي تخدمها، والخدمات التي تقدمها، والنطاق الجغرافي الذي تخدمه، وهيكلها الإداري.
- تعريف المتطوع بمشروع ونشاط التطوع، وأهدافه، ومراحله، ومدته، والفئة المستهدفة.
- تحديد الصفات التي يجب توافرها في المتطوع بحسب طبيعة المشروع التطوعي، فالمشروع الصحي يحتاج إلى: (طبيب، ممرض، مسعف، فني تحاليل طبية، مثقف صحي… إلخ)، والمشروع الاجتماعي الذي يحتاج إلى: (باحث أو أخصائي اجتماعي)، وهذه تختلف عن المشروع التعليمي، أو النسوي، أو المعاقين، أو المسنين… إلخ.
- التدريب والتأهيل: يجب إخضاع المتطوع لدورات تدريبية وتأهيلية قبل النزول إلى الميدان؛ حتى يتمكن من تنفيذ عمله بشكل صحيح، ومهنية عالية؛ حتى يؤتي العمل أُكُلَه.
- تعريف المتطوع بطبيعة المجتمع الذي سيتطوع فيه من حيث عاداته وتقاليده وأعرافه الاجتماعية.
- التأكيد على مهنية العلاقة بين المتطوع والفئة المستهدفة؛ لإبعادها عن الشخصنة، والحفاظ على موضوعيتها قدر الإمكان.
- توفير الموارد المادية اللازمة، فبدونها لا يمكن إنجاز أي عمل.
- وضع الأنظمة واللوائح التي تنظم العمل التطوعي؛ حتى يعرف المتطوع ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، ومركزه داخل المؤسسة؛ منعًا لتداخل الصلاحيات.
- سيادة العلاقات الإيجابية والحسنة بين المتطوعين؛ لأن ذلك يسهم في استمرارية العمل وحمايته من التصدع.
- تقديم الشكر والحوافز للمتطوعين على جهدهم، فهذه من شأنها توفير أجواء المنافسة والعطاء أكثر. قال عليه الصلاة والسّلام: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”[44].
- الاهتمام بالجانب الإعلامي الذي يبرز جهود المتطوعين ونتائجها.
- أن يجد المتطوع الوقت الكافي الذي يقضيه في التطوع؛ لإنجاز ما يكلف به، ويختار من الأعمال ما يوافق تخصصه، ورغباته.
- نشر ثقافة التطوع في المجتمع من خلال الأنشطة التثقيفية والتوعوية.
دوافع التطوع:
- الرغبة في تطوير الذات، وتنمية الثقة في النفس.
- اكتساب المتطوع خبرات، ومهارات، ومعارف جديدة.
- اكتساب المتطوع علاقات اجتماعية جديدة.
- شغل وقت فراغ المتطوع بأعمال مفيدة تعود بالنفع عليه، وعلى المجتمع عمومًا.
- ابتغاء الأجر والثواب من عند الله تعالى.
- مساعدة الآخرين، والشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع.
معوقات التطوع:
- الشعور بالخجل وفقدان الثقة في النفس مما يصعب على الفرد مواجهة المواقف الاجتماعية المختلفة، فيلجأ إلى الانسحاب الاجتماعي.
- انتشار العادات الاجتماعية الجامدة التي تعرقل الجهود التطوعية، كخوف الناس، – لاسيما المسنين والنساء-، مما هو جديد، أو خشيتهم من التعاون مع الغرباء، أو اعتقادهم أنه لا جدوى من الأعمال التطوعية… إلخ.
- ضعف الوعي بمفهوم التطوع، حيث يعتبره البعض مضيعة للوقت.
- عدم السماح للمتطوعين بالمشاركة في وضع الخطط، وتقديم الاقتراحات، واتخاذ القرارات في المؤسسات، الأمر الذي يخفت من عزيمتهم للاستمرار والعطاء.
- فرض الضرائب الحكومية على معدات وأجهزة المؤسسات التطوعية.
- غالبًا لا تتوفر مباني خاصة بالمؤسسات التطوعية، أو توجد أكثر من مؤسسة في شقة واحدة.
- عدم وضع المتطوع في العمل المناسب الذي يتماشى مع قدراته وميوله واستعداداته.
- عدم وضوح أهداف ونشاطات المؤسسة.
- بُعد أماكن التطوع عن أماكن إقامة المتطوعين.
- سيادة الشللية في المؤسسات التطوعية القائمة على أساس: القرابة، والمناطقية، والحزبية.
- الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها المؤسسات الفلسطينية، أدت لعزوف الشباب عن التطوع.
نتائج التطوع على صعيد الفرد والمجتمع:
- شعور الفرد بالراحة النفسية والرضا عن ذاته عند قيامه بأي جهد تطوعي.
- إيمان الفرد بأن جهده الخيري التطوعي يترتب عليه الأجر والثواب من الله تعالى.
- شعور الفرد بأن التطوع يسهم في تحقيق التماسك والتضامن الاجتماعي.
- القضاء على الملل والرتابة الناجمة عن أوقات الفراغ، وشغلها بعمل مفيد ونافع.
- زيادة إحساس الفرد بذاته الفرد وأهميته في المجتمع، وتنمية الثقة في نفسه.
- تنمية روح التنافس بين الجماعات التطوعية.
التطوع في فلسطين:
أولًا| الجذور التاريخية:
العمل التطوعي ليس غريبًا على المجتمع الفلسطيني، بل له قدم راسخة في المجتمع، وسلوك مرافق للجماهير الفلسطينية، وجزء لا يتجزأ من تركيبة الشخصية الفلسطينية، ومكون من مكونات الثقافة الفلسطينية، وهو انعكاس للحالة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والتعليمية، والأمنية السائدة في المجتمع، حيث يتنافس الفلسطينيون في تقديم خدماتهم التطوعية، التي عرفت سابقًا بـ(العونة) في مواسم قطف الزيتون والحمضيات، وحصاد القمح والشعير، وإحياء المناسبات الاجتماعية، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وإيواء الغريب وذي الحاجة… إلخ.
إن المتتبع لمسيرة التطوع في فلسطين في العهدين (العثماني، والبريطاني) يجد أنه لم تكن هناك مؤسسات رسمية يمارس من خلالها التطوع، إنما مورس بدافع ذاتي، ولم يكن يوجد ناظم ينظم عملهم، وكان التطوع محصورًا في مجالات البر والإحسان. رغم ذلك وجدت القليل من الجمعيات التي كانت فاعلة خلال العهدين المذكورين، منها[45]:
م | الجمعية | المكان | سنة التأسيس |
1 | الجمعية الأرثوذكسية الفلسطينية | – | 1892 |
2 | جمعية الشابات المسيحيات | – | 1893 |
3 | جمعية الآداب الزاهرة | القدس | 1898 |
4 | الجمعية الإسلامية | القدس | 1911 |
5 | النادي العربي، برعاية الحاج أمين الحسيني | القدس | 1918 |
6 | الجمعية الإسلامية ـ المسيحية | القدس، ويافا | 1918 |
7 | جمعية الاتحاد النسائي العربي | نابلس | 1921 |
8 | جمعية حاملات الطيب | القدس | 1924 |
9 | جمعية النهضة النسائية الله | رام الله | 1925 |
10 | جمعية الاتحاد النسائي العربي | القدس | 1929 |
11 | جمعية السيدات العربيات | القدس | 1929 |
12 | جمعية الاتحاد النسائي العربي | رام الله | 1939 |
13 | جمعية السيدات لرعاية الطفل | بيت جالا | 1944 |
14 | جمعية رعاية الطفل | رام الله | 1944 |
15 | جمعية الاتحاد النسائي العربي | بيت لحم | 1947 |
بالنظر إلى الجمعيات السابقة، نلاحظ الآتي:
- تمركزت غالبية الجمعيات في مدينة القدس.
- الجمعيات المسيحية كان لها السبق في تقديم خدماتها للمجتمع مقارنة بالجمعيات الإسلامية.
- أكثر الجمعيات غلب عليها الطابع النسوي، مما يعني أن المرأة الفلسطينية لها إسهامات مبكرة وكبيرة ومتقدمة في العمل التطوعي، وتعتبر عضوًا فاعلًا ومنتجًا في المجتمع، ولم يقتصر دورها على العمل التقليدي (الأعمال المنزلية، وتربية الأبناء).
بعد نكبة فلسطين سنة 1948م، وقيام ما يسمى بـ”إسرائيل” ظهرت العديد من الجمعيات، تمركز كلها في مدينة القدس أيضًا، منها[46]:
م | الجمعية | المكان | سنة التأسيس |
1 | جمعية دار الطفل العربي | القدس | 1948 |
2 | جمعية دار الأولاد | القدس | 1948 |
3 | دار الفتاة اللاجئة | القدس | 1949 |
4 | جمعية المناضل الجريح | القدس | 1949 |
5 | جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني | القدس | 1950 |
6 | جمعية روضة الزهور | القدس | 1952 |
7 | جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية | القدس | 1956 |
8 | ملجأ العجزة | القدس | 1957 |
9 | جمعية المعهد العربي | القدس | 1957 |
ثانيًا| التطوع في فلسطين من الانتفاضة الأولى حتى الآن:
خلال سنوات الانتفاضة الأولى، التي عرفت بانتفاضة الحجارة (1987-1993م) برز العمل التطوعي في أنقى وأبهى صوره، فقد كان الدور البارز والفاعل للشباب، فهم الدينامو المحرك لفعاليات الانتفاضة المختلفة: (الإضرابات التجارية، والاحتجاجات الشعبية، والمواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتنظيم مسيرات دفن الشهداء، والكتابة على الجدران، ـ كوسيلة إعلام في حينه ـ… إلخ)، فقد شكلت الانتفاضة نقلة نوعية في فكرهم، وطريقة تفكيرهم، وثقافتهم، وسلوكهم، وزادت من وعيهم السياسي والاجتماعي والأمني، ورفعت من درجة إحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية، فقادوا المجتمع لمَّا غابت المؤسسات الوطنية بسبب الاحتلال، فشكلوا اللجان الشعبية في المدن، والقرى، والمخيمات؛ لحراسة الناس ليلًا خشية من هجوم جيش الاحتلال أو قطعان المستوطنين على البيوت الآمنة والاعتداء على ساكنيها وسرقة أمتعتهم، ويهبون لإسعاف الجرحى وانتشالهم من مواضع الاشتباك؛ لئلا يعتقلهم جيش الاحتلال، وتنظيم حملات التبرع بالدم للمصابين، وإيواء المطاردين من الاحتلال في بيوت آمنة، وتنفيذ حملات تنظيف الشوارع والأماكن العامة وتزيينها؛ لإحياء المناسبات الدينية والوطنية، وجمع التبرعات من أموال، وملابس، وطعام، وأدوية وإيصالها للمناطق المحاصرة في فترات منع التجول الطويلة، كانت تمتد لأكثر من شهر أحيانًا، عدا ساعتين في الأسبوع؛ لقضاء الحاجات الضرورية، كان الشباب، ـ لاسيما في الريف، يجمعون الخضار من الحقول ويوزعونها بالمجان على سكان المدن والمخيمات، ناهيك عن التضامن بين الأسر، حيث تتقاسم الأسر المتجاورة (الطبخة)، ويوزعون فائض الملابس والأواني على الفقراء، والمحتاجين، والمعسرين.
بعد عودة السلطة الفلسطينية سنة 1993م إلى الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية، وقطاع غزة)، بدأت مرحلة تاريخية جديدة في حياة الفلسطينيين، فمع إنشاء مؤسسات السلطة كان للشباب نصيب فيها من خلال تشكيل وزارة الشباب والرياضة، ثم توالى بعدها تشكيل مجموعات شبابية وكشفية، لكن في الفترة ما بين (1993-2000م)، أي ما بين عودة السلطة الفلسطينية من الخارج حتى اندلاع انتفاضة الأقصى، شهدت تراجعًا ملحوظًا في الدور التطوعي للجمعيات الأهلية والتنظيمات الفلسطينية وأطرها الطلابية في مؤسسات التعليم، ـ عدا المؤسسات التابعة لحركة فتح، باعتبارها الحزب الحاكم ـ. مع انطلاقة انتفاضة الأقصى في تاريخ (28/9/2000م) عادت العافية إلى المؤسسات الأهلية والتنظيمات الفلسطينية فمارست جهودها المجتمعية بشكل أقوى في كل الميادين؛ لمواجهه ما يتعرض له الشعب من وحصار ودمار من قبل الاحتلال، ويمكن حصر المؤسسات التي يمارس من خلالها التطوع، في أربع نواحي، هي:
- الجمعيات الخيرية التي تقدم خدماتها لشرائح مختلفة في المجتمع.
- المؤسسات الدينية التابعة للكنائس.
- لجان الزكاة التابعة لوزارة الأوقاف.
- اللجان الشعبية والمبادرات الشبابية.
ثالثًا| مجالات التطوع في فلسطين:
- رعاية المسنين.
- رعاية المعاقين.
- الشباب.
- المرأة.
- التدريب والتأهيل.
- رعاية الأحداث.
- رعاية الأيتام.
- مساعدة الفقراء.
- رياض الأطفال.
- محو الأمية.
- المشاريع الإنتاجية.
على الرغم مما كتب سابقًا عن نضارة وروعة التطوع في فلسطين، إلا أنه يشهد تراجعًا حادًا بسبب الشعور بالإحباط واليأس، والتذمر من الوضع الداخلي الممزق، وتفسخ العلاقات الاجتماعية، وشلل الحياة الاقتصادية، وغلبة الطابع الحزبي على كافة نواحي الحياة، وعدم إعطاء الفرصة الكافية للمتطوعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، فضلًا عن استغلالهم.
رابعًا| التنظيمات الفلسطينية والعمل التطوعي:
أغلب التنظيمات الفلسطينية، تحديدًا الرئيسية منها: (فتح، وحماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية) لها مؤسسات اجتماعية فاعلة في المجتمع، تنفذ برامج وأنشطة اجتماعية، وصحية، وتعليمية، وتثقيفية، وسياسية؛ تحقيقًا لأكثر من هدف، منها:
- التخفيف من الضائقة الاقتصادية التي يمر فيها المجتمع الفلسطيني.
- حشد أكبر عدد من المناصرين؛ لزيادة قاعدتها الجماهيرية.
- القيام بدور مكمل لدور المؤسسات الحكومية في تقديم الخدمات الاجتماعية، والصحية، والثقافية.
بما أن التنظيمات السياسية تعد واحدة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية التي تغرس في الناشئة الفكر، والثقافة، وأنماط السلوك، فهي بشكل أو بآخر تنمّي سلوك التطوع في أبنائها وأنصارها، لكنه ليس بالمعنى البريء الطاهر النقي، إنما في صورته التنظيمية الضيقة. وعليه، فإن المؤسسات التابعة للتنظيمات السياسية هي انعكاس للحالة السياسية في المجتمع، ويمكن ملاحظة ذلك دون عناء، كيف انعكس الانقسام (2007 إلى الآن) على كافة نواحي الحياة، بما فيها التطوع ـ، حيث وظّف التطوع في الصراعات التنظيمية بين حركتي (فتح، وحماس)، فبدلًا من العمل لصالح فلسطين والفئات المهمشة، صار العمل لصالح التنظيم السياسي، وتغذية التعصب الحزبي والانغلاق الفكري، وتعميق الانقسام السياسي والاجتماعي، فحرف التطوع عن جوهره. لذا، المجتمع بحاجة ملحة لتكثيف الجهود لإتمام المصالحة المجتمعية والنفسية قبل المصالحة السياسية، ولا يمكن للمصالحة السياسية أن تنجح ما لم تتحقق المصالحة النفسية والمجتمعية.
خامسًا| إسهامات التطوع في تنمية المجتمع الفلسطيني:
- يعد العمل التطوعي دعوة مفتوحة لكل مكونات المجتمع الفلسطيني (أفراد، وجماعات، ومؤسسات)، وليس حكرًا على جهة بعينها؛ من أجل أن يسهم كل حسب جهده وإمكانياته (الجسدية، والعقلية، والمالية، والمعرفية، والمهنية).
- يسهم التطوع في التصدي للأفكار الضالة والمنحرفة التي يحاول أعداء المجتمع (الداخليين، والخارجيين) ترويجها بهدف زعزعة أمن واستقرار المجتمع، والعمل على كشفها، ومحاربتها.
- يسهم التطوع في تعميق الحس الوطني، وتقوية شعور الانتماء إلى المجتمع من خلال تنفيذ أنشطة تعزز في الأفراد روح الانتماء لدينهم، ووطنهم، وثقافتهم، وتاريخهم، لاسيما في وقت انتشرت فيه ثقافة العولمة المادية التي تسعى إلى سلخ الأفراد عن مجتمعاتهم، وثقافتهم، وواقعهم.
- يسهم التطوع في تنمية القدرات المعرفية، والحياتية، والمهارية للمتطوعين من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية، والأنشطة التطوعية.
- يسهم التطوع في تعريف المتطوعين بمشكلات المجتمع، ويستثير طاقاتهم وإمكانياتهم للمساهمة في وضع حلول لها أو التخفيف من حدتها بما يملكونه من أفكار، وتصورات، ومعلومات.
- يسهم التطوع في استغلال أوقات الفراغ في أعمال تعود بالفائدة على المتطوع والمجتمع.
- يسهم التطوع في مساندة المؤسسات الحكومية فيما يتعلق بخدمات الرعاية الاجتماعية.
- يعتبر التطوع علامة من علامات تطور المجتمعات وتقدمها.
الدراسات السابقة
- العمل التطوعي في المجتمع المدني: دراسة لدور المرأة التطوعي في محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية[47].
هدف البحث للتعرف على دور المرأة التطوعي، اختيرت العينة من المتطوعات في مؤسسات المجتمع المدني في مدينة جدة، بلغ عددها ثلاثمائة وسبع وسبعين متطوعة. استخدمت الباحثة منهج تحليل المضمون، وأداة: الاستبيان.
أهم نتائج الدراسة: أكثر المتطوعات من الفئة العمرية (20-29) سنة، وأكثرهن من: (المتزوجات، والمتعلمات)، و(77.5%) جامعيات، ورتبت مجالات التطوع كالآتي: (الخيري العام، ومؤسسات الشباب، والديني، والطبي، والطفولة، والاجتماعي)، و(80.6%) لم يتلقين التدريب قبل نزولهن للتطوع، والدافع الرئيسي للتطوع هو: ابتغاء الأجر والثواب، (92.6%) اعتبرن التطوع يسهم في التنمية الاجتماعية، والتطوع أكسبهن مهارات وخبرات جديدة.
- عزوف الشباب عن العمل التطوعي في الجهات الخيرية في منطقة الباحة من وجهة نظر القائمين عليها[48].
هدف البحث للتعرف على: العلاقة بين انخراط الشباب في العمل التطوعي ومتغيرات: (الجنس، والعمر، والمؤهل العلمي). اختيرت العينة بطريقة عمدية، تكونت من ثلاثين شخصًا من: الرؤساء، والإداريين، وأمناء الصناديق الذين يعملون في المؤسسات الاجتماعية في منطقة الباحة، استخدم المنهجان: (الوصفي، والإحصائي)، وأداة الاستبيان.
أهم نتائج الدراسة: تنوع مجالات التطوع الخاصة بالرجال، وأعداد المتطوعين من الرجال تفوق أعداد المتطوعات من النساء، ولا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين التطوع والمؤهل العلمي.
- اتجاهات الشباب الجامعي الذكور نحو العمل التطوعي[49].
هدف البحث للكشف عن: اتجاهات الشباب الجامعي نحو ممارسة العمل التطوعي، وماهية الأعمال التطوعية التي يرغبون في ممارستها، وتحديد معوقات التطوع. استخدم المنهج الوصفي، والمسح الاجتماعي بالعينة، حيث بلغ مجموع العينة (373) من طلبة جامعة الملك سعود، وقد اختيرت بطريقة عشوائية طبقية، واستخدم أداة الاستبيان.
أهم نتائج الدراسة: متوسط مشاركة الشباب في العمل التطوعي ضعيفة جدًا، واتجاهات الشباب إيجابية نحو التطوع، أكثر مجالات التطوع ممارسة بالترتيب: (مساعدة الفقراء والمحتاجين، وزيارة المرضى، والمشاركة في الإغاثة الإنسانية، ورعاية المعاقين، والمحافظة على البيئة، ومكافحة المخدرات والتدخين)، وأقل المجالات مشاركة: (الدفاع المدني، وتقديم العون للنوادي الرياضية، ورعاية الأطفال). من فوائد التطوع: (اكتساب مهارات جديدة، وزيادة الخبرة، وشغل وقت الفراغ في أمور مفيدة، وخدمة المجتمع، والثقة بالنفس، وتنمية الشخصية الاجتماعية). ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات الشباب نحو العمل التطوعي تبعًا لمتغيري: (التخصص، والكلية).
- العمل التطوعي وقيم المواطنة لدى الشباب السعودي[50].
هدف البحث للتعرف على: الواقع الاجتماعي للتطوع عند الشباب السعودي، وأنواع المبادرات التطوعية التي يشارك فيها الشباب، ودوافع التطوع. استخدم منهج المسح بالعينة على المتطوعين في المراكز والمبادرات التطوعية الذين تتراوح أعمارهم بين (15-30 سنة)، في ثلاث مناطق، هي: (الرياض، ومكة، والشرقية)، بلغ إجمالي العينة (109) متطوعًا ومتطوعة. وقد صممتا الباحثتان استبيانًا إلكترونيًا وزع على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع.
أهم نتائج البحث: (82.6%) من المتطوعين من طلبة الجامعات وحديثي عهد بالتخرج، والتطوع عند الإناث أعلى من الذكور حيث بلغت عندهن (70.6%)، و(52.3%) مارسوا التطوع من خلال مراكز تطوعية، (24.8%) تطوعوا من خلال مبادرات جامعية. أما دوافع التطوع كانت بالترتيب الآتي: (ابتغاء الأجر والثواب، ومساعدة الآخرين، وتنمية القدرات، وتطوير الذات).
- ثقافة العمل التطوعي لدى طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت[51].
هدف البحث للتعرف على: أشكال ومجالات العمل التطوعي، وواقع التطوع لدى طلبة كلية التربية، والعلاقة بين التطوع ومتغيرات: (الجنس، والسنة الدراسية، والمشاركة في الأعمال التطوعية). استخدم المنهج الوصفي، وأداة الاستبيان، بلغ مجموع العينة (750) طالبًا وطالبة من كلية التربية من العام الجامعي (2014-2015م)، وقد اختيرت بطريقة عشوائية طبقية.
أهم النتائج: مفهوم التطوع من وجهة نظر الطلاب هو: “المساعدة في تنمية المجتمع الكويتي”، وأبرز معوقات التطوع، هي: (الانشغال بالدراسة، وعدم وجود القدوة تمارس التطوع، وقلة العمل التطوعي داخل الجامعة، صعوبة التوفيق بين التطوع والدراسة)، وآليات تعزيز التطوع، هي: (تكريم الرموز المتطوعة، وتوضيح قيمة التطوع الإسلامية، وإقامة الندوات التوعوية للتطوع، وتوضيح العلاقة بين التطوع ونهضة المجتمع)، والتطوع عند الإناث أكثر من الذكور، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التطوع ومتغيري: (العمل التطوعي، والسنة الدراسية).
- الشباب والعمل التطوعي في فلسطين[52].
هدفت الدراسة إلى: بلورة رؤية حول واقع التطوع في فلسطين، وتقييمه، والإطلاع على التشريعات الفلسطينية التي تنظمه، والتعرف على ما تحتاجه هذه التشريعات من تعديلات؛ لسد الفجوة بين ما هو قائم وما هو مأمول. استخدم الباحث المناهج: (التاريخي، والوصفي التحليلي، والمقارن). أما الأدوات، هي: (الكتب، والدوريات، والإنترنت، والصحف، والنصوص القانونية، والوثائق، والمقابلات مع ذوي الاختصاص). وتمثلت العينة في المؤسسات الشبابية.
أهم نتائج الدراسة: تراجع الإقبال على العمل التطوعي في فلسطين بدرجة كبيرة مع تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، وينظر إلى العمل التطوعي أنه من اختصاص قوى اليسار، وانعكس ضعف الوضع الاقتصادي على ضعف نسبة التطوع في المجتمع، وضعف الوعي الاجتماعي بمفهوم التطوع، وعدم وجود برامج تعريفية بالأنشطة التطوعية، ولا يشارك المتطوعون في القرارات داخل المؤسسات التطوعية، وقلة البرامج التدريبية التي يخضع لها المتطوعون.
- اتجاهات الشباب نحو العمل التطوعي في المؤسسات الأهلية[53].
هدف الدراسة إلى: التعرف على اتجاهات الشباب الفلسطيني نحو المشاركة في برامج العمل التطوعي في المؤسسات الأهلية، وفوائد التطوع، ومجالاته. استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، وصممت مقياس لقياس اتجاهات الشباب نحو العمل التطوعي، واختارت العينة البالغ عددها (600) طالبًا وطالبة من أربع جامعات، هي: (الأقصى، والإسلامية، والأزهر، والقدس المفتوحة).
أهم نتائج الدراسة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى اتجاهات الشباب نحو العمل التطوعي في المؤسسات الأهلية تبعًا لمتغيري: (النوع الاجتماعي، ومكان الإقامة)، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى اتجاهات الشباب نحو العمل التطوعي في المؤسسات الأهلية تبعًا لمتغيري: (الجامعة، والمستوى الدراسي).
- اتجاهات الطلبة نحو العمل التطوعي في جامعات محافظات غزة وسبل تفعيله في ضوء بعض المتغيرات[54].
هدف البحث للتعرف على: اتجاهات الطلبة في الجامعات الفلسطينية نحو العمل التطوعي، والكشف عن علاقة العمل التطوعي بمتغيرات: (الجنس، والكلية، والجامعة)، واقتراح سبل تفعيل العمل التطوعي لدى الطلبة. استخدم المنهج الوصفي المسحي، وأداة الاستبيان، وبلغ مجموع العينة (309) طالبة وطالبة من جامعتي: (الأقصى، والإسلامية) للفصل الدراسي الثاني (2012-2013م)، وقد اختيرت العينة بطريقة عشوائية طبقية.
أهم نتائج البحث: (44.63%) لديهم الرغبة في المشاركة بالعمل التطوعي، و(37.20%) مارسوا العمل التطوعي، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات الطلبة نحو العمل التطوعي تبعًا لمتغيرات: (الجنس، والكلية، والجامعة).
تعقيب على الدراسات السابقة:
التقت الدراسات السابقة مع دراستنا في التعرف على: التطوع، ودوافعه، ومجالاته، وفوائده، ومعوقاته، وأسباب تفضيل مجال تطوعي على غيره، ومقترحات تجويده. أغلبها استخدمت المنهج الوصفي، وأداة الاستبيان، والعينة العشوائية. قليل من استخدم مناهج أخرى كالمسح بالعينة، والتاريخي، والتحليلي. النتائج التي اتفقت فيها جميع الدراسات: من فوائد التطوع: يسهم في تنمية المجتمع، ويكسب المتطوع مهارات جديدة، وزيادة الخبرة، وشغل وقت الفراغ، وعدم وجود علاقة بين التطوع والجنس، والكلية، والمستوى الدراسي، والجامعة. دوافع التطوع: ابتغاء الأجر والثواب، تنمية القدرات، وتطوير الذات، ومساعدة الآخرين. معوقات التطوع: ضعف الاهتمام بالتطوع، عدم وجود برامج تدريبية للمتطوعين، عدم تكريم الرموز التطوعية.
مناهج الدراسة:
- الوصفي: استخدمه الباحث لوصف سلوك التطوع.
- المنهج الإحصائي: استخدمه الباحث من خلال تحليل البيانات “يدويًا”، التي جمعها من العينة، والاسترشاد بالمعطيات الإحصائية التي نشرت في الدراسات السابقة، والنشرات الرسمية، والدوريات العلمية.
أدوات الدراسة:
- الاستبيان: صمم الباحث استبيانًا حول موضوع البحث، ووزعه على العينة.
الدراسة الميدانية والتحليل السوسيولوجي
أولًا| البيانات الأولية:
جدول رقم (1) العمر
الفئة العمرية | التكرار | النسبة |
18-20 | 9 | 30% |
21-23 | 14 | 46.6% |
24 فأكثر | 7 | 23.3% |
المجموع | 30 | 99.9% |
يتضح من الجدول أن نسبة الطلاب الذين يقعون في الفئة العمرية (18-20) سنة (30%)، والفئة العمرية (21-23) سنة (46.6%)، والفئة العمرية (24) سنة فأكثر (23.3%). وعليه، فإن النسبة الأكبر يقعون في الفئة العمرية (18-23) سنة، وأقلها في الفئة (24سنة فأكثر). هذه نتيجة طبيعية ومتوقعة إذ يدخل المتعلم الجامعة في الثامنة عشر، ويتوقع تخرجه بين الحادية والعشرين والثالثة والعشرين بحسب التخصص الذي التحق به.
جدول رقم (2) الحالة الاجتماعية
الحالة الاجتماعية | التكرار | النسبة |
أعزب | 23 | 76.6% |
متزوج | 7 | 23.3% |
مطلق | 0 | 0 |
أرمل | 0 | 0 |
المجموع | 30 | 99.9% |
يتضح من الجدول أن نسبة العزاب (76.6%)، والمتزوجين (23.3%)، ولا توجد أية حالات تذكر للمطلقين، أو الأرامل. فأعلى نسبة من العزاب؛ لأن الطلاب في هذه المرحلة منشغلين بالدراسة، ولا يتوفر لهم عمل يعتمدون عليه لتوفير نفقات زواجهم.
جدول رقم (3) :المستوى الجامعي
المستوى الجامعي | التكرار | النسبة |
الأول | 2 | 6.6% |
الثاني | 7 | 23.3% |
الثالث | 8 | 26.6% |
الرابع | 13 | 43.3% |
المجموع | 30 | 99.8% |
يتضح من الجدول أن نسبة طلاب المستوى الأول (6.6%)، والمستوى الثاني (23.3%)، والمستوى الثالث (26.6%)، والمستوى الرابع (43.3%). وعليه، فإن أعلى نسبة عند طلاب المستوى الرابع، وأدناها عند طلاب المستوى الأول، هذا الدنو راجع لعدم معرفة الطلاب بالأطر الطلابية ولا عناوينها؛ لحداثة وجودهم في الجامعة.
جدول رقم (4):الكلية
الكلية | التكرار | النسبة |
الآداب والعلوم الإنسانية | 2 | 6.6% |
التربية | 12 | 40% |
العلوم التطبيقية | 2 | 6.6% |
الإعلام | 2 | 6.6% |
الفنون الجميلة | 2 | 6.6% |
التربية البدنية والرياضية | 2 | 6.6% |
العلوم الإدارية | 6 | 20% |
لم يجب | 2 | 6.6% |
المجموع | 30 | 99.6% |
يتضح من الجدول أن نسبة طلاب كليات: (الآداب والعلوم الإنسانية، والعلوم التطبيقية، والإعلام، والفنون الجميلة، والتربية البدنية والرياضية) بلغت (6.6%)، وطلاب كلية التربية (40%)، ويوجد (6.6%) لم يبينوا الكلية التي ينتسبون إليها. وعليه، فإن النسبة الأكبر من العينة من طلبة كلية التربية بتخصصاتها المتنوعة.
ثانيًا| العمل التطوعي:
جدول رقم (5):هل شاركت في أي عمل تطوعي؟
التكرار | النسبة | |
نعم | 28 | 93.3% |
لا | 2 | 6.6% |
المجموع | 30 | 99.9% |
يتضح من الجدول أن الذين نسبة المشاركين في التطوع بلغت (93.3%)، وغير المشاركين (6.6%).
الغالبية العظمى من الطلبة لهم إسهامات تطوعية، وهذا يعطي مؤشرًا إيجابيًا حول واقع التطوع في أوساط الشباب الفلسطينيين، فهم من الأوتاد الرئيسية التي يستند عليها التطوع. هذه النتيجة تختلف مع دراسات: (رحال، والسلطان، والمزين) اللواتي أشرن لضعف إقبال الشباب على التطوع.
جدول رقم (6):طبيعة العمل التطوعي
طبيعة العمل التطوعي | التكرار | النسبة |
فردي | 3 | 10% |
مؤسسي | 2 | 6.6% |
تنظيمي | 25 | 83.3% |
المجموع | 30 | 99.9% |
يتضح من الجدول أن نسبة التطوع الفردي بلغت (10%)، والمؤسسي (6.6%)، والتنظيمي (83.3%).
غالبية الطلاب تطوعوا من خلال التنظيم السياسي الذي ينتمون إليه، وهذا يعكس الدور الاجتماعي للتنظيمات السياسية في المجتمع إلى جانب دورهم السياسي من جهة، كما يعكس ضعف دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز وتعميق الحس التطوعي لدى الشباب من جهة أخرى. هذه النتيجة تختلف مع دراسة “الزير” التي توصلت إلى أن أكثر من نصف العينة تطوعوا في مؤسسات.
جدول رقم (7):عدد سنوات العمل التطوعي
سنوات التطوع | التكرار | النسبة |
أقل من سنة | 9 | 30% |
1-2 سنة | 14 | 46.6% |
3-4 سنة | 4 | 13.3% |
5 فأكثر | 3 | 10% |
المجموع | 30 | 99.9% |
يتضح من الجدول أن نسبة الذين لهم إسهامات تطوعية لأقل من سنة بلغت (30%)، و(1-2) سنة (46.6%)، و(3-4) سنوات (13.3%)، وخمس سنوات فأكثر (10%). وعليه فإن أعلى نسبة عند المتطوعين من سنتين فأقل، وأدناها عند خمس سنوات فأكثر. ربما هذا راجع لانشغال الطلاب في الدراسة، ولا يوجد لديهم الوقت الكافي للتطوع، أو عدم قدرتهم على الموائمة بين الدراسة والتطوع، أو عدم معرفتهم بالمؤسسات الاجتماعية التي تقوم على التطوع.
جدول رقم (8):مجالات التطوع (متعدد الاختيارات)
مجالات التطوع | التكرار | النسبة |
توزيع المساعدات المالية على الطلاب | 12 | 40% |
توزيع الكتب والملازم الدراسية على الطلاب | 13 | 43.3% |
المشاركة في إقامة المخيمات الصيفية | 13 | 43.3% |
المشاركة في الرحلات الترفيهية، وحفلات السمر | 16 | 53.3% |
تنظيم المسابقات الثقافية | 15 | 50% |
تنظيم الدورات التثقيفية، والمحاضرات العلمية | 11 | 36.6% |
التنظير الحركي | 13 | 43.3% |
كتابة مقالات في نشرات الرابطة الإسلامية | 9 | 30% |
توزيع المواد الإعلامية الخاصة بالرابطة الإسلامية | 11 | 36.6% |
المساهمة تنظيم المهرجانات والاحتفالات التي تنظمها الرابطة الإسلامية | 15 | 50% |
المشاركة في الزيارات الاجتماعية التي تنظمها الرابطة الإسلامية | 13 | 43.3% |
جمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين | 10 | 33.3% |
تمثيل الرابطة الإسلامية في الفعاليات والمؤسسات المحلية | 12 | 40% |
يوضح الجدول مجالات التطوع، فكانت على النحو الآتي: توزيع المساعدات المالية على الطلاب (40%)، وتوزيع الكتب والملازم الدراسية على الطلاب (43.3%)، والمشاركة في إقامة المخيمات الصيفية (43.3%)، والمشاركة في الرحلات الترفيهية وحفلات السمر (53.3%)، وتنظيم المسابقات الثقافية (50%)، وتنظيم الدورات التثقيفية والمحاضرات العلمية (36.6%)، والتنظير الحركي (43.3%)، وكتابة المقالات في نشرات الرابطة الإسلامية (30%)، وتوزيع المواد الإعلامية الخاصة بالرابطة الإسلامية (36.6%)، والمساهمة في تنظيم المهرجانات والاحتفالات التي تنظمها الرابطة الإسلامية (50%)، والمشاركات في الزيارات الاجتماعية التي تنظمها الرابطة الإسلامية (43.3%)، وجمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين (33.3%)، وتمثيل الرابطة الإسلامية في الفعاليات والمؤسسات المحلية (40%).
أكثر مجالات التطوع ممارسة عند الطلاب الترفيهية والثقافية، ممثلة في: (الرحلات الترفيهية، وحفلات السمر، والمسابقات الثقافية، والمهرجانات والاحتفالات التي تقيمها الرابطة الإسلامية).
الجدير بالذكر، الجانب الترفيهي هو أكثر شيء يفتقده الأطفال والشباب في المجتمع الغزي؛ نظرًا لغياب: الحدائق والمنتزهات والملاعب العامة عن تخطيط البلديات المحلية، بالتالي لا يوجد أماكن عامة يلجئون إليها للترفيه عن أنفسهم، خاصة مع كثرة الضغوط النفسية والحياتية التي تحيط بهم من كل جانب، مثل: (انقطاع التيار الكهرباء يوميًا لمدة تزيد عن اثنتي عشر ساعة متواصلة، والحصار الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، وغلاء رسوم الاشتراك في الملاعب والأندية الخاصة، وانعدم أفق مستقبل مشرق). فتجد الشباب يسارعون للمشاركة في الأنشطة الترفيهية هذا من ناحية، من ناحية أخرى تستثمر الأطر الطلابية تلك الأنشطة؛ لاستقطاب عناصر جدد إلى صفوفها.
أقل مجالات التطوع ممارسة، هي: (جمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين، وكتابة المقالات في نشرات الرابطة الإسلامية). هذا يلفت انتباهنا إلى واقع خطير يعاني منه الطلاب في مؤسسات التعليم المختلفة، وهو: عدم الرغبة في (الكتابة، أو القراءة، أو المطالعة). يعود ذلك لعدة أسباب، أهمها: عدم اهتمام مؤسسات التنشئة الاجتماعية عمومًا، والأسرة والمدرسة خصوصًا بتنمية مهارات القراءة والكتابة عند الطلاب منذ الصغر. أما ما يتعلق بتدني جمع التبرعات وتوزيعها على مستحقيها هذا راجع إلى ضعف المستوى الاقتصادي للطلاب، فأغلبهم يأخذ مصروفه من والده، وبالكاد يكفي أموره الشخصية، بالتالي فإن جهود الإنفاق ضئيلة. هذه النتيجة تتفق مع دراسة (رحال) التي بينت انعكاس الوضع الاقتصادي السيئ على التطوع.
جدول رقم (9):سبب تفضيلك لنشاط تطوعي على آخر (متعدد الاختيارات)
العبارة | التكرار | النسبة |
تحقيق أهداف الرابطة الإسلامية | 16 | 53.3% |
تنفيذ أنشطة الرابطة الإسلامية | 15 | 50% |
تشجيع الأصدقاء لي للمشاركة في النشاط التطوعي | 15 | 50% |
هذا النشاط يناسب تخصصي | 2 | 6.6% |
وجود أفراد من أسرتي وأقاربي في هذا النشاط | 8 | 26.6% |
يتضح من الجدول أن نسبة تحقيق أهداف الرابطة الإسلامية بلغت (53.3%)، وتنفيذ أنشطة الرابطة الإسلامية (50%)، وتشجيع الأصدقاء لي للمشاركة في النشاط التطوعي (50%)، وهذا النشاط يناسب تخصصي (6.6%)، وجود أفراد من أسرتي وأقاربي في النشاط (26.6%).
أول ثلاثة أسباب لتفضيل الطلاب نشاط تطوعي على غيره، هي: (تحقيق أهداف الرابطة الإسلامية، وتنفيذ أنشطتها، وتشجيع الأصدقاء للمشاركة في التطوع). تعكس هذه الأسباب مدى تأثير التنشئة التنظيمية على سلوك، وفكر، واتجاهات الأفراد التي تغلّب المصلحة التنظيمية على أية مصالح أخرى، كما يتضح أن أغلب الجهود التطوعية هي بتحريك من الإطار الطلابي للتنظيم السياسي، وليست نابعة من ذات الفرد، ويوجد طلاب تطوعوا بناء على دعوة أصدقائهم وليس بناء على رغباتهم الذاتية، هؤلاء الأصدقاء منتمين لتنظيم ما، فهم بدعوتهم هذه يستقطبون طلبة جدد.
أما أقل النسب كانت عند (النشاط يناسب تخصص المتعلم الجامعي). هذا الضعف طبيعي طالما التطوع يكون في إطار تنظيم سياسي، ولتحقيق أهدافه، بالتالي لا توجد مساحة للتخصص العلمي والرغبة الذاتية في الأنشطة التطوعية.
جدول رقم (10):دوافع اختيارك للعمل التطوعي (متعدد الاختيارات)
دوافع التطوع | التكرار | النسبة |
ابتغاء الأجر والثواب | 22 | 73.3% |
الحصول على مكافئة مالية | 6 | 20% |
الرغبة في مساعدة الآخرين | 19 | 63.3% |
شعور الرضا النفسي | 19 | 63.3% |
شغل وقت الفراغ | 8 | 26.6% |
اكتساب الخبرة والمهارات | 12 | 40% |
التعرف على زملاء جدد | 10 | 33.3% |
يوضح الجدول دوافع التطوع، فكانت على النحو الآتي: ابتغاء الأجر والثواب (73.3%)، والحصول على مكافئة مالية (20%)، والرغبة في مساعدة الآخرين (63.3%)، وشعور الرضا النفسي (63.3%)، وشغل وقت الفراغ (26.6%)، واكتساب الخبرة والمهارات (40%)، والتعرف على زملاء جدد (33.3%).
أعلى ثلاثة دوافع للتطوع، هي: (ابتغاء الأجر والثواب، والرغبة في مساعدة الآخرين، وشعور الرضا النفسي). يعود هذا الأمر في المقام الأول إلى التنشئة الدينية التي يتعرض لها الطلاب في تنظيمهم ذي الأيديولوجية الإسلامية، ولنزعة الخير في المجتمع الفلسطيني التي تحث على مساعدة الآخرين دون انتظار مقابل. كما تبين أن المتطوع يشعر بالرضا عن نفسه كونه قدم خيرًا للآخرين. تتفق هذه النتيجة مع دراستي: (الزير، وعفيف) حيث كان: (ابتغاء الأجر، ومساعدة الآخرين) في مقدمة الدوافع. أما أقل دوافع التطوع، هي: (شغل وقت الفراغ، والحصول على مكافئة مالية). هؤلاء لا يدركون جوهر العمل التطوعي.
جدول رقم (11):معوقات التطوع من وجهة نظرك (متعدد الاختيارات)
معوقات التطوع | التكرار | النسبة |
الخجل من مواجهة المواقف الاجتماعية | 11 | 36.6% |
ضعف الثقة في النفس | 8 | 26.6% |
الخوف من الفشل في إنجاز المهام الموكلة لي | 5 | 16.6% |
ضعف الانتماء للمجتمع | 10 | 33.3% |
التعارض بين أوقات التطوع والتزاماتي | 12 | 40% |
غياب الأنشطة الابتكارية | 9 | 30% |
عدم تنظيم العمل | 5 | 16.6% |
عدم وضوح أدوار المتطوعين | 10 | 33.3% |
غلبة العلاقات الشخصية في توزيع الأنشطة والخدمات على المستفيدين | 7 | 23.3% |
عدم بث روح التطوع في النفوس | 9 | 30% |
تدني وعي الطلاب بالعمل التطوعي | 11 | 36.6% |
عدم اهتمام الإعلام بتوعية الناس بالعمل التطوعي | 9 | 30% |
قلة البرامج التدريبية الخاصة بالتطوع | 10 | 33.3% |
اعتقاد البعض أن التطوع مضيعة للوقت | 7 | 23.3% |
عدم وضع المتطوع في العمل المناسب لقدراته وميوله | 9 | 30% |
يوضح الجدول معوقات التطوع من وجهة نظر الطلاب، فكانت على النحو الآتي: الخجل من مواجهة المواقف الاجتماعية (36.3%)، وضعف الثقة في النفس (26.6%)، والخوف من الفشل في إنجاز المهام الموكلة لي (16.6%)، وضعف الانتماء للمجتمع (33.3%)، والتعارض بين أوقات التطوع والتزاماتي (40%)، وغياب الأنشطة الابتكارية (30%)، وعدم تنظيم العمل (16.6%)، وعدم وضوح أدوار المتطوعين (33.3%)، وغلبة العلاقات الشخصية في توزيع الأنشطة والخدمات على المستفيدين (23.3%)، وعدم بث روح التطوع في النفوس (30%)، وتدني وعي الطلاب بالعمل التطوعي (30%)، وقلة البرامج التدريبية الخاصة بالتطوع (33.3%)، واعتقاد البعض أن التطوع مضيعة للوقت (23.3%)، وعدم وضع المتطوع في العمل المناسب لقدراته وميوله (30%).
وعليه، فإن أبرز معوقات التطوع، هي: التعارض بين أوقات التطوع والتزامات المتطوع، والخجل، وتدني وعي الطلاب بالتطوع، وضعف الشعور بالانتماء للمجتمع، وقلة البرامج التدريبية للمتطوعين، وعدم وضوح أدوار المتطوعين. تتفق هذه النتيجة مع دراسة (الكندري) التي بينت من معوقات التطوع: الانشغال بالدراسة، وصعوبة التوفيق بين التطوع والدراسة.
لكي يؤتي التطوع ثماره لابد من التنسيق بين التزامات المتطوع وأوقات التطوع. في حالة الطلاب يجب ألا يؤثر التطوع على تحصيلهم الدراسي، ولا يكون على حساب محاضراتهم وامتحاناتهم… إلخ. وهناك تدني في وعي الطلاب بمفهوم ومجالات التطوع؛ لعدم توعيتهم بالتطوع، واقتصارها على المؤطرين فقط، وحتى المؤطرين يمارسون أنشطة تطوعية تنظيمية فقط، ليس لها طابع مجتمعي عام، هذه تتفق مع دراسة (رحال).
أقل معوقات التطوع، هي: (الخوف من الفشل، وعدم تنظيم العمل، وغلبة العلاقات الشخصية في توزيع الأنشطة والخدمات على المستفيدين، واعتقاد البعض أن التطوع مضيعة للوقت). هذا الخوف راجع إلى خلل في التنشئة الأسرية والمدرسية اللتان لم تعوّدا الطلاب على تحمل المسؤولية ومواجهة المواقف الاجتماعية منذ الصغر، فقد كبر هذا الخوف فأصبح ملازمًا لشخصياتهم، في حين التطوع يحتاج إلى شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية، والجرأة، والمواجهة. أضف لما سبق الفوضى وعدم التخطيط فهما يعرقلان الجهود التطوعية، وقد يؤديان إلى نفور المتطوعين من الاستمرار في جهودهم التطوعية، ومن عوامل التنفير اقتصار الفعاليات على: الشللية، والمناطقية. أما النقطة الأخيرة تعبر عن حالة السلبية واللامبالاة عند الطلاب، وعدم إدراكهم لأهميتهم ومكانتهم في المجتمع.
جدول رقم (12):مقترحات لتحسين العمل التطوعي (متعدد الاختيارات)
المقترحات | التكرار | النسبة |
تدريب المتطوعين قبل الشروع في العمل التطوعي | 22 | 73.3% |
تكريم المتطوعين على جهودهم | 17 | 56.6% |
وضع الخطط والبرامج التي تشجع على العمل التطوعي | 15 | 50% |
صرف مكافآت مالية كحوافز للمتطوعين | 15 | 50% |
مراعاة رغبات المتطوع وظروفه الخاصة | 16 | 53.3% |
التركيز على البرامج التي تشبع حاجات الأفراد | 14 | 46.6% |
إبراز التجارب التطوعية الناجحة | 18 | 60% |
يوضح الجدول مقترحات تحسين وتجويد العمل التطوعي، فكانت على النحو الآتي: تدريب المتطوعين قبل الشروع في العمل التطوعي (73.3%)، وتكريم المتطوعين على جهودهم (56.6%)، ووضع الخطط والبرامج التي تشجع على العمل التطوعي (50%)، وصرف مكافئات مالية كحوافز للمتطوعين (50%)، مراعاة رغبات المتطوع وظروفه الخاصة (53.3%)، التركيز على البرامج التي تشبع حاجات الأفراد (46.6%)، وإبراز التجارب التطوعية الناجحة (60%).
يتضح من الجدول أن كل المقترحات قد حظيت بقبول عالٍ، كان في مقدمتها: (تدريب المتطوعين، وإبراز التجارب التطوعية الناجحة، وتكريم المتطوعين، ومراعاة رغبات المتطوع وظروفه الخاصة، ووضع برامج وخطط تشجع على التطوع، وصرف مكافآت مالية كحوافز للمتطوعين، والتركيز على البرامج التي تشبع حاجات الأفراد).
طالما لم توجد حملات توعية بأهمية التطوع، وقلة برامج التطوع كان لزامًا أن يخضع المتطوعين لدورات تدريبية وتأهيلية قبل ممارسة أي نشاط؛ حتى يحقق النشاط أهدافه، كذلك تسليط الضوء على بعض التجارب التطوعية الناجحة؛ حتى تشكل حافرًا للمتطوعين، وتكريم المتطوعين ماديًا أو معنويًا له دور في حثهم على الاستمرارية والعطاء، كلما شكرت إنسانًا واستحسنت عمله زاد في البذل والعطاء. هذه الأمور المتطوع في أمس الحاجة إليها، وقد مر معنا سابقًا من معوقات التطوع: التعارض بين أوقات التطوع والتزامات المتطوع؛ لذلك لابد أن يكون هذا الأمر بالتنسيق مع المتطوع حتى يزول التعارض ولا يتضرر المتطوع أو النشاط التطوعي، وحتى ينجح التطوع لابد من التخطيط والتنظيم حتى لا يسير العمل بتخبط وعشوائية وتداخل الصلاحيات. أما عن صرف المكافئات المالية لا يقصد بها الرواتب المنتظمة إنما تحفيز المتطوعين لاسيما من محدودي الدخل، خاصة أن الشريحة التي أجريت عليها الدراسة من الطلاب، جلهم يعتمدون على أسرهم ماديًا، فلو قدمت المؤسسة بدل مواصلات واتصالات فإنها تخفف من عبء التطوع على نفس المتعلم. أخيرًا على المؤسسات أن تختار من البرامج والأنشطة التي تحل مشكلة أو تشبع حاجة؛ حتى تحظى بالقبول الاجتماعي.
النتائج:
أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة:
- أغلب المتطوعين انحصروا في الفئة العمرية (18-23) سنة، وهو ما نسبته (76.6%).
- أغلب المتطوعين من العزاب (76.6%).
- الغالبية العظمى مارسوا التطوع (93.3%).
- أغلب الطلاب تطوعوا من خلال الرابطة الإسلامية، أما الجهود المؤسسية ضعيفة جدًا لا تتجاوز (6.6%).
- أغلب الجهود والخبرات التطوعية حديثة وقليلة، لا تتجاوز سنتين.
- يغلب على مجالات التطوع الأنشطة الترفيهية: الرحلات، وحفلات السمر، والمسابقات الثقافية، وأقلها: كتابة المقالات، وجمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين.
- أسباب تفضيل نشاط تطوعي على غيره: تحقيق أهداف الرابطة الإسلامية، وتنفيذ أنشطتها. وقليل جدًا من يختار النشاط التطوعي حسب تخصصه الجامعي.
- أبرز دوافع التطوع، هي: ابتغاء الأجر والثواب، والرغبة في مساعدة الآخرين، وشعور الرضا النفسي. وأقلها: شغل وقت الفراغ، والحصول على مكافئة مالية.
- معوقات التطوع: التعارض بين وقت التطوع والتزامات المتطوع، والخجل، وتدني الوعي بالتطوع، وضعف الشعور بالانتماء إلى المجتمع، وقلة البرامج التدريبية الخاصة بالمتطوعين.
- مقترحات تحسين التطوع: تدريب المتطوعين، وإبراز التجارب التطوعية الناجحة، وتكريم المتطوعين، ومراعاة رغبات المتطوع وظروفه في تحديد وقت وزمن التطوع.
التوصيات:
- قيام مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة بدءًا بالأسرة، مرورًا بـ: (المدرسة، والمسجد، والأحزاب، والإعلام، والنوادي) بتنمية السلوك التطوعي في نفوس الناشئة، وإتاحة الفرصة لجميع الشرائح الاجتماعية للمشاركة في الأعمال التطوعية.
- أن تعيد التنظيمات السياسية نظرتها في التنشئة التنظيمية لأبنائها بتقديم مصلحة الوطن على المصالح التنظيمية الضيقة، ولا تقتصر خدماتها على المؤطرين والمناصرين.
- أن تضم المناهج الدراسية مقررات عن التطوع، توضح تعريفه، ومجالاته، وطرقه، وفوائده.
- تكريم المتطوعين على جهودهم التطوعية.
- وضع برامج وخطط تشجع كل الشرائح الاجتماعية للمشاركة في التطوع، مع التركيز على شريحة الشباب.
- مراعاة رغبات المتطوع وظروفه الخاصة في تحديد وقت وزمن التطوع .
- إبراز التجارب التطوعية الناجحة في المؤسسات الاجتماعية المحلية والخارجية.
- التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج التي تشبع حاجات أفراد المجتمع.
- تدعيم جهود الباحثين لإجراء الدراسات والأبحاث عن واقع التطوع في فلسطين.
- تحييد المؤسسات الاجتماعية عن الصراعات والخلافات السياسية.
قائمة المراجع:
- إبراهيم بن حمد القعيد، وسائل استقطاب المتطوعين والانتفاع الأمثل بجهودهم، بحث مقدم إلى مؤتمر: “العمل التطوعي وآفاق المستقبل”، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 15-16/9/2012.
- إبراهيم بن محمد السماعيل، الوسائل النفسية لاستقطاب المتطوعين، مكتبة صيد الفوائد الإلكترونية، http://saaid.net/Anshatah/dole/75.htm
- أحمد الأصفر، العمل التطوعي والحد من انتشار الأمية، ورقة علمية مقدمة إلى: “مؤتمر العمل التطوعي والأمن في الوطن العربي (الأمن مسؤولية الجميع)، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 25-27/9/2000.
- آمنة بنت أحمد الزير، ومشاعل بنت فهد المقبل، العمل التطوعي وقيم المواطنة لدى الشباب السعودي ـ دراسة ميدانية مطبقة على عينة من المتطوعين في المملكة العربية السعودية، جامعة الملك سعود، 1436هـ.
- جاسم علي الكندري، ثقافة العمل التطوعي لدى طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت ـ دراسة ميدانية، مجلة العلوم التربوية، العدد1، ج1، يناير2016.
- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كتاب فلسطين الإحصائي السنوي رقم 12، رام الله،2011.
- الدرر السنية، http://www.dorar.net/enc/hadith (استندت عليه في تخريج الأحاديث).
- ذياب عيوش، وفيصل الزعنون، الرعاية الاجتماعية، ط2، عمان، منشورات جامعة القدس المفتوحة، 2008.
- روابحية رضا، مفهوم الجامعة، منتدى إبداع للتربية والتعليم، 13/9/2008، http://rouabhia.ahlamontada.net/t7-topic
- زهير حطب، العمل التطوعي والرعاية الاجتماعية، بحث مقدم إلى مؤتمر: “العمل التطوعي والأمن في الوطن العربي”، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 25-27/9/2000.
- سحر خضر محمود درويش، اتجاهات الشباب نحو العمل التطوعي في المؤسسات الأهلية ـ دراسة حالة الشباب في محافظات قطاع غزة 1994-2009، رسالة ماجستير، كلية الآداب، برنامج دراسات الشرق الأوسط، جامعة الأزهر، غزة، 2015.
- سعاد عبود بن عفيف، العمل التطوعي في المجتمع المدني: دراسة لدور المرأة التطوعي في محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية، أطروحة دكتوراه، قسم الاجتماع، جامعة الملك بن عبد العزيز، 2008.
- سليمان حسين موسى المزين، اتجاهات الطلبة نحو العمل التطوعي في جامعات محافظات غزة وسبل تفعيله في ضوء بعض المتغيرات، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، مج4، عدد16، تشرين الأول2016.
- صابر أحمد عبد الباقي، العمل التطوعي، جامعة الملك فيصل، د.ت، blogspot.com
- صالح حمد التويجري، تفعيل العمل التطوعي، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الدولي السابع، إدارة المؤسسات الأهلية والتطوعية في المجتمعات المعاصرة، مكتبة صيد الفوائد، http://saaid.net/Anshatah/dole/23.htm
- صهيب العمادي، التعددية السياسية في الفكر الإسلامي المعاصر.. مفهوم الحزب والحزب السياسي (1)، المركز العالمي للوسطية، http://wasatiaonline.net/news/details.php?data-id=317
- عاذرة عمر بوغندوره، مشاركة المرأة الليبية في العمل التطوعي ـ دراسة تحليلية، مجلة العلوم والدراسات الإنسانية، العدد28، جامعة بنغاوي، 2مارس2017.
- عدنان بن خليل باشا، العمل التطوعي وأثره على الفرد والمجتمع، بحث مقدم إلى: ندوة العمل التطوعي وآفاق المستقبل، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1433هـ.
- عمر رحال، الشباب والعمل التطوعي في فلسطين، رام الله، مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية، 2006.
- فايق سعيد علي الضرمان، عزوف الشباب عن العمل التطوعي في الجهات الخيرية في منطقة الباحة من وجهة نظر القائمين عليها، د.ن، 1428هـ.
- فهد سلطان السلطان، اتجاهات الشباب الجامعي الذكور نحو العمل التطوعي ـ دراسة تطبيقية على جامعة الملك سعود، مجلة رسالة الخليج، 2009.
- كمال منصوري، المنظمات غير الحكومية ودورها في عولمة النشاط الخيري والتطوعي، مجلة علوم إنسانية، السنة الرابعة، العدد30، سبتمبر2006.
- مجد خضر، مفهوم التعليم الجامعي، موقع: موضوع.كم، 14/8/2016، https://mawdoo3.com
- محمد علي الخطيب، مفهوم العمل التطوعي ومكانته في الكتاب والسنة، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532، 3/9/2012م، الكويت، تصدر عن: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، http://alwaei.com
- المعاني، جامعة، https://www.almaany.com
- معلوي بن عبد الله الشهراني، العمل التطوعي وعلاقته بأمن المجتمع، رسالة ماجستير، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2006.
- منشورات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، مفهوم التنظيم، دائرة التعبئة والتنظيم، د.ت.
- منصور الجمري، ما التنظيم السياسي أو الحزب السياسي؟، صحيفة الوسط البحرينية، العدد 1910، الخميس 29/11/2007، http://www.alwasatnews.com
- نجوم مصرية، الجامعة والمجتمع، 1/11/2012، https://www.nmisr.com/vb/showthread.php?t=433236
- وزارة الداخلية ـ الشق المدني، دليل الجمعيات الأجنبية في قطاع غزة، كانون الثاني 2014.
[1] معلوي بن عبد الله الشهراني، العمل التطوعي وعلاقته بأمن المجتمع، رسالة ماجستير، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2006، ص24-25.
[2] إبراهيم بن حمد القعيد، وسائل استقطاب المتطوعين والانتفاع الأمثل بجهودهم، بحث مقدم إلى مؤتمر: “العمل التطوعي وآفاق المستقبل”، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 15-16/9/2012، ص633.
[3] عبد الرحمن فرحانة، معركة العمل الخيري، www.islamtoday.net. نقلًا عن: كمال منصوري، المنظمات غير الحكومية ودورها في عولمة النشاط الخيري والتطوعي، مجلة علوم إنسانية، السنة الرابعة، العدد30، سبتمبر2006، ص4.
[4] لمزيد من المعلومات انظر: المرجع نفسه، ص633.
[5] عدنان بن خليل باشا، العمل التطوعي وأثره على الفرد والمجتمع، بحث مقدم إلى: ندوة العمل التطوعي وآفاق المستقبل، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1433هـ، ص207.
[6] معلوي بن عبد الله الشهراني، مرجع سابق، ص25.
[7] المرجع نفسه، ص207.
[8] بتصرف عن: كمال منصوري، مرجع سابق، ص14.
[9] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كتاب فلسطين الإحصائي السنوي، رقم12، رام الله،2011، ص137.
[10] وزارة الداخلية ـ الشق المدني، دليل الجمعيات الأجنبية في قطاع غزة، كانون الثاني 2014، ص10.
[11] المرجع نفسه، ص12.
[12] صالح حمد التويجري، تفعيل العمل التطوعي، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الدولي السابع، إدارة المؤسسات الأهلية والتطوعية في المجتمعات المعاصرة. نقلًا عن: مكتبة صيد الفوائد، http://saaid.net/Anshatah/dole/23.htm
[13] الشبيبة الفتحاوية: الإطار الطلابي لحركة فتح، والكتلة الإسلامية: الإطار الطلابي لحركة حماس.
[14] منصور الجمري، ما التنظيم السياسي أو الحزب السياسي؟، صحيفة الوسط البحرينية، العدد 1910، الخميس 28/11/2007، http://www.alwasatnews.com
[15] صلاح الدين عبد الرحمن الدومة، المدخل إلى العلوم السياسية، ط2، مطبعة جي تاون، الخرطوم، 2003، ص378. نقلًا عن: صهيب العمادي، التعددية السياسية في الفكر الإسلامي المعاصر.. مفهوم الحزب والحزب السياسي (1)، المركز العالمي للوسطية، http://wasatiaonline.net/news/details.php?data-id=317
[16] دائرة التعبئة والتنظيم، مفهوم التنظيم، منشورات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، د.ت، ص3.
[17] بتصرف عن: أحمد الأصفر، العمل التطوعي والحد من انتشار الأمية، ورقة علمية مقدمة إلى: “مؤتمر العمل التطوعي والأمن في الوطن العربي (الأمن مسؤولية الجميع)، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 25-27/9/2000، ص12.
[18] صابر أحمد عبد الباقي، العمل التطوعي، جامعة الملك فيصل، د.ت، نقلًا عن: ibtihalino.blogspot.com، ص3.
[19] المرجع نفسه، ص4.
[20] زهير حطب، العمل التطوعي والرعاية الاجتماعية، بحث مقدم إلى مؤتمر: “العمل التطوعي والأمن في الوطن العربي”، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 25-27/9/2000، ص26.
[21] عاذرة عمر بوغندوره، مشاركة المرأة الليبية في العمل التطوعي ـ دراسة تحليلية، مجلة العلوم والدراسات الإنسانية، العدد28، جامعة بنغاوي، 2مارس2017، ص4.
[22] المعاني، جامعة، https://www.almaany.com /
[23] روابحية رضا، مفهوم الجامعة، منتدى إبداع للتربية والتعليم، 13/9/2008، http://rouabhia.ahlamontada.net/t7-topic
[24] نجوم مصرية، الجامعة والمجتمع، 1/11/2012، https://www.nmisr.com/vb/showthread.php?t=433236
[25] مجد خضر، مفهوم التعليم الجامعي، موقع: موضوع.كم، 14/8/2016، https://mawdoo3.com
[26] محمد علي الخطيب، مفهوم العمل التطوعي ومكانته في الكتاب والسنة، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532، 3/9/2012م، الكويت، تصدر عن: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، http://alwaei.com
[27] البقرة:184.
[28] البقرة:110.
[29] البقرة:177.
[30] القصص:23-24.
[31] الحشر:9.
[32] الإنسان:8-9.
[33] الزلزلة:7.
[34] سنن أبو داود:4919.
[35] صحيح مسلم:2699.
[36] صحيح مسلم:1893.
[37] صحيح مسلم:35.
[38] هود:51.
[39] للاطلاع على النص كاملًا انظر: مجمع الزوائد، 3/292.
[40] للاطلاع على النص كاملًا انظر: سنن أبو داوود 1678، سنن الترمذي 3675.
[41] للاطلاع على نص الرواية كاملة راجع: صحيح البخاري، 2048.
[42] بتصرف عن: إبراهيم بن محمد السماعيل، الوسائل النفسية لاستقطاب المتطوعين، مكتبة صيد الفوائد الإلكترونية، http://saaid.net/Anshatah/dole/75.htm
[43] صحيح البخاري:1.
[44] الألباني، صحيح الجامع:3014.
[45] لمزيد من المعلومات انظر: ذياب عيوش، وفيصل الزعنون، الرعاية الاجتماعية، ط2، عمان، منشورات جامعة القدس المفتوحة، 2008، ص200-202.
[46] لمزيد من المعلومات انظر: المرجع نفسه، ص200-202.
[47] سعاد عبود بن عفيف، العمل التطوعي في المجتمع المدني: دراسة لدور المرأة التطوعي في محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية، أطروحة دكتوراه، قسم الاجتماع، جامعة الملك بن عبد العزيز، 2008.
[48] فايق سعيد علي الضرمان، عزوف الشباب عن العمل التطوعي في الجهات الخيرية في منطقة الباحة من وجهة نظر القائمين عليها، د.ن، 1428هـ.
[49] فهد سلطان السلطان، اتجاهات الشباب الجامعي الذكور نحو العمل التطوعي ـ دراسة تطبيقية على جامعة الملك سعود، مجلة رسالة الخليج، 2009.
[50] آمنة بنت أحمد الزير، ومشاعل بنت فهد المقبل، العمل التطوعي وقيم المواطنة لدى الشباب السعودي ـ دراسة ميدانية مطبقة على عينة من المتطوعين في المملكة العربية السعودية، جامعة الملك سعود، 1436هـ.
[51] جاسم علي الكندري، ثقافة العمل التطوعي لدى طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت ـ دراسة ميدانية، مجلة العلوم التربوية، العدد1، ج1، يناير2016، ص158-189.
[52] عمر رحال، الشباب والعمل التطوعي في فلسطين، رام الله، مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية، 2006.
[53] سحر خضر محمود درويش، اتجاهات الشباب نحو العمل التطوعي في المؤسسات الأهلية ـ دراسة حالة الشباب في محافظات قطاع غزة 1994-2009، رسالة ماجستير، كلية الآداب، برنامج دراسات الشرق الأوسط، جامعة الأزهر، 2015.
[54] سليمان حسين موسى المزين، اتجاهات الطلبة نحو العمل التطوعي في جامعات محافظات غزة وسبل تفعيله في ضوء بعض المتغيرات، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، مج4، عدد16، تشرين الأول2016، ص323-360.