
دور الميراث الثقافي في ترسيخ الهوية الوطنية للفرد الجزائري زمن العولمة
The role of cultural inheritance in establishing the national identity of the Algerian individual in the era of globalization
أ.إبراهيم بن عمار/ جامعة وهران 02 ، الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 51 الصفحة 135.
ملخص :
بالرغم مما تفرضه العولمة من تحديات ومخاطر على الهوية الوطنية والخصوصيات الثقافية للمجتمعات والشعوب عامة والمجتمع الجزائري خاصة، إلا أن مجتمعنا يمتلك من المقومات ما يؤهله إلى المواجهة والتكيف بشكل ايجابي، فالموروث الثقافي للمجتمع الجزائري يمتاز بالتنوع والثراء، غير أن الإقرار بما نملك أمر مهم ولكن الأهم أن نكون على وعي بحقيقة ما نملك، فالإقرار بوجود الشيء غير الوعي بأهميته، لأنه لا سبيل إلى ترسيخ وتعزيز الهوية الوطنية للفرد الجزائري زمن العولمة دونما الوعي بأهمية دور التراث في إحداث ذلك، فمن بين الضمانات التي تمكن للمجتمع الجزائري من الحفاظ على هويته العربية الإسلامية هي إحياءه لتراثه الثقافي وتطويره بما ينسجم مع متطلبات العصر، فلا هوية دون تراث ولا تراث دون وعي وإحياء وتطوير.
الكلمات المفتاحية: الموروث الثقافي، الهوية الوطنية، العولمة.
Abstract :
Despite posed by globalization challenges and risks to national identity and cultural specificities of societies and public peoples private and Algerian society, but our society has the basics that qualifies him to confrontation and adapt positively, cultural heritage Algerian society is characterized by diversity and richness, but the recognition of what we have is important, but More important to be aware of the reality of what we have. The recognition that there thing is awareness of its importance, because there is no way to consolidate and strengthen the national identity of the individual Algerian era of globalization without the awareness of the importance of the role of heritage in the creation, it is among the guarantees that enable Algerian society to maintain Islamic Arab identity is revived to its cultural heritage and development in line with the requirements of The era, no identity without heritage or heritage without awareness and revival and development.
Keywords: cultural heritage, national identity, globalization.
مقدمة:
يعد الانتماء مطلبا ضروريا تصبوا إليه كل نفس بشرية، فهو قضية وظاهرة جماعية اجتماعية أكثر منها فردية، تتأثر بالتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية التي يشهدها المجتمع. فالمجتمع الجزائري على سبيل المثال شهد عدة تطورات وتغيرات وعلى جميع الأصعدة، كل هذا أثر ويؤثر في انتماء الفرد الجزائري لمجتمعه وخاصة فئة الشباب، حيث تزداد هذه الفئة ميلا وانجذابا نحو الأخذ بالأفكار والنظريات والنظم الغربية، فأصبح الكل يقلد الغرب في أبسط الأشياء مما أدى بهم إلى الابتعاد والانسلاخ عن تراثهم ودينهم وقيمهم، الأمر الذي أبرز تراجعا رهيبا في القيم الثقافية حتى وصل الأمر إلى تشتت الهوية الوطنية ومسخها.
يعتبر الميراث الثقافي الذي ينبع من أصالة المجتمع الجزائري، وتمتد قيمته الإنسانية في أعماقه ويقتبس منها هذا المجتمع المقومات السامية من الأسس المكونة لهويته العربية الإسلامية، والذي يتم من خلاله رفع شعار التقدم وإعادة أمجاد حضارتنا حتى لا تتفسخ الهوية الوطنية، وتدخل في تراثنا العادات المستوردة بفعل رياح العولمة والتطور والتحضر “الزائف في أغلب مظاهره، لتنفيذ مشروع يعاكس العادات ويحارب التقاليد والقيم التي تحمل معاني السمو والرفعة المتأصلة في السلوك الذي يضمن الحماية من الوقوع في شباك الانحراف، ومنه تأتي أهمية الموضوع في ضوء ما تفرضه العولمة من مخاطر وتحديات على هويتنا الوطنية، وصار تبعا لذلك ضرورة التعرف أكثر على الميراث الثقافي و وإبراز دوره في تعزيز قيم الانتماء الوطني وترسيخ الهوية الوطنية للفرد الجزائري. وذلك بطرح التساؤل التالي: كيف يمكن للميراث الثقافي أن يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية للفرد الجزائري زمن العولمة؟. إن الإجابة عن هذا التساؤل يدفعنا إلى تحليل العناصر الآتية:
أولا: الجانب المفاهيمي
ثانيا: مخاطر العولمة على الهوية الوطنية للفرد الجزائري
ثالثا: ملامح الميراث الثقافي للمجتمع الجزائري.
رابعا: دور الميراث الثقافي في ترسيخ الهوية الوطنية للفرد الجزائري.
أولا: الجانب المفاهيمي
1– في مفهوم التراث:
يرى محمد الجابري حين قيامه بشرح المدلول التاريخي لمعنى التراث أن المضامين التي تحملها هذه الكلمة في أذهاننا اليوم، نحن عرب القرن العشرين، لم تكن تحمله في أي وقت مضى، إن لفظ التراث كما يعرف من خلال لسان العرب من مادة “ورث” وتجعله المعاجم القديمة مرادفا لـ”الإرث” و”الورث” و”الميراث” وهي مصادر تدل على ما يرثه الإنسان من والديه من مال وحسب([1])، كما انه لا كلمة تراث ولا كلمة ميراث ولا أي من المشتقات من مادة “ورث” قد استعملت قديما في معنى الموروث الثقافي والفكري، وهو المعنى الذي يعطى لكلمة تراث في خطابنا المعاصر. وحتى في اللغات الأجنبية لكلمة تراث، لا تحمل المضامين نفسها التي نحملها اليوم لكلمتنا العربية ” التراث”، إن معناها لا يكاد يتعدى حدود المعنى القديم للكلمة والذي يحيل أساسا إلى تركة الهالك إلى أبنائه([2]).
إن كلمة تراث بالمعنى الذي يعطيها لها خطابنا العربي المعاصر معتبرا التراث هو الموروث الثقافي والفكري والديني والأدبي والفني، وكما نتداوله اليوم، إنما يجد إطاره المرجعي داخل الفكر العربي المعاصر ومفاهيمه الخاصة، وليس خارجهما، فإلى هذا الإطار يجب أن نتوجه ونبحث فيه عن الخصوصيات التي تميزه([3])، ويرى الجابري ان استعمال التراث بالمعنى الذي أبرزه، بدأ توظيفه في خطابات عصر النهضة العربية ولازال موظفا في الخطاب العربي المعاصر.
ويُعرف التراث بأنه ذلك التراكم المعرفي الموروث غير المحدود الزاخر بالقيم الطيبة والتقاليد النبيلة والسجايا الراقية، والقادر على البقاء أبد الدهر متى ما كان الوعي به قائما بالرغم من التطور الحاصل على مختلف الأصعدة، أما الآثار فهي الجانب المادي الذي يشكل من التراث كل ما تركه الإنسان على فترة من الزمن([4]).
كما يعرفه الباحث يوسف عبد الله بأنه “شكل ثقافي متميز يعكس الخصائص البشرية عميقة الجذور، ويتناقل من جيل إلى آخر، ويصمد عبر فترة زمنية متفاوتة نوعيا ومتميزة بيئيا، تظهر عليه التغيرات الثقافية الداخلية والعادية ولكنه يحتفظ دائما بوحدة أساسية مستمرة”. كما يرى أن مفهوم التراث لا يكتمل دون أن يقترن بمفهوم الحفاظ والإحياء، وهو لا يكون تراثا إلا إذا أحس وارثوه بضرورة التعرف عليه والكشف عنه وحمايته وإحياءه والإفادة من قوته الكامنة التي لا تبرز إلا على قدر وعيهم بذلك التراث وحرصهم على امتلاك وتحقيق الذات من خلال تواصل الإبداع فيه وتحمل مسؤولية نقله إلى الأجيال القادمة([5]).
فالتراث بمفهومه الواسع يمثل الذاكرة الحية للفرد والمجتمع التي بها يمكن معرفة هذا الفرد وهذا المجتمع ويتم التعرف على هويته وانتماءه إلى شعب من الشعوب وحضارة من حضارات، وفي ذلك يقول الجابري “التراث كل حاضر فينا أو معنا من الماضي …وبما أن التراث شيء من الماضي فهو يمثل ذاكرتنا الثقافية”([6]).
والتراث لا يمكن اعتباره كله شيء غير قابل لإعادة النظر والتصحيح والترميم والإضافة، كما لا يجوز النظر إليه انه نهاية المطاف وقمة الإبداع وأكمل صورة من صور الحضارة، وبهذا المعنى يمكن أن نفهم التراث، وان نتعامل معه بصيغة ايجابية، باستخراج العناصر الحية لكي تستمر وتنمو دون أن نغفل عن نبض العصر وحاجاته، ويمكن بهذا أن يكون عنصر إثراء وتقدم، لا أن يكون سببا في التخلف وتكريس الماضي([7]).
تصنيف التراث: لقد تعددت تصنيفات التراث، فمنهم من اعتمد تقسيمه إلى مادي ولامادي، ومنهم من قسمه إلى تراث طبيعي وثقافي( مادي ومعنوي) كما فعل منظمة اليونسكو، أما التصنيف الذي نورده فهو للباحث عبد الله يوسف الذي صنفه إلى ثلاثة أقسام:
-تراث مادي: كالمباني الأثرية وما تكشفه الحفريات وتضمنه المتاحف وكلها تمثل حضورها بشكل أو بآخر، ويشمل هذا النوع من التراث، الآثار الثابتة والمنقولة، أما الآثار الثابتة، منها بقايا المدن التاريخية والعمائر الدينية والمعالم المعمارية والتحصينات العسكرية والمنشآت المائية والزراعية والمدافن ونحوها، وأما الآثار المنقولة، منها المنحوتات والمواد المنقوشة والمخطوطات والمسكوكات والأدوات الفخارية والخزفية والزجاجية والمنسوجات والأسلحة وأدوات الزينة، إضافة إلى الموروثات الحرفية والصناعية والمعمارية التي توقف إنتاجها بالطرق التقليدية التي توارثها الناس لكونها شواهد تراث مميزة تعكس الهوية المحلية وحل محلها إنتاج آلي أو استهلاكي محاكية في الصنعة ومخالفه في الجودة والقيمة الفنية والجهد البشري.
-التراث الفكري: قوامه ما قدمه السابقون من علماء وكتاب ومفكرين ومسئولين سياسيين كانوا شهودا على عصرهم ومبدعين من خلالها، ويشمل هذا النوع من التراث، ما ورث عن السلف من العلوم والمعارف الدينية، العلوم والمعارف الطبيعية والفنون الأدبية والفنون الزخرفية والخطية ونحوها.
-التراث الاجتماعي: حياتي قوامه قواعد السلوك والعادات المجتمعية والأمثال والتقاليد ومنظومة القيم الاجتماعية، وهي تشكل بناء خلقيا متماسكا طويل الدوام، كبير الضغط والتأثير على الأفراد وان يكون مقيما وراء الشعور والوعي في غالب الأحيان، ويشمل هذا النوع من التراث، الموروثات الشفهية كالحكايات والأمثال والأزاجيل واللهجات، العادات والسجايا والأزياء وغيرها من التقاليد الاجتماعية، إضافة إلى الفنون الشعبية كالغناء والموسيقى والرقص والأهازيج ونحو ذلك([8]).وإذا كان يمثل النوع الأول التراث الثقافي المادي فان النوعين الثاني والثالث يمثلان التراث الثقافي اللامادي، وذلك حسب تصنيفات تعتمد تقسيم التراث إلى مادي ولامادي( غير المادي).
إن التراث غير المادي وبالنظر إلى خصوصيته هو تراث يبقى إلى حدود معينة حاضرا وحيا ومن هنا أطلق عليه اسم ” التراث غير المادي الحي” وهذه التسمية يتم استخدامها أكثر فأكثر على النطاق الدولي، حيث يعتبر هذا النوع من التراث ذا أهمية بالغة بالنسبة لأي امة أو شعب “فالتراث الثقافي غير المادي إبداع عفوي أصيل، يحمل ملامح الشعب، ويحفظ سماته، ويؤكد عراقته، ويعبر عن همومه اليومية، ومعاناة أفراده، على مختلف مستوياتهم، وهو صورة لروحهم العامة، وشعورهم المشترك.”([9])
2– في مفهوم الهوية:
يدل معنى الهوية في الاصطلاح الفلسفي العربي على “ما به الشيء هو هو بوصفه وجودا منفردا متميزا عن غيره”، وكما يقول الفارابي “هوية الشيء وعينيته وتشخصه وخصوصيته ووجوده المنفرد له، كل “واحد” وقولنا انه إشارة إلى هويته وخصوصيته ووجوده المنفرد له الذي لا يقع فيه اشتراك”([10])، وتستعمل كلمة الهوية في الأدبيات الغربية لأداء معنى (Identity-Identité) التي تعبر عن خاصية مطابقة الشيء لنفسه أو الاشتراك مع الشيء آخر بالصفات والخصائص عينها([11])
الهوية هي وعاء الضمير الجمعي لأي تكتل بشري، ومحتوى لهذا الضمير في نفس الآن، بما يشمله من القيم وعادات ومقومات تكيف وعي الجماعة وإرادتها في الوجود والحياة داخل نطاق الحفاظ على كيانها([12]).حيث يجمع جل الباحثين على انه لا وجود لشعب دون هوية يعبر من خلالها على ذاته.
فالهوية جسر يعبر من خلاله الفرد إلى البيئة الاجتماعية والثقافية، فهي إحساس بالانتماء والتعلق بمجموعة، وعليه فالقدرة على إثبات الهوية مرتبط بالوضعية التي تحتلها الجماعة في المنظومة الاجتماعية ونسق العلاقات فيها([13]).ومن ذلك يعتبر مفهوم الهوية من المفاهيم صعبة التحديد باعتباره مفهوما متحركا وفي حالة بناء دائم من خلال الوضعيات التي يكون فيها الأفراد والجماعات ونوعية العلاقات الموجودة بينها وفي كل تلك الوضعيات وما يحدث داخلها من علاقات، إذ يقوم شعور الانتماء بوظيفة هامة في تأكيد الهوية ورسم حدودها([14]). فالانتماء يشكل جذر الهوية الاجتماعية وعصب الكينونة الاجتماعية، وهو الإجابة عن سؤال الهوية، من نحن؟، والانتماء أيضا هو صورة الوضعية التي يأخذها الإنسان إزاء الجماعة أو العقيدة، كما انه يشكل مجموعة الروابط التي تشد الفرد إلى الجماعة أو عقيدة أو فلسفة معينة، وقد يؤخذ صورة شبكة من المشاعر ومنظومة من الأحاسيس التي تربط بين الفرد والمجتمع، وهذا بدوره يؤسس أيضا إلى مجموعة من العلاقات الموضوعية التي تتجاوز حدود المشاعر إلى منظومة الفعاليات والنشاطات التي يتبادلها الفرد مع موضوع انتماءه([15])، ومنه فالانتماء هو “شعور الفرد بالارتباط بالجماعة وميله إلى تمثيل أهدافها والفخر بحقيقة أن الفرد جزء منها، والإشارة الدائمة إلى الانتماء ولا سيما في لحظات الخطر”.([16])
تتحدد الهوية في مجموعة من المقومات الأساسية المتجسدة في:
-اللغة الوطنية واللهجات المحلية المرتبطة بوجود شعب ما وتطوره ومصيره على أساس أن تكون اللغة الوطنية المعتمدة في التدريس على جميع المستويات في التسيير الإداري، وفي القضاء إضافة إلى التواصل بين شرائح المجتمع إلى جانب اللهجات المحلية.
– القيم الدينية والوطنية المتكونة عبر العصور والتي تكسب الشعب حامل الهوية حصانة تحول دون ذوبانه في شعوب أخرى، وتأهله لمقاومة كل محاولات التذويب مهما كان مصدرها.
– العادات والتقاليد والأعراف النابعة من تلك القيم والحاملة لها والعاكسة لمستوى الشعب حامل الهوية.
– التاريخ النضالي الذي ينسجه ذلك الشعب حامل الهوية من اجل المحافظة على هويته أرضا وقيما، وعادات وتقاليدا وأعرافا([17]).
إن مسالة ثبوت الهوية أو تغيرها قد طرح على محك المساءلة والنقاش بين الباحثين، ومما يمكن تأكيده هو أن الهوية تتضمن مكونات ثابتة وأخرى قابلة للتغيير، إذ يعتبر الدين واللغة من الثوابت الراسخة بينما تكون المكونات الأخرى من عادات وتقاليد وطرق تفكير قابلة للتغيير في الشكل الايجابي الذي تحدده حركية المجتمع وتفاعله بمحيطه الخارجي([18]).
بحسب تعبير نديم البيطار فإن الهوية نسبية وتاريخية لا ثابتة ولا جامدة، ليست جوهرا متأصلا بل هي خلاصة وتاريخ خاص من التجارب الثقافية والحضارية لأمة من الأمم، وهي بهذا المعنى أمر قابل للتعديل وللتكيف وللتفاعل مع الهويات الأخرى شريطة أن يتم ذلك باختيار واع ضمن معادلة متكافئة ولحاجة تفرضها الضرورة القومية وتقرها الإرادة الجماعية لكل أفراد الأمة في ظروف وشروط موضوعية([19]).
وتتمثل أهم وظائف الهوية في المجتمعات فيما يلي:
– ضمان الاستمرارية التاريخية للأمة إذ لا يمكن التشكيك في انتماءاتها.
– تحقيق درجة عالية من التجانس والانسجام بين السكان في مختلف جهات الوطن الواحد.
– تمثل الهوية الجنسية والشخصية الوطنية التي تحافظ على صورة الأمة أمام الأمم الأخرى وذلك من خلال الحفاظ على الكيان المميز لها([20]).
إن المكون الثقافي لمفهوم الهوية يعد مركزيا في تحديدها، كون الهوية الثقافية يندرج تحتها النظام القيمي والأخلاقي والإبداعي الفكري لكل امة، بما يسمح بالتحقق من مدى صدق الحديث عن الخصوصية وتمايز الهوية من جهة، ومدى قدرتها على التواصل مع غيرها من الهويات الثقافية الأخرى بشكل ايجابي([21])
ويحدد محمد الجابري مستويات ثلاثة للهوية الثقافية وهي: فردية، وجماعية، ووطنية قومية، والعلاقة بين هذه المستويات الثلاثة تتحدد أساسا بنوع الآخر الذي تواجهه، وهي تتحرك على ثلاثة دوائر متداخلة ذات مركز واحد كما يلي:
-الفرد داخل الجماعة الواحدة، قبيلة كانت أو طائفة أو جماعة مدنية(حزبا أو نقابة…)، هو عبارة عن هوية متميزة ومستقلة، عبارة عن “أنا” لها “آخر” داخل الجماعة نفسها، “الأنا” تضع نفسها في مركز الدائرة عندما تكون في مواجهة هذا النوع من “الآخر”.
– الجماعة داخل الأمة، هي كالأفراد داخل الجماعة، لكل منها ما يميزها داخل الهوية الثقافية المشتركة، ولكل منها “أنا” خاص بها و”آخر” من خلاله وعبره تتعرف على نفسها بوصفها مغايرة له.
والعلاقة بين المستويات الثلاثة تتحدد أساسا بنوع “الآخر”، بموقفه وطموحاته، فان كان داخليا ويقع في دائرة الجماعة، فالهوية الفردية هي التي تفرض نفسها كـ”أنا”، وان كان يقع في دائرة الآمة فالهوية الجمعية (القبيلة ، الطائفة، الحزب) هي التي تحل محل “الأنا” الفردي، أما إن كان “الآخر” خارجيا، أي يقع خارج الأمة (والدولة والوطن) فان الهوية الوطنية-أو القومية- هي التي تملأ مجال “الأنا”([22]) . ويؤكد أن الهوية الثقافية لا تكتمل، ولا تبرز خصوصيتها الحضارية، ولا تغدوا قادرة على أن تنشد العالمية، على الأخذ والعطاء، إلا إذا تجسدت مرجعيتها في كيان مشخص تتطابق فيه ثلاث عناصر: الوطن والأمة والدولة.
الوطن: بوصفه الأرض أو الجغرافيا والتاريخ وقد أصبح كيانا روحيا واحدا يعمر قلب كل مواطن.
الأمة: بوصفها النسب الروحي الذي تنسجه الثقافة المشتركة وقوامها ذاكرة تاريخية وطموحات تعبر عنها الإرادة الجماعية التي يصنعها حب الوطن.
الدولة: بوصفها التجسيد القانوني لوحدة الوطن والأمة والجهاز الساهر على سلامتها ووحدتها وحماية مصالحا وتمثيلها إزاء الدول الأخرى في زمن السلم كما في زمن الحرب.
فكل مس بالوطن أو بالأمة أو بالدولة هو مس بالهوية الثقافية، والعكس صحيح أيضا، كل مس بالهوية الثقافية هو مس في نفس الوقت بالوطن والأمة والدولة وتجسدها التاريخي([23]).
يؤكد العديد من الباحثين على أن الدول العربية لها هوية قومية واحدة، وانه بقدر ما يتجلى عنصر وحدة هذه الهوية يتجلى عنصر تنوعها، ما يجعلها في تفاعل دائم مع غيرها من الهويات المختلفة داخل الأقطار العربية([24]). فالهوية الوطنية (القومية)([25])للمجتمع الجزائري عربية إسلامية، مع أن هذا لا ينفي تفاعل هذه الهوية مع تعدد الانتماءات المختلفة ضمن هذه الهوية الوطنية المشتركة داخل هذه البلد الرحب([26])، وهذا ما يؤكده الباحث عفيف البوني في مقاله تحت عنوان ( في الهوية القومية العربية) حيث يرى أن الثقافة العربية الإسلامية هي أساس الهوية المغاربية، غير أن ذلك لا ينفي أو يتعارض مع الوجود الفعلي لتنوعات جزئية وخصوصيات فرعية تميز، بقدر نسبي([27])، جماعة من أخرى أو قطر من آخر أو جيل من جيل، أو تميز بمقدار نسبي، أيضا بين الجماعات السكانية في القطر الواحد، فان كان هنالك تمايز بين سكان المغرب العربي في العصر الحديث عن سكان وادي النيل أو الخليج العربي، إن هذا التمايز موجود، انه تمايز في الأنساق المعيشية والاقتصادية والاجتماعية المتفاوتة في التطور والمتباينة في بعض المعطيات([28]).
ففي الوقت الذي يكون فيه المجتمع متعدد الانتماءات من فئات وجماعات عرقية أو دينية أو سياسية أو اجتماعية، يتوجب على السياسيين العمل على دمج هذه الانتماءات المتنوعة من اجل الوصول إلى هوية مشتركة تمثل مصالح الجماعة بانتماءاتها الطبيعية المختلفة، “فالهوية المشتركة أو محاولة تحقيق الاندماج الاجتماعي ليس بالضرورة إزالة الانتماءات الفرعية بقدر ما تعني ضمان عدم تضارب بين الهوية المشتركة والهوية الفردية، بناءا على ذلك تصبح السلطة هي القادرة على منح الهوية المشتركة وذلك من خلال مؤسساتها المختلفة، وتصبح بذلك الهوية الفردية جزءا من الهوية المشتركة”([29]).
ثانيا: مخاطر العولمة على الهوية الوطنية للمجتمع الجزائري
لا جدال في أن المستقبل قد أصبح في العصر الحاضر الشغل الشاغل للناس، أفرادا وشعوبا وحكومات، يخططون له ويستشرفون أفاقه. وإن أي مشروع للمستقبل يبنيه الإنسان لنفسه لا بد من أن يؤخذ في عين الاعتبار، بصورة واعية أو غير واعية فعل “الآخر” أو رد فعله، “آخر ” اليوم و “آخر” الغد، وبحسب رؤية الجابري فانه لولا وجود “للآخر” لما كان هنالك تفكير في المستقبل، حيث يؤكد أن تفكيرنا في المستقبل يكون نتيجة لوجود شيئا ينافسنا في حاضرنا يهددنا أو يستهوينا أو يتقدم علينا، وبعبارة أخرى “يتحدى هدوؤنا وسكينتنا وغفلتنا، نوع من التحدي”([30]).
وما العولمة سوى ذلك التحدي -حاضرا ومستقبلا- الذي أصبحت تجابهه الهوية والخصوصيات الثقافية المحلية للمجتمعات والشعوب عامة والعربية الإسلامية خاصة، فالعولمة هي “الآخر” الذي أصبح يهدد “الذات” الثقافية الحضارية العربية والإسلامية، ما يلزم معها الإدراك الواعي لفعل العولمة – الساعية إلى إقصاء الآخر بخصوصيته الثقافية- ومواجهتها، و إلا فان المستقبل سيكون أسوء من الحاضر إن لم نتدارك الوضع، بسرعة أقصى وتدبير أحسن. ومن هنا أصبح علينا وأكثر من أي وقت مضى أن نفكر بجدية في حاضر ومستقبل هويتنا العربية الإسلامية، فنتائج المستقبل تحددها أفعال اليوم، فبقدر حسن تدبير الأمم لحاضرها يكون مستقبلها.
لقد أخذ موضوع العولمة في بداية العقد الأخير من القرن العشرين جدلا واسع، بدأ في الدوائر والأدبيات الغربية الأكاديمية والسياسية، ثم انتقل إلى دوائرنا العربية والإسلامية، التي انتشر مصطلح العولمة ضمنها مشوبا بنوع من الغموض وعدم الاتفاق على تعريفها سواء من حيث التشخيص أو التفسير، وتبعا لذلك تعددت التعاريف بتعدد المقتربات ( الاقتصادي، سياسي، ثقافي) وباختلاف المنظورات (ليبرالية، ماركسية، قومية، واقعية، إسلامية)، غير أن الملامح العامة في عملية تشخيص العولمة أبرزت أمرين مترابطين، أولهما: الاختراق الخارجي الكثيف والعميق للداخل، حيث تهاوت الحدود بينهما، وثانيهما: امتداد هذا الاختراق وبدرجة غير مسبوقة للنطاقات الثقافية –الاجتماعية، ومن ثم برزت أهمية الأبعاد الثقافية-الحضارية في التفاعلات العالمية، وبدأ معها الوعي المتزايد بإشكالية ” نحن/ هم”([31])، في إطار البحث عن الهوية وموقعها في ضوء المستجدات العالمية التي أحدثتها العولمة. وبدأ معها الحديث عن مخاطر والتحديات التي يمكن أن تفرضها على الهوية والخصوصية الثقافية للمجتمعات المحلية، ففي حين راهن البعض على ايجابيات العولمة، رفض آخرون الطابع الإجباري القصري للعولمة (الإيديولوجي)، وحاولوا في ظل ذلك إيجاد الآليات المناسبة للمواجهة.
ومما لا شك فيه أن مخاطر العولمة على ثقافات الشعوب والمس بهويتها، أصبحت تشكل تحديا جديا يقلق المهتمين بأصالة الهويات والميراث الثقافي للشعوب والمجتمعات، وما تقدمه العولمة هو في حقيقته نموذج لثقافة غربية خالصة تمثل ذاتها، أرادت عنوة فرض نفسها على غيرها من الثقافات، وذلك في مجافاة صارخة للقانون الإلهي القائم على تعددية الأمم والملل، كما جاء في قوله تعالى:” لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة”( سورة المائدة:48).
إذن فالعولمة هي عملية إرادية تعكس اتجاه نموذج حضاري للهيمنة بسبل إكراهية قصرية –على النماذج الأخرى- ليست على الصعد الاقتصادية والسياسية فقط ولكن على الصعيد الثقافي أيضا، وعلى هذه النماذج الأخرى –والتي من بينها الإسلام – أن تتكيف وتنخرط، أو ان تقاوم وتقدم الاستجابات اللازمة لمواجهة التحديات والمخاطر([32]). على ان تكون المواجهة ايجابية وذلك بأن تطرح نفسها كبديل يحتوى ثقافة العولمة ويبني عليه ويغذيه، في مسعى لإبراز عالمية الاسلام الذي يكرس للتعدد والاختلاف لا التحجر وانكار الآخر المغاير كما روجت – ولا زالت- له كتابات جل المستشرقين الغربين.
ففي ظل العولمة سيتم طمس تاريخ الثقافات كلها إلى ثقافة المركز المهيمن وهنا تبرز مصطلحات جديدة مثل الثقافة العالمية والتي تحاول أن تحول بقية الشعوب وثقافاتها إلى مجرد متحف ثقافي، وهنا يأتي السؤال ملحا حول واقع هويتنا ومكانتها في سياق الفكر الإنساني. ومنه الآليات التي تساعد على ترسيخ وحفظ هوياتنا الوطنية.
ويرى حسن حنفي أن مخاطر العولمة على الهوية الثقافية هي مقدمة لمخاطر أعظم على الدولة الوطنية، والاستقلال الوطني والإرادة الدولية والثقافة الوطنية، فهي تعطي مزيدا من تبعية الأطراف (الدولة الوطنية) للمركز ( أمريكا والغرب)، تجمع قوى المركز وتشتت قوى الأطراف([33])، فالعولمة في مثل هذا الوضع تعمل على إضعاف الدولة الوطنية بحيث تتوقف عن وظيفتها الاقتصادية والاجتماعية، فيضعف حضورها في المجتمع، مما يؤدي بالأفراد العودة إلى تجمعات ما قبل الدولة كالقبيلة والعشيرة والعائلة، أو أية تجمعات عصبوية أخرى، فتتقوى النعرات الطائفية والعرقية وغيرها مما يؤدي بالتالي إلى إضعاف وتمزيق الهوية الثقافية للمجتمع([34]).
وهنا يطرح تساؤل مهم: ما السبيل لمواجهة هذه المخاطر التي تفرضها العولمة على الهويات الثقافية؟ وما الحل في ضوء هذه المعضلة ؟ هل الانكفاء على الذات ورفض الآخر(العولمة) كليا ؟ أم الانفتاح على الآخر وإقصاء الميراث الثقافي للذات؟
يرى حسن حنفي أن الدفاع ضد مخاطر العولمة لا يكون بالانغلاق على الذات، ورفض الآخر، فهذا تصحيح خطأ بخطأ، بل يكون الدفاع بإعادة بناء التراث الثقافي الوطني، المكون الأساسي للثقافة الوطنية، وبكسر حدة الانبهار بالغرب ومقاومة قوة جذبه، وذلك برده إلى حدوده الطبيعية وعلى أسطورة الثقافة العالمية التي يمكن التخفيف من غلوائها، ومن غزو العولمة عامة عن طريق تعزيز قدرة “الأنا” على الإبداع (اي تحفيز الإبداع الوطني) بالتعامل مع ماضي “الأنا” وحاضرها، بين التراث والمعاصرة، بين الثقافة الخاصة والثقافة المعاصرة، أي مختلف الإبداعات الثقافية المعاصرة لدى جميع الأمم ومنها بالطبع ثقافة الغرب([35]). ففي ظل الاستبداد، وهيمنة نظام واحد على العالم، فإن المجتمعات تعود إلى تراثها الثقافي لتجد فيه مخرجا لذلك، وهنا يكون التحدي الثقافي، فقد تؤدي تحديات العولمة إلى استنهاض الإدارة لاستعادة حرية الإنسان في أن يتماها مع حريته، ويحقق فيها ذاته عن طريق الإبداع والتميز والاختلاف([36]) .
وعليه فان من الطرق الصحيحة لمواجهة سلبيات العولمة والحد من آثارها على هوية المجتمعات المحلية، هو الرفع من مستوى الهوية إلى الدرجة التي تصبح معها قادرة على الصمود الايجابي المشبع بالثقة في النفس، وصمودها يتوقف على مستوى تعاطيها مع تراثها الثقافي إحياء وتطويرا.
ومما تأكد الباحثة نادية مصطفى محمود أن فقه مواجهة العولمة لابد أن ينطلق ابتداء من الإنسان وكل ما يتعلق به من اجل علاج ما أصاب الهوية الحضارية الإسلامية([37])، وتضيف قائلة “انه بقدر ما للعولمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية من أثار مادية سلبية مباشرة على الأمة الإسلامية، بقدر ما لهذه الأبعاد من أثار ثقافية وقيمية لا تقل خطورة، ما يستلزم وجهين للعملة خلال عملة المواجهة، ولا يمكن لأحد هذين الوجهين –وفق الرؤية الإسلامية- أن يستبعد الأخر، انطلاقا من ذلك التكامل بين المادي –الروحي، النفعي –القيمي…الخ في الوسطية الإسلامية([38]) .
ومن جهته حسن حنفي يؤكد على أهمية إعادة بناء الموروث الثقافي -المكون الرئيسي للهوية- كخطوة أولى لمواجهة مخاطر العولمة، ويتم إعادة الموروث الثقافي القديم بتجديد لغته وتغيير مستويات تحليله([39]) وعليه فان مواجهة تحديات العولمة تتأتى في ضوء إحياء التراث الثقافي للمجتمعات والأمم، فالتفاعل الايجابي في الحاضر يسترعي الرجوع إلى الماضي بحثا وتنقيبا، وهذا ما يستدعي منا تحديد ملامح تراثنا الثقافي، وإبراز تنوعه وثراء.
ثالثا: ملامح الميراث الثقافي للمجتمع الجزائري.
تمتاز الجزائر وكغيرها من الدول العربية والإسلامية ودول العالم بموروث ثقافي ثري ومتنوع، وعليه فان جمعه وتحديد ملامحه بدقة ليس بالأمر السهل، فالعملية تحتاج تكاثف الجهود في إطار مؤسسات تأخذ على عاتقها هذه المهمة، ونحن ها هنا إنما نحاول تحديد الملامح العامة لهذا الموروث الثقافي، فما يشمله البلد اكبر مما نورد سواء المادي منه أو الفكري أو الاجتماعي، مؤكدين أن الثراء والتنوع والقيمة الحسية والمعنوية هي ميزة موروثنا الثقافي الذي يمثل ثروت تبني حاضرنا ونتطلع من خلالها لمستقبلنا([40]).
1- التراث المادي:
من المعالم الثقافية المادية للجزائر المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي للإنسانية من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.
– قلعة بني حماد: تعد احد معالم الحضارة الإسلامية بالجزائر وامتدادا لدولة حماد بن بلكين، وتقع هذه القلعة بولاية المسيلة.
– طاسيلي ناجر: تتواجد بولايتي اليزي وتمنراست، تتكون كهوف طاسيلي من صخور بركانية ورملية تعرف بـ”الغابات الحجرية”، وتحتوي جدران الكهوف على مجموعة من النقوش التي تعود لحضارة قديمة.
– وادي ميزاب: تتواجد بولاية غرداية، تأسس في القرن العاشر الميلادي على يد الاباضيين حول مبانيهم التي تم تصميمها بشكل هندسي معماري بسيط وعملي لتكون متكيفة مع البيئة من حولها.
– جيميلة: تتواجد بولاية سطيف، جميلة او سويكول تحتوي على ساحات وهياكل وكنائس وأقواس ومنازل على الطراز الروماني.
– تيبازة: ولاية تيبازة، تشمل عددا من الآثار الفينيقية والرومانية والبيزنطية القديمة.
– تيمقاد: تتواجد بباتنة، وقصبة الجزائر العاصمة وهي تضم بقايا قلعة ومساجد وقصور عثمانية بالإضافة الى أبنية حضرية قديمة.
2- التراث اللامادي :
سجّلت الجزائر الى حدود معطيات أكتوبر سنة 2015 لمنظمة اليونسكو خمسة نقاط ثقافية لامادية ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي الثقافي غير المادي، وهي :
-أهليل قورارة التقليدي والعادات المرتبطة به منطقة قورارة، ولاية أدرار (2008)، وهو عبارة عن نوع من الغناء الموروث بالصحراء الجزائرية. تتناول كلماته المغناة سير الصحابة والأولياء الصالحين وهو ما جعل أحد المختصين يعتبره من الغناء الصوفي المستلهم من الطريقتين “التيجانية” و”القادرية” المنتشرتين في الجزائر ومنطقة المغرب العربي .
-الزاوية الشيخية والمراسيم المتعلقة بهابلدية الأبيض سيدي الشيخ (2008)، تم تصنبف العادات الصوفية المتعلقة بالزاوية الشيخية ضمن قائمة “روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية”، وقد عرفت هذه الزاوية إشعاعا روحيا في فترات من الزمن، وتسعى الى المحافظة على التراث وتعزيز القيم المجتمعية مثل حسن الضيافة والممارسات الجماعية كالتسابيح، وتلاوة القرآن الكريم، والأغاني والرقصات التقليدية والفلكلورية ولا سيما المبارزات ومسابقات الفروسية.
-الممارسات والمهارات والمعرفة المرتبطة بمجموعات إمزاد عند الطوارق، تحولت آلة إمزاد الى رمز إلى موسيقى إمزاد، حيث ارتبطت موسيقى إمزاد بآلة إمزاد ارتباطا جوهريا وثيقا، وقد اعتمدتها اليونيسكو إرثا ثقافيا إنسانيا عالميا، كموسيقى طوارقية بامتياز. حيث تشكل موسيقى الإمزاد وآلتها الموسيقية إحدى مميّزات قبائل الطوارق، وتعزفها النساء على آلة موسيقية أحادية الوتر تُعرَف بالإمزاد. وتجلس العازفة وتضع الآلة على ركبتيها وتعزف عليها باستخدام قوس. وتوفر آلة الإمزاد أنغاما مصاحبة للأشعار أو الأغاني الشعبية التي غالبا ما يؤديها الرجال في المناسبات الاحتفالية في مخيمات الطوارق.
– عادات وطقوس ومراسم السبيبة في واحات جانت بجنوب الجزائر(2008)، هو احتفال تقليدي سنوي يقام بمدينة جانت الجزائرية، وتعتبر تقليدا تراثيا، من أهم المناسبات المحلية العريقة التي تحتفل بها طوارق الصحراء بالجنوب الجزائري، الذي يصادف كل سنة اليوم العاشر من محرم في التقويم الهجري، حيث ترمز هذه المناسبة الى السلم المدني والسلام والالتحام الاجتماعي.
-العادات والمهارات الحرفية المرتبطة بزي الزفاف التلمساني ولاية تلمسان (2012)، وهي عادات تقضي بأن ترتدي العروس بحضور أهلها وصديقاتها المدعوات فستاناً تقليدياً من الحرير الذهبي اللون. وتُزين يداها بأنواع مختلفة من نقوش الحناء كتعبير عن الفرح، ثم تأتي امرأة أكبر مسنة، غالبا ما تكون إحدى قريباتها لتساعدها على ارتداء قفطان مخملي مطرز بشكل فني وجمالي وعلى وضع الحلي وتاج مخروطي. وهذه المهارات الحرفية في صناعة هذا النوع من الأزياء الجميلة المرتبطة بزي الزفاف التلمساني المميز والعادات المرتبطة به نقلت من جيل إلى آخر .
رابعا: دور الميراث الثقافي في ترسيخ الهوية الوطنية للفرد الجزائري.
رغم التحديات والمخاطر التي تفرضها العولمة على الهوية الوطنية والخصوصيات الثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية عامة و المجتمع الجزائري خاصة، إلا أنها ليست قدرا محتوما، بل يمكن التأقلم معها والتخفيف من وطأتها، عن طريق اعتماد أسلوب يجمع ما بين الانفتاح على العالم والاستفادة مما يقدمه دون التنكر للأصل، وذلك بالرجوع إلى التراث الثقافي -احياءا وتطويرا- الذي تتأسس عليه الهوية الوطنية لهذه الأمم والمجتمعات. وإذا كان تراثنا الثقافي بالتنوع والثراء الكبيرين، فهل هو كفيل بالمساهمة في ترسيخ وتعزيز هويتنا الوطنية الثقافية التي أصبحت مهددة بالقيم المضادة التي تفرضها العولمة؟ وكيف له أن يفعل ذلك؟
1- الهوية والتراث: أي علاقة؟
إن الهوية بحث في الأصول ومحافظة على خصوصية الذات إلى جانب الإفادة من الآخر دون أن يستلبها، وإقامة علاقة بالجذور الأولى دون أن يعني ذلك العيش في عزلة عن العالم. وليست الهوية سوى بحث في التراث، وأن طبيعة البحث فيه هو المحدد لطبيعة العودة وقوتها.
ولطالما كان تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتيتها الحضارية في تاريخها وحاضرها، ولطالما كان التراث الثقافي للأمم منبعا للإلهام ومصدرًا حيويا للإبداع المعاصر ينهل منه فنانوها وأدباؤها وشعراؤها، كما مفكروها وفلاسفتها لتأخذ الإبداعات الجديدة موقعها في خارطة التراث الثقافي، وتتحول هي ذاتها تراثا يربط حاضر الأمة بماضيها، ويعزز حضورها في الساحة الثقافية العالمية.
لا شكّ أن التراث يمثّل الذّاكرة الحيّة للفرد وللمجتمع، ويمثّل بالتالي هويّةً يتعرّف بها الناس على شعْبٍ من الشعوب؛ كما أن التراث بقيمه الثقافية، والاجتماعية يكون مصدرا تربويا، وعلميا، وفنيا، وثقافيا، واجتماعيا..ذلكم أن تراكم الخبرات يُكوّن الحضارة، وتراكم المعلومات يُكوّن الذاكرة، وإن فقدان التراث الثقافي يعني فقدان الذاكرة..إن الذاكرة هي التي تساعد على اتخاذ القرار، فالفرد الفاقد ذاكرته لا يستطيع أن يستدلّ على باب بيته، فكيف والحال هكذا أن يصنع مستقبله، ويطوّر ذاته، ومثلما ينطبق هذا على الفرد ينطبق على الشعوب([41]). كما أن علاقة أمة أي أمة، بتاريخها وتراثها علاقة عميقة ومؤثرة، لأنهما يشكلان سندا لها، مصدرا تستلهم منه القدرة على الصمود والاستمرار والتقدم لأنه من شان هذين العنصرين أن يضفي حتى لا شعوريا على الأمة ملامح وخصائص تميزها من الأمم الأخرى([42]).
2- التراث وترسيخ الهوية الوطنية : أي دور؟
إن الماضي (التراث) قد يحيا في الحاضر، ولكنه قد يفنى فيه أيضا، على قدر وعي الناس به أو إعراضهم عنه، ولم تعد المشكلة في هذه الأيام بالنسبة لكثير من جوانب التراث، هي ماذا نختار وماذا نترك أو ماذا يستحق الحفاظ والإحياء، وإنما المسالة هي إنقاذ ما يمكن إنقاذه([43]). وذلك جراء ما تفرضه العولمة من تحديات ومخاطر على الهوية الثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية في ظل الضعف الذي نخر عظام هذه الأمة، ومن هنا يرى الجابري انه يجب علينا أولاً وقبل كل شيء من العمل داخل الثقافة العربية نفسها، لأنه سواء تعلق الأمر بمجال الثقافي أو بغيره، فمن المؤكد أنه لولا الضعف الداخلي لما استطاع الفعل الخارجي أن يمارس تأثيره بالصورة التي تجعل منه خطراً على الكيان والهوية([44]). وبطبيعة الحال لا يعالج الضعف الداخلي إلا من خلال إنتاج ثقافي، مادي وفكري يساير العصر، ويحافظ على ثوابت الهوية الثقافية، وذلك لأن الثقافة التي تبقى تأخذ ولا تعطي ستظل الأضعف، والثقافة المتلقية هي التي يسهل السيطرة عليها([45])
إن المنظومة التراثية للمجتمع الجزائري ما هي في حقيقة الأمر إلا خصوصيات هذا الشعب في أنماط وطريقة عيشه وسعيه لحل المشاكل التي واجهته، واليات تعامله مع البيئة المتعايشة معها، إنسانا، وزمنا، ومكانا، في جدلية تواصل عضوية لا تنفصم حتى إنها فاضت بها قريحتها شعرا واساطيرا وحكايات وملامح وبطولات ظل تداولها متواصلا من جيل إلى آخر في مسيرتها الإنسانية عبر الزمن، وعليه فان تقويضها واندثارها بالتجاوز عليها، ينعكس مباشرة بالسلب في الهوية لهذا المجتمع أو الأمة، بفقدانه لهويته وضياعه للكيان وتفريط في مقومات الوجود، وفي ذلك يكمن دور التراث وأهميته في ترسيخ الهوية الوطنية للمجتمع الجزائري. فالحفاظ على التراث هو حفاظٌ على هويّة الأمّة وذاكرتها .. ويعني أيضا الحفاظ على المنتجات التي نستطيع من خلالها أن نقيس مستوى الحضارة لهذه الأمة أو تلك([46]) .
ويرى الباحث يوسف عبد الله أن جهود الحفاظ على التراث لا ينظر اليها باعتبارها هذا العمل ترفا أو موضة أو مجرد هواية محبوبة لدى فئة من ذوي المال، بل الحفاظ عليه هو حفاظ على الذات، ونحن نصنع ذلك لأننا أصبحنا نعي أن حياتنا ليست سوى تطور منطقي للماضي، وينبغي ان تجسد التعبير القوى لمعنى الوطن والمكان الذي نحيا فيه وللذاكرة الجماعية للآمة، من خلال منجزات متواصلة وشواهد باقية تعكس حوارا حيا بين إبداعات الحاضر ونفائس الماضي، وبهذا المعنى يمكن لنا أن نستبين علاقات الانتماء العاطفية ودلالة التوطن الروحي([47]).
وإذا كان التمسك بالميراث ضمانة حقيقة لاستمرار وجود الأمة بهويتها وخصوصيتها، فإن الأمة العربية عامة والجزائرية خاصة أحوج من غيرها لممارسة هذا الفعل، خاصة في ظل ما تواجهه الذات العربية والهوية القومية للأمة من تحديات بغية تذويب الذات وتشتيتها جراء التحديات التي تفرضها العولمة كما بيناه سلفا، فتمسكها بالميراث القومي مطلب ملحٌّ للدفاع والحفاظ على هذه الذات، إلا أن تراثنا الثقافي لا يزال يعاني من الإهمال، وعدم الالتفات الواعي بالدراسة والتفحص. ومنه يجب التنويه أن النظرة العلمية إلى التراث الجزائري يجب أن تأسس على قناعة واضحة وهي أن ملكية الأمة الجزائرية لهذا التراث الحضاري هي في مرتبة ملكيتها للثروات الباطنية في أراضيها، وانه على الجيل الحاضر حماية هذا الإرث الثقافي وتبليغه باعتباره أمانة ورسالة من الماضي إلى جميع الأجيال المتعاقبة، وحصانة للهوية الوطنية ضد مخاطر العولمة.
والأمر المؤسف حقا، والذي لا بدّ من ذكره، أنه رغم الجهود المبذولة من قبل الجزائر في جمع تراثنا والحفاظ عليه، إلا أننا لازلنا نتخلّف وراء كثير من الشعوب في هذا المجال، لأنّ الجهود بغالبيتها جهود فردية، في الوقت الذي أصبح لا بدّ من خلق المؤسسات، الرسمية والشعبية، لتتولى هذا الأمر، وبشكل موضوعي جادّ، من أجل توظيف التراث بشكل صحيح وفعّال في خدمة الأمة وقضاياها، فالميراث الثقافي يشكل وجدان أي أمة، ويقوي ذاكرة الناس، ويجسد كل ما يتعلق بالهوية الوطنية، خاصة اذا كان الميراث كينونة حية في نفوس وعقول الناس، ويمدها بالقدرات والطاقات الخلاقة والمبدعة التي تسهم في البناء والتنمية.
خلاصة:
نخلص في نهاية دراستنا إلى انه وفي زمن العولمة وما تفرضه من تحديات ومخاطر، فإن الهوية الثقافية الوطنية للمجتمع الجزائري قد تتعرض للذوبان والاندماج- والذي اتضحت الكثير من معالمه-، أو قد تصمد وتحافظ على هويتها كغيرها من المجتمعات المشاركة في العولمة دون أن تفقد هويتها وخصوصيتها الثقافية. وبمعنى أخر، فإن بقاء الهوية الثقافية الوطنية وصمودها أمام تحديات العولمة، ممكن، ولكن وفق شروط، والتي منها الوعي بقيمة الميراث الثقافي والعمل على إحياء وتطويره، فتراثنا في حقيقة الأمر ليس أكثر من قوة كامنة نستطيع أن نبعث فيها الحياة والحركة والتجديد والتطور لمواجهة التحديات وخدمتا لقضايا امتنا العربية و الإسلامية .
قائمة المراجع :
- أحمد بن نعمان، الهوية الوطنية الحقائق والمغالطات، دار الأمة للطباعة والترجمة والنشر، بدون طبعة، بدون سنة.
- محمد عابد الجابري، قضايا في الفكر المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،1997 .
- ابن منظور، لسان العرب، دار المعاف، بدون طبعة، القاهرة، دون تاريخ.
- أحمد زياد محبك، من التراث الشعبي…دراسة تحليلية للحكاية الشعبية ، دار المعرفة، بيروت، 2005.
- اشرف محمد سيد، التراث الحضاري في الوطن العربي أسباب الدمار والتلف وطرق الحفاظ، مؤسسة النور للثقافة والإعلام، البحوث والدراسات الإنسانية والاجتماعية، 2009.
- التيجاني مياطة، “دور التراث المادي واللامادي لمجتمع وادي سوف في تحديد ملامح الهوية الثقافية وتكاملها”، ، مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية ، جامعة الوادي، العدد السادس ، افريل 2014.
- الجابري، مسالة الهوية العروبة والإسلام…والغرب، مركز دراسات الوحدة العربية، ط4،بيروت، 2012.
- السنوسي صالح، العرب من الحداثة إلى العولمة، دار المستقبل العربي، بيروت، 2000.
- جمال عليان، الحفاظ على التراث الثقافي، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت، بدون طبعة، بدون تاريخ.
- حسن حنفي وصادق جلال، ما العولمة، دار الفكر المعاصر، ط2، 2000.
- حسن حنفي، الثقافة العربية بين العولمة والخصوصية، الفكر السياسي، العددان 4-5 .
- حسن حنفي، الثقافة العربية بين العولمة والخصوصية، في” ندوة العولمة والهوية”، منشورات جامعة فيلادلفيا، عمان،1999.
- حكيمة بولعشب، “تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة”، الموقع http://www.aranthropos.com
- خريسان باسم، العولمة والتحدي الثقافي، دار الفكر العربي، بيروت، 2001.
- عباس الجراري، مكونات الهوية الثقافية المغربية: في الهوية الثقافية للمغرب، كتاب العلم، السلسلة الجديدة، 1988.
- مجموعة من الباحثين، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، تحرير وتقديم: رياض زكي قاسم، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، لبنان، 2013.
- محمد الحنفي، “الهوية والعولمة”، الموقع http://www.mokarabat.com/s797.htm
- محمد عابد الجابري، “التراث ومشكلة المنهج”، مجلة المستقبل العربي، العدد 83، بيروت،1986.
- محمد عابد الجابري، “حول المنهج”، مجلة العلوم الاجتماعية، العدد02، الكويت، 1989.
- محمد عابد الجابري، العولمة والهوية الثقافية، عشر أطروحات، من الموقع: http://www.awraq-maktoobblog.com
- موسوعة الأدب الشعبي: شعر الأطلس الصحراوي، سلسلة أبحاث مخبر اللغة العربية وآدابها، جامعة الاغواط، جمع وتوثيق مجموعة من الباحثين، ط1، 2013.
- نادية مصطفى محمود، تحديات العولمة والأبعاد الثقافية الحضارية والقيمية: رؤية إسلامية، بحث مقدم للنشر ضمن كتاب ” مستقبل الإسلام”، دار الفكر، دمشق، 2004.
- يوسف محمد عبد الله، الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري وسبل تنميته، في موقع https://www.yemen-nic.info/files/turism/studies/hefath.pdf
- ابراهيم القادري بوتشيش، حول مفهوم الهوية ومكوناتها الأساسية، الموقع http://www.histoire.maktoobblog.com
- محمد العربي ولد خليفة، المسالة الثقافية وقضايا اللسان والهوية، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائرية، 2003.
([1] ) ابن منظور، لسان العرب، دار المعاف، بدون طبعة، القاهرة، دون تاريخ، ص 4808-4809.
([2] ) محمد عابد الجابري، “التراث ومشكلة المنهج”، مجلة المستقبل العربي، العدد 83، بيروت،1986، ص 4-5.
([4] ) اشرف محمد سيد، التراث الحضاري في الوطن العربي أسباب الدمار والتلف وطرق الحفاظ، مؤسسة النور للثقافة والإعلام، البحوث والدراسات الإنسانية والاجتماعية، 2009، ص5.
([5] ) يوسف محمد عبد الله، الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري وسبل تنميته، ص19، في موقع https://www.yemen-nic.info/files/turism/studies/hefath.pdf
([6] ) محمد عابد الجابري، “حول المنهج”، مجلة العلوم الاجتماعية، العدد02، الكويت، 1989، ص251.
([7] ) مجموعة من الباحثين، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، تحرير وتقديم: رياض زكي قاسم، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، لبنان، 2013، ص79.
([8] ) يوسف محمد عبد الله، مرجع سابق الذكر، ص3.
([9] ) أحمد زياد محبك، من التراث الشعبي…دراسة تحليلية للحكاية الشعبية، دار المعرفة، بيروت، 2005، ص17.
([10] ) مجموعة باحثين، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، مرجع سابق الذكر، ص516.
([12] ) عباس الجراري، مكونات الهوية الثقافية المغربية: في الهوية الثقافية للمغرب، كتاب العلم، السلسلة الجديدة، 1988، ص22.
([13] ) محمد العربي ولد خليفة، المسالة الثقافية وقضايا اللسان والهوية، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائرية، 2003، ص92.
([14] ) حكيمة بولعشب، “تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة”، الموقع http://www.aranthropos.com
([15] ) مجموعة باحثين، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، مرجع سابق الذكر، ص155.
([17] ) محمد الحنفي، “الهوية والعولمة”، الموقع http://www.mokarabat.com/s797.htm
([18] ) ابراهيم القادري بوتشيش، “حول مفهوم الهوية ومكوناتها الأساسية”، الموقع http://www.histoire.maktoobblog.com
([19] ) مجموعة باحثين، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، مرجع سابق الذكر، ص26.
([20] ) حكيمة بولعشب، مرجع سابق الذكر.
([21] ) حسن حنفي وصادق جلال، ما العولمة، دار الفكر المعاصر، ط2، 2000، ص52
([22] ) محمد عابد الجابري، العولمة والهوية الثقافية، عشر أطروحات، من الموقع: http://www.awraq-maktoobblog.com
([24] ) مجموعة باحثين، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، مرجع سابق الذكر، ص40.
([25] ) يعرف الباحث احمد نعمان الهوية القومية( الوطنية) بأنها “هوية أي امة من الأمم هي مجموعة من الصفات أو السمات الثقافية العامة التي تمثل الحد الأدنى المشترك بين جميع الأفراد الذين ينتمون إليها والتي تجعلهم يعرفون أو يتميزون بصفاتهم تلك عما سواهم من أفراد الأمم الأخرى”، انظر: احمد بن نعمان، الهوية الوطنية الحقائق والمغالطات، دار الأمة للطباعة والترجمة والنشر، بدون طبعة، بدون سنة، ص11.
([26] ) من خلال النظر إلى ميثاق جبهة تحرير الجزائر المعلن بالقاهرة في 17/01/1955، نجده ينص على أن الجزائر عربية الجنسية مسلمة العقيدة، فهي بالإسلام والعروبة كانت وعلى الإسلام والعروبة تعيش، وهي في ذلك تحترم سائر الأديان والمعتقدات والأجناس. كما أن اتفاقيات ايفيان 1962، ومما جاء فيها هو الاتفاق على عروبة وإسلام الشعب الجزائري ولغته الرسمية هي اللغة العربية.
([27] ) فحسب ما يرى الكثير من الباحثين أن الثقافة المحلية الشعبية والفرعية الخاصة والمتغيرة لا يمكن أن تتناقض في جوهرها مع الأنماط العامة والثابتة التي تطبع الهوية الوطنية أو القومية للآمة بسماتها، وتشكل كل أو جل أفراد الأمة ذات الهوية الواحدة التي هي منتوج –صرف- للعموميات الثقافية الواحدة أو الثابتة، انظر: احمد بن نعمان، الهوية الوطنية الحقائق والمغالطات، مرجع سابق الذكر، ص15.
([28] ) الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، مرجع سابق الذكر، ص 48-49.
([30] ) محمد عابد الجابري، مسالة الهوية العروبة والإسلام…والغرب، مركز دراسات الوحدة العربية، ط4،بيروت، 2012، ص90 .
([31] ) نادية مصطفى محمود، تحديات العولمة والأبعاد الثقافية الحضارية والقيمية: رؤية إسلامية، بحث مقدم للنشر ضمن كتاب ” مستقبل الإسلام”، دار الفكر، دمشق، 2004، ص2.
([33] ) حسن حنفي، الثقافة العربية بين العولمة والخصوصية، الفكر السياسي، العددان 4-5 ، ص325-326.
([34] ) السنوسي صالح، العرب من الحداثة إلى العولمة، دار المستقبل العربي، بيروت، 2000، ص 196.
([35] ) حسن حنفي، الثقافة العربية بين العولمة والخصوصية، مرجع سبق ذكره، ص325-326.
([36] ) حسن حنفي، الثقافة العربية بين العولمة والخصوصية، في” ندوة العولمة والهوية”، منشورات جامعة فيلادلفيا، عمان، الاردن، 1999، ص 36.
([37] ) نادية مصطفى محمود، مرجع سابق الذكر، ص11.
([39] ) حسن حنفي وصادق جلال، مرجع سابق الذكر، ص52.
([40] ) انظر إلى بعض الأبحاث الخاصة بالموروث الثقافي لمناطق بالجزائر: – التراث الثقافي غير المادي في منطقة الطارف: الواقع والتحديات، ملتقى وطني. – التراث الثقافي الشاوي بين الثابت والمتغير، بخوش أحمد، بويعلي وسيلة، مجلة العلوم الإنسانية ، عدد خاص بالملتقى الدولي الأول حول الهوية والمجالات الاجتماعية في ظل التحولات السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري. – دور التراث المادي واللامادي لمجتمع وادي سوف في تحديد ملامح الهوية الثقافية وتكاملها، التيجاني مياطة، مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية ، جامعة الوادي، العدد السادس ، أفريل 2014.
– موسوعة الأدب الشعبي: شعر الأطلس الصحراوي، سلسلة أبحاث مخبر اللغة العربية وآدابها، جامعة الاغواط، جمع وتوثيق مجموعة من الباحثين، ط1، 2013.
([41] ) جمال عليان، الحفاظ على التراث الثقافي، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت، ص60.
([42] ) مجموعة باحثين، الهوية وقضاياها في الوعي العربي المعاصر، مرجع سابق الذكر، ص77.
([43] ) يوسف محمد عبد الله، مرجع سابق الذكر، ص7.
([44] ) محمد عابد الجابري، قضايا في الفكر المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،1997 ،ص 14.
([45] ) خريسان باسم، العولمة والتحدي الثقافي، دار الفكر العربي، بيروت، 2001، ص 126
([46] ) جمال عليان، مرجع سابق الذكر.
([47] ) يوسف محمد عبد الله، مرجع سابق الذكر، ص10