
تأثير الفيسبوك على هوية المراهق
د.مليوح خليدة/جامعة محمد خيضر بسكرة
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 50 الصفحة 83 .
ملخص:
أحدثت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة معلوماتية واسعة المعالم على الجمهور الدولي لما تتيحه من تناول التكنولوجيا بتقنيات فائقة التطور و الدقة من خلال عولمة التكنولوجيا من جميع النواحي السياسية الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية ، وتأثر الجماهير بها من مختلف أقطار العالم فأصبحت بمثابة قرية صغيرة ومن بينها موقع الفايس بوك الذي يعد شبكة تواصل جد معقدة لخطورتها وتأثر العديد بكل أنواع الفئات خاصة فئة المراهقة، صحيح موقع الفايس بوك له ايجابيات متعددة من خلال التواصل عبر أقطار العالم والتطلع على جميع الثقافات وأخبار العالم في لحظة وقوعها ، وتبادل التكنولوجيا المعلوماتية ، لكن هذا لا يمنع من وجود مجموعة من الأخطار والتي تتمثل في إدمان لهذا المواقع والعزلة حتى على الأسرة ،و الأقران ، والتأثر بثقافات الغير ، خاصة لفئة المراهقة التي تعد مرحلة خطرة في مختلف المستويات الجسمية والفكرية والمزاجات المتقلبة، فهي عملية للتقمصات وإيجاد الهوية المناسبة التي تحدد نشاطه مستقبلا ، وهنا يكون الإدراك متبوع بالمخاطر، فتضيع هوية الشباب من خلال التأثير بشخصيات الوهمية في الفايس بوك ، فهي تزرع الفتن والأفكار ضد قيم المجتمع.
الكلمات المفتاحية :الفايس البوك ،الهوية ،المراهق
Résumé:
Les sites de réseaux sociaux ont créé une vaste sensation médiatique pour le public international, lui permettant de gérer les technologies de pointe et de haute technologie grâce à la mondialisation de la technologie sous tous ses aspects politiques, économiques, sociaux et culturels et sous l’influence des masses de différents pays du monde. Facebook, qui est un réseau très complexe de gravité et qui touche de nombreux types de catégories, en particulier la catégorie de l’adolescence, certes Face book a de multiples avantages par le biais de la communication dans le monde et la connaissance de toutes les cultures et actualités du monde au moment oŭ elles se déroulent, Mais cela n’empêche qu’il existe un ensemble de dangers, tels que l’addiction de ces sites et leur isolement, même au sein de la famille et des pairs, et l’impact des cultures des autres, en particulier l’adolescence, qui constituent une phase dangereuse sur divers niveaux : physique et intellectuelle, et les humeurs volatiles. L’identité du futur qui détermine son activité, et Ici, la perception suivi des risques et l’identité des jeunes se perdra par l’influence de personnalités imaginaires sur Facebook, ce qui sème la discorde et les idées contre les valeurs de la société.
Mots-clés: Facebook, identité, adolescent
مقدمة :
لقد أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي المتاحة للجميع وبصورة مجانية على شبكة المعلومات الدولية حيزا مهما ومساحة خصبة للتواصل بين الشباب، وتبادل الآراء والأفكار والمواقف،وحتى الدخول في مسرح العادات والتقاليد حيال مجموعة من المواضيع التي تتفاعل على الساحة الوطنية والدولية، فقد أصبح الشباب بمختلف أعمارهم ومختلف توجهاتهم الفكرية والإيديولوجية، يجدون في مجموع مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايس بوك متنفسا للتعبير عن أفكارهم والتفاعل مع أفكار غيرهم في مختلف المجالات والغوص فيها .
ولا شك أن هذه الشبكات قد أدت إلى إحداث تأثيرات عدة على الشباب في مختلف دول العالم، فقد ساهمت هذه الأخيرة في اختصار المسافات الجغرافية والثقافية والمعرفية والسياسية بين فئة الشباب في المجتمع الواحد وبين الشباب في مختلف المجتمعات،وظهور ما يسمى العولمة الفكرية بتقليص المسافات والبحث عن تواصل للمعارف فأصبح العالم كقرية صغيرة جدا ، من خلال الاختلال في البنى النفسية للشباب سواء ا بالإيجاب أو السلب .
فمن ناحية فقد مكنت هذه المواقع فئة الشباب من الترويج عن النفس والتعبير عن الأفكار والقيم بل وأكثر من ذلك فقد ساهمت في الكشف عن مخزون هائل من المواهب الكامنة في مختلف المجـالات، بالإضافة إلـى مساهمتها فـي إثبات الذات من خلال تحقيقها بالاشباعات الفكرية عن طريق إحداث تأثير على أفراد المجتمع ،خاصة بإنشاء بعض المجموعات في الفايس بوك تحمل عدة تخصصات ، ونتيجته الانضمام الهائل لعدد كبير من المشاركين من مختلف الدول والتناقش في قضايا حساسة للمجتمع وأصبح الشباب يطرحون مشاكلهم بكل حرية ودون حرج بغرض الارتياح وحبهم للمساعدة، وهذا ما كان ينقصنا خصوصا مجتمع عربي إسلامي يمتاز بطابوهات ممنوع المناقشة فيها ، بالإضافة إلى تنمية مهارات وأدبيات التواصل البناء بين الشباب،نجد أن هناك تطور في المناقشة والتعبير عن الآراء بكل حرية في حين تجد أن المشترك كان يفتقد لمثل هذه الجرأة في التعبير .
ومن ناحية أخرى لا يمكن تجاهل التأثيرات السلبية لهذه المواقع على الحياة النفسية للشباب خاصة فئة المراهقة ، فقد ساهمت هذه المواقع في نشر ثقافة التعصب من خلال أنشطة التحريض التي تمارسها بعض الجهات المجهولة، ضد أفكار وأنظمة ومجتمعات وثقافات بأم عينها، وهذا طبعا لنشر الفتنة في الأفكار فكان كنتيجة لذلك أن انتشرت الجرائم الإلكترونية التي أنعكس مفعولها سلبا على التماسك الأسري والاجتماعي، كما صعدت هذه الشبكات من حدة الصراعات النفسية لدى فئة الشباب من خلال تواصل الشاب مع فئات مختلفة ومتباينة من حيث المرتبة الاجتماعية ومن حيث مجال النشاط، تتفاعل بداخله عدة أدوار ناتجة عن تفاعله مع عدة أنماط تفكيرية كل منها يرتبط بدور صاحب التفكير والتصور، فيتشتت تركيز الشاب عن الدور الذي يجب أن يقوم به والتيار الفكري النزوعي الذي يسلك به،وبالتالي يعيش عزلة هوامية، وكذلك جانب خطير من السلوك وهو الانحرافات الجنسية من خلال المواقع الإباحية والتفنن في القرصنة من خلال هذه المواقع وهذا ينعكس في النهاية إلى الولوج في دوامة الضغوط النفسية التي تسبب له عدة أزمات ونفسية.
بالرغم من التأثيرات السلبية للتواصل الاجتماعي للشباب إلا أنه يبقى الجانب الفعال لتنمتيهم فكريا والإبداع في جانب تلقي واكتساب المعلوماتية وتوظيفها في المكان المناسب ، وهذا ما ينعكس على السيرورة النفسية الموظفة .
فهي أفكار ملغمة وتحمل في طياتها العدوانية والانتقام من المجتمع من خلال تضليل أفكار الشباب، وبالتالي يتأثر بها شبابنا دون وعي، فهي تحمل سموم تهتلك أفكار الشباب بالتدريج، فيجد المراهق أنفسهم بدون هوية واضحة ضاعت بين أفكار المضطربة ، وهنا تهديد أمنه النفسي من خلال تكاثر الأفكار والتي تؤثر على سلوكاته وأمنه الاجتماعي .
فقد يدخل في اضطرابات عميقة يضر بنفسه وبالغير، فهو قادر على اعتناق مذاهب أخرى خاصة زرع الفتن بطريقة منظمة ومرتبه تبدو كأنها الحل المثالي للخروج من أزمة الهوية كوسيلة دفاعية لتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي ، أو بصورة أخرى تتمثل في استغلال الشباب لكي يظهرون في صورة أبطال لتحقيق الطموحات الكبيرة والتي تجسد تحقيق الهوية، فالمراهق خنا يطمح لإيجاد الحلول التفاوضية بين الإمكانيات وبين الطموحات الهائلة ، فموقع الفايس بوك يشبع هذه الرغبات، فهنا يتيه المراهق في إيجاد هوية متناقضة ، وبالتالي تهديد الأمن الاجتماعي وانعكاساتها السلبية على سلوكاته للمجتمع .
ونحاول في هذا المقال إبراز الجانب الميداني والذي يتمثل في أثر موقع التواصل الاجتماعي الفايس البوك على هوية المراهق ؟
القسم النظري :
1 :المراهقة :
1 _1 تعريف المراهقة :
إن كلمة مراهقة ( Adolescence )مشتقة من الفعل اللاتيني(Adolescere) و معناها التدريج نحو النضج الجنسي و الانفعالي و العقلي، و هنا يتضح الفرق بين كلمة مراهقة، و كلمة بلوغ (Puberty)، فالبلوغ يقتصر معناه على النمو الفسيولوجي و الجنسي، و هي مرحلة تسبق المراهقة مباشرة، و فيها تنضج الغدد التناسلية، و يصبح الفرد قادرا على التناسل، و المحافظة على نوعه و استمرار سلالته.
ترى اليزبات هورلوك( ElisabethHorlok ) أنها مرحلة تمتد من النضج الجنسي إلى أن يكتمل استقلاليته الفرد عن الكبار ترى أيضا انه من الصعب تحديد سن للمراهقة أكثر منه من تحديد سن الطفولة بالنظر إلى أن النضج العقلي والانفعالي والاجتماعي يحدث في أعمار تختلف من فرد لأخر وفقا للمستوى العقلي للفر[1]
كما ترى أن سن الواحد والعشرون هو السن الذي يصل فيه الفرد إلى اكتمال النضج في نهاية المراهقة.
1_ 2تأثير جماعة الرفاق على المراهق:
يبدو تأثير جماعة الرفاق عظيما في هذه المرحلة و بخاصة الأصدقاء المقربون ،و تؤثر جماعة الرفاق على المراهق حتى في طريقة كلامه، بحيث قد يفاجأ الآباء بسماع عبارات لم يسبق لهم سماعها من قبل أبنائهم ،و من المعروف انه في حالة مواجهة أي من أفراد الجنس البشري لموقف جديد فانه يلجا إلى استخدام المهارات التي سبق له أن تعلمها في مواقف مماثلة أو شبيهة بها و لا يختلف المراهقون في ذلك عن غيرهم. و عندما نرجع قليلا إلى مرحلة الكمون، فسوف نجد أن الطفل يحاول مواجهة مشاكله مع والديه عن طريق تحويل اهتمامه نحو أقرانه و جماعة الرفاق، و ذلك لأنهما (الطفل و والديه) يمثلان جيلين مختلفين من الصعب عليهما أن يمتزجا. و هذا ما يجعل الطفل ينظر إلى الكبار بشك و ريبة و لا يشعر بالثقة نحوهما. و لذا نجده يشعر بالراحة في مصاحبة و رفقة الآخرين من نفس الفئة العمرية، و لا يشذ عن هذه القاعدة سوى الأطفال المدللون. و يؤدي سلوك الصحبة مع الرفاق إلى تقوية الشعور بالذات لدى الطفل، مما يعمل بدوره على زيادة الارتباط بينهم لدرجة قد تجعله ينضم إلى العصابات التي يشكلها بعض المراهقين أو إلى مجموعة لها كيان شرعي أو غير شرعي من اجل الشعور بالتشابه و عدم الاختلاف. و عادة ما تتميز مجموعات المراهقين بسمات متشابهة . [2]
1-3 العوامل المحددة لشكل المراهقة:
ليس من الضروري أن يمر كل المراهقين بالخصائص التي تميز هذه السن فالمراهقة خبرة شخصية اجتماعية تختلف خصائص النمو فيها من فرد لآخر، ومن مجتمع إلى أخر ويمكن تحديد العوامل الأساسية التي تشير إلى شكل هذه المرحلة كالتالي:
– عوامل تتعلق بسرعة التغيرات الجسمية والاجتماعية والانفعالية، يترتب عليها ظهور حاجات واهتمامات جديدة إذا حققها المراهق كما ينبغي مرت مراهقته بسلام.
– عوامل تتعلق بغموض البيئة الجديدة للمراهق، فإن استطاع أن يكتشفها ويحقق قدراً من الانسلاخ عن أساليبه الطفلية ويستبدلها بأساليب أرقى في تعامله أمكنه أن يعيش مراهقة هادئة متكيفة.
– عوامل أسرية تتعلق بأساليب المعاملة الوالدية، فإن كانت متوازنة بعيدة عن التساهل والإهمال والتسلط أدى ذلك إلى أن تكون مراهقته متكيفة.
– عوامل تتصل بالرفاق والراشدين، فإن كانت مواقفهم قائمة على التفهم والمساعدة على تخطى المشكلات بتهيئة أجواء التعاون والتفكير الجماعي وإشباع الحاجة إلى الجماعة مرت المراهقة دون مشاكل تذكر.
– عوامل تتعلق بكثرة الإحباطات التي قد يواجهها من أسرته أو من المجتمع، كأن تكون الأسرة نابذة له ولمتطلباته، أو عدم توفير المجتمع فرصة عمل مناسبة له، وإذا اشتدت الإحباطات فإنها تبعث في نفسه اليأس والقنوط فيلجأ إلى تحقيق أمانيه عن طريق أحلام اليقظة أو استخدام الحيل الدفاعية كالإسقاط والتبرير.
– عوامل تتعلق بخبرات المراهق السابقة كتدريبه على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس، وتنمية القيم الدينية عنده، وتوفير فرص التوجيه والإرشاد المناسب له، ومروره بالخبرات السارة.
كل تلك العوامل تساهم في صنع مراهقته، لكنها لا تعمل منفردة وإنما في تفاعل دينامي، و معاناته من الاضطرابات في هذه المرحلة ترجع إلى الفترات الحرجة في حياته، والتغيرات النفسية والاجتماعية، والتكوين النفسي له بسبب ظروف تنشئته وخبرات طفولته .[3]
2 :الهوية :
حسب سارج تيسيرون Serge Tisseron في كتابه “التماثل: حضور للغائب”Le virtuel : la présence de l’absent تحدث التكنولوجيات الجديدة تأثير واضح في هوية الفرد و هذا ما يظهر جليا في تقمصات صور الأبطال و تداخلات الفرق بين الحاضر و التماثل، إضافة إلى صورة الذات مقابل صورة الآخر.
و في شرحه لفكرته يتكلم تيسيرون عن أن الإنسان لديه نزعة في الإيمان بما يشاهده و هذا ما يكون ما نجده في المؤرخات التاريخية بغض النظر عن صحتها من عدمها، فالإنسان يبنى تصورا بمجرد أن يشاهد أول مشهد بصري في محيطه.لذا فالأفكار التقليدية تكون مدركة بصورة لا تقبل النقد أو التشكيك ما لم تكن هناك فرصة وجود أفكار مناقضة لها. و الأساس يتطلب دائما الدليل الصوري ” الصورة” و هنا نطرح السؤال لماذا نؤمن بالصورة أكثر من أي شيء آخر؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب علينا الرجوع إلى البدايات الأولى للإنسان أي مرحلة الطفولة المبكرة، هنا المعارف الأولى المكتسبة من طرف الطفل تكون عن طريق التواصل البصري إضافة إلى الإحساس الجسدي و الذاكرة تبنى بواسطة مشاهد و صور سواء بالإحساس الإيجابي أو السلبي، و من ثم المرور إلى تغير فكري موضوعي و إنتاجي، و الصور تكون مدركة أكثر الشيء كبناءات أكثر منها معاني.
إضافة إلى ذلك تتجاوز التكنولوجيات الحدود الشخصية للإنسان و تتدخل حتى في الجانب الشخصي الحميمي الذي لا يمكن أن نشاطره مع أقرب المقربين و هذا ما يظهر مثلا الهاتف النقال فبعد أن كان الإنسان لا يقوم بمكالماته إلا في غرف مغلقة و تفادى أن يستمع له الآخرين، صار لا يجد حرجا في أن تكلم في الأماكن العامة و بكل حرية و تلقائية.[4]
و أيضا نشاهد ذلك في الصور الفوتوغرافية أين لا يجد الفرد أي إحراج في تصوير نفسه أو عائلته عند أي مصور بدون أي تحفظات، و الأكثر من هذا انتقلت التكنولوجيا بفضل الكاميرات الرقمية إلي غرف المنازل و أصبح الإنسان يتقاسم صور حياته اليومية بفضل برامج الدردشة الحية مثل الياهو، الهوتميل..الخ .
2- تعريف للهوية: وفق خصائص جديدة تشكلت بفضل التكنولوجيا الحديثة، من جهة و من جهة أخرى تغير واضح في خصائصها عن طريق تبني الإنسان مبادئ جديدة لم يكن ليعرفها قبل ظهور التقنية التكنولوجية، من منطلق تعامله مع شخصيات متعددة و من ثقافات مختلفة ، فاللاوعي الجماعي أصبح تماثلي و تداخلت التصورات الجماعية في مجال موحد ضمنت وجوده التقنية. (1)
اما أريك ﻓﺭﻭﻡ (Erichfrom): فيرى أن أزمة الهوية (Identitycrisis) يترتب عليه ﻋﺩﻡ اكتمال القدرة على الحب الناضج الذي يتمثل في الرغبة لموضوع الحب و الإحساس بالمسؤولية إزاءه و احترامه و بمعرفته معرفة كاملة ، وأكد فروم على أهمية المجتمع و الإنسان عندما ينفصل عن بقية البشر فأنه يحس بالوحدة و العزلة .
ويشير بول جادمان إلى أن أزمة الهوية تنشا من خلال إحساس الشباب بالضياع في المجتمع لا يساعده في فهم من هو ؟ و لا لتحديد دوره في الحياة و لا يوفر له فرصا يمكن أن تعينه في الإحساس بقيمته الاجتماعية[5]
و يبين ماير ( Mayer)أن أزمة الهوية تمثل النتيجة المتوقعة في عملية تحديد الهوية لمعنى عدم وضوح الرؤيا للفرد لاختيار مستقبله المهني و التعليمي كما يتضمن ذلك الشعور بالاغتراب و عدم وجود الأهداف التي من اجلها تكون الحياة ذات معنى بالإضافة إلى اضطراب الذات و الوصول إلى هوية سلبية تفتقر إلى حميمية العلاقات بين شخصية .[6]
أما إريكسون (Erickson) تمثل أزمة الهوية في المرحلة الخامسة لمراحل النمو النفسي الاجتماعي و تقابل مرحلة المراهقة ( هوية الأنا مقابل غموض الدور ) كما هو الحال في المراحل السابقة فإن حل أزمة الهوية يعتمد على درجة النضج و البيئة المحيطة بالفرد و حل أزمات النمو السابقة و ذلك ينسجم مع رؤية إريكسون للهوية كتكامل للخبرات السابقة في وحدة تشكلها الظروف المحيطة بالمراهق و يرى إريكسون أن مراحل النمو التي تحدث تمتد من مرحلة الطفولة حتى مرحلة الرشد ، و أن هذه المراحل مرتبطة وفق نظام متسلسل ، و أن كل أزمة تحل بنحو ايجابي أو سلبي و أن الحل الايجابي لأية مرحلة يعتمد على النجاح السابق و الإحساس بالاستمرارية لدى الفرد و الشعور بقوة الأنا ، أما الخل السلبي فأنه يؤدي إلى الشعور بالوحدة و الإحساس بأنه غير مرغوب .
و انطلاقا من مجهود إريكسون في تحديد الهوية يرى مارشا ( Marcia,1985) أن هناك أربع حالات للهوية عند المراهقين :
* مشتتو الهوية : و هم الأشخاص الذين لم يمروا بأزمة و لم يكونوا هوية بعد و لا يدركوا الحاجة لان يكتشفوا الخيارات أو البدائل بين المتناقضات ربما يفشلون في الالتزام بإديولوجية ثابتة .
*منغلقو الهوية : وهم كذلك الأشخاص الذين لم يمروا بأزمة و لكن تبنوا معتقدات مكتسبة من قبل الآخرين ( أخذوها جاهزة من أبائهم و الآخرين الموجودين في المحيط) ولم يختبروا حالة معتقداتهم و أفكارهم أو بمطابقتها بمعتقدات و أفكار الآخرين ، و يقبلون هذه المعتقدات دون فحص أو تبصر او انتقاد لها .
* معلقو الهوية : و هم الأشخاص الذين يمروا أو يمرون حاليا بأزمة و لم يكونوا بعد الهوية أي أنهم خبروا بشكل عام الشعور بهويتهم و بوجود أزمة الهوية و سعوا بنشاط لاكتشافها و لكن لم يصلوا بعد إلى تعريف ذاتي بمعتقداتهم .
*منجزوا الهوية : هم الأشخاص الذين يمروا بأزمة الهوية و انتهوا إلى تكوين هوية واضحة و محددة أي انهم خبروا تعلق نفسي اجتماعي و أنجزوا اكتشافات بديلة لتحديد شخصيتهم و التزامهم بأديولوجية ثابتة.[7]
3_ شبكات التواصل :
بدأت ظاهرة المواقع الاجتماعية في عام 1997 ، وكان موقع “SixDegrees.com أول هذه المواقع من خلال إتاحته الفرصة بوضع ملفات شخصية للمستخدمين على الموقع، وكذلك إمكانية التعليق على الأخبار الموجودة على الموقع ، وتبادل الرسائل مع باقي المشتركين.
وإذا كان موقع ” SixDegrees.com هو رائد مواقع التواصل، فيما فتح موقع “MySpace.com آفاقًا واسعة لهذا النوع من المواقع ،وقد حقق نجاحًا هائلا منذ إنشائه عام 2003 ، بعد ذلك إلى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العلامة الفارقة كانت في ظهور موقع FaceBook.com الذي يمكن مستخدميه من تبادل المعلومات فيما بينهم وإتاحة الفرصة أمام للوصول إلى ملفاتهم الشخصية”” الأصدقاء “
أضحت مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، مثل “الفيس بوك ” تعرف بالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من الطور والانتشار، وقد كان في بداياته مجتمعا افتراضيا على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية تؤثر في قرارات المتأثرين واستجاباتهم ، بضغوط من القوة المؤثرة التي تستخدم في تأثيرها الأنماط الشخصية للفرد (السمعي، والبصري، والحسي ) باعتبار أن المتأثر وأنماطه محور مهم في عملية التأثير، مستغلة (أي القوة المؤثرة) أن السمعي : سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو يسمعه، والبصري : حذر في قراراته لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع، والحسي : يبني قراراته على مشاعره وعواطفه المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المؤثرين لتغيير الآراء والمفاهيم والأفكار، والمشاعر، والمواقف، والسلوك.
وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، فإن لها أيضا دورًا في تشبيك والمناصرة والضغط و التفاعل والتأثير بقيادات غير منظمة ، وفي تحقيق المسؤولية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيد ، فقد استطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيذ، لذا لا يمكن أن تعد مواقع التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغير مع مرور الزمن .[8]
3_1 الفيس بوك:
هو شبكة اجتماعية استأثرت بقبول وتجاوب كبير من الناس خصوصا من الشباب في جميع أنحاء العالم ، وهي لا تتعدى حدود مدونة شخصية في بداية نشأتها في أوت عام 2004 في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل طالب متعثر في الدراسة يدعى مارك زوكربيرج ، وكانت مدونة الفيس بوك محصورة في بدايتها في نطاق الجامعة وبحدود أصدقاء (زوكربيرج )، الطالب المهووس في برمجة الكمبيوتر ، ولم يخطر في باله وهو صديقين له أن هذه المدونة ستجتاح العالم الافتراضي بفترة زمنية قصيرة جدا ، فتخطت شهرتها حدود الجامعة وانتشرت في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية المختلفة ، وظلت مقتصرة على إعداد من الزوار ولو أنها كانت في زيادة مستمرة ، والتي قال عنها مؤسسها مارك زوكربيرج :”لقد أضحى كل من يتكلم عن الفيس بوك العام الذي تفكر الجامعة في إنشائه ، أظن أنه من السخف أن يستغرق الأمر من الجامعة سنتين من أجل تنفيذ ذلك ، وجدت بإمكاني تنفيذه أفضل منهم وفي أسبوع واحد.
3_ 2 مستخدمي الفايس بوك :
* النموذج الأول : المتخفي ضمن هذا النموذج يرى الكاتبان ايلينا زنغر (الألمانية )، و خالد الكوطيط أن الكثيرين من يسجلون أنفسهم لا يفهمون مبدأ التواصل والتشابك ، فيخفون صورتهم ولا يقدمون أية معلومات شخصية عنهم للأصدقاء الذين يدعونهم ، ويقول الكاتبان هؤلاء لا يفصحون عن هويتهم ويكتفون بالملاحظة وبالاطلاع على الصفحات الشخصية للمستخدمين الآخرين ،ربما يخاف هذا النمط من المستخدمين من أن يفوتهم شيء ما ، أو يعيشون طفولتهم من جديد ، حيث كانوا يكتفون بالوقوف في ركن ما من ساحة المدرسة ،يكتفون بمراقبة زملائهم ويكبحون الرغبة في اللعب معهم أو حتى مكالمتهم ، لكن التجربة أظهرت خيار التخفي ليس بالأمر السيئ على الإطلاق ، إذا ما أخذت بعض التعليقات غير اللائقة التي يكتبها البعض بعين الاعتبار .[9]
* النموذج الثاني : رفيق المدرسة (لم تلتقي منذ وقت طويل )بهذا يتحدث الكاتبان عن هذا النموذج من الأشخاص فيوضحان “هذه الرسالة يتلقاها المرء من أشخاص فقدت أثارهم منذ وقت طويل ، وغالبا ما يكون زملاء من أيام المدرسة ،رسالة تثير فضولهم كبيرا عما أصبحت عليه أحوال الأخر ، لكن في كثير من الأحيان ما يلبث هذا الزميل القديم أن يختفي ولا يقي اسمه في لائحة الأصدقاء .
النموذج الثالث :الخطيب السابق أو الخطيبة السابقة هم أصدقاء غير مريحيين ، ويتوقف الكاتبان عن هذا النوع من الأصدقاء الذين يتجسسون على صفحات المشتركين في الفيس بوك ،وقد يثيرون بعض المشاكل غير المريحة لصاحب الصفحة ، كون أنهم يحاولون التأثير على علاقاته الجديدة ، وخلق المشاكل في علاقته مع أصدقائه الجدد.
* النموذج الرابع :
الأبوين لا شك أن كثير من الآباء والأمهات لا يعرفون عن الفيس بوك ما يكفي ،إضافة إلى أنهم لا يرغبون في خوض هذه التجربة الجديدة ، لكن حرصهم على أولادهم يدفعهم في الكثير من الأحيان إلى التطفل على اهتمامات الأبناء والبنات بهذا التواصل الاجتماعي والدخول إلى صفحاتهم وطلب الصداقة أبنائهم الذين يقومون بتشكيل مجاميع من الأصدقاء تحد من تدخلات الآباء في شؤونهم ، ومن هذه المجموعات التي يشكلونها الأبناء :(دعونا نقصي الآباء من الفايس بوك ).[10]
القسم التطبيقي:
المنهج:
لقد قمنا في هذه الدراسة بإتباع المنهج العيادي الذي يعتمد على دراسة الحالات الفردية معتمدا على عدة وسائل أو تقنيات ،ولقد تم اختياره لموائمته للموضوع وجدير بالذكر أن نرى أن المنهج الإكلينيكي يعتمد على تفسيرات جزئية في غالب الأحيان تستند إلى ذاتية الباحث ومنطقاته الثقافية.
الأدوات:
استخدمنا المقابلة نصف الموجهة والتي تترك المجال للمفحوص بالتعبير على معاشاته النفسية بطريقة مرنة
المقابلة النصف موجهة والتي تعرف بأنها عملية إصغاء بدرجة أولى وذلك مابين الفاحص والمفحوص، ويتم ذلك وجها لوجه،غير أن القسم الأكبر من الحديث يكون من طرف العميل. [11]
* تحليل محتوى المقابلة:
والذي تضمن مجموعة من المصفوقات تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على هوية المراهق والتي انقسمت بدورها الى وحدات صورة الجسم ،تقدير الذات، معرفة الذات.
ومصفوفة نجد انعكاسات سلبية على الجانب الاجتماعي للمراهق من جراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”الفايس بوك، تويتر والتي انقسمت بدرورها الى وحدات الجانب الديني، الجانب الاجتماعي،الجانب السياسي
*العينة:
تتكون تتكون عينة الدراسة الحالية من مراهقين ذكر والبالغ 18 سنة وأنثى والبالغة من العمر 19سنة، تم اختيارهما بطريقة قصدية من بين الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي.
الفرضيات:
1-تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على هوية المراهق.
2-توجد انعكاسات سلبية على الجانب الاجتماعي للمراهق من جراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي” الفايس بوك، تويتر.
*تحليل النتائج:
الحالة الأولى:
الجنس:ذكر السن :18سنة المستوى التعليمي:سنة ثالثة ثانوي
*عرض وتحليل محتوى المقابلة مع الحالة الأولى:
المجموع الكلي للوحدات:70 وحدة
المصفوفات | الوحدات | التكرارات | النسب المئوية | |
تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على هوية المراهق | صورة الجسمتقدير الذاتمعرفة الذات | 16175 | 22.22%24.28%7.14% | 53.64% |
توجد انعكاسات سلبية على الجانب الاجتماعي للمراهق من جراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”الفايس بوك، تويتر. | الجانب الدينيالجانب الاجتماعيالجانب السياسي | 2024 9 | 28.57%34.28% 12.85% | 75.7% |
جدول (1): يوضح محتوى المقابلة
التحليل الكيفي لنتائج الجدول:
بعد تحويل ألفاظ الحالة إلى حوادث ثم تحويل تلك الوحدات إلى كم نعود مرة أخرى إلى الكيف لنربط بين النمطين من التحليل من خلال المعالجات الإحصائية.
وقد وجدنا في الجدول أعلاه وجدنا أن الحالة تحصل على نسبة 22.22% على بعد صورة الجسد، وهذا يعني انه يتميز بصورة سليمة عن جسده وهذا ما لمسناه في قوله يعجبني بعض الشيء،أما بالنسبة إلى تقدير الذات فقد تحصل على نسبة24.28 % وهذه النسبة أيضا تتماشى مع نتيجة البعد الأول أي انه لا تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على تقدير الذات لدى الحالة كما لمسنا ذلك من خلال المقابلة لدي وجهة نظر راسخة جدا لا تتغير بسهولة،أما البعد الأخير والذي يحمل عنوان معرفة الذات فقد تحصل على ادني نسبة والمقدرة ب7.14%، ومن أقواله الدالة على ذلك: لدي بعض المواهب، استطيع أن اعرف ما الذي اقدر على فعله،وكل هذه المؤشرات دالة على عدم وجود اثر سلبي لشبكات التواصل الاجتماعي” الفايس بوك، تويتر على هوية الحالة.
أما المحور الثاني الذي يحمل عنوان انعكاسات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”الفايس بوك، تويتر.
على الجانب الاجتماعي للمراهق ،فقد وجدنا أن الجانب الديني تحصل على نسبة28.57%،وهي نسبة صغيرة جدا والتي تدل على أن الجانب الديني للمراهق لم يتأثر من جراء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بحيث يقول: ابحث كثيرا في المسائل الدينية،أما الجانب الاجتماعي الذي يعتبر من أهم مقومات الأمن الاجتماعي فقد رصد نسبة34.28% وهي نسبة مرتفعة قليلا عن باقي المحاور وهذا يدل على أن هذا الجانب متأثر بدرجة بسيطة من جراء استخدام شبكات التواصل لقوله المناسبات الوطنية مملة جدا،وليس منها أي فائدة،أما الجانب الأخير وهو الجانب السياسي فقد تحصل على ادني نسبة في هذا الجانب وذلك يرجع لعامل السن،لان الحالة مراهق ولا تستهويه الأمور السياسية بقدر المواضيع التي تخص الرياضة والترفيه.
الحالة الثانية:
الجنس:أنثى السن :19سنة المستوى التعليمي: سنة ثالثة ثانوي
عرض وتحليل محتوى المقابلة مع الحالة الثانية:
المجموع الكلي للوحدات:79 وحدة
المصفوفات | الوحدات | التكرارات | النسب المئوية | |
تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على هوية المراهق | صورة الجسمتقدير الذاتمعرفة الذات | 221314 | 27.84%16.45%17.72% | 62.01% |
توجد انعكاسات سلبية على الجانب الاجتماعي للمراهق من جراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”الفايس بوك، تويتر. | الجانب الدينيالجانب الاجتماعيالجانب السياسي | 2427 12 | 30.37%34.17% 15.18% | 79.72% |
الجدول رقم (02) يوضح محتوى مقابلة للحالة الثانية
التحليل الكيفي لنتائج الجدول:
من خلال نتائج الجدول أعلاه وجدنا أن الحالة تحصلت على نسبة 27.84% على بعد صورة الجسد، وهذا يعني أن الحالة تتميز بصورة جسد سوية عن جسدها وهذا ما لمسناه في قولها نعم “أنا راضية عن شكلي كثيرا”،أما بالنسبة الى تقدير الذات فقد تحصل على نسبة16.45% وهذه النسبة أيضا تتماشى مع نتيجة البعد الأول أي انه لا تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على تقدير الذات لدى الحالة الثانية.
أما بالنسبة إلى بعد معرفة الذات فقد تحصل على نسبة مقدرة ب17.72%،ومن أقوالها الدالة على ذلك: “قد استطيع أن احدد قدراتي حسب الموقف التي تصادفني ، وكل هذه المؤشرات دالة على عدم وجود اثر سلبي لشبكات التواصل الاجتماعي.على هوية الحالة الثانية.
أما المحور الثاني الذي يحمل عنوان انعكاسات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”الفايس بوك، تويتر.
على الجانب الاجتماعي للمراهق ، فقد وجدنا أن الجانب الديني تحصل على نسبة30.37%، والتي تدل على أن الجانب الديني للمراهقة لم يتأثر كثيرا بحيث تقول: “أن الدين مهم جدا لنا في هذه المرحلة العمرية” ،أما الجانب الاجتماعي فقد رصد نسبة34.17% وهي نسبة مرتفعة قليلا عن باقي المحاور وهذا يدل على أن هذا الجانب متناثر بدرجة بسيطة لدى الحالة الثانية أيضا من جراء استخدام شبكات التواصل لقولها المناسبات الوطنية لا تهمني.
أما الجانب السياسي فقد تحصل على 15.18% وذلك يرجع لعامل الجنس،لان المراهقات الإناث بصفة عامة لا يملن للأمور السياسية كثيرا.
مناقشة الفرضيات في ضوء النتائج:
من خلال تحليل المحتوى للمقابلات التي قمنا بأجرائها مع الحالتين وجدنا أن الفرضية الأولى ﴿ تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على هوية المراهق أنها لم تحقق﴾
أما الفرضية الثانية التي فحواه﴿توجد انعكاسات سلبية على الجانب الاجتماعي للمراهق من جراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي” الفايس بوك، تويتر﴾ أنها لم تحقق أيضا .
أي أنه لا يؤثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي” الفايس بوك، تويتر على الجانب النفسي والاجتماعي للمراهقين، قد يرجع ذلك للوعي الثقافي في وسط الشباب التي تقيهم من الوقوع في فخ العولمة من خلال البرمجة الغير مباشرة التي تقوم بها وسائل التواصل الاجتماعي.
خاتمة :
تعتبر مواقع الاتصال الاجتماعي منها الفايس بوك من المواقع التي لها مزايا وعيوب لكن في الحالتين المقدمتين كانت النتيجة ايجابية خاصة في عدم تأثر المراهقين بالفايس بوك ويرجع إلى البروفيل النفسي للحالتين من خلال تشبعهم بالوعي من خلال التنشئة الأسرية الجيدة والتي تجسدت في سلوك المراهقين من خلال التقمصات الجيدة واكتساب هوية سوية من خلال معرفتها لتوظيفها الفكري، لكن نتيجة هذه الدراسة تنطبق فقط على الحالتين فقط ولا نستطيع التعميم .
قائمة المراجع:
- جيلفورد بلوم: ترجمة كمال محمد خليل ،مهارات التفكير التباعدي، دراسة ميدانية ، دار المناهج للنشر و التوزيع،عمان ،الأردن ،2007 ،ط1.
- -محمد عودة الريماوي وآخرون ،علم نفس العام، دار المسيرة،عمان الأردن، 2006، ط2.
- سامي محمد ملحم ،علم نفس النمو، دورة حياة الإنسان ، دار الفكر،عمان، الأردن،2004 ، ط1.
- عقل محمود عطا حسين، النمو الإنساني، دار الخريجي، الرياض،1993.
- لعزازقة حمزة ، تظاهرات التقمص وتماثلية الواقع في الإرهاب الالكتروني ، مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في علم النفس العيادي ، جامعة سطيف ، 2007.
- أحمد محمد نوري محمود ، أزمة الهوية لدى الطلبة المرحلة الإعدادية ،مجلة البحوث التربوية والنفسية ، جامعة الموصل ،كلية التربية الأساسية ، العدد الحادي والثلاثين.
- حسني عوض (؟):أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب تجربة مجلس شبابي علار أنموذجا، دراسة نفسية برامج التنمية الاجتماعية والأسرية.
- محمد منصور ،تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على جمهور المتلقين دراسة مقارنة للمواقع الاجتماعية والمواقع الالكترونية “العربية نموذجا “،رسالة ماجستير في الإعلام والاتصال ، 2012 .
- حامد عبد السلام زهران،الصحة العقلية،، دار النهضة العربية،عمان ، الأردن ،1997، ب ط .
[1] جيلفورد بلوم: ترجمة كمال محمد خليل ،مهارات التفكير التباعدي،ص 329
[2] محمد عودة الريماوي وآخرون ،علم نفس العام،ص 163
[3] عقل محمود عطا حسين، النمو الإنساني، ص 33.
[4] لعزازقة حمزة ، تظاهرات التقمص وتماثلية الواقع في الإرهاب الالكتروني،ص74.
[5] عزازقة حمزة ، تظاهرات التقمص وتماثلية الواقع في الإرهاب الالكتروني،ص74.
[6] أحمد محمد نوري محمود ، أزمة الهوية لدى الطلبة المرحلة الإعدادية ، ص 7-8.
[7] أحمد محمد نوري محمود ، أزمة الهوية لدى الطلبة المرحلة الإعدادية ، ص 7-8.
[8] حسني عوض :أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب ، ص 04.
[9] محمد منصور ،تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على جمهور المتلقين ، ص 83_84
[10] محمد منصور ،نفس المرجع ص 84-85
[11] حامد عبد السلام زهران ، الصحة النفسية ، ص 30