
الآثار الثقافية (القيمية والسلوكية) للإعلام الجديد على المستخدمين
أ.إبراهيم يحياوي/جامعة سطيف 2 ،الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 50 الصفحة 33.
Résumé:
ne doute plus aujourd’hui dans les médias et technologies de communication de l’impact profond dans le changement et le façonnage des valeurs, guidant le comportement en fonction de la destination que vous voulez avoir, donc affectées par les normes et les valeurs des communautés en raison d’accéder à ces outils et techniques à des entités, des communautés, et le contrôle de la scène l’acteur et l’objet, et occupé premier plan, et Tnahumic en expansion et gouverné avec chaque nouveau jour augmente techniques de résistance après jour, ce qui entraîne un changement des institutions traditionnelles d’éducation sociale et culturelle, et se retira à la rangée arrière qui est une abomination, et a perdu direction bâtiment et diriger la communauté de sa domination et son emprise, et la raison est parce que je pense est un à Dansourih (Danaddourah ce qui signifie que l’extinction) motif de dinosaure dans l’acteur et l’objet du processus, a conduit à la baisse et la faiblesse de l’efficacité et de feuillus de la société autour d’eux, et cela menace les débuts de la phase d’extinction. Selon look “Macluhan” Chaque chemin a parlé amendement à l’environnement psychologique et nous impose un modèle de perception et de penser que nous regarder comment peut difficilement réaliser, et si cela se produit, la communauté actuelle reconnaît également “Azzi” ne peut pas échapper à une grande partie du monde de la technologie, mais le lien valeur humaine a vraiment diminué. Selon “Belkeziz” il a produit de nouvelles opérations de valeurs Césarée valeurs organisation les a transformés en Hohae cour de valeurs dispersées ne sont pas réglées par la relation horizontale, falsifie la sensibilisation et de la moisissure et Nglaith, rupture des liens sociaux et le développement des valeurs de la violence et de haine entre les personnes de la même communauté. L’activation de l’acteur et l’objet du processus de socialisation à travers les institutions et la logique de l’évolution et de la théorie de l’adaptation peuvent réduire la taille de l’influence des médias et de la communication moderne et offset ad carte valorem réservation force et la cohésion de la communauté et d’ouvrir une base solide sur les perspectives pour l’avenir.
Mots clés 🙂 les nouveaux medias, la culture , Values , Impact, le comportement .
ملخص :
لم يعد من شك اليوم في ما لوسائط تكنولوجيا الإعلام والاتصال من بالغ الأثر في تغيير وتشكيل القيم ، وتوجيه السلوك وفق الوجهة المراد لها ، بحيث تأثرت معايير وقيم المجتمعات بفعل ولوج هذه الوسائل والتقنيات إلى كيانات المجتمعات ، وسيطرة على المشهد الفاعل والمفعول به ، واحتلت الصدارة ، وتناومت في توسعها وتحكمها مع كل جديد تقني يزيدها قوة يوم بعد يوم، مما أدى إلى انزياح مؤسسات التنشئة الاجتماعية والثقافية التقليدية ، وتراجعت إلى الصف الخلفي وهي مكرهة ، وضاع مقود بناء وتوجيه المجتمع من حكمها وقبضتها ، والسبب يرجع في اعتقدي إلى دينصورية نمطها في عملية الفاعل والمفعول به ، فأدى إلى تراجعها وضعف في فعاليتها ونفضا المجتمع من حولها ، وهذا ينذر ببدايات مرحلة الانقراض . وحسب نظرة “ماكلوهان” إن كل وسيلة تحدث تعديلا في محيطنا النفسي وتفرض علينا نمطا من التصور والتفكير الذي يراقبنا بكيفية لا نكاد ندركها، وإذا كان هذا هو الحاصل فإن المجتمع الحالي كما يقر “عزي” لا يقدر على الإفلات كثيرا من عالم التكنولوجيا ، وإن ارتباط الإنسان بالقيمة قد تضاءل حقا . وحسب ” بلقزيز” فإنه تولدت قيم جديدة بعمليات قيصرية تحولت معها منظمة القيم إلى ساحة شوهاء من قيم متناثرة لا تنظمها علاقة أفقية ، تزيف الوعي وقولبته وتغليطه ، تمزق الروابط الاجتماعية ، وتنمية قيم العنف والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد . إن تفعيل عملية الفاعل والمفعول به من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية وبمنطق نظرية التطور والتكيف يمكن التقليل من حجم تأثير وسائل الإعلام والاتصال الحديثة وتغذية ذلك بطاقة قيمية تحفظ قوة وتماسك المجتمع وتمهد له أرضية صلبة نحو أفاق المستقبل .
الكلمات المفتاحية: الآثار ، الثقافة ، القيم ، السلوك، الإعلام الجديد.
مقدمة:
مع بروز الإعلام الجديد وما يحمله في طياته من قيم ثقافية وحضارية ، نمت ظاهرة التوجس والتخوف من هذا الجديد الغريب وخاصة في عالمنا العربي ، والحقيقة أن هذا التوجس مشروع ومقبول لكون العالم العربي له تجربة مريرة مع الوافد الغير بعيد الذي عانت منه المجتمعات العربية من عملية تغريب وعلمنة المجتمعات المستضعفة وخاصة في القرنيين الأخيرين ، ولهذا لما ظهر ت رياح العولمة بواسطة هذه الوسائل الإعلامية الحديثة كانت ردات الفعل متوقع للخلفية التاريخية للشعوب .
ولكن هذا لا يجب أن يتم بمجرد شحن عواطف المجتمعات ، وكتابة بعض المقلات وإقامة مجموعة من الملتقيات والندوات داخل غرف مغلقة تعالج الإشكالية من جانبها الأكاديمي الذي يصب في الترف الفكري وفقط ثم الانصراف وكأن شيئا لم يكن، والمطلوب هو دراسة الإشكالية بتفكير هادئ وهادف والارتقاء بمستوى النقاش من اجل فهم الظاهرة ، ووضع البدائل الفكرية والفنية والاجتماعية بمشاركة كل طبقات المجتمع حسب موقعه في عملية المقاومة ووضع الخطط الصحيحة من اجل التكيف الايجابي مع كل تغير متوقع ، وعدم الوقوع في صدام لا نملك بدايته ولا نهايته وحتى وسائله المادية حتى وان توفرت بشكل متواضع ، ولا يخفى على احد أن الإعلام الجديد يحمل قيم ثقافية قد تتوافق مع القيم الثقافية المحلية وقد تخالفها جملة وتفصيلا . ونتيجة لهذا الانفتاح الإعلامي الغير مسبوق والذي تجاوز الحدود والدول والأنظمة الرقابية التقليدية ، فإن عملية التحكم والسيطرة بطرق التقليدية تجعل المجتمعات أمام تحديات كبيرة ومسؤولية عظيمة من أجل حماية المجتمع وخاصة فئة الأطفال والشباب لكون أن هاتين الفئتين مستهدفتين من خلال كثافة ونوعية البرامج الإعلامية المعدة والمقدمة والموجهة لهم ، وهذا يتطلب من قادة الفكر والرأي والعارفين بخبايا الصراع الفكري والحضاري عليهم رهانات كبرى والتعاطي مع هذا الوافد الجديد بقوة الموروث الحضاري الذي يملكه المجتمع ، والابتعاد عن التهويل والصراخ والانهزام في معركة تحتاج إلى طول نفس ،والى طرح واقعي وفهم معادلة المتغيرات في محيطها العالمي الجديد .و تكمن قيمة هذه الورقة البحثية في محاولة تحديد ومناقشة ظاهرة تأثير الإعلام الجديد على المنظومة القيمية للمجتمع .
الإشكالية :
كان التحول الأبرز خلال العقد الأخير هو ظهور الإعلام الجديد وما يحمله من خصائص ومميزات بفضل التطور التكنولوجي ازدادت الحاجة الإنسان إلى استعمال الوسيلة التقنية في حياته وأصبحت معاشرتها واستخدامها من جزء من حياته طبعا لما تحمله من خصائص ومميزات تعمل على تسهيل حياته اليومية أو تحقيق الكثير من الغايات والرغبات سواء كانت مادية أو معنوية وانطلاقا من فكرة أن كل جديد هو مرغوب ، فإن كل ما يحمله الإعلام الجديد هو مطلوب ومرغوب من طرف المستخدم لما يحمله من أساليب جذابة وملهيات تحقق المتعة النفسية والعقلية ، وتقدم للفرد كل ما هو ممنوع وغير مسموح به وفي الوقت الذي يريد، وبذلك تصدرا الإعلام الجديد مشهد الساحة وأصبح البديل الشرعي للإعلام التقليدي ، وبما أن هذا الإعلام الجديد من أدبياته انه يسعى إلى خدمت الإنسان مهما كان شكله أو جنسه أو موقعه متجاوز كل الحدود والأعراف فانه بالضرورة يحمل في رسائله معلومات ومعارف وسلوكيات مصبوغة وفق منظومة قيمية وضعها الآخر،هذه الأخيرة هي عبارة عن عادات وتقاليد وطباع وتشريعات وقوانين وأعراف لمجتمعات بعينها تنقلها وسائل الإعلام الجديدة في أي شكل كان ومن ورائها أهداف موجهة للمستخدمين هذه المنظومة القيمية قد تتوافق وقد تتعارض جملة وتفصيلا مع هذه المنظومة المنقولة عبر الإعلام الجديد قد ينتج عنها أثار ثقافية على المجتمعات المستهلكة هذه الآثار قد تصيب القيم أو سلوك الأفراد أو على حد تعبير عزي فانه برغم من تقوية الثورة الإعلامية فان ذلك لم يحدث نقلة نوعية على مستوى القيم بل دعم الصورة الخاوية التي غيرت ملامح وجه المجتمعات المستهلكة للرسائل الإعلامية . ويمكن الخروج بتساؤل ما هي الآثار الثقافية للإعلام الجديد على المستخدمين ؟ ما هي الرهانات المستقبلية لمواجهة تحديات الإعلام الجديد؟ هل المنظومة الثقافية المحلية محصنة من الاختراق الثقافي والقيمي المنقول من الأخر؟
1-تحديد المفاهيم:
-التأثير:
هو تغيير يحدث في السَلوك الإنسانَي نتيجة المعلومات التي يستقبلها وتؤثَر على مخزونه المعرفي ،وتدفعه للقيام بتصرف مغاير للعمل الذَي اعتاد عليه ([1]) .والثائر:تغير يقع إما في التفكير أو في المشاعر أو في السلوك،بسبب تلقي الرسالة الاتصالية، والتأثير الكامل للرسالة على المتلقي وعلى المرسل،لا يعرف بالملاحة العابرة،بل بالسبر ودراسة التغيرات الفكرية والشعورية والسلوكية والمعرفية الناتجة عن انطلاق الرسالة الاتصالية ([2]) .وهو العلامة، وأثر الشيء: بقيته، وتأثّر: أي ظهر فيه الأثر، والتأثير: إبقاء الأثر في الشيء.هو ما تحدثه الرّسالة الإعلامية في نفس المتلقّي، وكلّما استجاب المتلقي للرَسالة يحدث التأثير، والتأثير هو نتاج التَفاعل الواقعي بين خصائص الرّسائل الإعلاميَة وخصائص المتلقّين لها ([3]). والأثر هو تلك العلاقة التفاعلية بين أفراد الجمهور ووسائل الإعلام، وتتميز هذه العلاقة من جانب وسائل الإعلام بمحاولة تكييف رسائلها مع خصائص الجمهور الذي تتوجه إليه بهدف استمالتهم لكي يتعرّضوا لمحتوياتها ، وليس بالضرورة التأثير عليهم لكي يغيروا شيئا ما على المستوى المعرفي أو الوجداني أو السلوكي ، ومن جانب أفراد الجمهور فهم يستعملون وسائل الإعلام ويتعرّضون لمحتوياتها لأسباب مختلفة باختلاف سياقاتهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والثقافية ، وهذا وفقا للقيمة التي تحملها هذه المحتويات وما تمثله بالنسبة إليهم ومدى قدرتها على إشباع حاجاتهم المختلفة([4]).
الإعلام الجديد:
هو من الإخبار،يقال:اعلم فلانا الخبر أي اخبره به.والجديد من جد،وهو للشيء بمعنى حدث بعد أن لم يكن ،فهو جديد.([5]) ، وسائل الإعلام التي تعتمد على الحاسب الآلي في إنتاج وتخزين وتوزيع المعلومات،وتقدم ذلك بأسلوب ميسر وبسعر منخفض،وتضيف التفاعل المباشر ،وتستلزم من المتلقي انتباها،وتدمج وسائط الإعلام القديمة.([6]) ، وهي كل أنواع الإعلام الرقمي الذي يقدم في شكل تفاعلي.وينقسم على أربعة أقسام بحسب ما يقوم عليه،منها ما يقوم على شبكة الانترنت أو على الحاسب الآلي أو على الأجهزة النقالة أو على الوسائل الإعلام التقليدية بعد إضافة الرقمية والتفاعلية إليها.([7]) ، وسائل الإعلام الجديدة ليست بثًا أحاديًا وتلقيًا إجباريًا مثل ما كانت تتميز به نظم الإعلام القديم، ولكنه تفاعل يختار فيه الناس احتياجاتهم، ويشاركون هم في الوقت ذاته ليس بالرأي فقط، وبموجب نظام الإعلام الجديد يمكن لوسائل الإعلام أن تقدم لكل شخص ما يريد في الوقت الذي يريد، والإعلام الجديد هو إعلام تعددي بلا حدود ومتعدد الوسائط يؤدي أدوارًا جديدة كليًا لم يكن بوسع الإعلام التقليدي تأديتها . وتتميز وسائل الإعلام الجديدة بالرقمية، والتفاعلية، والتشعبية، والتفردية، والتخصيص، والجماهيرية، وتزاوج الوسائط والتكنولوجيات، كما أن هناك مستحدثات إعلامية غير مسبوقة تأخذ مكانها الآن مثل الإعلام.([8]) ، فالإعلام الجديد عبارة عن شبكات المعلومات ،ومواقع التواصل الاجتماعي والمدونات،والمنتديات،وغرف المحادثات،ويكون بين طرفين:مرسل ومستقبل،فهو إعلام شخصي فردي ،إذ لم يعد حكرا على طبقة معينة كما كان الشأن في الإعلام التقليدي،بل أضحى المواطن مسهما في صناعة الرسالة الإعلامية،فاعلا في المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي.([9]).
الثقافة :
يعتبر مفهوم الثقافة من المفاهيم المعقّدة فمثلا “ريموند وليم” أحد المنظرين في الثقافة يرى أنّ الثقافة تعدّ واحدة من أكثر المفردات تعقيدا في اللغة الانجليزية ، حيث استعملت بطرق مختلفة سواء من جانب علماء الاجتماع أو غيرهم ، إذا الثقافة هي رمزية تكتسب بالتعلم وتشكل مظاهر للمجتمع الإنساني . ([10]) . إن مفهوم الثقافة من المفاهيم التي تثير الكثير من الغموض والجدل ، وذلك لأسباب عديدة لعلّ أهمها :التطوّر اللغوي والفكري للكلمة ذاتها سواء في اللغة العربية أو في اللغات الأجنبية الأخرى ، فكما يقول ” دنيز كوش ” : من أجل فهم المعنى المعاصر لمفهوم الثقافة واستعمالاته المختلفة في العلوم الاجتماعية ، فمن الضروري استرجاع كيفية تشكله ، وتتبع شجرة تطوّره ، والوقوف على أصوله.
وتطوّر دلالاته اللغوية والاصطلاحية . وكلمة ثقف ، يثقف ، ثقفا ، من باب فرح ، وتعني صار حاذقا فطنا ، وثقف العلم والصناعة : أجاد فهمهما ، وثقف الرجل في الحرب أدركه وظفر به ،ويقال ثقف الشيء وهو سرعة التعلم ،وثقف الرجل ثقافة أي صار حذقا خفيفا([11]). كلّ ما فيه استشارة للذهن ، وتهذيب للذوق وتنمية لملكة النقد والحكم لدى الفرد أو المجتمع ، وتشمل على المعارف والمعتقدات ، والفن والأخلاق ، وجميع القدرات التي يسهم بها الفرد في مجتمعه ، ولها طرق ونماذج عملية وفكرية وروحية ، ولكل جيل ثقافته التي استمدها من الماضي ، وأضاف إليها ما أضاف في الحاضر وهي عنوان المجتمعات البشرية ([12]) ويشتق هذا المصطلح من كلمة ( cultura) اللاتينية المشتقة بدورها من فعل ( colere) وهو ينطوي على ” أعلى مستوى من التعبير عن الإنسانية ” . ولطالما كان ينافسه مصطلح الحضارة الذي في معناه الكلاسيكي وبالإحالة إلى تحسين المواقف وتلطيف السلوكيات يتناقض مع مصطلح الهمجية . ينطوي مصطلح الثقافة على دلالات متعدّدة وينطبق على الأعمال الميدانية كما على الانجازات التقنية ، وعلى القدرات الفكرية كما على التمرين الجسدي ، وعلى علم الأحياء ، كما على الآداب والإنسانيات . ([13])
تعريف إدوارد تايلور: ” كل مركب يشمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك من الإمكانيات أو العادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في مجتمع”. وتعريف “روبرت بيرستد ” : إنّ الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألّف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نمتلكه كأعضاء في مجتمع . ([14])
أمّا تعريف الذي صاغه المفكر مالك بن نبي” المحيط الذي يصوغ كيان الفرد ، كما إنّها مجموعة القواعد الأخلاقية والجمالية فإذا تناولنا مثلا لونا من الألوان باعتباره يعطي صيغة معينة في محيط ما فإنّه يعتبر من هذه الناحية علاقة جمالية . ([15])
ومن خلال التعريف الذي وضعه مالك بن نبي يمكننا استنتاج إن الثقافة مرتبطة بالواقع الاجتماعي الذي تبلورت من خلال أفعال وسلوكات وأفكار أفراد هذا المجتمع ” بأنّ الثقافة هي أسلوب كامل في الحياة الاجتماعية وهذا ما يذهب إليه ” رالف لنتون ” أنّ ثقافة المجتمع هي طريقة حياة أفراده ، وهي مجموعة الأفكار والعادات التي تعلّموها وساهموا فيها ثم نقلوها من جيل إلى جيل آخر. ([16]) .
وتعرّف الثقافة بأنّها تكوين مفاهيمي مركّب يدلّ على ما اكتسبه الإنسان العاقل تراكميا من أساليب مادية ومعنوية متطّورة باستمرار ، ويستخدمها في اتصاله بالواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه وتظمّ أساليب السلوك هذه سمات نفسية وعناصر أدائية متعدّدة يمكن تصنيفها حسب متعلّقات الذات الإنسانية والكفاية الاقتصادية والعلاقات الإنسانية والمسؤولية المدنية والتعامل مع المعلومات . ([17]) .وعّرفت الثقافة في المعجم الفلسفي بوصفها مصطلحا على النحو التالي: ” كلّ ما فيه استثارة للذهن ، وتهذيب للذوق ، وتنمية لملكة النقد ، والحكم لدى الفرد أو المجتمع . وتشمل على المعارف والمعتقدات والفن والأخلاق وجميع القدرات التي يسهم بها الفرد في مجتمعه ، ولها طرق ونماذج عملية وفكرية وروحية ، ولكلّ جيل ثقافته التي استمدها من الماضي ، وأضاف إليها ما أضاف في الحاضر ، وهي عنوان المجتمعات البشرية .([18]) وقد عرّفت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) الثقافة بأنّها ” جميع السّمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية ، التي تميّز مجتمعاً بعينه ، أو فئة اجتماعية بعينها ، وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة ، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ، ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات”
أمّا المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ، فقد حدّدت الثقافة في وثيقتها المهمّة الخطّة الشاملة للثقافة العربية وهي : مجموع النشاط الفكري والفنّي بمعناه الواسع ، مع ما يتّصل بهما من المهارات والوسائل التي ترتبط بكل أوجه النشاط الاجتماعي الأخرى مؤثّرة فيها ومتأثّرة بها .([19]) .وترتبط بنية الشخصية ارتباطا وثيقا بالثقافة المميّزة لمجتمع معين حيث الثقافة هي تحديدا نظام القيم الأساسية للمجتمع ، ويميل كل كيان اجتماعي إلى تشكيل كل ثقافي فريد.([20]). وقد خرج “كلاكهون وكروبز” بتعريف خاص عن الثقافة خلاصته إن” الثقافة هي جميع مخططات الحياة التي تكونت على مدى التاريخ ،بما في ذلك المخططات الضمنية والصريحة والعقلية واللاعقلية وغير العقلية،وهي توجد في أي وقت كموجهات لسلوك الناس عند الحجة،أوهي نسق تاريخي المنشأ يضم مخططات الحياة يشترك فيه جميع انفراد المجتمع ،أو أفراد قطاع خاص معين من المجتمع.([21]) إذن أثمرت هذه المناقشات اتجاهين حول تحديد مفهوم الثقافة،وهما الاتجاه الواقعي الذي يرى إن الثقافة هي كلً يتكون من أشكال السلوك المكتسب والخاص بمجتمع إنساني معين، أو بجماعة معينة من البشر.والاتجاه الثاني التجريدي الذي يرى أن الثقافة هي مجموعة من الأفكار يجردها العالم من ملاحظته للواقع المحسوس،الذي يشتمل على أشكال السلوك المكتسب الخاص بمجتمع أو جماعة معينة.
ولقد عرض “ليزلي هوايت”l.white ” الاتجاه التجريدي،واخذ بالاتجاه الواقعي،معللا ذلك بأن الثقافة دربا من دروب السلوك الإنساني،سيجعلها ضمن موضوعات علم النفس ،وسيفقد الانثروبولوجيا بذلك هويتها.([22])
القيم: تعرف القيم بأنها”مجموعة النظم الأخلاقية السلوكية للإنسان في داخله الباطني وخارجه الظاهري، تنبع من دينه وحضارة مجتمعه ، وثقافته الشخصية ، مضافا إلى تربيته الخاصة، وعقيدته في النفس والعالم.([23]) .وتنظر الفلسفة إلى القيم على أنها:”حالة أزلية وغير قابلة للتغير ولا للزوال، والإنسان يدرك هذه القيم من خلال تعامله مع الأشياء التي تحملها من خلال خبرات انفعالية وعاطفية،وكنتيجة لذلك يتشكل ضمير الإنسان،بحيث يحدد له ما الصواب وما الخطأ، وإن الخبرة الحياتية لا تصلح للتمييز بين القيم الحسنة والسيئة بل على الإنسان أن يتجاوز الحياة اليومية حتى يصل إلى الحقيقة.([24])
تعريف محمد حسين علوي:هي مجموعة من الفلسفات والمعتقدات والافتراضات والمبادئ والتوقعات والاجتهادات وقواعد السلوك التي تربط أي مجتمع في وحدة متماسكة.([25]) .ويرى”والمن wolman “بأن القيمة تشير إلى ما هو جدير بالاحترام والتقدير من الفرد أو الجماعة في البيئة الاجتماعية ،ويختلف هذا التقدير باختلاف موضوع القيمة ،وتشير إلى أهداف وغايات محددة يسعى الفرد أو الجماعات لتحقيقها في مجالات الحياة المختلفة.
ويعرفها عبد اللطيف خليفة “إنها مجموعة من الأحكام التي يصدرها الفرد بالتفضيل أو عدم التفضيل للموضوعات أو الأشياء وذلك في ضوء تقديره لهذه الموضوعات أو الأشياء ،وتتم هذه العملية من خلال التفاعل بين الفرد وبمعارفه وخبراته وبين ممثلي الإطار الحضاري الذي يعيش فيه ويكتسب من خلاله هذه الخبرات والمعارف.([26])
وجاء في تعريف نخبة من الباحثين القيم على إنها “مبدأ مجرد وعام للسلوك،يشعر أعضاء الجماعة نحوه بالارتباط الانفعالي القوي،كما انه يوفر لهم مستوى للحكم على الأفعال والأهداف الخاصة .ولذلك تضع القيم مجموعة المستويات العامة للسلوك التي تكون المعايير الاجتماعية التعبير الواضح والملموس لها،على أن الطبيعة العامة التي تتميز بها القيم من الممكن للأفراد الذين يشتركون في نفس القيم ،إن يختلفوا على بعض المعايير المندرجة تحتها. والقيمة مفهوم تجريدي (ظاهر أو ضمني ، يميز الفرد أو الجماعة ) للمرغوب فيه الذي يؤثر على اختياراتنا من عدة بدائل ،لطرق ووسائل وأهداف السلوك.([27])
السلوك: يعرفه عبد الستار إبراهيم إلى كل ما يصدر عن الفرد من استجابات حركية وعقلية ،أو اجتماعية عندما تواجه الكائن أي منبهات.([28]). أما سهير كامل احمد فيرى أن كل سلوك يصدر عن الفرد إنما هو مدفوع وغرضي،ولا يمكن التعرف على مظاهر السلوك الإنساني إلا إذا عرفنا الدوافع التي وراءها .ولكي نفهم الناس لابد من معرفة دوافعهم ، وما يرمون إليه من أهداف.([29]) .ويقول صبحي السيد إن السلوك الاجتماعي للفرد يتحدد نتيجة للتفاعل بينه وبين البيئة التي يعيش فيها وبصفة خاصة البيئة الاجتماعية ،ويتجلى اثر هذا التفاعل فيما نلاحظه من اختلاف بين سلوك الأفراد الذين ينتمون إلى جماعات مختلفة ،أو ثقافات وحضارات متباينة ([30]) .إن نظام القيم السائد في كل مجتمع والقائم في كل بيت وعند كل شخص هو المحرك لسلوك الإنسان.ومتى اضطربت أولويات هذا النظام واختلفت مع أولويات المجتمع وتعمقت الهوة بينهما يصبح الوقوع في السلوك أو في المرض الاجتماعي أمرا محتملا.([31])
2- تأثيرات الإعلام الجديد على المستوى الثقافي :
1- التأثير الايجابي على المستوى الثقافي:
استطاعت الجماهير على المستوى العالمي أن تستفيد من الخدمات الإعلامية الجديدة التي لا تخضع إلى السلطة الرأسية التي تأسس عليها الإعلام التقليدي،ومع ظهور الإعلام الجديد وبتقنياته المتطورة حدثت طفرة كبيرة في عملية الاتصال والتواصل داخل المجتمع مما نتج عن ذلك تغيرات كبيرة سواء في البنية الثقافية أو القيمية حملت معها “مفاهيم جديدة مثل تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات ، والتي تنطوي جميعها على جملة التطورات الاتصالية الحادثة والقائمة في المجالات الإعلامية،وتوضح مدى تأثير تكنولوجيا الاتصال والإعلام الجديد على عملية الاتصال ذاتها”.( 32[32]) إن المحتويات الإعلامية الجديدة أصبحت تحمل قيم ومعايير ،وتعكس نماذج من العلاقات الاجتماعية المراد بلورتها أو تكريسها لصالح فئة اجتماعية معينة أو موجهة لتغيير بعض الأنماط الاجتماعية السائدة . إن المستقبل لهذه الرسائل الإعلامية يتفاعل مع هذه المحتويات انطلاقا من كون هذه الرسائل تكرس واقعه الاجتماعي في ثوب ثقافي ملمع تشتهيه العقول والنفوس، وقد تحمل له الجديد الذي يطمح أن يراه ويعمل به بدعوة المعرفة والمعاصرة .فهذه التفاعلات تضبطها الخلفية الثقافية للفرد والمجتمع ، لكل مجتمع بوصلة تحدد له الاتجاهات وتضبط له الحدود في إطاره الثقافي والحضاري ،ولهذا تصبح عملية التأثير الثقافي للإعلام الجديد عملية اخذ وعطاء وقد تخضع في بعض الأحيان لظروف النفسية والاجتماعية والبيئية لكل مجتمع.”وانتشار استعمال وسائل الاتصال الحديثة في البلدان العالم ،ازداد اللجوء إليها كأداة للتعبئة ،كما تعد أداة مهمة في زيادة وعي الأفراد وتوسيع آفاقهم،خاصة في ظل ظهور فاعلين جدد،وبداية تشكل عالم جديد “الشبكة الالكترونية”وتتأثر هذه الاتجاهات بدرجة انتشار تقنيات الاتصال الجديدة في المجتمعات العربية وبطبيعة أنظمتها السياسية([33])
وحسب نظرية النقدية التي تعتبر وسائل الإعلام أنها تقوم بدور صناعة الثقافة عن طريق تقنيات الإعلام الجديد وتحويلها إلى تجارة وفي ظلها تنقل الثقافة من مدلولاتها المعيارية إلى واقع الصناعة بغرض الهيمنة حيث تصبح رهينة في أيدي أصحاب المال والقوة ثم تستغل في تغيير الأفكار والمواقف والسلوك والسيطرة ثقافيا وقيميا على المجتمعات.” إن القيم والمعايير التي تصدرها الصناعات الإعلام الجديد لا تصبح جزءا من النسق الثقافي أليا،أي يعتنقها الأفراد الحاملين للثقافة المحلية ميكانيكا،وإنما تخضع القيم الواردة إلى أحكام ومقتضيات النسق الثقافي.ومن هذا المنطلق ،فتدخلات الوسطاء في الاستعمالات والتلقي ،تمثل صلب نشاط تحركات الثقافة المحلية عبر الحاملين لها،وذلك للحفاظ على تجانس عناصرها،ومن ثم استمراريتها”.([34]) ومع هذا التطور السريع في وسائل الإعلام والاتصال رافقه عنصر مهم في العملية الاتصالية والمتمثل في المشاركة الفاعلة للمجتمع قي عملية صناعة العملية الاتصالية ،وذلك من خلال أن مستقبل الرسالة الإعلامية أصبح شريكا في صناعة الإعلام “ولقد استطاعت الوسائط الاتصالية الجديدة أن تدرك إن ديمقراطية الاتصال ليست مسألة فنية تترك في أيدي المديرين وإنما هي مسالة اشمل من ذلك تستلزم مشاركة كاملة من جانب السواد الأعظم من الناس لإسهامهم في صنع السياسات الإعلامية والاتصالية على مختلف المستويات”.([35]) ومن أكثر الفئات الاجتماعية المستخدمة والتي انساقت نحو “مودا “الإعلام الجديد هم فئة الشباب ،حيث تنوعت استجاباتهم الثقافية وفق احتياجاتهم وأضحت رغباتهم من هذا الوافد الجديد يتساوى في الترتيب مع الحاجيات الأخرى ،فلا يمكن الاستغناء عنه بل هو ضرورة حياتية . وانطلاقا من مبدأ الحاجة والاستجابة فإن ” لكل حاجة استجابة وفقا لمعايير أو قيم سلوكية محددة، ويعتقد علماء الاجتماع إن ثقافة الشباب تمارس دورا وظيفيا، ويمكن القول إن ثقافة الشباب هي هيكل من القيم والاتجاهات والمعتقدات ومعايير وأنماط السلوك التي يصنعها جيل الشباب كحلول يتصورها لبعض المشاكل البنائية،أو بوصفها أسلوب حياة مستقل عن عالم الكبار وهو أسلوب لا يخضع لقيمهم ومعاييرهم ومعتقداتهم وأسلوب سلوكهم”.([36]) .
إن عملية التنشئة الاجتماعية التي كانت سائدة قد تغير ت بفعل هذه الأنماط الجديدة التي ظهرت من خلال الإعلام الجديد الذي حول عملية نقل الثقافة والقيم من جيل إلى جيل أخر عن طريق الأجداد والآباء من خلال الثقافة السائدة لكن الإعلام اليوم حول الثقافة إلى ما يعرضه من إنتاج ثقافي مصبوغ بقيم معينة “و من خلال عملية التنشئة الاجتماعية يتم نقل القيم والمعايير من جيل إلى جيل ومن مجتمع إلى مجتمع أخر حيث من خلال الاحتكاك والتفاعل بين الثقافات والمجتمعات يتم إدخال قيم ومعايير جديدة تعبر عن الواقع الاجتماعي والتاريخي والاقتصادي والثقافي الذي يعيش فيه الفرد ” ([37])
إن هذه المشاركة الفاعلة للشباب في أنماط هذا الإعلام الجديد لم يكون سليم الفاعلة بسب الدخول في حركيته دون أن تتمتع بخلفية الثقافية وقيمية قوية تكون حصنا منيعا لحمياتك من كل التأثيرات الوارد ،إما أن تحاول الدخول وأنت غير محصن بقوة ثقافتك وقيميك الحضارية، أو لا تدرك خطورة العملية فإن الخطر وارد في عملية التفاعل ” أما المجتمعات الأخرى ذات الهوية الفاعلة والتي تتحكم في مداخل الإعلام الجديد ،لا تطرح عنده عملية التغيير السلبي بل هي تساهم في الثقافة والفكر والعلم والتقنية والإنتاج والنماء فليس لديها أزمة هوية وتهديد للهوية. إنها تنخرط في عملية التفاعل الكوني حيث تأخذ وتعطي وتشارك وتحتل مكانه ودوراً فعال”. ([38])
2-التأثير السلبي على المستوى الثقافي:
بما أن وسائل الإعلام الجديدة هي ليست جمعيات ذات النفع العام ولا تعمل دون أجندة تحركها ،فمن خلال توجهاتها وأفكارها فهي تعمل في إطار منظومة متكاملة لها غايات وأهداف تسعى للوصول إليها سواء وصلت إلى وعي المستهلك الإعلامي أو استقبلها بتفكير سطحي.”فمن خلال التدفق الهائل للصور والمعلومات جعل ثقافة الصورة سطحية هزيلة وفقيرة،ومع ذلك فهي واسعة الانتشار وقادرة على الاختراق بقوة، لذا تستعمل في الإغراء بتحريك الغرائز ومخاطبة وإثارة العواطف، وهذا يزيد من مخاطرها”.([39]) وقد تحول الفرد من كائن بشري يراقب العملية أخذا وغطاءا إلى كائن يستهلك كل ما يرد إليه من مادة إعلامية دون استعمال جهاز التصفية والغربلة من اجل التمييز بين الغث والسمين ،لكون إن هذا الإعلام فتح باب المستور ،وأصبح يمكن كل وارد على ما يحتاجه ،وما يشتهيه دون أدنى ضوابط الأخلاقية ،فالكثير مما كان خفيا عن غيرنا أصبحت تتداوله هذه الأجيال بينها متجاوزة القيم السائدة في المجتمعات. “كما أسهمت في تعميم شراهة الاستهلاك وأصبح الإنسان يعرف لا بوصفه كائنا عاقلا ومفكرا،بل بوصفه كائنا مستهلكا ،وهذا ما عبر عنه “جان بودريار “نعيش اليوم في مجتمع كيفه الإعلام وفق رموزه وشفراته المشهدية، وبات كل فرد يعيش حياته على طريقة نجوم الشاشة ،فكأنه في حياته اليومية نجم على شاشة،واخطر ما في الأمر إن الإعلام اقتحم الحياة الخاصة الحميمة للناس فقرضها شيئا فشيئا واحل مكانها نمطية وفق تكييف مسبق”.([40])
إن التأثير الثقافي أصبح واضحا من خلال هيمنة الإعلام الجديد ، وأن ثقافة الكثير من الفئات الاجتماعية أصبحت تتشكل بعيدا عن الثقافة الأصلية والقيم الاجتماعية السائدة ،بل خاضعة لهذا الوارد الذي يسعى بقوة لتغيير الثقافات المحلية وتعويضها بالثقافة الكوكبية. “هذه العلاقة غير متكافئة نشئت عنها صورة مشوهة على المستوى العقلي، والنفسي والاجتماعي للشباب، إن الإعلام الجديد وضع فئة الشباب في حيرة بين الأصالة والعولمة. يرى “برهان غليون” إن نمو الثقافة الغربية على حساب الثقافات المهمشة التي تحاول استدراك الوضع بالاندماج في حركة التاريخ الجديد،وعدم البقاء بمعزل عن التغيرات الكبرى” ([41]).
إن نتائج الواقع تثبت الكثير من القيم قد تغيرت بفعل موجات الإعلام الجديد الذي اجتاح المجتمعات المختلفة نتيجة لتطور الهائل الذي عرفته وسائل الإعلام والاتصال ،وخاصة بعد ظهور مصطلح العولمة ،ومن ابرز هذه التغيرات أو ما نعبر عنها بالتأثيرات التي أصابت المجتمع بكل فئاته وبالخصوص الفئة الحيوية في المجتمع وهم الشباب الذين سلبتهم هذه الثقافة المعولمة بتقنياتها وأثرت على أفكارهم ومعتقداتهم وسلوكهم وأصبحوا في متناولها تشكلهم كما تشاء ومن ابرز هذه التأثيرات:
أ-التأثير الفكري:
لا يمكن أن يكون هناك تغيير ثقافي إذا لم يسبقه تغير فكري ومعرفي ،بمعنى آخر إبطال القديم وتلميع الجديد. إن أساس أي تغيير هو يقوم على هدم الفكرة السابقة ثم البناء على أنقاضها الفكرة الجديدة أي اعتبار الفكرة السابقة فكرة ميتة ويجب وضع المبررات والدلالات على موتها أو نهيتها من خلال وضع وصف على ضعفها ونهايتها ،وعدم قبولها من طرف الواقع الذي تغير ،وأصبح لا يتماشى وأطروحاتها ،ثم بناء فكرة جديدة على أنقاضها ،والتي يجب تلميع صورتها ووضعها في المكان المناسب واعتبارها الوحيدة المنقضة ولا يوجد بديل غيرها ،وهكذا إذا نجحت عملية الهدم ثم البناء تكون الفكرة قد وصلت إلى المستخدم وأصبح مهيأ لعملية التغيير السلس، ومنه يمكن تغيير قناعاته وتمثلاته الثقافية التي تم تنشئته عليها واكتسبها من مجتمعه. عرفت كثير من المجتمعات تغيرات في عناصرها الثقافية من خلال هذا الأسلوب ،طبعا بالاستعانة واستخدم التكنولوجيا الحديثة والتي هي تعتبر عامل قوي في عملية الهدم والبناء من خلال الإعلام الجديد الذي يستخدم هذه التقنيات مع كل فجر اختراع جديد والذي ساعده على الانتشار والوصول إلى الكثير من الفئات، والتي أصبحت تستخدمه بقوة ودون حواجب الرقابة الاجتماعية .
ب:التأثير السلوكي :
التغيير في السلوك يسبقه تغيير في الأفكار التي تحدثنا عنها سابقا .إن السلوك الإنساني مرتبط بمعتقدات وأفكار هذا الكائن البشري ،فإذا نجحنا في تغيير هذه الأفكار والمعتقدات ،وستطعن إخراجها من الفرد وبطريقة سلسلة ،واستخدمنا كل أساليب الاقتناع نكون قد ساهمنا وبشكل معين في تغيير السلوك المرجو . لأن السلوك الإنساني هو تابع للأفكار المغروسة أو التي يتبناها الإنسان من خلال مراحله العمرية المختلفة ،وانطلاقا من هذا فإن الإعلام الجديد يسعى إلى تغيير الأفكار لكي تتعبد أمامه الطريق من اجل تغيير السلوكيات ،والتي ينمطها في مظاهر ثقافية تعبر عن واقع الإنسان الحي والمتفاعل مع الوجود ،والذي يبحث عن الحقيقة والسعادة رافضا العيش في الماضي ،ويبحث عن أحلامه في الرماد بعد الحريق ،إن هذا التصوير والإخراج الفني للأفكار بفعل هذه الرسالة الإعلامية الجديدة يجر الكثير من الفئات الاجتماعية إلى الاقتناع والسعي من وراءه للبحث عما يشبع حاجياتهم ورغباتهم ،ومن خلال عملية التفاعل والاستمرارية تختفي كثير هي السلوكيات الذاتية التي تحمل ثقافة ومعينة ،وتظهر
سلوكيات أخرى تحمل ثقافة جديدة قد تتوافق مع بعض البيئات ،وقد تختلف مع بيئات أخرى ،ومنها ما نلاحظها يوميا بشكل واضح في أفعال وتصرفات فئة الشباب بالذات .لكونها الفئة الاجتماعية التي تستخدم الإعلام الجديد بتقنياته بشكل واسع وكبير إلى جانب أنها تملك القابلية لتغيير والتجديد وتسعى دائما للبحث عن كل ما هو جديد.
ج-التأثير الوجداني:
إن هذا الكون بكل مكوناته ومخلوقاته يحمل رمزية الجمال ،يتجلى الجمال غي المظاهر الطبيعة (شروق وغروب الشمس ،تساقط الأمطار والثلوج وقوس قزح،توزيع الكواكب والأقمار والنجوم ، الغابات والنباتات والجبال والوديان،الحيوانات من المجهرية إلى الدينصورية،الفن المعماري الذي أبدعه الإنسان وغيرها)،ويتجلى كذلك في المعاني والقيم التي تعيش بها النفس البشرية من جمالية الآداب والأخلاق والفن والعلم والعيش وغيرها ،كان الإنسان منذ أقدم العصور يتمتع بجمالية هذا الكون الفسيح ،ومع مرور الزمن تلاشت نظرة الإنسان للكون وبدا يفقد حلاوة التع بهذه الجمالية ،لأن أنماط الحياة والتفكير تغيرت . وأصبح إنسان اليوم لا يرى في هذا الوجود إلا ما يحقق له رغبة واحدة وهي المتعة المادية الجافة .لقد سادت كل أنواع الرداءة والرؤية البسيطة لهذا الكون حيث أصبح الإنسان يرى كل ما يحيط به فهو متعة مادية صرفة ،وأفرغها من محتواها الجمالي الذي يزيدها قوة وسعادة ،هذه السعادة التي تخص الجانب الوجداني في الإنسان و هي التي فقدها أو ضاعت منه بفعل تغيرات الواقع الاجتماعي ،لقد ساهمت وسائل الإعلام وخاصة الجديدة منها في تغيير النظرة المتكاملة والمتوازنة للحياة وللكون وجرت الإنسان إلى متاهة الشقاء والعنف والاضطراب بسب النظرة الدونية والقاصرة لجمالية الحياة والكون .إن كثير هي الفئات الاجتماعية اليوم تعيش التعاسة والشقاء بسبب هذه المسلك الغير صحيح،وخاصة الشباب الذي وفرت له آلة الإعلام الجديد كل المتعة وحققت له كل ما يرغب فيه ،إلا انه في حقيقة الأمر هو يعاني من إحباط معنوي ومن تعاسة كبيرة لم يجد ضالته في هذا السراب الإعلامي المتطور والمتزايد بدون حدود ولا قيود،والعلة معروفة لأنه لم يرى جمالية الكون والنفس التي تعيد له توازنه النفسي والوجداني .
قد يعتقد الكثير إن وسائل الإعلام الجديدة تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات، فهي تجمع بين ما يقره المجتمع وما يخالفه من قيم ومعايير وتوجهات ،والعالم اليوم يعيش حياة متغيرة ومتسارعة والمقاومة فيها مطلوبة، ولكن لا تكون ذات طبيعة دينصورية فهي تؤدي إلى الانقراض، وإنما مقاومة التكيف و استغلال المسحات المفتوحة من اجل التمركز والاستفادة من هذه التغيرات المعرفية والتكنولوجية الحديثة التي تدفع الشباب وتزيد من قوته وعطائه وتضعه في إطاره التاريخي والحضاري، وتحميه من الهروب من انتمائه .
خاتمة:
إن المستخدمين اليوم للإعلام الجديد بكل فروعه يتأثرون بهذا الوافد الجديد الذي لا يعرف لا الحدود ولا القيود، و أصبح جزءا لا يتجزأ من حياة الشباب، وذلك لما أثبتته كثير من الدراسات وشواهد الواقع الاجتماعي، ولا خلاف أن هذا التعرض له تأثيرات على قيم وسلوك هؤلاء مما يؤدي إلى تشكل ثقافتهم مع مرور المن نتيجة المشاركة والتفاعل مع تقنياته ومحتواه الثقافي والقيمي ، وقد تتوافق هذه المحتويات وثقافة المجتمع السائدة وقد تتعارض وتتنافر معها.إذاَ فالتحديات التي تواجه المجتمعات اليوم كبيرة وخطيرة، والرهانات الواجب العمل بها تحتاج إلى وعي حضاري وجهد معرفي وثقافي سليم وصحيح والخروج من دائرة التهويل دون التفاعل مع الواقع ومعالجة الإشكالية بروح العصر والزمان ، وذلك من أجل تحويل الفعل السلبي للإعلام الجديد إلى استثمار إيجابي في صالح المجتمع وفئة الشباب بالخصوص، يجب العمل على ربطه بثقافته الأصلية ،وإعطائه الصبغة الأخلاقية ،وتنبيه إلى إدراك الفوارق الثقافية والقيمية مع الآخر. أن التأثير الثقافي والقيمي على المجتمع وخاصة الفئة المستخدمة للإعلام الجديد بشكل واسع والمكثف أضح اليوم واضح والنتائج التي نراها في الميدان تبرر ذلك التغير الذي حدث في كيان المجتمع وخاصة فئة الشباب ،ولكن هذا التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام والاتصال بلحكم المنطقي ليس كله مخالف للقيم، بل يحمل الكثير من مفاتيح الخير والتي بإمكان المجتمعات استغلالها في صالحها وتحويله من صيغة العداء إلى صيغة الاستخدام الأمثل والمفيد ،لكون الإعلام اليوم أصبح حقيقة ضرورية لحياة المجتمع ولا يمكن الاستغناء عنه .
قائمة المراجع:
1- ابن منظور ـ لسان العرب ـ المجلد الأول ـ دار الصادر ـ بيروت،لبنان .
2-المحارب سعد بن المحارب.(2011)،الإعلام الجديد في السعودية،(ط1) ،جداول للنشر والتوزيع،بيروت لبنان.
3- القرشي، فتيحة بنت حسين . (2007) : أثر الأسرة في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام ، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية 14-17، الرياض.
4-السيد، عبد العاطي السيد .(1990)، صراع الأجيال،دراسة في ثقافة الشباب،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية، مصر.
5-العتيبي،بدر جويعد . (2007). العولمة والثقافة وأثرها على هوية الشباب السعودي وقيمهم وسبل المحافظة عليها .بحث مقدم للإدارة العامة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ،السعودية.
6-السيد صبحي .(1976). الإنسان وسلوكه الاجتماعي ، منشورات جامعة عين الشم، القاهرة.
7-الربيعي، محمد عبيد .(2008) . الدور الثقافي للقنوات الفضائية العربية-المضامين والأشكال والتلقي . رسالة ماجستير ، الأكاديمية العربية المفتوحة ، الدنمارك.
8-اردوان ،مصطفى إسماعيل.(2015)،تأثير وسائل الإعلام الجديد في الشباب المسلم ،ورقة مقدمة لمؤتمر مكة المكرمة السادس عشر،الشباب المسلم والإعلام الجديد،مكة المكرمة،16-17 سبتمبر 2015.
9-احمد المهدي ،عبد الحليم.(2002)،الثقافة الإسلامية محور المناهج التعليم ،المعهد العالمي للفكر الإسلامي ،القاهرة .
10- أبو الحمام، عزام.(2010)،الإعلام والمجتمع،دار أسامة للنشر والتوزيع،عمان،الأردن.
11-بن هلال ،محمد.(2012 )، الإعلام الجديد ورهان تطور الممارسة السياسية، ،مجلة المستقبل العربي ،العدد 396،السنة 34 .
12- بومعيزة ،السعيد.(2006) ، أثر وسائل الإعلام على القيم والسلوكات لدى الشباب، رسالة دكتوراه ، قسم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر .
13-بودون، ريمون، وبوريكو، فرانسوا.(1986).المعجم النقدي لعلم الاجتماع (ط.1). الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعية.
14-بوتقرابت رشيد.(2006-2007)، ظاهرة الاهتمام باللباس عند الشباب الجامعي رسالة ماجستير،كلية العلوم الاجتماعية،جامعة الجزائر.
15-بن نبي، مالك.(1986). ميلاد مجتمع شبكة العلاقات الاجتماعية(عبد الصبور شاهين،مترجم )(ط.3). بيروت:دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
16-جيل، فيريول.(2011)، ،ترجمة محمد الأسعد ،معجم مصطلحات علم الاجتماع ،(ط1)،دار مكتبة الهلال ،بيروت لبنان.
17-هارالامبوس وهولبورن.(2010)،سوسيولوجيا الثقافة والهوية،ترجمة حاتم حميد محسن،(ط1)،دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع،دمشق سوريا .
18-وصفي ،عاطف.(1975) . الانتروبولوجيا الثقافية. القاهرة :دار المعارف .
19-حجازي ، مصطفى.(2006). الإنسان المهدور : دراسة تحليلية نفسية اجتماعية (ط.2).الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي.
20-والف، بيلز، وهاري ،هويجر.(1977). مقدمة في الانثروبولوجيا العامة،الجزء الثاني ()(الجوهري والسيد الحسيني، مترجم) .القاهرة: دار النهضة.
21-حجازي ،مصطفى.(2011).الإعلام الاجتماعي وتأثيراته على الناشئة في مجلس التعاون الخليجي ، (ط.1) مجلة سلسلة الدراسات الاجتماعية ، مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية لدول الخليج المنامة ،(63).
22- طه عبد العاطي نجم.(2011)،العلاقة بين تعرض الشباب العماني لوسائل الإعلام الجديدة ومستوى المعرفة السياسية،دفاتر السياسة والقانون ،العدد الرابع ،جامعة سلطان قابوس،سلطنة عمان.
23-مجمع اللغة العربية-المعجم الوسيط-،(2005)، (ط4)،مكتبة الشروق الدولية.
24-منصوري، نديم: (2014) سوسيولوجيا الانترنت ،( ط 1) منتدى المعارف،بيروت لبنان.
25- مهداد، الزبير عبد القادر.(2015)،تأثير الإعلام الجديد الثقافي والمعرفي،ورقة مقدمة لمؤتمر مكة المكرمة السادس عشر،الشباب المسلم والإعلام الجديد،مكة المكرمة،16-17 سبتمبر 2015.
26-مجاهدي ،مصطفى.(2011)،برامج التلفزيون الفضائي وتأثيرها في الجمهور –شباب مدينة وهران نموذجا- (ط 1)،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت لبنان.
27-محمد عبد العزيز محمد .(1997). الأخلاق والقيم،(ط1)، مكتبة جدة. السعودية .
28-مقدم عبد الحفيظ.(1992).الثقافة والتسيير،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر
29- سعود،الطاهر.(2015)،نحو إعلام رشيد مسدد بالأخلاق ،ورقة مقدمة لمؤتمر مكة المكرمة السادس عشر،الشباب المسلم والإعلام الجديد،مكة المكرمة،16-17 سبتمبر 2015.
30-سهير أحمد كامل .(2003). التوجيه والإرشاد النفسي للصغار،مركز الإسكندرية للكتاب الازاريطة ، مصر.
31-فوغلي محمد فراج وآخرون .السلوك الإنساني نظرة علمية، دار الكتب الجامعية ،القاهرة.
32-صادق، عباس مصطفى.(2008)،الإعلام الجديد:المفاهيم والوسائل والتطبيقات ،(ط1) ،دار الشروق للنشر والتوزيع،عمان الأردن.
33-خطاب سمير.(2004).التنشئة السياسية والقيم .ايتراك للطباعة والنشر القاهرة.
34-ذياب فوزية.(1980).القيم والعادات الاجتماعية.(ط2)،دار النهضة العربية بيروت.
35-الظاهر زاهر.(1984). القيم في العملية التربوية ،القاهرة.
36-خورشيد،كامل.(2013 )،مدخل إلى الرأي العام،دار المسيرة ،عمان ،الأردن.
37-شكور خليل .(1998) .أمراض المجتمع،الأسباب والأصناف والتفسير والوقاية والعلاج، دار العربية للعلوم ، بيروت.
[1] -كامل سهير احمد .(2003). التوجيه والإرشاد النفسي للصغار،مركز الإسكندرية للكتاب الازاريطة ، مصر. ص52.
[2] – عزام خورشيد،كامل.(2013 )،مدخل إلى الرأي العام،دار المسيرة ،عمان ،الأردن.ص131.
[3] القرشي القرشي، فتيحة بنت حسين . (2007) : أثر الأسرة في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام ، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية 14-17، الرياض.ص4.
[4] بومعيزة بومعيزة ،السعيد.(2006) ، أثر وسائل الإعلام على القيم والسلوكات لدى الشباب، رسالة دكتوراه ، قسم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر .ص30.
[5] -مجمع اللغة العربية-المعجم الوسيط-،(2005)، (ط4)،مكتبة الشروق الدولية.ص94.
[6] – المحارب سعد بن المحارب.(2011)،الإعلام الجديد في السعودية،(ط1) ،جداول للنشر والتوزيع،بيروت لبنان.ص28.
[7] – صادق، عباس مصطفى.(2008)،الإعلام الجديد:المفاهيم والوسائل والتطبيقات ،(ط1) ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان الأردن.ص33.
[8] – طه عبد العاطي نجم.(2011)،العلاقة بين تعرض الشباب العماني لوسائل الإعلام الجديدة ومستوى المعرفة السياسية،دفاتر السياسة والقانون ،العدد الرابع ،جامعة سلطان قابوس،سلطنة عمان.ص56.
[9] – اردوان ،مصطفى إسماعيل.(2015)،تأثير وسائل الإعلام الجديد في الشباب المسلم ،ورقة مقدمة لمؤتمر مكة المكرمة السادس عشر،الشباب المسلم والإعلام الجديد،مكة المكرمة،16-17 سبتمبر 2015. ص9.
[10] – هارالامبوس وهولبورن.(2010)،سوسيولوجيا الثقافة والهوية،ترجمة حاتم حميد محسن،(ط1)،دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع،دمشق سوريا .ص8-11-15-37-93-113
[11] – ابن منظور ـ لسان العرب ـ المجلد الأول ـ دار الصادر ـ بيروت،لبنان .ص28.
[12] – احمد المهدي ،عبد الحليم.(2002)،الثقافة الإسلامية محور المناهج التعليم ،المعهد العالمي للفكر الإسلامي ،القاهرة .ص25.
[13] – جيل، فيريول.(2011)، ،ترجمة محمد الأسعد ،معجم مصطلحات علم الاجتماع ،(ط1)،دار مكتبة الهلال ،بيروت لبنان.ص66.
[14] -الصاويالصاوي،علي السيد.(1997). نظرية الثقافة.الكويت : عالم المعرفة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.ص9 .
[15] – بن نبي، مالك.(1986). ميلاد مجتمع شبكة العلاقات الاجتماعية(عبد الصبور شاهين،مترجم )(ط.3). بيروت:دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.ص29 -147.
[16] – هارلمبس وهولبورن مرجع سابق،ص8.
[17] – العتيبي،بدر جويعد . (2007). العولمة والثقافة وأثرها على هوية الشباب السعودي وقيمهم وسبل المحافظة عليها .بحث مقدم للإدارة العامة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ،السعودية.ص35.
[18] – احمد المهدي ،عبد الحليم.(2002)،الثقافة الإسلامية محور المناهج التعليم ،المعهد العالمي للفكر الإسلامي ،القاهرة .ص25.
[19] – الربيعي، محمد عبيد .(2008) . الدور الثقافي للقنوات الفضائية العربية-المضامين والأشكال والتلقي . رسالة ماجستير ، الأكاديمية العربية المفتوحة ، الدنمارك.ص21.
[20] – بودون، ريمون، وبوريكو، فرانسوا.(1986).المعجم النقدي لعلم الاجتماع (ط.1). الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعية.ص228.
[21] – والف، بيلز، وهاري ،هويجر.(1977). مقدمة في الانثروبولوجيا العامة،الجزء الثاني(الجوهري والسيد الحسيني، مترجم) .القاهرة: دار النهضة.ص139.
[22] – وصفي ،عاطف.(1975) . الانتروبولوجيا الثقافية. القاهرة :دار المعارف .ص67.
[23] – محمد عبد العزيز محمد .(1997). الأخلاق والقيم،(ط1)، مكتبة جدة. السعودية .ص88.
[24] – الظاهر زاهر.(1984). القيم في العملية التربوية ،القاهرة.ص13.
[25] -مقدم عبد الحفيظ.(1992).الثقافة والتسيير،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر .ص197.
[26] – خطاب سمير.(2004).التنشئة السياسية والقيم .ايتراك للطباعة والنشر القاهرة.ص63.
[27] -ذياب فوزية.(1980).القيم والعادات الاجتماعية.(ط2)،دار النهضة العربية بيروت.ص35.
[28] – فوغلي محمد فراج وآخرون ..السلوك الإنساني نظرة علمية، دار الكتب الجامعية ،القاهرة.ص11.
[29] كامل سهير احمد. مرجع سابق .ص52.
[30] – السيد صبحي .(1976). الإنسان وسلوكه الاجتماعي ، منشورات جامعة عين الشم، القاهرة. ص10.
[31] -شكور خليل .(1998) .أمراض المجتمع،الأسباب والأصناف والتفسير والوقاية والعلاج، دار العربية للعلوم ، بيروت. ص86.
[32] -منصوري، نديم: (2014) سوسيولوجيا الانترنت ،( ط 1) منتدى المعارف،بيروت لبنان.ص57-61.
[33] -بن هلال ،محمد.(2012 )، الإعلام الجديد ورهان تطور الممارسة السياسية، ،مجلة المستقبل العربي ،العدد 396،السنة 34 .ص26.
[34] -مجاهدي ،مصطفى.(2011)،برامج التلفزيون الفضائي وتأثيرها في الجمهور –شباب مدينة وهران نموذجا- (ط 1)،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت لبنان.ص29-31.
[35] -منصوري، نديم مرجع سبق ذكره ،ص61.
[36] – السيد، عبد العاطي السيد .(1990)، صراع الأجيال،دراسة في ثقافة الشباب،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية، مصر.ص37-40-41-125.
[37] – بوتقرابت رشيد.(2007)، ظاهرة الاهتمام باللباس عند الشباب الجامعي رسالة ماجستير،كلية العلوم الاجتماعية،جامعة الجزائر.ص100.
[38] – جازي ،مصطفى.(2011).الإعلام الاجتماعي وتأثيراته على الناشئة في مجلس التعاون الخليجي ، (ط.1) مجلة سلسلة الدراسات الاجتماعية ، مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية لدول الخليج المنامة ، ص60.
[39] -مهداد، الزبير عبد القادر.(2015)،تأثير الإعلام الجديد الثقافي والمعرفي،ورقة مقدمة لمؤتمر مكة المكرمة السادس عشر،الشباب المسلم والإعلام الجديد،مكة المكرمة،16-17 سبتمبر 2015.ص36.
[40] – سعود،الطاهر.(2015)،نحو إعلام رشيد مسدد بالأخلاق ،ورقة مقدمة لمؤتمر مكة المكرمة السادس عشر،الشباب المسلم والإعلام الجديد،مكة المكرمة،16-17 سبتمبر 2015.ص9-20
[41] – مهداد، الزبير عبد القادر.(2015)،مرجع سبق ذكره،ص37