
عناصر تأسيس مجتمع المعلومات : دراسة تحليلية بنيوية
د.محمد طوالبية/جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف،الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 48 الصفحة 21.
ملخص :
مجتمع المعلومات ليس مصطلحا جديدا، ومعناه متداول منذ القدم على أنه الفئات الاجتماعية القائمة على صناعة المعلومة ونشرها وتخزينها، واسترجاعها عند الحاجة إليها، لكن عندما تكون المعلومة موردا اقتصاديا فإن هذا المفهوم سيتغير، وآثاره ستكون مختلفة تماما. ثم إن المعلومة ليست هي المعرفة، ومجتمع المعلومات ليس هو مجتمع المعرفة وإنما هو مرحلة مهمة من مراحل نشوئه، يرى دافيد باودن David Bawdenأستاذ علم المعلومات في جامعة لندن أن المعلومات هي نتاج بيانات خام لا تحتاج في إدارتها إلا لبعض النظم والإجراءات البسيطة، بينما تحتاج المعرفة إلى جملة من السياسات العامة لإدارتها. إن المجتمعات التي لا تنتج المعرفة لا تدخل ضمن المفهوم الواسع لمجتمع المعلومات وإن كانت تتداولها وتستخدمها، وكذا الأمر بالنسبة لمجتمع المعرفة.
الكلمات الدالة: مجتمع المعلومات، الانترنت، المجتمع الافتراضي، الفضاء الالكتروني، العالم الثاني، المعرفة، المعلومات، التعليم الالكتروني.
Abstract :
The information society is not a new term، it has been used for decades with the meaning that different social groups create، publish، save and retrieve the information when needed، but when the information become an economic resource، this concept will be totally different، and its effects as well. Information is not knowledge، and the information society is not the knowledge society، but it remains as an important stage of its development.
David Bawden، professor of information science at the university of London، believes that information is result of raw data wich needs to be managed by some simple systems and procedures، but knowledge needs some general policies for its management.
Societies that do not create knowledge are not considered by the broader concept of information society even it they use it، and the same thing for the knowledge society.
Keywords: Information Society، Internet، Virtual Society، Electronic Space، Second World، Knowledge، Information، E-Learning.
مقدّمة :
أصبحنا نتعامل مع مفاهيم جديدة لم تكن موجودة من قبل، وجاء هذا نتيجة لما أحدثته التطورات التكنولوجية الهائلة في شتى مجالات الحياة، لتنتهي إلى بروز مجتمع جديد مختلف تماما عن مجتمعنا التقليدي، حيث أصبح فيه الإنسان والآلة قرينان يصعب فصلهما، وهو ما يعرف بالمجتمع الرقمي أو مجتمع المعلومات. ظهر هذا المجتمع حسب ميلفن توفلر مع مرحة مجتمع ما بعد الصناعي، أي من ستينات إلى تسعينات القرن الماضي، من خلال التحولات التي أحدثتها التكنولوجيا وهي المرحلة التي اعتمد المجتمع فيها على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل أساسي. تعد المعلومة في هذه المرحلة قوام المجتمع [1]، لأن المعلومات سيطرت على مختلف مجالات الحياة بسبب بروز صناعة المعلومات واعتبارها الركيزة الأساسية لبناء اقتصاد قوي. ومن مظاهر هذه السيطرة حجم الاستثمارات الهائل في تقنيات الحاسب الآلي والاتصالات والالكترونيات، والاستخدام المتنامي للمعلومات بين أفراد المجتمع، وقد أدت هذه المظاهر إلى انتشار توجهات إلكترونية عديدة كالتجارة الإلكترونية وكذا التشريعات والحكومة الإلكترونية، والمهن والوظائف الالكترونية والمكتبات الإلكترونية والافتراضية ..إلخ. [2]
وكان من نتاج ثورة المعلومات والاتصالات سيادة مجتمع المعلومات ثم بعده مجتمع المعرفة، إذ أصبح الانتقال من المعرفة العلمية إلى تطبيقاتها التكنولوجية أمر أكثر سهولة بزمن أقل وبمردودية اقتصادية أعلى، فضلاً عن الاندماج بين تكنولوجيا معالجة المعلومات وثورة الاتصالات الرقمية وتطبيقاتها.[3] ما أدى إلى تحول مجتمع المعلومات إلى مجتمع يتصف بالشمولية المعرفية التي تتناول الأبعاد العلمية والإنسانية للمعرفة واستيعابها، ثم إنتاجها والاستفادة منها ونشرها وتطبيقها، وبذلك يصبح المجتمع ملماً بالمعرفة من جميع الجوانب وهذا ما يطلق عليه، مجتمع المعرفة.[4]
إذن القوة في القرن الحادي والعشرين سوف تكمن ليس في المعايير الاقتصادية أو العسكرية التقليدية ولكن في العنصر المعرفي المعرفة العلمية، وعكس الموارد الاقتصادية والعسكرية فإن المعرفة لا حدود لها ولا تنضب، فالمعرفة هي الأكثر ديمقراطية بين مصادر القوة لأنها تبقى في متناول الجميع أغنياء كانوا أم فقراء حسب تعبير توفلر.
فإذا كانت حضارة الموجة الثانية قد ولدت طبقة البروليتاريا، فإن حضارة الموجة الثالث هي على وشك أن تنتج طبقة أهل المعرفة وهي قوة ناعمة تتمثل في جماعة مؤسسة على المعرفة واستعمال العقل بدلاً من القوة الصلبة، وتملك معرفة منظمة وخيالاً علمياً راقياً وصفات ثقافية معقدة، كما تملك الوسائل المولدة للمزيد من المعلومات أشبه ما تكون بالموارد الأولية الأساسية، أو أشبه بحقيقة أدوات عقلية تستخدم على طاولة المفاوضات بأوراقها الرابحة التي لم تملكته البروليتاريا في أي وقت [5]. ولهذا السبب أصبحت المعرفة محوراً للتنافس يتجاوز أسباب تنافس القرون الماضية من أجل السيطرة على المواد الخام التي تحتاج إليها لقيام اقتصادياتها الصناعية، بل أصبحت المعلومات أكثر الموارد الخام أساسية والتي قد تدور حولها حروب المستقبل.
إن المجتمعات القادرة على تحويل المعرفة إلى منتجات مفيدة تبتعد باستمرار عن المجتمعات العاجزة عن ذلك، الأمر الذي أدى إلى ظهور فجوة هائلة بينهما تسمى الفجوة المعرفية، وقد سيطرت هذه الفجوة المتسعة على مقدرات وخيرات وخامات الأمم الضعيفة لأنها لا تمتلك المعرفة الكافية لتحويلها إلى منتجات مفيدة. ما أدى إلى اختلال علاقات القوى بين الأمم، وبالتالي ظهور أنماط جديدة من الاستعمار والامبريالية وأشكال جديدة من العلاقات الدولية. وارتبطت المجتمعات التي لم تستطع إنتاج المعرفة بحالة الفقر المزمن.
ولهذا تسعى الدول إلى امتلاك آليات إنتاج المعرفة العلمية، فالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين واليابان ينفقون أكثر من 90% من مجموع الإنفاق العالمي في الاستثمار في أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، ومن المرجح جداً أن يستمر تنامي الإنفاق العالمي على البحث والتطوير بوتيرة 7% في السنة، مع مشاركة المزيد من الأمم في نادي المعرفة، والتزام بلد ما بالبحث العلمي يعني في منطق التفكير الحديث التزامه بالرغبة في البقاء في الوجود ورفضه التبعية.[6]
تبحث هذه الدراسة في مكونات مجتمع المعلومات التي نرى أنها ثلاثة عناصر أساسية إضافة إلى عناصر أخرى ناتجة عنها هي؛ المعلومات، الأنترنت، الأنترنتيون، المعرفة، الفضاء. وعليه فإن إشكاليتنا ستتساءل عن طبيعة العلاقات الموجودة بين هذه العناصر، وكيف هي طبيعة مجتمع المعلومات؟ وعليه يمكن تصنيف هذه الدراسة ضمن الدراسات البنيوية التي تسعى إلى تشريح المفهوم من أجل معرفة طبيعة العلاقات بين عناصره، وهنا تكمن أهميتها وقيمتها العلمية. نحن نعتقد أن مجتمع المعلومات مفهوم قديم، وأن تقسيم تاريخ تطور البشرية إلى ثلاثة مراحل كبرى هي المجتمعات الزراعية ثم الصناعية ثم المعرفية عبث فكري، لذا سنفترض أن الإنترنت هو العنصر الأساسي في سيادة هذا المجتمع على باقي المجتمعات وليس سببا في ظهوره. سنعتمد على المنهج الوصفي لمعالجة هذه العناصر وهو منهج يتماشى مع طبيعة إشكالية الدراسة، تتشكل هذه الدراسة من مقدمة وأربعة نقاط أساسية تأخذ صفة الفصول البحثية، وهذه النقاط هي ذاتها العناصر المكونة لهذا المفهوم. وعليه تكون منهجيتنا كالآتي: أولا في مفهوم مجتمع المعلومات، ثانيا تشريح المفهوم 1/ المعلومات والمعارف علاقة تكامل، 2/ الانترنت .. الوسيلة التي أوجدت المجتمع الافتراضي، 3/ الفضاء الالكتروني والحياة في العالم الثاني. وسنخصص الخاتمة للحديث عن سلبيات مجتمع المعلومات.
التعريفات الإجرائية
1/ مجتمع المعلومات مجتمع المعلومات على المستوى الافتراضي.
2/ المعرفة المعرفة العلمية التي تنتجها مخابر البحث.
3/ المعلومات المعلومات المرتبطة بالمعرفة العلمية التي تعمل على اتخاذ القرارات الحاسمة.
أولا/ في مفهوم مجتمع المعلومات
لم يتبلور تعريف واضح لمصطلح مجتمع المعلومات إلى غاية انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات، في جينيف ديسمبر عام 2003 وشاركت فيه 77 دولة. وكانت من مهام القمة وضع تعريف يقود إلى صياغة رؤية عالمية مشتركة لمجتمع المعلومات. حددت القمة مجتمع المعلومات بأنه: مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات أو المعارف والنفاذ إليها، واستخدامها وتقاسمها، بحيث يمكن الأفراد والمجتمعات، والشعوب من تسخير كامل إمكاناتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة، وفي تحسين مستوى معيشتهم.[7] إن ربط مقوم هذا المجتمع بالتنمية المستدامة والاقتصاد يعني الحفاظ على نفس البنية الاجتماعية التقليدية مع تغيير نمط وسائل الإنتاج ومخرجاته فقط. وعليه يمكن القول بأن هذا مجتمع يقوم على تكنولوجيا المعلومات والاتصال كوسائل إنتاج وتداول، وعلى تدفق المعلومات والمعارف، وتبادلها باعتبارها موارد أولية، ولعل الفكرة الأساسية التي يُبنى عليها هذا المجتمع هي إنتاج المعلومة وتخزينها واستردادها في الوقت المناسب. فالمعلومة هي المتحكم الأساسي في هذا المجتمع الجديد، وهي التي تساوي في مجتمعنا التقليدي قيمة الثروات الطبيعية المادية.
إن التطورات السريعة التي يعرفها مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال وإنتاج المعلومات شكلت العوامل المباشرة لولادة هذا المجتمع. إن امتداد شبكة الاتصالات إلى كل أقطار العالم عبر انتشار وسائل الاتصال الحديثة، سمح بإتاحة المعلومات لكافة الشعوب، وبالتالي تحول العالم إلى قرية إلكترونية كونية صغيرة، يمكن تسميتها بمجتمع المعلومات. لقد قدم مارشال ماكلوهان في كتابه الوسط هو الرسالة The Medium Is The Message، أهم مصطلحات ومفاهيم العصر الإلكتروني الجديد في ما يتعلق بالطفرة المعلوماتية، وحدد أبعاد مرحلة ما بعد الحداثة في آفاق شبكة الحواسيب، التي ستنتشر في مختلف بقاع المعمورة. هذه القفزة الحديثة نقلت الإنسان من العيش في عصر إلكتروني تقليدي، إلى العيش في عصر إلكتروني حديث. دخل الإنسان عصر المعلومات منذ العقود الخمسة الأخيرة، غير أن ما أتت به الإنترنت من إمكانية التفاعل الهائل بين البشر هو الذي سمح لنا بالحديث عن مجتمع معلومات فريد من نوعه.[8]
وأوضح المفكر الأمريكي ألفن توفلر أن ملامح هذا المجتمع قد بدأت تظهر عام 1956،عندما تجاوز عدد العاملين في قطاع الإعلام كل عدد العاملين في كل القطاعات الإنتاجية الأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.[9] يشكل هذا التحول العناصر المادية التي يتألف منها بنيان المجتمع الرقمي المعتمد على المعلومة. يعد هذا المجتمع مظهرا لهيكلة اجتماعية من نوع جديد، برزت بوصفها نتيجة حتمية لمتطلبات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وباشر هذا الكيان الاجتماعي الجديد بالنفاذ بصورة تدريجية إلى كيان المجتمعات المعاصرة، وبمستويات تعتمد إلى حد كبير، على حجم سيادة توظيف أدوات الاتصال والمعلومات فيها. إن احتواء الفضاء المعلوماتي كل المجتمعات التقليدية، وبجميع تفاصيلها قد أفرز مفهوم الشبكات الاجتماعية التي تسري خلالها كافة أنماط الاتصال[10]. وها نحن اليوم بعد الانتشار الواسع لخدمات الإنترنت في كل أرجاء العالم، أعضاء فاعلين في المجتمع الرقمي الجديد سواء وعين بذلك أم لم نعِ، لقد باتت عبارة مجتمع المعلومات مألوفة على ألسنة الكثيرين، وأصبح للمعلومات التي نتداولها بيننا رنين ووقع على مسامعنا، وأضحت عباراتنا تحمل في جوفها الكثير من المعاني الشائكة، وأمسى مجتمع المعلومات هدفا تسعى إلى دخوله مختلف الدول في نطاق العولمة الجديدة.
1/ مراحل تشكل مجتمع المعلومات
يمثل مجتمع المعلومات المرحلة الرابعة من مراحل تطور البشرية، حيث تشكلت مع انتشار تكنولوجيات الإعلام والمعلومات، وتسمى هذه المرحلة بمرحلة المجتمع المعلوماتي. إن رسوخ تقنيات الاتصال والإلكترونيات في الحياة الاجتماعية، قد ساهم في إحداث ثورة مفاهمية في كثير من الأنساق المعرفية التي استوطنت العصر الحديث. ويمكن إجمال المراحل التي أسست لمجتمع المعلومات، بثلاث مراحل جوهرية:
مجتمع غني بالمعلومات مجتمع مرتكز على المعلومات مجتمع هيمنة المعلومات
1960/1979 1980/1989 1990/2010
كانت المرحلة الأولى الحاضنة التي تأسست فيها البذرة الأولى لمجتمع مستحدث، ساهمت فيما بعد في بزوغ مجتمع المعلوماتية. وبرزت المرحلة الثانية نتيجة للتزايد المضطرد في حجم المعلومات، والتطور الهائل في تقنياتها، وآليات توظيفها المتعددة، وتعد العولمة الحجر الأساس الذي استندت إليه هذه المرحلة بعد أن زالت الحدود الجغرافية، وأصبح الطريق مفتوحا أمام نقل المعلومات، وتداولها في جميع بقاع الأرض التي تضاءلت حدودها فتحولت إلى قرية إلكترونية صغيرة. وبعد أن انطوى عقد التسعينات، وبدأت الألفية الجديدة برزت المرحلة الثالثة حيث أصبحت عملية إنتاج المعلومات ووسائطها المتعددة، ونقلها، واستخداماتها المتعددة، رائدة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والصناعية في المجتمع، وبات التعامل معها بوصفها منتجا قائما بذاته، أو خدمة تساهم في عملية إنتاجية أو استهلاكية للمواد التي ينتجها المجتمع.[11]
لقد تم تعريف الجيل الأول من مجتمع المعلومات بأنه مفرط في استعمال تقنيات المعلومات والاتصال في مختلف الأنشطة البشرية ويعتمد على نسبة عالية من التشابك ضمن بنية تحتية متطورة. أما الجيل الثاني فهو يتعد المستوى التقني إلى تشييد مجتمع مبدع من خلال التفاعل الشبكي، ويهدف هذا الجيل إلى المزج بين العوامل التقنية والعوامل البشرية والفكرية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وهكذا أصبح مجتمع المعلومات هدفا استراتيجيا لعدد من البلدان في نطاق العولمة الجديدة، معتبرة أن التحكم وحده في التقنيات الجديدة للمعلومات والاتصال كفيل بتحقيق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والإشعاع الثقافي.[12]
2/ خصائص مجتمع المعلومات
بعد تبلور مجتمع جديد غير الذي ألفناه، تُشكِل المعلومات عصب الحياة فيه، بدأت معالم أساسية للبنية التحتية لهذا المجتمع الجديد تتحدد، ما جعل مجموعة من الخصائص التي تميزه عن مجتمعنا التقليدي تبرز بشكل واضح، ويمكن تصنيف هذه الخصائص إلى فئتين؛ سنسمي الفئة الأولى الخصائص الوظيفية لمجتمع المعلومات، ونجمالها في ثلاث خصائص أساسية:
1/ استخدام المعلومات كمورد اقتصادي، حيث تعمل المؤسسات على استخدام المعلومات في زيادة كفاءتها، وفي الابتكار، وفي زيادة فعاليتها التنافسية.
2/ الاستخدام المتنامي للمعلومات بين الجمهور العام، فالناس يستخدمون المعلومات في أنشطتهم كمستهلكين، وكمواطنين لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم، فضلا عن إنشاء نظم معلومات، توسع في منح التعليم لكافة أفراد المجتمع.
3/ ظهور قطاع مهم من قطاعات الاقتصاد، وهو قطاع المعلومات، حيث أصبح إنتاج المعلومات وتجهيزها وتوزيعها نشاطا اقتصاديا رئيسيا في العديد من الدول.[13]
أما الفئة الثانية فنسميها الخصائص البنيوية لمجتمع المعلومات:
1/ السعة الاستيعابية المفتوحة أي له القدرة على ضم أي مستخدم أو حاسوب شخصي موجود في العالم. ويميل مجتمع المعلومات إلى جعل فضائه الرقمي إطارا شاملا يستوعب كافة أنشطة الاتصالات الدائرة في بيئته، بحيث لا يفتقر أي مستخدم فيه إلى أية أداة اتصال تقع خارج نطاق سلطته التقنية.
2/ السمة المفتوحة يمتاز الفضاء المعلوماتي بأنه مفتوح أمام ورود أي مجهز للخدمات الرقمية دون وجود أي محددات، وبتكلفة منخفضة عند مقارنتها مع الكلفة المطلوبة لتنفيذ النشاط نفسه على أرض المجتمع التقليدي، وتضفي هذه السمة على المجتمع الرقمي خاصية تعدد الاختصاصات في بيئة متنوعة، مع توافر فرص كبيرة للاستثمار تقع خارج قدرة المؤسسة الصغيرة.
3/ غياب المركزية يميل مجتمع المعلومات إلى إزالة جميع أشكال الامتيازات الفردية التقنية أو التنظيمية من داخل كيانه، كي يكون قادرا على التكيف مع متطلبات السمة المفتوحة السائدة في كيانه، ويضمن إغلاق جميع الأبواب أمام نقاط الاختناق التي تنتج بسبب وجود سلطة فردية، تقف عائقا أمام سريان الأنشطة اللامركزية. إن تغييب السلطة المركزية سيجعل التقنية الرقمية قادرة على تبني أنماط جديدة تتلائم مع خاصية الابتكار في مجتمع يمر بحالات تغيير سريعة وحاسمة.
4/ السريان الدائم يوفر الفضاء المعلوماتي بيئة تسمح للبيانات والكائنات المعلوماتية بالانتقال بين المستخدمين، وبين الآلات والأدوات الرقمية المختلفة، بصورة دائمة، وتعد سمة السريان الدائم صفة ملازمة لكل من السمة المفتوحة وغياب المركزية حيث تتدفق البيانات والمعلومات بصورة مستمرة في الشبكات الموجودة ضمن مجتمع المعلومات، كما يمكن تبادل الخدمات مع مستخدمين آخرين في الشبكة ذاتها أو في شبكات أخرى.
5/ اللاأمن إن تمييع الحدود المكانية، وسيادة الفضاء المفتوح مع غياب مركزية تمسك بزمام أركان السلطة داخل كيان الفضاء المعلوماتي، جعل المجتمع أكثر عرضة للتهديدات المعلوماتية. يضاف إلى ذلك أن وجود ثغرات أمنية نتيجة لتنامي خبرات المستخدمين، وتقدم التقنيات الرقمية بسرعة كبيرة تساهم بتعميق المخاطر المحتملة لانهيار هذا المجتمع.[14]
3/ مجتمع المعلومات والتعليم الالكتروني
ترتبط المعلومات بالأنظمة التعليمية ارتباطا عضويا، فلا يمكن أن يقوم تعليم بدون معلومات، لقد أدى توظيف تكنولوجيات الاتصال والمعلومات في مجال التعليم إلى ظهور التعليم الافتراضي، التعليم عن بعد، والتعليم الإلكتروني، وأدى استخدام الحاسوب في التعليم إلى التواصل عن بعد مع مناهج دراسية كاملة، والأهم من هذا إلى استقلال ذاتي في اكتساب المعارف، وإلى مرونة أكبر في إدارة التعليم. وهذا ما ميَّزه عن التعليم التقليدي الرسمي القائم على عنصري المكان والزمان. ومن خصائصه أن الإنترنت تعتبر وسيطا مثاليا للتعلم الذاتي، وهذا ما سمح للتكنولوجيا الجديدة بتغيير طريقة تواصلنا مع الآخرين، فلم يعد الحضور الشخصي للمعلم والمتعلم في نفس الوضعية ضروريا لقيام الأنشطة التعليمية والبحثية.[15] فشبكة المعلومات تقدم خدمات غاية في الأهمية للجامعات والمدارس ومراكز الأبحاث، حيث يتم نقل وتبادل المعلومات ونشر الأبحاث العلمية بسهولة فائقة، كما يستطيع الباحث الحصول على المعلومات من مراكز المعلومات بسرعة هائلة.[16]
ثانيا/ تشريح المفهوم
1/ المعلومات والمعارف علاقة تكامل
أ/ مصدر المعلومات
هي مجموعة من الأفكار أو القيم أو الأحكام الناتجة عن مادة أولية خام تسمى البيانات، تمثل هذه البيانات الأشياء الموجودة في الواقع أو العالم ندركها بحواسنا، أو نجمعها من الميدان أو نستخرجها من الأفراد والجماعات عن طريق أدوات البحث، ثم بعد معالجتها تتحول إلى معلومات قابلة للتداول والاستهلاك العام، ويقتضي هذا الأمر وجود نظام معالجة بحيث تمثل البيانات مدخلاته والمعلومات مخرجاته. وبالتالي يمكن تعريف البيانات بأنها مواد أو حقائق خام أولية تجمع بناء على ما يحصل من أفعال وأحداث، وليس لها قيمة بشكلها الأولي إلا بعد معالجتها وتحولها إلى معلومات.[17] فما هي المعلومات إذن؟
لغةً المعلومة مشتقة من عَلَمَ، وهي الوعي والإدراك الذي ينتهي إلى معرفة شيء ما، وتعرفها الموسوعة البريطانية بأنها الحقائق والأفكار التي يتبادلها الناس في حياتهم العامة، وذلك عبر وسائل الاتصال ونظم المعلومات المختلفة في المجتمع.[18] فالمعلومات الناتجة عن معالجة[19] البيانات تعد حقائق يقينية يمكن أن تؤسس لعقائد وتوجهات وقيم اجتماعية، ويشترط تعريف الموسوعة البريطانية ضمنيا جملة من الشروط لقيام المعلومة بالوظائف المشار إليها، أهمها أن تكون المعلومة بعيدة عن الأخطاء ومستندة إلى الحقائق، وبسيطة ومفهومة، وشاملة وملائمة لما أُسِست له[20]. إذن المعلومات هي مجموعة الأفكار والمفاهيم التي تمكن الإنسان من فهم ذاته والعالم، هذا الفهم الذي سيشكل فيما بعد ما يسمى بالمعرفة.
تحتاج المعلومات لكي تصبح مهيأة للاستعمال إلى عدة بمراحل؛ الأولى؛ الحاجة إلى التعبير عن الأشياء، الثانية؛ تجميع البيانات من خلال وضع مخطط بحث، الثالثة؛ التقويم أي التحليل واستنتاج المعلومات.[21]
ب/ أصل المعرفة
على مستوى اللغة ورد في معجم متن اللغة أن المعرفة مصدر للفعل عَرفَ، يَعرفُ، عرفاناً، ومعرفة الشيء إدراكه بحاسة من الحواس[22]، وفي معجم الوسيط عَرف يعرف معرفة وعرفاناً، عرفه عَلِمَه.[23] ويعرفها معجم المنجد للّغة العربية المعاصرة بأنها ما يتكون في الذهن من إدراك الشيء، وهو يعبر عن فهمنا للحقيقة .[24] تقابل لفظة معرفة في اللغة الإنجليزية كلمة Knowledge وهي مشتقة من Cognoscere اللاتينية وتعني علم ودراية وخبرة.[25] عرَّف قاموس Oxford لفظة knowledge بأنها: الحقائق والفهم والمهارات التي اكتسبها الإنسان من خلال الخبرة والتعلم.[26] أما في اللغة الفرنسية فيُعبر عن المعرفة بلفظتي connaissance وsavoir ويشيران إلى علم، دراية، تحصيل، والملاحظ أنهما يعبران عن المعرفة بنفس المعنى ودليل ذلك استخدام إحدى الكلمتين في شرح الأخرى.[27]
أما إصلاحاً فقد اشتركت تعريفات كثيرة على أن المعرفة هي فهم المبادئ التي تقوم عليها الوقائع، ووعي الحقائق عن طريق المهارات المكتسبة من خلال التعلم والخبرة العلمية والعملية، إذن اكتساب المعرفة هو اكتساب الوقائع [28].
نستنتج أن المعرفة هي نتاج المعلومات، أو هي حصيلة التفاعل اللطيف بين المعلومة والخبرة والمدركات الحسية والقدرة على الحكم، إذ نتلقى المعلومات ونخزنها ثم نخرجها عند استثارة حواسنا، فنصدر حكما على الشيء. فالمعلومات وسيط لاكتساب المعرفة ضمن وسائل عديدة كالحدس والتخمين والممارسة الفعلية والحكم.[29] إذن المعرفة وفقا لما سبق هي توظيف المعلومات المرتبطة بخبرة الإنسان في عملية عقلية تسمح له بإدراك وفهم عميق للواقع.
إذاً، يبدأ النموذج الهرمي للمعرفة بالبيانات الخام وغير المفسرة في القاعدة، ثم تتطور بعد المعالجة إلى المعلومات، ثم بعد تفاعل المعلومات مع الخبرة الحسية والقدرة على إصدار الأحكام تنتج المعرفة في قمة الهرم، أي أن المعرفة لا تتشكل إلا بعد استعمال المعلومات [30]. نلاحظ في هذا النموذج أن المعرفة تتأسس من خلال اكتمال ثلاثة مستويات، معرفة أولية تتمثل في البيانات وهي لا تسمح بفهم الأشياء والواقائع، ثم معرفة منظمة وهي المعلومات وهي تعطي تصورا بسيطا عن الأشياء ، ثم معرفة معمقة تجسدها المعرفة العلمية، وهذه هي التي تعطينا الفهم والوعي بالحقائق.
إذن المعرفة نتاج عمل إنساني واعي، متميز عن باقي مظاهر النشاط الفكري بعدد من الخصائص منها التراكمية والتنظيم والشمولية واليقين ومن أهم خصائصها البحث عن الأسباب، لأن التعليل يقصد إشباع رغبة الإنسان في البحث كما يعطيه القدرة على التحكم في الأشياء على نحو أفضل[31].
تنقسم المعرفة إلى نوعين؛ صريحة وضمنية، الصريحة هي المعرفة الموجودة على شكل رموز قابلة للنقل والتعليم وتتمثل في الملكية الفكرية المحمية قانوناً مثل : براءات الاختراع ، وحقوق النشر، والأسرار التجارية، والتصميمات الصناعية، كما يمكن أن نجدها مجسدة في منتجات الشركة وخدماتها وإجراءات العمل وخططها،..إلخ.[32] والمعرفة الضمنية هي المعرفة الذاتية المعبر عنها بالطرق الحدسية [33]، وهي شخصية وهناك صعوبات بالغة التعرف عليها لذلك فمن الصعب تناقلها والمشاركة فيها، لأن محلها العقل، وتتمثل في الخبرات والمواهب والقدرات الذهنية.[34] غير أنه لا ينبغي النظر إلى المعرفة الضمنية والصريحة على أنهما نوعان مختلفان، ذلك لأنه لا تتحقق المعرفة الصريحة إلا باستخدام المعرفة الضمنية، لذا فالمعرفة العلمية هي امتزاج المعرف الضمنية مع المعارف الصريحة.
2/ الانترنت .. الوسيلة التي أوجدت المجتمع الافتراضي
أمسكت التكنولوجيا الحديثة بزمام الأمور في الحياة العصرية، وتغيرت بنية المعلومات بشدة على مدى السنوات العشرين الأخيرة، حيث أجمع الباحثون على أن انتشار الإنترنت من أهم التطورات التي شهدتها تكنولوجيات الاتصال في القرن الماضي، وتعد الإنترنت النموذج المؤثر والفعال لثورة المعلومات، فلا أحد يجادل في أنها قضت على نجومية التلفزيون، فهي العنكبوت الذي نسج خيوطه ببراعة فائقة حول الكرة الأرضية. لقد أصبحت الإنترنت نافذة الإنسان التي يرى من خلالها واقعه، ويمارس فيها عن بعد معظم أنشطته العملية والذهنية. وقد وفرت تكنولوجيا المعلومات إمكانية مثيرة للقاء الثقافات. إن الفكرة وراء النجاح المذهل الذي حققته الإنترنت تكمن في أن التكنولوجيا لا تحقق أهدافها إلا إذا تفاعلت مع المجتمع، وأصبحت متاحة لجميع الفئات على اختلاف قدراتهم وهو ما حققته الإنترنت بشكل رائع ومذهل. هذه الشبكة التي سادت شبكات المعلومات لا لشيء سوى أنها تكفلت بمهمة الربط بين الشبكات المندرجة في إطارها. إنه بحق عصر يعلو فوق ما أقامه الآخرون بسد النقص و إقامة همزة الوصل.[35] إن الانترنت بهذه القدرات هي المسؤولة عن وجود العالم الافتراضي.
أ/ المفهوم السوسيولوجي للإنترنت
يرى علماء الاجتماع أن المجتمع يتغير بصف أساسية بسبب استخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات. وضع عالم الاجتماع الأمريكي دانيال بيل في كتابه المجتمع ما بعد الصناعي 1974 نظرية فسَّرت نشأة نظام اجتماعي مختلف وجديد استجابة للتحولات الحديثة في الاقتصاد والتكنولوجيا، واعتمدت النظرية على ثلاث متغيرات أساسية؛ 1/ القوى العاملة في مجال المعلومات؛ 2/ انسياب المعلومات العلمية بالخصوص ؛ 3/ انتشار الحاسبات والتقنيات الحديثة.[36] ويمكن القول أن أهم سمات هذا النظام الاجتماعي الجديد هي وحدة الثقافة رغم اختلاف الانتماء الاجتماعي. ويمكننا أن نفترض هنا بأن أعضاء المجتمع الواحد يشتركون في ثقافة واحدة، وبالتالي فالمجتمعات المختلفة تملك ثقافات مختلفة، مع الإقرار بقيام احتمال ضعيف بوجود مجتمعات مختلفة تتشارك في نفس الثقافة نتيجة تشابه الدين أو اللغة أو البيئة مثلا، لكن يمكن مجادلة هذا الاحتمال كما يمكن إبطاله، وعليه فإن المسألة تكمن فيما إذا وصفنا مستعملي شبكة الإنترنت بأنهم يمتلكون ثقافة واحدة، رغم انتمائهم إلى مجتمعات تقليدية مختلفة اختلافا شديدا. فلكي تكون لهم مثل هذه الثقافة فهم في حاجة إلى أن يكونوا مجتمعا واحدا له مقومات المجتمع التقليدي، وهذا غير ممكن في ظل الامتداد الواسع للإنترنت عبر العالم؟.
يمكن أن تُحل هذه القضية إذا نظرنا إلى الإنترنت كبنية عليا فوق المجتمع superstructure، ولكن مشكلة هذا المصطلح تكمن في أنه معقد ويعتمد على الكثير من المقومات، ومع هذا نقول أن نظرية ماركس التي تَعتبِر القانون والسياسة مؤسسات اجتماعية مبنية فوق الاقتصاد في إطار البناء الاجتماعي يمكن أن تبرر لنا هذا المصطلح. وإذا اتفقنا على أن الإنترنت بنية فوق مجتمعية superstructure فإنه يمكن الاتفاق حول إمكانية وجود ثقافة واحدة لمجتمع افتراضي هو نفسه موجود فوق المجتمعات التقليدية. ويمكن تبرير هذا الاتفاق بأنه يمكننا الحديث اليوم عن تطوير كيانات اجتماعية على الإنترنت، أو بمعنى أكثر دقة، إنشاء مجتمعات على الخط.
ب/ سيكولوجيا الإنترنتيين.
لقد لعبت شبكة الإنترنت دورا كبيرا في العصر الحديث، حيث استطاعت أن تنقل المجتمع من مادي تقليدي إلى عالم افتراضي انصهرت فيه كل الحدود الزمنية والمكانية. هذا ما جعلها محور دراسات الباحثين الاجتماعيين والأخصائيين النفسانيين في سيكولوجية سكان هذا الفضاء الآلي الجديد.
هذا العالم الذي سعى فيه الشباب لتحقيق ذواتهم و إثباتها، و في هذا الصدد يرى الباحثون أن الشعور الذاتي هو حالة وجدانية من المتعة و الراحة يحصل عليها الفرد جراء تعرضه لوسيلة اتصال جماهيرية ما، يحاول المحافظة عليها لأطول وقت ممكن حتى بعد انتهاء الموقف الذي ولّدها.[37]
إن حاجة الإنسان إلى الحلم، و رغبته الدائمة بالإقامة في عوالمه السحرية، بعيدا عن صلابة أرض الواقع التي تنهش أجسادنا، و تمزق أرواحنا نتيجة للعقبات التي نجدها أمامنا على أرضها الصلبة، ستكون عاملا حاسما باتجاه انحسار تواجد ذواتنا على أرض الواقع و اللجوء إلى الفضاء المتخيل، حيث يمكن تحقيق كل ما نصبو إليه من دون أن تقف أمامنا عوائق أو عقبات.
إن زيادة حجم امتداد الفضاء الرقمي في جل مفردات حياتنا المعاصرة، سوف تساهم في تشكيل دائرة وجود افتراضي تلف دائرة الوجود التقليدي، لتتحول الحياة اليومية إلى مفردة من مفردات وجود افتراضي شامل يستوعب جل مفردات حياتنا في المستقبل القريب.[38]
على مر العصور الغابرة وقبل آلاف السنين ترك الإنسان القديم بصمة تدل على وجوده في هذا الكون، ومع استحداث العصر و القفزة الانتقالية من المجتمع التقليدي إلى عالم افتراضي جديد، و على الرغم من الاختلافات بينهما إلا أن هذا لم يكن حاجزا يعرقل طريقه في الصول إلى النهاية، الوصول إلى إثبات الذات الوجودية التي تمازج بين الحقيقة و الخيال، في هيكلة عنكبوتية نسجت خيوطها على العالم فأتقنت النسج.
لقد انطلق الباحث حسن مظفر الرزو من سؤال جوهري في تحديد معالم الوجود للإنسان في الفضاء المعلوماتي، إن السؤال المهم الذي يطرح نفسه علينا حول طبيعة الحضور الجسدي للمستخدم يدور حول كيفية تحديد ماهية الكينونة التي يوجد فيها الإنسان عند ولوجه في بيئة الفضاء المعلوماتي الافتراضية، بعد أن تعودنا في البيئة التقليدية التي نعيش فيها على عد جسمنا البشري موطنا للإدراك الفيزيائي الذي نتحسس بواسطته الأحاسيس و ندرك المدركات.
أما بالنسبة للفضاء المعلوماتي فإننا نعيش حالة جديدة من إعادة التوحد مع الذات و نبدأ باستخدام لغة مرئية جديدة تخاطب حواسنا بصورة مباشرة و بدون الحاجة إلى المجسمات الحسية التقليدية التي ألفنا توظيفها بالعالم الخارجي، و على هذا الأساس يمكن أن نتصور الجسد في ظل الفضاء المعلوماتي بوصفه نسقا مفاهيميا، أو على صورة متخيلة عقلية، أو وصفا صورياRepresentation يشابه إلى حد كبير الصورة التي تصنع بها عقولنا تخوم الثقافة و المعرفة التي نتداولها في الحياة اليومية.[39]
ولأن بيئة الفضاء الرقمي الافتراضي مختلفة في جوانب عديدة عن الفضاء الفيزيائي الذي نعيش فيه. عملت تقنية المعلومات في إدراج الرقمنة في بيئة المستخدمين الافتراضين، كما ساهمت في إعادة تشكيل سمات البيئة الاجتماعية التي تضمهم.
ج/ سمات المجتمع الافتراضي:
حيث بين ذات الباحث بعض السمات الفريدة التي يتميز بها الفضاء الرقمي عن الفضاء التقليدي التي أدرجها كالتالي:
السمة الأولى: الأحاسيس المختزلة
إن طبيعة التفاعلات الحية التي توفرها بيئة الفضاء المعلوماتي تحمل معها تغييرات حاسمة على أنماط الاتصال القائمة بين الأفراد. و يتجلى هذا الأمر بوضوح في إعادة تشكيل معالم شخصية الآخر على الإنترنت من خلال ممارسة سلسلة من عمليات الاختزال على المظاهر التقليدية للشخصية الإنسانية. فتمارس عملية التغيير فعلها بتغييب الانفعالات التي نلحظها على وجوه الغير، و جميع مفردات لغة الجسد التي تمنحنا فرصة أكبر لمعرفة ما يختلج في دخيلة نفس المتحدث معنا، ثم تعمد غلى معالجة نبرة الصوت، فتنتج لنا أنماطا جديدة من السمات السلوكية و العلاقات التي تجمعنا مع الآخر الذي يجلس قبالتنا و يتفاعل معنا عبر الوسط البيئي للإنترنت.
السمة الثانية: التواصل النصي
بدأ النص يؤدي دورا جديدا في التعبير عن الأحاسيس التي تغزو أجسادنا عندما نتعامل مع الآخر بلا من اللغة المنطوقة، و لغة أعضاء الجسد التي تسعفنا عندما لا يسعفنا الكلام بعبارة تعبر عما يجيش في نفوسنا. وأصبحت الأدوات المعلوماتية السائدة في الإنترنت مثل: البريد الالكتروني، و الدردشة، و التخاطب الفوري نمطا سائدا للاتصال بالغير عبر الفضاء المعلوماتي.
السمة الثالثة: مرونة الهوية
إن ظاهرة الاتصال وجها لوجه مع الآخر ستحمل معها آثارا جانبية غير مسبوقة على مظاهر السلوك التي تعود الإنسان استخدامها للتعبير عن ذاته، و ترسيخ هويته في ظل الفضاء المعلوماتي.
كما إن الاقتصار على الاتصال الرقمي مع الغير عبر النص المطبوع، سيجعلنا أسرى النص المدوّن عندما نحاول التعبير عن ذواتنا، و ما يجول في خواطرنا.[40] بالمقابل فإننا نحاول الاتصال مع الآخر و نأمل أن نستوعب خطابنا الاتصالي معه بعد أن افترضنا قدرة نصوصنا على التعبير، و بلاغة خطابنا اللغوي الذي لم يعد له وجود في حقبة الأمية اللغوية التي تسود جل بلدان الأرض.
السمة الرابعة: الإدراك المعدل
إن الجلوس قبالة شاشة الحاسوب و التعامل بهدوء مع ما يدور في بنيتها الرسومية المفعمة بالأحداث يعد نمطا جديدا من أنماط تعديل حالة الوعي لدى الإنسان فقراءة خطاب مفي البريد الالكتروني، و ممارسة الدردشة الالكترونية مع مستخدم يقبع في بلد بعيد، يورثنا الإحساس بمزيج غريب و غير مألوف من الأحاسيس التي تتداخل فيها عتبة شعورنا بالذات، و بذات الآخر الذي نديم الاتصال و الحوار معه.
إن ممارسة لعبة محوسبة، مفعمة بالكائنات المبتدعة، و بأشكال لم نألفها سابقان و مباشرة مجموعة من الأفعال التي لا تتطابق مع منطق الحياة اليومية، و زيادة عمق الوصف الرسومي للكيانات الرسومية المتحركة في بيئة الوسائط المتعددة، و زئير الأصوات المنطلقة من هنا و هناك، سيورثنا مزيدا من مستويات الالتفات بالوعي، و سيتطلب منا مباشرة أكثر من مرحلة من مراحل التحديث في مدركاتنا لكي ننجح بالتكيف مع البيئة المعلوماتية المثقلة بأشكالها المفعمة بالألوان، و الأصوات، و الحركات غير المتوقعة.
السمة الخامسة: الحالة المتساوية
يمتلك كل مستخدم للإنترنت فرصة سانحة و عادلة لممارسة ما يرد من أنشطة معلوماتية مع الآخر، و على هذا الأساس و بصرف النظر عن الحالة التي يتمتع بها المرء سواء أكانت ذات صلة بالعرق، أو الجنس، أو الغنى، أو ضيق العيش، و مهما كانت هويته الشخصية، فإن الفضاء المعلوماتي يوفر له فرصة خصبة لممارسة الفعل الذي يريده على تربته بعيدا عن المحددات الاجتماعية التي قد تشخص أمامنا على أرض الوقع الصلبة.[41]
السمة السادسة: المكان المتعالي
يمتلك الفضاء المعلوماتي سمة مكانية متعالية تختلف كثيرا عن عنصري الزمان و المكان اللذين يحكمان قبضتهما على الواقع التقليدي الذي نقطن فيه.
فغياب التضاريس الجغرافية عن المشهد الذي نتعامل من خلاله مع الآخر، و عدم قدرتنا على تلمس أرض صلبة تطمئن إليها نفوسنا، و أبداننا، ستنشئ أحاسيس جديدة بسمة اللاتعين المكاني، و غياب صلتنا بالأرض التي طالما شاركتنا خبراتنا اليومية منذ عقود.
السمة السابعة: المرونة الزمانية
توفر الإنترنت فرصة الاتصال المتزامن Synchronous Communication الذي يعتمد مبدأ تحقيق الاتصال عبر الإنترنت بين أكثر من مستخدم في آن واحد أي في الزمان الحقيقي. و يشمل هذا النوع من الاتصال المشاركة في الدردشة، و استعراض المواقع.
من جهة أخرى تسري ضمن بيئة الإنترنت اتصالات غير متزامنة لا تتطلب حصول عملية الاتصالات الآني بين مستخدمي الشبكة مثل البريد الالكتروني، و مجتمع الأخبار، و في كلتا الحالتين توفر لنا البيئة الافتراضية فرصة تأخير الإجابة على المسألة المطروحة لفترة زمنية أطول مما تتطلبه مخاطبة الآخر وجها لوجه من سرعة استجابة في الواقع الميداني.
السمة الثامنة: القدرات التسجيلية
إن السعات الاستيعابية الهائلة التي تتمتع بها وسائط خزن البيانات و استرجاعها، و توافقها التام مع الأدوات المعلوماتية المستخدمة على الشبكات المعلوماتية قد وفرت مناخا خصبا يشجع المستخدم على الاحتفاظ بجميع بجميع تفاصيل حركته ضمن الفضاء المعلوماتي الفسيح.
و على عكس الحال في العالم الواقعي الذي يبتلع الأحداث التي نمر بها في حياتنا اليومية فيودعها في مستودعات النسيان.[42]
بعدما قمنا بعرض أبرز السمات التي يمتاز بها سكان الفضاء الافتراضي، حيث تبين لنا جليا أنه مختلف تمام الاختلاف عن الفضاء التقليدي الذي ألفناه، وذلك من خلال تقارب مليارات الهويات فيه، ملغيا كل الحواجز سواء أكانت جغرافية أم غير جغرافية فقد تعد كل الحدود و غزى كل أنحاء العالم.
فضاء اضمحلت فيه معاني الهوية، و الأصول العرقية، مزج بين الثقافات لمختلف شعوب المعمورة، ففيه حطمت كل القيود و وجد المقيم فيه ضالته و حقق ذاته ضاربا بذلك عرض الحائط كل ما هو خارج عالمه الآلي الجديد، فقد وفر له كل متطلباته التي عجز عنها الفضاء الفيزيائي. لكن يا ترى ما هي الجوانب النفسية التي يولدها هذا الفضاء نتيجة لكثرة الإبحار و التغلغل فيه؟.
3/ الفضاء الالكتروني والحياة في العالم الثاني.
أ/ تعريف الفضاء الإلكتروني
الفضاء الإلكتروني Cyberspace مصطلح حديث ظهر في العقود الأخيرة نتيجة لثورة تكنولوجيا المعلومات، ويشمل الفضاء الإلكتروني جميع الحواسيب والمعلومات التي بداخلها والأنظمة والبرامج والشبكات المفتوحة لاستعمال الجمهور العام، أو تلك الشبكات التي صممت لاستعمال فئة محددة من المستعملين ومنفصلة عن شبكة الإنترنت العامة.[43] ومن أجل أن تتضح الصورة أكثر، لا بد أن نميز بين الإنترنت والفضاء الإلكتروني. فالإنترنت هي وسيط للتواصل. يقوم الناس من خلالها بأشياء مختلفة، معظمها بسيط حتى لو كان مهما. كدفع الأفراد لفواتيرهم، وقيامهم بالحجز في الفنادق ووسائل النقل، وشراء منتجات معينة، ويطلعون على الأخبار في الصحف…، تعتبر هذه الاستخدامات مهمة اقتصاديا، وتجعل حياة من يستخدمون الإنترنت أكثر سهولة، لكنها لا تغير طريقة حياة الناس. في المقابل لا يقتصر الأمر في الفضاء الإلكتروني على جعل الحياة أكثر سهولة، فالمسألة تتعلق بجعل الحياة مختلفة عن الحياة الحقيقية، فالأمر يتعلق بخَلق حياة مختلفة أو ما يسمونها بحياة ثانية تستحضر فيها أساليب للتفاعل لم تكن ممكنة قبلا.[44] وبطبيعة الحال عملية التفاعل ليست جديدة، فمجتمعاتنا يصدر عنها دوما شيء يقترب في طبيعته ما يصدر عن الفضاء الإلكتروني، في المقابل تخلق مجتمعات الفضاء الإلكتروني اختلافات في درجة التطور ما يؤدي إلى اختلاف في طبيعة هذه المجتمعات. ثمة شيء فريد في الطريقة التي تنتظم بها هذه المجتمعات[45]. يعمل مبدأ التفاعل الرقمي الحر على شبكة الإنترنت من خلال خدماتها المتنوعة كالتراسل الإلكتروني والويب، والدردشة، على توسيع حدود الفضاء السيبراني. لقد جعل هذا المبدأ الإنسان قادرا على الاتصال المطلق بكل أنحاء العالم في مدة يسيرة، وباستطاعته جمع المعلومات بكل بساطة وسرعة، لقد أصبحت المعلومات الرقمية تحيط بنا من كل جانب. أدى هذا الوضع إلى ثورة رقمية جوهرها ثورة معرفية، من مظاهرها أن المعلومات تتضاعف بشكل مذهل، والتهديدات الأمنية كذلك، فلم يحدث تغير كبير في البنية الحركية والتطورية للعالم مثلما يحدث اليوم، فقد احتاج الإنسان من قبل إلى ألاف السينين لمضاعفة معارفه، بينما تتضاعف بشكل هائل في هذا العصر. فإذا علمتنا التطورات التكنولوجية شيئا فهو؛ أن الفضاء الالكتروني هو نقيض الفراغ[46]. على هذا الأساس نعرف الفضاء الإلكتروني أو فضاء السايبر بأنه ذلك المجال الرقمي، الممتد عبر مختلف خطوط وقنوات الاتصال المعدنية والضوئية والهوائية في شبكة الإنترنت، وهو بهذا المعنى، طريق المعلومات فائق السرعة. فهو يتسع للمساحات الواسعة والممتدة في آليات التفاعل بين العقول الإنسانية والحاسوبية بأنواعها، ويحدث التفاعل البشري الآلي من خلال هذا الفضاء، عقليا، ونفسيا، واجتماعيا، بمختلف الحواس الإنسانية. ففي هذا الفضاء يتواصل الإنسان والآلة معا الإنسان ــ الحاسوب ــ الإنترنت .[47] إذن تتكون من خلال هذا الفضاء صورة عملية افتراضية بالمعنى الرقمي لنظام السايبر، وهي تتشكل من مجموعة المكونات الرئيسية لمجالات الخدمات المعلوماتية والعلاقات المتفاعلة المتداخلة في ما بينها، بحيث أن كلا منها له علاقة بالآخر.
يوضح هذا الشكل مكونات الفضاء الرقمي، حيث تتم التفاعلية بين مختلف مكوناته، ويحدث الاتصال بمختلف أشكاله. انبثقت نتيجة هذا التفاعل مظاهر إلكترونية كثيرة كالحكومة الالكترونية، والتجارة الالكترونية، والتعليم الالكتروني .. الخ. وحين نقرأ عن هذا الفضاء، فإن القراءة هي عن الإنترنت كأداة اتصال وتفاعل بشري اجتماعي، وسياسي، واقتصادي، وثقافي. ومن خلال هذين المفهومين الإنترنت والفضاء السايبري تبلورت المفاهيم الأخرى المتقاربة في الرؤية الرقمية للاتصال. ومن بين هذه المصطلحات والمفاهيم: المجتمع المحوسب أو المحّسب Computerized Society ، وجماعة الاتصال المباشر Online Community ، والجماعة الافتراضية أو المجتمع الافتراضي Virtual Community or Virtual.[48] ، هذه الطفرة التكنولوجية، وثورة وسائل الاتصال، انتقلت على إثرها التكنولوجية التماثلية إلى طور انفتحت فيه أبواب عالم جديد هو العالم الافتراضي.
ب/ العالم الافتراضي
لقد تغيرت أنظمة المعرفة وأنظمة الاتصال رأسا على عقب، فيمكن الاستعاضة عن الكتاب الورقي بالكتاب الرقمي، وعن المكتبة العامة بالمكتبة الافتراضية، بل يمكن رقمنة العالم المادي والحميمي للإنسان بواسطة الفيسبوك واليوتيوب، إننا أمام ثورة لا مثيل لها في تاريخ الإنسان، سمحت بانتقال المعلومات بسرعة فائقة، وبإحداث شبكات للاتصال تتحدى وسائل الاتصال الرسمية.[49]
والعالم الافتراضي أو الواقع الافتراضي Virtual Reality VR هو أحد أشكال التفاعل بين الإنسان والحاسوب في بيئة ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع بالصورة والصوت، أو هي عروض مرئية تتضمن صور ثلاثية الأبعاد يتم عرضها على شاشتين صغيرتين في جهاز يثبت على الرأس، مضاف إليه تقنية تعمل على محاكاة الصوت واللمس في نظام متكامل مما يعطي الشخص المتلقي إحساسا بأنه يعيش داخل عالم تخيلي أو افتراضي يتاح له التحكم في بعض مكوناته.[50] وهذه في مجموعها تؤكد الناحية الاتصالية الافتراضية بواسطة الإنترنت، طريق المعلومات الفائق السرعة، ونؤكد أن هذا كان نتيجة مجتمع المعلومات وهو المجتمع الذي يعتمد على المعلومة كمورد اقتصادي.
إن طريق المعلومات السريع سيوفر إمكانات تبدو سحرية عند وصفها لكنها تمثل في واقع الأمر التكنولوجيا التي ستجعل حياتنا أسهل وأفضل. إنه السباق من أجل الذهب كما وصفه بيل جيتس، فلا يكاد يمر أسبوع حتى تعلن شركة ما، أنها كسبت السباق لبناء طريق المعلومات السريع.[51]
لقد أفضت الرقمنة إلى إنهاء الأشكال القديمة لترميز المعرفة فهي تسمح بعبارة أخرى، بتحويل معطيات إلى لغة، باعتبارها أداة تواصل جماعية في جوهرها و تتضمن تأثيرات هذا الترميز تصورا جديدا للمعرفة، لم يعد ممكنا عد إنتاجها كلحظة متميزة عن النشاطات الإنسانية الأخرى. إذ يمنح الطابع التفاعلي للشبكات الرقمية لمستعملي التكنولوجيات مكانا لم يكن متوفرا لهم فيما مضى.[52] نحن نحيا في عصر المؤسسات الافتراضية، حيث تربط المجسمات الإلكترونية للمصرف تلك المؤسسات و الشركات بعملائها المشتركين و مصارفها المراسلة حول العالم. و يمتد مقر العمل الافتراضي عبر المؤسسات الافتراضية، وتتشارك الآن مصانع الطائرات و السيارات مع مورديها لتصميم قطع الغيارات و وحدات التجميع و غالبا ما يعمل المهندسون في كثير من الشركات مع بعضهم البعض على موقع العمل الافتراضي لتطوير منتجات جديدة، سواء كانت هذه المنتجات برامج كومبيوتر أو لعب الأطفال. إنهم يتقاسمون المعلومات والتصميمات، والخواطر والأفكار دون حاجة إلى تقارب مكاني فيما بينهم، لقد أصبح موقع العمل الافتراضي بفضل طريق المعلومات فائق السرعة الذي يتيح الاتصال بين تلك الأجهزة الرئيسية المركزية التي توجهها.[53]
خاتمة:
في سلبيات مجتمع المعلومات
أ/ إدمان الإنترنت:
لقد بدأ يظهر على الناس أعراض ما يسمى الآن إدمان الإنترنت، و هذا المصطلح أطلق لأول مرة على الطبيب النفسي إيفان جولد بيرج Ivan Goldberg 1996، كمزحة في بريد الكتروني على شبكة للنقاشالدردشة عبر الإنترنت و قد رأى أن هناك تشابه بين محك الاعتماد و على الكحول و السلوكيات المرتبطة بالإنترنت، و أطلق عليه إدمان الإنترنت، لما فيه من اعتمادية و جاذبية تدفع الناس لاستخدامها لفترات طويلة و يعترفون أنهم لا يستطيعون بالتوقف عنها كما تشير الدراسات النفسية.[54] إذ لم يختلف هذا عما أورده عمر موفق بشير وبعد الدراسة التي أجراها حيث أشارت التقارير بأن بعض مستخدمي الحاسبات بدأوا يدمنون الإنترنت مثلما يدمن الآخرون على المخدرات و الكحول، و المقامرة، مع النتائج الأكاديمية و الاجتماعية، و الوظيفية المتأتية عن هذا الاستخدام.[55]
ويعرف إدمان الإنترنت أيضا بأنه اضطراب التحكم في الاندفاعات في استخدام الإنترنت بدون هدف مقصود، و الذي لا يتضمن السكر أو فقدان الوعي. و وصف بيرد و ولف إدمان شبكة الإنترنت بحالة انعدام السيطرة و الاستخدام المدمر لهذه الوسيلة التقنية، و تتشابه الأعراض المرضية المصاحبة للمقامرة المرضية.[56]
وبإجماع عدد من الباحثين على أن مدمن الإنترنت لا يختلف عن مدمن المخدرات، في الاضطرابات الاختلاجات النفسية التي تنتابه هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأكيد أن المدمنين لا يعلمون ما يفعلون في حالة السكر، لذا نجد انحرافات سلوكية على الإنترنت. حيث تتجلى هذه الانحرافات مجموعة من الممارسات التي ولدت في كنف التطور التقني، وهذا بالدرجة الأولى منافي للأخلاق و الشريعة الإسلامية.
إن من أهم العوائق التي تقف أمام استخدام هذه الشبكة هي الدخول إلى بعض المواقع التي تدعو إلى الرذيلة و نبذ القيم و الدين و الأخلاق، أو أنها تدعو إلى التمرد و العصيان على ولاة أمر المسلمين و علمائهم و مشايخهم، و كل هذا تحت اسم التحرر و التطور و نبذ الدين و حرية الرأي إلى غير ذلك من الشعارات الزائفة.[57]
إضافة إلى القدرة على تغييب الهوية، فكلما نجحنا في تغييب هويتنا على الآخر، نصبح أكثر قدرة على ممارسة ما يدور في خلدنا دون أن نقلق إزاء احتمال وجود هوية أخرى تمارس فعل الرقابة على أفعالنا. و هو أمر سيؤدي بنا بلا شك إلى ممارسة ما نريد بعيدا عن أي نوع من أنواع القيود التي تفرضها الأعراف بمختلف مستوياتها.[58]
ب/ الاستلاب/الاغتراب:
يفيد مفهوم الاستلاب في التحليل الماركسي اغتراب الإنسان عن ماهيته الإنسانية بسبب انفصاله عما ينتجه بقوة عمله، و يصير تابعا للآلات التي يخترعها بدل أن يجد فيها تحققه الذاتي، ويتجلى استلابه الأساسي في تبعيته للآلات التي يخترعها ومنها نظم الإعلام و المعلومات، و التي يأتي الإنترنت على رأسها. إن الاستلاب مفهوم ابتكره ماركس للدلالة على ظاهرة الاغتراب التي يعيشها الإنسان المعاصر تجاه الآلة.
و اكتشف جورج لوكاش مفهوما آخر للدلالة على حالة الغربة و الاغتراب هذه وهو مفهوم التشيؤ Réification ، Chosification ويدل على الوضعية التي يجد الإنسان نفسه فيها و قد فقدت السلع و الأشياء التي ينتجها قيمتها الاستعمالية لتكتسي قيمة تبادلية و تجارية محضة.[59]
يولد الإنترنت العزلة الاجتماعية للفرد فعلى شدة تعلقه بعالمه الافتراضي و انعزاله فيه على قدر ما تكون الكارثة أدهى و أمر، بالرغم من المزايا التي يتفرد بها على غيره من العالم الفيزيائي التقليدي، إلا أنه لابد من أخذ الحيطة و الحذر من مرض العصر الجديد و هو التغريب و الانعزال عن الوسط الاجتماعي، فلا يجد لذة الحياة إلا قبالة الآلة التي بات حبيسا لمعطياتها التي لا تعرف الانقطاع و لا التوقف.
و في خضم هذا التدفق السريع و الكم الهائل للمعلومات، و الاختلاجات و الاضطرابات النفسية التي يعيشها الإنترنتي فأنه يسعى دائما للبحث عن نوع من التميز و السيطرة على الآخرين من خلال:
ج/ المهاجمة السبيرانية:
و هي التحرش أو التشهير، أو الإرهاب النفسي، عن طريق الهاتف أو الإنترنت، تتم مضايقة الضحية و إزعاجها عن طريق الصور أو مقاطع الفيديو العدائية التي تتم المتاجرة بها، عبر نشرها على شبكة الإنترنت أو إرسالها عن طريق الهاتف الذكي عبر SMS أو MMS.
د/ العنف السيبيراني:
هو هجوم إلكتروني يطال المستخدم على شبكة الإنترنت، خاصة المراهقين في غرف الدردشة، يؤدي هذا النوع من الهجوم إلى اكتئاب نفسي يشعر المستخدم بأنه منبوذ ويمكن أن يصل إلى درجة الانتحار في بعض الأحيان.
قائمة المصادر والمراجع:
أولا/ معاجم وقواميس
1/ ابن منظور، لسان العرب، مج9 بيروت:دار الكتب العلمية، 2003
2/ المنجد في اللغة العربية المعاصرة، ط2 بيروت: دار المشرق، 2001
3/ Grand usuel larousse، dictoinnaire enyclopédique، Paris: larousse، 1997
4/ Oxford، Advanced learner s dictionary، 5thed، London:oxford، 1995
ثانيا/ كتب عربية
1/ إدريس ثابت عبد الرحمن ، نظام المعلومات الإدارية في المنظمات المعاصرة الإسكندرية: الدار الجامعية، 2005
2/ الدليمي عبد الرزاق، الإعلام الجديد و الصحافة الإلكترونية، ط 1 الأردن: دار وائل للنشر و التوزيع، 2011
3/ الرزو حسن مظفر، الفضاء المعلوماتي، ط1لبنان مركز دراسات الوحدة العربية، 2008
4/ الزهيري طلال ناظم، النظم الآلية لاسترجاع المعلومات،ط 1 عمان: دار المسيرة للنشر و التوزيع، 2004
5/ الزيات أحمد حسن، مصطفى إبراهيم، وآخرون، المعجم الوسيط،ج13 إسطمبول: المكتبة الإسلامية، 1989
6/ السالم سالم بن محمد ، صناعة المعلومات في المملكة العربية السعودية، ط02 الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية 2010
7/ العباجي عمر موفق بشير ، الإدمان و الإنترنت، ط1الأردن: دار مجدلاوي للنشر و التوزيع، 2008
8/ النوبي محمد محمد علي، إدمان الإنترنت في عصر العولمة، ط1عمان: دار صفاء للنشر و التوزيع، 2010
9/ بن أحمد محمد، مجتمع المعلومات من المنشود إلى الموجود، مجلة إتحاد إذاعات الدول العربية، العدد 03
10/ توفلر ألفن ، حضارة الموجة الثالثة، ترجمة: عصام الشيخ قاسم ، ليبيا: الدار الوطنية للنشر والتوزيع والإعلان، 1990
11/ جيتس بيل، تر، عبد السلام رضوان، المعلوماتية بعد الإنترنت، الكويت: المجلس الوطني للفنون و الثقافة و الآداب، 1998
12/ دليو فضيل، التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الاتصال، ط1عمان: دار الثقافة،2010
13/ رحومة محمد علي، الإنترنت والمنظومة التكنولوجية، ط1لبنان: مركز دراسات الوحدة العربية، 2005
14/ رضا أحمد، “معجم متن اللغة”،موسوعة لغوية حديثة، مج 04 بيروت:دار مكتبة الحياة، 1960
15/ زحلان أنطوان ، العلم والسيادة التوقعات والإمكانيات في البلدان العربية، تر: حسن الشريف بيروت:مركز دراسات الوحدة العربية، 2012
16/ ساري حلمي خضر ، ثقافة الإنترنت دراسة في التواصل الاجتماعي، ط1عمان: دار العلوم للنشر و التوزيع،2005
17/ عباس بتول رضا ، حاضر العالم ومستقبلنا: دراسة في حضارة الموجة الثالثة لألفن توفلر عمان: دار دجلة، 2010
18/ عبد الهادي محمد فتحي، مجتمع المعلومات بين النظرية و التطبيق، ط1 مصر: الدار المصرية اللبنانية،2007
19/ كيلش فرانك، تر: حسام الدين زكريا، ثورة الأنفوميديا و الوسائط المعلوماتية وكيف تغير عالمنا و حياتك الكويت: المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الأدب، 2000
20/ لعقاب محمد، المواطن الرقمي، ط2 الجزائر دار هومة، 2013
21/ لورنس ليسيج، تر، محمد سعد طنطاوي، الكود المنظم للإنترنت، ط2 مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2013
22/ محارب محمود، حرب الفضاء الإلكتروني، الدوحة: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، 2011
23/ معزوز عبد العالي، الإنترنت و الاستلاب التقاني، ط:1 بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2011
24/ نبيل علي، الثقافة العربية و عصر المعلومات، الكويت: عالم المعرفة، 2001
ثالثا/ المجلات والدوريات
1/ حمدي محمد، الواقع الحالي لتوظيف تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي، مجلة إتحاد إذاعات الدول العربية، العدد 03، 2005
2/ سلطاني محمد رشدي، “المعارف الجماعية وأثرها على نشاط الإبداع في المؤسسة” أبحاث إقتصادية وإدارية، العدد 11، جوان 2012، جامعة بسكرة
3/ منصوري كمال ، عيسى خليفي، ” اندماج اقتصاديات البلدان العربية في اقتصاد المعرفة: المقومات والعوائق”، مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا العدد 04، الجزائر ، جوان 2006
رابعا/ تقارير
1/ التقرير العالمي لليونسكو، مقدم إلى منظمة الأمم المتحدة، من مجتمع المعلومات إلى مجتمع المعرفة، مطبوعات اليونسكو، فرنسا، الصادر عام 2005،
خامسا/ مؤتمرات وملتقيات
1/ عبد الرحمان عبد السلام جامل، “محمد عبد الرزاق إبراهيم ويح، “التعليم الإلكتروني كآلية لتحقيق مجتمع المعرفة” مداخلة قدمت إلى:المؤتمر الدولي الأول حول التعليم الإلكتروني، 17 19 أفريل 2006
2/ نبيلة جعيجع، حياة براهيمي، ” إسهامات إدارة المعرفة في تحسين الأداء التنافسي وتطوير الكفاءات في منظمات الأعمال” مداخلة قدمت إلى: الملتقى الدولي حول: رأس المال الفكري في منظمات الأعمال العربية في الإقتصاديات الحديثة، 1314 ديسمبر 2011،
سادسا/ مواقع الإنترنت
1/ شوكن العبيدي هديل ، “من البيانات إلى الحكمة بإتجاه إدارة المعرفة”، أنظر في:http://www.informaticsgovsa/modulesphp
[1] ألفن توفلر، حضارة الموجة الثالثة، ترجمة: عصام الشيخ قاسم( ليبيا: الدار الوطنية للنشر والتوزيع والإعلان، 1990)، ص28.
[2] سالم بن محمد السالم، صناعة المعلومات في المملكة العربية السعودية، ط2،الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية 2010، ص 5758.
[3] عبد الرحمان عبد السلام جامل، “محمد عبد الرزاق إبراهيم ويح، “التعليم الإلكتروني كآلية لتحقيق مجتمع المعرفة” مداخلة قدمت إلى:المؤتمر الدولي الأول حول التعليم الإلكتروني، 17 19 أفريل 2006، ص04.
[4] سالم بن محمد السالم، مرجع سيق ذكره، ص66.
[5] بتول رضا عباس، حاضر العالم ومستقبلنا: دراسة في حضارة الموجة الثالثة لألفن توفلر عمان: دار دجلة، 2010 ص 93.
[6] أنطوان زحلان، العلم والسيادة التوقعات والإمكانيات في البلدان العربية، تر: حسن الشريف بيروت:مركز دراسات الوحدة العربية، 2012، ص 33.
[7] محمد حمدي، الواقع الحالي لتوظيف تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي، مجلة إتحاد إذاعات الدول العربية، العدد 03، 2005، ص: 74.
[8] محمد علي رحومة، الإنترنت والمنظومة التكنولوجية، ط1لبنان: مركز دراسات الوحدة العربية، 2005 ص:217.
[9] محمد لعقاب، المواطن الرقمي، ط2 الجزائر دار هومة، 2013 ص: 27.
[10] حسن مظفر الرزو، الفضاء المعلوماتي، ط1لبنان مركز دراسات الوحدة العربية، 2008 ص: 244.
[11] حسن مظفر الرزو، مرجع سبق ذكره، ص: 246.
[12] محمد بن أحمد، مجتمع المعلومات من المنشود إلى الموجود، مجلة إتحاد إذاعات الدول العربية، العدد 03 ، ص: 65.
[13] محمد فتحي عبد الهادي، مجتمع المعلومات بين النظرية و التطبيق، ط1 مصر: الدار المصرية اللبنانية،2007 ص:59.
[14] حسن مظفر الرزو، مرجع سبق ذكره، ص 249.
د فضيل دليو، التكنولوجيا الجديدة للإعلام و الاتصال، ط1عمان: دار الثقافة،2010 ص: 121.[15]
محمد النوبي محمد علي، إدمان الإنترنت في عصر العولمة، ط1عمان: دار صفاء للنشر و التوزيع، 2010 ص: 59. [16]
[17] العبيدي هديل شوكن، “من البيانات إلى الحكمة بإتجاه إدارة المعرفة”، أنظر في:http://www.informaticsgovsa/modulesphp
[18] عبد الرحمان بن عنتر، “دور المعلومة الصناعية في تطوير المؤسسات وتحقيق الميزة التنافسية”، ندوة حول تطوير قطاع المعلومات الصناعية في الدول العربية الجزائر: 0406 ديسمبر 2012، ص02.
[19] معالجة البيانات هي عملية تحليلية تستخلص ما تتضمنه البيانات من علاقات بين العناصر المكونة للأشياء.
[20] ثابت عبد الرحمن إدريس، نظام المعلومات الإدارية في المنظمات المعاصرة الإسكندرية: الدار الجامعية، 2005،ص 80 81.
[21] عبد الرحمان بن عنتر، مرجع سبق ذكره ، ص0910.
[22] رضا أحمد، “معجم متن اللغة”،موسوعة لغوية حديثة، مج 04 بيروت:دار مكتبة الحياة، 1960، ص 78.
[23]مصطفى إبراهيم، الزيات أحمد حسن، وآخرون، المعجم الوسيط،ج13 إسطمبول: المكتبة الإسلامية، 1989،ص595.
[24] المنجد في اللغة العربية المعاصرة، ط2 بيروت: دار المشرق، 2001، ص 967.
[25] إبن منظور، لسان العرب، مج9 بيروت:دار الكتب العلمية، 2003، ص 284.
[26] Oxford، Advanced learner s dictionary، 5thed، London:oxford، 1995،P 655
[27] Grand usuel larousse، dictoinnaire enyclopédique، Paris: larousse، 1997، p1717.
[28] رائد صابر لفتة، مرجع سبق ذكره، ص119.
[29] سالم بن محمد السالم، مرجع سبق ذكره ، ص49.
[30] سلطاني محمد رشدي، “المعارف الجماعية وأثرها على نشاط الإبداع في المؤسسة” أبحاث إقتصادية وإدارية، العدد 11، جوان 2012، جامعة بسكرة، ص 136.
[31] كمال منصوري، عيسى خليفي، ” اندماج اقتصاديات البلدان العربية في اقتصاد المعرفة: المقومات والعوائق”، مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا العدد 04، الجزائر ، جوان 2006، ص51 52.
[32] نبيلة جعيجع، حياة براهيمي، ” إسهامات إدارة المعرفة في تحسين الأداء التنافسي وتطوير الكفاءات في منظمات الأعمال” مداخلة قدمت إلى: الملتقى الدولي حول: رأس المال الفكري في منظمات الأعمال العربية في الإقتصاديات الحديثة، 1314 ديسمبر 2011، ص 09.
[33] المرجع، نفسه، ص 10.
[34] عبد الرحمن بن عنتر، مرجع سبق ذكره، ص 35.
[35] علي نبيل، الثقافة العربية و عصر المعلومات، الكويت: عالم المعرفة، 2001 ص: 73.
[36] محمد فتحي عبد الهادي، مجتمع المعلومات بين النظرية و التطبيق، ط1 مصر: الدار المصرية اللبنانية، 2007 ص: 50/51.
حلمي خضر ساري، ثقافة الإنترنت دراسة في التواصل الاجتماعي، ط1عمان: دار العلوم للنشر و التوزيع،2005 ص: 125.[37]
حسن مظفر الرزو، مرجع سبق ذكره، ص: 271.[38]
حسن مظفر الرزو، مرجع سبق ذكره، ص: 272.[39]
حسن مظفر الرزو، مرجع سبق ذكره، ص:275.[40]
حسن مظفر الرزو، مرجع سبق ذكره، ص: 278.[42]
[43] محمود محارب، حرب الفضاء الإلكتروني، الدوحة: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، 2011 على الرابط: www.dohainstiute.or
[44] لورنس ليسيج، تر، محمد سعد طنطاوي، الكود المنظم للإنترنت، ط2 مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2013 ص:131.
عبد الرزاق الدليمي، الإعلام الجديد و الصحافة الإلكترونية، ط 1 الأردن: دار وائل للنشر و التوزيع، 2011 ص: 31.[46]
محمد علي رحومة، مرجع سبق ذكره، ص: 242.[47]
محمد علي رحومة، مرجع سبق ذكره، ص: 243. [48]
عبد العالي معزوز، الإنترنت و الاستلاب التقاني، ط:1 بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2011 ص:21.[49]
طلال ناظم الزهيري، النظم الآلية لاسترجاع المعلومات،ط 1 عمان: دار المسيرة للنشر و التوزيع، 2004 ص: 99.[50]
[51] بيل جيتس، تر، عبد السلام رضوان، المعلوماتية بعد الإنترنت، الكويت: المجلس الوطني للفنون و الثقافة و الآداب، 1998 ص: 311.
[52] التقرير العالمي لليونسكو، مقدم إلى منظمة الأمم المتحدة، من مجتمع المعلومات إلى مجتمع المعرفة، مطبوعات اليونسكو، فرنسا، الصادر عام 2005، ص:52.
[53] فرانك كيلش، تر: حسام الدين زكريا، ثورة الأنفوميديا و الوسائط المعلوماتية وكيف تغير عالمنا و حياتك الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، 2000 ص: 459.
محمد النوبي محمد علي، إدمان الإنترنت في عصر العولمة، ط1 عمان: دار صفاء للنشر و التوزيع، 2010 ص: 48.[54]
عمر موفق بشير العباجي، الإدمان و الإنترنت، ط1الأردن: دار مجدلاوي للنشر و التوزيع، 2008 ص:67.[55]
محمد النوبي محمد علي، مرجع سبق ذكره، ص: 53.[56]
محمد النوبي محمد علي، المرجع نفسه، ص: 118. [57]