
صعوبات تعلم القراءة وعلاقتها بدافعية الانجاز
أ.عينو عبد الله/جامعة الدكتور مولاي الطاهر،سعيدة،الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 42 الصفحة 141.
ملخص:هدفت الدراسة للكشف عن صعوبات تعلم القراءة و علاقتها بدافعية الإنجاز لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي في مدينة سعيدة ، على عينة عشوائية مكونة من335 ،166 تلميذ،و169 إناث ، استخدم المنهج الوصفي،ومقياس صعوبة القراءة ،والدافعية للإنجاز لجمع البيانات،ومعامل بيرسون و ألفا كرونباخ و اختبار “ت” للمعالجة الإحصائية ،أظهرت النتائج عن عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين صعوبات تعلم القراءة والدافعية للإنجاز لدى التلاميذ،و عدم وجود فروق تعزى لمتغير الجنس.
الكلمات المفتاحية : صعوبات القراءة ، دافعية الإنجاز ، التعليم الابتدائي ، السنة الخامسة ابتدائي، اللغة العربية.
مقدمة:
يعتبر التعلم غاية يسعى الإنسان لتحقيقها ووسيلته للوصول إلى هذه الغاية باعتباره عملية مستمرة و مقصودة تعمل على تغيير و تجديد السلوك و تضمن له التكيف مع محيطه بحيث لا يشمل ذلك التغيرات الناتجة عن النمو الطبيعي لجسم الإنسان ،إلا أن هذا التعلم يواجه مشاكل تتحول إلى عراقيل وصعوبات ،اصطلح عليها مؤخرا صعوبات التعلم منها النمائية و تشمل العمليات العليا للدماغ كالانتباه ،الإدراك ،التفكير ،التذكر وحل المشكلات، وصعوبات التعلم الأكاديمية والمتمثلة في صعوبات الكتابة ،الرياضيات ،التهجئة ،التعبير الكتابي و القراءة وتعتبر هذه الأخيرة من أهم المهارات الأساسية التي يتعلمها التلميذ في المدرسة فهي وسيلته للاتصال وأداته في تحصيل المعرفة لأنها مفتاح فهم ودراسة المواد والمقررات الأخرى تقدم المتعلم في المواد الأخرى مرهون بإتقانه هذه المهارة ، التي يعتقد الكثير أن التلميذ الذي يستطيع النطق و التعرف على الكلمات و العبارات قارئ جيد حيث يسقط هذا الاعتقاد إذا لم يرافق ذلك فهم ما يقرأ باعتبار القراءة عملية يراد بها إيجاد الصلة بين لغة الكلام والرموز المكتوبة و المعاني وأي عجز أو قصور في هذه الوظائف يؤدي إلى صعوبات تعلم القراءة و التي تظهر بشكل واضح لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية ، وتنعكس هذه الصعوبات سلبا على جوانب عدة في شخصية المتعلم ،كدافعيته للإنجاز والتي تشكل عنصرا أساسيا من عناصر العملية التعليمية لاسيما و أنها تعمل على زيادة الفعالية والمساهمة في تحقيق إشباع الحاجة و إحداث التوازن المطلوب باعتبارها المحركات التي تقف وراء سلوك الإنسان و تسعى الدراسة الحالية للكشف عن وجود أو عدم و جود علاقة بين صعوبات تعلم القراءة و الدافعية للإنجاز،لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي .
الإشكالية :
يفرض الواقع العديد من المواقف أو التحديات الصعبة التي تواجه الأسر خاصة تلك التي لديها أطفال في سن التمدرس ، تأتي على رأسها مشكلة انخفاض المستوى التعليمي لأطفالهم ،حيث يرجع الباحثون في كثير من الأحايين سبب ذلك إلى تقصير إما من قبل الوالدين أو المدرسة غير أن ذلك قد ينتج عن مشكلة أعمق تتعلق بالطفل في حد ذاته والتي تعتبر من المشكلات التربوية التي تلقي بظلالها على التلميذ، الأسرة، المدرسة وعلى النظام التعليمي ككل، مسببة لهم اضطرابات وعراقيل والمتمثلة في صعوبات التعلم الأكاديمية ،التي تحددها في المقام الأول صعوبات تعلم القراءة في اللغة العربية ، لاسيما و أن هذه الأخيرة تعتبر اللغة الرسمية للمدرسة الجزائرية ،ونجاح المتعلم في المواد الأخرى يتوقف على مدى تحكمه في لغة التعلم بل عدم إتقان الدارسين لهذه اللغة يؤثر مباشرة و سلبا في فاعلية مختلف عمليات التعلم الأخرى. كما تمثل القراءة القاعدة التي ترتكز عليها كل الأنشطة البيداغوجية ، باعتبارها أول نشاط يمارسه التلميذ عند دخوله المدرسة، فهي من أهم المهارات الأساسية و الضرورية اللازمة للفرد لتحصيل المعرفة ، و هو ما توفره المدرسة الابتدائية باعتبارها المرحلة الأولى في سلم مراحل التعليم و التي يتوقف عليها إلى حد بعيد نجاح المراحل التعليمية اللاحقة. يزيد من خطورة ظاهرة صعوبات تعلم القراءة غموض أعراضها و قلة الوعي بها و هو ما يجعل الإقصاء والتهميش سيدا الموقف حينما يتعلق الأمر بالتعامل مع التلميذ الذي يعاني من هذه الصعوبات ،رغم محاولة الكثير من الأبحاث تسليط الضوء على هذه الظاهرة بكل أبعادها ومحاولة علاجها كدراسة بدرية (1985 ) والتي هدفت إلى معرفة أهم جوانب التأخر في القراءة عند تلاميذ الصف الرابع ابتدائي وقد خلصت هذه الدراسة إلى أن أكثر أخطاء القراءة شيوعا بين التلاميذ هي التعرف على الكلمة بنسبة 90% و الإضافة و الحذف بنسبة 99 % ،و قد ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك حيث ركزت دراساتهم على البحث في سبل الوقاية منها من خلال الكشف المبكر عنها و توفير فرص التدخل كدراسة أحمد، (1988)و التي هدفت إلى تشخيص أهم صعوبات التعلم التي تواجه تلاميذ المرحلة الابتدائية الأولى في مادة اللغة العربية حيث أظهرت هذه الدراسة أن أكثر صعوبات التعلم شيوعا في مادة اللغة العربية كانت صعوبات تعلم القراءة، و لكون السنة الخامسة نهاية المستوى الثاني من التعليم تتوجها شهادة التعلم الابتدائي والتي تعتبر جسر عبور إلى مستويات أخرى و هو ما يحتاج إلى دافعية انجاز مرتفعة ، من خلال ذلك طرح الإشكال الآتي :
الإشكالية العامة:
– هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين صعوبات تعلم القراءة ودافعية الانجاز لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي؟
التساؤل :
-ما مدى انتشار صعوبات تعلم القراءة في أوساط تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة سعيدة ؟
و التي تفرعت إلى الإشكاليتين الجزئيتين التاليتين:
– هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صعوبات تعلم القراءة تعزى لمتغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي؟
– هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الدافعية للإنجاز تعزى لمتغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي؟
أهداف الموضوع: تهدف هذه الدراسة إلى :
-معرفة العلاقة بين صعوبات تعلم القراءة و دافعية الإنجاز لدى عينة من تلاميذ السنة الخامسة ببعض مدارس مدينة سعيدة للسنة الدراسية 2015 -2016 .
-معرفة نوع هذه العلاقة و تحديد الدور الذي تلعبه صعوبات تعلم القراءة من حيث ارتفاع أو انخفاض مستوى دافعية للإنجاز.
-محاولة لفت انتباه المختصين لواقع صعوبات تعلم القراءة في مدينة سعيدة والذي يعاني من إهمال في الوسط التربوي.
أهمية الموضوع:
تمثل صعوبات تعلم القراءة جانبا هاما من جوانب صعوبات التعلم و التي يعاني منها التلاميذ خصوصا في المرحلة الابتدائية مما يؤثر في الكفاءة المستعرضة لهذه المرحلة، فأهمية هذه الدراسة مستقاة من أهمية مواضيع صعوبات تعلم القراءة و دافعية الإنجاز و السنة الخامسة ابتدائي باعتبار كل موضوع منها مجال خصب للدراسات الحديثة ، حيث تعمل هذه الدراسة على إظهار انعكاسات صعوبات تعلم القراءة على دافعية الإنجاز لدى تلاميذ السنة الخامسة و مستقبلهم الدراسي.
تسلط الضوء على ذوي صعوبات تعلم القراءة، و التعريف بهم بأنهم ليسوا معوقين ذهنيا، بل هم يعانون من صعوبات يمكن تجاوزها .
تحديد المفاهيم الإجرائية:
صعوبات تعلم القراءة: هي مجموع الدرجات التي تتحصل عليها عينة من تلاميذ السنة الخامسة في بعض مدارس مدينة سعيدة على مقياس تشخيص صعوبات القراءة لمصطفى فتحي الزياتي.
الدافعية للإنجاز:هي مجموع الدرجات التي تتحصل عليها عينة من تلاميذ السنة الخامسة ببعض مدارس مدينة سعيدة في مقياس الدافعية للإنجاز لأحمد عبد الخالق و مايسة النيال.
اللغة العربية : هي أداة تفكير و تواصل و القاسم المشترك لما يتعلمه التلميذ باعتبارها اللغة الرسمية للتعليم في المدرسة الجزائرية.
تلميذ السنة الخامسة ذو صعوبات القراءة : هو تلميذ السنة الخامسة والذي تتواتر لديه بعض أو كل الخصائص السلوكية المتعلقة بصعوبات القراءة الموضحة في مقياس تشخيص صعوبات تعلم القراءة المستعمل في الدراسة و المُتَحَصِلْ على إحدى الدرجة المحصورة بين 21 إلى درجة81 في المقياس المطبق في الدراسة.
الإطار النظري :
تعتبر صعوبات التعلم من معيقات التي كانت ولا تزال تعيق الكثير من التلاميذ عن تحقيق النجاح الدراسي المنشود وتقف حجر عاثر أمام الكثير من التلاميذ الذين يتمتعون بقدرات عالية ولكن صعوبات التعلم حرمتهم من إبراز قدراتهم ،ولصعوبات التعلم نوعين مهمين هما: صعوبات التعلم النمائية :
أ )صعوبات أولية :و تتمثل في الانتباه ، الإدراك ،الذاكرة وتضم ثلاث مجالات هي النمو اللغوي ، النمو المعرفي ، نمو المهارات البصرية والحركية.
ب) صعوبات ثانوية:و تتمثل في التفكير ،الكلام ،الفهم واللغة الشفهية ، والنوع الثاني وهي صعوبات التعلم الأكاديمية . ([1])
تعرف القراءة على أنها عملية عقلية انفعالية دافعية تشمل تفسير الرموز و الرسوم التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه ،و فهم المعاني والربط بين الخبرة السابقة وهذه المعاني والاستنتاج و النقد و الحكم والتذوق و حل المشكلات، ([2])، يعتبر الأشول أن صعوبات القراءة بأنها نقص في الإنجاز أو القدرة عند بعض الأفراد في مجال تعليمي معين مقارنة بإنجاز أو قدرة الأفراد ذو القدرة العقلية المتشابهة معهم و يرجع ذلك إلى وجود اضطرابات في العمليات النفسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة سواء المكتوبة أو المنطوقة. ([3])، وأصبحت تعرف في الأوساط العلمية والعامة صعوبات القراءة بالدسلكسيا وهي تعريب للفظة اللاتينية الأصل DYSLEXIA وتنقسم إلى قسمين DYSوتعني صعوبة وLEXIA و تعني الكلمات و معناها صعوبة في معالجة الكلمة ،و الترجمة العربية لها هي عسر القراءة ، و هي قصور في القدرة على فهم استيعاب وتفسير الكلمة المكتوبة أو المسموعة التي يستقبلها الجهاز العصبي. ([4])ويشير كيرك إلى وجود أطفال لديهم صعوبات تعليمية ناتجة عن اضطرب في جانب أو أكثر من العمليات النفسية التي لها علاقة بالفهم و اللغة الشفهية و المنطوقة أو المكتوبة ولها أعراض تتمثل في الانتباه و التفكير و القراءة و الكتابة والتهجئة والعمليات النفسية والعمليات الحسابية بحيث لا تشمل الأطفال ذوي الإعاقات الأخرى مثل الإعاقة العقلية السمعية و البصرية أو الحركية على الرغم من أن مثل هذه الإعاقات قد تكون مرافقة لذوي صعوبات التعلم. ([5]) وقد يكون من معيقات تحقيق تعلم القراءة بشكل جيد عدم توفر الميول والدوافع المساعدة فالميل هو دافع مهم في عملية القراءة ،حيث يرتبط الميل للقراءة بمستوى الطفل العقلي وعمره الزمني ،الجنس ، الذكاء و الحالة الاقتصادية و من سمات القارئ الناجح ،الحماس للقراءة والميل إليها و لن يمتلك القارئ مهارات القراءة إلا إذا امتلك القدرة على قراءة ألوان متعددة في مختلف ميادين المعرفة معتمدا على نفسه فالميل و القدرة و امتلاك المهارات أمور مترابطة. ([6] )
النظريات المفسرة لصعوبات القراءة:نظرا لتعقيد ظاهرة صعوبات تعلم القراءة و حداثة البحث فيها تعددت التفسيرات حول مسبباتها و اختلفت باختلاف و جهات نظر العلماء الذين تناولوها بالدراسة ما نتج عنه ظهور عدة نظريات منها:
1-النظرية العضوية : ترجع هذه النظرية عسر القراءة إلى إصابة في مراكز الدماغ حيث تعتبر من أقدم النظريات التي ترى بأن مصدر عسر القراءة هو إصابة غير ظاهرة تمس مراكز اللغة في الدماغ. و اقترح “أورتن” تسمية جديدة لظاهرة صعوبة القراءة أطلق عليها “ستريفوسميوليا” وتعني الرموز الملتوية أو المشوهة سببها تأخر في نضج أحد جانبي الدماغ ،حيث يترتب عنه صعوبة القراءة و الكتابة، تظهر على أشكال من العكس و القلب ، و الحذف و الخلط بين الكلمات و الحروف أثناء القراءة و الكتابة ،و حتى الآن لا يوجد أي إثبات تشريحي يؤكد هذه النظرية.
2-النظرية الوراثية : أكد بعض الباحثين على وجود أقراد يعانون من صعوبات القراءة في بعض العائلات مما يشير إلى أن عسر القراءة وراثية و هذا ما أشار إليه “دانوه هالقرين” سنة 1950 حيث قام بدراسة على 116 طفل ،و توصل إلى أن 90 %من الأطفال ينحدرون من عائلات تعاني من عسر القراءة ،و في دراسة مقارنة لتوائم حقيقيين ضمن هذا التوجه الجديد في الجينيات التي يمكن أن تكون لها مسؤولية في عسر القراءة عند الطفل فقد أجرى “هالقرين” و”نوري“ دراسة على 12 فردا من التوأم الحقيقي و33 فردا من التوأم غير حقيقي،و دلت النتائج أن عسر القراءة موجود لدى المجموعة الأولى من التوائم الحقيقي بنسبة 100% من الحالات ، على عكس توائم المجموعة الثانية 33 ،في حين أن هناك ملاحظات لبعض العلماء فيما يخص التفاوت الموجود بين الذكور عسيري القراءة و الإناث عسيرات القراءة ، حيث يعاني الذكور أكثر من الإناث ما بين 66% و 84% من الذكور عسيري القراءة. ([7])
3-النظرية النفسية العاطفية : يفترضون وجود سبب عاطفي لظهور عسر القراءة ،فعسير القراءة يرفض الاتصال مع الآخرين و يكاد يكون في صراع دائم مع أسرته ،فعجزه غير متقبل و يرى “ميكائيلي” أنه هناك اضطراب في علاقة الأنا بالوسط و التي تؤدي إلى غموض المعالم هذا الغموض يمنعه من الوصول إلى الذكاء التحليلي و الترميز ، و لقد ظهرت من خلال الأعمال المنجزة في هذا الموضوع متغيرات كثيرة للعوامل إلى تؤدي إلى صعوبة تعلم القراءة.
4-النظرية البيداغوجية : العامل المسبب لصعوبة القراءة لا يعزى إلى الطفل في حد ذاته، إنه يتعلق بالمؤسسة التي تتكفل بتعليم الطفل القراءة أي المدرسة (المناهج ،طرق التدريس..)،ويرجع بعض الباحثين المسؤولية كبيرة للبيداغوجية ، حيث أن بداية سيئة في تعلم الطفل القراءة ما يمكن أن يؤدي لتهيئة الظروف لظهور عسر القراءة، إضافة لبعض العوامل منها كثافة الفصل الدراسي،التغير الدائم للمعلمين ، علاقة المعلم والتلميذ ،غياب الكيفية في تطبيق المناهج المقررة. ([8])
معوقات دافع الإنجاز: ومن المعوقات التي تحول دون اجتهاد التلميذ الذي يكون يعاني من صعوبات تعلم القراءة هو الخوف من الوقوع في الفشل فتسيطر عليه صورة ذهنية تعيقه من المحاولة مرات عديدة للتغلب عليها ، أو أن التلميذ أحيانا يخشى النجاح في محاولاته تلك ( نبيلة،2007: 127).ومن عوامل ظهور صعوبة القراءة عيوب اللغة ومشكلاتها إذا كانت سابقة لدى المتعلم تساعد على ظهور صعوبة القراءة وكذلك نقص الانتباه الذي تأثر بالدافعية ([9])
الـــدراســــات الســـابـــقـــة:
1-دراسة رشيدي (2010) هدفت هذه الدراسة لمعرفة العلاقة بين الدافعية للإنجاز وعسر القراءة لدى عينة من تلاميذ السنة الثانية والسنة الخامسة ابتدائي ، بمدارس ولاية قسنطينة ، استخدمت المنهج الوصفي وكان الاختيار للعينة قصديا، أما أدوات البحث فقد تمثلت في المقابلة و الاستبيان اختبار رسم الرجل كما تم تطبيق اختبار الدافعية للإنجاز لهرمنز ،تمت المعالجة الإحصائية باستخدام النسب المئوية وأسفرت النتائج على النقطتين التاليتين: أنه لا توجد علاقة بين دافع الانجاز و عسر القراءة.
– أن عدد الذكور عسيري القراءة أكثر من الإناث و رغم ذلك إلا أن درجة دافعية الإنجاز لديهم مرتفعة مقارنة بالإناث.
– إن درجات دافعية الانجاز غير مستقرة من حيث الدرجات بالرغم من وجود عسر من مستوى إلى آخر .
2- دراسة “مراكب مفيدة”(2010) هدفت هذه الدراسة للبحث في إمكانية الكشف المبكر عن صعوبات تعلم القراءة لدى تلامیذ السنة أولى ابتدائي كإجراء تربوي وقائي، و ذلك من خلال التحديد في مرحلة مبكرة، قصور السيرورات المعرفية التي يبدوا أنها تعیق تعلم القراءة والمتمثلة في الإدراك البصري، الذاكرة العاملة، و مهارة الوعي الفونولوجي، و من ثم اعتبارها مؤشرات تسمح بالتنبؤ باحتمال ظهور صعوبات القراءة لاحقا في مدارس التعليم الابتدائي بمدينة عنابة ، اتبعت المنهج الوصفي لأنها بصدد الكشف عن علاقات بين عدّة متغيرات والتعبير كميا عن هذا الارتباط ، وقد تمثلت عينة الدراسة في 139 تلميذ وتلميذة من مستوى السنة الأولي ابتدائي و كان اختيار العينة عشوائي ، أما أدوات البحث فقد اختارت اختبارين مقننين هما اختبار تطور الإدراك البصري “لمريان فروستيج” واختبار مؤشر الذاكرة العامة و هو اختبار فرعي من سلم “وكسلر” و اختبار أخر غير مقنن تمثل في اختبار تحصيلي في القراءة من إعداد المعلم ، وتمت المعالجة الإحصائية باستخدام معامل الارتباط “لكارل بيرسون”و اختبار “ت “ وقد خلصت الدراسة إلى وجود علاقة بين السيرورات المعرفية المتمثلة في الإدراك البصري والذاكرة العامة ،الوعي الفونولوجي بتعلم القراءة ، و لم تتضح علاقة الذاكرة العامة بهذه الأخيرة.
3- دراسة “مرباح “(2014) هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على عسر القراءة وعلاقته بالتوافق النفسي لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة “الأغواط”، اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي ، أخذ جميع التلاميذ الذين تقرر بأنهم يعانون من عسر القراءة و التي بلغ عددها 493 و بعد عملية التشخيص أصبح حجم العينة 60 تلميذا معسر قرائياً، 38 تلميذاً و22 تلميذة ،أما أدوات البحث فقد تمثلت في المقابلة ، الملاحظة ،اختبار التقدير التشخيصي لصعوبات تعلم القراءة من إعداد “فتحي الزيات“،اختبار رسم الرجل ،اختباري القراءة الجهرية و الصامتة من أجل الفهم “لحاج صبري فاطمة الزهراء” ،و قائمة ملاحظة سلوك الطفل “لمصطفى كامل“ أما المعالجة الإحصائية فقد استخدم معامل الارتباط ” بيرسون”و اختبار “ت ” ،و قد جاءت كل نتائج لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين عسر القراءة و التوافق النفسي.
4- دراسة “ جبايب“( 2008) هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على صعوبات تعلم القراءة والكتابة من وجهة نظر معلمي الصف الأول الأساسي، وفقًا لمتغيرات الجنس، والمؤهل العلمي، والخبرة، والتخصص ،وطبقت هذه الدراسة على عينة طبقية عشوائية مكونة من 123 معلمًا ومعلمة، 44 ذكورًا، و79 إناثُا،حيث أظهرت النتائج أن أبرز صعوبات تعلم القراءة والكتابة، تتمثل في تعثر الطفل في القراءة والكتابة، وكثرة المحو والضغط على القلم، أما فيما يتعلق بالمتغيرات، فأظهرت الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزي لمتغير الجنس لصالح الإناث، كما توجد فروق في المؤهل العلمي، لصالح البكالوريوس، في حين لم تظهر أي فروق ذات دلالة إحصائية ُتعزى لمتغير الخبرة والتخصص .
5-دراسة عبد الله (2011) ،هدفت هذه الدراسة لتشخيص صعوبات تعلم القراءة الجهرية التي يواجهها تلاميذ الصف الثالث الابتدائي ،بمنطقة مكة المكرمة ،و المتمثلة في مهارتي النطق و التعرف،و قد أجريت هذه الدراسة بناء على تقارير واردة من مدرسين بشأن ضعف التلاميذ في القراءة ،و لأن اكتشاف الصعوبات في هذه المرحلة المبكرة يتيح الفرصة المناسبة لعلاجها، ومساعدة التلميذ الذي يعاني من هذه الصعوبات على التخلص منها، استخدم الباحث المنهج الوصفي ،تمثلت العينة في 32 تلميذ من تلاميذ الصف الثالث ابتدائي ، أما أدوات البحث فقد تمثلت في اختبار في القراءة وهو عبارة عن نص قرائي من كتاب القراءة و الأناشيد المقرر لتلاميذ الصف الثالث لسنة الدراسية (2011)، يطلب من التلاميذ قراءتها قراءة جهرية ثم مقارنة نتائجها بالتقارير الواردة من قبل المدرسين ،و قد كشفت الدراسة عن وجود عدد من صعوبات القراءة الجهرية لدى تلاميذ الصف الثالث الابتدائي ، و المتمثلة في الإضافة، الحذف الإبدال ،التكرار، التوقف الخطأ،و قد خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات.
6-دراسة” روسكان “وآخرون (2002) هدفت هذه الدراسة لمعرفة الآثار النفسية لصعوبات تعلم القراءة على شخصية الطفل ببعض مدارس بلجيكا، استخدمت الباحثة المنهج الوصفي لدى عينة تتكون من 134 طفل في سن التاسعة تم تشخيص الحالة المبدئية لـ67 منهم من قبل الأم والمعلمة و تم تقسيمهم حسب الجنس،العمر، مستوى الأم الدراسي، عدد الإخوة ومقارنة نفس المعطيات مع مجموعة من 67 طفل لا يعانون من المشكل وكنتيجة توصلت الباحثة إلى أن للآثار النفسية لصعوبات تعلم القراءة انعكاس سلبي على شخصية الطفل، كما أشار التحليل لمعطيات و النتائج الإحصائية لأثر نظرة الأم و المعلمين على نظرة الطفل عسير القراءة إلى نفسه.
7-دراسة “الوناس ” (2012) هدفت هذه الدراسة لمعرفة العلاقة بين الدافعية والتحصيل الدراسي لدى تلاميذ السنة رابعة متوسط، استخدمت الباحثة المنهج الوصفي و كانت عينة الدراسة عينة عشوائية بسيطة متكونة من 124 تلميذ و تلميذة تتراوح أعمارهم بين 13و 18 سنة منهم 60 ذكور و 64 إناث و قد تمثلت أدوات البحث في مقياس دافعية التعلم “ليوسف قطامي” و الاطلاع على كشوف النقاط الخاصة بالعينة، تمت المعالجة الإحصائية باستعمال معامل الارتباط بيرسون واختبار“ت” و تمثلت النتيجة في وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين دافعية التعلم و التحصيل الدراسي وعدم وجود فروق بين الذكور و الإناث في دافعية التعلم.
8- دراسة ” العجال” (2014) هدفت هذه الدراسة للكشف عن مدى وجود علاقة ارتباطية بين أنماط التعليم و التفكير ودافعية الانجاز لدى عينة من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدارس مدينة باتنة استخدمت المنهج الوصفي ،أما اختيار العينة فكان بطريقة قصدية، مكونة من 80 تلميذا ، 40 تلميذا و تلميذة من المتفوقين و 40 تلميذ و تلميذة من ذوي صعوبات التعلم في الرياضيات ،تمثلت أدوات البحث في مجموعة من الاختبارات المقننة كاختبار الذكاء (المصفوفات المتتابعة الملونة)CPM “لرافن” واختبار “تورنس“ و زملائه لأنماط التعليم و التفكير،مقياس الدافعية CAMC “لأحمد عبد الخالق” و “مايسة النيال ” تمت المعالجة الإحصائية باستخدام معامل الارتباط ” بيرسون”و اختبار “ت ” وقد خلصت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة بين أنماط التعليم ، التفكير و دافعية الإنجاز.
9–دراسة “أمنه “ (1988) ، للتعرف على التطور الذي يحدث لدافعية الإنجاز في مستويات عمرية مختلفة ،و ذلك عن طريق دراسة دافعية الإنجاز لدى ثلاث مجموعات من الأطفال الصف الثاني و الرابع و السادس الابتدائي كما حاولت الدراسة كشف العلاقة بين دافعية الانجاز و أساليب المعاملة الوالدية ، بلغ عدد أفراد العينة 180 طالباً أما أدوات البحث فقد استخدمت الباحثة مجموعة من المقاييس ، منها مقياس دافعية الإنجاز الاستقلالية ، مقياس دافعية الإنجاز الاجتماعية ،مقياس الاتجاهات الوالدية ،اتبعت الباحث أساليب إحصائية لتحليل البيانات كالمتوسطات الحسابية و معاملات الارتباط و انحرف المعياري و اختبار “ت”و قد خلصت النتائج إلى :وجود علاقة بين دافعية الإنجاز الاجتماعية و دافعية الإنجاز الاستقلالية لدى البنين و البنات .
10-دراسة “فريد” (2011) هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مستوى الدافعية و مستوى تعلم القراءة والكتابة في الصف السادس ابتدائي في مدارس الحكومية في المملكة الأردنية، ومعرفة العلاقة بين هذه المتغيرات، استخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي ،كانت المعاينة عشوائية العنقودية لاختيار العينة المتكونة من 852 تلميذ و تلميذة ، 460 تلميذ و 392 تلميذة أما أدوات البحث فقد كانت عبارة عن اختبار دافعية الإنجاز لدى الأطفال و الراشدين “لهرمانز” واختبارين تحصيليين في مادتي القراءة والكتابة، أما المعالجة الإحصائية فقد استخدمت الباحثة معاملي الارتباط “بيرسون” و”سبيرمان“ والانحراف المعياري ولحساب الفروق استخدم الباحث اختبار“ت“ وقد توصلت الدراسة إلى وجد علاقة ارتباطية طردية ذات دلالة إحصائية بين الدافعية و تعلم القراءة وتعلم الكتابة ، أي كلما زادت مستوى الدافعية زاد مستوى تعلم القراءة تعلم الكتابة.
التعليق على الدراسات السابقة :
يتضح من العرض السابق للدراسات أنها تناولت موضوعي صعوبات القراءة ودافعية الإنجاز بشكل منفصل ،و أنها اختلفت و اتفقت في بعض الجوانب المنهجية ويتضح ذلك في أن معظمها حديثة الإنجاز و هو ما تظهره حدودها الزمنية و الممتدة من(2002 إلى 2015) باستثناء دراسة (آمنه 1988)،أما في ما يخص الأهداف فقد تباينت أهدافها بين وصفها للظواهر كماً و كيفاً و التشخيص أو الكشف عن العلاقات الموجودة بين المتغيرات أو الظواهر التي تناولتها الدراسة ، و إن كانت تشترك في بعض المتغيرات الوسطية، وقد اعتمدت كل هذه الدراسات المنهج الوصفي باستثناء دراسة (بيار 2005) والتي استخدمت دراسة الحالة،كما تشابهت هذه الدارسات في طريقة اختيار العينة بالطريقة العشوائية و إن اختلفت أنواعها (قصديه، عنقودية ،طبقية) و حجمها و بيئاتها و اتفقت حول الفئة المستهدفة من الدراسة و المتمثلة في تلاميذ المرحلة الابتدائية باعتبارها المرحلة الأكثر عرضة للصعوبات تعلم القراءة بالإضافة لما تتميز به مرحلة الطفولة الوسطي من خصائص نفسية و نمائية إن لم تقتصر على مستوى واحد ،عدا دراسة (لوناس،2012) و التي كانت موجهة نحو التعليم المتوسط ودراسة (حسن ،2009) و التي استهدفت معلمي و معلمات التعليم الابتدائي ، كما يلاحظ أن هناك اختلاف من حيث المعالجة الإحصائية للبيانات لكل دراسة وذلك حسب فروضها المتبناة ولأن هناك اختلاف واضح في صياغة الفرضيات، فبالتأكيد أنه سيؤدي إلى استخدام أساليب إحصائية مناسبة تخدم الباحث في التحقق من فرضياته ،وبالرغم من مساهمة الدراسات السابقة بشكل كبير في بلورة النظرة الشاملة للدراسة الحالية، إذ استفادة منها في تحديد الأهداف و اختيار المنهاج والأساليب الإحصائية،إلا أنه توجد إلا دراسة واحدة تعالج نفس متغيرات الدارسة الحالية ، و نفس عينة البحث (صعوبة القراءة و دافعية الإنجاز لدى تلاميذ السنة الخامسة ) في حدود بحثهما و المتمثلة في دراسة (صباح ،2011) و إن اختلفت معها في البيئة ،حجم العينة ، المعالجة الإحصائية و أدوات البحث حتى من حيث تناولها للمتغيرات إذ تعتبر الباحثة دافعية الإنجاز متغير مستقل و عسر القراءة متغير تابع ، عكس هذه دراسة استخدمت صعوبة القراءة متغير مستقل و دافعية الإنجاز متغير تابع ،و يمكن القول أن هذه الدراسة هي توليفة بين الدراسات السابقة لأنها جمعت بين بعض متغيراتها للخروج بدراسة وفق سياق البيئة المحلية .
فـــرضيـــات الـــدراســـة:
– لا توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين صعوبات تعلم القراءة ودافعية الانجاز لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي.
-هنالك انتشار واسع لصعوبات القراءة في أوساط تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة سعيدة .
– و التي تفرعت إلى الفرضيتين الجزئيين التاليتين:
– توجد فروق ذات دلالة إحصائية في صعوبات تعلم القراءة تعزى لمتغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي.
– توجد فروق ذات دلالة إحصائية في دافعية الانجاز تعزى لمتغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي.
إجراءات الدراسة :
منهج الدراسة : اعتمد في هذه الدراسة المنهج الوصفي لتناسبه وطبيعة الموضوع محل الدراسة فالباحث حين يريد دراسة ظاهرة ما فإن أول خطوة يقوم بها هي وصف هذه الظاهرة وجمع معلومات دقيقة عنها و هي وظيفة المنهج الوصفي .
مجتمع الدراسة : يشمل مجتمع البحث جميع تلاميذ السنة الخامسة في مدينة سعيدة و البالغ عددهم 2662 تلميذ و تلميذة حسب إحصائيات المقاطعتين التربويتين الأولى و الرابعة للسنة الدراسية 2015 – 2016.
الحدود المكانية :
تمت هذه الدراسة بخمس مدارس ابتدائية بمدينة سعيدة التابعة للمقاطعة التربوية الأولى وهي:مدرسة “علال مدغري“ مدرسة “أرزيق بن أمحمد” مدرسة “العربي بن مهيدي” مدرسة “بورزيق مبارك“مدرسة “علام مهيدي”.
الحدود الزمانية :
جرت هذه الدراسة في الفترة الممتدة من 07/جانفي/2016 إلى غاية09/فيفري/2016.
عـــيـــنة الـــدراسة : :تتكون عينة الدراسة الأساسية من 335 تلميذ و تلميذة موزعين على خمس مدارس و 12 فوج .
الجدول (1) يبين توزيع أفراد عينة الدراسة
اسم المدرسة | عدد الذكور | عدد الإناث | المجموع | عدد الأقسام | |
بورزيق أمبارك حي 5 جويلية |
- يبين الجدول رقم (01) توزيع أفراد العينة حسب المدارس حيث تم ترتيبهم حسب عدد التلاميذ بكل مدرسة ،و يظهر أن أكبر عدد من التلاميذ يوجد في مدرسة “بوزيق مبارك“ و المقدر ب82 تلميذ منهم 41 تلميذ و 41 تلميذة ،تليها مدرسة “العربي بن مهيدي”بـ 72 تلميذا منهم 40 تلميذا و 32 تلميذة ،ثم تأتي مدرسة “أرزيق بن أمحمد” بـ 67 تلميذ منهم 33 تلميذ و 34 تلميذة ، تليها مدرسة “علام مهيدي“ ب 66 تلميذ منهم 31 تلميذ و 35 تلميذة أما أقل عدد من التلاميذ كان بمدرسة “علال مدغري” والمقدر ب 48 تلميذ 29 تلميذ 19تلميدة ، أم المجموع فيظهر أن عدد للإناث و المقدر ب169 تلميذة و بنسبة 51 %يفوق عدد الذكور المقدر ب 166 بنسبة 49.%.
طبيعة اختيار العينة : اعتمد العينة العشوائية البسيطة لتناسبها مع طبيعة الدراسة فبعد التحصل على عدد و أسماء المدارس من المقاطعتين التربويتين الأولى الرابعة بمدينة سعيدة ،والمتمثلة في 51 مدرسة موزعين على 99 فوج وكذلك عدد تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي باعتباره مجتمع البحث حيث كان عددهم 2662 تلميذ منهم1347 تلميذ و 1315تلميذة للسنة الدراسية 2015 /2016 ،فاختير 10%منهم،و بعد القيام بتطبيق معادلة النسب المئوية ، كان حجم العينة 335 تلميذ وتلميذة ،ثم كتابة أرقام في قصاصات حسب ترتيب المدارس في القائمة المتحصل عليها من المقاطعتين التربويتين الأولى و الرابعة بمدينة سعيدة، تمت عملية سحب أسماء المدارس واحد تلوى الأخرى حتى اكتمل حجم العينة ، و التي توزعت على خمس مدارس و هي مدرسة “علال مدغري“ مدرسة “أرزيق بن أمحمد” مدرسة “العربي بن مهيدي“ مدرسة “بورزيق مبارك“مدرسة”علام مهيدي” موزعين بدورهم على 12 فوج و بعد تطبيق مقياس تشخيص صعوبات تعلم القراءة تم تحديد من يعانون من صعوبات تعلم القراءة ، حيث تقلص حجم العينة إلى 112 تلميذ منهم 69 تلميذ و 43 تلميذة ، وتم الاستعانة بكل من حسيني فاطمة وخلاف أمال في هذه الدراسة .
أدوات الــــدراســــة :
1-مقياس صعوبات تعلم القراءة : أعده “حسن مصطفى فتحي الزيات بهدف الكشف عن التلاميذ ذوي صعوبات القراءة في الأوساط المدرسية والذين تتواتر لديهم جل الخصائص السلوكية المتعلقة بصعوبات القراءة و هو موجه للأولياء و المعلمين بصفة خاصة وذلك لمعرفتهم الجيدة بالطفل أو التلميذ موضوع التقدير من خلال تكرار الملاحظات لهذه الخصائص السلوكية لديه ، المقياس محكي المرجع يتكون من 20 بندا و تتمايز الإجابة الاستجابة على هذا المقياس في مدى خماسي بين (دائما ، غالبا ،أحيانا ،نادرا و لا ينطبق) و تصحح بوضع أوزان متدرجة لها كما يلي (دائما 4)، (غالبا 3 ) ،(أحيانا 2) ( ،نادرا 1)و (لا ينطبق 0) و يحتوي المقياس على تعريفين لصعوبات القراءة وتعليمة تشرح كيفية الاستعمال التصحيح و يتم تحديد نتائج المقياس حسب سلم الدرجات كما يلي : من[0- 20] عاديون ،من [21-40] صعوبات خفيفة ،من [41-60] صعوبات متوسطة ،من [61-80] صعوبات شديدة، أما خصائصها السيكومترية خلال أول تطبيق له سنة 2007 ، على عينة حجمها 5531 تلميذ و تلميذة تتراوح أعمارهم ما بين 09/ سنة 12 في مصر والكويت باستخدام معادلة”ألفا كرونباخ قدر ثباته 0.941 “،عند مستوى الدالة 0.01 . ([10]).
الخصائص السيكومترية في هذه الدراسة : تم تطبيق المقياس على عينة استطلاعية على عينة قدرها 67 تلميذ من السنة الخامسة ابتدائي في الفترة الممتدة من 08 نوفمبر 2015 إلى 16 ديسمبر 2015 ، مدرسة زيان خديجة بحي البدر بمدينة سعيدة تابعة المقاطعة الأولى تم حساب صدقه عن طريق المقارنة الطرفية وبلغت قيمة “ت” 19,17 وهي دالة عند 0,01 ،أما تطبيق الثبات عن طريق التجزئة النصفية كانت نتيجته 0.96 عند مستوى دلالة 0.01 و هي درجة عالية من الثبات ، وعن طريق معامل ألفا كرونباخ قدر ب 0,98 وبالتالي فالمقياس ثابت وصادق لما وضعه له.
2- مقياس الدافعية للإنجاز للأطفال من ست سنوات إلى اثنتا عشرة سنة : قام الباحث”أحمد محمد عبد الخالق” ،”مايسة النيال” 1992بوضع مقياس الدافعية للإنجاز للأطفال ، و ذلك بغرض توفير أداة سيكومترية مستمدة من البيئة العربية لتناسب الاستخدام مع الأطفال ،مكون من (20) بند يجاب عن كل بند من بنود المقياس تبعا للبدائل الثلاثة الآتية (نادرا ، أحينا ،كثيرا )و تصحيح البدائل يوضع أوزان متدرجة لها كما يلي (3،2،1)على التوالي و جدير بالذكر أن كل عبارات المقياس موجبة في إشارتها إلى وجود الدافع للإنجاز ،فيما عاد البندين( 16،7)فإنها عبارات سالبة في إشارتها إلى وجود الدافع للإنجاز،و قد وضع للمقياس تعليمات موجزة و بسيطة و يتم تحديد نتاج المقياس حسب سلم الدرجات كالتالي : من [ 0 -20] دافعية متدنية، من [21-40] دافعية مرتفعة ، من[ 41 -60] دافعية مرتفعة جدا، أما الخصائص السيكومترية لهذا المقياس فقد تمت البرهنة على الثبات بطريقة التجزئة النصفية حيث بلغت قيمة معامل الارتباط 0,83 عند مستوى الدلالة 0,05 ([11]).
الخصائص السيكومترية في هذه الدراسة : في الدراسة الاستطلاعية تم توزيع المقياس على 70 تلميذ منهم 38 تلميذ و32 تلميذة ، تم استرجاع 67 مقياس فقط وأسفرت نتيجة صدق المقياس عن طريق المقارنة الطرفية فإن قيمة “ت” بلغت 57,13 وهي دالة عند 0,01 وبالتالي فالمقياس صادق لما وضع له، أما ثبات المقياس عن طريق التجزئة النصفية قدرب0,41 عند مستوى الدلالة المقدر ب0,01 ،كما تم حساب الثبات عن طريق معامل ألفا كرونباخ وقدر ب 0,90 وعليه فالمقياس ثابت.
الأساليب الإحصائية : اعتمدت الأساليب الإحصائية التالية :معامل الارتباط “بيرسون”، و اختبار”ت” للعينتين مستقلتين.
عرض نتائج الدراسة:-مدى انتشار صعوبات تعلم القراءة في أوساط تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة سعيدة.
الجدول رقم (02) توزيع أفراد العينة حسب درجة صعوبات تعلم القراءة
درجة الصعوبات |
يتبين من الجدول أعلاه أن 85 تلميذ من أفراد العينة و هي أكبر فئة يصنفون في صعوبات تعلم القراءة الخفيفة، و 19 منهم لديهم صعوبات متوسطة و بينما يصنف8 تلاميذ من أفراد العينة ضمن فئة صعوبات تعلم القراءة الشديدة و هي أصغر فئة،يعني ثلث عينة الدراسة تعاني من صعوبات تعلم القراءة وهو ما يعادل يقابل نسبة 3 بالمائة من المجتمع الأصلي ،وهذا فقط في مدينة سعيدة ولتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي وإن يكن ذلك فنسبة 3 بالمائة من المجتمع الأصلي للبحث تعاني عسر القراءة فهو رقم مذهل .
الجدول رقم (03)توزيع أفراد العينة من حيث الجنس حسب درجة صعوبات تعلم القراءة
درجة الصعوبات | صعوبات شديدة | صعوبات متوسطة | صعوبات خفيفة | المجموع |
عدد الذكور | 5 | 13 | 51 | 69 |
عدد الإناث | 3 | 6 |
تبين نتائج الجدول رقم(03 )توزيع أفراد العينة من حيث الجنس حسب درجة صعوبات تعلم القراءة فنجد أن 69 تلميذ يعانون من صعوبات تعلم القراءة51 تلميذ منهم لديهم صعوبات خفيفة و 13 صعوباتهم متوسطة ،بينما يعاني 5 منهم لديهم صعوبات شديد ،بالمقابل نجد 43 تلميذة لديها صعوبات تعلم القراءة34 منهن صعوبات تعلمهن القراءة خفيفة و 6 لديهن صعوبات متوسطة بينما 3 منهن صعوباتهن شديدة .
- – تحديد درجة صعوبات تعلم القراءة و مستوى دافعية الإنـجــاز
الجدول رقم(04)توزيع أفراد العينة حسب درجة صعوبات تعلم القراءة و مستوى دافعية الإنجاز
مستوى الدافعية |
تظهر النتائج المبينة في الجدول توزيع أفراد العينة حسب درجة صعوبات تعلم القراء ومستوى دافعية الإنجاز و حيث يظهر أن دافعية الإنجاز مرتفعة جدا عند جميع أفراد العينة باختلاف درجات الصعوبات تعلم القراءة باستثناء تلميذتين كانتا دافعيتهما مرتفعة ودرجة الصعوبات تعلم القراءة شديدة عند إحداهما و خفيفة عند الأخرى.
عـرض ومــنــاقـــشــة نــتــائج الـــفـــرضـــية الــعـــامة:
– توجد ارتباطية علاقة ذات دلالة إحصائية بين صعوبات تعلم القراءة و الدافعية للإنجاز لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة سعيدة.
الجدول رقم (05) خصائص استجابات العينة على المقياسين
المتغيرين | حجم العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | معامل الارتباط | قيمة معنوية | مستوى الدلالة |
صعوبات تعلم القراءة |
يتضح من بيانات الجدول أعلاه أن خصائص استجابات العينة و التي أشارت نتائجها إلى أن قيمة معامل الارتباط بين درجات التلاميذ في صعوبات القراءة و الدافعية للإنجاز تساوي (0.102-) و هي قيمة غير دالة إحصائيا، مما يعني عدم وجود علاقة بين صعوبات تعلم القراءة والدافعية للإنجاز.
مناقشة الفرضية العامة :
حيث أظهرت النتائج أن قيمة معامل الارتباط”بيرسون” بلغت (0.102-) و هي قيمة غير دالة إحصائيا و منه نقبل الفرض الصفري ونرفض الفرض البديل ،القائل بوجود علاقة بين صعوبات تعلم القراءة و الدافعية للإنجاز لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة سعيدة ، ما يعني أنه مهما كانت شدة هذه الصعوبات في تعلم القراءة خفيفة ،متوسطة أو شديدة فإن دافعية الإنجاز لدى أفراد عينة الدراسة تكون مرتفعة أو مرتفعة جدا ،وقد يعزي سبب ذلك إلى أن أكبر نسبة من أفراد العينة لديهم صعوبات خفيفة ، و التي تمثلت في 76 بالمائة مقابل 17 بالمائة كصعوبات متوسطة و 7 بالمائة فقط كصعوبات شديدة ،كما قد يرجع ذلك إلى عدم موضوعية التلاميذ في استجاباتهم لبنود مقياس الدافعية للإنجاز و يظهر ذلك من خلال ملاحظة الباحثون لتفاعل الشديد للتلاميذ مع العبارات الإيجابية للمقياس و عدم تقبلهم للعبارات السالبة فيه ، مع حرصهم على تقديم أحسن الإجابات ،مما انعكس على النتائج ، و يمكن أن يرجع سبب ذلك إلى خصائص مرحلة الطفولة الوسطى ،فالطفل في هذه المرحلة يتميز ببطء في نموه الجسمي و هو ما يوفر طاقة زائدة للنشاط الجسم ما ينعكس ايجابيا على حيويته ،مما يساهم في رفع دافعيته للإنجاز،كما أن نشاطه الذهني يكون أكثر فائدة أو فاعلية عندما يكون نشاط حركيا لجسمه ،فالطفل في هذه الفترة يفكر بيديه ولسانه أكثر مما يفكر تفكيرا ذهنيا ،كما قد يرجع سبب ذلك إلى الإصلاحات التي أجريت على المنظومة التربوية والتي تمركز اهتمامها بالمتعلم في جميع جوانبه النفسية ،الوجدانية و الاجتماعية من أجل صناعة أجيال تتمتع بالصحة النفسية ،مما ساهم في رفع دافعية الإنجاز لهؤلاء التلاميذ وهو ما لمس في الحديث مع أساتذة و أستاذات عينة البحث خاصة مع ارتباط نهاية هذه المرحلة بشهادة التعليم الابتدائي والتي تعتبر حافزا أو دافعا في حد ذاتها ، و هو ما تؤكده نظرية “أتكنسون“ و التي ترى أن النزعة للإنجاز النجاح استعداد مكتسب فلاهتمام بدوافع النجاح و تنميتها و العمل على تقليص دوافع تجنب الفشل يؤدي إلى محصلة أكبر من دافع الإنجاز.
كما أن عدم إدراك ووعي التلاميذ لما يمكن أن تسببه صعوبات القراءة من عراقيل على مستقبلهم عامة و الدراسي خاصة يجعلهم مرتفعي الدافعية،و قد توافقت نتائج هذه الدراسة مع دراسة رشيدي صباح(2011) بعنوان دافعية الإنجاز وعلاقته بعسر القراءة لدى عينة من تلاميذ السنة الخامسة بمدينة قسنطينة ، حيث توصلت نتائجها إلى عدم وجود علاقة بين الدافعية للإنجاز وعسر القراءة لدى تلاميذ العينة،و أن عدد الذكور عسيري القراءة أكثر من الإناث ،كما جاءت نتائج الدراسة الحالية منافية لما أثبتته نتائج كل من: دراسة “فريد تركي جديتاوي” (2011)بعنوان العلاقة بين الدافعية وتعلم القراءة والكتابة لدى تلاميذ الصف السادس ، و التي خلصت إلى وجود علاقة ارتباطيه طردية ذات دلالة إحصائية بين الدافعية للإنجاز وتعلم القراءة وتعلم الكتابة ، أي كلما زادت مستوى الدافعية زاد مستوى تعلم القراءة وتعلم الكتابة، ودراسةمراكب مفيدة(2011)بعنوان الكشف المبكر لصعوبات التعلم نموذج صعوبات تعلم القراءة ،كإجراء وقائي وربطت الباحثة هذا الكشف بالقصور في السيرورات المعرفية التي اعتبرتها مؤشرات تسمح بالتنبؤ باحتمال ظهور صعوبات تعلم القراءة مسبقا ، ودراسة “إيزابيل روسكان”(2002) بعنوان : تطور شخصية الطفل و صعوبات تعلم القراءة،و التي خلصت إلى أن للآثار النفسية لصعوبات القراءة انعكاس سلبي على شخصية الطفل.
أما مناقشة التساؤل القائل: بأن هنالك انتشار واسع لصعوبات تعلم القراءة في أوساط تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي؟ فقد بينت الدراسة بأن ما يعادل ثلث عينة الدراسة تعاني من صعوبات تعلم القراءة وهو 112 تلميذ من العدد الإجمالي للعينة وهو 335 ، وفي مدينة واحدة ما يعني بأن التلاميذ في خطر شديد من هذه الصعوبات وأنها قد استفحلت في الوسط المدرسي وهذه النتيجة فقط لتلاميذ السنة خامسة ابتدائي فكيف بكل سنوات المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة وفي الوطن ككل ،قد تخلفت الهيئات المعنية والمختصون ولا وقت للالتفات إلى الوراء إلا بتدخل عاجل جدا ،لماذا لأن صعوبات القراءة حاجز وحجر عاثر أمام التلاميذ لتعلم باقي المواد بشكل طبيعي وإلا وقع ما يعرف بتراكم الضعف التحصيلي الذي يحصد الطلبة منه أشواكه والواقع أصدق أنباء ، ومن الدراسات التي وافقت دراسة بدرية 1985 التي كشفت عن أن أكثر أخطاء القراءة شيوعا هي التعرف على الكلمة بنسبة 90 بالمائة ،الإضافة والحذف بنسبة 99 بالمائة ،ودراسة عبدالله آل تميم 2011 قد كشفت الدراسة عن وجود عدد من صعوبات القراءة الجهرية لدى تلاميذ الصف الثالث الابتدائي ، و المتمثلة في الإضافة، الحذف الإبدال ،التكرار، التوقف الخطأ ،وهو يدل على أن صعوبات القراءة تنشر بشكل واسع في المدارس التعليمة لاسيما الابتدائية منها وأن الكشف المبكر لها في هذه المرحلة يساعد على القضاء عليها في الوقت المناسب بذل انتظار وقت بدل الضائع .
عرض نتائج الفرضية الفرعية الأولى :
–توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين صعوبات تعلم القراءة تعزى لمتغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي.
الجدول رقم (06)يوضح دلالة الفروق بين الذكور و الإناث في صعوبات القراءة
الجنس | العدد | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | قيمة ت | مستوى الدلالة |
الذكور | 69 | 36.7826 | 13.39542 | 110 | .921 | غير دالة |
الإناث | 43 | 34.3953 | 13.24699 |
يتضح من خلال بيانات الجدول أن قيمة “ت”تساوي 0.921 وهي قيمة أكبر من 0.05 و بالتالي هي غير دالة إحصائيا ،مما يدل على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات صعوبات القراءة لدى الذكور والإناث.
مناقشة نتائج الفرضية الجزئية الأولى: أظهرت النتائج المتحصل عليها أن قيمة “ت“تساوي 0.921 وهي قيمة غير دالة و منه نرفض الفرض البديل و نقبل الفرض الصفري القائل بعدم و جود فروق ذات دلالة إحصائية في صعوبات تعلم القراءة تعزى إلى متغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي،بمعنى أنه لا توجد فروق من حيث نوع و درجات صعوبات تعلم القراءة المذكورة في المقياس المستعمل في الدراسة ، بين الذكور والإناث ،بالرغم من أن عدد الذكور الذين يعانون من صعوبات تعلم القراءة والمقدر بـ 69 تلميذا و بنسبة 61 %يفوق عدد الإناث والمقدربـ43 تلميذة بنسبة 39% ، أي لا علاقة لمتغير الجنس بصعوبات تعلم القراءة. وقد يرجع سبب ذلك أن هؤلاء التلاميذ كانت لهم نفس الانطلاقة ويتعلمون في نفس الظروف ، كما قد يعود سبب ذلك إلى أساليب التنشئة الاجتماعية الأسرية، التي أصبحت تعمل بمبدأ المساواة بين الذكور والإناث إضافة إلى أن هؤلاء التلاميذ لم يدخلوا بعد في مرحلة المراهقة التي تعتبر المرحلة التي تشهد اختلافات ملموسة بين الجنسين، وفي دراسة تقي الدين 2014 معرفة عسر القراءة وعلاقته بالتوافق النفسي لدى تلاميذ المرحلة الخامس ابتدائي بينت أنه لا توجد فروق بين الذكور والإناث في صعوبة القراءة وقد وافقت بذلك نتيجة هذه الدراسة .
عرض منـــاقشة نتائج الفرضية الجزئية الثانية:
– توجد فروق ذات دلالة إحصائية في دافعية الانجاز تعزى لمتغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي.
الجدول رقم (07)يوضح دلالة الفروق بين الذكور و الإناث في الدافعية للإنجاز
الجنس | العدد | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | قيمة ت | مستوى الدلالة |
الذكور | 69 | 49.3188 | 4.38746 | 110 | .162 | غير دالة |
الإناث | 43 | 49.1628 | 5.75669 |
يتبين من النتائج المبينة في الجدول رقم (12) أن قيمة“ت“تساوي0.162 و هي قيمة أكبر من (0.05) و بالتالي هي غير دالة إحصائيا و منه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات دافعية الإنجاز لدى الذكور و الإناث.
منـــاقشة نتائج الفرضية الجزئية الثانية:أظهرت النتائج المتحصل عليها أن قيمة “ت “تساوي 0.162 وهي قيمة غير دالة إحصائيا و منه نرفض الفرض البديل و نقبل الفرض الصفري القائل بعدم و جود فروق ذات دلالة إحصائية في دافعية الإنجاز تعزى إلى متغير الجنس لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، ما يعني أن مستوي الدافعية لا يختلف بين التلاميذ و التلميذات وهو ما تعكسه الدرجات المتحصل عليها في المقياس المستعمل في الدراسة وهذا ما لمس من عملية تفريغ المقياس إذ لوحظ أن الدرجات المتحصل عليها متقاربة جدا عند الذكور و الإناث ،و منه لا علاقة لمتغير الجنس بدافعية الإنجاز و قد يعود سبب ذلك إلى المنافسة بين التلاميذ خاصة وأنهم يتعرضون إلى نفس المثير والمتمثل في شهادة التعليم الابتدائي،كما قد يعزى ذلك إلى رغبة التلاميذ في التعلم بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها بفضل تشجيع الوالدين و هو ما ظهر في تصريح التلاميذ خلال شرح لمقياس دافعية الانجاز وهو ما توضحه الدرجات المتحصل عليها في البند الحادي عشر في مقياس الدافعية للإنجاز المستعمل في الدراسة و القائل “أقوم بأعمال من تلقائي نفسي“ حيث كانت إجابة 50 تلميذاً منهم أحيانا بنسبة49 بالمائة وأنهم يقومون بذلك بتحفيز من الوالدين مقابل 43 تلميذ بنسبة 42 بالمائة أجابوا كثيرا ،في حين كانت إجابة 9 تلاميذ نادرا بنسبة 9 بالمائة ،وهو ما تؤكده دراسة “الوناس حدة ” (2013 )التي توصلت إلى عدم وجود فروق بين الذكور و الإناث في دافعية التعلم ،و على عكس هذه النتائج خلصت نتائج دراسة أمنه عبد الله تركي(1988)إلى وجود علاقة بين دافعية الإنجاز الاجتماعية و دافعية الإنجاز الاستقلالية لدى البنين و البنات.
خاتمة:
بخلاف الاعتقاد الذي كان سائد سابقا أن ذوي صعوبات التعلم بأشكالها المتعددة هم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة دون غيرهم ،فقد أثبتت البحوث و الدراسات عكس ذلك مما حول الاهتمام اتجاه الأطفال الأسوياء في نموهم العقلي والحسي والحركي والذين يعانون من مشكلات في تحصيلهم الدراسي ،و خصتهم بالدراسة و خاصة في المرحلة الابتدائية باعتبارها القاعدة الأساسية لباقي مراحل التعليم الأخرى. فصعوبات تعلم القراءة هي صعوبة من صعوبات التعلم الأكاديمية تنضوي تحتها صعوبات نوعية متمثلة في الخصائص السلوكية التي تشير إلى ضعف مهارات القراءة أو التهجي لدى التلاميذ، أو عدم فهمهم لما يقرؤه أو الحذف أو التجاوز ، أو تشويه للكلمات أو قلب لها، تنتشر بدرجات متفاوتة بينهم ، و لها انعكاسات على دافعية انجاز لمن يعانون منها من التلاميذ، و بالرغم من تعدد البحوث التي تناولت هذه الظاهرة المعقدة إلا أنها تبقى مجالا خصبا للدراسة نظرا لتعدد مظاهرها و أسبابها.
الــــتـــــوصــيــــات:
- إقامة دورات تكوينية حقيقية للمعلمين في الجانب النفسي مع حثهم على البحث الميداني في الظواهر المتكررة .
- تهيئة جو ملائم لاستثمار قدرات التلاميذ
- تنويع استخدام الوسائل التعليمية السمعية والبصرية الحديثة لتطوير نمو الذاكرة والإدراك لدى الطفل.
– دور دافعية الانجاز في التخفيف من صعوبات تعلم القراءة.
-أثر صعوبات تعلم القراءة على التوافق النفسي لدى المتعلمين.
-صعوبات تعلم القراءة وعلاقتها بالمكانة الاجتماعية للوالدين.
قائمة المراجع :
1-عبد العزيز إبراهيم سليم،الاضطرابات النفسية لدى الأطفال،الطبعة الأولى،دار المسيرة للنشر والطباعة،الأردن،2011.
2-فهد خليل زايد ،أساليب تدريس اللغة العربية بين المهارة و الصعوبة، دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ، الطبعة العربية ، عمان الأردن،2013 .
3-سليمان عبد الواحد يوسف،الإرشاد النفسي التربوي لذوي صعوبات التعلم ط1،دار الجامعة الجديدة للنشر،مصر،2012
4-مراكب مفيدة ،الكشف المبكر عن صعوبات التعلم المدرسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ،نموذج صعوبات القراءة مقاربة معرفية تربوية، مذكرة ماجستير ،غير منشورة جامعة باجي مختار، عنابة ،الجزائر،2011 .
5-حسني العزة سعيد،صعوبات التعلم الطبعة الأولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع الأردن ،2007 .
6-سمير عبد الوهاب ،تعلم القراءة و الكتابة في المرحلة الابتدائية رؤية تربوية ،الطبعة الأولى،2004.
7- رشيدي صباح ، دافعية الإنجاز و علاقتها بعسر القراءة لدى عينة من المرحلة الابتدائي،مذكرة ماجستير ،غير منشورة جامعة قسنطينة،الجزائر، .2011.
8- رشيدي صباح ، دافعية الإنجاز و علاقتها بعسر القراءة لدى عينة من المرحلة الابتدائي،مذكرة ماجستير ،غير منشورة جامعة قسنطينة،الجزائر،2011 .
10- مرباح أحمد،تقي الدين،عسر القراءة وعلاقته بالتوافق النفسي لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، مذكرة ماجستير ،غير منشورة، جامعة مولود معمري تيزي وزو، الجزائر، 2015 .
11- سعيدة العجال،الفروق الفردية في أنماط التعلم و التفكير و علاقتها بكل من الاتجاه نحو مادة الرياضيات و دافعية الإنجاز،لدى عينة من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، مذكرة ماجستير غير منشورة ،جامعة الحاج الخضر ،باتنة، الجزائر ،2015 .
12-الوناسة حدة،علاقة التحصيل الدراسي بدافعية التعلم لدى المراهق المتمدرس،مذكرة ماجستير ،غير منشورة جامعة أكلي محند أو الحاج البويرة ،الجزائر.
13- بوذن نبيلة، محددات الرضا الوظيفي لدى العامل الجزائري في إطار نظرية دافعية ما كليلا ند للدافعية ،مذكرة ماجستر،غير منشورة جامعة قسنطنة،الجزائر.
14-Guerra. A(1995) :Les Dyslexie .Decrire .Evaluer .Expliquer .Traiter .Ed Masson .Paris
9-Tomatis(1983) :Erucation Et Dyslexie .4 eme ed . Esf .Paris .1983.
[1]– عبد العزيز إبراهيم سليم،الاضطرابات النفسية لدى الأطفال،الطبعة الأولى،دار المسيرة للنشر والطباعة،الأردن،2011 ص 52.
[2] -فهد خليل زايد ،أساليب تدريس اللغة العربية بين المهارة و الصعوبة، دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ، الطبعة العربية ، عمان الأردن،2013 ،ص35.
[3] –سليمان عبد الواحد يوسف،الإرشاد النفسي التربوي لذوي صعوبات التعلم ط1،دار الجامعة الجديدة للنشر،مصر،2012 ،ص13.
[4] -مراكب مفيدة ،الكشف المبكر عن صعوبات التعلم المدرسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ،نموذج صعوبات القراءة مقاربة معرفية تربوية، مذكرة ماجستير ،غير منشورة جامعة باجي مختار، عنابة ،الجزائر،2011 ،ص 52.
[5] -حسني العزة سعيد،صعوبات التعلم ،الطبعة الأولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع الأردن ،2007 ،ص42
[6]-سمير عبد الوهاب ،تعلم القراءة و الكتابة في المرحلة الابتدائية رؤية تربوية ،الطبعة الأولى،2004،ص 104.
[7] – رشيدي صباح ، دافعية الإنجاز و علاقتها بعسر القراءة لدى عينة من المرحلة الابتدائي،مذكرة ماجستير ،غير منشورة جامعة قسنطينة،الجزائر، 2011 ،ص83 .
[8] – رشيدي صباح،دافعية الإنجاز و علاقتها بعسرالقراءة لدى عينة من المرحلة الابتدائي،مذكرة ماجستير،غير منشورة جامعة قسنطينة،الجزائر،2011،ص 85
[9] -Tomatis(1983) :Erucation Et Dyslexie .4 eme ed . Esf .Paris .1983p 209.
[10] – مرباح أحمد تقي الدين.عسر القراءة وعلاقته بالتوافق النفسي لدى تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، مذكرة ماجستير ،غير منشورة، جامعة مولود معمري تيزي وزو، الجزائر، 2015 ،ص103
[11] – سعيدة العجال.الفروق الفردية في أنماط التعلم و التفكير و علاقتها بكل من الاتجاه نحو مادة الرياضيات و دافعية الإنجاز،لدى عينة من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، مذكرة ماجستير غير منشورة ،جامعة الحاج الخضر ،باتنة، الجزائر ،2015 ،ص 236.