
الأرغونوميا المدرسية في خدمة التعليم وتطويره
د.منصوري مصطفى/جامعة مستغانم،الجزائر – أ.بودالي يمينة/جامعة وهران2،الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 34 ص 127.
ملخص:تناولت هذه الدراسة موضوعا جديدا في علم النفس المدرسي والصحة المدرسية، والذي كان إلى عهد قريب حكرا على علم النفس العمل والتنظيم وهو الأرغونوميا المدرسية، حيث حاولت هذه الدراسة إبراز أهمية ودور الأرغونوميا في خدمة التعليم وتطويره، إنطلاقا من البحث عن المواءمة بين العملية التعليمية والعناصر المادية لتلك العملية والمتمثلة في البناء المدرسي من حيث موقعه وتصميمه الهندسي والجمالي ومكوناته، وما يتوفر عليه من وسائل للتعليم خاصة المقاعد الدراسية والأثاث المدرسي، ومدى استجابته للظروف الفيزيقية الصحية كالإضاءة والضوضاء والتهوية، وهذا من أجل راحة المعلم والمتعلم والوصول إلى أقصى مستويات الفعالية في العملية التعليمية ومن تم في المردود التعليمي وتطويره.
الكلمات المفتاحية: الهندسة البشرية – الأرغونوميا المدرسية – الصحة المدرسية- العملية التعليمية.
مقدمة:
إننا عندما نتناول المدرسة بالبحث ونولي العملية التعليمية والتربوية الاهتمام، عادة ما نركّز على المعلم في تفاعله مع المتعلّم (الطالب) مع مراعاة عناصر هذا التفاعل من طرق تدريس ومناهج تعليم وأدوات وظروف العمل؛ ولكن هذه الأخيرة إما أنها تُدرّس باعتبارها متغيرات وسيطة، أو متغيّر ضمن مجموعة من المتغيرات، والتي غالبا لا يوليها أصحابها اهتماما،أو يمرون عليها مر الكرام ؛ والكل يعلم أن أخصائيين في علم النفس العمل والتنظيم عامة والمهندسين البشريين خاصة أكدوا أن الإنسان لكي يتمكّن من العمل بصورة مريحة وفعالة وآمنة يجب أن يكون منصب عمله منسجم مع قدراته ، وظروف عمله تستجيب لمجموعة من المعايير المحددة عالميا.
فلتطوير التعليم والعملية التعليمية لا بد من إجراء تغييرات التربوية وتنظيمية تمس الجانبين الإنساني والمادي، والعمل على تحليل نقاط الضعف والقوة في النظام التربوي وتحليل الجوانب والمجالات التي يجب إجراء التغيير والتطوير عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار المُدخلات التي يحتاجها كل نظام تربوي ومراعاة الخصائص الثقافية والديمغرافية لكل مجتمع.
إن بيئة التعليم تعتبر منظومة فكرية وممارسات عملية تتضمن المُدخلات والعمليات والإجراءات اللازمة لخلق مواقف يمكن أن يحدث فيها التعليم والتعلم بشكل بناء وفعال ، وعندما يمكن حدوث التعليم يكون هناك نظام في بيئة التعليم؛ وهذا النظام يمثل الموقف الذي تتوافر فيه مجموعة من التوقعات لأعضاء المدرسة ككل يشارك فيها الجميع، وتكون هناك درجة عالية من المطابقة لهذه التوقعات، ولا يتأتى هذا العمل إلا إذا استعنا بأنظمة حديثة في تصحيح وتصميم كل ما هو مادي في العملية التعليمية في علاقاته بتصميم العمل البشري (تحليل منصب العمل) وهندسته، وهو الاختصاص الذي يتناوله المهندسون البشريون ergonomists the بالدراسة والتحليل.
وإذا كانت البحوث في الهندسة البشرية قليلة جدا في الجامعات ومراكز البحث في الدول العربية، فإن البحوث في الأرغونوميا المدرسية لم تنل حقها سواء على المستوى الكمي أو النوعي، وهي شحيحة جدا مقارنة مع الكم الهائل من الدراسات والبحوث في علم النفس والتربية، وهو ما دفعنا لتقديم هذا البحث الذي سنتناول فيه الهندسة البشرية في الوسط المدرسي، ومجالات تدخلها ، ونتائج هذه التدخلات على المستوى البشري خاصة بالنسبة للمعلم والمتعلم، وكذلك على المستوى المادي.
مفهوم الهندسة البشرية:
كلمة الهندسة البشرية أو الأرغونوميا ergonomics من أصل يوناني مقسمة إلى قسمين: Ergo وتعني العمل ، وNomos وتعني القواعد والقوانين ، وبذلك فالأرغونوميا في معناها العام هي:علم قواعد العمل.
تضم الهندسة البشرية العديد من التخصصات منها الطب، وعلم الطبيعة، والميكانيكا، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتي تشترك لأجل معرفة علمية حول الإنسان في العمل، وتهدف إلى إيجاد التناغم بين العمل ومحيط العمل والإنسان، بحيث أن هذا المسعى له أثار على الإنسان لبلوغ مستوى من الرضا الوظيفي والحصول على الراحة النفسية والحفاظ على الصحة من أجل الوصول إلى أقصى مستويات الفعالية في تأدية مهامه[1].
ومن أشهر تعريفات الهندسة البشرية التعريف الذي يرى بأنها ” الدراسة العلمية التي تبحث في العلاقة بين الإنسان ومحيط عمله، ويقصد بمحيط العمل كل الظروف التي يعمل فيها الفرد إضافة إلى الآلات وأدوات العمل، وطرق العمل وتنظيمه (Murrel ;1965) بغية أداء العمل بكفاءة أكبر والتقليل من حالات التعب والإجهاد التي يتعرض لها الفرد العامل(Oborne ;1978)[2].
أما أحدث التعريفات للهندسة البشرية هو التعريف الذي وضعته الرابطة العالمية للاأرغونومية International Ergonomics Association (2000) التي تعرفها بأنها ” ذلك التخصص العلمي الذي يهتم بالفهم العميق للعلاقة بين الإنسان وباقي عناصر التنظيم، وهي المهنة التي تطبق النظريات والمبادئ والمعطيات والطرق العلمية بغرض تحقيق أحسن مستوى من الرفاهية للفرد و أفضل أداء للتنظيم”[3].
إن محيط العمل فإنه لا يقتصر على المحيط الصناعي وحده، بل يتعداه إلى المحيط المدرسي والصحي والإداري و الأمني، وعليه ، فإن تناول الهندسة البشرية في المدرسة أصبح ضرورة من ضروريات البحث الأرغونومي، لأن أهدافه هي تقريبا نفس الأهداف التي قامت عليها الأرغونوميا وهي: الراحة الجسمية والنفسية ، وتفادي الأمراض المهنية ، وأمن وسلامة المعلمين والمتعلمين ، وفعالية الأداء التعليمي والتربوي.
الشكل (1) يبين أهداف الهندسة البشرية.
وإذا عرفنا أن الهندسة البشرية هي أحد فروع العلم التطبيقي الذي يشارك فيه كل من علماء والنفس المهندسين، وإنها فن التعامل مع العنصر البشري، فإن المجال المدرسي هو الآخر لابد أن يأخذ جانبا من جوانب الدراسات الأرغونومية.
مفهوم الأرغونوميا المدرسية:
بما أن جوهر العملية التعليمية هو الفرد ( تفاعل المعلم والمتعلم) فإنه من المفيد والضروري أن تتدخل الأرغونوميا من أجل التصميم والتصحيح الجيّد لوضعية الحجرة الدراسية، والظروف الفيزيقية المحيطة بها داخليا وخارجيا، وتصميم المقاعد والطاولات والكراسي المدرسية بما يتناسب مع الأبعاد الأنتروبومترية لأجسام الطلاب ومعلميهم.
وإذا بحثنا في تاريخ استعمال مفهوم الأرغونوميا المدرسية Ergonomics Schools نجده جديد النشأة والتطبيق، إذ يرى بورشيرPorcher (1982) أنه ظهر في المجال التربوي في بداية السبعينات، ويرتبط هذا المفهوم أساسا بفسيولوجية منصب العمل، وبالظروف الصحية والمريحة للحياة المدرسية ، حيث أن دراسة هذين العاملين من شأنهما زياد ة فعالية التعليم وتحسين التدريب؛ و لقد عرفت الدراسات الأرغونومية في المجال المدرسي تطورا كبيرا في البلدان المتطورة حيث انتقلت من الدراسات الخاصة بوضعيات الجلوس مثل دراسة Mandal (1979) وLelang (1986)، لتشمل التصميمات الأرغونومية لأدوات الدراسة والتعليم بما فيها العمل أمام الكومبيوتر.
وحسب بورشير فقد تم تشخيص مستويين للتدخل الأرغونومي في المدرسة:
– مستوى خارجي: يتناول الظروف العامة لنوعية حياة الطلاب منها المحيط الاجتماعي والاقتصادي، ونوعية الغذاء ونظام التغذية، والنوم.
– مستوى داخلي: يتناول ظروف التعلّم داخل المدرسة والتي تبدأ بالعلاقات الإنسانية بين المعلمين والطلاب إلى المشاكل الأكثر دقة كلون – طلاء- جدران حجرة الدراسة، والتهوية.
من خلال ما أورده بورشيرPorcher يتبيّن لنا أن الأرغونوميا المدرسية تتنوع لتشمل مُدخلات بشرية وأخرى مادية، فالمدخلات البشرية تضم الطلاب والمعلمين والهيئة الإدارية المدرسية،أما المدخلات المادية فهي كثيرة ومتنوعة منها تصميم المدرسة والحجرة الدراسية بتجهيزاتها المختلفة.
إن مجال التدخل الأرغونومي في المدارس يمكن أن يكون خاصا بالتصميم،وهو ما يعرف بالأرغونوميا التصميمية كالتصميم الجديد والجيّد للوسائل والأدوات المدرسية، ويمكن للمؤسسات التعليمية والتربوية طلب استشارة خارجي إذا اقتضت الضرورة من ذوي الخبرة والكفاءة في التصميم (Yves Robaey .(Delarsille-
كما يمكن أن يكون مجال التدخل الأرغونومي تقويم وضعية ما كالوضعية الخاطئة للجلوس أثناء العمل على الحاسوب Ergonomics Computers Posture، وهو ما يعرف بالأرغونوميا التصحيحية.
وقد أكد كل من Guérin و Laville و Daniellou وDuraffourg وKerguelen (1977) أن الهندسة البشرية في الوسط المدرسي تعمل على الوصول إلى هدفين أساسيين وهما:
- تحليل العمل: لأن العمل المدرسي الحقيقي يختلف تماما عن العمل الظاهري،إذ يسمح بالوقوف على مدى قابلية المعلم والمتعلم للعمل المدرسي من خلال دراسة مجموعة من المتغيرات كالتعب والإيقاعات المدرسية.
- تكييف الوسائل التعليمية للمعلم والمتعلم وذلك للوصول إلى تأدية المهام دون أن تكون هناك أضرارا جسمية كالحساسية وآلام الظهر والتعب الجسمي[4].
من خلال ما سبق يمكننا أن نقول أن الأرغونويا المدرسية تمثل مجالا علميا يضع في الاعتبار المردود المدرسي (التحصيل الدراسي) وصحة وسلامة المعلمين والمتعلمين ، وراحة جموع الأفراد [ حسبما يكون التفاعل المؤثر بين الأفراد والوسائل التي يستعملونها والبيئة التي يوجدون فيها]، وأن الغايات العامة للبحوث في الأرغونوميا المدرسية هي تحسين مكان التعليم وظروفه ووسائله.
ولا يمكن للهندسة البشرية في الوسط المدرسي أن تُدرس بعيدا عن ظروف العمل التي تتوفر عليها المدرسة من حيث موقعها، وبناياتها، ووسائلها وتجهيزاتها التعليمية،والتي تؤثر سلبا على المعلمين والمتعلمين في حالة قلتها أو انعدامها أو عدم تطابقها مع المعايير العلمية، وهي الظروف التي سنتناولها في هذا البحث.
المباني المدرسية:
مما تتناوله الأرغونوميا على حد قول فُليه عبده(2003) إعادة هندسة الأرض التي يتفاعل عليها الإنسان من خلال إيجاد موجات قيمية جديدة ، لأن هذه القيّم هي التي تحدد مجالات تفكيره وسلوكه وتؤثر في تعليمه ، وفي بلادنا وفي الكثير من البلدان العربية كما توجد مباني مدرسية تستجيب للمعايير الهندسية – وهي قليلة- توجد كذلك مدارس لم يهتم مصمموها لا بالنواحي الهندسية والمعمارية ولا بالنواحي الجمالية، وبالتالي فهي تشكّل خطرا على صحة وسلامة المعلمين و المتعلمين ، وتعتبر عاملا من عوامل النفور المدرسي لدى المتعلم والاستياء والضغط النفسي في العمل لدى المعلم ؛ وهذا بدوره يؤثر على الطريقة التي يرى بها المعلم نفسه ومكان عمله والتفاعل بينهما.
ويرى كل من ليلت وماك لوغلين Lilte & McLaughlin (1993) أن المؤثرات البيئية التي يمارس المعلمون من خلالها مهامهم تؤثر على حجم الجهود التي يبذلونها، وعلى إحساسهم بقيمتهم، ودورهم في العملية التربوية، كما تؤثر على مفهومهم لوظيفة التعليم[5].
إن إنشاء المباني المدرسية عملية تكاملية تمتزج فيها متطلبات معمارية هندسية وصحية بفنون التربية ومستوى ونوعية التعليم إلى الحد الذي يساعد على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة بأيسر الطرق؛ ويعتبر المبنى المدرسي بما يضمه من حجرات دراسية ومخابر و ورشات وأماكن للنشاط المدرسي والترفيهي وفناء واحدا من أهم مُدخلات العملية التعليمية، بل قد يكون أساسيا يساعد في تحديث التعليم وجودته، كما قد يكون بتصميمه الهجين عاملا يعيق التعليم ؛ ويؤدي إلى نفور الطلاب منه ،لأن المدرسة هي الوسط الذي ينمو فيه الطلاب خارج أسرهم ويمضون فيه ساعات طويلة من يومهم، فإذا كان الهدف الأساسي للمدرسة هو التربية المتكاملة من النواحي العقلية والانفعالية والاجتماعية والأخلاقية والجسمية، تبيّن لنا أهمية هذا المكان (المدرسة) ومواصفاته بما يتيح للطلاب ممارسة ألوان النشاطات المتنوعة وإقامة علاقات اجتماعية جيّدة تكفل لهم القدر الكبير من الصحة النفسية.
وينبغي أن يُصمم مبنى المدرسة بجميع مكوناته بحيث يستجيب استجابة وظيفية لأهداف المدرسة وأسلوب التعليم فيها، وضروب النشاط التربوي والترفيهي الذي يمارس فيها؛ إذن ما هي المعايير والأبعاد الأرغونومترية التي يجب مراعاتها في المباني المدرسية؟
لقد أورد كل من أحمد حاجي وبيرتون وبروكنر E. Bertin & H. Brückner ما ينبغي أن يتوفر عليه المبنى المدرسي:
– الموقع من حيث اختياره وسهولة الوصول إليه: إن اختيار الموقع الذي تبنى عليه المدارس أمر في غاية الأهمية، إذ توجد مدارس قريبة من المولّدات الكهربائية Generators التي بدورها تفرز زيوت سامة وخطيرة مسببة لمرض السرطان،كما توجد مدارس مبنية بمواد تحمل مادة الأميونت Amiante-ciment بكثرة وهذه المادة هي كذلك مسببة للسرطان؛كما توجد مدارس مبنية على منحدرات بحيث تكون معرّضة للانهيار، بالإضافة إلى تلك المدارس الواقعة داخل التجمعات السكنية أو القريبة من محطات النقل أو القريبة من الأسواق التجارية مما يؤثر سلبا على عملية الاتصال بين المعلم والمتعلم(نقص المعلومة أو تشويهها أو تحريفها)،و الذي يؤثر بدوره على المردود المدرسي.
- هل يقدم المبنى الفراغ والتسهيلات للبرنامج الدراسي؟
- المباني من حيث البناء والتشييد والتصميم.
- الحجرات الدراسية من حيث عددها ومساحتها وموقعها: الأسقف، الحوائط، الأبواب، السبورات.
- الخدمات من حيث التهوية والإضاءة والتدفئة، والأمان من الحرائق والكهرباء، هل تحمي المباني الموجودين بها من الأخطار، وأنها ذات تأثير إيجابي لتحسين صحة الطلاب؟
- التجهيزات من حيث كفايتها وملاءمتها لسن الطلاب وللأهداف التعليمية.
- المخابر والورش من حيث مواءمتها مع عدد الطلاب، والآمان والتجهيزات، هل خططت بشكل ييسر استخدام الموارد المختلفة بسهولة؟
- الملاعب من حيث مراعاة شروط الأمان واستيفاء الشروط التربوية والرياضية.
- إدارة المدرسة من حيث مكتب المدير والناظر ومكاتب الهيئة الإدارية للمدرسة.
- الجمال: هل يسُر شكل المباني المدرسية الناظر إليها؟
- المرونة: هل تم تخطيط للمباني المدرسية بشكل يمكن من التوسع المستقبلي أو إعادة تنظيمها لمواجهة حاجات تربوية متجددة؟
- الاقتصاد: هل تم تخطيط المباني المدرسية بشكل يجعلها نقول أن هناك إفادة من كل ما أنفق على إنشائها؟
حجرات الدراسة:
ينبغي التأكيد على أن حجرات الدراسة لها تأثير واضح وعميق على صحة الطلاب وراحتهم النفسية بشكل ينعكس على مشاركتهم في الأنشطة التعليمية وعلى فعالية الأداء التربوي، كما ينبغي التأكيد أن المؤثرات البيئية لحجرات الدراسة تؤثر على النمو الطبيعي للطلاب وعلى نضجهم(البربري، 2005).
ومن العوامل ذات التأثير السلبي على راحة التلاميذ ونموهم :
- الجلوس الغير سليم لعدم ملائمة المقاعد لأعمار الطلاب، أو استخدامها لعدد أكثر مما هو مقرر، أو لسوء حالتها.
- الإضاءة الغير ملائمة مما يؤدي إلى إجهاد العينين.
- التقلبات الحادة في درجة حرارة الحجرة الدراسية.
- حجرة الدراسة بالنظر إلى حجم التلاميذ، وهذا حتى نتفادى مشكل الاكتظاظ الذي يعتبر سببا من أسباب مضاعفة الإرهاق لدى المعلم، وعاملا أساسيا من عوامل الضغط النفسي الخاص بمصدر ظروف العمل.
موقع النوافذ وأبعادها :
من حيث نظافتها ونسبتها إلى مساحة الحوائط وموقعها بالنسبة للطلاب ، وهذا حتى يُسمح لدخول الهواء وتلطيف الجّو، لأن الحرارة المرتفعة بقدر ما تلحق آلاما جسمية تتمثل أساسا في ضيق التنفس، والصداع ، والإرهاق الجسدي، وإزعاجا وضغطا نفسيا لأصحابها ؛ فهي كذلك تعيق العملية التعليمية ، ويؤكد بيار بوسايورغن وسوندربيغ(1970) على ضرورة أن تكون مداخل ومخارج الهواء داخل الحجرات المستخدمة في المدرسة ذات أحجام متفاوتة و أعداد مناسبة بحيث تساعد على تدفق الهواء داخل هذه الحجرات[6].
مكتب المدير:
حسب التجارب المستقاة من علم النفس التنظيمي ، ومن التصميم الأرغونومي لمناصب العمل ، فمن الأحسن أن يكون مكتب مدير المدرسة في الوسط centrisme حتى يكون نقطة إهتمام ويستطيع أن يراقب ما يجري في المدرسة بطريقة غير مكلّفة ، كما أن الاتصال به عند الحاجة يكون سهلا.
الظروف الفيزيقية للعمل:
يمكننا أن نركز في هذه الورقة من البحث على الظروف الفيزيقية التالية: الضوضاء والضوء والحرارة و البرودة و التهوية، وكلها ترتبط بالمباني المدرسية.
– الضوضاء:
إن الضوضاء ليست في صلب العمل المدرسي، لكن يمكن أن تأتي من المحيط الخارجي وفقا لموقع المدرسة ولبنائها؛ ومما لاشك فيه أن هناك الأدلة التي تثبت لنا كل يوم مدى الضرر النفسي والجسمي الذي يصيب نتيجة من يتعرض للضجيج.
الجدول (1) يبين توزيع الديسيبل حسب نوعية الاتصال اللغوي
حوار هادئ | 55- 60 ديسيبل |
صوت محاضر | 60- 65 ديسيبل |
إملاء محاضرة | 65- 70 ديسيبل |
صرخة عالية | 80- 85 ديسيبل |
من قراءتنا للجدول يتبيّن أن الصوت الذي يزيد مستواه عن 55 ديسيبل Decibels يجعل المحادثة العادية صعبة جدا ، أما إذا زاد مستوى الصوت عن 65-70 ديسيبل فإنه يترك آثارا نفسية وفسيولوجية سيئة على الفرد (عسكر، 2000 :108).
ونقلا عن كوهن Cohen (1973) بيّنت العديد من الدراسات تأثير الضوضاء على العديد من الوظائف العصبية والهرمونية ، وتؤدي تلك الوظائف بدورها إلى استجابات ثانوية في عدد كبير من الأعضاء والأجهزة العضوية [7].
واعتبر الكثير من المهتمين بالصحة المدرسية من أمثال تايلور Taylor،S والخزامي أن الضوضاء سبب من أسباب الضغوط النفسية ، حيث يتسبب في رفع درجة التوتر وعدم التوازن النفسي.
– الإضاءة:
إن تحديد مستوى الإضاءة المطلوب لإنجاز أي عمل من الأعمال هو نقطة البداية في تصميم الإضاءة، وشدة الإضاءة luminous intensity ليست إلا عاملا واحدا من عوامل الإضاءة ككل، فمنذ 1960 بدأ التركيز على عوامل أخرى خاصة في اختبارات البصر كإضاءة المحيط وحجم الشيء وسرعة الإدراك مما أدى إلى ظهور معايير للإضاءة.
إن الإضاءة داخل حجرات الدراسة يجب أن تكون كافية، وموزعة توزيعا عادلا، بحيث أن لا تكون ضعيفة على مجموعة من المتعلمين وساطعة على مجموعة أخرى ؛ كما يجب أن تزاوج الإضاءة الطبيعية مع الإضاءة الاصطناعية ، وقد أكد مصباح عيسى وآخرون أن الإضاءة داخل المباني المدرسية يجب أن تساعد على الرؤية وتوفر الراحة للعين وتمنع التحديق[8].
وفي الدراسة قام بها مصطفى منصوري أكد %39،51 من المعلمين وأساتذة التعليم المتوسط أن الإضاءة في حجرات الدراسة التي يدرّسون فيها ضعيفة[9].
إن شدة الإضاءة حسب معيار الجمعية الأمريكية لهندسة الإضاءةIES ومعيار الجمعية الألمانية للإضاءة DIN تتراوح مابين 500 إلى 2000 لوكسLUX [10]، وأي زيادة أو نقصان بعد ذلك في شدة الإضاءة تقلّل حد الإبصار لدى الإنسان، ومن تم يبدأ في الشعور بالآثار الضارة للتصميم السيئ لنظام الإضاءة ؛ فمثلا القراءة تتطلب من أصحابها شدة إضاءة تتراوح مابين 500 و1000 لوكس.
– الألوان:
إن للون علاقة قوية بالإضاءة ، فاختيار الألوان التي تعكس أشعة الضوء الطبيعي أو الاصطناعي مبدأ يوصي به المهندسون البشريون من أمثال الباحث منسل Munsell الذي يوصي بالألوان التالية:
الجدول (2) يبين نسبة إرتياح العين للألوان – حسب منسل Munsell–
اللون | نسبة إرتياح العين |
الأبيض Blanc | 100 % |
البرتقالي الفاتح Ivoire claire | 75 % |
البني الفاتح Crème | 75 % |
الأصفر الناعم Jaune doux | 75 % |
Pêcheالخوخي | 64 % |
الأصفر اللامع Jaune brillant | 58 % |
إن تلك الألوان حتى وإن كانت غير معيارية، فهي الأكثر استعمالا في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية.
كما يجب أن تكون ألوان الطاولات والمكاتب والخزانات مغايرة لألوان الجدران، بحيث تفضل الألوان التالية: الرمادي المائل نحو الأخضرGris tirant sur le vert أو البني الفاتح Brun claire؛فالألوان بقدر ما هي مريحة للعين فهي كذلك مريحة من الناحية النفسية.
– الحرارة:
إن تنظيم الحرارة أمر يجعل الإنسان يعيش في توازن حراري مع بيئته ويجعله أكثر ارتياحا وأكثر كفاءة في الأداء ذهنيا وبدنيا؛ ويعتبر الجو المريح داخل حجرات الدراسة ضروري من أجل راحة المعلم والمتعلم، إذ يوصي المهندسون البشريون على أن لا تزيد درجة الحرارة فوق 24° داخل الفصول الدراسية[11].
– الوسائل التعليمية:
إذا كان اختيار الأثاث المدرسي والوسائل التعليمية المادية يعتبره القائمون على شؤون التربية والتعليم في أقطارنا العربية غير أساسي،فإن إهماله وعدم تكييفه مع متطلبات الطلاب والمعلمين يؤثر في النتائج النهائية للعملية التعليمية، كما يؤثر على راحتهم النفسية، فمن خلال الدراسة المسحية التي قام بها ماك برايد ) Mc Bride 1983) والتي استعرض فيها العديد من الدراسات التي تعرضت للضغوط في مجال التعليم منذ الثلاثينات حتى1983، وجدها جميعا تندرج تحت مصادر بيئة العمل مثل الظروف السيئة التي يعمل فيها المعلم،وعدم توفر الأدوات اللازمة للتعليم[12]، وحول النقطة الثانية والمتمثلة في الوسائل التعليمية نركز على:
– السبورة : من حيث حجمها (طولها وعرضها)، وموقعها، ولونها، فلون السبورة يجب أن يكون أسودا أو أخضر داكنا ، لا يلمع لسهولة الرؤية الجيدة – هذا في حالة عدم وجود السبورة البيضاء- وتوضع السبورة في منتصف الجدار المواجه للطلاب وعلى ارتفاع مناسب، وألا تقل المسافة بين المقاعد الأولى للطلاب والسبورة عن متر ونصف، وألا تبعد عن المقاعد الأخيرة أكثر من سبعة أمتار.
– المقاعد الدراسية والطاولات : من حيث ملائمتها مع الأبعاد الأنتروبومترية لأجسام الطلاب ولونها.
إن أفضل أنواع المقاعد التي يمكن استخدامها هي تلك التي يمكن ضبط ارتفاعها وفقا لطول الطالب، كما هو مُتبع في المدارس اليابانية أما من حيث الشروط الأرغونوميية:
– يجب أن يكون سطح الدرج مائلا إلى الأمام بزاوية 15°، وأن يكون ارتفاع المقعد عن الأرض مساويا لطول الساق مُقاسا من خلف مفصل الركبة حتى سطح القدم ، أما عرض المقعد والطالب جالس عليه منتصب الظهر فيجب أن يكون مساويا لثلثي طول عظمة الفخذ مع ترك الثلث الأمامي من الفخذ حرا وبعيدا عن الحد الأمامي للمقعد.
ومن الدراسات الرائدة التي اهتمت بآثار استخدام الطلاب للمقاعد الدراسية الغير ملائمة والتي لم تستجب للمعطيات الأرغونومية أثناء التصميم، نذكر دراسة أجرتها جمعية غرونوبل للأرغونومية المدرسية Association grenoblois de l’ergonomie scolaire عام 1993، وهي دراسة مقارنة بين الأثاث المدرسي الأرغونومي والتقليدي ﻟ 263 طالبا تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 9 سنوات، يدرسون في أربع مدارس إبتدائية تابعة لدائرة إيزر Isère بفرنسا ، تكونت المجموعة الأولى من 141 طالبا وُفر لهم الأثاث المدرسي الأرغونومي، أما المجموعة التجريبية فتكونت من 122 طالبا وفر لهم الأثاث المدرسي التقليدي، وبعد أربع سنوات من استعمال المجموعتين للأثاث المدرسي، لاحظ الباحثون ما يلي :
– أن الضغوط على العمود الفقري في المجموعة التجريبية كانت أقل من المجموعة الضابطة، بحيث قدرت نسبة الضغوط عند الطلاب المستعملين للأثاث الأرغونومي ﺑ 2.9% مقابل 9.6 % لدى الطلاب الذين استعملوا الأثاث الدراسي التقليدي.
– لاحظ الباحثون فرقا دالا بين المجموعتين في الرفاهية ، والميزة العلمية ، والجمالية ، والانزعاج الصوتي، والإحساس بعدم الراحة في القدمين، ومساحة المكتب، والانحناء نحو المكتب ولصاح الطلاب الذين استعملوا الأثاث الأرغونومي[13].
وفي نفس الاهتمام العلمي، قام فريق من الباحثين في وحدة البحث في الأرغونوميا بكلية الطب بجامعة باريس تحت إشراف Kapitaniak Bronislaw (1987)[14] بإجراء دراسة مسحية حول تأثير الأثاث المدرسي التقليدي على آلام أسفل الظهر- الفقرات القطنية – lombalgies عند الطلبة على اختلاف عمرهم، وخرج بالنتائج التالية المبينة في الجدول التالي:
الجدول(3) يبين انتشار آلام أسفل الظهر لدى تلاميذ المدارس.
إسم الباحث | نوع الدراسة | البلد | عمر العينة | حجم العينة | نسبة الإصابة |
(1977) Wagenhauser | عرضية | سويسرا | 15-20 | 529 | 43% |
Grantham (1977) | طولية | بريطانيا | 13-18 | 1960 | 12% |
Salminen ( 1984) | طولية | فنلندا | 11-17 | 370 | 20% |
Balagué (1987) | عرضية | سويسرا | 7-17 | 1715 | 35% |
Troussier (1994) | عرضية | فرنسا | 6-20 | 1178 | 51% |
ومن الدراسات الأرغونومية الجزائرية التي تناولت الأثاث المدرسي، نذكر دراسة حمداش نوال حول”التقويم الأنتروبوموتري للمقاعد الدراسية لتلاميذ الطورين الأساسيين الأول والثاني” (1995)؛ ودراسة منصوري مصطفى حول” تصميم الكرسي والطاولة المدرسية” (2005)؛ ودراسة بكراوي عبد العالي حول دراسة” أرغونومية لمنصب الدراسة في مرحلة التعليم المتوسط” (2008).
ورغم تفاوت مدة التطبيق بين الدراسات الثلاثة، إلا أن النتائج كانت متقاربة، بحيث أظهرت أن: مقاعد الدراسة لا تستجيب للمعطيات الأنتروبومترية لأجسام الطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وهذا يدعو القائمين على شؤون التربية والتعليم إلى إعادة النظر في اقتناء الطاولات والكراسي المدرسية.
إضافة إلى هذا،هناك العديد من الدراسات التي بيّنت الأثر الإيجابي للتصميم الأرغونومي للأثاث المدرسي في خفض كمية الطاقة التي يصرفها الطلاب خلال وضعية الجلوس (Sauvplane & Saint André ،2005)؛ والأثر الإيجابي لاستعمال الأثاث المدرسي الأرغونومي في عملية التركيز مع المعلم (Breithecker، 2002)؛ وفي إمكانية التخفيف من صعوبات تعلم القراءة وما يلازمها من إزعاج (Da sliva Quercia، 2008).
الخلاصة:
أراد الباحثان من خلال هذا الموضوع أن يوضّحا أن الهندسة البشرية كعلم وكتقنية في آن واحد، يمكن أن تكون ذات الإسهام الفعال في قطاع التربية والتعليم ، ولم تعد مخرجات العملية التربوية تتوقف على التفاعل بين المعلم والمتعلم ، بل أن المؤثرات البيئية التي يمارس المعلمون من خلالها مهامهم( ظروف العمل وأدوات العمل) هي الأخرى تؤثر على حجم الجهود التي يبذلونها، وعلى إحساسهم بقيمتهم، و دورهم في العملية التربوية ، وعلى مفهومهم لمهنة التعليم ، كما تؤثر على الارتياح النفسي وعلى التحصيل الدراسي للطلاب.
وعلى الرغم من أهمية ودور الهندسة البشرية في المجال المدرسي، إلا أن الدراسات التي تناولتها قليلة جدا سواء على مستوى الجامعي أو خارج الجامعة ، وعليه يوصي الباحثان بالمزيد من الدراسات والبحوث وهذا لأهميتها التطبيقية.
قائمة المراجع :
- بوحفص، مباركي (2008). مقدمة في علم النفس العمل و التنظيم. وهران: دار آل رضوان للنشر و التوزيع.
- جلال ، محمد النعيمي (1990).المدخل إلى دراسة العمل. الموصل: دار الحكمة للطباعة و النشر.
- رقية ، عدنان المعايطة (2006). الأرجونوميكا ، هندسة البشر.عمان: دار الشروق للنشر و التوزيع.
- زينب، علي الجبر (1997). السعة المكانية و الإضاءة و التهوية الخاصة بحجرات الأقسام العلمية و الأدبية في مدارس التعليم بدولة الكويت، مجلة مركز البحوث التربوية، جامعة قطر، ( 11) 161- 201.
- شريف أحمد خيري . مجلة العلم و المجتمع. مركز مطبوعات اليونسكو. العدد 165.
- عبد العالي، بكراوي.( 2008). دراسة أرغونومية لمنصب الدراسة في مرحلة التعليم المتوسط. رسالة ماجستير غير منشورة في الهندسة البشرية وتصميم العمل. جامعة وهران.
- عبد الله عامر الشهراني، وسعيد محمد رفاع (1995). الإجهاد النفسي، مصادره وطرق مقاومته لدى معلمي ومعلمات العلوم بالمنطقة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية، أبها: إصدار مركز البحوث التربوية
- علي ، عسكر (2000).ضغوط الحياة و أساليب مواجهتها. دمشق: دار الكتاب الحديث.
- فاروق، عبده فليه (2003). إقتصاديات التعليم، مبادئ راسخة واتجاهات حديثة. عمان: دار المسيرة للنشر و التوزيع.
- لينارت ، ليفي ( 1995).التوتر في الصناعة ، أسبابه و آثاره و الوقاية منه ، ترجمة رزوق سند إبراهيم.بيروت: دار النهضة العربية.
- محمد، عبد الخالق مدبولي (2001 ). التخطيط المدرسي الإستراتيجي. القاهرة: دار العربية للكتاب.
- مصطفى ، منصوري (2004). مصادر ضغوط العمل وعلاقاتها بالرضا المهني والقلق وارتفاع ضغط الدم الجوهري، رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة وهران.
- نجم الدين ، ميشكاتي ( 1992).أرجونوميكا – هندسة البشر- لنظم التقنيات العالية المستوى، ترجمة
- نوال ، حمداش (1995). التقويم الأنتروبوموتري لمنصب الدراسة لتلاميذ الطورين الأساسيين الأول و الثاني.رسالة ماجستير غير منشورة في علم النفس العمل ، جامعة الجزائر.
– Murell،H .(1965) .Ergonomics. Man in his working environment. Chapman & Hall.UK.15
. Récupéré en septembre 2016 par – Prévalence de lombalgies chez les élèves16
17 – Apports de l’ergonomie aux espaces de travail scolaires. Récupéré en septembre 2016 par http://www.ordp.vsnet.ch/fr/resonance/
18 – l’Association grenobloise de l’ergonomie scolaire. Prévention à l’âge scolaire. Récupéré en Décembre 2016 par http://www.ipubli.inserm.fr/
1- بكروي، عبد العالي (2008). دراسة أرغونومية لمنصب الدراسة في مرحلة التعليم المتوسط. رسالة ماجستير غير منشورة في الهندسة البشرية وتصميم العمل. جامعة وهران. ص8.
[2] – النعيمي، جلال محمد (1990).المدخل إلى دراسة العمل. الموصل: دار الحكمة للطباعة و النشر.
2 – بوحفص، مباركي (2008). مقدمة في علم النفس العمل و التنظيم. وهران: دار آل رضوان للنشر والتوزيع. ص70.
1 – بكروي، عبد العالي، المرجع السابق، ص 10.
1 – الجبر، زينب علي (1997). السعة المكانية و الإضاءة و التهوية الخاصة بحجرات الأقسام العلمية و الأدبية في مدارس التعليم بدولة الكويت، مجلة مركز البحوث التربوية، جامعة قطر، العدد11، ص 163.
– الجبر، – زينب علي، المرجع السابق، ص 171. [6]
1- ليفي، لينارت( 1995).التوتر في الصناعة ، أسبابه وآثاره والوقاية منه ، ترجمة رزوق سند إبراهيم.بيروت: دار النهضة العربية، ص50.
2- الجبر، زينب علي، المرجع السابق، ص 171.
3- منصوري، مصطفى (2004). مصادر ضغوط العمل وعلاقاتها بالرضا المهني والقلق وارتفاع ضغط الدم الجوهري، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة وهران، ص 213.
[10] – بوحفص، مباركي، المرجع السابق،ص 268 .
1- عسكر، علي (2000).ضغوط الحياة و أساليب مواجهتها. دمشق: دار الكتاب الحديث، 107.
[12] – الشهراني، عبد الله عامر ورفاع ، سعيد محمد (1995). الإجهاد النفسي، مصادره وطرق مقاومته لدى معلمي ومعلمات العلوم بالمنطقة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية ،أبها : إصدار مركز البحوث التربوية ،ص 9 .
1-Association grenobloise de l’ergonomie، scolaire prévention à l’âge scolaire. Récupéré en Septembre 2016 par http://www.ipubli.inserm.fr/
[14] – Idem.