
التربية الإبداعية و أثرها في المجتمع
أ.أسماء علي محمد فضل/جامعة أم القرى،المملكة العربية السعودية
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 34 ص 139.
ملخص:هدفت هذه الدراسة إلى رفع مستوى التفكير لحل المشكلات برؤية ابداعية وتوضيح أهمية التربية الإبداعية في حياة الفرد والمجتمع كما أنها تحمّل المؤسسات الاجتماعية (البيت + المدرسة + وسائل الإعلام) مسؤوليتها في خلق التربية الإبداعية.
واتبعت المنهج الوصفي والتحليلي.
أهم النتائج:
- التربية الإبداعية خلَّاقة نتيجة الفكر الإبداعي
- للأم دور في تنمية التربية الإبداعية لدى طفلها
- للمعلم دور في صقل الطفل المبدع
- أن تكون الأنشطة اللاصفية مبدعة لإيجاد طفل مبدع
أهم التوصيات:
- توفير الجو المناسب للتربية الإبداعية
- للمرأة دور هام في التربية الإبداعية
- للمنهج الدراسي دور هام في تطوير التربية الإبداعية
- المجتمع لا بد أن يساهم في التربية الإبداعية
الكلمات افتتاحية: تطوير، مفكرين، الإنتاج، موهبة. نبوغ، طاقات، إسهام
مقدمة:
إن النظام الثقافى المسيطر على الواقع العالمى حالياً هو نظام السمعى البصرى، والصورة اليوم هى المادة الثقافية التى يجرى تسويقها على أوسع نطاق، وفى عصرنا هذا هى مصدر إنتاج القيم وتشكيل الوجدان والوعى والذوق لدى الناس، وهناك الآلاف من الشركات التى تتنافس فى مجال تقديم ثقافة أشبه ما تكون بالسلع الاستهلاكية، كما أن هناك مئات من الأقمار الصناعية التى ترسل عبر شاشات الملايين من أجهزة التلفاز رسائل ثقافية تستهدف تغريب الشعوب فى عالمنا العربى والإسلامى عن مجتمعاتهم، وأصبحت صناعة الثقافة فى وقتنا هذا من الصناعات التى تستهدف حياة البشر فى جوانبها المختلفة، وتهدف إلى تسطيح الأفكار والمشاعر وإلى تغييب الوعى وتزييف العقل.
أما أحدث ثورة يعيشها الإنسان اليوم فهى الثورة الإبداعية والتقدم الحقيقى اليوم هو سباق مع التربية الإبداعية، ومعدل السير الإبداعى يتزايد فى عالمنا الحاضر تزايداً مضطرداً، وهو ما يتحدانا فى مجالات حياتنا لتخطى الأمية والتخلف، والتقدم فى مجال التربية الإبداعية، ولن نكون متقدمين إلا بقدر ما نكون مبدعين، وبقدر ما ننظم طاقاتنا وإمكاناتنا تنظيماً إبداعياً، وإلا بقدر ما نعد الإنسان فى مجتمعنا بالتربية الإبداعية، وها نحن الآن مدعوون – فيما يرى مفكرونا – لا لأن نتربى، ولا لأن ننمو فحسب لكن لنتخطى تخلفنا، بل لأن نتربى تربية إبداعية، وننمو نمواً إبداعياً، أى أن علينا أن نجتاز مرة واحدة تلك الفجوة الشاسعة بين الأمية والإبداع، أمية القراءة والكتابة فمازال فى أمتنا العربية والإسلامية أميون، والأمية النوعية لأن أكثر الذين تعلموا فى مجتمعاتنا لم يربوا تربية إبداعية، أو لم يتح لهم بعد أن يثمروا معرفتهم تثميراً إبداعياً.
ومحور دراستنا هذه تدور حول التربية الإبداعية وأثر فى المجتمع من خلال عرض لمفهوم التربية الإبداعية، وشروط الإبداع، ومقوماته وأهداف التربية الإبداعية ومواصفات المنتج الإبداعى وخصائص عملية الإبداع ومراحلها، وسمات الشخص المبدع وعوامل تحفيز الإبداع وعوامل إعاقته، وأهمية التربية الإبداعية فى تطوير حياة الأفراد والمجتمعات، ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية فى تحقيق التربية الإبداعية، وفى نهاية البحث عرضنا لبعض المقترحات والتوصيات حول كيفية تفعيل دور التربية الإبداعية وحل المشكلات التى تواجهها فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
مشكلة الدراسة:
تتلخص الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:
ما أثر التربية الإبداعية على تقدم المجتمع ورقيه؟ وينبثق عن هذا السؤال الرئيسى الأسئلة الفرعية التالية:
- ما المفاهيم المهيكلة للإبداع؟ مفهوم التربية الإبداعية؟ وما النظريات المفسرة لها؟
- ما سمات المتعلمين المبدعين؟ وما مواصفات المنتج الإبداعى؟
- ما العوامل المحفزة للإبداع؟ وما المعيقات التى تحول دون الإبداع؟
- هل هناك علاقة بين الإبداع والذكاء؟ وما هو التفكير الإبداعى؟
- كيف يمكن استثمار التربية الإبداعية فى تحقيق طفرة علمية وتكنولوجية وحضارية للمجتمع من أجل رقيه وتقدمه وازدهاره؟
- ما أساليب تنمية التفكير الإبداعى والإبداع فى ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؟
- كيف يمكن للتربية أن تمد المجتمع بعلماء وعظماء يساهمون فى تقدم المجتمع ورقيه ورفاهيته؟
أهمية الدراسة:
- كون الشباب والنشء هم مستقبل المجتمعات وتفكيرهم أساس بناء هذا المستقبل بالتربية الإبداعية الفريدة.
- قلة الدراسات التى تبحث معوقات التربية الإبداعية والتفكير الإبداعى وتقترح لها حلولاً عملية تطبيقية.
- الضرورة الملحة للتربية الإبداعية فى عصر يتوفر فيه سيل من المعلومات المتغيرة باستمرار فتبرز الحاجة لإيجاد حلول جديدة ووسائل مبتكرة لتحقيق الفرد لأهدافه.
- عدم ربط المجتمع بين أثر التنشئة الاجتماعية وضعف التربية الإبداعية وكذلك عدم الربط بين ضعف التربية الإبداعية من جهة والآثار الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الناجمة عن تكرار الأخطاء والخوف من التغيير من جهة أخرى، وهذه الدراسة تبحث فى هذا الربط والأسئلة التى يثيرها.
- ما خلصت إليه الدراسات والبحوث العلمية حول أثر التربية الإبداعية فى فكر وسلوك الطفل ثم الناشئ، وأن الخبرات الاجتماعية التى يكونها تؤثر فى نموه العقلى والانفعالى والاجتماعى واستقراره النفسى ونجاحه فى النظر للمعضلات وحلها بطريقة فعالة.
- أن الطريقة الوحيدة لحل المشكلة هى بمواجهتها وليس بإنكارها أو الاختباء منها لعلها تزول تلقائياً، فالمشاكل لا تضمحل من ذاتها، أو باستخدام نفس الحلول السابقة، بل يجب مواجهتها بجرأة وإتاحة المجال أمام العقل المبدع ليسعى نحو الحلول الناجحة وإن كانت غريبة.
- إن مساعدة شاب على تخطى مشكلة أو اثنتين هو بمثابة إطعامه وجبة ليوم واحد، غير أن تمكينه وإعداده وتزويده بأدوات الإبداع كفيل بإطعامه العمر كله، وهذا شأن تشجيع التفكير الإبداعى وإتاحة المجال أمامه ليبزغ وينمو ويأخذ بيد صاحبه نحو النجاح.
- الضرورة الملحة للتربية الإبداعية فى عصر يتوفر فيه سيل من المعلومات المتغيرة باستمرار فتبرز الحاجة لإيجاد حلول جديدة ووسائل مبتكرة لتحقيق الفرد لأهدافه.
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة بشكل أساسى إلى:
- رفع مستوى التفكير بحلول المشكلات وتوسيع فى مجال رؤية الحلول المبدعة.
- الكشف عن أهمية التربية الإبداعية ودورها الضرورى لاستمرار حياة ناجحة للفرد والمجتمع.
- التوعية بالتأثيرات السلبية للتنشئة الاجتماعية الخاطئة على الشباب بعيداً عن التربية الإبداعية وإمكانية الحد من هذه التأثيرات من خلال مهارات يمكن اكتسابها والتدريب عليها.
- رفع مستوى التفكير بحلول المشكلات وتوسيع مجال رؤية الحلول المبدعة.
- توفير بيانات إحصائية واستنتاجات حول آراء الشباب المتعلقة بالتربية الإبداعية ومعوقاتها لديهم.
- رفع الوعى لدى المؤسسات الاجتماعية بدءاً من الأم المربية وحتى وسائل الإعلام بمسئوليتهم عن التربية الإبداعية، وضرورة حصول كل من النشء والأطراف المعنيين بالتنشئة الاجتماعية على التدريب والتأهيل المناسب لتربية جيل سوى فكرياً قادراً على رؤية مشاكله واستنباط حلول إبداعية لها، ومن ثم تحقيق أهدافه الذاتية وتطوير مجتمعه.
مبررات الدراسة:
المبرر العام:
- التدهور المتزايد والمتسارع للوضع العام لبعض الشباب العربى خاصة فيما يتعلق بالوقوع فى مشاكل متشابهة ومتكررة بسبب قصور التربية الإبداعية والتفكير الإبداعى، وعدم توفر الرغبة أو إمكانية البحث عن حلول إبداعية، كالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مما يستلزم بذل الجهود وإجراء الأبحاث للحد من هذا التدهور عملياً.
- ضرورة رفع وعى الشباب بأهمية مشاركتهم فى تربيتهم الذاتية من خلال التعرف على طرق تنمية التربية الإبداعية والتفكير الابتكارى والإبداعى لديهم، وبالتالى تمكينهم من التمييز بين المناهج الفكرية المحجمة لعقولهم والمفيدة لها، وتشجيعهم على نبذ الضار والاستفادة من النافع.
- رغم الدراسات التى تناولت التربية الإبداعية إلا أن معوقات التفكير الإبداعى لم تحظ بالقدر الكاف ولذلك تعد هذه الدراسة محفزاً لاستمرار الدراسات العلمية الرامية للكشف عن أهمية الإبداع وتنمية الأفراد وأثر ذلك على تطور المجتمع.
- ينطوى هذا البحث على جانب كبير من الأهمية من الناحيتين المعرفية والتطبيقية:
أولاً: الناحية المعرفية:
- مساهمته فى توسيع المعرفة حول أهمية التربية الإبداعية وطرق تفعيلها وتنميتها فى العقل البشرى.
- إبرازه لدور التنشئة الاجتماعية ومؤسساتها المختلفة فى دعم التفكير الإبداعى أو قمعه.
- الحاجة للمزيد من الدراسات التى تتناول مرحلة الشباب وقدراتهم الفكرية والإبداعية للوقوف على أفضل الأساليب لتحسين نوعية حياتهم وحلهم لمشاكلهم.
- البحث عن التطبيقات العملية التى تؤثر إيجابياً فى رفع الوعي حول طرق التفكير عموماً وتحسينها بهدف توسيع نطاق رؤية الحلول الجذرية والمبدعة للمشاكل.
ثانياً: الناحية التطبيقية:
- تزويد الأفراد والقائمين على المؤسسات الاجتماعية المؤثرة فى التنشئة الاجتماعية بمعلومات حول أساليب تنمية التربية الإبداعية فى التنشئة الفكرية.
- توضيح الممارسات الخاطئة المتضمنة فى التنشئة الاجتماعية وآثارها المدمرة لسعة أفق الناشئ وانعكاسها على سلوكه وتوافقه الاجتماعى مع المحيط الخارجي وضعف التربية الإبداعية وذلك بهدف تجنبها وعلاجها قبل أن تتزايد وتتفاقم ليصبح إصلاحها فى المستقبل عملية شاقة.
- تقديم اقتراحات عملية مبنية على النتائج التى خلص إليها البحث والتى يمكن أن يستفيد منها الأفراد فى مختلف المجالات لتعديل طرق تفكيرهم وتنمية إمكاناتهم الإبداعية وإمكانات أبنائهم أو طلابهم أو أي شريحة أخرى من شرائح المجتمع.
المبرر الشخصى:
- الإيمان بخطورة تحجيم التفكير الإبداعى وتهميش التربية الإبداعية وتقييده على الفرد والمجتمع.
- الشعور بالمسئولية تجاه التوعية بمهارات التربية الإبداعية والتى يعتقد أنها يمكن أن تساهم عملياً فى تحسين حياة الأفراد وتحقيق أهدافهم فى مجتمع دائم التغير.
- التفاؤل والأمل بمستقبل أفضل للأجيال القادمة، مع الاستفادة من أخطاء الماضى واستنباط الدروس من التاريخ، ومساعدة النشء على إفساح المجال لأفكارهم الإبداعية والتجديدية بما يكون له أثر فعال فى تحسين أوضاع الأفراد والمجتمعات.
مصطلحات الدراسة:
(إبداع) – لغة (مادة ب د ع): أبدع الشيء: أنشأه على غير مثال سابق، والإبداع إيجاد الشيء من العدم، ومنه قوله تعالى: “قل ما كنت بدعاً من الرسل” الأحقاف: آية 9.([1])
واصطلاحاً: مزيج من المرونة والأصالة والطلاقة للأفكار التى تجعل المفكر قادراً على تغيير طرق تفكيره المألوفة إلى طرق أخرى مختلفة، ذات نتاج تتابعي، وهذه تعطيه رضا عن نفسه، وأحياناً عن الآخرين.([2])
والإبداع يعرفه بعض رجال التربية بأنه:
أسلوب من أساليب التفكير الموجه والهادف، يسعى الفرد من خلاله لاكتشاف علاقات جديدة، أو يصل إلى حلول جديدة لمشكلاته، أو يخترع أو يبتكر مناهج جديدة، أو طرقاً جديدة أو أجهزة جديدة.([3])
والإبداع هو امتلاك فكرة جديدة، وهناك أربعة معايير للفكرة الجديدة يجب أن تكون شخصية، أصيلة، وذات معنى، ونافعة.([4])
التربية الإبداعية: هى سيرورة أو عملية تعليمية تضع المتعلم أمام وضعية مشكلة، بحيث يضطر إلى استحضار موارده النظرية والمنهجية والمهارية ورؤيته الثاقبة لحلها، وعلى ضوء ذلك تظهر قدرة المتعلم على إنتاج أفكار جديدة، وخاصة النابعة من حسه الإبداعى([5]).
الدور:
يعود أصل الكلمة إلى (دور)، وتعنى فى اللغة “دار الشيء يدور دوراً ودوراناً ودؤوراً واستدار، وأدرته أنا ودورته، وأداره غيره، ودور به، ودرت به وأدرت واستدرت، وداوره مداورةً ودواراً: دار معه، قال: والدور قد يكون مصدراً فى الشعر، ويكون دوراً واحداً من دور العمامة، ودور الخيل وغيره عام فى الأشياء كلها”(([6])).
أما المعنى الاصطلاحى لكلمة (الدور) فيعرف بأنه:” مجموعة من الأنشطة المرتبطة، أو الأطر السلوكية التى تحقق ما هو متوقع فى مواقف معينة، ويترتب على الأدوار إمكانية التنبؤ بسلوك الفرد فى المواقف المختلفة”(([7]))
وفى هذه الدراسة يقصد بالدور: مجموع ما تقدمه التربية الإبداعية من أنشطة وأساليب تساهم فى تفعيل الروح الابتكارية والإبداعية لأبنائنا.
قدرات:
فى اللغة تعود كلمة (قدرات)، ومفردها قدرة، فى الأصل إلى قدر: القدير والقادر: من صفات الله عز وجل، يكونان من القدرة، ويكونان من التقدير، وقوله تعالى: (إن الله على كل شيء قدير)(([8])) من القدرة.. ويقال: قدرت أى هيأت، وقدرت أى أطقت، وقدرت أى ملكت، وقدرت أى وقت”(([9])).
أما من جهة التعريف الاصطلاحي للقدرات، ومفردها قدرة، فهى:” تسخير طاقات المخلوقات المحسوسة فى الكون، طبقاً للقوانين التى تنظم وجود هذه المخلوقات، ولما تمليه حاجات الإنسان فى البقاء والرقى”(([10]))
وهنا يمكننا القول، أن المقصود بالقدرة فى دراستنا هذه بأنها: هى تلك الطاقات والمحفزات التى تحدث تغيراً إبداعياً فى طلاب المراحل المختلفة، ويكتسبوا من خلالها مجموعة من الممارسات العقلية والبدنية والخلقية التى تحسن اتجاهاتهم نحو الحوار البناء، وفق المتطلبات والحاجات الإنسانية، مما يدفعه للتعايش والبقاء والرقى داخل المجتمع.
منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة فى هذه الدراسة ما يلي:
المنهج الاستنباطي والذي يعرف بأنه “الطريقة التى تقوم فيها الباحثة ببذل أقصى جهد عقلي ونفسي عند دراسة الآراء والمقترحات، بهدف استخراج مبادئ تربوية عامة مدعمة بالأدلة من خلال أبحاث ودراسات حول دور التربية الإبداعية فى تقدم المجتمع.
واستخدمت الباحثة فى هذه الدراسة الاستنباط من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحث على التربية الإبداعية، إضافة إلى رجال التربية والعلماء والباحثين حول ذات الموضوع بهدف استخراج مبادئ عامة توجه هذا الموضوع وتؤصله.
كما استخدمت الباحثة فى دراستها المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على التسلسل المنطقى للأفكار، وذلك من خلال دور التربية الإبداعية فى المجتمع وكيفية تذليل العوائق التى تواجهها بهدف تذليلها، وذلك لإعداد أجيال قادرة على حمل رسالة تقدم المجتمع ورقيه والتركيز على بعض المقترحات التى تسهم فى التأكيد على أهمية استخدام التربية الإبداعية فى جميع نواحى مجتمعاتنا العربية والإسلامية لصالح شعوب دولهم ورقيهم ونهضتهم.
حدود الدراسة:
وتشمل كل ما يلي:
- حدود موضوعية:تتناول الدراسة التربية الإبداعية ومفهومها ودورها فى تقدم المجتمع ورقيه والعوائق التى تواجهها.
- حدود زمنية: تغطى الدراسة كل ما يتعلق بالتربية الإبداعية سواء منذ ظهور هذا المفهوم على الساحة حتى ما ورد عن هذا المفهوم فى المراجع والمصادر الدينية كالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وحتى عصرنا الحالى.
- حدود مكانية: تغطى الدراسة– بصفة عامة- كل مجالات التربية الإبداعية فى المجتمع وتركز – بصفة خاصة – على دور المدرسة والأسرة والمجتمع فى إبراز والتأكيد على التربية الإبداعية.
الدراسات السابقة:
تناولت العديد من الأبحاث والكتب هذا الموضوع الحيوى والهام من عدة زوايا ومنها ما يلى:
- دراسة:د/حسن إبراهيم عبد العال- بعنوان “التربية الإبداعية ضرورة وجود” عن دار الفكر- بيروت- لبنان- بتاريخ 2007م على290 صفحة وقد دارت هذه الدراسة من خلال خمسة فصول بالعناوين التالية: الفصل الأول: واقعنا المعاصر والحاجة إلى التربية الإبداعية. الفصل الثانى: الإبداع نظرياته ومقوماته وسمات أصحابه. الفصل الثالث: التربية وصناعة الإبداع.الفصل الرابع: الأسرة وتربية الإبداع. الفصل الخامس: المدرسة وتربية الإبداع.
- دراسة د/عبد الإله بن إبراهيم الحيزان وذلك بعنوان: “لمحات عامة فى التفكير الإبداعى”- ح- مجلة البيان 1422هـ – الرياض- السعودية 96ص وقد عرف الإبداع وعرض العلاقة بينه وبين مفاهيم أخرى مثل الذكاء والابتكار والتفكير الإبداعى ثم تحدث عن بيئة الإبداع والمنتج الإبداعى ومراحل التفكير الإبداعى وسمات الشخص المبدع والعلاقة بين التفكير الإبداعى والتحليلى ومعوقاته ومبادئ عامة فيه وطرق تنمية الإبداع وطرق التفكير الإبداعى.
- دراسة/ هناء العابد- إشراف د/ أديب عقل رسالة دكتوراه منشورة فى جامعة الشارقة للاستشارات الأكاديمية والجامعية- بعنوان: التنشئة الاجتماعية ودورها فى نمو التفكير الإبداعى لدى الشباب السورى ودارت فى أكثر من 260 صفحة وبعد أن تحدثت فى الفصل الأول عن منهجية الدراسة تحدثت فى الفصل الثانى عن خصائص التنشئة الاجتماعية ومؤسساتها تم تحدثت فى الفصل الثالث عن: التفكير الإبداعى وأهميته فى تطوير حياة الأفراد والمجتمعات وفى الفصل الرابع: تحدثت عن التنشئة الاجتماعية والتفكير الإبداعى وجاء الفصل الخامس: عن الدراسة الميدانية التى قامت بها الباحثة، وتوصلت منها إلى مجموعة من النتائج العامة والمقترحات.
- دراسة محمد على محمود (2002) – تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج التعليمية (رؤية مستقبلية) – جدة – دار المجتمع للنشر والتوزيع- ط1.
محتويات الدراسة:
تحتوي الدراسة على خمسة مباحث:
- المبحث الأول: التفكير الإبداعى (خصائصه ومستوياته وشروطه) وأثرهم على التربية الإبداعية فى المجتمع.
- المبحث الثانى: أثر مؤسسات التنشئة الاجتماعية فى التربية الإبداعية.
- المبحث الثالث: معوقات وعقبات التربية الإبداعية.
- المبحث الرابع: دوافع وحوافر وفوائد التربية الإبداعية.
- المبحث الخامس: كيفية تطوير شخصية النشء لتفعيل دور التربية الإبداعية.
المبحث الأول: التفكير الإبداعى (خصائصه ومستوياته وشروطه) وأثرهم على التربية الإبداعية في المجتمع:
أولاً: خصائص التفكير الإبداعى:
وهي مجموعة الصفات التى يتصف بها هذا النوع من التفكير وهي:
- القدرة على اكتشاف علاقات جديدة.
- الربط بين العلاقات القديمة المعروفة والعلاقات الجديدة المستحدثة.
- القدرة على التعبير عن تلك العلاقات وصياغتها.
- توظيف العلاقات الجديدة لتحقيق أهداف محددة.
- ترك التأثر بالآراء القديمة للآخرين إلا بما يساعد الفكرة الإبداعية.([11])
ويمكن تسمية التفكير الإبداعى بالتفكير خارج الصندوق أى خروج عن المألوف وانبثاق للأفضل كما تخرج الشرنقة من الفراشة، والنبات من الأرض.([12])
ثانياً: مستويات التفكير الإبداعى:
يعمل العقل فى التفكير الإبداعى بشكل عام على مستوى واسع لأنه يوجد أفكار جديدة فالتفكير الإبداعي ممتد أفقياً، فهو يعلق أو يوقف الحكم العقلى ليتحرك ويخبرك أين تتجه لتوجد نماذج وأشكال جديدة. ([13])
وقد توصل الباحثون أيضاً إلى درجات يصعد بها التفكير الإبداعي فيها لأعلى مستوياته، وفى مقدمة الباحثين فى هذه المستويات كالفن تايلور من جامعة يوتا الأمريكية وهي خمسة مستويات كالتالي: –
- المستوى الإبداعى التعبيرى (Expressive creativity): حيث يتميز هذا الإبداع بالتلقائية والحرية والاستقلال، غالباً ما يكون الإبداع التعبيرى فى مجال الثقافة والأدب والفنون التعبيرية المختلفة.([14])
ب-المستوى الإبداعى الإنتاجى (Productive creativity): ويتميز بأنه ناتج عن نمو المستوى التعبيرى بما يؤدى لإنتاج بأساليب متطورة غير مستوحاة من أعمال الآخرين، حيث مر تاريخ العمل التجارى الأمريكى بعدة مراحل من التحول من الحرف لحجم الإنتاج الكبير ثم للعملاء والجودة تم التجديد الدائم، والبحث عن طرق جديدة لإرضاء العميل، وهذا هو بلوغ مرحلة إنتاج الأساليب المتطورة غير المسبوقة.([15])
ج- المستوى الإبداعى الاختراعى: (Syntnesis creativity): ويتطلب هذا المستوى مرونة فى إدراك علاقات جديدة غير مألوفة بين أجزاء منفصلة، وعلوم ومعلومات موجودة مسبقاً دون رابط ومحاولة ربط هذه الأجزاء ودمجها بعملية ذهنية تركيبية، مثل اختراع آلة أو أساليب عمل جديدة، فهو تركيب جديد له وظيفة جديدة.([16])
د- المستوى الإبداعى التجديدى: (Pioneer creativity): ويتطلب هذا المستوى قدرة فائقة على الرؤية التخيلية التجريدية للأشياء، مما يمكن المبدع من التعديل عليها، ومن ثم اختراع شيء جديد، فالسابقون من الناس يمتازون بإدراكهم لمسئولياتهم على نحو لا يبلغه الأشخاص العاديون، وكثيراً ما يكون الاهتمام هو الحد الفاصل بين الأعمال الناجحة والأعمال الفاشلة.([17])
هـ- المستوى الإبداعى الانبثاقى (Spiral creativity): وهو من أرفع مستويات الإبداع لأنه يتطلب تصوراً لمبدأ جديد كلى ومختلف جذرياً، ويصل لفتح آفاق لم يفكر فيها أحد من قبل.([18])
ثالثاً: شروط الإبداع:
يتطلب الإبداع المثابرة في اكتساب مهاراته، ولا شك أن امتلاك مثل هذه المهارات والقدرات يتطلب سعى الإنسان ومثابرته فى اكتسابها، فما بالك إذا كانت متوفرة لدى النشء عند ولادته، ولكنها كامنة تحتاج للكشف حتى تظهر على السطح.([19]) ومن أهم الشروط التى ينبغى توافرها ليصبح الفرد مبدعاً ما يلي:
- المرونة (Flexibility): تعنى القدرة على تغيير الأفكار وتنويعها باستمرار، وعدم التركيز على طريقة واحدة لإيجاد الحلول، فمبدأ التنوع فى الوحدة من أعظم المبادئ التى ينتفع بها عند التجديد، فالكون قائم على هذا المبدأ.([20])
- الأصالة (Originality): أى أن تكون أفكار الفرد المبدع غير مألوفة ولم يسبقه إليها أحد، وكلما قل شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها، فالاستجابات الأصلية تتميز بالطرافة، مثل أن يعطى النشء قصة ويطلب منه أكبر عدد ممكن من العناوين المدهشة والمثيرة للقصة.([21])
- الحساسية: وهي القدرة على تحسس الطبيعة الخاصة بكل مشكلة والتقاط تفاصيل لا يتمكن الآخرون من إدراكها، فسلوك الإنسان غاية فى الأهمية فى مسألة تفجير القدرات الكامنة، مثل سلوك الفرد الذي يميل ليكون قائداً لمجموعة ينتمي إليها نظراً لإحساسه بامتلاكه قدرات خاصة لا تتوافر في الآخرين، كالقدرة على استقراء المستقبل ووضع الخطط المحققة لأهداف الجماعة.([22])
- الطلاقة (Fluency) : أى أن يكون للفرد القدرة على تقديم إنتاج من الأفكار الإبداعية بأنواع مختلفة وبكمية تفوق المتوسط العام فى غضون فترة زمنية محددة، فإنتاج الفرد الإبداعى قد يكون لفظياً بكميات مبتكرة، أو فكرياً بأفكار مناسبة سريعة أو تعبيرياً بصياغة تراكيب مترابطة أو شكلياً بابتكار تشكيلات وصفية متعددة، أو ارتباطياً بربط كلمات تشترك فى المعنى.([23])
- الاستنباطية (Elaboration): وهي القدرة على التركيز على الأفكار واستخلاصها ثم ربطها مع بعضها وملاحظة العلاقات بينها فى نفس الوقت دون أن يؤدى ذلك إلى تشويش الذهن أو انفلات بعض التفاصيل، خارج نطاق التفكير، وهذا هو أساس أى بحث تال من أبواب المنطق، وربما العنصر المشترك بين قوانين الفكر والعلم واللغة.([24])
- القبول (Acceptance): وهو تقييم للأفكار من حيث مدى جدواها للناس وقبولهم لها ووصولها إليهم كإنتاج مفيد يحتاجه المجتمع، فالإنسان يأمر آلة يصنعها للسفر للكواكب فتذهب وتنفذ الأوامر وتعطى المعلومات وتعود، وهذه عينة من أبجدية التسخير وآفاق من العلم، التسخير هو الوصول بالعلم إلى أقصى غاياته لخدمة الإنسان فى حياته العملية اليومية.([25])
المبحث الثانى: أثر مؤسسات التنشئة الاجتماعية فى التربية الإبداعية:
التنشئة الاجتماعية هى: “عملية تعليم الطفل المعتقدات والقيم بما يجعله مسئولاً وعضواً صالحاً وفعالاً ومقتدراً فى المجتمع.([26])
وبالطبع فإن الأسرة لها دور رئيسى فى التنشئة الاجتماعية فالآباء لهم دور هام فى تدعيم التربية الإبداعية أو تحجيم بوادر الإبداع عند الطفل، يليها المؤسسة الاجتماعية الثانية وهي المدرسة، فمن العوامل الأساسية التى تؤثر فى أداء الطلبة الامتحانى القدرة على التعليم المستقل ومواقفه تجاه المدرسة والتعليم والتحصيل السابق للطالب والاتجاهات العرقية التي ينتمي إليها.([27])
كما أن المؤسسة الدينية لها دور هام فى التنشئة الاجتماعية فكانت الحلقات العلمية فى المساجد تشبه الأكاديمية وتترك أثراً لا ينسى فى حياة الطالب([28]).
كما أن الأقران هى مؤسسة اجتماعية لها تأثير لا يمكن تجاهله، فيمكن لأصدقائك أن يؤثروا بشكل هائل على موقفك وتوجهك، ولذلك فقد نختار أصدقائنا بناءً على قبولهم لنا، وهذا ليس قراراً حكيماً، فإن أعجبك أحد الشباب المتسكعين فى الشوارع وأردت التقرب منه فهل تنظم إلى تسكعه وتشاركه البطالة؟([29])
إن الحاجة لأن يكون المرء مقبولاً منتمياً لجماعة تنعكس بشكل كبير على ما يفعله المبدعون، فالإبداع قائم على الشجاعة والجرأة تجاه التغيير والإقدام على ما هو مختلف.([30])
كما أن الإعلام له دور هام فى التأثير على القدرات الإبداعية للنشء، فالإعلانات والبرامج والمسلسلات والأفلام لها أهداف تجارية بحتة، وبالتالى يكون الإعلام غير مساهم فى التجديد والابتكار والإبداع، كما أن التنافس بين وسائل الإعلام ظاهري، لأنها تسعى لمضاعفة الخضوع للأعراف العامة، ليعرف كل فرد دوره وموضعه، وكيف ينبغى أن يفكر ويتصرف.([31])
المبحث الثالث: معوقات وعقبات التربية الإبداعية.
للتربية الإبداعية عوائق وعقبات تنتج بسبب الأساليب الخاطئة التى تتبعها مؤسسات التنشئة الاجتماعية فى تربية النشء، مما يؤدى إلى خفض فرص الابتكار والتجديد فى عقولهم، ومن هذه المعوقات العقبات الذهنية والنفسية والبيئية وهي كما يلي:
- عقبات ذهنية:
وهي المعوقات التى تتولد فى الذهن بسبب التوجيه غير المباشر للعقل نحو الطرق المسدودة إبداعياً، ومن ثم تتبلور فى الذهن وتنمو معه، وتستمر مع الإنسان طوال حياته ليلجأ إليها، كلما أراد التفكير، إلى أن يعرف حقيقة وضعه الذهني، ويبدأ بنفسه بالسعى إلى مراقبة ذهنيته وتعديلها وفق ما يشعر بالحاجة إلى تصحيحه، ومن هذه المعوقات ما يلي:
- إطلاق أحكام مسبقة وغير مدروسة:
وذلك نتيجة الانطباع الذي يأخذه الناشئ من ذويه، ومن ثم يتبنى الطفل هذا السلوك الذي يتناقض مع أهم شروط الإبداع وهو الحساسية أى القدرة على تحسس الطبيعة الخاصة بكل مشكلة على حدة، غير أن ما يحصل هو ظننا بأننا نستطيع أن نقرأ أفكار الآخرين، ونلصق بسلوكهم وأفعالهم دوافع هم منها براء.([32])
ب-التعود على طريقة التفكير الرأسى:
وهو ذلك التفكير الذي يسعى نحو طرق جديدة فى النظر للمشاكل بدل المتابعة فيها بمراحل عمل متسلسلة منطقياً، وبالتالى فإن المفكر بهذه الطريقة محروم من التغيير أو الخروج عن الصندوق والمرونة التى هى أحد شروط الإبداع.([33])
ج– النظرة السطحية للأمور:
وذلك بدافع الكسل النفسي والعقلى الناتج عن تنشئة اجتماعية تعود عقل النشء على عدم التعمق فى الأشياء فإذا كان الهدف الذي نريد تحقيقه هو الحقيقة وليس الكسل أو المصلحة الخاصة، فالواجب علينا ألا نسمح به، لما له من سلبيات كبيرة فى المدى البعيد.([34])
د- التفكير الجامد النمطى:
أى التفكير الذي يقيد العقل ضمن إطار سجن لا يسمح له بالإبداع وحرية التفكير، فإذا لم يكن لدى الطفل القدرة على الاستقلال فكرياً فسيعيش حياته الفكرية معاقاً.([35])
هـ– النظرة المجزأة للأشياء والأحداث:
أى النظر للأمور بأجزائها دون ربط أو شمولية، وهذا يؤدى إلى فقدان القدرة على إدراك الصور الشاملة والكاملة للأحداث والأشياء، ولذلك فالحل يكون بالبحث عن المعلومات الكاملة التى تشمل على الأقل أساسيات ما نبحث.([36])
- معوقات نفسية: ومنها ما يلي:
- عدم الثقة بالنفس:
إن القهر يسلب الناشئ حاجاته النفسية الأساسية الست التى اتفق عليها عدد كبير من علماء التربية وهي الحاجة للحب والحاجة للحرية والاستقلال والحاجة للتعليم وتوسيع المعرفة العلمية والحاجة للتقدير واحترام الذات والحاجة للأمن والطمأنينة والحاجة إلى ضبط وتوجيه اجتماعى.([37])
ب-الخوف من التغيير:
فحين تأتينا معلومات تناقض ما تعودنا عليه فإن أكثرنا يحاول الإفلات من التغييرات التى تقتضيها المعلومات الجديدة بتحويرها أو إسقاطها أو التشكيك فى صحتها.([38])
ج- الاعتقاد بأن هناك قوى خارجية تتحكم فينا:
وهذا هو الشعور بالضعف والعجز إزاء قوى مختلفة مهما كان نوعها، تقف عائقاً أمام الإنسان بشكل عام والنشء بشكل خاص دون أن يكون له سيطرة عليها، إن الحال فى كل زمان تحتاج إلى إمداد سريعة من المساندة لتعيد للموهوبين ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على المضى فى طريقهم دون يأس أو إعياء، وذلك لكثرة ما يصيبهم من تعويق المثبطين.([39])
د- العزلة:
وهي مشكلة عدم الانفتاح على الآخر، والبعد عنه ليس بالشكل الملموس بل أيضاً بالشكل النفسي، وذلك بسبب تنشئة اجتماعية غير مستقرة وهذا يحجم تطوير الشباب وتحميلهم المسئولية.([40])
- معوقات بيئية: ومنها ما يلى:
- منع فرص التساؤل فى مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة:
وهذه العقلية للتساؤل هى أحد مكونات الإبداع لدى الطفل، فإن على كل جيل أن يعيد البحث فى أساسيات الإيمان لأن المعرفة تنمو مع الزمن، ومن الخطأ الانقياد بطاعة عمياء لا تساؤليه حول آراء الأقدمين.([41])
ب-تجاهل الأسرة والمدرسة للطفل المبدع:
إننا نشعر بالإحباط عندما لا نجد من يستمع إلينا، مما يجعلنا نحس بفقدان شيء ما فى حياتنا وبعدم الرضا والحرمان.([42])
ج- عدم فصل المجتمع بين الاحترام والتقديس:
فإن كانت مؤسسات التربية الاجتماعية تعمل على غرس تقديس الأشخاص لا المبادئ فإن روح التساؤل والفهم تبعد وتليها روح الإبداع والتجديد، فالحق لا يعرف بالرجال، لكن الرجال يعرفون بالحق.([43])
د- عدم وجود مؤسسات أو آليات لاكتشاف المبدعين:
وهي الأنظمة والمؤسسات التى تبحث عن المبدعين بين الأطفال ثم تتبنى تشجيعهم بتقديم ما يلزمهم من علوم وخبرات وإمكانيات فى مجالات موهبتهم ودعمهم لاستكمال مسيرتهم، ففى مجال التربية الإبداعية لابد أن تتطور المعلومات إلى اكتمال نفسي واجتماعى.([44])
المبحث الرابع: دوافع وحوافر وفوائد التربية الإبداعية
أولاً: حوافز التربية الإبداعية والإبداع:
للتربية الإبداعية والإبداع العديد من العوامل والحوافز التى تستشيره وتوجهه نحو تحقيق الهدف ومنها ما يلي:
أ- عوامل بيئية: مثل حرية الفكر والرأى، وتوافر الوقت اللازم، والتعود على استخدام العصف الذهنى وطرق عمل ودراسة تتجه نحو الاستنتاج لا التلقين، بالإضافة إلى وجود مناخ عام لقبول الآراء الجديدة وحماية المبدعين، وإمكانية التواصل والانفتاح على الجهات العليا كالمدرسة والأسرة، وتفويض السلطات وتشجعيها للأفراد على الإبداع، ومن أهم حوافز الإبداع شيوع فلسفة عامة تشجع على التفكير الابتكارى والمبادرة إليه دون خوف من الفشل أو العقاب، وإعطاء صلاحيات لذلك، ورصد المكافآت للمبتكرين([45]).
ب- عوامل نفسية داخلية: كالإخلاص وصدق التوجه نحو الله، واستشعار العجز بين يدي الله، بالإضافة إلى إعمال العقل وممارسة العمل الجماعى والتفكير العلمى والقراءة والقدرة على الملاحظة وخصوبة الخيال ووضح الأهداف.
فلكل منا طموحه الشخصى والرغبة فى التميز، وطموحنا يظهر في العمل الذي نقوم به من خلال المجموعات والمنظمات، وإيجاد هدف مستمر هو طريقة التعبير عن الطموحات مع تعبير عن مستوى الالتزام الشخصى([46]).
ج- عوامل عملية: وهي القيام بالتدوين السريع للأفكار الهامة قبل ضياعها وإيجابية التفكير، والتفاؤل والتمهل وعدم الاستعجال والتركيز، فمن عوامل التسريع التى تساعد على تحفيز الإبداع التعود على التركيز واستخدام الخريطة الذهنية فى التفكير([47]).
ثانياً: دوافع التربية الإبداعية:
يؤدى التعرف على الدوافع التى تكمن وراء العمل الإبداعى إلى إيجاد الوسائل والتدريبات المناسبة التى يمكن من خلالها تطوير التربية الإبداعية ورفع مستواها إلى أعلى درجة ممكنة، ويمكن تلخيص هذه الدوافع فيما يلي:
أ- الدوافع البيئية: وهى الدوافع المتعلقة بمدى الحاجة إلى مجال معين من الإبداع فى المجتمع مثل (إبداع علمى – فنى – مهنى) وذلك بالإضافة إلى النمو الذى يولده الإبداع والحيوية التى يضيفها على أي مشروع، وما يؤدى إليه من حلول لمشكلات، كما أن العالم يتغير اليوم باستمرار وبسرعة مما يدفع إلى البحث عن حلول تواكب التغير السريع الذى يشهده العالم، وتساهم فى تقدم المجتمعات، وبالتالى تسعى المنظمات الآن إلى زيادة قدراتها التنافسية عن طريق الوصول إلى أفكار جديدة قابلة للتنفيذ، رغبة منها للوصول إلى تحقيق شهرة عالمية لتسبق باقى المؤسسات فى سلعة معينة، وهذا التسابق للإبداع والتفكير الابتكارى يساعد على تحقيق التميز([48]).
ب- الدوافع الذاتية المعنوية: وهي الدوافع المتعلقة بالشخص بنفسه ومدى رغبته فى خدمة مجتمعه مثل الحصول على رضا الله، وخدمة الأسرة والوطن والتقدير المعنوى وتحقيق الذات، فمن الأقوال الرمزية أن لكل شخص يولد على جبهته علامة تقول: “من فضلك إجعلنى أشعر إنني مهم، فالإنسان يلتقي مع الحيوان في الحاجة إلى الطعام والشراب، أما الإنسان فهو يرغب فوق كل شيء فى نيل الاعتراف والتقدير”([49]).
ج- الدوافع المادية: وهي النتائج التي يمكن أن يحصل عليها الفرد من عمله الإبداعى من مكافآت مالية ودرجة علمية ودرجة وظيفية وشكر وسمعه، وعندما تحقق هذه الدوافع قيم رفيعة فإنها تتجه إلى التفكير فى أفضل الوسائل المبتكرة للحصول على الرزق وإنفاقه فى وجوه الخير، كما وصف النبى صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأنهم يحبون جمع المال من أطيب سبل وصرفه فى أحسن وجوهه([50]).
د- دوافع متعلقة بالعمل الإبداعى: وهي الرغبة الشديدة فى إيجاد الفكرة الإبداعية، فالرغبة فى الإبداع تحول الحواس إلى برج مراقبة يلتقط كل جديد ويحوله إلى العقل للمعالجة وربط الأمور ببعضها وغربلتها واستبعاد غير الصالح منها وصولاً إلى الصالح([51]).
البيئة المساندة للإبداع:
مهما كانت قدرات الأطفال الإبداعية الكامنة، فإنها لن تؤتي أكلها ما لم تكن محاطة ببيئة مساندة دافئة، تكشف عن هذه القدرات وتوجهها وتساعدها على النمو والتطور. فكل الأطفال يولدون ولديهم قدرات إبداعية، ولكن الأمر يعود إلينا لتوفير البيئة المساندة لجهود الطفل الإبداعية.
“وعالم النفس كارل روجرز يقول: “إن الناس يحتاجون إلى شرطين إذا أرادوا أن يقوموا بعمل مبدع: الأمن النفسي، والحرية النفسية. وإحساس الطفل بالأمن النفسي ينتج من ثلاث عمليات مترابطة:
- تقبل الطفل كفرد ذي قيمة غير مشروطة، والإيمان بالطفل بصرف النظر عن وضعه الحالي.
- تجنب التقييم الخارجي، ودعم تقييم الذات.
- التعاطف مع الطفل، ومحاولة رؤية العالم من وجهة نظره، وتفهمه وتقبله.
ثالثاً: فوائد التربية الإبداعية
أما فوائد هذه التربية الإبداعية، فهي كثيرة جدًا، ومنها على سبيل المثال:
1- الابتكار:
يعتبر الابتكار من أبرز ثمار التربية الإبداعية، لما فيه من الاختراع غير المسبوق، فليس عجيبًا أن نرى أبناؤنا في الصف المتوسط قادرون على الاختراع والابتكار وتحويل علوم الرياضيات والفيزياء إلى مخترعات، ليس عجيبًا أن نراهم يحاولون ذلك بحب وحماسة، طالما أننا نغذي عندهم روح الإبداع ونفسح لهم المجال حتى يتقدموا ونشجعهم على ذلك وندعمهم.
(فالابتكار لا يأتي في أغلب الأحوال وأظهرها إلا من أولئك الذين تلقوا تربية نموذجية متفوقة، أو أُتيحت لهم الفرصة للتعلم والتفكير، سيما إذا كان ذلك في إطار توجيه تربوي متألق فاعل.
لذلك فإن الدراسات النفسية تقرر أن الأطفال أفضل ما يتعلمون عندما يُعْطَون الفرصة للتعلم بطرائق تتناسب مع قابليتهم وحوافزهم، وبالتالي فإنه حين يغير المعلمون من طرقهم في التعليم إلى طرق ذات معنى يتوافق مع قابلية الطلاب، فإنما يحققون فيهم التربية الإبداعية المتألقة)([52])
2- التطوير:
بمعنى أن تكون دائم التفكير في كيفية تحسين الأشياء، كيف يمكن أن أحسن طريقة مذاكرتي، كيف أنتفع بما أشاهده من برامج، وكيف يمكن إعادة استخدام هذا الشيء…إلخ.
ما ذكرناه إنما هي روح أبنائنا المبدعين التي تُبث في الأشياء فتبحث دائمًا عن تطويرها، وآلية الاستفادة القصوى منها، إنها روح الإبداع المرفرفة بداخلهم، والتي فتح الآباء نوافذها فحلقت في سماء التطوير والإبداع.
(فالتطوير من سمات التربية الإبداعية التي تحقق في أفرادها الميل إلى التطوير والتحسين والبحث عن ذلك مع عدم الوقوف عند المألوف والمعتاد، سيما في المجالات التي يخضع التقدم فيها لتطوير أدواتها، وإجراءاتها، وليس ذلك التطور محصوراً في الآليات الصناعية والكيميائية والفيزيائية والهندسية كما هو اعتقاد كثير من الناس، بل إن مجالات التطور أرحب من ذلك، فهي في الإدارة، وفي اللوائح والأنظمة، وفي طرق وأساليب البحث العلمي، وأدواته، ومنهجيته، وغير ذلك.
والنزعة التطويرية هي من ثمار التربية، إذا أحسنت الإدارة التربوية استخدام المناهج التربوية والمعرفية التي تحقق ذلك)([53])
3- ترتيب الأولويات:
التربية الإبداعية تنمي لدى أبنائنا القدرة على ترتيب الأولويات حسب أهميتها وتأثيرها والحاجة إليها، فنجد اهتماماتهم حسب الأولويات، ويصل الأمر إلى ترتيب كلماتهم ومفرداتهم، بحيث يصبح حديثهم أكثر تأثيرًا وترتيبًا وكأننا نتحدث مع شاب كبير، إنها قوة التربية الإبداعية.
(ومنهج التربية الإسلامية مبني على ترتيب الأولويات، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في نزول القرآن الكريم: {إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبداً. ولو نزل لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبداً} [رواه البخاري).
4- حسن الاختيار:
كم من الطلاب يتخرجون من المرحلة الثانوية، ويقتدون ببعضهم في الالتحاق بالدراسات الجامعية، ثم يكتشف كثير منهم بعد مضي سنتين أو أكثر أنه أساء الاختيار لمجاراة الأتباع والخلان. وهنا يأتي عمق التربية المدرسية في توليد وتحقيق الإبداع في حسن الاختيار، الذي يحفظ وقت وجهد الإنسان من الضياع والتبديد.
ومنهج التربية الإسلامية يحث أتباعه على حسن الاختيار، وتَحَمُّل تَبِعَات إساءة الاختيار، لذا علينا أن نربي أبناءنا على أن يعملوا تفكيرهم دائمًا ويوازنوا بين الصالح والفاسد، ونعلمهم كيف يضعون أهدافهم وكيف يسعون في تحقيقها وكيف يصلون إليها، ونعودهم ـ بعد أن نعلمهم ـ أن يتحملوا مسئولية اختياراتهم، فنحقق الثنائية الهامة: التعليم والبيان من جهة والتدريب من خلال الصواب والخطأ من جهة أخرى.
المبحث الخامس: كيفية تطوير شخصية النشء لتفعيل دور التربية الإبداعية:
نستعرض فيما يلي بعض الأساليب المقترحة لمواجهة معوقات التربية الإبداعية فى تطوير شخصية الطفل المبدع:
- عدم الاستهتار بمساهمتك فى شيء حتى لو كان صغيراً:
فالمشاركة الصغيرة قد تساهم فى حل مشكلة كبيرة وهامة كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم:” لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق” فيجب ألا تحتقر من المعروف شيئاً ولو كان صغيراً ولا تمييز فى فعل الخير بين البر والفاجر.([54])
- مواجهة الأفكار والإيحاءات السلبية:
فلا تقل مثلاً: أنا طاقتي محدودة، أنا رأيي غير مسموع، أنا لا يمكن أن أغير الواقع، أنا لا أستطيع مقاومة التيار، أنا من النوع الذي يطبق الأوامر، أخاف من الإحراج.([55])
- مواجهة النفس:
وهي عملية التساؤل بهدف التعرف على الذات وما تريده وما هى طاقتها وميولها وإيجابيتها وسلبياتها، دون إصدار أحكام مسبقة على الذات، إن الشك بالأعراف والبديهيات التقليدية ورفضها، ثم بدء هدم السلبي منها بهدف البناء والبدء من جديد من نقطة جديدة نحو هدف جديد وبأساليب مختلفة غير تقليدية هو أهم طرق التربية الإبداعية.([56])
- التدريب الشخصى وتوسيع الأفق:
وذلك بالقراءة والاطلاع، لأن القصور الجدلي يؤدى للعجز عن رؤية كافة البدائل الممكنة وعزلها عن نتائجها، مما يقلل القدرة على التكيف والرؤية النسبية للظواهر مما يمنع اختيار أنسب الحلول وتطبيقها.([57])
- الخروج من روح التقليد والمحاكاة:
وهو أمر هام لكل من يريد الإبداع، فالتقليد والانصهار المسرف فى شخصيات الآخرين وأد للموهبة وإلغاء متعمد للتميز والتفرد المقصود من الخليقة. ([58])
- استخدام التفكير العلمي:
وذلك فى جميع نواحى الحياة وبحث الاختيارات المتاحة، ويأتى التفكير العلمى بمرحلة ملاحظة منظمة للظواهر الطبيعية التي يراد بحثها، ثم تأتى التجربة ثم الاستعانة بالقوانين الجزئية وقد نلجأ للاستنباط العقلى حيث نتخذ من النظرية نقطة ارتكاز ويستخلص منها نتائج محددة بطرق منطقية رياضية.([59])
- تدريب عقل النشء على التخيل:
بتوجيه أسئلة تثير خياله وتحفزه على الإبداع والخروج عن المألوف مثلاً: ماذا ستفعل إذا فهمت لغة الحيوانات؟ ماذا كنت ستشعر لو كنت شجرة قريبة من جدول ماء؟ ماذا ستقول لو أنك تمكنت من الحديث مع شخصية قيادية هامة؟([60])
- استمرارية تدريب النشء على مهارات الإبداع:
فمن أسرار تفوق الشعب اليابانى عنايته الهائلة بالتدريب والتأهيل المستمر نتيجة لحكمة يابانية تقول: إعطاء الفرد سمكة يوفر له الغذاء ليوم واحد، أما أن تعلمه كيف يصطاد فإنه يضمن له الغذاء المتجدد دائماً.([61])
- مساعدة النشء على الخروج من سلطان القديم والماضى:
فالقوانين البشرية تتغير عبر الزمان والمكان، ويجب أن يكون الباعث على الاقتناع بالمبدأ هي القناعة الذاتية بمنطقه، وتوافقه مع المبادئ التى تم التوصل إليها بحرية واستقلال.([62])
10-ملاحظة ردود أفعالنا للتفكير الإبداعى ومواجهة السلبى منه:
فالمربى الذي يلجأ لأساليب سلبية فى التعامل مع أبنائه هو فى الواقع ينطلق من أفكار سلبية ويتحكم فى سلوكه تفكير سلبي، كما أن تغيير الأساليب السلبية فى حاجة لتغيير نمط التفكير السلبي.([63])
11- عدم الإيحاء للمتعلم بأن رأى المعلم هو الرأى الوحيد الصحيح: لأن هذا المبدأ يقلل من فرصة الإبداع.
12 – توعية النشء بأخطار الأجهزة الإعلامية:
فقد أخذ أطفالنا يتلقون معلوماتهم من المصادر التى تبيعهم الأشياء بدل الأسرة والمدرسة والدين.([64])
13- تدريب الأسرة لعقل الطفل على مهارات التفكير الإبداعى:
إن لفت نظر النشء إلى تجارب الآخرين ومدى نجاحها وأسباب فشلها والحديث مع طفلها بشأنه، يساعد على تنمية التفكير الإبداعى لديه.([65])
دور الكتب المدرسية فى تنمية التربية الإبداعية لدى التلاميذ:
“وتستطيع الكتب المدرسية – باعتبارها من أهم قطاعات كتب الأطفال – أن تنمى قدرتهم على الإبداع إذا راعت أموراً منها:
- عرض المادة بتسلسل منطقي.
- عرض بعض المادة عن طريق أسئلة ومشكلات تثير قدرات الطالب على الحل والبحث والدراسة.
- ألا تقتصر التمارين على أسئلة الاستدعاء والتذكر، بل يجب أن تتضمن أسئلة عن تحليل المواقف وإعمال الفكر، وأسئلة تقتضي من الطالب أن يعرض رأيه، ويدافع عنه ويبرره، ويبرهن على صحته.
- أن تتضمن المادة – كلما أمكن – عرضاً لبعض المواقف التي يتضح فيها إبداع العلماء وقدرتهم على الابتكار، وأساليبهم في حل المشكلات، وفي التفكير العلمي وما إلى ذلك.
- أن تصاحب المادة المكتوبة الصور والخرائط التوضيحية الجذابة المناسبة.
- أن تشجع الكتب المدرسية الطالب على التعلم الذاتي.
- أن تتضمن المستحدثات العصرية المناسبة في مجال المادة الدراسية”([66]).
وأدب الأطفال الناجح يحبب الأطفال في الكتب والقراءة، وكل أوعية العلم والمعرفة الحديثة، ويحقق الألفة بينها وبين الأطفال.
دور الكتابة الإبداعية فى التربية الإبداعية:
“يقصد بالكتابة الإبداعية قيام التلاميذ بالتعبير عن أحاسيسهم، وخلجات نفوسهم، وانطباعاتهم، عما رأوه، أو سمعوه، أو اتصلوا به، تعبيراً نابعاً من الوجدان، وأهدافها:
- تعويد التلاميذ على الطلاقة في التعبير.
- تنمية قدرات التلاميذ التفكيرية.
- تنمية الخيال لدى التلاميذ، وإفساح المجال لخيالهم في التعبير الهادف.
- تدريب التلاميذ على جمع الأفكار، وترتيبها ترتيباً مترابط العبارات.
- توسيع خبرات التلاميذ ومعلوماتهم، وتنمية ثروتهم اللغوية.
- تدريب التلاميذ على الكتابة”([67]).
وإذا كان الطفل لا يستطيع الكتابة بنفسه (طفل الروضة مثلاً) بسبب عدم امتلاكه مهارة الكتابة بعد، فإنه يلجأ للتعبير عن أفكاره ومشاعره شفوياً، ويقوم المعلم أو المعلمة بكتابة ما يمليه الطفل.
ويمكن للمعلم أن يشجع كتابة الطالب الإبداعية بوسائل عدة، منها:
1- الدفتر الشخصي:
يتمثل الإبداع أصلاً في الكتابة الحرة خارج الصف، وبدوافع ذاتية داخلية، يكتب التلميذ إبداعه في دفتر شخصي، قد يُطلع معلمه أو زملاءه على محتواه وقد لا يطلعهم. وفي هذا الدفتر يكتب التلميذ النوع الأدبي الذي يستهويه، كقصة واقعية عاشها، أو خيالية نسج أحداثها بنفسه، أو قصيدة نظمها، أو خلجات وخواطر يجد متنفساً في البوح بها.
2– فرص الكتابة الإبداعية في الصف:
على الرغم من أن الكتابة الإبداعية تتم أساساً خارج الصف، فإنه قد تتوفر بعض الفرص في الصف لتشجيع الإبداع، كوقوع حادثة مؤثرة، أو مرور الصف بتجربة جمالية معينة، كمشاهدة منظر يثير الإعجاب أو فيلم أو رسم أو سماع قصة أو قصيدة وغيرها. وعلى المعلم أن يكون عوناً للتلاميذ إذا طلبوا الكتابة في أحد هذه المواضيع.
3- منابر لتشجيع الإبداع:
حلقات للكتابة الإبداعية وأخرى للتمثيل (تشجيع الحواريات والمسرحيات، وتمثيل الملائم منها).
- صندوق البريد المدرسي لتشجيع الكتابة الشخصية المغفلة (غير الموقعة).
- قراءة نتاج التلاميذ في الصف أو في اللقاءات (بموافقتهم).
- جريدة الصف أو المدرسة.
- الإذاعة المدرسية.
ساعات الإرشاد:
من الضروري تخصيص أوقات محددة يتلقى فيها التلاميذ الراغبون إرشاداً شخصياً من المعلم، فيتباحث معهم في سبل رفع مستوى كتابتهم، دون أن يُملي على التلميذ ذوقه في النوع الأدبي أو الأسلوب. كما يستطيع المعلم اختيار بعض هذا النتاج، بشرط موافقة أصحابه، لإفادة تلاميذ آخرين في الصف، أو في ساعات الإرشاد.
دور المرأة فى التربية الإبداعية:
إن المرأة كائن عظيم الشأن فى التفكير والإبداع تماماً كما هو الرجل، ويجب أن تستفيد مما أودعه الله فيها من القدرة على التفكير الإبداعى، ففى البيت تكتسب الاتجاهات وتثبت لدى الأبناء، وفيه يتعلم الصغار أساليب العيش والتعامل، غير أن الاهتمام بتأهيل المرأة للقيام بدورها فى تربية الجيل والمهمات الزوجية والأمومة ضئيل لا يتناسب مع حجم الطاقات والإمكانات الإبداعية المتوفرة([68]).
إن العمل المنتج الإبداعى الذي تحتاج إليه المرأة اليوم هو أن توجد لنفسها إمكانية التفكير والتعلم بعلم حقيقى لا يقتصر على حفظ الكتب بل يتجاوز ذلك إلى الفهم لسبب وجودها، مما يفتح المجال لبدء التفكير الإبداعى فى ما يفيد حقاً فى أولويات الحياة واختيار العمل المنتج، بل وإبداع الوسائل والحلول الجذرية للمشكلات([69]).
التوصيات والمقترحات:
نعرض الآن لبعض التوصيات التى تتعلق بالتربية الإبداعية والتي يجب أن تراعيها كل من الأسرة والمدرسة، وهذه التوصيات تكمن فيما يلي:
أولاً: توصيات عامة.
- الاهتمام بالتفكير الإبداعي ورفع قيمته، وتشجيع الأفكار الجديدة، وتنمية المواهب الإبداعية.
- تشجيع تناول الأشياء ومعالجة الأفكار وتنمية حساسية الأطفال للمثيرات البيئية.
- تنمية القدرة على التسامح مع الأفكار الجديدة وتعليم الأطفال كيفية اختبار كل فكرة على شكل منظم.
- توفير جواً خلاقاً مريحاً وغير مزعج وعدم فرض أنماطاً محددة على الأطفال.
- تعليم الأطفال مهارات تساعدهم على أن يكونوا أكثر وعياً بمشاعر الآخرين، ومراعاتها، وتعليمهم احترام تفكيرهم الإبداعى.
- تزويد الأطفال بمعلومات عن العملية الإبداعية، وذلك بتعريفهم طرق الاكتشاف الذاتي.
- تخفيف إحساس الأطفال من الرهبة أمام الروائع الفنية والأدبية والعلمية، وتعريفهم بالصعوبات التي واجهها المشاهير.
- وضع أسئلة تثير المناقشة والجدل بين الأطفال وتشجيع التعليم الذي يبدأ فيه الطفل بنفسه.
- توفير فترات نشاط وفترات هدوء للأطفال وتنمية القدرة على النقد البناء.
- تشجيع الأطفال أن يكتسبوا المعارف من ميادين مختلفة ومتنوعة واحترام خيالات الأطفال التي تصدر عنهم.
ويقصد بتلك العوامل كل ما يحيط بالطفل من متغيرات متعلقة بالأسرة والمعلمة، ومحتوى المنهج والإدارة المدرسية، ونظام التعليم والمجتمع بصفة عامة، والتي من شانها الإسهام في تنمية أو إعاقة التفكير الإبداعي للطفل.
ثانياً: توصيات حول تهيئة المناخ المدرسي العام ويتمثل في.
- تقبل النقد البناء واحترام الرأي الآخر وتقبل واحترام التنوع والاختلاف في الأفكار والاتجاهات.
- ضمان حرية التعبير والمشاركة بالأخذ والعطاء والعمل بروح الفريق، وبمشاركة جميع الأطراف ذات العلاقة.
- إيضاح فلسفة التربية وأهدافها لجميع الأطراف المرتبطة بالعملية التربوية (إداريين، معلمين، أطفال، أولياء أمور).
- الحرص على المساواة بين الأطفال في المعاملة وتنمية حب الاستطلاع عند الطفل.
- إتاحة فرص استثارة الدهشة والاستغراب وإتاحة الفرص للتدريب على حل المشكلات.
- تشجيع الأسئلة والتساؤل في جو ديمقراطي تسوده المحبة والاحترام، واحترام خيالات الأطفال التي تصدر عنهم.
- اتسامه بالمرونة ومراعاة الفروق الفردية ليسمح لكل متعلم أن يتقدم حسب قابليته.
- أن تتحدى الأنشطة قدرات الأطفال دون التسبب في الإحباط.
- أن يراعي الخصائص للأنشطة المتضمنة للمنهج وأن تساعد على حب الاستطلاع، وأن تكون مثيره.
- العلاقات المدرسية الإيجابية بين المعلمين والأطفال والإداريين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي.
ثالثاً: توصيات حول دور الأسرة في توفير البيئة الملائمة لإبداع الأبناء
- توفير الجو الهادئ داخل الأسرة، بحيث يهيئ للأبناء فرصة التفكير المستقل.
- توفير الرعاية الصحية داخل الأسرة، بحيث تساعد الأبناء على النمو السليم في مختلف جوانب شخصياتهم.
- إرشاد الوالدين للأبناء إلى الطريقة المثلى لاستغلال أوقات فراغهم.
- اهتمام الأسرة إلى حد كبير بالعلم، وتقديرها لجهود العلماء والباحثين.
- إتباع أسلوب التفاهم والمناقشة الحرة مع الأبناء.
- تقبل أفكار الأطفال الغير عادية.
رابعاً: توصيات حول دور المعلم فى التربية الإبداعية.
- تقليل كثافة الفصول، وتوفير الجو الصحي داخلها.
- إعطاء المعلم الفرصة لاستغلال إمكانياته العقلية والمعرفية، وعدم قيده بقيود تحد من حركته.
- اهتمام إدارة المدرسة بالأنشطة والرحلات خارج المنزل.
- التخلص من الروتين الذي يسود العملية التعليمية، ويعيق حركتها.
- اهتمام إدارة المدرسة بالتفكير الإبداعي والمبدعين من التلاميذ ورعايتهم.
- الاهتمام بالجوانب الصحية والنفسية والعقلية للأطفال.
خاتمة:
لقد أصبحت التربية الإبداعية والتفكير الإبداعى مطلبين مهمين يحتاجهما المدرس مع تلاميذه، والخطيب على منبره، والناقد فى نقاشه، وطالب العمل السياسي، والمجاهد فى العمل الجماهيري، والأمم التى حققت طفرات اقتصادية وعلمية وثقافية وعسكرية ضخمة هى الأمم التى اهتمت بالتربية الإبداعية لأبنائها، وبرعاية المبدعين والموهوبين في شتي المجالات فحققت لشعوبها التقدم والرقى والازدهار.
إن الدراسات حول التربية الإبداعية هى نتيجة تجارب فى الميدان التعليمى استمرت لعشرات السنين والمعلوم أن الإنسان يبدأ فى التعلم عندما يعلم لأن حاجة الإنسان للتربية والتعليم تتواصل مدى الحياة، ونرجو أن تحصل الفائدة من هذه الدراسة، وأن تحظى بالنقد لكي نعدل كل ما يجب تعديله وكل إنسان خطاء، ولكن الغاية من البحث فى المجال التربوى هى تمكين أبنائنا من امتلاك القدرة على الإبداع والتميز، وهذا ما يمكننا من بلوغ أعلى درجات التقدم والتفوق على الحضارات الأخرى.
إن المبادرة يجب أن تكون بيد المفكرين العرب والمسلمين الذين يستطيعون الإبداع وابتكار نظريات جديدة فى مجال التربية الإبداعية تكون ذات جدوى ومنفعة للأجيال القادمة، والاعتماد على مواهب مبدعيها، دون الحاجة إلى اقتباس النماذج الجاهزة من البلدان المتقدمة، ولما لا نحاول القيام بالتجارب على الأفكار الإصلاحية فى مجال التربية الإبداعية على عدة مدارس للتأكد من نجاحها، ثم نشرها على بقية المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى، وبذلك نصبح أمة مجددة ومبدعة بالاعتماد على عقول أبنائها.
إن جميع مؤسسات المجتمع بدءً من الأسرة مروراً بالمدرسة والمسجد ودور العبادة ووسائل الإعلام، وكذلك النوادى الرياضية، وجماعة الأقران كلها مسئولة عن تنشئة أبنائنا تنشئة إبداعية فى كافة المجالات: (العلمية – الفنية – الرياضية – الثقافية – المهنية) فكل فرد يمكن أن يبدع فى مجاله مما يؤدى إلى طفرة غير مسبوقة في المجال الذي يبدع فيه، وذلك سينعكس بالإيجاب على المجتمع بالخير والتقدم والازدهار.
إن كل من برعوا ونبغوا وحصلوا على جوائز عالمية من العرب والمسلمين سواء فى مجال العلوم، قد أبدعوا فى مجالاتهم وحققوا لأنفسهم وأمتهم مجداً تليداً، واسماً رفيعاً سيظل خالداً على مدار التاريخ، وذلك ببذل الجهد والعطاء والصبر والتضحية حتى يصلوا إلى المكانة السامية التى وصلوا إليها.
إن كل شخص على وجه الأرض يملك القدرة ليكون شخصاً مبدعاً وموهوباً، وقد أثبتت الدراسات الحديثة حول التربية الإبداعية أنها يمكن تعلمها والتدريب عليها، ومن ثم المهارة فيها تماماً كما يتعلم أحدنا مهارة الرسم، ويتعلم لاعب كرة القدم مهارة تسجيل الأهداف، أو أن يتعلم أحدنا فن التمثيل، أو يبدع أحدنا فى اختراع يفيد البشرية.
وأنت مدعو معنا للإبداع فى المجال الذي تهواه وتحقق فيه لنفسك ولأسرتك ولمجتمعك المكانة والمنزلة التى تتمناها، فليس معنى أن تخفق مرة فى مجال ما أنك شخص غير ناجح أو غير مبدع، فكثيراً ما أخفق العلماء والمخترعون فى تجاربهم عدة مرات قبل أن يصلوا إلى إنجازات مذهلة خلدها التاريخ، وكل إنسان بداخله طاقات إبداعية لو أحسن استغلالها لانعكس ذلك عليه وعلى المحيطين به بالخير والسعادة والرفاهية.
قائمة المصادر والمراجع
أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً: الأحاديث النبوية الشريفة.
ثالثاً: مراجع باللغة العربية:
- ابن منظور، لسان العرب، ج4،ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي،1416هـ.
- أبو النور- مبادئ الإبداع- دار الفكر- 1993م.
- أبو سعد- مصطفى، الوالدية الإيجابية من خلال استراتيجيات التربية الإيجابية- دار الملتقى- سوريا- 2006م.
- أحمد نجيب، أدب الأطفال علم وفن. القاهرة – مصر، دار الفكر العربي، 1994م.
- أسامة فريد، حرك مخك (برنامج متكامل للتميز فى تفجير القدرات) دار قرطبة، السعودية، 2009م.
- ألمط، محمد فائز- من كنوز الإسلام- الدار المتحدة، سوريا- 1992م.
- الأميرى، أحمد البراء- فن التفكير- مكتبة العبيكان- السعودية- 2005م.
- الأميرى، أحمد البراء- فن التفكير- مكتبة العبيكان- السعودية- 2005م.
- انشراح المشرفى- المرشد فى التربية الإبداعية للطفل.
- بارون وبايرن وسالس، وروبرت ودون جيرى- استكشاف السيكولوجيا الاجتماعية، مطابع ألين وبيكون، أمريكا 1988م.
- بروان، ج، ي، أساليب الإقناع، ترجمة د/ عبد اللطيف الخياط، دار الهدى- السعودية، 1999م.
- بكار، عبد الكريم – فصول فى التفكير الموضوعى – دار القلم – سوريا – 2005م.
- بكار، عبد الكريم- عصرنا والعيش فى زمانه الصعب- دار القلم سوريا 2004م.
- بكار، عبد الكريم، فصول فى التفكير الموضوعى- دار القلم- سوريا- 2005م.
- بكار، عد الكريم، مدخل إلى التنمية المتكاملة- دار القلم- سوريا- 2001م.
- توفيق، عبد الرحمن/ الإبداع والقواعد غير المكتوبة- مطابع الشرطة- مصر- 2005م.
- جون هارتاى- (أبريل 2007م) الصناعات الإبداعية- كيف تنتج الثقافة فى عالم التكنولوجيا والعولمة- ترجمة بدر السيد سليمان الرفاعى- سلسلة عالم المعرفة- المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب- الكويت- العدد 138- أبريل 2007.
- خالد بن حامد الحازمى، التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية.
- ديبونو، إداورد – تحسين التفكير بطريقة القبعات الست – ترجمة عبد اللطيف الخياط – دار الإعلام – بالأردن- 2002.
- ديسماريس، جوى- مقالة علمية حول تطوير مهارات القيادة من خلال تعليم الخدمة للشباب، صادرة عن المجلس الوطنى لقيادة الشباب، جامعة سانت كاترين، سانت بوليس- الولايات المتحدة الأمريكية 2000، مجلد 8 عدد9.
- ذريق، معروف، علم النفس الإسلامى – دار المعرفة – سوريا 1993م.
- سعيد، جودت- مذهب ابن آدم الأول- دار الفكر- لبنان- 1993م.
- سعيد، جودت، مذهب ابن آدم الأول- دار الفكر- لبنان 1993م.
- سميث، جين- فن اتخاذ القرارات الصائبة، ترجمة مركز التعريب والترجمة ، الدار العربية للعلوم- لبنان- 1999م.
- سولان، بول، دليل القادة إلى مهارات التفكير الراسى- مطابع شركة كليز المحدودة- بريطانيا 2003م.
- السويدان، والعدلونى- طارق وأكرم، مبادئ الإبداع- قرطبة للنشر والتوزيع- السعودية- 2009م.
- السويدان، والعدلونى- طارق، وأكرم- مبادئ الإبداع- قرطبة للنشر والتوزيع- السعودية – 2009م.
- السويدان، والعدلونى، طارق وأكرم – مبادئ الإبداع – قرطبة للنشر والتوزيع – السعودية – 2009.
- الشكعة- مصطفى- الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان- دار الكتاب اللبنانى- 1983م.
- طارق السويدان وأكرم العدلونى ، مبادئ الإبداع ، قرطبة للنشر والتوزيع، السعودية، 2009م.
- عبد الرحمن توفيق، الإبداع والقواعد الغير مكتوبة، مطابع الشرطة، مصر، 2005م.
- عبد الكريم بكار، مدخل إلى التنمية المتكاملة، دار القلم، سوريا، 2001م.
- على، عيسى، أثر التعليم الرسمى والخاص فى مستوى تحصيل طلبة ثانوية دمشق، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية- مجلد17، عدد 1 سوريا – 2001م.
- العمرى، أحمد خيرى، البوصلة القرآنية، دار الفكر- سوريا- 2003م.
- الغزالى، محمد- جدد حياتك- دار القلم- سوريا- 2004م.
- الغزالى، محمد- جدد حياتك، دار القلم- سوريا- 2004م.
- فاخر عاقل، الإبداع وتربيته.
- فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزكى- معجم مصطلحات التربية لفظاً واصطلاحاً- دار الوفاء للطباعة والنشر.
- فانس وديكون – مايك وديان- التفكير خارج الصندوق – مكتبة جرير – السعودية – 2008.
- فريد، أسامة، حرك مخك (برنامج متكامل للتميز فى تفجير القدرات) – دار قرطبة- السعودية- 2009م.
- القرنى، عائض، لا تحزن. مكتبة العبيكان- السعودية- 2003م.
- كارلسون- ريتشارد- لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك- ترجمة دار جرير- دار مكتبة جرير- بالسعودية- 2000م.
- كارلسون، ريتشارد- لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك- ترجمة دار جرير- دار مكتبة جرير- السعودية- 2000م.
- كوفى، شين- العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية، مؤسسة فرانكلين كوفى، ترجمة دار جرير- السعودية 2004م.
- لانغ، جيفرى- حتى الملائكة تسأل- دار الفكر- سوريا- 2001م.
- ماجد عرسان الكيلانى، أهداف التربية الإسلامية فى تربية الفرد، مرجع سابق.
- مالك بن نبى، بين الرشاد والتيه، دار الفكر، سوريا، 2002م، ص 120.
- محمد منير مرسى، الإدارة التعليمية أصولها وتطبيقاتها، طبعة منقحة، القاهرة، عالم الكتب. 1993م.
- المهاينى العظم، سحر، حمى الاستهلاك- دار الفكر- سوريا- 2007م.
- مهند الحاج على بكر، وعلمناه صنعة، دار الفكر، سوريا، 2009م.
- الناصر ودرويش- دور التربية فى الإبداع فى التفكير- دار الفكر- 1992م.
- هشام الحسن، طرق تعليم الأطفال القراءة والكتابة، عمان- الأردن، دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1990م.
- هناء العابد- التنشئة الاجتماعية ودورها فى نمو التفكير الإبداعى لدى الشباب السورى، رسالة دكتوراه – جامعة الشارقة- للاستشارات الأكاديمية والجامعية، مارس 2010م.
رابعاً: مراجع باللغة الأجنبية:
- Baron، Byrne and suls، Robert، DON AND Jerry، Exploring social psychology، Allyn and Bacon، USA،
- Des Marais، Joy،Service- Learning Leadership Developnment for Youths، National Youth leadership council، college of St Catherine، St paul، Minneapolis، USA، 2000، vol 81، Issue 9.
- Solan، Paul، the leader`s guide to lateral thinking skils، clays ltd، great Britain 2003.
- Suzanne Filteau (printemps 2012) la creativite sous toutes ses coutures revue pedagogie collegiale، vol 25 no3.
([1])فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزكى- معجم مصطلحات التربية لفظاً واصطلاحاً- دار الوفاء للطباعة والنشر- (ص13) وانظر أيضاً فى ذات الموضوع لسان العرب- مختار الصحاح المعجم الوجيز- المعجم الغنى.
([2])فاروق عبده فليه،أحمد عبد الفتاح الزكى- مرجع سابق ص13.
([3])انشراح المشرفى- المرشد فى التربية الإبداعية للطفل- بتصرف.
([4]) جون هارتاى- (أبريل 2007م) الصناعات الإبداعية- كيف تنتج الثقافة فى عالم التكنولوجيا والعولمة- ترجمة بدر السيد سليمان الرفاعى- سلسلة عالم المعرفة- المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب- الكويت- العدد 138- أبريل 2007- ص158.
([5]) Suzanne Filteau (printemps 2012) la creativite sous toutes ses coutures revue pedagogie collegiale، vol 25 no3. p26 avec modife cation
(([6])) للإمام العلامة ابن منظور، لسان العرب، ج4،ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربى، 1416هـ، ص438.
(([7])) محمد منير مرسى، الإدارة التعليمية أصولها وتطبيقاتها، طبعة منقحة، القاهرة، عالم الكتب. 1993م، ص133.
(([9])) للإمام العلامة ابن منظور/ مرجع سابق، ج11، ص55، 57.
(([10])) ماجد عرسان الكيلاني، أهداف التربية الإسلامية فى تربية الفرد، مرجع سابق، ص70.
([11]) السويدان، والعدلونى، طارق وأكرم – مبادئ الإبداع – قرطبة للنشر والتوزيع – السعودية – 2009- ص29.
([12]) فانس وديكون – مايك وديان- التفكير خارج الصندوق – مكتبة جرير – السعودية – 2008 – ص3.
([13]) ديبونو، إداورد – تحسين التفكير بطريقة القبعات الست – ترجمة عبد اللطيف الخياط – دار الإعلام – بالأردن- 2002- ص 72.
([14]) السويدان والعدلونى، طارق وأكرم- مبادئ الإبداع- مرجع سابق- ص34.
([15]) توفيق، عبد الرحمن/ الإبداع والقواعد غير المكتوبة- مطابع الشرطة- مصر- 2005م- ص12.
([16]) ذريق، معروف، علم النفس الإسلامى – دار المعرفة – سوريا 1993 – ص80.
([17]) بكار، عبد الكريم – فصول فى التفكير الموضوعى – دار القلم – سوريا – 2005م – ص101.
([18]) السويدان، والعدلونى- طارق، وأكرم- مبادئ الإبداع- قرطبة للنشر والتوزيع- السعودية – 2009م – ص35.
([19]) فريد، أسامة، حرك مخك (برنامج متكامل للتميز فى تفجير القدرات) – دار قرطبة- السعودية- 2009 – ص 10.
([20]) بكار، عبد الكريم، فصول فى التفكير الموضوعى- مرجع سابق- ص166.
([21]) السويدان والعدلونى- طارق وأكرم- مبادئ الإبداع- مرجع سابق- ص82.
([22]) فريد، أسامة، حرك مخك، مرجع سابق، ص80.
([23]) السويدان والعدلونى- طارق وأكرم- مبادئ الإبداع- مرجع سابق- ص84.
([24]) أبو النور- مبادئ الإبداع- دار الفكر- 1993- ص11.
([25]) سعيد، جودت- مذهب ابن آدم الأول- دار الفكر- لبنان- 1993- ص 234.
([26]) بارون وبايرن وسالس، وروبرت ودون جيرى- استكشاف السيكولوجيا الاجتماعية، مطابع ألين وبيكون، أمريكا 1988، ص102
Baron، Byrne and suls، Robert، DON AND Jerry، Expoloring social psychology، Allyn and Bacon، USA، 1988.
([27]) على، عيسى، أثر التعليم الرسمى والخاص فى مستوى تحصيل طلبة ثانوية دمشق، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية- مجلد17، عدد 1 سوريا – 2001م، ص212.
([28]) الشكعة- مصطفى- الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان- دار الكتاب اللبنانى- 1983، ص120.
([29]) كوفى، شين- العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية، مؤسسة فرانكلين كوفى، ترجمة دار جرير- السعودية 2004- ص87.
([30]) هناء العابد- التنشئة الاجتماعية ودورها فى نمو التفكير الإبداعى لدى الشباب السورى، رسالة دكتوراه – جامعة الشارقة- للاستشارات الأكاديمية والجامعية، مارس 2010- ص49.
([31]) بروان، ج، ي، أساليب الإقناع، ترجمة د/ عبد اللطيف الخياط، دار الهدى- السعودية، 1999- ص23.
([32]) كارلسون- ريتشارد- لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك- ترجمة دار جرير- دار مكتبة جرير- بالسعودية- 2000- ص 329.
([33]) سولان، بول، دليل القادة إلى مهارات التفكير الراسى- مطابع شركة كليز المحدودة- بريطانيا 2003، ص7.
Solan، Paul، the leader`s guide to lateral thinking skils، clays ltd، great Britain 2003
([34]) الأميرى، أحمد البراء- فن التفكير- مكتبة العبيكان- السعودية- 2005م- ص57.
([35]) سعيد، جودت، مذهب ابن آدم الأول- دار الفكر- لبنان 1993- ص20.
([36]) سميث، جين- فن اتخاذ القرارات الصائبة، ترجمة مركز التعريب والترجمة ، الدار العربية للعلوم- لبنان- 1999- ص38.
([37]) الناصر ودرويش- دور التربية فى الإبداع فى التفكير- دار الفكر- 1992- ص94.
([38]) بكار، عبد الكريم- عصرنا والعيش فى زمانه الصعب- دار القلم سوريا 2004- ص161.
([39]) الغزالى، محمد- جدد حياتك- دار القلم- سوريا- 2004م- ص203.
([40]) ديسماريس، جوى- مقالة علمية حول تطوير مهارات القيادة من خلال تعليم الخدمة للشباب، صادرة عن المجلس الوطنى لقيادة الشباب، جامعة سانت كاترين، سانت بوليس- الولايات المتحدة الأمريكية 2000، مجلد 8 عدد9- ص35.
Des Marais، Joy،Service- Learning Leadership Developnment for Youths، National Youth leadership council، college of St Catherine، St paul، Minneapolis، USA، 2000، vol 81، Issue 9.
([41]) لانغ، جيفرى- حتى الملائكة تسأل- دار الفكر- سوريا- 2001م- ص13.
([42]) كارلسون، ريتشارد- لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك- ترجمة دار جرير- دار مكتبة جرير- السعودية- 2000- ص30.
([43]) الأميرى، أحمد البراء- فن التفكير- مكتبة العبيكان- السعودية- 2005، ص64.
([44]) الغزالى، محمد- جدد حياتك، دار القلم- سوريا- 2004- ص58.
([45]) أسامة فريد، حرك مخك (برنامج متكامل للتميز فى تفجير القدرات) دار قرطبة، السعودية، 2009م، 34.
([46]) عبد الرحمن توفيق، الإبداع والقواعد الغير مكتوبة، مطابع الشرطة، مصر، 2005م، ص 130.
([47]) طارق السويدان وأكرم العدلونى ، مبادئ الإبداع ، قرطبة للنشر والتوزيع، السعودية، 2009م، ص 117.
([48]) أسامة فريد، حرك مخك، مرجع سابق، ص 22.
([49]) عبد الكريم بكار، مدخل إلى التنمية المتكاملة، دار القلم، سوريا، 2001م، ص 194.
([50]) مهند الحاج على بكر، وعلمناه صنعة، دار الفكر، سوريا، 2009م، ص 12.
([51]) طارق السويدان وأكرم العدلونى، مبادئ الإبداع، مرجع سابق، ص 20.
([52]) فاخر عاقل، الإبداع وتربيته، ص (152).
([53]) خالد بن حامد الحازمى، التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية.
([54]) ألمط، محمد فائز- من كنوز الإسلام- الدار المتحدة، سوريا- 1992م- ص58.
([55]) السويدان، والعدلونى- طارق وأكرم، مبادئ الإبداع- قرطبة للنشر والتوزيع- السعودية- 2009- ص124.
([56]) العمرى، أحمد خيرى، البوصلة القرآنية، دار الفكر- سوريا- 2003م- ص61.
([57]) بكار، عد الكريم، مدخل إلى التنمية المتكاملة- دار القلم- سوريا- 2001م- ص56.
([58]) القرنى، عائض، لا تحزن. مكتبة العبيكان- السعودية- 2003- ص137.
([59]) بكار، عبد الكريم، فصول فى التفكير الموضوعى- دار القلم- سوريا- 2005- ص41.
([60]) السويدان والعدلونى، طارق وأكرم- مبادئ الإبداع- مرجع سابق- ص129.
([61]) بكار، عبد الكريم- مدخل إلى التنمية المتكاملة- مرجع سابق- ص87.
([62]) بكار، عبد الكريم- فصول فى التفكير الموضوعى- مرجع سابق- ص273.
([63]) أبو سعد- مصطفى، الوالدية الإيجابية من خلال استراتيجيات التربية الإيجابية- دار الملتقى- سوريا- 2006م، ص35.
([64]) المهاينى العظم، سحر، حمى الاستهلاك- دار الفكر- سوريا- 2007م- ص23.
([65]) أبو سعد، مصطفى، الوالدية الإيجابية من خلال استراتيجيات التربية الإيجابية- مرجع سابق- ص171.
([66]) أحمد نجيب، أدب الأطفال علم وفن. القاهرة – مصر، دار الفكر العربي، 1994م.
([67]) هشام الحسن، طرق تعليم الأطفال القراءة والكتابة، عمان- الأردن، دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1990م.
([68]) عبد الكريم بكار، أصول فى التفكير الموضوعى، مرجع سابق، ص 197.
([69]) مالك بن نبى، بين الرشاد والتيه، دار الفكر، سوريا، 2002م، ص 120.